"هو عليّ هَينُ" - (حُذيفة ورم...

By ara90909

5K 243 17

_ شوفتي بقى بعينك يا مودة، طريقة معاملته معايا بقت عاملة إزاي، وحتى مش بيبص في وشي. _ إهدي يا رميم ومتكبريش ا... More

تعريف 💜🫐
الأسكريبت الأول [1]
الإسكريبت الثاني [2]
الاسكريبت الرابع 🤍

الإسكريبت الثالث [3]

687 45 2
By ara90909

اسكريبت لطيف 💌🌸
حُذيفة ورميم ❁3❁

_ حُذيفة مش بيقولي لا متقلقيش هقدر أقنعه.

_ قالت صديقتها "مودة" بنفي:-
بس مش في كُل حاجة يا رميم، دا غلط ومينفعش يوافقك الصراحة، ويبقى كدا ظُلم عليه.

_ قالت رميم:-
دا كام شهر يا مودة وهينقلوني نقلة تانية، أنا دخلت المُسابقة واجتهدت والحمد لله ربنا رزقني بالبعثة دي هقدر أطور من اللغة وأدخل عالم الترجمة وأحقق حلمي بقى.

_ وحُذيفة مش منعك خالص يا رميم بالعكس دا بيشجعك ويدعمك، بس إنتِ بتتكلمي في سفر .. عايزة تسافري بلد زي تُركيا لواحدك وتقعدي فيها كام شهر وتسيبي جوزك دي صعبة أووي بجد وأنا مش معاكِ بصراحة، إنتِ طلبتي نصيحتي وأنا قولتلك إللي شيفاه صح.

_ دي فرصة يا مودة كنت مستنياها من زمان وتعبت علشان أوصلها، وحُذيفة مش هيقف قدام حاجة فيها مصلحتي ومنفعتي بالعكس هيأيد جدًا، هقوله النهاردة وأشوف كدا الأمور ..

_ تمام يا رميم إنتِ حُرة وربنا ييسرلك أمورك.

_ يلا بينا..

  ✺✺✺✺✺✺✺✺✺✺✺✺✺✺✺✺✺✺✺✺✺

_ حُذيفة حبيبي.

_ عيونه.

_ مدت إيدها بكوباية عصير مانجا إللي بيعشقه، وقالت:-
اتفضل يا ذيفو بالهنا على قلبك يا حبيبي المانجا حبيبتك إللي بتعشقها.

_ تسلم إيدك يا أميرتي الحلوة، بس أنا محدش حبيبي ألا إنتِ وبس ومش بعشق ألا رميم وبس.

_ وأنا مقبلش بأقل من كدا يا سي حُذيفة .. كنت شربت من دمك.

_ أووبس عنيفة يا رميم، بس قوليلي أيه الرضا دا كله مش متعود أنا على الدلع ده .. مانجا وحبيبي وذيفو خير اللهم أجعله خير أنا متعود الأيام إللي فاتت دي على جعفر لكن أين هو أنا لا أرااه.

_ حُــــــــــذيـفـة..

_ يا نعم..

_ لِم الدور يا ذيفو علشان مش تنام النهاردة على الكنبة يا روحي..

_ لا لا كُله ألا الكنبة أنا عضمي فشفش ومقدرش أبعد عن حضن رميم.

_ ابتلعت ريقها بتوتر وفكرت تفتح الكلام معاه إزاي في الموضوع، وهو لاحظ ترددها وإنّ في كلام في عيونها، مسك إيدها بين إيده، وقال برفق مرح:-
قولي عالطول إللي عندك من غير تردد، أنا قولت بردوه عصير المانجا كدا مش طبيعي ولا الدَخلة دي ..  في أكيد مصلحة من وراه... يلا جيبي إللي في قلبك يا وحشه يا مصلحنجية ..

_ اتنفست بهدوء وهي بترسم إبتسامة بسيطة وحسمت أمرها تقول دون تردد لأن معدتش قدامها وقت كتير:-
بصراحة كُنت عايزة أقولك على موضوع كدا بس توعدني إنك تتفهمني وتوافق.

_ ابتسملها بهدوء وبشاشة وطبع قُبلة رقيقة على إيدها، وقال:-
يا نهارك بمبي يا حُذيفة يا ابن الحُسيني .. رميم نفسها في حاجة ومتردده تقول وعامله حواجز وكلام من ده..
وأنا إمتى متفهمتكيش يا رميم، دا أنا عيوني لكِ يا رميم حُذيفة نفسه رهن إشارتك يا قطتي، ولو بإيدي طلبك وفي مصلحتك أكيد مش هتردد لحظة وإنتِ عارف كدا..

_ زاد توترها من كلامه لكنها اتشجعت وقالت:-
إنتَ عارف أنا قد أيه شغوفة إنّ أطور من نفسي وأحقق الحلم إللي بنيه يا حُذيفة وإنتَ أكتر واحد عارف أنا تعبت قد أيه ...
المُسابقة إللي قدمت فيها من فترة الحمد لله بفضلك بعد ربنا سبحانه وتعالى فُزت فيها أنا وإتنين كمان...

_ تهلل وجهه بالسعادة، وشدها لحضنه وقال بفرح:-
ألف مبروك يا رميمي مبروك يا غالية على قلبي، أنا قولتلك إنك قدها وقدود وربنا مش هيضيع تعبك.
وبعدين أنا وعدتك إن هفضل أدعمك وهفضل في ضهرك دايمًا ومقدرش أبدًا امنعك من أحلامك..

_ شعرت بالراحة من كلامه فتابعت كلامها:-
أنا كسبت في المُسابقة والمُكافئة بتاعتي هي السفر لتُركيا تبع بعثة مجانية كمنحة ليا علشان نتعلم اللغة أكتر من مصدرها الأساسي ونعرف أكتر عنها من أهلها وأصوات اللغة الأصلية من ناطقيها، دا طبعًا خبرة كبيرة هكتسبها دا غير الشهادة إللي هخدها وهتكون نقلة تانية ليا هقدر أشتغل بأعلى وأفضل مجالات الترجمة، دا كمان هيأهلني أشتغل في الترجمة العالمية.

_ كلامها صدم حُذيفة وهو بيحاول يفهم المغزى منه ومتوقعش إن رميم ممكن توصل لكدا، قدر يتحكم في نفسه وتسائل بهدوء مخيف:-
والمطلوب؟

_ شعرت رميم بعدم الإطمئنان من ردة فعله، وقالت بتردد وترقب:-
أسافر تركيا لمدة ٨ شهور ..

_ وإنتِ عايزة تسافري؟

_ ردت بتحمس:-
طبعًا جدًا جدًا ..

_ قال ببرود وبنفس هدوءه:-
طلبك مرفوض يا رميم، مفيش سفر.

_ رده صدمها واختفت إبتسامتها، ورددت بغضب طفيف:-
يعني أيه مفيش سفر، إنتَ بترد عليا كدا ليه وبعدين فين كلامك في إنك مش هتقف قدام مستقبلي وهتدعمني والكلام ده .. وتساعدني أطور من نفسي ..  دا تسميه أيه.

_ إنتِ إللي مش حاسه باللي بتقوليه يا رميم .. من كل عقلك عايزه تسيبني وتسافري بلد غريبة لواحدك وتقعدي بالشهور .. هو أنا علشان بطاوعك ومش بحب أزعلك تيجي عليا كدا يا رميم، أنا للدرجة دي دلدول أو مش راجل علشان أسيب مراتي تسافر بلد غريبة وتقعد بالشهور لوحدها، وأنا من إمتى وقفت في طريق مستقبلك .. أنا مسبتش إيدك وبدعمك من البداية .. كورسات وماله وباخدك من إيدك وبوديكِ بنفسي، وبقدملك في أكاديميات من غير حتى ما تُطلبي لما بعرف إنها مُفيدة لكِ..
ورسالة الماجستير بتاعتك إللي فضلت ماشي فيها معاكِ خطوة خطوة .. كُتب نادرة بفضل وراها لغاية ما أجبهالك من أخر الدنيا، مُسابقات ودورات تدريبة ويلا بينا يا رميم ..
وبعد دا كله واقف في طريق مُستقبلك، دا كله ومش بدعمك..
والمفروض برده أتنازل وأوافق تسافري علشان مُستقبلك وحُذيفة يولع..
لا يا رميم مفيش سفر إنسي الموضوع ده خالص..

_ كلامه أغضبها بشدة وحُبها للنجاح عمى عيونها وقالت بغضب بعد ما وقفت:-
وأنا طبعًا مش هسكت على الكلام ده يا سي حُذيفة، مش هسمحلك تقف في طريق نجاحي، هسافر يا حُذيفة يعني هسافر ومتقدرش تحبسني وملوش لازمة تقعد تعايرني بإللي عملته لأنك معملتش حاجة .. كل إللي عملته كان بمجهودي وتعبي.

_ صدمة كبيرة وقعت على حُذيفة إللي تفاجىء برد رميم الحاد، قبض على ايده يكورها بشدة حتى ابيضت مفاصلة وبيحاول يكظم غضبه علشان ميأذيهاش، قال بصوت هاديء رغم غضبه وأنفاس مُتسارعة:-
أنا هعمل نفسي مسمعتش الكلام ده ويلا على أوضتك دلوقتي يا رميم علشان مزعلكيش.

_ قالت بتحدي وعناد:-
متزعلنيش لا يا حُذيفة زعلني يلا .. أنا مش داخله أُوض هتعمل أيه يعني أنا مش طفلة صغيرة هتعاقبها.

_ أثارت غضبه فشدها من ذراعها بقوة واصتدمت فيه، ونزل لمستواها وقال من بين أسنانه بأنفاس حارة:-
شكلي دلعتك كتير يا رميم .. أنا مش عارف إنتِ مالك أيه إللي حصلك إنتِ مش سامعة الكلام إللي بتقوليه..
أنا ماسك نفسي عنك بالعافية يا رميم، يلا على أوضتك امشي من قدامي.

_ نزعت ذراعها بقوة من بين إيده، وقالت بعناد أكبر وعيونها مليانه بالدموع:-
أنا فعلًا همشي من وشك ومعدتش قعدالك فيها يا حُذيفة أنا مش طفلة علشان تتحكم فيا .. أنا هروح لأهلي وليا كلام مع بابا وعمي..

_ بابا وعمي! .. إنتِ نسيتي كلامي لكِ .. إنّ إللي يحصل بينا هيفضل بينا مهما حصل من مشاكل مفيش حاجة تخرج برا باب بيتنا..

_ دا كان زمان يا حُذيفة بيه .. أنا هلم هدومي ومش قاعدة هنا دقيقة ..

_ هدوم أيه إللي تلميها أنا إللي المفروض ألمك حالًا.

_ قالت ودموعها مغرقة وشها:-
طلقني يا خُذيفة. 

وجرت على أوضتهم وقفلت الباب وراها بكل غضب وانهارت من العياط..

_ حُذيفة جن جنونه لما سمع الكلمة دي منها، وكررها بصدمة:-
طلقني يا حُذيفة!!!

وفضل يمشي في البيت رايح جاي والغضب وصل قمته .. هو عارف إن رميم مُندفعة ومش ناضجة كفاية وبتقول أي حاجة بتخطر على بالها بس مش قادر يستوعب كم الأنانية إللي كلمته بيها ولا قادر يصدق إن رميم تكون بالأنانية دي ..
غضبان .. حزين .. مصدوم منها هي ..
من رميم ..
عايز يفجر غضبه وحزنه ومع ذلك خايف يإذيها أو يتهور
حاسس إنّ جمر مشتعل في صدره وأنفاسه بضيق عليه..
وعقله مش راحمه من الأفكار السوداويه..

قعد على أحد المقاعد بيحاول يتحكم في أعصابه، رفع إيده وفضل يجذب خصلات شعره للخلف بعنف وعقله تاه في ملكوت تاني وشرد بعيد...

لكن فجأة قام من مكانه وسارع نحو المرحاض وبدأ يتوضى بتأني وهو متيقن إنّ الوضوء هيطفي نار غضبه وركعتين قضاء حاجة هتريح قلبه..
الغضب من الشيطان والشيطان من نار ولا يُطفيء النار إلا الماء ..
وبدأ يصلي ركعتين قضاء الحاجة بخشوع وبسجوده منسهاش من دعواته رغم زعله منها ..

هو عارف إنّ الحياة مش هتفضل وردي دايمًا وأكيد هتقابلهم عقبات في حياتهم بس لازم تتحل بحكمة بدون إستنزاف حبهم لبعض بل على العكس تزود من حبهم وقربهم لبعض، ودا هيفهمه لها ويزرعه في عقلها قبل قلبها، هيفهمها وهيسامحها وهيحبها كمان وكمان..
علشان هي بنته قبل ما تكون مراته، علشان هي طفلته قبل ما تكون حبيبته، علشان لما قلبه عشقها حبها بعيوبها قبل مُميزتها .. بس لازم تتعلم الدرس وتاخد الدوا رغم مرارته لازم عقاب صغير لرميمه..

"سأعتني بكِ رغم البُعد بيننا في دُعائي وصلاتي وبين أحرُفي وثنايآ ذاكرتي."

         ***************************

في غرفتها فور دخولها مليانه غضب وقهرة بدأت تمشي في الأوضة راحه جايه ..
وفجأة فتحت دولابها وبدأت تسحب هدومها بعشوائية وعنف والدموع بتجري على خدها..
بس وهي بتسحب الهدوم بقوة وسرعة وقع من بينهم برطمان ملون وخرج منه ورق ملون كتير ..
برطمان حُذيفة ... هي مسمياه كدا .. برطمان حُذيفة..
سابت إللي في إيديها ووقعت على ركبتها وهي بتفتح كل ورقة منهم وتفتكر كل موقف حصل بالتفصيل..

هي عملت البرطمان ده من أول ما اتجوزت حُذيفة وكُل حاجة هو عملها علشانها كانت بتكتبها في ورقة وتحطها في البرطمان، كل موقف حصل بينها وبين حُذيفة، كل سعادة قدمها لها حُذيفة، كُل تضحية قدمها له..
ومع كُل موقف عقلها بيسترجعه الدموع بتنهمر من بين عيونها ..
فتحت ورقة من وسط الورق وكانت تذكار عن أحد المواقف.
افتكرت لما جت الفرصة لحُذيفة تبع شغله إنه يسافر لخارج البلاد لمدة ٣ سنوات وكانت فرصة كبيرة متتعوضش والكل دعمه إن يسافر بس هي وقتها رفضت إنه يفارقها وحزنت حزن شديد حتى إنها حبست نفسها في غرفتهم وأبدًا مكانتش متقبلة فكرة إفتراقه عنها حتى ولو لفترة مُؤقته وعلى الرغم من إنها كانت فرصة كبيرة له متتعوضش بس وقتها مقدرش يشوفها حزينة ومهانش عليه فراقها ...
اليوم ده دخلها الغرفة بصندوق كرتوني كبير وفتحه قدام عيونها وكان ممتليء بحلوى القطن البيضاء والوردية "غزل البنات"  . .
وطبع القُبل على جبينها ووجنتيها وقلها بكل رضا .. "حُذيفة ميقدرش يبعد عن رميم ولا عن أحضان رميم، مقدرش أسافر لو سفري ده هجني من وراه دهب."

_ بكت بشدة لما افتكرت كل حاجة عملها علشانها والمقابل هي عملت أيه، وقالت أيه:-
إزاي أنا قولت الكلام ده .. إزاي فكرت بالطريقة دي .. أنا إزاي كُنت أنانية كدا وأذيت حبيبي حُذيفة بالكلام الوحش ده .. هو أنا فعلًا أقدر أبعد عنه ..

وفضلت تبكي بشدة وقصاصات الورق على حجرها وندم شديد على إندفاعها وتسرعها في الكلام وعدم نضجها ..
لكن فجأة وقفت وقالت بخوف:-
حُذيفة مجاش يصالحني زي كل مرة بنزعل، أكيد صدق كلامي وهيسبني ومش هيقبل الكلام إللي قولته..
حُذيفة مش هيسامحني ... أنا كسرت الحاجات الحلوة إللي بينا .. أنا إزاي سلمت نفسي للشيطان وعيوني اتعمت كدا..
أنانية أنا أنانية ... علشان مش بيزعلني ولا بيرفضلي طلب ومش بهون عليه سوقت أنا فيها ..
حُذيفة شكله مش براا .. يكون خرج وسابني قرر يسيبني ويسمع كلامي ويطلقني زي ما قولت .. لا لا بس حُذيفة مش كدا .. حُذيفة حبيبي مش هيسبني ..

وخرجت بسرعة من الأوضة وجرت في أنحاء المنزل وهي
بتدور عليه وتنادي بلهفة:-
حُذيفة .. حبيبي .. حُذيفة إنتَ فين يا روحي..

_ قلبها اتقبض لما لفت الشقة كلها وملقتهوش وتلقائي الدموع نزلت كأنها طفلة ابوها سابها ومشى، وقالت من بين شهقاتها:-
سابني ومشى أنا غبية واستاهل..

فجأة سمعت باب البلكونة بيتفتح ولقت حُذيفة خارج منها الفرحة ارتسمت على وجهها وجرت عليه ورمت نفسها في حضنه وهي بتبتسم من بين دموعها ..

_ أنا آسفه حقك عليا.. أنا مقصدش والله، إنتَ عارف إني غبية ومتسرعة وبندفع في كلامي .. متزعلش مني حقك عليا يا حُذيفة ... مش عايزة أسافر لأي مكان..

_حُذيفة مسك نفسه علشان ميضمهاش وحاول بقدر الإمكان يرسم البرود والجدية على وجهه، بعدها عنه بهدوء وقال:-
أنا عمري ما رفضت لكِ طلب يا رميم .. وزي ما طلبتي هنفذ .. عايزة الطلاق .. تمام أوك أنا كلمت عمي إللي هو والدك يعني وكمان والدي بردوه علشان يكونوا على دراية وأخدت ميعاد مع المأذون علشان كل حاجة تبقى رسمي..
هتتحرري مني وتسافري زي ما إنتِ عايزة..

_ اتصدمت رميم من رده، وقالت بزهول:-
بالسرعة دي .. دا إنتَ زي ما تكون صدقت يا حُذيفة.. عايز تتخلص مني للدرجة دي ..

_ إنتِ إللي طلبتي يا رميم متنسيش، أنا مش هاجي على نفسي تاني وإنتِ بالمقابل مبتقدريش.. كفاية كدا..

_ أنا آسفه مقصدش .. والله الكلام طلع مني كدا مقصدش.. إنتَ عارف أنا بقول أول حاجة بتخطر على بالي..

_ ودا مينفعش يا رميم لازم نعد لغاية ميه قبل ما نقول أي كلام نجرح بيه إللي قدامنا..

حاول يتمالك نفسه قدام دموعها إللي بتحرق روحه وقلبه بس لازم يكمل للأخر علشان تتعلم الدرس .. هو أبدًا مش بيكره تلقائيتها بالعكس بيحب دا فيها جدًا ..
بيحب تكون تلقائية معاه ومتحرره من كل قيودها ومش بتاخذر في كلامها .. لا هو عايزها زي ما هي إللي في قلبها على لسانها وهو عَودها على كدا ..
رميم مش بتعرف تخبي أي مشاعر جواها وإللي جواها بيترسم على ملامح وشها ودا لو دل فيدل على نقاءها الداخلي وعدم تصنعها ..

_ إنتَ رايح فين؟

_ همشي .. مش كنتِ عايزة تلمي هدومك وتمشي .. أنا مرضاش كدا بس هريحك وأمشي أنا لغاية ما نطلق..

_ إنهارت في البكاء وأدركت حجم تهورها، جرت عليه وحضنته من ضهره بقوة وهي بتتمسح فيه، وقالت:-
حُذيفة حبيبي .. متسبنيش لواحدي إنتَ عارف إني بخاف أفضل لواحدي .. حُذيفة ليه قاسي على رميم كدا .. إنتَ عمرك ما قسيت عليا، دا إنتَ كُنت ليا بابا وأخويا وحبيبي وجوزي .. متسبنيش يا حُذيفة مقدرش أعيش من غيرك يا روح قلبي ..

_ غمض عيونه بشدة وبيجاهد يفضل متماسك وميسحبهاش جوا حضنه، استدار لها، وقال:-
دلوقتي إفتكرتي إنك بتخافي تقعدي لواحدك،
دلوقتي عرفتي إن حُذيفه عمره ما قسى عليكِ،
دلوقتي إعترفتي إنّ حُذيفة كان لكِ كل حاجة،
دلوقتي بتقولي مش هتقدري تعيشي من غيري.
الكلام ده كان فين قبل ساعة يا رميم ..
حُذيفة عمره ما كان قاسي على رميم ..
رميم هي إللي قَست على حُذيفة إللي بيخاف الهوا يجرحها .
سلام يا رميم ...

وسابها وطلع من البيت وهو حاسس إن قلبه هيقف من صوت بكاها وشهقاتها إللي شبه السِهام بتدخل جوا قلبه..

وقعت على الأرض واتكومت على نفسها في زاوية وسحبت أقدامها تثنيهم وتحط رأسها عليهم ودموعها هطلت بغزارة ومش قادرة تستوعب إن كدا خسرت حُذيفة..
بتندم على عِنادها وإندفاعها ... الكل نصحها وهي عملت نفسها مش سامعة ألا صوت شيطانها إللي زيّن لها الأمر لغاية ما وصلها للهلاك ..
حضنت نفسها أكتر وهي حاسه بالخوف بيستوطن جواها مش عارفة هي خايفة من الوحدة..
ولا خايفة من عدم وجود حُذيفة..
ولا خايفة بسبب هاجس الخوف إللي عندها ..
حست إنّ الموضوع بيتطور وهتفقد السيطرة على نفسها والخوف بدأ يتمكن منها بشدة ..
الدنيا بدأت تدور بيها..
وأوشكت إنها تستلم خلاص وتسلم نفسها للظلام ففقدان الوعي في الوقت ده أسلم حل ..
لــكـــــــن فـــجــــــأة... 

_ قومي من عندك حالًا..

_ حُذيفة .. دا صوت حُذيفة.. لا لا متتوهميش يا رميم حُذيفة سابك ومشى ومش هيرجع تاني لأنه بقى قاسي خلاص ..

_ قولت قومي من عندك، تعالي هنا قدامي ..

رفعت راسها .. فعلًا حُذيفة رجع وواقف قدامها، قامت من مكانها بسرعة لما استوعبت وجوده ..
وجرت بكامل سرعتها واختصرت الخطوات إللي بتفصلهم وقفزت عليه تحضنه بكل قوتها وحبها وندمها وعشقها له..
وأخيرًا حست إنّ روحها رجعت لها ..

وحُذيفة إللي لَام نفسه لما رجع لقاها بالشكل ده، قلبه وجعه
هو أصلًا مقدرش يسيبها إزاي يسيبها هو في حد بيسيب روحه ..
مهانتش عليه ..
حتى العقاب البسيط ده كان تقيل على قلبه وحاسه إنّ كتير عليها..
رميم أنثى بروح طفلة .. أقل حاجة بتفرحها، وأقل حاجة بتبكيها وتزعلها ..
طفلة مش بتكبر ..
طفلة .. حتى لو غلطت مش بتستنا منه يعاقبها ..
حتى لو زعل منها مش بتحب يخاصمها ..
عايزاه لها في كل وقت وحين ..
طفلته أنانيه في حبها ..
بس هو راضي ..
وراضي أووي بالقليل منها ..
القليل منها جنة بالنسبة ليه ..
هي أنانية في حبها..
بس هو مُضحي في حُبه ..
ودا أبدًا مش عيب فيها ..
لأن طفلته لسه بتتعلم أصول قواعد العشق..
وهو مُعلمها ..
ولازم المُعلم يكون قدوة لتلميذه..

لفّ ذراعه عليها وأخدها جوا حضنه بحنان مُحب وطبع القُبل على رأسها وخصلات شعرها وبيمسح دموعها ويمسد على ظهرها زي الأطفال ..
وهي اتعلقت في رقبته وبتغرز نفسها جواها وكأنها منه وله ..

_ مهونتيش عليا يا رميم .. مقدرش على فراقك يا قاسية.

_ بحبك يا حُذيفة، بعشقك يا حبيبي، سامحني، حقك على قلبي يا روح قلبي ..

_ دا كله ليا أنا .. الله الله على الناس إللي خدودها أحمرت وبقت شبه الكرز عايزة تتاكل أكل .. والمخنور الصغير إللي بقى شبه الفراولة..

_ بطل تكسفني يا ذيفو بقى .. ويلا شيلني.

_ أشيلك!

_ أيوا شيلني وحطني على الكنبة، أيه عندك إعتراض..

_ وليه على أيه.. الطيب أحسن ..

وانحنى وشلها بين إيده زي الأطفال وترتفع ضحكتها المرحة ليستكين قلب حُذيفة ويقع في هواها مرة أخرى وأخرى وأخرى حتى المالانهاية..

_ يلا بقى صالحني يا ذيفو..

_ أصالحك، هو مين المفروض يصالح التاني!

_ إنتَ علشان مش متعوده عليك قاسي، وخليت عيوني الحلوة تبكِ ..

_ تبًا لتواضعكِ يا فتاة..

_ عارفة عارفة إنّ متواضعه مش عارفة أودي التواضع دا فين بس يا ناس ..

_ احمم.. المهم إنتِ قطعتي رزقك أصلًا ..

_ وليه بقى ..

_ علشان كُنت عاملك مُفاجأة وجبتلك حاجة نفسك فيها ومستني أديهاك بس إنتِ بقى دخلتي بوصلة الغم..

_ هعمل نفسي ما سمعتش الجملة الأخيرة .. يلا قولي أيه بقى دا يا حبيبي ..

_ ااه بقيت حبيبك.. ناس بتاعة مصلحتها صحيح ..

مدّ ايده جمب الكنبة في ركن صغير وخرج باقة من زهور الأقحوان إللي بتعشقه ..

_ واووو ... أقحوان ... حبيبي يا ذيفو، أيه الجمال دا ..

خطفته من إيده بسعادة وعيونها لمعت بفرحة حقيقية وبتحضنه بشغف وحماس كأنه كنز ثمين ..

_ دي بقى المفاجأة مش الأقحوان .. أنا بجيبلك الأقحوان عالطول ..
يلا شيلي الغطا بنفسك ..

كانت حاجة في حجم صندوق متوسط بس متغطي ..
رفعت الغطا وكانت المُفاجأة ...

_ عصافير ..

_ أيوا يا ست قلبي عصافير .. مش كان نفسك في عصفور وعصفورة يكون لونهم أبيض في أصفر ..

_ أيوا عصفور أسميه حُذيفة وعصفورة أسميها رميم..

عيونها دمعت بفرحة وحضنته جامد، وطبعت قُبلة على لحيته الخفيفة ..

_ شُكرًا يا حبيبي شكرًا يا حُذيفة تسلم ليا يارب وربنا يبارك ليا فيك.. شكلهم لطيف أووي بجد أنا مبسوطة أووي وهطير من الفرحة ..

_ الدور عليكِ بقى ..

_ أعمل أيه!

_ صالحيني..

_ طب عايز أيه وأنا أعمله .. اطلب وأنا أنفذ يا ذيفو..

_رجع ضهره للخلف وفرد جسمه وحط راسه على رجليها، وقال بهدوء:-
غنيلي يا رميمي عايز أسمع صوتك واطمن إنك جمبي.

_ غرزت أصابعها داخل خصلات شعره، وقالت وهي بتمسدهم:-
جمبك يا حُذيفة ومش هسيبك أبدًا يا روح قلبي .. حقك عليا متزعلش مني ..

_ صحيح قوليلي أيه إللي غير رأيك كدا، أيه إللي حصل..

_بدأت تحكيله على فكرة البرطمان وتشرحله، وقالت في الأخر:-
عملت البرطمان ده وكتبت كل حاجة حلوة عملتها ليا في ورقة وحطتها في البرطمان ده .. يعني زي برطمان السعادة كدا .. ولما كنا بنزعل سوا أو ببقى زعلانة وحزينه بروح أسحب أي ورقة منه وافتكر الموقف إللي كتبته فيها فألتمسلك العذر وزعلي كله وحزني يروح ومزاجي يتعدل يعني بفتكرلك الحلو ..
والمواقف الحلوة بتتغلب على الوحشة..

_ اندهش من فكرتها، مكانش يعرف بطريقة تفكيرها الراقي ده، رميم فاقت توقعاته وكبرت في عينه وزاد حبها في قلبه، قال لها بحب:-
مش زعلان منك يا رميمي، أنا معاكِ وهتتعلمي كل حاجة شوية شوية .. الحياة مليانة تجارب ولازم نتعلم محدش مش بيغلط يا حبيبتي، الحياة فيها الحلو والمُر ومش بتفضل وردي دايمًا .. بس إحنا في إيدينا كل حاجة إحنا سادة أفكارنا يا رميم .. ونقدر نحول كل شيء سلبي لإيجابي..

_ ربنا يباركلي فيك يا حُذيفة، إنتَ نعمة من ربنا عليا..

_ إنتِ نور عيوني يا رميمي ..
ويلا يا قطتي غني ليا أنا مش ناسي يلا ..

_ حاضر يا ذيفو .. عيوني لك..
وبدأت تلعب في شعره برقة وهي بتغني كلمات رقيقة بصوتها العذب ..

حين التقيتُكَ عاد قلبي نابضًا..
وجرى هواكَ بداخلي مجرى دمي..
وشعرتُ حضنكَ دافئًا ورأيتني..
رغم الحياءِ أذوب فيه وأرتمي
قُل لي أيا رجُلًا لأي قبيلةٍ
ولأي عصرٍ أو لجنسٍ تنتمي..؟
ولِمن تعود أصول عينيكَ التي
أضحت قناديل الضياءِ بعالمي ...

_ "هَاجَرَ القلبُ أضلُعي راكضًا نحو قلبكِ واستكان به موطنًا، فأصبحت عيناكِ موطني، وأحضانكِ مئوى لمن مثلي ظمأنٌ حتى وَرَدَ وِديَان فؤادكِ فأرتوى
وأمّا عن رائحتك فَنعيمٌ كالفردوس جعلتني أنسى من أنا!.."

_ "أعتذر لقلبكَ الحبيب يا رفيق الروح، اعفو عن عزلاء بسماء الهوى، جاهلةٌ عن الحُبِ ونواميسه."

_ "وإنّ لم ينبُض قلب حُذيفة لأجل رميمُه العتيقة فَـ لِما ينبض إذًا، وإنّ لم يمنحها العفو فَـ على مَن يعفو.!"

"دُمتم بخير يا حوريات ♥️🍒"
#مُقتطفات_حُذيفة_ورميم
#سارة_نيل

الإسكريبت الثالث لحُذيفة ورميم 👫
عايزين تاني 👀😂

▪︎|بمِداد:- ســـارة نيـــل|▪︎
  «عاشقةُ الضــــــــــادِ»..

Continue Reading

You'll Also Like

3.8M 56.5K 66
تتشابك أقدارنا ... سواء قبلنا بها أم رفضناها .. فهي حق وعلينا التسليم ‏هل أسلمك حصوني وقلاعي وأنت من فرضت عليا الخضوع والإذلال فلتكن حر...
239K 9.4K 39
رجال آلقوة.. وآلعنف آلغـآلب آلمـنتصـر.. وكذآلك آلعقآب لآ نهم ينقضون على صـيده بــكسـر جـنآحـيهم آي بــضـمـهمـآ آوبــكسـر مـآيصـيدهم كسـرآ آلمـحـطـم آ...
1M 67.7K 104
" فرحات عبد الرحمن" شاب يعمل وكيل نيابة ويعاني من مرض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع مع ارتباط وثيق باضطراب النرجسية مما يجعله ينقاد نحو كل شيء معاك...
479K 8.6K 11
كان القلب فارغ وحاضري اراه يشبه ماضي،، الحب لم اعرفه ولم اعشه اتاني فجأه كهديه من السماء وعرفت ان العمر هو مجرد رقم لايتحكم بالقلب ولا بالروح عندما...