بعد مرور شهر
-"الى اللقاء امي، ساخرج لبعض الوقت" اردف ايليت
-"رافقتك السلامة بني" اجابت الام، تنهدت الام بعد ان رحل ايليت، فهو كثير الخروج هذه الايام ولايخبرها اين يذهب، فقط يقول انه سيذهب للتسكع مع اصدقائه
ايليت اصبح يذهب الى عمله الجزئي بعد المدرسة فورا ويعود في وقت متاخر، وعندما يجد وقتًا فارغا كان يذهب لزيارة الميتم، يلعب مع الاطفال ويساعدهم في واجباتهم، هو شعر بالانتماء قليلا لذلك المجتمع
*
-"ماهذا" سال احد الطلاب بعد أن وُزِّعَ على الفصل اوراق مطبوعة
-"انها رحلة اختيارية لجزيرة كيراما الساحلية، من يريد الحضور فليأتي غدا بتوقيع على هذه الاستمارة ومبلغ مقدارهxx سيتم التبرع بهذا المال الى المدارس الفقيرة للذهاب في نفس الرحلة، انها حملة اقامتها المدرسة" أردف استاذ الفصل ليتذمر الطلاب، ليس لغلاء المبلغ بل لانهم لايريدون مشاركة الرحلة مع اشخاص من طبقة اقل منهم ورغبتهم ان تكون الرحلة خارج البلاد
هذا المبلغ كبير حقا بالنسبة لايليت، فهو براتب شهرين، ايضا رؤية اطفال الميتم جعلت قلبه يلين لذا نزوة منه تبرع بجميع مصروفه لهم باسم عائلة ديبوتشي سرا، وهكذا اصبح لايمتلك المال
عاد ايليت للمنزل ليرتدى ملابس العمل سريعا وذهب الى دوامه، بالطبع تحت ملابس المدرسة كيلا يعلم احد
وهكذا مرت الايام، وامر تلك الرحلة قد نسيها ايليت تماما، حتى جاء ذلك اليوم الذي علم احد اصدقاءه انه لن يذهب
-"ايليت؟ ألن تذهب؟!!" اردف ستيف
اخذ ايليت بعض الوقت ليتذكر اي رحلة تلك التي لن يذهب اليها
-"اذهب؟"
-"أجل!! لقد كلفني المعلم بجمع استمارات الطلاب الذين سيذهبون، ولم تكن استمارتك من ضمنهم"
-"اوه اجل... لقد نسيت حقا"اردف ايليت عندما تذكر امر تلك الرحلة التي لاينوي الذهاب اليها
-"يجب ان تأتي! تعلم طلاب السنة الثالثة سياتون ايضا، ليس في نفس الرحلة ولكن في نفس المكان، آمل ان نتاقبل هناك لانهم سينزلون في نفس الفندق معنا!" اردف ستيف بحماس
-"حقا~!" اردف ايليت بملل ولكنه تذكر ان ماثيو في الصف الثالث وهذا يعني ذهابه ايضا، تلك الفكرة ضرت راسه ليقول
-"انتظر! هل سيذهب طلاب الصف الثالث حقا؟؟ اخبرني مجددا كيف اسجل بتلك الرحلة"
ابتسم ستيف داخليا فهو يعلم كيف يجذب انتباه ايليت، ثم اردف
-" اجل سيذهبون! كل ماعليك فعله هو ان تملأ الاستمارة التي اعطيت اليك وتعطيها لي قبل يوم الاثنين المقبل ايضا المبلغ المخصص اعطه للمدير"
-"حسنا سافعل" اردف ايليت سريعا بحماس ولكنه تذكر عدم امتلاكه ذلك المبلغ ولم يتبق سوى اسبوع واحد فقل حماسه وابدى ملامح الحزن على محياه
بالطبع ليس من عادة ايليت الاستسلام سريعا طالما الامر يتعلق بماثيو، ليقوي عزيمته وينطلق في البحث عن وظائف متعددة لجمع المبلغ المطلوب
*
ايليت*
كنا متجمعين حول المائدة للعشاء ليبدا السيد ديبوتشي حديثه قائلا
-"ماثيو، كيف تبلي في المدرسة، وانت ايضا ايليت"
-"كل شيء بخير ابي"
-" لايوجد مشكلة معي سيدي"
اجبناه انا وماثيو في نفس الوقت
-"هذا جيد، اريد درجات جيدة لهذا الفصل الدراسي ايضا، لقد سمعت عن رحلة اقامتها المدرسة، سيكون من اللطيف ان تذهبوا وتغيروا مزاجكم قليلا"
-"اجل ابي ساذهب " اردف ماثيو بنفس نبرة صوت والده، تلك الباردة والرسمية
-"هل ستذهب ايضا ايليت؟ لم تجلب الاستمارة لأوقعها، فكما تعلم انا وَليُّك الان وانت لم تكمل الثامنة عشر للسفر بدون موافقة ولي امر"
-"اه... امممم ... انا~ مازلت افكر"
-"لا بأس ايها الطفل، أيا كان ماتفكر به فقط لاتقلق حياله، ولتحضر الورق وسأوقعه" اردف الاب لاشعر أني وقعت في ورطة، لا امتلك مبلغ التبرع ولا افهم لما يحتسبونني من الاغنياء؟!
-"سافعل سيدي" اردفت بطواعية، لن اخبره بالطبع انني لا امتلك النقود
-"ايها الطفل، بما انك ستبقى لدينا لوقت طويل، واتمنى ان ترحل من هنا الى منزل زواجكما-اردف ونظر الى ماثيو بطرف عينه- اريدك ان تكون مرتاحا في مناداتي بوالدي" اردف السيد لانظر اليه بدهشة ولم اكن الوحيد بل كل من على المائدة لم يكن مصدقا لما سمعه
-"س-سيدي! لايمكنني-"
-"احم.... انا فقط اريدك ان تفهم انك كابنائي، وطالما ستتبع قواعد المنزل مثلهم ساعاملك كواحد منهم، لذا اريدك ان تشعر بالارتياح لمناداتي ب'والدي'"
اطبقت فمي دون قول كلمة بعد ماسمعته من الاب لأومئ له
انتهينا من تناول الطعام لأُنظف المائدة مع ماري واغسل الصحون تطوعا
كدت اذهب للنوم لولا سماعي ماثيو يقول
-"هاي انت"
التفت غير متاكد انه يتحدث الي ولكن لا يوجد احد آخر حولنا لاردف بتوتر
-"اجل؟"
-"انت لا تريد الذهاب في رحلة المدرسة؟؟" سالني لأوسع عيني باستغراب واقطب حاحباي، منذ متى هو يهتم بشيء كهذا او حتى يتكلم معي ؟!
-"الامر ليس كذلك... انه فقط..." اردفت بتوتر ملحوظ
-"ان لم تذهب سيكون الامر غريبا للطلاب فالجميع سيذهب وستُحدِث جلبة غير مرغوب بها والاشاعات ستمسني، وهذا مزعج"
-"ل-ليس وكأنني لا ارغب بالذهاب" اردفت بصوت منخفض
-"اذن لما لاتسجل؟ ليس الأمر وكأنك تفتقر للنقود فابي يغدقك بالاموال كل اسبوع" اردف لانزل راسي محرجا
-"أ-أنا ..." تمتمت غير عالم بما يجب ان اقول
-"انت ليس معك مبلغ التبرع؟" سال ماثيو باستنكار، لايمكنني النفي ولكن من الصعب الاعتراف بذلك
-"انا..." همست بصوت خجول
-"لحظة انت حقا لا تمتلك نقودا؟؟، وماذا عن نقود والدي التي يعطيها اليك، انه يعطيك نفس مصروفي وحتى ان ذهبت الى الحفلات كل اسبوع لاتنتهي!!" اردف باستهجان
-"أ-أنا.... حسنا لقد نفذت" اعترفت
-"نفذت؟؟" اردف ماثيو مستنكرا لأومئ براسي
-"اين صرفتها كلها!!؟" سال مجددا ولم اعرف ماذا اقول
لارمي اي شيء خطر على بالي قائلا
-"اممم... البيرة؟" اللعنة ماذا قلت؟! يال غبائي، الان ستسوء صورتي امامه اكثر! ولكني لن اقول انني تبرعت بها الى الميتم هذا سيبدوا مبتذلا جدا وغير واقعي
-"البيرة؟؟ هل اضعت نقود والدي على الكحول؟"
-"أ-أجل؟"
-"انت!.. حقا كم عمرك؟ من يبيع الخمر لقاصر؟"
-"لايمكنك لومي في تلك النقطة! انت ايضا قاصر بالنسبة للشرب، فالسن القانوني هو 21" اردفت مدافعا عن نفسي
-"عفوا؟ لم اشرب سوى بضعة كؤوس من المشروب المنخفض الكحول منذ بلوغي ال18 ايضا يبدو انك لا تعلم ذلك، الالفا يصبحون بالغين بعد ال18 وليس ال21 مثلك ومثل البيتا"
-"اوه..." اطلقتها متعجبا
-"اذن انت حقا اضعت نقودك على البيرة!! واين ذهب كلام والدي عن كونك مثل ابنائه؟"
-"أ-آسف" همست غير عالم بما يجب قوله
-"منذ متى تشربها"
-"منذ الصف الثالث الاعدادي (المتوسط)" اردفت وتلك لم تكن كذبة، فقد تذوقت البيرة بعد ان سرقت واحدة من متجر لفضولي بكيف هو طعمها وكان سيئا جدا، ثم اصبحت اشتريها كنوع من التمرد على القوانين و محاولة اظهار اني رائع
-"اوه ههه يبدو ان تربية الشوارع تكون هكذا "
-"انا حقا اسف، ساتوقف عن ذلك اعدك" آخخ والان انا اعتذر على شيء لم افعله واقدم الوعود ايضا!
-"كم هو المبلغ" اردف ماثيو
لانظر اليه باستغراب واقول
-" ماذا؟"
-" سالتك كم هو المبلغ، سادفعه لك"
-"لما؟" سالته باستنكار، انها اول مرة يفعل ماثيو شيئا لي وهذا مريب
-"لما؟ لان هذه هي غايتك من القدوم الى منزلنا، الحصول على اموال والدي وصرفها باهمال، انا فقط سالبيها لك" اردف بابتسامة جانبية، واخرج بطافته البنكية من محفظته
شعرت في كلماته بالاهانة لاردف
-"شكرا لك لا اريد" اردفت وانزلت راسي بغضب لا اريد النظر اليه
-"اوه حقا؟ هههه ومن اين ستجلب النقود؟ ام انك ستذهب للطلب من والدي كالمتسول الذي انت عليه؟" هل هو يشعر بتلك السعادة الكبيرة في الاستهزاء بي لهذه الدرجة؟!
-"يمكنني تدبر امري، شكرا لاهتمامك"
-"وكيف ذلك؟" اردف بسخرية
-" ..... انا اعمل " اردفت بعد ان صمت قليلا لا اعلم أؤصارحه بما افعل لكسب المال ام اخفي ذلك عنه، لا اشعر بالراحة للكذب عليه وأخاف ان اوقع نفسي بمصيبة كما فعلت قبل قليل
-"تعمل؟ من سيقبل قاصر للعمل معه مثلا؟" أردف بسخرية مجددا لاشعر ان دمي يغلي من الغضب
-" عالمي لا يسري عليه قوانين الاغنياء تلك!! لست مثلك!! انا اعمل منذ كنت في السادسة من عمري" اردفت بانفعال وحنق
-"اوه حقا؟~ هه ماذا كنت تعمل فيه؟ امتصاص قضبان الالفا؟ ، فهذا مايليق بمتسول مثلك" حسنا تلك كانت الجملة القاسمة لآخر شعرة صبر في عقلي لافقد بعدها هدوئي وانفجر عليه بغضبي
ودون وعي مني حطت قبضتي على وجهه الكمه بكل قوتي، ليتراجع للخلف بضع خطوات ويقع على الارض
-"هل تظن الجميع مثلك؟؟ حثالة خائنون!... أولم تعلم اني اشعر بك عندما تنام مع غيري؟! تلمس غيري وتتبادل سوائلكم معا! هل تظنني غبي كيلا اعلم ان رائحتك مختلطة مع شخص آخر عندما تعود الى المنزل بلا حياء بعد النوم معهم؟ أولئك الالفا الذين يلمسون اشخاص غير من وسموهم هم الحثالة!! وأنت فقط ترى نفسك شريف وتعطي لنفسك الحق أن تظن بي ظن السوء؟؟ أنت حقا هو الاسوء!!" صرخت عليه بغضب ممزوج بالم مكبوت داخلي، لالتفت راحلا، يبدو اني ضربته بقوة فلم يغفل عني نزيف جانب فمه وذهوله من فعلتي، ولاول مرة اشعر ببعض الراحة والسعادة لأذيته هكذا*
عاد ايليت سريعا الى غرفته واغلق الباب, مسح تلك الدمعة المتمردة من عينه بعنف ثم استلقى على السرير ودفن وجهه في الوسادة غير راغب بالبكاء او التفكير بالامر
'لا باس ايليت لاتفكر كثيرا، توقف عن وضع مشاعرك في اي شيء يحدث!... لاتجعل كلماته تؤثر عليك، انه مجرد احمق حقير لايعلم شيئا ولكن.... لما كان عليه ان ينعتني بالعاهر؟!، لم يقلها مباشرة ولكنه قصدها من كلامه، انه يراني فقط.... مجرد عاهر متسول! انه حقير مختل ايليت لاتستمع له، لاتدعه يحبطك ولاتظهر له ان كلامه يؤثر بك، كن قويا ايليت!' كان هذا مايخبر به ايليت نفسه ليهدئ نفسه، ولكن اكثر مايؤلم ايليت انه لايستطيع كرهه، اجل ماثيو كان وقحا وحقير بشكل مبالغ فيه ولكن رغم ذلك قلب ايليت مازال يتالم لفكرة كرهه، وهذا مايجعل الامر اكثر صعوبة
*
في الايام القليلة الماضية اصبحت علاقة ماثيو وايليت متوترة اكثر مما هي عليه، من المفترض ان الحديث يساعد في التقرب بين الاشخاص ولكن في حالة ماثيو وايليت نقاشهم يؤتي بنتائج عكسية فقط، ايليت اصبح يتجنب ماثيو، وماثيو يشعر بالسوء ولكنه لايريد الاعتذار
في النهاية استطاع ايليت تجميع المبلغ المطلوب والتحق بالرحلة، كانت وسيلة النقل هي طائرة للسفر المحلي، ليصعد ايليت لاول مرة على طائرة، كان متوترا قليلا ولكنه وجد الامر ممتعا وكان مقعده بجانب النافذة ليبقى يطالعها طوال الرحلة بحماس ودهشة
-"آاه وصلنا اخيرا~"
-"ياه لقد اصيبت قدمي بالتنميل لطول مدة جلوسي"
-"لنحصل على حقائبنا ولننزل"
-"اين حقيبتي، لا اتذكر اين وضعتها *تثاؤب*"
-"انها هنا، خذها ايها الاحمق"
-"اه اعطني برفق كدت تكسر يدي"
-"تشه ملك الدراما~"
تحادث الطلاب فيما بينهم بتلك الجمل اثناء نزولهم من الطائرة ليأخذوا أغراضهم ثم يركبوا حافلة ليصلوا الى النزل، تحادث ايليت مع ستيف اثناء الطريق في الحافلة، لم يكن الطريق طويلا فقط نصف ساعة، وصلوا الى النزل وكان ايليت في نفس الغرفة مع ستيف
وضع ايليت اغراضه في الغرفة ورتبها ثم ذهب لجولة حول الجزيرة مع الطلاب والمعلم المشرف عليهم، قضى ايليت وقتا ممتعا في تلك الرحلة طوال اليوم، كانوا يزورون اماكن مختلفة في الجزيرة كمعرض السمك، ايضا الغوص ومشاهدة السلاحف المائية والاسماك عن قرب، لعب كرة الطائرة مع زملائه وتناول عشاء بحري لذيذ يخص النزل
عاد ايليت الى غرفته بعد يوم ممتع وشاق كان حقا يحتاجه لتصفية عقله والاسترخاء قليلا بالمناظر الجميلة لتلك الجزيرة، وضع راسه على سرير النُّزل واستعد للنوم، مضت نصف ساعة ولم يستطع النوم، امسك هاتفه قليلا ولكن الشبكة كانت سيئة في الجزيرة، ليغلق الهاتف متنهدا
توقف عن محاولة النوم واستقام مرتديا سترة خفيفة وصندل ثم خرج من الغرفة، تمشى قليلا بين الغرف تائها يبحث عن الشاطئ، وجد طيف شخص يمشي ليشعر بالخوف قليلا ولكنه اقترب، وجد شخصا يتمشى ايضا بين الممرات ليقترب فرحا لعله يدله على مكان المحيط
-"مرحبا؟" اردف ايليت محييا الفتى
بقي الفتى واقفا دون رد ليقترب منه ايليت اكثر
-"مرحب_ اوه انه انت!" اردف ايليت بعد ان اكتشف ان ذلك الفتى هو ماثيو
-"امم... هل ستذهب الى الشاطئ؟" سال ايليت بتوتر ولكن ماثيو لم يجبه
-"أجبني!!" اردف ايليت بحزم ليجيبه ماثيو
-"أ-أجل" اردف ماثيو وازاح وجهه ينظر الى طريق الشاطئ
ابتسم ايليت وتعلق بيد ماثيو قائلا
-"جيد لنذهب معا فقد اضعت الطريق في البحث عنه"
ابعد ماثيو يده عن ايليت وخطى الى الشاطئ بخطوات سريعة اثناء محاولة ايليت اللحاق به
-"كانت الجولة السياحية ممتعة حقا لنا، ماذا عنكم؟" أردف ايليت اثناء لحاقه بماثيو وكالعادة لا اجابة
ليشابك ايليت يده بيد ماثيو ويقول
-"نسيم الرياح هنا بارد قليلا، لقد ارتديت سترة ولكنك لاترتدي سوى تيشيرت بنصف كم، ألا تشعر بالبرد؟"
-"اترك يدي" اردف ماثيو وحاول التملص من يد ايليت
ولكن ايليت تشبث به بقوة وقال
-"اوه هيا ماثيو~ لاتكن صاخبا هكذا، أتعلم! مازلت غاضبا منك لقولك كلامًا غريبا عني قبل ايام، ولكني رغم ذلك لم اخبر والدك او الام عن ذلك" نظر ماثيو لايليت بدهشة لتهديده وكان ايليت مبتسما بانتصار لان ماثيو استسلم تاركاً ايليت يفعل مايريد
-"انظر! القمر مكتمل اليوم، انه جميل" اردف ايليت بإبتسامة وترك يد ماثيو راكضا الى المحيط، نظر الى
الماء بسعادة وخلع احذيته ليصبح عاري القدمين لارتدائه شورتا قصيرا
-"ااه باردة!" تاوه إيليت لبرودة المياه عندما بللت الامواج قدميه عند وطئه الماء، ركل الماء بقدمه ليرى قطراتها تتطاير من حوله ليبتسم ويضحك لذلك، وجميع هذا كان تحت انظار ماثيو الذي توقف عن المشي مراقبا تحركات الاوميغا
لعب ايليت بالماء بقدميه بقرب الشط بسعادة لبعض الوقت ثم توقف قائلا
-"تعلم، انها اول مرة ازور المحيط في الليل، ضوء القمر جميل ونسيمه البارد منعش حقا" لم تكن كلماته موجهة الى ماثيو تماما فهو كان يتمتم بما يجول قلبه فقط
تمعن ماثيو ذلك الصبي امامه يلعب مع امواج المحيط بحيوية وابتسامة تملأ ثغره، نسمات الرياح تداعب خصلات شعره لتمتزج مع القمر تنافس في لمعانها نوره، في عين ماثيو بدى ايليت كآلهة المحيط وليس فقط حوري بحر، تلاعبه بالامواج وكأنها تتبع اوامره وحده وتمتثل لرغباته، تلك العنين اللتان تنافسان في زرقتهما صفاء الامواج، بشرته البيضاء الشاحبة تختفي بين ظلمة الليل ونور القمر لتبدي خيالا وكأنه جزء لايتجزأ من المحيط
سحر ماثيو بذلك المنظر امامه ليتمتم ب"جميل"غير مدرك لما يقوله، ولكن الشخص لايتغير بين ليلة وضحاها ففور انتباهه لنفسه استدار عائدا ادراجه يحاول محو تلك الصورة التي التقطتها عينيه عن آلهةالمحيط
(استغفر الله العظيم، استغفر الله العظيم🙄)
'فكر بشيء سلبي فكر بشيء سلبي، انه بالطبع لايبدو كالقمر، انه كال.... الغيوم؟ لا هذا ليس سيئا، اممم ... الصوف؟ هذا ليس سيئا جدا ايضا،... اجل انه يبدو فقط ك كيس قمامة ابيض اللون اجل، انه مجرد كيس قمامة ابيض' كانت هذه محادثة ماثيو مع عقله الميؤوس منه في محاولة محو حقيقة جمال ايليت الأخّاذ
**************
يتبع ...