The Hidden Magic السحر المخفي

Part 2

السلام عليكم..
كيف حال الكل؟
اسأل من قلب والله..

جوزفين

أقيمت جنازة بسيطة لوالدي في مقبرة المدينة.. فنحن لسنا معروفين كثيرا بعض الجيران ومن عمل معهم ابي سابقا..

كان وجود السيد مالون ودانا معي دعم كبير لي.. لم أكن أعلم ما علي فعله لكنهم تكفلوا بكل شيء ودانا اهتمت بي منذ تلك الليلة..

حاولت أن لا أبكي لكن عيني تصب دموعها رغم ارادتي..
ابي كان لي كل شيء.. اب وام وأخ وحتى اخت أبوح له ما بدواخلي دائما..
وها انا ابقى وحدي دونه..

انظر لجثمانه يواري تحت التراب.. لأنهار راكعة باكية لفراقه الذي ليس له عودة..
"لا أصدق.. ابي كيف توضع في تلك الحفرة بدوني.."

نهضت امشي لحفرته ودانا تحاول امساكي..
"اهدأي جوزي.. هذا قضاء الله.."

هززت رأسي رافضة لاقول بين شهقاتي المتألمة..
"لا دانا لن ادعه يدفن وحيدا سأكون معه.. ليس لي غيره في الحياة اريد الموت معه.."

كلامها آثار حنق السيد مالون الذي يجعلها تستهين بالحياة هكذا..
فهم كمستذئبين يولدون محاربين ومكافحين لأجل الحياة..

قبض على ذراعيها بقوة صارخا..
"هل جننتي.. والدك يتعذب بما يكفي بسبب بكائك الان.. تجلدي يا ابنتي لاجله أوقفي هذا الجنون.."

نظرت لوجهه الذي توقعت منه القسوة لكنني رأيت العطف والتفهم في عينيه..
ضمني لصدره بقوة وأضاف..
" انا لم اتعرف على والدك لكن من خلال شخصيتك واستعدادك للتضحية لاجله عرفت انه رجل مدهش أجاد تربية ابنته بحبه واحترامه انه يستحق ان تعيشي لتخلدي ذكراه في نسل من صلبك.. هذه هي دورة الحياة يا ابنتي..
اعلم ان مكانة الوالد لا تعوض لكن منذ اليوم تعتبريني بمقام اب ثاني لكي فقط تجلدي واهتمي بنفسك لأجل والدك.. لو كانت دانا مكانك لن ارتاح في قبري وانا أشعر بحزنها هكذا.."

تذكرت حينها ما قاله ابي عند خروجنا من المشفى.. كيف اصمد واكون قوية بدونه هذا صعب..

تذكرت احساسي بقرب رحيله.. والذي لا يقارن برحيله فعليا..

" خذني للبيت لا اريد الانتظار حتى تكملوا دفنه لن اتحمل أكثر.."

لاحظ انني لا يمكنني المشي دون تعثر لذا حملني للسيارة الفخمة خاصته وجلست بجانبي دانا تحضنني بعين دامعة اسفا على حالي...

"سوف تأتين معي لمنزلي لن اتركك وحيدة ابدا.."
قالت دانا لي بحزم جعلني اصمت..
هي تعلم أن كرامتي لن تقبل الشفقة من احد.. لكنني متعبة لاجادلها وممتنة لحزمها والا سوف أصر لابقى في منزلي مع ذكرياتي مع أبي..

تذكرت مذكرات ابي التي رميتها جانبا حين كنت أحاول ان ارفعه واخذه للمشفي.. أردت بشدة قراءة اخر ما كتبه.. الذي اعده اخر كلماته لي الذي كان يجب أن أكون معه حينها واسمعه منه شخصياً... لقد تركته يموت وحيداً وهذا ما يؤلمني اكثر..

سألت السيد مالون الذي اخذ مقعد السائق بعد انتهاء مراسم الدفن التي اخذت اراقبها من نافذة السيارة..
"سيد مالون خذني لمنزلي اريد اخذ مذكرات والدي وبعض الحاجات.."
اومأ لي بصمت وادار المقود لطريق العودة..

حين وصلنا للمنزل كادت ترافقني دانا لكنني طلبت ان اكون وحدي..

دخلت المنزل الذي تضيئه أشعة الشمس المنبثقة من النوافذ.. سرت دون تفكير لاتوقف عند باب غرفة والدي...
هدوء المكان مخيف.. اعتدت سماع سعال والدي ما ان تطآ قدمي عتبة باب المنزل التي تجعل قلبي يتألم لاجله..

اخذت دفتر مذكرات والدي من على المنضدة الجانبية لفراشه اضمه لصدري.. يبدوا ان احد المسعفين وضعه عليها بكل احترام.. استدرت ابحث في الإدراج وخزانة ملابسه وانا لا أدري ما الذي ابحث عنه..

وجدت صندوق خشبي متوسط فتحته لأرى به قلادة بسلسال فضي وحجرها دائرة صغيرة ذهبية كقرص شمس.. شعرت بدفئها حتى حين لمستها عادة هذه الأحجار باردة.. اعدتها للصندوق والذي وجدت بداخله أوراق ملكية البيت وغيرها من رسائل قديمة...

عدت اكبت بكائي بسبب دانا ووالدها الذان ينتظراني خارجا ليس سهلا علي ترك منزل عبقت فيه رائحة والدي..
انا لم اكتفي منها بعد..

لذا حين دخلت السيارة ثانيةً قلت للسيد مالون..
"رجاءً لا تفعل شيء لمنزلي.. أريده كما هو.."

متفهم لحالي قال بلطف..
"كما تأمرين سيدتي.."
شكرته ثم أسندت رأسي على كتف دانا اغمض عيني متعبة...

___________

مع مالون
بعد شهر..

منذ يومين شعرت بأن هناك من يراقب منزلي وحين أمسكت ذلك الشخص أخبرني أن ويس من أرسله ليتقصى عن زوجة الالفا...

وما ان أخبرت الالفا حتى قال بجمود يخفى غضبه..
"خذها للقصر الأخضر.. ستكون هناك بأمان اكثر.. كما أن أعدائي يتكاثرون مع كل صفقة اربحها..
والجميع يعلم انني متزوج نسبة للوصية.."

لكن خوفي على جوزفين جعلني اسأل بقلق..
" ماذا لو علم القطيع بأمر اللونا؟.. سوف يشعرون بأنك تهمشهم وهذا سيخيب املهم كما انهم ينتظرون اللونا منذ وقت طويل.. ولا ننسى جواسيس المجلس الذين ينقلون الاخبار اول بأول ودالتون سيغضب لافسادك خططه.."

ضحك الالفا بسخرية وقال..
" ليغضب وليريني نتيجة غضبه ان استطاع.. ذلك الدالتون يعلم أنه سينتهي عهده ان واجهني.. لا تقلق ستكون صغيرتك بأمان بيتا.. وأفراد قطيعي سوف يعذرونني حين يعلمون انها ليست رفيقتي.."
أغلق محادثته بصوت محبط استشعرته في ذبذبات صوته الحزينة..

ما باليد حيلة.. الملك روفوس أذنب بحق الالفا حين كتب وصيته تلك..

كنت مع كل تقرير أرسله للالفا أخبره بكل جديد يخص جوزفين دون أن يبدي أي اهتمام لها او يبالي بما يحدث معها فقط يعطي اوامره وينهي المكالمة كما حدث الآن..

بالرغم من وفائي وولائي للالفا الا انني وجدت نفسي اهتم باللونا اكثر وأرغب بحمايتها حتى من حزنها..
امر غريب جدا.. أشعر انني بكل سهولة ابديها على الالفا.. ولعجبي هو يدرك ذلك ولم يعترض قط..

منذ البداية افهمت ديانا ان لا تخبرها عن حقيقتنا مهما يحدث.. فمن الواضح أن الالفا لن يبقى جوزفين زوجة له ولن تفيدها معرفة كوننا خوارق..
كما طلبت منها ان تكون من يهتم باللونا وتساعدها في كل ما تريده..

حتى حين سلمت لها رسالة الالفا بعد وفاة والدها التي هي..
"الاتفاق ان يبقى الزواج بغض النظر عن سببه..
لازلت احتاج لثقة محامين وأبناء عمي لاثبت احقيتي في الأملاك بعد تنفيذ الوصية..."

تفهمت جوزفين الأمر وربما لم تهتم بسبب انها لم تشعر بأنها متزوجة اساسا..
وربما اهتمت دون أن اقرأ ذلك في ملامحها..!!

تمتمت بصوت منخفض يحمل الحزن في طياته..
" اعلم ان الاتفاق جاري انا لن اطلب إلغاءه لمجرد ان ابي مات...
سيد مالون انا اثق بك افعل ما تراه مناسبا ولا تقلق بشأني.."

بعد هذه الكلمات منها شعرت بالذنب لما فعلته بحق هذه الفتاة الصغيرة.. وعدت نفسي حينها ان لا اتركها واعتني بها للأبد..!

واليوم أيضا نقلت رسالة من الالفا بوجوب رحيلنا ولم تمانع كالعادة..
كان الجميع حزين لذهابها.. العجيب انها ملكت قلوب الجميع وقد كانوا يتسابقون لخدمتها..

حتى الكلاب التي نربيها بالفيلا تعشقها وقد كان لها دور لاستعادتها لابتسامتها وبعض من مرحها..

صباحا اخذتها دانا لشراء ملابس تناسب الجو البارد لحيث سنذهب.. البيت الأخضر.. القريب من قطيع الأرض الخضراء.. تنهدت بألم اتذكر سبب رحيلي.. انا لم انسى رفيقتي يوما لكن يجب أن اعتني بابنتي وواجبي تجاه القطيع خدمة الالفا.. والان مع اللونا..

*علينا الاعتناء باللونا جورج هذا واجبنا.."
هذا رأي ذئبي الذي اتفق معه دائما..
لذا سلمت أعمالي لمساعدي جو..
هو بشري مجتهد وشاطر جدا في مجال المحاماة لقد تدرب على يدي..

لا بأس يمكنني متابعة الأعمال من مكتب البيتا في القطيع..
او بالقصر...

___________

داميان

اسندت برأسي بتعب على الكرسي اريح عنقي الذي يؤلمني من الانحناء طوال اليوم على الأوراق في الملفات التي لا تنتهي..

الكثير من التجار وأصحاب الشركات العالمية عادوا للعمل مع شركاتي بعد أن علموا انني الوريث لها..

عكس روبن الذي الحق بهم خسائر كبيرة ادت لبعضهم للافلاس..

كما اصلحت الصراع الأحمق بيني وبين البرمائين.. ما ان أصبحت السلطة في يدي اوضحت اليهم انني أود كسب حلفاء لذا وضعنا بنود تخدم الطرفين دون أي مضار للجهتين..

شهر فقط وها انا اعدت الاسهم كلها باسمي.. حسنا سنة سوف تكفيني لافتح فروع في أرقى البلدان واحقق مكاسب عظيمة تخدم شعبي..

*انا متعب داميان أشعر بالاختناق اريد الخروج فقط لساعة.. *
تحدث ذئبي دون بصوت مرهق آلمني..
انا لم أكف عن العمل طوال هذا الوقت وقد نسيت حاجة ذئبي للخروج..
او بالاصح كنت أؤجل الموضوع في كل مرة..

*وانا ايضا اشتقت للقفز بين الأشجار في الغابة والصيد..*
طالبني مصاص الدماء دين ايضا..

تنهدت مستسلما قائلاً..
*امهلوني يومين وسوف أعود للقطيع لأسبوع حينها سوف تتولون السيطرة عني وانا ارتاح.. ما رأيكم؟*

صدحا في رأسي موافقين بسعادة رغم انهم يعلمون ان استلامهم السيطرة تعني العمل مكاني..

سأل دين مترددا..
*هل نذهب لزيارة الفتاة التي تزوجناها..؟*

الفتاة ذات الصوت المخملي الجذاب.. لقد شغلت تفكيري ولا زالت..
آلمني ما مرت به لكنني لم أستطع جعلها تذهب اولا لشكي ان تكون رفيقتي والثاني لأجل العقد..

*ليس الآن..*
هتفت ببرود وبلا مبالاة حتى لا يكررا كلامهما لي..

قال ذئبي دون ببرود غاضب..
*انت عنيد مستبد.. وسوف تندم.. *
أغلق تواصله معي دون نقاش..

وايضا دين قال بفتور..
*لا تعليق ما دمت مصر على رأيك..*
وحذا دين حذو دون وأغلق تواصله معي في ابعد نقطة..

مع أنهما يعلمان أسباب رفضي يستمران بالالحاح عليّ..
بالنسبة اليهم لا شيء أهم من الرفيق..

هنا تكلم هجيني الجني دان..
*ومهم لك اكثر داميان.. لكنك رجل نبيل تريد تأمين مستقبل من حولك على حساب راحتك.. لكن الا ترى انك تظلمها معك؟*

زفرت انفاسي بتعب اجيبه..
* اعلم ما تقصد دان..
انا اكثر من يحتاجها وأخشى ان تكون تلك البشرية.. وحتي ان كانت هي انا لن ارفضها بالتأكيد لكنني احتاج لتأمين وضمان امانها وراحتها.. احتاج لوقت اكثر فقط كي ارتب الأمور..*

هجائني يعلمون انني مشتت بما جاء في النبؤة.. لذا كيف يعقل ان تكون بشرية...

لكن صوتها بذلك اليوم آثار ذئبي لحد الجنون.. كما بعث رجفة سعادة في قلبي لا توصف.. وهذا يحدث معي لأول مرة..

انا لم اكبت رغباتي بالجنس الاخر لكنني قاومت كثيرا لأجل ألا أبدوا خائن لرفيقتي..

بالنهاية نحن ذكور وكوني ألفا يضاعف من ألمي حين اتجاهل رغباتي..
لكن حين أجد رفيقتي لن انظر لغيرها ابدا.. والإخلاص بين الرفيقين اهم شيء لدى الفصائل..

الغريب منذ أن تزوجت بالبشرية لم أرغب ان اكون مع أي امرأة خاصة بمن يحومون حولي من موظفات وعميلات...

والان استمر بتذكر والضياع بصوتها المخملي الذي يطرق مسامعي كترنيمة مهدئة تثيرني مع كل اغماضة عين..
لا أرى النساء مرغوبات الآن كلياً.. بل تدفعني رغبتي لصاحبة الصوت فقط..

_____________

جوزفين

رحلنا من المدينة بطائرة خاصة ولم يخبروني الي اين فقط قال السيد مالون انه منزل خاص بزوجي للراحة..

أحببت المكان ولم اسأل اكثر المهم اني أشعر براحة ومع دانا لم أجد وقتا كثيرا للحزن والتفكير في مستقبلي المجهول.. فأنا اعلم ان وجودي هنا مؤقت ولن اكون زوجة داميان بلاكين طويلاً..

كنت اتذكر والدي قبل أن اغفو لكن لم أعد ابكي كثيرا بل أحدثه وانا انظر للقمر من خلف نافذتي الكبيرة..

العجيب انني منذ اتينا لهذا المكان وانا أشعر بطاقة تتجدد في أعماقي.. كأني اريد فعل المستحيل..

الناس هنا طيبون وقد شعرت بمحبتهم الصادقة لي.. حتى الطبيعة الخلابة تنعش قلبي..

والحيوانات من حولي كثيرة دائما ما أرغب بلمسها وعناقها.. والأشجار اكون سعيدة لدي رؤيتي مدى جمالها واخضرارها.. الازهار والبحيرة يخطفون انفاسي بمدى روعتهم..
  

دانا اخبرتني انه موطنها الأصلي وقد غادرته مع والدها حين توفيت والدتها.. وبعودتها الان لا تتمني تركه مجددا.. لا ألومها ابدا لو كنت اعيش مع والدي هنا لكنت اسعد فتاة بالعالم...

الجميع ودود معي هنا بلا تصنع ويسعون لارضائي بأي طريقة..
مع انني احب فعل كل شيء بنفسي..

كترتيب غرفتي او اعداد قهوة او اي شيء بسيط.. لكنهم يتسابقون لفعل كل ذلك عني..
أشعر انني أميرة هنا.. هههه..
ضحكت للتشبيه المناسب لوضعي الحالي..

تنهدت وانا استلقي على فراشي تذكرت حينها مذكرات ابي.. فأنا أضعها أسفل وسادتي..

بعد موته بفترة بينما كنت في منزل السيد مالون.. اخذت اقلب فيه كي اقرأه.. لكن كل ما قرأته سطرين في آخر صفحة منه يقول فيها..

(عندما تتمكنين من قراءة هذه الجملة سوف يظهر لكي مضمون الكتاب)..

كانت الجملة بين قوسين بلغة غريبة..
انا لم ادرسها بكل تأكيد..

مع ان الشك راودني انه كيف يمكن أن يوجد امر كهذا؟
بقراءة جملة سوف أتمكن من قراءة مضمون الكتاب..
هل ممكن..؟؟

حتى اني فكرت ان والدي يمازحني انها مجرد كراسة مدرسية وليست كتاب... الا انني متأكدة انه كان يكتب فيه بين الفينة والأخرى..

لهذا اخذت افتح المذكرات كل ليلة.. ربما بسبب اشتياقي لأبي فأنا لم احاول كثيرا فقط استعنت بالإنترنت لكن لم أجد كلمات متشابهة جعلتني لا أحاول اكثر..

حتى اتينا لهذا المكان..
الذي شعرت بأنه لا يوجد أي امر مستحيل ..

سحبت الكتاب من أسفل مخدتي استنشقته مبتسمة ثم فتحته على الجملة الغامضة..

ونفس الشيء لم أتمكن من قرائتها..

ومض بذاكرتي حينها ما قاله والدي مرة..
"اذا تريدين تحقيق امر مستحيل.. فقط اغلقي عينيكي وركزي على ما تريدين فعله بكل الرغبة التي تتملكك لتناليه.."

حسنا ليس الأمر صعبا لأن فضولي يكاد يقتلني لافهم ما تعني هذه الكلمات الغريبة الان اكثر من اي وقت مضى...
والأكثر ما يتضمنه الكتاب..

اغلقت عيني واستجمعت من داخلي اصراري بقوة أشعر بمدى جدية الأمر..
 

كأن هذا المكان ازاح غشاء خفي عن عيني وطريقة فهمي وتفكيري..
حتى أنني رأيت والديّ في أحلامي ذات ليلة وانا طفلة بينهم اجلس في حضن والدتي ابكي وكان والدي يتحدث بما لم افهمه!...

"حسنا ابي لنرى ماذا تريد أن تخبرني.."
تمتمت هامسة وانا افتح عيني على الجملة من ثلاث كلمات..

شعرت بتراقص الأحرف الرشيق أمامي وكأنها تتحرك لاقرأها بشكل صحيح..

(أميرة السحرة والجن)

هكذا قرأتها..
ابتسامة عريضة بانتصاري على التحدي لمعت في عيني.. ودهشة كبيرة علت ملامحي حين تغير حجم الكراسة لكتاب ضخم وغلافه ازرق قاتم مرسوم عليه صورة لي بداخل كرة شفافة...

همست بتعجب وانا أكرر قراءة الكلمات..
"هل هذه قصة خرافية؟
اي سحرة واي جن؟
لكن الكراسة كيف تحولت لكتاب وصورتي عليه!!؟"

قلبت بصفحات الكتاب الذي تغير كليا واتضح حجمه الكبير وكم هو قديم..
صفحاته مليئة بالكتابة والصور أيضاً..

لا انكر صدمتي ويدي المرتجفة خير دليل.. شخص آخر كان سيلقي بالكتاب لأبعد مكان... لكن ليس انا من يجعل الصدمة تخيفني..

"ماذا يعني هذا؟"

عدت للصفحة الأولى لاقرأ اطمع بتفسير او ملخص مبدئي للكتاب..
قرأت بانتباه..
" عزيزتي جوزفين بما انكي تقرأين كتابي الان فهذا يعني انني تحت التراب.. أحببت أن تعلمي ان اي مستشفى لن تستطيع شفائي فقد استهلكت الكثير من السحر لابقيكي بشرية وقد تآكلت اعضائي فعلا.. فبرغم الختم كنتي تلفتين الانظار فكنت أضع حولك حاجز يخفى هالة السحر لديكي.."

اتسعت عيني بصدمة.. سحر حولي انا!؟ وانا سبب موت ابي؟ شعرت بقلبي يتمزق لتترقرق الدموع في عيني..
 
مسحت دموعي وتابعت القراءة بجبين مقطب اعطي الكتاب كل تركيزي..

"سوف تشعرين بتحرر بعض من قدراتك كالتحدث مع الحيوانات او جذبهم لكي .. الذي يجب عليكي معرفته انكي لست بشرية.. انتي الأميرة للجن والسحرة بقدرات مذهلة سعي لها أقرب الأشخاص لدينا لاستغلالك والسيطرة على عالم الخوارق الذي انتي منهم..

لاوضح اكثر واقول.. إن الارض ليست مكان للبشر فقط..
بل هناك أجناس خارقة للطبيعة..
كمصاصي الدماء والمستذئبين والسحرة والجن والسايرين والحوريات.. وايضا الشياطين والتنانين وغيرهم.. وما سوف تقرأينه الان سوف يوضح الكثير عن نقاط ضعفهم وقوتهم لذا حاولي ان تستوعب ذاكرتك كل ما تقرأينه حتى يفيدك مستقبلا فأنتي كنتي طفلة حين اخذناكي بعيدا.."

بقيت جالسة على فراشي للساعة الثالثة صباحا اقرأ ما خفيّ عني من العجائب والتي اعجبها بالنسبة لي انني منهم.. انا الضعيفة ونفسي التي لا تحب العنف ولا التنمر.. اكون من الخوارق!

يحمل الكتاب معلومات وتنبيهات وايضا تفصيل بما عليّ فهمه وتعلمه وتجنبه فيما يخص كل فصيلة من الخوارق..

قبل الثلث الأخير من الكتاب طلب مني أن اجد جدتي الكبرى جيرالدين...
انها جدتي لأمي وهي ساحرة معروفة انضمت لمجموعة الارض الخضراء التابعة للالفا فابيان دارك..

"افعلي كما فعلتي لتتمكني من قراءة الجملة.. واستدعي جيرالدين حيث تكونين.. هي ستقوم بفك الختم..
الختم الذي يكبح قوتك ويجعلكِ كاي بشرية ضعيفة.. ولتستعيدي قواكي وذاكرتكِ يجب أن تفك جدتك الختم.. بعدها ستسطيعين قراءة ما تبقى من الكتاب.."

بعدها أصبحت الصفحات خالية وعاد الكتاب كما هو سابقا..
كراسة مذكرات..

ما هذا؟
تمتمت متململة القى بالكتاب جانبا بغضب.. كيف انادي جدتي وكيف تفك الختم.. بماذا احتاج ذكرياتي بعد أن فقدت والداي ولماذا.. أشعر أن حياتي السابقة كانت فترة نقاهة قبل العودة للعمل..
 

ثم.. ما كل هذه الالغاز لماذا لا يتحدث ببساطة؟
تمتمت بحنق..

ثم.. هل يعقل ان أتمكن من استدعاء من اريد كما يحدث بالافلام؟
وفي ساعات الصباح الأولى؟

شعرت بالغضب لكل هذه الأسرار لقد كنت فتاة جيدة أشارك ابي كل اموري..
لكنه غفل عن مشاركتي بأهم شيء..
ثم؛ كيف له ان يضحي بنفسه لأجلي هكذا.. يستنفذ سحره وقوته عليّ هذا اغضبني فعلاً.. ألم يكن باستطاعته ختم قوانا معا والعيش بسلام بعيدا عن الطامعين الذين يتحدث عنهم؟

جلست على طرف الفراش مغمضة عيني ولازلت غاضبة لكل شيء وقلت وانا اجز على اسناني...
*جدتي الكبرى جيرالدين استدعيكي لتأتي لي حالاً.. *

بغضب ورغبة بمعرفة جدتي وما تحمله من أسرار ناديتها..
فتحت عيناي انظر أمامي بترقب لعل تظهر في اي لحظة...

مرت دقيقة لاعود أغلق عيناي اكرر كلماتي برغبة اكبر لمعرفة المزيد..

"من انتي..؟"
سمعت صوت امرأة..

فتحت عيناي بلهفة انظر للمرأة الفاتنة أمامي.. هل أخطأت في الاستدعاء؟
انها امرأة جميلة جدا شعرها اشقر يزين رأسها ووجه بلون بشرة حنطي مذهل.. وعينيها الفاتنة بلون الفضة اللامع.. تبدو في بداية العشرين!!؟

"لا يمكن أن تكوني جيرالدين!"
تمتمت بتعجب وانا أسير إليها ببطء تلقيت ضربة خفيفة على جبيني منها..
"آهه لماذا ضربتني؟"

لتقول المرأة بتعجرف تؤنبني..
"هذا لتصدقي انها انا فعلا..
من انتي ولماذا استدعيتني؟
بل كيف تمكنتي من ذلك وانتي بشرية؟"

أشرت لها للكتاب اقول بحنق..
"انا جوزفين والدي ترك لي هذا الكتاب الغريب..
وقد طلب مني استدعائك ثم عاد الكتاب كما كان.."

حملت جيرالدين الكتاب بين يديها واغمضت عينيها بتركيز..
شعرت بيداها ترتجف وايضا جفنيها كأنها ترى حلم سيء..
رفعت رأسها بعد بعض من الوقت تنظر لي بتعجب.. كانت تركز نظراتها على عينيّ وفمها مفتوح بذهول صاعق..
"عينيكي؟
انتي ابنة الأمير آدم..
وحفيدتي الاميرة إيف..!؟"

كنت اراقب تعبير ملامحها المذهولة..
الصدمة الجمتها مكانها بينما تستمر في النظر في عينيّ الواسعة بصدمة حياتي.. أميرة وأمير؟

ارتبكت حين لمحت الدموع تترقرق من عينيها تنصب على خديها..
قلبي آلمني عليها فاخذت بيدها اجلسها على الاريكة ولا اراديا اخذتها بين ذراعيّ..

تلقائيا اخذت ابكي معها..
أشعر بحزنها حسرة على والديّ
ابي آدم أمير!؟
وامي أيضاً؟
ما الذي يحدث؟
ما هذه الفوضى؟

____________

جيرالدين..

ما ان أمسكت الكتاب وانا انظر إلى حجر البلاتين المتمثل في عينيّ هذه الصغيرة..
رأيت بعض ما مر به آدم وايف وهذه الصغيرة منذ اكثر من ستون عاماً..

بكيت لموت ايف حفيدتي الصغيرة الجميلة لتعيش ابنتها..

ضمتني عندها الصغيرة بحنان وهي تبكي معي دون أن تعلم السبب..
هي لا تعلم بما مر به والديها..

هذه الفتاة تحمل نور في اعماقها يطفوا حولها يجعل الجميع يحبها ويقدم ولاء لا إرادي لها..

هذا النور الذي اراده عدو المستذئبين روفوس..
أراد اخضاع المستذئبين الاقوى بين الفصائل..
لان سيلين منعت اذاهم عنهم..
جعلت سحر الجن الخبيث لا يؤثر على المستذئبين الذين يسعون للسلام..

وهذا ما كرهه روفوس ان سيلين فضلت صنف المستذئبين من الخوارق دون غيرهم.. لنكن صريحين الجميع كره المستذئبين لذلك مع انها كانت عادلة مع الجميع وأعطت لكل منهم قوى خاصة بهم.. الجميع طمع ان يكونوا أقوى من المستذئبين..

ابتعدت قليلاً انظر لملامحها الفاتنة التي اتخذتها من كلا والديها..

"أين الوشم؟"
بالطبع سوف احرر قوتها..
وسوف اعلمها عن قدرات لم تكن لتتخيل انها تمتلكها..

اجابتني بتعجب بدا على ملامحها اللطيفة..
"هل تعنين الوشم... وشمي؟"
اومأت لها بأجل فابتعدت قليلا عني لتشير لمعدتها...

وضعت يدي على معدتها اتحسسه بعين مغمضة.. استشعر ذبذبات تدغدغ يدي..
سمعتها تتاوه حيث ضغطت اناملي..

آلمني قلبي لأجلها.. ابعدت يدي وانا اخبرها..
"سوف تأتين معي للجبل.. علينا أن نفك الختم دون أن يزعجنا احد.."

قاطعتني تقول بتردد..
"انا هنا مع دانا صديقتي ووالدها..."

علمت بالفعل اننا في قصر الالفا الخاص وشممت رائحة البيتا هنا والذي من الواضح أن هذه الصغيرة لا تعلم عنهم شيئا..
لا بأس ستعلم سريعا ما ان يفك الختم..

امسكت بكف يدها ابتسم بحنان..
"بما ان النهار طلع سنقوم بالأمر الليلة.. امضي اليوم معهم بشكل طبيعي ولا تفكري بالأمر كثيرا.. سيكون الأمر سريعا لكنني احتاج للتركيز...."

اومأت لي مبتسمة بعين تلمع ببريق كالبلاتين اللامع..

"أنا لا أصدق ما يحدث!
كيف يمكن أن أكون ساحرة؟
وماذا يجب أن أفعل؟
عليّ ان أخبر السيد مالون..
انه يهتم بي الان بعد أن مات ابي.."

حضنتها قائلة قبل أن اختفى..
"لنفك الختم أولاً.. حين يفك الختم ستشعرين بتغيير كبير..
اما بالنسبة للاخرين هم سوف يعلمون حين نفك الختم.. هالتك ستنتشر وسوف يعلمون حينها من تكونين.. "

__________

جوزفين...

وهكذا اختفت كما ظهرت...
ولازلت لا أفهم الكثير...
كيف سيعلمون انني ساحرة دون أن اخبرهم؟
وبالتفكير بالأمر اتمنى ان اخفي هويتي الجديدة عن الجميع حتى اتقبلها انا بنفسي..
ثم اخبرهم..
أشعر انني سأكون اكبر خرقاء في العالم حينها..
سافكر بما أريده لاحقا..

سوف أخبر جيرالدين بطلبي أيضآ..
الان سوف انام قليلا قبل أن تقتحم دانا غرفتي كالاعصار...

_______________

💥 اذا ما عليكم امر...
ورأيكم البناء المشجع..
والف شكر لكم مني 💖