من قريت الشعر و انتي اعذبه

By HaboOoshy

1.1M 10.2K 4.5K

من قريت الشعر وأنتي أعذبه من كتبت الشعر وأنتي مستحيلة 🍃🌺🍃 .. للكاتبة : فاطمة صالح تجميع : storykaligi More

1
2
3
4
5
6
7
8
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
36
37
38
39
40

9

33.3K 288 262
By HaboOoshy


لفت على صوت ضحكة عبد العزيز ، وأبتسمت لأنه من رجع تغير بشكل ملحوظ ، لأن ضحكته صارت بطرف وجهه طول الوقت ، لأنه صاير يبتسم طول الوقت بسبب وبدون ، وما تسائلت عن السبب أبدا بتغيره ، بل فرحت كثير
-

مرت الأربعة الأيام ، مثل السم على قلوب البعض
الإنتظار ، الإقتراب من الموت ، المشي حافيّ على شوك من غدر وخيانة ، وجع عظيم يجتاح القلوب ، الترقب ، والخوف من المصير واللي جاي ، الحيرة والتردد ، الخوف من النسيان
مشاعر أختلطت كثير عليهم ، وزادتهم رهبة ورعب
ابتداءً من الجادِل ، اللي تصحى وتغفي على خوف وتردد ، واقفة قدام حقل الورد اللي جمع أجمل لحظاتها مع عبدالعزيز ، وعيونها ناصِية المكان اللي كان يوقف فيه ، غمضت عيونها تمنع دموعها تنزل
شعور الإنتظار بخوف وتردد شعور يهلك ، يموّت من كثر ضيقته ، صار له غايب عنها أكثر من ثمانية أيام وهي اللي ظنت بيرجع بأسرع وقت يقدر عليه ! خصوصاً إنها اللي أنتركت من أقرب الناس لها ، وأنرمت شر رميَة دون سؤال أو خوف أو شوق شدت على قبضة يدها وهي تمسح دموعها وقالت برجفة : أمـك نستـك يالجادل شلون ما ينـساك ؟ شلون ما يرجع للحين ؟ شـلون بعد كثرته وفيضانه يغيب بنفس الكـثرة ؟ ما يـخاف الله يوم قفى ناسيّ إن وراه شخص يعتبره وطن ، يدري إني ما أحـب شعور الغُربة ، ليـه يغربني عن وطني ليه !
ألتفت للي وقف بمحاذاتها وحاوط كتفها بيدينه الحنونة ، ابتسمت بضيق وهي تحط رأسها على كتفه بدلال أعتادت عليه معها ، قال بنبرة مليانة حنـية ، وقلبه يرجف ، لأنه أيـقن إن اللي يفكر فيه فعلاً حقيقي ، ومثل ما يناظر للسماء ويلمح الودق من نظره ، فصار يلمح عز بن راجح في عيونها ، في ملامح وجهها الحزيـنة ، في ترددها تجاه حلمها اللي نُفيت عشانه ، ولكنه آبى يقسى عليها ، آبى يفتح الموضوع ويناقشها بكل صراحة ، ولكنه بنفس الوقت خايف تضيع حياتها بسبب سـراب !
قال عايض بهدوء : جامعتش بتفتح ابوابها بنهاية الشهر يا بنت عناد ، للحين ما رتبتي أغراضش ، ولا رديتي لي خبر بعد ما قفلنا الموضوع ، ماهوب معقولة انش نسيتي حلمش ! ولا هوب ظني فيش هالظن !
خبـرتش صامدة ، لا شعور يأثـر فيش ولا سراب
عضت على شفايـفها وغمضت عيـونها بضيق ، أنحطت بأبشع موقف وبين أقسى خيارين ، حلمها والا الشخص اللي تعتبره وطنها ؟
قالت بعد مدة من السكوت : أنا في ذرى ربي ياا جد ، تمهلني وتمهل على قلـبي هالأيام ، لأجل أرضى لأجل أقتنع
ناظرها وهو عاقد حواجبه ولكن أنفكت عقدتها من ميّز بنبرتها الحزن والإرتبـاك ولا قوى يوجعها أكثر تنهد بضيق : لش اللي تبين ، ولكن لا تنسين عايض معش بكل قرار تتخذينه ، أنا وهبت لش وقتي وما تبقى من حياتـي
ما تحملت من كلامه وأمتلت عيونها دموع ولا قدرت تكتم بكاها ألتفت وهي تدفن نفسها بحضنه وتبكي بصمت ، إية هي محتاجة هالنوع من الطبطبة هالوقت ، بكت من فيضان مشاعرها تجاهه ، بكت حرمانها من هالحنية طول عمرها : يااعسـى عمرك ممتد يا عايض ، بي عنك من كل ضيم يصيبك وياجعلني قبلك
أبتسم بضيق لصوت بكاها لما فهم سببه ، وربت على كتفها وهو يشد عليها ..
.
.
{ شروق }
شعور الإقتراب من الموت ، الوقوف على حافة جبل والنظر لأسفله بلا مبالاه ، ساح كحلها للمرة العاشرة من كثره بكاها ، وهنا إنفجرت سحابة وقالت بغضب : شروق يكفي ! ترا تعبتينا ، ارحمي حالك وربي هالحياة مو حياة ! انتي تمشين لقبرك وتلا لزواجك ماني فاهمة !
رفعت عيونها الدامعة وهي تزفر بكل ضيق : ما تدرين إني حكمت على نفسي بالموت تعذيب يا سحابة ؟
قربت وهي تتنهد ورفعت كفينها وهي تمسح دموعها : لو تبين تتراجعين قولي قبل يفوت الفوت
سكتت للحظات وبعد تفكير هزت رأسها بلا بسرعة : لالا ، الا سند يا سحابة ، لا يصيبه ضيم بسببي ، لا ينهان لا ينذل لا تنغرز بيده شوكه بسببي والله انه الموت ارحم لي
انعفست ملامحها بذبول : لكنه يظن انك خنتيه يا شروق ، يظن انك نسيتيه
هزت رأسها وهي ترفع كفها وتمسح دموعها : لو كان غير كذا كان جاء لين باب بيتنا وفضح نفسه قدام ابوي ، وهنا بيفهم ابوي وبينهيه ، خليه يظن كذا فيني ، ولا يموت ولا يصير فيه شيء
تنهدت وهي تسحب المنشفة الصغيرة وتمسح دموعها والكحل بحنية : أجل دامك قررتي تمشي بهالطريق كمليه بدون هالتوقفات اللي بتوجعك
سحبت علبة الكحل الذهبية الصغيرة ، وهي تكحلها وتدعج عيونها بالكحل الكثيف ، وبدأت تحط لمساتها الأخيرة عليها ، وشروق تحاول أشد المحاولة ما تبكي وتنهار ، حاولت تصير متبلدة ولكن هيهات وسند بعقلها وقلبها بكل لحظة !



{ عبد العزيز }
يمشي بشوارع الخسوف ويدينه بجيبه ويناظر بضيق للاماكن يحس بكتمة وضيق وكأنه بداخل سرداب ولأنه عارف السبب إتجه له موقن إن سبب ضيقه هو ضيق صاحبه
وقف عند باب بيته وناظر لدريشة غرفته ثم ابتسم بضيق له خمسة أيام ما شافه ومخليه على راحته ولكن اليوم لا
سحب حجرة صغيرة من على الارض وهو يرميها على دريشته ولكن لا رد وبعدها توالت الاحجار على الدريشة بدون توقف لين عصب سند ووقف بعصبية وهو يفتح الدريشة ومن كان بيصارخ ويرفع صوته ناظر لعبدالعزيز اللي مكتف يدينه ويناظره بهدوء بعدها أشر له ينزل له
تنهد ومسح على وجهه عاش ضيقته لخمسه أيام لوحده ولكن اليوم لازم يشاركه مع أعز أخوياه لأنه لو ما شاركه راح يسوي فضيحة بكل الخسوف!
لبس ثوبه بعشوائية ونزل وهو يفتح باب البيت ومن شاف عبد العزيز واقف قدامه اطلق تنهيدة صادره من اعماق ومن لاحظ عبد العزيز ملامحه اللي مليانه حزن وذابلة أشد الذبول حتى إن الهالات برزت بشكل يخوف وضعف وزنه بشكل كارثي وعيونه فيها من اللوعات الكثير !
ضااقت فيه الدنيا على وسعها وانعصر قلبه لين حس إنه بيختنق من وجعه اقترب وهو يشد على كتفه : ياجعلني للضيم يوم ظنيت اني بتركي لك هالايام راح تكون بخير ! ياليتني مت قبل ما اشوفك كذا
التفت له سند بإنزعاج : اشطر هالكلام يا عز انا جالس احصد ما زرعته
جلسو على حافة الطريق ، وبيدين عبد العزيز مسبحه يومي بها يمين ويسار بلا مبالاة بينما نظرات سند متوجهه نحوها ويناظرها ومركز معها ، قال بعد سكوت : تدري وش ودي ؟
ألتفت له عبد العزيز وهو يمسك المسبحة بين يدينه ويناظره : اسلم وش ودك
سند : ودي أمسك فردي وأفرغه برأسه والا برأسي ، واحد مننا يموت يا هو وما أشهد اليوم اللي بتصير له يا أنا وأرتاح من هالعذاب
عقد حواجبه : دون هالحكي كله لو تبي الحين اروح لين قدام ابوها وأحط رأسي بين يدينه وأطلبه يلغيه والله لا أروح يشهد الله ماهو رداني الا كلمة من لسانك ترى ‏أنا راحتكْ في سِلمك، وأنا يمناك في حربك أنا لو شلت همك فوق همي ماتثاقلته
أبتسم بضيق وقال : تدري وش اللي خذيته منك؟وش تعلمت من عز بن راجح
هز رأسه بإستغراب وهو أردف وقال:من طبوعك تعلمت عزة النفس وأعطي على صدة المقفي إبتسامة صارت عزة نفسي خط لايمكن يجي بعده نقطة وحدة بس
سكت للحظات ثم أردف بسخرية؛أنا أحلامي البارحة كانت شروق
ولكن اليوم حلمي اليوم تغير صحيح إني ما كنت أعرف المكابر وكنت بن فياض ، الللي تفيض مشاعره لها بدون كبرياء وهذا يوم كنت سندها ، ولكنها اليوم صارت لغيري صار طبعي أموت ولا ألحق الغيم مشروه
‏عزة ظمأ ولا مذّلة سحابه! اقفت عساها مجاره من كل مكروه راسها عزيز وراس مالي ثيابي
تنهد بضيق من نبرة صوته ، اللي عكس كل كلامه
يوصله إرتجاف نبرته ، يوصله البحة اللي مليانه حزن ، ولكن ما بيده شيء دامه أختار عزة نفسه
ربت على كتفه وقال بإبتسامة مليانه آسى على حاله : صح يا بن فياض ، "لنا كفوف تودع ، ما لنا كفوف تنادي
هز رأسه وهو يشد قبضة يده ويكبت ع مشاعره اللي زعزعته باللحظة ذي : صح ، وأنا في ذي اللحظة ودعتها ، يالله عسـى الفرحة بدروبها
-
-
{ نسيم }

تنهدت بضيق وهي تنسدح وتتلحف : تكفين يايمه يكفي خلاص
نعمة وهي تسحب اللحاف بعصبية : يعلم الله لو ما تتكلمين وتقولين لا ، لا امسح بوجهش ارض الخسوف ، انتي سفيه ؟ تفكرين في راعي مواشي
والله محد بيجيب لي الجلطة الا عيالي بهالدنيا واحد رخمة ووحدة ما عندها عقل
ناظرتها وهي تمسك راسها بين يدينها : يايمه صار لك خمسة ايام وانتي تعيدين وتزيدين في هالموضوع ، ما طفشتي؟
ناظرتها بحدة : نعنبو حيش حتى ولد اخوي رفضتيه بنفس اللحظة وهو ولد شيخ ولا رضى ابوش نجبرش عليه ، تقومين تفكرين ب الراعي ! والله ان تخسين ما خذيتيه
هزت رأسها وهي تحاول تقطع الموضوع : خلاص ابشري ماراح يصير الا اللي تبينه
رفعت سبابتها بتهديد : والله ان تندمين لو صار شيء غير اللي ابيه
نسيم : زين لا تخافين
طلعت وقفلت الباب بقوة ونسيم تنهدت بضيق ، عايشة بجحيم من اللحظة اللي قالت بتفكر ، هو من رمي الكلام عليها من رحمة وكوثر ، او عتاب جدتها او كلام امها لها او هواشها مع فهيد بكل لحظة يشوفه فيها ، ولكن رغم ذا كله ، تحس بالراحة لسبب تجهله !

{ سند }

مَرت عشرة أيام وهو يحتضن نفسه فيها ويقول انا بخير بتعدي الايام وينحل كل شي لكنه تعب من نفسه ! وعدت الأيام بس لا الوجع عدّى ولا الحزن انزاح
فز بخوف من صوب دق الباب القوي والغريب عليهم ، ركض بسرعه وهو ينزل من الدرج بخطوات سريعة وألتفت لأمه اللي خايفه : خليك هنا بشوف أنا !
هزت رأسها بطيب وهو كمل بخطواته وفتح الباب وهو متوعد باللي بيكون قدامه ، ولكنه عقد حواجبه بإستغراب من خلو المكان من أي شخص !
عصب ومسك قبضة الباب بقوة وكان بيقفل بس لفت انتبااهه مكتوب مرمي قدام عتبة بيتهم ، أنحنى وأخذه بسرعة وهو يفتحه بإستغراب وأول ما قرأ مضمون الرسالة تزلزلت الأرض من تحته وجن جنونه
قفل الباب وصار يركض بالديرة حافي بلا وعي !
متجه لمجلس راجح وأول ما دخل وقف وهو ينحني ويتنفس بسرعه وبعد ما رفع رأسه وناظر لراجح اللي جالس وجنبه أبو ساجي ، صد بضيق عنه وتقدم بإتجاه راجح اللي عقد حواجبه : عسى ما شر يا ولدي ! وش صاير معك
سند وهو يتنفس بسرعه : انا دخيل الله يا شيخ ، لو كان عز بهالبيت تناديه لي بهاللحظة هذي قبل يصيبني الموت
أستغرب راجح من كلامه وأبو ساجي قال بعصبية : استح على وجهك يا سند ، تطلب من الشيخ يقوم من مكانه ويلبي طلبك !
سند ما عطاه وجه وناظر بترجي : طالبك هالطلب ياشيخ ، لا تردني ، أبغى أشوفه ذلحين
راجح أشر على خشمه وقام بطيب خاطر وطلع من المجلس وسأل عن عز وجاوبوه انه بجناح المزن فأتجه لهم
-
-
{ عبد العزيز }

منسدح بحضن المزِن وهي تمسح على شعره ، وملاحظة الضيق اللي على ملامحه ، ولكنها هي اللي تعرف عزيز أكثر من نفسها ، مستحيل يبوح
ومع ذلك تدري ما يظهر ضعفه إلا قدامها
تنهد بصوت عالي وكأنه يحاول يجر خيباته وهي ما تحملت وقررت تسأل : وش صاير يايمه ؟ هذا حالك من جيت ، تطلع من بعد الشروق ولا ترجع الا تالي الليل ، حتى وجهك صرت اشتاق له من قل شوفتي له !
زفر وهو يمسح على وجهه بيدينه ، عدت الأيام وهو من ديره لديره ، حلف لا يجيب رأس الغدار ، حلف إنه لايكسر رأسه ، وحلف ما يجيب الجادل الا بعد ما يلقاه ، عشان ما يصيبه شيء وهي عنده ! عشان ما تتأذى بسببه ، ولكن هالفترة زادت ، ولا لقى لا هالغدار ولا الشوق قادر يخليه يتنفس
تعب كثير ، ويحس هالأيام أخذت من عمره عمـر ، ما يحب الإنتظار ، شلون يذوق اللي يحبه مُر هالشعور : أحس إن قلبي ثقيل يايمه ، أحسه من كثر ثقله ماعاد تقدر ضلوع صدري تشيله
عقدت حواجبها بخوف : بسم الله عليك وعلى قلبك ياعزيز ، وش هالشعور اللي تحس فيه
فتح اول زر بثوبه وهو يتنهد : الأرض تضغط علي حد الموت
ناظرته بإرتباك ووقلق ، وهو ماكان يدري إن هذا كله بفعل الشوق اللي سببّ لقلبه كل هالإختناق
ألتفتو الإثنين على دخول
راجح للغرفة ، وتقدم صوبهم وهو يبتسم : متكي بحضن أمك هاه !
سكت شوي وهو يناظر لأبوه ثم قال : اي والله متكي لأن في حضنها رحمه وقصه وميلاد ما يكفي الجنّه مواطي قدمها
أتسعت إبتسامة راجح من كلامه والمزن أبتسمت
ثم قال راجح : خويّك يجري من بيته حافيّ الرجلين وعرقه يصب من رأسه ! ويتنفس من بين ضلوعه
روح له وشف وش صاير معه
فز بسرعه من حضن أمه وحبّ رأسها وهو يستأذن ويوقف ورى أبوه وراجح عرف إنه منتظره يمشي
لذلك مشى قدامه بخطوات هادية وعبد العزيز كان يمشي وراه وهو يفرك يدينه بتوتر ويبي يستعجل بخطواته بس مستحي انه يمشي قدام ابوه
لذلك فهمه راجح وسارع بخطواته
كوثر كانت واقفه على جنب وناظرت لعبدالعزيز بعصبية وقهر ، مر على رجعته اكثر من ١٥ يوم وسعود من رجع ما دخل عندها أبداً ، بس تلمحه من بعيد لما يرجع البيت وبعدها يختفي ، ولا تدري وش السبب كل اللي تعرفه إنها خايفة من هالهدوء خايفة من عدم إنتباه عبد العزيز لها وعدم تركيزه عليها للآن ، خايفة بعد الستر هالثلاث أشهر تنفضح بأبشع طريقة !




{ عبد العزيز }
دخل بإرتباك للمجلس وهو يدور بعيونه على سند
وعقد حواجبه وهو يشوفه ماسك رأسه بين يدينه ويمشي يمين ويسار دون توقف ، قال بخوف : سند وش صاير!
أول ما شافه ، نزل يدينه من على رأسه
ثم ألتفت له وهو يأخذ نفس ويزفره بكل ما أوتي من راحة ألتفت لراجح اللي باقي ما دخل المجلس ومشى بخطوات سريعة بإتجاه عبد العزيز وهو يضربه بقبضة يده في بطنه ، رجع على ورى بصدمة وهو يعقد حواجبه ويرفع رأسه بإتجاه سند : وش صاير
وقف أبو ساجي وهو يصرخ : ياجعلك للكسر يا سند ، أنجنيت ؟
عبد العزيز رفع يده : بيننا لا تخاف
رجع يلتفت لسند وهو يقترب منه : وش صاير ؟ تكلم
ناظره بحدة وهو يسحب الورقة من جيبه ويمدها له وعبد العزيز عقد حواجبه وفتحها بإستغراب ومن قرأ محتواها ناظر لسند على طول " ماهو بوقت حزنك وندب حظك على بنت راحت لغيرك ! خويّك وعزك ينغدر باليوم ألف مره وأنت راقد وتواسيك مخدتك ! عيب عليك شنبك"
تنهد وقال : ماعليك ، أنا بخـ...
قاطعه بعصبية وبحدة : الاي مكتوب صح والا لا؟؟
سكت شوي ثم هز رأسه بإيجاب : أربع مرات تعرضو لي وأنا لوحدي ولكن لا تخاف ربي سلم !
قفى وهو يمسك رأسه بين يدينه ويمشي بعصبية وبضيق وبعدها رجع ووقف قدامه : وليه ما قلت لي ؟ وليه ساكت ، أنت ناوي تذبحني ؟
مسح على وجهه بضيق ثم قال : قلت لك عن الملثم يوم كنا في بيت عايض !
هز رأسه بإية : وهذا وش جاب طاريه
عبد العزيز : في الأربع المرات كلها ، كان هو المنقذ لي منهم ، ماكان يعطيني فرصة أصد خنجر أو أترك المكان قبل يسحبون فردهم ، كان يرمي خنجره عليهم ويصدهم برصاصات مسدسه ، وأنا في ريبة وحيرة من هالشخص ، اللي لاهي مرة ولا مرتين ، خمس مرات يا سند !
حك رأسه وهو يناظره ووده يصرخ ، وده يقول تراااه أخوك غدارك أصحى على نفسك ، ولكن هيهات إن كان عبد العزيز خويه اللي يعرفه والله ما يصدق ، وراح يطلع مليون عذر له ! قال : إصحى على نفسك ، وفتح عيونك ، تعبت وأنا ألمح لك ، يشهد الله خوفي عليك لوحده رح يجيب آجلي ، رح يقتلني قبل وقتي ، ياما تكلمو وقالو الغدر من الخسوف ، وأنت إذن من طين وإذن من عجين ، شفهم لما سكت لهم تمردو وزاد آذاهم ، قلت إنك بتدور عليهم وبتطلع هالخاين ! والا ما ظنيت إنك قويت على هالشيء ، درينا إنك واثق فيهم حد العمى ، ولكن الشيء لا زاد عن حده أنقلب ضده
عرف إن هالكلام ماهو إلا من كثر خوفه عليه ولا شره ولا طلع بخاطره مثقال ذرة ولكنه من لاحظ بروز عروق جبهته من قوه العصبية اللي يتكلم فيها قال وبنيته يطلف الجو : الشيء لا زاد عن حده أنقلب ضده إلا أنت زينك إن زاد عن حده والله إني أقبله ياسند
تنرفز سند من البرود اللي يعيشه هالإنسان في ظل التهديد على حياته وضربه مرة ثانية على بطنه ، ولكنه أنصدم من ضحكة عبدالعزيز اللي درى إنه زاد الطين بلّه
ناظره بحدة وهو يرفع سبابته : والله لو يصير فيك شيء ولا يقتلونك ، لأذبحك تفهم والا لا
أبتسم على تهديده الغريب وكان بيطقطق عليه ولكنه تراجع عن اللي يفكر فيه
وبعدها أردف سند وقال : لا تلحقني ، خلني أنفس عن غضبي لحالي
هز رأسه بإيجاب وقال : زين ، تعال وأنت راضي ، والله إن وجهك وأنت معصب يخوف !
ناظره بنص عين ومشى عنه ، وهو حالف يمين إنه لا يضيع علوم فهيد هالليلة !!
-
-
{ الجادِل }

كان آخر مكتوب منه بين كفينها ، مرة تناظره بهدوء
ومرة تحط رأسها على الدرج وتخليه قدام عيونها وتبكي ، شعور الضيااع يجتاحها
رفعت رأسها وهي تمسح دموعها وهي تناظرها : أنت قلت إنك تكره الإنتظار ، ليه تخليني أنا على الرف ؟ ليه تتركني بين الجمر والعذاب ليه ؟
أنت أستهلكت كل شعور الإنتظار فيني ، والله هـالعشرين يوم خلت الدنيا كلها على قلبـي وأنا بين حلمي وبين العيش بإنتظارك .. أخترته
أخذت الورقة اللي جهزتها وسحبت القلم وهي تتنهد وبعدها بدأت تكتب "تتخشب تفاصيلي بدون شعور
‏تعبت الانتظار ، و رهبة الطيحه
تعبت أمشي بسكة طريق ما له نهاية ولا له وجهة
هالحمامة اللي قالت لك بيجي يوم وتطير من هالقفص ، صار وقت طيرانها يا عزيز
آخرها إعذر قل صبري وكثر شوقي وعتابي جعلك بخير وفي خير .. حلمي صار بين كفيني "
طوت الورقة وهي تدخلها بالظرف وبعده
وقفت وهي تدخل المكتوب بشنطتها ، وتناظر نظرة أخيرة للغرفة ، سحبت شنطتها وهي تطلع من الغرفة ، ناظرت خلو البيت من كل الحياة ، وكأنها سُحبت منه سحب !
الأشياء المهمة بس أخذوها والباقي تركوه على حاله
طلعت من البيت لما عرفت إن جدها ينتظرها برى
قفلت الباب بالمفتاح ورمته بين الريحان اللي جنب الباب كعادتهم ، ناظرت للمكتوب نظرة أخيرة وهي تثبته بقوة في طرف الباب : لو بيرجع وبيحن ، طمنه عني !


تنهدت بضيق ومشت لجدها اللي واقف جنب سيارة أستأجرها مع سواقها ناظرت بضيق لزريبة المواشي اللي خلت منهم ، بعدما علمته إنها وافقت وبتروح معه للمدينة ، باع كل مواشيّه للحكيم ، وأما الناقة فسيّر بها لديرة ثانية
أنتبه لنظراتها وتنهد بضيق وهو وده يقول "سويتي الصح ، اخترتي الاختيار الصحيح اللي بينفعش ذلحين وبعدين ! ودي اواسي قلبش بهالفراق ولكن الشكوى لله
ناظرها للحظات وأبتسم يطمنها : حيـاة مليانة خير في إنتظارش وأنا أبوش ، عايض هيأ لش كل اللي تحتاجينه لا تذلين " تخافين"!
هزت رأسها بإمتنان وركبت ورى وهو ركب قدام وأشر للرجال يمشـي ، ومن مرو بحديقة الورد الأصفر ، صـدت عنه وهي تحاول ما تبكي ، ليه تحس إن الأرض كلها على صدرها !
-
-
{ بديرة هشيمان }

أمل جالسة بالصالة ، وهالمرة قررت تجمع جسارتها وتفتح الموضوع لأبوها ، لأن ماصار يوم ولا يومين ولا حتى شهر ! ثلاث أشهر وبنتها بعيدة عنها
ولو إنها متطمنة إنها عند جدها ، ولكن يكفي
يكفي العقاب اللي خذته
دخل مساعد وهي وقفت على طول : امسيت بخير يبه
وقف وهو يقول : الله يمسيش بالنور ، واضح ان وراش مغزى والا ليه منتظرتني
سكتت شوي ثم قالت : طالبتك يا يبه ، يكفي العقاب ، رد لي بنتـي !
عفس ملامح وجهه من طاريها ، ولأنه نساها فعلاً ولا درى لا عنها ولا عن بنته ، ومن تذكرها الحين
حس إنه أنتهى فعلاً العقاب وهالفترة بظنه كانت كفيلة بأنها تعيد حساباتها وتحسن تصرفاتها بما إنه حرمها من كل هالخير وتركها بوسط بيت فقر !
هز رأسه بطيب : بعطيهم خبر عشان يطلعون يجيبونها، أظن إن هالغربة تكفيها
أبتسمت بصدمة من موافقته السريعة وقربت وهي تبوس رأسه : عمرك طويل يايبه الله يبيض وجهك
أبتسم لها مجاملة ومشى وهو يدخل غرفته ، تنهدت براحة وفرحة وأتجهت لغرفة الجادل ترتبها ، بعد ما كانت مهجورة لثلاثة اشهر !
.
٠
[ سند ]

طلع من المجلس وأتجه ناحية هادي وقف قدامه وهو يقول : فهيد وينه ؟؟؟؟
هادي أستغرب نبرة صوته الحادة وقال : فهيد بديره أهل زوجته صار له عشرة أيام هناك
عقد حواجبه وقال وهو يحك لحيته بعدما خاب توقعه ، فهيد برى الديرة ، من اللي أمر وتعرض لعز أجل !
ألتفت بيمشي بس أستوقفه هادي : ليه تسأل ، ووين بتروح بهالعصبية
ناظر له سند وقال : رايح لخاله ناصف
هادي رد على طول : ناصف راح معه
زادت حيرة سند : وشلون ، ماني فاهم وش هالروحة المفاجأة !
هادي : فهيّد وناصف واثنين من اهل الديرة راحو لديرة زوجته ، بيني وبينك صاير بينهم مشاكل ويبيهم عزوه يوجبون أهلها لأجل ترضى وترجع
سند ناظره وتنهد وهو يهز رأسه ، وبعدها مشى وهو يترنح بين أفكاره ، الحين غرق وغرقانه عظيم ، من البداية يدري ان الخاينين هم ناصف وفهيد ، ولكن الحين ! أنغدر عبدالعزيز في ظل غيابهم
مسح على وجهه وهو يتنهد : لازم تعيد حساباتك وتحسب الخطوة صح يا سند والا بتضيع
-
-
راجح من طلع أبو ساجي وخلى المجلس من الرجال دخل البيت ، ووقف قدام حديقة الورد ناظر للجلسة اللي تتوسطها أمه وجنبها رحمة ونعمة وكوثر زوجة سعود ، وألتفت وهو يشوف نسيم واقفه بين وردها ، أبتسم وهو يأشر لها : نسيم
ألتفت له على طول ، وتعدت الورد وهي تمشي وتوقف قدامه : سم طال عمرك
أتسعت إبتسامته وهو يقرب ويمسح على شعرها بحنيَة : وشلونها الكايّدة
ضحكت على اللقب وقالت بهدوء : طيبة دام انك طيب وبخير
هز رأسه : الحمد لله ،أنا طيب ، ولكن جسّار ما أظنه طيب تركنا الرجال هالفترة كلها وربطناه بدون رد
وهالشيء ماهو بصحيح يا بنتي ، لازم نعطيه الجواب ، دامش رافضته قولي
سكتت شوي ثم قالت : أنا طوال الفترة السابقة مترددة يايبه ، ما تعودت على الخوف ، ولكني متخوفة من ردة فعلكم
عقد حواجبه وقال : ‏ تراك منتي نبيلة فقط أنتِ وريثة نُبل بنت أول رجل يطري ببال الدخيل ، أصون الدخيل وما أصونش ؟ عيب علي شنبي
قولي وش ردش ، ونذر علي ما يصير إلا إللي خاطرش فيه
ناظرته بتردد ثم قالت : أنا موافقـة
أرتخى حاجبه وناظرها بصدمة ، ما توقع ولا واحد في المية يكون ذا ردها ! كان يظن إن مصيره الرفض مثل غيره ولكن خاب ظنه ! ماعرف وش يقول أو بإيش يجاوبها ، يحس حط نفسه بمتاهة لا خروج منها
ألتفت على إقتراب نعمة منهم ، إللي من شافتهم مع بعض درت إن الموضوع فيه إنّ ، وقفت وهي تقول : عسى ما شر يا راجح ؟
ناظرها ثم رمش بعدم تصديق : نسيم وافقت على جسّار ..
عقدت حواجبها وألتفت بكامل عصبيتها وهي تقول : والله إنها تخسى ، والله إنها تعقب ، هالبليّة تبي تفضحنا ؟ تبينا نصير خوال لعيال راعي ! والله إنك تهبين يا نسيم ، خليناش على راحتش لين تمردتي ، ولكن لا تخافي بنرجع نشد الرسن ونرجع لش عقلش اللي تمردتي به علينا بسبب دلال أبوش لش !
تنهدت بضيق ، وهالشيء اللي مخليها تتكتم على موافقتها ، لأنها بتعيش هالموقف
والحين كيف تفهمهم ، إنها ولأول مرة تصلي إستخارة وتحس بهبوط راحة لا مثيل لها على قلبها ؟ كيف بتفهمهم إنها هالجسّار هو الشخص اللي تبيه برغم عيوبه اللي متغاضيه عنها !
زادت حدة صوت نعمة لين فزو كلهم من الجلسة بخوف وأجتمعو عليهم ، وهنا بدأت تتعالى أصواتهم كلهم ! اللي يحلف ما تأخذه واللي يطقطق عليها واللي ساكت ويناظر ، حتى راجح بقى ساكت ومستغرب موافقتها
سعود وعبد العزيز كانو راجعين من المسجد بعد ما صلو العصر ، وقفو بإستغراب قدامهم
وألتفتو كلهم على صوت عبد العزيز اللي مليان عصبية بسبب علو أصواتهم جنب راجح ! : ابو المزن يارجال ، إحشمو الكبير ، أفاا يالعلم حتى الشيخ ماصار له هيبة عندكم !
قالت حكمة : تعال أسمع ، تعال شف بنت الشيخ على من وافقت ، تعال إضحك على الشيخ اللي مخليها على راحتها

أستغرب وتقدم وهو يوقف قدام أبوه وسعود جنبه ولكنه عكس عبدالعزيز هادي وساكت : وش صاير يايبه ! وش سوت نسيم
قال راجح وهو يحرك لحيته ويناظر له : وافقت على جسّار
ألتفت بسرعة تجاهها وهي تنهدت وزادت ضيقتها لما عرفت إن محد بيوقف بصفها بهالقرار !
سكت عبدالعزيز وناظرهم نظرة سريعة كلهم ، العصبية ملئت وجيه البعض ، والسخرية بوجيه الباقين ! وألتفت لأبوه اللي محتار وضايع
بعدها ناظر لنسيم وقال : متأكدة من قرارك ؟ تبينه !
حكمة جن جنونها وقالت : نعنبو حيكم من متى نأخذ شور البنت في زواجها ؟ من متى نقول تبينه والا لا ! نأخذها من شعرها ونرميها تحت رجله ونقول خذها ، تبون تموتوني قبل أواني ؟
نعمة : لا واللي يجلط ياعمة يشاورونها براعي
عبد العزيز رفع حاجبه وقال لنسيم متجاهل كلامهم : موافقة عليه ؟ عطيني جوابك
هزت رأسها بإية ونعمة عصبت وكانت بتضربها ولكنها وقفت وهي تشوف نظرات عبد العزيز لها
وعبد العزيز ألتفت لأبوه وهو يقول : وش قولك يا إبن جبّار ؟ تجبرها على شيء هي ما تبيه بعد ما عودتها على الحرية في قراراتها ؟ وترفض الرجال لأنه ماهو بشيخ ولا عنده مال ولا جاه ؟
ناظره راجح بضيق من كلامه وأحتار أكثر وعبدالعزيز تنهد : يايبه ، خليتها تقرر كل مرة على راحتها ، رفضت كم من رجال سواء من الفرسان والا عيال الشيوخ وما تكلمت ورضيت بقرارها والحين ! يوم انها وافقت ترددت عشانه راعي ؟ ماهو بصحيح اللي ينقال
حكمة قالت : أنت ياعبدالعزيز بتجنني ، أبعد عن هالبنت عشان أكسر عصاتي بضلوعها
نسيم تناظر لعبد العزيز بهدوء ، ولاهي مهتمة لكلامهم ، لإنها عاشت في ظله أكثر من ستة وعشرين سنة ، وعاشت بين جهلهم هالفترة كلها ، والحين ليه تشره عليهم ؟
عبد العزيز قال وهو يوقف قدام نسيم ويحجبها عنهم : هي في وجهي إلين يوم الدين
حكمة عصبت : لا ياعز
عبد العزيز : الا والله ياجده ، ومن تعرض لها كأنه تعرض لي ، لحد يجيها ولا حد يقرب منها
ناظر لراجح وهو متجاهلهم : تكلم أنا دخيل الله يا بن جبّار ، ترى الموضوع ينتهي بكلمة من لسانك
راجح رفع عيونه بإتجاه نسيم اللي تناظره بضيق ثم تنهد ، إيوة هو الي عودّها على القوة وعلى إتخاذها قراراتها بنفسها ، وهي اللي كانت تتحمل عواقب كل قرار تتخذه ، ولو بيرفض جسّار وبيرفض موافقتها راح يطيح من عين بنته ، وهالشيء اللي ما يبيه
هز رأسه بإيجاب وقال : قلتها قبل وبقولها ذلحين ، ماهو بصاير الا اللي تبيه نسيم ! وإن كانت وافقت عليه فالله يبني بيتها !
جن جنونهم وكانو بيتكلمون وتعلى أصواتهم لولا وجود عبد العزيز اللي كتمهم ، أبتسم عبد العزيز وألتفت لها : ها مبروك ، أمنيتي الحالية إنك راضية عن هالديرة ، وإنك ما تبين الفكة منها
ضحكت وهي تتحاشى نظرات أمها وجدتها وقالت : لما أحقق أحلامي برضى
هز رأسه بإبتسامة : قريباً صدقيني
نعمة وحكمة أيقنو إنه بوجود عبد العزيز ماراح يهاوشوها على كيفهم ، لذلك أنسحبو بعصبية ورحمة لحقتهم وهي كاتمة ضحكتها ، بينما كوثر مكتفه يدينها وناسيه نفسها وهي تناظر لسعود بعصبية ، يعني ناسيها طوال الفترة الماضية ، والحين متجاهل وجودها ولا كأنه يشوفها !
عبد العزيز ألتفت وهو باقي مبتسم ولكنه سرعان ما تلاشت إبتسامته وهو يعقد حواجبه لما عرفها تلاشت إبتسامته وهو يعقد حواجبه لما عرفها قال بحدة وبصوت عالي مليان عصبية وبدون ما يفكر ويحسب حساب كلامه وش تسوين هنا ؟ أنتي ماعندك كرامة ؟ ماعندك نخوة يابنت الناس
أرتشعت كل أجزاءها بخوف ، ووضح عليها الإرتباك بعد ما تغير لون وجهها وبدأت أنفاسها تتسارع بخوف من كلامه وإنتباهه لها ، وهي اللي كانت سرحانه وناسيه نفسها مع سعود ..



وهو أول ما سمع كلامه وجه نظراته للشخص اللي يكلمه ، عقد حواجبه بإستغراب على رفع صوته على زوجته ! خصوصاً إنه يظن إنه الغلطان عصب وكان بيتكلم بس ألتفت بصدمة وهو يسمع صوت كوثر يعلى أعلى من صوته وهي تقول : لييه ؟ تبيني أسمح لك تدمر حياتي وأسكت لك ، تظن لأنك عبد العزيز بخاف وماراح أتكلم ، لا والله أنك تبطي عظم أنا علمت سعود بكل اللي سويته ، علمته عن سواياك الردية
عقد حواجبه بصدمة من وقاحتها ، خاينة ولها وجه تعلي صوتها ، ولها وجه تتكلم ! وين الحياء عن وجيه بعض الحريم ، ولكن اللي مستغربه كلمتها سواياك الردية قال بحدة : سوايااي أنا ! يا ويل حالي على خبثك يالخسيسة
عصبت وناظرت لسعود اللي يمشي له وما تدري كيف جاءتها الجراءة قالت بعصبية : ايوة قلت لك عن محاولتك بالتقرب مني ، ومحاولتك في مراودتي عن نفسي
شهقت نسيم ورجعت خطوة لورى بصدمة
وسعود تجمد مكانه ولاعاد تحرك ، ولكن ماكانت صدمتهم أقل من عبدالعزيز ، اللي رمش بعدم إستيعاب ، ياهي كبيرة بحقك يا بن راجح ، وش هالكلام اللي ينقال لك ! وهو اللي‏ كل غاياته حِسن سمعة و دعوة غيب ويكون اللي بعد ذكره ثنوا بأفعاله و أخلاقه ، يجيه الردى لين بيته ! ياعزتي لك ياعز !
ألتفت بسرعه لسعود اللي واقف ويناظر لكوثر بحدة ، هو ماله وجه
موافقته وتصديقه لكلام كوثر كان من معرفته إن عبد العزيز مات ، صدّق لأنه يبي يرتاح من الهم ولا يفكر ، ولكن مر رجوع على عبد العزيز اكثر من عشرين يوم ، وهو يمسي بين نار ويصبح بين نارين وشلون يحل الموضوع والمشكلة اللي جابها لنفسه
ناظره عبد العزيز بغبنه وضحت في وجهه ، وتكلم بنبرة مليانه خيبة أمل وهو يتقدم صوبه ويأشر عليها : هالحرمة تقول هالكلام عني أنا إخوك عز وأنت صدقت؟
سعود ما تكلم وعبد العزيز عصب وقال وهو يعيد كلامه بصوت عالي وكأنه يوضح الخذلان اللي يعيشه : تكلم يا سعود ، صدقت إني ردي ؟ صدقت إني بتعدى على حرمتك ، صدقت إني بخونك تكلم طالبك ، قل لا قل إنك ما خذيت طاري موتي سبب لأجل تصدق إني ردي ، قل إنك ماكنت تتذكرني بكلمة المتعدي على العرض
كوثر كتفت يدينها تخفي توترها وارتباكها ونسيم للآن واقفة مكانها وتناظر لكوثر بحدة ، هول الكلام كان قوي عليها ، خصوصاً إنها ما أتهمت إلا عز إللي محد بيصدق الردى فيه ولكنها حولت نظراتها لسعود بخيبة ماهي أقل من عبد العزيز
سعود كان ساكت ويتنفس بسرعة ، طاح بالموقف اللي ما يبيه ، ومن زادت حدة صوت عبد العزيز طفح الكيل عنده وقال بعصبية : ايوة صدقت لأني كنت بريح بالي على حساب سمعتك ونظرتي عنك ، إيوة صدقت لأن ماكان لي حيل أنبش ورى صفاتك أو أخلاقك ، كان طريق التصديق أقرب لي
غمض عيونه وهو يبلع ريقه ، يحس بكتمة وضيقة صدر وكأن قلبه بيطلع من مكانه من كثر الضيقة اللي توسطت قلبه ..فتح عيونه وناظر لسعود اللي يناظره ببرود
ثم ألتفت وناظر لكوثر اللي مبسوطة بكلام سعود وهنا انتهت الرحمة لها قال وهو يناظر لسعود : بعد الكلام اللي بأقوله ، يشهد الله لو تطلب رضاي وتجيب لي نجم سهيل ما رضيت ولا عفيت يا سعود ، يشهد الله ان هاالردى ما يعدي بكل سهولة
والله يهالشعور اللي خليتني اعيشه بهاللحظة ما يمر مرور الكرام
ضحك بسخرية وقال : عندي على كل الدروب إستطاعه " ولكني كنت بطبعي أتجنب دروب الردى والردايا .. حيّا في وجهي ماهو علشان أحد
لكن هالمرة ، والله ان أصير أردى منها ومنك
سحب يد سعود بعصبية وهو يسحبه معه ، وسعود حاول يفك نفسه بعصبية ولكن آبى يفلته
وهنا خارت كل قوى كوثر وأنجلطت من كلام عبد العزيز ، عرفت إنها بحركتها هذي ما جنت الا على نفسها
وقف عبد العزيز قدام بيت هادي وصرخ بصوت عالي : أبو سحابة
خرج هادي بخوف من صراخه الغريب وقال : اسلم ياعز وش صار
عبد العزيز فلت يد سعود منه وقال : الرجال اللي سحبته من قدام بيتي في آخر ليلة لي هنا
هادي سكت للحظات ثم تذكر وقال : رميته بين الفرسان ، وأظنهم دبرو امره على ما طلبت
عبد العزيز ناظر لسعود ثم رجع يناظر لهادي : أبيه قدام عيوني هاللحظة
أشر على خشمه : أبشر على خشمي أنتظر
سعود عصب وقال وهو بيمشي : درينا إنك مليان نخوة ورجولة ، ولكن خلها على غيري ماهو بعلي ، ماني بناقص خفة عقل !
ولكن حدة صوت عبد العزيز خلته يلتفت بصدمة ، أبداً ما قد رفع صوته عليه بهالطريقة ، ولا كلمه بغير إحترام ، وبهالحركة ذي زاد تعجبه ووقف مكانه : اجلس في مكانك يا سعود ، قبل يجن جنوني أكثر من كذا
سعود كان بيتكلم بس عبد العزيز قفى عنه ، ناظر لكفه اللي ترتجف وبلع ريقه
رفعها لوجهه ومسح عليه وهو يحاول ينظم أنفاسه ، لأول مرة يطيح في قلبه مُر هالشعور !


وصل هادي ووراه الرجال اللي طلب عبد العزيز حضوره أستأذن هادي ومشى
ومن وقف قدامه وهو خايف ومرتبك ، بعد اللي عاشه حبّ التوبة ، لأنه شاف الموت بعيونه
لولا شفقة هادي عليه بهذيك الليل ، كان ما طلع عايش من بين يدين الفرسان
بلع ريقه بخوف وهو يناظر لسعود ، ثم نزل عيونه للأرض
سعود عصب من طول الإنتظار : وهذا من ، بتتكلم والا أمشي
عبد العزيز ناظره بسخرية ثم رجع يدينه خلف ظهره بإستهزاء : قبل ثلاثة أشهر ، كنت بذبحك تالي الليل عشان إيش ؟
ما تكلم من شدة الخوف ، إيوة كان بيموت بذيك الليلة ، ولكن إن تكلم هاللحظة وقدام زوجها راح يموت الحين بعد !

شدّد عبد العزيز على كلامه وقال : والله إن ما تكلمت لأدفنك بأرضك
سعود وقف وقال : مليت منكم ومن هالحيـ..
عبد العزيز ضغط على كتف الرجال بقوة لدرجة إنه شد على قبضة يده وتكلم بسرعة : كنت بأخذ المكتوب من كوثر
وقف مكانه ، وتجمد الدم بعروقه ، هذا الرجل الغريب وشلون ينطق إسم زوجته بهالطريقة !
ألتفت بسرعة ومشى له بخطوات سريعة وهو يضربه بقوه على وجهه : والله ان جبت طاريها ع لسانك مرة ثانية لأقصه لك
عبد العزيز ما أهتم لسعود وكمل وقال : ووش بينك وبينها لينك جاي تأخذ المكتوب
كان ماسك خشمه بكفه بوجع من الضربة ولكنه خايف أكثر من نظرات عبد العزيز : جيت آخذ مكتوب حب ، وأفهم يا فهيم
جن جنون سعود من هالكلمة : كذابين ! اللي تقولونه كذب ومستحيل أصدقه ما هقيتك تخفي زلاتك ورداك بظهر غيرك ياعز لا والله انت ما تقرب للعز طريق !
عبد العزيز تجاهل كلامه ودخل للبيت بخطوات سريعة ، أتجه لغرفته وبالأحرى لسريره
رفع الطراحة البيضاء الكبيرة وسحب الورقة اللي كانت تحته : ماكنت أظن إن بخرجها للعلن طول حياتي ، ولكن ماني بطيّب للرديّن أبد !
طلع على عجل من الغرفة وبيده المكتوب
ونظرات كوثر عليه ، وهنا أيقنت إنها بتموت اليوم لا محالة ! ركضت لغرفتها بسرعة وبدأت تجهز أغراضها تهرب لبيت أبوها قبل يقتلها سعود
عرفت إنها اخطئت خطأ حياتها بإتهامها لرجل ماراح يسكت أبداً ، لرجل ماسك عليها الزلة ، كانت تظنه بيسكت ولكن هيهات
وقف عبد العزيز قدام سعود اللي يضرب الرجال ، وسحبه من بين يدينه وهو يرمي المكتوب عليه : خذ ، هذي سواياك ، وهذا رداك انت وزوجتك كنت بستر عليها ، كنت أقول ما يستاهل سعود بن راجح يعيش شعور الخيانة ، لكن والله إنك تستاهله
مشى عنه وهو يدخل للبيت ، بإتجاه إسطبل جدْيلة
دخل لها وسحب الرسن بقوة وهو يفتح باب الإسطبل ركب الرسن ومسح على ظهرها بهدوء بعدما حس إنها أرتبكت من الصوت العالي للباب
خرج معها وفتح البوابة وهو يخرج منها ، ركب عليها وهو يتنفس بسرعة ، هاللحظة هذي
لو ما نفس عن نفسه ، وتلاشى الشعور اللي بداخله بيموت من غبنته ، شد الرسن بقوة وجديلة انطلقت بكل قوتها وكأنها حاسه فيه وتبي هالشعور يطير مع نسمات الهواء القوية
ثبت رجله على الرسن وأنسدح بظهره على ظهر جديلة وهو يرفع يدينه لفوق ويصرخ بأعلى صوته
يحاول يهدأ بالطريقة هذي اللي تعود عليها
أما سعود من قرأ الرسالة ومحتواها ، وأيقن إن هالخط خط كوثر ، وسمع من الرجال إن كان بينها وبينه قصة حب ، من قبل سنة
عرف إنه ولد جيرانهم ، وعرف إنها بقت على علاقة معه حتى بعد زواجها من سعود ، وهنا أنهارت كل حياته على رأسه !
لما أستوعب إن كلامها وإتهامها لعبدالعزيز ماكان الا تغطية على سواتها !
رمى المكتوب وأنهال بالضربات عليه بدون توقف
وولما كان بيلفظ أ نفاسه الأخيرة سحبه هادي بصدمة وهو يقول : صل على النبي ياسعود بيموت الرجال بين يدينك
وقف وهو يتنفس بصعوبة ولا أرتاح ، صار يركضه برجله بكل قوه على بطنه وبدون رحمه
ولما حس إنه صار دور كوثر ، أخذ المكتوب من على الأرض ، وركض بخطوات سريعة إتجاهه الغرفة
ومن دخل ووجهه مايل للون الأحمر وعروقه باينه بكل جزء من وجهه ، وكأنها في أي لحظة بتنفجر بسبب العصبية ، ناظرته كوثر وطاحت شنطتها من يدها وهي تبلع ريقها بخوف
بلعت ريقها وتسارعت أنفاسها وقلبها يتنفض
من لمحت مكتوبها بين يدينه رفعت يدها وهي تقول : أنا في ذرى ربي لا تذبحني تكفى
جن جنونه لما حتى ما حاولت تنكر ، وعلى طول عرفت وش يفكر فيه ، قرب بدون ما يتكلم وهو يمسكها بقوة من فكها ودفّها للجدار بكل قوته لين رصّها عليه ، صار يضغط بكل قوته ، لدرجة ماعاد قدرت تحاربه أو ترده عنها ، أو تتكلم بكلمة وحدة
كان منقهر ويحس بالخذلان ، وكلام عبد العزيز ما عدى عليه ساعتين ، هذا هو يعيش ضعف الشعور اللي عاشه !
يحس إنه كان غبي وجاهل ، ينضحك عليه بكلمة وحدة ، ويمشونه على كيفهم !



تركها من يدينه وهي أنهارت على الأرض وصارت تتنفس بسرعه وتبكي بفزغ وخوف ، ويدينها على فكها اللي تحس إنه بيطيح من قوه ضغطه عليه
ما شفى غليله أبداً ، ما حس بالرضا
رفع رجله وصار يضربها بأي مكان تطيح رجله عليه أو تلمسها كان ناوي ما تطلع هالليلة من بيته إلا لقبرها ولكنه في لحظة وحدة أستوعب ووقف وهو يتنفس بصعوبة وبسرعة ، وكأن أحد قال ما تستاهل تلوث يدينك بها ، سنة من حياتك ضاعت مع خاينة وخسيسة ، بتضيع باقي سنينك عشانها ؟
مسح على وجهه بقوة وهو يصد عنها وبعدما ألتقط أنفاسه لف لها ، وناظرها بقل حِيلة
ناظرها بضيق : وأنا وش سويت لك غير إني حبيتك وصنتك وآثرتك على اللي من ضلعي ، ولكن هذا جزاء اللي يتجمل بالرديّ .. الخيانة
أقترب وهو يمسك شعرها بين يدينه وهالمرة ما ألتفت لصراخها سحبها من شعرها وهو يفتح باب غرفته ، وبقـى ساحبها وعلى صراخها ألتفو بخوف
وهنا كانت صدمتهم ، سعود يجر زوجته من شعرها بوسط البيت ! ما أهتم لهم وكمل الين وصل لباب البيت
فتح الباب ورماها برى ، ناظرها بعصبية وهو يتنفس بسرعة وقال بقرف وبكل حدة : أنتي طالق .. وتحرمين علي حرم الدم ، روحي الله لا يبارك فيك يا كوثر
قال هالكلام وقفل الباب بكل قوته !

ألتفت لهم وهو يتنفس بسرعة ووجهه باقي على عهده بالعصبية القاتمة ، أنصدمو وذُهلو
دائماً كان الهادي ، حتى والبيت كله يشتعل كان يتميز ببروده وعدم إهتمامه ، وش سوت كوثر ، على إيش تجرأت لأجل يوصل لهالمواصيل ؟؟
رحمة كانت تمشي بإتجاهه وتبي تفهم وش صار ولكنه رفع يده : دخيلك لا تقربين ، والله إني شاب نار من كل أطرافي ولا أبي أكسب ذنب بعصيانك هالليلة ، خليني لحالي تكفين يايمه
وقلت مكانها وبلعت ريقها بصدمة ، هاللي يتكلم من هو ؟
دخل الغرفة وأخذ شنطتها اللي جهزتها ورماها برى الغرفة بلامبالاة ، ثم قفل الباب بقوة
جلس جنب السنين ، وحط رأسه بين يدينه وهو يهز نفسه بتوتر ، جنى على نفسه بالكثير من الهم ، جنى على نفسه زعل عز ، اللي على قولته لو يوهبه نفسه ما رضى ! لو يجيب نجم السهيل ما عفى
غمض عيونه بقوة يمنع دموعه تنزل ، يعيش الخذلان بأقسى أنواعه ، ولكنه موقن إنه يستاهله وكثير !
-

نسيم أخذت الشنطة من جنب الباب ، ومشت بهدوء وهي تطلع من البيت بدون ما يشوفونها لقتها باقي على وضعها تبكي وتنوح من قلبها ، ولكنها ما تعاطفت معها ولو بمقدار ذرة !
رمت الشنطة قدامها وقالت : خذي أغراضك وروحي لعزبة هادي لأجل يوديك لبيت هلك
تقدمت خطوتين وهي تسحب ثوب نسيم وتبكي : نسيم تكفين خليهم يسترون علي ، والله لادرى أبوي بيذبحني
سحبت ثوبها بلامبالاة وقالت : خطأك إنك دستي على ثوب الرجال الخطأ ، وتكلمتي في أخلاق اللي ينعرف بطيبه ، وهذا جزاك ، تحملي اللي جنيتيه على نفسك
قفلت الباب ومشت وهي تدخل متجاهله مناداة كوثر لها ، ولكنها وقفت وهي تشوف أمها قدامها ، وعرفت إنه بيبدأ فصل الضرب والمعاتبة ولكن نسيم قالت : والله ما أخذ غيره يمه ، ودام أبوي موافق على كلامي أنتهى الموضوع
نعمة ناظرتها ثم تفلت بوجهها وهي تقول : اللي يبي القاع عمره ماراح يناظر للسماء ، وأنتي بتبقين بين الثرى دائما بقرارش يا جاهلة
مسحت وجهها بكمها وهي تأخذ نفس وتناظرها ونعمة ناظرتها بحدة : خلي أبوك ينفعش ، وخلي قرارك اللي خذتيه وأنتي شادّة ظهرك بولد المزن يفيدش
قالت هالكلام ومشت عنها ، ونسيم تنهدت بضيق من كلام أمها ، ولكنها إنسانة تعرف وين مصلحتها !
مشت لغرفتها وهي ملاحظة نظرات جدتها الحادة والعاتبة وزادت ضيقتها ، دخلت غرفتها وجلست على كرسيها الخشبي ومكتبها اللي يكسيه شال ب اللون الأخضر الهادي ، أخذت دفتر كتاباتها وناظرت لآخر خاطرة كتبتها قبل يتقدم لها جسّار !

"يتسائلون عن سبب رفضي للزواج حتى الآن ، أولا يعلمون أن مثلي لا تحصر فكرة الزواج في مجرد فستان زفاف وعرس والسلام ! الزواج رحلة لن أقبل بها رفيقا سوى رجلا إختاره عقلي قبل قلبي وليذهب قطار الزواج إلى الجحيم إن لم يأخذني للجهة التي أريدها وأجد بها راحتي ، فالزواج لا يكتمل بظل رجل بل برفیق تحلو به الحياة ، زوج يسير على خطى النبي الكريم ، ليس شرطا أن يكون فقيها أو عالما ، بل يكفيني سعيه للآخرة وجهاده المستمر لنفسه ، يكن لي معينا على طاعة الله ، فلا يكفيه العيش معي في الدنيا ، بل نسعى سويا لتكتمل رفقتنا في الجنة ، أريد شریكا حقیقيا تتحد أهدافنا فنعمل معا على تحقيقها ، رجلا يفخر أبنائي به ويتخذون منه قدوة "




تنهدت وهي تحط القلم وتتنهد بضيق : أنا أستخرت وبرجع أستخير ومتأكدة إن الراحة ماراح تفارقني ، ليه ما يفهمون إن نسيم ما تلتفت للجاه ولا لمكانته في الديرة ولا لماله ، نسيم تملك ذا كله وتقدر تخليه الغني والقوي ، هي تحتاج شخص يملك الصفات اللي بعقلها ، وتحس إنها لقته
وبما إن راجح وافق ، إنتهى النقاش بالموضوع بالنسبة لها !
-

{عبد العزيز }
بعدما شتتّ نفسه ، وضيع كل تفكيره على ظهر جديلة
وقف قدام بوابة البيت وهو يناظر لشروق الشمس
دخل للإسطبل ، ودخل جديلة وصار يمشي جنبها من على السراج وهي صهّلت بصوت عالي بينما هو ضحك ، ورفع نفسه ونط من على السرج ووقف جنبها وهو يمسح على ظهرها بتنهيدة ، ناظر للخاتم اللي متحضن أصابعه وزفر بضيقة مالها آخر : عزتي لقلب عز اللي أهلكه الشوق والخذلان ، أنـا والله يا جدِيلة كل ما تذكرت إنها منتظرتني ، أخس بثقل العالم على كتفي وقلبي ، ماهي الجادل اللي تستاهل تبقى منتظرة هالإنتظار كله !
ألتفت بسرعة على صوت المزن الضاحك واللي تقول : أنـا والله حسنيّ قلبي ، عرفت من أول نظرة لعيونك إن قلبك ماعاده بلك ! وإنه صار ملك لشخص ثاني
تنحنح وهو يمسح شعره ويرجعه لورى وهي ضحكت أكثر : لا تنحرج ، تفاخر بهوأنا والله اللي بتفاخر بهالجادِل ، اللي خلّت هالوجه كل ما سرح يضحك
ناظرها وسكت للحظات ثم قال بعد تنهيدة عميقة : ‏ أنا والله ليّا زارني طيفها وأنا في طرف مركايّ سرحت أزهم أسمها وأتعوّذ من الصده
المزن أتسعت إبتسامتها وقالت : عليّها الله إللي حولت ضحكة عزيز الساخرة على الحب ، لتنهيده عقبها بيت شعر
ضحك بخفوت وهو يشّد رسن جدِيلة وما تكلم وهي قالت : ودام انّك تحبها والشوق أنهكك لهالدرجة ، روح لها !
ناظرها ومستغرب ، لأول مرة يحكي مع أمه بهالموضوع ، منذهل من بساطتها وتبسيطها للأمور !
ميلت شفايفها لثواني ثم قالت : شهّدت على مشاعر الإنتظار لفترة طويلة ياعزيز ، ولا أبي حبيبة ولدي تشهدها ! ولاني من اللي بتلوي يمينك بسبب شعور ولا إلتفات لقلبك ، لا والله روح لها وبرّد هالجمر اللي تحس به
أبتسمت للقلب الجادِل وهز رأسه وولكن إبتسامته تلاشت ، من تذكر وش سبب بقاءه للحين ! الغدّار
خايف إنه بيحلقه أو بيتتبعه دون علم منه ، خايف إنه بيلقاه ببيت عايض وبيشهد على ضعفه
وهو اللي حلف يخبيها بين رموش عينه لأجل ما يحلقها أذى ، شلون يجيب الأذى لها بيدينه !
أقتربت منه وقالت وهي تربت على كتفها : شهرين المدة اللي غبت فيها عن ناظـري وكنت بناصـيتها ، وش الشعور اللي أستوطنك بهالفترة ؟
سكت للحظات ثم بلع ريقه من هول الشعور ، ثم ألتفت لأمه وهو يمسك كفها بين كفينه وأخذ نفس : ‏يشهد الله محبتها جارت علي وأجهدتني مثل اللي عجزت عظامه تشيله
أبتسمت بخفوت وشدت على قبضة يدينه ، ممتنة بهاللحظة ذي لأنها قدرت تشهد على هالمشاعر بقلب ولدها ، لأنها تشاركه هالكلام لأنه صارحها ولأنها درت عن البنت اللي يحبها قبل ما الكل يدري
رفعت رأسها وقالت : عيب عليك تجلس ثانية وحدة بهالمكان ! الحين تشيل نفسك وتسري لديرتها تجيبها مع اهلها كلهم للخسوف
ضحك وقال : ما عرفتي وش أصلها أو من هي بنته حتى
ميلت شفايفها ثم هزت راسها بنفي : ما يهمني ، إللي يهمني إنك تحبها وهنا ينتهي كل الحكي يالله روح لها وهاتها
تنهد وقال : وعدتها أجيب اهليَ وقبيلتي لها
أبتسمت : روح لها وتطمن عليها ، وطمّن قلبها وليّا رجعت ف راجح بن جبّار بيجهز كل القبيلة على أرقابهم لأجل تجيبونها زوجة لك !
أبتسم لكلامها وما قدر يتحمل أكثر ، قرر إنه يحارب الخوف عليها بجسّارته ، وأيقن إنها لاظلت بين رمشه وجفنه ماراح يلحقها آذى !
-
-
وصل فهيّد للبيت وبسيارته وصايف وبحضنها ضحى بنتهم
ألتفت لها وأبتسم : وهذي ضريبة الثلاثه أشهر ونص رجعتي لبيتك معززة مكرمة
ناظرته بـضيق وبعتب شديد ، ثم نزلت بدون ما ترد عليه ، ودخلت للبيت على طول ومن وصلت للصالة
أستوقفتها نعمة اللي قالت : هلا والله ، هلا بـبنت ولدي هلا
أقتربت وهي تأخذ ضحى من يد وصايف وناظرتها بنص عين : منتي قلتي معادش براجعه لين تموتين ؟!
ناظرتها بعتب على هالإستقبال وقالت : فهيّد جاء وراضاني ، ووعدني يصـير شوره بيده
عقدت حواجبها : وش قصدش ؟ ولدي رخمة ؟
وصايف ملّت من كلام فهيد طول الطريق وملّت من تفكير نعمة وقالت بضيق : إيوة رخمة ، الرايح والجاي يمشي كلمته عليه ، محد يحترمه بسبب شخصيته المهزوزة والضعيفة ومحد يشد الظهر فيه بسبب رخامته ، وأنـا تركته لأجل يتعدل
وهو راضاني بقوله إنه بيتعدل..




ناظرتها نعمة بدهشة من كلامها : قطع الله هاللسان اللي مليان سم يالحيّة ، وش هالكلام اللي تقولينه عن زوجش ؟ عز الله إنه حرام فيش حتى بنزين السيارة اللي جاو فيها لديرتش ، أنا قلت له لا يرجعش بس من يسمع الكلام ؟
لفت شيلتها بيدها وقالت وهي تمشي عنها : على الأقل بدأ يتعدل وما سمع كلامك هالمرة
نعمة زفرت بعصبية قامته ولكنها من ناظرت لضحى أبتسمت وهي تبوس خدها : الله يقطعها أمش ، خربت فرحتي بشوفتش يا عيوني
-
-
{ ناصف وفهيد }
نزلو من السيارة وواقفين جنب بوابة بيت راجح
ناصف مسح على وجهه بضيق : الواضح إن الرخوم ماجابو رأسه
تأفف فهيد وقال وهو يناظره : يعني غبنا عشرة أيام عشان ما نلفت إنتباهه ، ووكلنا أكثر من عشرين رجال لأجل ينتهي الموضوع بسهولة ، وآخر شيء يغلبهم كلهم !
ناصف شد على قبضة يده وهو يزفر بعصبية : أستوقفني واحد منهم في طريقي لهنا ، يقول مترصد لهم واحد ملثم ، كل ما بغو يطيحونه طيحهم كلهم !
عصب فهيد : الله ياخذه وياخذ هالرخوم كلهم ، عالأقل يشلونه من الخسوف ومن بين عيوني ! لو يقدرون على هالشيء بس
ناصف ربت على كتفه وقال وهو فرحان إن فهيد غيّر رأيه ، وصار بنفسه هو يخطط على التخلص منه ، بعد ما أخذ راحته الكاملة خلال شهرين وحس بالسعادة بدون عبد العزيز : ماعليك ماراح يصير الا كل طيب لك ، لا تخاف وراك ناصف شد ظهرك به وماراح يصير الا اللي تبيه ، واعتبر عز منتهي لا تشغل بالك به
تنهد : ياليت ياخال ياليت
أبتسم له وقال : يالله إدخل ريّح ، وبعد العصر ملقانا على فنجال شاهي يحبه قلبك !
رد له الإبتسامة وهز رأسه بطيب ، وهو يقفي به ويدخل البيت ، وناصف ركب سيارته وتوجه لبيته
تاركين اللي واقف ورى الباب ، غارق بين صدمته وبين حُر ما سمع ، تاركينه ومحاجر عيونه مشتويه من حبّس الدموع فيها وقلبّه بيوقف نبضه من قوة غبنته !
-
-
عبد العزيز اللي دخل غرفته ، وبدّل ملابسه
لبس ثوبه الأسود ، وغترته البنيّة ، سحب ساعته ولبّسها وناظر لخاتمه وهو يبتسم أخذه بين كفينه ثم رفع لوجه وقبّله بهدوء : والله اني بجي لك وأنا من جمر الشوق متحميّ
لبسه وهو يشل الفروة من على السرير ويلبسه على كتوفه وهو يبتسم ويشد على الفروة : والله يابنت عناد ، ما صبر قلبي على الفرقى سوى هالفروة والخاتم اللي بين أصابع يديني
طلع من الغرفة ومشى من الصالة وناظر لسعود اللي وقف من شافه ، ولكنه رفع يده وهو يناظره بحدة بمعنى لا تقرب ، وصد عنه وهو يمشي
وسعود تنهد بضيق ، له ساعتين ينتظره هنا لأجل يرمي غترته بين يدينه ، ولكنه اللي ما يدريّ إن صدة عبد العزيز صده ولا يعقبها عفو أبد !
جلس وهو يشبك يدينه ببعض ويهز رجله بتوتر
وعبد العزيز كمل طريقه ، وكان بيطلع ولكنه أستوقفه كلمة الملثم وشدّته ، لذلك تنحى خلف الباب وهو عاقد حواجبه ، وأول ما سمع تكملة الكلام آرتخى حاجبه ، وضاق تنفسه
وحس الكون كله أسود وقاتم ، وإن الدنيا ناويه على كسره من أشد الأماكن اللي كان يظن إنها قوية
بلع ريقه وهو يرفع كفه اللي ترتجف ويفتح أول زر بثوبه ، ولمه يدينه حول صدره لما حس بنفضه تسري بكامل جسده ، غمض عيونه بقوة وهو يحس بحرارة الدمع تحرق محاجره
ومن دخل فهيد للبيت وتوارى عن نظره
مشى بخطوات سريعة وهو يطلع من البيت ، وصار يتنفس بسرعة وهو يتخبط بالمكان ويناظر وهو يااخذ شهيق ويزفره بكل قوة ، أقترب من الجدر وهو يسند نفسه عليه ، يحس إنه بينهار ويطيح من طوله من هول ما سمع ، الفكرة لما كانت تطري على باله كان يستقويها ويعاتب نفسه ويلومها ، كان يقول أفا ياعز تشك بأكبر أخوانك ؟ ويمحيها من باله قبل تكمل ولكن الحين ، وبعد ما تأكد بنفسه ، وبعد ما أنغدر من الشخص اللي كان يظنه عظامه ، وش بيسوي ؟ ووين القلب اللي بيقوى على هالوجع كله ولا يموت !
ووين الروح اللي بتتحمل هالخذلان ولا تذبل ؟
رفع يده وهو يضربها بالجدار بكل قوته ، وتوالت الضربات بكل قوة للجدار لما حس بدموعه تنزل غصب عنه ، هو قوي ، يشهد الله قوي للحد المنيع ، ودموعه عنده ما تهون ، ويقوى على كل شيء الا الغدر والطعن من بين ضلوعه
صرخ بعصبية متجاهل يده اللي بدأت تنزف دم من قوة الضربات : عظامك معطوبة يا عز ، عظامك اللي تتباهى فيهم رديّة ، وظهرك اللي تشده فيهم إكسروه لك ، وتستاهل ، تستاهل لأنك عطيتهم اللي ما يستاهلونه ، تستاهل لأنك أجودييّ وتظن الكل مثلك
-


سند كان جاي لعز ، ولما قال له هاديّ يتوجه للبيت نفسه ماهو لمجلس الديرة طاع أمره وفعلاً توجه
ولكنه عقد حواجبه ، وتجمد بمكانه وهو يشوفه يناظر بشتات وضياع ، ويحاول يلتقط أنفاسه بصعوبة
وكأنه ينازع الموت ، ما قدر يتحرك ولا يخطي خطوة وحدة ، تجمد الدم بعروقه لما ناظر لعيونه اللي متجمعه الدموع فيها ، وزادت نبضات قلبه لما ناظر فيه يضرب الجدار بكل وحشية ويتمتم بكلمات ما يقدر يسمعها بسبب بعده عنه ، ركض بأقصى سرعته بإتجاهه ووقف وهو ينتفض بخوف ومسك كتفه : عز
أخذ نفس وزفره بكل ما أوتي من قوه ثم ألتفت له وسند من ناظر الدم اللي يغطي يدينه أنجلط وكان بيتكلم بس سكت بصدمة وهو يشوفه يضمه ويقول بصوت متخاذل ، يبيّن كمية الحزن والصراع اللي يعيشه بهاللحظة : كنت أتفاخر بخوتهم كنت أقول لك إنهم عظامي ولا يقربهم ردّى ، ولكنهم خذلوني ومزعو روحي لمليون قطعة
بلع غصته بكل ما أوتي من قوة وهو يحس بدموعه تحرق خده
نطق بصوت أقرب للهمس وبنبرة مليانه خذلان ؛ أخواني كسرو مجاديف هقوتي يا سند
بلع ريقه بصعوبة وهو يرفع يدينه اللي ترتجف ناحية ظهر عبد العزيز ، وشّد عليه بكل قوة لما عرف انه درى بفهيد !
يعني اللي كان موقن انه صدق ، رغم إختلال الموازنة بعقله بغياب فهيد هالأيام طلع فعلاً صحيح ، شد عليه بكل قوته بكل ما أوتي من مشاعر باللحظة ذي ، عبدالعزيز يهون عنده كل شيء ، ويقوى على كل شيء إلا الغدر من أقرب الناس له
عرف إنه بينهار بأي لحظة ، لذلك ثبت رأسه بيده وهو يقول : طلع اللي بقلبك على كتفي ، وإبكي غدرهم وخيانتهم وبعد ما تبكي وتنتهي
إرفع رأسك وكأنك ما تعرضت لهالخيانة أبد
أخذ نفس وزفره بكل قوته وهو يغمض عيونه ، ويتمتم بكلمات ما فهمها سند ، من حُر ما سمعه كان يسب ويشتم ويعاتب بدون صوت
وبعد ما مرت دقايق قليلة أبتعد عنه وهو يناظره بضيق
وسند تنهد وفك غترة عبد العزيز من على رأسه وهو يلمثه فيها : يشهد الله ما يستاهلون ، ينتهي هالضيق عشانهم في اللحظة ذي ، وترجع عز بن راجح
تنهد تنهيدة عميقة وكأنه يشكي فيها كل اللي بقلبه : كنت تدري صح ؟
سكت للحظات ثم هز رأسه : كنت أدري ، ولكني سكت لين أجيب الدليل لأجل تصدق ! خابر إن ثقتك بأخوانك مهيب هينة !
هز رأسه بآسى ثم قال : هذولا ماهم بأخوان ياسند ، هذولا أهل ردى ولا يستحقون هاللقلب ، كنت أظن إنهم وسط الظلمة نهار وكنت أظنهم يسوون ألف صاحب ‏كنت اظن انهم عمر باقي ولا يمكن اخسْره ‏لين ما وقّفت في وجه خيباتي لحالي يستاهل عِز كل هالوجع يا سند ؟
ناظر لعيونه بضيق ثم هز رأسه بالنفي :يستاهل الطيب، يستاهل يحفونه إخوانه حوف! وما يستاهل الردى والله باللحظة ذي راح انفضهم نفس ، والله لااذوقهم الضيم أضعاف !
قاطعه بسرعة : لااا ! محد راح يجازيهم غيري ومحد راح يقطع عقابهم غير عز ، لا تقرب صوبهم
سند ناظره بحيرة يعرف أشد المعرفة إنه رغم ذا كله ماراح يقوى على أخوه ، مع ذلك سكت ولارد
وقرر يترك الموضوع على عز
مشى خطوتين ثم ألتفت : كنت بمشي لها بكل رحابة وبكل سرور بقلبي لأجل أفرحها بشوفتي وأفرح أنا بشوفتها ، ولكّني رايح لها الحين مثل الطِير الجِريح يا سند ، رايح ألقى ضِمادي
سند عرف من كلامه إنه راجع لديرة الجادل فأبتسم وهز رأسه ولا أعترض بل واقف بمكانه ويناظره وهو يمشي بخطوات بطيئة تجاه سيارته ، وبقلبه ألف آه
يحلف إنه الوجع اللي عاااشه قبل لحظات وعبد العزيز يهل عبراته على كتفه كان وجعه أضعاف أضعاف وجعه بفقد شروق
مسح على وجهه بضيق من طاريها اللي ماغاب عنه وشد على قبضة يده وهو يناظر بالأرض ويمشي بخطوات سريعة : تزوجت ، راحت لغيرك وصارت زوجة شخص ثاني ، يحرم عليك حتى التكفير فيها خاف ربك يا سند !
-
-
{ راجح }
أخذ نفس بضيق وهو يتوجه للمجلس لما درى إن جسار وصل ، يحس إنه بيقدم على خطوة بتكون ماهي في صالحه ، لا في مكانته ولا لصالح نسيم حتى
أستوقفه صوت المزن وهي تتقدم بإتجاهه وعلى وجهها إبتسامة ، غمض عيونه ونزل وجهه الأرض وهو يبتسم من قبولها عليه : إية ياراجح ، مرت عشرين سنة وشعورك لا أقبلت عليك ، كأنه الشعور الأوليّ ما تغير
رفع رأسه لما حس إنها وقفت قدامه وإبتسامته باقية على ثغره ولكنها ميّلت شفايفها وقالت : مهيب المزن اللي تنخدع بهالإبتسامة ، لمحت الضيق في وجهك على بعد هالمسافة كلها
إتسعت ابتسامته برحابة وقال وهو يضغط على كتفها بلطف : ضايق ؟ إي والله كنت ضايق ولكن بعد هالإبتسامة تلاشت الضيقة
هزت رأسها بإبتسامة ثم قالت : ها علمني ، وش سبب هالضيقة


ناظرها للحظات ثم بعد يدينه عن كتفها وسحب مسبحته من طرف ثوبه : نسـيم ، خايف من كلام الناس عن زواجها ، خايف إني مقبل على خطوة بتدمرها دون علم مني
رفعت حاجبها بضيق من كلامه وقالت بحزم : أفا يا شيخ الخسوف ، من متى صرت تهتم للقيل والقال ؟وحكي الناس من متى صار مهم ؟ ترى الناس لو قالت وشالت وحطت مـا عندها جنـه ولا عندها نـار
تنهدت بعتب وهي تقترب منه وتشد على يده بهدوء : نسيم شخصية عاقلة بشكل مهيب يا راجح تحسب حساب خطوتها صح ، كم شخص رفضته ؟ وكم رجال قالت ما تبيه ؟ عشانه ما يناسبها شخصية مثل شخصيتها تعرف وش تقرر وتعرف وشلون تمشي على الدرب بدون ما تطيح ، إزهلها وخل إختيارها لها ! دامك من البداية تركت زمام الأمور في يدها أرفع رأسك ، تراك شيخ تشتري الرجال ما تشتري مناصبهم
ناظرها للحظات ثم ميّل شفايفه بإبتسامة وهو يشد على يدها بإمتنان ثم هز رأسه بإيجاب وتوجه للمجلس اللي فيه جسّار ، ومن دخل وقف جسّار بإحترام وناظره بشموخ وهو يدخل مسبحته بجيبه ، اكثر من عشرة ايام وهو يكتوي بنار الإنتظار
يتقلب بين أرق وبين ضيم ، ويجهز مشاعره وطبطبته لنفسه بعد الرفض اللي بيحصل عليه
أخذ الفنجان من يد هادي وشربه ووبعدما خلص وهز فنجانه بمعنى إنه أكتفى قال راجح : جيتنا قبل فترة قاصدنا في مطلب يا ولدي وجاء الوقت اللي نعطيك الرد فيه!
هز رأسه وقال : ما يجي منكم الا الطيب يا شيخ واللي تقوله انا راضي فيه
سكت راجح وتأمل جسّار للحظات ثم قال : نسيم بنتي عظيمة ‌كنها قصِر تعلى نايفات ﺎلسور ولكنها يا جسار رقيقه‌ مثل ورد تفتح وسُط بستانه
عقد حواجبه وما تكلم وراجح أردف وقال :مهيبة وقوية ، ولا ترضى بالذل والإهانة ولا ينرد لها طلب وكل ماقالت شيء قلت لها على عيني وعلى خشمي ، تقوى على ذا كله !
رمش جسّار بهدوء وكلام راجح مازداه إلا رغبة فيها : أقوى ، وإن ما قويت على طلباتها خلّعت جلدي عن طرف جسمي ياشيخ
ضحك بخفوت على كلمته وهز رأسه : الله عطاك إيـاها ، والله يبارك لكم ويسوي لكم ويتمم على خير نسيم وافقت .
ناظره بصدمة وإتسعت حدقات عيونه بذهول وكلمة "وافقت" ترن بإذنه ، ياربي أنا بحلم والا علم !
بلع ريقه ورفع رأسه وظل يناظر برهبة بدون ما يتكلم ،وكأنه ينتظر التأكيد ، ما يبي يشتوي من فرحته ثم ما تكون الا دخان دون نار
وراجح أبتسم؛يوم الخميس الجاي زواجكم ! مستعد
رمش بعدم إستيعاب بعد ما أيقن إنه فعلاً الموضوع حقيقي ولا يمد للزيف والخداع بأي صلة،أبتسم بضحكة لين بان صف أسنانه وهز رأسه بسرعة وبدون إعتراض وهو يوقف وبعدها أستأذن وهو يطلع من المجلس،وهاللحظة يحس ماهو يمشي على الأرض،كثر ما يحس إنه يمشي على غيمة هالخبر كان مثل الصاعقة على قلبه ، ولكنها هالمرة ما فتته مثل الصواعِق السابقة!هالمرة بس أنورت له
رفع رأسه وناظرها واقفه بين الورد وهالمرة الشال على رأسها ومتلثمه ومكتفه يدينها وتناظره بهدوء
تأملها للحظات بعيون ضاحِكة من فُرط سروره بموافقتها وعلّت وجهه إبتسامة لسبب يجهله وبعدها مشى يبشر أخوه ..
-

{الجادِل }

رفعت رأسها بخمول وهي تمسح على وجهها بتعب ، أخذت نفس وهي تشرب موية وتلتفت لعايض اللي يناظرها : تعبتي ؟
هزت رأسها بإية : الطريق طويل ، متى بنوصل ؟
عايض أشر من الدريشة : اشبحي " ناظري " لأجواء هالبلد وأستمتعي قبل تسإلين
رفعت حاجبها ولفت رأسها للدريشة ثم شهقت وهي تبتسم : متى جينا هالمكان ؟
ناظرها بطرف عينه : قدلش راقدة سبع ساعات ولش عين تسألين ؟
أبتسمت أكثر وهي تعدل جلستها وتناظر بكل لهفة للشوارع ، لأصوات السيارات اللي تملأ المكان للزحمة للناس ، لكل شيء لفت انتباهها
أخذت نفس براحة من إنه تحقق جزء من حلمها وباقي باقيه !
وقفت السيارة جنّب بناية مكونة من دورين
ونزل عايض وهو ينزل الشناط وهي لحقته وعيونها على المكان تمشي خطوة وتبتسم بسبب هالخطوة
الين وقفت قدام باب الشقة ، طلع المفتاح من جيبه وهو يفتحها وقال : سمي بالله ، هالبيت بيتش الجديد ،
أبتسمت لما تذكرت ان غياباته كانت عشانها ولها وحمدت ربها مليون مرة عليه ! ولكنها للحظة تلاشت إبتسامتها لما طرى ببالها عبدالعزيز
قالت وهي تدخل وتقفل الباب ثم استندت عليه : يا جد ، أعطيت خبر لأهل الديرة عن المكان اللي جيناه !
ألتفت لها ورفع حاجبه : لا !!
رمشت بهدوء وهي تبلع ريقها بخوف : شلون لا ؟ مشيت بدون ما تقول لهم على وين وجهتنا !
هز رأسه بإيجاب : محد يدري عن مكاننا ، ولا عطيت نص خبر لأحد ، خوفي يجي مساعد يدور عليش ويقولون له عن مكاننا
أمتلت عيونها دموع بخوف وحيرة : وان جاء غير مساعد ؟ ياجد ليه ما قلت لي هالكلام قبل نمشي هالمسافة كلها !


أنصدم من دموعها وأقترب على عجل وهو يوقف قدامها : ومن بيجي غير مساعد !
رفعت عيونها الدامعة له وهو تنهد بضيق وقال : تبين نرجع ؟ نترك ذا كله ونرجع تحلبين الناقة وترعين المواشي وتحطين يدش على خدش تنتظرين طول يومش سراب ؟
ناظرته بتشتت وضياع وهو رفع يده وحاوط وجهها بكفينه : إسمعي زين يالجادل ، حلمش صار بين كفينش ، لا تخلين شعورش يغلبش قويّ نفسش لأجل توصلين للي تبينه ، لا شعور بينفعش ولا جمر الإنتظار !
نزلت دموعها بضيق ونزلت رأسها للأرض وهو عض على شفايفه بعصبية ، وفك يدينه : قلت لش ، لو تبين نرجع الحين ، رجعنا !!
سكتت للحظات وبلعت ريقها وهي ترفع رأسها له
وتأملت المكان ، نفس ما حلمت فيه
بكل تفاصيله ، راح تعيش بحرية ، راح تدرس وتكمل تعلميها راح تلقى الحياة اللي سخطت عشانها ؟ وش تبي اكثر من كذا ؟ ولكن ليه قلبها يعتصر من شدة الوجع ؟ ليه آخر نظرة بعيون عزيز ما فارقتها ؟ كانت حاطه إحتمال لحاقه بها بعد رسالة العتاب ..
كانت تتمنى يجي هنا وتعيش حلمها وحبها سوى ، ولكن ! كيف بيتحقق اللي تقوله وهي راحت بدون ما يدري عن مكانها ، مسحت دموعها بعشوائية وهي تناظر لجدها بثبات ، هي أختارت هالطريق وراح تتحمل عواقب الشيء اللي اختارته !
ابتسم لما لمح نظراتها وقال : بكرة راح أوصلش للجامعة ، وعلى فكرة هالبنّاية لبنات بنفس جامعتش ، لأجل يسهل عليش التواصل !
أقتربت وهي تضمه وتتنهد : الله يسبق بي ياجد ، حتى هالموضوع فكرت فيه !
إتسعت إبتسامته وربت على كتفها لما حس إنها نست كل أفكارها وأقتعنت بحياتها الجديدة
-
-
{ بديرة هِشيمان }
سحب مساعد المكتوب بعصبية وهو رافع حاجبه : وشلون ماهيب موجودة !
ناظره وقال: هذا اللي صار يا شيخ ، مريت على بيت عايض ابو عناد ولقيت هالمكتوب مثبت على بابه
دقيت الباب اكثر من خمسين مرة ولفيت ع بيتهم وعلى زريبة غنمهم ولكن ما شفت أثر لهم
مساعد : ما سألت أهل القرية ؟؟
هز راسه بايجاب : الا سألت ، ولكن كلهم ما يدرون عنهم ، يقول جارهم باع كل حلاله بيوم وليله وسافر بدون ما يقول لهم عن مكان سفرهم
شد على قبضة يده بعصبيه ، وهو يناظر بحدة للمكتوب ، فتحه وقراه وزادت عصبيته ، كان يظنها ميته على الرجوع له ، وبتركع على ركبها قدامه وتعتذر لأجل يرضى عنها ، ولكنها راضية بعيشتها مع عايض
وقف وطلع من المجلس ودخل وهو يناظر لأمل اللي ماسكه المبخرة وتبخر البيت بفرحة ، رمى المكتوب على وجهها وقال : بنتش عديمة النخوة ، هجت مع عايض وتركت لحبيبها مكتوب ترثّيه فيه ، خسيسة وبنت خسيس وبتبقى ذليلة هالراعية ، مابلّ دمها من نقاوة مويتنا ، اظن ربي رحمني لما طردتها ، ولا كان تورطنا فيها أقولش من اليوم ورايح إنسيها ، لأنها لو تموت قدام عيوني ما طبت لي عتبة
مشى عنها وتركها تناظره بدهشة ! بلعت ريقها ومشت وهي تفتح المكتوب وتقراه امتلت عيونها دموع : هنت عليك يا الجادل ؟ حتى المكتوب كتبتيه لغريب عنك ، وأمك تركتيها بدون خبر ! أشهد إني ربيت لي غريم"عدو" ما ربيت لي بنت !
-
-
{ عبد العزيز}

طوال الطريق كان يداري خاطره ، وبكل مره يجي بباله فهيد وسعود يحاول ما يتضايق او تهل دموعه
الضيقة بلغت فيه ما بلغ ، ولا له دواء او علاج سواها
وصل للديرة ووقف دام باب بيتها ، نزل بخطوات سريعة ووقف قدام البيت وهو يدقها بلهفة ينتظر عايض يفتح له ، او ترد الجادل بصوتها اللي حن له كثير
ولكن لا رد ! عقد حواجبه باستغراب وكرر الدق ولكنه التفت على صوت الحكيم اللي قال : ارحب ياعز
ألتفت له بسرعة ومشى له : المرحب باقي عايض وينه ؟
الحكيم : والله اني مستغرب كثرة السؤال عنه هالايام يوم ماعاده بموجود ؟
عقد حواجبه بإستغراب من كلمته وقال : شلون مهب موجود ؟ راح يرعى والا كيف
هز رأسه بالنفي : هالمرة راح دون رجوع لهالمكان
ناظره بحيرة وخوف من كلامه : ما فهمت عليك ، دخيل الله وش قاعد تقول يارجل ؟
الحكيم : قبل ثلاثة ايام ودعنا وهو يطلب الحِل والمسامحة ، وأخذ عفشه وماله وحفيدته وركبو سيارتهم ومشو ، حتى المكان اللي راح له ما قال لنا عنه
رمش بذهول وبلع ريقه : مستحيل اللي قاعد تقوله !
الحكيم أستغرب ردة فعله : والله إني صادق ، ما قال لك إنه كان ناوي ياخذ حلاله ويمشي ؟
هز رأسه بلا وقلبه ينتفض ، والحكيم ناظره للحظات ثم قال : أظنه ماكان يدري انك بترجع ، ولكن معوض خيّر والله يستر عليهم ما أظن بنشوفهم مرة ثانية ، أبتسم لها وربت على كتفه ومشى وخلى عبد العزيز وراه في تشتت وضياع
ألتفت بخطوات سريعة ومشى ووقف قدام الباب وهو يتنفس بصعوبة ..

ثم أنحنى للريحان اللي جنب الباب وهو يتذكر إنهم كانو يتركون المفتاح بهالمكان في وجوده !
وصاب توقعه خذى المفتاح وفتح الباب بسرعة وبدون تفكير ، ودخل وهو يناظر بتشتت للمكان
عض على شفايفه وهو يوقف قدام باب غرفتها ومسك مقبض الباب ثم فتح الباب بهدوء وهو مغمض عيونه ويتمتم بـ : يارب تكون موجودة
يارب إنها جالسه قدامي ، يارب ماهو بحقيقة اللي سمعته
ولكنه من فتح عيونه وناظر للغرفة اللي خاليّة من كل شيء يخصها رجع يغمضها بقوة وهو يبلع ريقه
تقدم ناحيه الباب وهو يدق رأسه فيه مرات متكررة
ثم أبتعد وهو يفتح عيونه مرة ثانية ، ومن أقتنع إنها فعلاً تركته وراها ومشت بدونه ، مشت ناسيه وعودها له ، وحبه لها ، ناسيه عهده لها بالرجوع
مشت وهي ضاربه بمشاعره ،و بعزيز عرض الحائط
بلع ريقه وهو يمسح على وجهه : أنـا في وجه ربي ياعرب من هالمشاعر ، أنـا في وجهي من هالردى لا تجوني كلكم ، لا تقتلو هالعز مرة وحدة
طالبكم طلبة خنجر واحد في ظهري يكفي ، ليه تجمتعو كلكم وطعنتوني بنفس المكان ، جيتكم واحد وهالواحد يحوفكم حوف ليه جيتوني جماعة بالخيانة؟
من قوة ثقل الشعور اللي يشيله فوق صدره ودّه يلقى إجابة سريعه لسؤال أنا فوق الأرض والاّ الأرض فوقي من اللي قاعد يشل الثاني ماقام يمّيز
خرج بخطوات مُتخاذلة من البيت وهو يجلس على عتبة الباب ويجمع رجوله له وهو يحط رأسه عليها ويهز نفسه وبهالحركة كان يداري خيبة قلبه
تخيل انك من روس قوم يحبون الصعايب وانك اللي يزهمونه براعي الأوله وفي النهايه ياكل الضيق قلبك وهو لو يدري با أسمك الكامل ما كان تولاك!
رفع رأسه ومسح وجهه بكفينه وهو يغمض عيونه بإرتجاف ويفتحها : كنت أظن إن الدواء عندك يا بنت عناد ، ما ظنيت إنك الداء والمرض
لف وناظر للبيت كان حابس دمعه بـ نص إبتسامة لين طيّحها قوة شعور الخِذلان اللي يعيشه و كلامها " لا تأخذ من أطباعي .. خذني أنا "
مسحها بسرعة من على طرف خده وهو يأخذ نفس : قولي لي ، كيف هان عزيز عليك ؟ كيف قسيتي على قلب يحوفك حوف ، يشيل الحزن من صدرك ويداري دمعتك وتضحك له الدنيا لا منك ضحكتي ؟ شلون تضيعين شخص لقى فيك الأمان من ضيق هالدنيا ؟ وشلون تتوهين عن اللي تقولين عنه وطنك وديرتك ؟ ليه ما أنتظرتي الشخص اللي طلبتي منه عمره وقال فداك ؟ رحتي بلا عتاب بلا وداع وبلا حزن ، وتركتي كل هالمشاعر السيئة لشخص ترك قلبه بين يدينك
وقف وهو يبلع ريقه بصعوبة ، والنفس اللي ياخذه كان صعب عليه كثير ، الشعور اللي يحس فيه الحين ، كان كفيل بأنه يقتله بمكانه
والضربة ماكانت بوحدة ، كانت ثلاث وكلها بين ضلوع قلبه : دريتو إني قوي ؟ وقلتو خلونا نقتل هالقوة بخيانتنا !
ضحك بسخرية وبصوت عالي ، وهو يقفل الباب بقوة ويمشي بإتجاه سيارته ، دخل وناظر ليدينه اللي نشف الدم فيها وحتى مافكر يمسحها ، ضرب بقفاها الدريسكون ثم عفس ملامحه بوجع ، ولكن الحق الضربات وهو موقن إنه من قوة الوجع اللي بكفينه راح ينسى وجع قلبه ، لإنه يقوى على وجع الجرح اللي بجسمه ، ولكن اللي بقلبه ؟ بيقتله بينهيه
رفع رأسه من الدريسكون وهو يناظر لبيتهم
ثم أخذ نفس ، ولكن خروج هالنفس من صدره كان صعب عليه ، شد على قبضة يده وهو يناظر للباب بقل حيلة وضيق حال : وش ذنب الصدر اللي ظن إنكم ضمادٍ له إللى أنجبر يردد آه ياخيبة الهاقي ؟
بقى يناظر للباب للحظات ثم ضحك بسخرية : محد راح يرحمك ويجي يداريك ياعز ، لا هي اللي حافظت على عهدها وبترجع ، ولا أنت اللي بتبقى طول عمرك تنتظرها
هي قست ، كيف أنت ما تقسى !
شغل السيارة وصد عن بيتهم وهو يريّوس " يلف للخلف " ويمشي بسرعة بطيئة ، رغم كل اللي شهد عليه من الوجع ماهو بهاين عليه يرجع ديرته بهالطريقة
ولكنه ما سمح لمشاعره تغلبه ، غلبته مره وفااض وعقاب هالفيضان كان عسِير وشديد ، وهو موقن إنه يستاهل
لأنه أعطى ولأنه وثق دون ما يكون فيه سبب لوثوقه ، صدّق نظراتها اللي كانت مليانه حنيّة ونبرات صوتها اللي تملاه رضا ، ولكن بعد اللي سوته أيقن إن ذا كله كان تضييع وقت بالنسبـة لها ! وإنه مجـرد غريب عطاها الحب وهي جامّلته
ناظر للخاتم اللي مليان دم بين اصابعه ، ووقف بنص الطريق وهو يحاول يفكه من يده بكل وحشية .
ولكنه من مسكه بكفه الثـاني غمض عيونه بقوة وشد عليه بين يده وهو يطلق تنهيدة عميقة يا الله ورب العِزة ان ماعاد عندي طاقة على أتحمل جحد ونُكران وسوء آخر من الناس‏ يارب العباد أنا قلبي وسيَـع ، و روحي رحبة
‏ماعادني مستعد لـ السيئات اللي منهم اللي تغيرني على نفسي قبل غيري
ألتفت بسرعة وهو عاقد حواجبه لما شاف سيارة توقف قريب منه ، لبس الخاتم على عجل ، وسحب نفسه بهدوء للباب الثاني وهو يفتح الدرج اللي بالسيارة

Continue Reading

You'll Also Like

23.7K 898 12
رواية الغرفة الفاخرة/VIP room/ تدور احداثها حول جونغكوك أبن رئيس البار المشهور بمدينة سيئول، والبار الذي يلجأ له كبار المسؤولين والفنانين لخوض اعماله...
766K 7.8K 24
لست كاتبة القصه وانما ناااقله
430K 8.8K 40
ماله مفر ماله جواب سؤال ضاع في طيات العُمر ما نلتقي هذا مُحال دربي ودربك كله خطر لو نادَى فوق الجبل جمع قبائل العرب وقال : فصل خامس بين الفصول الأ...
1.8M 26.9K 72
انا شاعرك وقصيدي عيونك. انا شاعرك ومجنونك ومن مثلي! وانا الصوت الي يحوفك. انا شاعرك وقلمي تكتب لك" حساب الكاتبه انستا(arwicx