من قريت الشعر و انتي اعذبه

By HaboOoshy

1.1M 10.2K 4.5K

من قريت الشعر وأنتي أعذبه من كتبت الشعر وأنتي مستحيلة 🍃🌺🍃 .. للكاتبة : فاطمة صالح تجميع : storykaligi More

1
2
3
4
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
36
37
38
39
40

5

32.9K 291 194
By HaboOoshy


{ نسِيم }

بقت طول وقتها معصّبة ومتنرفرة وكُل كلامها من رأس خشمها يطلع ، والسبب ضيّاع دفترها الخاص وقلمها اللي صُمم لها خصيصاً
شدّت لِثمتها وطلعت بنص القايلة لنفس المكان اللي طاحت فيه من قبل ، وبدت تنّبش حتى تحت أصغر حجره
تخصّرت بضجر وهي ترفع رأسها وتتنهد بضيق
سلّواها ونجّواها بجُوف هالدفتر
من بيأخذه ؟ ووين بيختفي ، تنهدت بضيق وهي تمشي بتدخل ولكن أستوقفها فهيد مستائل : نسيم ، وش مطلعك برى البيت ؟
ناظرته بنص عين وقالت : طلعت وخلصت اللي أبيه ورجعت
فهيد رفع حاجبه : وش كنتي تسوين
نسيم تأففت : فهيد الله يسلمك وخر تكفى تراها ضايقة فيني
سحبها من كتفها وقال : نسيم وش تسوين برى لا تخليني أعصب
دفته عنها بعصبيه : لا تلمسني مره ثانية والا والله بتصير علوم ، طلعت لسحابة بنت هادي وهذاني راجعه وش اللي تفكر فيه
ناظرها للحظات ثم صد عنها ومشى وهي تنهدت وناظرته بِضيق ثم دخلت البيت
-

عبد العزيز والجادِل }

بعدما تسللت الراحة لقلبها وأبتعد الضجر والطفش عنها ، أخذت لها كم وردة بيدها ومشت بإتجاه عبد العزيز اللي كان مِستند على الجدار وينتظرها ، وأول ما أقتربت منه عدّل وقفته ونفض التراب عن ثوبه ثم بقى يناظرها لين وقفت قدامه
أبتسم لها وقال : رجعنا يالله ؟
هزت رأسها بإيجاب : الحين عايض بيشلّني مع نقابي لين تحت رجُول الناقة لأني مشيت دون مواشيه
ضحك وناظرها : لا تخافين ، أنتي مع عِـز
رمشت بخفوت وهدوء وناظرته للحظات ثم صدت عنه ، وهو لّمح نظراتها وأبتسم وهو يمشي قِدامها وهي أنتبهت له ومشت وهي تجاريه بخُطواته
لين إقتربو من البيت ، وقبل ما يخطي خُطوه أُخرى وقف بمكانه وهو يفك لثمته ويرفع طرف الغتره على كتفه ويناظرها وهي من لاحظته توقف لفت عليه بإستغراب
عبد العزيز ناظرها للحظات ثم تنهد وهي زاد تعجُبها وقالت بحيرة : عسى ما شر ؟
حك طرف حاجِبه في تعجب من حالته باللحظة ذي ، يحس إن يدينه ورجلينه مترِبطه .. ما تعود أبد على الإلجام سواء بالمشاعر او بالكلام ، كان دائماً لسانه مثل السِيف حاد ويعطي الرد غطاه في لحظته ، ولكنه تايّه والدروب مقفلة بوجهه باللحظة ذي في قلبه خوف وذُعر ما عاشه من قبل أبد كان دائماً ينعرف بجسارته وشجاعته وعدم خوفه من أي طريق أو أي شعور ، يقبل ويخطو دون يرف له جِفن ولكن هالدرب جِديد عليه ، ولا حس بالضُعف من قبل مثل ما أستوطن هالشعور قلبه ، جسارته وشجاعته هبطت لين أقصاها في سبيله
وبراعته بالرد وشِعره وكلامه تاهت دون ما تخترع له معاني للي يحِس به .
كان يدعي إن ربي يبعده عن هالطريق ، ولكن والحين وهو وسط هالدرب وش ممكن يدعي به ؟ يارب ما يبتعد وجهها عن ناصيتي والا يارب نجني ؟
كررت سؤالها وهي تسحب طرف ثوبه بخوف من سكوته المفاجىء ووقوفه بنص الطريق : عزِيز
فّز ورفع عيونه لها في صدمه من نُطقها لإسمه بالطريقة هذي ، ماهو بمتعود على هالإسم الا من ثِغر المزن ، ولا سمح ولا رضى يناديه بهالاسم غِيرها ، ولكنه ناظرها وبقى يرمش بغير إتزان ، أبسط قول وصف نفسه به بإنها ضاعِت علومه ولا بقى له كلمة عشان ينطق بها ، ولكن من لِمح الخوف بعيونها والفزع جمّع شتت نفسه ولملم قلبه ومشاعره وأخذ شهيق ثم زفره بهدوء
رفع كفينه ودخلها بوسط جيوبه وناظرها بهدوء ثم قال : تذكرين أول كلمتين وطاها لسانك يومنّك شفتيني؟
عقدت حواجبها من سؤاله المفاجىء وسكتت تتذكر موقفها معه ، وفِعلاً حضرها اللي قالته وتذكرت فردت : من أنت ؟
أبتسم وهز رأسه بإيجاب : سؤال بقيت أردده في بالي كثير ، أنا عز لشيّخ وقبيلة كاملة وعزيز لشيّختها
ولكن أنا من لك أنتي ؟
بقت ساكتة وتناظره بضياع من مبادرته المفاجئة بالنسبة لها ولا ردت ، وهو أردف وهو يناظرها وقال : قلتيَ من أنت ؟ وردي يابنت الاجواد
أنا القوي اللي قتل فيك ضعفه
أرتبكت كل خلية بجسمها لدرجة ما قدرت تبعد عيونها عن عيونه ، ما كانت عندها الجرأة تنزلها او حتى يرمش جِفنها
بلعت ريقها وتلاشت كل جراءتها وكل كلماتها
كانت تِقرأ عيونه ، تِقرأ مشاعره بنظراته وهالشيء كبير عليها وكثير، هالشيء خلى حالتها تعتفس ، وأولوياتها تتِغير
أردف وقال وهو باقي مِثبت نظراته عليها : أنا القاسِي وأنا الجلمود مع جنس حواء دون أمي
أنا إللي معروف بغلاظتي وبقسوتي مع الكل ، أنا اللي ضحكِتي ما تظهر الا بقرب المِزن وجدِيلة فرسي
أنا اللي ما ألين ولا ألتفت ولا أضعف ، تِبدلت ..


سكت شوي ثم تنهد وقال:انا اللي عِز لكل النساء دون المزن خليتيني أصير عزِيزك أنا صرت أخفي ورا هيبتي طيب وموده ولين يعني تشوفيني من برا شديد و قاسي بينما ‏داخلي صرت طفل تليّنه ضحكة وترضيه كلمه ‏بس
لاحظ الإرِتباك بعيونها والدهشة إللي تلبستها من كلامه ومُبادرته اللي جهرتها "صدمتها" ولكن الوضع كان عاجبه ، لأن الشعور فاض وخاف يقرونها في عُيونه وهو اللي ما يبي أحد يعرِف ضُعفه
واللي دِفعه للإعتراف وكبّه لعفش قلبه كله هو لحظة اللي حس إنه بيروح دون ما يبادر باللي بقلبه، كان موقن إنها لازم تعرف إنها زلزلت قلب لو يجتمعون القبايل كُلها ما زلزلته !
بعدما سكت للحظات أبتسم بدفء وقال : بعيداً عن هالحكى كله أنا أحنْ الناس لو تعرفيني

لبّست ثوب الحياء والخجل والإرتباك لدرجة ماعاد شالتها رجُولها ، دائماً كانت تِسمع شِين الكلام كانِت تلقى النُفور وتِقرأه بالعُيون ، كانت تحس إنها ثقيلة بكل مكان ، ماكانت تحس إن ديارها هي ديّارها ، ولا بيتها مو موطنها
كانت تحس إنها مِغتربة وغريبة دون وطن ولا شعب ولا سند
ولكن باللحظة هذه .. وشعور اللحظة كان يتمثل بإنها أجتمعتها بديّارها وودعت شُعور الغربة
كان مثل اللي وطت رجله على أراضي وطنه هو مشى لـ قلبها ، ولكِن لأنها ماهي قدّ المشاعر باللحظة هذي ألتزمت الصمت وبقت تناظره دون ما يكون بينهم حرف واحد ، ولا قطًّع صمتهم ونظراتهم سوى صوت عايض اللي نادى لـ الجادل
وهي ألتفت له وكانت بتمشي بس أستوقفها عبد العزيز وقال : بنت عناد
لفت بنظراتها له وهو أبتسم وقال : بعد هالحكي كله "أهم شيء إني بحبش على طول وأنتي على كيفش متى مابغيتي
ناظرته وتمردت بسمتها هذا النوع من التطمين والتأكيد تِحبه مرة...دفء غمر قلبي دون توضحه له
ناظرته للحظات ثم مشت بإستعجال لجدها اللي دخل للماشِية
دخل يدينه بجيبه ثم أطلق تنهيده من وسط قلبّه : ماكان يزهى الشين الا لمِسامع المزن ، ليه أستلطفته معها هي بالذات !
-
-
{ سِعود }

طلع من جناحه وهو لابس ثوبه الأبيض وعاصِب غِترته الحمراء اللي مُزينه بالنِقاط البيضاء
وبيده ملَف خاص بالأخبار اللي راح يبّثها
وعلى مُروره مشى من جنب الإسطبل لجدِيلة
ناظر للمِزن الاي واقفه جنبها ، ووقف وهو يتنهد
ويناظرها بضيق ، تصِديقه للإفتراء على عبد العزيز كان ناجِم عن عدم مقدرته للخوض بالموضوع
وإنه يبي يقطع وينهي بدون ما ينبش
ووفاه عبد العزيز بالنسبة له ، كانت كفيلة بأنه يقفل على الموضوع ضِده ، لأنه يطلب الراحة.بس فيه ضيق بقلبه ، ماهو قليل أبداً
ويظهر بكِثره لامنه لمح شيء يِخص عبد العزيز
ناظرها للحظات ثم تنهد ومشى عنها ، ركب سيارته وطلع من البيت مِتجه للمحطة
وبهالأثناء ، ألتفت المِزن على صوت سحابه اللي تُقول : يا عمة
المِزن ناظرتها بهدوء ثم مسحت على ظهر جدِيلة وأطلقت تنهيدة ضايقة ، ثم تركتها ومشت لسحابة : هلا يا سحابة الخير
أبتسمت سحابة لرِحابة صدرها اللي وبعز ضِيقها ما تخلت عن لُطفها : أبوي يقول ، إن سند عند الباب ويبي يشوفك ، رفض أبوي ولكن إصرار سند خلاه يخليني أعطيك خبر
ناظرتها بلهفة وهي تقول : لا ليه يرفض ؟ هذا ريحة عزيز ريحة الطيّب ، هذا كتفه اليمين ليه تردونه ؟
خليّه يقلطه للحُوش ، وأنا بلبس شالي وبجي
هزت رأسها بطيب ومشت وفعلا المزن مشت لجناحها أخذت شالها الأسود وتِلثمت ثم طلعت للحوش
وناظرت لسند اللي كان مِستند على الجدار ومغمض عيونه ، أنتبه لها وعدل جلسته ونزل عُيونه للأرض
وهي أقتربت بتثاقُل ورجلينها ترتجف ، وقفة عزيز وزوله وحتى من كثر خُوتهم صارو ماخذين من ملامح بعض ، تمشي وكأنها تدعس على قلبها ناحيته أول ما وقفت قالت وهي تبتسم بضيق : هلا بخوي عزيز ، وينك عني يايمه ؟ ماتدري ان الطيّب راح المفروض إنك تِطل علي كل أسبوع لأجل أتصبر بك عنه
تنهد بضيق وهو يرفع عيونه ويناظر لعيونها اللي مليانه دموع ، إنكسر قلبه لفكرة ان عبدالعزيز كان بيناظر للدموع هذي اللي بسببه ! بقى يحلف بنفسه لو ناظر عبد العزيز لهالدموع لحرق نفسه بنفسه ، قال وهو يبتسم : أشتقتِ له يايمه ؟
هزت رأسها بإيجاب ومسحت دموعها اللي تِمردت ونزلت وقالت بإرتجاف وماعد قدرت على إنها تخبي حزنها أكثر : بين الضلوع نار ، كل ما قلت بتهدأ تشتعل وكأنها بتحرقني وتخليني رماد يا ولدي ماهوب شوق كثر ماهو خوف ، انا اللي لا ناظرت لِجديلة قلت أكيد بيطلع من الإسطبل الحين وبيركبها وبيخيّل ، لاجلست بالحوش قلت أكيد بيقبّل علي الحين ، لا سهيت ولا بكيت ولا تمردت علي الدموع أقول بيجي يمسحها بيدينه الدافية الحين الشعور يحرق القلب يا سند ، شعور اني للحين ما صدقت خبر موته ، يحرقني ، يخليني أبكيه أكثر من تصديقي إنه مات ..

شد على قبضه يدينه وهو يدعي على اللي غدر بعبدالعزيز بحرقان القلب مثل ماحس هو بالحرقة
وبضعف الحرق اللي تعيشه أمه باللحظة ذي
ولكنه خفف قبضة يده وتبّسم وهو يقول بنبرة حانيه : ولو مريتي على جدِيلة ولقيتيه صدق واقف ويمسح على ظهرها ، لو جلستي بالحوش وأقبل عليك بتصدقين إنه للحين يتنفس وخشمه يشم الهواء ، وظهره للحين راكز ورأسه معتلي ؟
ارتجفت يدينها وقالت وهي تبلع ريقها : لا تزيد الطين بله يا سند ، هو مات والله يوسع قبره وبعد موته وش نقول ؟ سوى ان ربي يرحمه ويوسع قبره ، هلوستي ماهي الا من كُثر حزني ، ووسواس شيطان ، والحمد لله قلبي راضي عليه دنيا وآخره
أبتسم سند : ماني أزيد الطين بله ، إلا أزيده ورد وخير يايمه ، عزيزك يقول إنه للحين مركازك وعكازك ولاهو بناوي على الفرقى عنك بهالسرعة، وان قالها الله وصارت فما هو برايح الا قد ودَعك
ناظرت بضياع ، وبقت تِرمش بهدوء ثم ناظرته بتشتت ، وحست إنها ضايعة وكأنها تتخبط بين الموج ولاهي قادره ترسى على ميناء أو تتفادى ضربات الموج اللي ترميها من جِهة لجهِة ثانِية !
قالت بتعلثم سيطر عليه نبرتها الخايفة الِمرتبكة : أنا في وجه ربي يا سند من كلامك ، تكفى يا ولدي ترى قلبي مثل قبضة كفي ، ما يقوى الحزن أكثر ..

أقترب منها وهو يهمس لها : والله اني صادق وتوني راجع الصبح من الديرة اللي هو فيها والله انه بخير وطيب
عقدت حواجِبها : وينه طيب ؟ عزيز ما يخلي المزن تعيش هالضياع
سند : صارت معه أمور ماهي بهينة ، ولكني اللي حديته مايجي هو لسلامته ، جيت بداله واتكلم بلسانه الحين " خبر المزن اني طيب واني في ارض ربي ومتنعم بنعمته "
غمضت عيونها وهي تحس من قوة دقات قلبها الخايفة بأي لحظة بيفارق صدرها
لمح عدم التصديق في عيونها ، ودخل يده بجِيبه وهو يفتح الكِيسة ويطلع الورده اللي صفطها عبد العزيز على شكل خاتِم ، ومدها له وهو يبتسم
وهي أول ما لمحتها بكفه ، أخذت نفس وهي تجمع كفينها وترفعها لوجهها وهي تبكي بنحيب ، أرتعشت لدرجة إن رجلينها ما عاد قدرت تحملها وأنهارت على الأرض وهي تشهق لدرجة إن دموع سند هلّت وصد وهو يمسحها بسرعه ، إنحنى لها وهو يمسك يدها ويدخل الخاتم فيها ويبتسم لها : يقول هذي ذكرياتي الطيبة اللي حفظتها من طفولتي معش ولاني بناسي شيء يخصش يا أم عزيز
ناظرت الورده ورفعت يدها لها وهي تبوسها مرات عديدة ، بقلبها غصّة وإرتجافه من وصل خبر موته
ما صدقت ولين لحظات ما صدقت ، ولا بتصدق مفارقة عزيز لها بهالشكل اللي يكسر قلبها ، وهو اللي أحن من نفسها عليها ! والحين لما وصلها الخبر اليقين تفجر في قلبها بساتين ورد ، وشلون لا ؟ ووردة عزيز تحتضن أصابعها !
رفعت عيونها لسند وهي تمسح دموعها بطرف شالها وتحاول توقف ، وهو ساعدها وأسندها على يده
ولما توازنت على الأرض ، فكت يدينها منه وناظرته بلهفة : وينه ؟ وين عزيزي يا سند ! وينه أبي أروي ظمأ قلبي بشوفته
سند ناظرها بضيق : هالفترة ما يقدر يجي ولكن أوعدك ماعاده بمطول
المزن : وش صار معه ، هو مصاب ؟ تعبان والا مريض والا وينه
هز رأسه بسرعه بنفي : طيّب وبخير والشاهِد الله ولكن يحتاج يختِفي عن الأنظار لأجل سلامته
عقدت حواجبها : فيه خطر على حياته !
ربت على كتفها وهو يبتسم يطمنها : لاخطر ولا شيء ، ولكِنه يحتاج يختفي عن الأنظار حالياً لغاية في نفسه ولكنه ما قوى على دموعك اكثر ، من عرف انك تبكينه جن جنونه وماهداه الا وعدي بأني أوصل لك خبر سلامته ، ولكن طالبك يا يمه
لاحد يدري عن اللي قلت لك عنه ، الخبر لازم يكون بيني وبينك وبس ، عشان سلامته
هزت رأسها بطيب : لا تخاف ، ما بيطلع مني كلمة
لفو الإثنين على صوت فهيّد وإقتراب ؟خطواته السريعه منهم
وألتفت سند على عجل وناظر للمزن وهو يأشر لها ما تتكلم أبد وهي فهمت إشارته وهزت رأسها بإيجاب
وقف فهيد عندهم وقال : حيا الله سند ، وش سبب الزيارة !
سند أبتسم : الله يحيك ، أشتقنا لأم عِز وجينا نطّيب الخاطر بشوفتها
تنهد فهيد وهز رأسه : راح الطيّب ، الله يطيب ثراه ايوه تعال لا تقطع أمه ، خلها تتصبر بوجهك
المزن تسمع له وساكته ثم بعد لحظات ودعت سند ومِشت لجناحها
وفهيد قال : ودامك طيبت خاطرك ، ماشيّ والا بتبيت هنا؟
ناظره سند للحظات ثم هز رأسه ومشى خارج من البيت
وفهيد حك لحيته وهو يفكر وبعدها طرد الأفكار برأسه ومشى مِتجه لسوق الأقمِشه يعرض نفسه ..


{ الجادِل }


طلعت من الغرفه وأنحنت برأسها وهي تناظر لجدها اللي متوسط الصالة لحاله ، قالت في خفوت : ياجد !
لف بوجهه لها وهي قالت : عزيز هنا ؟
هز رأسه بالنفي وهي حررت شعرها من الشِيلة ورمتها على الدرج ثم طلعت وهي تجلس جنبه
وهو ناظرها بطرف عينه ، ضحكت وقالت : تكفى ياجد ، يعني هالزعل كله لأني ما رعيّت ؟
عايض : لأنك ما وفيتي ، ليه تقولين لي بتسوين هالشيء وما سويتيه ! عيب عليش
ابتسمت ووقفت وباست خشمه : وهذي حبّة خشم وتطيب خاطر ، والله العظيم إني نسيت نفسي بحقل الورد
عايض : انا لولا اني مستحي شوي من عز ولا كان كسرت العصا في ظهره ، ليه يشلش دون علمي ؟
الجادل : لأني وافقت أروح ، ولاكان عندي وقت أرجع وأعطيك خبر والصدق ماجاء ببالي اني مطولة
ولكن الحقل كان قريب عشان كذا ما خفت انك تعصب ، وعزيز كان معي
تنهد وسكت وهي ابتسمت وفلت شعرها وهي تنحني وتنسدح على فخذه وهو أبتسم لحركتها ما رفض وجودها ، بل رفع يدينه وبدا يمسح على شعرها
وهي غمضت عيونها للحظات وطرى ببالها سؤال قالت في حيرة : ياجد ، أنت اللي عاصرت وعِشت وسنينك مليانه مواقف ، اسألك وتردني بخبر يمحي التساؤلات اللي في عقلي ؟
عايض أستغرب ومع ذلك قال : هاتي مافي قلبش لعلي ألقى دواء وإجابة
سكتت للحظات ثم قالت : من هو الشخص اللي يستاهل قلب الجادِل يا جد ؟
عقد حواجبه ولا تكلم وهي أردفت بتنهيدة : أنا قلبي مثل الجمرة اللي بين بركة ماء ولا طفت ولا هدت ولا حتى صارت رماد وريحتني أنا وبصغر سني عِشت مشاعر شيّبت قلبي قبل شعر رأسي ياجد ، علمني
من هو اللي يستاهل هالقلب العليّل؟
أبتسم بضيق ، ولو إن الموضوع ماهو عاجبه ، ولا دخل مِزاجه ولكنه آبى يكسر خاطرها زود علىً كسرها
وهو اللي يدري إنها ما سألته الا لأنها تحبه وتستأمنه حتى على قلبها .
قال وهو يناظر وجهها ويدينه الحانية تمسح على شعرها بخفوت : لو حبيبتي حبي لش رجال يشيل الكايدات ولا يشكي ويهذب دُول بلفظ منه ويحني ارقاب ويقوي هلايم ، ولو قررتي تعطين قلبش لأحد يابنية اعطيه لأجودي يلي يقول لش
‏والله لاخذش لو يلحق راسي العقايب
‏لو تجي من الجماعة شرها و مناقيد
اللي يحارب قبيّلة عشانِش ، اللي ما يهاب يخسر حربه عشان دمعه من عيونش حاولي ما تحبين الا الشخص اللي يتباهى فيش قدام الناس أجمعين ولا يستحي من محبتش كأنش البنيّة الوحيدة الحقيقية على وجه الأرض، اللي لا نهوه عن هواش يرد بثبات العالمين ويقول
‏"لأحد يلوم أختياراتي على بنت قوم
‏لو ما فرقت عن بنات القوم مَا أخترتها"
ختم كلامه بـ : وأنتقي محبوبش مثل ماتنتقين النادِر من جزلات القصايّد ،‏بحيث ماتهزه بنيّه ولو طغىٰ زينها ويكون ‏مثل إللّي يقول :
‏ "ما كل رمشٍ غلبني لا أنتخىٰ جيشه ،
‏ و لا كل زينٍ تعلّىٰ يوصل إعجابي"
بعدما انتهى وسكت رفعت رأسها له ، ثم أقتربت وهي ترفع يده وتبوسها ثم تنهدت : أنا لو كنت أدري إن حنية العالمين مجتمعه بقلبك
كان تمردت من قبل سنين ياجد ، جعلك سنين طويلة
أبتسم لها وهي ردت الإبتسامة ثم أستأذنت ودخلت غرفتها وهي تنسدح على الفرشة وتحط يدينها تحت رأسها ، غمضت عيونها
من أمس وبعد كلامها معه مالقته ولا تصادفت معه
وحابسه نفسها بالعمد في غرفتها
من خجلها ، وإرتباكها وخوفها ، واللي مطبطب عليها إنه ما ضغط عليها وجبرها على الرد ، كان آخر كلامه طبطبه على قلبها
تنهدت وإقتلبت للجهة الثانية وهي تحاول تنام دون ما تفكر
٠
٠
{ عبد العزيز }

مِتكي على طرف البيت ، ويدينه بجيبه
ويناظر بلامبالاه للمكان ، من لما عرف إن أيامه هنا معدودة
صار يشّبع عيونه ، بالمكان اللي احتواه لشهر وهذا هو نص الشهر الجاي بيمر !
ولكنه حالياً يعيش أكثر المشاعِر اللي كان يكرهها
الإنتظار .. كان دائماً إن ما لقى الجواب بنفس اللحظة يلبّق ويمشي بدون ما يلتفت لا يحب الإنتظار ولا يدانِيه ، ولا يواطنه بعيشه الله
ولو كان من أقرب أشخاصه فياويله !
ولكنه اللحظة هذي ، مِنتظر من خمسة أيام لردها
تشرق الشمس وهو مِنتظر وتغيب وهو على إنتظاره
اللي مغربّل قلب عبد العزيز ، إنه مستلطف هالإنتظار ، ولا فكر إنه بيعصب أو يمشي دون إلتفات ، بل منتظر وهو طيّب خاطر
طلع يدينه من جيبه وجمع كفينه وهو يمسح على وجهه ويناظر للمدى البعيد دون وجهه قال بضحكة ساخِرة على حاله : كُنت أضحك على سند لامن قال إن حتى الوجع من صوبها يحبه وهذاني طحت بفخ ضحكتي ، هذاني أحب الشعور اللي ماكنت أدانيه ، هذاني أستلذ الإنتظار اللي كان بسببه أقطع علاقتي ، معقولة هي تحلي كل شُعور مُر يمرني !
رفع عيونه للسماء وهو يتنهد : أنا عز اللي محد يمشيني ، صارت عيونها تمشيني على كِيفها ..




ألتفت على خُروجها من البيت وتقدُمها لزريبة الناقه ولحقها بصمت ، لحد ما وصل لعند الباب
وقف وناظرها وهي تتقدم بهدوء وتمسح على ظهر الناقة ثم إقتربت منها وهي تناظرها بهدوء
والناقة دنت بوجهها لين إقتربت لوجه الجادِل
أبتسمت وهي تعانق عنقها وتضحك بهُدوء: متى والله طحتي في حبي ؟
أبتسمت ثم أبتعدت عنها وهي تمسح عشان تطمنها وبعدما حست إنها أرتاحت مسكت الصحن بيدها ، وبيدها الثانية بدت تحلب بنفس الطريقة اللي علّمها عليها عبد العزيز
أبتسم وهو يناظرها وكتف يدينه وبقى ساكت
وهي من أنتهت رفعت عيونها وناظرته سرحان فيها
أخفت إبتسامتها وحاولت ما تبيّن توترها بشُوفته بعد آخر موقف لهم
ومشت بخطوات هادية بإتجاهه ، وأول ما وقفت قدامه
مدت الصحن اللي مليان حلِيب ناقة تِجاهه وهو أبتسم ومسك الصحن من يدها ورِفعه لفمه وشرب شوي ثم نزل الصحن وناظرها وهو عاقِد حواجبه : طعم الحلِيب متغير ؟
أستغربت : كيف ؟ هو طعمه الطبيعي وشلون متغير !
ضحك وآرخى حاجبه : كأنه سُكر ومليان حلى والسبب يد اللي جابه
ناظرته بطرف عينها وهو أبتسم : عاقِل وكلامي موزون ، ولكن الإتزان يضيع يا بنّية عندك لا تلوميني
سكتت وهو أردف وقال : سألتي الناقة متى الله حبتك ، وأنا سُؤالي مِوجه لك ، متى الله تِردين علي ؟
تراني كنت أكره الإنتظار ولكن عشانك بديت أحبه ما تحسين إنك قوية ومِتجبّرة لأنك قويتي على قلب محد قوى عليه وباقي بتخليني على الرف ؟
بلعت ريقها ، وعرفت إن خُروجها كان خطأ لأنها كانت تدري من تلمحه راح يغير موازينها كله
ويطيح مباني قلبها ويشيّد مباني جديد، وهي إللي بدأت تفهم طبيعة مشاعرها
كانت بتمشي بس أستوقفها صوته الضاحِك : طيب قبل تروحين ، صحن الحِليب يالطيبة
تفشلت ورجعت على عجل وهي تأخذه من يدينه وعيونها على الأرض ومشت بخُطوات سريعة للبيت
وهو يناظِرها وإبتسامة كبيرة على وجهه
أيقن إن بدايات المحبة وإنتظار الإعتراف مشاعر لا يُمكن تُنسى أو يطغى عليها مشاعر ثانية
هذا وهو باقي ماعاش الحب معها ، وكل اللي عاشه بينه وبين نفسه
-
-
{ سند }

كان راكب بسيارته ويدور فيها بأنحاء الدِيرة بلا وجهه معينة ، ولكن التفكير لاعب براسه
فكره تجيبه وفكره توديه ولكن ما أستقر على منطق مُعين وقف بوسط الدِيرة وهو يعقد حواجبه ويناظِر
لناصف اللي يمشي وجنبه فهيد ، والواضح إنهم راجعين من سوق الدِيرة
ناظرهم وهو مكتف يدينه ، والأفكار أنهالت على رأسه ، وبقى يسترجع جميع ذكريات ذاك اليوم
اللي أنصاب عزيز ، واللي أُغمى عليه سند
ولكِن فهيد وناصِف كانو مستأمنين آمنين
لا جُرح ولا مصيبة ولا حتى خدش ، معقولة اللي قاعد يفكر فيه ؟ تبريرهم من بداية الموضوع ماكان قد المقام ولا يرضي والحين لما فكر فيها عرف إن الموضوع خزعبلات وتبريرات كاذبة ويقدر أي شخص يرقع مثل هالترقِيعة
حك جبهته وهو يناظرهم ، وعقد حواجبه بألم وهو ينزل يدينه ويناظر للدم اللي بأصابعه
رفع عيونه وناظر لنفسه بالمراية وتنهد وهو يمسح الدم اللي كان سبب خدشه القوي بقفى كفينه بلا مبالاه
ورجع يناظرهم ، وهو يتوعد لو كان اللي بباله صحيح !
وهو فعلاً ماكان بباله الا هالشيء
خمسة ايام وهو يدور بالقرية شارع شارع فيها ومن رجال لرجال يسأل ويتسائل ويسمع حكي
ولكن لا فائدة ، والحين الفكرة الوحيدة اللي بقت براسه سلامه فهيد وناصِف وطلوعهم من الموضوع بهالسهولة
ألتفت على إستوقاف هادي له ونزل وهو يسلم عليه ، وبعد سؤال عن الحال أسترسل هادِي وهو يقول : دريت إن إجتماع الشيوخ راح يكون بعد أربعه أيام ؟
عقد حواجبه : أي إجتماع بهالوقت !
هادي : سمعت إن الشِيخ راح يعلن عن خلِيفته بهالمجلس
ناظره للحظات ثم عض على شفايفه : فهيد صح ؟
هز رأسه بإيجاب : سعود بعيد عن هالأمور ولا يبيها
تنهد بضيق : وعزنا الله يوسع عليه قبره وما بقِي الا بِكره .
أكتملت الصورة برأسه ، وبدأ يحط النقاط على الحروف
ولكن دامه أقتنع هو ، وشلون بيقنع عبدالعزيز باللي يفكر فيه ؟ وشلون يقول نديمك أخوك !
وهو اللي شبّ فيه لمجرد تنبيه وشلون لا قاله هو اللي بلاك
استأذن من هادي وتوجه للبيت بعدما حل الظلام على المِكان وريّح اعصابه وهو ينسدح على السرير بتثاقل ، وبعد لحظات رفع رأسه وناظر لطرف مكتبه
وأبتسم ، صحيح إن برأسه أفكار سوداويه لا تعد ولكن الهم أنزاح ، والضيقه تبخرت وبقى بقلبه طمأنينة وسعاده ، كيف لا وهو حابّ خشم عبدالعزيز قبل ايام قليلة !
سحب الورقة وهو ياخذ القلم من على الدرج ويبتسم لما بدأ يكتب لها الرِسالة ، كان لازم يعلمها بنفسه إن الإبتسامة اللي كانت تسأل عنها قبل فترة صارت مِستقره بجوفه قبل وجهه ..




نزع غُطاء القلم عن مكانه ورفع كفه وهو يضّعها على الورقة بتأني ، بدأ بخط أول حُروف رِسالته
وكل حرف يكتُبه تسبقه إبتسامة نابِعه من قلبه
أستهل كلامه لها وبدأ رِسالته بِـ " السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ، وبعد السّلام : يعز علي عدم ردي على رسالتك الأخيرة ، ولكن على خُبرك جاءت بوقتها المناسب وأشعلت بقلبي شُعلة من فرح بعد ليل قاتم ، شُروقي .. قرأت برسالتك عن عتِابك لي على ضيقي ، وعن سماعك له من الناس دُون بوحي أنا به أولا ، ورغم ذلك أنا أحب مشاركتك فرحي
قبل أن أشاركك ضيقي فيضيق قلبك وأنا الي ما أقوى على ذلك
عزايّ بهالأمور إني كنت موقن بجيتي لك مسرُور ومطبطب على خاطري .. وفعلاً
أكتب لك الآن من عمق فرحتي ، وأنا اللي بوصل لك خبري فرحي وضحكي قبل ما يوصلك من النّاس
كُنتي على بالي دائماً وبتبقين في بالي ويستحيل غيابك عنه .. فإن غبتي غاب النور عني
وإن حضرتي حضر الشُروق
ختاماً إذا أشرق علي وجهك و كنتي النّور أنا وش عاد لي موطن سوى وجهك؟ - كتبت بحب من سندك .. "

طوى الورقة ودخلها بِداخل الظرف وأحكم إغلاقه بالصِمغ ، ثم ناظر الظرف وهو يبتسم
يحس إنه حط قلبه بين هالورق ، وبيقدمه لها هدية ولا يكفي ولا يوفي بالنسبة لها ، يظل يحلف لو يقدم لها الدنيا على طبق من ذهب ، ما أجزل شعوره تجاهها ، كيف لا؟وهي ماضيّه وحاضره ومستقبله وأحلامه .. بعدها قلب الظرف وكتب عليه "هذا الظرف يمثل ذلك القلب ! لأنه سيجمع لك كل مافي داخلي لك فقط لا نستطيع التعبير عن شعورنا مع من نحب أحياناً فتكون الرسائِل هي الوسيلة الأقرب ، فإن باعدتنا المسافات فهي المنقذة .. ولكن ! كل هذا الحديث لن يفي بحُبي العميق لك "
أخذ نفس وتبسم وهو يناظر الظرف نظرة أخيرة ، ونظرة رِضا عن اللي كتبه
وبعد ما أنتبه للساعه وأنلخم ، مشى بسرعه وهو يحط الظرف على المكتب
ثم مشى وهو ينسدح على سريره ويحط يدينه تحت رأسه وقال وهو يتأمل الجدار بضحكة : صار لي ساعتين أكتب رسالة بس ، ماخبرت ان حتى الوقت اللي اكتب لها فيه وافكر بها فيه بيمر بهالسرعه من رِقته !
أبتسم وأقتلب للجهة الثانية وهو يتحلف وبعدها نام دون يسمح لِتفكيره يسيطر عليه
لأنه حالياً يحتاج الراحة قبل ما يقدم على اللي بيسويه !
-
-
{ نسِيم }

كانت جالسه قِبال بلكونة الصالة الكبيرة واللي تتوسط البيت والمُطلة على الطريق اللي ضيّعت فيه دفترها
حطت يدها تحت خدها بضيِقه : ياليتني على الأقل نسخت اللي فيه
ولا تضيع مشاعر السنه ، ومشاعر عظيمة هباء منثورا
ناظرت للصخرة اللي كانت جالسة عليها بتنهيدة ولكنها سرعان ماا عقدت حواجِبها وهي تشوف شخص جالس عليها
دققت النظر وهي تحاول تميز ملامحه ولكن ما قدرت بسبب الظلام الحالِك
ما تدري ليه جاءتها الجراءه والفضول عشان تعرف من هو ، وليه جالس بهالمكان اللي محد يجيه أبداً لأنه قبال الباب الخلفي لبيتهم
مشت وهي تلبس شالها وناظرت حوالينها بإرتِياب همست لنفسها : دائماً الفضول يودي في سواهي ودواهي يا نسِيم ، وإن صار لك شيء بسبب فضولك وجراءتك فتستاهلين
مشت بخُطوات هادية بعدما عاتبت نفسها الين فتحت الباب وإقتربت وهي تناظره بشك وحِيرة
وهو من أنتبه لها وقف بِدهشة على وجود بنت بهالوقت هِنا ، وأول ماجاء بباله هي
نطق بإرتبااك وهو يقترب منها : نسيم ؟
شهقت وهي تبتعد خطوة لورى : من وين تعرفني ؟
أبتسم بإنتصار وبفرحة بسيطة وهو يتنهد براحة له من يوم ضيعت دفترها وهو يجي لهِنا بنفس
الوقت اللي طاحت قدامه فيه
ينتظر ويدينه على خده لين تشرق الشمس ولكنه يرجع خايب الأمل وخاوي اليدين بس هالليلة تجرأت ولِقته وهالشي فرحه
لأنه رغم حّبه للدفتر والقصِيد اللي كُتب بداخله والمشاعر المُهيبة اللي قرأها الا إنه ما حب يبقى عنده ، لذلك وهب نفسه لإرجاعه لين يدينها
عقدت حواجِبها بضيق وعصبية من تجاهلها وقالت بحزم : إنطق قبل أخليك ورقة ما تِسوى بهالليل
شلون عرفتني ، والأدهى وش تسوي قِبال بيت الشيخ بهالوقت من الليل
جسار أبتسم وقال : أنا إبن المطر
زاد غضبها لإبتسامته وقالت وهي ترفع سبابه يدها : يومنك تعرف إسمي أكيد إنك تعرف من هي نسيم ، والله إن تنطق من أنت والا اخليهم يدفنُونك بأرضك
جسّار : أعرفك ، من ما يعرف بِنت الشيخ وأخت عِز ؟
نسيم سكتت شوي ثم نزلت يدها وقالت : من أنت
جسّار طلع شنطتها من خلف ظهره وقال وهو يقترب مِنها : أنا إبن المطر ، الراعِي اللي حمل مراسيِلك وقصِيدك بالليلة اللي أستندتي فيها على يده ، يِنقال لي جسَار ..


ناظرت الشنطة وأبتسمت وهي تسحبها بسرعه وتناظره ، للحظة كانت بتكون مُمتنه لكنها سُرعان ما تلاشت إبتسامتها وقالت : كأنك ماخذ من إسمك كثير ، والا شلون توطا بقدمك على أراضي الشِيخ بهالوقت
راح أعفو وأسكت لأنك رجعت لي كنزِي الضائع ولكن لو ما تختفي الحين راح أسحب أماني
لفت بتمشي ولكِنه أستوقفها إكماله لبيت الشعر اللي لهاها عن إكماله نُزول المطر بذيك الليلة
كانت كاتبه " ودي اضم حكاك .. واعيد الكلام ‏واحفظ كلامك في خلايا مسمعه "
وهو أبتسم وهو يكمل على بيتها : ‏انا ضحية كيف حالك .. والسلام
‏وشلون لا طالت سواليفك معي ؟
لفحها نسِيم الليل البارد وناظرته بسرعه ثم ألتفت وهي تسارع خُطواتها للبيت تاركته خلفها ، اول ما دخلت نزلت شالها وفتحت شنطتها وهي تتأكد من وجود دفترها وقلمها فتحته على آخر الصفحات
وفعلاً لقته مكمل على بيتين القصيد
تأملتها لثواني ثم أنسحبت على طُول لغرفتها بصمت ،
وهو تنهد وهو يمسح على وجهه
أسبوع يهوجس ويكتب ويقرأ بس عشان يوزِن بيت شعرها ، كان ينتظر إطراء منها ولكن التجاهل كان الرد
ضحك على نفسه وأنحنى وهو يلتقط عصاه : راعي وينتظر مدِيح من بنت شيخ ، ثوب أحلامك طويل يا جسّار
-
-
- { الجادِل }

صحت متأخرة ، فزت من مكانها وهي تلاقِي أشعه الشمس توسطت غرفتها من الدرِيشة اللي بجهة الشُروق
مسحت على وجهها وهي تتنهد ، كانت بتنتظر للشروق بعد صلاه الفجر ولكِن غفت بِدُون ما تحس
لبست ملابسها وهي تناظر لنفسها من المِراية الصغير
فلت شعرها وهي تناظِر لنفسها بهدوء
أبتسمت للحظات ثم فتحت الباب وهي تنحني برأسها تتأكد من خُلو البيت من عبد العزيز وفعلا كان غير متواجد
لذلك مشت للمطبخ وبدأت تجهز لها فُطور ومشت وهي تأخذ الصينيه لِـ الصالة جلست وهي تبتسم وبدأت تأكل وهي مروقة على غِير عادتها
على دُخول عايض و واره عبد العزيز بدون ما يتكلمون عايض إتجه لغرفته بإستعجال بدون ما ينتبه لوجودها بالصالة وعبد العززيز لف بيدخل ولكنه رجع خُطوة لورى بِدهشة من وجودها
بلع ريقه بصُعوبة وغض بصره وهو يتراجع بخطوات سريعه لورى ويطلع من البيت بدون ما تنتبه له
طلع عايض من غرفته ومشى للصاله عقد حواجبه وهو يشوفها جالسه : من متى وأنتي هنا ؟
الجادل رفعت عيونها لما سمعت صوته وقالت : من فترة ، ليه وش صاير
ناظرها بنص عين : عز كان داخل وراي معقولة ما انتبهتي له
سكتت ورمشت بهدوء ثم هزت رأسها بالنفي : لا ما دخل ولا جاء ولا سمعت صوته ارتاح
ناظرها وتنهد : زين يالله بطلع له ، يقول يبي يركب على الناقة و....
وقفت بسرعه وهي تبتسم : وانا بتعلم أركب عليها
عقد حواجبه : أنتي صايره تخوفيني يابنت عناد قبل ايام ما تبين هالعيشة ، والحين كل شوي تبين تتعرفين وتتعودين عليها ؟
ضحكت وهي ترفع شعرها بالربطة اللي كانت بيدها : مدري ياجد ، ولكن جاء بنفسي أركب عليها أفا بتكسر خاطري ؟
ناظرها بخفوت ثم أبتسم وأشر لها تلحقه : البسي عبايتش والحقيني لعنبو من يرد طلب جاء بعد ضحكتش
أبتسمت وهي تمشي بسرعه لغرفتها
لبست عبايتها وشدت نِقابها ومشت وهي تطلع من البيت
وقفت وهي تناظر لعبد العزيز راكبها ويمشي معها بهدوء وكأنه راعيّها ويعرفها منذ الأزل ، والا شلون هالتناغم اللي بينهم ؟
لف بعيونه إتجاهها وناظرها للحظات ثم صد بنظراته وهو يمسح بكفه على ظهر الناقة
قال عايض : تقول بنت عناد تبي تعقد الصلح مع الناقة وتروضها
أبتسم وهو يسحب غترته ويحطها على كتفه
ثم نزل من على الناقة وهو يبتعد خطوتين عنها
وهي تقدمت من الناقة وناظرتها بهدوء ثم لفت وناظرت لجدها وهو ضحك ومشى وهو يجلس بعيد عنها ثم صرخ لها : أنتي اللي تبين تركبينها
ماني ماد لا يد ولا رجل ، تعلمي بنفسش
تنهدت ولفت بعيونها لعبد العزيز اللي مكتف يدينه ويناظر لها
ناظرته بهدوء ثم رمشت بترجي وتلقائياً نزل يدينه وتقدم بخطوات سريعه تجاهها وهو يقول لعايض :الواضح انها بتبقى تناظر في الناقة لين الفجر على هالحال ، عطني الأمان
ضحك عايض وهو يوقف بالجهة المقابلة لهم : زين يالله
إقترب وهو يمسك الحبل بهدوء اشر على الحجر اللي قدامها : حطي رجلك هنا
ثم أشر على اداة من الخشب على ظهر الناقة : واركبي على الشداد يالله
هزت رأسها بطيب وفعلاً ركبت وهي تضحك وتأشر لجدها بطفولية : شفت ؟ ما قلت لك أقدر
عايض ابتسم : كفو ، اعرف انه ما ينخاف عليش
ناظرت لعبد العزيز وقالت : عزيز تكفى خلها تمشي وانا عليها
ناظرها للحظات ثم هز رأسه وبدا يمشي فيها وهي رافعه يدينها ومبتسمه وبعد لحظات قال عايض : يالله بدخل أجيب الصحن وأجيكم عشان أحلبها
تأففت : صبح وليل تحلبها ياجد خاف الله ..



ضحك : ولدها عايف صدرها ، ولو بقى الحليب بجوفها ب ينفجر يابنت عناد ، عن كثر الحكى وانزلي يالله ، ياعز اربطها قرب الجذر جايّك
دخل للبيت وهي تنهدت وناظرت لعبدالعزيز وهو رفع كتوفه بمعنى مالي دخل
تأففت وهي تنزل عنها وهو ربطها على طلب عايض
مشت وهي تقترب لزريبة الغنم وعقدت حواجبها وهي تدقق ضحكت بفرحة وهي تشوف تيس صغير ومشت بخطوات سريعه وهي توقف قدام عبد العزيز وقالت بفرحة : عزيز تعال شف وش لقيت
لف لها وقال : وش ؟
مسكت يدينه بعدم وعي وصارت تمشي قدامه وتسحبه معها وهو يناظر لكفه اللي بكفها بدهشة
أرتجف وتباطأت أنفاسه ، كان يحاول يتِزن بعد اللي شافه من لحظات وهي تبي تخليه ينهار من جديد ؟
يناظر لكفه اللي بكفها وهو مِتجهر " منصدم " من قوه النبض اللي يحس به بكفه كان خايف ان قلبه للحظة أنتقل من صدره لين أصابعه
والا أنتقلت كل مشاعره لكفه ؟ والا وش اللي يحس فيه باللحظة هذي ؟
وقفت وهي تأشر له بيدها الثانية : ولدت وجابت تيس صغير ، أول مره أحضر اللحظات الاولى لهم
سحب كفه من كفها بإستعجال وهو يحكم قبضة يده ويدخلها بجيبه ثم زفر للحظة وورفع عيونه لها لقاها تناظر لجهة الماشيه ويدينها على بابها
ناظر للتيس ثم أبتسم وقفى بها لما سمع خطوات عايض ونداءه له
.
.

{ المِزن }

سحبت مبخرتها وهي تدخلها بين أطراف شعرها ومن حسّت بريحة العود تتسلل لخشمها بعدت المبخرة
ناظرت للبسها الزاهِي وابتسمت وهي تتذكر تعليق عبد العزيز اول مرة لبسته " يزهى قسم بالله يزهى كل شيء تلبسينه ، سبحان اللي صور القبول فيش "
أخذت نفس وزفرته براحة وهي ترمي ثوبها الأسود وشِيلتها اللي رافقتها بالأيام السابقة
وتسحب شالها المِزهر من ورى الباب
وتطلع بخطوات رايقة ومبسوطة ، عكس الأيام الماضية
كانت مكتسِيه بالفرح ، وعلى بُعد خطوات طويلة تنشاف الضحكة على وجهها
تمشي بإتجاههم للصالة
وأول ما رفعت عيونها رحمه شهقت ولفت لنعمة وهي تقرص فخذها : الحقي شوفي هالمجنونة
رفعت عيونها نعمة وتوسعت عيونها بصدمة : أظن إن موت ولدها ضرب العرق الحساس برأسها
لما أقتربت منهم قالت نعمة بسخرية : حِدادش على عزيزش ما كمل الشهرين حتى الزوج لامات يبقون في الحِجة أربعه أشهر وعشر وأنتي هالشهرين ما قدرتي على الله تكملينهم ؟
رحمه قالت وهي تشرب الشاهي وتناظر نعمة : خليها على ربش بس ، ما رحمت الا اللي عظامه تنتفض في قبره بسبب تجاهل أمه له وهو اللي ماعاش متهني بحياته بسببها ويركض وراها طول وقته
ما ردت عليهم ولفت على صوت خطوات حكمة اللي عقدت حواجبها وهي تشوفها ضربت بعصاها الأرض وهي تقول : إحشمي عظامه
إحشمي حِزننا ووجيهنا لابارك الله بِفعلتش
كانت بترد عليها ولكنها لفت على صوت نداء سحابة لها لذلك تجاهلتهم ولا أثر فيها كلامهم ولا طلع بخاطرها شيء ، لأن الفرحة اللي بقلبها محد يقدر يطفيها
سحابة اعطتها خبر بوصول سند وهي مشت بعد ما طلبت منها تجيب شالها الأسود
تلثمت ومشت باتجاهه سند اللي أول ماشافها سلم وسأل عن الحال ، لمح نظراتها الفرحة وتبسم من وسط قلبه ثم اردف وقال : بعد ساعه ماشي للديرة اللي فيها عبد العزيز ، وبعد اقل من ثلاثة ايام راجع
ابتسمت بفرحة : بالله عليك !
هز رأسه بإيجاب وقال : ولكن أحتاج منك شيء
ناظرته بإستغراب وهو أبتسم وطلب منها اللي يبيه
وهي لبّت بدون سؤال ،بعدما أخذه منها
طلع من بيت الشّيخ وركب سيارته وهو يتوجه لِبيته ، دخل البيت وسحب ظرف الرِسالة من على مكتبه وهو يبتسم ، أقترب من الدرج وأخذ عطره وهو يرش عليه وبعدها دخله بجيبه وطلع من البيت بخطوات حذره وهو يتجه لبيتها
ناظر للورد اللي مزرُوع بحافه الطريق وأبتسم وهو يقطف منه وكمل طريقه مُتحاذر ويناظر ليمينه وشماله
وبعد ما وصل لباب بيته وقف وهو ينطق المعوذات وبعدها دق الباب وهو يدعي إنها تكون هي وقبل ما ينتهي من دعاءه جاه صوتها الهادي وهي تفتح طرف الباب : من ؟
أبتسم بفرحة : سندك
عقدت حواجبها وهو اقترب بسرعه ويفتح طرف الباب برجله وهو يمد الظرف والورد بيده : إقبلي بقلبي بين كفينك
شهقت وهي تحاول تقفل الباب : سند وش تسوي هنا ؟
سند ضحك وهو يقول : طيب خذي قلبي يابنت بتقفلين عليه بعد ؟
شروق : تكفى يا سند ابتعد هاللحظة من عند الباب لا يصيبك شيء ، لا يشوفونك هلي تكفى
سند ابتسم لخوفها عليه وقال : لا تخافين عليَ خافي على قلبي اللي حتى بصوتك المرتبك خليتيه يرتجف ، واذا على هلك شفت أخوانك ببيت الشيخ
شروق ارتاحت واخذت الورد والظرف وهي تبتسم : زين هات اجل ، وتكفى لا تكررها !
سند : حتى مكاتِيبي وتوصيلها فيها الموت ، يهالحب اللي بياخذ روحي يا شروق
شهقت : جعلني قبلك ، وش هالحكي ؟


سند : رايح من الديرة ليومين وبعدها راجع وبيدي البيّرق اللي بيجيبك لي ، انتظريني !
استغربت كلامه : بيرقك من !
ابتسم : يوم يجي راح تعرفين ، يالله يا شروقي ماني بمطول، راجع بإندفاع وبآخذك لي ياحلمي اللي من صغري ياللي مره تكونين بين يديني ومره ابعد من نجم سهيل
تنهدت بضيق وهو اردف وقال : راجع يا شروقي يالله فمان الله
شروق : استودعتك الله
قفلت الباب وهي تمسك الورد وتبتسم ، ثم قرأت ظهر الظرف وإتسعت إبتسامتها وهي تتنهد بحب
ولكن سرعان ما رفعت عيونها إتجااه الصوت الجهوري واللي الغضب كاسي كل نببراته
بلعت ريقها بخوف وهي ..
-
-
بنص ديرة الخسوف ، ركب حِماره وهو يسحب الحبل ويشده له ، ويمشي بترنُح وهو على حماره
ولما صار بسوُق الديرة بدأ يصرخ بصوته العالي ويطلع الإشاعات : ياالخسوف ، أخوي جسّار يبي يعرس ببنت الشيخ راجح
أخوي جسار طالب القُرب من الشيخ راجح
وبدأ يقول هالكلام من بداية السُوق ، لين نهاياته
وأصوات ضِحكات أهل القرية تصدع من وراه
اللي يقول : صغير القوم جسّار ! يطلب القُرب من شيخ القبيلة
واللي يقول : هزُلت والأحلام كبيرة
واللي ضحك باعلى صوته وقال : مِد رجلك على قد لحافك ياجسَار
أخو جسار ماكان مِلتفت لهم ولا لضحكهم وإنما مستمر بكلامهم وبصوته العالي دون ما يتكاسل ٠
٠
٠
{ شُروق }

أرتجفت أطرافها ووضح الخوف والرعب بوجهها وحركاتها ، ماكانت متوقعه ان أبوها للحين في البيت !
أقترب منها وهو معصب ورافع حاجبه : هذا من اللي كان عند الباب
هزت راسها بالنفي : ولاحد ولاحد والله
ابو ساجي لمح الخوف بعيونها ويدينها المرتجفة وزاد شكه وناظر للظرف وكان بياخذه ولكنها على طول خبته ورى ظهرها وهي تبلع ريقها
عصب وحاول ياخذها ولكنها موقنه لو قرأه ليفتح قبر سند قبل قبرها ، على طول رمت الورد من يدها ومشت لداخل البيت وهي تركض
وهو جن جنونه ، وش هالحركات وليه هالربكة؟
لحقها ولقاها واقفه جنب التنور " تجويفة أُسْطوانيَّة تُبطَّن بخَزَف أَو آجُرّ ويُخبَز فيها"
واللي كان للآن مليان جمر بعد خبز الفطور ، رمت الظرف فيه وهي تمسح على وجهها
وهنا وُضعت النقاط على الحروف برأس أبو ساجي
تقدم بخطوات غاضبة وهو يمسك فكها بقوة : من هذا ؟ الظرف من من يا شروق تكلمي قبل ادفنش حية ، تبين توطين راسي في الخسوف ؟ كنتي تحاكين من عند الباب يا شروق
انطقي قبل اذبحش
نزلت دموعها بوجع من قوة ضغطه ولكنها ما تكلمت
وهو هز رأسه وفكها وهو يمشي : منتي بمتكلمه يعني ؟ انا بعرف بنفسي ، والله لا يكون اليوم عزاه يالخسيسة انتي وياه
لحقته وهي توقف قدام الباب وتتنفس بسرعه ودموعها تنزل لا إرادياً من قوه خوفها ، كانت راضيه يضربها ويذبحها ولا يعرف ان سند اللي كان جنب الباب ،هي بيبقى لها ولو رحمه بسيطه في قلبه
ولكن سند ؟ بيغرس الخنجر في قلبه بدون ما يفكر : ولاحد يبه قسم بالله ولاحد ، هذي سحاابـ...
سحبها بقوة وهو يرميها للأرض ويطلع بسرعة من الباب وهي احتد بكاها بخوف على سند : يارب يارب استر يارب تعدي هالليلة لسند على خير
ابو ساجي كان يلتفت يمين ويسار ويمشي ويناظر بكل مكان حوالين بيته ، ولكنه مالقى احد
دخل وهو يضرب الباب بقوة ويتنفس بسرعه من شدة عصبيته انحنى وهو يجلس قدامها ويناظرها بعيون مليانه شرار : تبين توطين راس ابوش يا شروق ؟ تبين تنهينه وتخلينه يمشي وهو ناكس راسه بين رجال قبيلته ؟ تتمعشقين مع من قرب الباب ؟ الله لا يحييش يا بنتي ، حتى على ضربش قلبي ما يقوى ، جيتيني من الدرب اللي قدرتي تلوين يدي منه ، ولكن نذر علي ان العقاب بيكون اعسر " اشد " وان ما ضربتش بيدي على جادش بضربش بوسط قلبش
وقف وهو يناظرها : حتى ما قدرتي تنكرين كلامي ياحيف يا شروق ، ياحيف الثقة والنخوه اللي نخليتها فيش
كانت تسمع كلامه ولاهي قادره تتكلم ، تبي تنطق وتقول يشهد الله شريف حبّ شريفه يايبه لا وطيت رأسك ولا كانت فعلتي قبيحة
تكفى يا يبه الا هالحكى ! .
قالت وهو ينزل شماغه على كتفه ويغمض عيونه وهو يناظرها : بكرة مِلكتش على ولد عمش يا شروق
قال هالكلام ومشى وهو يطلع ويقفل الباب وراه ، بقى بمكانه يحس انه يتنفس بصعوبة
كان واقف قدام الباب ويشوف ابتسامتها ويسمع ضحكتها ، ولكِن كان يقول انها صديقتها بنت ديرتها
كان مكذب الين لمح الظرف بيدها
يحلف انه لو شاف الرجال كان ذبحه بارضه
مشى بخطوات متثاقله لبيت أخوه ، اللي كان رافض اتم الرفض ان ولده ياخذها ولكن الحين مضطر يجوب عليه " يرد عليه"
شروق رِمشت بعدم تصديق وبقت تناظر للباب اللي تقفل وخرج منه ابوها وهي ترتجف ..


بدات تهز رأسها بنفي وهي تبلع ريقها وهي تتكلم بتلعثم : لالا يبه ، لا يبه سند بيجي وبياخذني لا يبه تكفى ، الا هالعقاب يا يبه
جمعت ركبها وهي تنحني عليها وبكت بصوت عالي : اقتلني يايبه ، عاقبني بالموت ولكن لا تعاقبني بالبعد عنه ، تكفى يايبه
كملت تبكي دون توقف وهي تئن وتهز نفسها بضيق امها اللي كانت ببيت جارتهم فتحت الباب ودخلت واول ما سمعت صوت شروق ، تجمد الدم بعروقها
انحنت بخوف وهي تضمها : شروق يايمه وش صاير ؟ ابوك صار له شيء اخوانك بخير تكلمي انطقي
رفعت رأسها ودخلت بحضن امها وهي تبكي بنحيب : انا يمه ، انا ماني بخير
بلعت ريقها : وش صاير ياعيوني تكلمي قولي ؟
شروق ماقدرت من كبر غصتها وظلت تبكي بدون ما تنطق بحرف واحد
-

كان جالس قُرب راجح ويدينه على المركى
اللي جنبه ، ومبتسم ويتكلم ويناقش
بنفس رحِيبة ، وغريبة على أهل المجلس كان دائماً شخص يحب يمشي رأيه وكلمته غصب وإذا أحد ناقشه أو كلمه يعصب عليهم وينهي النقاش ولكنه من عرف إن إجتماع الشيوخ ما بقى له سوى أربع أيام ، بدأ يصير حليّل ويوسع خاطره
لأجل ما يقلبون على رأي أبوه بإعطائه الشِيخه
ألتفت أبو سند لناصِف اللي جالس يمين فهيد وقال : يا ناصف ، اشوف ديرة الخسوف حلّت لك
ناصف ناظره بنص عين : وش قصدك ، تطرد الضيف !
ابو سند : لاحاشى ولا هو بقصدي ، والضيف عند ال جبّار فوق العين والرأس ولكنك إبن شيخ ، وأخوك محتاجك تكون معه وتبث بأمور ديرتكم ، ومع ذلك اشوفك ملبّق عندنا اربعه وعشرين ساعة
ناصف عدل جلسته وقال : ماهنا خلاف ، اخوي شيخ على خمسين رجال وبس وهنا اكثر من الف ، لزوم نبقى عند اللي يحتاجنا
ضحك ابو سند وقال : الشيّخ راجح ما يحتاج لا واحد ولا اثنين لجل يشاركهم الرأي ، رأيه سدِيد
ويبثه دون مشواره بعض العرب ، ارجع لأخوك أنصف لك وشارك رأيك معه !
ناصف مارد عليه ولف لفهيد اللي لقاه ساكت ويسولف مع ابوه ، وعصب
صحيح أخوه شيخ ، ولكن شيخ لقبيله ماهي بهيبه الخسوف ! لذلك تنحى شِيخه أخوه وبدأ يزِن على رأس فهيد ويخطط ، لأنه يدري إن فهيد غشيم وسهل ينضحك عليه
والخُسوف لو كان فهيد الشيخ ، بيقدر يتحكم فيها هو
-
-
{عبد العزيز }
واقف بدريشة الصالة اللي مفتوحه والنسِيم البارد يداهمه بشكل قوي ، ويرتطم بقوة على صدره ولكنه مكتف يدينه بلامبالاه يناظر للسماء وبباله أفكار لا تُعد ولا تُحصى
لا يُخفي على نفسه إنه مأجل التفكير بأمر غدره ، والمِلثم اللي ساعده ، وبالشِيخه وبالخاينين وبالقطاع ، وبأمور قبيلته لحين رُجوعه لديرته
كان يتمنى ان تفكيره ينحصر على وجوده هِنا وعلى المشاعر اللي قاعد يعِيشها ولكن ، أحيااناً الأفكار تتمرد !
تنهد وهو يمسح على وجهه بضِيق ، دائماً كان الرحب والسِعة لهله ولقبيلته ، دائماً كان الشخص اللي يهليَ ويرحب بالقريب وبالبعيد
صحيح إنه رأيه اللي يمشي على الكُل ، ولكنه الرأي السديد اللي فعلاً يستحق انه ينسمع !
كان يفكر بضيق من اللي يقدر يفرط فيه ؟ من اللي بيقدر يخونه ويغدره ! من اللي ما تجرأ يجي يصوبه من قدامه ! حتى وهو على حافة الموت كان خايف يكشف على نفسه
الضِيق أعتلاه ، وهو اللي ما يضيق من الغدر
ولكن من فكره ان الغدار ممكن يكون شخص قريب منه كان خايف ان الشخص يكون له مكانه بقلبه لأنه يدري ، يدري انه لاعرف بيدعس على قلبه وبيهشم هالشخص تهشيم !
حسّ بثُقل وألتفت بحِيره وإستغراب وهو رافع حاجبه ولكن سُرعان ما أرتخى حاجبه لا إراديا وهو يناظرها بهالقرب منه
أبتعدت خُطوة لورى وهي تناظره : البرد تِمكن من ضلُوعك ، ولانت حاس على عُمرك ! وش مشغل بالك لينّك بأول الفجر ساهي به !
رمش بهدوء وهو يزِم الفروة له ويبعد نظره عنها قبل لا يتمرد عليه ، ويناظر إتِجاه الدِريشة
قال بهدوء مِتعذر بسرحانه : أنا ماني من مُحبين الإنتظار مثل ما قلت لك ، ولكن إن كان بيكون الرد بعد هالمدة يِستحق ! ببقى على بابك طول العمر
ولكن عطيني ولو أقصى تلميح على ردك انا ماني متعود على التجاهل يا بنت عناد ، أنا خايف من نفسي
أنا ذرى اللي دون ظلي الكل ناقص يا الجادِل.وانا خابر اني على الصده قوي انا لأول مره اخاف من نفسي ، اخاف بعد هالإنبهار أنطفي وأصد ، وصدِتي صده دارِيني بشعله أمل ولو إنها خافته وضئيلة ولكن لا تخليني لاني مقيّد ولا مفكوك ! انا ما اداني هالشعور ، ما اداني ابقى في النُص
سكت وهو يتنهد ولا ألتفت ، كان يظن إنها تركته ومشت ..

Continue Reading

You'll Also Like

180K 5K 56
أتمنى أن تنال أعجابكم🩵🩵
774K 16.3K 31
تتكلم الروايه عن (مدرسة ثانوية بني آل زايد ) وذي الثانويه معروفه بالرياض ومشهوره بثراء وكل من فيها من عائلات راقيه "للبنين و للبنات" وتحصل المشاكل و...
805K 64.9K 70
‏لَا السَّيفُ يَفعَلُ بِي مَا أَنتِ فَاعِلَةٌ وَلَا لِقَاءُ عَدُوِّيَ مِثلَ لُقيَاكِ لَو بَاتَ سَهمٌ مِنَ الأَعدَاءِ فِي كَبِدِي مَا نَالَ مِنَّيَ م...
977K 61.2K 103
" فرحات عبد الرحمن" شاب يعمل وكيل نيابة ويعاني من مرض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع مع ارتباط وثيق باضطراب النرجسية مما يجعله ينقاد نحو كل شيء معاك...