من قريت الشعر و انتي اعذبه

By HaboOoshy

1.1M 10.2K 4.5K

من قريت الشعر وأنتي أعذبه من كتبت الشعر وأنتي مستحيلة 🍃🌺🍃 .. للكاتبة : فاطمة صالح تجميع : storykaligi More

1
2
3
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
36
37
38
39
40

4

33K 289 181
By HaboOoshy


مسح على وجهه وهو يتنهد وهمس بضيق : ‏احشمي يا سود الايام وجهي الكريم لا تحدّيني على الضيق .. ما استاهله
ومن طال سكوته رفع عينه لناصِف ثم إتجه بنظره لفهيد ، وتنهد يعرف أشد المعرفة إن كتوف فهيد ما تقدر تشيل الحمل اللي على كتف راجِح
وما يقدر يشيل هالحمل الا كتف عِز ! ولكن وينه !
هز رأسه راجح وقال : ماهو بمطول ! الإجتماع قريب والخِليفة جاهز ولكن لا تفتحون هالسالفة لين يبرى الجرح كأنكم تظنون إنه برى فظنكم خطأ
فهيد ترك الكلام كله وألتفت بفرح لناصِف اللي أبتسم بفرحة لطاري الخليفة
٠
٠
{
سعود }

قفل أوراقه ورفع رأسه مِتنهد ، إرتفع من على كرسيَه وناظره في ضيق عارِم ، الكرسي اللي كان يودع الضِيق عليه ،واللي جادل وتعب وسعى عشانه
واللي ينسى كل شيء من تنفتح الكاميرا ويبدأ البث
صار من جلس فيه يقبل عليه الهم من كل مكان
وتبدأ طواري عز تظهر ، حملوه حِمل ما يقدر يشيله
وخبر إعلانه موت أخوه كاسِر ظهره ، وزود على كل هذا سالفة كوثر الأخيره اللي هزته من ضلوعه
لاهو اللي قادر يصدق ولا هو قادر على النكران ، طلع من المحطّة وإتجه لبيتهم .. ومن دخل توجه للمكان اللي سمع به صوت بشرى
وقف قدامها وقال : بشرى ، بسألك !
بشرى وقفت وهي تنفض التراب من على فستانها الوردي وقالت : وش تبي ؟ إسال عن كل شيء أنا حاضره
مسح على شعرها وقال : يوم جيتيني وقلتي ان عبد العزيز مع كوثر ،سمعتي وش كانو يقولون ؟
سكتت للحظات تتذكر ثم رفعت كتوفها وقالت : لا ، ولكن عبد العزيز كان يخاصمها وهي منزله رأسها وتبكي
عقد حواجبه : كانت تبكي !
هزت رأسها بإيجاب : وهو كان معصب ، وعيونه تنطق شرار والله
سكتت ثم امتلت عيونها دموع : سعود
انصدم : بسم الله وش صار معك ؟
بشرى قربت وضمته : يصير تقول له يجي يعصب علينا ويخاصم ويرفع صوته وبنكون راضين ! ولكن خله يجي
بلع غصته ومسح على ظهرها وهو يتنهد بضيق ، دخل بمتاهات لا يعلم بها الا الله
ابتعدت عنه وركضت بسرعه لداخل وهو تنهد ودخل لغرفته ، لقاها جالسه ترتب الدرج ومن انفتح الباب تقدمت بسرعه قدامه وقالت بابتسامه : اخيرا جيت
تنهد سعود ، وإختار انه يصدقها ، لأن كل الظروف ضد عبد العزيز ، ولأنه ما يقدر يدافع عن نفسه وينكر
وبالأحرى لأنه يبي يصدق ويريّح عمره عن التفكير ، لأنه تعب !
لعب بخصلة شعرها وهي اقتربت وضمته وهي تتنهد براحة إنه لآن لها وصدقها !
-
{
سند }

وصل للديّرة اللي أشار عليها الفارس ، ودخلها هو ومجموعه من فرسان قبيلتهم !
متوجهين مع الرجل اللي دلّهم على القطاع
ومن وقف قدام بيت من طين ، وباب مكسور وبالحيل متثبث ببقية الجدار وصامِد
دق الباب سند ، وبعد لحظات إنفتح وخرج منه صغير سن قال بلعثمة : من تبي ؟
انحنى سند وقال بابتسامه يطمنه : انا صاحب اخوك ، روح ناده لي وقل له خويك برا ينتظرك
سكت للحظات ثم قال : اخوي مهب هنا
سند ناظره برِيبة وقال بعد ما قلب الموضوع برأسه : لا تخاف ، أدري إنه يقول لا تخبر احد اني بالبيت ولكني صديقه صدق
ناظره ثم ابتعد عن الباب وركض داخل وسند مسح على وجهه ، ولف بسرعه على صوت الرجل
ناظره وهو عاقد حواجبه ثم مسك طرف ثوبه وسحبه لبرا بدون تفاهم .. -

{
عبد العزيز }
قطّب الحكيم شاشته ولفها زين على كتفه
وقال وهو براحة : الحمد لله ، بدأ يطيّب وبدأ يبرى
ناظره عبد العزيز وسهى .. يفرح والا يزعل أحتار
الحكيم : الواضح إنك متعلق بالحياة وخايف تروح و وراك ناس يبونك
عبد العزيز سكت للحظات ثم قال : اما الحياه فماني متعلقٍ فيها والموت بيدين رحمن رحيم ولا حد قد هرب منّه إذا عشنا الله يحمينا ‏وإذا متنا الله يرحمنا واما خايف على قلوب تحبني فو الله خايف ، وجدا مير جبر ورحمه والله يشرح صدرورهم لين أرجع
هز الحكيم رأسه وعبد العزيز وقف وقال : الله يجمّلني على رد هالجميّل ، ووالله ماني بناسي هالوقفة معي
تبسم الحكيم وقال : في خدمة الناس الطيّبة الله يبريك ويسامحك من الرد
بعد ما طلع من عِنده ، ناظر لبيت عايض في تردد وحيرة ثم أخذ نفس وزفره بضيق ، فكرة انه يروح دون ما يتطمن على الشعور فكره تضايقه ، إيه هو اللي آلف المكان والناس ووجهها ، وهي اللي وكأنه كبر معها وكأن سنينه السابقة كانت قِبالها
إقترب وجلس على مقربة من بيتهم ولمّ شماغه على وجهه ، بخاطري باللحظة هذي أمنيه
الود وده تتحقق ويبتسم خاطِره ، رفع عينه تِجاه السماء ثم قال بتنهيدة : أحس اني سحابة على متن التمنِي
ومن نزل عيونه وإستقرت على اللي تمشي تجاهه
صد بإبتسامة عذبَة طيبة من طيّب خاطره باللحظة هذي ، والله وتحقق منايا ..


{
سند }

مسكه سند من ياقة ثوبه وسحبه لبرا البيت بدون تفاهم ، حاول يفك نفسه ولكن قبضة سند كانت مُحكمة
وما خفف القبضة إلا نظرات أخوه الصغير الخايفة
فلت يدينه منه وزفر بضيق وهو يرفع رأسه وهو يناظره وقال بإستعجال : ماني جاي أهاجم ولا أنكس رؤوس ولكن إن تطلب الموضوع بيكون هالرأس رأسك ، جاييني علم انك من القطاع اللي هجمو على العز بن راجح
سكت في صدمة وبخوف وهو يناظره بدون ما يتكلم
وسند شدد على كلمته وهو يحاول ما يعصب في وجود أخوه : ليه تغدرون فيه عطني العلم قبل أستجن
ناظره بخوف وهو يمشي خطوتين وحاول يهرب ولكن الفرسان كانو سبّاقين ، إقتربو منه بسرعه وحاوطوه وهو بلّع ريقه وناظرهم بشتات ، تِقدم سند وقال : إقطع الموضوع من آخره يا إبن الديّار
وعطني العلم ، ديرة من صغيرها لكبيرها ناكسين غِترهم والسواد كاسي قلوب قبيلة كاملة قبل ثيابها
والعِلة بين طرف شفاتك ، تكلم قبل أسحب خنجري من جنبِيتي ، وما ألتفت لا لنظرات أخوك ولا لدمعة أمك
ناظره للحظات ثم قطع سكوتك وقال : ما غدِرنا فيه المسافة بِينا وبينه كانت في حدود الثلاثة متر ولا رفعنا عليه خنجر ولا صوبنا عليه مسدس .. لا أنا ولا اللي معي ..
عقد حواجبه سند في حيره : وش أفهم من كلامك؟
عدل ياقِة ثوبه اللي تعطفت من شدّة قبضة سند وقال : الإتفاق كان إننا نكون تمويه ولفت إنتباه للعِز وخويّه ، وأتفقنا ما نرفع في وجه العز خنجر
الغدر كان منكم وفيكم يا قبِيلة الخسوف
إغتاظ سند وإمتلأ حِنق وهيجان ، وشلون يغلط على ديرته وهلها ، ويتهمهم بالغدر وهم في عيونه أساس المرِجلة ، والرجولة تنحني لأشنابهم ، رجع يشد على ياقته وهالمرة يده كانت غليظه وما سِمح لنسمه تمر من حلقه : لا تتهم قبِيلة الشيخ راجح بالخيانة وتغطي على فِعلتكم ورداكم ، إقطع الردى وقِر "انطق" بمكان العز
ضرب بقفى يده مِعصم سند ولما حس سند إنه الأكسجين فقده بشكل كبير أبتعد عنه وناظره بِحدة : إبصم عن الردى "اسكت" وتكلم بالحق.. يوم غدرتو فيه وطاح من ظهر فِرسه وين خذيتوه ؟
انحنى بجسده وصار يتنفس بصعوبه ياخذ شهيق ويزفره بتعب وبعدما ألتقط أنفاسه قال : ما خذِيناه
والكلام اللي قلته والله إني صادِق فيه ، مالحقكم منا ردى ، ونِدكم ماهو بحن ، وإذا على جسد عِزكم فخذاه واحد منهم ولا أدري وين رماه ، ولكن إن بغيت نصِيحة مني .. فدور في الدِيار القريبة
إن ما تركوه زاد للذياب ، فيمكن أجودي لحق عليه ودفنه أو داواه
ضحك سند بسخرية وهو يِصد عنه ويمسح على وجهه ثم ناظر للفرسان : نأخذ النصِيحة من قاطع طريق ، عز الله تشمتت بنا الدنيا يا رجال
ما حد تكلم وسند رفع سبّابته وقال : لأني أبغا أصدق إحساس بداخلي بأطيع وبأسمع ، ولكِن مكانك معروف ، وإن فكرت تشرد أو تختفي فعلى أبواب دياركم فرسان قبيلة الخُسوف
صد عنه ومشى وهو يركب سيارتهم والرجال وراه ، وعلى خُطى النصيحة مشى ، ورجع لنقطة البِداية
لمكان تصاوب العِز وإنهياره ، وقف وهو يدور بعيونه للمكان وأطلق تنهيدة ضايقة وهو يناظِر للأرض والضيقة بلغت فيه ما بلغ : طِحت غدر وماني بيّمك يا عِز ، أشهد إني ضايق ومنِطفي والجرح في جسدك كأنه في قلبي
يالله يارب وأنا على بابك لا تدرني خايب الهقوى
أشر على الطريق وهو يحدد للرجال الطرق اللي يروحون لها ، واللي ينشدون على وجود جثة والا شخص اندفن قريب .. وبأمل ضئيل وجود جريح
شمّرو وطاعو الأمر وإنتشرو مثل ما قال لهم سند
-
-
{
عبد العزيز }

نزل عيونه من السِماء لين أطراف الأرض
ومن إستقرت عيونه على زُولها تبّسم إبتسامةٍ عذبة طيبة من طّيب خاطره ، وبقى مِثل التايه بإقبالها عليه تذكر إن اعذب ما سمعه في العين، والنظرة: ‏لمحت الغيم فيها يوم أنا مثل الظمأ، والبيد/لفحني بردها قلت أقبلت والله يحييها

وكانت أول مرة ترمِي شيلتها وتبعد الردّة وتبان عيُونها ..
أنحنت على بعد خطوات منه وهي تترك الصحن اللي فِيه دلة القهوة وفناجين وقالت : جدِي يقول مِكتفي من القهوة وطالب الراحة ،ويقول الكِيف الليلة بالعصر ذا لحالك ، تعذره وتسامحه
تبّسم عبد العزيز وقال وهو يأشر على مكان قريب منه : ومن اللي قال إن القهوة تطّيب بدون جلاس يطّيبها ؟
عقدت حواجِبها وقالت : تبيني أتقهوى معك !
عبد العزيز سكت وقال : لو من طّيب خاطر فإيه ولو خايفة إقعدي على بعد مترين مني
ناظرته للحظات وناظرت للمكان ، وما أستصعبت جلوسها مثل ما أستصعبِت قربه
ولكنها عاندت عقلها وجلِست ، وعلى مقرِبة منه
تبسّم واخفى إبتسامته وصب لها الفنجان ثم مده ، ولا رفع عينه ، بل رفع كفه وحطه حاجز بين وجهه وبينها ، خايف يتمادى بالنظّر ويطول وهي تعصب وتروح ..




وهي من لمحت حركته ، ضحكت وصدت لايسمعها ولكن ما خفِت ضحكتها على عبد العزيز اللي نزل يده بإحراج ماعاشه من قبل
ناظر لفنجان وشرب قهوته وهو ساكت ، ولما طال الصمت وأحتد ولا عجبها الوضع قالت قاطِعه الصمت بصوتها الهادي : ما أحب الصمت ولا يزهى بقُرب أحد ، ولكِن لو تبيني أسولف لك ماعندي مانع
ما قدر يخفِي إبتسامته من كلامها هو يبيها من الله ولكن وش يقول سولفي علي؟ لذلك ألتزم الصمت لين لبت ندائه بالتخاطُر
قال بعد ما لِزم الدلة وصب فنجان : سوالفك لها كل المرحبا و المسّهلا و الإنصات
تركت الفنجان بعد ما هزتّه معلنه إنها مكتفِيه وخلته على جنب ثم عدلت جلستها وقالِت : بكمل سالِفة سخطِي على المواقِف اللي وصلتني لظهر الناقة
هز رأسه وقال : هلّي عليّ ، وش صار لين سخطتي !
الجادل تنهدت وقالِت : بصراحة كارِهه الديار والقبايِل والمواشي والقرى وحتى الأبواب بهالمكان
ودي أطلع ودي أتحرر ، لأجل أحقق الحِلم وأكمل اللي تمنيته ، ودي إني حمامة لا تثيقل عليها شيء
فردت جناحها وهربت
ودي إني أطير ، لأجل أبتعد عن كل هالمساوىء اللي طالتِني ، سكتت ثم قالت وهي تِتلفت له : المعذرة يالضِيف هليت اللي بقلبِي بدون ما أتحاذِر
لف بنظره لمصدر الصوت وناظر لعيونها .. لهدبها ونظراتها ، هو يحب الديّار ويحب القرى والقبايل والمواشي ! وهي كارهه وساخِطه عليها ، كبير عليه هالكلام ، ولكنه ما عجِز ولا أحتار بل تبّسم وقال : وإذا غيرّنا لأجل رِمشك الديّار ، وبنينا لك ديار تناسب مقامك ، ترضين ؟
سكتت في ذهول من كلامه ولا ردت وهو رجع ظهره لورى ولِزم فنجانه وهو عازِم على تغيير كل شيء لأجلها لأجل ترضى وتبقى ولا تتمنى تطير
نزل فنجانه للصحن وقال وهو يرجع يناظرها بهدوء:أنا من قومٍ يعز عليهم المصارحة بما يمليه الجوف من كلام لكن ، نظرات عيونهم كافية أن تهلّ السبحة !
كانت عيونه بعيونها ف أرتبكت من نظراته ووقفت بسرعه وهي تنصرف من مكانها وهي تمشي بحذر وبخطوات سريعة للبيت ، النظرات والكلام كِثير عليها وجداً
دخلت للبيت وهي تستند على قفى الباب في حيرة وهو باقي على حاله ، يفكر ، ويهوجس
ومِحتار ، وش اللي يبدأ بتغيره لأجل يرضيها ؟
-
-
بالمساء { الجادِل }
لفت الشال على كتفها وطلعت من غُرفتها بعدما عرفت ان البيت خالِي من عبد العزيز
ولما ناظرت لأطراف الصالة لقت جدها جالس بوسطها ويناظر من الدرِيشة اللي متوسطه الصاله
ولاف الغتره على رأسه تبسمت ومشت على عجل
ثم جلست وهي تدخل بحضنه ، وهو من حسّ بوجودها عدل جلسته وتهلل وجهه بفرح
ضحكت وقالت : حرام السنين اللي مرت دون هالحضن ياجد ، لكن شرهاتي على مِساعد اللي حرمني الريحة الطيبة والحضن الدافي
تبّسم في ضيق ومسح على شعرها وهو يداري قلبه بقربها باللحظة هذي ، وش يقول هو ؟
اكثر من عشر سنين لوحده ولحاله ، لا حفيدة ولا ولد ولا سند ! تخلى عن قربها لأنه يبي لها الحياة الطيبَة في حضن شيخ قبيلة
وكيف يوصف شعوره وحفيدته بنت عناد متوسطه حِضنه باللحظة هذي ؟
ما قدر الا انه يصد بوجهه عنها وهو يمسح دمعته اللي نزلت غصب عنه ، لشعوره المهيب اللي يحسه باللحظة هذي ولا قِدر يعبر عنه الا بدموعه ، كان يبكيها من الوحدة اللي عاشها
والحين يبكي لأن بحضنه حفيده !
شهقت بذهول وأبتعدت وهي تمسك يدينها وجهه وتقول بضيق : لا يا ابو عناد ، الدمعة تكسر مجاديف وتهدم جبال على مداها ، وش يبكيك
ابتسم ومسك يدينها وهو يحضنها ، وكان بيتكلم بس لاحظ الخواتم اللي بيدها ، قال : خذيتي أغراض أبوك ؟
ابتسمت بفرحة وهي تلمس الخاتم الكبير عليها واللي مثببته بأوراق ولصق : ايوه ، أحسه معي وعايش شعوري ولحظاتي ، وأحس إن موته كذبه وان السنين الفايته كانت بقربه ، وكل ذا الشعور تمثل في خاتمه ياجد
تنهد عايض وناظرها وهي ابتسمت ورجعت لحضنه وهو بقى يطبطب على ظهرها ، ويناظرها وهو راضيّ على فعلته ، أيقن إن اللي بيسويه عشانها .. تستاهله
لأنها بِنت عناد .. ولأنها الجادِل
-
-
{
نسِـيم }
أخذت شنطتها الصِغيرة وطلعت من غرفتها
ناظرت لهدوء بيتهم بالوقت المتأخر من الليل
ولا أهتمت ، شدّت حجابها وطلعت من البيت
وجلست على حافة صخرة قريبة أشد القرب من بيتهم
ولاحد يطولها ولا يقرب منها أبد
سحبت دفتّرها ، كعادتها في هالوقت من الليل
ان طالت الليالي وان قصرت ، وان كان شتاء يموت برده والا صيف يذوب حرّه ، ما تترك عادتها
دفترها بيدها وقلمها اللي مطرِز عليه إسمها بين أصابعها الصغيره !
ورثّت قُوة الشخصية من راجِح والشِعر من عز ولولا إنها إمراءه لكان راجّح ورث الشيّخة لها بعد عبدالعزيز ، يُضرب بها المثل بالقُوة
قوية وكثِير ، ولا ترضى تنهان أو تِنكسر ،



تِقدمو لها عيال شيوخ من قبائل معروفة ، وعيال تجار وحتى من فرسان ديرتهم .. ولكن الرفض كان سيد الموقف
نسيم من قُوة شخصيتها وجمالها ، ماكانت تبِي رجل ضعيف شخصيه وهي تتشّيخ وتتسيّد عليه لااا ! تبي رجل تصنع شخصيته بنفسها
وتخليه من إنسان عادي لسيد من أسياد القبيلة !
بدأت تخِط بدفترها ما يهب على رأسها من كلام ودواوين ، تكتب وتبتسم وتكمل كِتابة ، الين حست بقطرات المطر تنزل على أطراف دفترها ، قفلته على عجّل منها ، وألتفت حوالينها ووقفت بسرعه
ولكن المطر كان أسرع مِنها وأنهمر بإنهمار شدِيد
لدرجة إنها تِبللت من أعلاها لين أقصاها
سحبت شنطتها بسرعه وركضت لين داخل ولكِنها تعثرت وطاحت على وجهها وامتلأت بالطين بجميع انحاء جسدها
رفعت رأسها على أصوات ماشيه تركض بإتجاهها وأنصدمت عن وجودها باللحظة ذي
وقفت بسرعه وهي تنفض الطين وتحاول تدخل قبل أحد يجي ولكن حست بوجع شديد في رِجلها فأنحنت وهي تمسك رجلها ورفعت عينها على رجل غطى ضوء القمر عنها ، ارتبكت وهو حاول يدنو منها بخوف ولكنها نفضت يدها من يده بعصبيه وتحامّلت على نفسها وتركت كل أشيائها وراها ومشت بخطوات لين داخل البيت ، وتوجهت لغرفتها على طول وهي متضايقة ، بدلت ملابسها على عجل وتنهدت وهي تلف المنشفة على شعرها ، تركت شنطتها وأغراضها وراها ، لازم تطلع من بكرة تدور لها ! غير هذا كله مستغربة من وجود شخص مع مواشيه بالوقت المتأخر وهطول المطر ! ولكنها ما سمحت لتفكيرها يشتد
انحنت برأسها على المخده وغمضت عيونها وهي تتلحف وغطت بنوم عميق
-
-
{
عبد العزيز }
سحب غِترته من على المركى ، وثبت العُصبة على رأسه وبباقيها تلثّم ، ناظر للصالة الخالِية من حِس عايض وعرف إنه للحين نايم
ولأنه طفشان ومّل من الجلسة خصوصاً إنه من الفجر لين الشروق لحاله
فتح الباب وطلع من البيت ، وتِوجه لزريبة الغنم
ناظرها ثم حك طرف عينه ، وهو يفتح لها الباب ويمسك العصا يهشها فيها ، كان بيطلع لوحده
ولكِنه قرر بما إنه بيطلع بالمرة يأخذها معه لأجل يرتاح عايض اليوم
مشى معها وأبتعد عن البيت ، وقّرب من السِدرة إللي أستظل بظِلها ، تذكر كلامها وشكواها للسدرة وإختفائها ، ثم ضحك بخفوت وهو يستند على جذِرها
ولكِنه رفع عينه بدِهشة وهو يشوفها تجلس على مقربه منه
عدل جلسته في إستغراب شديد وناظرها : متى جيتي وكيف !
ضحكت بخفة وقالت : يومنّك تتبعني المرة اللي راحت وما حسيت بك ، هذا شعورِي كان بالضبط وأنا قررت أتبعك بدون ما تحس عليّ
ناظرها للحظة ، ولا تكلم وهي تنهدت وقالت : سمعت باب البيّت إنفتح ، وعرفت إنك طلعت عطيت خبر لجدي عن رعي المواشِي لذلك ماأعترض ولحقتك بكل هدوء ، ضايقة وكنت خايفة أطلع لهالمكان لوحدي وأضيع مثل ذيك الليلة
هز رأسه ولا تِكلم ورجع على نفس جلسته
ويناظر بهدوء ، للسماء ، للشجر ولكل اللي حوله
في صمت ، تضايقت وقالت : أنت طبعك كذا ؟
لف لها بإستغراب : عن أي طبع تتكلمين ؟
الجادِل : إلتزامك الصمت في حُضور شخص حولك ! تحسِسه إن وجوده غير مرغُوب فيه
أبتسم دون ما يتحرك من مكانه ولكنه ألتفت بعيونه وقال : نزار قباني الشاعر الدِمشقي
يقول إن الصمت في حُرم الجمال جمال
وأنا المقولة اللي تدخل مزاجي ونطاق ذائقتي أطبقها ، وهذا سبب سكوتي وصمتي معك ولاهوب طبعي مع غيرك
عضت على شفايفها بحرج من كلامه وصدت بسرعه للجهة الثانية وهي تتتجاهل توترها وتلعب بخاتمها اللي بإصبعها ، بدون ما تتكلم
وهو أبتسم وعدل جلسته وهو يحط يدينه على فخذه ويقول : دام ماهو بعاجبك صمتي ، وش ودك أحكي وأقول ؟
رفعت كتوفها بعدم معرفة : ما أعرف ، أي شيء ما أعرف أحد هنا ولا تعرفت على أحد ، وجدي طبعه سكوتي ولا يحب كثر الحكي
أبتسم : زين يعني لجئتي لي
ناظرته وسكتت وهو أتسعت إبتسامته وقال : زين سالفتي اللي أتباهى وبها وبتباهى ، سالفِة راجح والمزن
ناظرته بإستغراب وهو أردف وقال وهو يناظرها : مختصرها .. سبع سنين تعذب بسبب نظرة ولمحة من طرف شعرها لقاها بنجد
ببيت أحد الشيوخ ، ولكِنه كان يجهل من هي بنته ولا عرف وشلون يوصل لها ، بات بنجد شهر كامل لأجلها بذيك الايام ولكنه ما لمحها مره ثانية خلال الشهر ، رجع للجنوب متضايق وتعيس على ضياعها من يده ، وخلال هالفترة صار ثأر بينهم وبين قبيلة ثانية ، ولا راح يتم الصلح الا بزواجه ببنت الشيخ
لبّى طلب أبوه منكسر ، ورغم زواجه بقى فكره بوسط نظره ، وبقى عايش سنتين في عيونها بذيك اللحظة ، رجع لنجد محاول يلقاها ورجع لنفس المكان ولكن هيهاات ورجع للجنوب خايب للمره الثانية ، وبخلال السنة الثالثة صارت الملحمة الثانية بين أبوه وشيخ القبيلة الثانية ..


وطاحت برأسه للمرة الثانية ، وكان الضحية اللي المفروض يجبر الكسور بين القبيليتين ، ماكان شماعّة الذنوب للقبيلة الا هو ولا سِخط ولا تجبر ، لأنه يحب أبوه لأنه موقن إنه الخليفة لأبوه ، ولو إنه بيصير الشيخ لازم يوسع صدره لحمل كل حمول القرية
لكل اللي بيصير ، ولكل سوء ، لازم يهيىء نفسه ويصير مثل البئر اللي يمتلأ ويفيض
رضى ومرت الثلاث سنين هادية ، كان يتناساها وإذا سرح يرجعه عقله لواقعه ، صار عنده ولد بعمر الاربع سنين وولد بعمر السنة وبنت بنفس عمر الولد ، وصار إجتماع الشيوخ بقلب نجد للمرة الأولى ، لبّى وشد رِحاله وقلبه بين يدينه
رايح للديار اللي لقاها فيه واللي حاول يتناسى عيونها لست سنين ، ومن إنتهى من الإجتماع لبس مشلِحه وأستأذن خارج من المجلس وبخروجه لاحظ اللي لافيّه من جنبه داخله للبيت
وقف مكانه وتوقف الزمن بلهفة ، ولفحة الهواء اللي مرت بمرورها أحيت مشاعر كان يظن إنها ماتت
عرفها من أهدابها وعيونها ، وتهلل وجه وأمتلا فرح ورضا ، ما ترك لها فرصة عشان تضيع من يده مرة ثانية ! لحقها على عجل وقال : يا بنت الأجواد
لفت مستغربه لندائه وعرفت إنه موجه لها لخلو المكان من أحد غيرها وغيره ماردت وبقت منتظره
وهو قال : دخيل الله ، أنتي بنت من ؟ لفخذ من تنتمين ، ودخيلش لا تكسرين المجاديف وتقولين إنش مخطوبة والا متزوجة ، ماودي الليلة أدعي على أحد
كانت منذهلة ومندهشة ، من كلامه ومن حضوره ومن جراءته معها ، حسبته قليل أصل أو خبل أو منتهي عقله ، ولكن شلون يكون ذا كله بوجوده في مكان الشيوخ !
كان مسترسل معها ومنفعل لأنه عاش معها بقلبه لست سنين ، متعود عليها
لفت على صوت أبوها اللي قال : المزن !
ناظرته ومشت بخطوات سريعه وهي توقف وراه : هلا يبه
وراجح زادت دقات قلبه من سمع إسمها ، إي والله ما كذبت يا أبوها ، ماكانت الا مثل المزن !
إقترب منها أبوه وقال : عسى ما شر يا شيخ راجِح
أبتسم راجح وقال : مابه شر ، ولا هو حوالينا ولا له قرب مننا ولكن به خير
قال ابوها : أنااشهد ، مابه شر بحضورك
ضحك راجح في فرح وقال : وإن كان ذا ظنك بي فأنا رايح للجنوب لبضع أيام وراجع لأجل الخير يعم قلبي وداري
عقد حواجبها أبوها ثم ناظره بإستغراب وراجح قال : عرفت مكانك وبيتك ، وأنا لي ست سنين أدوره ، ولكن هالمرة حفظته بوسط عقلي
ماني بمطول ، ولكن إن كانك تبي خطبتنا تصير الليلة فأنا راضي لو هي راضية
أبوها منلخم من كلام راجح ومنصدم بنفس الوقت ، خطب ورضى وعقد النية لحاله ، ولكنه رغم ذا ما أعترض ، أستانس وفرح
لأنه وإن دور لبنته بين جموع الشيوخ كلهم ، مالقى مثل راجح بشهادة الجميع
رضى أبوها وأعطى راجح الموافقة وهو من رجع الجنوب وفتح الموضوع مع أبوه وأمه ، أنجنو
وعصبو من مبادرته ، بل تجبرت أمه بسخط وشلون يتزوج على بنات القبايل ؟ ويجيب بنت ماهي من فخذهم ولا من شرواههم !
إمتلأ قلب راجح ضيق وحزن ونبت الشيّب على لسانه وهو يقنعهم ولكنّ الرفض كان لا مجال منه !
من عرفو زوجاته بقراره أعلنو الزعل عليه والسخط ورجعو لديارهم وقامو الشيوخ عليه ، ملأت الضيقة حياته وأكتسى بالحزن في ظل نفور الكل منه وسخطهم عليه بسبب شعوره ، ما يدرون بالنار اللي بقلبه من ست سنين ! وناوين يشبونها عليه أكثر ، مرت عشره أشهر على غيابه عن المزن ونجد ووعده لها
ومن بعد هالعشرة أشهر ، زلزلهم بقراره بإنه بيتزوجها رضو والا مارضو ، وانها ان ماكانت حليله له ماراح تكون لغيره
وان الشهور اللي قضاها يطلب رضاهم كانت من طيب أصله ، ولكن نقطة في اخر السطر لقرارتكم
والحين جاء دوري ارفع صوتي ، أرسل للشيوخ رسائل مكتوب بها بصريح العبارة " من راجح شيخ قبيلة الخُسوف الى جد ولديّ
بعد السلام أقول ، لين غروب شمس بكرة إن ما حضرت زوجتي وعيالي ، يشهد الله إنها تحرم علي وإن رجلي ما تطول دياركم أبد ، مهب بأنتو اللي تقررون عني ، والسلام مسك الختام "
وفعلاً ما غربت الشمس الا وحضرو في خوف
ومن وصلو لبيته ، ركب وأنطلق لنجد على خوف وفي عجل ، بأنها تكون راحت من بين يدينه
ومن وصل لديارها وقصد بيت أبوها وطلع له أخوها الصغير سأله عن أبوه وطلع له ضايق على تأخيره وساخط عليها ، ولكن ليّن راجح قلبه بحُلو الكلام
ومن تم الزواج ودخل عليها ، وناظر لعيونها وهي حلاله ، نسى كل العذاب والسنين الماضية
وحلف إنها تهون لأجل ذي النظرة ، ورجع للجنوب معها تضايقو منه هله ولكنه ما عبرهم
لأن السعادة اللي كان عايشها معها كانت مرضيته للحد اللي كان مكتفي فيها ، ولكنه ان ماعرف يعدل بالشعور فعدل بالحقوق"
الجادل كانت مستمعه بجميع حواسها ، ومندمجة اشد الإندماج للقصة ، جذبتها وكثير وعاشت تفاصيلها من شرح عبد العزيز لها ،



ناظرت بربكة لإبتسامته ونظرته يوم قال : مقصدي بالحكي إني كنت أضحك في حيرة من راجح ، وأحس بمبالغه شديده يوم يقول انه عاش داخل نظره ست سنين كاملة ، شيء جنوني ويصعب على العقل التصديق
ولا صدقت ، ولا طرأ على بالي التصديق وكل ما تنحكِي السالفة ، يعلى صوتي بضحكه وعدم تصديق لتهويل الأمور
ولكّني من شهر ، تحولت ضحكاتي الساخرة لضحكة راضِية ومقتنعة ، وكلمة راجح تجبرت برأسي
مقولته اللي تقول "عِشت بنظرها " صدقتها ولا عاد لمته على الشعور اللي إستقر بقلبه بسبب لمحه ، وعلى السنين اللي ضاعت وهو يدور عليها ويفتش عليها بين كل شعور بقلبه ، عرفت اني كنت غشيم بهالامور ، وحكمي عليها قبل اعيشها كان من جهلي بها ولكني فقهتها الحين
كان يناظرها بتأمل وما حكى هالحكاية الا لأجل يوصل للشطر الأخير لأجل يبين لها وش صار بقلبه ووش تفجر دمرت منطق عز من ساسه وبنت على حطامه منطق جديد بنظره من عيونها هي
٠
٠
{
سند }
أنحنى بتعب وهو يثبت كفينه على ركبته ويتنفس ، مشى على رجوله طوال الليل
تارك السيارة خلفه ، لأن السياره ما رضت تدخل له ببعض الطُرق
مر على بعض القرى بطريقه ولكن النفي كان سيد الموقف ، ارتاح على ظهر شجرة وهو يناظر للطريق ثم تنهد وهو يلم يدينه لبعضها من شِدة البرد
وكمل وهو يدعي ويسبّح في ضيق ، ومتفائل لسبب يجهله
ناظر للماشيه اللي ترعى وتأملها للحظات ، وبعد ما جمع طاقته قرر يمشي لهم ويسالهم وإقترب بحذر وهو صاد عن راعيّها واللي جنبه قال وهو يناظر للأرض : يا أهل الخيَر
وقف وهو ينفض التراب عن ثوبه وإقترب وهو يناظره ثم أبتسم بخفوت قال كاتم ضحكته : تفضل يالطيَب
سند : وين دياركم ، قريبة من هنا ؟
هز رأسه بإيجاب : اي بالله قريبة ، لكن وش بغيت؟
سند : بغيت أعرف عن موتاكم قبل شهر ، والا مصابينكم
ضحك وقال : وش تبي بمصابيّنا ؟؟ سند سكت ثم : أدور على خويّ ، له حول الشهر مختفي مصاب كان او ميّت ، أبي أوصل له مشيت للديار اللي حولكم كلها ، ولا لقيته مصاب ولا ميت لو أنت خابر أو شفت وسمعت ، أو حتى حد من قريتك ، فدلني تكفى
عقد حواجبه وقال : وش تبي فيه وهو ميّت ، ساري من ديارك لين هنا تدور على جثته!
سند كتف يدينه وناظره بحده : إيوه ، لو أن ما بقى من جسده الا ظفر ، بحفر الأرض لين القى هالظفر ، ان كانك تدري عنه او عندك خبر فقول
وان تبي تضحك عليّ وعلى اخوتي ، فباقي لي ديار ثانيه أمر عليها
قال وهو يناظره : طيب خويّك ذا ، يستاهل اللي قاعد تسويه ؟
هز رأسه بإيجاب : يستاهل اني أشلع له قلبي من صدري وأقدمه له هدية ، يستاهل اني أمشي حافي بطريق مليان شوك
أبتسم وقال : طيب تغليه ؟ واذا ايه قد ايش ؟
رفع حاجبه بإستنكار شديد وقال وهو يمشي عنه : أسئلتك بدأت تضرب ع الوتر اللي في رأسي إن كان ماعندك علم فلا تقطع علي وقتي
ناظره واستوقفه : طيب جاوبني عشان اقولك
رجع سند خطوة لورى بسرعه : يعني تعرف ؟ اجل ايه اغليه واغلي محبينه واغلي كل اللي يغليهم ولكن جاوبني ، مر عليكم مصاب والا مريض والا حتى ميت غريب عنكم ؟ انا في رجاك يالطيب اقصر الكلام وعطني الزبدة يشهد الله ان الدم تجمد في عروقي ورجولي معاد شالتني
فتح لثمته وناظره وهو يضحك في خفوت : تغليه لدرجه انك نسيت صوته يا سندي؟
رجع بخطوات مصدومة لورى وأرتجفت كل خليه بجسده وهو يجمع كفينه لبعض ويردد في هلع : يا محي العظام وهي رميم .
الجادِل وقفت في فزع من خطوات عبد العزيز السريعه تجاه الرجل وناظرته وهو يوقف قِدامه
عبد العزيز رمى الغتره من على وجهه ووقف قدام سند وهو يمسك كتوفه : سند ، وش صاير وش صابك ، رفع يدينه على رأسه وبدا يقرا المعوذات بخوف شديد من اللي قاعد يصير لسند
ولكن سند بعد يدينه عنه بسرعه ورجع لورى أكثر ، ثم بعد لحظات صد عنه وقفى وهو يعطيه ظهره
وصار يتنفس بسرعه ، رفع يدينه المرتجفة وغطى وجهه وبكى بصمت ، ولكن بكاءه كان من فرح وعدم تصديق
عبد العزيز بينجن من الحاله اللي يشوف سند فيها
اقترب وهو يضمه من ورى ويطبطب على ظهره : وش صاير يا سندي وعظامي ، وش صاير ؟
لف سند له وهو يبوس رأسه ويضمه وكأنه بيدخله بضلوعه من عدم تصديقه : ما صدقت والله
الشك كان بقلبي مرتمي ، وما هنالي التصديق وشلون اصدق انك فارقتنا بالطريقة الشنيعه ذيك ؟ الحمد لله الحمد لله يارب
عقد حواجبه ولكنه ما تكلم وبقى ضام سند في استغراب شديد ثم تنهد وابتعد عنه وناظر لدموعه اللي ملّت وجهه : لا ماتهون هالدموع ! والله ماتهون
سند ابتسم ورفع كفه وهو يمسحها بعجل : دموع فرح وعدم تصديق ، دموع لقيااك
عبد العزيز ناظره وما تكلم وسند اردف : كنا نظنك ميت ، حتى عزاك شيدّناه وقبرك بكيت عليه ..

عقد حواجبه بحيرة وضحك بعدم تصديق : شيدتو عزايّ ؟ وبكيتو على قبر خالي مني ؟ ياكبرها عند الله يا الخُسوف
سند مسك يدينه : لا تشره ، من شّافو جدِيلة راجعه بدونك وظهرها مليان بدمك صدقو
سكت وهو يغمض عيونه بصدمة من اللي قاعد يصير ، يعني هله وقبيلته كانو يظنو انه ميت طول فترة تواجده هنا ؟ فتح عيونه على عجل وبخوف شديد : المزن ؟ لا يارب ، ذاقت الضيم الفترة الماضية بسببي
هز راسه بضيق : خبر وفاتك أعلنه سعود بالمحطة ، ومن بعدها رجعت جدِيلة ورجعت أنا دونك وتأكد الخبر ان القطاع غدرو بك ! وان جثتك كلتها الذياب
عبد العزيز ضحك وهو يفلت يدينه ويمسح وجهه : وأخوي اللي أعلن خبر وفاتي ، وش صابكم أنتو راح عِز وأستجنيتو ؟؟ مابقى احد صاحي فيكم
سند تنهد : خلها على ربك ، خلها على ربك تكفى وخلني أستلذ بشوفتك ، يعلم الله ان كان كبدي مقطوعه وقلبي ماعرف طعم الفرح من سمعت الخبر ، تكفى آجل شرهتك وخلني اعيش فرحتي
ناظره عبد العزيز للحظات ثم تنهد وربت على كتفه ثم ابتسم وهو يقول : زين ، تعال يالله
لف على طول للجادِل اللي صاده عنهم وعليها الفروة اللي من رماها لها عشان تتغطى بها لما لمح سند ..
اقترب منها وهو يقول : صاحبّي وخوييّ جاي ، علي منقود لو قلطته ببيتكم ؟
ناظرته وأردفت : بيتنا صار بيتك ، ولا عادك بضيف !
ابتسم بخفوت و لف وقال : انا بمشي معه ، وأنتي أمشي ورانا !
فهمت مقصده بمشيّها وراهم بحيث ما تستحي او تخاف وهزت رأسها بإيجاب ، وفعلاً مشى عبد العزيز وسند وهي من خلفهم ،تفكر بإستغراب شديد
ما حضرها كلامهم ، ولا وش يقولون
ولكن ماغاب عن عينها دموع صديقه ، ولا عصبية عبد العزيز اللي لاول مره تشهد عليها ، ولا نظرات عيونهم ، ولا لمعة الحزن بعيون عبدالعزيز تنهدت ثم رفعت عيونها وناظرت لسند اللي متكاتف مع عبدالعزيز ويمشي وكأنه يترنح من شده فرحته
-
-
{
جسّار }

جالس على حافه الصخرة ، عصاته جنبه ومتدفي بكوت أسود كبير ، يحميه من برد الجنوب في عِز الشتاء ، الشنطة جنبه ، والدفتر بيده والقلم يلعب به بين أصابعه ويقرأ إسمها اللي منحوته عليه ويبتسم " نسيم بنت راجح " عرف إنها بنت الشيخ
ولكن اللي يجهله وش تسوي بهالوقت المتأخر من الليل ؟ كان يقلب دفتر أشعارها ويقراه بتأني وبذهول ، الشعر كان موزون وكل بيت يقول الزود عندي
رفع عيونه على وصول أخوه ، فدّخل القلم داخل الدفتر وغطاه برجله
جلس جنبه وقال وهو يتنهد : من الصباح وانتي طالع ، هذا وراعي المواشِي عمك وأنت راعي عنده
أجل لو هو غريب !
جسار : خلها على ربك ، هذا قوت يومنا واللي لازم نسعى له
ضحك : زين زين ، ولكن تعرف بنت الشيخ اللي حكيت لك عنها ؟
جسار قفل اذنه وقال : تكفى ارفع علومك عن بنات الخلق
ناظره بطرف عينه : يعني اسمك وأنت عكسه لاحولك جساره ولا شجاعه ، ومن ناحيه الكرم ماعندك شيء تتكرم به تبي تسوي فيها الحين المغوّار اللي يترفع عن خلق الله؟ ترى الرجال يدورون لبناتهم الشجاع وإن ماكان شجاع فكريم ، وانت لا ذا ولا ذا
جسار : ولو إني جبان وماعندي شيء اقدمه فاخلاقي تكفي
ضحك : اقول البخ "انطم" بس ! وقل لي من الآخر تبيها والا لا !
تنهد جسّار وقال في ضيم : رفضت عيال الشيوخ وأسياد وعيال تجار ، ظنك بترضى بجسّار الراعي !
نطق بتأفف : إزهلها يا رجل ، أنت عطني علمك وبس
ناظره للحظات ثم هز رأسه بإيجاب وهو ابتسم : زين ، يالله أستأذن
جسار ناظره لين قفى ثم تنهد وهو يسند رأسه على طرف الصخرة وهو يتنهد..
.
.
- {
سند وعبد العزيز }

جالس بمكان قُرب بيت عايض ، وعبدالعزيز مرتكي على المركى وساند ظهره على الجدر
يسمع لكلام سند اللي ما خارجه أبداً ولا عجبه ، وبباله كثير إستفهامات وأسئلة
من إعلانه لخبر موته ، للي وصل الخبر للمحطة لشعور سعود واعلانه لخبر موت أخوه ! لرِضا راجح بسهولة عن خبر موته ، لكلام قاطِع الطريق عن ان الغدر من الخُسوف
قال سند مِتنهد : تراكِمت كثير أمور على الخُسوف بخبر موتك ، عز الله إنها أكتست بالسواد
ناظره عبد العزيز بنظره مضطربة وقال : ولو ، مفروض تحريتو عن الخبر قبل تأكدونه ولكني ماني شاره لان جدِيلة رجعت
سند عدل جلسته وقال : وش قولك عن كلام قاطع الطريق ؟ أنا صدقت من لمحتك الغدر مِننا ، وخايف كثير من شعور في خاطري
عقد حواجبه وقال : وش هالشعور !
سكت للحظات ثم قال : تعرف ان خبر انك بتكون خليفة لراجح معقود بلسان كل شخص بالديّرة وكلام إنك أصغرهم ومتسّيدهم بعزك قوي على أخوانك ، خايف إنهم طاعو الشيطان ورضـ...
قاطعه عبد العزيز بعصبيه شديده من تفكير سند وقال وهو يناظره بضيق : إرفع علومك يا سند تكفى وعن الخطأ بظهور أخواني ، هذول ‏مو بس اخواني.. ذولا عظامي لا عيّت تاقف عظامي ..




تنهد سند وجمع كفوفه ورفعه وهو يمسح وجهه ، كان يدري ان الرد بيكون بالطريقة هذي ، ولكن كان يحس انه حق عليه يبوح باللي بداخله نزل كفوفه وقال : وش بتسوي ؟ وش خطوتك الجاية ؟
عبد العزيز : ما يبي لها تفكير ، راجع بكره الصبح لحضن المزن ، كل ما أفكر عن الضيق اللي تسببت لها فيه ، يكسيني الموت يا سند ، تعرف وش يعني يكسيني الموت ؟
رفع رأسه على حضور عايض وبيده الدلة والثانية الصحن والفناجين ، وجلس جنب عبد العزيز وهو يمد القهوه لسند ، كان حاضِر كل الكلام ولا طافه الا عتاب عبد العزيز لسند ، قال بإعتراض : رجوعك هاللحظة خطأ
عبد العزيز قال بإستغراب : وليه خطأ ، وأمي !
عايض : اللي غدر بك للحين مجهول يا عز ، وش يضمن لك ما يغدر بك مره ثانية بأول رجوعك وتعيش أمك الفقد مرتين ! اذا على خوفك عليها ، يرجع خويك بكره ويعطيها هي بس خبر إنكاره لموتك ، ويتقصى عن غدّارك ويسأل ويتخبر قبل ترجع
تنهد عبد العزيز وسند أردف : كلام الرجل الطيب عين العقل ، انا راجع بكرة لأجل أمك وبطيّب خاطرها على لسانك ، وأنت خلك هنا لموعد رجوعي الثاني
سكت وناظرهم بحيرة وعدم إقتناع ، اللي غدر به لو كان كفو كان جاءه من قدامه ولكنه أيقن انه رخمه لذلك ما هز له شعره ، اللي شاب اللهب في صدره المزن .. وهو اللي يدري وش عزيز عند المزن
ربت عايض على كتف عبد العزيز لما لمح الضيق على وجهه وقال بتطيب خاطر : ماعليك هونّها وتهون يا عز
وبعد الفراق ذا لقى يطيب خاطرك ان شاء الله
هز راسه بإمتنان وعايض رفع رأسه لسند وقال : مبيّتك الليلة وممساك عندنا ، حياك الله وأعذرنا
أنحرج سند وعبد العزيز ابتسم وناظره : الله يقدرني على رد الجمّيل يا أبو عناد
سند أردف : الله يقدرنا كلنا ، الله يقدر القبيلة كلها على إكرامكً ورد الجميل بضعفه أنت ما تدري من أويت ومن عالجت
ناظره عبد العزيز بحرج وهو اللي ما يحب أحد يمدحه وقال : خلنا عن هالحكي ماهو بوقته
عايض ابتسم : انا في شهر عرفته وأغليته كاني أغلي ولدي ، ما ألومكم لا بنيتو قبوركم جنب قبره
رفع يده لرأسه وحرك شعره وهو يصد عنهم وتعالت ضحكة سند : هذا عز لانحرج يلعب بشعره ويصد
قال وهو يناظرهم ويبي يغير السالفة : الغيبة اللي غبتها خلتني أشتاق لمواويلك
ضحك سند وقرطب أصابعه وهو يقول : مالك بالشوق لها لأنها حزينه وما أشلها بصوتي الا ودموعي تسابقها
ناظره عبد العزيز بضيق وعايض قال مُلطف للجو : واليوم إجتمعت مع فرحتك ، نستاهل شيء فرايحي ويطيب الخاطر والا لا يا عز
هز رأسه عبد العزيز وسند أبتسم : زين تستاهلونه ولكن عودي ماهو بمعي
عبد العزيز قال : صوتك يكفي يا رجال ، خل التغليّ وأخلص علينا
ضحك : طيب على خشمي
سكت شوي ثم قال " اللي سرى ليلة الجمعة وعلى وله
عز الله أن ليلة فراقه دروس وعبر
الله يسهل خطى رجله ويغفر خطاه
من يوم شفته وأنا داري ان عنده خبر
-

{
الجادِل }

كانت واقفه بدريشة غرفتها اللي تِطل على جلستهم وحضرت كل كلامهم وكأنها بوسطهم من زود طفشها جلست تسمع ، ولكِن الدهشة ماليتها من اللي قعدت تسمعه ، بقت تتسائل عبد العزيز وش هو بالنسبة لهم، ليّه يغلونه كل هالغلا ؟
يدها على قلبها اللي زادت نبضاته من سمعت قراره بالرجوع ، حست بخوف وربكة وشدت على قبضة يدها الثانية بإرتباك ، ومن سمعت كلام جدها ورد عبدالعزيز عليه أرخت قبّضتها براحة وتنهدت وهي تتنفس الصُعداء ، تعودت عليه وعلى وجوده هِنا
وشلون بتتعود على بُعده !
خلّت دريشتها مفتوحة وأستندت برأسها على الجدر وهي توقف على قفى الجدار لما سمعت صوت خويّه يشل البيتين بصوت أشبه للحزين
أوجعها قلبها للحظة ، لسبب تجهله
ولسبب تِخافه كثير وتهابه ، ما حست بهالشعور في فراق الديار اللي بقت محتميه فيه عمرها كله ، الحين ليه تحس بهالشعور لأنه ممكن يجي يوم ويفارقها ؟
كانت صغيره ، تجهل المشاعر الغريبة اللي تجتاحها
تجهل انه ممكن شخص يصير الدار والديّار والوطن والشعب !

-
{
راجح }

ناظر لإسطبل جدِيلة وأقترب منها وهو يمسح على شعرها في ضيق واجم ، ثم يبتسم بين تارة وأخرى اذا حضرته ذكريات عز وهو يخيّل عليها
التفت لما سمع صوت خطوات أمه المتقدمة نحوه واقترب منها هو يقبل رأسها بإحترام
أبتسمت وهي تنحني وتقطف من الرِيحان اللي مالي المكان قرب الإسطبل وقربته لخشمها وهي تشمه وتبتسم : تدري ان ولدك زارع هالريحان كله تطّيب خاطر لي ؟ لأنه يظن إنه قسى معي بكلامه حتى بإعتذاره وبتنازلاته عزيز ومحد بيجي قده
تنهد بضيق وهو يصد عنها وهي أردفت : ولكن عندك اثنين غيره ! رجال من ظهرك ويسوون قبيلة وتأجيلك لموضوع الخليفة مهوب من صالح أحد أنت تدري إن أبوك ولاك الشيخه وأنت في عمر العشرين .



راجح ناظرها وقال : أنا وحيد أبوي يا يمه ، ومصيرها بتكون لي
حكمة : وبكرك واضح من هو ؟ ما يحتاج جدال وخصمة " وهواش"
راجح : يا يمه دخيل راسش ، أعرف وش الموال اللي تبين تغنينه ، ولكني ماني بجاهل بأمور عيالي وشخصياتهم ، يايمه مقاس كتفي ما يساوي كتوفهم والحِمل اللي عليه ماكان يقدر يشيله الا عِز
حكمة : حتى أنا خابره اللي بتفكر فيه ، وكنت معك وفي صفك ، ولكن عز راح ، والقبيلة ماراح توقف على موت أحد
تنهد راجح ومسح على وجهه : بعدين يمه طالبش وتكفين ، خليني الليلة ما أفكر بالأمور هذي للحين أنعي قلبي في فقيدي وتبوني أفكر في الخليفة والشيخة !
حكمة : لا وأنا أمك لزوم تفكر ، أنت اللي تدري إن القبيلة وأمورها تجي قبلك وقبل حزنك
ناظرها بضيق ثم هز رأسه : ابشري وعلى خشمي وماني بطالع عن شورش أبد ، والكلام بفكر فيه
والبِكر هو الخلِيفة ولكن ماهو بالحين الحكم
ابتسمت له وهو تنهد ومشى داخل لجناحه وهي التفتت لفهيّد ونعمة اللي واقفين على مقربه منهم واول ما قفى راجح مشو لها على عجل
نعمة : هاه يا عمة ؟ وش قال بشري تكفين
ابتسمت : مختصر الكلام اللي دار واللي قاله ان البكر هو الخليفة
لفت بفرحة لفهيد وقالت وهي تربت على كتفه : ايوه هذا الحكا اللي نبي نسمعه من البداية وهذا اللي نبيه من البداية
ضحك فهيّد بتنهيدة : واخيرا ، حرام ان الفرحة منطفية بسبب اللاشيء
لف لأمه وباس رأسها : الفضل كله لك يا بنت شيخ وزوجة شيخ وام شيخ
٠
٠
{
عبد العزيز }

إقتلب للجهة الثانية وهو يطقطق أصابعه ببعض ، فتح عيونه لما حس إنه شِبع نوم وبدأ يرمش بهدوء
يوم أستوعب نظرات سند وجلسته اللي كان حاط يده تحت ذِقنه ومستند على يده الثانيه تحت رأسه ويتأملها ، رفع رجله بسرعه ودفه بها : بلا في شكلك وش تبي أنت
ضحك سند وهو يحط يده على بطنه بوجع : وش عندك ، عيوني ونظراتي أوزعها للمكان اللي أبيه
عدل جلسته وهو يفرك عيونه : والله عيونك خلها تلتزم حدها قبل أنخشها لك !
سند مستمر بضحكه وعبد العزيز رفع سبابته وهو يأشر بها على فمه : اص ياصجه " يا مزعج " ما حنا في بيتي ولا حنا ف بيتك ، لا تزعج العرب
حط يده على فمه وعدل جلسته وهو يناظر عبد العزيز وهو يرمش لعبدالعزيز ببراءه
رفع المركى ورماه على وجهه وسند خذاه بيدينه وهو كاتم ضحكته : يارجل ، أنت لو تحس باللي كنت أحس فيه لشهر كامل ، حرام حرم الدم لتحنط نفسك وتخليني أتأمل شوفتك ع راحتي !
رفع حاجبه بضحكة : يارجل ، والله أكتشفت إنك تغليني وجدا
سند : أنا ما أغليك وبس أنا أبيع عمّري كله لصديقي اللي شال عن قلبي الليالي الصلفّه والأيام الشينه اللي شال ثقل كتوفي وحطها بنص قلبه هذا الصديق ينشرى وانا اشري " فيّ" والله ثلاث
أبتسم من طيّب خاطر لردّه اللي أسعده ولا هو بعز اللي يُلجم بالرد لذلك قال بإبتسامةٍ عذبة : يازيني يا عزيز وانا مستأمن بأن لي ظهر مايخلّي الليالي السود تضيمني وتشرب من دمي عذبٍ ولا تمدحه، يازيني وأنا كل مامرّتني بقعا لفيت ورا أتأكد اذا ذراك موجود أو لا وعقبها أستأمن، أتطمن
تنهد وناظر لسند براحة: ياللي تمسح شقاي كل ما حط الزمن دوبهُ ودوبي ‏والله لا ذكرت أنك وراي أحس أن الكون كله وسط ثوبي
تبّسم سند ووقف بتثاقُل وهو يناظر من الدريشة ثم قال : صلاتنا هنا ؟ والا به مسجد قريب ؟
وقف وهو يناظره : لا بالله مسجد القرية قريب من هنا وصلاتنا هناك
سكت سند وناظر عبد العزيز وقال : تصدق وش تذكرت
عبد العزيز بإستغراب : وش ؟
سند تنهد بضحكة وقال : دائماً صلاتي تكون بالمسجد اللي قريب من بيتها ، وتارك المسجد اللي ورى بيتي
ناظره : وليه المشوّرة ؟ ترا الأجر نفسه
ضحك وهو يحرك شعره : أصلي في المسجد اللي قريب من بيتها و أتحفا العوَد لعلّ ابوها على فنجال يعزم و أتمم له
دفّه عبد العزيز وهو يهز رأسه بآسى : خلنا واقعبين ، أبو ساجّي يعزمك على فنجان قهوة ، بتقوم القيامة
ناظره بتنهيده : تكفى لا تزيّدها ترا هالابو ساجَي لو ماهو بأبوها كان صارت علوم
أستغرب : وليه ؟
سند ناظر لعايض اللي طلع من غرفته ولابس جاكيته الأسود وهمس لعبدالعزيز: لا رجعت علمتك
عايض تقدم صوبهم : للمسجد ؟
هز رأسه عبدالعزيز بإيجاب : الله الله ، بعد ربع ساعه بيأذن الفجر
عايض : الله يقويكم ، يالله مشينا أجل
مشى عايض قبلهم وهم لحقوه ساكتين
بعد ما أشرقت الشمّس وقف وهو يصد بيده عن نورها ويناظر لعبدالعزيز اللي يناظره : شمسكم ماهي تشرق مثل شروقي ، موجعة وحارقة
ضحك وهو يرمي عليه الغتره : هذا جاهي تكفى الا بالع لسانك ، والله اني منتظر متى بتتكلم ولكن هاه ، حدّك الا شمس الجنوب تراها حنونه ومتخفيه بثوب البرد هالأيام
أبتسم وهو يمسك الغتره ويحبّها ثم مدها له : جاهيّك غالي ولا ترميه على أي شخص ..


عبدالعزيز : لكنك منت بأي شخص ، أنت أنا يا رجل
سند ناظره بطرف عينه وعبد العزيز ضحك
ولفو على عايض اللي دخل وبيده صينيه الفطور إستلمها سند منه ، ونزلها وبدؤو يفطرون في هدوء
وبعدما أنتهو من الفطور ، شدّ سند عزيمته وسلم على عايض وطلع معه عبد العزيز يوصله للمكان اللي لقاه فيه رغم انهم وقفو بجنب مزرعة جنبهم وبعدما وصلو
مشى خطوتين وهو مقفي به ثم لف سند وقال : خايف إني في حلم ، وأرجع أجر خيباتي ما ودي أقفي بك ، خايف ألتفت مرة ثانية وتختفي عن ناظري
تنهد عبد العزيز بضيق على الحاله اللي وصل لها خويّه بسببه ومسح على وجهه ثم نزل كفينه وأبتسم وهو يقترب منه ويربت على كتفه : أنا هنا ، طمّن قلب المزن وأرجع وبتلقاني ، منت بحلم ولاني مختفي ولحد بيقدر يأخذ هالروح الا باريّها
توكل على الله وأنت متطمن وأنا أخوك
أبتسم سند وتنهد براحة ثم ناظره للحظات
وبعدها هز رأسه ومشى راجح للديرة
تنهد بعمق ولما أختفى سند عن ناظره
لف ورجع للقرية اللي بها بيت عايض

-
{
الجادِل }

كانت جالسه بالصالة ويدها على خدها تناظر جدها بطفش ، أمس كله كانو مع خويّ عبد العزيز ولولا انها ماسكه نفسها عنه كان قامت تهاوشه
سحب عليها الجو وزاد طفشها طفش
وقفت وهي تناظر لجدها : متى الله نغير الروتين؟ وش هالجلسة بالضحى بدون شغل وبدون شيء يطيب الخاطر ملّيت
رفع عيونه عايض وناظر لها بطرف عينه : تفضلي الزريبة قدامش خذيهم وهجي
ناظرته بتردد ثم تبسمت وهزت رأسها بطيب
وهو انصدم منها ، متى تقبلت هالحياة؟
دخلت بسرعة لغرفتها ، وأخذت نقابها وعبايتها
لبستهم على عجل ومشت للباب وهي تقول لجدها : يالله بطلع معهم أنا
عايض : زين وانتبهي لا تضيعين !
الجادل : لا تخاف وان ضعت فيه من يدلّني
فتحت الباب وناظرت لجدها بإبتسامة ثم لفت ناحِية الباب ، وناظرت له يمشي بإتجاه البيت ويدينه في جيبه ، وعاصِب غترته ويناظر بلامبالاه
ضحكت وهي تلف لجدها : ياجد القمر على الباب نّور قناديله ياجد ، أرد الباب والا أنادي له؟
لف لها عايض : من هو اللي لافيّ صوبنا ؟
تقروشت ولفت له : ولاحد ، كلام قرقع بقلبي وقلته لا يهمك ، بمشي انا زين ؟
عايض : طيب لش ساعة على الباب ، توكلي على الله
هزت رأسها وطلعت وهي تقفل الباب وراها ومن تقفل أنتبه لها عبد العزيز وثبت عيونه عليها
على رجوعه وسرحانه رفع عُيونه بإتجاه صوت الباب اللي سمع تقفيلته ، ومن ناظرها قدامه ثبّت نظره عليها ثم تبّسم في ضيق ، لولا مجاراة عايض وإقناعه كان الحين ماهي قدام ناصِيته !
مشى لها لما لقاها تتقدم نحوه ولا تِكلم وهي قالت : على كِرهي للمواشي ، للنيّاق وللرعِي ولكن صارت تسليتي الوحيدة بهالمكان
أبتسم وهو يناظرها وبعد سكوته للحظات قال : لُزوم ترعين ؟ مريت على مكان ، عندي يقين إنه بيرضيك
لفت بنظرها للبيت وناظرت فيه للحظات ثم رجعت نظرها لعبد العزيز وهزت رأسها بإيجاب وهو أبتسم وأشر بيده : من هناك ، الحقيني يالله
مشى بخُطوات هادية وهي مشت وراه ملهُوفة على المكان اللي يقصدِه ، ومن أقتربو منه ووضح وش اللي يقصده شهقت وهو لف لها بخوف : وش صابك ؟
ضحكت مُعبره عن سعادتها وقالت وهي تأشر له : هذا ويني عنه ؟ وليه توني أشوفه
حك طرف حاجبه وقال : لقيته وأنا رايح مع سند وتذكرت المِزن وبعد المِزن تذكرتك !
ناظرته بإستغراب ، تدري بقصة المِزن ولكن تجهل صلة قرابتها به فأرد بإبتسامه وقال : أم عز
هزت رأسها وهو أبتسم وأقترب من المكان اللي كانت عِبارة عن حقل عبّاد شمس وجنبّه ورد أصفر صغير وابيض ، إقترب ودخل له وهي لحقته وبقت تلمس الورد بطرف يدها وهي تبتسم ، المكان مُنعش كثير بالنسبه لها
وهو وقف وناظر لها وهي تتلفت في سعادة وفي فرح وبقى مِبتسم ثم أنحنى وهو يُقطف ورده صغيره ، لف ساقها لرأسها على شكل دائرة صغيرة
ثم ألتفت بيناديها الا لقاها واقفه وبيدها الورد وتناظره
ضحك وقال : وش ؟
أشرت على جِيبه العُلوي وهي ترفع الورد وهو فهم عليها وأبتسم ، وفِعلا أخذها من يدها وحطها بجيبه وهو يناظرها : هاه كيف ؟
هزت رأسها بإيجاب وهو رفع الخاتِم اللي سواه وقال : وهذا كيف ؟
ناظرته بإستغراب وهو أبتسم ومدّه لها ترددّت ولكنها بعد لحظات قِليلة من ترددها أخذته من يده وهي تِبتسم وتناظر للبسّاطة إللي تمكّنت من قلبها
رفعت يدها ودخلت الوردة بخُنصرها ثم رفعته لعبد العزيز اللي هز رأسه وقال : يزهى والله
أبتسمت ومشت عنه وهي تِدُور بالمكان وتِنعش روحها بروحانيته وجماله إللي آسرها
وهو أبتعد بخطواته لورى تأخذ راحتها باللي تسويه وهو يناظرها من بعيد ومن حوالينها خوفاً من أحد يكون موجود ويشوفها .


#
يتـــــــــــــــــــــــــــبع....

Continue Reading

You'll Also Like

80.5K 2.3K 22
الروايه تتحدث عن شاب يحب بنت عمه ولاكن تشى الظروف ويتزوج ابنت صديق والده ...
429K 8.8K 40
ماله مفر ماله جواب سؤال ضاع في طيات العُمر ما نلتقي هذا مُحال دربي ودربك كله خطر لو نادَى فوق الجبل جمع قبائل العرب وقال : فصل خامس بين الفصول الأ...
1K 96 6
"ديار البتراء ستشهد لقاء روحي بجسدي بعد فراق أربعة عشر عامًا" Tk.
180K 5K 56
أتمنى أن تنال أعجابكم🩵🩵