من قريت الشعر و انتي اعذبه

By HaboOoshy

1.1M 10.2K 4.5K

من قريت الشعر وأنتي أعذبه من كتبت الشعر وأنتي مستحيلة 🍃🌺🍃 .. للكاتبة : فاطمة صالح تجميع : storykaligi More

2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
36
37
38
39
40

1

109K 743 325
By HaboOoshy


كل ما عانق نظر عينك قمر
او لئم خدك شعاع من غروب
او نسيم هفهف بشعرك سحر
او تغنى بالهوى صوت طروب
او تبلل كفك بقطر المطر
او تبّسم بالسماء نجم جنوب
او ضحك ورد على عودٍ خضر
او نقل لك نفحة خزامي هبوب
او تهادى موج في شط البحر ينشد الراحة بعد يوم تعوب
او خيال من قديم امسك حضر
يستفز القلب بالصوت العتوب
او تجاسر فكر في ليلة حذر
يسترد الحلم من درب الهروب
اذكريني واستعيديني شعر
صادق المعني ولو وقته كذوب
.
-
{ في آراضي الجنوب وبوسط دِيرة قبيلة الخُسوف وبمزرعة الشِيخ راجح }
رفع رجله وهو يعتدل بجلسته على ظهر فرسه جدِيلة مسح على ظهرها وهو يبتسم ثم رفع يده و شّد رسنها بهداوه لين صارت تمشي ببطء ثم احكم الشدّة بقوة له لين صارت تركض بأقصى سُرعتها وهو محكم قبضة يده على الرسن ، ومستمتع بالشُعور اللي يحس به ، ونفحات النسيم اللي تتدارى على وجهه ، الشعور اللي يحبه ويتجدد الحب له بكل مرة
وبعد ما هدت روحه وإستقرت الطمأنينة بوسط صدره هدأ من قبضه يده ومن شده على الرسن
وبدأت فرسه جدِيلة تهدي من سرعتها إلين تباطأت ووقفت ، نزل بخفة وهو يوقف قدامها ويمسح على شعرها وهو يبتسم : يامهرة العام لا والله وغديتي فرس !
ألتفت على صُوت هادي يناديه ولبّى النداء بطيب خاطر ، وتقدم وهو يتوسّط الجلسة ويجلس برزته المعتادة
رفع"دلة القهوة" وصب له قرب ومد الفنجان له وهو أخذه :
هادي : ماهي من عوايدك ياابو المزن
عبدالعزيز : إسلم يا ابو سحابة ، وش قصدك ؟
هادي : أقصد وجودك بالديّره هاليوم ، خُبري بك تأخذ فرسِك وتهج
هز رأسه بإيجاب لما فِهم قصده وقال وهو يمد له الفنجان : مابه إلا الخِير إن شاء الله ، اليوم ودي أروح لسوق الأقمشة ، خُبري بفهيد ما طل عليه من فترة
هادي وهو يلزم الفنجان ويبتسم ؛ زين ما تسوي تعـ.....
قطع عليهم كلامهم دخول بشرى وهي تركض وتقول وهي تتنفس بسرعه: عبد العزيز إلحق
ناظرها وهو رافع حاجبه : ما قلت لك لا تجرين كذا ؟ ما ودك تتعلمين الركادة والعقالة ؟
بشرى وهي تنفض التراب من على ملابسها : امي ونعمة و عمتي .....
سكتت بسرعه وهي تشوف ملامحه أنقلبت بثواني لما فِهم المقصد بدون ما تكمل و وقوفه العاجل ، سارع خطواته وهو يطلع برى الجلسة ويتجه بسرعه مع بشرى اللي تركض قدامه
{ بديرة الخشوف وببيت الشيخ }

وقف على أطراف الحوش وهو يشوفهم مجتمعين عليها ، مرة أبوه الاولى"نعمة" والثانية"رحمة" وجدته " حكمة " والباقي يناظرون حوالينهم
وقف وهو يغمض عيونه بعصبية قامتة على هالناس اللي ما يخلو ولا يوم يعدي على خير ، أقترب منهم وهم مقفين به وأمه بوجهه ، بقى ساكت
نعمة : ولدش اليوم مهب هنا ، ولا حد بيدافع عنش غير لسانش ، يالله نشوف يالنجّدية وش قولش
رحمة : وهي الصادقة محد بيقدر يرفع لسانه علينا ، وش قولش لامن دريتي انش مثل العلة على قلوب الكل هنا ، لا قبيلة تعزش ولا احد يرزش ، يا زينش منقلعة ، يابنت الحلال ماشفت وحدة ما تحس على دمها مثلش ! عشرين سنة وحن نلقمش الضيم وتأكلينه كأنش تأكلين عسل ما سدش ؟ "كفاك"
نعمة : خليها منش يارحمة ، هذي رخمة لا أهل ولا قبيلة ، ولا عندها أحد تتمارى به ، وزودٍ على كذا تبي تمشي قراراتها علينا
تعبت من كلامهم وقالت بعد ما تنهدت : صلو على النبي ، كل اللي قلته نغير لون هالجدار للون زاهي ، وش فيكم ما صدقتو على الله وقبيتو علي ؟
حكمة وهي تطق عصاها بالأرض : وأنتي من عشان تغيرين ببيتي ، ما خذتي شوري ولا رأيي ، سكت عنش كثير ومثل اللي يقول طالت وشمخّت
لا لون تغيرينه ولا فرشه تنفضينها ولا ...
لفو كلهم بصدمة لما سمعو صوت عبدالعزيز الجهوري اللي سكتهم بحضوره وبكلمة وحدة بس منه : يمه !
رحمة لفت على نعمة بخوف : غض مِداش " دعوة جنوبية " يا نعمة منتي قلتي راح الصبح وش جابه الحين
نعمة قرصتها : وهو كل يوم من هالشهر يروح وش دراني انا ، كأنه حس بها
رحمة بخوف وهي تشوف ملامحه سكتت ولفت لحكمة اللي التزمت الصمت بحضوره
عبد العزيز تقدم ووقف قدام أمه وهو يبوس رأسها بضيق : هو كل ما رحت بهاليوم صارت مشكلة ؟ وبكل مرة بغيابي يصير بش كذا ؟
هزت رأسها بلا وهي تبتسم وهو من أبتسمت عصب أكثر لأنه يعرف أشد المعرفة إنها كتمت كل مشاعرها بالابتسامة ذي
لف بوجهه لهم وهو يقول : تدورن النجدية هذي وش تسوي ؟
لفو له لما سمعوه يتكلم
عبدالعزيز أبتسم وناظرهم بتعاليّ : المزن بكلمة وحدة منها أصف لها قبيلتك أنتي وياها وأصف لها رجالكم من صغيرهم لكبيرهم تتفاخرون بقبايلكم قدامها يعني ؟ بلاكم ما تدرون اني انا عز قبيلتها واهلها وربعها كلهم ، وأتحداكم ، أتحدى كل اهلكم وقبايلكم يصفون بوجهي أنا لحالي ..



ناظر لأمه ثم رجع يناظرهم بحدة: أنا لها قبيلة وسند وربع ، وقبايلكم بعيني ما تسوى ظفرها - رفع سبابته - إشطرو "اتركو" أمي عن لسانكم والا والله إن تصير هالليلة مذبّحة بهالبيت
نعمة كانت بتتكلم بس لفت وناظرت لعيالها واقفين على جنب وساكتين وجنبهم ولد رحمة ، وإستشاطت غضب وعصبية ، شلون محد قدر يرد عليه !
حكمة : بس يا ولدي هي ناويه تغير ...
عبدالعزيز قاطعها بضيق : كله كوم ياجدة وأنتي كوم ثاني ، أنا في وجه الله من الردّى والخطأ بحق أمي ، جاهي عندك تعالي لي من كل الدروب الا هالدرب ، تدرين من هي ام عز عند ولدها
لف لأمه وهو يبتسم ويمسح على خدها : قلتي لي تبين تغيرين لون الجدار للون زاهي
هزت رأسها بإيجاب وهو ابتسم وأشر على خشمه : على خشمي ، إختاري وتخيّري ومهب صاير الا اللي تبينه
رفع يده وأشر لبشرى تجي : روحي لأبو سحابة ، وقولي له ؛ يقول عبدالعزيز جهز نفسك عشان تنزل معه للسوق تشتري لأم عز الصبغه باللون اللي تبيه
بشرى : طيب يالله
باس رأسها ثم قال وهو رافع صوته : إسمعي يا أم عز ، نازل للسوق أنا ، وإن صار و احد حكى معش وتعدى حدوده ، لا يردش الا إشارة بس ، والله ان انسى مقامه وأذبحه هالليلة هنا
تنهدت وهي تهز رأسها بطيب تداريه وهو مشى عنها واتجه لجدته وباس راسها : طالبك يا جدة على هونك عليها ، ترى الوجع مهب لها تراه لي
ناظرته حكمة ثم هزت رأسها بطيب ودخلت وهي تجر عصاها معها وهو ناظر لزوجات ابوه بحدة ثم طلع
ضربت نعمة كفينها ببعض وهي تكش عيالها : مالت عليكم من عيال - لفت لرحمة - شفتي وش سوى لها ؟ ولدها عزّها وعيالنا يناظرون فيه وهو يخاصمنا "يهاوشنا"
رحمة لفت وناظرتهم ثم تأففت : ندري ما يقدرون يحاكونه
نعمة : كله كوم وهالفهيد كوم ، هو الكبير واللي مفروض يتكلم ومع ذلك منطم
رحمة ناظرت لسعود اللي واقف ومتكي على الجدار وجنبه زوجته ثم تأففت بضيق وهي تصد عنه: محد تهنى بعياله الا المزن يا نعمة ، كلنا أنقمنا فيهم الا هي
-

نسيم ناظرت لفهيد بسخرية وهي تكتف يدينها : خبري بك ما تصدق تبدأ خُصمة "هوشة" عشان تمسكها على عبدالعزيز ، وش صاير يوم انك ساكت اليوم !
فهيد ناظرها بهدوء ثم قال : اسكتي عني تراها واصلة معي ، يكفي اللي عندي اليوم بسكت وبعده بسكت ، لكن الرد بيكون قوي وعظيم يا نسيم لاتخافين
ناظرته وهو يقفي ويروح ثم هزت رأسها بإستهزاء ، تشوف الكل ضعيف بهالبيت الا عبدالعزيز اللي أستغل ضعف شخصياتهم بالنسبة له وسيطر عليهم وفرض هيبته على الكبير قبل الصغير
لفت لسعود اللي واقف جنب زوجته وتأفتت منهم وطلعت لغرفتها
سعود كان ساكت وهادي وبالمواقف اللي يحضر بها عبدالعزيز يسكت دائماً عكس فهيد ، لأنه يدري نهايته الإنهزام قدامه ف ليه يفشل نفسه ؟
ناظر لزوجته وقال : يالله بطلع المحطة عشان أخبار الساعة تسعه الصباح ، تبغين شيء ؟
هزت رأسها بلا وهو أبتسم لها وطلع ..
.
.
[ بديرة هشمّان ]

تقلبت على السرير وهي تتأفف وتمسح على وجهها بضيق ، الأسبوع كامل جدها غايب عن البيت
ولما صار بخاطرها غايّة أختفى ، وهالشيء مو عاجبها ، لأنه يدري وش تبي ، ووش بخاطرها لذلك قرر ما يرجع عشان تنكوى بإنتظارها
رفعت رأسها لدخول أمها وعدلت جلستها بإحترام وهي تجلس
دخلت وجلست جنبها وقالت وهي تناظرها : وليه ما نزلتي على الفطور ؟ وأنتي تدرين ماعندي أحد يفطر معي !
قالت وهي تتنهد : يمه خلينا شفافين زي ما تعودنا ، وجودي وعدمه سوى لا تسوين فيها إني محور حياتك
قالت وهي تناظرها بسخرية : كلميني بأسلوب ، وبعدين وش هالضيق اللي على وجهك
ضحكت بإستهزاء وهي تناظرها صارت تقرأ ملامحها والا وش السالفة : مافيني شيء ، ابوك وينه ؟ والا لما صرت ابيه اختفى
وقفت وهي تناظرها بحدة : تكلمي عن جدك باحترام ، بعدين هو يدري وش تبين وتدرين انه رافض رفض تام ، لذلك انثبري وخلي عنك هالحركات ، يكفيك ما تعلمتيه
عصبت وهي توقف : يمه انتي تسمعين وش تقولين ؟ وش يكفيني
اول مرة ادري ان فكره اكمالي للدراسة راح تسبب هالفوضى
أمل : ايوه بتسبب ، يعني حفيدة الشيخ تبي تتمرد وتروح تدرس بديره غير ديرتنا وتسبب الفتنه للبنات الباقين ، وش بيسوي جدك اكيد بيرفض وبيقول لا بعدين احمدي ربك على هالعز اللي أنتي فيه لا يطير من بين يدينك
ناظرتها بحدة ثم طلعت وهي تأففت لما حست بالدموع تنزل على خدها ، تعبت كثير من هالحياة اللي مليّانه ذل وإهانة بسبب أبوها وإنها بنت الراعِي اللي حب بنت الشيخ وتزوجها : طيب واذا كنتو ناوين على هالذل ، ليش ما تركتوني بيدين الراعي ؟


- [بديرة الخُسوف وبسوق الديرة]
دخل للسوق ووراه هادي ، وبقى يسلم على اللي يقبلون عليه وهو يبتسم ، وهادي وراه يناظره بذخر ، هالإنسان رغم صغر سنه الا انه عظيم وكثير ، وماخذ من اسمه الكثير عزيز والعزه لابسته لبس ، الصغير من بين اخوانه بس بعقله الكبير وتصرفاته تشهد له على ذلك ، أستأذن وهو يروح لجهة الصبغات وعبد العزيز توجه لمحل الأقمشة
أول ما دخل وأقبل عليه الموظف اللي قال : أرحب تراحيب المطر ، وجعلها ترحب مليون بك وبملفاك ، وش هالنور والغيم اللي ملفيه الليلة علينا ، الشيخ راجح وولده مقبلين اليوم ؟
عبدالعزيز لف بسرعه لما سمع اسم ابوه وأبتسم وهو يقرب ويبوس رأسه : على خبري الليلة اجتماع الشيوخ
راجح قال وهو يعدل عقاله : على خبري الليلة مسّراك
ضحك : صارت سالفه وأجلته لأجل أشوف أوضاع الحلال والمحلات
راجح هز رأسه بإيجاب وهو يقول : زين تسوي ، الإجتماع بيبدأ قبل الغداء ، ماودك تجي معي ؟
رفع يده وهو يقول : لا تكفى هالمجالس ثقيلة علي
راجح : لزوم تتعود عليها يا عز تراها بتصير مجالسك
ناظره للحظات ثم ضحك : عندك فهيد يايبه ، خذه وعلمه علومها ، وأنا خلني بعيد عنها
راجح أبتسم بوقار وهو يقول : هالمجالس مالها الا رجالها ، ومحد رجلها غيرك ، هاللحين بشطر هالموضوع لكن مرده ينفتح
عبدالعزيز ما تكلم وناظر لابوه اللي يقفي به ووراه صبيانه ومعازيبه يمشون وراه حط يدينه خلف ظهره وناظر لقُبول الناس له ، شلون يركضون لأجل بس يلمحونه او يسلمون عليه
وأبتسم برضا ، لأنه ولد للرجل العظيم هذا اللي شيّد قبيلة وديرة على كتوفه بعد ماكانت بتطيح
طلع من المحل وبقى يمشي بالسوق بلا وجهه يتفقد الأحوال ويناظر بدون ما يكون عنده شيء ينتظره ، لف على صوت يناديه ثم أبتسم : يا هلا والله ومسّهلا
سند قرب وسلم عليه : هلا بالشيخ
عبدالعزيز : يا هالموضوع اللي انفتح اليوم اكثر من مرة
ضحك سند : وراك ما تتقبله وتفك فينا ؟ وأنت تعرف اشد المعرفة إن راجح ما راح يسلم الشّيخة الا لك
عبدالعزيز : لا يسلمني شيء ، وهو بكامل قوته ومحد قد هالشيخة الا هو
سند : زين زين ، وش تسوي هنا اليوم ؟
عبدالعزيز : الواضح ان الكل حافظ ايامي اكثر مني
سند : اية معروف عنك تختفي هاليوم من كل شهر ومحد يدري وين اراضيك
عبدالعزيز : آجلتها هالمرة وبروح نهايه الاسبوع لغاية في نفسي
سند : زين ، راجع للبيت بخاطرك شيء
عبدالعزيز هز رأسه بلا : أشطر البيت اللي جنبك وعلى بيتك على طول
ضحك سند وهو يحط يده على قلبه : ما أقوى يا عبدالعزيز ، ما يرتاح الا لا تأملت بابهم
هز رأسه : أظن انك تحب بابهم أكثر منها
سند : ادارى به خاطري مو لوعة هالشوق ، مير انك ما جربت هالمشاعر عشان تضحك علي
ضحك : عساها بعيدة عني بس
سند سلم عليه ومشى عنه وهو يمشي بإتجاه بيتهم ، وأول ما وقف قريب من بيتها أخذ نفس بضيق ، حبيبة الطفولة وبنت جيرانه وصديقته اللي منحرم من حسها وصوتها لفترة ماهي بقليلة
لسبب يجهله ، واللي منكد عليه ان بيتهم برأس الشارع وبيته بنهايته : بهالقرب يا شروق الكون وبعيده عن عيـني ، إشرقي إن كان ودك يغربون ...
سكت لما شاف الباب ينفتح وتطلع منه حرمة ووراها بنت متلثمة وتمشي بهدوء
تصّلب مكانه وبلع ريقه بصدمة ما توقعها ، ما هيّئ نفسه للقاء بعد هالفراق أبداً ، وكأنها عرفت بحضوره وبمعاناته باللحظة ذي
ناظرته ثم وقفت للحظات وما حضّرها الا دفة امها لها : امشي وجع
شروق مشت بسرعه ومرت من جنبه وهو أخذ نفس بقوه لما لفحه هواها قال وهو يبتسم : طاب خاطري وتدارى يعلم الله ان هالليلة ليلة سلام وقبول
لف بسرعه لما شاف ابوه بيطلع وركض وهو يتخبى ورى الجدار ، لو يشوفه ! لا يكون قبره الليلة مفتوح
ناظره وهو يمشي بعجلة وتنهد بضيق : يا مقادير الزمان ارحمينا تكفين ، الباب جنب الباب
والديرة هي الديرة ومن نفس الضلع والقبيلة، والنظرة حرام ! اشهد بالله انه ظلم
قفى ببيتها بعد ما روى حنين قلبه واتجه لبيتهم
-

[ عبدالعزيز ]

لما انتهى من جولته وطاف بحلالهم وأخذ نظرة سريعه على باقي مالهم ، وارتاح ان كل شيء طيب وزين بعد ما كانت الامور بيد فهيد الشهرين الماضية
وقف قدام باب بيتهم الخلفي وهو يستند على الجدار ويغمض عيونه ، يرتاح للحظات قبل ما يكمل طريقه
سرعان ما عقد حواجبه وعدل جلسته وهو واقف ويناظر بصدمة ، عروقه تصّلبت وعيونه احمرت والعصبية بلغت فيه ما بلغت ، ركض بخطوات سريعه وصرخ بصوت جُهوري
هجم على الرجال اللي قدامه والحقه بالضربات القوية وهو يتنفس بسرعه وعيونه تنطق شرار : يا متعدي على الأعراض موتك الليلة على يدي والله ما تنام الا بقبرك ..



كان يحاول يفك نفسه بس مو قادر ، تباطأت انفاسه وخملت اطرافه من شده الضرب ، طاحت كفوفه على الارض ورفع رأسه وناظر للحرمة اللي هربت ودخلت البيت قبل يعرف من هي
قال وهو يمسكه من ياقته ويشدها بقوة : من هي اللي كانت معك
ماكان قادر يتكلم ولا يرفع صوته من قوه تعبه ،
ضربه بقفى يده على رقبته وهو يصر على اسنانه ويقول : من هي !
تكلم بوجع وهو ينطق إسمها من بين اسنانه : كـوثر
رماه بقوة على الارض بصدمة ما توقعها ، هذي مهب زوجة سعود ؟ وش تسوي معه !!
قال وهو ينحني له مرة ثانية عشان يأكد من شكوكه : وش كنت تسوي معها ؟
أشر على الورقه اللي بيده فسحبها بسرعه وقراها وهنا فارت الدنيا براسه ، رسالة حب ؟ من وحدة متزوجة لهالخسيس ؟ لا ومو اي وحدة
زوجة سعود بن راجح ، يا سخط السماء الليلة ويهالليلة اللي ماراح تعدي بسلام ابداً
قال وهو يضربه برجله على بطنه لين ناظر الدم يطلع منه : الليلة ماراح تعدي بسلام عليك ابداً ، الليلة راح تحفر قبرك بيدينك
رفع يده وهو يصفر بقوة وماهي الا لحظات وجاء هادي اللي سمعه وقال : امر ياعبدالعزيز
عبد العزيز اشر عليه وهو يقول : لا تخلي فيه عظم صاحي
ناظره هادي بصدمة من حالته اللي يرثى لها ، مع ذلك سحبه وهو يناظر لعبدالعزيز ، يدري انه ما سوى هالفعلة الا وصاحبها يستاهلها
دخل وهو يحط الرساله بجيبه وينادي عليها بصوته العالي : يا بنت ناصر
كانت متخبية قريب من البوابة لذلك مشت له بسرعه بخوف من صوته اللي صدمها : وش صاير
عبدالعزيز بضحكة ساخرة : وش صاير ؟ وتسألين !
سكتت كوثر ونزلت عيونها للأرض بفزع ودقات قلبها تتعالى بخوف شديد
وهو قال : مهب من عادتي الخوض بالأعراض ، ولا كشف الستيرة ومن ستر على مسلم ستر الله عليه ، لكن مارح تعدي فعلتك هذي بالساهل ، الليلة تطلبين طلاقك من فم ساكت
ناظرته بصدمة بعد ما شهقت
وهو رفع حاجب بعصبيه : ولك وجه ؟ يالخاينة يعلم الله لولا اصالتي لانشر غسيلك بالخسوف كلها ، ولكن لاني عز وأخو سعود بسكت وبعز شيبة أبوك ، الليلة تسرين لبيت هلك الليلة اسمع خبر طلاقك وفراقك لأبن راجح ، ما يشرفه يبقى مع ذمة وحدة مثلك ، تقلعي عنه دون يعرف عن سواد وجهك لا تكسرين سعود ، لا تكسرينه بالخيانة ، مايستاهلها
كوثر كانت تبكي ولكن ماقدرت تتكلم من خوفها ومن كلامه ، والاهم بحضوره عبدالعزيز اللي ما كشفها الا هو ، دعت على نفسها ولامت
عمرها على غبائها وخروجها باللحظة هذي
-

بشرى كانت واقفة وتناظرهم بس ماعرفت تسمع شيء لذلك ركضت بسرعه وهي تدخل على سعود بالمجلس وتقول : سعود الحق عبدالعزيز مع كوثر
سعود وقف وقال : يعني وش فيها ؟
بشرى : مدري والله بس كأني لمحت كوثر تبكي
رفع حاجب ومشى بسرعه وهو يتجه للمكان اللي دلته عليه بشرى ووقف مكتف يدينه وهو يشوف كوثر تبتعد عن عبد العزيز وهو اتجه لإسطبل جدِيلة
عقد حواجبه بإستغراب شديد ولحق كوثر لين دخلت غرفتهم ، ناظر لامه اللي نادته وهي تقول : تعال
سعود مشى لها :هلا يمه ؟
رحمة وقت ومشت له : شفت عبدالعزيز يوم اندعس على طرف امه وش سوى ؟
تنهد سعود : رجعنا لهالموال
رحمة بعصبية : ما رحنا منه لاجل نرجع ، ماهو بعاجبني انه فارض هيبته حتى عليك انت
سعود : مهب بس علي ، على راجح براسه تكفين واللي يسلمك يمه ، خليني بحالي ، وارحمو امه لأجل ما يتكلم عليكم
مشى عنها ورحمة تنهدت بضيق وجلست وهي تهز رجلينها بتوتر
دخل الغرفه وعقد حواجبه وهو يناظرها تلف ملابسها قال : وش صاير ؟ تعزلين ثياب الشتاء ؟
ناظرته للحظات ثم تركت اللي بيدينها وقالت بهدوء : أعزلني أنا بشتاي وصيفي ، أبي طلاقي يا سعود
ارتخى حاجبه وارتخت اعصابه بصدمة من الكلمة اللي قالتها وناظرها وهو موسع حدقات عيونه بعدم تصديق من كلامها ، ومن برود صوتها وهي تنطق الكلمة ، وهو اللي أول ما سمعها مابقى شيء فيه ما أشتعل : تسمعين وش تقولين يا كوثر ؟
هزت رأسها بإيجاب وهي ترمي البلوزة من يدها بالشنطة : ابي طلاقي الليلة ، ماراح انام الا ببيت ابوي
كتف يدينه بعدم تصديق : خلي عنك هالمزح ، لانه مهب وقته ولا ضحكني
كوثر اخذت نفس ثم قالت : سعود ابي طلاقي الليلة ، والا والله لا اكلم ابوي واخواني يجون براسهم ياخذوني
سعود قرب منها وهو رافع حاجب : انتي تسمعين وش تقولين ؟ كيف تبيني اطلقك بدون سبب وبدون مبرر ، وكذا بين ليلة وضحااها وعلى عماي ، مستخفة فيني وللا وش الوضع ؟ العصمة بيدك متى ماودك طلقتي !
كوثر : سعود واللي يسلمك ، طلقني وبدون كثرة هرج
سكت شوي ثم قال : أحد قالك شيء ؟ أحد ضايقك ؟ عبدالعزيز ضايقك او تكلم عليك !


ارتبكت بسرعه ووضح ارتباكها بصوتها وتصرفاتها قالت متلعثمة : طبعاً لا محد يتجرأ يقول لي شيء ، حكم عبدالعزيز وسلطته ما تتعدى حدود الجبار ، مو علي يعني ، قراري كان بشوري وبيدي ، وبعدين انا ما شفته من سالفة الصبح
سعود ما صدقها ابداً وخصوصاً انه شافهم من لحظات قرب منها وقال: ماني بمطلق
دفته وهي تدعيّ القرف من قربه وتقول : سعود ما تفهم ؟ عايفتك انا ، تبي تقرب لوحدة عافتك وين الكرامة ؟
صُعق من كلمتها اللي لمست طرف من كبريائه وقال وهو يناظرها بحدة : امسكي لسانك يا كوثر لا تخليني اعصب
كتفت يدينها وقالت : عصب واعلى ما بخيلك اركبه ، الليلة ابي طلاقي
ناظرها للحظات ، لطالما كانت شخصيتها مُستفزة ولكن ماهو بالقد اللي يمس كرامته : تبين الطلاق يعني ؟ وان قال ابوك ليه ؟
رفعت كتوفها :بقول ما ابيه
هز رأسه : زين ، أجل دام انك محتفظة بالسبب لنفسك قوليه لابوك لا سأل عن سبب طلاقك من بن راجح
لفي أغراضك يالله ، عز الله انك تحرمين علي طول العمر
طلع من الغرفه وضرب الباب بقوة وراه وهي على طول انهارت وبكت ، خوفاً من ابوها اللي سوى المستحيل عشان تدخل لهالبيت كِنة ، وخوفاً من عبد العزيز اللي كشفها وكشف خيانتها -

طلع من الغرفة وتوجه لإسطبل جدِيلة ووقف على أطرافه وهو يناظر لعبدالعزيز اللي واقف جنبها ويضحك معها وهو يمسح على شعرها وظهرها ، وبباله ألف سؤال ، لكن وش يقول ويسأل ؟ وش كنت تسوي مع حرمتي يا عبدالعزيز ؟ وليه طلبت الطلاق بعد كلامها معك ؟ معقولة اللي ببالي صحيح ! - مسح على وجهه ثم رفعه وهو يناظره بحدة - دائماً وأبداً عبدالعزيز يقف بين كثير اشياء بحياتهم -
٠
.
[ بديرة هشِيمان]

كانت قاعده تمشط شعرها وهي سرحانة وعيونها على وجهها ، وقفت بسرعه وهي تلمه بلا مبالاه ورفعته من على وجهها وركضت بسرعه لتحت لما سمعت صوت جدها اللي غايب من اسبوع
نزلت بسرعه وهي تشوفه يدخل البيت ويجلس بالصالة وعلى يمينه أمل بنته
وقفت وهي تتنفس بسرعه وتناظره : الحمد لله على السلامة ياجد
مساعد : الله يسلمك
جلست جنبه وهي تقول : طالت الغيبة عسى ماشر
مساعد : ابد أمور شِيخة وتلبيه طلبات قبايل ومناصد ، وش تبين
تأففت : طلبي واضح ومن كم شهر اقولك عليه ماهو بمعقول بتظل تنساه كل شوي !
مساعد رفع حاجب من اسلوبها وقال : وانا وش قلت لش! اقطعي الموضوع وانسيه ويكفيش ما درستي
الجادل : بس اللي تقوله ماهو بمعقول ليه اقطعه وأنا لي الحق أكمل دراسة ؟
وقف وهو معصب : لا مالش حق ، أنتي إحمدي ربش تركتش تكملين هالمدرسة دون معرفة أهل الديرة
والا وش بيقولون ؟ حفيدة الشيخ تبي تسري من ديرتها لديرة ثانية لأجل تكلم دراستها ، هزُلت والله
مسحت على وجهها وهي تتراعد من داخلها من صوت صراخه ومن غضبه اللي خوفها ولكنها تحاول تدّعي القوة عشان تاخذ مبتغاها : وش فيهاا لامن سريت اطلب العلم ؟ لاني رايحه أصيع ولا اغازل الا بزيدك شرف ورفعه ، وان كنت حفيدة شيخ
فلي الحق اكمل دراسه مثل ما لبنات القبيلة اللي حرمتوهم من حقهم يكملون
مساعد : يا سواد وجهي يومانك من دمي ، الشرهه مهيب عليك -ناظر لامل-الشرهه ع امك اللي تركت اسياد القوم واختارت الراعي عليهم والا وش نرتجي من بنت راعي ما تعرف للأصول درب
ناظرته بعصبيه ومن اسلوبهم الوقح تجاه ابوها المرحوم اللي بكل مره يذلونه ويجيبون سيرته لها كإهانة : الراعي ذا تاج راس قوم ورجال القبيلة كلهم ما يسوونه ولا يطولونه
أمل وقفت بخوف وهي تشوف ملامح ابوها وسحبت الجادل : انطمي الله يقلعك
مساعد : تعالي تعالي قولي لي وين ابوش،يومنش تشوفين تاج راسنا وينه ما لفش عننا وجاب لش حلال وبيت قبل يموت؟
الجادل قالت : لو ما خذيتوني منه بالغصب كان وفر وما مات من غبنته
ضحك مساعد : يعني كانش تبين تجلسين ببيت الفقر ذاك
الجادل فكت يدينها من يدين امها وقالت : ايوه بيت فقر ويعزني وما يقبل علي الاهانة ولا هالبيت اللي مليان ذل على كل أكله وشربه
مساعد طارت عيونه ووقف عقله عن التفكير من كلامها صرخ بصوت عالي : أمل
لفت له بخوف : سم يبه
مساعد : سم ببدنش انتي وبنتش ناكرة الجميل بنت الراعي اللي بتبقى مذلولة طول عمرها ، عز الله ما تبقى ببيتي من هاللحظة ،انقلعي خذي اغراضها واليوم ، بساعه الفجر هذي يأخذها السايق مع بنته ويوديها لقريه جدها ابوالراعي!
أمل انفجعت من كلامه والجادل ماكانت تظن انه بيقول هالكلام لذلك التزمت الصمت من صدمتها : تكفى يا يبه ، هذي ما تعرف وش تقول ووش تحكي ، خلها عنكً وسامحها على جهلها
مساعد ما ترك الموضوع للنقاش لذلك انهاه بقوله : والله ما تبيت الا ببيت جدها الراعي لو على قص رقبتي ، لفي اغراضها الشخصية وبس ولا تعطينها شيء من حلالي هالراعية ..


طلع من الصاله ولفت امل على الجادل وهي تضرب كتفها بقوه : الله ياخذك ، شفتي لسانكً وين ودانا ؟ ليه ما انطميتي وحمدتي ربك على هالعز اللي عايشته ؟ امشي وراي تستاهلين ماصابك من ورى لسانك !
الجادل واقفة مكانها ودموعها بعيونها بخوف وصدمة من اللي صار ، دائماً كان هذا نقاشها مع مساعد ، ليه هالمرة وقع على فرمان موتها ؟ وشلون بتعيش حياه ما تعرف لها ؟ وتبقى عند جدها ابو ابوها اللي ما عرفته طول حياتها ؟
سمعت صراخ امل وبكت اكثر وهي تركض لغرفتها : يمه اسفه والله قولي له يسامحني
امل من بين عصبيتها قالت : ما ينفع الندم الحين ياليتك مغطتي "بلعتي" جمرة ولا تكلمتي والله لو يرجع ويلقاك هنا لايذبحك ، هذي سواة يدك وتحمليها
مسكت يدها : يمه تكفين وش اسوي هناك ؟ ماعرف احد ولا...
فكت يدينها وهي تجمع باقي اغراضها : روحي كملي دراستك اللي انهت حياتك
بكت اكثر : يمه هناك قريه ، شلون اكملها ؟ تكفين يايمن انا بنتك
امل سحبت اغراضها اللي على التسريحة وهي ترميها بالشنطة ، وراحت تفتح الدولاب وهي تطلع منه باقي اغراضها وتحطها بالشنطة الثانية وسط نظرات الجادل : بلاك ربي بلسان ما يعرف وش يقول وبقلب ناكر للمعروف والجميل
وهذا كان ردك على خير ابوي اللي راكبك من راسك لين ذيلك
قومي البسي عباتك وانا بدعيهم ياخذون شناطك
طلعت من الغرفه والجادل تناظرها بعدم تصديق ، معقولة محد راح يوقف ضد مساعد وقراره ؟ ناظرت للي ياخذون شنطتها ووقفت بخطوات متثاقلة بعد ما حست بالخذلان ومشت برى الغرفة وهي تلبس عباتها
ركبت السياره الدسِن اللي جهزها المعزِب بطلب من مساعد بعد ما أمره يوصلها لبيت جدها قبل ما تغرب الشمس وناظرت نظره اخيره لا امها اللي صاده عنها وحطت يدينها على وجهها وبكت بضيق وهي تسمع تحرك السيارة ..
.
.

[ بديرة الخُسوف ]
وعلى مدخل راجح اللي توسط صاله بيته اللي فرشها كان من الطِراز العتيق يتزين باللون الأحمر البااهي وعلى يمين امه ويساره نعمة ورحمة اللي من شافوه ركضو يجلسون جنبه وكل وحده تدف الثانية
قالت حِكمة : الا يمه ، وش صاير بإجتماعكم أمس ؟
لف بهدوء جهة امه وقال : كل علم طيب يايمه الحمد لله
حكمة : خبري انكم فتحتو سالفه الشِيخة والخِلافة ، وش صار وش حكمو به ؟
راجح : محد بيحكم علي بشيء ، شِيختي وخلافتِي بيدي أعطيها من بغيته
حكمة : زين اجل تدري من اللي يستاهلها
هز رأسه بإيجاب : الخلِيف جاهز يايمة ، مير لو يترك عنه الثقل والإنحياز لإخوانه ويوافق ويرضى ، لانه يدري محد بياخذها غيره
الكلام تحت مسامع رحمة ونعمة اللي يناظرون لراجح بعصبيه يخفونها ، وحقد كل وحدة تعدى الثانية ، خصوصاً بسبب كرههم للمزن ، كرهو ولدها .
هذا غير ان حكمة تكرها معهم ، لذلك يشوفون حبها لعبد العزيز غير مبرر له
نعمة همست لرحمة : ما انتهى تفضيلهم لولد المزن على عيالنا ؟
رحمة وهي تفرك يدينها بعصبيه : ما كفى انه الآمر الناهي ، يبونه يصير الشيخ ؟ عز الله ضعنا يانعمة
نعمة عصبت ووقفت وهي تستأذن وتطلع من المجلس ورحمة جلست للحظات ثم لحقتها
وبعد دقائق دخلت المزن وبيدها دلة والثانية الصحن والفناجين ، ناظرت لوجه راجح اللي تغير وأستقرت إبتسامه على وجهه وحاولت تخفي ابتسامتها بسبب نظرات حكمة الحادة لها
جلست جنب راجح ومدت له الفنجان بيمينها وهو مسك الفنجان وقال : حيا الصباح اللي يجيبك
ابتسمت له ثم مدت الفنجان لحكمة لكنها وقفت وطلعت من المجلس ، تنهدت بضيق ورجعته بالصحن وراجح قال : بعد هالسنين كلها باقي تتضايقين ؟
المزن : مهب بيدي يا ابو فهيد ، بعد السنين كلها باقي يكرهوني
راجح : يكرهونش غيرة والله العالم ، يشوفون حبش الباين بعيوني وبكل ضلع ويغارون صدقيني
ضحكت بهدوء وهو ابتسم برضا من ضحكتها ، بعد ما عدّت السنين الفائته كلها يتجدد الحب معها بكل سنة ، المرأة اللي بقى يركض لها أكثر من سبع سنين ، من منطقة لمنطقة ، ورغم زواجه برحمة ونعمة ما ارتاح له قلب ولا هدأت له روح الا لما صارت حليلته ، رغم رفض ابوه التام له بصفته الشيخ ولأنه بيخلفه ، ولأنها من قبيلة غير قبيلتهم ومن ديره غير ديرته ولأنها من نجد البعيدة
ولكنه كان متمسك فيها بيدينه ورجلينه ، لمحها مرة مع ابوها وبقى على هاللمحة سبع سنين متلهف ، ما عشق تراب نجد الا بسببها ولا هام بسماء نجد ونجومها الا عشانها ..
شِيخ القبيلة اللي تهابه جموع وغفور يطيح ثقله عندها ، الشيخ اللي يشب بشعره الشيب من كل جهة ما يرجع شباب الا بقربها قال وهو يبتسم ويمد فنجانه : صبي لي من دلتك ، عسا هالدلة ما تبلى
ابتسمت بإطمئنان واخذت الفنجان وهي تصب له


[ نعمة ]

دخلت المجلس بعد ما عرفت بوجود اخوها فيه وقالت بعصبيه وهي تجلس جنبه : راجح امس باجتماع القبايل فتح سالفه الخليفة وصاب توقعك ياخوي ، يبي عبدالعزيز يخلفه
قال بعصبيه وهو يناظر لفهيد اللي جالس جنبهم : شفت ؟ ما صدقتني يوم قلت لك جلست تقول انا البكر وانا وانا وهذا هو فضل الصغير عليك ، اقولك يا فهيد ما يستاهل الشيخة غيرك
نعمة : فهمه تكفى ياخوي ما يفهم
قال وهو يتافف : تبي الناس يضحكون عليك ؟ يقولون ما سلم الشيخه لفهيد عشانه مهب قدها ؟ تبي يقل مقدارك قدام اخوياك وأهل الديرة اقولك ما يستاهلها غيرك، محد يستاهل يكون شيخ هالقبيلة الا انت
فهيد وهو مستمع لكلامهم ومعصب فعلاً من تصرف ابوه ، وشلون يشطره ويروح لعبدالعزيز ؟ عارفين بحبه الشديد له وتفضيله عليهم بكل شيء ولكن ما توصل لدرجة يعطيه الشيخه بدال اخوه الكبير ولكن ماهو مقتنع بخطتهم : بس انتو الحين تقولون لي خلي عبدالعزيز يوسف عليه السلام واحنا اخوانه اللي بنرميه بالجب وهذا ما يرضيني
وقفت نعمة معصبة : خل عنك هالعفة والنخوة لانها ما راح تأكلك عيش ، الا بتخسف بنا لين سابع قاع وما راح تبقى لنا كلمة على احد ابيك تصير الشيخ عشان تكون لك الكلمة الاولى والاخيرة ، عشان لا قلت يمين الكل يقول يمين ولا قلت يسار محد يطلع عن شورك ، اسمعني زين يا فهيد سمعت المزن تقول ان ولدها بيطلع بكره مع فرسه ، استغل الفرصة واذا ضيعتها يشهد الله لا اضيعك طول عمري
قالت كلامها وطلعت وخاله " ناصِف " وقف وجلس جنبه: كل اللي بنسويه بنلقيه بالجب ، لاحنا قاتلينه ولا سافكين دمه ، كل اللي نبيه ما يرجع هالديرة وش تبي اكثر من كذا
ناظره للحظات يفكر ثم تنهد وهو يقول : زين كل شيء ولا زعل امي
ابتسم بفرحة سااخرة وهو يوقف : زين ، بكره ملقانا ، نشب النار وندعيه عليها باقصى بقاع الارض
٠
٠
{الجادِل }

الساعه الخامسة مساءً
وصلت لقرية جدها اللي وصّلها لقدام باب البيت ونزل شنطتها ثم راح على طول دون يدق أو يدور على أهل البيت
كانت تناظر للبيت والخوف والإحراج لابسينها ،
لفت على صوت الغنم اللي مقبله بإتجاهها ولصقت بخوف بالباب وهي تناظرهم ، لاحظت الراعي اللي يسوقها باتجاهها والشيب كاسيه والعصا بيده
وأيقنت أنه جدها من شكله
وقفت قدام الباب وهو قبل ما يدخل الغنم للزريبة" بيت الاغنام او ما يسمى بالحضيرة"
ناظرها من فوق لتحت بإستغراب شديد ثم دخل الغنم ، ودخل لزريبة الإبل وبيده الصحن ، شمر عن يده وتقدم وهو يحلبها وبعد ما أنتهى طلع من الزريبة وأتجه وبيده الصحنة لبيته ، ناظر اللي باقي واقفه عند الباب ، وقال بإستغراب : كود انش مضيعه ؟ وش تسوين عند بابي يابنتي ، إن كنتي سائلة او جوعانة فهاتي خبرش وابشري بالسعد ، والله اني ما ارد احد من بابي
الجادل قالت وهي ترتجف : أنا الجادل بنت عنّاد
أرتجفت يدينه وتدارك وضعه قبل يطيح الصحن من يده ثبتها وهو يبلع ريقه ويرفع رأسه بإتجاهها وعيونها بعيونه ، صد بسرعه لما حس بالدموع بعيونه ومشى عنها وهو يفتح باب بيته : عناد ميت قبل ١٧ سنة ، ولا اذكر ان عنده عيال اكيد انش تلعبين علي ، فروحي الله يستر عليش مالش عندي مأوى
دخل وقفل الباب وهي تناظره منصدمة ، وش اللي يقوله قالت وهي تحط يدينها على رأسها والدموع بعيونها : لايكون مخرف ؟ والا ناسي عن بنت ولده ؟ يا هالليل اللي ماراح يعدي يالجادل ماراح يعدي
جلست جنب الباب وهي تقارب ركبها وتقربها لها حطت رأسها عليها وكتمت بكاها لما بدت الشمس تغيب ، وين تروح ؟ وبأي مكان تحتمي مالها الا ربها ودعواتها بالليلة هذي كان واقف بمطبخ بيته الصغير ،ويدينه ترتجف
١٧ سنه محروم من حفيدته الوحيده ، من قطعه من ولده والسبب جدها اللي ما رضى تتربى بهالفقر ، وليه الحين بعد ما مر هالوقت جاايه له ؟ وش مناهم ومقصدهم
مسح دموعه بيده اللي مليانه تجاعيد وغمض بتعب ، وبعد ما بقى لنص ساعه بالبيت ، طلع وهو يفتح الباب بهدوء
لمحها جالسه ومنزله رأسها ، والواضح مالها مكان باللحظة ذي غيره درى انهم رموها ، لكن وش سوت بعد هالوقت كله ؟
طلع صوت من الباب وتركه مفتوح ودخل بدون ما يكلمها وهي رفعت رأسها بسرعه وأنتبهت له
سحبت شنطتها ودخلت وهي تقفل الباب
وأول ما دخلت لقت جنبّية معلقة بوسط الصاله اقتربت بفضول وهي توقف قدامها ولقت اسم ابوها محفور بطرفها
غمضت عيونها وسمحت لدموعها تنزل وهي تكتم صوتها
لفت وهي تشوف جدها يطلع من الغرفه اللي قدام الصالة : هاللغرفة كانت لعناد ، ارقدي فيها الليلة وبكرة لي سالفة معش
سكتت وما تكلمت وهو مشى عنها ودخل للمطبخ ..


دخلت بسرعه للغرفة وبقت تتأملها للحظات ، دولاب صغير وعتيق ومكسره جوانبه ، ومكتب صغير برجل وحده تسنده ، وفرشه صغيره وبطانيه جنبها ، ولكن رغم ذا كله جلست بوسطها وهي تحس بالراحة ، لكون ابوها بيوم من الايام كان هنا
انسدحت تريّح ظهرها بعد اليوم المتعب اللي عاشته ولكن سرعان ما فزت وهي تشوفه يدخل عليها
حط صحن الأكل قدامها وناظرها للحظات ثم طلع وهو يقفل الباب
وهي عدلت جلستها بسرعه وبدأت تأكل بعد جوع شديد عاشته اليوم ، ماكانت تفكر ب اي شيء لا بالمستقبل ولا بحياتها الجديدة ولا بمصيرها ، باللحظة ذي اللي كانت تبيه تأكل
وتريّح جسمها ثم تنام
-
-
صحت بعد أول ليلة لها هنا ، ووقفت وهي تناظر لأطراف الغرفة بعدما أستوعبت مسحت على وجهها ومشت وهي تفتح الباب ، ناظرت للصاله على طول ولجدها اللي جالس وعصاته جنبه والفطور جاهز والواضح انه منتظر لها كثير من ملامح وجهه المعصبة
اقتربت منه بخوف ، لأنها ما تعرفه ولا تعرف طبعه كل اللي تعرفه انه جدها وبس
وقفت قدامه وهو رفع عيونه لها : مرقد يابنت عناد ، وش هالنوم ؟
خذت نظرة من الدريشة بسرعه وناظرت للشمس اللي باقي ما شرقت كلها وقالت بإستغراب : عاد حنا فجر !
اشر على دورة المياة وقال : صلي الفجر وسيري علي
هزت رأسها بطيب ومشت بسرعه توضأت ثم صلت ورجعت بشكل سريع وجلست قدامه
وأول ما جلست بدأ يأكل وهي إكلت معه ولما انتهى قال : مساعد خذاكم مني بعد موت عناد بيومين ، بحجة انه ما يبى بنته وحفيدته يتربون ببيت جدهم الراعي ، وش مسويه عشان ينفيش صوبي ؟ سويتي الشينة !
شهقت وهي تحط يدينها على فمها لما فهمت قصده : وش هالحكا يا جد ، لا تطعن بالشرف
عقد حواجبه : اسمعيني زين ، قبل أقرر مبيتش عندي من عدمه ، عيني عينش اسمعش تراددين او ترفعين صوتش علي ، لا يغرش شيبي
تراني ان خبطت"ضربت" فخبطي شديد ولاهو بهين ابد
تنهدت وهي تناظره ، راحت من مساعد يجيها عايض ؟
عايض قال : طيب دام انش تقولين انش شريفة والحمد لله ، ليه انتي هنا ؟ ليه رماش مساعد
أخذت نفس وزفرته بضيق وبدأت تحكي له اللي صار معها وهو مِستمع وبشدة ، وبنفس الوقت معصب
من حكي مساعد له ومن ذِله لحفيدته
وقف وهو يقول : محد يتحاكا بظهر الغايب والميت الا الردي وعز الله ان مساعد لبس ثوب الردى يطردش من بيته لأنش دافعتي عن ابوش ؟ وتبين تكملين دراستش وتعليمش ؟ والله انه خسيس وخيبتي بالحياه يوم اني تركتش معه بظن مني انه بيعزش قومي قومي وانا ابو عناد ، خليش عندي معززه مكرمة ولا حد يدوس لش على طرف
ابتسمت براحة من كلامه ووقفت وهو قال : ها اسمعي رايح ارعى انا ، وأجيب للمواشي زادها البسي لش لبس ساتر والحقيني
ناظرته للحظات ثم هزت رأسها بطيب
ولبست ثم لحقته ، أول ما اقتربت منه عايض فتح زريبة الغنم وانفكت كلها وهي صرخت بخوف وركضت والغنم تلحقها ، زاد صراخها وعايض ماسك راسه بيدينه ويناديها : تعالي فضحتيني بقعا تصبحش "دعوة جنوبية" ،وطي صوتش
الجادل ماهي بمنتبهه له ، وتصرخ بخوف الا سحبها من يدها : خبل انتي ؟ وش تسوين
وقفت وهي تضمه : يمه ياجدي ، هذا وش ؟ اخاف منها انا
ضحك من ضمتها وقال وهو يبعدها : الخوف للرخوم وهالمواشي ما تخوف ولا تأذي ، لا تخافين الا من البشر وانا جدش ارجعي اليوم البيت ، ريّحي الحين وبعد العصر ببدأ أعلمش حبة حبة الحياة معي
ناظرته وهي بتبكي من هالحياة اللي بدايتها ركض وهروب من الغنم مع ذالك رجعت للبيت ودخلت وهي تقفل الباب
-
-
{ عبدالعزيز }
طلع من غرفته ووقف برأس الصاله وهو يشوفهم مجتمعين وأصواتهم تتعالى بشكل غريب
أقترب منهم ولقى سعود بوسطهم ، وجاء بباله إنه خبرهم بخبر طلاقه ، لذلك ناظر بعدم اهتمام وطلع من جنبهم
وسعود اول ما انتبه له شد على قبضة يده بعصبيه وناظر لرحمة اللي تقول : وشلون هي ما تبيك ؟ ياجعلها فديَة عليك وعلى وجهك وان راحت هي تجي مليون وحدة غيرها
وقف بتأفف من كلامهم ومن اصواتهم العالية ومن تجمعهم حوله من الصبح وقال : لا ابيها ولا ابي مليون وحدة غيرها ، الله يستر عليها راحت بحال سبيلها وانا اعتقوني ولا تفكرون فيني جاهي عندكم ! "بمعنى تكفون"
مشى لغرفته ورحمة قالت : ياجعلش للموت يا كوثر يابنت ناصر ، عساني اسمع خبر موتش الليلة
حكمة وقفت وهي تقول : نصيب يارحمة لا تدعين على بنات الناس
رحمه تأففت وجلست ونعمه ناظرتها بدون ما تتكلم
٠
{ المزن }

كانت واقفه قدام الجدار اللي أعلنو الحرب عليها عشانه طلبت تغير لونه بس
التفتت بسرعه لما حست بأحد يحاوط كتفها ومن طاحت عيونها بعيونه ابتسمت : صباح الخير ياعزيز امك
ضحك بخفة : يا صباح الورد -ناظر للجدار - لا اخفي عليش ولكن من تمرين بمكان يزهى والله شوفي برأيي أنقلب هالمكان مية وسبعين درجة ..


ابتسمت : بعد ما خضنا حرب عشانه
رفع حاجبه وقال : بس لا تنسين ان كلمتش اللي تمشي هنا ، آنتي آمري وأنا والقبيلة والديرة كلنا نلبي
ناظرته للحظات ثم قالت : تصدق ياعزيز ، من كثر حنيتك أحس إنك أبوي منت بولدي
تعالت ضحكاته بالمكان كله من فُرط سعادته ورضاه بكلمتها هذي اللي اروت قلبه وقال بعد ما سكت : والله ان هالكلمة دخلت من أضيق ضلوع قلبي ، عساني قدّها بس
كانت مبتسمة من ضحكته وقالت وهي تشد على كتفه : قدها وقدود ياعيوني ، وقد الدنيا بعد والقبيلة
تنهد لما عرف مقصدها وقال قاطع للموضوع من نهايته : يالله بآخذ جديلة وبطلع
ناظرت ساعتها ثم قالت : الساعه اربعه العصر كأنك متأخر ؟
عبدالعزيز : على ظني ببيت الليلة برى البيت برفه عن نفسي مع بنتي
هزت رأسها بقبول وهو أبتسم وبأس رأسها ثم يدينها وقال : لو ناظرو فيش بطرف عين بس قولي عز بينهيكم ، تراني عزش وعزيزش حتى وانا بعيد
أبتسمت وهي تحضن كفوفه : ماانت ببعيد ، أنت اقرب من ضلوعي ياعزيز
بادلها الإبتسامة ثم مشى عنها وهو يتجه لجدِيلة ومن دخل لها اقتربت بخطوات سريعه بإتجاهها وهو ضحك وحضن طرفها : عز الله ان الشوق ما يمزح يا جدِيلة ، الليلة مسرانا يالله
أشر للراعي يجيب الرسن ، ثبته ورفع رجلينه وركب ووشد رسنّها وأنطلق بعد ما فتح الراعي البوابة
{ عبد العزيز }

بينما هو شاد على رسن جدِيلة ويمشي بتناغم معها وهو مبتسم ويناظر بأرجاء الدِيرة ، أستوقفه سند اللي كان يمشي وعُوده بيده سحب لجّامها عشان توقف وهي أستجابت ووقفت مكانها
نزل وهو يمسك اللجام بيدينه ويناظر لسند اللي ماسك عوده ويناظره : العود بيدك ، الليلة ماهي بمعديّه الا بدموع ياسند
ضحك وقال : والله اني فرايحيّ يا عبدالعزيز ، مير طلباتكم اللي كلها نكد
ابتسم : ما يزين صوتك الا بالحزين وش السواه ؟
سند : الليلة ليلة طويلة ، ولا هو بوقت مسراك مع جدِيلة ، عطني هالليلة يا عبد العزيز
ناظره للحظات ثم ابتسم وقال : على خشمي ، فداك الليلة وباقي الليالي كلها
رد له الإبتسامة بإمتنان ومشى معه وهو متمسك بجدِيلة ، لكن أستوقفهم حضور فهِيد وخاله وتقدمهم بإتجاههم
سند قال بعد ما لمح ملامح عبدالعزيز : الود ودي اعرف وش سبب كرهك له
ناظره عبدالعزيز وقال : مهب كره ، ولكن هالرجل ماني بمرتاح له ، خلها على ربك
وقف فهيد قدامهم وهو يبتسم ويقول : اوه العود بيد سند وجدِيلة بيد عبد العزيز ، الواضح ان به مسرى الليلة !
سند قال : مهب شيء ثقيل ، شبّة نار وشاهي
فهيد : كفو وهذا اللي نحتاجه ، عاد انا اقول لخالي نحتاج هالجلسة ، يالله تعالو اركبو معنا نلقى مكان قبل تغرب
عبدالعزيز سكت وهو يناظر لسند وماكان فيه مجال للرفض أبداً ، خصوصاً أن عبدالعزيز ما يحب أبداً يتجادل مع فهيد
لذلك شطر الموضوع واشر لسند يلحقهم وهو وطى على رسن جدِيلة وركب وهو يقول : ممشاي مع جدِيلة ولاحقكم
فهيد ناظر لخاله وخاله اشر له بمعنى عادي : طيب يالله
قبل ما يركب قال فهيد لخاله : حضور سند بيخرب علينا
ناصف قال : خلّه ، لاشك أحد يقول به مشتبه به
لف وهو يناظر لسعد اللي قاعد قدام الدريسكون وقال : وهذا وش يسوي هنا ؟
خاله وهو يناظره : هذا صبي ما ينخاف منه شغل يدي
هز رأسه بإيجاب وركب مع سند وخاله ركب قدام
ومشو بالسيارة لبرى الديرة لمكان يشبون فيه ويسهرون على راحتهم ، وجنبهم عبدالعزيز اللي على ظهر جدِيلة ، يمشي بهدوء وافكار تجيبه وتوديه ولكن ما سمح لها تغزي فِكره أكثر ،حاول قد ما يقدر ما يفكر كثير باللحظة ذي لذلك بقى يمشي وراهم بخطوات هادية ..
٠
٠
{ عايـض }

دخل للبيت وبيده صحن الحليب كعادته بنهاية العصر ، وأتجه للمطبخ وحطّها على الطاولة الصغيرة
وطلع من المطبخ وهو يناظر لجادل اللي منسدحة بالصالة : اقطعي واخسي لا تظنين اني بخليش تجلسين كذا على هواش قومي والحقيني
فزت بسرعه بخوف من صراخه ومشت وراه بسرعه ، وهو وقف عند زريبة الابل وقال وهو يأشر على الناقه : تعرفي عليها ، خويتش في الايام الجاية
ناظرتها الجادل وبلعت ريقها لايخفى ان جدها مساعد كان عنده ضعف هالماشية ، ولكن ولا بيوم شافتها او سمعت لها صوت لذلك هي تخاف ، قالت وهي تناظر لجدها برجاء : تكفى يا جدي ، خلني بالبيت اطبخ وانظف
عايض : ماني بحاجة لهالشيء ، ابي بنت صاملة تحلب وهي تضحك
شهقت : تباني احلب ؟
ضحك وهو يرفع الصحن من ورى ظهره : والحين قدامي
ناظرته وهي بتبكي من الخوف ولكنه ما سمح لها حتى تتكلم سحبها على طول ووقفها قدام الابل والصحن بيدها وقال : بسرعه
رفعت يدها وهي ترتجف وقربت من صدر الناقة واول ما مسكته تحركت الناقة وهي رجعت لورى بسرعه بخوف
وهو قال : تعالي لا تذلين " تخافين" ..

اقتربت مره ثانية ومسكت صدرها وعصرته بيدها بقوه والناقة هاجت ورفعت رجلينها بقوه
ابتعد عن الجادل وهو يمشي للناقة ويمسح على ظهرها : عصرو ضلعش يابنت عناد
رجع ومسك صدرها وبدأ يحلب : كذيه الناس يسوون !
هزت رأسها بطيب وأقتربت مره ثانية لكن هالمرة سوت نفس عايض اول ما طلع الحليب ضحكت بفرحة : ابشرك عرفت
ابتسم : زين تسوين ، كملي يالله
كملت الين أمتلت الصحن ثم قال وهو يطلع برى الزريبة ويقفل عليها : كفو الحلب من اليوم ورايح عليك
ناظرته بتعب وقالت : انا وش عرفني فيه ياجد ؟ تكفى تعبت
ناظرها بنص عين وقال :هذا وهو أول يوم ، هالمكان مهب للدلع والغنج
هالمكان للصمالة والكد ، ماراح يجي الحليب لين عند رجلش ولا جايين الخدم يقدمون الزاد لش !
تأففت وهي تلحقه وتدخل وهو قال : لا تتأففين زبطي لنا العشاء قبل تصلين
دخلت المطبخ وتنهدت وهي تحط الصحن جنب صحن جدها : لاحول ولا قوة الا بالله ، يارب لا تمتحني بهالحياة ، انا ماني لها تكفى
-
-
{ عبد العزيز }

نزل من على جدِيلة لما وقفت السيارة وناظر للمكان نظره سريعه وقال : كأن حن أبتعدنا زود عن الديرة يا فهيد
ناِصف قال بضحكة : كود انك خفت عشان حن ابتعدنا عن حدودك ؟
ناظره بطرف عينه وقال : كود انك ما تعرف من هو عز بن راجح ، فأشطر هالحكا
تفشل وسكت وهو يمشي لفهيد وعبدالعزيز لف لسند اللي جلس وجنبه عوده : لولا القمرا الليلة ما بقيت والله
ربط لجام جدِيلة بأقرب جذع نخلة وجلس جنب سند : هالمكان ماهو بطيب ، ولكن لأجل صوتك بسكت
سند ضحك : لهالدرجة مغري ؟
عبدالعزيز : لا يأخذك الغرور عيب عليك
أبتسم وقال : خل الغرور عشان صوتي على الجنب
عيب محد يأخذه الغرور وهو صاحبك
أرتسم على وجهه شبح إبتسامه وقال : في هذي صادق ولا فيها نقاش
قرب وهو يهمس له : ابيك ببرزه بعد شوي
ناظره بإستغراب ثم قال : تم
قرب سعد الحطب وشّبه ونزل العزبة وبدأ يضبط الشاي والجلسة
-
-

الجلسة رغم تعليقات خال فهيد الغير لازمة الا انه لطّفها صوت سند المبحوح
ولكن عبد العزيز طوال الجلسة مشغول باله بكلام سند لذلك وقف وهو يأشر له يجيه وقف على طول واتجه له : ما سرتني الجلسة ولا هدأ لي فكر أفكر بالي تبيني به
ناظره سند بضيق وعبد العزيز من لمح ضيقته عقد حواجبه وقال : ياخوي كل ماضاقت بعينك تكلم والله لـ اوقف لك الدنيا على ساقها
ابتسم سند وقرب منه وهو يقول : عبد العزيز يا سعدي
عبدالعزيز ناظره ثم قال : أبشر بسعدك وشد ظهرك بس وتحزم ، لو تبي ضلع من ضلوعي والله لاهديه لك
سند : ابيها زوجة لي قبل احد ياخذها
سكت عبدالعزيز وما تكلم وهو اللي يعرف العلاقة بين ابوه وابوها ، والمشاكل اللي كل مالها تكبر اكثر واكثر ، من عرف ان فيه ابو سند وابو شروق بالحياة
وهو يعرف ان العلاقه بينهم ماهي بطيَبة ، كان دايماً يقول لسند لا تتعلق بها ، لا تعلق آمالك على البعيد منك ، خل مشاعرك على قدك
ولكن كل ما نبهه يزيد حب سند اكثر ، وتزيد رغبته بها اكثر ولكن ما بيده شيء الا انه يوقف معه اردف سند وقال : يوم موتي اللي بياخذها غيري فيه ياعبدالعزيز ، ابوي ما يرفض لك طلب
وكلامك اوامر عند ابوها ، تكفى يا خوي لا تردني
عبدالعزيز ابتسم وربت على كتفه ثم اشر على خشمه : على خشمي ، بجيهم بجاهي وان رفضو بدخل عليهم بجاه الشيخ راجح لين يرضون ويعتقونكم من هالوجع
ابتسم من كلامه براحة ثم قال : حتى الوجع ياعبد العزيز له لذّته ، تِستاهله شروق تستاهل اللي يتوجع عشانها
هز رأسه ثم لف على صوت فهيد اللي قال : لفينا العزبة ، وراجعين يالله
عبد العزيز اشر له بطيب وقال لسند : اترك الموضوع علي ، هاليومين بحاكيهم
هز رأسه بطيب : أجوديّ ولا ينخاف على شيء وهو تحت أمرك
أبتسم له ومشى وهو يفك لجام جدِيلة ويركبها ثم قال : ساابقكم انا
سند : خلكم معنا ، الليل قتيم اليوم
مسح على ظهر جدِيلة وهو يبتسم ويقول : جدِيلة تدل الدرب لا تخاف لا علي ولا عليها
هز رأسه بطيب وناظره وهو يمشي مبتعد عنهم ،
وهو تنهد وأخذ عوده ودخله السياره ثم ناظر لفهيد وهو يقول : يالله لا نتأخر على عبدالعزيز
هز سند رأسه بطيب ووقف وهو يلف شماغه على وجهه ..
ولكن ما هي الا ثواني معدوده واجتمعو على وقوفهم اكثر من عشره رجال بيدينهم رشاشات وجنابيَ
سند لف بصدمة وناظر لفهيد اللي سحب خنجره
دخل بسرعه للسيارة وهو يسحب العجراء منها ويهجم مع فهيد ولكن باغته ضربه قويه بنهايه عنقه خلته يفقد الوعي ويطيح من طوله
لف فهيد لخاله وقال : خف يدك يارجل ، كنت بتقتله
خاله اشر على الرجال وقال : انتهى شغلكم هنا ، توكلو على بن راجح ..

Continue Reading

You'll Also Like

972K 60.9K 103
" فرحات عبد الرحمن" شاب يعمل وكيل نيابة ويعاني من مرض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع مع ارتباط وثيق باضطراب النرجسية مما يجعله ينقاد نحو كل شيء معاك...
436K 8.3K 76
•روايتي هي بطولة جماعيه لأكثر من شخصية ولكن الأهم "القمر وسمائها" • بطلتنا التي مُنذ أن كانت طفلة طلبت من أبن عمّها أن يكون هو سمائها وتكون هي قمره...
1.8M 26.8K 72
انا شاعرك وقصيدي عيونك. انا شاعرك ومجنونك ومن مثلي! وانا الصوت الي يحوفك. انا شاعرك وقلمي تكتب لك" حساب الكاتبه انستا(arwicx
1.8K 133 14
فتاة في الخامسة و العشرين من عمرها فقدت كل شيء قبل عشر سنوات،أمها،قدرتها على المشي و حتى صديقاتها،باتَت فتاةً محطمة. و شاب في السادسة و العشرين جعله...