Bed Arts| JK

Oleh Kamihyun

365K 23.4K 12.3K

وأقسِم أنِّي ما ذُقت سُلافَ ترفٍ كالَّذي أغترِفُه مِن عناقيدِك في مواسِم السِّنة، ومَا راوَدني الكَلفُ حتَّى... Lebih Banyak

تَساقُط| ٠٠
الطَّريقُ إلَيك| ٠١
سُبات شتويّ| ٠٢
موحِش| ٠٣
نَوبةُ غَضب| ٠٤
أُمسِيةٌ ساحِرة| ٠٥
أُلفَة| ٠٦
رعشَة البِداية| ٠٧
قُبلةٌ غير مُتوقَّعة| ٠٨
عابِث| ٠٩
حُمَّى| ١١
خِدمَة صَغيرة| ١٢
الدَّرس الأوَّل| ١٣
ميَلان| ١٤
لمَساتٌ مُخمليَّة| ١٥
فِتنتُها| ١٦
لِقاءٌ مقدَّس| ١٧
دَعيني أقدِّركِ| ١٨
سَطوة العِشق| الأخِير

عَلى حافَّة الأدَب| ١٠

16.3K 1.1K 482
Oleh Kamihyun

لَا أحدَ ينتظِرُ أحدًا مضَى عَلى سِكَّة الغِياب، فِي محطَّة الصَّبر إلَى الأبَد، مَهمَا آلَمه الإيمانُ بالفُراق؛ أحدٌ ترَك وراءَه ذِكرياتٍ نفيسَة، غشِيَ الغُبارُ مَحاسِنها، كلَّما دفَع الشَّوق مَن هجَره إلَى تفحُّصِها، اخترَقت عَينه فأدمعَت.

يتَهافتُ الأشخاصُ علينا باستِمرار، مَا دامَت أبوابُ الحَياةِ مَفتوحَة، ورحيلَ أحدِهم لَن يوصِدَها فِي وَجهِ غَيره، إلَّا لَو حطَّمَها خِلالَ خُروجِه.

كُنت رجُلًا يُسابِق الزَّمن دائمًا، وقَد لاحَقتنِي دقَّاتُ زَوجتِي السَّابقَة مُفعمةً بالعِشق، حتَّى نفَد مِن فُؤادِها وقودُ الإرادَة، وركَنت عَلى رَصيفِ السَّأم، تُشاهِدُني أغرُب فِي أفقِ الإهمال. علِمت أنَّها لَن تستَطيعَ مُجاراتِي، لذلِك سلَكت طريقًا آخر مَجهولَ المُنتَهى، وفِي أحدِ شَوارِع المَاضِي استَوقَفها حبٌّ آخر، وسألَها بأدبٍ تَوصيلَة، فتعلَّق بأورِدتِها.

لَم أتَّهِمها بالغَدر، لأنَّها صانَت إخلاصَها لِي طَوالَ عُهدَة زواجِنا، وحينَما مالَ قلبُها إلَى رجلٍ آخر، طلَبت الطَّلاقَ مُباشَرة. ليسَت المُذنبَة، فأنا مَن استَثمرتُ وَقتِي بأسرِه فِي العَمل، وتَفانَيتُ فِي تَوسيعِ المَسافات بينَنا، دونَ أن أدرِي، اعتقَدتُ أنَّ الجُهدَ مِعيارٌ للمَجد، وعَليه سخَّرت كَيانِي لزَرعِ حقولِه.

مِن بعدِها، ما عبرَت الأيَّامُ بأيِّ امرأةٍ إلَى قِمم الاهتِمام، ومَا تبنَّيتُ أيَّ آصِرة مِن نسلِ الوَله، جَميعُ اشتِباكاتِي مَع الجِنسِ الآخر غَريزيَّة.

المَشاعِر فِي قاموسِي كلمةٌ أحرَقها الزَّمن، ومَا انبَعثَت مِن رَمادِها بينَ سُطورِي. لَا يُمكِنني أن أحبِس أنثَى لَم يُفسِد الإثمُ براءَتهَا فِي أبياتِي المُنحلَّة، بذلِك أقصِد لاريسَا، أيُّ علاقةٍ قَد تَجمعُنِي بَها لَن تكونَ مَصلحَة بَل استِغلَال، بحُكمِ عُمرِها. أقسَمتُ أنَّ القُبلَة الَّتِي نشَبت بينَنا بعفويَّة فِي المَطبخ لَن تُعاد، كانَت مُجرَّد هَفوة خُلِقت مِن تلامُسٍ عَفويّ.

كلَّفتُ نَفسِي بحِمايتِها منِّي، خِلالَ إقامتِها فِي مَنزِلي، إِذ أجبرَتها الظُّروفُ عَلى المُكوثِ مَعِي، ولَن أشوِّه صُورَتِي النَّبيلَة بنَظرِها، مَهما أغرَتنِي الحاجَة. جسدُها ليسَ المَكان المُناسِب لارتِكاب الرَّذائل، لكنَّها أتَتني مِل إرادتِها، تحثُّنِي عَلى تَدنيسِ بقاعِها المُقدَّسَة، وكانَ عَرضُها مُغريًا بصَراحَة.

اعتَلى الترقُّبُ مُحيَّاها بينَما هِي راسيةٌ فِي مهبِّ الخَطر، عَلى سَريرِي. وتَلألَأت مُقلتَاها، كرِمالٍ غازَلتها أشعَّةُ الشَّمسِ فاستَحت.

عجِزتُ عَن تَخمينِ مَصدرِ الجُنونِ الَّذِي تفوَّهت بِه، وفِي رِحلتِي للبحثِ عَن مسوِّغاتٍ بينَ تقاسيمِها هاجَمنِي الاستِغراب، ذلِك ليسَ مِن شِيمها إطلاقًا، فهِي فتاةٌ طاهِرَة، يَكفِي أنَّها تُخيِّمُ عَلَى حدودِ الأدَب، مُنذ أن فرضَتني الحَياةُ عَليها، لَم يَدفعها نُفوذِي إلَى التقرُّبِ منِّي بأيِّ طريقَة إطلاقًا.

مَا تزالُ ترتَدي أحدَ قُمصانِي الشّتويَّة، صوفيٌّ بلَون المُحيط، وخُصلاتُها الَّتي انشقَّ شطرُها عَن سوادِها والتَحف الشُّقرَة مُنسدلة.

«أيُعقَل أنَّك تُحاولينَ استِخدامِي للانتِقام مِن خَليلك؟»

كانَت مُستلقيةً بجانِبي، وقدَ اعتَمدت رأسُها عَلى الوِسادَة، لتَقيهَا مِن قسوَة عارِضَة السَّرير، صِرنا أصدِقاءً دونَ عِلمي.

لطَّخ التَّجهُّم نقاءَ أسارِيرها جرَّاء كلامِي، وهتَفت باستِياء.

«ياه لِماذا تذكُر سيرَة ذلِك الوغد؟ مَا شأنُ خَليلِي فِي النَّوم؟ التَّفكيرُ فيه يسبِّب لِي الأرق!»

عجَّ المَكانُ بصَوتِها، أحيانًا ينَهارُ علَى دِماغِي ثقيلَ الوَقع فيشقُّه، لكنِّي لَا أنكِر أنَّها تقتلُ الوِحدَة، كُلَّما تربَّصت بِي. واصَلتُ النَّظر إليهَا، هِي الَّتِي تَغزو جَنبي الأيمن بارتِياح، حيثُ لوَّحت بيدِها فِي الهواءِ مُفسِّرة.

«أقصِد أنَّك تنامُ فِي أيِّ وَقت، وأرَى ذلِك حِرفةً مُبهرةً لَا أجيدُها قطعًا».

عِندَما راوَدها الشكُّ عَن صحَّة فَهمِي لمَقصدِها، اقترَن حاجِبَاها بحيرَة.

«مهلًا، مَا المَسارُ الَّذي رسَمته لسُؤالِي؟»

رفَعتُ أحدَ حاجِبيَّ باستِخفاف، لَم أظنَّ ولَو للحظةٍ أنَّنا نَرمِي إلَى مَقصدين مُختلِفين. صَمتِي قادَها إلَى المَعنَى الَّذِي اختَبأ بينَ طيَّات سُؤالِي، فلَكمت ذِراعي بخفَّة.

«أيُّها المُنحرِف، كيفَ تشتبِه فِي نَواياي؟ أتظنُّنِي فتاةً رخيصة لأقصِد غُرفتِك حتَّى تعلِّمني القَذارة؟»

استَولت الصَّدمةُ عَلى وَجهِي، ثمَّ نالَت مِنها السُّخريَة، واحتَشدت فِي طرفِ فمِي.

«مرَّ وقتٌ طَويل مُنذ أن تَعاطَيتُ مَع مُراهِقَة؛ أنا رجلٌ أربعينيّ كَما تَعلَمين، عَلاقاتِي معَ النِّساء مُجرَّدةٌ مِن النَّقاء، وفُنون سَريريَّة تَحتملُ تفسيرًا وحيدًا».

احمرَّت وَجنتَاها، ككلِّ مرّةٍ اجتَاحَها فيهَا الخَجل، لَم تتوقَّع أنَّ لِسانِي سيُرسِل عَليها موضوعًا بذيئًا كهَذا. أشاحَت بوجهِها عنِّي، وراحَت تُلملم شَجاعَتها الَّتِي بعثَرتها صفاقَتي. صفَّد السُّكون ألسنتَنا، حتَّى مِلتُ باتِّجاهِ كتِفها، وقرَّرتُ العَبث مَعها.

«سأعلِّمك أيَّ فنونٍ تتوقينَ إليهَا، صَغيرَتي».

وقَعتُ فِي مَحجريهَا المُتَّسِعين، ورقصَ حاجِبي عَلى ألحانِ ارتِباكِها بخُبث. اعتَدلت بالجُلوس، وجدَلت ذِراعَيها حَولَ صدرِها دِرعًا مِن غَاراتِي الماجِنَة.

«ما الَّذي تقولُه أنت؟»

أعدَمتُ بينَ شَفتيَّ بسمَة، كادَت تخترِقُ زِنزانَتها وتَشِي لعَينيها باستِمتاعِي، أعترِف أنَّ التَّلاعُب بأعصابِها مُسلٍّ، ومَظهرُها الخائِف لطَيف.

لمَّا اطمأنَّت لنَواياي، تمدَّدت عَلى السَّريرِ مِن جَديد، وظلَّت تختلِسُ النَّظرَ إليَّ بينَ الحينِ والحين كإجراءٍ احتِرازيّ. هَدهد عليَّ السُّكون لأغفُو، وهدَم الوَهنُ جَفنيَّ شيئًا فشَيئا، لكنَّ سُؤالَها المُباغِت أعادَنِي إلَى نُقطَة الصِّفر.

«ألَا تشعُر أنَّ مَجموعاتِك تستهلِك كامِل أفكارِك موسمًا بعدَ موسِم؟»

غَمر بصَرِي وَجهَها المَليح، فرأيتُها ساهيةً إلَى آفاقي، بَدا عَليها الاهتِمام، ولَم تسوِّل لِي نَفسي رميَها بخيبةِ أمل.

أقحَمتُ يَدي بينَ الوِسادَة وخدِّي، قبلَ أن أردّ.

«ثمَة دائمًا فَواصِل بأس، وأحيانًا نِقاطُ يأسٍ يَنقطِع فِيها عنِّي تمامًا».

أغلقت جَفنيّ، وقُلت بصوتٍ خافِت:

«مِزاجِي مُرتبطٌ بالإلهَام، إن فاضَ عَلى الورَقة، أثمَرت أسارِيري الرِّضا، ووزَّعتُه عَلى الأشخاصِ مِن حَولِي بسَخاء، والعَكسُ صَحيح».

بعدَ حينِ ثارَت أمواجُ قَهقهتِها، ورغمَ التَّعب مَا فوتُّ مُشاهَدتها، كانَت تتحدَّثُ بطَريقةٍ دراميَّة.

«مِن الجيِّد أنِّي قابَلتُك وأنتَ فِي عُطلَة، تخيَّل لَو صادَفتُك فِي حالَة جَفافٍ فِكريّ وصُداعٍ نصفيّ!»

إن اختفَى الإلهَام مِن قَرارِي فجأَة، أو تخلَّف عَن مواعِيدنا، أشهَرتُ العَداء فِي وَجهِ الجَميع، حتَّى الأحبَّاء، كأنَّهُم اتَّفقُوا عَلى اختِطافِه منِّي، ووجَّهتُ التُّهَم ظُلمًا دونَ النُّطقِ بِها.

أتحوَّلُ إلَى شخصٍ عصَبيّ، حينَما يُلمُّ العِقم بقُدرتِي عَلى التَّصميم، كأنِّي فقَدتُ كَينونَتي، ومَا يَجعلُنِي أنَا، فأنفقُ كلَّ جُهودِي عَلى استِردادِه، وكثيرًا مَا أتديَّنُ مِن راحَتِي.

ربَّما أخطَأت، حينَما سَلبتُ ماهِيتي حُريَّتَها، وقيَّدتُها في مكانٍ واحِد، لَو انهارَ سَقفُه فنِيت تحتَ أنقاضِه، ذلِك أنَّ أغلالَها ثقيلَة، لَا تسمَحُ لَها بالحَراك. غَدوتُ آلَة، مُخلصةً لتَصميمِ الأزيَاء، لَا تخونُه مَع أحدٍ، حتَّى الحَياة.

كانَ نَفخُ الرُّوحِ فِي مَخطوطاتِ فِكري مُمتعًا فِي البِدايَة، ثمَّ تدخَّل الالتِزامُ في شَغفِي، أجبرَنِي أن أقتطِع مِن روحِي لأبعَثها، حتَّى فقَدتُني.

غرِق حاضِري فِي ذِكرياتِ الماضِي، وتقاذَفتنِي أمواجُها بينَ حَسراتِي، غيرَ آبهةٍ لأنفاسِي الَّتِي ضاعَت منِّي. ارتَكبتُ ما ندِمت عَليه، وأُتيحَت لِي أكثرُ مِن فُرصةٍ للتَّعويض، لكنِّي ما شعَرتُ بالرَّغبةِ فِي البَدء مِن جَديد، ومِن المُؤسِف أنِّي عاجزٌ عَن الرُّجوعِ إلَى نُقطَة البِداية، وإصلاحِ العِوج فِي مسيرَتِي الحَياتيَّة.

أفسَدت التَّنهيدةُ الَّتِي سدَّدتها لاريسا بطَيشٍ شُرودِي، قبلَ أن تشرَع في التذمُّر.

«اشتَقت إلَى التبرُّج، وملابِسي الأنثويَّة، أشعُر أنِّي ذَكر، عَلى هذَا النّحو سينفدُ مِنِّي هرمون الأستروجين قبلَ أن أغادِر!»

أشَرتُ إلَى قِمتيّ أنوثتِها اللَّتينِ تَستوطِنانِ صَدرها عَلى ارتِفاعٍ مُعتبَر، وقُلت بتهكُّم:

«لَم أكُن أعلَم أنَّك تمتَلكينه».

انتَشلت الوِسادَة مِن رأسِها، وقذَفتها عَلى صَدرِي باستِهتار، بينَما تصرُخ.

«جيون جونغكوك!»

نسِيت للحظةٍ الفارِق العُمريَّ الشَّاسعَ بينَنا، والَّذي يفرِضُ عَليها إظهار الاحتِرام لِي، تصرَّفت معِي وكأنِّي صديقُها، وسُرعانَ مَا حاسَبها النَّدمُ عَلى فِعلتها.

استَنزفتُ ذَخيرَة غُرورِي فِي مُقاوَمة ضحكةٍ تشكَّلت بداخِلي، ولكنَّها تدفَّقت مِن شَفتيَّ بحَفاوة. رُؤيتُها لِي هادِئ الأعصاب، نثَرت الطَّمأنينَة فِي نَفسِها، وكشَفت لَها أنِّي لستُ غاضِبًا مِنها. حينَما انتَهت نوبةُ ضحكي الهِستيريَّة رفَعت ظَهرِي عَن الفِراش، وسحَبتُ قدميَّ إلَى الأرضيَّة، مُسلِّطًا عَدستيَّ علَيها.

«لديَّ حلٌّ لمُشكلَة الثِّياب».

غيَّرت وضعيَّتها، حيثُ ربَّعت ساقَيها عَلى السَّرير، كأنَّها عَلى وشكِ ممارسَة اليوغا، واقتَفت نَظراتُها آثارِي، مُنذ أَن غادَرتُ السَّرير، وحتَّى ركَنتُ بإزاءِ الخِزانَة.

استَعرتُ مِن الرفِّ العُلويِّ قميصًا أبيَض، وحِزامًا فِضيًّا صُنِع لتَقييدِ بَنطلون، لكنِّي أنوِي توظيفَه لغايةٍ أُخرَى، ثمَّ اتَّجهتُ إلَى الحمَّامِ المُتَّصِل بالغُرفَة؛ فيهِ حوضٌ يُعشِّشُ بجانِب الحائِط الزُّجاجيّ، يطلُّ عَلى الغابَة الَّتِي ردَمتها الثُّلوج، ويمنُّ عليَّ بمَنظرٍ آسرٍ كُلَّما آويتُ إليه، وعَلى اليَمين مَنطقةٌ مَعزولةٌ تضمُّ المِرشّ، قُبالَتها مِرآةٌ عَريضَة، استَحوَذت عَلى الجِدارِ برمَّته، وبارٌ رُخاميٌّ ناصِع، تشغلُه المِغسلَة، وأدراجٌ عدَّة، فتَحتُ أوَّلها وأخرَجتُ مِنه مِقصًّا.

عُدت أدراجي إلَى لاريسَا، ووضَعتُ حُمولَتِي بجوارِها، كانَ شاطِئاها غارِقانِ فِي الأسئِلة، ومَا أعانَتها شَفتاهَا عَلى تَفريغِهما. تأمَّلتني، بينَما أقلبُ القَميص كاشفًا عَن باطِنِه، حيثُ انجَلت لِي الخُيوط الَّتي تربطُ تفاصيلَه ببعضِها البَعض. أمسَكتُ المِقصّ، وحاولتُ فصلَ الكمَّ عَن والكتِف، حريصًا أن لَا أُصيبَ الحَواف، فلَن أستَطيعَ رَقعها.

ما لبِثتُ وأن استَللتُه بنَجاح وفعَلتُ المِثلَ مَع الكمِّ الآخَر، ثمَّ عانَق بصَري صُورَتها.

«صارَ جاهزًا، ستَحصُلينَ عَلى شكلِ فُستانٍ لَو استَعملتِ الحِزام».

أشرقَ الحُبورُ فِي ثغرِها، ولمَع الشَّهدُ فِي جرَّتيها، لَها حَدقتانِ جَميلَتان كبقيَّة تفاصيلِ مُحيَّاها، وإنَّها لأنثَى نُحِتت بإتقان، لَا عيبَ لَو قدَّستها الأبصارُ كالأوثَان.

«أنتَ عبقريّ جون، هات عقلَك لأقبِّله».

أفاقَتنِي مِن ضَياعِي فيهَا بترانيمِها العَذبَة، ومَا تكتَّمت ملامِحُها عَن ابتهاجِها بهديَّتِي، وربَّما ببادِرتي حدِّ ذاتِها. شهَادتُها كافأَت شَغفي، لستُ رجلًا ينتظِر الإطراءَ مِن غيرِه، ولكنِّي أتطرَّبُ بِسماعِه كالجَميع طبعًا.

هرَعت لاريسَا إلَى الحمَّام بحماس، حيثُ ارتَدت القَميصَ الَّذِي تحوَّل إلَى فُستان نِسائيّ، ثمَّ شقَّت البابَ فِي حُضنِه، والحِزامُ يُقيِّد خصرَها بإحكَام. لَم يُربِكها طُوله رغمَ أنَّه وشَى بشطرٍ مِن فخِذيها الرَّشيقَتين لِي، لكنَّه ليسَ مُبالغًا فيه.

«ينتابُني شعورٌ رائع».

دارَت بقدَميها الحافِيتين حولَ نفسِها، فِي حين تمتمت باستِهزاء.

«والآن سأمزِّق ملابِسي لإرضاءِ الآنسَة».

اهتزَّت قنَاعتي، إذ شعَرتُ بوُجودِ نُقصٍ مَا. قطَّبتُ حاجِبيّ وتلمَّستُ ذَقنِي بسبَّابتِي بينَما أعاينُها مُنهمكًا فِي التَّفكير، حتَّى اكتَشفتُه. نهَضتُ عَن السَّرير، وأحضَرتُ مِن الخِزانَة وشاحًا مِن حَرير، لَم أطلُب مِنها الإذنَ، قبلَ أن أعقِدَه حولَ عُنقِها.

قُربي المُفاجِئ منهَا أصابَها بالتوتُّر، فاختَبأت نظَراتُها منِّي بالنَّافذَة الَّتي تزاحَم عليهَا ضوء النَّهار. حافَظتُ عَلى مهنيَّتي، ليسَت أوَّل مرَّة أعدِّل فيهَا عَلى مَظهرِ امرأَة، قُمت بذلِك كثيرًا معَ عارِضات الأزياء.

عندَما احتكَّ إبهامي بجيدِها عَن غيرِ قَصد، سرَت رعشةٌ عَليلةٌ بداخِلها، دفعَت لمساتِي الضَّريرَة إلى مُلاحقتِها، كانَت تتعثَّرُ بدقَّاتِها المُبعثَرة، وتُرديني صريعَ الغوايَة، مجرَّدًا من أنفاسِي، وبينَ الوقعة والوَقعة ينكسِرُ جزءٌ مِن ثباتِي. انتهيتُ من ربطِ الوشاحِ عَلى شاكِلة فراشةٍ مُنذ مدَّة، لكنِّي بقيتُ أتحسَّسُها فِي مكانِي، أُحرق ذاتِي بيدِي.

ابتعدتُ عَنها بعُسرٍ كأنَّ شيئًا لَم يَحدث للتوّ.

«للأسَف، لا يُمكنني تَقديم أيِّ خدمةٍ لوَجهك القَبيح».

انجرَفت خلفَ سُخريتِي، وتجاهَلت أمرَ لمساتِي، ربَّما انطلَى علَيها تظاهُري بالعفويَّة؛ ما كانَت لتسقِط الحذرَ وتُخاطبني بحيويَّتها الاعتياديَة لَو أنَّها تشكُّ بِي.

«ياه، هل صدَّقت أنَّ جَمالِي يعتمدُ عَلى الزِّيف؟ بربَّك! أَلا ترَى أنَّ حُمرة شفتيّ طَبيعيَّة؟»

كانَ إبرازُها لشَفتيها فكرةً سيِّئَة، وها أنَا ذا أحدِّق بهما مَبهوتًا. وقَفتُ عَلى حافَّة الأدبِ، مُتعطِّشًا لرشفةٍ مِنها، هِي الكامِنة عَلى الضِّفَة الأُخرَى له، ومَا بينَهما عتَب، أخشَى إن لفَظتُ خُطوةً واحدةً نحوَها، فسوفَ أتَداعَى فِي هاويةٍ لَا قاعَ لَها. لقَد وطَأتُ أرضَ ثِقتها، لَيس من الشَّهامَة أن أخذلَها مُنصاعًا لأهوائِي.

حرِصَ حُسنُها عَلى تكبيلِي بمُحيَّاها، ومَا تزالُ ذِكرى القُبلةِ الَّتِي تهادَت منِّي إليهَا تئنّ، كُلَّما عَزمتُ عَلى انتِزاعِها مِن عَقلي، وتُزلزل كَيانِي. لَم أكُن فِي وعيِي قطعًا، حينَما انسَقتُ خلفَ رغَباتِي الَّتِي ثارَت مِثلَ الزَّوبعَة بسببِها، والآنَ أشتَهِي تِكرارَها.

حاوَلتُ ليَومين أن أتخطَّى مطبَّاتِ الرَّغبَة، كَي لَا ينتَهي بِي المَطافُ ساقِطًا بنَظرِها، لقَد تلقَّت صدَمةً عاطِفيَّة بالفِعل، كَما أنَّها صغيرة، لَا تصلُح لعَلاقةٍ عابِرة. فِي نفسِ الوَقت، لَا يُمكِنني التحكُّم بأفكارِي الخَليعَة، لحُسنِ حظِّها أنَّ جسَدِي مُطيعٌ لي.

مساءَ الخَميس، نزلتُ إلى قاعِ المَنزل، حيثُ يسكُن المَسبح، والحَمامّ البُخاريّ، قصَدتُ الأخير، أنشدُ الاستِرخاء من حرارةِ الحُجرةٍ الخشبيَّة، ذاتِ الإنارَة النَّاريَة، كالسَّماء آن الغُروب، وجلستُ عَلى المَقعد العَريض، بثوبِ استِحمامٍ قصِير.

سحَّ العرقُ من مسامِي مدرارًا، واشتَكت رئتايَ نُقص الأكسيجين، غيرَ أنِّي ناضَلتُ الظُّروف بضَراوَة للبَقاء، لطالَما استَمتعتُ باختِبار صَبري، ودَفعه خارِجَ حُدودِه لأرى إلَى أيِّ مدًى يسعُه الوُصول، قبلَ أن يَفنى.

ما لبثتٌ وأن غادرتُ الحُجرَة، وارتَميتُ فِي حُضنِ المَسبح بسروالٍ واسعٍ أدنَى من رُكبتيّ، فاستَباح الماء التحرُّشَ ببشرَتي، واستَسغتُ السَّكينَة الَّتي منحنِي إيَّاها. غصتُ في أعماقِه مجدِّفًا بأطرافِي ذهابًا وإيابًا، لم أكُن أخرِج رأسِي مِنه إلَّا لالتِقاطِ أنفاسِي.

عقِب بضعَة جَولات، اتَّجهتُ إلى إحدَى زَوايا المَسبح، وبينَما أنا أُزيحُ خصلاتِي الشَّقراء المَبلولَة عَن عينيّ، رأيتُ بريت يعبُر مدخلَه ركضًا، يُواكبه صوتُ لاريسَا.

«انتَظِرني بريت، لا تغطِس قَبلي. إن حدَث وأن غرقت تحتَ رقابَتي، فسوفَ يسلَخُني مالِكك حيَّة، ثمَّ يدفِن جُثَّتي فِي الغَابة».

يا لثِقتها بي!

لَم تلحَظني، لأنَّها شرعَت في خلعِ القَميصِ عندَ عتبَة المَسبح مُباشرةً، دونَ التحقُّق مِن خُلوِّه أوَّلًا، فتستَّر عَلى وُجودٍي. فتَك بي مَنظرُها فِي قِطعتين رَفيعتين تُكنَّان مفاتِنها، وازدَردتُ ريقِي ببُطء.

حينَما انتَبهت إليّ، كانَ الأوانُ قد فاتَ عَلى الاحتِشام، فنظراتِي تخدِش أسوارَها بوَقاحَة، والافتِتانُ يتدفَّقُ بجَوفي. سيطَر عليها الإحراج، واحتَمت من المُواجَهة بالصَّمت، ثمَّ نبسَت بنبرةٍ مُرتجفَة، تضجُّ بالتوتُّر. 

«آسِفة، لم أعلَم أنَّك هُنا، سأذهب».

لَم تزٍغ عَينايَ عَنها، كانَت لوحةً مُبهرَة، فقَط لَو يُلوِّن العُري حوافَها لتَكتمل!

«لَا أمانِع انضِمامَك».

فِي لحظةِ غفلةٍ هذَيت، ورأيتُ صدرُها يعلُو ويهبِط، كأنَّ الخَوف يطرُقه بهمجيَّة، لم تُرد أن أعلمَ عَنه، لذلِك أجبَرت نفسَها عَلى قبولِ عرضِي.

«حسنًا».

هلاوز خفافيش وحشتوني 😈

فصل جديد لعيونكم 🙆 مو مصدقة أني لحقت خلص تعديل اليوم 😂

كل كلام جونغكوك عن الإلهام وتصميم الأزياء وكيف خلاه يخسر نفسو وأشخاصي يمثل علاقتي مع الكتابة 😭😭 أحيانا تصير الهوايات متملكة 🌚البطل فيه كتير جوانب تشبهني

جونغكوك النّبيل المُنحلّ 😂😂

كيف قدرتو تفكرو أنو ممكن لاريسا من العدم تروح تطلب يعلمها فنون سريريّة بالمعنى القذر! 😂😂 هو كان واضح الموضوع فيه إنّ بس احنا رايحين لها شويّ شويّ أحب أخلق كيمستري بالأوّل

شو رأيكم بالفصل!

أكثر جزء عجبكم وما عجبكم!

جونغكوك!

لاريسا!

توقّعاتكم للجاي!

دمتم في رعايَة اللّه وحِفظه ❄

Lanjutkan Membaca

Kamu Akan Menyukai Ini

41.5K 3K 18
بيون بيكهيون، أحب بارك تشانيول حد النخاع ... بارك تشانيول، لم يرى بيكهيون سوى مجرد وسيلة للحفاظ على سعادته وكل ذلك الحب يؤدي للتهلكة •رواية تشانبيك •...
12.8K 1.8K 27
الفَتى المَهووسُ بالعُطور ، يبحثُ دائِماً عَن المميزْ له لكن ماذا سيحصُل إنْ وجدَ وصفةً لعطرِ نادر مقرراً تجربتها ؟ " ما هذهِ سيدتي؟ " " إنها وصفةٌ...
59.7K 3.8K 50
جيمين وجونغكوك، أصدقاءِ منذ أيامِ دارِ الأيتام، تتعرض علاقتُهما لاختبارٍ صعب عندما يعترفُ جونغكوك بأنَّه لم يُقبِّل أحدًا من قبل. حينها يقترحُ جيمين...
3.9K 353 19
"You Are The Sugar In My Coffee"