فُرسانْ المَمْلَكةُ الضَائِعَة

By Romancier1993

603K 31.2K 7K

وبين ثنايا الدهر وحتى في احلك الايام, حين يكسو السواد شعر الارض والمدن, وتُغطى السماء بلون الليل الاسود الداك... More

Part 1: بداية الشتاء
Part 2: القائد المغدور
Part 3: المصير المجهول
Part 4: رفيق الدرب
Part 5: أيام الصبا
Part 6: ذكريات طفلة
Part 7: طريقان مختلفان
Part 8: الصمت البليد
Part 9: بداية المغامرة
Part 10: اقصى الارض
Part 11: الغابة الملعونة
Part 12: خنجر القدر
Part 13: بدايات جديدة
Part 14: وخيم الظلام
Part 16: أميرةُ الزَمانْ
Part 17: اليقضة
Part 18: النبؤة
Part 19: مَاءٌ و دِمَاءْ
Part 20: الصُمودْ
Part 21: أرضُ الرَمادْ
Part 22: أبنُ أبِيهِ
Part 23: الصرخة
ملاحظة :)
شخصيات الرواية
Part 24: أشباح واحلام
Part 25: وهج الحب
Part 26: أرتقاء الفرسان
Part 27: نيفٌ مِن الزمن
استفتاء بسيط
Part 28: مشاعر محطمة
انقطاع وجيز
Part 29: اشجان ودموع
Part 30: قبلة بدمع الوداع
اعتذار بسيط
Part 31: فارسة الزمان
Part 32: فرسان النور
Part 33: رُبَما وداعاً
Part 34: النصر أو الخلود
Part 35: المجد لفرسان روما
Part 36: اعتنقي قدركِ
Part 37: العنقاءُ السَيمَرغية
لـــ"قمر الزمان"
Part 38: القُربَانْ
Part 39: قُبلةٌ مَكبوتة
Part 40: شرارة الجنون
Part 41: فقبلتهُ بخنجر
Part 42: فينجينس والهة الانتقام
Part 43: عِشقٌ اَزليٌ
Part 44: دمعٌ وقبرْ
أرتقاءُ الجنونْ
الصمود الاخير
تبريرات
ملاكٌ مَذبوُحٌ
حرريني يا قمرَ زماني
شاركوني الفرحة
صبيان اليوم فرسان الغد
فُرسَانُ المجدِ الخالِدوُنَ
الخاتمة: اَلخُلودْ

Part 15: أقدارٌ مُتزاحِمة

8.6K 589 123
By Romancier1993

ايمكن ان تتعمد الاقدار ان تغير مسار اقدام البشر, لاجل غاية يجهلها بني الانسان, ام من اجل صدفة ستحدث فيما بعد لتغير حجر في حائط التاريخ الممتد على مر العصور.

بين الطرقات الوعرة للجبال سار ثلاثة من بني الانسان, في مكان لم يزوره من قبل, وفي جزيرة تقع اقصى الارض, هل يساوي ثمن حياة ان يضع ثلاثة رقابهم رهان قضية ربما تكون خاسرة, في قانون العبيد والاغنياء فالجواب مختوم بنعم.

ضوء القمر الخافت البعيد هو املهم عصى سميكة تمكن المعلم من وضع بعض القماش عليها واحراقها بطريقته البدائية الناتجة من تقادح الاحجار.
سمعوا من بعيد حوافر الخيول التي تتسلق الطرق الوعرة بصعوبة, همس بيروس يخبرهم ان يسرعوا في مسيرتهم, استمروا بالجري بين الاحجار والاشواك غير مكترثين لاجسادهم والامهم ولا يحملون سوى حقيبة الازهار.

تعب الجميع من جراء الركض والصعود بين الجبل شاقين طريقهم نحو وجهتهم, وفي خضم تلك اللحظات المرعبة اصبحت اصوات الحوافر وصرخات رجال القبيلة اقرب على مسامع الثلاثة الهاربين, بينما اكمل زعيم القبيلة يمضي باحثا في ارجاء الغابة عن اريليوس ورفيقيه وهو كبركان يكاد يتفجر, مضى يصرخ وهو يتوعد باستخراج قلوبهم بنفسه وتقطيع اجسادهم ورميها للذئاب.

تعب المعلم ولم يستطع اكمال الطريق, لكنه لم يتحدث واكمل يسير بقدميه بين الاشواك والاحجار, وعندما حاول صعود بعض الاحجار المتراكمة بعد ان عبرها اريليوس وبيروس, لم تكن يداه قويتان ويافعتين فتمكن الشيب منه وانزلقت قدمه وسقطت عائدا نحو اسفل الاحجار, كان عليهم التسلق بين الحين والاخرى ليتمكنوا من سباق رجال القبيلة الذين اصبحوا قريبين جدا.

استدار اريليوس الذي كان قد تولى حمل الشعلة وبجانبه بيروس يسحب انفاسه على صوت سقوط المعلم, هرع اريليوس الى معلمة وقفز نزولا اليه, تبعه بيروس وهو يقول: "ابي هل انت بخير".

اعطى اريليوس الشعلة لبيروس ونزل بالقرب من اذني المعلم الذي سقط على ظهره, حاول مساعدة المعلم الذي صرخ من الم الجرح الذي اصاب قدمه اليسرى, فقد التوت وتمزقت, كان الجرح عميقا, والالم مبرحا.

مزق اريليوس القليل من ملابسه واحضر مسرعا غصنا صغيرا ولفه حول قدم المعلم, واصر على ان يكمل الطريق والمعلم يستند على كتفه, حاول المعلم جاهدا ان يتركوه وشأنه لكن اريليوس لم يستمع وعيناه تدمع مضمدا الجرح ويردد: "لن اتخلى عنك, سننجوا سويا".

حملوا المعلم الذي اتكئ على كتف اريليوس وبيروس واتجه من الطريق وتركوا صعود الاحجار, مضوا وقد تباطئت سرعتهم, وخلال دقائق قليلة اصبحت الوحوش على مقربة منهم, صرخ المعلم على اريليوس واخبره ان يسنده الى تلك الشجرة, التي كانت واقفة شامخة وساقها عريضة تدل على انها شجرة قديمة منذ زمن بعيد, باغصانها العالية والمتشابكة المخيفة.

جلس المعلم وهو يسحب انفاسه ويخبرهم ان رحلته شارفت على الانتهاء, فقد علم منذ ان وصل الجزيرة انها المرة الاخيرة, تذكر كلمات رفيقه القديم قائد احد القبائل حينما زار هذه المنطقة من العالم فأخبره محذرا الا يحاول القدوم لهذه الجزيرة مرة اخرى فربما ستكون الاخيرة.

اخبر اريليوس ان يدنو منه, نزل اريليوس على ركبه وهو يستمع, وضع المعلم يده اليسرى على كتف اريليوس وتحدث يقول: "ايها الشجاع, من اليوم ستكون وريثي في ما علمتك اياه, رغم اني عندي اولاد كُثُر الا انهم لم يرغبوا بتعلم حرفتي, عليك ان تعود للقصر وتعد الوصفة الشافية وتعطيها للفتاة, انني متيقنً تماما انك لن تخذلني وقد اصبحت جاهزا".

بيروس: "ابي ارجوك دعني احملك على ظهري, انني استطيع فعل ذلك, ارجوك لا تكن عنيدا".

المعلم:" بني انها رغبتي لقد تعبت وعشت حياة كاملة, فالتبلغ حبي وقبلاتي لوالدتك زوجتي وحبيبتي الوحيدة, ولتقبل رأس اخواتك وتخبرهن بحبي لهن, ولا تنسا اخوتك الشجعان, اخبرهم باني فخور بكل واحد منهم, لن اموت وعندي رجال يتنفسون على وجه الارض".

نزلت دموع اريليوس ورأسه على صدر المعلم وهو يبكي قائلا: "لماذا افارق كل عزيز احبه, لقد لعنتني الالهة".

المعلم وهو يمسح على شعر اريليوس: "انه مصير العظماء, ولتعلم يا اريليوس انك ستعود يوما الى قبيلتك وستقودهم وستغدو اشجع رجل, لتجعلني ووالدك فخورين بك, لا تسمح للظلم ان يرتقي ولو كلفك ذلك حياتك, اجعل سيفك مسلولا في وجه كل ظالم, لا تصمت عن حقك ابدا, واياك ان تسلم قلبك لمن ليست من لونك, واحذر ان تسير على خطى اتيلا".

بيروس الذي لم يفهم اخر جملة, استمر يبكي وهو يحاول جاهدا اقناع المعلم بأكمال الطريق, نظر المعلم الى عيني اريليوس وهو يمسك راس الفتى بيديه, تحدث اخر كلماته: "عش شامخا ومت شامخا يا مغير الاقدار".

تركته الحياة فاتحا عينيه وغادرت روحه الجسد وهو يبتسم الى اريليوس الذي تنير وجهه الشعلة, وهو سعيد يحدق في عينيه الصبي, لتسقط يداه على جسده وتنحني رقبته نحو اليسار قليلا, كانت تلك اللوحة لجسد المعلم اخر ما سيراه اريليوس من الانسان الذي كان الوالد والقائد والمعلم في طفولته القاسية, الذي غير حياته ليجعله انسان يدرك معنى ان تكون بشريا.

بيروس الذي بكى بصمت, تمالك نفسه, حاول السيطرة على مشاعره ليتحدث قائلا: "علينا ان نشرف موت والدي بأنهاء ما بدأناه, لنكمل المسير".

اغلق اريليوس عينيه معلمه ونهض يمسح دموعه, ثم ضم قبضتيه بقوة واخبر المعلم يقول: "لن تضيع تضحيتك هباء, اعدك ان اصل بالدواء".

ركض بيروس يتبعه اريليوس, والفجر يوشك على البزوغ, ساروا مسرعين مرورا بطريق كثيف بالاشجار نزولا نحو الغابة القريبة من الشاطئ ليكون بعدها الطريق المؤدي الى الشاطئ.

نظر القبطان مطرقة من سفينته نحو الجزيرة والشفق يعلو من خلف اشجار الغابات الكثيفة, تسائل في نفسه قائلا: "اتمنى ان يكونوا احياء, ويصلوا في الوقت المحدد".

اصبح الطريق سالكا بلا عثرات امام اريليوس وبيروس, وايضا امام رجال القبيلة الذين يلاحقونهم منذ ساعات, احس بيروس بالخطر يقترب وبحوافر الخيل تضرب الارض بقوة, صرخ نحو اريليوس ان عليه بالاسراع, فقد اوشكوا على بلوغهم, ولم يبقى الكثير على الشاطئ.

دخلوا الغابة التي تفصل بينهم وبين الشاطئ وهم يركضون بأسرع ما يمكنهم, ومتاخرين عن موعدهم, فالغابة عميقة وتستغرق وقتا والشمس قد اوشكت على الشروق.

التف رجال القبيلة عليهم وحصاروهم في وسط الغابة, واطبقوا عليهم كمين محكما, كانوا ثلاثة رجال يمتطون الحصنة ويحملون سيوفهم مرتدين ازياء الحيوانات المرعبة التي تغطي رؤوسهم واجسادهم, نزلوا من الاحصنة واريليوس ملامسا بكتفه لجسد بيروس.

تحدث بيروس وهو يحاول ايجاد مخرج من الكمين المميت:" عليك ان تركز لما سأقوله, عندما اقتل اول رجل, اهرب نحو احد الاحصنة وامتطيها وانطلق بها".

اريليوس: "لن اتركك وحدك", غضب بيروس وهو يتراجع قليلا نحو الوراء, تحدث: "اعدك انني سأكون خلفك مباشرة, فعندما ستشتت انتباههم سأنقض على احدثهم واركض نحو احد الاحصنة واتبعك".

تقدم الرجال الثلاثة نحوهم, سل بيروس سيفه وبدأ بنزال اثنين منهم, وتبقى واحد لاريليوس, بدأوا بالقتال وبيروس يحاول جاهدا اصابة احدهم, قاتل اريليوس بشجاعة ومرونة, فحرص على ان ينهك خصمه وهو يهرب ويشتت انتباهه من اجل ظربة قاضية.

وبالفعل ما ان هاجم الرجل بكل غضب تفادى اريليوس ضربته واعاد اليه ضربة ركض فيها تحت جسد الرجل ومزق بطنه, اصبح الرجل خلف اريليوس, نظر اريليوس اليه وهو يعلم انها ضربة موجعة, نظر الرجل الى بطنه فوجدها قد تمزقت واحشائه باتت تخرج من جسده, سقط ارضا وهو يحاول الامساك ببطنه.

خدع اريليوس احد الرجلين الاخرين انه يحاول الهجوم وحينما اتجه الرجل لينازل اريليوس, اتجه اريليوس نحو الاحصنة, وركب احدها, لكنه لم يلذ بالفرار, بل وقف على الحصان واتجه نحو الرجل, قفز عليه وغزس سيفه في صدره, لينزل على جسد الرجل الذي سقط ارضا, كان الغضب قد تملك اريليوس الذي تغير بياض عينيه متحولا الى اللون الاحمر, وهو يصرخ عليهم بكلمات غريبة من لغته, تمكن بيروس من قتل الرجل الاخر, لكنه دهش لما فعله الصبي ولما اظهره من ذكاء وحنكة.

صرخ بيروس قائلا:" الم اخبرك ان تهرب واني سالحق بك, لقد كدت ان تقتل".

اريليوس وهو يجر انفاسه بسرعة ودماء الرجل تغطي وجهه وجسده, تحدث كان شيطان تملك جسده: "نحن لا نترك رفيقا في المعركة".

ركب الاثنان الاحصنة وانطلقوا ليجتازوا الغابة حتى يصلوا غايتهم, في تلك الاثناء استعد البحارة للانطلاق, اخبر احد الرجال القبطان انهم مستعدون للابحار, نظر اليه القبطان وصمت قليلا, ثم اخبره ان يتمهل لعدة دقائق.

.......................................................................

وفي مكان اخر والشمس قد اشرقت على تلك المنطقة من العالم ايضا, بين السهول الواسعة والنور يغطي الارض ممتزجا بحبات القمح والوان النباتات الخضراء, مضى حصانٌ بين المزارع مسرعا ويحمل على ظهره شاب وفتاة.

تحدث الشاب: "أيمكن لفتاة مثلك, عاصرت ابشع مشاهد الحياة, ان تقدم على فعلة غبية كتلك, اخبريني ماذا كنت تفكرين حينها ؟"

اكملت الفتاة في عالمها الصامت مسترجعة في ذاكرتها تلك اللحظة التي كادت ان تنهي حياتها بخنجر رفيقها الوحيد, حينما عزمت على ترك هذا العالم واللحاق بالوالدها واخيها, بعد ان استسلمت لمصيرها الذي اختارت ان تسطره, لكن القدر ارسل ايرلندر في اللحظة الفاصلة, ليوقف وولفينا عن قطع انفاسها وتركها للحياة, حيث فتح الباب ووجدها تحاول قتل نفسها, فصرخ يركض نحوها وقفز عليها ودفعها نحو الارض, ثم اخذ الخنجر منها اخبرها انه لتوه قد وعد والدتها ان يحافظ على حياة ابنتها مهما كلفه الثمن.

لم تجبه واستمرت في سكوتها, حدث نفسه مجيبا: "بالطبع, فانت لا تتحدثين, حتى لاقرب شخص لك, لا عليك استمري في سكوتك".

وبينما قاد ايرلندر الحصان يمضي نحو المدينة الاخرى, وصلوا منطقة خالية من مظاهر الحياة تكثر فيها الوديان والاماكن الوعرة, مروا منها مسرعين دون توقف, امر ايرلندر الفتاة ان تتشبت به جيدا فهذه منطقة مليئة بالقتلة واللصوص, وان عليهم اجتيازها بسرعة.

في اثناء طريقهم توقف الحصان خائفا ورفع اقدامه الامامية في الهواء ليسقط من عليه الاثنان, فقد واجهوا فخا نصب امام الحصان الذي صنعه بعض قطاع الطرق, كانوا خمسة رجال

احاطوا ايرلندر والفتاة, تحدث احدهم طالبا المال, فأجابه ايرلندر انه سيلبي طلبه, لكن الرجل الثاني طلب بسخرية يقول ان يريد الفتاة ايضا, واذا حاولوا الهروب سيلقون حتفهم بأبشع طريقة.

غضب ايرلندر واخبرهم انه سيعطي لهم المال شرط ان يدعوه وشأنه والفتاة معه, اصر الثاني على مطلبه وهو يتقدم ويلوح بسيفه اليهم, دفع ايرلندر وولفينا خلفه وسحب خنجره واخبرها ان تحمي ظهره وانه لن يدعهم يأخذونها منه.

هجم الخمسة على ايرلندر محاولين قتله, فقاتلهم بفأسه القوية, جرح اول رجل حاول الهجوم, فتراجع الباقين خوفا من وحشية ايرلندر وفأسه, اعادوا هجومهم بقوة وشتتوا تفكير ايرلندر ليحاول التصدي لهم جميعا, تحرك اخيرهم الذي كان شبيه بالضبع الجائع وامسك بوولفينا, جرحته وولفينا لكنه تمكن من السيطرة عليها واحكام يده على رقبتها.

جرح في ساقه وهو يحاول مساعدة الفتاة, فسقط كأسد تمكنت منه الضباع الجائعة, ضل يلوح بفأسه محاولا ابعادهم, تحدث الرجل الثاني: "سأقتلك الان وسأحرص على ان تعاني الفتاة حتى تموت, للأسف لن تشاهد تلك اللحظات".

صرخ رجل يتقدم من بعيد وهو ينزل من على حصانه, كان ضابط في الجيش الروماني يرتدي زي الجيش الروماني بسيفه القصير ودرعه الكبيرة المنحوت عليها نسر روما المعروف.

تحدث وهو يلوح بسيفه نحو قائد اللصوص, الا تخجلون من انفسكم, تتكالبون على رجل واحد, اين العدل في ذلك".

تحدث قائدهم بسخرية: "سنريك العدل وسنعود لقتل هذا المتوحش ذو الفأس, نحن نعشق قتل الجنود الرومان, وسرقة نقودهم".

احاط الاربعة الضابط وهم يحاولون الانقاض عليه مع اول فرصة لهم, تحدث وهو يحتمي بدرعه ويضرب سيفه بقوة على الدرع: "ستتذوقون طعم سيفي المتعطش لدماء الجبناء امثالكم".

هجم الاربعة سويا وهم يصرخون, لم يتحرك الضابط الروماني واستقبل سيوفهم واحد تلوا الاخر, رفع درعه عاليا ليصد سيف احدهم ويعيد الضربة من اسفل الدرع ليمزق جسد اللص الاول, هجم الاخر من جهة الخلف, فتقدم الضابط خطوة للامام وعاد يسار خطوتين للوراء وضرب اللص الثاني ضربة قاصمة في ظهره ليسقط على الفور, هاجمه الاثنان الاخيران هجمة واحدة محاولين التمكن منه, فصد سيفا بدرعه والظربة الاخرى بسيفه, وصرخ ودفعهم بقوة, وقتلهم بكل يسر وسرعة, ليسقطوا ميتين على الفور.

كان الاخير ينظر الى رفاقه وهم يقتلون على يد الضابط الروماني, وعندما قتل اخر واحد منهم, دفع الفتاة نحو الارض, وهرب مسرعا, ركض الضابط نحوه واطلق سيفه في الهواء ليصيب ظهر اللص الهارب وينهي حياته.

تقدم نحو ايرلندر واخبره ان يبقى جالسا سيحضر له بعض الاعشاب, ثم اتجه نحو الفتاة, ودنى منها وحمل خصلات شعرها التي تغطي عينيها ونظر اليها بوجه المتزن واخبرها انها ستكون بخير, ساعدها على النهوض, واخبرها انه سيجلب لها بعض الماء من حقيبته لتشرب وتهدء.

عاد ببعض الدواء والماء, ناول كيس الماء الجلدي الى الفتاة واخبرها ان ترتاح قليلا بالقرب من احد الاحجار والا تخشئ احد في وجوده, ثم جلس ونظر الى جرح ايرلندر واخبره ان الجرح ليس عميقا, واخرج بعض الاعشاب ووضعها على قدمه, ثم لف الجرح بقماش من ملابس ايرلندر, وحثه على ان لا يرهق نفسه كثيرا.

نهض ايرلندر وحاول الوصول الى حصانه من اجل اكمال المسير, تقدمت وولفينا الى الضابط واعادت اليه جرة الماء, واعطته ابتسامة شكر, تحدث ايرلندر معلقا: "هي تأبى الكلام ولا اعرف لماذا, ابتسامتها تعني انها تشكرك لانك ساعدتنا, عندما عجزت عن انقاذها".

الضابط: "لقد قاتلت بشراسة, الا انك تفتقر للأسلوب والتكنيك القتالي, تدرب وستكون اقوى".

اكمل ايرلندر من اعداد حصانه ووضع فأسه في مكانه الملائم, ثم نظر الى الضابط الذي استعد لركوب حصانه الاسود المحمل بأغراض السفر, تحدث يقول متسائلا: "شكرا لك على انقاذنا مرة اخرى, اين هي وجهتك ؟".

الضابط: "اني عاد للديار, وانتم اين وجهتكم".

ايرلندر: "الى عاصمة روما".

الضابط: "لكنها بعيدة مسافة يومين, وانت جراحك تحتاج للعناية, ارجوكم اقبلوا ضيافتي في منزلي فهو قريب ويبعد مسافة اقل من يوم, سنتجه شرقا وسنصله منتصف الليلة, لن نتوقف الا قليلا لترتاح الاحصنة ولدي بعض الطعام اتمنى ان تشاركوني اياه".

تحدث ايرلندر وهو يركب الحصان ويساعد وولفينا على الركوب:" بالمناسبة ايها الضابط ما اسمك ؟".

الضابط وهو يأمر الحصان بالانطلاق: "اسمي اوميروس".

Continue Reading

You'll Also Like

121K 10.9K 31
بعد ثلاث أشهر من تلك الحادثة "اتخذت قراري وسوف أخرج من هنا " غالبًا يتم عرض القصة من وجهة نظر أليسون. تصنيف الروايه( قصص هواة، غموض وإثاره)
3.2K 426 8
ايتها الشخصية الجانبية عليكِ بإنقاذ الشرير الذي مصيره الموت المحتوم.
44K 3.5K 41
- مكتملة - تبدأ قصتنا في عصر توحد فيه العالم تحت راية واحدة يحكمها إمبراطور قام بصنع ما يعرف ب «الجنود الخارقين» حتى يضمن بقائه في الحكم. هؤلاء الجن...
61.2K 6.3K 27
قيل لي يومًا بأن هناك سفينة قادمة ودموعك ياقطعة قلبي بحرٌ لي لأبحر واستمعت بأن هنالك عاصفة قادمة سوف تغرقني حبيبتي هل هذا مصابنا وقدرنا الأبدي ؟