Hidden Echo || أقنعة

By Weirdomoon

6.2K 534 1.3K

موجاتٌ من الزَّيف أنارت دروبنا وقناعُ القوةِ أبى السُّقوط عن ثغورنا، والإفشاء عمَّا تحويه قلوبنا من صدوعٍ دُف... More

ɪ ɴ ᴛ ʀ ᴏ
ᴄ ʜ ᴀ ᴘ ᴛ ᴇ ʀ ᵒⁿᵉ
ᴄ ʜ ᴀ ᴘ ᴛ ᴇ ʀ ᵗʷᵒ
ᴄ ʜ ᴀ ᴘ ᴛ ᴇ ʀ ᵗʰʳᵉᵉ
ᴄ ʜ ᴀ ᴘ ᴛ ᴇ ʀ ᶠᵒᵘʳ
ᴄ ʜ ᴀ ᴘ ᴛ ᴇ ʀ ᶠⁱᵛᵉ
ᴄ ʜ ᴀ ᴘ ᴛ ᴇ ʀ ˢⁱˣ
ᴄ ʜ ᴀ ᴘ ᴛ ᴇ ʀ ˢᵉᵛᵉⁿ
ᴄ ʜ ᴀ ᴘ ᴛ ᴇ ʀ ᵉⁱᵍʰᵗ

C H A P T E R ɴɪɴᴇ

346 27 26
By Weirdomoon

سحبتُ قدماي بسرعة البرق نحو غرفتي قبل أن تصل إلي تلك اليد ذات المخالب. إن وقعتُ بين يديها لن ترحمني؛ ليس وكأنني رحمتها منذ قليل.

«رينا اللّعينة! قومي بفتح الباب حالًا.»

صرخت نايون أعلى صوت تزامنًا مع زفيري لنفسِ النّجاة، كادت تقتلني، سأكون مستنكرةً لو لم تفعل ذلك!

«رينا افتح الباب لنتفاهم، ليس وكأنني سأدعك تدفعين نصف ثمن الجريمة التي قمتِ بها.»

زفرت ضحكةً ساخرة قبل أن أنحني نحو لويز أربت عليها وعلى أدائِها الرّائع منذ قليل، في حين غمغمت لنايون قبل أن ابتعد عن الباب.

«بالطّبع لن تفعلي ذلك؛ لأنك ستجعليني أدفع الثمن كاملًا.»

ألقيت بثقلي على السرير متجاهلةً صراخ نايون حتى فقدت هي الأمل مبتعدة، راقبت لويز وهي تتمرغ على معدتي بتمايع، هل تحاول إغرائي لأكلها؟

«أعتقد أن على اللّقيط ذاك أن يدفع لكِ أجر أتعابك.»

نفشت فرائها بغرور حتى عادت طبيعية، قهقهت وأنا أتذكر ما قامت به؛ لقد مزقت ثوب -ڤرزاتشي- الوحيد الخاص بنايون، مقابل إطفاء الحرقة في داخلي.

بعد الحركة الشنيعة التي قامت بها في المنتجع اشتعلت نار الحقد في داخلي، كنتُ أعلم أنها نايون من غيرها؛ تلك التي تتعهر للنقود وتفعل المستحيل لكسب مصالحها حتى لو حطت من عزة نفسها، بالرُّغم من هذا لم يفارقني الشّعور المزعج منذ مغادرتنا من يومين حتى الآن.

لم تخمد النّار في داخلي حتى الآن لكنها خفت عن السابق، وسعادة أن علاقتهما للآن لم تعد إلى أي موضع يطغى على أي شعور آخر.

استيقظت من شرودي على طرقات الباب الزجاجي الجديد، كُنت قد تشاجرت مع اللّقيط حتى يشتري لي واحدًا جديدًا عوضًا عن الذي كسره سابقًا.

«كُفي عن كونك عاهرةً لويز، أقسم أن قطط الحي تختفي بسبب مؤخرتك الضائعة.»

لم أكذب، أعجز عن رؤية قط واحد يتقدم حين تمر لويز في الشّارع.

وهكذا قضيتُ النّهار أتشاجر مع لويز، ثم أداعبها مجددًا حتى غفت بين يدي وأنا انغمستُ في قراءة أحد الكتب الرومنسية القذرة. وهنا شعرتُ بالجفاف يزحف على كل قطعة مني، كم أنا بائسة لاحتضن لويز حتى لا أظهر لأبطال الرواية أني وحيدة، أو حتى أشعر بالغيرة من حياتهم المثيرة.

«لمَ لا يمكنك إحضار كأس ماء واحد ببساطة يا لويز!»

تذمرت وأنا أركل الملاءة لأحضر كأس ماء من أجلي، تفقدت الطريق وكانت آمنة لأنجو من حذاء نايون المحلق إن قذفتني فجأة. الهدوء والظلام يخيمان على المكان، هنا تذكرت أحد المقاطع من الرواية، تلك التي جعلتني أشد مؤخرتي للرقص بحرارة وصمت أيضًا.

في طريق العودة انتبهت للتلفاز، إنه مضيء!
«نايون تلك لا يمكنها حتى الاعتناء بتلفاز».

تقدمت لأطفئه حتى تجمدت أمامه...ما اللعنة!
مررت عيناي بهلع وسرعة على الشاشة؛ خوفًا من أن تختفي المحادثة قبل أن أدركها.

هذه المحادثة من هاتف نايون!
هي الوحيدة التي استخدمت التلفاز اليوم؛ لا بد من أنها قد غفلت عن فصله من هاتفها، شهقت بهلع حين أدركت ما يجري بالمحادثة.

البنك الجديد: ألم تصلك رسالتي؟

شعرت بالغضب يتسلقني، البنك الجديد!
ما الذي كنت اتوقعه من نايون على كل حال.

راقبت الشاشة كانت قد تجاهلت نايون الرسالة، في حين ظهرت ثلاث نقاط من جهته تثبت إصراره على خلق المحادثة.

البنك الجديد: ظننت أنه يجب علينا التحدث، لم أتمكن من تخطي إعلان ليلة «هاتس كوين» من دون دعوتك إليها.

تعرقل تنفسي، هل يعني تلك الليلة التي تقيمها العجوز بيني مع أحفادها وأوراق خفتها المشعوذة، تلك التي لا يدخل إليها سوى مراهقي الطبقة المخملية؟

البنك الجديد: يبدو أنها لم تصل، أعلم أنه لا يمكنك مقاومة ليلة كهذه. تعلمين حتى أنا لا يمكنني مقاومتها، كل ما أفكر فيه هو ما سترتديه في ليلة كهذه وما يمكننا القيام به.

سحقًا، سحقًا، سحقًا...نايون بدأت بالكتابة!
نايون ألم تكوني عفيفة رقيقة القلب أمامه؟ كُنت أعلم ذلك، لا يمكن أن تمر مؤخرة نايون من أمام العجوز المراهق في المنتجع دون التسبب لنا بالمشاكل.

نايون: لستُ متأكدة حسب ما سيكون عليه جدولي حينها.

قلبت عيناي من غير تصديق مع قهقهة مكتومة، نايون هذه تجيد دورها بكل احترافية، تعلم تمامًا كيف عليهم جر الرجال إلى قدميها.

لأنها نايون التي كانت تنفصل عن الرجل إذا مرت ليلة هاتس كوين دون دعوتها إليها، كيف لها الارتباط بفقير لا يمكنه تحمل تكاليف موعد رومنسي شيق في هاتس كوين؟

البنك الجديد: لا يهم؛ لأني سأختطفك من بين أعمالك حينها.

هذا مقزز...أعني حقًا مقزز.
لم أفكر في قراءة المزيد، لا وقت لدينا الباقي مكشوف؛ نايون ستقاوم وما عليه إلا أن يغازل حتى نرى أن نايون ستقبل وتدريجيًا يغتر هو بنفسه حتى تعود نايون لشنقه والتأكد من سيطرتها عليه.

هرولت نحو الغرفة شعرت بالألم ينبض من جبيني؛ من شدة عقدة حاجبي، حرارة جسدي ارتفعت غضبًا، أحتاج للتنفيس عن غضبي حالًا!

ارتديت سترتي السوداء بسرعة، رفعت سماعة الهاتف إلى أذني أنتظر ردًا تزامنًا مع قتلي نهاية الحذاء بكعب قدمي.

هربت من الباب الزجاجي حتى وصلت مدخل المنزل وأعدت المحاولة في الإتصال، من يعتقد نفسه حتى يتجاهل مكالماتي؟
أيظن أني أريد محادثته حقًا!

للمرة الثالثة لا أجد أي إجابة، تمالكت نفسي عن ركل السيارة المركونة على جانب الطريق لكني صرخت بقوة بينما وقفت أنظر بغضب يجوبه الضياع وسط الشارع، أين سأذهب الآن؟ لا يمكنني العودة وتجاهل ما سيحصل، لا أستطيع الصبر وإهدار دقيقة واحدة من غير التفكير في كيفية قتل تلك العلاقة.

العديد من المخططات تنفجر في مخيلتي لكني عاجزة عن تنفيذها، لا يمكن أن ينتهي كل ما أخطط له بسبب فاسق صغير، لا يمكن أن أعتمد عليه بهذه الطريقة.

لم بدأت أتحدث كما يفعل هو بغرور وتقزز و...انتفضت على صوته الذي صدح من سماعة الهاتف.

«تبحث عن رقم المصحة؟ متأكد من أنك مختل يحتاج للعلاج.
من يقوم بالاتصال عدة مرات في ليلة السبت اللعينة!»

أجل هذا ما قصدته ذلك التكهم والتقزز والتسلط والغضب، كل الصفات المتعبة تلتصق فيه وبدأت تلتصق فيني أيضًا.

«لأنها ليلة السبت اللعينة كنت أبحث عن راقص يمتعني ولم أجد خيارًا أفضل منك.»

لحظة صمت مضت، يبدو أنه لم يدرك أني المتحدثة في البداية حتى أبهرته بالرد المتناسب مع ضجة الموسيقى الصادرة من خلف صوته.

«أخبريني لمَ لم أقم بحظر رقمك حتى الآن!»

أطلقت نفسًا ساخرًا قبل أن أردف ببرود.

«لأنك ستحتاج إلي في ليلة سبت لعينة كهذه نخطط فيها من أجل قنبلة جديدة وقاتلة تمسح أي وجه من وجوه علاقة العشاق المقززة تلك.»

تنهد يتذمر هو في حين ضربت قدمي الأرض بعجلة.

«أي هراء هذا الذي تتحدثين عنه، هل أنتِ ثملة؟»

تمسكت بآخر ذرة صبر أصل لنهاية الموضوع.
«أين أنت؟ أحتاج لمقابلتك حالًا إذ لم ترد الحصول على أخٍ صغير ينافسك في الظرافة.»

لم يغب عن أذني زفيره المنزعج وبعض الشتائم التي تمتم بها، مددنا النقاش قليلًا حتى انتهى بإرساله موقعه الحالي إلي.

موقعه الحالي الذي أفسد حالتي!
بعد أن تتبعت ذلك الصخب الصادر عن الموسيقى التي شعرت بها تنبض في رأسي، وصلت إلى آخر طابق ولم أخطأ الاتجاه إذ واجهت العديد من النماذج الفاسقة الخارجة من بوابته المفتوحة وعلامات الاحتفال الصاخب بادية عليهم؛ من ملابس فاضحة حتى رائحة السجائر المخدرة.

كمشت معالمي بانزعاج وأنا أرفع سماعة الهاتف أحاول الاتصال به، دخلت الشقة وأنا أكرر المحاولة في الاتصال، بحثت عنه بعيني انعطفت نحو غرفة المعيشة وقد كانت مكتظة حتى بدأت أشك أن من فيها قادرين على التنفس!

ابتعدت نحو المطبخ وأنا أكرر الاتصال مجددًا حتى تسمرت في محلي، لم يكن هذا ما أبحث عنه بالضبط، أعني هذا ما كنت أبحث عنه، لكن ليس...

ابتلعت أرطب حلقي الذي جف فجأة، ولم أتمكن من الطرف عن جانب وجهه اللامع بحبيبات العرق الخفيفة، يميل جانبًا...منغمسًا؟
لا أعتقد أنه كان منغمس فقط كان شديد التركيز وكأنه يقوم على صنع فن من الفنون...فن اللَّهو!

جفلت حين دخلت يد فتاة مجال بصري وهي تغرس أصابعها في جذور شعره، إلا أنه أبعدهما بعنف عنه يكمل العمل، لا يمكن أن يكون مغرورًا عنيف حتى في اللَّهو!

تخبطت أكرر الاتصال عليه حتى ينتبه وينهي هذا العرض، بالرغم من علمي أنه سيتجاهل هذا الاتصال كسابقه؛ مجرد حجة سخيفة للحصول على دقائق إضافية من العرض.

سُحقًا، لو أخذت بإرشادات المتابعين على تلك الرّواية الحقيرة حين أمروا بحظر نفسك لأسبوع بعد قرائتها حتى لا تفسد العالم بالهرمونات التي تشردت بفضلها.

التقطت أنفاسي أدعي الانزعاج أفرض السيطرة على نفسي وأنا أتقدم إليه، وبقوة قبضت على ياقة قميصه المجعدة من الخلف وبأقوى ما لدي سحبته أقطع اللحظة الحميمية القائمة وباشمئزاز صرخت نحو الفرخ التي فقدت توازنها.

«انتهى العرض، أحسنت صنعًا ليس عليك انتظار الإصابة بالايدز لتغادري حجر الرّجل أليس كذلك؟»

كشرت بغضب نحوي وهي تصرخ عن الخطب الذي أعاني منه، اعتقد أن هناك خطب بالفعل؛ إذ شددت قبضتي على ياقته في حين صرخت بقوة في وجهها ورفعت يدي الأخرى بلا سبب نحوها.

لم تكد يدي تلمسها حتى زمجر اللقيط من جواري وهو يلف جسده من أسفل يدي، ويديه أحاطت قدماي بقوة يلقيني نحو كتفه.
«لستُ جروًا لتمسكي بي بهذه الطّريقة!»

«إن لم تكن جروًا ماذا عساك تكون من الحيوانات الأخرى؟ كيف يمكن لبشري طبيعي ألا يسمع صراخ الهاتف المسكين أو الانتظار بالخارج كأي شخص طبيعي ينتظر لقاء أحدهم!»

أنهيت جملتي بصراخ جانب أذنه وقد تأذى هو يبعد رأسه عني، في حين عبرت أنا عن رغباتي دون السماح له بالحديث.

«أنزلني حالًا وإلا تقيأت على لوح الخشب هذا.»

ضربت ظهره تزامنًا مع نهاية كلامي، أردت تدارك الدّوار ورفع رأسي حتى شعرت به يسرع من خطواته وبقبضته العنيفة ثبت يد على فخذي بقوة وأخرى حول خصري.

سحقًا...شددت على فكي أصفع ظهره.
«أنزلني حالًا وإلا صرخت بأعلى صوت بأنك خدرتني وتنوي التحرش بي!»

سمعته يقهقه بخفة وكأنه لم يقصدها في حين شدد من قبضته يغرس أنامله في جلدي بطريقة آلمتني.

«تتابعين العديد من الروايات والأفلام السخيفة على ما يبدو، ما الذي تعتقدين أن الناس يقومون به مثلا في حفلات كهذه؟ يتلّون الإنجيل مع كأس من المياه المقدسة عند البار ويجتمعون للدعاء في الغرف!»

حسنًا لا أعتقد أنه مخطأ، لكن عليه أن يقوم بإنزال حالًا.
بدأت الصّراخ غضبًا حتى تحول إلى هلع حين بدأ جسدي يترنح بعنف في حين شد هو قدمه يسرع بالركض على السلالم يثير غثياني، سحقًا أشعر بالدّوار.

استسلمت أرجو العودة للجاذبية والعيش بسلام.
«حبذا لو تملكين عذرًا يستحق صرف متعة ليلة السبت على الحديث معك.»

عدة ثواني حتى عدت إلى الجاذبية إلا أنني اضطررت للتمسك بكتفه قليلًا أعيد التوازن وقربه هذا أعاد المشهد السابق لذاكرتي، نفث نفسًا ساخرًا على جانب وجهي في حين لعنته تحت أنفاسي.

«دعينا ندهب بعيدًا عن هنا لا يمكن لأحدهم أن يراك تقفين جواري.»

ابتعدت عنه بتقزز مستنكرة.
«عذرًا، إلى ماذا تشير؟ ما الخطب مع الوقوف معي!»

زفر هو بغضب يسحب معصمي ليجرني ورائه إلا أني رفضت التزحزح معترضه حتى عاد إلى وجهه المتجهم يهسهس.

«الخطب هو ما الذي قد يجمع غريبة أطوار مثلك مع فتى بسمعة ذهبية كخاصتي! لا يمكن لأحدهم أن يلمح حتى أن الكهل ذاك مدير المدرسة هو والدي نفسه الرجل الذي يتلوى بين أحضان غريبة الأطوار ذات الرأس البرتقالي...»

صرخت أقاطعه أتقدم بانزعاج
«حسنًا فهمت، وصلت المعلومة لم يكن عليك الشرح هكذا.»

انعطفنا نحو الشّارع الجّانبي للمبنى، توقفت أنتظره ليرشدني نحو الطّريق، تقدم وبدأ بالأسئلة في حين أجاري خطواته.

«ما هو الامر المهم الذي تطلب منكِ قطع هذه المسافة؟»

«هاتس كوين.»
نطقت العنوان الرئيس لمحور موضوعنا قبل أن أصمت لترتيب أفكاري، إلا أنه سخر بنبرة لعوبة.

«هذا عذر جيد لإفساد ثلاث ليال سبت ليس ليلة واحدة فقط، لكن أخشى أني لن اكون رجلًا رومنسيًا وأرفض عرضك المثير للشفقة؛ فالعرض قد أتى من شخص خطأ وهذا لن يغفر ذنب مضايقتي ليلة السبت لكن قد يخفف من حدة الأجواء.»

زفرت بضجر وأنا أقلب عيناي.
«لهذا عليك التوقف عن شرب الغرور على الفطور؛ أنظر إلى عقلك أكاد أستشعر وجوده في رأسك حتى! من عرض عليك الذهاب بحق الآلهة ؟»

لقد جفل على صدى صرختي، أقسم بذلك!
تنهدت أتابعه يتقدم حتى ركل صندوق بلاستيكي قبل أن يسحبه، حضرت لساني للسخرية منه إذ كان ينوي الجلوس على هذا الصندوق المسكين، حتى حطم توقعاتي مع تحطم الصندوق على الحائط.

«على رسلك، لن يتمكنا من قضاء لحظة واحدة طالما سنسبقهم بخطوة.»

التفت بوجهٍ متجهم بالكامل وحين لم يجد شيء لضربه، جن جنونه ليأخذ الحائط كضحية تحت لكماته، توسعت عيناي بصدمة أستمع لهدير غضبه.

«خطوة، خطوتان أريد التقدم وركل ذلك العاهر كيف يجرؤ على التقدم...»

تقدمت أنقذ الحائط منه أو العكس لا أعلم، لا أستطيع التحديد بعد أن برزت العلامات الحمراء والشروخ على قبضته، صرخت أحذره.

«أنت من يحتاج إلى الرّكل هنا هل فقدت عقلك؟»

شهقت بقوة حين قلب الوضع يسحبني بعنف نحو الحائط، تأوهت أثر الارتطام ثم اقترب حتى اختلطت أنفاسنا المتفاوتة.

«لا تجرؤ على التوقف في طريقي يومًا.»

عقدت حاجبي مشوشة، ما خطب شخصيته المضطربة!
لم كل هذه العدائية؟ هل قام كابتن هوك على عض مؤخرته حين ولد!

«سأقف حتى تستيقظ من غضبك السخيف هذا وتبدأ باستخدام عقلك مجددًا، أخبرني كيف سأتمكن من صنع خطة محكمة مع طفل غاضب لا يكف عن ضرب كل ما هو موجود حوله.»

زمجر بغلظة يضرب قبضته على الحائط، دنى نحوي يصرخ.
كان يصرخ إلا أنني لمحت ذلك الطيف المخفي من خلف كلماته.

«إذًا كيف سأتصرف؟ ما الذي يجب علي فعله لإنهاء هذه المسرحية؟ إلى متى تريدين مني وضع قبضتي كزينة على جانبي!»

هل يمكن أن أستعمله كاعتراف استسلام؟
هل يمكن أن المغرور ملك الجحيم هذا قد راوده اليأس؟
أيكون قد تعب من حرقه لأعصابه طوال الوقت الفائت؟

مُحال، هناك أمرٌ آخر بالطبع، هو ليس...مستحيل!
أمسكت بياقة قميصه بعنفه وغضب أشده نحوي مستغلة غفلته، أردت قلب الوضعية أيضًا على جانب الحائط إلا أنه أثقل من ذلك وصبري نفذ.

«ما اللعنة التي تجرعتها؟»

ما اللّعنة التي تجرعتها! ما اللّعنة التي قد يتجرعها شاب مثلي في ليلة سبت صاخبة؟ ما اللّعنة التي قد أقوم بها حين يُقلب عالمي رأسًا على عقب في لحظة واحدة!

تخبطت حركتي قبل أن أسترجع جأشي وأزيل يديها عني بغضب، لقد لاحظت انفعالي المبالغ به حتى لعنتني تحت أنفاسها إلا أنني ثبتت على موقفي أصدها.

«هذا ليس من شأنك.»

لكن هل كل من يحرصون على حشر أنفسهم في أمورك يمكن صدهم بسهولة؟ الإجابة واضحة على معالمها المفترسة نحوي.
«أخبرني قبل أن أتقدم للاكتشاف بنفسي.»

نفخت ضحكة بينما أحاول تجنب عينيها، سحقًا لم عليها فقط الظهور الآن؟ لن أمررها لها، لن أصمت على تطفلها الخادش هذا.
«ظننت أننا سنناقش أمر العشاق، لم أعلم أنك تريدين التدرب على دور مديرة المدرسة العجوز الآن.»

صمت سكن في المكان حتى كسرته تفاجئني بكفها الصغير تلتقط ذقني الأملس، أدارت وجهي بقوة نحوها حتى أجبرتني على الاقتراب أكثر مخترقةً مساحة كلينا.

مخترقة صغيرة، انعكس ارتخاء ملامحي على حدقتيها المشتعلة، بصوت منخفض لم اعتده منها أردفت.

«لا تدع الجنون يقضي على آخر خلايا عقلك، المادة التي خدرته بها لن تنقذك من العالم الحقيقي، على الأقل ليس للأبد.»

ليس وكأني اتخذ المخدرات كمهرب، مجرد سيجارات يتم تداولها في بعض الاحتفالات لا تضر، لا أحاول خدع نفسي بإغلاق حواسي عن العالم والانتشاء عاليًا، صحيح لقد دخنت كمية غير المعتادة اليوم وكنت أنوي الإضافة لولا اختراقها مجالي، لكن كلا الأمر ليس كذلك...إنه مجرد احتفال لا أكثر.

حاربت السم في داخلي بالرّغم من محاولة جزء مني بالتمسك به، لن أسمح لها برؤيتي حتى وأنا منتشي جزئيًا، إنها تنظر نحوي وكأنها تترحم على كبريائي المتزعزع، شددت قبضتي لأستعيد ما اندثر مني إلا أنها التقطت الإشارة وغيرت للموضوع تدفعني عنها.

«كما يكون هاتس كوين مكان تجمع العشاق فإنها مكان جيد لانفصال العديد منهم أيضًا، سيقدم كلانا عرضًا لم يشهده هاتس كوين من قبل وانفصالًا تاريخيًا لا عودة عنه.»

عرضت علي ابتسامة خبيثة تترجم لي أن مافي داخل عقلها من خطط ليس أمرًا عاديًا، هذه الفتاة تملك عقلًا يصعب التنبؤ به مليء بالأفكار الشريرة والخطط المعقدة كفيلة بهدم أمم وبناء أخرى.

شاركتها الإبتسامة كموافقة، هنا شاركتني هي خطتها ودور كل منا.

احتجت لحمام بارد للتيقظ، والقليل من الحلاقة هنا وهناك ولم أنسى حرق الخمول المنتشر في عضلاتي خلال بعض التمارين على لوح باب دوره المياه خاصتي.

كُنت أنوي استعارة أحد السيارات من معرض والد جي-بي إلا أن ذلك سينتج عنه العديد من علامات الاستفهام؛ لذا اكتفيت بأخذ مفاتيح دراجتي النّارية وحقيبة صغيرة تحوي بعض الأغراض الكافية للاختفاء ليلتين.

توقفت قبل النّزول إلى البهو أمام أحد الأبواب، كان طرفه مفتوحًا تسللت إلى الدّاخل وتقدمت نحو السرير الكبير الذي يتوسطها، كان وجهها ذابل اللّون وحجارة من الدموع الجافة معلقة على أطراف عينيها والبعض ترك أثرًا على خدها يبرز ذبول ألوانه.

اعتدت دومًا على رؤيتها ضعيفة وهذا ما يولد الحقد فيني تجاهها إلا أن داخلي كان يحترق دومًا للدّفاع عنها، بالرّغم من أننا لسا مقربين ولم أعش ما يكفي معها كأي أم وابن بل اضطررت دومًا لرؤيتها عاجزة مُقعدة تتحمل كل ما يحدث بابتسامة صبورة وعينٍ دامعة.

انحنيت لها أرفع من ملاءة السرير عليها، أعدت البعض من خصل شعرها للخلف وبحركة مفاجئة قمت بها لا إراديًا قبلتُ جبينها مغمضًا عيني أتذكر حديثها معي قبل بضعة ليال.

تفحصتني بينما تمضغ الطعام الذي أتيت به أشاركه معها
«أنظر أليك تحولت من مراهق بمزاجٍ عكر إلى رجلٍ ناضج يحاول الترفيه عن والدته ببعض الطعام المكسيكي.»

التفت برأسي إليها كُنت أشاركها السرير لأُساعدها على الأكل، طبعًا لم يكن ذلك بإرادتي لم أفضل يومًا مشاركة الطعام مع أحد بعد أن اعتدت أكله وحيدًا إلا أنها أجبرتني تقسم أنها لن تتذوق لقمة واحدة إن لم أشاركها...لم يكن ذلك القسم هو السبب أيضًا لطالما ضربتهم عرض الحائط إلا أن الذبول الذي يتناول جسدها والإحباط الذي يهز صوتها أجبرني على مشاركتها بغضب من تصرفاتها الطفولية.

«لم أتحول لا زلت ذو مزاجٍ عكر، فقط أحاول التماسك الآن حتى لا تستيقظي بنصف الليل باكية من الكوابيس التي ستراودك.»

رمشت مرتين قبل أن تنكسر ضحكة حقيقية منها-لم أسمعها منذ لا أعلم متى حتى- قبل أن تردف
«هل لمحت للتو إلى كوني طفلة باكية! أنا والدتك أي أنني من يستيقظ على صوت بكائك ليس العكس أيها المُظلم المُخيف.»

ناظرتها قليلًا قبل أن أصارحها بلا رحمة
«لكن والدتي لا تكف عن التّصرف بضعف كالأطفال.»

رأيتُ الألم في عينها دون ندم، كان على أحدهم أن يضرب عقلها بالحقيقة كل فترة وبالطبع لا أحد قادر على ذلك سواي.

تنهدت هي تغمض عينيها باستسلام وأومأت بمرارة
«صحيح، لا أكف عن ذلك.»

أعدت انتباهي إلى الطعام معتقد أنها ستستسلم ككل مرة، وحين فتحت ثغرها مجددًا ظننت أنها تنتظر مني إطعامها إلا أنها كانت تجمع أنفاسها لتعطيني محاضرة خاصة.

«في بعض الأحيان ينقلب القدر بلمحة، فترى نفسك اليوم طبيعيًا حتى تجد نفسك في الغد عاجزًا، قد لا توافقني الآن يا بني لكن العجز مهما تعددت صوره في النّهاية يخلق في داخلك طفل متذمر يريد الحصول على ما يريد إلا أنه غير قادر بذلك، فيشعر بالخيانة والغضب والإحباط حتى يدرك أنه يتألم.

اعترف لم أكن من النوع الذي يتألم بصمت لكن أخبرني ما الذي أقوم به عندما أرى العائلة التي حاولت بكل قطرة دم بداخلي بنائها تتفكك، تنقلب رأسًا على عقب وتندثر؟»

شعرت بالصمت يحويني إلا أن في داخلي غضب على العائلة التي تتحدث عنها، أي عائلة تقصد؟ هل لازلت ترجو شيئًا من الحثالة التي تزوجته؟ ما الذي تريد الحصول عليه بكرسي وعاملة تلازمها لمساعدتها؟ وقبل أن أتحدث أسكتتني بنظرة محذرة تردف.

«أعلم ما الذي تفكر به، لستُ بحاجة إلى كلمات منك حتى لأفهمك، بيكهيون يبدو أنك لا تعرف ذلك لكنني والدتك لستُ بحاجة لأرى أو أسمع أو أبحث حتى أعلم عما تقوم به، هناك شيء هنا...هنا بالتحديد.»

تحركت تشير نحو قلبها، ورغم رفضي لذلك إلا أن عيناي تتبعت يدها تنظر بأذنٍ صاغية.

«يشعر بوخزة في كل مرة تتعرض بها لأمر سيء، هنا في مخيلتي تراودني الأحلام دومًا في كل مرة تقوم بها أنت بأمرٍ سيء.»

أزحت نظري عن رأسها الذي أشارت له مؤخرًا وتنهدت هي بحرقة
«يبدو أنك لن تستوعب الأمر الآن؛ لذا لا بأس سأكون واضحة بشدة معك إن كنت تظن أن جلوسي على ذلك الكرسي وانطوائي بالمنزل مع بعض الدموع والجروح سيحرمني من حقيقة معرفتك أو محاولة ذلك حتى.»

شعرتُ براحة صغيرة إذ أنها ستتحدث الآن بمنطقية وجدية بعيدًا عن مشاعرها الفياضة، نظرت نحوها بوجهي الصلب المعتاد بينما هي كسرت عادتها واستخدمت أعينًا حادة وصوتًا قاسيًا.

«لا أرجو من والدك أي شيء، قد لا تعرف ذلك لكنني بالفعل تخطيت أي نوع من أنواع المشاعر التي كنيتها له سابقًا ولم يعد الآن سوى المُؤَمِن لمعيشتنا ووالد ابني.»

صمتت قليلًا ولين انتشر في صوتها ووجها حين انتهت من الحديث عن زوجها القذر وبدأت التحدث عني، وضيق انتشر فيني.

«بيكهيون صغيري أعلم ما تقوم به وإلى أي حفرة تلقي نفسك بها، وأتعهد على نفسي دومًا أنني لن أبلغ عنك لا لوالدك ولا للشرطة حتى، أنا المذنبة الأولى فيما أصابك إلا أنني عاجزة عن طلب المساعدة منهم؛ لأني أعلم جيدًا إني لن أتحمل رؤيتك تتعرض للأذى أو الإهانة من أي شخص مهما كانت مصيبتك.

أندم في كل ليلة على كوني السبب في ما أنت عليه واستمرارك عليه لكني لا أريد خسارتك، على الأقل خسرت عاطفتك مسبقًا لا أريد خسارة وجودك الآن، لذا أنا أرجوك، أرجوك بشدة بكل ما أملك أن تحافظ على مطلبي الوحيد هذا.»

بلعت ما ارتفع إلى حلقي فجأة يخنقني وأنا أراقب دموعها التي تنزل بسرعة على خدها، أردت الذهاب وإنهاء هذا الحديث إلا أنها همست بحرقة إجابة آخر سؤال راودني مسبقًا.

«هذا المطلب الوحيد الذي تريد الحصول عليه مجرد أم مُقعدة فقط أريد رؤيتك حولي تعيش حياة هادئة.»

اكتفيت بهذا القدر وأعدت ما تبقى من الطعام داخل الكيس ثم خبأته بالثلاجة الصغيرة المجاورة لسريرها، أطفأتُ الأضواء وخرجت.

الحياة الهادئة ليست من نصيبي، والظّلام هو ما يناسبني عندما أفتح عيناي مجددًا ككل مرة لا أرى سوى الأضواء المزيفة الواقعية، أما قدري وطريقي لم يملك نورًا واحدًا حقيقيًا فيه.

هكذا ابتعدت عنها وعن الضوء الصغير المنبثق من المصباح أعلى الباب أغلقه خلفي، وتبعته بإغلاق باب المنزل خلفي.

في طريقي إلى ابنة العشيقة أعدت تقليب خططها برأسي؛ سنخترق المهرجان دون اختراقه فعليًا لن تكون عائلة هاتس كوين هي المقدم الحقيقي له ككل سنة بل سنكون نحن الاثنان سنقدم عرضًا مثيرًا برائحة الانتقام.

أوقفت المحرك ولم أبتعد عن الصندوق حين رأيت أنها لا تملك أي أغراض بيدها بالرّغم من هذا لم تستقر خلفي بعد، زفرت بنفاذ صبر أشدد الحروف.

«ألن تتكرمي علي بالجلوس أم تنتظرين مني نثر الورود الحمراء على الطريق حتى تتقدمي!»

ناظرتني بعدم تصديق تداعب أطراف خصلات شعرها الملتفة من الأسفل وحين رأت الجدية في ملامحي أطلقت ضحكة تسخر.
«أنت لا تصدق، هل تتوقع مني حقًا الجلوس خلفك على هذه الخردة! ألم تتعلم بعد أني أذكى من هذا المستوى الرديء.»

اغمضت عيناي أحاول تمالك أعصابي، أي مستوى وأي مؤامرة؟
«اصعدي حالًا.»

شبكت نظراتها بعناد معي ترسل لي مقاصدها.
«لن أضحي بنفسي الغالية، إذ أردت مني الركوب معك على هذة الخردة إما تدعني أركب الجزء الأمامي أو ابحث عن سيارة ليموزين تسعنا ولكماتنا...»

قاطعت أحلامها مستقيمًا عن الدّراجة بسرعة وبومضة وجد كفي ركبتيها العاريتان من شورت الجينز خاصتها، رفعت جسدها وتجمدت صرختها حين تدخل كفي بين أقدامها بوقاحة أفرق قدماها وساندتني حين فرقتهما لا إرادي خوفًا من ضربتي القاسية القادمة لمؤخرتها حين رطمت هيكلها على الدراجة من الخلف.

بالرّغم من ذلك بدأت بالتذمر إلا أنها كتمت ذلك بأنفاس مختنقة ألمًا بعد أن سحبت معصميها فور وضعي لها عالدراجة نحو الخلف بعنف حتى لا تتقدم إلى الجزء الأمامي.

«أنا لا أمزح برتقالية، إن أمرتك بالجلوس عليكِ ذلك ليس وكأنني أتوسل طلبًا منكِ، مفهوم؟»

ليس مفهوم.
إنه واضح من عقدة حاجبيها المتزعزعة بين الألم والاعتراض تجاهلت ردها وشددت قبضتي في حين ابتعدت عنها انشات، اتيح لي رؤية هيكلها كاملًا من هنا...جلوسها عالدراجة بقطعة الشورت البسيط وسترة رمادية ربيعية نظرًا للجو البارد ليلًا.

رأسها مرتفع بزاوية مناسبة، يديها مرتبطتان سويًا
نزعت الصورة من رأسي التفت نحو مكاني قبل أن أحرر معصميها على حدود كتفي لتتمسك، لكنها رفضت ذلك ترجعهم نحو الخلف مثبتة إياهم بالحديد عوضًا عني.

قطعنا طرق المدينة المزدحمة ببطء وصمت قبل أن تكسره هي.
«هُناك دوريتا شرطة سريتان على الطريق مخفيتان جدًا لن تتمكن من ملاحظتهم حتى، الأولى بجانب خردة السيارات على شارع -ديروسي ڤانجيان- الشارع الخلفي لمدخل هاتس كوين والأول لنا عند الهرب، بينما تقع الدورية الثانية خلف المنزل المهجور ذي مدخنة مضيئة على أطراف الطريق السريع؛ لهذا الوقت لن يكون حليفنا هذه المرة إن تأخرنا بضع ثواني فقط سيتم الإمساك بنا».

دخلنا أول شارع سريع ومع زيادتي للسرعة شعرت بيديها تتسلسل نحو أكتافي للتمسك بينما حذرت مجددًا.
«أنا أعني ذلك، الحماقة والتهور محظوران لن نتمكن حتى من إلقاء نظرة على ردود الفعل بعد لعبتنا الصغيرة سيتوجب علينا الهرب سريعًا بمجرد انتهاء العرض؛ إذ تستغرق الرسالة دقيقة ونصف حتى تصل إلى الدوريات وتبدأ بالتحرك».

لم أرد عليها وشعرت بانزعاجها من ذلك إذ شددت من قبضتها علي كتفي تحاول غرس أظافرها نحو وريدي، إلا أنها تجمدت حين أفصحت عما غرقت به أفكاري.

«لا يبدو أنها الزيارة الأولى لك إلى هاتس كوين، أقصد الجريمة الأولى لكِ فيها؛ إذ لا يعلم أحد عن الدوريات السرية سوى أصحاب السجلات».

لم أعد أسمع سوى صوت محرك الدراجة قهقهت بسخرية
«إذن أنتِ بالفعل قمت بجريمة ما هناك ولم تكوني تنوين إخباري بها، عارٌ عليك أيها العقل المدبر!»

استمر الصّمت قليلًا إلا أن هتفت بصخب
«ما شأنك أنت ومهمة اليوم بهذا الآن!»

«علينا تبادل الخبرات سويًا لننجح في تحقيق هذه المهمة، من يعلم قد نقع بفخ وقعت به أنتِ مسبقًا.»

شعرت بجسدها يلتصق بخاصتي بانفعال وكأنها تحاورني على الأرض لا على دراجة يقودها مجنون يمكنه الانحراف عن الطريق لاستفزازها فقط.

«نتشارك الخبرات؟ أرجوك أخبرني أنك لا تقصد هذا حرفيًا؛ لا يوجد ما نتشاركه غير المأساة المقرفة العالقين بها غير ذلك لا يمكن لجسد منتفخ يفتقر للعقل أن يمتلك خبرة كخبرة العقل المدبر الأكبر.»

شددت من قبضتي وحاولت تمالك أعصابي حتى لا أعرج بها على هذا الطّريق وأريها ما هو العقل الحقيقي، لم تعطني مجالًا للحديث إذ أكملت مستهزئة.

«أتحاول إخفاء فضولك الآن على أنه دبلوماسية العمل؟ اعترف أنك مهتم وتريد معرفة...»

قاطعتها بسخرية لاستفزازها اكثر فأكثر حتى تنفجر.
«لديكِ خيال واسع لاريب بامتلاكك رأس برتقال كهذا، ثم أنا لا أطبق سوى ما أخبرني به أحدهم، الانتباه لأدق التفاصيل واستغلالها لا يعد استخدامًا للعقل الآن؟ أم أن جانبي العضلي مثير للاهتمام أكثر من عضلات عقلي اعترفي أنك...»

كتمت قهقهتي حين صرخت بقهر
«تبًا لعقلك الكبير يكاد يقع على حجري من سماكته، ليست المرة الأولى؟ أجل، لم تكن نظيفة تلك المرة؟ رُبما.»

تجاهلت الإهانة مظهرًا استمتاعي أكثر وأكثر على استفزازي لها
«رُبما؟ إذن كل شيء يبدأ من هنا
من رافقك إلى هُناك؟»

شعرت بها تهدأ خلفي قبل أن تجيب
«بالطّبع هذا ما ستقوم بالسؤال عنه يا صاحب العشيقات الأربع والأربعون، كيف نسيت أن هاتس كوين هو المكان المفضل لفراخك، لكن عكس ما تملك أنت لدي قصة مثيرة في ذلك المكان رفيق غير متوقع لنقل.»

غير متوقع، هل هناك من ينوي الذهاب مع فتاة مثلها إلى نهاية الشارع حتى؟

«بلا مبالغة من سيكون مثلًا الأستاذ جيم ريتشارد!».

لحظة لمَ اختنق نفسها وعم الصّمت؟
«كان علي تجربة ذلك.»



To be continued...

ذا البارت بالأصل تقريبًا عشر آلاف كلمة وأكثر كان، لكن أجاني البلوك بنص الجزئية الثانية وعلقت أشهر عليها حتى اتخذت القرار اليوم وفصلت أول جزء من الفصل جست

طبعًا طولت لأني كنت ضد الفصل تمامًا لانه الفصل هذا حلاوته تقرأه مرة وحدة حرفيًا سو بس ينزل الجزء التاني قريبًا ممكن أعدلهم وأجمعهم سوى مع بعض 🫶🏻

المهم مافي شي اشتقت له قد رينا وبيك حرفيًا افضل كوبل عندي بلس غيرت الفون ومو لاقية البنرز القديمة لهم سو شكلنا بنصمم اشياء جديدة مولعة 🔥

لا تنسوني من دعواتكم تراني نفر توجيهي مطحون 🌝

وبس لوڤيو 🫶🏻

Continue Reading

You'll Also Like

74.7K 5.5K 47
حياة عائلة يحب أفرادها بعضهم البعض بشدة . Minsung=minho=top Changlix=changbin=top Woochan=woojin=top Limin (seungmin X leewan)liwan=top Hyunin=hyunji...
137K 7.2K 52
ماذا سيفعل الطالب الجامعي جيون جونغكوك حين يجد رضيعه بجانب حاويه قمامه رواية أبويه لطيفة لا أكثر لا اسمح بالاقتباس هذه الرواية من وحي خيالي و إذا...
76.1K 6.9K 16
لم يفكر جونغكوك للحظه من يكون صاحب الصورة حين قام بتعديلها مدعيا ان الذي في صورة يكون حبيبه ربما كان عليه ان يتخذ بعضًا من وقته للبحث حول خلفة الرجل...
1.1M 15.5K 35
ان الحب هو افضل احساس من الممكن ان يشعر به بشر..ولكن هل هناك سبب لضياع ذلك الحب وتحوله الى كره وحقد..حكاية عن الحب والظلم والانتقام..ترى هل سينتصر ال...