عدوة نفسي

By menoo168

203 11 11

يُحارب الجميع أعدائهم، وأنا أقف في المنتصف أسأل نفسي.. سأحارب من إن كانت أكبر عدوة لي هي نفسي؟ بقلمي: منة الل... More

القصة كاملة 🤍

203 11 11
By menoo168

*عدوة نفسي*
أول قصة قصيرة ليا ♥️
أتمنى ليكم قراءة لطيفة ♥️

يَبحث الجَميع عَن أعدائِهم للقَضاء عَليهم وَ كُنت أبْحث أنا أيضاً لَكنني وَجدت أنّ عَدويّ الوَحيد و الأكْبر هي "نَفسي" فَهل يُمكن أنّ يَكون الإنسان عَدوًا لنَفسهِ، بَل السؤال الذي كان يَدور بداخلي هو كيف يَكون الإنسان عَدو لِنفسه وَ كَيف يَتَغلب على هذا العَدو دون القضاء على "حَياته"؟
                   *******************
في إحدى المَنازل التي يَسكنها مَن هم أصحاب الطَبقة المُتوسطة و التي تَتسم بالطابع المصري تتواجد "مَلك" فتاة في العِقد الثاني مِن عمرها تَمكثْ في هذا المنزل مَع والديها "عائشة" و "فَريد" وَ هم كأي والدين كُل أمالهم في الحياة تَمثلت في إبنتهما الوحيدة فَهم لا يُريدوا شيئاً مِن الدنيا سِوى راحتها وَ سعادتها و أن تَكون في أعلى المراتب.

ها هو يصدح صَوت "عائشة" حتى تَفيق إبنتها : يا بنتي قومي بقا هتتأخري على الجامعة أنا مشوفتش حد بينام قدك كدا.
ولا يأتيها سِوى صَوت ملك الناعس وَ هي تقول : يا ماما سيبيني شوية بقا الدنيا مش هتطير.
مَشهد يتم إعادته يومياً بهذا المنزل بل إنه يتكرر في جميع المنازل تقريباً.

تمّت عملية إقاظ "مَلك" بنجاح بعد عَناءٍ كبير مِن والدتها وَ ها هي سَتبدأ المرحلة التالية وَ هي مرحلة "جلد الذات" بَل مع مَلك فَهي يجب أن تُسمى "تعذيب الذات" فإذا كانت الذات شخصاً لبكى وَ صاح بأعلى صَوته حتى يُنقذه الناس مِن يدها .

واقفة أمام المرآة تَسِب نفسها وَ تُحملها كل شيء وَ كأن جَميع أخطاء العالم كانت هي المخطئة الوحيدة بها .
: ما أكيد العريس لازم يمشي هيتجوز واحدة وحشة ليه، و لازم نص أصحابي يبعدوا عني هيصاحبوا واحدة طول الوقت نكدية ليه، كُل حاجة فيا غلط لازم أبعد عن كل الناس هما مش ذنبهم يتقبلوا واحدة بِكُل العيوب دي أنا لازم ...

قَطع هذه الفقرة الكئيبة صَوت رنين هاتف "ملك" و لم تكن المُتصلة سِوى "مِنة" صَديقتها الوحيدة وَ بِنفس عمرها تقريباً هي أيضاً من طبقة متوسطة وَ لديها أختاً واحدة تكبرها ببضعة أعوام.

تحدثت "مِنة" بصوتها المرتفع قليلاً
: ايه ساعة علشان تردي.
: عايزة ايه يا منة
: شكلي قطعت عليكي فقرة البؤس الجديدة يا ترى ايه السبب بتاع نكد إنهاردة يا أوفر.
: حتى إنتي شيفاني نكدية شوفتي بقا إني مش أوفر ولا حاجة أنا فعلاً لازم أشوفلي حل في نفسي.
: تشوفيلك ايه! الموضوع مِحتاج نِقاش كبير فعلاً نبقى نشوفه في الجامعة.
: سلام.
: سلام.
                *********************
"يُرهقني كَوني عبء ثَقيل على الجَميع، أخشى أن يتحول هذا الحُبّ و هذه الرغبة القوية في إنقاذي مِن الهلاك إلى كُره و الرغبة بالابتعاد، فَلِما لا يبتعدوا فَهُم لَديهم كُل الحق، فَكيف سينقذوني من هلاكٍ أرتمي فيه بِمحض إرادتي بَل و أسحبهم مَعي أيضاً، الإبتعاد عَني أمرٌ طَبيعي فَيجب على الجميع أن يَبتعدوا."

كان هذا أخر شيء كتبته "مَلك" في دفترها أثناء ذِهابها إلى الجامعة فَهي تَعشق الكِتابة خاصة في وسائل النقل لا تعلم لِماذا لَكنّ جَميع الأفكار تأتي لها في هذا الوقت، لَكن جَميع كِتابتها حزينة فَهي الوسيلة البديلة التي تُجلد بِها ذاتها و تُعبّر عن ما يَدور بداخلها.
                    *****************
في هذه المَقهى المُخصصة للطَلبة في الجامعة تَجلس الفتاتان إحداهم مُستمرة في التفكير بطريقة سوداوية و الأخرى تتمنى أن تُنقذ رَفيقة عُمرها مِن أفكارها المُهلكة.
بدأت منة بالحديث قائلة: ايه هتفضلي كدا كتير
: كدا إزاي يعني
: مَلك انتي فهماني كويس هتفضلي لأمتى شايفة نفسك الغلط في كل حاجة لحد إمتى هتفضلي تِمَوتي نَفسك بالبطيء كدا.
: معرفش لِحد امتى أكيد مفيش نهاية ولا شكلي هيتغير ولا هبطل أبقى كئيبة ولا هبقى شاطرة حتى مفيش حاجة هتتغير.
منة وَ هي تُصفق لها بِسخرية: عاش يا فنانة يلا مَشهد النَكد مرة تانية.
: شوفي أنا بقول إيه و إنتِ بتقولي ايه أنا مش فهماكي بجد.
: أنا الي مش فهماكي هتفضلي لأمتى عايشة في أوهام، هتفضلي لأمتى تحمّلي نَفسك ذنب حاجات إنتِ ملكيش دَعوة بيها.
: لأ ليا دَعوة العريس الي رَفضني ده مش رفضني علشان وِحشة؟.
: تاني هتقوليلي أنا وحشة ما طبيعي هتصدقي إنك وحشة طول ما إنتِ بتعيدي فيها كدا عقلك صدقها خلاص، جربي كدا تقولي لنفسك أنا أحلى واحدة في العالم هتحسي إنك بقيتي أحلى واحدة في العالم فعلاً "محدش بيتحكم في عقلك و أفكارك غيرك" 
: طيب و العريس؟
: انتي ليه محسساني إن العريس ده أخر راجل في الكوكب، مش معنى إنه محصلش قبول يبقى خلاص العيب فيكي.
: يعني مش علشان شكلي ؟
: لا يا حبيبتي مش علشان شكلك كُل الموضوع إنه محسش بِقبول و دي حاجة عادية وبتحصل و انتي ملكيش أي علاقة بيها.
:طيب و أصحابنا القدام الي قالوا عليا وحشة.
: أصحابنا القُدام دول متاخديش بِكلامهم هُما الي وِحشين وِ أوي كمان مش شرط شكلهم بس وحشين من جوا الي يقدر يشوف حد وِحش يبقى العيب فيه مش فيكي.
: بجد أنا مش و حشة
: والله انتِ حلوة و بعدين مفيش حاجة اسمها وحشة كل واحد ليه شَكله و ليه حاجة بتميزه عن باقي الناس، ده غير إن مفيش مقياس للجمال علشان نحكم على شكل حد كل الناس حلوة،ايه ده لا اله إلا الله انتِ بتبتسمي زي الناس الطبيعية عادي.
مَلك بإبتسامة : حاسة إني مبسوطة بجد أنا طلعت حلوة أول مرة أحس بِ ده .
: طلعتي حلوة؟ ربنا يهديكي بجد المهم أنا عايزاكي إنهاردة طول اليوم تقعدي تقولي "أنا جَميلة جداً" علشان عقلك يقتنع بِ ده .
: طيب أخر حاجة بقا علشان مدخلش في إكتئاب تاني .
: ها إيه تاني؟
: أنا مش شااااااطرة و مش بنجح في أي حاجة بعملها و الإمتحانات بتقرب و مش هنجح و بابا و ماما هيزعلوا، حاسة إني عايزة أعيط.
: أنا مشوفتش حد بيدور على النكد كدا ايه في ايه، يعني انتي بدل ما تحلي المشكلة قاعدة بتعيطي ايه الذكاء ده .
: ما أنا لو أعرف حل المشكلة كنت حليتها.
: ما الحل معروف يعني انتي خايفة من الإمتحانات تعملي ايه طبيعي المفروض تذاكري مش تقعدي تقولي مش هنجح زي ما قولتلك عقلك بيصدق الي بيتقال.
:خلاص خلاص متزعقيش فهمت.
: طيب الحمد لله كدا بقا تحفظي ال ٣ جمل دول و تقوليهم طول الوقت . "أنا جميلة جداً"
                          "أنا شاطرة "
   "أنا مش هكتئب تاني".                       

      ****************                  
ظلت "مَلك" تُردد كلام صديقتها طَوال الطريق، فَهذه أنجح طريقة حتى تُغير من نَفسك أنّ تُقنع عقلك أولاً، و إقناع عقلك لا يوجد شيئاً أسهل منهُ فقط ردد لهُ الكلام وَ هو سيقتنع بهِ.              
                         ****************
عادت "مَلك" إلى منزلها وَ هي في قمة سعادتها فقد نجحت "مِنة" في إرجاع ثقتها في نفسها وَ في شكلها، فَجميعنا نَمتّلك جَمالنا الخاص لا يوجد أحد "قَبيح" وَ من يقول غيّر ذلك فبالطبع لَديه خلل بداخله و يجب أن يُعالجه.
تعجب والديها كثيراً مِن هذا التغيير فَشتّان بَين ابنتهم مُتجهمة الوَجه دائماً وَ بَين هذه المبتسمة.
تحدثت ملك : السَلام عَليكم .
والديها: و عليكم السلام.
ثم تحدثت والدتها : ما شاء الله وشك مِنَور إنهاردة ايه الي حصل .
: الي حصل إني أخيراً اقتنعت إني حلوة و الي يقول غير كدا مريض مَفيش حاجة تستاهل إني أكتئب أنا هَعيش مَبسوطة وِ بس كدا .
إنهالت عليها والدتها بالقُبلات و الأحضان ها هي عادت إبنتها المتفائلة دائماً الأخرى كانت شخصاً أخر بالتأكيد .
ملك بضحك : ايه يا ماما هو أنا كنت مسافرة ولا ايه .
وَ هُنا تحدث والدها : انتي كنتي في سفر فعلاً، كنتي عاملة حرب جواكي و مَشغولة بيها و المشكلة إن العَدو كان انتِ برضو .
: بغض النظر عن إني مش فاهمة بس أنا فعلاً كنت بحارب و الحمد لله الحَرب خلصت.
: و يا ترى بقى التغيير ده بقى حصل لوحده.
: بصراحة يا ماما لأ "مِنة" قعدت معايا وِ كلامها خلاني أغيّر تفكيري مش عارفة إزاي قدرت تعمل كدا و بالسرعة دي.
والدتها وَ هي تدعي لمنة فَهي تُحبها كَملك تماماً وَ تُحب وقوفها بجانب إبنتها : ربنا يباركلها و يوفقها يارب ربنا يخليكي لأهلك يا "منة"
: خلاص يا ماما حضرتك هتشحتي عليها .
: سيبيني أدعيلها هي طَيبة و تستاهل.
: هي طيبة و تستاهل فعلاً أنا مش عارفة من غيرها كنت عملت ايه ربنا يخليهالي،
ثم نظرت إلى والديها: و ربنا يخليكوا ليا انتوا استحملتوني كتير بجد أنا بحبكوا أوي .
تحدث والدها : ما لازم نستحملك انتي بنتنا الوحيدة أنا نفسي تفضلي طول الوقت مبسوطة انتي مش عارفة ببقى مقهور إزاي و انتي زعلانة.
: بعد الشر على حضرتك من القهر يا بابا، و إن شاء الله مش هرجع للحالة الي كنت فيها دي تاني.
**************                       
زادت سَعادتها أكثر عندما شاهدت فرحة والديها تراقص قلبها داخلها عندما عادت الضحكات إلى مَنزلها مرة أخرى.
الأن يجب أن تُصلي كثيراً وَ تدعي أن يَحفظ الله لها هذه النِعم، وَ ظلت تَستغفر ربها كثيرا فَقد رزقها بالعديد مِن النعم وَ كانت هي تَتبتّر على هذه النِعم الكثيرة بَل وَ تَنكر وجودهم .

"إحذر مِن أن تكون مِن هؤلاء الناكرين الذي تُحيطهم النِعم مِن جَميع الجِهات وَ هم يَشكون قِلة النعم، فَقط أنظر حَولك سترى النِعم، أنظر إلى جسدك سترى فَضل الله و نعمه الكثيرة عَليك، فَقط أنظر وَ تأمل."

***************                    
إبتاعت "مَلك" إحدى الدفاتر الجَديدة حتى تَكتُب الكتابات المتفائلة المُبهجة بدلاً مِن هذه الكئيبة التي كانت تكتبها.
بدأت في أول صفحة بالكتابة إلى "مِنة" كانت تكتب لها عَن مدى حُبها لها و إنها تَحمد الله إنه أعطاها هذه النعمة، ثم أرسلتها لها فَهي تُريد أن تبعث السرور لها وَ لو قليلاً فَهي تستحق كل شيٍ جميل.

ثُم بدأت أن تَكتب حالتها وَ تَصف هذه الحرب التي كانت بها كما قال والدها.
"مِن أصعب الحروب هي تِلك الحروب التي تَحدث بِداخلك، لأن العَدو أنت وَ الطَرف الأخر أنت أيضاً، إنها حَرب مع مَوت أحد أطرافها سَتموت أنتَ أيضاً.
و أخطر الأعداء هو أن يكون عَدوّك هو "أنتَ" عندما تُصبح ^عَدو نَفسك^، في هذا الوَقت يَجب أن تجلب طَرفاً أخر يُصلح بَينهما وَ يكون شَرط هذا الصُلح هو قطع ألسنتهم حتى تَكون الكَلمة لَك فَستصبح الحياة أسهل بِكتير .
           فَمن الصعب أن أعيش "عَدِوة نَفسي"
                                          
تَمّتْ

رأيكم؟

#منةالله_محمود
#عدوة_نفسي

Continue Reading

You'll Also Like

49.4K 1K 19
Detailed summary: This is the story of Naruto as he discovers his burden the night of his sixth birthday. Everyone knows that Jinchurikis get special...
1.6K 66 16
All Maggie Maravillla ever wanted was to help people. She never imagined losing damn near everything when winning a war. 23/10/19 -- 24/12/19