+تايهيونغ+
قد يحدث أن تشعر ان أهميتك في قلب من يحبك انعدمت.. تشعر ويالِ بشاعة الشعور.. عندما ترى ان تأثيرك عليه انعدم وانمحى تماما
وقتها لو بكيت دموع الكون كله لن تشعر بتخافت تلك النار في قلبك.. تشعر ان روحك تحترق وهي حية ، تتمنى وقتها لو ينتهي كل شيء بموتك فقط
وعجيب كيف للزمن ان يدور هكذا ، ان تقع في نفس الشعور المُر الذي شعر به الطرف الاخر بسببك ، أعوذ برب الكون من ان يقع هذا الشيء ببشر ، لانه ابشع من البشاعه نفسها
كنت في غرفتي في صبح ذلك اليوم ، لا أقوى على الحراك ، في رأسي كثير من الافكار والاصوات تدور وتدور وتدور وتسكن فترة لتعود للدوران مرة اخرى ، اشعر أنني أسقط في حفرة فارغة لا نهاية ابدا لها
عيناي مرتكزة على نقطة معينة في السقف ، في الحقيقة انني غائب عن الوعي هذا ما يحدث الان ، اليوم هو يوم زواج جونغكوك ، وانا هنا مثال حي لليأس والموت
أشعر ان الهواء يبتلعني ، أسمع صوت أميال الساعه تتحرك منذ فترة والوقت يمضي والناس خارجاً سعيدة ، وانا هنا فارغ ، حتى الهواء اشمأز مني وضاق علي يريد الرحيل مني
اغلقت عيناي وليس كما متوقعا ان تسيل دمعة من طرف عيناي ، هذه المرة كنت فارغا جدا ، فارغا من الدمع
مضى الوقت وقررت اخيراً النهوض ، اتكأت على طرف السرير ونهضت متعبا ، اشعر بالارض تدور بي وكأنني غير ثابت ، وكأن الجاذبية قد انعدمت في هذه الغرفة
لم آكل شيئا لمدة ثلاثة ايام متواصلة ، وكأنني حقا قد قاطعت الجميع.. وبصراحة الجميع لا يهتم لأمري
وعندما رفعت قدمي انوي اني أمشي شعرت بكم ان قدماي متيبسه ووقعت وقتها ارضا بقوة ، لا اعلم ما السبب؟ أهو لأنني لم آكل اي شي منذ ثلاثة ايام أم لانني اشعر بذلك الشعور البشع يبتلعني لذلك لم يعد للتوازن مكان بي
أبتسمت ونهضت أثبت يداي بالارض لتعينني على النهوض ، وقفت مجددا واشعر برأسي كأن سرباً من الدود الصغير يدور فيه ، أغمضت عيناي أعتصر مقلتاي قويا جدا ، ثم فتحتها اجعل الرؤية تتوازن لدي ثم انا اتكئت على مسند السرير وسرت خطوة صغيرة جدا
بعدها بدأت خطواتي تكبر لأصل لذلك الباب المغلق علي منذ ايام ، فتحته ووقفت انظر للجميع يتحرك ويحملون بيدهم اغراض وزينة لحفلة الليلة
خطوت اول خطواتي خارج هذا الغرفة ، التفت يميناً ويساراً ، لا احد ينظر لي وكأنني مختفي تماما من انظارهم ، داهمتني عبرتي ولكنني حبستها في بلعومي ورغم حرقتها تمالكت نفسي
بدأت أسير ببطيء حافي القدمان اشعر ببرودة الارض تلسعني ، تجعلني اشعر بعد كل ذلك الفتور الذي اصابني ، أمسكت بمسند الدرج أنوي النزول للاسفل لأرى ما يفعل الجميع
كانت رحلة شاقة جدا للنزول من ذلك الدرج ، اشعر بتصاعد انفاسي وحرقة بلعومي عندما واخيراً استقريت على آخر قسم من الدرج اقف هناك ، وانظر للكل
رقت عيناي وامتلأت بالدموع اشعر بتلك الغصة تصعد لعيناي وتحرقني ، سآلت دموعي عندما نظرت له ، يجلس هناك وسط الصالة ، سيدي..معشوق روحي..أبي..اخي...حبيبي..زائر احلامي المتكرر
تقدمت اكثر ناحيته ، وصلت امامه لأنحني جالسا امام قدميه ، كان يجلس على الاريكة ولكنني لم أقوى على الوقوف اكثر على قدماي ، لذلك جلست بمكاني اسفل قدميه
رفع نظره له ، تلتقي عينانا..ويالِ حسن حظي ان عيناه تنظر لي.. أملت رأسي لليمين ابتسم واشعر بحرارة وجنتاي لما يسقط عليها من دموع
أغلق هو عيناه يتنفس بقوة ويزفر بتعب.. مرت برهة وفتح عيناه ينظر بوسط عيناي ،
" أنهض! " قال ، رفعت يدي أضعها امامه ، اطلب ان يمسكني ويسندني لكي أنهض.. نظر ليدي وجر نفساً قوي وكأنه مجبور ليتحملني ، وضع يده بيدي وشد عليها يسحبني بقوة نحوه لأنهض واشعر بعضامي تفتر جميعها وتصدر اصواتا
جلست بجانبه ويده لا زالت بين يدي ، نظر لها وأراد سحبها ولكنني شديت عليها ، شديت بقوتي التي انعدمت في الآونه الاخيرة ، أشك اصلا انها تؤثر بشيء
" تايـ.." قال متضايقاً مني ، ولكني قاطعته قبل ان يكمل بأن رفعت يده لفمي أقبلها ، أضمها قويا لصدري وأضع وجهي عليها تسيل دموعي بلا مانع
وتعالت شهقاتي ، تعالى بكائي ، تعالى نحيبي فوق يده ، كان يزفر ويعض شفتاه ويعصر بيده غير متحملا لما افعل .. لم أعد اعرف ما العمل؟..
" يكفي تايهيونغ..كل ما تفعله بدون جدوى ، تقبل الواقع " قال بصوت واطئ يهمس بجانب وجهي المنخفض والمختبىء بوسط يده يبكي ويرجو اليه
رفعت نظري اليه ، اتوسله بعيناي ، اتوسله ان لا يحرق اجمل ما شعرت به في حياتي كلها
" أرجوك..اتوسل اليك..جونغكوك أنا احبك..ارجوك أرحم بحالي.. " قلت بتقطع ارجوه ، ارجو ان ينظر لي بعين اخرى ، ولكن نظرته لم تتغير..
...
يُقال سابقاً أن الذي يحب لا يكره مهما طالت حياته.. والعكس تماماً..
ولكن لكل قاعدة شواذ.. هنا الوضع غير مفهوم هل جونغكوك يكره تاي الآن؟..اذا كان كذلك ، ما الاسباب حقاً؟..
كل تلك الاسئلة كانت تدور بعقل تايهيونغ الذي يقف أسفل المياه الساخنة التي تغسل جسده..كان شارداً لا يشعر بما حوله وكأنه مفصول عن الشعور والعالم
في داخله الكثير والكثير من الاسئلة التي يود ان يرى اجابتها.. اولها ، هل جونغكوك يتذكره وينكر ام لا؟ هل جونغكوك يشعر بشيء تجاهه وينكر ام لا؟ هل جونغكوك سـ يتلاشى من بين يداه ام لا؟
يفهم هذه اللعبة جيداً.. الرب قد عاقبه بسوء الشعور الذي أصاب قلب جونغكوك سابقاً..كأنه انتقام
فـ كل ساقٍ سـ يسقى بما سقى
لكنه يعلم والرب يعلم بما يشعره الان..الندم ، الحب ، الاشتياق ، الحزن ، قلة الحيلة ، العجز.. والكثير من المشاعر المتضاربة التي يود لو أنها تترتب داخله لكي لا تـهلكه الى هذه الدرجة المُميتة
أطفأ الماء عندما شعر انه اصبح ساخن جداً وأحرق جلده ، تناول المنشفة التي كانت معلقة على الحائط ، لفها على خصره وجزءه السفلي ثم أخذ اخرى أصغر ينشف بها شعره تزامناً مع خروجه من الحمام
ألقى بالمنشفة على السرير يجلس عقبها زافراً انفاسه بضيق يداهم صدره ، لم يبقى الكثير من الوقت لزواج جونغكوك وهو لا يعرف ما الوسيلة لمنعه؟!.
تنهد بقوة يسحب هواء بكمية كبيرة يحبسه داخل صدره وعيناه قد أحمرت من غضبه وقلة حيلته ، نهض من مكانه يتجه لخزانة ملابسه يفتحها ليخرج منها قميص أبيض وبنطال قماشي أسود بسيط
ارتداهم واتجه للمرآة يقف امامها وعيناه رفعت بهدوء لتنظر لهيئته في المرآة.. وشعر بخيبة كبيرة
لقد تَغير كثيراً..
ضعف جسده بشكل كبير ومخيف ، جلده يحمل خدوش وعلامات مخيفة في كل مكان ، شعره طال بشكل عبثي وغير جميل ، عيناه ذابلة النظرة وما اسفلها أسوداً شفتاه مقشرة وذابلة ، قضم السفلية منها يخور دمعه ويتساقط بقوة موجعة ، أستند بيديه على طاولة المرآة ينزل رأسه ويغوص في البكاء بشكل اكبر واعلى
" أنـ..أنا لا أستطيـ..استطيع..أنه صعب علي يا رب أرجوك " رفع وجهه يدعو وعيناه تسيل بدمعها
" ليست..لدي قـو..قوة أقسم " أجهش بالبكاء يغطي وجهه ويشعر بكل ألم الكون قد تمركز بداخله ،
مسح وجهه الذي تبلل أثر دموعه ، وسحب نفساً لصدره يهدأ نفسه ، ثم انحنى يخرج حذائه من اسفل طاولة المرآة ، وجلس يرتديه وعيناه عادت لتسقط دموعها..
يداه كانت ترتجف وجسده كذلك..نهض ليمسك بفرشاة شعره ويبدأ بتسريحه وتضبيطه.. كان الامر أصعب من الصعوبة لديه..
" عَونكَ يارب " همس يتمني العون والمساعدة من الرب ، يحتاج من يسانده لكي يتحمل
فتح باب غرفته يقابله الاضاءة الخافتة والذهبية التي تزين المكان استعداداً لحفلة ستقام الليلة ، كان المكان على أتم تجهيزه ، الاضواء والزينة والعطور وحتى أصوات الحضور في الاسفل.. كل شيء كان مثالياً
تنفس الصعداء يخطو خطواته بهدوء كبير ليقف على بداية السلم ينظر للصالة الممتلئة بعدد من الناس.. لم يميز من هم او ما جنسيتهم لكن بدا له ان جميعهم من طرف جونغكوك ومرتبطين بعمله أتو لهدف المجاملة والتملق
كانت نظرته ميتة..تنظر لهم ببرود كبير ، لو يستطيع احراقهم جميعا ما تردد ابدا.. فهم يحظرون جنازته وهم سعيدين هكذا!!
" آه جيد أنتَ هنا أذاً " أغلق عيناه يعتصرهما بقوة كبيرة عندما تسلل صوته الهادئ لمسامعه ، التفت ينظر له ، كان يرتدي بذلة رمادية من ماركة عالمية نظراً لجمال قماشها.. يرفع شعره مظهراً لمعة جبهته وعلى وجهه ابتسامة واسعة وسعيدة.. يبدو سعيداً جداً
" تاي لا نريد مشاكل حسناً؟ نريد لك ان تفرح لجون سـ يؤسس حياته الليلة ونريدك بيننا لذلك اجلس هادئاً ومطيعاً هممم؟ "
كان كوبر متحكم جداً..هم من تولى قيادة كل شيء بعد ما حدث لجونغكوك..أبعده وأبعد حبه وابعد ذكرياته عن جونغكوك.. الجميع لم يكونوا بهذه العدائية تجاهه سوى كوبر الواقف امامه الآن
نظر تاي له دون ان يعطيه جواب ، كان ينظر لعينيه مباشرة وببرود قاتل.. لم يعرف كوبر من تفسير نظرته لانه لم يرى هكذا نظرة ابدا.. لكنه حاول أن يتفادى هذه الافكار ورفع يده يطبطب بها على كتف تاي ثم تعداه ونزل للاسفل مسرعاً
نظر له تاي ببرود وعيناه كانت ثابتة..
وبعد فترة قصيرة تجمع الكل هناك.. كثر عدد الناس الحاظرين للحفلة ، والكل هناك ما عدا جونغكوك وعروسته ، لم يحظروا بعد
كان تاي لا زال واقفا في مكانه في اعلى السلم ينظر لهم جميعا بنظرة باردة يشعر ببرودة اعماقه تجاه الجميع هنا.. فهم جميعا متعاونين على ذبحه الليلة
ولم تكن الأ دقائق حتى فُتح باب القصر ليدخل منه جونغكوك وبيده يمسك زوجته ، كان يرتدي بذلة سوداء وقميص أبيض يفتح ألزر العلوي منه ، شعره مُصفف بطريقة مرتبة وعلى وجهه ابتسامة واسعة
وعروسته التي كانت ترتدي فستان أبيض يلتصق عليها من الاعلى نزولا الى اسفل فخذها ليبدأ بالاتساع قليلا مظهراً رشاقة جسمها مع شعرها الذي ينسدل على كتفيها وطرحة الفستان الطويلة ووجهها الجميل وابتسامتها وهي تمسك بيد جونغكوك
التفت الجميع لهم يبدأون بالتصفيق والترحيب بالعروسين.. يتقدم كوبر ليقف بجانب جونغكوك الذي بدأ بالتقدم للدخول للداخل
كانت الاجواء سعيدة ومخملية جدا للكل ، الأ ان رفع تايغر عيناه لأعلى السلم يلاحظ اختفاء تاي الذي كان واقفاً هناك قبل قليل!!
شعر بشعور سيء بداخل قلبه لكنه تفاداه قائلا انه ربما شعر تاي بالحزن لرؤية جون برفقة جانيت مقبلين على زواجهم بعد دقائق لذلك انسحب لغرفته
جلس جونغكوك وجانيت حيث الكرسيان الذهبيان المطرزان بالورود المخصصان لجلوس العريسان عليهما ، كان يبتسم للحضور بخفة كـ علامة على ترحيبه بهم
بعد مضي القليل من الدقائق كان جونغكوك يبحث بعينيه بين الحضور ، يتلفت في كل الاركان لكن دون جدوى
لاحظه كوبر فـ استأذن من الرجل الذي كان واقف معه يتجه لجونغكوك ينحني سائلا اياه عما يبحث
" أين هو؟ " سأل جونغكوك بنبرة منخفضة سائلا عن تايهيونغ الذي لم يره أبداً ولا في اي مكان
نظر كوبر لبداية السلم حيث كان يقف تاي قبل مجيء جونغكوك وجانيت ، لكنه لم يجده!!
" كان هنا قبل قليل ، لا تقلق جون كل شيء على ما يرام " قال كوبر مبتسماً يطمئن جونغكوك الذي اشتدت قبضة يداه يشعر بتسارع دقات قلبه لسبب مجهول لا يعلمه
" أبحث عنه كوبر " قال ونهض عندما حضر القس لتزويجهما ، استقبله دايمون ليأخده حيث المنصة المخصصة ليتزوجا عليها
نهض جونغكوك يمسك بيد جانيت يتجهان سوياً حيث وقف القس وفتح كتابه مستعداً لبدأ الزواج
نظر جونغكوك لكوبر وهز رأسه نحو الاعلى بمعنى اذهب لتفحص تايهيونغ .. اومأ الاخر وصعد للاعلى يبحث عن تايهيونغ ويتفقده
وقف جونغكوك وجانيت امام القس مبتسمين لبعضهما ومستعدين لبدأ مراسيم الزواج ، تحت انظار الجميع الذي يبتسمون بخفة لهذا الحدث ، كان تايغر قد منع الصحافة من الدخول للقصر وتصوير الحدث
" سيد جيون جونغكوك ، البالغ من العمر 35 عاماً هل تقبل بجانيت آستر زوجة وشريكة حياة لك ، وان ترافقك في السراء والضراء من حياتك ؟ " سأل القس وسط هدوء الجميع وترقبهم
ما ان فتح جونغكوك فمه لينطق بـ موافق حتى سمع الجميع صراخ كوبر المرعوب من الاعلى ، كان يصرخ بخوف وصوت عالي هز اركان القصر رغم الموسيقى الهادئة التي تعزف في ارجاءه
ارتعبت وجوه الكل وكان اول من ركض سريعاً يسابق الرياح بسرعته صاعداً السلم بخطوات سريعة يعبر درجتين سويتاً .. جونغكوك.. الذي شعر بأنفاسه تختفي عندما سمع صراخ كوبر المرعوب
قدماه كانت لا تحمله لكنه رغم ذلك ركض سريعا صاعداً للاعلى ، يلحقه الكل تايغر ودايمون وآكسيفر بوجوه خائفة ومرعوبة
فتح جونغكوك باب غرفة تايهيونغ التي كان يقطن بيها يقابله ذلك المنظر الذي خطف الدماء من عروقه ، ذلك المنظر الذي جعله يتيبس في مكانه وجسده قد سكن وعيناه فاضت بالدموع
كان تايهيونغ واقعاً على الارض ووجهه أبيض مخطوف الدم منه ، فمه مفتوح ويخرج منه سائل أبيض كثيف من جوانبه وبيده علبة حبوب فارغة جميعها
كان جثة هامدة .. بلا حول ولا قوة
•~~~~~•
هلاو يَجماعة🙋🏼♀️، تتذكروني لو لا؟ والله استحي أكوللكم آسفة ع الانقطاع بالنشر💔💔بس صدگ يعني ضغط فوگ متتصورون وحتى من اجي اكتب ما الي نفس.. هواي أمور صارتلي فوك متتخيلون يعني ، بس ماعرف شَحچي..عموماً
بارت شوية خفيف حبيت أبلغكم بي أني عايشة ما متت🙂💔.. المهم أدري نصكم او كلكم نسوا الاحداث وحقكم طبعا..
لوڤيو💗✨
نلتقي بـ بارت ثاني 💞