ذهب العراق الملعون

By TariqZiad905

23 2 0

More

١

23 2 0
By TariqZiad905

في يوم شديد الحرارة شهر اب اللهاب كما هو معروف في العراق هذا الحر اللاهف يملئ هواء العراق كلما تأتي الرياح تشعر و كأنها رياح قادمة من بركان و كأن ما تحت الارض المبلطة الذي يمشي عليها الناس مصنوعة من اللهب من شدة حرارة في صحراء العراق الملتهب اللافح كان يتجمع خمسة رجال الاول و من جلسته و لغة جسده هو القائد رغم انه مازال شابا لكن ذكاءه و خبرته يعادل حاكم عمره تسعين سنة   من العمر رزين ابيض البشرة حواجب كثيفة و اسفل عينيه جرح كبير عينين شديدة الصفار كلون الشمس   و شعر يميل الى اللون الماروني انف طويل و وجه طويل جميل و جالس معه رجل شديد النحافة يمسك عصا غليظة و طويلة لدرجة انها تصل الى طوله شعره شديد البياض  طويل يشبه الحرير و لحيته شعثاء و نظرات باردة  فيها نوع من الغرور و الوقار عمره يصل الى  السابعة و السبعين التجاعيد تملأ وجهه و اسنانه متفرقة و يلبس ملابس درويش و اما الثالث فهو رجل ذو شارب شديد الخشونة عملاق الهيئة مفتول العضلات اصلع  مع انف غليظ و شفة منفوخة و الاخران هم رجل و ابنه الرجل يبلغ الستين و ابنه يبلغ  بين السابعة او الثامنة  عشر متشابهان   في كل شيء لون الشعر الاسود الفحمي الملامح الذكاء الصفات النرجسية و حتى النظرات و الابتسامة و الحركات

الرجل الاول اسمه نجم الدين كان يتكلم مع الباقين   قائلاً
علينا اولاً ان نجمع المال لشراء بعض الاسلحة فلا نستطيع البقاء احياء بدونها بندقية واحدة لا تكفي حتى قاطعهم بدوي مخمور يضحك و ينزل من جمله يقول و هو يضحك اتريدون المال لشراء اسلحة انتم مثلي الفقر و العوز يلحقكم عليكم اذاً ان تحصلوا عن الذهب ذهب العراق الملعون لم يهتم نجم الدين و لا الرجال كلام هذا السكير لكنه اخرج من جمله خريطة شبه ممزقة قال انظروا هذا جزء من مكان الكنز الذي ابحث عنه فلم يسمعو الى كلامه فقال ضاحكاً اعرف انكم تظنوني كذاب لكني انصحكم للمجيء معي فانا احتاج الى فريق فقال له نجم الدين اذهب فنحن لا نريدك و لن ننضم اليك فقال توقعت ذلك لكن اقدم لكم اعتذاري ساقتلكم  مثل الذين قبلكم فانا اخاف ان يأتي يوم تصدقوا ما قلت و تبحثوا عني فضحكوا الرجال ثم لاحظ الرجل السبعيني اختفاء البندقية فحذر نجم الدين فقال ارجو الا تفعل شيئاً تندم عليه فضحك و قال انا سكير و ليس لدي ما اخسره و حمل البندقية التي سرقة منهم دون ان يدرون بكل خفة  و هددهم بأن يطلق عليهم منها ثم اخرج طبنجة( المسدس) و لكن كان الرجال الاربعة لم يخافوا او يفعلوا شيء فكان ينظروا اليه بكل سكينة و صمت و البدوي يصرخ عليهم و كأنه تحول من سكير محبوب الى خنزير وحشي مجنون يصيح بكل همجية مهدداً و اللعاب ينزل من شفتيه حتى جاء من خلفه شخص طعنه بخنجر في مؤخرة رأسه تجمد في مكانه و الدم ملئ ظهره و مؤخرته و وقع ارضاً فقد كان الرجال اربعة فالخامس هو الشاب ذو التاسعة عشر كان تاركهم  ليتبول  و جاء لحسن حظهم عندما هددهم ثم جاء الرجل العجوز و اخرج الخريطة القديمة و قال هذه نصف خريطة فقال نجم الدين تظنون ان ما قاله هذا البدوي حقيقي فنحن كنا في السجن لسنوات طويلة فقال العجوز فلنبقي الخريطة احتياط و لنأخذ جمل المقتول فهو مليء بسرقات سرقها و نحن نحتاجها هي و الجمل فالرحلة طويلة و لا ندري ما يخبئه لنا القدر فساروا سوياً حتى وصلو الى الفلوجة مزارعين بسطاء و بيوت متآكلة عشوائية و في اطرافها بضائع للبيع من الخضروات و قطيع الخرفان و الابقار و الدجاج فظلوا بها و قال نجم الدين للعجوز السبعيني يا شيخ احمد لا تدع اي احداً يرى الخريطة حتى لو كانت مزيفة و غير حقيقية لكن قد يصدق الناس الساذجون المكتوب عليها بانها خريطة الذهب و قال المفتول العضلات يا نجم الدين علينا الذهاب الى بغداد فسمعت بعض من اهالي الفلوجة يشكون من الوالي الجديد فقال نجم الدين اخاف يا قاسم ان يكشفوننا لكن علينا ان نلبس ملابس الحمالين و نمثل ان عبد الله و ابنه سنان هم تاجران بسيطان جئنا من الحجاز مررنا بالفلوجة و من ثم بغداد لزيارتكم لبعض الاقارب و العمل فوافقوا و نجحت الخطة دخلوا الى بغداد و الدموع ملئت اغرقت اعينهم نظرات فضولية و العجوز احمد بقي يمسك التراب و يقول ما اصدق انني دخلت بغداد اخيراً بقي يتمشون في كل مكان بشكل منظم و كأنهم نمل  لحسن الحظ او لسوئه فقد كانت بغداد كما كانت قبل لم يتغير منها سوا مقر الحكومة و الادارة و قليل من الطرق فقال قاسم و هو يؤشر انظروا مازال مكان بائعة الاحجار الكريمة و عبد الله و ابنه سنان ينظرون الى الجوامع و الكنائس القديمة التي يعود عمر بعضها الى قرون و كأن جدرانها تحكي لنا قصص و حكم الحياة الابدية و عينيهم فيها نوع من الامل و الحب و نجم الدين شعر بالتوق القديم نفسه الى الانتماء الاصيل و السكينة الامنة انها بغداد انها بغداد.....

عيناكِ يا بغداد منذ طفولتي
شمسان ناعمتان في أهدابي
لا تنكري وجهي فأنتِ حبيبتي
وورود مائدتي وكأس شرابي
بغداد جئتك كالسفينة متعباً اخفي
جراحاتي وراء ثيابي بغداد عشت
الحسن في ألوانه لكن حسنك
لم يكن بحسابي
ماذا سأكتب عنك يا فيروزتي
هواك لا يكفيه ألف كتابِ
قبل اللقاء الحلو كنتِ حبيبتي
وحبيبتي تبقين بعد ذهابي
كانت محطاً للعلوم وأهلها
وقرارة للمجد والإيجاد
اليوم هاتيك العلوم بأسرها مدفونة
بمقابر الأجداد أيام مد الأمن
وأرف ظله فيها كانت جنة المرتاد أيام
بغداد تضيء جميلة فتلوح
مثل الكوكب الوقاد أبعاد
ما قد مر مِن عمرانها أم ذلك العمران
غير معاد لا نرجع الرغبات
نحو عراصها أو ترجع الأرواح للأجساد

كان يغنيها نجم الدين بصوت مرتفع ثم اكمل معه الغناء العجوز احمد بصوت عذب ثم غنى معهم قاسم بصوته الخشن الاجش و تبعهم عبد الله و ابنه سنان
و تمشوا على نهر دجلة فشربوا منه و ثم نزعوا ثيابهم و ظلو يسبحون و يغوصون و يقفزون برشاقة كالاسماك رغبات صارخة و ذكريات لايام صعبة قذارة التعب و الجهد  كلها اغتسلت بماء دجلة العذب شعروا بأنهم ولدو من جديد تبللت اجسادهم بهذا النهر العريق مخلصة من عرق الحر اللزج و الارهاق الوسخ و مخلصة من ماضي مليء بالقسوة و العجائب
و بعدها ذهبوا الى مقهى بسيط لكنه مزدحم شربوا الشاي البغدادي الدافئ الذي يجعل الرأس صافي و العين نشيطة كل رشفة تعطيك طاقة لذيذة و بينما كانوا يتكلمون و يشربون الشاي و يدخنون الشيشة داهمهم جند بغداد فخافوا ظنوا انهم يريدون القبض عليهم لكن ذهبوا الجنود المكونين من ستة افراد الى صاحب المقهى تحدثوا معه قليلاً ثم ذهبوا فراح سنان يسأل صاحب المقهى ما بهم الجنود قال هؤلاء جنود الثكنة السادسة مفجوعين دوما غريبي الاطوار يسألون عن بدوي يرتدي لون بني غامق  يتجول في كافة انحاء ولايات العراق و معه خريطة غريبة يشكون بأنه وصل الى بغداد لكنهم لم يجدوه خاف سنان و راح مسرعاً يخبر الباقين بما جرى طلب نجم الدين من عدم اظهار  الطنجه او اي شيء سرقوه من هذا البدوي و اهم شيء ان تبقى الخريطة ذهبوا مسرعين الى خان بسيط اجروه و قرروا البقاء في بغداد لمراقبة تحركات لمراقبة جنود الثكنة السادسة عرفوا بأن اسم قائدهم اسمه شفيق بك تركي فيه ملامح من الطمع و الخبث لكن ماذا يريد بهذه الخريطة اذا انها صحيحة يوجد فيها كنز و سبب سرية فرقة الجندرمة و قائدهم شفيق بك لكي يأخذون الذهب لهم دون علم  من الحكومة العثمانية او اي طبقة من طبقات الشعب فقرر نجم الدين ان يجدوا الذهب و يشترون فيه الاسلحة و تنفيذ خطتهم هي تحرير اخوانهم السجناء و عمل انقلاب على الوالي يأخذون السلطة و يثأرون على المذبحة التي قام بها الاتراك على سلطتنهم سلطنة مماليك العراق الشهيرة فهم ما تبقوا منها و يريدون اعادة امجادها و اسمها فالشعب يكره الوالي و نظام ادارته السيء المليء بالموظفين و البشوات الفاسدين الكريهين و لا يملك اهل العراق قوة او صوت من اجل تغيير الوالي اصبحوا مساكين ضعفاء
قال نجم الدين مخاطبهم علينا شراء الاسلحة لتكوين كتيبة من الجيش قال لهم الشيخ احمد علينا ان نضم العديد من الافراد لدي علاقة باحد ساجعله ياتي للعراق هو و معارفه لنتعاون و قال نجم الدين سأتصل  بأخواننا الشراكسة في ديار بكر و داغستان في امل ان يساعدونا و قال عبد الله سمعت بأن تجار من الموصل كانوا يتحدثون عن الذهب هم و فرقة من الجندرمة فقال سنان سأذهب الى احد الخدم فيخبرني بكل شيء اذا عطيته رشوة فقال له نجم الدين خذ هذا المال و اشتري به خروف  و سمك باهض  الثمن و اعطيه لاحد خدم التجار فقال سنان سارتدي اللثام و اكشف ما قصة الذهب المفقود و ذهب اليهم و بعد وقت طويل جداً من سماع الحكايات و القصص من كافة التجار و الرحالة او الذين سمعوا ولو شيء بسيط عن هذه الشائعات عنها رجع فذهبوا الى مكان معزول تحت ظل نخلة و الفضول يملأهم فقال لهم سنان سألت الخدم و مجموعة من الباغيات اللواتي كانوا قد استقبلوا التجار الاثرياء
فقال القصة بكل ما فيها ان في يوم جاء رجل قزم شبه مشوه لمجموعة من قطاع الطرق الاشقياء فقال اتريدون ان ادلكم على كراسي و اواني و تيجان ذهبية و كنوز و مجوهرات و قطع فضة لا تعد و لا تحصى فقالوا انت تكذب فقال لا اقسم لكم انني صابئي و نحن الصابئة قد خبأ اجدادنا  هذه الكنوز كانت لملوك بابل و سومر لكنها كانت ملعونة من الشياطين لذلك حرم علينا محن الصابئة اخذ الذهب و استعماله انا لا اصدق هذه الاسطورة هناك خريطة محفوظة عندنا تبين اين دفنوا اجدادنا الصابئة هذا الكنز فلنسرقها  منهم فقالو قطاع الطرق لماذا لا تأخذها الخريطة  وحدك و تسرق فقال الكاهن لا يسمح و انا اريد ان يساعدني احد لقتل كل من يقف امامي و يحميني حين اتنقل خلال البحث انا لا اريد حصة من الذهب سوى ما يكفيني لعلاج ابنتي و الباقي لكم فوافقوا و ذهبوا اليهم و قاموا بمذبحة كبيرة على الصابئة المساكين حتى قبض عليهم  الجند و كان الذي قبض عليهم  قطاع الطرق و القزم و قليل من بقايا المذبحة كانوا  ثلاث من الصابئة الكهنة نقلوهم في سجن ببغداد فقتلوا قطاع الطرق في السجن كهنة الصابئة بعد تعذيب شديد و ما تبقوا من الصابئة دون ان يتدخل الجندرمة  في صراع السجناء و قام الكهنة خلال تعذيبهم باعطائهم   مكان الخريطة لكم قالوا ان هذه جزء من الخريطة و اما باقي  اجزاءها فهي منتشرة مخبئة في بابل و نينوى( عاصمة الاشوريين قديماً)  و اور و نفر( العاصمة الدينية لحضارة سومر) و هي مكتوبة باللغة الارامية القديمة فعندها سمع حارس السجن الذي كان قد سمعهم صدفة و هو يمر من باب سجنهم و اخبر باقي الجنود بسر الذهب  فقاموا بتعذيب قطاع الطرق والقزم قطعوا ارجله و احرقوا جلده  بالزيت المغلي لكي لا يستطيع الهرب من السجن و بعدها قرروا ان يعدموا قطاع الطرق عدا واحد استطاع الهرب و اخذوا القزم يتنقل معهم في انحاء العراق  ليترجم لهم ما مكتوب على الخريطة عندما يجدوها بشرط قد طلبه  بان يعالجوا ابنته في ارقى المستشفيات في اسطنبول  لكنه مات حزناً لانه ندم انه خان اخوانه الصابئة و اجلب لهم المجرمين يذبحوهم و في الجهة الاخرة خائف على ابنته الصغيرة ان تعرف دنائة والدها و انها ستفضل الموت على خيانته لاهله و اهلها فمات بعد ان عرف ابنته بامان مات لا من التعذيب و لا من اهانة الجندرمة مات بسبب تأنيب الضمير الذي خنق روحه و احرق عقله اتته جلطة بعد جاءته العديد من الكوابيس لارواح الذين بعد موته رأوا ما توجد اي فائدة فقد تركوا ابنته تموت وحدها دون ان يوفوا بوعدهم و رموا جثته في الطرقات و الى الان يبحثوا الجند على باقي الخرائط من اجل الذهب الملعون و هؤلاء الجندرمة هم الثكنة السادسة
فقال الشيخ احمد اذاً مجموعة تجار  الموصل جاءوا لبيع جزء الخريطة  التي في نينوى لجند ثكنة السادسة و قال نجم الدين الذي قابلناه في الطريق البدوي هو احد قطاع الطرق الهاربين و لكن عبد الله قال لا اعتقد انه نفسه قاطع الطرق فيمكن ان يكون هذا البدوي اخوه او احد معارفه مستحيل ان يضل المجرم الهارب من السجن يبحث وحده دون مساعدة احد و قال قاسم مقاطعا المهم ان نبحث على الذهب الملعون و نجد باقي الخرائط قبل الجميع فهذه الخريطة ترجمها صاحبها للغة العربية   و ما تبقى من هذه الخريطة هو في الحلة بعد عدة ايام من طريق مليء بالتعب و المخاطر سافر نجم الدين و جماعته الى الحلة فمروا من صحارى بابل فقد اختاروا الطريق الخالي الخطير بدل من الطريق الرئيسي الممتلئ بالجندرمة او القرى ف ينكشفوا كان الحر مميتاً في الصحراء و الجمال بطيئة يقول نجم الدين و هو ينظر الى الخريطة لماذا خبئت  قبيلة الصابئة في هذه الاماكن البعيدة و هل يعلم باقي  قبائل الصابئة بحكاية الذهب فقال الشيخ احمد الله اعلم لكن انتبه الا تكشف  الخريطة ابقيها مخبئة قد لا يعرف الناس حكايتها لكن اعلم ان الكثير عرفوا بمكان الذهب جواسيس الثكنة السادسة قد يكونوا في كل مكان قال سنان بغضب سنموت من الجوع في هذا الطريق لا اريد ان يكشفونا الجندرمة اننا مماليك العراق هربنا من المنفى علينا ان نجد الذهب باسرع وقت و الانقلاب فقال قاسم انظروا فرأوا لوناً بني بعيداً في الصحراء الجرداء ذهبوا هم و جبالهم قد تكون واحة او مجموعة من القبائل المهم ان يشربوا و يأكلوا هم و جمالهم قبل ان يموتوا فساروا مسرعين و عيونهم متحمسة لكنها حمراء من شدة قوة الشمس و جسمهم متهالك  لكنه يعاند و يصبر من اجل البقاء فعندما وصلوا وجدوا صخرة فقال الشيخ احمد انها الصخرة التي مررنا بها البارحة فصاح نجم الدين يأساً لقد تهنا و قال عبد الله الم اقل لكم ان لا نذهب الى الحلة فنحن لا نعرف شيء من الطريق فقال الشيخ احمد مهدئاً فالننام  و نرتاح قليلاً فناموا حول الصخرة و وغطوا رؤسهم بالعقال و كان منظرهم كأنهم جثث و لم يأتي النوم لنجم الدين  فظل فمه و عينيه مفتوحة و كانت ملامحه تدل على موته القريب فظن هذه النهاية و ظل الشيخ احمد يدعوا ربه ان ينجيهم من هذا العذاب و يرحمهم و ان لا يموتوا في هذا الوقت الاليم و طل يقول بصوت مسموع ان الله يحب الصابرين ان الله يحب الصابرين
و بعد خمس ساعات حاولوا النهوض لكن الشيخ احمد لم يستطع و كان شديد الاعياء و تقيأ عدة مرات في كل مرة اقوى من سابقتها فحملوه و وضعوه على جمله و ساورا و هم لا يعرفون وجهتهم نسوا الذهب الملعون  نسوا انفسهم حتى اسماءهم و وقع سنان من الجمل عدة مرات على يده و كان يعاود الركوب و كأنه يقول اريد ان اموت  على ظهر الجمل لا اغرق في الرمال الحارقة اللعيبة   و من ثم ساد الظلام و بدأت تغرق تلال الرمال بالظلام  و جاءت رياح جعلت اذانهم تدوي و تتحول الى ضجيج فيملأ رأسهم بالصداع و لولا الجمال الثلاثة التي معهم لماتوا بسبب الكثبان الرملية  التي جعلت الطريق ركوب متواصل يبدو بلا نهاية فتلمح احياناً اشباحاً و اطيافاً عند الافق البعيد ترى أهي غيوم كثيفة ام اشباح و ارواح تائهة مثلهم و اصبحت السنتهم تلتصق بسقف فمهم فلا يستطيعون التحدث كثيراً من شدة جفاف الفم فما ان تأتي الشمس الحارقة في بداية الضحى فلا يظهر في الافاق شيئاً غير السموم اللافحة  تضرب الجسد فيصبح كأنه حطبة جافة حاول سنان البكاء الا ان عينيه المتورمتين خالية من اي دمعة اما قاسم فشعر ان جنون ما قبل الموت بدأ يظهر فيه فلم يتحمل البقاء يومياً بلا ماء اما عبد الله فاصابه الم في عقله مع ذبول و هو بالكاد راكباً على سرج الجمل و نجم الدين كان متورم الحلق كل شهيق يتنفسه كانه يغرز الافا من الابر في لسانه فلا يسعه غير ان يفكر في الذل و الخجل من نفسه بسبب انه الذي قاد به هؤلاء المساكين الى هذه الصحراء الملعونة فقال الشيخ احمد بصوت منخفض لنبلونكم  لنبلونكم لنبلونكم ثم اكمل الاية لنبلونكم بشيء من الجوع و نقص الانفس و الثمرات و بشر الذين اصابتهم مصيبة قالوا انا لله و انا اليه راجعون فصاحوا كلهم بصوت واحد انا لله و انا اليه راجعون لكن عطش و حر و وحدة و يأس اصبح يزداد في كل خطوة  اغمى عليهم جميعهم بعد مدة اولاً اغمى على الشيخ احمد ثم نجم الدين و تبعه الباقين فظنوا انه الموت لكن فتح نجم الدين عينيه و راى انه في خيمة جلدية كبيرة و شفتيه و فمه رطب لكن رطوبة مياه مرة كسائل النحاس ايقظ الجميع و قالوا اين نحن و متى نحن هنا فقال الشيخ احمد لا تخافوا الخريطة مازالت معي فجاء اليهم رجل طاعن في السن مع عينين و ابتسامة ودودة السلام عليكم انا اسمي عباس وجدتكم و ظننت لنكم ميتين لكن جمالكم لا تزال حية رغم تعبها و قست نبضكم  فلاتزالون احياء فقال نجم الدين جزيل الشكر لخدمتك الرائعة و قال شيخ احمد انقذتنا من الموت نحن مدينون لك و قال العجوز عباس لماذا انتم في الصحراء فشكلكم ليس من البدو لماذا انتم هنا فنظر كل واحد على الثاني مرتبكاً فقال عبد الله بصوت عالي لكن بقلق نحن نريد الوصول الى اقاربنا في الحلة و لم نعرف الطريق فتهنا و الله جاء بك معجزة لنا فهل تدلنا على الحلة قال الرجل العجوز انا راعي غنم بسيط اعمل قرب نهر دجلة لكنني اذهب للصحراء مع اولادي للصيد لكنني جئت وحدي لزيارة اخي لطلب بعض المساعدة بسبب مرضهم هم و امهم فهناك وباء قاتل  و  لا انصحكم في الذهاب انا خارج غداً لاكمال طريقي للوصول الى اخي  فهل تأتون قال نجم الدين بلهجة عناد سنذهب الى الحلة لكن لن ندخل فيها سنبقى على الاطراف و اشكرك شديد الشكر على مساعدتنا و قال في قلبه لو شاء الله و حصلنا الذهب فساعطيه ما يريد من المال لخدمته الجليلة  فقال الرجل العجوز عباس اذهبوا الى واحة الخستاوي فهي تبعد مسافة ليست كثيرة من هنا فشكروا الرجل و بقوا سوياً يتسامرون في ليل الصحارى المرعبة و اصطادوا بعض من افاعي الصحراء فاصبح العجوز عباس صديقهم و في اليوم التالي و دعوه وداعا حاراً مليء بالامتنان و ساعدوه على تركيب الخيمة على الجمل و ذهب كل واحد في طريقه عندما وصلوا الى الواحة رموا ثيابهم بسرعة و ذهبوا يسبحون فشعروا بلذة الماء الذي غسل جسدهم و قتل العرق و التعب فعاد النشاط و ارتوت اجسامهم و ارواحهم كأنهم كانوا في تائهين في قعر جهنم و وجدوا واحة من واحات الفردوس
وصلوا قرب  الحلة و  رأوا مجموعة من الفلاحين فسألوهم فقال الفلاحين مثلما قال العجوز عباس وباء فتك المدينة قرر نجم الدين ان يدخل وحده رفض الباقين لكنه اصر بان يذهب احدهم لكشف مدى خطورة الاوضاع و بعد مناقشه طويلة استطاع الدخول دون سلاح او شيء فتمشى في انحاء الحلة و هو مغطي فمه و انفه و بعدها جاء اليهم فقالوا خير يا نجم الدين ماسبب مجيئك بهذه السرعة فقال  و عينيه فيها فزع و بلادة ان هناك من البشر لون بشرتهم غامقة بنفسجية يمشون لكن دون احساس كأنهم اموات احياء في نفس الوقت علينا ان نؤجل رحلتنا الى الحلة فقال الشيخ احمد لنذهب و نبحث في ذي قار و لم تمر سوى لحظات حتى جاء      على الاحصنة الثكنة السادسة و شفيق بك يجبرون الاهالي على ترك الحلة سواء ان كانوا مصابين ام لا فكان نجم الدين و الباقين يراقبون بكل حقد فقال سنان بكل هيجان سيأخذون الخريطة هؤلاء المحتالون فقال له ابيه عبد الله اصمت فلا نريد ان نجذب اي انتبها فقال الشيخ احمد لنذهب انا و نجم الدين فنمثل انني ابيه العجوز لا استطيع ترك الحلة بسبب مرضي و انتم راقبوا جميع تحركات الجنود خارج الحلة فممكن ان تلمحوا الخريطة فأيده الجميع

Continue Reading

You'll Also Like

13.4K 284 19
It's my first time writing an Story so please bear with me. Anyways...... Story: Future Caelus, lost everyone. His friends, family and Comrades...
366K 9.1K 46
innocent boy and dangerous girl as twins twins kidnapped at age of 2 one is dark and dangerous and cold one is innocent and wishes for someone othe...
21.2K 373 11
After being died because of his Differences, he was send to hell and luckily meet the princess of hell & others, together they will make sure everyon...
248K 3.5K 91
ဖအေကနေ သားကိုသွားထားတဲ့ ဇာတ်လမ်းသာဖြစ်ပါတယ် ဖေအက သားကိုသြားထားတဲ့ ဇာတ္လမ္းသာျဖစ္ပါတယ္