شَتَّان ما بينَنَا (مكتملة)

By Ahlam_ELsayed

87.4K 3.4K 1.4K

مختلفان هو أقل ما يقال عنهما .. تكافح هى لتواجه مصاعب الحياه ، بينما هو يعيش برخاء وراحه بال. شتان بين الإثنا... More

«تعريف بالشخصيات»
الفصل الأول : البدايه ♡
الفصل الثانى : خبر صادم
الفصل الثالث : وصيه
الفصل الرابع : جمعتنا الصدفه
الفصل الخامس : أصبح أمراً واقع
الفصل السادس : أول لقاء بعائلته
الفصل السابع : زواج
الفصل الثامن : هل هو يغار؟
الفصل التاسع : تُخفى الأمر عليه
الفصل العاشر : إعتذار أخر
الفصل الحادى عشر : يحاول إرضائها
الفصل الثانى عشر : مخطط دنئ
الفصل الثالث عشر : رحلت
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر : لقد كان هو
الفصل السادس عشر : ستنتقم منه
الفصل السابع عشر : مشاعر
الفصل الثامن عشر : أعتراف
الفصل التاسع عشر : تركته
الفصل العشرون : ماضى مؤلم
الفصل الواحد والعشرون : علاقات متوتره
الفصل الثانى والعشرون : شخصيات جديده
الفصل السادس والعشرون : أعترفت إليه
الفصل السابع والعشرون : يومُاً سئ
الفصل الثامن والعشرون : سعاده أم حزن
الفصل الثالث والعشرون : ذكرياته
الفصل الرابع والعشرون : رحله
الفصل الخامس والعشرون : زياره غير متوقعه
الفصل التاسع والعشرون : تفكير
الفصل الثلاثون : دفئ
الفصل الواحد والثلاثون : خِصام
الفصل الثانى والثلاثون : أحداث متفرقه
الفصل الرابع والثلاثون : لحظةُ قلق
الفصل الخامس والثلاثون : خبر مُفرح
الفصل السادس والثلاثون : ماذا يحدث؟!
الفصل السابع والثلاثون : صدمات مُتتاليه
الفصل الثامن والثلاثون : سيتغير كُل شئٍ للأفضل
الفصل التاسع والثلاثون : لقد وقع فى الفخ
الفصل الأربعون : مصيبةً خلف الأُخرى!
كلام مهم جداً🤍
سؤال ليكوا على السريع💜
الفصل الواحد والأربعون : بكى لأجلِها
الفصل الثانى والأربعون : يومً لا ينتهى
ميمز على الروايه😂♥
الفصل الثالث والأربعون : قبل النهاية
الفصل الرابع والأربعون : النهاية
سؤال خاص بالرواية💜🐰
رواية جديده♥

الفصل الثالث والثلاثون : قلوب تائهه

1.3K 51 14
By Ahlam_ELsayed

بسم الله الرحمن الرحيم .

صلوا على سيدنا محمد ﷺ🤍🌼.

أذكر الله.

فوت وكومنت تقديراً لمجهودى💜🐰.

تجاهلوا أى أخطاء إملائية إن وجد فضلاً .

.
.
.
قراءه ممتعه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


'أنسه ريهام أزيك ! ، خير فيه حاجه؟'

أتسعت عينيها بذهول وهى تقرأ رسالته ، كيف علم أنها هى من تحادثه ؟ ، ياللهول ماذا تفعل الوضع محرج ، هل تنكر هويتها وتكمل تلك اللعبه ؟ .

رأته يكتب من جديد فأنتظرت بتوتر لتأتيها رساله أخرى تقول.

' عارف أنك بتسألى نفسك أنا جبت رقمك منين ، أصلى بصراحه أخدتو من كشف البيانات بتاع المستشفى ، وكنت هكلمك عشان أطمن على حالتك الصحيه'

يالا غبائها بالطبع من السهل عليه الحصول على رقم هاتفها من بياناتها المسجله فى المشفى حينما مرضت ، تنفست بعمق تحاول تهدأه أعصابها لكى تستجمع بعض الكلمات لتقولها له ، دون أن تعرض نفسها للحرج أكثر .

بدأت تنقر بأناملها على لوحه الكتابه سريعاً.

'أه أنا بخير أطمن حضرتك ، وأسفه لو كنت بكلمك فجأه ومن غير مناسبه ، بس حبيت أستفسر منك عن شويه حاجات بخصوص الأدويه اللى فى الروشته ، ولقيت رقمك بالصدفه فى الكارت الشخصى بتاعك'

سيصدق كذبتها الصغيره أليس كذلك ، ولما لا فالأمى مقنع هو طبيب وهى حاله كان مسؤولاً منها .

قرأ رسالتها ثم بدأ يكتب لتصلها رسالته فوراً.

'أتفضلى أسألينى فى اللى أنتى عايزاه أكيد'

نظرت للهاتف بتيه لا تعرف كيف تخترع سؤالاً ليقتنع به ، وأثناء شرودها رن الهاتف بين يديها نظرت له لتجد المتصل هو ، كادت أن تصرخ من المفاجأه ، كيف يتصل بها هى بالكاد تحدثه من خلف شاشه هاتفها ، إذا أجابته سيعرف من نبره صوتها أنها كاذبه ، أنتظرت قليلاً لعله ينهى المكالمه ، ولكن لا هو يلح بإتصاله وكأن حياته متوقفه على تلك المكالمه ، أضطرت لأن تجيبه فعلى ما يبدو أنه لن يستسلم .

أخلت حلقها وزفرت عدت مرات متتاليه ، وأجابته بنبره هادئه.

"ألو.."

أتاها صوته من الجهه الأخرى مرحباً بها ببشاشه.

"أهلاً أهلاً ، والله أنا سعيد أنى سمعت صوتك ، خصوصاً إن أخر لقاء بينا كان مش ألطف حاجه"

لعنت ذاتها داخلياً فهو يتذكر كل شئ بالفعل ، حاولت تشويش الحديث ، وسألته مباشرةً .

"باللنسبه للأدويه اللى حضرتك كتبتهالى ، أخدها كام مره بالظبط وهل العلاج ده دائم ولا لفتره معينه؟!"

شعر قاسم بأنها تتهرب منه ، فقرر مجاراتها فى ما تفعله مجيباً أياها بسرور.

"بصى هو حالياً هتاخدى الأدويه دى بإنتظام ، حبيتين من البرشام بعد كل وجبه ، وباللنسبه لدوا الشرب ، فده تاخدى منوا معلقه كبيره لو حسيتى بألم فى المعده ، والعلاج ده هتمشى عليه لغايه ما تخفى خالص بإذن الله ، ملوش مده يعنى على حسب أستجابه جسمك"

أكتفت بالإماء وكأنه يراها وهى بالأساس لم تركز على أى كلمه مما قالها ، كل تركيزها ذهب لنبره صوته الرخيمه وتحكمه فى إنفعالاته ، حيث أنه يكون مرحاً وحينما يتحدثان فى مجال عمله يتحول لشخصيه مثقفه وهادئه ، يا له من مزيج غريب ورائع ، أعادها للواقع بندائه لها عدة مرات فحمحت بحرج لإيقانها أنها شردت تماماً .

وتحدثت بنبره منخفضه.

"متشكره جداً يا دكتور قاسم ، وأنا أسفه لو أزعجت حضرتك أنا بس عشان رجعنا مصر فجأه فحبيت أكلمك وأفهم منك لأنى مكنتش هعرف اقابلك وكدا و...."

قاطعها وصاح فجأه بعدم تصديق.

"مش معقول أنتى رجعتى القاهره!!؟ ، ده أنا كمان نقلوا شغلى للقاهره ، شوفى سبحان الله على الصدف"

كادت أن تفلت من فمها ضحكه على عفويته ، فكتمتها بصعوبه وقالت بثبات.

"بجد طب مبروك ، أنا مضطره أقفل بقا مع السلامه"

أغلقت سريعاً قبل أن ينطق بحرف أخر ، وتنفست الصعداء لا تعلم لما شعرت بالسعاده الشديده حينما أخبرها أنه نقل إلى القاهره ، هذا يعنى أنها ستراه حينما ترغب؟ ، لحظه واحده ولما تريد أن تراه بالأساس! ، هو مجرد طبيب ليس إلا ، ولكنه جذاب لن تنكر ، ألقت نظره أخيره على محادثتهما لتغلق الهاتف وتضعه على الكومود ، ثم تمددت فوق الفراش لتنظر إلى سقف الغرفه وهى تفكر فى كونها مهتمه بذلك الرجل ، حتى أنها تناست أمر ماهر وأنه يراقبها.


•••••••••••


صوت صفعه دوى فى أرجاء تلك الغرفه المظلمه ، ذات الجدران المهترئه والأرضيه الرخاميه البارده ، كانت هذه الصفعه من أكرم الذى فقد أعصابه أمام ذلك الفتى ذو العشرون عام .

أبعده هادى عنه ليهمس له بنبره منخفضه ناهراً أياه.

"أيه اللى بتعملوا ده يا بنى أدم؟"

صك أكرم على فكيه ليردف بحنق.

"سيبنى عليه يا هادى أبن الكلب ده ، بقالنا تلات  ساعات بنحاول معاه بالذوق ومش عايز يعترف!! ، يبقى قله الأدب هى اللى هتقررو"

عاد هادى لينهره بغيظ.

"متبقاش مندفع ومتهور ، مش الضرب هو اللى هيجيب نتيجه ، الواد ده طُعم لمصيبه هتحصل "

عقد أكرم حاجبيه بعدم فهم ، ولم ينتظر هادى أستفساره وبدأ يشرح له مقصده.

"يعنى من الأخر الكبير باعتلنا طُعم نتلهى فيه ، بينما هو من جهه تانيه وفى نفس الوقت ينفذ مصيبتوا ، عايز يبعد عينينا عنوا لفتره مؤقته ، فهمت؟"

وهنا قد بدأ أكرم يستوعب الأمر ، فنظر للفتى الملقى بإهمال فوق ذلك المقعد الخشبى ، وعاد بنظره لصديقه لاعناً بأسوء الألفاظ.

" يا ولاد الكلب ، طب وبعدين يا هادى ، هنعمل أيه؟"

حك هادى لحيته بتفكير ، وأتجه ليقف أمام ذلك الفتى بوجه هادئ ، ثم هتف ببروده مخيفه.

"بما إننا فهمنا خطتك الهبله أنت واللى مشغلك ، فأحب أفهمك أنك أنت اللى هتشيل الليله كلها لوحدك لو محكتش كل حاجه دلوقتى ، وأنت عارف بقا دى مش قضيه واحده لا ، دى ميكس قواضى ، أشى دعاره مقننه على تجاره أعضاء على أغتصاب على خطف على إزعاج سلطات وبلاغ كاذب ، وطبعاً كل قضيه بعقوبتها ، يعنى لو قعدنا سوا نحسب السنين اللى هتقضيها فى السجن ، ده لو متحكمش عليك بالإعدام ، هنلاقى أنهم بتاع 200 سنه ، يعنى قد عمرك عشرين مره"

لاحظ هادى إتساع عينان الفتى بذهول من وقع حديثه ، فجلس ليضع قدم فوق الأخرى وأراح ظهره للخلف مكملاً بنظرات ثاقبه.

"ها تتعاون معانا وتطلع من القواضى دى كلها شاهد ملك ، ولا تغلبنا معاك بقا وتضطرنى أتخذ تجاهك إجرائات مش هتعجبك خالص؟! ، وفى كلا الحالتين كبيرك اللى بتتحامى فيه وفاكروا هيقدر ينقذك ، هجيبو وهيقعد قدامى نفس قعدتك دى ، سمعنى صوتك الحلو يا كروان"

أبتلع الأخر لعابه برعب ، وبدأ صدره يعلو ويهبط وهو يتنفس بوتيره سريعه ، ثم خرجت الكلمات من فمه أخيراً بشكل متقطع.

"لا .. يا ب..يه ، أبوس أيدك أرحمنى ، أنا أن..ا مستعد أقولك على ك..كل حاجه ، بس أوعدنى تحمينى منهم ، دول لو عرفوا أنى أتكلمت ... ، ها..ها يقتلونى ، زى ما قتلوا غيرى"

مال هادى بجذعه للأمام وأسند مرفقيه فوق الطاوله ، وتحدث بصدق.

"متخافش أحكى أنت بس ، وأنا أوعدك بأنك تفضل تحت حمايتى لحد ما كل واحد ياخد جزاءُه"

ألتمس ذلك الفتى الصدق فحديث هادى ، وشعر بالطمأنينه وقرر قول كل شئ ، فنار الشرطه أرحم من جنه عشماوى.

"عشماوى يا باشا ، ده كبيرنا وهو المسؤول عن كل الجرايم اللى حصلت قبل كدا ، وبردو هو اللى حطنى فى طريقكوا عشان ألهيكوا عنوا اليومين دول"

أدار هادى رأسه لأكرم الذى كان قد وقف خلفه وعلمات الدهشه تعلو وجهه ، فأبتسم له بسخريه وكأنه يقوله له ' أرأيت لقد صدق حدسى' ، ثم عاد ليصغى للفتى بإهتمام وهو يسرد عليه كل شئ بنبره مرتعشه.

"الموضوع ده إبتدى من حوالى خمس سنين ، كنت عيل عندى خمستاشر سنه وقتها مفهمش حاجه ، أبويا الله يجازيه ، هو اللى رمانى فى طريق عشماوى ، عشان أشتغل معاه وأبقى من رجالته ، وبعد ما مات طبعاً مبقاليش حد غير الكبير ، خدنى وبدأ يعلمنى أصول الشغلانه"

صمت قليلاً لياخذ أنفاسه وهو يتذكر ، ثم أكمل.

"طبعاً فى البدايه عشماوى كان كل شغلوا ، تجاره الممنوعات وبس ، مخدرات بقا سلاح أثار أى بلا أزرق ، بس لما لقى الحكومه بتنكش وراه ، قرر يتجه لحاجه تانيه ، تجاره فى البشر وخاصتاً الحريم يا بيه ، كان بيبعت رجالتو تستدرج البنات واللى متجيش معاهم ، يخطفوها ويحبسها ويخلى رجالتو يغتصبوها ويعذبوها ويصورها مباشر ، وفى المقابل بيبقى فيه ناس من طبقات مختلفه ، قاعدين وبيتفرجو على اللى بيحصل وكأنهم فى سيما وكل ده مقابل فلوس ، يعنى من الأخر بيدفعوا لعشماوى عشان يتكيفو وبعد ما يخلص يقتلها"

صمت مره أخرى وكل هذا وهادى يستمع دون تعابير ، فنظر الفتى للأسفل وأكمل.

"عشماوى لقى الموضوع بيكسب ، فقال ليه لا يبقى ده زى ستاره بيدارى بيها على شغلو الحقيقى فى تجاره الممنوعات ، وبدأ يزود منوا ، بدل ما كان بيخطف واحده ولا أتنين فى الشهر ، بقى بيخطف بالعشره ، لحد ما جيت سياتك وبدأت تفتح فى الدفاتر اللى أتقفلت ، فهو كلف رجالتو يعرف عنك أنت والباشا ده كل حاجه ، وبما أنى عيل ومكنتش بفتح بوقى طول مانا شغال معاه ، فقال يبعتنى أنا تحديداً ليكوا"

أنقض أكرم على الفتى ليكيل له اللكمات حتى وقع من فوق الكرسى على ظهره ، فجلس أكرم فوقه وهو يستمر بضربه .

والصراخ فى وجهه بجنون.

"ياولاد الكلبب~ ، أنتو شياطين ولا ملة أبوكوو أيه؟!! ، بتتاجروا بأرواح الناس يا شويه أو*** ، سيبنى يا هادى هموته"

كان هادى يحاول فك النزاع وإبعاد صديقه عن ذلك الفتى ، فلو تركه سيقتله بالفعل ، وفى النهايه أستطاع أخيراً إبعاده وأجلسه على المقعد وهو يحاول تهدأته.

"يابنى بقا أهمد ، مينفعش تسرعك ده! ، مش القتل والضرب هما اللى هيحلوا المشكله ، الواد ده هو الخيط اللى هيوصلنا لعشماوى وأى حد معاه"

كان أكرم يتنفس بسرعه وهو يلقى بنظراتٍ حاقده تجاه الفتى الملقى فوق الأرض ، والدماء تسيل من كل أنش بوجهه ، تركه هادى وأتجه إلى الأخر وأسنده ليجلس فوق المقعد من جديد .

ووقف أمامه ناطقاً بسخط.

"لولا أنى عارف أنك ملكش ذنب فى حاجه ، كنت سيبتوا يخلص عليك ، أنا هبعتلك حد يعالج الجروح دى ، وبعدها هنقعد ونتفق على كل حاجه"

لم ينطق الفتى بأى كلمه فالألم كان أقوى من طاقته ، أخذ هادى أكرم ودلفا خارج تلك الغرفه ليتركانه بمفرده من جديد.


•••••••••••••


فى صباح اليوم التالى

دلفت سلمى إلى مبنى الجامعه بكسل ، فهى لم تكن ترغب بالعوده إلى دراستها بعد ما حدث بينها هى وأكرم ، ووجود كلاً من هند وعماد فى ذات الجامعه يشعرها بالضيق أكثر ، لمحتها علياء من بعيد لتشير لها فذهبت تجاهها ، عانقتها بسعاده وهى تخبرها كم أشتاقت لها ، جلستا معاً لتسرد لها سلمى كل ما حدث فى أجازتها بالعزبه ، دون ذكر ذلك الجزء الخاص بأكرم بالطبع ، وأثناء إندماجهم فى الحديث .

أتت هند لتقف أمامهما وقالت بسخريه مبطنه.

"أيه يا سلومه اللى رجعك بدرى من العزبه؟ ، مش عوايدك يعنى فى العادى بتقضو شهر هناك؟"

نظرت لها سلمى من أعلى لأسفل دون أهتمام لتجيبها بثقه.

"مع أنها حاجه متخصكيش ، بس أنا عرفاكى حشريه يا قلبى ، فهكتفى أنى أقولك إن الأجازه كانت تحفه خصوصاً بوجود أكرم معايا ، بس للأسف أجازتو خلصت بدرى هو وهادى وأضطرينا نرجع معاهم"

أنقلب وجه هند بغيظ ، فهى أتت لتضايقها لينقلب السحر عليها بالنهايه ، مثلت اللامبالاه وقالت بغرور.

"ما أنا وعماد قضينا أجازه فظيعه ، وتصورى أنه قريب أوى هيجى يخطبنى من بابا"

أرتفع حاجبى سلمى وأردفت مستهزئه.

"بجد ألف مبروك ، لايقين على بعض فعلاً ، ما جمع ألا ما وفق ، ربنا يتمملك على خير يا روحى ، وتشيلى عينك بقا من على حاجه غيرك ...؟ ، وهو بردو يكتفى بيكى "

فهمت هند المغزى من حديث الأخرى فأشتعلت أكثر ، ولكنها قررت أن لا تبالى بها على الأقل الأن ، رحلت عنهم لتزفر سلمى براحه وهى تقول بضجر.

"يابااى أخيراً مشيت!! ، أما بت ملزقه بصحيح ، وقال أيه عماد هيخطبها ، جتها نيله هى وهو ، مفكرانى هغير منها الصفراويه دى كمان"

ضحكت علياء بمرح على حديث صديقتها ، ثم نظرت ليدها اليمنى فوجدت تلك الحلقه الذهبيه تزين بنصرها .

فأبتسمت بعبث وتسائلت.

"سيبك منها وقوليلى أيه حكايه أكرم اللى قضيتى الأجازه معاه ده؟ ، مش أنتى يابنتى أخر مره مقطعين فروه بعض قدام الجامعه كلها ، ورمتيله الدبله فى وشو ، ولا رجعتوا لبعض؟!"

أتجهت عينان سلمى لإصبعها دون شعور ، وشعرت بالخجل لكونها ترتدى دبله مزيفه ، لكى لا تشك هند وغيرها بها .

فحمحمت ونطقت بتبرير.

"أنا مرجعتلوش ولا حاجه ، دى دبله عاديه لبساها كدا يعنى لزوم العياقه مش أكتر"

هزت علياء رأسها وهى تهمهم بتفهم.

بينما خلف أحدى الأشجار الضخمه كثيفه الأفرع والأوراق ، وقفت هند وهى تهز قدميها بنمط سريع دلاله على عصبيتها ، وكانت تلتفت بأنظارها هنا وهناك ، ثم تعود وتنظر فى ساعه هاتفها ، وكأنها تنتظر مجئ أحدهم ، ولم يكذب عماد خبر ، وقد وصل لها بالفعل ، فهى بعدما هزمت من قبل سلمى فى حرب الكلمات ، هاتفته ليأتى إليها وتفرغ غضبها عليه .

وقف أمامها بتعابير منكمشه ونطق بنبره هجوميه.

"جرا أيه يا ست هند؟!! ، شغاله رن رن رن عليا من الصبح ، وجيبانى الكليه على ملا وشى ، مع أنى قولتلك مش هحضر الأسبوع ده ، يا نعم أبهرينى؟"

تزايد أنفعالها لشعورها بجموده معها ، فصرخت به دون شعور.

"وفيها أيه يعنى لما أعوزك جمبى! ، مالك محسسنى أنى نزلتك من القصر الملكى بتاعك؟"

مسح وجهه بضيق فهو لم ينقصه سوا تلك الشمطاء ، التى تتقن دور الحبيبه ببراعه ، حتى أنها صدقت كونهما عاشقان ! ، زفر بعمق لمحاوله فاشله فى تهدأه ثورانه منها .

ولكن لم يفلح فنظر لها وهتف بحده محذراً.

"صوتك لو أترفع عليا تانى ، هخرسك طول عمرك ، يا تقولى عايزانى فى أيه يا أما همشى من خلقتك؟"

خافت قليلاً من نبرته وشعرت أنه لا يهدد بل يتحدث بكل جديه ، فتصنعت الحزن لتنظر لقدميها وأردفت بصوتٍ منخفض عكس صوتها منذ ثوانىٍ.

"سلمى شافتنى وأتخانقنا سوا ، وقالتلى كلام كتير عشان تغيظنى ، وعشان أسكتها ، أضطريت أقولها أننا ، يعنى .... أممم يعنى ..هنتخطب قريب"

قابلت الصمت منه فظنت أنه تركها ورحل ، رفعت رأسها لتجده مازال واقفاً أمامها ، ولكن ملامحه لا تبشر بالخير ، فوجهه قد تحول للون الأحمر ، وعيناه تكادان تخرجان من محجريهما من شده أتساعمها ، وعروق رقبته قد برزت للخارج .

ردد كلمتها ببطئ وهدوء رغم وجهه الذى يشير للعكس.

"نتخطب؟ ، أنا وأنتى هاا!!"

أومأت مرتين بتردد ، وكأنه كان ينتظر تأكيدها لما سمعه للتو ، أمسك ذراعها بعنف ليصيح بغل.

"وحياة أمك ياختى!!؟ ، مين دول يا بت اللى يتخطبوا ، تكونيش فكرانا واخدين بعض عن حب ، ما تفوقى من أم الوهم اللى معيشه نفسك فيه ده ، أنتى واحده قضيت معاها لحظات حلوه ماشى ، لكن حب وخطوبه وجو الأفلام ده ماياكلش معايا"

حاولت أن تبرر موقفها وهى تتملص بين يديه ، فتحدثت بوتيره سريعه.

"صدقنى أنا قولت اللى جه على لسانى وقتها ، مفكرتش بقا فى كل ده ، وبعدين هى لما تعرف أننا هنتخطب ، هتتغاظ أنك مبقتش تفكر فيها زى الأول ، وهتحاول ترجعك ليها بأى طريقه ، يعنى ده لمصلحتك فى الأخر"

هدأ تدريجياً وتركها ليعقد جبينه متسائلاً بشك.

"وأنتى مين قالك أنها هتتغاظ ؟! ، ما يمكن ما يفرقش معاها وبدل ما تجيلى ترجع لخطيبها!؟"

أجابته هند وهى تملس فوق ذراعها بألم من شده قبضته.

"عشان أنا عاشرت سلمى ، وعرفاها أكتر منك ، سلمى إنسانه نرجسيه ، بتحب تبقى محور الإهتمام دايماً ، عشان كدا كانت بتطلع الأولى على الدفعه ، وطبيعى لما تلاقى الشخص اللى كان بيجرى وراها وبيحاول يقرب منها بكل الطرق ، بعد وراح لغيرها ومبقاش مهتم بيها زى الأول ، هتضايق وهتفكر فى طريقه ترجع بيها أهتمام وتركيز الشخص ده معاها ، فهمت!"

بدأ عماد يقتنع بحديثها وهو يفكر كثيراً ، فلو كانت هند صادقه ، إذاً هذه فرصه ذهبيه ليجعل سلمى هى من تركض خلفه لتحصل عليه .

ويذيقها من نفس الكأس ، أبتسم بجانبيه ونطق موافقاً.

"تمام همشى معاكى للأخر ، بس ورحمه أمك لو طلع كلامك غلط ، هتشوفى منى وش تانى خالص"

أبتسمت له بالمقابل بتوتر وقالت .

"أتفقنا وبكرا تتأكد بنفسك إن كل حرف قولته كان صح الصح كمان"


••••••••••••••


عاد هادى فى منتصف اليوم إلى القصر

فلقد حاول هو وأكرم إكمال تحقيقهم مع الفتى ، ولكن الطبيب أخبرهم أنه يحتاج ليومين راحه على الأقل ، فأكرم ضربه بقسوه وكاد أن يكسر فكه لو لم يمسك به الأخر ، شعر بالإحباط الشديد أثناء دخوله للمنزل ، فهو كلما وصل لشعاع أمل ، ينطفأ الشعاع ويختفى ، حتى أنه فكر بأن يترك تلك القضيه لضابط غيره ، ولكن أكرم أقنعه أن لا يستسلم ويصبر .

كان المنزل هادئاً على غير العاده ، وكأنه خالى من السكان ، لم يهتم كثيراً فهو يعلم أنهم لربما لم يستيقظوا منذ عودتهم ، صعد بخطواتٍ متثاقله إلى غرفته ، وحينما دلف إلى داخلها ، شعر ببروده لم يشعر بها من قبل ، فمن كانت تبعث الدفئ فيها تركتها ورحلت ، تنهد بيأس وهو يفك أزرار قميصه لينزعه ويلقيه بإهمال فوق الأرض.

ثم أرتمى فوق الفراش وظل معلقاً بصره للأعلى بشرود لدقائق طويله ، حتى أنه لم يشعر بدخول أحدهم إلى الغرفه ، وقفت نور بعيداً وهى تراقبه بعدما كادت تعود من حيث أتت ، لم تكن تعلم أنه قد أتى فليس هذا موعد مجيئه ، ولكنها قررت تأمله حينما لاحظت أنه يغوص بداخل عالم أخر بعيداً عن أرض الواقع.

حينما أنتهت من إشباع شوقها له بتأملاتها ، حمحمت بصوتٍ عالى لتجذب أنتباهه لها ، ففزع ليهب جالساً وهو ينظر لها بإرهاق ، حاولت هى التفكير بحجه لتواجدها هنا الأن .

فقالت ببرود ظاهرى.

"ممكن أدخل أخد بيجامه من بتوعك؟ ، أصلى لسه مفضتش شنطه السفر ومكسله أطلع حاجه منها؟!"

أومأ لها بلا أدنى تردد ، ولم يعقب على حديثها كعادته ، حتى أنه لم يسخر من ذلك السبب التافه لوقوفها هنا فى غرفته ، دخلت لتغلق الباب خلفها وأتجهت إلى خزانته ، المليئه بالملابس المنزليه  ، تماطلت فى وقفتها لتزيد من وجودها بقربه ولو لدقائق إضافيه ، وتصنعت الحيره فيما تختاره ، شعرت فجأه بسخونه تضرب ظهرها ، وخيال طويل القامه يظهر ظله فوق أرفف الخزانه نتيجه لإنعكاس الضوء عليه ، فعلمت هويته ومن غيره هنا معها ، لكن ما صدمها أكثر هو أنه مد يده  بجانب كتفها ، ليلتقط ستره حمراء وبنطال قطنى أبيض .

وتحرك تجاه الحمام بصمت .

ظلت تنظر فى أثره بغرابه وهى تتسائل ما اللعنه التى أصابته ، لما لا يفعل أى رده فعل معها ، لقد ظنت أنه سيحاول مشاغبتها أو إخجالها بفعل ما ، أو حتى الشجار معها ، ولكن هو فقط أخذ ملابسه وذهب بعيداً وكأنها هواء ، شعرت بالحزن والغضب معاً بفضل تصرفاته هذه ، ثم ألتقطت أحدى البيجامات الحريريه الخاصه به ، والتى كانت ذات لونٍ كريمى هادئ.

وكانت سترحل ولكن اوقفها خروجه من الحمام ، بعدما بدل ثيابه وشعره مبعثر فوق جبينه وقطرات المياه تنزلق منه بإهمال ، وللمره الثالثه لم يعطيها أى أهتمام ، وأكتفى بالسير تجاه فراشه مره أخرى ، ليجلس على طرفه وهو ينظر للفراغ أمامه ، أبتلعت هى ما بجوفها والقلق بدأ يتملكها فهو هادئ بطبعه ولكن ليس لدرجه اللامبالاه .

أقتربت منه بتردد فمن المفترض أنها لا تحادثه ، ثم نظرت حولها لتجد منشفه ملقاه فوق الأريكه ، ألتقطتها وعادت لتقف أمامه مجدداً ، وهو لا يزال على وضعه وكأنه لا يشعر بما يحدث حوله ، وضعت المنشفه على رأسه وبدأت بتجفيف خصلاته بلطف .

ثم قالت بنبره أموميه.

"على فكره مينفعش تطلع من الحمام وشعرك مبلول ، كدا ممكن تبرد"

لم تجد منه إجابه أو رداً بسيط ، أنتهت وتركته لتبتعد ، ولكنها شعرت بقبضته تطوق يدها ، فاستدارت له لتجده ينظر لها بخواء ، بينما عيناه تترجاها بصمت أن تظل بقربه .

وقد أكد لها بقوله بنبره مبحوحه.

"متمشيش"

قربها له أكثر فجلست بجانبه وهى تنتظر منه الحديث ، ولكنه أكتفى بوضع رأسه فوق كتفها واردف بصوتٍ مكتوم.

"أنا تعباان أوى ، مكنتش أعرف إن خصامك ليا هيخلى كل حاجه فى حياتى صعبه كدا! ، فعلاً أنتى بتعاقبينى بأسوء عقاب"

كانت تحاول منع يدها من إحاطته والتربيت فوق ظهره بحنو ، أكمل حديثه.

"بحاول أتجاهلك بس مش قادر ، أنا أسف مليون مره على كل تصرفاتى معاكى من ساعه ما أتجوزنا"

هبت من مجلسها لتقف كالملدوغه ، فنظر لها مستفسراً سبب نفورها منه ؟ ، تحدثت هى بضيق من نفسها قبل ان يكون منه.

"مش قادره أسامحك ، أنت أول حد يمد أيدو عليا متخيل! ، الشخص الوحيد اللى المفروض يكون أمانى وحمايتى والحضن اللى أهرب أستخبى فيه ، بقا هو أول واحد أخاف أنى أقرب منوا"

كان لسانه ملجوماً من صدمته لم يتوقع منها هذا ، ظن أنها ستلين وتشفق على قلبه المشتاق ، ولكنها أخبرته أنها أصبحت تهاب الأقتراب منه ، كيف أوصلها لتلك الحاله ؟

فاق من صدمته ليجدها قد تركته وركضت إلى غرفه أبنته ، ظل يلعن ويسب نفسه وقام بتحطيم أى شئ يجده فى طريقه ، حتى أنه لم يشعر بيده التى أنجرحت أثناء تكسيره للتحف الزجاجيه.

...........

مر أسبوعاً كامل بلا أى جديد

سوى أن كلاً من هادى وأكرم قد قاما بتكليف الفتى والذى أخبرهما أن أسمه سعيد ، بأن يعود لكبيره عشماوى ، ويخبره بسير خطته بطريقه رائعه ، فيجعله يطئمن ويزيد من أعماله الغير قانونيه ، فبهذا سينصبان له فخاً ليوقعان به فى أقرب فرصه.

بينما كانت كاريمان جالسه فى ركنٍ منعزل داخل أحدى المطاعم الكلاسيكيه البسيطه ، أتى النادل ليضع أمامها كوبً من الشكولاته الساخنه ، فشكرته ورحل أخذت رشفه من مشروبها لتتلذذ به بنهم ، ثم عادت بأنظارها للخارج تراقب الطروقات والسائرين بعقلاً منشغل.

شعرت بأحدهم ينفخ فى أذنها بأنفاس دافئه ، فزعت لتنظر له وقد دهشت حينما رأته ، فنطقت بتعجب.

"عامر؟!"

•••••••••••

أنتهى.

هالو كيف الحال يا شباب ، بارت جديد نزل وفيه أكشن جاى فى السكه ، اتمنى يكون عجبكم.

متنسوش الفولوا يا قمرات♥🌙.

أشوفكم على خير.

وداعاً.

Continue Reading

You'll Also Like

2.7K 287 10
"لا نحتاج للحديث أحيانا تنهيدة واحده تكفي بل و الكثير من التنهيدات." «تنهيدات» {لا أسمح بأي اقتباس كلى أو جزئى من روايتى ولا فى الأفكار ولا الأقوال...
4.3K 290 38
لكُلٍ مِنْا جَوارحهُ التِي تَنزَف دَاخلهُ بِقوةٍ مِنذُ سنوات وَلكِن لا أحد يراها؛ لأننا نَحكمُ الغَلقُ بِشدَّةِ وَكأننا نخافُ أنْ يَسْقطَ نَزِيفُنا ب...
130K 6K 6
القصة القصيرة ديلارا .. هل يتحول الخيال إلى شيء ملموس؟ هل تتجسد الأحلام على أرض الواقع؟
7.3K 191 2
شعرت بأنفاس ثقيلة خلفها بلعت ريقها بصعوبة و اقشعر بدنها شجعت نفسها قليلا و استدارت لتصرخ بعنف مما رأته وجه مثل وجه الحمار على جسد انسان نور بصراخ...