كان الايام بدأت تنصفهما وتعوض كل ذلك الالم ب اخبار مفرحة وخطوات ناجحة شجاع استطاع ان ينجح ب افتتاح مشروع صغير لكي يكسب مالا يعيل به نفسه
استطاع ان يشتري قطعة ارض وجلسا يتفقان على شكل البيت وتفاصيله وديكوراته
حددوا موعد لحفل زفاف كبير وكان بعد ٣ اشهر لكي يتم تشطيب البيت الذي كان من شروط سدرة ان يكون ذا حديقة كبيرة وحصان لانها تعرف بان شجاع يحب الخيل
بمساعدة ابيه واخوته والاصدقاء وبوقت كاد ان يكون قياسيا رتب كل شيء
كانت سدرة كل هذه الفتره التي انشغل فيها شجاع بالعمل تخضع لعلاج طبيعي مكثف استطاعت من خلاله ان تقف ع رجليها وتستند الى عكاز … بالنسبة لها كان المستحيل قد تحقق
لم يعلم شجاع لانها لم ترد ذلك
ارادت ان تفاجئه به ارادت ان تقف امامه على اقل تقيدر في غرفته لكي يحقق حلمها بان يرقص معها كما وعدها
رجع شجاع الي البيت وقد كان قد سمع ان ابوه طلب منه الحظور الى بيته الذي يتم ترتيب الاثاث فيه … ذهب اليه ولكنه لم يجد احد سوى انه قرء رساله ع جواله اتجه الى غرفة النوم فتوجه الى هناك مسرعا
كانت الرساله تثير القلق
فتح الباب وكانت الصدمه
رأى مالم يحلم به يوما …
ملكاً يرتدي فستانا ابيض كانه يطير بين السماء والارض …
سدرة واقفه وبصعوبه وتعب وتبكي فرحا
يقف بلا حراك كانه جماد يباسم وتفيض عيناه دمعا
مشهد فاق تصوير الحروف له
اسندت يدها الى الجدار وخطت خطوة اليه ثم ارادت ان تسقط وسقطت ولكن كما اعتادت
ان يداه هي المكان الذي كان دائما تحتها يحميها يساعدها يعوضها كأن يديه خلقت لها لخدمتها
احتضان فاق اي احتضان مر من قبل
لا اب لابنه او ام لطفلها او حبيب لحبيبه
هي تلك اللحظة لا يفسرها سوى الدموع والاحتضان
دام طويلا وبعدها كانت الدنيا قد انصفته فعلا
عاد ينبض من جديد
عادا الى البيت وأمام الجميع تقف سدرة وكانت اطول منه قليلا كانت تراه جبلا شامخا يعجز كل شيء ان يزحزحه من مكانه
علامات الفرح تنتشر على الوجوه النفوس البيوت الاهل صارا حديث الساعه
حدد موعد الزفاف وكان يوما مميزا جدا
اعتراف دولي ب انتفاضة سلميه
كانت جاهزية العشائر كبيرة لحرب لا يعرف مداها احد
بسرعه تتدخل ايدي الخبث بالخفاء
تتشكل مجالس عسكريه لقيادة الثورة
اطراف تريد ان تكسب فقط وباي طريقة كانت
تسارع الاحداث جعل الامر واضح للعلن
حرب لا نهاية لها ولا يحسم فيها شيء ابدا خسائر مفتوحة كانت فاتورة الحرب لا يدفعها سوى الناس البسطاء
فوضى عامة فتحت الجبهة المنتضرة من كل الاطراف التي تريد ان تغنم حصتها
عزل عن العالم صوت الرصاص فقط سيطرت العشائر على المدن كاملة وتريد ان تتفاوض مع حكومة بغداد المتمثلة ب شخص اسمه المالكي
الذي لم يمرر الحكم ل حاكم فاز بعده وتشبث بها
وارادها ان تكون حكومة طوارىء لكي يستمر بالحكم
خطط مدروسة
فقط لمصالح شخصية ومكاسب تاتي بثمن غالي دماء شعب يحب الموت ويعشق الحروب
كان هناك طرف ثالث يستعد لدخول المعركة لكي يكمل ما بدأه بسوريا
كانت على أهبة الاستعداد ليؤسس دولة مزعومة ويبيع كل شيء لمن يدفع اكثر
داعش …
كانت الامور قد الت لحل ولكن هناك من لا يريد ان تحل الا على طريقته
اعترفت الامم المتحده ب ثورة المناطق الغربيه
مؤتمر طارىء لطلب تدخل دولي لحل الازمة
لم يستطع المجتمع الغربي ان يقول كلمة فصل لان ما يجري لا يصب في مصالحه
فكان يجب ان يجرم الناس الذين خرجوا للمطالبه
اعطى سماسرة الحروب الضوء الاخضر للظلام
الذين يبنون قصورهم فوق رفات احلامنا وحياتنا واحبابنا
ننام تلك الليلة وكاننا نعلم ان الامر لن يطول وان الفرح ضريبته كبيره
نصحوا على صباح فقد فيه العراق عذريته للمرة الثانيه ولكن ب عقد شرعي باطل
تسقط محافظات بيد داعش
تسيطر في غضون ساعات على ست محافضات
انسحابات وبيع وخيانات غير مفهومه
الا انها تعطي طعاما لوحش اسمه داعش
ادركوا ما سيحصل واستعدوا للرحيل
ولكن قد فات اوان ذلك
دخل الليل ومعه ليل اكثر ظلاما قطع للاتصالات والنت عزل عن العالم الخارجي
تستمر تلك الاسابيع والرصاص كالهواء
استمر الحب بين دخان الحرب والموت
قرروا ان يتم العرس بهدوء ولملمة
في صباح اليوم التالي يصحوا شجاع على منبه قد فقد هيبة صوته ولذة ازعاجه بسبب الدوي والرصاص
اتصل ب سدره ليخبرها انه قادم كعادته اليوميه
بعد الفطور توجه لها متمشيا
تبعد عنه مسافة شارعين يسلم على المعارف والجيران كان محبوبا ومحترما وذا سمت
لم يكن يعلم انه كان حلم الكثيرين بان يرتبطوا به
كانت لا يرمش من صوت الرصاص او الانفجارات كانه ميت يمشي
كان القصف مستمر والقنص ولا احد يعلم مدى قربه من الموت كان يبتسم من ردة فعل الناس اثناء سماعهم لاصوات القصف
ولكن سقوط قذيفة قريبه منه قدر اعتصر قلبه ثم يسمع صراخ قريب يركض اليه للنجدة مع بقية المتواجدين
بيت تهدهم لا اصابات كان ملاصقا لبيت سدره
يدخل ليرى كرسيها فارغ الابواب والزجاج الغبار والدخان والصراخ
لاول مره خوف مبرر صوت مشوش قذيفة اخرى بالقرب منهم صوت مختنق حشرجة واضحة سدرة غارقة بدماء لا مثيل لها
وامها مهشمة
حملها الى الخارج سيارات المدنين صارت اسعاف
لا احد يقف له من خوف الموت القصف مستمر
ياتي اخوه للنجده يتم نقلها الى المستوصف السماء اسودت والارض تغلي دخان وصراخ وموت لا مثيل له
كانها القيامة …. يتم اسعافها وتضميدها اصابتها خطيره
خمسة أيام طويلة
ترقد سدرة بين جروح وفقدان لاحد ارجلها واصابة بالرئة وحروق
امها ميتة ولكن لاتعلم … الحالة تزداد سوءً لعدم توفر العلاج والعناية الطبيه لم ترى سوى وجه شجاع الباكي الشاحب الغاضب العاجز الوجه الذي بلغ الخمسين بسبب مايحدث
محاولات لنقلها الى بغداد او النجف
مبالغ رصدت لمجرد توفير وسيلة نقل
يمر اول يوم والثاني كان اصعب
صرخاتها من شدة الالم لعدم توفر المهدئات والعلاج
كانت كل صرخة كفيلة بان يدعي شجاع بالموت على نفسه
كانت تناديه ان يخلصها وتبكي وتذكره بوعوه لها بان لن يسمح باذيتها او وجعها
كانت تزيد عجزه يخرج ويطلب سيجار من اخيه يستغرب اخيه من طلبه
لانه لا يدخن ورياضي والمشكلة كانت وقوف ابيه وذلك الطلب يدل على عدم اكتراثه لاحد ولا يرى احد
يدخل كانه الدخان قد اصلح ما بداخله
يطلب الثانيه
يناديه ابيه ولكنه لا يسمع احس والده بان النوبه ستاتيه
يغمز لاخيه فيسنده يبدأ انفه بالرعاف ويتشنج جسمه ويزداد النبض ويغمى عليه
عاد الى المرلحة الاولى من مرضه انهيار عصبي من الدرجة الثانيه
بعد ساعاتين يفيق ليسمع خبر انهم دبروا طريق الخروج وغدا سيخرجون الى النجف وثم الى بغداد للعلاج
يمضي الليل صبرا للفجر وانتضارا للرحيل كان الساعة توقفت وكان الوقت عكسي تهدأ سدره وكان الالم ذهب بلا رجعه وتطلب منه ان يجلس بجانبها ويمسك يدها يدور بينهم حديث جميل
(( شجيعان … تعرف انا ما يوم كذبت عليك بس مره وحدة وجانت يوم گصيت شعري
يضحك ويگول وانا جنت ادري گصيتي بس عديتها بمزاجي وماردت احسسج ابد
تسكت وتسمع اذان الفجر وتگوله اذن الفجر احس نفسي نعسانه بس اني زينه اليوم الم قل نفسي مرتاح اتنفس براحتي بس اگرب مني اشمك وهي ماتدري ان وجها مشوه بالحرگ بسبب اللهب تغفى سدرة ))
يبتسم شجاع بالم … ويطلع تدخل اخته مكانه ليدخن
دقائق قليلة تطلع اخته تگوله حالتها خطرة ودخل الدكتور عليها يركض شجاع الى الداخل
صراخ دم تنفس صناعي
لاوجود لجهاز انعاش قلب محاولات ولكن …
سدرة قد غفت اخر غفوة على يدٍ اعتادت ان تجد الامان والسند والقوة والتعويض منها
سدرة ماتت واخذت كل شيء معها الكل يبكي حتى اناس لايعرفون سدرة بكاء يسمعه ملائكة السماء الا شجاع لم ينزل دمعه واحد
بعد ساعات تاتي الشمس لكي تقول هذا صباح جديد احفظه لان اليوم يطول طريقك
هذا اول يوم لك من دون احلامك من دون ابتساماتك من دون نبضك انت الان بلا روح
بعد الاتفاق على الدفن ولعدم ظمان حركة الناس يصلى عليها بالمشفى
صلى عليها شجاع وخلفه مرضى واطباء ومصابين واناس اختبأت من القصف
صلاة قال فيها ((اللهم انك خير مني وهي عندك الان في رحابك ابدلها زوجا خير مني واهلاً خيراً منا ووسع بيتها واجعله كما احبت وكما اطاعت وكما صامت وكما احب ان تلقاك طاهر متوكلة مع فجرٍ ستصليه خلف احبابك في الجنه
ومع اخر تكبيره تحمل في حظن حبيبها وزوجها الى منفى وعدها الله به دوما وعملت لذلك جاهده بان يكون واسعاً ومريحا بما كانت تخافظ عليه من صلاة وصوم وقران وطاعات))
كل ذلك وشجاع يبتسم ويستبشر لها خيراً كانها تزف له اليوم وليس تدفن في قبرها
الكل يعلم مدى الالم الذي يمر به ولا يستغرب منه ما يفعله
فطالما كان كذلك لا ينهار ولا يبين ما يوجعه الا لربه فهو الوحيد الذي يستطيع ان يشفيك
تورى التراب وتوضع على قبرها علامة شاهدة
المكان غير مخصص للدفن ولكن هذا ما تيسر في وقته ارض لا يعرف مالكها
يذهب الجميع ويبقى ابوه واخوانه ويطلب منه ان يبكي
(( ابچي يول مو عيب النبي بچة ابچي راح يطگ چبدك يول كافي علي سدره انوب انته تموت
يرد عليه شجاع … لي انته شايف جنازة وحدة ويبتسم))
يمضي الجميع ويقول اللهم اني استودعتك حلما ونفسا وروحاً انت اعلم بما في نفسي فاجعلي لي منها نصيبا ف الاخرة
فقد حالت ارادتك بيني وبينها وانا رضيت بحكمك وحكمتك...
اخر عهد يقطعه (( وعد مني نتلاگة عن قريب مو مطول))
اخر كلمات ويمشي... ليت للارض لساناً كي تقول لكم كم كان ثقيلا ذلك المشي وكم كان مترددا منهزماً متعبا.ً