زوجي القبيح vk

By jeunjonkook080

931K 33.9K 30.1K

عندما احببته كانت نظرتي للحب بريئة ولم اكن اعرف سوى ان الحب مجرد شعور نقي وصادق لكن... كل افكاري كانت كاذبة... More

تعريف الشخصيات
البارت الاول
البارت الثاني
البارت الثالث
البارت الرابع
البارت الخامس
البارت السادس
البارت السابع
البارت الثامن
البارت التاسع
البارت العاشر
البارت الحادي عشر
البارت الثاني عشر
البارت الثالث عشر
البارت الرابع عشر
البارت الخامس عشر
البارت السادس عشر
البارت السابع عشر
البارت الثامن عشر
البارت التاسع عشر
البارت العشرين
البارت الواحد والعشرين
البارت الثاني والعشرين
البارت الثالث والعشرين
البارت الرابع والعشرين
البارت الخامس و العشرين
البارت السادس و العشرون
البارت الثامن و العشرون
بارت التاسع و العشرين
البارت الثلاثين
البارت الواحد الثلاثين
البارت الثاني و الثلاثين
البارت الثالث و الثلاثين
البارت الرابع و ثلاثين

البارت السابع و العشرين

31.5K 1K 1.5K
By jeunjonkook080

هاي

لا تنسوا تتفاعلوا بفوت و كومنت

و قراءة ممتعة ♡

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

«لم ابكي و لكن حبك ابكاني»

يكاد قلبه يتوقف من هول ما سمعه، لا يصدق النظرات التي يتلقاها من قبل الغرابي و ابتسامته تلك التي تعلوا ثغره بثقة مفرطة، هو انتفض بسرعة من مكانه ليصرخ بغضب

"و ما شأنك بالأمر؟ جون وو ابني وحدي! ابتعد عنه لن تأخذه مني لن اسمح لك"

البقية ليسوا أقل صدمةً منه، الى ان جونغكوك تنهد بعمق يتوقع ردة الفعل القاسية هذه لكنه سيحاول اقناع الاشقر برأيه، ما لم يتوقعه البقية هو تايهيونغ عندما اسرع بالوقوف امام جونغكوك و امسك بياقته بقوة يهسهس

"انت لن تأخذ ابني مني!"

"تاي اهدئ سنتحدث معاً بجدية و لن اجبرك على شيء"

اردف الغرابي بهدوء يحاول ابعاد قبضتي الاشقر التي تشد على ياقته، ابتعد تايهيونغ بغضب يدفع جونغكوك عنه، تنهد سوكجين ليردف

"كلاكما ستتحدثان بهدوء و تحلان الأمور بينكما"

"لن افعل! جون وو ابني لا داعي لأي نقاش"

رد الاشقر بغضب و اخذ يرمق الغرابي بحدة، يونغي لاحظ تعابير جونغكوك الهادئة و لا يبدو عليه النية بالشر فقرر التحدث قاصداً اياه

"جونغكوك انت لن تفعل ما سيدمر علاقتكما اكثر، لذا حاول ان تفهم ما يريده زوجك و..."

"اجل اجل هيونغ على جونغكوك ان يفهم ما اريده لذا ليبقى بعيداً عني و عن ابني!"

اسرع تايهيونغ بالتحدث مقاطعاً حديث يونغي، و هوسوك لم يشاء التدخل لكنه فكر، ان جونغكوك لن يتخلى عن زوجه و ابنه لو كان صادقاً بندمه و في ذات الوقت تايهيونغ سيرفض تقربه من ابنه لذا يبدو ان مشكلتهما كبيرة هذه المرة...

دلك جونغكوك ما بين حاجبيه يزفر انفاسه بعمق، لا يعجبه مدى القلق الذي يظهر على وجه زوجه، هو لن يجبره على شيء بل يحاول اقناعه بمنحه فرصة لأصلاح علاقتهما لكن للأشقر عناد لا مثيل له...

"انا لن ابتعد و لن استسلم، اعلم ان جون وو سيرغب بوجود كلا والديه معه و تايهيونغ انت تحتاج لمن يبقى معك دائماً و يحميك و هذه مسؤوليتي كزوج لك لذ..."

"مسؤولية؟ زوج؟ انا لا احتاجك لو كنت سابقاً تقدرني و تفهم ما احتاجه لما كانت حياتنا بهذا البؤس!"

امتلئت زرقاويتا الاشقر بالدموع و هو يرد على الغرابي، و لقد اقترب جيمين ناوياً تهدئته الى ان تايهيونغ اقترب يلكم صدر جونغكوك بضعف مع كلماته المتألمة

"اسمعني جيداً لا أمل لك بفرصة مني لذا يستحسن ان تستسلم و تبتعد عني، لمرة واحدة افعل ما اقوله"

"مستعد لتنفيذ كل اقوالك لكن بالتأكيد لن افعل ما يبعدني عنك، انت زوجي و جون وو طفلنا كلينا و علينا محاولة اصلاح علاقتنا من أجله!"

نفى تايهيونغ برأسه رافضاً لكلام جونغكوك و اخذ يلكم صدره بينما يتمتم بكلمات غاضبة تعلن عن رفضه، الغرابي حاوط خصره يقربه اليه و لم يقاوم ضرباته لأنه فكر انها ستهدئ غضب الاشقر قليلاً لكن حدث العكس و تايهيونغ بدأ يتحرك بعشوائية يصرخ عليه كي يتركه...

"لا تلمسني ابتعد!.."

جيمين حدق بيونغي يؤشر له كي يفعل شيئاً، و سوكجين فور استقامته ليبعد اخاه شهقوا جميعاً عندما تلاشت صرخات الاشقر و ضرباته و اغمي عليه بسبب انفعاله الشديد و اسند رأسه على كتف جونغكوك الذي احتضنه اقوى اليه...

"يا اللهي تايهيونغ، ماذا حدث له؟"

تمتم سوكجين بقلق و هو يتحسس جبين اخاه الذي يتوسط حضن الغرابي، جونغكوك حمله بين يداه قائلاً

"سأخذه معي لمنزلنا و سأطلب الطبيب من اجله"

"اتظن اننا سنسمح لك بأخذه الى ذلك المنزل؟ هو حتماً سيقتلك"

تكتف جيمين ببرود و جونغكوك لم يهتم بكلامه و تقدم نحو الباب لكن اوقفه سوكجين الذي توقف امامه معترضاً طريقه...

"تايهيونغ ستسوء صحته إذا انفعل و غضب كثيراً لذا ارجوك اتركه"

"هيونغ، اعلم انه لم يرى غير السوء مني لكن هذا وقت مناسب لنا كي نقضي بعض الوقت معاً و لن اسمح له بأن يتأذى اعدك"

جونغكوك تحدث بينما سوداويتاه مثبتة على الاشقر الذي ارتخت ملامحه لأخرى مسالمة رغم اثار الدموع على وجنتيه، سوكجين زفر انفاسه بعمق و استدار ينظر نحو نامجون و يونغي و كلاهما ابتسما له يهزان رأسيهما بمعنى "موافق" و الاخر تنهد لينظر للغرابي

"حسناً لكن إذا ساء الامر اتصل بي، و لا تتهور بأفعالك حاول ان تفهم تاي و اجعله يفهمك ايضاً لتتوافقا"

"شكراً هيونغ"

ابتسم الغرابي بأتساع و غادر تحت نظرات هوسوك و البقية، الى ان خرج من قاعة الاجتماعات و سار في الممرات يحمل بين يديه زوجه الاشقر و الموظفين يلقون بنظرات فضولية و يتهامسون بشأن العلاقة بين جونغكوك و العارض ڤي...

هو لم يهتم بهم و اكمل سيره الى ان خرج من الشركة، فتح باب السيارة بمساعدة احد الحراس و وضع الاشقر بالمقعد بجانب السائق و ركب هو ايضاً مستعداً للقيادة، التفت الى زوجه و ابعد الخصل الشقراء عن وجهه و وضع له حزام الامان، و لقد مرر يده على وجنته ليهمس

"سأخذ كل ألم تعاني منه و ابدله لك بالحب، و اقسم انني لن اخذ جون وو منك بل سنعتني به معاً"

تنهد بخفة و شغل السيارة يقودها متجهاً لمنزله، المكان حيث حدثت فيه كل تلك الأمور السيئة بينهما، سوداويتاه تركز على الطريق امامه و عقله شارد بتخيل ما سيحدث له لو ابتعد زوجه و طفله عنه، هو يخشى البقاء وحيداً بدونهما...

و مع الكثير من التخيلات و الافكار المشوشة اوقف سيارته امام منزله الذي انتقل للعيش فيه بعد زفافهما، ترجل ليتوجه لفتح الباب من جهة الاشقر و حمله بين ذراعيه مجدداً ليسير نحو الداخل تحت نظرات الحارس سان الذي انحنى بأستغراب من منظر سيده مع هذا الاشقر

"سان، لا تفتح الباب لنا تايهيونغ عنيد و علي التعامل معه"

القى جونغكوك بالأمر للحارس الذي فرق شفاهه يتفحص بنظراته هذا الاشقر، انحنى بخفة ليتبع بنظراته جونغكوك الذي دخل الى المنزل مع تايهيونغ في حضنه، تنهد الحارس ليبعثر شعره الداكن يتمتم

"انا أعرف ان السيد جونغكوك تغير لكن...هل اختطف زوجه؟ و سيحبسه في المنزل؟ اهه يبدو ان ثرثرة وويونغ انتقلت لي"

هز رأسه يميناً و شمالاً ليبعد هذه الأفكار عنه، التفت ينظر الى المنزل يأمل داخله، ان تتحسن علاقة الزوجان فهو يجدهما ثنائي جميل مع بعض، توجه للوقوف قرب البوابة قلقاً من ما سيحدث في الداخل...

دخل المنزل و اخذ يصعد السلالم متوجهاً الى غرفة تايهيونغ فهو ينام فيها منذ الاربع سنوات التي مضت، تقدم من السرير ليضع زوجه برفق فوقه، و لقد وجد ملامح الاشقر متعبة جداً، فأنحنى يقبل عيناه بعمق، يحاول ازالة الألم منه لأنه بكى كثيراً بسببه و هو لا يريد هذا

خلع له حذائه برفق، و توجه نحو الخزانة ليخرج ثيابه العادية خاصة المنزل، دخل الحمام و بدل ثيابه و بعثر شعره الطويل، عندما انتهى خرج و وجد الاشقر على حاله فخرج من الغرفة و قرر الاتصال بالطبيب ليصف له ما حدث لتايهيونغ و يخبره هو ما حدث له...

نزل الى الصالة و اتصل على الطبيب يستفسر منه ما حدث لزوجه و لقد تبين على حسب ما فهمه الطبيب انه إنهيار عصبي جراء انفعاله و ليس بالشيء الخطير، تنهد براحة بعد اغلاق الخط ليتمتم ببلاهة

"اتمنى ان لا يصفعني إذا استفاق"

....

سوكجين يجلس في مكتبه قلقاً يهز قدميه تحت الطاولة، رفع رأسه عند دخول نامجون فأستقام بسرعة ليمسك بيده قائلاً

"ارجوك دعنا نذهب اليهما، لا اعلم ما قد يفعلانه وحدهما،  شجارهما سيكون قوياً إذا لم يكن هناك من يمنعه و جونغكوك حتماً لن يصبر على عناد تاي كثيراً"

"جين اهدئ، لن يحدث شيء، ثم ان جونغكوك ناضج الان و سيكون غبياً إذا تهور و تشاجر مع تاي، سيحلان بعض مشاكلهما اذا بقيا وحدهما"

تحدث نامجون بهدوء فأبتعد سوكجين يستدير ليعطيه ظهره، رغم ان كلام نامجون منطقي الى انه يعرف ان تايهيونغ الحالي غير قابل للهدوء و النقاش، ارتخت ملامحه القلقة عندما شعر بحبيبه يحتضنه من الخلف مع همسه

"جين سيكون كل شيء بخير، فقط حاول التفكير بأيجابية بشأنهما"

"اعلم لكن...ما زلت قلقاً من احتدام الامور بينهما"

ادار نامجون حبيبه اليه ليقابل وجهه بمسافة قصير، فأبتسم مبرزاً غمازاته الجميلة، و سوكجين بدوره اعتلت ثغره ابتسامة لأنه يحب تلك الغمازات الجميلة التي تزين وجه حبيبه...

"جين، لن يتهور جونغكوك و تايهيونغ مجدداً لأنهما يمتلكان طفلاً صغيراً عليهما الاعتناء به معاً، من المؤكد انهما سيحلان الأمور كالبالغين!"

"معك حق"

اطمئن سوكجين بعد كلام نامجون و حاوط يديه حول رقبته يحتضنه بقوة و الاكبر يبادله، لقد اشعرهما هذا العناق بالدفئ و الحب بفضل مشاعرهما تجاه بعض، سوكجين الان تحسن قليلاً و زال قلقه لأنه وجد كلام حبيبه منطقياً!

عند تايهيونغ~
ها هو فتح عينيه و اخيراً ليقابله سقف غرفة، عقد حاجبيه ليعتدل بجلسته فأرتخت تعابيره لأنه تذكر غرفته هذه جيداً، عندما قضى وقته فيها يكتب و يبكي في الزاوية عندما يضربه زوجه...

"هل افرح ام احزن انني هنا الان؟"

هو تذكر ايضاً ما حدث في الاجتماع فأنتفض من مكانه، و فتح باب الغرفة لينزل السلالم حافي القدمين، مقلتاه تشع غضباً لأنه عاد لهذا المنزل المشؤوم، جال بنظره في الصالة فأنتبه على الغرابي الذي يقف معطياً اياه ظهره و لم ينتبه عليه لأنه يعبث بهاتفه...

لعق تايهيونغ شفاهه بتعابير حادة، و اخذ خطواته السريعة ليقفز على جونغكوك من الخلف يتعلق بيديه بعنقه، و الغرابي تفاجئ و تمسك به خوفاً من ان يسقط

"تاي ماذا تفعل ستسقط!"

"سأسقطك معي إذا حدث ذلك، لما احضرتني الى هنا ايها الحقير؟ ابتعد عني و عن ابني و لنمضي بقية حياتنا البائسة بعيداً عن بعض!"

ابتسم جونغكوك بخفة على تهديد زوجه، و بيديه تمسك بساقي الاشقر التي تحاوط خصره من الخلف، هو لن يسمح له بالنزول و تايهيونغ عرف هذا و حاول الابتعاد ليتذمر بغضب

"هل تفهم كلامي بالعكس؟ اقول لك ابتعد و انت تقترب؟!"

"لو استمعت لك لكنت سأفقدك منذ اول يوم لكن لن افعل و سأستعيدك"

"تحلم بذلك!، و الان انزلني"

نفى جونغكوك برأسه بإبتسامة و الاشقر استشاط غضباً و اخذ يشتم و يلعن الى انه تفاجئ و تمسك بعنق الغرابي عندما اخذ يسير في الصالة، تايهيونغ تحرك يضرب بيديه على كتفي زوجه

"يااا جون انزلني!"

"لهذا اسميت ابننا جون وو صحيح؟ لأنك تحبني"

"ههه أحلامك بشعة مثلك، ما هذا التفكير المبتذل؟ فقط اعجبني هذا الاسم"

تمتم تايهيونغ بحنق و جونغكوك همهم بتفهم، يتخذ من كلام الاشقر على انه مزحة، اخذ خطواته الى المطبخ يدور بتايهيونغ في الأرجاء، ثم جعله يجلس فوق الطاولة ليرفع اكمام قميصه بإبتسامة

"جيون تايهيونغ سأتولى إعداد الطعام من اجلك الان"

"هه و منذ متى تجيد اعداده؟ الم تكن تتخذ مني طباخاً و خادماً لك؟"

اخفض الغرابي رأسه بعبوس على الذكريات المزعجة التي قد غرسها بعقل زوجها، و الان سيتشجع و يغيرها لأخرى افضل، استدار متجاهلاً الرد عليه لأنه لا يمتلك اجابة مناسبة، و اخذ يبحث عن مكونات ليعد الطعام الذي يحبه زوجه...

بينما تايهيونغ نظر حوله يسترجع احداثاً سيئة كالصور تتجسد امامه، يوم اتت سونمي بحجة مساعدتها له و كذبت بشأن انه صفعها و تلقى ضرباً مبرح من قبل جونغكوك، و تلك الليلة عندما كان يغسل الاطباق و ارعبه جونغكوك من الخلف يحمله ليأخذه للغرفة حيث اغتصبه بوحشية، هذا القليل من الاحداث التي حدثت له في هذا المطبخ العادي...

نزل عن الطاولة و عقد حاجبيه ينظر للأسفل، قدميه حافية هو كتف يديه و تقدم من جونغكوك الذي يقطع الخضار بأحتراف، ابتسم بسخرية ليتساءل

"الا تستطيع توظيف خادمات تستغلهن جنسياً و عملياً؟ لما تتعب نفسك بأعداد الطعام؟"

"انا اطبخ من اجلك لكي نتناول الطعام معاً"

اردف جونغكوك دون النظر الى زوجه، و تايهيونغ تجمدت ملامحه يحدق بالغرابي بصمت، فأطلق تشه ساخرة و استدار ليغادر، تنهد جونغكوك بإبتسامة و تابع تقطيع الخضار دون الإهتمام بالاشقر الذي غادر و فجأة...

"جيون جونغكوك ايها الحقير افتح الباب! ما اللعنة؟!"

توجه الغرابي لغسل يديه بإبتسامة و خرج من المطبخ بكل هدوء ليجد الاشقر يطرق على الباب بقوة، يسحب المقبض يحاول فتحه لكن لا فائدة، استدار بغضب يلقي نظراته على جونغكوك...

"ايها الوغد افتح الباب!"

"سنتناول الطعام معاً و سنتحدث بهدوء لنتوصل لحل لتعود لي و نعتني بطفلنا معاً ثم سأرجعك الى المنزل"

تحدث الغرابي بإبتسامة و الاشقر يشد على قبضتيه بنفاذ صبر، ضرب قدمه بالأرض و رفع سبابته ليلقي بتهديده

"دعني اخرج و إلا سأرتكب جريمة!"

"تاي بجدية لا تتصرف كالأطفال، علينا التحدث بهدوء، لا يمكننا حل مشاكلنا بالهرب"

تكتف جونغكوك بتعابير هادئة بينما تايهيونغ تقدم بخطوات غاضبة نحوه، يمد كف يده و الغرابي حدق به بصمت فتحدث بنفاذ صبر

"اعطني المفتاح، انا لن ابقى هنا اريد العودة الى المنزل!"

"ليس قبل ان نفعل ما قلته، هيا اذهب و غير ملابسك الى ان انتهي من اعداد الطعام"

استدار جونغكوك ليعود للمطبخ، و ظل تايهيونغ مكانه للحظات فقرر صعود السلالم ليعود الى حيث غرفته، فتح الباب ببطئ و دخل بتعابير باردة ينظر حوله كل شيء ما يزال كما تركه، تقدم نحو الخزانة يفتحها فوجد قسماً منها لملابسه و قسماً لملابس جونغكوك...

اغلق الباب و توجه للدرج قرب السرير و فتح احد ادراجه ليلمح دفتر مذكرات ذو غلاف اسود، تغيرت ملامحه للبهجة ظناً منه انه دفتر مذكراته الذي تركه قبل اربع سنوات لكن فور فتحه سقطت صورة فأنحنى يلتقطها و كانت له...

جلس على طرف السرير و زرقاويتاه مثبتة على الصورة خاصته، تأمل ذاته بشرود و شعر بعينيه تمتلئ بالدموع، هو يجد ذاته مختلفاً الان، اطلق تنهيدة طويلة مع تعابيره المتعبة...

"اتمنى لو عشت حياتي دون هذه المشاكل...تلك كانت اكبر امنية اردتها.."

مسح تلك الدموع التي تمردت على وجنتيه و تنفس بعمق ليبتسم بخفة يفتح الدفتر ليقرأ ما كان يكتبه الى انه عقد حاجبيه عندما وجد توقيع 'JK' هل جونغكوك تلاعب بدفتر مذكراته؟ تنهد بأنزعاج ليبدأ القراءة...

"لست ببراعة زوجي تايهيونغ بالكتابة لكن احتاج لفعل هذا لذا هذه ستكون اول صفحة اكتبها من هذه المذكرات.

~اليوم مر شهر كامل على ابتعاد تايهيونغ منذ تلك الليلة التي افتعلت به اسوء افعالي، لا اعلم بما حدث معه؟ او الى أي درجة حاله سيئة او الى اين ذهب

هذا الشهر مررت بأسوء ايامي لكن انا استحق، اشعر انها عقاب قليل جداً يساعد على تخفيف ندمي لكن صدقاً، الندم ليس بالشيء الهين الذي يختفي بسهولة، و لا اظن انني سأتخطاه يوماً...

قبل اسبوع بدأت البحث عن تايهيونغ، لم اترك مكاناً في سيؤل إلا و بحثت فيه و مازلت سأواصل لكن أشعر بالخوف الشديد عليه، ان يفعل شيئاً بنفسه او يتعرض له الاشخاص الاشرار امثالي...

فهو كالملاك يعيش وسط شياطين و اولهم انا

ــــــــ

اتمنى ان استطيع تعويضه عن كل اذى سببته له منذ طفولتنا و حتى الانـ..."

"تاي الطعام جاهز!"

دخل جونغكوك الغرفة عندما لمح الباب مفتوحاً، فوجد الاشقر يجلس على طرف السرير و يحمل بيده دفتر مذكراته، هو ابتلع ريقه متوتراً و انتظر ما سيقوله تايهيونغ

"هل...انت بخير؟"

سأل الغرابي بعد ان طال انتظاره و صمت الاشقر ايضاً، لكن لم يتلقى من زوجه سوى همهمة خافته، وضع الدفتر داخل الدرج مع تلك الصورة و ارتدى حذاءه يتمتم ببرود

"كان ممتعاً عدم شجارنا بكثرة و الان افتح الباب لي اريد العودة للمنزل"

"تاي علينا التحدث معاً و اقسم انا لن اجبرك على شيء بل سنحاول حل مشاكلنا من اجل طفلنا.."

جونغكوك يشعر انه يكرر نفس الكلام ليستطيع اقناع الاشقر، لكن تايهيونغ شكل بيده قبضة و رفع امامه يتمتم بتحذير

"لا ارغب استعمالها دعني اعد للمنزل و إلا سيحدث شيء سيئ او سأتشكى عليك للشرطة بتهمة اختطافك لي!..."

"هههه نكتة جيدة، زوج خطف زوجه يال التهمة المقنعة، لكن لا اظن ان هذه تعد جريمة.."

قهقه الغرابي و امال برأسه يحدق بالاشقر الذي تكتف بعناد، تقدم منه ناوياً حمله بين يديه لكن تايهيونغ دفعه و خرج من الغرفة بخطوات غاضبة ينزل السلالم و يتبعه جونغكوك...

دخل المطبخ ليجد الطاولة تحتوي على انواع من الطعام المفضل لديه، جونغكوك و بإبتسامة اشار له بيده بمعنى تفضل، لكن و كما توقع تلقى الرفض من الذي كتف يديه...

"تناول طعامك وحدك سأنتظرك في الصالة و بعدها ستفتح الباب لكي اغادر، و لن اتناول طعامك فمن يعلم ما وضعته فيه"

"هل تظنني اعمل في الاستخبارات او كزعيم مافيا لتفكر بي هكذا؟"

رد الغرابي يرفع احد حاجبيه فتجاهله الاشقر يخرج من المطبخ ليجلس في الصالة، زفر جونغكوك انفاسه و نظر الى الطعام بعبوس تقدم من الطاولة ليتناول ما اعده يهمهم بتلذذ

"بكل تواضع اقول اني بارع بالطبخ لكن...زوجي عنيد جداً"

خرج من المطبخ بخطوات حذرة فوجد تايهيونغ يتربع بجلسته فوق الاريكة يمسد معدته بيديه، و لقد تسلل لمسامعه صوته و هو يتذمر بشأن انه جائع، فكر الغرابي و تنهد ليتوجه نحو الاشقر الذي تظاهر بالبرود فور رؤيته

"تاي ارجوك تناول الطعام لا نريدك ان تفقد وعيك مجدداً، سأحضر لك الطعام الى هنا و انا سأتناوله في المطبخ"

لم يتحدث تايهيونغ بشيء فعاد جونغكوك للمطبخ يحضر اطباق الطعام اليه في الصالة يضعها على الطاولة الزجاجية امامه، ابتسم له بلطف و توجه للمطبخ توقف خلف الجدار ينظر الى الاشقر بتلهف يريده ان يأكل...

زفر الاشقر انفاسه و اكل القليل من الطعام الى انه رفع حاجبيه منبهراً من نكهته اللذيذة فأبتسم بخفة يتناول الطعام، وجنتيه منتفخة بسبب الطعام و شفتيه تتحرك مع مضغه للطعام، بدى كالطفل بمظهره و ليس ذلك النمر المتوحش عند غضبه..

ابتسم جونغكوك بدوره و قرر تناول طعامه سعيداً انه يستطيع تغيير رأي شخص بمثل عناد تايهيونغ...

"انتهيت، و الان افتح الباب سيتأخر الوقت و ارغب العودة الى المنزل"

انتهى جونغكوك من ترتيب الاطباق و استدار ينظر الى الاشقر الذي يحدق به بهدوء، تقدم خارجاً من الطبخ فأسرع تايهيونغ خلفه بسعادة لأنه سيفتح له الباب...

"نحتاج التحدث قليلاً و لا تقلق حتى إذا تأخر الوقت سأعيدك لمنزلك"

"اغرب عني، لن اتحدث بشيء و انا سأعود الان للمنزل!"

نطق بنفاذ صبر معلناً رفضه و توجه نحو الباب يضربه بقبضتيه، يسحب المقبض بغضب لكن لا فائدة، جونغكوك حدق به بقلة حيلة و ظل يشاهد محاولاته الفاشلة بفتح الباب...

"اللعنة عليك و على هذا الباب و علي انا ايضاً، هيا افتحه قبل ان اصرخ"

"هيا لنذهب للغرفة اولاً علينا التحدث حقاً دون افعال طفولية"

تكتف الاشقر بعناد و جلس على الارض قرب الباب، رفع الغرابي احد حاجبيه بمعنى حقاً؟ و وجد تعابير زوجه صارمة، فأبتسم له ليتقدم نحوه ينحني معطياً اياه ظهره

"اذا عاندت و رفضت ان احملك على ظهري سأحملك بوضعية العروس و لن تمنعني فقرر ما سترتاح له اكثر!"

توسعت مقلتي الاشقر و أراد فتح فمه للرفض لكنه يعرف انه لن يستطيع منعه لذا و بملامح متجهمة، حاوط يديه حول عنق الغرابي و الاكبر بدوره وضع يديه تحت ساقي الاشقر التي تحاوط خصره، و استقام يحمله على ظهره بينما تايهيونغ شارد بتأمل شعره الطويل من الخلف...

جونغكوك استغرب من هدوءه لأنه توقع انه سيلقي عليه انواع الشتائم و ربما يشد شعره ايضاً لكن هذا جيد الان، وصل الى الغرفة و قام بوضع الاشقر على السرير ليتوجه للخزانة يخرج لنفسه ملابسه مقرراً الاستحمام بعد ما حدث بثيابه الحالية بسبب اعداده للطعام...

"سأخذ حماماً سريعاً و لن اتأخر فملابسي الحالية اتسخت بسبب الطعام الذي قمت بأعداده"

"اذاً اذهب و اتمنى ان تنزل المياه الساخنة عليك لتذيب رأسك الصلب كالصخرة و عندما تريد الخروج تنزلق قدمك و تسقط عارياً و لن اساعدك، حسنا عزيزي؟"

اشاح تايهيونغ بنظره للجهة الاخرى، و الغرابي دخل الحمام يتخيل لو حدث له فعلاً ما تمناه الاشقر، فأصدر قهقه خافتة عليه، هو يجد ان تحمله لكل قسوة الاشقر يساعد على تخفيف غضبه و سيستطيع بعدها اقناعه بالحصول على تلك الفرصة ليعودا لبعض...

يستلقي على جانبه معطياً ظهره لباب الحمام في الزاوية، يذرف دموعه بعبوس و يتمتم بحزن

"اريد العودة الى المنزل، لن استطيع تحمل البقاء معه لوقت اطول...قلبي ينبض له كالاحمق، لو انه كان هكذا حين احببته...لكنا اسعد زوجين لكن...الان"

بكى بصمت يكتم أي صوت قد يهرب من ثغره، و بعد مدة قصيرة شعر بصدر صلب يلتصق بظهره مع يدان تلتف حول خصره تقيده، و كان جونغكوك بشعره المبلل عاري الصدر بالبنطال فقط، يغرس رأسه داخل تجويف عنق الاشقر يستنشق رائحته...

"لما عيناك الجميلة تبكي؟"

"بسببك!"

بخفوت همس الاشقر بذلك، فأستقام الغرابي يعتدل بجلسته على السرير و يجعل من الاشقر يقابله، فوجد وجهه محمر بسبب البكاء مع الدموع التي تغطي وجنتيه، هو اقترب يقبل وجنته بعمق ليكوب وجهه بيديه بمسافة قصيرة جداً بينهما...

"تاي ارجوك افتح قلبك، تحدث لي عن ما تحبسه داخلك و يؤلمك و سأفعل ذات الشيء و اتمنى منك ان تستمع لي.."

بمسافة شبه معدومة بينهما تبادلا النظرات، و تايهيونغ اومئ يهز رأسه موافقاً رفع يديه يضعها فوق يدي الغرابي ليبتعد قليلاً، فهذا كان قريباً جداً، تنهد جونغكوك يستعد لبدء حديثه...

"سوف اخبرك و بكل صدق انني لم اكرهك بسبب مظهرك انما بسبب غيرتي منك

منذ الطفولة عندما كنت تتلقى معاملة خاصة من والداي و من اخي يونغي، كنت أغار لأنهم يهتمون بك و يهملونني..

لكنني شعرت بما مررت به أنت، بفقدان الوالدين لأنني قضيت اربع اعوام وحدي، امي رفضت رؤيتي حتى و ابي كان في غيبوبة و اخي عاملني كالمنبوذ وقتها فهمت

شعرت بمرارة ان تكون يتيماً، و انا بدل ان اساندك و احميك و اعتني بك جعلتك تتألم و اذيتك و تنمرت عليك في كل فرصة تسنح لي

بينما اننا لو مهما اهتممنا بك لما كنا سنستطيع ملئ فراغ قلبك بأشتياقك لوالديك معك!

كنت كالاحمق استمع لعقلي الذي تم ملأه بالحقد و تجاهلت قلبي، لقد اذيت ملاكاً و اصبحت كالشيطان في حياتك النقية...

لقبتك بالقبيح لكي أزعجك لكنك استمعت لقلبك النقي و احتفظت بمشاعر حبك ناحيتي الى انني و بسبب غبائي كسرتها

لقد شتمت عائلتك و اغتصبتك و عنفتك و فعلت الكثير من الاشياء السيئة لك، لهذا انا لا الومك أبداً على عدم مسامحتي لأني فعلاً لا استحق

انما فقط أريد منك فرصة و أعدك انني سأجعل ايامك مليئة بالسعادة و سأفعل ما بوسعي لأجعلك تبتسم و لن اسمح لك بأن تتأذى أبداً، سأحميك من خوفك و الذي هو انا، سأصلح ما دمرتك و سأساندك في كل مواقفك و لحظاتك فقط اعطني فرصة"

صمت بعد ان تحدث لزوجه بما يؤلم قلبه، يريد إثبات ندمه له و مدى صدقه، قطرات دموعه تتساقط فوق يدي تايهيونغ لأن جونغكوك يمسك بيديه و يخفض رأسه يبكي و كأنه طفل صغير...

رفع رأسه بعيون دامعة و وجنتيه تغطيها الدموع، ليجد تايهيونغ بنفس حاله و عيناه تذرف الدموع يزم شفتيه يحاول كتم شهقاته، و جونغكوك لم يتردد بمد يده يمسح دموعه رغم انه هو الاخر يبكي لكنه لا يريد أبداً لتايهيونغ ان يبكي مجدداً بسببه

"هل تريد..ان تعرف شعوري تجاهك الان؟.."

نطق الاشقر بصوت متقطع و مهزوز اثر بكائه، فهز الغرابي رأسه للأعلى و الاسفل يمسح دموعه بسرعة ليجلس متربعاً امام تايهيونغ ليستمع له و الاخر جلس مثله مقابلاً له ليتنهد بعمق يستعد لأفراغ ما بقلبه...

"صراحة انا لا اعرف ما يدور داخل عقلي الان، افعالك السيئة محفورة عميقاً بقلبي و لا استطيع نسيانها

لا استطيع الوثوق بك خشية ان تعود لما كنت عليه في السابق، و لكن من جهة اخرى انت لم تسعى لأرضائي و طلب السماح مني أبداً بمثل هذه الطريقة...

ڤي يرفض مسامحتك و تايهيونغ الضعيف كالاحمق قلبه ينبض لأجلك لأنك كنت يوماً ما الشخص الذي يعشقه القلب، لكن...زفافنا كان كفيلاً بتدمير كل شيء

لا انت و لا انا نستطيع العودة للماضي، و انا من اجلك اطلب منك ان تبتعد و دعنا نعيش حياتنا بعيداً عن بعض

ربما يوماً ما سأسامحك لكن...لا تضع أي أمل الان لعودتنا لبعض، و جون وو سيستطيع رؤيتك و اعدك لن امنعه لكنه سيبقى معي

لكننا لن تجمعنا أي علاقة بعد الان لا زوجية و لا عملية فقط سنكون والدا جون وو

و الان ارجوك دعني اعد للمنزل جونغكوك"

كلاهما يذرفان الدموع يشعران بألم قلبيهما، اقترب جونغكوك يحتضن جسد زوجه اليه، بذراعيه يحاوط هيئته الضئيلة، و تايهيونغ بادله العناق يقربه من عنقه اليه يستشعر دفئ صدره العاري ضد جسده...

"سأرتدي قميصي و...اخذك للمنزل تاي"

همس الغرابي بصوت باكي، و ابتعد بهدوء يمسح دموع زوجه ليطبع قبلة على عيناه المبللة بالدموع، و استقام ليرتدي قميصاً ابيض يترك اول زرين مفتوحاً منه، و اشار لتايهيونغ ليغادرا...

خرج كلاهما من الغرفة و ملامحهما ما تزال توحي بالالم رغم هدوءهما، فتح جونغكوك باب المنزل و توجه نحو سيارته ليركبها و معه تايهيونغ، ليشغلها يقود الى حيث منزله...

الصمت يسود بينهما، جونغكوك يركز نظراته على الطريق، و تايهيونغ يسترق النظر نحوه بطرف عينيه، كلاهما منشغلان بتذكر ما تحدثا به، كلام جونغكوك اليوم اثر عليه كثيراً...

توقفت السيارة امام المنزل بعد مدة من القيادة، و تايهيونغ فتح الباب ناوياً الترجل الى انه استدار ينظر الى الغرابي بتواصل بصري عميق بينهما، فأردف بما بعثر دواخل الغرابي

"نلتقي في المحكمة!"

غادر يغلق الباب خلفه يركض نحو الداخل، بينما جونغكوك شد قبضتيه على المقود ينظر الى هيئة الاشقر الذي دخل المنزل، فهمس بأصرار

"افعل أي شيء تايهيونغ لكن الطلاق مستحيل!"

شغل السيارة يقودها ليعود الى منزله، و يشعر بالتوتر الان من ما سيحدث بينهما، هل سيفعل تايهيونغ ما ينهي زواجهما حقاً؟...

"جون وو! جون وو اين انت؟"

دخل تايهيونغ المنزل بقلب نابض بقوة، يبحث بنظراته عن ملاكه، الى ان لمح هيئته و هو جالس على الاريكة داخل الصالة، فأسرع بالركض اليه يحتضنه بقوة يقبل انحاء وجهه...

"اوما؟ هل ثامحت دون وو؟"

"انا اسف ملاكي، سامح اوما! اسف لأني صرخت عليك و لأني جعلتك تبكي اوما حقاً يحبك ملاكي"

تمتم الاشقر و هو يبكي و يقبل وجنتي جون وو الذي ابتسم مبرزاً اسنانه، مد يديه الصغير يكوب وجه الاوما خاصته و نطق بكل لطافة

"انا احبك اوما"

"و انا ايضاً احبك ملاكي"

حمل تايهيونغ ملاكه بين يديه و اخذ يدور به في الصالة بينما يقهقهان بمرح، خرج سوكجين من المطبخ يعقد حاجبيه بأستغراب فتوقف يفرق شفاهه ببعض الصدمة من ما قابله...

و جيمين خرج بشعر مبلل بينما المنشفة بيده مع ثياب النوم التي يرتديها، و تبادل النظرات مع سوكجين بإبتسامة على عودة تايهيونغ لطبيعته مع ملاكه...

"اذاً كيف اصبح القط و الفأر صديقان؟"

تكتف جيمين ساخراً فتقدم الاشقر يحمل ابنه بين يديه، ابتسم له ليقبل وجنة ملاكه و يردف

"انا احب ملاكي و نادم لأني جعلته يبكي"

"و انا احب اوما"

ضحكوا جميعاً على جون وو الذي تعلق بعنق تايهيونغ يقبل وجنته، و دخلوا المطبخ ليجدوا الطاولة تحوي طعاماً قد اعده سوكجين، فجلس الاشقر على الكرسي و بحضنه جون وو الذي يعانق دميته و اخذ يطعمه الطعام و يقبل فروة رأسه...

"تاي، ما الذي فعله جونغكوك لك؟ تغيرك هكذا فجأة مخيف"

"فقط تحدثنا قليلاً و...اخبرته بكل هدوء ان يبتعد عني و يمكنه رؤية جون وو متى ما اراد لكننا سننهي زواجنا بالطلاق!"

جون وو كان يمضغ طعامه لا يفهم أي شيء من كلامه بل لا يستمع لهم حتى، جيمين و سوكجين تبادلا النظرات، فقرر سؤاله

"و هل الطلاق برضى الطرفين؟"

"هو ليس موافقاً لكنني ارغب بذلك و سيستسلم للأمر الواقع"

اجاب الاشقر و هو يمسح على شعر ابنه، تناول طعامه بعد الصمت الذي حل بينهم، لكنه اخذ يخبرهم ما حدث معه عندما استفاق في منزل جونغكوك و هما طبعاً اذهلهم كل ذلك...

"الليلة ملاكي سينام بحضني لأني اشتقت له!"

"و انا ايضا اُليد النوم مع اوما!"

قهقه تايهيونغ و عاود حمل ملاكه بين يديه يأخذه لغرفته، و سوكجين و جيمين اسعدهما ان تاي تخطى غضبه و يبدو انه هادئ بتفكيره الان...

انتهى تايهيونغ من ارتداء ملابس النوم خاصته و استلقى على السرير يحتضن جون وو، و عندما تذكر جونغكوك تنهد بخفة و تحدث بهدوء

"ملاكي، انا لم اكن غاضباً منك لكن انا غاضب من صديقك كوكي، لأنه جعلني ابكي"

"لكن كوكي جيد، هل انتما ثديقان و تشاجلتما؟"

تساءل الصغير ببرائه فقهقه الاشقر على كلامه و مدى لطافة تفكيره، قبل فروة رأسه بخفة، و نظر للسقف ليأخذ نفساً عميق قبل ان يردف

"ملاكي، جيون جونغكوك صديقك و كوكي خاصتك هو نفسه ابا، انه والدك صغيري"

"كوكي هو ابا؟!"

انتفض الصغير بفرح، فأبتسم تايهيونغ على اللمعة التي تشع من عيناه، و كيف يشد بيديه على دميته، هو جلس بحماس ليردف

"اخيلاً اثبح لدي اوما و ابا و كلاكما دميلين انا حقا احبكما انت و كوكي"

"يمكنك رؤيته في أي وقت ملاكي لكن ستخبرني اولاً بذلك حسنا و أعدك انني لن امانع"

"لكن اوما لما لا يعيش ابا معنا؟"

هذا السؤال جعل من لسان تايهيونغ ينعقد، فحاول تغيير الموضوع و استطاع اقناع جون وو بأنهاء الحديث، لينتهي الامر به نائماً في حضنه مع دميته التي لا تفارقه، و الاشقر اخذ يرمق سقف الغرفة بشرود لتعاود ذاكرته لأحداث حدثت معه قبل اربع سنوات، كيف انجب جون وو...

Flash Back

واقف قرب بوابة المسافرين القادمين من كوريا، يجول بعينيه في الارجاء املاً بأن يلمح اخاه الاصغر و صديقه، اسرع بالركض فور رؤيتهما و توقفوا الثلاثة امام بعض، سوكجين تقدم يحتضن اخاه الذي يبدو بحال مزري، و العلامات و الكدمات واضحة على وجهه و الدموع التي جعلت من عيناه تنتفخ و تحمر لشدة بكائه...

"تاي صغيري اخبرني ماذا حدث؟ ارجوك تحدث معي"

لم يتلقى أي رد من تايهيونغ، ابتعد ينظر اليه فوجده فقط شارداً بالفراغ، تنهد جيمين و نظر الى سوكجين ليتحدث

"دعنا نذهب الى المنزل الان و سأخبرك لاحقاً بما حدث.."

اومئ الاكبر برأسه موافقاً و احتضن اخاه يسير به نحو سيارته و يتبعهما جيمين الذي يجر حقيبته خلفه، ركبوا السيارة و سوكجين طوال الطريق ينظر الى اخاه بقلق شديد، بينما تايهيونغ يسند رأسه على زجاج النافذة بنظرات تائهة...

وصلوا الى المنزل الذي يعيش سوكجين فيه، فترجلوا من السيارة و دخلوا معاً حيث واجهة المنزل زجاجية بنوافذ كبيرة، و حديقة جميلة امامه، سوكجين اشار لتايهيونغ الى حيث الغرفة التي سيمكث فيها و هو غادر اليه بصعوبة يخطو خطواته بسبب ما فعله به زوجه...

راقب سوكجين هيئته و كيف يسير بتعرج الى ان دخل الغرفة و اغلق الباب، فأستدار ينظر الى جيمين ليتساءل بقلق

"اخبرني ما الذي فعله ذلك الحقير بأخي؟"

"ما اعرفه انه قبل و بعد الزواج استمر بأذيته و التنمر عليه، و حسب ما رأيته عندما ذهبت لأخذه من منزله، لقد تعرض للأغتصاب من قبل ذلك المتوحش ربما؟ ذاك الحقير مارس معه بعنف و ضربه كثيراً"

اردف جيمين بقهر بينما يجلس على الاريكة في الصالة، يغطي وجهه بيديه حزيناً على حال صديقه، تنهد سوكجين بدوره و جلس على الاريكة المقابلة له يشد شعره بغضب

"ذلك الحقير تركت اخي و انا اظن انه يوماً ما سيكون تحت حماية شخص يحميه و تبين ان اقرب شخص اليه زوجه، فعل له اشياء سيئة"

"هذه غلطته هو ايضاً لأنه لم يكن ذو شخصية قوية بل استمر بالخوف و الضعف و اصبح ضحية تنمر الجميع و اولهم زوجه"

تبادل سوكجين النظرات مع جيمين كلاهما يشعران بالقلق على تايهيونغ الذي لم يسمع صوته حتى، و الان هو داخل غرفته وحده و لا يصدر أي صوت و ذلك يزيد من خوفهما عليه...

بعد مضي بعض الوقت، سمع تايهيونغ طرقاً على باب غرفته فأنكمش على جسده بخوف، فهو منذ دخل هذه الغرفة يجلس على السرير يضم قدميه لصدره شارداً بالفراغ، فتح الباب لتظهر هيئة سوكجين بإبتسامة خفيفة و بيده طبق من الطعام

"تاي، تناول القليل من الطعام كي لا تسوء صحتك"

"لـ..لا..اريد..."

نطق الاصغر بصوت مبحوح و خافت جداً، فتقدم اخاه يضع الطبق على الطاولة الصغيرة، ليتوجه للجلوس على طرف السرير قرب تايهيونغ...

"تاي ماذا فعل لك الحقير جونغكوك؟ هل تشاجرتما و فعل بك ذلك؟"

"هـ..هو يلمسني...في..في كل مكان بـ..بجسدي..اخبره ان يبتعد...اتركني لا..تفعل..!"

تمتم تايهيونغ بتقطع و اخذ يغطي وجهه بيديه يتمتم، بأبتعد، و لا تفعل، و اتركني، منظره منهاراً و خائفاً هكذا قطع قلب اخاه عليه، اقترب سوكجين يحتضن جسد اخاه بقوة و تايهيونغ اخذ يبكي بقوة يصرخ من بين شهقاته بأتركني...

"هل استطاع النوم؟"

"اجل لقد غفى قبل قليل بعد ان قضى اليوم بطوله يبكي"

تنهد سوكجين بقهر و مسح دموعه العالقة بعيناه، فجلس جيمين بجانبه يربت على ظهره، فهو يتفهم صعوبة شعور سوكجين برؤيته لأخاه بهذا الانكسار لكن ما باليد حيلة، و تايهيونغ لا يتحدث بشيء فقط يشرد بالفراغ و لا يقبل الإفصاح لهما بما حدث...

المساء قد حل بالفعل و سوكجين كان قد استطاع جعل اخاه الاصغر ينام قليلاً، تايهيونغ كان نائماً بملامح متعبة بشعره المجعد ينسدل فوق جبينه الى ان كشر تعابيره و عقد حاجبيه...

"ايها العاهر!"

همسات صوت جونغكوك تطرق مسامعه، و كيف يعتليه و يفترس جسده و يعنفه بوحشية، استيقظ بفزع بوجه متعرق تملئ الدموع عيناه، نظر حوله في الغرفة فأخذ يبكي و يصرخ عند رؤيته لهيئة جونغكوك تقترب منه

"لا لا تفعل...ارجوك لا تفعل!.."

"تاي هل انت بخير؟"

دخل سوكجين بسرعة يحتضنه اليه، و الاصغر يشد على قميصه و يبكي خائفاً، دخل جيمين ايضا و تقدم خطوة الى انه توقف عندما اخذ تايهيونغ يصرخ و يشير اليه وسط بكائه..

"جـ..جونغكوك لا تقترب...ابتعد عني...لا تلمسني!"

"تاي ما بك انه انا جيمين!"

"جيمين اخرج الان و سأحاول تهدئته"

تحدث سوكجين بهدوء يمسح على شعر اخاه فتنهد جيمين بحزن و خرج من الغرفة يفكر، "من اين اشبه جونغكوك ليتخيله بي؟" ضرب الارض بقدمه و تنهد بحزن من صوت بكاء و نحيب تايهيونغ المتألم...

يمرر يده بين خصلاته المجعدة، و هو يستمع لبكاء اخاه الاصغر يتلاشى شيئاً فشيئاً، تايهيونغ كان حرفياً يختبئ داخل حضن اخاه يتمسك بيديه بقميصه، الى ان انسدلت اجفانه لينام بعد الكثير من البكاء، يفرق شفاهه مع شهقات تخرج من ثغره

وضع سوكجين قبلة فوق جبين اخاه، و جعله يستلقي على الفراش ليغطيه بالملأة و لقد ترك ضوءاً خافت في الغرفة كي لا يخاف، تأمله للحظات و خرج بهدوء نحو الصالة فوجد جيمين الذي يغفو على الاريكة لأنه انتظرهما فتقدم منه...

"جيمين انهض لتنام في غرفتك"

"هل تاي بخير الان؟"

"اجل لقد عاود النوم و تركت الضوء من اجله"

هز جيمين رأسه بتفهم و غادر بعيون ناعسة الى غرفته لينام بعد كل هذا التعب، و ذات الشيء مع سوكجين الذي توجه لغرفته بعقل مشوش يفكر بحال تايهيونغ...

في الصباح~
سوكجين يرتب الاطباق على الطاولة من اجل الطعام، و ينظر نحو باب غرفة تايهيونغ يريده ان يخرج لكنه فقط يحبس نفسه داخلها، لاحظه جيمين و عرف انه قلق فسأله

"هيونغ، هل تظن ان تاي سيتحسن؟"

"في الواقع اذا بقي على هذه الحال، ستتدهور صحته و قد يدخل بأكتئاب لذا علينا الاهتمام به جيداً"

نظر الى الساعة فقرر توجه الى غرفته ليقنعه بتناول الطعام، طرق باب الغرفة بينما يتحدث بنبرة صوت عالية

"تاي عزيزي، افتح الباب هذا انا جين"

لم يتلقى أي اجابة فدخل يفتح الباب بهدوء، لم يجد تايهيونغ في الغرفة لكنه سمع صوت المياه قادمة من الحمام ففكر انه يستحم لذا قرر انتظاره الى ان يخرج و جلس على طرف السرير

مر ما يقارب الخمس دقائق و تايهيونغ لم يخرج من الحمام، مما اثار قلق سوكجين عليه، فأستقام يطرق على باب الحمام و ينادي بأسم تاي لكن الاصغر لا يرد حتى، حاول سوكجين فتح الباب بدفعه بقوة و بعد عدة دفعات استطاع الدخول ليصرخ بخوف من ما قابله

"تايهيونغ!"

اسرع سوكجين نحو حوض الحمام و بسرعة دخل جيمين بعد سماعه صراخه، ليشهق عند رؤيته لتايهيونغ الذي غرق جسده داخل الحوض، فأسرع كلاهما اليه، ليخرجاه من تحت المياه التي تتصبب على الأرض، و الاصغر اصدر شهقة قوية بعد ان كاد يفقد انفاسه تحت الماء...

صدره يعلوا و يهبط يلهث يحاول استرجاع انفاسه الضائعة، اسنده سوكجين من ذراعه و جيمين من اليمين و اخرجاه من الحوض، خرجوا به الى الغرفة ليجعلوه يجلس على السرير، ليتحسس اخاه وجهه المبلل بيديه بقلق

"تاي لما حاولت الانتحار؟ اخبرني هل انت بخير؟ ارجوك اخي"

"اتركوني...لا اريد العيش سأموت!...هو..لمسني هنا..و هنا...اريد الموت!"

تحدث تايهيونغ ببكاء هيستيري بينما يمسح على ذراعيه و صدره، حاول جيمين تهدئته و لكنه فقط يبكي و يفرك ذراعيه بقوة و لا يستمع لهم، فأحتضنه سوكجين اليه بقوة و شد على جسده لكي يهدئ...

و فعلاً هدأت شهقات و بكاء الاصغر و توقف عن التحرك ليغمض عينيه و يبدأ البكاء بصمت، ابتعد سوكجين مع دموع تنهمر من عيناه يحدق بالحال التي وصل لها اخاه الاصغر...

وضع قبلة فوق جبينه و مسح دموعه عن وجنتيه، و كان جيمين في هذه الاثناء قد اخرج له ملابسه، هودي اسود واسع مع بنطال جينز ازرق، و سوكجين ساعد تايهيونغ بأرتداء ملابسه و لقد وسع مقلتيه على تلك العلامات و الكدمات التي تشوه جسده بينما الاصغر فقط شارد بالفراغ و قطرات الماء تتساقط من خصلات شعره...

"هيونغ، سأنتظرك في الصالة الى تهدئ تاي"

خرج جيمين يغلق الباب خلفه بهدوء، و سوكجين جلس على طرف السرير بجانب تايهيونغ الذي يستلقي شارد بنظراته على سقف الغرفة، الاكبر اخذ يمسح بيده على شعر اخاه الذي كان قد جففه له سابقاً، هو يتألم من ذبول تاي بهذا الشكل...

ظل على تلك الوضعية الى ان اغمض تايهيونغ عيناه نائماً، فأستقام سوكجين يغطيه بالملأة و ترك الضوء من اجله فغرفته مظلمة لأن الستائر تحجب اشعة الشمس بسبب ان تاي يرفض فتحها...

هو وضع يده على وجنة اخاه النائم و بعبوس يتفحص ملامحه المتعبة، مرر انامله على الاحمرار فوق وجنته اثر الصفعات التي تلقاها قبلاً..

"اخي انت لم تكن هكذا...لا تفكر بترك اخاك جين وحده، لا تتركني كما فعل والدينا ارجوك..."

خرج ينظر الى الحمام بخوف بعد الذي حدث لكنه لن يسمح لتاي بأن يكرر ذلك، اغلق باب الغرفة بحذر و توجه الى الصالة يتحدث مع جيمين بشأن ما سيفعلانه ليخرجوا تايهيونغ من هذه الحال...

مضى اسبوع و خلاله لم يتحدث تايهيونغ بما حدث معه و كان يعاني الكوابيس اثناء نومه، الى ان التغير الوحيد هو انه كان يستفرغ و يعاني من الالم اسفل معدته و يفقد وعيه بعض الاحيان، و الان هو يبكي و ينفي برأسه بينما سوكجين يصرخ عليه غاضباً

"تاي سنأخذك للمستشفى، كل الاعراض التي تظهر عليك و صحتك التي تتراجع و لا تسمح لنا بالأطمئنان عليك او إحضار الطبيب من اجلك!"

"لا لا اريد...ا..انت قلت انك...لن تـ..تجبرني على شيء..!"

تنهد جيمين و هو يشير لسوكجين لكي يهدئ، فأقترب يجلس بجانب تايهيونغ ليمسك بيديه بإبتسامة خفيفة

"نحن لا نجبرك تاي فقط نريد الاطمئنان عليك و الطبيب لن يؤذيك، كما اننا سنكون معك"

"ارجوك جيمين...لا أريد.."

ارتمى تايهيونغ بحضن جيمين، فهز سوكجين رأسه بمعنى موافق و لن يجبره على شيء، خرج من الغرفة تاركاً جيمين ليهتم بتايهيونغ...

يعقد حاجبيه و العرق يتصبب منه، يأن بخفوت و يحرك رأسه، يشد بقبضتيه على ملأة السرير، يشعر بتلك اللمسات فوق جسده، فتح عيناه بفزع ليعتدل يشهق بقوة

"لـ..لا تلمسني...ا..ابتعد!"

رغم انه لا يوجد أي احد في غرفته الى انه ما زال يتخيل جونغكوك لمسه و يحاول اغتصابه، نظر حول الغرفة المظلمة التي يضيئها مصباح خافت، فسحب خصلاته بقوة عندما عاود الشعور بلمسات على جسده، رفع اكمام قميصه الابيض و اخذ يغرس اظافره بذراعيه يحكها بقوة ليبعد تلك اللمسات و العلامات عنه

"لا تلمسني...توقف...لا تفعل!.."

اسرع بدخول الحمام ليفتح الدُش و تنزل المياه فوق رأسه و جسده، فتح ازرار قميصه الابيض بسرعة و يدين مرتجفة ليرميه بعيداً، استدار حول نفسه لتسقط نظراته شيفرة خاصة بالحلاقة، التقطها بملامح فارغة ليجثوا على الأرض مبللاً و المياه تنزل فوقه، تأمل حدة الشيفرة و اخذ يمررها على ذراعيه بهيستيرية و يبكي بحرقة

"ابتعد...لا تلمسني...لا تفعل! اتركني..."

مرر الشيفرة على طول ذراعيه، و كأن جسده تخدر من الألم و لم يعد يشعر به، و الأرضية تلوثت بالدماء، اصوات طرق على باب غرفته مع صوت اخاه و صديقه يناديان بأسمه الى انه تجاهلهم و ظل على حاله يصرخ على الهلوسة التي تراوده..

دخل جيمين اولاً ليشهق بصدمة من منظر صديقه، و سوكجين حدق به بصدمة الى ان كلاهما اسرعا نحو تايهيونغ، اغلق جيمين المياه التي بللتهم و جلس بجانب تايهيونغ يتفحصه بقلق من الدماء التي تشوه جسده و الجروح التي تسبب بها، سوكجين كوب وجه اخاه ليسأله وسط دموعه

"تاي اخي اخبرني ماذا حدث لك؟ لما تفعل هذا؟"

"لا..اريد العيش!...هو..لمسني في كل مكان...اخبره ان يتوقف!..ارجوك.."

نطق بتقطع و عيناه تغلق ببطئ الى ان سقط مغمى عليه بحضن اخاه الذي ازداد قلقاً ينادي بأسمه، الوقت ما يزال مبكراً من الصباح و فجأة حدث كل هذا؟، استقام يحمل اخاه هزيل البنية بين يديه و لف جسده بالمنشفة ليخرج راكضاً و يتبعه جيمين ليركبا السيارة...

جيمين في المقعد الخلف و يضع رأس تايهيونغ فوق قدميه، بينما سوكجين شغل السيارة ليقودها بسرعة لأقرب مستشفى، و نظراته القلقة تتفحص اخاه من المرآة الامامية، اما جيمين فهو يبكي و يمسح على وجه صديقه المرهق...

....

ينتظرون امام الغرفة التي يقبع فيها تايهيونغ، وصلوا الى المستشفى و اخذ الممرضين تايهيونغ ليفحصه الطبيب و يعالج الجروح التي تسبب بها من الشيفرة الحادة، سوكجين يجلس على المقعد يهز قدميه متوتراً و جيمين يسير في الممر ذهاباً و اياباً ليخفف قلقه، هم ينتظرون منذ وقت طويل...

خرج الطبيب من غرفة العناية المركزة و خلع الكمامة عن وجهه، ليقف امامه كل من سوكجين و جيمين القلقين على تايهيونغ، تنهد بخفة ليتحدث

"المريض بحالة مستقرة الان، جروح جسده كانت سطحية و قمنا بتعقيمها، لكن لو انه فقد المزيد من الدماء لكان سيفقد الجنين ايضاً"

"جنين؟ هـ..هل تقصد انه...حامل؟"

تساءل سوكجين و هو يشد على قبضتيه فهو يعرف بقدرة اخاه على الانجاب، و عندما لاحظ الاعراض التي تظهر عليه شك بذلك و تبين انه محق، اومئ الطبيب ليجيبه

"اجل، هو حامل بأسبوعه الأول و لكن يبدو على التعب و الارهاق الشديد، عليكم الاعتناء به فمناعته يجب ان تكون قوية و صحته جيدة، سأصف له بعض الأدوية و عندما يستفيق يمكنكما اخذه الى المنزل"

انحنى كلاهما للطبيب الذي غادر، فتبادل جيمين النظرات المصدومة مع سوكجين فهو ما زال لم يستوعب الامر، نظروا الى تايهيونغ من الزجاج حيث يستلقي على السرير و الاجهزة و المغذي و جهاز الانعاش موصولة بجسده، و ذراعيه تم لفها بالضمادات...

مضت عدة ساعات و دخلوا للغرفة عندما استفاق تايهيونغ ينظر الى الفراغ بشرود، فور ملاحظته لأخاه سوكجين تمتم بهدوء

"قلت لك لا اريد القدوم للمستشفى"

كنت ستموت! و انا لن اسمح بذلك"

اكتفى سوكجين بهذه الاجابة، و جيمين فكر انه ربما سيهدئ إذا اخبره بشأن حمله، فتقدم ليقف امامه و مد يده ليضعها فوق بطنه و ابتسم بخفة ليردف

"تاي لا تؤذي نفسك لانك تحمل روحاً ثانية معك الان"

"ماذا تقصد؟"

"انت...حامل"

وسع تايهيونغ مقلتيه بصدمة و انزل رأسه للأسفل ينظر نحو بطنه، انقلبت ملامحه للغضب ليضرب بطنه يصرخ

"لا اريده!...لا اريده انه منه!..."

"تاي اهدئ"

اقترب سوكجين يحاول تهدأته، توقف ضربات الاصغر و بدأ يبكي رافضاً فكرة حمله، تنهد سوكجين بعمق امسك بيده

"اخي، انت الان غاضب حاول ان تهدئ و فكر جيداً، انت تحمل روحاً داخلك و ليس أمراً عادياً يمكنك التخلص منه، ثم الطفل لا ذنب له بمشاكلك مع زوجك"

"و انا لا اريده"

نطق ببرود لكن سوكجين تجاهله لأنه لن يستمع لأي من كلامه الان فهو غاضب، و سينتظره ليهدئ و يقرر ما يريده بشأن الطفل...

"هيا لنعد للمنزل الان"

ساعد جيمين تايهيونغ على الوقوف و سار به خلف سوكجين خارجين من المستشفى ليركبوا السيارة عائدين للمنزل...

"تاي، هل حقاً لا ترغب بالطفل ام انك تفعل هذا بسبب غضبك؟"

سأل سوكجين اخاه فور دخولهم للمنزل، و تايهيونغ توجه نحو غرفته و قبل ان يغلق الباب رفع نظراته نحو الاكبر بغضب

"قلت اني لا اريده!"

اغلق الباب بقوة، ليتنهد الاكبر بقلة حيلة على عناد اخاه، جلس فوق السرير يضم قدميه نحو صدره، دموعه اخذت مجراها على وجنتيه و نظراته تتأمل الفراغ

"انا...لا اريد هذا الطفل منه لكن...انت لا ذنب لك طفلي!.."

تمتم بعيون دامعة و اخفى وجهه بيديه يبكي لما انتهى به الامر، استلقى على جانبه بوضعية الحنين كما اعتاد النوم دائما، و هو في هذه المرة التي نام فيها لم تراوده أي كوابيس او هلاوس...

حل صباح يوم جديد
و تايهيونغ خرج من غرفته ليتفاجئ كلا من اخاه و جيمين بتغيره هذا، هو جلس على طاولة الفطور بتعابير هادئة، و سوكجين قبل أي شيء سأله

"اذاً هل ما زلت لا ترغب بهذا الطفل؟"

نفى تايهيونغ برأسه و وضع يديه فوق بطنه، ليبتلع ريقه و يرفع رأسه ينظر نحو اخاه ليرد

"سأحتفظ به! هو طفلي وحدي.."

و منذ ذلك اليوم بدأ تايهيونغ يتحسن و يخرج من حالته السيئة التي كان فيها، اصبح يتناول الطعام رفقة سوكجين و جيمين و لم يعد يتعرض لتلك الكوابيس كثيراً، و كأن هذا الطفل اخرجه من ظلامه...

و بدأت معاناة كل من سوكجين و جيمين مع تايهيونغ و حمله...

الشهر الأول~

استيقظ تايهيونغ على صوت اخاه سوكجين يناديه لكي يتناول طعام الفطور، و كان واقفاً قرب باب الغرفة يفتحه و يشير لتايهيونغ ليخرج نحو المطبخ حيث الطعام، الى انه تنهد بعمق لان تايهيونغ يسير ببطئ شديد و سوكجين بدأ صبره ينفذ...

"هيونغ، لا تستعجلني انا حقاً متعب"

"متعب من النوم؟"

قهقه سوكجين بتكلف و زفر براحة عندما خطى تايهيونغ و اخيراً خارج الغرفة فأغلق الباب، و تايهيونغ بدا يسير نحو المطبخ يفتح يديه و كأنه سيطير و خطواته بطيئة جداً

"تاي هل تستعد للرقص؟، انا محترف رقص!"

تحدث جيمين بحماس عند رؤيته لتايهيونغ يدخل المطبخ بتلك الوضعية، تجاهله الاصغر و سحب كرسياً لكنه بوز شفاهه و مد يده لجيمين المستغرب

"ماذا؟"

"جيميني، ساعدني على الجلوس انا متعب"

"متعب من ماذا؟ انت فقط تتدلل!"

تكتف جيمين بسخرية ليتلقى ضربة على راسه من الخلف من قبل سوكجين الذي قهقه ببلاهة و ساعد تايهيونغ على الجلوس قبل ان يبكي، و يتغير مزاجه...

"جيناه، اطعمني!"

"انه حقا يتدلل"

تمتم سوكجين بإبتسامة بلهاء و جيمين يضحك على شكله، و هو يساعد تايهيونغ على تناول الطعام و كأنه طفل...

الشهر الثاني~

يجلسون الثلاثة على الاريكة في الصالة و يشاهدون فيلماً، جيمين من الجهة اليمنى و سوكجين من اليسرى و في الوسط تايهيونغ الذي يضع صحن مليئ بالحلوى داخل حضنه و يتناول منه، و فجأة صرخ تايهيونغ جاعلاً من الاثنان يلتفتان نحوه بأستغراب

"ذلك الخائن لما انفصل عنها؟ جيمين اخبرني!"

"و هل انا المخرج؟"

اجاب جيمين بانزعاج بينما سوكجين يتجاهلهما و يشاهد الفيلم لأنه يعرف ان هذه تقلبات المزاج بسبب فترة الحمل، تايهيونغ تنهد بقهر و ملئ فمه بالحلوى يتمتم

"البطل خائن مثل ذلك الحقير!"

الشهر الثالث~

تايهيونغ يجلس في الصالة وحده على الاريكة، و يرتدي تيشرت ابيض ذو اكمام قصيرة و يرفع اطرافه لتظهر بطنه المنتفخة بشكل طفيف يضع صحناً فوق بطنه و يتناول الحلوى منه، مع شورت قصير يبرز افخاذه و شعره المجعد و وجنتيه ممتلئة بالحلوى...

"تاي انا ابحث عن التيشرت خاصتي هل رأيتـ...هذا هو لما ترتديه؟ انه ملكي!"

"تلك الملابس الواسعة تخنق طفلي و هي تغطي بطني لذا اخذت التيشرت خاصتك لأنه ضيق قليلاً"

"اخلعه، انه خاصتي اريده"

تذمر جيمين باكياً و تايهيونغ تجاهله و واصل مضغ الحلوى، و قبل ان يبدأ شجار جديد تدخل سوكجين و جلس بجانب تايهيونغ و ربت على شعره ليردف محاولاً تغيير رأيه

"تاي، لكن إذا بقيت بهذا التيشرت طفلك سيشعر بالبرد و انت لا تريد هذا"

"طفلي يشعر...بالبرد؟"

تمتم تايهيونغ بهدوء و اخذ يخلع التيشرت ليرميه بوجه جيمين الذي قهقه بأنتصار الى انه عبس غاضباً عندما امره تايهيونغ و هو يطبطب على بطنه

"جيمين، انا متعب احضر لي قميصاً من خزانتي طفلي سيشعر بالبرد اسرع"

"و هل انا خادم لديك؟"

تذمر جيمين و اخذ خطواته الغاضبة نحو غرفة الاصغر ليحضر قميصاً له، بينما تايهيونغ عاود التهام الحلوى بشراهة...

الشهر الرابع~

"تاي، هيا انهض سنذهب اليوم لمعرفة جنس الجنين!"

انتفض تايهيونغ من مكانه بحماس متناسياً انتفاخ بطنه، فضربه سوكجين بخفة على رأسه يؤنبه..

"لا تقم بحركات مفاجئة هكذا ستؤذي الجنين"

"اسف طفلي"

اعتذر تايهيونغ لبطنه يتلمسها بيديه، فأبتسم سوكجين له بلطف، ارتدى سترة طويلة سوداء مع بنطاله الازرق الفضفاض و غادروا معاً الى المستشفى...

....

دخلوا بعد ان حان دورهم، و الطبيب هو مختص بحالة تايهيونغ منذ اول شهر من حمله، جيمين و سوكجين توقفا قرب الطبيب الذي طلب من تايهيونغ الاستلقاء على سرير الفحص...

"ارفع التيشرت لو سمحت، و استعد لتعرف جنس طفلك"

ابتسم تايهيونغ و رفع التيشرت الواسع خاصته بينما جيمين يحمل له سترته الطويلة، وضع الطبيب مادة باردة و لزجة استشعرها تايهيونغ فوق بطنه المنتفخة و اخذ يمرر جهازاً عليها و الشاشة امامهم اظهرت لهم صورة الطفل و تايهيونغ ادمعت عيناه من تأثره بالأمر...

ابتسم الطبيب و هو يركز نظره على الشاشة، فألتفت ينظر لتايهيونغ ليردف بلطف

"مبارك لك سيد كيم، انه ولد"

"ياااي سيصبح لدي ملاك صغير"

تحدث تايهيونغ بحماس و سط دموعه، و سوكجين و جيمين احتضنا بعضهما يقهقهان بفرح، ابتسم الطبيب عليهم، يبدون كالاطفال فأردف بإبتسامة

"هل تريد سماع نبض قلبه؟"

"اجل اجل"

اردف تايهيونغ بحماس، فأخذ الطبيب بوضع جهاز اخر فوق بطنه، بعد عدة لحظات وسط صمتهم تسلل لمسامعهم صوت نبضات قلب شبه سريعة تخفق، اغمض تايهيونغ عيناه يسمح لدموعه ان تنهمر متأثراً بهذا و يتخيله مدى لطافة ملاكه...

....

خرجوا من المستشفى بعد شكر الطبيب و التحدث معه و اخذ بعض التعليمات منه، تايهيونغ جلس في السيارة ينظر لسوكجين ببرائة ليردف

"هيونغ، دعنا نذهب للتسوق اريد شراء ملابس لملاكي"

"حسنا لنذهب"

موافقة سوكجين كانت اكبر غلطة، فهو و جيمين من القي عليهما حمل اكياس الاغراض، تايهيونغ لم يترك متجراً و محلاً إلا و دخله يشتري منه الأغراض، يسير و هو يضع يده اسفل ظهره كي لا يتعب، بينما خلفه سوكجين و جيمين سيسقطان من كثرة الاكياس التي يحملانها...

عادوا للمنزل و تايهيونغ يلطخ فمه بشوكولاته، و سوكجين و جيمين سقطا على الاريكة بتعب، فزفر سوكجين انفاسه ليردف يضع يده على بطنه

"انا متعب و كأنني انا الحامل!"

"و انا ايضاً"

الشهر الخامس~

عقد حاجبيه من صوت الطرقات على باب غرفته، و بعيون ناعسة تقدم يفتح الباب ليجد تايهيونغ الذي يرفع شعره المجعد بربطة مطاطية، مع شورت قصير فضفاض و تيشرت واسع جداً ابيض اللون مع عبوسه الواضح

"ماذا؟ هل تسير اثناء نومك ام ماذا؟ الساعة الثالثة صباحاً عد للنوم"

"ابتعد"

دفعه تايهيونغ بعقدة حاجبيه و دخل غرفته ليستلقي على سريره يطلق اصوات تدل على راحته، وضع جيمين يديه على خصره مع رفع احد حاجبيه يسأل

"ماذا تريد؟"

"جيميني ساعدني، طفلي جائع و كلانا نشتهي المثلجات!"

تكلم تايهيونغ بجدية بينما يربت بيده على بطنه، نظر جيمين نحو الساعة ليضحك بسخرية و يشير لتايهيونغ بالخروج

"غداً سنشتري لك ما تريد، و الان اخرج من غرفتي اريد النوم"

"قلت لك ان ملاكي جائع! نريد المثلجات الان!"

اجابه تايهيونغ بعناد، فضرب جيمين الارض بقدمه بغضب و سار خارج غرفته متوجهاً الى غرفة سوكجين يطرق الباب بقوة، ليفتحه سوكجين بعيون مغلقة

"هل تعرضنا للأقتحام؟"

"شقيقك يشتهي المثلجات و يريدها الان، دعنا نذهب لشراءها له لنعود للنوم ارجوك"

تذمر جيمين ببكاء و سوكجين فعل المثل بينما يرتدي سترته فوق ثياب نومه بالمقلوب، خرج كلاهما ليركبا السيارة و جيمين يرتدي فردتي حذاء مختلفتان...

....

عادوا للمنزل بعد بحث طويل و الساعة تقارب الثالثة و النصف صباحاً، دخل كلاهما الى غرفة جيمين التي يتناول داخلها تايهيونغ الطعام، وضعوا امامه علب المثلجات و سقطا نائمين

تايهيونغ يتلذذ بالمثلجات و يهمهم بإبتسامة، بينما سوكجين و جيمين على الارض ينامان بفوضوية...

الشهر السادس~

يمضغ الطعام بوجنتين منتفخة بينما سوكجين يضع امامه المزيد من اطباق الطعام، و جيمين يقف خلف كرسيه يدلك بيديه عنقه بينما يتفحص الطعام يشعر بالجوع الشديد مد يده ليأكل قطعة من الطعام الى انه سحب يده بسبب صفعة تايهيونغ لها و الذي تذمر بفم ممتلئ يكاد يبكي

"هيونغ، جيمين...يسرق طعامي"

"جيمين!"

رفع سوكجين نظرات حادة نحو المعني، و الاخر تذمر بدون صوت يكاد يبكي هو الاخر بسبب الجوع، و تنهد كلاهما يواصلان مشاهدة تايهيونغ الذي يملئ فمه بالطعام...

الشهر السابع~

يجلس كل من جيمين و تايهيونغ في الصالة يشاهدان فيلم، و يأكلان الطعام، و فجأة صرخ تايهيونغ يمسك ببطنه فأسرع جيمين بالالتفات نحوه يسأل بفزع

"هل ستلد؟"

"لا...لكنه ركلني هه و كأن ملاكي لاعب كرة قدم"

و بفضول كبير وضع جيمين يده على بطن تايهيونغ ينتظر استشعار أي حركة، الى ان انتظاره طال فأخذ يتمتم بحماس تحت نظرات الاخر الحادة

"اركله ايها الصغير هيا اركله!"

"يااا انت..."

قبل ان ينهي تايهيونغ جملته صرخ هو و جيمين في ذات الوقت، فأسرع سوكجين بدخول الصالة بفزع يسألهما بسرعة

"كلاكما هل ستلدان؟ حان موعد ولادتكما!"

رمقه جيمين بحاجب مرفوع يغطي بطنه بغرور، بينما تايهيونغ عاود الاكل دون اهتمام، اقترب سوكجين يجلس بجانبه فأخبره جيمين بما حدث بحماس

"الطفل ركله ضد يدي، شعرت بها"

و بفضول وضع كلاهما ايديهما على بطن تايهيونغ و لم تمر لحظات إلا و الثلاثة يصرخون، و سوكجين استقام ينظر ليده بذهول و جيمين يضحك عليه...

الشهر الثامن~

"ارجوكما اريد الذهاب الى الحديقة للتنزه!"

"لا عليك ان ترتاح، هيا اجلس و تناول هذه الفواكه و هذا فيلمك المفضل ايها الدب القطبي"

اردف جيمين بينما يضع طبق الفواكه امام تايهيونغ و يجعله يجلس على الاريكة، و الاصغر تجاهل كل كلامه و ركز على كلمة "الدب القطبي" فأمتلئت مقلتيه بالدموع و التقط قطعة من الفاكهة المقطعه يضعها بفمه

"جيمين انت شرير"

الشهر التاسع~

انتهت معاناة كل من سوكجين و جيمين و انجب تايهيونغ طفله الصغير او ملاكه كما يسميه، يجلس في سريره و احضرت الممرضة ذلك الرضيع تضعه بحضن تايهيونغ الذي اغرقت عيناه بالدموع و بكل رقة طبع قبلة على جبين الطفل الاشبه بالقطن..

سوكجين و جيمين تأثرا كثيراً برؤية ذلك الطفل، و اسعدهم منظر تايهيونغ الذي يحتضنه، فانجذب انتباههما لتايهيونغ عندما نطق و هو يتأمل وجه طفله

"سوف أسميه جون!"

"هل تقصد انه كيم جونغكوك؟"

"لا، جون وو! لا تفهم الامر خطأ، انه كيم جون وو"

تبادل سوكجين و جيمين النظرات بهدوء ظناً منهما انه اسمى ابنه اختصار لأسم زوجه جونغكوك لكنهم يجهلون الكره الذي يكنه الاخر لزوجه الان، بينما تايهيونغ داعب وجنة الصغير الناعمة و قبله يتأمل ملامحه، هو ملاك بالفعل...

بعد انتهاء الإجراءات اللازمة لخروج تايهيونغ مع طفله عادوا به للمنزل، و بعد قضائهم الوقت معاً، دخل تايهيونغ الى غرفته رفقة طفله، و استلقي ناوياً النوم الى انه فتح عيناه عندما بدأ الصغير جون وو بالبكاء

و تايهيونغ جلس يحمل جون وو من سريره الصغير، و اخذ يهزه بخفة بينما يرج رضاعة الحليب من اجله، ليضعها بين شفتيه الصغيرة ليهدئ طفله منشغلاً بأمتصاص الحليب و تايهيونغ بالكاد يفتح عيناه

اما سوكجين و جيمين سمعا صوت بكاء الصغير الى انهما ابتسما بأنتصار يفكران

"فاليعاني من العذاب الذي عشناه معه!"

مضى سبعة أشهر~
تايهيونغ كان جالساً في الصالة يشاهد التلفاز و بحضنه جون وو الذي قد كبر قليلاً، بمظهر مبعثر لتايهيونغ فهو لا يجد وقتاً لنفسه أبداً مع طفله، دخل جيمين الى الصالة ليتوقف امام شاشة التلفاز متكتفاً

"تاي، انهض و اهتم بمظهرك قليلاً انظر الى ثيابك و شعرك تبدو بحالة فوضى"

"هل تقصد انني قبيح؟"

"لست قبيح لكنك تحتاج الاهتمام بمظهرك و..."

"لا تتكلم معي"

لم يكد ينهي جملته إلا و استقام تايهيونغ يعطيه جون وو لكي يحمله و غادر نحو غرفته يغلق الباب بقوة ليرمي بجسده فوق السرير و يبدأ البكاء، تنهد جيمين و عرف ان صديقه غاضب الان فقرر مصالحته و توجه الى غرفته يحمل جون وو المنشغل باللعب بالقلادة حول رقبته...

دخل ليجد تايهيونغ بتلك الحال و يبكي فجلس بجانبه ليردف بهدوء

"تاي، لا اقصد انك قبيح صدقني لكن تحتاج الاهتمام بنفسك لتعود قوياً و تسترجع ثقتك بنفسك، الا تريد ذلك؟"

رفع تايهيونغ رأسه من الوسادة بوجهه الباكي و المحمر يهز رأسه بمعنى اجل، فأبتسم جيمين بأتساع و اخبره ان اول خطوة هي انقاص وزنه الزائد...

و حينها بدأت معاناة تايهيونغ بالتدريبات القاسية من قبل جيمين و النظام الغذائي الغريب، و بعد شهر تماماً اصبح تايهيونغ نحيفاً و ملابسه جميعها اصبحت واسعة عليه، و هو كان سعيداً جداً بذلك...

اخذ جيمين صديقه ناوياً ترتيب مظهره و طلب من العاملين الاهتمام بتايهيونغ، و ازالوا له تقويم اسنانه بعد استشارته للطبيب، و استبدلوا النظارات الطبية بالعدسات ذات اللون الازرق...

"واااه ما هذا الجمال؟"

"اشكركما جيمين و جين هيونغ انا سعيد بفضلكما"

احتضن تايهيونغ اخاه و صديقه بسعادة، ليبادله الاخران بلطف، تايهيونغ سعيد بوجودهم معه، سوكجين، و جيمين، و جون وو!...

....

خرج تايهيونغ رفقة طفله للتنزه في الحديقة، و الصغير جون وو يلعب بدمية الارنب خاصته و هو داخل عربة الاطفال قرب تايهيونغ الذي يجلس على المقعد يشاهد الناس في الحديقة الى ان شعر بشخص يجلس بجانبه...

"انت فاتن الجمال تقدم للعمل في شركتي و سأجعلك أشهر عارض ازياء!"

تحدث الرجل و هو يشكل بيديه كاميرا يتفحص جمال الفتى امامه، حدق تايهيونغ به بأستغراب الى انه ابتسم لتلك الفكرة و امال برأسه ببعض الخجل من مدح الرجل له

"امنحني الوقت، لأسأل اخي اولاً سيد..."

"جونغ هوسوك!"

استقام الاكبر يعطيه ورقة تحتوي عنوان شركته و اسمها مع رقم هاتفه، و تايهيونغ ظل يتأملها بشرود و يبتسم عند سماع صوت جون وو الذي يضحك و يحاول التهام دميته بفمه الصغير...

عاد الى المنزل و عقله يفكر بشأن عرض ذلك الرجل المدعو هوسوك له، فوضع جون وو على السرير لأنه نائم و توجه الى المطبخ حيث اخاه سوكجين و جيمين...

"هيونغ، اليوم التقيت رجلاً يدعى جونغ هوسوك عرض علي العمل في شركته كعارض ازياء!"

"إذا كنت ترغب بذلك لما لا؟"

اجاب سوكجين بإبتسامة و جيمين شجعه موافقاً، و تايهيونغ قضى الليلة تلك يفكر بشأن ذلك العرض و رغم توتره الى انه اتخذ قراره...

و صباح اليوم التالي اتصل على رقم هوسوك، الذي اجاب عليه و عرف انه نفس ذلك الفاتن من الحديقة و انتظر رده على عرضه

"ماذا قررت؟"

"موافق!"

نطق بإبتسامة جميلة تزين ثغره، و من هنا بدأت مسيرة تايهيونغ كعارض مبتدئ ليصبح بعدها عارض ازياء مشهور  ڤي الاشقر!...

End Flash Back

في الصباح~
عقد حاجبيه يستشعر لمسات جون وو على وجهه، يصنع له تعابير مضحكة و يقهقه بمرح، فور ان فتح عيناه احتضنه الصغير يقبل وجنتاه...

"ثباح الخير اوما"

"صباح الخير ملاكي"

قبله تايهيونغ في كلتا وجنتيه، و استقام يستعد لتبديل ملابسه و فعل المثل لجون وو، و غير ثيابه و سرح شعره له، التقط تايهيونغ هاتفه ليتصل

"ايها المحامي، جهز اوراق الطلاق و ارسلها لجيون جونغكوك"

اغلق الخط بعد سماعه موافقة المحامي خاصته، نظر الى ذاته في المرآة و عدل سترته يفكر بشرود

"سينتهي كل شيء جونغكوك"

حمل ملاكه الذي يحتضن دميته كالعادة و نزل السلالم ليتوجهوا لتناول الفطور...

عند جونغكوك~
يعمل على بعض الملفات و الاوراق داخل مكتبه، سمع طرقاً على الباب فأذن بالدخول، فتح الباب لتنحني السكرتيرة و تتحدث

"سيدي، هناك رجل يرغب برؤيتك"

"حسنا دعيه يدخل"

اعتدل جونغكوك بجلسته بعد ان رتب اخر الملفات، اومأت السكرتيرة و طلبت من ذلك الرجل الدخول، ليدخل ببدلته الرسمية و معه حقيبة متوسطة الحجم سوداء اللون، انحنى بأحترام و وضع بعض الاوراق امامه على الطاولة

"السيد كيم تايهيونغ، ارسل لك اوراق الطلاق!"

"جيون! جيون تايهيونغ"

صحح الغرابي كلامه و التقط الاوراق يقراءها، المحامي ظل واقفاً ينتظر توقيع جونغكوك على الاوراق و عندما انتبه الاخر عليه، تحمحم ليبدأ حديثه...

"وقع على الاوراق ليتم الطلاق و بعدها ستذهبان للمحكمة من اجل انهاء ذلك و لتتفقا في ما يخص طفلكما و..."

صمت المحامي تعتلي ملامحه الصدمة لأنه و اثناء حديثه مزق جونغكوك ورقة الطلاق من المنتصف، وضعها امام المحامي بإبتسامة جانبية ليردف

"اخبر تايهيونغ ان الطلاق لن يحدث!"

اومئ المحامي ببعض الصدمة و غادر المكتب ليخرج هاتفه يتصل على تايهيونغ فهو بحث عنه في الشركة و عرف انه ما زال لم يصل، فاتصل على رقمه

"سيد كيم، زوجك مزق الاوراق و قال ان الطلاق لن يحدث"

سمع صوت الاشقر عبر الهاتف يزفر انفاسه، فطلب تايهيونغ من المحامي ان ينتظر اتصالاً منه بعد ان يقنع جونغكوك بأمر الطلاق، اغلق الخط و ركب سيارته مغادراً المكان... 

....

ترجل من السيارة فور وصوله الشركة، اخذ خطواته السريعة نحو الداخل متوجهاً الى مكتب جونغكوك، فتح الباب مقتحماً مكتبه بغضب، و الغرابي حدق به بهدوء لانه من البداية انتظر قدومه بعد مغادرة المحامي، تكتف الاشقر ليردف

"جونغكوك، لما مزقت الاوراق؟ الم تكن ترغب بذلك منذ البداية؟"

"و الان لا أريد، تاي لم اعهدك متهوراً هكذا تطلب الطلاق هكذا و تتناسى مصلحة جون وو و كل شيء بيننا؟"

ابتسم الغرابي عندما اخذ تايهيونغ يزفر انفاسه بغضب، ضرب قدمه بالارض و اشار بـ سبابته نحو جونغكوك الذي يضع قدم فوق الاخرى مستمتعاً بسماع تهديد زوجه..

"اسمعني جيون جونغكوك ستوقع على اوراق الطلاق بفم مغلق و الا سأجبرك على ذلك"

"انتظرك لتجبرني اذاً!"

تزامن رد الغرابي المستفز مع مده لجدول الاعمال لتايهيونغ الذي التقطه بحنق و غادر صافعاً الباب خلفه بقوة، توقف في المرر ليتصل على المحامي

"اريد ان تقدم طلب طلاق في المحكمة و اعلم جونغكوك بذلك في اقرب وقت!"

....

مضى اليوم طويلاً على تايهيونغ و سهلاً على جونغكوك، و عاد كلٍ الى منزله، دخل تايهيونغ المنزل متعباً ليقهقه فور ان قابله جون وو يركض نحوه مع ضحكاته ليحتضنه بقوة يقبل انحاء وجهه...

"اوما، لما لم يأتي ابا كوكي معك؟"

"اهه هو مشغول سأطلب منه ان يأتي ليراك قريباً"

قهقه الاشقر ببلاهة و توجه للداخل يحمل صغيره معه، و الاخر يثرثر بشأن رغبته برؤية جونغكوك...

خرج جونغكوك من الحمام يجفف شعره بالمنشفة، و يرتدي سرواله الفضفاض، تلقى اتصالاً على هاتفه فألتقطه يجيب عليه و كان المحامي الخاص بتايهيونغ الذي تحدث...

"سيد جيون، بعد يومين من الان سنلتقي لأن زوجك قدم طلب طلاق من المحكمة"

"حسناً"

اكتفى جونغكوك بهذا الرد و اغلق الخط ليستلقي على السرير يتأمل السقف بشرود، هو الان اقتنع بأمر المحكمة التي ستقرر مصير علاقتهما ان كانت تستمر او ستنتهي...

صباح يوم المحكمة~

تايهيونغ كان واقفاً خارج المحكمة مع المحامي الخاص به، يتحدث و يتناقش معه بشأن الطلاق، و استدار عند سماعه صوت سيارة توقفت قربهم و لم يكن غير جونغكوك، تايهيونغ ببدلته السوداء الرسمية و شعره الاشقر المصفف بأهتمام حدق به بهدوء...

ترجل الغرابي من سيارته ينظر نحو زوجه الذي تبادل النظرات معه، تايهيونغ تفحص مظهر زوجه بتلك الملابس السوداء و شعره الذي يصففه مع تلك الخصلة المتمردة فوق جبينه مع ابتسامته الواثقة ليس و كأنه هنا من اجل الطلاق ذلك ما فكر به الاشقر...

"صباح الخير تاي"

"جونغكوك انت..."

"كـوكـي!"

قاطع كلام تايهيونغ صوت جون وو الذي احتضن ساقي جونغكوك الذي حمله بين يديه يقبل وجنتيه بلطافة، الصغير حاوط بذراعيه عنق والده يقبل وجنته بخفة ليردف

"صغيري، هل مستعد لنعيش انا و انت و الاوما خاصتك معاً؟"

"يااااي نعم نعم اُليد ذلك!"

تحدث جون وو بحماس، ليقهقه الغرابي على لطافته و انزله على الارض يمسك بيده الصغيرة، بينما تايهيونغ امسك بيد جون وو الاخرى و تذمر بأنزعاج...

"اولاً نحن هنا للطلاق و ليس العيش معاً ثانياً انا ايضاً والده و لست اوما!"

"ابا لا تغضب اوما لانه لطيف و يحبك"

اردف الصغير ينظر نحو جونغكوك الذي انحنى لمستواه بإبتسامة، فهو لاحظ احمرار وجنتي تايهيونغ من كلام صغيره، الغرابي وضع يده على وجنة جون وو بلطف

"احبك صغيري، ابا التي قلتها جميلة منك"

"و انا احبك ابا انت و اوما"

"هههه حسنا حسنا يكفي الان سأذهب تحدث مع المحامي و دعنا ندخل لقاعة المحكمة و ننهي الامر"

اسرع تايهيونغ بسحب جون وو معه لأنه لم يتحمل ابتسامة جونغكوك من الاوما التي يناديه جون وو بها، سار داخل الممر المؤدي الى قاعة المحكمة و اعطى جون وو لجيمين و زفر انفاسه بعمق...

"ذلك الوغد كان سعيداً بسماع جون وو يناديني اوما"

بعد مدة من تحدثه مع اخاه و جيمين تم الاعلان عن بدأ جلستهم الخاصة بالمحكمة، دخلوا جميعاً و تايهيونغ و جونغكوك يجلس كل منهما خلف المحامي الخاص به، دخل القاضي ليستقيم جميع من القاعة الى ان جلس و فعلوا المثل، نقل القاضي نظراته بين الحضور ليردف...

"جيون جونغكوك و جيون تايهيونغ تقدما للوقوف هنا"

اشار القاضي لهما و تقدم كل منهما للوقوف بجانب بعض تاركين مسافة بينهما، استقام المحامي الخاص بتايهيونغ ليبدأ حديثه

"حضرة القاضي،
موكلي السيد كيم تايهيونغ يريد الحصول على الطلاق من زوجه جيون جونغكوك هو كان قد ارسل له ورقة الطلاق لكن السيد جيون مزقها رافضاً ذلك..."

"لكن سيدي موكلي جيون جونغكوك يرفض الطلاق و ايضاً يريد استرجاع زوجه و طفلهما كذلك"

استقام محامي جونغكوك معترضاً كلام المحامي الاخر، حدق الغرابي بزوجه من طرف عينيه و وجده هادئاً، القى محامي تايهيونغ نظرة نحو موكله و اومئ له ليردف بثقة

"حضرة القاضي، من حق موكلي الحصول على الطلاق لأن السيد جيون جونغكوك كان يعذبه و يضربه و يهمله و فعل الكثير من الاشياء السيئة به حتى انهما كانا قد انفصلا لمدة اربعة اعوام و الان السيد تايهيونغ يرغب انهاء اخر ما يربطه بزوجه..."

"السيد جونغكوك نادم على افعاله السابقة سيدي، و هذا عقاب كافي كما انه يريد استرجاع زوجه و لا يريد من طفلهما ان يعيش بعيداً عن احد والديه"

بعد جدال طويل بين المحاميان و القاضي الذي استمع لهما، ضرب مطرقته على الطاولة ليهدئ الجميع فعدل نظاراته و سأل بهدوء

"سيد جيون جونغكوك هل توافق على الطلاق؟"

"لا!"

"سيد كيم تايهيونغ هل توافق على الطلاق؟"

"اجل!"

تنهد القاضي من اجابتيهما المختلفة، فتبادل الغرابي و زوجه النظرات، قبل ان يتحدث القاضي بشيء صمت عندما ركض ذلك الصغير بأتجاه جونغكوك و تايهيونغ ليقف في المنتصف بينهما و تمسك بيديهما مع خاصته الصغيرة...

"ابا و اوما اُليد العودة الى المنزل معكما"

ضرب جيمين جبينه خائفاً من ردة فعل صديقه، و الاشقر حدق بابنه بصدمة بينما جونغكوك قهقه بسعادة و حمل الصغير يقبل وجنته بلطف...

ليت الكلام كان كافياً لشفاء القلوب المكسورة، كانت "احبك" ستكون هي دوائي الوحيد لقلبك!~

خلع القاضي نظاراته يفكر بقراره بشأن هذين الزوجين، و الطفل الصغير الذي يقف معهما، فتنهد يعاود وضع نظاراته ليردف بجدية

"سنأخذ استراحة ربع ساعة، و سنتوصل لقرار مناسب لكليكما!"

ضرب مطرقته بالطاولة و استقام يغادر القاعة، استدار تايهيونغ نحو جونغكوك بعد ان بقي وحدهما في القاعة مع خروج الجميع، جون وو كان يحتضن دميته بينما يتلقى القبلات من الغرابي

"جونغكوك، لما تصعب الامور؟ وافق على الطلاق و سينتهي الأمر"

"بل انت تصعب الامور تاي، هل تريد من طفلنا ان يكبر بدون احد والديه؟"

صمت تايهيونغ و اخذ ينظر نحو جون وو الذي يلاعب دميته و لا يستمع لحديثهما او يفهمه، حسناً...كلام جونغكوك صحيح، جون وو حتماً سيتمنى ان يكبر مع كلا والديه و ليس التنقل بينهما...

"انت تتلاعب بالكلام جون تحاول التأثير على قراري!"

حمل الاشقر ابنه و استدار يعطي ظهره للغرابي ليغادر، و جونغكوك مسح على وجهه بكف يده يشعر انه هناك بعض الأمل بعودة زوجه له طالما ان طفلهم يريد كلاهما...

....

انتهى وقت الاستراحة التي اعطاها القاضي لهم، و عادوا للقاعة، و كان القاضي قد تناقش مع اخرين بشأن القرار المناسب لهم، عدل نظاراته و هو ينظر الى المترقبين لما سيقوله...

"قررت المحكمة التالي: جيون جونغكوك و جيون تايهيونغ سيعيشان معاً لمدة اربعة أشهر و إذا مضت هذه الاشهر دون مشاكل سيلغى قرار الطلاق،
و إذا ما زلتم على قراركم الى ذلك الوقت، حينها فقط سيتم الطلاق!

رفعت الجلسة!" 

شهق تايهيونغ بعدم رضى يرغب بالاعتراض لكن القاضي ضرب مطرقته بالطاولة و غادر القاعة، جونغكوك على عكسه كان سعيداً جداً و حمل جون وو يحتضنه و يقبله، فأنزله على الارض و اقترب يحتضن زوجه ايضاً

و الاشقر حاول الافلات من حضنه لكن الغرابي كان اقوى، استسلم تايهيونغ من محاولة الافلات و هدئت حركته فعقد حاجبيه عندما همس جونغكوك قرب اذنه بإبتسامة

"جهز حقائبك انت و جون وو لنعود الى منزلنا معاً!"

ابتعد الغرابي ليخرج و هو يحمل ابنه و يقهقه معه، و يتبعهما الاشقر الذي يخفض رأسه بأحباط، سوكجين احتضن اخاه يبتسم و يشجعه ان يحاول مثلاً اصلاح علاقتهما و المحاولة من اجل ابنهما...

و تايهيونغ أراد ركوب سيارة اخاه التي اتوا بها، لكن جونغكوك امسك بذراعه يأخذه الى سيارته، ليتوجهوا نحو منزل عائلة كيم داخل سيارة جونغكوك و معهما جون وو ايضاً

ساد الصمت داخل السيارة الى ان وصلوا الى منزل عائلة كيم، ترجل الاشقر اولاً و خلفه يسير الغرابي الذي يحمل جون وو فوق ظهره بضحكاتهم، الى انه توقف امام باب المنزل لا يشاء الدخول فالتفت الاشقر اليه ببرود

"ادخل، ليس و كأنني أمنعك هيا"

دخل تايهيونغ متوجهاً نحو غرفته ليوضب حقائبه و حقائب ابنه، و جونغكوك دخل الى الصالة ليجلس علة الاريكة بينما جون وو ركض نحو جيمين و سوكجين يقبلهما

تقدما الاثنان للجلوس برفقة جونغكوك، و الاخر حدق بجيمين بهدوء ليردف

"جيمين، انا حقاً اعتذر منك لأنك افترقت عن اخي يونغي بسببي"

"لا تعتذر، كل علاقة ستحدث فيها مشاكل و فقط الشريكين يحلان مشاكلهما لأستمرار العلاقة"

ابتسم الغرابي بسعادة و تحدث مع سوكجين و جيمين عن عدة امور عشوائية و عندما لاحظوا نزول تايهيونغ من السلالم و الحارسان يحملان حقائبه هو و طفله، فأردف كل من سوكجين و جيمين بذات الوقت

"حاول استرجاع ثقة تاي!"

"سأفعل!"

استقام جونغكوك بإبتسامة و الاخران ودعا جون وو بالكثير من القبلات، الى ان خرجوا الثلاثة ليركبوا السيارة متوجهين الى منزلهم، حيث ماضي تايهيونغ المؤلم لكن الاشقر فقط كان صامتاً ينظر بشرود للطريق و الغرابي استغرب هدوئه فهو توقع رفضاً و عناداً منه

لكن جونغكوك حتماً لن يخيب ظن تايهيونغ مجدداً، هذه اهم أفكاره!...

وصلوا الى المنزل، و ترجلوا من السيارة ليتفاجئ الحارس سان برؤيته لسيده قد عاد رفقة زوجه و معهما طفل صغير، فأبتسم على لطافتهم و انحنى لهم، تايهيونغ اخرج ثلاث حقائب ذات حجم متوسط ناوياً حملها الى ان جونغكوك اوقفه و حمل احدهم و طلب من سان ان يساعده

دخلوا المنزل و جون وو يمسك بيد تايهيونغ بابتسامة، وضعوا الحقائب في الصالة و انحنى الحارس ناوياً الخروج من المنزل لكن يد الفتى الصغير اوقفته...

"ابا هل هذا حارثك؟"

"اجل ايها الصغير، اسمي تشوي سان"

"ثـان انت دميل!"

ابتسم الحارس و انحنى يقبل وجنة الصغير يلوح له ليخرج من المنزل، تايهيونغ تكتف ينظر لزوجه ليسأل بهدوء...

"اين غرفتي؟"

"ممم يمكنك اختيار أي غرفة تريدها فأنت تعرف المنزل"

تنهد تايهيونغ من هذه الاجابة و اخذ حقائبه بمساعدة جونغكوك الى اعلى السلالم حيث مرر نظره في الارجاء و قرر ترك غرفته السابقة لجونغكوك فهو عرف انه الان يمكث داخلها، فدخل غرفة مجاورة لغرفة زوجه و وجدها مرتبة بشكل بسيط فقرر ترتيب ملابسه و ملابس طفله داخل الخزانة اولاً..

"جون وو صغيري هل انت جائع؟"

"نعم و كثيلاً"

"اذاً سأعد الطعام من اجلك انت و اومـ...اقصد تاي اليوم"

صفق الصغير بحماس فحمله جونغكوك بإبتسامة و توجه لغرفته ليغير ملابسه اولاً، و بعد انتهائه اسرع بنزول السلالم برفقة جون وو بحماس ليأخذه الى المطبخ و يضعها فوق الطاولة ليبدأ التحضر لأعداد الطعام...

تايهيونغ ابتسم ساخراً من تغير زوجه بتلك الطريقة، فجونغكوك السابق عكس الحالي تماماً و كان السابق كان شيطاناً و الحالي...ملاك! و هذا لا يصدق بالنسبة له...

انتهى من ترتيب ملابسه و خاصة ابنه، فدخل الحمام ليغير ملابسه لأخرى مريحة، خرج يبعثر شعره الاشقر فتلمس معدته يشعر بالجوع الى ان كبريائه يرفض طلب تناول الطعام مع جونغكوك...

نزل السلالم ليتوجه للمطبخ حيث صوت ضحكات جون وو و جونغكوك الصاخبين، توقف بعيداً بمسافة يحدق بهما بهدوء، و عندما انتبه الغرابي عليه سأله و هو يضع احد الاطباق على الطاولة

"تاي، هل ستتناول الطعام...برفقتي؟"

تايهيونغ لم يعطيه اجابة فقط تقدم بصمت يجلس على الكرسي امام الطاولة لأنه حقاً جائع و يرفض الافصاح عن ذلك، جونغكوك ابتسم على تصرفه و وضع طبقاً اخر و جلس مقابل زوجه و جون وو بحضنه يتناول الطعام بتلذذ...

اثناء تناول الاشقر للطعام رفع رأسه ففرق شفاهه ببعض الصدمة من منظر جونغكوك و جون وو الجالسان مقابله يمضغان الطعام كالارانب مع وجنتين ممتلئ و بدون وعي ارتسمت ابتسامة على ثغره اخفاها بسرعة...

بعد انتهائهم غسل تايهيونغ الاطباق لأنه لا يريد الشعور انه ضيف، و عندما انتهى جلس رفقة جونغكوك و جون وو و مضى الوقت بهم الى ان نظر تايهيونغ للساعة و استقام ناوياً الصعود نحز غرفته..

"جون وو حان وقت النوم!"

"اوما، اُليد الليلة النوم مع كوكي"

تبادل الاشقر النظرات مع الغرابي، فهمهم موافقاً و استدار ناوياً صعود السلالم و اردف

"سأكون في الغرفة المجاورة لك إذا احتجت شيئاً بشأن جون وو اخبرني"

"حسناً"

ابتسم الغرابي لصغيره و حمله بين يداه يركض فوق السلالم يضحك مع جون وو بمرح، توجه لدخول غرفته، الاشقر كان قد استلقى فوق السرير على جانبه شارداً بالفراغ يفكر بما حدث معه خلال عودته الى كوريا احداث كثيرة و متناقضة...

اما عند الغرابي فها هو يستلقي عاري الصدر رفقة صغيره الذي يثرثر بينما يحتضن دميته، و جونغكوك فقط كان يتأمل صغيره بإبتسامة يراه نسخة منه لكن تصرفاته و لطافته ورثها عن تايهيونغ بالفعل فأغلب حديثه كان و هو يلاعب خصلات شعره باصابعه كما يفعل تايهيونغ...

"صغيري، هل اوما يحبني؟"

"طبعاً اوما لطيييف و يحبك كثيلاً"

رد جون وو على سؤال والده بثقة و حماس و جونغكوك ابتسم لأنه يعرف انه مجرد طفل يتحدث من وجهة نظره، لكنه لا ينكر ان اجابة جون وو اسعدته...

بعد. الكثير من الثرثرة سقط جون وو نائماً، فأستقام جونغكوك بهدوء ليخرج من الغرفة و توجه لدخول غرفة الاشقر، فتح الباب بحذر فأبتسم عندما وجد تايهيونغ نائماً بوضعية الجنين، اغلق الباب و عاد الى غرفته ليستلقي بجانب طفله يضع قبلة فوق جبينه يتمتم بثقة

"خلال هذه الاربع أشهر سأفعل كل شيء لأجعل تاي يسامحني و استعيده الي مجدداً!"

مضى اسبوع~
و خلاله جونغكوك حاول جاهداً إرضاء زوجه و جعله يسامحه، و لكنه فقط يتلقى الرفض من قبل تايهيونغ و التجاهل، و يتظاهران بالحب فقط امام جون وو، و لكن الغرابي رغم ذلك لم يستسلم خصوصاً و ان زوجه لا يتشاجر معه كثيراً فقط يتجاهله...

استيقظ الاشقر بوقت متأخر من الليل بسبب شعوره بالعطش، و لم يجد الماء في الغرفة، فخرج بهدوء كي لا يوقظ ملاكه، و نزل السلالم بشعره المبعثر مع ثياب نومه السوداء و القصيرة

سمع صوت التلفاز في الصالة و عندما نظر وجده جونغكوك عاري الصدر ببنطاله الرمادي يشاهد التلفاز بسبب عدم قدرته على النوم، تجاهله تايهيونغ و دخل المطبخ يسكب لنفسه كاساً من الماء، فشعر بشيء صلب يلتصق بظهره مع ذراعين تحاوط خصره و لكنه لم يتفاجئ لأنه يعلم من هو على أي حال...

جونغكوك احتضن هيئته الضئيلة من الخلف، و بسبب فرق الطول بينهما اخذ يستنشق رائحة شعر الاشقر الجميلة بهيام، ابتلع تايهيونغ رمقه عندما اداره الغرابي اليه لتتقابل نظراتهم

"تاي ارجوك سامحني! الندم يقتلني حقاً تعبت من ذلك، اريدك ان تسامحني لنصلح علاقتنا"

استمع الاشقر لكلامه بصمت الى انه تفاجئ عندما ركع الغرابي على ركبتيه امامه يمسك بكلتا يديه بين خاصته يقبلها برقة ليعاود التحدث

"ارجوك سامحني، انا حقاً صادق بندمي و حبي لك، اريد ان نصلح علاقتنا، و سأفعل كل شيء لأعوض ألمك بذكريات جميلة لنا، انا حقاً أحبك تايهيونغ فأرجوك سامحني و اعطي حبي فرصة ليصلح ما انكسر داخلك!..."

"سأسامحك لكن...بشرط!"

تحدث تايهيونغ بعد ان زفر انفاسه، فرفع الغرابي رأسه بتلهف و تمتم بإبتسامة

"سأفعل أي شيء لتسامحني!"

"نظم حفلة و ادعوا اليها اهم شركائنا من رجال الاعمال و الاشخاص الذين حضروا زفافنا و..ستركع لي امام الجميع و تطلب السماح! هكذا فقط سأسامحك فهل جيون جونغكوك المغرور مستعد لفعل ذلك؟"

اريدك و أبتعد عنك، اعشقك و اعترف بكرهي لك، كل ذلك التناقض الذي نعيشه لا ينتهي إلا و نحن معاً، فقط...أنا و أنت~

يتبع...

انتهى اتمنى انكم استمتعتم به!

رأيكم بالبارت؟

الشخصيات؟

جونغكوك؟

تايهيونغ؟

جون وو؟

جيمين؟

سوكجين؟

ـــــــــ

11500 كلمة

اشبعوا 😂✌

المهم التصويت لشريك جيهوب كان الاولاد اكثر بس بليز ساعدوني محتارة بين اثنين يكون مع هوسوك

جيهون او اون وو

احبكم ❤

و نلتقي قريبا 🔥

Continue Reading

You'll Also Like

348K 32.9K 22
تَبدأ حِكايتِنا بَين بِقاع اراضٍ يَسكنُها شَعبّ ذا اعدادٍ ضئيلَة ارضٌ تُحَكم مِن قِبل ثلاث قِوات و ثالِثُهم أقواهُم الولايات المُتحدَة | كوريا الجنوب...
424K 34.8K 15
في عالمٍ يملأهُ الزيف غيمةً صحراويةً حُبلى تلدُ رويدًا رويدًا و على قلقٍ تحتَ قمرٍ دمويْ ، ذئبا بشريًا ضخم قيلَ أنهُ سَيُحيى ملعونًا يفترسُ كلُ منْ ح...
10.2M 251K 54
من بعد تلك المرة الوحيدة التى جمعها القدر به اصبحت من بعدها غارقة بحبه حتى أذنيها..قامت بجمع صوره من المجلات و الجرائد محتفظة بها داخل صندوق كما لو ك...
1M 10K 5
افوت بشارع اطلع مِن شارع وماعرف وين اروح المنو اروح ويضمني عنده صار بعيوني بيت خالته وساسًا ما عندي غيرها حتى الجئ اله اابجي واصرخ شفت بيتهم مِن بع...