"لماذا تحدق بي انه غير مريح"
قالت سون بهدوء دون النظر اليه بينما تعمل على الحاسوب
ابتسم جونغكوك بخفة مكملا تحديقه
"ولكنه مريح بالنسبة لي"
نفت سون رأسها بقلة حيلة
ثم نظرت نحو ساعة الحائط
"هيا انه موعد طعامك"
استقامت نحو المطبخ محضرة قطعة لحم كبيرة ووضعتها بغرفة جونغكوك
وعندما خرجت وجدت جونغكوك امامها
"عندما تنتهي اطرق الباب"
همهم جونغكوك داخلا لغرفته
اغلقت سون الباب وراءه بالقفل
قبضت سون على مقبض الغرفة بقوة مغلقة اعينها عندما سمعت صوته المخيف منقضا على اللحم
ابتلعت سون بصعوبة
فهم اصبحو يناولوه اسبوعيا قطعة لحم لانها ساعدت في بناء جسده بشكل رائع وكأن جسده يحتاجها فعلا
وكلما اصبح جونغكوك اكبر
كلما كان مخيفا اكثر
"نحن نربي وحشا حقا"
تمتمت سون لنفسها بينما تستمع له
عدة دقائق وقد سمعت طرق على الباب وصوت جونغكوك الهادئ
"سون لقد انتهيت"
"هل انت بوعيك الكلي؟"
سألته سون للتأكيد
فأردف من وراء الباب
"اجل"
فتحت سون قفل الغرفة ثم الباب ناظرة اليه
كانت شفتيه تملئها الدماء وبعضها على التيشيرت الابيض خاصته
توجه سريعا نحو دورة المياه للاغتسال
لا يحب ان تراه هكذا رغم رؤيتها له كل مرة
وبعد انتهاءه فتح باب دورة المياه قليلا كعادته
"سون اريد ملابس"
"ياا لما لا تحضرها قبل دخولك"
تذمرت سون وهي تتوجه لغرفته
اعطته ملابسه المنزلية ولكن دون ملابسه الداخليه
التي امسكتها بيدها كان اسود اللون
فكرت وهي تحدق بها
"هل اصبحت تريد اكبر من هذا؟ اممم انا لا استطيع المعرفة ..
هل تريد اكبر؟"
خطفها جونغكوك منها سريعا واغلق الباب قائلا بخجل
"لا .. هي مناسبة"
زمت سون شفتيها متمتمة
"طفل"
توجهت نحو غرفته مجددا لتنظيفها من طعامه
وبعد قليل خرج جونغكوك بشعره المبتل
"اخبرتك بتجفيف شعرك حتى لا تلتقط البرد"
امسكته سون من يده
نظر جونغكوك لتشابك ايديهما معا
اجلسته على السرير وكانت ستذهب لاحضار المنشفة ولكن يد جونغكوك التي لم تتركها منعتها
عبست سون متسائلة
"ماذا؟"
"لا شيئ"
ترك يدها بتردد
نظرت له مجددا ثم ذهبت لاحضار المنشفة وعادت لوضعها على رأسه وبدأت في تجفيفه بخفة
وعندما تأكدت من تجفيفه عدلت خصلاته بأصابعها
عانق فجأة جونغكوك خصرها فتفاجئت سون لوهلة ثم ابتسمت ساخرة
"ماذا هناك؟ هل سأهرب منك او شيئا ما؟"
"اتمنى ألا تفعلي"
نطق جونغكوك بينما مازال يعانقها
ربتت سون على شعره
"انت تخصني لما سأفعل؟"
عبس جونغكوك بخفة لنبضات قلبه المرتفعة لكلمتها
بينما شدد على عناقها
استشقت سون رائحة لطيفة التي يفرزها جسده من صغره ولكنه كلما كبر كلما احبت رائحته اكثر
عبست سون فجأة
"يااا جسدي لا تضغط بقوة انت لا تتوقف عن النمو وتزداد قوة يا الهي"
صرخت سون به بينما تضربه على ظهره فتركها
سمعا صوت جرس الباب فذهبت سون لفتحه بينما تُدلك ظهرها
"ما بكِ؟"
سألها يونغي عندما لاحظ ألمها
"هذا الاحمق بالداخل يزداد عناقه قوة "
قالت بتذمر
فضحك يونغي
"انتِ من يجب عليها تناول المكمل الغذائي
لقد توقف نموك منذ المرحلة الثانوية اعتقد"
ابتسمت بتكلف له قائلة
"اوه انظرو من يتحدث
من توقف نموه منذ الابتدائية"
فتحولت نظرات يونغي الى الحادة
"ياا انه الطول المناسب لدى الرجال"
يشير لنفسه ولطوله بيده
"همم اجل اعلم"
قالت بسخرية بينما تجلس على الاريكة
تجاهلها يونغي متجها نحو غرفة جونغكوك والذي كان جالسا على السرير بهدوء منتظرا دخول يونغي
فأبتسم يونغي له
"مرحبا ايها الطفل الكبير"
"مرحبا هيونغ"
اردف جونغكوك بهدوء
احضر يونغي كرسي المكتب جالسا امامه
"كيف حالك اليوم"
"جيد لا بأس حتى الان"
اومئ يونغي برأسه
"جيد"
يكتب بورق عن حالته اليومية
"هيونغ "
همهم يونغي بينما اعاد نظره له
"ماذا سيحدث اذا اكتملت تجربتكم وتوقف نموي وشركتكم اخذتني
هل سيجرون علي الاختبارات؟"
سأله جونغكوك
عبس يونغي بخفة
"ما سبب سؤالك؟"
رفع جونغكوك كتفيه
"اتسائل فقط اريد معرفة ما سيحدث لي
عدا الموت بسبب سرعة النمو"
حك يونغي حاجبه
"نحن موقْعان على عقد بالتعامل بآدمية مع اياً كانت تجربتنا
واذا تمت مخالفة هذا سيكون لدينا الحق بالاحتفاظ بالتجربة وتقديم الأدلة للمحكمة العليا لرفع قضية على الشركة
لذلك لا تقلق
وايضا انا وسون لن نتركك"
اومئ جونغكوك
كان خائفا تحديدا من ترك سون له
"لنذهب معا لشراء بعض الكعك لمولد سون انه اليوم وهي لا تتذكر بتاتا"
قال يونغي بسخرية
" مولد سون؟
هذا الذي يقومون به بالاحتفالات؟"
سأله جونغكوك بشك
فهمهم يونغي
"ولكنه لن يكون احتفالا سنكون نحن فقط"
استقام جونغكوك بحماس
"حسنا لنذهب"
ابتسم يونغي بخفة
"ارتدي عدساتك اولا "
تمشى كلاهما بهدوء الى المتجر محضران كعكة كبيرة
مرا بمتجر اخر فتوقف جونغكوك امامه ونظر يونغي اليه بعد ان تقدمه بخطوات
"جونغكوك؟"
فنظر اليه
"هيونغ هل يمكنك اعطائي بعض المال؟"
"هل ستشتري شيئا ما؟"
همهم جونغكوك بالايجاب
اخرج يونغي نقودا واعطاها له
فدخل جونغكوك سريعا للمتجر
ولم يأتي يونغي وراءه
قرر اعطاءه بعض المساحة الشخصية له
في المقابل نظر يونغي نحو المقهى المقابل بهدوء
مستغربا مروره من جانبه دون الانتباه له
وبعد عدة دقائق جاء جونغكوك واقفا بجانب يونغي الشارد محدقا بالمقهى
نظر جونغكوك معه نحو المقهى لعدة لحظات
ثم قال
"هيونغ هل انت بخير؟"
ابتلع يونغي ما بحلقه متنهدا ثم نظر لجونغكوك
"فقط تذكرت اخي ،
كنا نأتي لهنا سابقا"
اتسعت اعين جونغكوك
"هل لديك انت ايضا اخوة؟"
فهمهم يونغي مبتسما بخفة من اندهاش الاخر
"يصغرني بعدة سنوات"
"انا رأيت جيمين هل يمكنني رؤيته ايضا؟"
سأله بحماس
هو متحمس دائما نحو اي شخص اخر
كونه لا يتعامل الا مع سون ويونغي
مازال يونغي مبتسما ولكن ابتسامته تحولت لألم بداخله لدى تذكره
"كان سيحب رؤيتك فهو مهتم بالعلم ايضا ولكنه قد .. توفيَ"
عبس جونغكوك بعدم فهم
"ولكنه اصغر منك
ألا يجب ان يتوفى الاشخاص بعد ان يكبرو بالعمر"
اردف يونغي
"لقد تم قتله تحديدا"
صمت جونغكوك للحظات يحاول تفهم مشاعر يونغي
وكانت متألمة وغاضبة بنفس الوقت
"من قتله؟"
سأله جونغكوك بهدوء
عقد يونغي حاجبيه وكأنه قد تذكر شيئا لا يريده
"شخصا ما كان ثملا بينما هو ينتظرني
رأيته وهو يتشاجر معه فركضت نحوه وبدأت بالتشاجر انا معه كان قصيرا يمتلك ندبة بطول وجهه بشرته شاحبة ويده اليسرى بها اعاقة
دفعني وركض بعيدا
كدت اركض وراءه ولكن شهقات اخي قد اوقفتني ..."
تنهد يونغي طويلا
".. كان قد طعنه قبل ان ابدأ انا بالتشاجر معه
لم استطع اسعافه والمشفى لم تستطع لحاقه،
المُغضِب بالامر ان الشرطة قد وجدته ولكن لم يتم الحُكم عليه بسبب اضطرابه العقلي الذي تم تشخيصه به
فقط المراقبة والكفالة هو ما تم الحكم عليه به"
كان جونغكوك يستمع بحذر لكل كلمة تخرج منه
"لنذهب هيا قبل ان تقلق سون عليك
فهي تعتقد دائما انه ربما سيحدث لك شيئا خطرا بينما انت الخطر ذاته "
قال يونغي ساخرا وتقدم مجددا بخطواته
نظر جونغكوك مرة اخرى نحو المقهى ثم خطى وراء يونغي
دخلا كلاهما للمنزل
"لما تأخرتما كثيرا"
تذمرت سون وهي تغلق وراءها الباب
"لا تستطيعين الانتظار دون جونغكوك اعلم"
قال يونغي بسخرية وهو يضع الكعك على الطاولة
كوبت بيدها وجنتي جونغكوك بينما تتحدث بلطافة
"هل انت بخير همم؟ هل فعل لك شيئا هذا المتوحش؟"
نفى جونغكوك برأسه
"لم يفعل هيونغ شيئا لي"
قال بينما شفتيه بارزة بفعل يديها لوجنتيه
فنظرت تلقائيا لها للحظات كانت حمراء داكنة
انتقلت لاعينه المحدقة بها بينما تبتلع بصعوبة
وما قابلها سوا أعين غزالية حالكة السواد بريئة للغاية تبادلها التحديق
"هل تلعبان لا ترمش ام ماذا؟"
سأل يونغي بسخرية بينما ينظر اليهما
فتركته سون بتردد وتحرك جونغكوك نحو يونغي ليساعده بأحضار الاطباق
استغربت سون من اضطرابها المفاجئ جهته
"احتاج ان اواعد حقا"
تمتمت وهي تتوجه نحوهم جالسة على الاريكة
نظرت نحو العلبة الكبيرة والاطباق وفتح يونغي لها لتجد انها كعكة كبيرة ومكتوب فوقها
Happy birthday
"اهو يوم مولدك؟"
سألت يونغي وهي عابسة تحاول تذكر تاريخ اليوم
"بل انتِ"
نطق يونغي بهدوء بادئا بتقطيع الكعك
تجمدت للحظات وكأن عقلها يحاول التذكر
ثم اتسعت اعينها بصدمة
"اللعنة اليوم 5/5 !
لم اتذكره بتاتا"
"اعلم ولذلك احضرت الكعك كما ترين "
اردف يونغي ساخرا معطيا اياها طبق حاملا قطعة الكعك
"ايها اللعين لم تُحضِر حتى شمعا لتمنى امنية"
تذمرت سون وهي تتناول الكعك
"وكأن لديكِ امنيات "
سخر يونغي مجددا
"انت محق ولكن .. "
نظرت سون نحو جونغكوك فبادلها النظر مردفة
"اصبح لدي البعض مؤخرا"
جمعت سون كفيها معا مغمضة اعينها
"ألهي فلتجعل تجربة G10 تنجح ارجوك
حتى يظهر يونغي بالتلفاز وتَكُفْ والدته عن التذمر"
فتحت اعينها لتجد يونغي يجمع كفيه معا مثلها قائلا
"استمع اليها رجاء فانا لم اعد استطيع تحمل تذمراتها يوميا بعدم ظهوري بالنشرة الاخبارية"
ضحكت سون بخفة قائلة لجونغكوك
"سيفقد عقله قريبا"
وما كان يفعله جونغكوك سوا التحديق بها وبطريقة ضحكاتها وتأمل لطافتها وجمالها دون ادنى مجهود منها
"تمني انت ايضا هيا"
وجه يونغي حديثه لجونغكوك
الذي جمع يديه معا مثلهما مغمضا الاعين قائلا
"الهي .. اريد ان اكون دائما مع سون"
حدق كلا من يونغي وسون به
فتح جونغكوك اعينه ناظرا لكلاهما بخجل منهما فأمنيته خرجت منه تلقائيا
"صغيري المدلل لن اتركك ابدا"
عبثت سون بشعره بينما تتحدث بلطافة
فابتسم يونغي بجانبية نافيا براسه
تناول يونغي الكعك وجلس معهما لبعض الوقت ثم تحجج بالذهاب للمختبر ولكنه فقط ذهب لمنزله للنوم
كانت سون تغسل الاطباق و جونغكوك يساعدها بتجفيفهم و بوضعهم بأماكنهم
سمعا جرس الباب فنظرت سون لجونغكوك عابسة بخفة
مشيرة نحو الغرفة فتوجه لغرفته سريعا
بينما فتحت هي الباب
لتجده جيمين وزوجته وطفليه
"مرحبا نونا"
قال جيمين مبتسما بأتساع لها حاملا علبة كبيرة مُقبلا وجنتها ثم دخل
وراءه زوجته جو هاني معانقة اياها
"اشتقنا اليك"
ودخلت هي ايضا
"عمة سون "
صرخ الطفلان بسعادة بينما يعانقان خصرها ودخلا وراء والديهما
نظرت سون اليهم جميعا بينما ينتشرون بغرفة المعيشة مع صخبهم المرتفع رغم كونهم 4 افراد فقط
"ما الذي احضركم لهنا"
سألتهم بأستغراب فهي غير معتادة على مجيئ جيمين لمنزلها لانه لا يحب ان يكون حوله كل شيئ يخص الطب والعلم
"انه يوم مولدك ايتها الحمقاء كنت اعلم انكِ ستنسين"
سخر جيمين وهو يفتح العلبة الخاصة بالكعك
ولكنه لاحظ علبة اخرى موضوعة على طاولة المطبخ
"ما اللعنة هل احتفلتِ بدوني مع الطفل خاصتك"
اردف جيمين بحدة
"لم احتفل
يونغي هو من احضر الكعك فقط
ثم انه لم يعد طفلا سيكون متحمسا لرؤيتكم مجددا"
ابتسمت سون بجانبية بنهاية جملتها ناظرة للطفلين الشقيين
ستكون مسرورة لاخافتهم بحجم جونغكوك الحالي
ثم نادت بصوت مرتفع
"جونغكوكي تعال انه جيميني"
اختبئ الطفلان وراء جيمين بخوف فهما لم يعلما انه يسكن مع سون
خرج جونغكوك بهدوء ولكن داخله متحمس لرؤيتهم مرة اخرى محاولا السيطرة على حماسه حتى لا تتحول عيناه
اتسعت اعين جيمين بتفاجئ بينما الطفلان ينظران بريبة اليه ولكنهما مازالا ينتظران خروج جونغكوك الطفل مثلهما
"ما اللعنة لا تخبريني ان .. ان هذا .. جونغكوك!"
تحدث جيمين بعدم تصديق مما يراه هو لم يمر سوا عدة اشهر فقط وكان بعمر طفلاه
عانقت سون خصر جونغكوك قائلة
"اخبرتك ينمو سريعا"
حدق جيمين به
"ليس بتلك السرعة !
هل سيموت في حدود السنة؟"
تنهدت سون مربتة على ظهر جونغكوك
"نعمل على ابطاء نموه"
تقدم جيمين منه
مد يده اليه
"مرحبا"
ابتسم جونغكوك متذكرا اول مرة قابله
مصافحا اياه
"مرحبا هيونغ"
ابتسم جيمين بخفة مبعثرا شعره
"مازال لطيفا"
تقدم الطفلان منه بتردد
"انت جونغكوك؟ كيف كبرت الى هذا الحد"
قال الفتى دون جي بأستغراب
نظر جونغكوك له بهدوء ولكن شفتيه ابتسمت بريبة
منحينا قليلا نحوه
"المسخ يكبر سريعا ليأكل الصغار
كن .. حذرا"
ابتلع دون جي بصعوبة متراجعا ببطئ نحو والده
بينما جي دون لم تتحرك رغم سماعها ما قاله لتوأمها
نظر لها جونغكوك فأبتسمت له
"انت اصبحت وسيم للغاية
اعتذر على الندبة سابقا"
فأبتسم لها بلطف قارصا وجنتها
فأبتسمت سون ايضا لتفاعله معها
كانو جميعا صاخبين للغاية احتفالا بمولد سون عدا المعنية بالاحتفال وجونغكوك
الذي كان تحديقه بها هو كل ما يفعله
"يا سيأكلك بعينيه هل انتِ متأكدة انه ليس خطر اشعر انه سينقض عليكِ بأي دقيقة"
همس جيمين بأذن سون
فرفعت سون نظرها اليه لتبادله التحديق وكالعادة لم يُشتت نظره عنها
همست له ايضا
"هو ليس خطر جيمين
هو فقط انطوائي .. يجد اهتمامه بالتحديق "
"بكِ .. بالتحديق بكِ"
اكمل جيمين جملتها فهو لاحظ انه لم ينظر لاحد سواها
اضطربت انفاسها مجددا في اليوم ذاته
بسببه
نظراته اليها وكأنها الوحيدة بهذا العالم
"ربما لأنني من اعتني به يراني كوالدته او شيئا كهذا"
تمتمت سون لجيمين بينما هي من شتتت نظرها عنها
انتهى اخيرا احتفالهم الصاخب وودعتهم جميعا
تنهدت سون براحة لذهابهم فهي تكره هذا الصخب
نظرت لغرفة المعيشة بتعب
فقال جونغكوك فورا
"سأرتبها انا"
وبدأ بترتيب المكان
"سعيدة لأجراء هذه التجربة"
قالت سون براحة وهي تراه يؤدي اعمالها
وبعد انتهاءه
"هل تريد ان تشاهد فيلما اكشن ام دراميا اليوم؟"
سألته بينما تعبث بالحاسوب خاصتها جالسين على الاريكة
"اريد اعطائك شيئا"
اردف جونغكوك
نظرت سون اليه بعدم فهم بينما تضع الحاسوب على الطاولة امامها
"ماهو؟"
اخرج من جيبه قلادة صغيرة بها لعبة دائرية يتوسطها فاصل عمودي اسود
"انها هدية لكِ"
ابتسمت سون بحب له معانقة اياه بقوة
تراها كأعينه الناظرة اليها بحماس
هامسة بأذنه
"شكرا لك كثيرا جونغكوك لم اتوقع اعطائك هدية لي سأحتفظ بها للأبد"
لم يستطع جونغكوك التحرك او حتى مبادلتها العناق
بسبب نبضات قلبه المضطربة للغاية
يعشق رائحتها
يحب عناقها
ودفئ جلدها
خصوصا لدى خروجها من الاستحمام
ابتعدت سون عنه مرتدية العقد لتصل حتى نهاية عنقها تقريبا
"ما رأيك"
حدق جونغكوك بعنقها تحديدا وليس العقد
"يبدو جـ .. جميلا"
ابتسمت سون بأتساع متحسسة العقد بأناملها
بعد مرور ساعة قد غفت سون بجانبه فأيقظها لتنام بالغرفة وقد اغلق هو التلفاز
ولكنه لم يتوجه للنوم كالمعتاد
بعد تأكده من نوم سون ارتدى ملابسا سوداء بالكامل مع قبعة سوداء وخرج ببطئ من المنزل
يسير بخطوات سريعة وحازمة وكأنه معتاد على هذه الطرق رغم كونه مر منها صباحا فقط
توقف بزقاق ضيق بجانب المتجر الذي اشترى منه العقد وظل مراقبا الطريق والمقهى امامه
مر رجلان من امامه فتأهب جونغكوك ناظرا بخفية اليهما من وراء الحائط
كانا يسيران بأعتيادية على ما يبدو انهما صديقان يتحدثان سويا مع بعض الضحكات الخافتة
لم ينطبق عليهما وصف يونغي
فتراجع الى حيث كان
مرت عدة ساعات وهو مازال مراقبا وعلى ما يبدو انه لن يمر احد اليوم شبيها بما ذكره يونغي فالصباح اوشك على الشروق
فقرر العودة للمنزل سريعا قبل استيقاظ سون
يعلم انها تستيقظ مبكرا
اخرج المفتاح من اسفل السجاد الخارجي وفتح الباب ببطئ وحذر ثم اغلقه بهدوء شديد
نزع قبعته وألتفت نحو غرفته
ولكنه تفاجئ بخروج سون من غرفتها
فتوقف مكانه دون حراك
كانت سون ترتدي شورتا قطنيا اسود مع تيشيرت رمادي اللون
تتثاءب وهي ترفع شعرها لأعلى لتعقده
عقدت حاجبيها وهي تنظر لجونغكوك المتجمد مكانه مرتديا ملابسا سوداء وقبعته بيده
"لما .. تتجهز للخروج؟"
ابتلع جونغكوك بصعوبة صامتا لعدة ثوان ثم قال اول جملة خطرت بباله
"كنت استعد لذهابنا للحديقة كـ .. كما وعدتيني"
نظرت سون للفراغ قليلا تحاول التذكر
"أفعلت؟"
همهم جونغكوك قابضا بقوة على يده
فنظرت اليه قليلا
"حسنا لا بأس ولكن لنتناول الفطور اولا"
زفر جونغكوك انفاسه بخفوت
أرتدت سون شورتا جينز مع تيشيرت رمادي اللون
نظرت لملابس جونغكوك السوداء
"هل انت متأكد من اختيارك؟ اعني الطقس حار للغاية "
نظر جونغكوك لملابسه ثم قال
"سأذهب لتغييرها"
توجه لغرفته وبعد عدة دقائق خرج مرتديا جينزا اسود مع تيشيرت ازرق اللون وقبعته السوداء ولم ينسى عدساته
خرج كلاهما من المنزل فتفاجئا بوجود ساكنين بالشقة المقابلة
ألتفتت فتاة بسن الـ18 اليهما
"اوه مرحبا"
انحنت لهما ثم نظرت بأعجاب لجونغكوك
"ادعى كيم هانجي نحن حديثي السكن هنا مع عائلتي ارجو الاعتناء بنا "
قالت الفتاة بلطافة
"همم بارك اون سون"
ابتسمت سون اليها بتكلف
نظرت الفتاة نحو جونغكوك منتظرة لتعريف نفسه
ولكن جونغكوك نظر لسون منتظرا الموافقة منها على التحدث
*ابنك على ما تعوديه 💁*
امسكت سون بيد جونغكوك قائلة
"سنذهب نحن الى الحديقة لنتقابل مجددا فيما بعد همم "
وتقدمت به سريعا
"انتظرا سأتي معكما انا ايضا سأقابل اصدقائي هناك"
قالت هانجي على عجل بينما ركضت ورائهما
فقبضت سون على يد جونغكوك بغضب بينما تزم شفتيها
يسير ثلاثتهم بالطريق بعد ان اخذت سون جونغكوك الى جانبها الاخر لتكون هي بينهما
تحمحمت هانجي
"اذا لم اعلم اسمك بعد "
نظر جونغكوك لسون مجددا وقد استغربت هانجي فعلته هذه
فأومئت سون له قائلا
"ادعى جيون جونغكوك يسرني التعرف اليكِ"
"لستما اخوان اذا!"
قالت الفتاة بأستغراب من وجودهما معا
"لستما .. عشيقان صحيح؟"
تسائلت بشك فسون تبدو اكبر سنا من جونغكوك الذي يبدو بعمرها الـ18 او ربما اكبر بقليل
نظرت سون بحدة لها قائلة
"رغم ان هذا ليس من شأنك ابدا ولكننا اقارب من جهة بعيدة يدرس منزليا لدي لعدم قدرة والديه
ارجو ان اكون قد اشبعت فضولك"
"اسفة"
تمتمت هانجي بأحراج من فضولها
ولدى ذهابهم الى الحديقة
نظرت سون لهانجي منتظرة منها الذهاب ففهمت هانجي وتحمحمت
"سـ .. سأذهب انا الى اصدقائي انهم يلعبون كرة السلة"
"حسنا الى اللقاء"
ابتسمت سون بتكلف للمرة التي توقفت عن عدها
انزعاجها وصل الى الحد الاقصى من ألتصاقها بجونغكوك الواضح
ولكن هانجي لم تبادلها الوداع قائلة سريعا
"جونغكوك هل تريد المشاركة ؟"
حكت سون حاجبها بأنزعاج مما عرضته هذه اللعينة
هو سيتذمر الان لتجربتها
نظرت سون اليه بتردد
وكان بالفعل يحدق بها قابضا على يديه
"هل يمكنني تجربتها؟"
عينيه تشعان بالامل من موافقتها
حدقت سون به بتفكير
هو على اي حال كان سيشارك مع اي شخص هنا اللعب
تنهدت سون بخفة
"حسنا"
ابتسم جونغكوك بأتساع ناظرا لهانجي منتظرا ان تدله على اصدقائها
تراقبهم سون على مسافة ليست بقريبة
تراه يلعب بحماس وبأحتراف رغم انها المرة الاولى له بكرة السلة
"يكتسب المهارات سريعا ..
يراقب وينفذ"
تمتمت سون
ابتلعت بصعوبة وهي ترى الفتاة تقترب منه بينما تضحك
ويتبادلان الحديث معا
ترى بعض الفتيات على الجانب الاخر كانو يراقبون اللعب والان جونغكوك
تنهدت سون لتهدئة انزعاجها مما يحدث الان
"قبلا كنت اخفيك عن اعين الاشخاص ..
والان اصبحت اعين الفتيات،
كيف اصبحت بهذه الوسامة رغم عدم وراثتها
اشعر بالخوف عندما تتقدم بالعمر اكثر
ستكون خارق الوسامة"
سخرت بنهاية حديثها وهي تراقبه يعطي هاتفه للأخرى
سخرت هانجي وهي تكتب رقم هاتفها له
"لا اعلم كيف لا تملك حساب للتواصل الاجتماعي هل كنت تعيش بكهف؟"
"لا احتاجه "
رد جونغكوك بأختصار
حدقت بأستغراب شديد بهاتفه لدى تسجيلها رقمها
فهو يمتلك فقط رقمين
سون
يونغي هيونغ
"هذا غريب للغاية"
تمتمت هانجي
جاء فتى من وراءه مربتا على كتف جونغكوك
كان يلعب معه كرة السلة
"انت محترف للغاية يا رجل اعتقد انه يجب عليك التسجيل بالمنتخب"
"شكرا لك"
مد الفتى يده اليه بأبتسامة
"ادعى كيم يوغيوم"
فصافحه جونغكوك
"جيون جونغكوك"
"اسعدني اللعب معك اليوم وسيسعدني اللعب معك مجددا،
هانجي اخبرتني انك بالـ 18 مثلنا ولكنك تتلقى الدراسة المنزلية
نحن هنا يوميا بعد المدرسة فلتأتي بأي وقت"
اردف يوغيوم بلطف له
بينما ابتسم جونغكوك
فهو لاول مرة يشعر بانه مرحب به في مكان اخر عدا منزل سون
نظر جونغكوك خلفه عندما شعر بأن شخصا ما يُطيل التحديق به
وما قابله الا شخصا يقف بأستقامة ممشوق الطول
يرتدي ملابس سوداء بالكامل
وشعره طويلا نسبيا
يحدق به بحدة
عقد جونغكوك حاجبيه من نظرات الاخر له فهو لاول مرة يراه
"جونغكوك هيا بنا"
نظر لحيث صوت سون قد نادته
اعاد نظره مجددا نحو هذا الشخص ولكن لم يجده
بحث بنظره عنه ولكنه كان قد اختفى
"هل هناك شيئا ما؟"
سألته سون وهي تمسك بيده
نفى جونغكوك برأسه فهو لا يريد ان يحدث ما حدث سابقا مع الرجل الاخر
عاد كلاهما للمنزل وشعر جونغكوك بأنزعاج سون على غير العادة ولكنه لم يتحدث معها بذلك
مر يومهما كالمعتاد وبالنهاية يشاهد جونغكوك فيلما
كنوع من اكتساب الخبرات والتعرف على العلاقات وحياة الاخرين
بجانب سون التي تعمل على حاسوبها
بعد تأكده من نوم سون
خرج مجددا الى نفس المكان بأمس
وراقب
سمع خطوات غير متزنة ودندنة بصوت اجش
نظر جونغكوك اليه بحدة عندما رأى ندبة بطول وجهه الشاحب ويده مصابة بأعاقة لا تجعلها مستقيمة
حذى بخطوات هامسة وراءه ممسكا اياه من عنقه ووضع يده على فمه ساحبا اياه نحو الزقاق المظلم
دفعه على الارض بقوة بينما خرج صوته المخيف من بين شفتيه ينظر له بغضب شديد
شعر الرجل بالخوف منه فتراجع زحفا على مؤخرته
"مـ .. من ا .. انت"
تقدم جونغكوك منه محاصرا اياه بين ساقيه
نظر لأسفل محدقا بخوفه منه وبأرتجافه الشديد
انحنى جونغكوك نحوه ممسكا بياقة قميصه
هامسا نحو اذنه بصوت عميق بارد يقشعر له الابدان
"انه من حظك السيئ للغاية ان تقتل شخصا ويكون شقيق هيونغ"
لم يستطع الرجل الرد بعدها كون جونغكوك عض عنقه بقوة مستهدفا اربطة عنقه الرئيسية
يخرج شهقات متقطعة واعينه على وسعها
حتى فقد الوعي
او بالاحرى فقد الحياه
حينها ابتعد جونغكوك ناظرا نحوه
بصق دمه فوقه متمتما بأشمئزاز
"دمك مذاقه سيئ للغاية"
نظر لحيث عضته ليجد انه فعلها مثل سون سابقا كي لا يتم الشك انها اسنان بشري وانما حيوانا ما
باليوم التالي استيقظت سون مبكرا لتجد جونغكوك يجلس على الاريكة ويعبث بهاتفه
"صباح الخير"
قالت بصوت مبحوح لطيف
فنظر اليها سريعا قائلا
"صباح الخير سون"
تنهدت متوجهة نحو دورة المياة بينما تتمتم
"هذا اللعين
لا وجود لنونا بين كلماته وكأننا بنفس العمر"
عاد جونغكوك للنظر الى هاتفه حيث يحادث هانجي
'كيكيكي انت تبدو وكأنك اتيت من حقبة زمنية مختلفة
اراهن على انك لم تقبل فتاة يوما'
كتب مقابلا
'بلى ، سون تقبل جبهتي دائما'
ارسلت هانجي وجه ضاحك
'هذا مضحك للغاية
انا اعني انت لم تُقبل فتاة على شفتيها
تعلم كالاحباء يقبلون قبلة فرنسية'
عقد جونغكوك حاجبيه كاتبا في محرك البحث
'قبلة فرنسية'
وظهر له عدة فيديوهات
ظل محدقا بها كثيرا
فهو لاول مرة يرى هذا
شعر بحلقه الجاف ورغبته في تجربتها
خرجت سون من دورة المياه وبدأت بتحضير الفطور
خطفت بعض النظرات لجونغكوك
فهو في العادة سيكون بجانبها اما يراقبها او يساعدها
ولكنه يركز بشدة في هاتفه مشاهدا شيئا ما
"هيا لنتناول الطعام"
قالت سون بهدوء بينما تجلس على كرسي الطاولة
فتحرك جونغكوك ايضا جالسا مقابلها
شرب اولا كوب مياه ثم تناول طعامه بهدوء مع سون
وبعد انتهائهما كانت تجلس على الاريكة والحاسوب على ساقيها
بينما جونغكوك بجانبها يدرس فعليا
فهو يحتاج الى استمرارية عمل عقله حتى يستطيعو تحديد عمره الفعلي
"سون"
همهمت بينما تعمل على الحاسوب
اردف جونغكوك مباشرة
"اريد تجربة القبلة الفرنسية"
توقفت اناملها عن الكتابة على ازرار الحاسوب
بينما مازالت محدقة بشاشتها
او لنقل انها مصدومة من جملته الغير عادية