المنبوذ

By A-DEERA

2.3K 191 498

هذا العالم ليس مكانًا جيدًا لأمثالِه، فمصاصُ دماءٍ منفيٍ مثلِه يمقُت رؤية مَن حَولِه سُعداء. لم يَزُر الحُب ق... More

٢| مُستذئب
٣| صديقة السوء
٤| وطن
٥| شعور الحب
٦| إنكسار
٧| تسجيل صوتي
٨| كسر اللعنة [ النهاية ]

١| شهابٌ ساقط

1K 70 471
By A-DEERA

___

" لربما كان لقاءَنا الأوَل مُختلفًا بشكلٍ مريب! فلطالما أخبرونا بأنَّ الجميلة هي مَن أنقذت الوحش من لعنة السحر التي أصابته حينما أحَبَّته، ولكنهم لم يُخبرونا يومًا بأنَّ ذلك الوحش قد حلَّت عليه اللعنة عندما أنكَر وجود الحُب وقام برفض الجميلة من البداية "

___
.
.


٭ الثانية عشر بعد منتصف الليل ٭

فوق أحد الأماكن المنعزلة، وبالتحديد.. على حافة ذلك التل المؤدي لمدينة أبردين في دولة اسكتلندا.

كنت أقود سيارتي عائدة إلى المنزل بعد إنتهاء يوم عملٍ شاق ومُرهق في تصوير مُتسلقي الجبال.

السماء اليوم مُكبلة بالغيوم والجو العام أضحى باردًا بشكلٍ مُخيف، أنا مُتناقضة في أمر كُرهي للبرد بالنِسبة لفتاة قَضَت حياتَها في اسكتلندا.

فأنا أخشى الغيوم والأمطار والأجواء العاصفة، بقدر ما أخشى العناكِب تمامًا.

فالشتاء بالنِسبة لي لا يقل شيئًا عن عنكبوت يلتصق بالحائط أمامي، فكلاهُما ينسِجان خيوطهما البيضاء بشكل مُختلف.

الشتاء ينسِج ثلوجه البيضاء فوق الطُرقات، الأزِقَّة، وكذلك قِمم المنازل، بينما العناكب تنسِج خيوطها البيضاء في أي مكان خَفي، حتى أسفل الأَسِرَّة إن شاءت.

أليس ذلك بالشيء المُرعب؟ أن تنظر أسفل سريرك فجأة فتجد أحد تلك الكائنات ذو الثمانية أعين يحتل مكانك الفارغ بالأسفل!

مجرد التفكير في الأمر يجعلني أشئمز حقًا.

صوت هاتفي أخرجني من مُحيط أفكاري التي لا تنتهي.

والذي يصُب جميعه في كيفية الوصول إلى المنزل بشكلٍ أسرع قبل هبوب تلك العاصفة التي حذَّرَت عنها الأرصاد الجوية قبل ثلاث ساعات.

إلتقطتُ هاتفي أُجيب عن الشخص الذي علمتُ هويته بالفعل دون النظر إلى الشاشة :

" نعم يا صغيري، أنا في الطريق، كدتُ أن أصل لا تقلق "

أجل، إنه أخي الذي يخاف عليَّ أكثر من أي شيء في هذا العالم، فبعد أن فقدنا والدينا منذ أن كنا أطفالاً صغار ونحن العائلة الوحيدةُ لبعضنا.

" مادو، هل أنتِ بخير؟ مظهر السماء لا يُبشر بالخير وأنتِ تكرهين هذا الجَو أختي، إن إشتدَّ المطر فقط عليكِ إيقاف السيارة

وقومي بحجز غرفة في أحد الفنادق حتي الصباح، لا تقودي في مثل هذا الجو العاصف، فأخشى أن يُصيبك مكروه أيتها اللِصة الصغيرة، حسنًا؟ "

نعم يا سادة إنه أخي، وهذا أقل ما أسمعه منه كُل يَوم عند خروجي وعودتي إلى المنزل.

وعندما يعلم بأنني سأبيتُ خارج المنزل نظرًا لظروف العمل، يأتي للمَبيت معي في الطائرة كي لا يتركني بمفردي، فهو أكثر من يعلم كم أكره المرتفعات.

لا أُنكِر أنَّ إهتمامه بي وخوفه الزائد عليَّ يروقني كثيراً، ولكنني ببساطة...

" حسنًا يا صاحب الشعر المُجعَّد لقد فهمت، هل من أوامر أخرى؟ "

" ياا توقفي عن إستفزازي وانتبهي جيدًا للطريق يا لصتي، وآخر شيء قبل أن أغلق.. أحبك "

من سيصدق الآن أنَّ هذا الطفل الكبير ذو الحادي والعشرين من عمره يتحدث مع شقيقته التي تكبُره بخمسة أعوام؟

كنت أسير على سرعة متوسطة إحترامًا لرغبة صغيرى أندرو، حتى شعرت بسكون مفاجئ من الرياح خارج سيارتي، وكأن الهواء قد توقف من حولي فجأة.

لم أعُد أسمع صوت الرياح التي كانت تُداعب زُجاج السيارة، وكذلك لم أعد أرى الأشجار تتحرك من حولي.

فتُرى هل هذا هو السُكون الذي يسبق العاصفة؟

أوقفتُ سيارتي بجانب الطريق، وقررتُ التوقف لبعض الوقت، فهذا السكون المُفاجئ من حولى لم يُشعرنى بالطمأنينة أبدًا.

وهذا ما تعلمته من عملي، فإذا سكَنَتْ الأجواء وإستقرَّت الرياح من حولك بشكل مُفاجئ، فتأكد من أنك حتمًا ستواجه عاصفة أو إنهيار جليدي، وقد كُنت مُحقة في ذلك.

فقد هبت عاصفة قوية وأطاحت بكل شيء من حولي في الخارج، لدرجة أنني شعرت بسيارتي تتحرك من مكانها وكأنها على وشك أن تطير مع الرياح.

صرختُ متشبثة بمقود السيارة، خاصةً بعد أن ضرب أحد جذوع الأشجار القوية الزجاج الأمامي لسيارتي.

فشعرتُ بأن نهايتي على المحَك، وأنني أقف على حافة طريق مكتوب عليه مَوتي.

فإما أن أُكمِل طريقي لصعود التل وتخطي المُنحدَر كي أصل لأخي بسلام، وإما أن أبقى ساكنة داخل سيارتي حتى تنتهي تلك العاصفة ثم بعدها أتقدم بأمانٍ أكبر.

وبالطبع في ظل هذه العاصفة المُقيمة في الخارج قد فضَّلت الخَيار الثاني.

فأنا لن أُغامر بالعودة إلى المنزل بشكلٍ سريع خِشية خَوف أخي.

بينما لا أعلم ما إن كنتُ سأصل إليه بسلام حقًا أو هو من سيصل أولاً إلى جُثتي أسفل هذا التل بعد أن أموت.

العاصفة بدأت تشتد، وقد بدأتُ أشعر بالخوف يتملك أوصالي، صوت صرير الرياح مخيفٌ حقًا.

وذلك الجو المُغطَى بالثلوج المتناثِرة في كل مكان والضباب الذي يمنعني من رؤية ما يحدث حَولي كان يدِب الرُعب بداخلي بشكلٍ مُضاعَف.

يُشبه تمامًا نَفيَك إلي عالمٍ آخر، عالم ملئ باللون الأبيض، والضباب الكثيف فقط هو كُل ما يحوم حَولَك.

فلا أنتَ الذي تستطيع الرؤية ولا حتى تستطيع مواجهة ما في الخارج لجهلكَ بِه.

تجلس داخل سيارتك تُشاهد ذلك المنظر من أمامك في صمت ولا تستطيع فعل شيء، أليس الأمر بالمُخيف حقًا؟

كذلك أنا، كنتُ أجلس داخل سيارتي أضع رأسي فوق المَقود أمامي وأُرَتِّل كُل ما حفظت من الكتاب المُقدس بصوتٍ عالٍ.

ربما لم أذهب إلى الكنيسة يومًا، ولكنني أشكر صاحب الشعر المُجعَّد لأنه كان يفعل كُل يَوم.

فقد حفظتُ البعض منه، وأشكُره حقًا على ذلك، فمن سيُصدق بأنني أُردد ما كان يقوله الآن خِشية الموت.

" أيها الرب إحميني من تلك العاصفة، أعدك إن خرجتُ منها سالِمَة سأقوم بزيارة الكَنيسة كل أحَد أو أقصد كل يوم..

لن أسرق الشوكولاتة التي يتركها أندرو في البراد، ولن أرتدي شيئًا من ملابسه أيضًا كي لا ينعتني بالسارقة مُجددًا..

أيها الرب أعدكَ بأنني لن أُخبِر حبيبته بأنه قد شرب السجائر في العيد، وأعدكَ بأنني سأقوم بتنظيف غرفتي ولن أتجادل معه على تنظيفها..

فقط إجعل تلك العاصفة تمُر بسلام وسأكون فتاة مطيعة ولن أُغضِب أحدًا مُجددًا "

لا أعلم كيف أُخبِرُكم ذلك حتى، ولكن أجل كما سمعتم، أنا فتاةٌ مشاغِبة بحق وأُحِب تخريب كل شيء على الآخرين، بجانب أنني أعشق مُخالَفة القوانين.

هذه أنا، فماذا أفعل؟

" ااه لقد نسيت، أعدكَ أيضًا بأنني لن أسرق طعام كريستن، ولا مشروب إيفين المُفضل الشوكولاتة الساخنة، ولكنه دائمًا ما يصنعه لذيذًا فما ذنبي أنا؟ "

هل إشتدت العاصفة للتو؟ يا إلهي سأموت لا محالة.

" حسنًا حسنًا لن أسرِق شيئًا من أصدقائي صَدِّقني، ولن أشي بهم عندما يقومون بإفتعال المشاكِل وإلحاقِها بالمُتدربين الجُدُد..

لن أشرب النبيذ وسأكتفي بالمشروبات الغازية على الرغم من أنني لا أُحِبها، فقط لا أُريد أن أموت الليلة، يا أميييييي "

=> كانت تبكي وتندُب حظها كالأطفال، فقد صدَّقَت بأنها ستموت الليلة.

سكنت العاصفة بشكلٍ مؤقت، وقد شعرت هي بذلك السكون لترفع رأسها عن مَقود السيارة تنظر حولها.

كانت الرؤية لا تزال ضبابية إلى حدٍ كبير، ولكن الرياح في الخارج لم تعُد بمِثل قوتها كما كانت قبل قليل.

نظرت حولها علَّها تجِد مارًا يُساعدها، ولكنها لم تجد أحد، فقط صوت الرياح وإنذار سيارتها هو كُل ما كان يُسمع فَوق ذلك التل.

نزلت من السيارة بخُطى مترددة، ولكنها قد مرَّت بما هو أسوأ من ذلك بكثير.

فإستجمعت قوتها ونزلت تحاول البحث عن شخصٍ يُساعدها بعد أن تحطم زُجاج سيارتها الأمامي بشكل بليغ.

مما جعل نسبة رؤيتها للطريق أثناء العودة شبه مُنعدمة، وبالتأكيد أخيها أندرو قد مات رُعبًا من شدة قلقه عليها.

قامت بالشد على سُترتها أو بالأصَح " سُترة أخيها " مُحاوِلةً إغلاقها بشكلٍ جيد بعد أن شعرت بالبَرد.

لكنَّ ذلك الضوء الذي سقط من السماء داخل الغابة مُباشرةً قد أوقفها عما كانت على وشك فعله.

هل كان شهابًا؟ ولكنَّ الشُهب لا تسقط بهذه الطريقة دون إحداث ضجة، وفي الغابة أيضًا! لا يُمكن.

كانت المسافة بين التل والغابة أمامها حيثُ سقط ذلك الشهاب ليست ببعيدة، لكونها لم تستمر في الصعود فوق التل فقد كانت لا تزال قريبة من الغابة.

=> عندما رأيتُ ذلك الشهاب يسقُط داخِل الغابة أمامي شعرتُ بأنَّ كارِثة قد سقطت من السماء وليس شِهابًا عاديًا.

ألا تَرون ما يحدث في الأفلام دومًا؟ ذلك الشِهاب عادةً ما يكُن سفينة فضائية تحمل بداخلها كائناتٍ مُخيفة من كواكب أخرى.

ودائمًا ما تحل كارثة على الأرض بمجرد أن تُفتَح تلك السفينة ويخرج منها ذلك الشيء.

وأنا لن أُجازف بحياتي أبدًا من أجل رؤية شيءٍ مجهول الهوية كهذا.

°°

ها أنا الآن أسير داخل الغابة نحو مكان ذلك الشيء.

فماذا لو كان شهابًا حقًا؟ أتضيع عليَّ فُرصة رؤيته؟ كم مرة تسنح لكَ الفرصة لرؤية شهاب يسقط من السماء؟

صفر، لذا أنا سأفعل.

في قوانين السلامة يُقال " إبتعد عن كل ما تشعر به يُشَكِّل خطرًا أو تهديدًا على حياتك " ولأنني عاشقة لكسر القوانين، فأنا لن أفعل.

كنتُ أحمل هاتفي الذي إكتشفتُ مؤخرًا بأنه خارج نطاق التغطية، لذلك لم يستطع أندرو الإتصال بي، وإلا لكُنتُ وجدت ألف مكالمة صادرة منه حتى الآن.

تعمقتُ داخل الغابة وقد كان ضوء الكشاف بهاتفي هو من يقودني نحو الطريق، شعرتُ بإنقباضٍ في قلبي كلما إقتربتُ من ذلك المكان وكدتُ أعود أدراجي.

ولكن أتعتقدون بأنني كنت لأستسلم بهذه السهولة؟ مُستحيل.

لمحتُ جسدًا لشخصٍ ما يفترش الأرض أمامي، وقد تجمَّدَت قدماي بمجرد أن لمحت ظهره المُوَلَّى لي.

فلم أرَ منه سوى قميصه الأبيض الذي كان يرتديه، وبنطاله الأسود الجينز، وقد كان حافي القدمين.

منذ متي والفضائيين يرتدون ملابس تُشبِه خاصة البشر؟

تقدمتُ نحوه بخطوات بطيئة، وقد كنتُ أدعو بداخلي في كل خُطوة ألا يكون شكله مخيفًا أو ذو ملامح مُرعبة كأحد تلك الكائنات التي نُشاهدها في التلفاز.

كنتُ أخشى أن يكون ذو عينٍ واحدة أو لا يملكها من الأساس، لا يملك أنفًا، أو فمه يُشبه خاصة المسوخ ربما!

أغمضتُ عيني وأنا أدعو بداخلي ألا يحدث لى شيئًا بعد رؤيته، ثم إقتربتُ منه وقمت بوضع يدي فوق كتفه.

" ه‍ل أنتَ بخيرٍ سيدي؟ "

كان الصوت يخرج من فمي كصوت السمكة بعد إصطيادها من الماء، فقد كانت مُتقطعة وخافتة للغاية.

ولكِنَّ الحديث توقف في فمي بمجرد أن أدرتُه على ظهره ورأيتُ وجهه يُقابلني.

اللعنة! هل أسطورة المُستذئبين حقيقية؟

لقد كان وجهه مُغطَى بالكثير من الشَعر حدّ أن ملامحه لم تكُن واضِحة، شفاةٌ غليظة بارزة وملامِح مُجهمة تقريبًا!

كفَّيه كانا يتموضعان فوق الأرض بجانبه وقد كانا مُغطيان بالكثير من الشَعر كوَجهه، بجانب أظافره الطويلة التي كانت تُشبه خاصة النمور.

خرجَت من ثغري شهقة مُفاجئة بمجرد أن أفتح عينيه بشكل مُفاجئ وتبدل مكانينا بلمح البصر.

فوجدتني أستلقي على الأرض أسفله وهو قام بإعتلائي.

كانت عيناهُ لا تقِل بشاعَةٍ عن باقي وجهه، فقد كانت بيضاء تمامًا، حتى بؤبؤه لم يكُن ظاهر من شدة بياضها.

أصابعه كانت تقبض على رقبَتي بقوة، لدرجة أنني شعرتُ بأنَّ الهواء قد إختفى من حولي وكنتُ على وشك الإختناق.

الظلام بدأ يُخَيم على مرآي، والبرودة كانت تجتاح جسدي بأكمله، وأظنها كانت النهاية.

شعرتُ بحَجرٍ أسفل يدي، فلم ألبَث حتى وجدتُني أقبِض عليه وبكامل قوتي قُمت بضربِه على جانب رأسه.

فشعرتُ بقبضَتِه ترتخي عن رقبَتي، قبل أن يهوى على الأرض بجانبي.

°°









الفصل الأول، تم ✔️

رأيكم في البداية؟

السرد؟

للتوضيح: القصة ليست طويلة وستكون ٨ فصول فقط لا أكثر.

Continue Reading

You'll Also Like

771K 44.9K 50
هي الأفضل لكنها الأسوأ إنها مثالية لكن متناقضة هي جيدة لكن الظلام داخلها هي ألفا قوية ولن تقبل سوى بالفا يستطيع مجاراتها رفضت البحث عنه خشية أن تض...
301K 24.5K 71
التزمتُ بكلّ القواعد كدمية معلقة بخيوطٍ يحرّكها الجميع كما يريدون... لم أجرؤ على تخطي الحدود المرسومة لي يوماً... اعتدتُ دوماً أن أكون لطيفة... ول...
2.2K 113 12
كتاب عن الأبراج وكل ما يخص العلوم الفلكية، والمعلومات الروحانية وعلم الطاقة. الكتاب هو مجهود شخصي، في البحث عن تلك العلوم. Cover By Me - الغلاف من صن...
79.4K 3.6K 25
ماذا عن فتاه ذكيه جميله مهووسه بالكتب والقراءه سافرت عبر الزمن ، .. .. روايتي جهدي الشخصي 😚 8/12/2023 ... #1التاريخية #3الروحانية #7الخيال العلمي