|| ستولد ساحرة ||

By _Heyv_

255K 20.7K 2.2K

لا تعلموا أطفالكم ألا يلعبوا بالنار فهناك لعبة أخطر منها. السحر... لا تلعب بالسحر. 07/06/2022 More

البداية
٢
٣
٤
٥
٦
٧
٨
٩
١١
١٢
١٣
١٤
١٥
١٦
١٧
١٨
١٩
٢٠
النهاية ٢١

١٠

10.4K 980 80
By _Heyv_

اليوم بعد المدرسة هو درسي الثاني في السحر، كنت أتوغل في الغابة مع خالي حيث رائحة الشجر المبلل من المطر والتراب الرّطِب، أنا لم أخبره بعد عن الرجل المدعو بغوستاف، لم تسنح لي الفرصة أو الشجاعة وكنت قد أخفيت آثار الخنق عن رقبتي بمستحضرات التجميل.

سرعانما وصلت للموقع المحدد تفاجأت برؤية ماكستون ورفيقته معنا… لوّحت أكاديا وقالت "آسفة على التطفل يا تارا! ماكستون أقنعني بالمجيء، ولأن هذا يعني لكِ فأنا سوف أكون هنا لتشجيعك"
أنا لا أرغب بوجودهما أصلاً… لقد سعدت بمجيئه لأول مرة لأنه كان صديقي الوحيد ولكن الآن ظهوره يُشعِرني بالغيظ.

بالإضافة إلى أرتيم الذي يجعلني أرغب بحفر الأرض والإختباء تحتها، كان طوال الوقت يُرسِل نظرات سامة إلى ماكستون ولا أعرف لماذا.

اقتربت إلى خالي وهمست "أنا…" زممت شفاهي عندما تذكرت أن سمعهم قوي لأتنهد باِستسلام "لا عليك"

تنحنح وليام ليتلفظ بصوت مسموع "اليوم سوف أعلّمكِ كيف تتواصلين معي عن طريق الأفكار! هذه القدرة لا تحتاج للكثير من السحر، فقط التوأم يستطيعون فعلها، ولحسن الحظ أنتِ تملكين كل ما بقي من توأمي"

قال أرتيم "حرفياً، في شعبنا تواجد التواصل الفكري فقط بين الأشخاص الذين يملكون رابطة الرفيق"

أكاديا شاركت في الحديث ولكن بدى كأنها تكلّم ماكستون فقط "للأمر فائدة عظيمة في المواقف الخطِرة" اوه فعلاً! أكاديا فتاة طيبة ولكني سوف أقتلها إذا لمّحت عما حصل هذا الصباح مجدداً.

أمسك وليام كفي وقال "سوف أبدأ بنفسي، عندما أُفلِت يدك حاولي الحفاظ على تخاطرنا"

"مرحباً"

سمعت صوته داخل رأسي لتتسع ابتسامتي بذهول، هذه فرصة ذهبية حتى أخبره كل ما أريد بما أن لا أحد هنا يسمع الأفكار.

"ما رأيك ببعض الخصوصية في الدرس القادم؟"
لا أصدق أني أتحدث إلى خالي دون تحريك شفتي هكذا!

أجابني "تارا! الجميع هنا لحمايتك! ألا تذكرين ما حدث في المرة السابقة"

"لم يحدث شيء! أرتيم تمكن من تولي الأمر، لا مانع لدي بوجوده هو في النهاية يملك الأرض التي نمشي عليها… فقط لا تخبر ماكستون ورفيقته المرة القادمة"

الآخرين كانوا يراقبون فقط بملل ولا يفقه أي منهم ما يحدث، أفلت وليام يدي حتى أستطيع تولي الاتصال بنفسي، لكني فقدت تركيزي على الفور.

"خالي؟" تحدثت في خاطري بكل تركيز لكن لم أسمع إجابة.

"ماذا لو تسبب هذا بكرهها لي…" سمعت ذلك الصوت في أفكاري، لكن هذا لم يكن خالي أبداً ولم تكن مُخيلتي، مَن هذا! لقد قال للتو أن الأمر لا يعمل إلا مع توأم، مستحيل أن أقتحم أفكار شخص آخر.

بدى كأن هذا الشخص يتحدث مع نفسه بشيء مصيري "لا أستطيع بعد الآن، نحن نتألم كل يوم، الغيرة قد تقتل، الآن أشعر بالتحفيز حتى أُنهي هذا الحاجز بيننا… ليس الآن، فقط دع الجرح السابق يلتئم"

"تارا!" صاح خالي في العالم الواقعي لأجفل باِرتعاب وأخرج من عقل ذلك الشخص، وضعت يدي على رأسي لأتمتم "ما كان ذلك!"

"ما هو ذلك؟" قال أرتيم عاقداً حاجبيه لأحرك رأسي "لا شيء… لقد أبحرت في خيالي"

بعد ذلك استمرّ الدرس واستطعت الوصول إلى أفكار خالي وحدي بدون مساعدة، لقد كان هذا الدرس ممتع بالنسبة لي أكثر من أي شيء آخر بينما الآخرين يبدون نادمين لأنهم أضاعوا الوقت برفقتي.

مسحت العرق الوهمي عن جبيني قائلة "الآن وقت العودة للبيت"

حرك وليام رأسه برفض وقال "درسكِ التالي سيكون الآن، مع أرتيم"

ابتسمت بغباء "ماذا؟"

دفعني خالي نحوه قائلاً "نحن سوف نرحل! يجب أن تتعلمي الدفاع عن نفسك"

"ها!" تحدثت بغباء مجدداً، لا أستطيع الإقتراب منه أو التحدث إليه دون أن أشعر بالإحراج لما حدث في بيته، بدأ الجميع بالرحيل بالفعل، خالي لوّح لي باِبتسامة غريبة وخطى بعيداً.
ماذا أفعل… سوف أُحرِج نفسي مجدداً.

"أريد أن أفهم كيف تُخفين شيء كهذا يا تارا" حادثني أرتيم بنبرة غاضبة سرعانما رحل الجميع عن أنظارنا، ولكن ما الذي يحدث لقد بدأنا للتو، لا بد أن أكاديا أخبرته كل شيء.

اقترب إلي ومسح عنقي بإبهامه قائلاً "مازلت أستطيع رؤية هذه الكدمات! كيف تسمحين لأي أحد أن يفعل بكِ هذا!"

كان يتحدث بجدية وغضب شديد، لم تكن لدي الجرأة على تبرير الأمر "حسناً آسفة… أنا لا أجيد التعامل مع مشاكل كهذه"

"يجب أن تعتذري لنفسك، الآن سأعلّمكِ القتال، لن تنتهي هذه الدروس قبل أن تهزميني بيديكِ وبدون سحر!"

"ماذا! ولكن لا أستطيع فعل شيء بدون سحر أنت لا تفهم!" صُحت باِنزعاج ليستطرد بحزم "كما سمعتِ! أحياناً السحر لا يفيدك، تماماً كما حدث اليوم في المدرسة… كما أنه لا يُسمَح لكِ استعمال السحر ضد البشر وأنا أعرف أن هناك الكثيرين من المزعجين في صفك"

ضممت ذراعي لصدري باِنزعاج "حسناً! أنت الفائز"

لقد كنت في أشدّ الندم عندما قَبِلت أن أتعلم الفنون القتالية مع هذا الرجل، لقد أجهدتني تدريباته حتى طُرِحت أرضاً فوق أوراق الشجر المتعفّنة ولم أقوى على النهوض.

انحنى باِتجاهي وصاح "هذا ليس وقت الراحة بعد! ألا تخجلين من نفسك، مازلتِ شابة ولياقتكِ البدنية أسوأ من عجوز!"

سددت أذني بيدي وصُحت به "توقف فقط توقف! أنا لست واحدة من قطيعك يا أرتيم! أنت تبالغ!"

"عندما يهاجمكِ شخص ما في المرة القادمة لن يأبه إن كنتِ من القطيع أم لا!"

طقطقت بلساني باِنزعاج "لماذا أنت غاضب لهذه الدرجة! حسناً فهمت أني يجب أن أكون أقوى ولكن ليس خلال يوم واحد!"

"أنا قلق بشأنك! هذه ليست أول مرة يعنّفكِ فيها أحد وأنتِ لا تدافعين عن نفسكِ أبداً"

"توقف عن توبيخي! أنا فقط… لا أستطيع إيذاء أحد لهذه الدرجة" قلت الأخيرة بصوت خائب ثم نهضت وأزلت الأوساخ عن ملابسي.

اختفى اللوم من وجه أرتيم خلال حديثه "لا يمكنني أن أفهمك… ألا ترغبين بالإنتقام… ألا تفكرين بالأمر حتى؟"

"لا أستطيع! أشعر أني شريرة يا أرتيم… ماذا لو كانت النبؤة حقيقية… وأني سوف أدمّر كل شيء فعلاً"

"الشرير لا يسأل نفسه هذا السؤال…" قال ومدّ يده باِتجاه شعري حتى يُبعد الأوراق العالقة فيه، ياله من مشهد مألوف.

"اوه فعلاً!" حرّكت خلال سحري صخرة باِتجاهه لكني فقدت السيطرة عليها وسقطت أرضاً من جديد، كنت أرغب بالإنتقام منه فقد هزمني ألف مرة ولكن يا للحظ، الصخرة ماتزال ثقيلة علي.

"لن تَسحِري شيء أو أحد إن لم تتعلمي السيطرة على غضبك!"

"فقط توقف عن جعلي أشعر بأني فاشلة" حادثته بغيظ وأدرت ظهري مُحاولة الإبتعاد عنه والوصول للبيت لكنه أوقفني بقوله "لم ينتهي الدرس بعد"

"ولكنك هزمتني بالفعل ماذا تريد بعد" تذمرت بصياح لكنه ابتسم فجأة بشكل غريب وأخرج شيء من جيبه، كان يُقدّم لي مصاصة خضراء "هذه جائزتك"

آخر ما توقّعته هو أن تتم رشوتي بالمصاصات حتى أُكمل هذه الدروس، لكنها نافعة جداً معي، أحب المصاصات! كنت أشعر بالجوع لهذا قضمت تلك المصاصة على الفور وبدأت أهرسها مُصدرة أصوات التكسّر بين أسناني، كنت ألاحظ البسمة الساخرة الخفية على وجه أرتيم لكن لا أهتم.

"هل تريدين التسكع مع ذئبي؟" سأل فجأة وعيونه تلتمع بحماس، لم أفهم معنى كلامه فعلياً "هل تقصد الذئب ذلك الذئب!"

"لا تنسي أن تصعدي على ظهري" تحدث ثم قفز أمامي فجأة بعدما اكتساه الفراء، تحول إلى ذئب بلمح البصر وكان أضخم من العادي منهم، أنا لم أقترب من ذئب لهذه الدرجة في حياتي لهذا السبب كنت فَزِعة، لكن سرعانما أنخفض ومسح رأسه بيدي انتابتني الرغبة بمعانقته بلا سبب، أدركت أنه أرتيم فعلاً ولن يتغير شيء سواء كان بهيأته البشرية أم لا.

زفرت أنفاسي بتبسم لأهمس "لقد كنت تعاملني بشكل سيء للتو… حسناً سوف أسامحك فقط هذه المرة" كنت أعبث بفرائه الأسود وبدى أن هذا يعجبه، اتساع حدقتيه الذهبيتين جعله يبدو أليف جداً، انجرفت بعيداً في الأمر لدرجة أني أوشكت على تقبيله، لكني بدأت أشعر بالغرابة فهذا الذئب ما يزال أرتيم وعندها قررت التوقف.

"حسناً لنرى أين ستأخذني" صعدت ظهره بصعوبة وتمسكت برقبته جيداً، كانت تلك حركة ذات فائدة لأنه انطلق مع الريح فوراً، إنه سريع بشكل جنوني لكني أُحب هذا!

أغمضت عيني باِستمتاع وفكرت هل هذا ما يشعر به في كل مرة يُطلِق العنان لذئبه…
الآن مع الرياح والمسافات الطويلة التي يقطعها بقفزة واحدة تبدو الأرض صغيرة ولا تتسع لمواهبي وقُدراتي، تباً لماكستون الذي سبب اكتئابي طوال هذه الأيام، الأمر لا يستحِقّ بتاتاً.

توقف ذئب أرتيم عن الركض سرعانما وصل إلى مرج مليء بالعشب الأخضر كأن لا علاقة له بالشتاء من حولنا، كان في وسطه بئر حجري قديم، قفزت أرضاً ومشيت باِتجاهه بلا سبب، لقد كان شديد العُمق والفراغ.

"مرحباً!" صُحت واضعة رأسي في الفوهة فدوى الصدى وبدأ أرتيم يضحك بقوة بعدما عاد لهيأته البشرية.

"أنت تسيئين استخدامه يا تارا"

عقدت حاجبي قائلة "ولكنه بئر فقط…"

وضع مرفقيه على الفوّهة الحجرية ونظر في عمقه ليتلفظ "ليس بئر فقط… هُنا في هذه البُقعة التي نقف عليها اكتمل حُب كل المستذئبين، خلال الطقوس نفسها"

نظرت حيث ينظر أرتيم بفضول، كان فقط فارغ ومظلم "ماذا تعني؟ كيف يمكن ذلك"

"عندما يجد المرء رفيقته، ينتظر ليلة اكتمال القمر ويأتي إلى هنا حتى يوسِمها، يضع علامة مميزة على رقبة شريكته"

قُلت بدعابة "رومانسية المستذئبين! في الحقيقة أرى أن الأمر مُدهِش، كيف تجري تلك الطقوس؟"

بدى كأنه يغوص داخل ظلام البئر "تجري بشكل ملحمي… رغم ذلك الجميع يتوق إلى تجربة هذا الألم، هذه أصولنا، نحن معتادين على الدماء"

حركت رأسي مُدّعية الفهم وقررت التوقف عن الكلام هذه المرة وترك الساحة له، لقد بدى مستمتع في التحديق في الظلام ولم أُرِد تخريب ذلك.

"أتعرفين… الحروب، الأعداء، الصيادين والزمن، تسببوا في انقراض عدد كبير من أنواع المستذئبين وخصوصاً الإناث، وهذا يُفسِّر موضوع أن تكون للمستذئب رفيقة بشرية أو مصاصة دماء… أو ساحرة، يمكنكِ أن تجدي في قطيعي كل المخلوقات" قال الأخيرة بعدما اعتدل بوقفته كأنه يستعد للرحيل.

"يؤسفني سماع ذلك… كيف يمكن لأي شخص أن يؤذي مخلوقات ثمينة مثلكم…"

"الكثير من الأشخاص الذين لا يفكرون مثلكِ يا تارا، الجميع يعتبرنا تهديد، أحياناً يعتقدون أننا شياطين" تحدث باِبتسامة خائبة من ثم انتقل إلى جسم الذئب، كنت أُدرِك أن نزهتنا انتهت هنا، صعدت ظهره بحماس وانطلق بين الأشجار باِتجاه البيت، كنت فقط أنظر للخلف حيث ذلك البئر الجذّاب، كنت أشعر بشكل ما أنه يُنادي عليّ…

Continue Reading

You'll Also Like

16K 1.1K 15
تنتقل الكاتبة ريجينا بشكل مفاجئ الى عالم رواية قد قامت بكتابتها ، لتتفاجئ برؤية الامبراطور الذي كان وسيما كما كانت تتخيل تماما ، ولكنه يطلب منها البق...
3.8M 217K 48
"ماذا تريد مني؟" قالت وهي تبكي على أمل أن يتركها وشأنها. كافحت لإبعاده عنها لكن جسدها الصغير لم يكن ندا له. "أنا أطالب بما هو ملكي رفيقتي الصغيرة."...
4K 310 21
التاريخ الفيكتوري ... العصر الذهبي .. حيث القصور و الملوك .. الفساتين و المجوهرات.. الدوق البارد و قائد الفرسان .. عصر القصص الرومانسيه و الدراميه...
79K 4.2K 28
أخيراً أتمت ليلى بلاك الثامنة عشر وهي تعلم أن لديها قدرات اقوى من بقية البشر حولها ، حياتها كانت سيئة جداً ولكن كل ذلك تغير أو زاد سوء حين اتى والدها...