بـالسنة الثامِنةِ عشر من القرن العشرين ميلاديـاً، وسَطَ ليالي ديـسمبِر البارِدة حيثُ الشـوارِعُ مُنيـرةٌ خاصةً بـ مُدُن العاصِـمة الكُبرى، كانت الشوارع حَيويـةً مليـئة بـ حشودٍ لا تُحصى من الناس عدا تِـلك الغُرفـة المُنطفِئـة كـ رَوحِ مَن يسكُنهـا تماماً، فـكُلُ ما يُرى هو السـوادُ القاتِم و ظُملة الخِذلـان، حيث جسدِهـا النَحـيل الهـزيل يقِـفُ أمام المرآةِ المُتسخة إثر نثرها لمستحضرات التجميل عليها مُنذ اقل من عشرِ دقائق لتنظر لنفسها نظرةِ شفقة على ما أوصلَت بِه نفسهـا لتُفرق شفتيها المُرتجفتين بسبب بُكائها على ذلك اللعين كما تُسميه هي لتردف مخاطِبةً نفسها.
"أكُنت استحِق كُل هذا؟ هل كُنت سيئة لذلك الحد؟ ولكنني لا استحق ذلك.. أُقسم أنني لن أُسامحه"
إقتربت من المِرآة أكثر لـتمسح امطار دُموعها بـإبهامِها بـخشونة حَيثُ تمردت إبتسامةٍ خبيثة على ثغرها تكشِف نَواياها بالفعل.
"سوف أنتـقِم"
هذا ما رَدِفت بِه القابِعة بـظلام رَوحها.
𝐅𝐋𝐀𝐒𝐇 𝐁𝐀𝐂𝐊
كان ذلك البيت صاخِبًا بـالقَدر الكافي لـِشَكوة الجيران مِنه حَيث الموسيقى الصاخِبة تطغي على الأجواء و ما زاد المكان صخب صوت تصادم كُوؤس الخمر الفاخرة بـِبَعضها مُحدِثةً نوعٍ من انواعِ الألحان الراقية كـ مُستوى مَن هُناك من الناس.
إستقامَ صاحِب الحفلة الضخمة لـيأخُذ مُكبِر الصوت و يردف بـنبرةٍ أقلُ ما يُقال عنها راقية.
"سَيداتي سادتي، ممتنٌ بـوجودِكم اليوم لـتهنئتي بـعيد مَولدي الثامِنُ عشر، اليوم الذي يُصادِف عيد الكريسماس المَجيد."
تحمحم المَعنِيُّ بـتَوتر إثرَ كَونهـا مرتهُ الأُولىٰ بـإلقاء خُطبةٍ رسميّة امام أولئك الراقين بـكل شيء مُتعلق بـحياتهم،سواء الملابس، المساكن، السيارات، حتى طعامهم ذو جودةٍ زاهية وكأنهم وُلِدوا بـأوانٍ من ياقوت لـيأخذ نفسًا عميقًا يوحي بـتشجُعهُ على إكمال خُطبته الرسمية.
"أتمنى أن يصبح هذا اليوم إحدى الذكريات السعيدة عليكُم، و أشكركم من كُل قلبي مرة أُخرى"
تبسمَ صاحب الخُطبة إبتسامة تدُل على وسامته و لطافته تزامُنًا مع إنحنائه بـنهاية الخطاب إحترامًا للـذين يكبرونه سِنًا و عقلًا.
"اشعُر بـالحِيرة، هَل سـيُلاحِظُني وَسَط جَميع أُولئِك الناس؟."
تَحَدثَت صاحِبة الشَعر الداكِن ذَات العُيون الرَمادِية و المَلامِح الحَادة بـصَوتٍ مُضطرِب كـأمواجِ المُحِيط.
"بـالطَبع لا هَل تَمزحين؟ تَظُنين أنهُ سَـيترُك جَميع هؤلاء الأغنِياء ذوي المَكاناتِ الرَفيعَة و ينظُر لكِ؟ تَبدين مَعتُوهةً بـحَق."
نَطقَت بـذلِك تِلكَ الجَالِسة اعلَى كُرسي البَار بـالداخِل قاصِدةً مُضايقةِ الأُخرى بـطَريقةٍ خَبيثة اشبَهُ بـالأفعَى وكَـأنهَا تقذِفُ سُم المُرادفَات بدلًا مِن السُم الحَقيقي.
تنَهدَت الأُخرى بـضيق جَراء سَماعِها لـكَلِمات تِلك الأفعى المُتكلِمة لـتتفاجئ بـذِكر إسمُها من ذاك الواقِف الذي يُلقي خِطابُه.
"تَفضلي على المَسرَح آنِسة هوانغ"
رَدف بـصَوتِه العَميق و نبرتِه اللطِيفة مع نَظرَةٍ مَليـئةٍ بـالمَشاعِر.
صَعدَت المَعنِيَّة مِن الحَديث عَلى المَسرح بـتوَتُر بينما تَقـوم بـفَرك اصابِعها بـبَعضِـها البَـعض.
"اشكُر السَيد كيم على..."
قضَمت سُفليتِها بـتوَتُـر حَـيثُ انـها مرتُها الأُولىٰ بـإلقَاء خِطابٍ رَسمي.
"على ذَوقِه واحترامِه للغَير، وفِطنَتِه المُطلَقة، وأُريد ان اشكُر كُل الحُضور الذين ساهَموا في خَلق هَذه الأجوَاء الراقِيةِ بَيننا، وأنا مُمتَنةٌ كَثِيرًا للـسَيد كـيم و اتمَنى لَه عامًا سَعيدًا، شُكرًا للـجَميع"
أنهَت خِطابها بـانحاءٍ بَسيط إحترامًا للذين يَكبَرونـها بـالسُلطة والعُمر.
"احسَنتِ فاتِـنتي"
اتاها صَوتُ الشَخص الوَحيد الذي يتَمكن مِن هَز احـاسيسِها.
"اشكُرك تايهيونغ"
نَطقتها بـهُدوء وتَوتُر عَكس ما يَدور بـفُؤادُها حِفاظًا على كاريزمَتِها امامه لـتلتفِت و تَذهَب لـتُكمِل جَلسَتِها اعلى البار فـتتَفاجئ بـذَلِك الذي تجَرأ وجَلس بـجانِبها.
"ألن تقومي بـالإعتذار؟"
ردَف ذلِك رامِقًا إياها نظرَة خُبث من اعلى رأسِها حتى اخمَص قدَمَيها
"ولِمَ قَد افعَل ذلِك حتَّى؟"
رفعت إحدى حاجِبيها كـنَوع مِن التعجُب الساخِر.
"تُعجِبُني وقاحَتكِ صَغيرتي الجَميلة"
انهَىٰ حديثُه بـابتِسامةٍ جانـبية.
"لَستُ صَغيرتُك ولَستُ جَميلة ايُّها الغَبي.!"
صاحَت بـوَجهِه غاضِبة مِما جَعلَهُ يبتسِم لأنهُ حَصل على ما يُريد وهُو مُضايقتُها حتىٰ تَصرُخ بـوَجهُه كـالحَمقاء كما يُلـقِّبُها.
"سأذهَبُ للـجَحيم ولكِن اتمَنىٰ ألا اعود وأجِد مكانُكِ تَحَول إلى رَماد"
قَهقه بـاستفزاز قاصِدًا استفزازها لـيتَجِه إلى الحَمام ولكِن لـسوءِ الحَظ انه نسىٰ هاتِفه مفتوح.
"ما كُل هذه الإشعارات؟ هَل هو مَشهُور ومَحبوب لـتِلك الدَرجة؟"
تَحدثت بـنَوعٍ مِن السُخرية لـتلتقِط هاتِفه لـتَتوَسع حدقَتيها مِن الصَدمة إثر ما رأت.
يُتبَع...
دي مُجرد بِداية لرواية طويلة جاية، قولولي رأيكُم فِ الكومنتـ'س و تجاهلوا اي أخطاء إملائية او لُغوية ف البارت دا +الرواية لا تمُتُّ بـصِلة عن شيبر تايني هو فقط الثُنائي الرئيسي للرواية ولكن ليس المقصِد منه شبكهم، اشوفكم البارت الجاي 👈🏻👉🏻💗