.
.
______________________________________
.
.
عَقاقيرُ الإكتئابِ والقلَق
بدءُ إستخدام الأدوية للشعور بالراحة هو بحد ذاته إنتحار بطيء جدا ، فمختلف العقاقير لها جانب سلبي يؤثر على جسد الإنسان فمابالك إن كانت موجهة للمخ مصدر المعلومات و التواصل في الجسم !؟
التوقف المفاجئ عن تناول هذه العقاقير
يؤدي إلى نوبات جنون غير محددة
و محاولات إنتحارية ، إضافة إلى زيادة في نسبة الحزن و الاكتئاب مع كثرة الهلوسات ....
.
.
______________________________________
.
.
صرخات جونغكوك الباكية ملئت المنزل كله !
ولم يشعر بالمخلوق الذي خلفه بسبب الظلام الشديد
إستدار جونغكوك مجددا ناويا الذهاب وكسر الباب
لكنه شهق بقوة بدل ذلك
عندما إنتبه لوجود زوجه تايهيونغ يضم يديه
الى صدره يشاهده يندب حظه أمام النافذة
تايهيونغ اقترب أكثر نحو جونغكوك بينما يهمس بهدوء شديد ...
" الطفل نائم
لف الأصغر وجهه بخوف نحو العربة و شهقات بكائه قد خفت قليلا ..
تايجون كان يغط في نوم طويل
كأنه لم يحدث شيء البتة ~
نظر تايهيونغ بحدة لوجه جونغكوك ثم أشاحه
إلى النافذة يتأمل المطر ...
لا أعلم إن كان يدرك ما يحصل ؟
لكنه هادئ الآن
موجها كلامه نحو الأصغر و بنبرة صارمة جدا
هذه المرة الأولى منذ إنتقلنا إلى هنا
و التي أستطيع فيها إنجاز بعض أعمالي
لذا إن كان لديك اي حب لي في قلبك !
فلتتوقف عن النظر إلى الشرفة ! "
شد لكنته عند آخر جملة جاعلا من الأشقر يرمقه
بنظرات مبهمة جدا .. هو غير مهتم بما يشعره ؟
ألهذه الدرجة جونغكوك لم يعد مهما ؟!
انزل رأسه بخفة رغم الإنزعاج البادي عليه
وحاول الإعتذار للأكبر ...
" أنا أسف حيال كوابيسنا
التي تسلبك قدرتك على عزف بالبيانو... "
لكنه لم يتوقع .. أن يكون زوجه بهذا البرود الشديد
ولا ينتبه لكمية الشهقات بصوته و خوفه الشديد !
" يجب ان تتركني انجز بعض العمل "
فقد جونغكوك اعصابه .. ولم يعد يبالي !
لذا رفع صوته عاليا .. يلوم زوجه ~
" كل ما تفكر به هو العمل ؟
ونحن في المستوى الخامس من الجحيم ؟! "
لكن تايهيونغ لا يهتم ..
هو هادئ جدا و بارد أيضا ؟
أخذ الموقف بروية شديدة عكس جونغكوك ~
" اقدر صعوبة ما نمر به ! "
قطب الأصغر حاجبيه و بنبرة متسائلة قد نطق
" صعوبة ؟
حدة صوته زادت بزيادة تقدمه من الأكبر
تصرفات زوجه تستفزه وتزيد ناره إشتعالا !
ما خطبك تايهيونغ !؟
هناك شيء في هذا الكوخ !
شد جونغكوك على لكنته محاولا إيصال الفكرة أكثر
شيء مريع .. "
البندقي سحب أشقره ليضمه إلى صدره
بينما يهدئ من روعه .. شعر بقلب الأصغر
يخفق بشكل غير طبيعي ، هو خائف و مشتت
تائه .. لا يعلم مايفعله حاليا ؟!
أمسك بيده الناعمة يجلسه على الأريكة بخفة
تلاها نزوله إلى مستواه
بعد مدة حط جبيبه على جبين زوجه يطمئنه ..
هامسا بخفوت
" جونغكوك ، مهما كنت ترى
فهو غير حقيقي ~
الأشقر لم يجادل أبدا بل تحلى بالصمت
مبعدا وجهه عنه ..
تايهيونغ راح يخرج علبة دواء ما من جيبه
لدي شيء لك ~
حملها بشكل لافت ليراها .. ليست إلا مضاد للقلق
و منوما أيضا ؟!
اريد منك اخذ هذه ..
جونغكوك بدأ يشعر بالنقص ؟
لما يحتاج دواءً من الأساس هو ليس بمجنون !
شد تايهيونغ على الحبة بين يديه
أنظر "
غضب الأصغر زاد هو يرفض بشدة تناول شيء كهذا
أخذ يهز رأسه غير موافق ..
" أبدا "
تايهيونغ نظر مباشرة في وجه جونغكوك يحاول إقناعه بتناول الدواء ..
تكلم مافي رأسه بشكل سريع جدا
و علامات الإعياء و التعب بادية على محياه
..حتى هو ليس بخير اليوم !
فهو غريب بشكل كبير !
" اعلم انك مرتعب و انا ايضا مثلك
نحن في عزلة
ولا يمكننا التعامل مع هذا الامر
قرب وجهه كثيرا من زوجه لدرجة احساس كليهما بأنفاسهما الساخنة تضرب وجههما
و بنبرة توسل ضعيفة نطق البندقي ...
يمكنني مساعدتك "
ومن هنا بدأ جدالهما المطول حول العناية بالطفل
تايهيونغ يريد أن يفهم جونغكوك أنه أب جيد
لكن الآخر لن يترك إبنه معه أبدا
حقيقة لا يثق به !
" رجاءً لا تفعل هذا "
زاد صوت جونغكوك و هلعه يحس بالضعف ..
الآن بات لديه مشكلة أكبر و هو زوجه !
" يمكنني الإعتناء بتايجون مثلك "
" لا مستحيل ! "
هز رافضا الدواء عدة مرات و شهقاته تعلوا
بينما هدوء و برود تايهيونغ يخنقه !
قاموا باستبدال زوجه ؟
" لا ، سأعتني به و انت نائم "
إستقام جونغكوك من الأريكة يحاول الهرب
من كل هذا إلى غرفة النوم .. لكنه لم يستطع
لن يترك تايجون نائما وحده !
لذا صرخ بقوة كي يجذب انتباه المعارض له
" يجب أن اكون مستيقظا لكي احميه
الا تفهم ؟
تلك الكلمات أخرست الأكبر لعدة ثواني
مما جعل الأصغر يكمل بهدوء
هنالك شيء ما يحدث كيم تايهيونغ ! "
ضرب الأكبر بكلام الآخر عرض الحائط
و أخذه إلى حضنه يغمره و يلقي عليه الكلمات المحفزة ..
" إنها الطريقة الوحيدة
التي سنتجاوز بها الموقف "
جونغكوك انهار تماما لم يعد يستطيع التحمل
أكثر من ذلك .. بدأ بذرف الدموع بينما يضمه تايهيونغ بعمق داخل صدره
اللطيف صاحب الخصلات الشقراء رفع رأسه للأعلى
ينظر لزوجه بينما ينتحب للعودة إلى المدينة !
" يا إلهي أريد العودة لمنزلنا في المدينة
دفن نفسه أعمق من قبل جاعلا من زوجه يعود للخلف كردة فعل ... !
أريد العودة للديار حبيبي "
شعر أسود المُقل بإنتظام ضربات قلب حبيبه
ثم فجأة عاد يسمع أصوات إرتطام حبات الدواء
ألا يزال متمسكا بقراره ؟!
" يجب أن تأخذَ قسطا من النوم
تحدث تايهيونغ ببرود يضع حبات الدواء أمام الآخر
تفضل .. تناول هذه "
هز الأصغر رأسه رافضا الحبة للمرة الألف
هو على دراية تامة ان زوجه ليس بوعيه
تايهيونغ تحت تأثير الأدوية التي يتناولها !
" لا اريد ! "
هرب جونغكوك بسرعة من بين يديه باتجاه تايجون ... حمله بخفة بعيدا عن تايهيونغ !
وسع البندقي عينيه ! هل الآن أصبح مصدر رعب لحبيب قلبه كي يتملص منه هكذا ؟!
" مالذي تفعله ؟ "
حشر نفسه في الزاوية كالفأر آملا أن يفهم
كم هو يرعبه الآن
جونغكوك عندما لاحظ تقربه منه
زمجر بقوة ..
" إبقى بعيدا عني ! "
تايهيونغ أبدا لم يستمع للأشقر بل بقي يخطوا تلك الخطى البطيئة نحوه .. يحدثه بشرود شديد
فعليا هو يشعر بالخذلان التام !
" كل ما افعله هو رعايتك انت و الطفل "
عقد الأصغر حاجبيه .. هل و الآن يعتبره و طفله
عالة عليه ؟!
نبس جونغكوك بتساؤل ..
" الطفل ؟
ابتسم بسخافة يحدق بوجه زوجه
ومن ثم نبس بحدة يصر على أسنانه
لقد اردت ان تتبناه مثلما اردت انا
كما وافقت أيضا ان ننتقل إلى هنا ! "
تايهيونغ بادله السخرية أيضا ,
كلاهما لا يفقه مايفعلانه .. يضيعان وقتهما بالعراك
" هه لم يكن خياري ~ "
في علاقتهما معا .. جونغكوك يطلب ! تايهيونغ ينفذ
هو لا يعرف الاعتراض لمطالب صغيره أبدا
وحقيقة أن التبني و العيش هنا
ليس خياره هي صحيحة حرفيا
" هل تظن اني أحمق ؟
هل تظن أني غبي ؟ "
هناك حدود لكل شيء دوما ، و الليلة رسميا
وصل صبر البندقي أوْجهُ و ذروته
زمجر بحدة كبيرة جاعلا من المكتب يهتز بقوة
بسبب لكمه بيده ..
" لا يمكنك ان تفعل هذا بي !
لا يمكنك ان تعاملني هكذا ! "
تلك الملامح الغاضبة التي ترسمت على وجه الأكبر
تبث الذعر بدواخل الأصغر ، بدأ يشعر بالتهديد
تايهيونغ فعليا يفقد صبره على جونغكوك
لأول مرة !
" لقد قلت إبتعد عني .. "
لا مكان يحشر فيه جونغكوك نفسه أكثر من ذلك ..
فهو محاصر من الأساس
صراخ و نحيب تايجون زاد من حدة الوضع
جاعلا تايهيونغ يفقد رباطة جأشه و إتزانه السابق
وضع يديه بقوة على الكرسي مصدرا صوت صفع قويا .. إرتجف له جسد جونغكوك )"
تحدث بنبرة مغصوصة جدا ، فالصغير منذ زواجهما يهينه بشكل لا يحتمل ولا يقدره أبدا في كل فرصة يلومه ! لقد سئم ..
" انا لم اقم بإيذائك قط !
مقلتاه إحمرت بشدة ..
يبدوا أنه قد يذرف الدموع بأي لحظة ؟
لكن العكس قد حصل فغضبه وصل حدود السماء
وعليه إخراجه في شيء ما ...
أنا لم أفعل شيئا سيئا لك جونغكوك !
راح يحمل الكرسي الذي أمامه راميا إياه بكل ما يملك من قوة على الجدار خلفه تحت أنظار زوجه المرعوب .. لقد تفتت الكرسي حرفيا ~
و لا يزال غاضبا حد الجحيم و قلبه مليء بالكلمات
للمتمسك بتايجون ..
إقترب أكثر منهما يخاطب الأصغر بقسوة شديدة
كل ما فعلته هو تقديم ما تحتاجه !!
وأنت ماذا قدمت لي ها ؟
حتى مداعبات سطحية لم تسمح لي منذ مدة !
أمسك بفكه يضغط بحق يرغمه على بلع الدواء
تناول هذه الحبوب اللعينة ! "
إبتلعها .. هو قد بلعها بدون أي إعتراض
و إبتلع معها لسانه و صوته و كل شجاعته
لم يرى هذا الوجه الخشن و الهمجي من زوجه قبلا !
آخيرا تايهيونغ إستوعب ما قد قام به ..
لذا و بهدوء تام إنسحب تاركا إياه في الخلف
يحاول جاهدا كتم صوته الباكي هو و الصغير !
.
.
جونغكوك كان يقف متصنما داخل المطبخ يحاول تمرير أفكاره الزائدة و مسح ذكرياته الماضية
الوقت لا يمر أبدا .. و الواضح أن الدواء بدأ يسري بجسده ، هو هادئ جدا و متجهم الوجه
أخذ الطبق بجانبه يقوم بتقليبه في محاولة لصنع الغداء .. لكن ذلك تم قطعه تماما عندما سمع صوت
تايهيونغ يجسأل عن حاله
" هل تشعر بشيء ما؟
تصنم جونغكوك مجددا .. هو حتى لم يكلف نفسه عناء الرد عليه أو الإلتفاف نحوه ...
لذا تقدم زوجه خلصة يحاول رؤية مايصنعه
يبدو هذا جيدا ..
هل لي ببعض منه ؟
لكن عدم الرد و كل هذه الكمية من التجاهل
جعلته يعود أدراجه و يفهم أنه غير مرحب به هنا
حسنا ، أسف ~ "
خرج تايهيونغ من المطبخ ناحية غرفة النوم
أين وضع الأشقر طفله الصغير يلهوا قليلا
قام بحمله و اللعب معه ، ريثما يعد طعام الغداء
المطر زاد من غزارته و بات يصدر الكثير من الأصوات المزعجة .. لكنه أرحم من أصوات البناء
شعر تايهيونغ أن جونغكوك وحيد في المطبخ منذ مدة لذلك يجب عليه تفقده .. حمل تايجون في حضنه ضاما إياه بحب ..
أما جونغكوك ، فهو ليس في وعيه
لا يعلم مالذي يفعله حتى !
هو فقط يعرف شيئا واحد .. وهو أنه غاضب جدا
أخذ الصحن الذي كان يقلبه منذ نصف ساعة
و بصق فيه .. أكمل التقليب بكل هدوء
ينتظر قدوم صاحبه ...!
آتى تايهيونغ حاملا بي يديه الصغير الذي يناغي و يخرج أصواتا جميلة تنير رعب المكان ..
تقدم نحوهما جونغكوك بينما يحمل ذلك الصحن الملعون رافعا إياه في وجه زوجه
" الطعام .. "
.
.
___________________________
.
.
بعْد إذنك أيّها القارءُ المحترمُ الشغوفُ
أضئْ تلكَ النجمة الصغيرةَ كي تضيءَ إبتسامتي
الدافئة أيضًا 🖤
.
.
_____________________
.
.