مَعلومة إثرائية :
لَقَب نَبيل ' كالدوق أو الماركيز أو الكونت...إلخ'
هو امتياز قانوني يُمنَح مُنذ قَديم الزَمَن و يهدُف لتمييز النُبلاء عَن عامة الشَعب و تتوارَث العائلات الألقاب مِن جيلٍ لآخَر و شكَّلَت النِظام الإقطاعي مُنذ العُصور الوسطي
و لازالَت حَتي الآن قائمة في البُلدان التي تَخضَع للنِظام المَلَكي كإنجِلتِرا.
موسيقي الفَصل : 𝓶𝓪𝔃𝓾𝓻𝓴𝓪 𝓲𝓷 𝓪 𝓶𝓲𝓷𝓸𝓻 𝓸𝓹.67 𝓷𝓸.4 (𝓬𝓱𝓸𝓹𝓲𝓷)
إستيقَظ مِن غَفوتِه القَصيرة لتَتَسَلَل إلي أنفُه الرائحة النَقية لهواء الريف كمَزيجٍ مِن روائح العُشب و قَطرات النَدي الصَباحية.
تَسَلَل ذاك الدِفء المُحبب لَه لقَلبِه.
صورَتها راودَتهُ في ذِهنِه و هي تُشارِكه مَعه اللَعِب رِفقة طِفلتيهِما بحَقل القَمح.
حيث كانَتا الصَغيرتين يختَبئان بين سَنابِل القَمح الطويلة يلعَبان الغُميضة.
{ إلي أين تُريد النُزول، أخي؟ }
سأله آرثَر .
{ أنزِلني هُنا، أُريد أن أستَمتِع بالمَشي في هَذا الطَقس الجيد
يُمكِنُك العَودة لا تَقلَق بشأني }
رَغم عِلمِه أن الآخَر سيقلَق عَليه و للغاية.
لَكِنَّه لا يريد أن يعلَم أحَد أين سيقطُن، هو لا يضمَن ما قَد يفعَل أبيه الكونت إءا عَلِم بمَكان وجودِه.
عَليه أن يتوقع أي شئ مِن أُناس بالكاد يَعرِفَهُم.
بَعد نِقاشٍ طال مَع آرثَر يئس مِن إقناع الآخَر ليعود بالعَرَبة أدراجَه خائباً.
حَمَل تايهيونغ حَقيبتيه مُبتَسِماً لذاك المَكان الذي إشتاق لَه.
و خَطي ناحية الغابة حيثُ يقبَع ' مَنزِلُه ' بالجِهة الأِخري مِنها بَعد البُحيرة.
◆◇◆◇◆◇◆◇
دَقاتُ قَلبٍ غَير مُنتَظَمة.
إنعِقادٌ بمَعِدَتِه، و فَراشاتٍ تُدَغِدِغ بَطنَه.
كان ذاك شُعوره داخلياً فَقَط حين وصَل لتِلك البُحيرة و خَطواتٌ بَسيطة تَفصِله عَن مُرادِه.
يخطو بوقور و إتزان و كِبرياء جُندي عَكس قَلبِه ذَليلُ الشَوق.
خُطوة
خًطوة
و ها هو ذا يري مَنزِله.
{عُذراً، هَل تَحتاجُ شَيئاً ؟ }
قـلبَه توقَّف عَن أداء عَمَلِه حين سَمِع ذاك الصوت، هو إلتَهي بالشُرود بالمَنزِل و لَم يلحَظ وجودَها قُرب السياج.
لَكِن حين إلتَفَت لَها، لَم يستـطِع أن يُبعِد عَيناه.
كأن الأرض توقَفَت عَن الدوران و الزَمَن توقَّف و بَدي كُل شئ آخَر باهِتاً بجانِبها ، فَقَط هي مَن تَشُع بوضوح أمامَه.
لَم يلحَظ حَتي إبنَتـه الصَغيرة المُتمَسِكة بفُستان والِدَتها .
شَعرُها قَد تَطاير مَع النَسيم البارِد خاصة شَهر نوڤَمبِر، إنعَكَسَت الشَمس في عَينيها شَبيهة العَسَل، بَدي كمَشهَدٍ مِن فيلم بالصورة البَطيئة أمام عينيه.
كأن عَقلُه توقَّف عَن العَمَل.
{ إيزابيلا...}
هو هَمَس بإشتياق دون إدراك.
أراد أن يحتَضِنها.
أرادَ أن يدفِنها بأعماقِه.
كَلِمة ' إفتَقَدتُك '
رُبَما تَعتَقِدونها غير كافية أعِزائي.
لَكِن الكَلِمة بالفِعل تَشرَح كُل شئ نَحنُ فَقَط لا نُدرِك الجَمال في المَعاني.
'إفتَقدتُك ' تَعني أنَّكِ فُقِدتِ مِني، و تَرَكتي مَكان فِقدانِك ذاك المَكان الفارِغ الذي لَن بعوضه سِواكِ.
هو إفتَقَدَها للحَد الذي إن ظَل يُعانِقها حَتي الغَد فيه لَن يكفي.
حتي و إن سَهِر ليلاً يتأمَلها و يضُمها و يستَنشِق رَحيق ثَغرَها لَن يكفي.
لَكِن
هو لا يستَطيع.
لا يستَطيع حتي أن يُخبِرها بإشتياقِه ذاك.
ماذا يفعَل؟
هو الآن غَريب بالكامِل.
و عَليه أن يشكُر رَبَّه علي هَذا و ألَّا يطمَع لأكثـر مِن ذَلِك.
هو عَلي الأقَل أمكَنَه رؤيَتها.
{ عَفواً؟ }
إستَفاق هو أخيراً مِن حُلمِه الوردي ليُدرِك كيف كان ينظُر لَها مُبتَسِماً.
خافَ أن تَرتاب مِنه لِذا أسقَط إبتِسامَته مُتحَمحِماً مُتجَهِزاً لقول الكَذِبة التي خَطَط لَها.
{ آنِسة إيزابيلا، صَحيح؟ }
إدَّعي الجَهل لتومئ هي لَه.
{ أنا تايهيونغ كيم، إبن الكونت لويس كيم
كُنتُ زَميلاً لجونغكوك بالكَتيبة ، بَل كُنتُ أيضاً أعَز صَديق لَه و شارَكتُه أيامَه الأخيرة و كَذَلِك...
لَحظاتَه الأخيرة}
نَبضاتُها تَسارَعَت فَقَط لذِكر إسمِه، و لَمِعَت عينيها فهي لَم تتوقَّع أن يصِلها أي شئ آخَر عَن زوجِها.
{ هو قَد أوصاني بِكُم، نَتيجة قَلَقِه عَليكُم
و لَم يسَعني سوي الموافَقة عَلي آخِر طَلَبٍ لَه
أسَف عَلي تأخُري فقَد كُنتُ مَريضاً مؤخَراً }
نَكَسَت رأسَها ناظِرةً للأرض كعادَتِها حين تُفكِّر ثُم رَفَعَت رأسَها إليه بَعد لَحظات.
{ هَل لَدَيكَ دَليل؟
فكَما تَعلَم أنا و بناتي نَعيش هُنا وحدَنا ووجود غَريب لا نَعرِغه هو خَطَر بالنِسبة لَنا }
أومأ لَها ثُم أدخَل يده بجيبِه ليُخرِج مِنه مَكتوباً كُتِب عَلي ورقة قَديمة حيث طُويت لأكثَر مِن مَرة.
هو قَد أخَذ إحتياطاتُه و جَعَلها تَبدو قَديمة رَغم أنَّه كَتَبَها البارِحة لكي لا تَشُك بِه.
{هَذا خَطُه...}
هَمَسَت هي بينَما تَتفَحَّص المَكتوب بعِناية ، هذه وصية وهمية و تتَضَمَنَت بِضعة أشياء أُخري غير مُلازَمَته لَهُما لكي لا تَشُك بالأمر.
{ عُذراً، لَكِن كيف لَنا أن نُزعِج إبن الكونت؟ أليس لَديك عَمَل و مَسئوليات؟ }
تَعَجَبَت هي ليبتَسِم لَها مُحاولاً أن يُشعِرها بالراحة.
{ رُبَما لا تَعلَمين لَكِنني لَستُ الإبن الوحيد، آه و أبي قرر أن يستَثمِر بمَزرَعة لِذا أرَدتُ أن أكتَسِب خِبرة بالأمر و أعمَل هُنا }
قال مُتحججاً.
{ لا، ألا يكفي أننا نُزعِجُك بالبَقاء مَعَنا؟
لا يُمكِنُك أن تَعمَل أيضاً}
نَهَته شاعِرةً بالثُقل ليومئ هو بالنَفي.
{ صَدِّقيني آنِسة إيزابيلا، عَمَلي هُنا سيكون لمَصلَحَتي الشَخصية و لَستُم تُزعِجونني أنا أرَدتُ أن أتعَرَّف عَليكُم بالفِعل مُنذ فَترة بسبب قِصَص زوجِك}
تَنَهَدَت هي بيأس مِن إقناعِه لتَفتَح باب السياج مُعطية إياه المِساحة للمُرور.
{ أتمَني أن لا أكون ضَيفاً ثَقيلاً عَليكُم }
قال رافِعاً لَها قُبَعته دالِفاً لحُدود أرضِهِم.
شَعَر أن العُشب الأخضَر يُلقي التحية علي أقدامُه بَعد غياب مُنذ آخِر مَرَّة كان هُنا.
لاحَظ هو أخيراً تِلك الصَغيرة المُختَبئة بظِل والِدَتِه.
إنحَني علي إحدي رُكبَتيه ليَصِل لطُولِها.
{ مَرحَباً أنا تايهيونغ، ما إسمُكِ؟ }
قال بنَبرةٍ ودودة لتَتردَد الصَغيرة ثُم نَظَرَت لوالِدَتِها تستَنجِد بِها.
لَكِن الأُخري إبتَسَمَت تومئ لَها مُطَمئنةً إياها .
إيزابيلا و بشَكلٍ غَريب تَشعُر بالراحة مِن ناحية ضَيفِهِم الجَديد.
و لَم تَعلَم أبداً لِماذا و هي أول مَرة تَراه.
{ إثمي~ إيما }
قالَت لَه ليقهقه عَلي لَطافَتِها بالحَديث.
حقاً قَد إشتاق لَها .
{ إيما؟ إسمٌ جَميل~
تَشَرُّفت بمَعرِفَتِك ، أنا صَديقُ بابا
و لا أُمانِع أن أكون صَديقاً لإيما أيضاً }
لَمِعَت أعيُن الفَتاة بحَماس.
{ حَقاً؟ أليث و جوناثان لا يُحِبَّان اللَعِب مَعي
يقولان أنني طِفلة ثَغيرة ~}
إشتَكَت لَه ليتصَنَع مَعالِم التَعَجُّب.
{ حَقاً كَيف يجرؤان؟!
إيما لَيسَت صَغيرة، إيما كَبيرة و ذَكية و الجَميع يتمَني اللَعِب مَعها }
أومأت هي موافِقةً إياه بالحَديث بغُرورٍ لَطيف.
{ مَن هو چوناثان؟ هَل هو صَديقُكِ؟ }
سأل بتعَجُّب لأنَّه لَم يسمَع ذاك الإسم قَبلاً.
{ لا بَل إنَّهُ أخي }