الصهباء | ت؛ك

By vatimvk

3.2K 286 207

جميلةٌ هي كما لو أنَّها لوحةٌ اجتمعت بها كلُّ الألوانِ و بتناغمٍ زاهي ، و أنا عديمُ اللونِ و الميزة ، جميعُ م... More

+الصــهـبـاء+1/3+

+صــهـبـاء+2/3+

1.3K 145 63
By vatimvk

كنت راقدًا في سريري بهدوءٍ باسطًا جسدي و نائمًا على ظهري، أنظرُ لذلك الوهمِ الذي يحومُ فوقي و الذي يخيِّلُ لي حياتيَ القديمةَ كمشهدٍ من فيلمٍ حزين، يُحلقُ على مرمى بصري يجعلني أرى كلَّ أحداثِ طفولتي السعيدةَ تتراقصُ فوقي و من ثمَّ تلوحُ و تتلاشى و يظهرُ محلها خرابٌ يماثلُ أطلال خافقي..

من بالوباءٍ يشوبُهُ..

منذُ صغري كان الجميعُ يحسدني على جونغكوك، يريدهُ مني ، يسرُّ الأماني في نفسهِ رغبةً بأبي ، بأمي ، بإخوتي و بحبيبي و جميعِ من يكونُ لي ، كان الجميعُ لا يرى أنني يتيمٌ و أنني فقدتُ الكثير، و جونغكوك عندي هو عوضٌ و هبةُ من إلهي التي إذا حُسدت تلاشت..

" نصفٌ من سعادتك يا تايهيونغ، أو ظفرٌ حتى من جونغكوك!، أنت ملكت السعادةَ و ما بينها، أنا أحسدك!،.. أتمنى حظك،.. ليتني مكانك،.. ليتني كمثلِ حسنكَ لأحصل عليه؟،.. أنت محظوظ! "

باتت تلك الجملُ الآن كالسكاين التي تذبحُ كل شريانٍ أحبَّ جونغكوك، كلَّ وريدٍ قد تلفظ بإسمه، بل هي خناجرٌ تمزقُ قلبي ، و فأسًا يفلقُ الفصَّ الأيمن عن الأيسر فيه..

استغرقتُ لياليَ و أيامًا عميقًا بالبكاءِ الصاخبِ الذي علا أنحاء غرفتنا، و بدورهِ يترددُ صداهُ في أذني يزيدُ من حسرتي و سخطي..

" لما تفعل هذا بي ، لما تفعلُ هذا بنا؟!"

كنتُ أصرخُ بكلِّ قوتي و أنا أضربُ بكفاي على صدري..

" لِمَ تخونني معاها ؟!"

هذهِ المرةَ صفعتُ وجهي و نتفتُ خصلاتَ شعري..

أصابني ما كنتُ أخشاه، هذاني و جنوني بك ، نفسٌ مريضةٌ ببشريٍ سرق كلَّ محبتي و كُتبَ عليَّ التعاسةُ بدونه..

أريدُ المرآة حالًا!..

هتفَ عقلي لي فاستقمتُ سريعًا ناحية مرآةِ يدٍ صغيرةٍ و دهشتُ عندما..عندما وجدتني لا آراني فيها!..

" لا لا لا ، عليكِ اللعنةُ ليس أنتي أيضًا ! "

أمسكتُ بها بقوةٍ أهزها علَّ رسمتي الكئيبة تظهر لكنها ما زالت لا تعمل ، مازالت لا تراني ، إنعكاسي فيها تلاشى..

تمامًا مثلَ زوجي غبتُ عن عيناه!..

نظرتُ يميني و رأيتني أخيرًا في الكبرى التي تتوسطُ غرفتي ..

كنتُ أقفُ بعجزٍ و دموعُ حسرتي تملأُ وجهي ..

كان منظري بشعٌ بل مشوهٌ تعلوه أماراتُ الكآبةِ و الحسرة..

كوردٍ ذابلٍ يوشكُ أن تسقط منه آخر أوراقه..

فكرتُ في أمري قليلًا و مكثتُ أتأملني..

لا أعلمُ أيهما أقربُ للصحة و الصواب، أَحبك قتلني؟، أم غيرتي عليك هي من فعلت؟!..

أم أنَّني سفيهٌ أبرمَ كليهما معًا فضاعف من عذابِ قتلهِ أضعاف المئةِ بل الألف ، و طفقَ يستهجنُ في ذاتهِ و يذمُّ بها أنها الملوم..

أرجوكَ اِفطن أنك تُزهقني و تنعشني معًا في ذاتِ الآن ، تحييني بنظرةٍ و تُميتني إن أسدلت الجفن عني..

حولتُ رؤيتي نحو إطلالةِ نافذتي المعتمة..

هذا سوادُ الليلِ لا يضاهي سوادَ وجداني و نجوى حذاقتي إن واجهتني بظهرِ الغضوبِ الذي يوبئُ سريرتي يا جونغكوك..

" سئمتُ حبكَ الغاشمِ و سئِمتُ ضياعَ رصانتي! "

صرختُ فتأججت ناري براحتي اليمنى تكسرُ مرآتي لتدمي شظاياها الحادةُ أناملي و انبطحتُ أرضًا أبكي..

لكنني كنت في حالٍ من اللامبالاةِ بآلامِ جسدي ، لأن منبع الإحساسِ عندي كان يطمسني عن كلِّ ألمٍ سواه..

استقمتُ بضعفٍ و ذهبتُ لخلوتي أملأُ حوضَ استحمامي بماءٍ باردٍ علهُ عندما يحتضنُ جسدي ستبردُ نارُ قلبي..

جونغكوك لا يعي ، جونغكوك لا يدري ما أصابني و ليس لهُ علمٌ بما حلِّ بي من خطاياه..

لأنهُ...لا لا بل لأنني..

قدْ تمَّ نسيانيَ و طُويَتْ صفحتي في كتاب جونغكوك..

...

قرطايَ يلمعانِ و عينايَ زاهيةٌ بلونٍ أخضر..

و أظافري قد لجأتُ من أجلها لصالوناتِ التجميلِ و زينتها بطلاءِ الأظافرِ الشفافِ الذي يوحي بنعومةِ كفاي بمجردِ رؤيته..

أما عن خداي فقد دهنتهما بلونٍ أفتح من كاملِ بشرتي و جعلتُ من نمشيَ المتناثرِ عديمَ الأثرِ لا يشوهُ وجهي..

شعري كان أحمرًا و رغمَ كونهِ أكثرَ لونٍ مقيتٍ بالنسبةِ لي إلا أنني أقنعتُ نفسي بأنَّهُ سيكونُ السبب الرئيسيَ لإعادةِ زوجي لي..

جميلةٌ هي كما لو أنَّها لوحةٌ اجتمعت بها كلُّ الألوانِ و بتناغمٍ زاهي ، و أنا عديمُ اللونِ و الميزة ، جميعُ ما بها ينافي ما بي بالشكلِّ الأفظع!..

هكذا علمني بُعدُ زوجي عني..

علمني أنَّ الصهباءَ تفوقني بالمحاسنِ و أنا آخرُ ثلاثةِ أحرفٍ منها..

آسن..

...

هرولتُ بسرعةٍ لبابِ المنزلِ عندما لمحتُ جونغكوك قادمًا من الشباكِ ، و رحتُ أعدِّلُّ قميصي القصيرَ و أرشُّ على ترقوتي من عطرٍ صغيرٍ كان على منطضدةٍ قربَ الباب..

كانت الخلاخيلُ التي تلتفُ حول ذراعيَ الأيمنِ و ساقيَ اليسرى تُصدرُ صوتًا مدويًا لكنهُ يبهجُ المستمعَ و لهذا كنتُ مبتهجًا و أبتسم ، لأنني كنتُ على ثقةٍ بأنَّ ابتسامتي المسرورةُ تلكَ و التي أخرجها اليومَ أخيرًا من أعماقِ قلبي بعدَ كلِّ ما أصابني من بؤسٍ لن تُكسر..

لأنَّ زوجي جونغكوك لن يستطيع مقاومتي ككلِّ مرةٍ و سينسى عذرهُ الذي يلقيهِ عليَّ في كلِّ تارةٍ و يغدو مبادلًا لي الهوى و يطارحُ فتنتهُ الغرام..

كنتُ فتنتهُ و لا أزال ، حتى و لو أنكرتُ هذهِ الحقيقةَ في الأيامِ التي مضت، اليومَ و رغمَ أنني لستُ ما أنا عليه لكن لا بأس..

لا بأس إن كان هذا لا يعني أنَّ كلَّ حقيقةٍ صرَّحَ جونغكوك بها تجاهي لن تسقط..

اليومَ سأنسيهِ اسم و هيئةَ الصهباء نِسيانَ اللحظةِ الأولى في حياةِ كلِّ مولود..

اليومَ سألثمُ شفاهنا و أجعلُ من لعابي غراءً يلتصقُ بهِ لا يستطيعُ أن يغتني سوا به..

اليومَ سأجعلهُ فوقي يحركُ أصابعهُ إباهمًا و سبابة ، وسطى و بنصر..

حتى خِنصرهُ سينغزني بنغزٍ لطيفٍ يجعلُ مني شبقًا تجاههُ ، و هوَ بالمثل..

آهٍ على أفكاري آه..

على بعدِ لحظاتٍ لتتحقق بعد طول انتظار..

أخذتُ نفسًا عميقًا عندما رأيتهُ يقتربُ قبل أن أفتحَ البابَ قبلهُ بحماسةٍ مع أنَّ الضوءَ المحيطَ كان يصدرُ فقط من المصباحِ المعلقِ في بهوِ الإستقبال..

كان رأسهُ منزلًا ينظرُ ليدهِ التي تعبثُ بالمفاتيحِ لكنهُ رفعهُ فورًا عندما فَتحتُ الباب فجأة !..

كانت علاماتُ الدهشةِ مرسومةً عليهِ لكنني لم أكن واثقًا أهو بسببِ زينتي أم لأنهُ لم يتوقع أن أفتحَ لهُ الباب اليوم؟..

غالبًا ما كنتُ أتظاهرُ بالنومِ في سريري أو أقومُ بإنتظارهِ على أريكةِ غرفةِ المعيشة..

طالَ الصمتُ بيننا و راحت عيناهُ تفحصني و تنزلُ للأسفلِ حتى تصعد إلى وجهي في كرَّةٍ وراءَ الكرَّةِ فخِلتُ في نفسيَ سريعًا أنهُ في حالةٍ يستوعبُ فيها جماليَ الأخاذَ الذي أصبح ، و كدتُ أراهنُ بعشرةِ أصابعي أنهُ يفكرُ الآن أيُّنا أجملَ و ماذا لو تركها و عاد لي؟..

الآنَ يعضُ شفتاهُ في حيرةٍ فقلتُ في ذاتي أنهُ يحاولُ كبتَ نفسهِ بالتأكيدِ لكنني لن أتركَ فرصتي فتحدثَ لساني لحظتها أكسرُ صمتنا..

" عادَ سلامُ قلبي للمنزلِ فحللتَ أهلًا و سهلًا عليهِ يا ربيعَ عمري ، شئتُ اليومَ أن أستقبلكَ فلم أحرم نفسي مشيئتها "

مازال صامتًا لا ينبسُ ببنتِ شفة ، و كان و كأنما فقدَ كلماتهُ و أحرفهُ أو كعليلِ الحديثِ لا ينطقُ شيئا..

حارَ وجداني بعدما أتمَّ هدوءهُ العشرَةَ دقائقَ أمامي فلم أشعرْ سوا بشيئٍ يزحفُ على خدي و بنفس الوقتِ قد فُكت عنهُ عقدةُ لسانه..

" ماذا فعلتَ بنفسك؟.."

قال بهدوءٍ فهتفتُ سريعًا و أنا أشعرُ بعبراتي تتسابقُ في النزولِ على وجنتاي قبلَ لسانيَ الذي نطق..

" أ..ألم أعجبك؟! "

" ماذا؟!، ليـ.. "

مع أنهُ كان يهمسُ إلا أنني لم أسمحَ لهُ بالإطالةِ في التبرير فضربتُ صدرهُ بكفاي المشتعلتانِ عنفًا ، و من كادَ يسقطُ اعتدلَ في لحظةٍ و علاماتُ الصدمةِ تكسوه..

لكنني لم أحتملُ و لذتُ بالفرارِ من أمامهِ أصعدُ سُلمَ المنزلِ بأعينٍ ضبابية، حتى أنني أوشكتُ على السقوطِ لكنهُ أمسكني قبل هذا..

لم أكن أريدهُ بقربي هذا الحين ، لم أكن لأجعلهُ يلمسني و لو بنيةِ إنقاذيَ و أنا الآنَ في داخلي مشاعرُ المَهانَةِ و المذلة! ، لقدْ فقدتُ كرامتي و كسرتُ نفسي كثيرًا من أجلهِ التي أصبحت فتاتًا فتاتًا بل شظايا!..

أفضلُ الموتَ حاليًا على أن يشفقَ علي مع أنني كنتُ أرجو شفقتهُ لكنني أعلنُ الآن استفاقتي و كفى!..

أنا جعلتُ من نفسي عنواناً للخساسةِ و الخنوع، أجزتُ الهوانَ لذاتي و أصبتها بالنقيصةِ و المذمة..

جعلتُ من عشقي لهُ نقمةً عليَّ لا نعمة ، أنا العاشقُ المذمومُ و أنا المحبُّ المُهان..

" ا..بتعد "

بالكادِ خرجتْ مني و كنتُ على وشكِ الإغماءِ من ثِقلِ حسرتي..

لم يتركني بل صارَ يطوقُ خاصرتي و يشدني لأحضانهِ بقوةٍ و عنوة! ، فخفتُ أن نقعَ من السلمِ و يتأذى..

يا أنا توقف عن كونكَ تخشى عليهِ الأذى و أنت لتوكَ أعلنتَ حدادكَ عليه! ، أدرك تناقضكَ و خذْ صفَّ العدلِ في نفسك!..

حاولتُ فكَّ عقدتهِ حولي لكنهُ زمجرَ بنفاذِ صبرٍ قربَ أذني و أنفاسهُ تلفحُ رقبتي ، و ما أوشكتُ على الفرارِ حتى شعرتُ برجلايَ تطيرانِ من الأرضِ و بهِ يحملني و يركضُ على عتباتِ الدرجِ بأسرعِ ما عنده..

كنتُ ألكمهُ بقبضاتي الضعيفةِ على صدرهِ و ظهرهِ ، و بالمقابلْ لم يكن يحدثُ ردةَ فعلٍ تذكر ، و أخيرًا وضعني على السريرِ بكلِّ رقةٍ و خفة ، لكنهُ لا يدري أنهما لن تشفعا له..

رفستُ صدرهُ قبل أن يقتربَ مني و أمسكتُ باللحافِ الأبيضِ ألتحفُ بهِ و أغطي ما أظهرتهُ اليومَ من جسدي..

أشعرُ بتجمدهِ في أرضه ، و بي أرتجفُ فأخضُّ قلبي سلفًا ، لا أستطيعُ إيقافَ عبراتي فكلُ واحدةٍ منها تنزلُ و تعدُّ مقدار ما تحملتهُ من ألم..

أريدهُ أن يرى أعدادًا ضخمةً من وجعي علَّ إحساسهُ يُنغزُ و لا أكونُ وحديَ المتضرر..

" ا..ابتعد عني "

همستُ دون النظرِ إليهِ لكنني على درايةٍ أن الدهشةَ تغطيهِ من رأسهِ حتى أخمصِ قدميه..

ماذا كان يتوقعُ مني ؟! ، ماذا كان يتوقعُ من حالنا؟!..

" لقد..د اكتفيت "

شهقتُ وسطَ بكائيَ الهادئِ و شددتُ قبضتي باحكامٍ على غطائنا..

كانت أسناني تصطكُ ببعضها و لساني دونَ حراكٍ يهذي و يرعش..

شعرتُ بحركةٍ بسيطةٍ منهُ و بهِ ينادي إسمي..

" تاي..، حبيبي؟ "

انتفضتُ مشمئزًا من يداهُ التي أرادت أن تحضنني و انكمشتُ مجددًا أكثر و أكثر بهلع..

" لا تلمسني! ، لا تـ..تقترب مني "

أرادَ معاندتي و أجبرني على عناقهِ غصبًا ، و أنا أرجفُ بينَ ذراعاهُ التي تحيطانني ، علمتُ أنني لن أقدرَ عليهِ خاصةً و عندما غمرني بهمساتهِ المرنَّمة..

" فليهدأ قلبكَ و يصفو ، هنا مفتاحهُ ! ، أنا ، من يحبك! "

نفيتُ برأسي كثيرًا على هذهِ الكلماتِ و رفضتها بشكلٍ قاطع ، كل هذهِ أكاذيب ، لن أتخذَ الحماقةَ صديقًا لي بعد اليوم ، لن أصدقهُ أبدًا بعد هذهِ اللحظة!..

" غيرتُ مفتاحه ، أوصدتُ قلبي بنيرانِ الغيرةِ التي أشعلتها فيهِ فلا عبورَ لك اليوم و لا بعد اليوم ، اذهبْ لها و اجعلنا ننتهي من هذا الأمر! ، أحضرْ لي ورقةَ الطلاقِ دونَ اللجوءِ للمحاكمِ و اجعل من الفراقِ سهلًا كما سَهُلتْ عليكَ خيانتي! "

توسعت مقلتاهُ و رأيتُ لحظةٌ من الضياعِ و التشتتِ في عيناهُ عندما التفتُ لهُ بعدما فككتُ ذراعاهُ عني بكلِّ عنفٍ و ضيق ، كانَ السوادُ فيهما ببريقٍ آلمني استشعارُ معناه ، صابني بالتأنيبِ و صابني بالشرود!..

أقرأُ فيهما كلمةَ بريئ ، لا يدريِ عن هذائي الذي ألقيتهُ في وجهه؟، يحاولُ في تلكَ اللحظاتِ التي نتبادلُ فيها النظراتِ أنْ يهتدي إلى حلٍ يحيلُ بيني و بينَ الفراق..

لكنهُ لا يدري..

لا يدري خِضمَ مواجعي و قهري..

تتلاطمُ الأحزانُ بي و تجعلني مجوفًا من كلِّ شعورٍ حملتهُ له!..

" أريدُ.. الطلاق! "

انتفضَ برعشةٍ أحسستها و كأنَّني في المرةِ الأولى عندما نطقتها فأنا قد جرحته ، و في المرةِ الأخرى قد ضغتُ بها على جرحهِ..

" بـ..بما..بماذا تهذي؟! "

ارتجفَ في سؤالهِ فبادلتهُ الرجفةَ في الجواب..

" لا..لا ، أنا لا أ..أهذي! "

قلتها لكنني كنتُ أدركُ بأنني أخطلُ في كلامي رغمَ كلِّ صراعاتِ ذاتي ، لما أنا متضادٌ من الداخلِ و لا أملكُ الترادفَ بينَ قلبي و عقلي؟! ، لما؟..

" بل تفعل! ، أنا لا أفهمُ منكَ شيئًا البتة!، من هي التي سأذهبُ لها و لما لا تطيقُ لمساتي ؟! ، لما أجرمتَ في جمالكَ إلى هذا الحدِّ و وضعتَ تلكَ المساحيقَ القبيحـ.."

إلى هنا و توقفْ عن حديثك!..

" رائع! ، تراني قبيحًا الآن بعدما فعلتُ الكثيرَ من أجلكَ و صبرتُ و صبرتُ حتى ذبلَ ما تحتَ عينايَ لدرجةِ أنكَ لم تلاحظ! ، و أنا ما اللا يطيقُ لمساتكَ ؟! ، هل تذكرُ آخرَ مرةٍ تطارحنا فيها الهراءَ على هذا السريرِ الذي أنامُ عليهِ وحدي نصفَ الليالي؟! ، هل لهذهِ الدرجةِ لا تطيقُ شبيهًا لها و لا نظير؟! "

قوايَ خارت..

و حُنجرتي تراخت حبالها الصوتية ، ما عدتُ أستطيعُ التحملَ أكثرَ من هذا ، ما عدتُ أطيقُ الكتمانَ و السكوت، مازال لا يعطي نفسهُ فرصةً لمغفرتي، قبلًا كان يجرحني بأفعالهِ دونَ أن يعلم ، لكنهُ اليومَ يجرحني بالكلامِ وجهًا لوجهٍ و هوَ بكاملِ إدراكه!..

استقمتُ من السريرِ في حركةٍ سريعةٍ و تركتهُ يتداركُ انفعالي و سخطي، و اتجهتُ فورًا لمرآتيَ أنظرُ لنفسي بعدما اقتنعتُ بقبحيَ أخيرًا..

"تايهيونغ أرجوك.."

استقامَ جونغكوك خلفي لكنني نظرتُ إلى كلِّ الجهاتِ في الغرفةِ من حولي حتى رأيتُ تحفةً من الفخارِ فما لبثتُ حتى أخذتها و رميتها في المرآةِ أكسرها..

تناثرت الشظايا على الأرضِ و زوجيَ الخائنُ كانَ لا ينطقُ حرفًا سوى أنهُ توقفَ يحدقُ في الأرضِ و يزخرُ بعيناه و أنا لم أكترث..

وضعتُ أصابعي بينَ جفني عينيَ اليمنى و أزلتُ عدساتي الخضراء بصعوبةٍ فدموعي تكادُ توشكُ على إغراقِ وجهي..

فعلتُ ذاتَ الشيئِ مع العينِ اليسرى و هنا تحدثتُ أخيرًا إلى الماثلِ في مكانه..

" كـ..كنتُ أحمقًا لأنني ظننتُ المشكلةَ في عيناي"

التفتُ معطيًا ظهريَ لجونغكوك و هممتُ بفتحِ الدُّرج القريبِ من السريرِ سريعًا ألتقطُ منهُ مَنديلًا أمسحُ بهِ ابتذالَ ما فعلتهُ بوجهي بعنفٍ حتى كدتُ أقتلعُ اللحمَ منهُ لكنَّ جونغكوكَ أسرعَ إليَّ و سحبَ مني منديلي و ما كدتُ أنهرهُ حتى سحبني لحضنهِ من رأسي بيدهِ اليمنى و ربتَ على ظهري بالأخرى فكدتُ سهوًا أنتشي من السلامِ الذي بُثَّ في منه..

دونَ جدوى هي مشاعري و هذا ما يثيرُ غيظيَ منها!..

مازالتْ تشتهي أحضانه! ، مازالتْ تعفو و تصفحُ لمنْ أجرمَ في حقها كالمريضةِ بداءِ الجنون!..

" لا أدري ما أصابكَ لكنَّي أفهمُ ملامتكَ لي و لا أفهمها ، أدركُ أنكَ تراني مذنبًا في شيءٍ ما يخصُّ حقكَ لكنني لا أعلمُ ما هو ، لذا رجاءً أعطني فرصةً للفهمِ و عبر عن دواخلكَ لي ، أشر على تقصيريَ و قل لي عقابًا يرضيك مني "

كنا نحدقُ عميقًا ببعضنا بعدما جاهدتُ نفسي و ابتعدتُ عن أحضانه ، جونغكوك أمامي يحملُ نظرةَ المظلومِ و يسترضيني و كأنَّ الأمر بتلكَ السهولة، يا ربي أرجوكَ هبْ لهُ فطنةً يعي بها أنَّ ما كسرهُ في داخلي يستحيلُ أن يجبر إلا بمبررٍ ينفي الخيانةَ و هل لها في الأصلِ من مبرر؟!..

وضعتُ لهُ آلافَ الأعذارِ و واريتُ أفعالهُ وراءَ ظهري حتى بنيتُ بها جبلًا أتوارى أنا منهُ عنه!..

قدْ انتهى ما بيني و بينهُ لكنني لازلتُ عاجزًا عن نطقِ تفاصيلِ خيانتهِ و مجابهتهِ بها ، أنثرُ كلماتي بتقطعٍ فما عساهُ أنْ يردَّ سوى بالإعترافِ فتحرقني غيرتي عليهِ أكثر و أكثر ، و تتآكلني نفسي من حمقي في الحبِّ فأخسرها هي الأخرى بل و الله قد خسرتها من يومِ أن علمتُ طعنهُ في ميثاقِ زواجنا!..

عقابهُ الطلاقُ بل عقابنا سويًا ، إن كانَ لم يطلقني من تلقاءِ نفسهِ ليكونَ معاها لا غير فأما هو لازال يتعلقُ بي و لا يريدُ خسارتي و أن يزيدَ المتعة اثنين فأعاقبهُ بالنقصِ منها ، أو أنَّ الأقربَ أنهُ ينتظرُ الوقتَ المناسبَ و لا يهتمُ لكنَّهُ و حتمًا سيندمُ عندما أرحلُ يومًا ما و لربما يُعذبُ من بعدي..

يستحيلُ أن كانتْ مشاعرهُ لي هباءً، إيماني كاملٌ بأنها كانت صادقةً و حقيقة ، لكن ما يرهقُ تساؤلاتي هو ما أوصلهُ إلى خيانتي إن كانًَ قد حملَ صدقَ مشاعرهِ لي يومًا؟..

" أخرجُ من الغرفةِ و لا نومَ لكَ اليومَ بجانبي ، و لا بالآتي ، أحضر لي أوراقَ الطلاقِ و اجعل كلَّ هذا يزولُ و كأنهُ لم يبدأ "

هدأَ تنفسي، غصت حُنجرتي ، ارتعدَ صوتي ، و ارتجفَ قلبي..

أنا الآن ميتٌ على هيئةِ حي..

.

.

.

_________________________________________

' 2319 كلمة '

كيفكم شباب؟..

طبعاً لو أحد يشوفني أبالغ بشرح مشاعر تاي و الألم إلي يعيشه فعن نفسي احس لا و أحس لسة باقي مشاعر ما عبرت عنها بخصوص الشخص إلي متعرض للخيانة ، شخصياً لما أفكر بالموضوع و إنه لاقدر الله ممكن يصير لي أحس روحي بتغادرني لو متعلقة في الشخص..

و بس إنتم ايش أرائكم و أفكاركم؟..

السرد؟..

دمتم بخير ، أشوفكم بالجزء الأخير من الونشوت ❤️..

Continue Reading

You'll Also Like

1.2M 37.7K 29
the original story ........الرواية الأصلية 𝑩𝑬 𝑴𝑰𝑵𝑬 / 𝟐𝟐𝟎𝟏 عندما تقوم بيرلا بزيارة ألمانيا كرحلة للترفيه والمتعة تجد نفسها عالقة مع رجل...
7.2M 357K 71
" سَــتَتركينَ الـدِراسة مِــن الــغدِ.. لَــقد سَـحبتُ مـلفاتكِ مِــن الـجامعةِ بـالفعل ..! " " مـالذي تَــهذي به..!؟ " " هــذا مــا لَـدي... لاتَ...
32.9M 1.9M 47
اثناء دوراني حول نفسي بالغرفة بحيرة انفتحت عليه الباب، اللتفتت اشوف منو واذا اللگه زلم ثنين طوال لابسين اسود من فوك ليجوه وينظرولي بأبتسامة ماكرة خبي...
1.9M 35.8K 43
تبدو لك الحياة أحيانا بائسة حزينة، تظن أنك تحب أحدهم ثم يأتي الزمان يخبرك بمنتهى الخفة أنك لم تكن تحب ذلك الشخص و ان العشق خلق ليكن من أجل شخص اخر