نبض- Heart Beat 💫♥️

By dohaawrites

74 7 7

بما أن الشعور بدأ في التزايد مع مرور الوقت قررت أن أكتب كل ما يدور في عقلي الذي لم أفهم ما يدور به للآن، إحسا... More

نبض- Heart Beat

74 7 7
By dohaawrites


صباح أو مساء الخير، أنا أدعى نبض لربما ستبدؤون بالضحك و السخرية من اسمي و أنا لن ألومكم على هذا لأنني أيضا لم أكن أعرف السبب وراء تسميتي بهذا الاسم الذي لطالما كان يلحق بي السخرية.

سأقص عليكم قصة صغيرة من بعدها ستفهمون لماذا سميت هكذا.

أبي و أمي تزوجا عن قصة حب جميلة جدا لطالما تمنيت أن أعيش مثل هذه القصة، أمي كانت فتاة بيضاء كبياض الثلج، حوراء العين، أما عن أبي فكان شاب شجاع ومقدام ووسيم وكن بنات الجامعة يتمنين أن يتزوجن به، وبالرغم من ذلك وقع أبي في حب أمي.

استمرت قصة حبهما لمدة خمس سنوات ومن بعدها تقدم أبي لأمي وتزوجا، كانت حياتهما أشبه بالخيال، ولكن للأسف كانت أمي تعاني من عيب خلقي في الرحم ولن تستطيع الانجاب الا بالقيام بعملية تكلف أكثر من مئة ألف دولار وبما أن والداي لا يملكان هذا المبلغ الذي يمكنهما من انجاب طفل صغير يؤنس وحدتهما ، شعرت أمي باليأس من سماع كلمة ماما وحاولت أن تقنع أبي بالزواج من أخرى حتى ينجب ولكنه رفض وأخبرها أنه يحبها كثيرا ولن يسمح لنفسه بأن يجرحها في يوم عند زواجه من أخرى ،كما أخبرها أنه كان يتمنى طفل منها وليس من غيرها. نعم صحيح، ان أبي رجل وفي جدا وقد أعطى لأمي أملا لمدة خمسة عشر عاما للمحاولة.

وبالفعل بعد صبر دام أكثر من خمسة عشر عاما استطاعت أمي الحمل أحست أمي في تلك اللحظة أنها كالطير الذي ظل محبوسا لسنوات وقد أطلق ليتعرف على كل ما حوله. أما عن أبي فقد جن عندما سمع هذا الخبر، وقد تبرع بنصف ماله في سبيل الله لكي يكمل حمل أمي على خير.

ولكن للأسف لم تطل الفرحة كثيرا فقد تسربل الحزن خلسة ومعه سكين وبدأ بطعنهم بكل قوته، فعندما ذهبت أمي وهي حامل بالشهر الرابع لتفحص أخبرها الطبيب أن الطفل يشكل خطرا كبيرا على حياتها وهي يجب أن تجهضه لأنه لا أمل لها في العيش هي والطفل.

عندما سمع والداي هذا الخبر أتت غيمة سوداء وأزاحت كل الفرحة التي شعروا بها و أهطلت عليهم الكثير من الألم.

لم توافق أمي أن تجهض الطفل وأصرت على الاحتفاظ به حتى وان كان ذلك على حساب حياتها. ظل أبي يقنعها بأن تجهض ولكنها ظلت ممسكة برأيها وبعد خمسة أشهر من الانتظار أتى اليوم الذي كانا ينتظرانه ولكن كانا خائفين كثيرا لأن أمي بنسبة كبيرة لن تنجو.

وبالفعل بعد أن نزل الطفل بخمس دقائق توقف نبض أمي وللأسف كما قال الأطباء فقد نزل الطفل ميت، أعتقد أبي أنه قد خسر الطفل و أمي ولكن بقدرة الله عزو جل بكى الطفل بعد صمت دام عشر دقائق وفي نفس اللحظة بدأ نبض أمي بالعودة وفتحت عيناها ورأتني ونطقت بكلمة واحدة "نبض" لذا أطلق علي اسم نبض.

الآن وبعد سماعكم لقصتي أتشعرون أن اسمي مضحك أعتقد أن الجواب لا. دعوني أستكمل سرد قصتي، عشنا أنا وأمي وأبي حياة هنيئة وسعيدة جدا كانا يربياني على المبادئ و الخلق الحسن، زرعوا بداخلي حب الوطن كما أنبتوا بذرة مساعدة الناس بداخلي. كانت حياتنا مثالية الى أبعد الحدود الى أن جاء اليوم، الذي تسميه أمي اليوم المشؤوم ولكنني أراه حق ويجب أن نوفيه.

أعرفكم بنفسي من جديد أنا نبض فتاة تبلغ من العمر سبعة عشر عاما عاشت الكثير من الأيام المحزنة والكثير و الكثير من الأيام السعيدة، اليوم سأقص عليكم قصتي من دخولي المدرسة الابتدائية الى يوم موتي، كما قرأتم الى يوم موتي.

كنت طفلة صغيرة بريئة لا تفهم معنى التنمر و أذية الناس وهذا ما سبب لي الكثير من المشاكل، بدايتي بالمدرسة لم تكن بالشيء الجيد، فقد كن الطالبات يسخرن مني، ومن اسمي بالأخص و كنت أذهب يوميا وأطلب من أمي أن تغيره لأنني لم أشأ أن يسخر مني الجميع.

من احدى المواقف التي لن أنساها عندما كنت أريد أن أجلس وتسحب الطالبة الكرسي قبل أن أجلس فأقع على الأرض و أتألم فيضحكن على.

لم أفهم لماذا قد يقوم أحد بأذية غيره لكي يضحك ولكن لم أكن أبالي بهم، فهم في يوم سيتعرض لم تعرضت له بل سيكون أسوأ بكثير، وربما لن يستطيعوا تحمل ذلك. صبرت كثيرا على أذيتهم من سخرية من اسمي ولهجتي ولكنني لم أنسى قط أن الله عزو جل بجانبي لأنني على حق وبالفعل، كافأني الله على صبري وأهداني صديقة كنت أحبها كثيرا، كنت أعتبرها جزء لا يتجزأ من روحي، كنت أخبرها بكل شيء ولكن لم يطل الأمر كثيرا، فقد انتهت تلك القصة بمجرد دخول ثعلبة خبيثة أوقعت بيني وبين صديقتي الى أن أقنعتها بأن تنتقل، وانتقلت صديقتي وعادت الوحدة تلتهمني من جديد ، ولكن ما الذي بوسعي فعله؟ فقد رحلت دون حتى السماع لي.

لن أنكر أنني تغيرت من بعدها الى الأسوأ وأصبحت أكره الناس وأحب أذيتهم ، كنت أشعر أن كل من حولي يريد الانتقام مني وأذيتي بشتى الطرق. لم أعرف سبب ذلك ولكن كل ما كنت أعرفه هو أنني كنت أستمتع بأذيتهم.

وهذا كله تغير بمجرد أن تشاجرت مع طالبة وكسرت لها ذراعيها، هل ستصدقوني ان أخبرتكم أنني لم أشعر بالذنب أبدا، ولكن كل هذا تغير بمجرد أن رأيت والدتها تبكي و تنوح على ابنتها. كنت أظن أنها ستعاقبني بأن تأخذني لمركز الشرطة ولكنها فعلت ما هو أسوأ، سامحتني على فعلتي وأخبرتني:" عزيزتي، لا تكوني سبب بكاء أحدهم ليلا فان الله لا يرضى أن ينام عبدا له وهو مظلوم فلا يأخذ له حقه."

كان وقع هذه الكلمات مؤلما جدا في داخلي، من بعد ذلك اليوم وعدت نفسي بألا أسمح لها بأذية أحدهم حتى وان أذاني في يوم.

بعد مرور عام انتقلت الى مرحلة جديدة ولا يزال ألم الماضي ينادي لأن يداويه أحد، حاولت اقناع نفسي أن البشر جميعا مختلفون، وأن الصداقة موجودة لا محال ولكنني لم أحسن اختياري سابقا.

لم يشأ أن يتركني الله حزينة فأهداني صديقاتي، نور كوميديان الشلة، عبير أميرتها، رهف الأم الحنونة، زينا شخص لا يمكن وصفه، آية الشخص الذي ساعدني بكل ما يملك، ياسمين الشخص الذي يتحمل كل ما أقوله، ايلاف محبة الأنمي.

كن صديقاتي الملهم الأول لي، فكن يعطينني أمل في الحياة، وهن اللواتي ألهمنني لأبد في الكتابة، فكن يتحدثن كثيرا عن أنمي جعلني أبحث عن مفهوم الأدب البوليسي، وبدأت أكتب فيه ونشرت لي العديد من الأعمال ومن أهمها "شارع الهلاك" الذي ترجمت الى اللغة الإنجليزية، والأسبانية والإيطالية.

لم أشعر في حياتي قط بهذه السعادة، فأن تتحول من لا شيء الى شيء هذا إحساس لا ينجح البعض في تذوقه. بالتأكيد لم تكن المرحلة الإعدادية مرحلة سهلة أو ممتعة، ولكن كنت أحاول بقدر الإمكان أن أضحك في وجه الصعوبات لكي يكون وقع الصفعة أخف مما قد يكون.

بعد أعوام قليلة انتقلت الى المرحلة الثانوية والتي كانت حلم حياتي، فقد كنت أنظر لطلاب المرحلة الثانوية أنهم شيء كبير جدا وأشخاص يجب أن يحترموا، أول مرحلة في الثانوية وهي أصعب مرحلة كانت حافلة بالإنجازات، كما أن الله عزوجل رزقني بصف يدعمني لكي أتقدم للأمام كما أنه رزقني بزميلات في المجموعة يحببنني كثيرا.

ولكنني أخطأت كثيرا عندما ظننت أن الحياة قد تستمر على هذا النمط، ولكن دوام الحال من المحال.

في يوم من الأيام شعرت بألم كبير في صدري وظهري، وقد استمر هذا لأكثر من شهر فنصحتني أمي بالذهاب الى الطبيب، وبالفعل ذهبنا الى الطبيب الذي أخبرنا بأن أقوم بعمل تصوير مقطعي طبقي وأن أتي له بالنتيجة، بعد بضع أيام ذهبت الى الطبيب وبدأ بالنظر في الصور لمدة دقائق ثم وضع الصورة على الطاولة وأصدر تنهيدة قبل أن يقول:" يؤسفني أن أخبرك بأن ابنتك مصابة بتضخم في الشريان الأورطي الصدري وهي في حالة حرجة، ونحن في انتظار انفجاره في أي لحظة."

كانت هذه الكلمات كالصفعة التي أخرجتني من حلم جميل للغاية، الى كابوس لا يوجد أسوأ منه. بدأت أمي بالصراخ والنحيب حتى وقعت مغشيا عليها. فهمت شعورها، أن يكون لديك طفل بعد خمسة عشر عاما من الانتظار ويذهب كما تذهب الرياح انه شيء مؤلم.

بعد ساعتين ونصف استيقظت أمي وعدنا الى البيت، وفي طريقة العودة بدأت أمي تبكي قائلة:" سنذهب الى طبيب آخر، من الواضح أن هذا الطبيب لا يفهم شيء التضخم في الشريان الأورطي غالبا يحدث لمن هم فوق 65 عاما وأنت ما زلت ابنت السابعة عشر.." قاطعتها وأنا قلبي يتمزق أحاول أن أكذب على نفسي قائلة::" أمي لكل قاعدة ولها شواذ، أنا لست حزينة فقد حققت كل ما أتمناه، المحزن هو أنني لن أبيت في حضنك كل ليلة." عم الصمت أرجاء العربة الى أن وصلنا الى المنزل.

عندما عدنا الى المنزل بدأت أقرأ عن مرضي ووجدت أنه ربما يكون بسبب عامل جيني وعندما سألت أمي ان كان أحد من عائلتها أو عائلة أبي كان مصابا من قبل بهذا المرض فأجابتني بالإيجاب فقد كانت جدتي رحمة الله عليها مصابة بنفس المرض وقد ماتت بسببه.

سأكون كاذبة ان أخبرتكم أنني عشت حياتي بشكل طبيعي، بل انني كنت أتألم يوميا، أتعرف ماذا يعني أن تنظر الى من حولك وكأنها آخر مرة تراهم؟، أو أن تتحدث معهم كأنها الأخيرة؟ كنت أخاف أن يأتيني الألم في صدري ويكون ذلك هو الأخير، كنت أخاف أن تكون المرة الأخيرة التي أمزح فيها مع صديقاتي.

بدأت بكتابة مذكراتي التي كنت أشرح فيها كل ما كنت أتعرض له من ألم شديد، كنت أشعر أن أحشائي تقطع بسيكن، كان هذا الألم يستمر لساعات طويلة.

وفي يوم من الأيام التعيسة، أتى لي الألم في بداية استراحة الغذاء شعرت أن نبضي يتزايد، وقفت متجهمة خائفة من أن يراني أحد وأنا أتلوى من شدة الألم للأسف لم أستطع الصمود وبدأت أصرخ من شدة الألم رأتني زميلتي وسألتني مرارا عما يحدث لي أخبرتها أن تذهب وتتصل بوالدتي لكي تأخذني الى المشفى، وقد أصرت زميلتي أن تأتي معي لتطمئن على.

أخبرتها بكل شيء، وحدث ما لا أحبه نظرة الشفقة التي ظهرت في عينيها عندما علمت بمرضي، أخبرتها أنني سعيدة لأن الله ابتلاني بهذا المرض، لأن الله ان أحب عبدا ابتلاه.

مرت أيام وأنا أستيقظ ليلا من شدة الألم الذي أشعر به في صدري، مرت أيام وأنا أخاف أن تمر على دقيقة وتكون هي آخر دقيقة في حياتي، مرت أيام و أنا أسمع أمي وهي تبكي لأنني سأؤخذ منها في أي لحظة، الى أن أتى اليوم الذي أراحني من كل الألم، اتفقت أنا وصديقاتي بأن ذهب الى السينما وقد أصريت أن يأتوا جميعا، لا أعلم لم ولكنني شعرت أنه سيكون اليوم الأخير في حياتي. كان يوم رائعا حافل بالضحك والمرح ولكن كما قال الأمام الشافعي:

ومن نزلت بساحته المنايا فلا أرض تقيه ولا سماء

وأرض الله واسعة ولكن إذا نزل القضا ضاق الفضاء

بينما كنا نمشي شعرت بألم شديد في صدري ولم يكن كأي ألم شعرت به من قبل فاستوقفت صديقاتي وبدأت بإخبارهم: "لقد سررت لأنكن صديقاتي، لقد ساعدتنني كثيرا، حاولت بقدر الإمكان أن أسعدكن، كنت أود أن أبقى معكن أكثر ولكن كتب ألا أكمل معكم، أخبروا أمي أنني كنت أحبها جدا وان كنت أحزنتها يوما فأنا لم أقصد فعل ذلك..." صمت قليلا واستطرد قائلة:" ادعو لي بأن يرحمني الله، أحبكم."

في تلك اللحظة شعرت بسكين يطعنني في صدري مرارا وتكرارا، مازال الألم يشتد وأنا أصرخ وصديقاتي يحاولن مساعدتي باتصالهن على الإسعاف، ولكن الوقت قد أزف فقد سقط هاوية على الأرض والدماء من حولي تغطيني. لم أتوقع أن حبي للون الأحمر سيصل لأن يكون هو ردائي عند الموت.

لم أكن حزينة لأنني مت فأنا حققت ما خلقت من أجله، ساعدت الناس، أصبحت كاتبة مشهورة يقتدي بي الأطفال، لم أعص الله في شيء، فماذا أريد من هذه الدنيا فهي ليست دياري؟ لقد خلقنا الله لنعبده ونطيعه ولا نعصيه في شيء أبدا فيدخلنا الجنة التي هي ديارنا، ديار الصالحين. فلم الحزن يا أختي وأخي المسلم على مشاكل الدنيا؟ كلنا في هذه الدنيا رحالة على ظهر سفينة منا من سيعمل على أن تكمل هذه السفينة لتوصلنا الى الجنة ومنا من سيعمل على خرق السفينة لكي يغرق من بالأسفل ولكن يا أسفاه هو لا يعلم أنه من سيغرق ومن بالأسفل سيحمل على ألواح ليصل الى ما يستحق.

نصيحتي هي:" الدنيا زائلة لا محال، لذا استمتع في حدود الشرع والدين ولا تجعل أهوال الدنيا تتعبك."

Continue Reading

You'll Also Like

30.3K 3.7K 39
It's gonna be short stories. Most of the stories will be around 10 to 15 chapters. If you are new to my profile, do check out the short stories I.
90.1M 2.9M 134
He was so close, his breath hit my lips. His eyes darted from my eyes to my lips. I stared intently, awaiting his next move. His lips fell near my ea...