Stella

By marselinewrite

625K 31.6K 5.9K

نظرتُ في عينيه الرماديتان إنهما جميلتان للغاية، واللعنة ما الذي عليّ فعله؟! "أنا ويليام دانيال سالاكار وأنا... More

|1|رفيق.
|2|هل تتألمين؟
|3| ابتعد.
|4| طبعاً إلى حُضني.
|5| أنا أستعيد رفيقتي.
|6| لقد حدثت النبوءة!
|7| لا أستطيعُ تجاهل قلبي.
|8 | أهلاً محبوبتي.
|9| أشعرِ بالسحر.
|10| إنه الجحيم.
|11| أنا أُحبك.
|12|مخلوقات ظلامية.
|13| أجنحتك.
| 14 | ذئاب حُب.
|15| روجز معدلون.
|17| ملكنا.
| 18 | توقف عن كونك لا تقاوم.
|19| الحرب.
|20| ممتنة للغاية.
|21| تعويذة حماية دموية.
|22| لذيذة ومُسكرة.
|23| هل كنت أبدو قلقة؟
|24| أعدك.
|25| أعلنت الحرب بقسم دموي.
|26| بوابات إلى أرض الهلاك.
|27| هجوم!
|28| أنتِ رائعة!
|29| نبوءتي الجميلة.
|30| النهاية.

|16| لا يُهزمُ الظلام إلاّ بالنور.

16.4K 921 91
By marselinewrite


ذهبتُ إلى بيت القطيع متجهة إلى مكتب ويليام، و قابلت في طريقي ايڤا التي قالت لي أنه يقيمُ اجتماعاً ما في قاعةِ الاجتماعات مع جميع الالفا'ز الخاصين بالسبعة عشر قطيعاً في مملكتنا، مملكة المستذئبين، لليوم الثاني على التوالي يجتمعون مجدداً.

البارحة لم أتدخل وسألت ويليام عما حدث ليخبرني بموافقة الألفا'ز الجزئية على الوقوف بجانبنا في هذه الحرب، فلا خيار لديهم وهم يرون أفراد قطيعهم يقتلون بواسطة روجز معدلين، لكنهم عادوا اليوم للاجتماع مرة أخرى من أجل الحديث أكثر عن التفاصيل، ومعرفة نقاط ضعف وقوة عدونا.

كان قد مضى نصف ساعة على اجتماعهم، لذلك اخفيتُ نفسي و رائحتي جيداً، سحري يعمل ولكن جزء الساحرة مني مختبئة، ولا تريد إظهار نفسها بعد، نقلتُ نفسي في تعويذة إلى الغرفة.

".. كما قلتُ لكم سابقاً البشر أصبحو يتعرضون للاختطاف من قبل هؤلاء... ماذا الذي يجب أن نسميهم به ؟ المُعدلِون، لنقل ذلك.

يقومون باختطافهم من منازلهم، من الطرقات، و في آخر مرة كان الامر دعوةً للتخييم في الغابة قامو خلالها بجذب ما يقارب الثلاثين بشرياً، خدعة صغيرة أرسلت لهم عن طريق الانترنت، وصلوا للغابة تم اختطافهم و تحويلهم لذئاب معدلة بالحقن مع السحر الأسود، ولا ننسى قطع ألسنتهم ووضع حواجز عقلية على أفكارهم." اول ما وصل إلى أذني و أنا أراقبهم هو صوت ويليام المحبب لقلبي.

" و ما الحلُ برأيك لإيقافهم عن هذه الأشياء؟ "  قال أحدهم، وأعتقد أن اسمه رومانو، قال ويليام أنه كان أكثر شخص تحدث البارحة في الاجتماع، كما وناقشه لفترة طويلة.

ويبدو أنه كذلك اليوم.

" لا يُهزمُ الظلام إلاّ بالنور." قال فيكتور بغموضه المعتاد، و الذي كان جالساً بجانب ويليام الأيمن، و ابتسمتْ، فهو فكر بالشيء ذاته الذي فكرت به.

" ما الذي تعينه سيد فيكتور؟ وضح كلامك." قال الشخص ذاته مجدداً و قد ملأت الجيرة وجوه الجالسين على تلك الطاولة، لو لم أكن أعلم أن الأمر أكبر من عقولهم لقلت أنهم أغبياء.

" أظنُ أن كلامي كان واضحاً ، لا يُهزمُ الظلام إلاّ بالنور." ابتسم فيكتور و قال ذلك مجدداً.

" سيد فيكتور لو سمحت لنا ووضحت كلامك، لأنك ومن البارحة تعيد الجملة ذاتها، وللحقيقة لا أحد هنا يعلم مقصدك، إلا من الألفا ويليام على ما أظن." قال ألفا آخر ووافقه البقية بهزة من روؤسهم.

و في هذه اللحظة قررتُ الظهور، كنتُ أقف خلف ويليام و كان الكرسي على جانبه الأيسر فارغاً، لذا جلستُ عليه مسرعة و فرقعتُ أصبعيّ الإبهام و الأوسط خاصتي لتختفي كلتا تعويذتيّ الاخفاء اللتان كنت أستخدمها و أظهر أمامهم.

رأيتُ الصدمة على وجوه الجميع ما عدا فيكتور الذي كان يحتفظُ بابتسامته الهادئة، كان يعلم أنني بالفعل هنا، أول من تخلص من صدمته كان ويليام الذي ابتسم هو الآخر يضع يده على يدي.

" رفيقتي ستيلا كريستوفر وولكاستر، و كذلك .." نظر نحوي بابتسامته المليئة بالحب لأعيدها بأخرى مماثلة ليكمل. " النبوءة المنتظرة ." لاحظتُ الحيرة و التعجب على وجوه الجميع، بالطبع سيظنون أنني مجرد رفيقة لثاني أقوى قطيع مستذئبين.

" هل يعرفُ أحدكم جورجينا أول ساحرة تتزوج من مستذئب؟" قلت بعد لحظات من السكوت القاتل، و تحولت نظراتهم للصدمة في دقائق. " أوه! أجل، إنني حفيدتها و النبوءة المنتظرة التي تنبئت بها. " قلت.

و بالطبع ليس الجميع يعلمُ بأمر النبوءة ولكن الألفا'ز شيء مختلف، فبعد موت جدتي انتشرت قصة نبوءتها و تناقلها الأجداد حتى الأحفاد، لذلك يعلم بها القليل من الأشخاص، أهمهم رؤوساء القطعان والممالك.

لذلك تعجبتُ سابقاً عندما لم يكن ويليام يعلمُ بذلك، و لكن يعود الأمر إلى أنه الألفا الوحيد بالإضافة إلى ألفا قطيع المتمردين من الذين كانو صغاراً في السن أما البقية فكان أغلبهم في مثل عمر والدي، لذلك أجل الجميع يعلم.

تخطى الجميع صدمته و عادت النظرات الهادئة على وجوههم مرة أخرى. " سأذهبُ إلى كلاً من ممالك السايرين، الشياطين، مصاصي الدماء، العنقاوات، و حوريات البحر لإقناعهم بالانضمام لنا في هذه الحرب.

أما السحرة والملائكة ف فيكتور سيكتفل بأمر أقناعهم، السحرة سيوافقون عندما يعلمون بقصة السحر الأسود بالطبع، لأنهم لا يحبون وجوده ويتخلصون من كل السحرة المتمردين الذين يمارسون السحر الأسود، ولكن مهمته الصعبة تكمن في إقناع الملائكة." قلت ونظرت لفيكتور الذي يبدو أنه بالفعل كان يفكر كما فكرت.

" أما بالنسبة للشياطين فأظنني أعلمُ كيف سيقومون بمساعدتنا في الحرب التي ستقوم، لدي ما يمكنني به أن أضغط على نقاط ضعفهم وأجعلهم يوافقون على مشاركتنا الحرب دون الانضمام إلى الجانب الآخر حيث عدونا، وسأبحث في عدة أمور لحلفاء لن يفكر فيهم عدونا أبداً." تابعت ونظراتهم كانت نحوي تستمع بإنصات شديد.

"يا سادة! الحربُ بدأت كما ترون، و التدريب يجبُ أن يكون مكثفاً في جميع القطعان مع الأخذ بالاحتياطات تجنباً لهجوم الروجز، يجب أن نصنع الملاجئ للأطفال ونعلمهم طريقة الهروب إليها إذا حدث هجوم، فنحن لا نعلم إن كان عدونا يحب الطعن في الظهر.

أريدُ لنا نحنُ الذئاب أن نكون الأقوى على أي حال لذلك فقط استمروا بتدريب أقوى الرجال لديكم و النساء كذلك فلا نعلم بعد ما ينتظرنا، عدونا ما زال مجهولاً، أساليبه وأفعاله هي التي نعرفها، وليس جميعها أيضاً، لذلك فإن كلُ فردٍ سيزيد من قوتنا. " اهتزت الرؤوس موافقة لكلامي.

" بعد يومين سنعود للاجتماع مرة أخرى من أجل التحدث عن أهم المستجدات، أرجو أن تبعدو الخلافات جانباً لأننا إن كنا مفككين داخلياً فصدقوني لن نحصلْ سوى على الفشل.

وكما أخبركم فيكتور نحن سنهزم ظلام عدونا بنورنا، هذا الأمر الذي سأتحدث عنه مطولاً عندما نجتمع مع حلفائنا." قلت و الابتسامات المشجعة منهم جعلت مني أرد ذلك بابتسامة، قبل أن  استأذن منهم و أخرج من الغرفة ذهبتُ إلى مكتب ويليام أجلس على الأريكة و أنا أتنهدُ بتعب كبير.

اغمضتُ عيناي ومرت دقائق قبل أن تداهم أنفي رائحته المُسكرة ففتحتهما لألقى عينيه الرمادية التي كانت تنظر لي بحب ووقفتُ لأعانقه.

" أعلمُ إنكَ غاضب بشأن ظهوري المفاجئ و لكن كان يجب ذلك." قلت و شعرتُ بيديه تحتضان خصري لابتسم باتساع، ولكنه لم يتحدث فقط اكتفى بالتنفس بعمق واستنشاق رائحتي من خلال عنقي.

" يجب أن نكون أقوى و يجب ان نتحد أتعلمُ أننا فكرنا بمثل تلك الأشياء معاً ؟! أقصد الاتحاد و عقد التحالفات لقد بدرت إلى ذهني تلك الفكرة و لم أتوقع أن تنفذها و لولا أنني أمنعك من قراءة أفكاري لظننتكُ سرقتها. " قلت وهو ضحك بخفة لابتعد من عناقه و اقبل خده مطولاً ونظراتي تخبره كم أنا أحبه.

___________________

في صباح اليوم التالي، استقيظتُ صباحاً و أنا أشعرُ بيدين تلمسانني، واحدة تداعبُ خدي و الأخرى تمسح على شعري، ابتسامة تسللت إلى ثغري عندما علمتُ الفاعل لاعانقه دون أن افتح عيناي.

" ستيلا حبيبتي الساعة أصبحت العاشرة يجب أن نتوجه إلى مملكة السايرين من أجل نعقد معهم اتفاقاً كما تعلمين، لا تريد أن نتأخر." صوته العادي أعلمتي أنه استيقظ قبلي بساعات و فتحتُ عيني لتقابلني عينيه الرمادية التي سقطت لجمالها مرة تلو الأخرى.

" صباحُ الخير ويلي." بادلني الابتسامة.

" صباح النور ستيل." قبلتُ خده لابتعد قليلاً وأنا أفرك عيني بيدي.

" سأستحم، وبعدها نذهب لفيكتور." قلت ليومئ لي ووقفت اتجه للحمام أدخله وبعدها أخلع ملابسي، و ملأت الحوض بغسول اللافندر و جلست بداخله بهدوء، بقيتُ هكذا لفترة قبل ان انهي استحمامي و اضع عليّ منشفة واسعة على جسدي و اخرج من الحمام.

توجهتُ للخزانة ليدخل ويليام بدوره إلى الحمام و يغلق الباب من خلفه لاتنفس براحة، ارتديتُ كنزةً صوفية بلونٍ أبيض ذات رقبة عالية بما أن الجو أصبح بارداً للغاية هذه الأيام فحتى لو امتلكنا ذئباً إلا أن أجسادنا لا تزال بشرية، وكذلك ارتديت بنطالاً من الجينز و حذاءً أبيضْ أرفع شعري بشكل كعكة محكمة.

شعرتُ بذراعي ويليام تحاوط خصري لابتسم له من خلال المرآة ليبادلني الابتسامة، كان هو الآخر قد ارتدى ملابس سوداء اللون كعادته بنطالاً و قميصاً أسود رفع أكمامه لأكواعه لتظهر عروق يديه.

طبع قبلة على خدي وامسك يدي و نزلنا للأسفل.

تناولنا الفطور و انتظرنا قدوم فيكتور الذي فور أن وصل أخبرنا بالبشرى السّارة عن موافقة مملكة الملائكة على عقد الاتفاقية معنا لاصفق بحماس، فها نحنُ نمضي كما هو مخططُ لنا.

خرجنا مع فيكتور الذي سيذهب معنا على أي حال.

أنا ويليام و فيكتور بالإضافة لمارك انتقلنا بواسطة تعويذةٍ ألقاها فيتكور لنصل إلى بوابة مملكة السايرين، وقفنا أمامها و أنا أدعو من كل قلبي أن ينجح هذا الأمر حقاً وتنضم مملكة السايرين لنا في هذه الحرب.

ظهرَ أمامنا فتاتان جميلتان للغاية ضخمتان وبعضلات كبيرة كلاً منهما كانت ترتدي ملابس الحراس السوداء و تضعُ على خصرها سيفاً ثبت بواسطة حامل، و ترفعُ شعرها في كعكة محكمة لا تظهرُ منها شعرة واحدة حتى.

" من أنتم ؟ " قالت الأولى بصوتٍ خشن لا يناسبُ جمالها أبداً.

" الساحر الأول فيكتور فالديور، النبوءة ستيلا كريستوفر وولكاستر، ألفا قطيع القمر الأسود ويليام سالاكار و البيتا خاصته مارك سڤير."  قال فيكتور، وأجل قبل دخولك لأي مكان من الممالك يجب أن تعطي اسمك الكامل.

" لماذا أنتم هنا؟ " سألت مجدداً.

" لعقد تصالح واتفاقية، و نريدُ رؤية الملكة. "قال فيكتور.

" انتظرو هنا قليلاً. " اومأنا لها و ذهبت بينما وقفت الأخرى بنظراتها الحادة التي توجهها نحونا، مرت خمس دقائق لنرى الفتاة تأتي نحونا بسرعة متوسطة وقفت أمامنا. " تفضلوا، يمكنكم الدخول. " قالت و تقدمت رفقة ويليام بعد أن أمسكتُ بيده التي مدها عندما أشارت لنا الحارسة بملامح جامدة.

كنتُ أمشي رفقة ويليام في المقدمة و الحارسة ترشدنا بينما فيكتور و مارك وراءنا بخطوات قليلة.

الطرقات كانت عبارة عن تفرعات كلها أنهار وبحيرات يصل بين طريق وآخر جسور، كنا نمشي فوق الماء والمناظر الخلابة أسفلنا، المياه صافيه كأنك ترى من خلال الزجاج، والأسماك التي بكل الأحجام والألوان تسبح هناك، الحجار الملونة والنبات النهري، المنظر كان بحاجة إلى رسمه بواسطة يد فنان مبدع.

أو أن يلتقط الصورة مصور يعرف الزوايا بشكل جيد، مملكة السايرين عبارة عن تحفة فنية صنعت بواسطة الإله، وحافظ عليها قومها بطرقهم الرائعة، فالسايرين موطنهم بين الأرض والماء كما البرمائيات، على العكس مع الحوريات التي لا تستطيع مغادرة البحر أبداً كما الأسماك.

كما أعلم، السايرين هم المنفيين، أو المعاقبين على عكس الحوريات اللواتي هن الجنس الأصلي، حيث كانت هناك حورية خرقت القوانين بطريقة محرمة على الحوريات، فلقد حاولت التعاون مع ساحرات السحر الأسود لتسيطر على عقول الرجال بصوتها لقتلهم، لقد كانت متوحشة للغاية، ومختلفة عن الطبيعة الجيدة لحوريات البحر اللاتي كان همهم مساعدة مخلوقات البحر والعيش بسلام بعيداً عن الوحوش والظلم والقتل.

لذلك فلقد لعنها الإله بأن حولها بين الماء والبحر فلا تستطيع المكوث في البحر للأبد ولا تستطيع العيش على اليابسة بدون ملامسة جسدها للماء أكثر من عدة ساعات.

كما أنه قد حرمها من صوتها الجميل ليمنحها ذلك الصراخ الذي تستطيع بواسطة ثقب أذنيك وجعلك تنزف حتى الموت، كانت كل هذه الصفات لعنة عليها، فالمعروف أن الحوريات نساء جميلات يحببن البحر ويساعدن مخلوقاته.

أما السايرين اللواتي كانوا أولئك الملعونين من نوعهم فقد عانوا بسبب أخطاء جدتهم الكبرى التي بسببها ظهر هذا النوع من المخلوقات، كما وأنهم يستهدفون الرجال بحركاتهم وجمالهم الخارق الذي يستميزون به حتى عن الحوريات ليقومون بقتلهم بعدها والعيش على دمهم، لكنهم وكما يقال توقفوا عن فعل ذلك منذ وقت جويل واكتفوا بالعيش بسلام في مملكتهم التي تزدهر يوماً بعد يوم.

خرجت من شرودي خلال مشينا الطويل عندما وصلنا إلى القصر ليفتح الباب على قاعةٍ جميلة كل ما بها يتدرجُ ما بين اللونين الأزرق السماوي المخضر و الأبيض توجهنا للباب الذي يتصدر القاعة و فتحتْ تلك الحارسة الباب لتظهر قاعة متوسطة الحجم ملكية لحدٍ كبير ألوانها ما بين الأزرق و الذهبي و تزينها الثريات اللامعة التي يتدلى سلكها الطويل من السقف العالي.

كان هنالك كرسيٌ ملكي يتصدرُ القاعة و على الجانبين الأيمن و الأيسر أرائك وثيرة بيضاء اللون من الجلد.

تجلسُ على ذلك الكرسي فتاةٌ خارقة الجمال بشكلٍ لا يُصدق عينان بنفسجيتان كبيرتان ينزينهما كحلٌ جميلْ و شعرٌ أبيض طويلٍ لامع للغاية يصلُ إلى منتصف خصرها و قد وضعتْ جزءٌ منه للأمام و الأجزاء الأخرى للخلف.

بيضاءُ البشرة و طويلة، ترتدي فستاناً بلونٍ ذهبي قصير ويظهر ساقيها الطويلة التي كانت تضعها فوق بعضها بخيلاء واضح، و تضعُ على رأسها تاجاً يزينُ رأسها صنع من أصداف البحر الغريبة، البلورية والنادرة أيضاً وزين بواسطة الأحجار الكريمة، ولقد لاحظت الحراشف التي تزين رقبتها المكشوفة وأصابعها التي عليها بعض الحراشف الزرقاء اللون الممتزج بالأرجواني.

ملكة بحق!

هذا ما فكرتُ به و أنا أتأملها، إذا كنت أنا وفتنت بجمالها فما بالك بويليام، نظرت له مسرعة بسبب ملاحظته الأخيرة لأجده ينظر إلى فيكتور ينتظر منه أن يبدأ بالحديث ولكن فيكتور كان مشغولاً بتأمل الملكة،  وأبتسامة تشكلت على وجهي عندما لاحظ رفيقي تأملي له لينظر لي ويبتسم بحب كعادته.

أحبه بشدة، كم وددت احتضانه في هذه اللحظة لكنني أبعدت الأفكار الغبية أعيد نظري لملكة السايرين التي وقفت عندما دخلنا ترحب بنا. " أهلاً وسهلاً بزوارنا، أنا داليا، ملكة السايرن. تشرفتُ برؤيتك أيتها النبوءة. " قالت و وجهت كلامها في نهايته لي.

" أهلاً بك. "  قلت لها بابتسامة لم تنمحي عن وجهي بعد

" تفضلو بالجلوس. " أشارت للأرائك البيضاء اللون و جلسنا بهدوء وهي عادت لعرشها و لاحظتُ نظراتها التي لم ترفعها عن ويليام فشددتُ على قبضتي بغضب و زفرتُ الهواء و أنا أذكرُ نفسي. ' لا نريدُ شجاراً، لا نريدُ شجاراً. نحنُ هنا لعقد الاتفاقية.' همست داخلي.

' اقتلعي رأسها ستيلا.' صرخت لي داخل رأسي.

' اتركني أخرج حتى أمزقها وتعلمها كيف تحتفظ بعيونها لنفسها، الغبية تلك.' صرخت ريبيكا وكلتاهما تحاولات الخروج بشدة.

ما اللعنة؟! أبعدتهما لآخر نقطة في عقلي أعيد نظري نحو داليا.

" أظنُ أن حارستك أخبرتك لما نحنُ هنا؟ " سأل فيكتور.
هزت رأسها بهدوء." نحنُ هنا لعقد صلح، ربما تتساءلين أيُّ نوعٍ من الصلح سنعقده ؟ " قلت وهي  هزت رأسها مرة أخرى.

" قطعان الذئاب تتعرضُ للهجوم من الذئاب المشردة والمنفية، أو كما نسميها نحن الروجز، إنها ذئاب معدلة بواسطة السحر الأسود و الحقن السحرية و التي تزيد القوّة حتى تصل لمستويات لا يمكن لروحز أن يصل لها، بالإضافة إلى المخلوقات الظلامية البشعة التي عقدتْ اتفاقية مع أحد الاعداء." قال ويليام و تابعتُ أنا.

" كما أن هؤلاء الأعداء المجهولين يهاجمون البشر محولين إياهم لروجز معدلين و بكميات كبيرة و عديدة، وكذلك يعقدون اتفاقيات مع الممالك الأخرى. " قلت.

" و ما شأن مملكة السايرين بهذا ؟"سؤال وجيه أيتها الملكة.

" إن لم تتفقو معنا سيأتي عدونا لعقد اتفاقية معكم و إن لم توافقوا على عقد الاتفاقية معه سيقوم بتدمير مملكتكم بعد السيطرة على بقية الممالك. " قلت لتتحول نظراتها لقليل من الذعر أبعدته في لحظة وعادت تنظر لي بقوة.

" و لكن .." قالت ولكنني قاطعتها.

" اعذريني على مقاطعتك ملكة داليا أعلم ما تفكرين به انتِ مترددة و ربما خائفة من أن يتعرض جيشك و شعبك للخطر،
لكن عندما يقوم عدونا _و لاحظي أنني قلت عدونا لأنه عدو الجميع ليس فقط مملكة الذئاب _ سيدمر المملكة و حتى لو استخدمتن عليه سحركن أو قواكن لن ينفع أبداً، سيدمرُ الجميع، يعني الجميع، هدفه ليس الذئاب فقط بل جميع الممالك، يريد أن يحكم العالم وبطريقة شنيعة." قلت وحل علينا حاجز من الصمت.

" هل توافقين على الانضمام لنا جلالة الملكة داليا ؟" سألها فيكتور يقطع تلك اللحظات التي مرت بصمت.

" ستظلون بضيافتي حتى المساء، أريد أن أتناقش من وزرائي وأتشاور معهم، وبعدها سأعطيكم رأيي إذا سمحتم." قالت والتردد واضح من عينيها، لديها الحق لتأخذ الوقت الذي تريده في التفكير لن نمنعها بالطبع.

" كما تريدين جلالتك، سنبقى في ضيافتك حتى المساء وننتظر جوابك بفارغ الصبر و أرجو ألا يخيب ظننا بعد أن قطعنا هذه المسافة الكبيرة إلى مملكة السايرين." قلت لتومئ لي بابتسامة.

" مادي، لو سمحتِ أرشديهم إلى غرفهم." قالت وذهبنا بالفعل مع مادي التي أوصلتني و ويليام لغرفة و أكملت طريقها لغرفة أحرى مع فيكتور ومارك.

" آه، لم أعلم أن السفر بواسطة السحر سيكون متعباً." قال ويليام يفرك كتفيه بيديه لأومئ له، بالفعل، مع أنه كان بواسطة بوابة سحرية ألقى فيكتور تعويذتها إلا أن الضغط السحري على أجسادنا كان له تأثير لا يمكن تجاهله.

" أنا متعب وبحاجة للراحة، لأنني أعلم أنني لن أرتاح عندما أعود للقطيع، لذا سأنام، هل ستنامين؟" قال ويليام يجلس على الأريكة يخلع حذائه وبعده سترته السميكة يضع الحذاء جانباً والسترة على طرف الأريكة.

رفيقي المثالي والمحب للنظام!

" برأيك ما الذي سأفعله؟ لا شيء لدي لفعله. كما أن داليا لم تخبرنا أن نتجول، وسيكون من عدم الاحترام أن نتجول في أنحاء القصر أو المملكة بدون إذنها، لأنها مهما وثقت بنا لا زالت شكوكها موجودة." قلت وهو نظر لي للحظة قبل أن يومئ.

" هل تستطيعين بسحرك أن تبدلي ملابسي لبيجاما؟" سأل وفرقعت أصابعي مع تعويذة بسيطة لتتغير لأحد الييجامات ذات اللون الأزرق المائل للرمادي، لوني المفضل على رفيقي.

" شكراً ستيل، والآن بدلي ثيابك ولنذهب للنوم." قال وفرقعت أصابعي أخلع خذائي بعدها وأذهب لأرتمي على السرير بجانب رفيقي الوسيم، الذي بمجرد أن استلقيت بجانبه سحبني من خصري باتجاهه يقبل خدي ويحتضنني بلطف وحب شديدين.

" نوماً هنيئاً ستيل." همس بجانب أذني من خلال عناقنا لألف يداي حول وسطه وأقدامي حول قدميه في عناق من كل الجهات وابتسم.

" نوماً هنيئاً، ويلي." قلت بحب في أذنه لتشتد يده التي على خصري وتنفسه يتباطئ حتى انتظم بعد دقائق وأنا الأخرى لم أحتج أكثر من عشر دقائق من رائحة رفيقي المخدرة لأنفي حتى غفوت وأنا أحتضنه.

استيقظت أنا بعدها بعدة ساعات على طرق للباب، وابتعدت عن حضن ويليام الذي كان قد ارتخى أثناء نومنا، لأذهب نحو الباب وأفتحه ولم تكن سوى مادي، هل هي مساعدة داليا؟ أم مجرد خادمة؟ الأمر محير بالفعل.

" نعم؟" سألتها لتبتسم بمودة.

" الملكة داليا تخبركم أنها بانتظاركم بعد نصف ساعة على مائدة العشاء، عندما تنتهون من تحضير أنفسكم، أطلبيني و سأرشدك إلى قاعدة الطعام أيتها النبوءة." قالت لأومأ لها بابتسامة.

" شكراً لك مادي، نصف ساعة و سأنتهي بالفعل." قلت لتومئ لي وتذهب خلال الممر بخطواتها المتزنة، أظن أنها مساعدة داليا، حتى ملابسها لا توحي بكونها خادمة.

عدت للغرفة بعد أن أغلقت البا لأجد ويليام الذي لا يزال نائماً، إلهي كم هو وسيم! وملامحه المتعبة ظاهرة على وجهه، إنه يتعب لأجل قطيعه، والآن يتعب لأجل العالم بأسره، إلهي كم أحب هذا الرجل الجميل.

اقتربت منه أجلس بجانب على السرير وأقبل خده. " ويليام، حبيبي، رفيقي، استيقظ." قلت وأنا أداعب وجهه بأصابعي لأشعر به يتحرك وتختلف سمفونية ضربات قلبه التي كانت منتظمة لأخرى أسرع بقليل.

" مساء الخير." قلت أقبل خده ليبتسم وهو يعتدل بجلسته يرمي بقبلة سريعة على خدي جعلت حرارتي ترتفع في لحظة مع نظراته الناعسة تلك، لماذا عليه أن يكون بتلك الوسامة؟

" لقد دعتنا داليا لمائدة العشاء، اغسل وجهك وتعال لأبدل لك ملابسك بتعويذتي." قلت.

" حسناً." وقفت ليقف بعدي ويبتعد متجهاً إلى الحمام الملحق بالغرفة، واستغللت اللحظات التي غاب بها لابدل ملابسي بفستان عادي مريح ذي لون أزرق هادئ يتماشى مع الألوان في مملكة السايرين هذه.

" لقد عدت." قال لأخرج من شرودي و أنظر له.

" بلاكتير باندريا." قلت تعويذة تبديل الملابس ليظهر قميصه السماوي المشابه للون فستاني وبنطال من نوع الجينز.

" أجمل ثنائي." قال يحتضن كتفي لأرخي جسدي على جسده بحب.

" معك حق." قلت بعد أن ابتعد عني، ليبتسم ويمسك بيدي ونحن نتجه خارج باب الغرفة لأجد مادي بالفعل قد أتت في طريقها بينما مارك وفيكتور يمشيان بجانبها.

" تفضلوا الملكة داليا بانتظاركم." قالت عندما وصلنا لقاعة الطعام، وكما قلت، كل شيء هنا عبارة عن اللون الأزرق، بالطبع ما الذي سأتوقعه من محبي البحار غير هذا؟

" تشرفت بدعوتكم لمائدتي، وعند انتهائنا من الطعام سأخبركم بقراري النهائي بخصوص الشيء الذي تناقشا حوله منذ عدة ساعات، تفضلوا بالجلوس." قالت ترحب بنا وتجلس على كرسيها برأس الطاولة.

جلسنا بالفعل وجاء الطعام الذي أقل ما يقال عنه لذيذ، أو ربما لأننا كنا جوعى للغاية فقد أكلنا حتى شبعنا وبدون أن نشعر.

" تفضلوا كؤوس الشاي." قالت بعد أن انتهينا وجلسنا في الشرفة المطلة على النهر.

" إذا! أيتها الملكة ما هو قرارك؟" سألتها بعد عدة لحظات.

" بعد التفكير أظن أنني سأكون معكم في هذه الحرب." قالت بعد دقيقة من الصمت بابتسامةٍ جذابة ترتشف من كوب الشاي الذي بيديها، وأنا ابتسمتُ بسعادة أنظر لويليام الذي كان بنظر لي هو الآخر يبادلني الابتسامة بأخرى أوسع منها.

هاقد بدأنا الطريق خاصتنا.

_____________

هاااااي يجماعة!
اعتذر في حال تأخرت.

كيف الحال؟

كيف البارت؟ طويل ومليان بالأحداث أتمنى أنه عجبكم؟

المومنتات بين ستيل وويل؟ _ لطافتهم_

مملكة السايرين؟ _ أحب داليا عشانها بتخلي ستيل تغار 😈_

المهم، شكراً لكل شخص حط تعليق أو فوت، بحبكم.

_ نظرياتكم حطوها هنا، والقراء القدامى حاولوا ما تحرقو_

البارت أطول بارت للآن في الرواية، لذلك أعطوه حقه.

ما عندي أسئلة أكثر بس ممكن نوصل البارت 1k فوت؟
بالأساس هو فوق 600 فوت فعادي لو نكملهم لل 1k؟

اعتبروه طلب مش شرط لأن أنا ما أحب الشروط، وكمان حتى لو ما وصل لل 1k فوت البارت اللي بعده ممكن ينزل بعده بيوم أو يومين، لذلك أتمنى تحمسوني عشان أكتب.

قبل التعديل. " 1700 كلمة."
بعد التعديل. " 3200 كلمة."

كل الحب، هدوء. 🤎🪐

Continue Reading

You'll Also Like

1.6M 95.6K 44
" ألفا عليك الزواج.. القطيع يحتاج إلى لونا عليك أن تتقبل أن رفيقتك لن تظهر ابداً .. " على الرغم من بروده الذي تسلل الى قلبه وقسوته التي ضربت بها ا...
11.1M 458K 50
"انها ملكي حتى لو لم تكن رفيقتي " أردف ماكسميس ببرود وهو ينفث دخان السيجارة ، "ما الذي تتحدث عنه بحق الجحيم ؟! ماذا لو لم تكن علامتها ذئب اسود مثلك ؟...
685K 29.6K 45
ماذا لو اختطفكِ شخص غامض لا بياض في عيناه؟! سارة فتاة في العشرينيات من عمرها, تعيش حياة روتينية مريحة بالنسبة لها ومملة بالنسبة للآخرين, تختطف في حفل...
27K 1.5K 5
مكتملة...|| "أمي؟" انتبهت إيلينا إلى طفلها صاحب الأربعة أعوام أمامها. " نعم عزيزي؟" همست هى بلطف بينما تنحي لتصل لمستواه. " ما هذا الوشم؟" سأل الطفل...