اكتفيتُ منكَ عشقًا

By FatmaMohmed890

3.7M 194K 32.1K

رومانسي_أجتماعي_دراما_غموض_تشويق_كوميدي_عائلي الجزء الاول والثاني والثالث معًا (مكتملة) More

مقدمة♥
اقتباس
اقتباس (2)
مواعيد الرواية♥
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
اعتذار
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
اعتذار
نهاية الجزء الأول
ميعاد نزول أولى فصول الجزء التاني❤️
الفصل الأول "الجزء التاني"
الفصل الثاني"الجزء الثاني"
الفصل الثالث"الجزء الثاني"
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
اعتذار❤️
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
هام
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
توضيح❤️
الفصل السادس عشر
اقتباس من الفصل القادم..
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
فضفضة..
الفصل التاسع عشر
نهاية الجزء الثاني
مواعيد الجزء الثالث
اقتباس
"الفصل الأول"
"الفصل الثاني"
"الفصل الثالث"
"الفصل الرابع"
اعتذار
"الفصل الخامس"
عيد سعيد❤️
"الفصل السادس"
"الفصل السابع"
"الفصل الثامن"
"الفصل التاسع"
تنويه🖤
"الفصل العاشر"
"الفصل الحادي عشر"
"الفصل الثاني عشر"
"الفصل الثالث عشر"
اقتباس
"الفصل الرابع عشر"
هام
"الفصل الخامس عشر"
اقتباس
"الفصل السادس عشر"
اعتذار
"الفصل السابع عشر"
"الفصل الثامن عشر"
"الفصل العشرون"
"الفصل الواحد والعشرون"
"الفصل الثاني والعشرون"
"الفصل الثالث والعشرون"
"الفصل الرابع والعشرون"
عيد سعيد💫💜
"الفصل الخامس والعشرون"
اعتذار
الفصل الجديد
الفصل الأخير
مناقشة
الخاتمة"جزء أول"
تأجيل💜
الخاتمة "جزء ثاني"
هاااام
مساء الخير❤️

"الفصل التاسع عشر"

30.4K 2.2K 412
By FatmaMohmed890

اكتفيتُ منكَ عشقًا.
(الجزء الثالث)
بقلمي فاطمة محمد.
الفصل التاسع عشر:

'الانسان لا يشغل مكانين في وقت واحد , ولكن قولي لي كيف أنك هناك وأنت هنا في قلبي في الوقت نفسه ؟'
- أنيس منصور.

_______

كاد مروان أن يغادر تاركًا إياها لكنه تراجع تلك الخطوات التي خطاها..وعاد واقفًا في مواجهتها...فقامت برفع إحدى حاجبيها وتمتمت ساخرة:
-ايه نسيت تقول حاجة !!؟

نفى محركًا رأسه ثم علق وهو يحك أنفه والمكر يشع من عيناه:
-والله كان نفسي اقولك الغي رحلتشي بس مقدرش اقولها قلبي ابن الصرمة ميطاوعنيش..وبعدين مش كفاية تقل بقى ولا ايه..ده احنا خلاص كلها أيام وتبقى معايا..وهيتقفل علينا باب اوضة واحدة...ومقولكيش على اللي هيحصل..وحياة امي ما هعتقك..ويا انا يا أنتِ يا لولو....

انتهى رامقًا إياها..بنظرة خاطفة من أعلاها لأسفلها مغادرًا المنزل..تاركًا إياها…

جالت عيناها بالمطبخ الذي كانت تلجه رفقة والدتها...متذكرة طفولتها...فأخذت نفسًا عميقًا وحاولت شغل ذهنها وبدأت بتحضير الطعام لوالدها....لكن عادت الذكريات تهاجمها من جديد...وتذكرت ذلك العناق بينها وبينه..بعد تلك السنوات؟!!!!

لمعت عيناها تاركة ما بيدها مستشعرة خيانتها لوالدتها..مانعة دموعها من الهطول على وجنتيها وشهقاتها التي ترغب بالتحرر من فوها....

متمتمة بحزن وتحسر:
-أنا آسفة يا ماما...آسفة..سامحيني..مقدرتش امنع نفسي أني اخاف عليه...خفت ابقى لوحدي...أنا مطمنة عشان عارفة أنه موجود وبيتنفس...انا آسفة...مش بأيدي..والله ما بأيدي..

هنا وانهمرت دموعها ولم تستطع كبحهم او منعهم اكثر من ذلك...
تركتهم يتحررون ويهبطون على وجنتيها وبعد ثوانِ كانت تتذكر فعله مروان و وقوفه جوارها بتلك الظروف...بل ومجيئه معها…

زينت بسمة محياها...لكنها لم تدم طويلًا...وبدأت بالتبخر تدريجيًا تزامنًا مع رفعها أناملها ومسح عبراتها متذكرة تلك الصدفة التي جعلته اليوم يأتي بذكر والدها وبعدها بلحظات يأتي لها مكالمة من جار والدها تخبرها بمرضه..

عند تلك النقطة ضيقت عيناها...متذكرة ذلك الجار الذي غادر عقب فتحه لهم..ثم غادر ولم يلج رفقتهم حتى…

بل ورفض والدها الذهاب إلى المستشفى للأطمئنان عليه…

هزت رأسها كأنها تحاول رفض تلك الأفكار وإقناع ذاتها بأنهم لم يخدعوها...كي تُصلح علاقتها مع والدها وتعود كالسابق.
-لا..لا مستحيل يكونوا بيضحكوا عليا...هي اكيد صدفة..مستحيل يكونوا بيخدعوني..

نهرها عقلها مخبرًا إياها بسخرية:
-ومستحيل ليه..ده مروان..

بعد ساعة تقريبًا..

ولج مروان حاملًا أكياس بلاستيكية تحوي على ما طلبته..واضعًا إياهم على سطح المطبخ متمتم بأنهاك محولًا انظاره لتلك القابعة أمامه بعدما فتحت له وتحركت معه صوب المطبخ:
-أنا مني لله...بقى مروان اللي كان مقضيها بنات وفسح وضحك ولعب وهزار..يحصل فيه كدة..انا اتبهدلت..مروان اللي محدش يقدر يبهدله اتبهدل..يارب تكو

قاطعته علياء عاقدة ساعديها لا تبالي بحديثه عمدًا مردفة بجدية ونبرة حاسمة مترقبة تنوي كشف الحقيقة وترى هل هذا ملعوبًا ام حقيقة:
-حلوة اللعبة دي...

ارتفع حاجبيه واردف بعدم فهم:
-لعبة ايه..مش فاهم..

-اللعبة اللي عملتوها عليا عشان ارجع اكلم بابا...اصلي بعد ما أنت نزلت فكرت وقولت ايه يا بت يا علياء الصدفة الكبيرة أوي دي..فـ اللي هو سبحان الله انت خارج معايا وبتكلمني عليه.. وفجأة يجيلي مكالمة أنه تعبان..لعبة قديمة..وحبة اعرف مين الذكي اللي فيكم اللي حطها...

كانت تتحدث وهى لا تعي إذا كانت كلماتها حقيقية أم كاذبة..فقط ترغب بتوقعيه..فإذا كان حقيقة سينكر ما اردفت به..أم أن كان ملعوبًا فسيكسيه التوتر..وستزوغ عيناه هربًا...ويتصنع عدم الفهم…

حك مروان رأسه وابتعدت عيناه عن عيناها متمتم بتوتر جعل شكوكها تتأكد:
-شكلك بتتفرجي على افلام كتير..وبعدين هو أنا هعرف م

قاطعته للمرة الثانية معلقة بغضب لا تعلم أن كان بسببه وبسبب والدها..ام كان من ذاتها ومن قلبها الذي حن له من جديد وسامحه:
-تعرف ان الكداب بيبان عليه أنه كداب... وأنا بكره الكدابين...والجوازة دي خلاص بح...

-نــعــم يختي...جوازة مين اللي بح..ده هناك في المشمش..عارفة المشمش يا بت...

قالها بصوت عالي متذمرًا رافضًا ما تتفوه به..كارهًا حديثها…

ردت علياء بتحدي وهى على وشك مغادرة المطبخ:
-بت في عينك..و زي ما سمعت كدة...

كادت تغادر لينتشلها من ذراعيها محاولًا معها كي تتراجع عن تلك الفكرة:
-أنتِ بتقولي ايه يا بنت الهبلة أنتِ ده الفرح بعد شهر..يخربيتك... وبعدين أنا غلطان يعني عشان حاولت اصلح بينك وبين ابوكي؟

نفضت ذراعيه فها قد حصلت على اعتراف منه...فأماءت برأسها وعيناها تلمع بشرار..وبدون أن تتحدث غادرت من أمامه..لتدلف حجرة والدها الذي كانت من حين لآخر تطل عليه أثناء غياب مروان و وقوفها بالمطبخ وكانت نظراته تزيد من شكوكها..
-حلوة اوي التمثيلية دي يا فاروق بيه...لا حقيقي برافو...برافو عليكم..اللعبة فعلا..دخلت عليا في الاول..بس انا مش غبية..ولا عيلة صغيرة قدامكم..انا عندي عقل وبفكر بيه...واشبعوا انتوا الاتنين ببعض..ما انتم شبه بعض...

انتهت مغادرة من الحجرة...فأسرع مروان من خطاه كي يلحق بها...كذلك نهض فاروق ولحق بهم....

فارقت علياء المنزل مطبقة الباب خلفها...وخلفها الاثنان محاولان ملاحقتها وإيقافها..

اوقفت إحدى سيارات الأجرة واستقلتها…

نادى مروان عليها...بصوت عالي...وما أن فشل في ملاحقتها حتى صرخ بغيظ منها....
وبجواره فاروق مربتًا على كتفيه محاولًا تهدأته..

جز مروان على اسنانه وهتف بأنفاس متضاربة:
-أنا اتهزقت....بس وربنا ما هسكت...ومفيش فرح هيتلغي..يا انا يا بنتك..

__________

-افتحي يا علياء...افتحي..يا علياااااااااااء....خليني افهمك... ونتكلم..بلاش شغل العيال ده..

هتف مروان كلماته ويداه لا تكف عن الطرق على الباب والضغط على الجرس....فقامت صاحبه الشقة المقابلة لها والتي تبلغ من العُمر ستين عامًا بفتح الباب لرؤية ذلك الصارخ المهلل والذي يثير ضجة بالبناية...متمتمة:
-وبعدين بقى هو مفيش دم ولا إيه..جبتلنا صداع يا بني..

-اقعدي على جمب يا حاجة الله يباركلك..ولا اقولك لو عندك كرسي خشب هاتيهولي..ولا اقولك لو عندك سرير فاضي مم

اتسعت عين المرأة وقالت مقاطعة له:
-ايه قلة الأدب دي...شباب اخر زمن...ومشفتوش رباية

انتهت صافعة الباب في وجهه فترك مروان باب علياء..واقترب طارقًا عليها مردد:
-ايه ده أنتِ فهمتي إيه...متفهميش غلط يا تيتا…

لم يأتيه جواب فعاود قائلًا:
-طب هاتي الكرسي طاه..هاتيه وهعزمك على فرحنا....واكلك جاتوه وحلويات من بتوعنا...

مل من الحديث عندما لم تستجيب له..فعاد واقفًا أمام باب منزل علياء مطرقًا طرقات متتالية:
-يا بنتشي بقى..افتحي..طب على فكرة بقى أنتِ بتتلككي...وبعدين هرجع واقولك هو أنا عملت كدة عشاني..ده كله عشانك وعشان تبقي مبسوطة...انا غلطان اني بحبك..يلعن ابو ده حب..اللي مخليني مذلول ليكي كدة....واقولك انا اللي مش عايز اتجوزك...

انتهى مغادرًا من أمام باب منزلها والغضب يرافقه..ويعتريه....وبشدة...

__________

دلفت مريم من باب المنزل...منادية على رحمة بصوت جهوري كي يصل إليها:
-رحماااااااه....يا رحماااااه تعالي شوفي اللي جرا لأختك في اول يوم ليها....ش

جاءها صوت رحمة التي كانت تجلس في الصالون أمامها...مقاطعة اياها بصراخ متبادل تاركة هاتفها من يديها:
-ايه يا بت خرمتي ودني..ما أنا متلقحة قدامك اهو....

اندفعت مريم تجاهها وصاحت وهى تجاورها على الاريكة:
-شوفتي مش الموبايل اللي هيما جابهولي اتسرق مني...حسبي الله ونعمه الوكيل في اللي سرقه...

رمقتها رحمة وهى تلوى فمها منتشلة هاتفها التي تركته مرددة بسخرية:
-عشان هبلة...وبعدين فاكرة أنه حرامي..وبتديه الباسورد بتاع التليفون..الغباء عندك عالي اوي...

-الاه مش هو اللي قالي ادهوني عشان اصدق أنه بتاعك و

توقفت مضيقه عيناها مردفة بدهشة:
-ايه ده أنتِ عرفتي منين ؟؟!!!!!

-من الحرامي... قصدي من اللي خد الباسورد..اصله مش حرامي يختي وكان بيتأكد فعلا أنه بتاعك...

ضربت مريم على صدرها مرددة:
-يا مصيبتي انتِ كلمتي اللي سرق تليفوني كدة عادي...

أغمضت رحمة عينيها بنفاذ صبر عاضضة على شفتيها مجيبة:
-لا كدة كتير...غباء سو ماتش...حرامي مين يا بنت الهبلة اللي هتواصل معاه...ده هو اللي اتصل عليا...

رفعت مريم إحدي حاجبيها وقالت:
-ويكلمك ليه..وقفل في وشي ليه من اساسه الحرامي ابن الحرامية...

-الطم...برضو مصممة أنه حرامي..يا بنتي مش حرامي..والسكة اتقفلت في وشك عشان تليفونك فصل شحن..وطلع معاكي في الجامعة خدي كلميه من عندي واتفقي معاه عشان يدهولك بكرة...وبعد كدة متتغابيش تاني..

-بس متقوليش غبية....

قالتها بتذمر ثم تابعت مع نفسها:
-أنا تعبت من غبائي ده..مش معقول كل الغباء ده بتاعي لوحدي !!! انا اكيد ورثاه !

هنا وضاقت عيناها وهتفت بصوت مسموع:
-ايعقل !!!

انتبهت رحمة لها فقالت دون أن ترفع بصرها عن الهاتف:
-هو ايه اللي ايعقل ؟

-لا مفيش فكك مني قوليلي ايه اللي شغلك اوي كدة على الموبايل ؟

-بقرأ عن الاتيكيت...عشان اشوف نفسي قدام حماتي..وتعرف اني مش قليلة...ومتتفردش وتشوف نفسها عليا..

ابتسمت مريم وقالت:
-جدعة يا بت يا رحمة...انا هقوم اغير واجي اكلم الولا من عندك عشان اقابله..

__________

في المساء…

مال بسام على سليم متمتم:
-اومال مروان..وإياس..وأيهم وآدم فين ؟!

حرك سليم كتفيه ومط شفتيه بعدم معرفه مردد:
-معرفش..ايهم وإياس فين..بس مروان فوق في اوضته..وآدم كذلك...

انتهى سليم من القاء كلماته فوقعت عينه على مروان الذي كان يهبط الدرجات قاصدًا ذلك التجمع الآسري...فسخر سليم مغمغم:
-ابقى فكرني منجبش سيرته تاني..لحسن طلع بيجي على السيرة بجد...

ابتسم بسام...بينما دنا مروان من روفان الجالسة جوار سليم الذي كان يتوسط الاريكة بينها وبين بسام وتتسامر مع مهرة التي باتت هادئه منذ غياب صديقتها متجاهلًا نظرات صابر...وخديجة... وسامية..وليلى ومحمود...و والده و والدته تجاهه...
هامسًا لها بجدية أمام مرأى سليم:
-روفان لو سمحتي..كلمي علياء خليها تيجي..اتحججي بأي حاجة..بس خليها تيجي...أن شاء الله تقولي لها انك تعبانة...

-بعد الشر عليها..ان شاء أنت وهى لا..

تلفظ سليم بنبرة يشوبها غيرة وخوف طفيف..فصاح مروان بصوت عالي يظهر عليه الحنق:
-لا بقولك ايه مش وقتك يا عم الحبيب..حل عني..يلا يا روفان كلمي علياء لو سمحتي...

ابتسم صابر وأراد مشاكسته متمتم:
-طب ما تكلمها انت يا ابو لسان عايز قصه....

رمقه مروان وقال:
-ما تخليكم في حالكم..ولا أنتوا لازم تحشروا مناخيركم في كل حاجة....

برقت عين صابر وكتم الجميع ضحكتهم...التي أرادت التحرر خاصة عند إجابة صابر عليه:
-ما تلم نفسك يا واد أنت..اوعى تكون فاكر انك كبرت عليا..لا فوق...أنت بتكلم جدك يا قليل الادب..بدل والله اققوم الطشك كام قلم..أنت هتكبر عليا ولا ايه ما تشوف ابنك اللي انت نسيت تربيه يا عبدالرحمن  !!!

زفر مروان بصوت عالي ومرر يده على وجهه بزهق وتجاهل حديث صابر وعاد يرمق روفان متمتم:
-يلا ابوس ايدك يا شيخة لـ تكلميها....

-تبوس ايه يا عنيا !!!!

هنا واستوعب مروان فصرخ بالجميع بطريقة جدية لكنها اثارت ضحكهم فلا يعتادون على تلك الجدية والغضب منه:
-لا أنا مش ناقصكم..ومش قادر اتخانق ولا اناهد...انا كل اللي عايزه روفان تكلمها وتجبها وبس عشان ام الجوازة دي تكمل...عشان لو مجتش..مش هيبقى فيه جوازة..ولو مفيش جوازة..مروان قلبه هيكسر...ولو مروان قلبه انكسر هيقلبلكم البيت مناحة...

علق صابر وهو يضرب بعصاه أرضًا:
-يكش تكسر دماغك يا شيخ...بس الغلط مش عليك الغلط عندي انا عشان نسيت اربيك...عملت ايه للبت انطق....اكيد ضايقتها ما أنا عارفك..

قلب عيناه مللًا ثم صدح صوته:
-مضيقتهاش والمصحف ما ضايقتها...كلموها وخلوها تيجي وهى تحكيلكم اللي حصل..ولو هى غلطانة تقفوا معايا...

هنا وهتف بسام بأعين ماكرة:
-طب ولو انت اللي غلطان..

-مش محتاجة فقاقة يعني هتقفوا معايا برضو.. مش عايزة سؤال...

________

بالأعلى…

كانت ميرنا تجلس على الفراش وامامها بعض من الكتب المدرسية...وتتمدد على بطنها...منشغلة بهاتفها وتحديدًا صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) وتحدق بصوره..وبحركة مباغتة..انفرج الباب...فهبت من جلستها...وسقط الهاتف من يديها وصوبت انظارها تجاه الباب تطالع ذلك المقتحم..
وسرعان ما ارتخت قسماتها..عند رؤيتها لـ كوثر...وتناست أمر هاتفها الذي يظهر صوره....

اطبقت كوثر الباب من خلفها ودنت من تلك الشيطانة الصغيرة كما أطلقت عليها و وقفت أمامها مرددة بتكبر وعجرفة:
-بتذاكري ولا بتهببي إيه ؟!

ازدردت ميرنا ريقها واماءت لها مجيبة باحترام جلي:
-ايوة...بذاكر...

كادت كوثر أن تتحدث وتلقي على مسامعها كلماتها السامة فانتقامها من تلك المرأة ستأخذه عن طريق ابنتها التي تنوي تدميرها....

ابتلعت كلماتها عندما هبط بصرها على الهاتف القابع على الفراش...وجذب انظارها صورة ابنها الصغير... آدم…

لمعت عيناها ببريق من الشر واخفضت مقلتيها كي لا تيقن الصغيرة برؤيتها له.. ثم عادت تنظر لها ثم ابتسمت بسمة كانت مبهمة وغير مفهمومة بالنسبة لها...ودون أن تتفوه بحرف اخر خرجت من الحجرة....

عقب خروجها تنهدت ميرنا براحة...وجلست على الفراش...فـ جحظت عيناها خوفًا وعلمت سبب تلك النظرات...فمن المؤكد أنها قد رأت صورته....وعلمت بأعجابها بها!

__________

-صدقني يا إياس تقى بنتي عُمرها ما تعمل كدة...هى اصلا محبتش غيرك..بنتي اكيد حصلها حاجة...انا مش بعرف أنام من خوفي وقلقي عليها...ده احنا بقالنا اربع شهور بندور عليها ومش لقينها...هتكون راحت فين يعني...وبعدين ازاي مصدق انها تعمل كدة ازاي؟؟!!!!!

نطقت والدتها كلماتها التي تئن ألمًا ودموعها تنهمر بغزاره على وجهها...خوفًا..وقلقًا على ابنتها....وعند قولها الأخيرة انهارت تمامًا....فما كان من إياس سوى اخذها لاحضانه يبكي هو الاخر ويشاركها احزانه الذي يحاول بكامل قوته الا يظهرها أمام أحد خاصة والدته الذي يرى الشماتة بعيناها…وكأنها تخبرة بأنها اخبرته من قبل بأن تلك الفتاة لا تليق به..
-عايزاني اعمل ايه...دي اختفت ومعرفش راحت فين...والرسالة اللي اتبعتت من تليفونها....وبعدها التليفون اتقفل خالص...وهدومها وكل حاجتها اللي اتلمت...انا مش مصدق لحد دلوقتي اللي هى عملته..انا كل يوم قبل ما انام بقرا الرسالة....بقراها عشان اكرها...وأبطل تفكير فيها...تقى دمرتني....انا مبقتش قادر ادخل الاوضة...مش قادر...

هزت والدتها رأسها وخرجت من احضانه مدافعة عن ابنتها:
-صدقني اكيد فيه سر....والله العظيم تقى محبتش غيرك..انت اول راجل في حياتها...انا خايفة عليها اوي يا إياس...

رن هاتفه وقطع حديثهم...فمسح عبراته وأخرج هاتفه...فوجده رقمًا غير مسجل…

أجاب عليه واستمع للطرف الآخر وسرعان ما نهض تاركًا إياها  مفارقًا المنزل....راكضًا للخارج بأقصى سرعة....

_________

-أنا آسفة بس انا مش هرجع عن قراري...ومستحيل اتجوزه...

تحدثت علياء بتصميم وهى تجلس في المنتصف بين صابر و روفان..
بعدما قصت عليهم ما فعله..وكيف قام بخداعها...بالإتفاق مع والدها..

كاد صابر يتحدث فقاطعه مروان مردد:
-استنى أنت يا جدي...

ثم حدق بها وتابع:
-تعاليلي هنا بقى... قوليلي هو أنا قاتلك قتيل..عمالة تبيعي وتشتري فيا على إيه...وبتأفوري ليه ها؟!

عضت على شفتيها وإجابته:
-هو أنت بتكلم في الموضوع ده ليه..مش على أساس انت اللي مش عايزني..وملعون الحب اللي يذلك...

-متغيريش الموضوع..وعند بعند بقى هنتجوز...ومفيش حاجة هتتلغي...

-مش بمزاجك...ولو مصمم اووي اتجوز نفسك...

ضحك بسام وصفق لها مشجعًا إياها:
-جدعة اديله كمان وكمان..خليه يتربى...

اعتاظ مروان منه وصاح:
-اخرس أنت...وعشان تبقى عارفة...وعشان تبقوا عارفين كلكم لو الجوازة دي اتلغت هموتلكم نفسي...

برقت عين هناء وصاحت به:
-أنت أتجننت يا واد يا مروان...

-اه أتجننت حتى شوفي...اهو مجنون اهو...

قالها وهو يعتلي الأريكة وينتقل من أريكة لأخرى بحذائه جابرًا إياهم على النهوض…

فصرخت به سامية وكوثر بنفس واحد:
-أنزل من على الكنبة....هتوسخها...

رمقهم مروان بغيظ وقال:
-شوفوا انا في ايه وانتوا في ايه..مضايقكم عشان طالع عليها بالجزمة طب اهو...اهو...

قالها وهو يحك قدميه بالاريكة..فنهض صابر وجاء به من ملابسه متمتم:
-أنزل يا حيوان....

هبط مروان معه...ورمق علياء بنظرة خاطفة...ثم اندفع واختفى من قبالتهم واختفى قليلًا...تحت دهشتهم…

وفجأة ظهر من جديد ولكن ليس بمفرده بل جلب معه زجاجة لا يدركون على ما تحتوية..فصاح وهو يفرغ محتواها عليه مردد:
-هولعلكم في نفسي عشان ترتاحوا..اهو...

برقت عيناهم عند إدراكهم أن ما بيده ليس سوى (جاز)

انتفض قلب علياء وكذلك قلقت روفان ومهرة وهناء وليلى...بينما بقى بسام وسليم مكانهم ولم يرف لهم جفن…

انتهى مروان مخرجا ولاعة صغيرة مردد بتهديد:
-ها في فرح ولا مفيش...

ابتلعت علياء ريقها وصاحت:
-فيه...فيه بلاش جنان الله يخليك..وبعدين اللي بتعمله ده حرام...هتموت كافر يعني...

-طب احلفي أنه في فرح...وأنه متلغهاش

-والله العظيم فيه..ومتلغهاش...سيب الولاعة دي بقى...

هدأ مروان وابتسم ثم صاح معترفًا وهو يرى قلقهم عليه رافعًا تلك الزجاجة التي كانت من المفترض أنها تحوي على الجاز مرتشف منها تحت انظارهم:
-الماية دي غريبة اووي..

أغمضت علياء عيناها ورددت كلمته بغيظ وبصوت مكتوم:
-ماية...طلعت ماية..

تبادل بسام وسليم النظرات فقد صدق حدسهم وادركوا خدعته...فصاح مروان بأسلوب مرح:
-اه ماية اومال اموت نفسي بجد واموت كافر ولا إيه...

على الطرف الآخر مالت كوثر على أذن سامية وهمست لها:
-احنا هنعمل ايه معاهم بعد كدة؟

-هما مين دول ؟

ردت كوثر وهى تنظر تارة لـ روفان و تارة أخرى لـ علياء:
-في روفان وعلياء ورحمة..ما هما يا يجيبوا اجلنا يا نجيب اجلهم...

ابتسمت سامية وعلقت بخفوت:
-عيب عليكي..وزي ما تقى طفشت هما كمان هيطفشوا...

_________

مر بسيارته من البوابة...ضاغطًا على فرامل السيارة وكلماتها تتردد بأذنيه:
-قدامك نص ساعة لو مجتش على العنوان اللي هبعتهولك...هموت نفسي....

ترجل من السيارة وصفع الباب من خلفه...كاد يلتهم المسافة بينه وبين الباب حتى يطرق عليه وتفتح له..لكنه وجدها تقف أعلى السطح...جاذبة حواسة...
-أنا هنا...

رفع انظاره إليها فتسارعت خفقاته ارتعابًا وخوفًا أن تفعلها ويكن السبب وراء موتها...فلن يتحمل ذلك الذنب..ولن يستطع التعايش معه..

خرج صوته مذعورًا يحثها على النزول ومواجهته والحديث معه:
-انزلي يا أميرة..انزلي خلينا نتكلم..انا جيت عشان نتكلم..يلا...

ردت ببكاء يكاد يمزق القلوب:
-أنت جيت عشان تكلم..بس انا جبتك عشان تشوفني وانا بموت..بموت بسببك....أنت رفضتني..رفضت حبي....طب ليه ؟!!!
ده انا محبتش حد قد ما حبيتك...ليه تعمل فيا كدة... ده جزاتي عشان بحبك...هو ده جزاه اللي بيحب بجد....

-اميرة انزلي وهنتكلم....بلاش تعملي كدة..انا مستاهلش..صدقيني...محدش يستاهل أن حد ينهي حياته عشانه...الدنيا قدامك واكيد هتحبي و

قاطعته بصراخ هستيري:
-متكملش....انا مش بحب ولا هحب غيرك...انا مش عايزة غيرك....انا كل اللي عايزاه تحبني..تفتكر ده كتير عليا..كتير عليا تحبني نص حبك ليها !!!!!

قالتها وهى تتقدم خطوة راغبة في ارعابه...فكان لها ما أرادت متمتم بعدم تصديق لما جعلها تقدم عليه:
-متتحركيش من مكانك...بلاش ارجوكي....

-هتحرك...يا إياس...انا مش عايزة غير فرصة...تفتكر الفرصة دي كتير عليا..؟ رد عليا تفتكر الفرصة دي كتير عليا !!!

-لا مش كتير عليكي..مش كتير...

تهللت اساريرها فأستكمل إياس:
-يلا انزلي...

-لا مش هنزل...أنا عارفة انك بتقول كدة عشان انزل...عشان خايف اني اموت بسببك وبسبب حبك..

نفى برأسه مردد:
-لا يا أميرة...مش كلام يلا انزلي..وهتاخدي فرصتك معايا…

_________

اليوم التالي…

كانت مريم تقف بالمكان التي اتفقت عليه مع الشخص المجهول الذي وقع هاتفها بحوزته...فتأففت..رافعة يديها تنظر بالساعة..مرددة بسخط:
-ده لو بيجي من المريخ كان زمانه وصل....

لحظات مرت وكان آدم يقترب منها...عقدت حاجبيها وصاحت مرحبة به:
-ازيك يا ابو نسب..

ابتسم لها واجاب بحرارة والشكوك تتسلل إليه:
-الحمدلله... أنتِ واقفة هنا لية ؟

تنهدت مجيبة:
-ابدا تليفوني ضاع مني...واللي سرقه قالي استناه هنا...واديني واقفة متلقحة اهو..والبية منه لله لطعني في الشمس..يكش يجيله ضربة شمس بس بعد ما اخد التليفون...

اماء لها آدم وحك انفه ثم استفسر:
-مش فاهم ازاي سرقة وازاى هيرجعهولك...

-ندم طبعا..صعبت عليه..وقال يرجعهولي ..

-يا شيخة...شايفة أن كلامك منطقي يعني...

قطبت حاجبيها وقالت بلهجة صارمة:
-قصدك ايه يعني..انا كدابة...

-لا طبعا مش كدابة..

انتهى آدم مخرجًا هاتفها من جيبه فصاحت ما أن رأته:
-تليفوني..حبيبي...

مد يده مردد:
-اتفضلي الفون اللي ضاع منك...

-الاه هو أنت الحرامي...احييه..

زفر آدم من غباءها ورد بعبث:
-برضو حرامي.. أنتِ مصممة ليه أن انا سرقه...يا بنتي تليفونك انا لقيته ولما اتصلتي وقولتي بتاعك وقولتلك قولي الباس كان عشان اصدق أنه بتاعك فعلا وكنت هرجعه..بس الفون فصل وأنا بكلمك...

صمتت قليلًا ثم صاحت في سرها:
-اها أنا كدة فهمت اكيد كان بيشقطني...

ثم تحدثت بصوت عالي:
-طب على فكرة بقى لهجتك ونبرتك مش عجبني..محسسني اني غبية وانك كتلة ذكاء متحركة..ولو انت لقيته فعلا وحد كلمك أنه بتاعه..تقوله ليه ايه الباسورد ها..ما هو لو مش بتاعه هيقولك انه بتاعه ليه..وهيعرف منين اصلا انه وقع من صاحبه ها...لا انا كمان بعرف افكر...وأبعد بقى عن طريقي عشان انت رغاي اوي...

تركته وغاردت فأبتسم آدم فكلماتها محقة فـ عندما طلب منها كلمة المرور الخاص بهاتفها كان يقصد به مجارتها في الحديث واللهو قليلًا ولحسن حظها لم يجد أي شيء خاص بها...فكان الهاتف جديدًا ولم تنقل إليه أي شيء بعد ولم يكن يتوقع بأنها صاحبة الهاتف.

__________

بعد مرور شهر...

جاء موعد زفاف أيهم و مروان…
فصدح صوت مروان المُصر على عقد قرآنه أولًا موجهًا حديثه لـ صابر الذي يصر على عقد قرآن أيهم أولًا بأعتباره أكبر سنًا تحت انظار المأذون وأبناء أعمامه:
-طب والله لو مكتبتش كتابي قبل أيهم لهتبقى دم يا سيد...اللهم ما بلغت اللهم فأشهد..

__يتبع__

بقلمي فاطمة محمد.

ومن هنا اقدر اقولكم ان اللي فات حمادة واللي جاي حمادة تاني خالص 😂😂✌️

Continue Reading

You'll Also Like

926 59 5
قصص منوعة عن كل ما يحدث في الحياة من حب أو كره...رعب...حقيقة ...عشق ...خيال ...طموح....وغيره تابعوا معنا قصص قصيرة
3.3K 268 30
" الشيطان يمتلك الكثير من الأيادي كــالأخطبوط، إذا قُمت بقطع واحدة تجد أخرى تلتف من حولک، احذر تلك اليد الخبيثة التي تمسک بک، قد تكون نجاتک أو هلاکک...
365K 28.9K 56
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...
507K 19K 31
الظُلمة لا تكمُن في الليل بل في قلبيهما!!...