𝑳𝑨𝑻𝑰𝑩𝑼𝑳𝑬

By lusaeev

72.2K 4.5K 4.8K

وبـقيت سنوات العـجز تتخـطفني من كُـل جانب ، حـتى ظهرت انت كالـمعجزة .. [Selu fanfic] More

[|-|]
[|1|]
[|2|]
[|3|]
[|4|]
[|5|]
[|6|]
[|7|]
[|8|]
[|9|]
[|10|]
[|11|]
[|12|]
[|13|]
[|14|]
[|15|]
[|16|]
[|17|]
[|18|]
[|19|]
[|20|]
[| 21 , The End|]

[| special part |]

3.6K 186 296
By lusaeev









جـُزء اضافـي ، بـسيط الاحداث

قراءة ممتعة + اعتذر في حـال وجود اخطاء املائية ♥️










 
 ̄ ̄ ̄ ̄ ̄ ̄ ̄ ̄ ̄ ̄

- لـوهان -









- انا في المنزل ... ابي -



نَـطقت بهذهِ العبارة وذقـني يرتعِـش
وكانت جمـلة بسيطة اُعبر فيها عن دواخلي

المنزل.. لم تكُـن الا كلمة عابرة نـطقت بها
اُعبر فيها عن المنزل ، فالمنزل لا يُسمى منزلاً
اذا كان يحوي الجدران وقطع الاثاث فحـسب
فالمهم في المنزل ... هو وجود افراد العائـلة

وانا كُنت كورقـة الشجرة التي قُطعت وسقطت
من على الاغصان منذ ان اخـبروني بموت ابـي
وفي هذهِ اللحظة تحديدًا قد رجـعت الى الحياة

بخطوات كانت ثقـيلة وسريعة في آن واحد
ذهبت إليه ، اقبـل دعوته حينما فتح اذرعه
يُخبرني ان احتـضنه

لا يتوقف جسـدي عن الارتعاش حينما
اصبحت مُحاصرًا بين اذرعه المضمدة
ورأسي الذي يستقر على صدره

لم اكـتفي ، دفعت بجسدي اكثر ولم
تكترث عينـاي للضرر الجسدي الذي اصاب
والدي ، ارفـع قدمـاي حتى اُشاركه الجلوس
على الاريكـة 

ويتكـور جسدي بين احـضانه ، ويداي
تتشبث به بيأس عظيم ، وكأنني ان تركته
ستغادر روحي جسدي مثلـما تترك يدي قميص ابي

- ابي .. ابي ابي -
همـست بها مرارًا حتى اُشعر نفسي بالرضا
والامان ..

- اجل بُني .. انا هنا -
سمعت صوته اخيرًا حينما نـطق بكلماته
يُخبرني بكـلمة 'بُني' وكان صوت ماركوس حقًا
وعيناي عادت لذرف الدموع

ودفعت وجـهي على كـتفه واذرعي
احاطت بجـسده المُصاب من كل جانب
ولكـن لا بأس .. ماركوس يتنـفس وهو على
قيد الحياة

على الرغم من استشعاري لبروز عظامه
وضعف جسده الذي لم اعتاده من شخص
شديد القـوة كـ ماركوس

ومجددًا ، لا بأس المهم ان ماركوس
بخير حقًا ..


- هل تـبكي لوهان ؟ -
سألني ، وحينها ادركت شيء آخر
ان صوت ماركوس لم يتغير ومازالت نبرة
صوته مُـهيبة وقوية ..

رفعت رأسي من على كتفه حتى
اُقابلـه بوجهـي الملطخ بالدموع الغزيرة
ولكنني كنت ابتسم رغم ان عيناي تدمع

- اجل ... انا اسف ابي ، منذ ان تركت
جانبي وابنك لا يُجيد فعل شيء سوى البكاء -

واعتقدت انه سيوبخـني فماركوس يكره
البكاء كثيرًا ، ولم يرغب يومًا في رؤيتي ابكي
حتى لا اُصبح ضعيفًا

الا انه ابتسم مع تِلك الرقعة السوداء
على عينه المفقودة ، وملامح وجههِ الشاحبة
والخدوش التي لم استطع عدها لكثرتها على
ملامح وجههِ

يمسح على عُنقي واطراف شعري
ويُعيد وضع رأسي على كتفهِ مرة اخرى

- انت تقولها .. تُنـاديني بـ 'ابي' -
بكثير من اللهـفة قال ، واذرعهُ تطوق جسدي
بإحكام

- اجـل ابي .. انا اسف -
وعلى ذكِر هذهِ الكلمة التي امتنعت عن قولها
لهذا الرجُل الذي يعني لي الكثير ، واصابني
الندم الذي يلتهـم روحي في كل يوم منذ
ان غادر ابي جانـبي

- اسف .. اسف لاني مجرد ابن
سيء لم يستطع اسعادك بقول كلمة ابي .. -
ومن بين دموعي الغزيرة نطقت بإعتذاري
وهو وضع يدهُ على فمـي ليُقاطعني عن التحدث

- توقف .. لا تعتذر ارجوك لوهان -
امرني وانتبهت لعيناه التي تحوي الدموع المتحجرة
وعاد لاحتضاني بقوة وهو يلفظ انفاسهُ بثقل شديد

لم ينتـبه كِلانا لقدوم الزعيم جُونـاتان وسيـهون
فوجود ماركوس هنا ، ووجودي بين احضان ماركوس
امر كـفيل بجعلنا ننسى العالم بأسره

وبـعد لحظات ليست بقصيرة ، استطعت
فيها ان استرد شيئـًا بسيطًا من ثباتي وصوابي
نـظرت إليه عن قُرب اخيرًا ، لجروح جسده
البلـيغة وعينهُ المفقودة .. كل هذا لم يكن قويًا
مقارنة بفقدان ابي لاحدى ساقـيه

وانتـبه هُو لنظراتي الحزينة والذابـلة
لجسده المصاب ، يضع كلتا يديهِ على وجهي
ويُجبرني على النظر إليه

- لا تقلق .. انا بخير -
اخبرني بذلك وهو يضع قُبلة على جـبيني
واستشعرت الصدق في صوته وعينهُ التي
تنظر إلي وتحوي سعادة وبهجة عظيمة ..

ولم ارغب في الإلحاح في سؤاله عن
صحته الجسدية ، فـ انا واثق تمامًا ان
ماركوس سيكون بخير حتى لو فقد ساقه
وعينهُ .. حتى لو قُطعت اطرافه بأكملها سيكون
ماركوس قويًا وصلبًا ..

جـلست بجانبه حتى لا اتسبب بالالم
لجروح جسده الا انه منعني واعادني لاجلس
بين احضانه وجسدهُ يطوقني ويعانقني من كل
جانب

وانتبهت لوجود سيهون اخيرًا يجلس مقابلي
انا وابي ، ينظر نحوي مع ابتسامتهِ

اُريح رأسي على كـتف ابي ونظرت
للرجُلين امامي .. اُطالبهما بالكثير من التفسيرات
حول ماحدث وكيف اُخفي امر وجود ماركوس
على قيد الحياة عني ...

وجُوناتان ادرك على الفور رغبتي بمعرفة مايجري
لذلك اعتدل في جـلسته وابتسم وهو ينظر الى
ماركوس وتنهـد بعمق


- انا لم اكذب عليك بشكل كامل في
ذلك اليوم لوهان .. -
تحـدث جُونـاتان وملامحهُ اللطيفة قد تلاشت
تزامنًا مع تذكره لتلك الايام الماضية

- لقد شعرت ان هناك خطب ما في
تحركات سوبارو ، ولكنني كنت قليل الحذر
حوله وهذا مايُشعرني بالكثير من العار

بعد مغادرتك تِلك الليلة انت وسيهون
فُقد ماركوس بعدها ... -

صحيح ، هو يروي لي ماحدث في
تِلك الليلة تحديدًا التي فُجر بها مقر ماركوس

مَـسح ابي على شعري لاسترخي
لان الغضب والحقد قد سيطرا عليّ هذهِ اللحظة

- سوبارو استطاع ان يُـقيد ماركوس
ويمنعه عن الحركة تمامًا في اللحظة التي
فقد فيها ماركوس حذره .. حُبس والدك في
غرفة معزولة لم اعلم عن وجودها مسبقًا
لان ماركوس كان شديد الحذر لا يريد منا
ان نعرف عن تخطيط بناء المقر

طُعن بالسكين في اجزاء متفرقة من
جسده وبعدها اُشعلت النيران في الغرفة
واُقفل الباب على ماركوس -

شـرح جُونـاتان تفاصيل ذلك اليوم بشكل
مبسط وهو ينظر إلي حينًا ولأبي قليلاً


- بحث عنـي جُونـاتان مُخاطرًا بحياته
على الرغم من سلسلة التفجيرات التي
حدثت بالمقر وعلى الرغم من النسبة
البسيطة لوجودي على قيد الحياة -
اكمل ابي وهو يبتسم
- كنت ميتًا .. تقريبًا -

وارتعش جسدي لنبرة صوت ابي
المتعبة والضعيفة .. شعـرت برغـبة شديدة
بالبكاء مرة اخرى لان نبرته المرهقة كفيلـة بجعلي
اغرق في حزني مجددًا

وجوناتان اخفض كتفيه مع ابتسامة
صغيرة
- صحيح .. حينما استطعت ايجاد ماركوس
كانت الغرفة قد احترق نصفها ، مع وجود
حروق ليست ببسيطة في جسد ماركوس
وفقدانه لكميات كبيرة من الدم بسبب جراحه
بالاضافة لاختناقه بسبب دخان الحريق

ماركوس حينها لم يتجاوب معي مطلقًا
لم اكُن متأكدًا اذا كان يتنفس حتى .. ولكنني
اخذته معي برفقتي الى الخارج ..

وهنا بدأت المهمة الاصعب حقًا
حينما استطعت الهرب من الشرطة ومن
ذلك المكان بأكمله .. ادركت حجم المسؤولية
التي وضعت على عاتقي

اخبرني الاطباء في المانيا انه ميت تقريبًا
ولن يعيش لفترة اطول .. ولكنني كُنت مُصرًا
على وضعه تحت رعايتهم وتعلم اني مطلوب
دولي .. ووالدك كذلك لذلك الجميع كان تحت
تهديد السلاح حتى اضمن ان ماركوس سيتلقى
العلاج بشكل جيد -


اغمـضت عيناي حينما توقف جُونـاتان عن
التحدث ، تتجمع الدموع مجددًا واتنـفس بعمُق
لقسوة ما عايشهُ ماركوس من وقت صعب

اُريح رأسي بين كتفه وعُنقه ، اُخفي دموعي
المتمردة وابتسم بحُزن شديد حيـنما إحتضنني
كنوع من المواساة

واكمـل جُونـاتان


- بعد ذلك .. شعرت بقـلة حيلة والضعف
الشديد ، غضبي تمكـن مني واصبح هدفي
ومطلبي الوحيد هو الانتقام لماركوس من سوبارو
الذي غدر به ، وكنت اعلم انك تشعر بمشاعر مشابهه
لمشاعري يالوهان ، ولكن رغبت في تحقيق متطلبات
والدك لآخر لحظة ولم اسمح لك بقتل اي احد واخبرتك
ان تعيش حياتك بعيدًا عن العصابات لان
تِلك هي رغبة والدك -

- وبعد عودتي الى البلاد ، تركت كل اعمالي
جانبًا وبقيت بجانب ماركوس ، اخبروني الاطباء
انه سيموت في ايام قليلة لذلك لم أُغادر المُستـشفى
ولم يحدث اي شيء لاسابيع .. ومن اسابيع لاشهر
كان ماركوس مابين الموت والحياة وتحت
رحمة الاطباء .. بُترت ساقه التي تضررت
من الحريق بشده ، وعينهُ فُقدت اثناء سلسلة
التفجيرات .. والعديد من الجروح الغير بسيطة -

ابتسم جُونـاتان وهو ينظر الى ابي

- لم يكُن من المتوقع ابدًا ان يتحسن ماركوس
بالتدريج .. ببطء شديد وتظهر عليه استجابات
صغيرة كل فترة ، انتظرت انا ورجالي بصبر
استيقاظ ماركوس الذي نام لفترة طويلة
واُخبر الجميع بموته .. ومنذ شهر
فقط استطاع ماركوس مغادرة المستشفى -

- المهم هو انك بخير الان صحيح .. ابي ؟ -
سألته بصوتي المكتوم وسمعت ضحكته
وهو ينتظرني ان انطق بكلمة ابي ..

- انا بخير تمامـًا لوهان اخبرتك لا تقلق
والان ابتعد عن كتفي اريد رؤية وجهك -

ونـفذت مايريد ، ابتسم بوسع وانا امسح دموعي
ويظهر وجهي المحُمر المتورم .. واغمضت اعيُني
حينما مسح على وجنتاي واسفل عيناي ، استرخي
لملامساتـه الناعمـة

- ل-لم تُخبرني من قبل عن رغبتك هذهِ ابي -
عاتـبتهُ وانا انظر إلي
- لطالمـا كُنت اطيعك ولا ارفض لك طلبًا
ولكنك لم تخبرني عن رغبتك ان اعيش بعيدًا
عن العصابة وعن هذهِ الاعمال -

يُشيح بناظريه ويبتسم بيأس
- لقد كنت خائفًا من اخبارك بذلك ، فتنتمـي
الى عالم مُختلف فتكـرهني .. او تخافني
كنت اخشى ان تغضب مني ايضًا لاني اريد
ابعادك عني .. هناك الكثير من الافكار المقلقة
التي كانت تدور في رأسي وتمنعني من اخبارك-

يُبرر وهو يضغط على باطِن كفي بشيء
من القلق ، وانا ابتسمت بينما ارتمي بين
احضانه ولا اشعر بالاكتـفاء مطلقًا

- هل ستعود ؟ .. ابي ؟ -
وكنت كالطفل الشقي المتلهف لطرح الكثير
من الاسئلة على والده
- هل ستعود معي الى البلاد بعدما تتعافى ؟ -

وانتـبهت على الفور لنظرات جُونـاتان القلـقة
وهو الاخر كان ينتظر اجابة ماركوس معي


- لا .. لا اعتقد اني اريد العودة .. اصبحت
ضعيف الجسد يابُني ... ووجودي تحت
حِـماية جُونـاتان افضل ، ايضًا لا اشعر
اني اريد ان ابدأ من جديد في عصابة
جديدة وماشابه ، انا مرهق على كل هذهِ الامور -

وظهر عبـوسي على عكس ابتسامة
جُونـاتان السعيدة ، انظر إليه بشيء من الغضب
لانه سعيد ان والدي لن يعود الى بلاده

- لوهان ... ايمكننا التحدث عن انفراد ؟ -
سألني جُونـاتان فجأه بعدما تلاشت ابتسامته
وانا نفيت برأسي اعود لارتمي بين احضان ابي

لا اريد الابتعاد مطلقًا ولو لمـتر واحد
ارغب بالقرب منه وبجانبه حيث اشعر
بالامان والكثير من الطمأنينة ..

- قليلاً فقط! -
تذمر جُونـاتان

- لا اريد -
تذمرت انا ايضًا بينما اتشبث بملابس ابي
بقوة

- لوهان .. اذهب للتحدث معه قليلاً
لن اذهب الى اي مكان ، لن اختفي مجددًا
وسوف اكون بجانبك دومًا -
بلُطف شديد قال ماركوس وهو يمسح على وجهي
ويصفع فمي حينما ظهر عبوسي

- ح-حسنًا .. سوف اعود سريعًا -
قُلت وانا اقف مُغادرًا احضانه وعيناي
عالقة عليه لآخر لحظة قبل مغادري للكوخ

وسيهون وقف يسير خلفنا وهو ينظر
للارجاء بقلق

- اعلم انه حوار خاص بينكما
لن استمع ولكني افضل ان يكون
لوهان امام عيناي .. -

برر سيهون حينما نظر إليه جُونـاتان بتعجـب
لتتبعه لنا منذ مغادرتنا للكوخ

- اوه حسنًا .. كما تريد -
ويُعجـبني تفـهم جُونـاتان ، لم يكُن زعيمًا
شرسًا كالبقـية

انه مهذب ولو كنت اجهل حقيقة عمله
لظننت انه اكثر شخص بريء وليس رجل قاتل
ومطلوب دولي

وهذا مايُساعد جُونـاتان في الحصول على مرافقين
ورجال اوفياء له ، وسمعت انه حينما يغضب
لن يكون رحيمًا ابدًا وسيصبح شخصًا آخر




نَـظرت لسيهون وابتسمت له حينما
مسح على شعري بلُطف قبل ان ابتعد بخطواتي
اتبع جُونـاتان ، نبتعد قليلاً عن مكان وقوف سيهون

حتى يستطيع رؤيتنا ولكن لا يستطيع سماع
مايدور بيننا من حديث


- كيف حالك ؟ -
سألني جُونـاتان في البداية وهو يُريح جسده
على جذع الشجرة خلفه

- بخير .. -
اجبتهُ وانا مازلت انظر الى سيهون


- اخيرًا انت تعيش بشكل جيد ، وتحُب ذلك
الرجل بشدة -
ضحك جُونـاتان وهو ينطق كلماته الاخيرة
وظهر غضبي مع احمرار وجهي الذي لا استطيع
السيطرة عليه

- اجل انا اعيش بشكل جـيد ، شكرًا لك
لمساعدتي في السابق ... انت فعلت الكثير لأجلنا
سيد جُونـاتان حتى اني لا استطيع شكرك بكلمات
يمكن ان توفيـك حقك -

عـبرت بصدق عن مشاعري عن
افعال جُونـاتان معي ومع ابي ..

وهو ابتسم يُخرج سيجارتـين من جـيبه
يُعطيني واحد ويأخذ الاخرى يضعها بين
شفتيه ويخرج قداحته ليشعلها ، ثم رمى
بالقداحة عليّ

- اتذكر السر الذي اخبرتك به في آخر
لقاء لنا ؟ -
سألني وهو يُشيح بناظريه

- لهذا السبب تريد ان نتحدث بمفردنا؟
اجل مازلت اتذكر انك اخبرتني عن مشاعرك
لابي -
اجبتـهُ بصراحة وانا اُشعل سيجارتي ايضًا

- لا اريد ان تخبر والدك بذلك ، لن يشعر
بالارتياح بسبب وجود مشاعري التافهة
نحوه .. تعلم هذا ليس مريح ابدًا -

طلب مني وهو يبتسم بحزن
- اخبرتك مسبقًا لانني اعتقدت ان ماركوس
سيموت حقًا ، رغبت ان اُشارك اي احد
بما يحملهُ قلبي من مشاعر ، ولكن الان
ندمت على اخبارك بذلك لاني اخبرت
ابن الشخص الذي اُحبه ... -

- ولكن .. -
اعترضت قليلاً لشعوري ببعض الالم للوضع
الذي يُعايشه جُونـاتان

- لا تطلب مني اي شيء آخر لوهان
انت ابن ماركوس.. وايلـيا ، وبالتأكيد
انت اكثر شخص يدرك حجم مشاعر
والدك لوالدتك ، وجود مشاعري الان
بمثابة شيء مزعج سيتواجد في حيـاة ماركوس
ان كُنت تريد شكري على افعالي ، ابقي هذا
الامر سرًا بيننا ... حسنًا ؟ -

ومسحت على عُنقي بكثير من الانزعاج
وعدم الارتياح ، من الصعب ان تعيش مع
شخص تحبه ولكن لا تستطيع ان تقترب إليه
هذا هو وضع جُونـاتان وابي ...

- حسنًا -
بغير اقتناع اجـبته على طلبه وهو تنهد بثقل
يضع كلتا يديهِ على كتفاي

- شكرًا لقلـقك عليّ ، لكن لا تنسى
من اكون يا ابن ماركوس... مجرد
مشاعر تافهة لن تؤثر عليّ مـطلقًا -

ولماذا انا من يتلقى المواساة بدلاً منه؟
اعلم انه رجل قاتل وصلب
للغاية ، ولكن هذا لا يعني اني ارغب برؤيته
يُعاني بجانب ابي ...

ابتـسمت وانا ارمي بالسيجارة ارضًا
واسير بخطواتي الى سيهون الذي عبـس
وهو يكـتف ذراعيه بعدم رضا

- اخبرتك ان كثرة التدخين امر غير
جيد -
استقبلني بهذهِ العبارة وهو يُحاصر
جسدي بذراعه

- لا يمـكنني رفض سيجارة ذات النوع الفاخر -
اُبرر وانا اسير بجانبه وهو تنهـد بكثير
من اليأس بعدما وضع قُبلة على جبيني

والشيء الذي لاحظته الان ، هو ان
سـيهون لا يترك جانبي ولو للحظة
منذ ان وصلنا الى هنا

وتوقـفت عن المـشي وسيهون توقف
معـي ينظر إلي بتعجُب ، ابتسمـت
بوسع وانا اندفـع نحوه

اذرعـي احاطت بجسده ، وهنا اشعر
بالوهن لاني لا استطيع معانـقة جسد
سيهون بأكمله للفـارق الجسدي بيننا

وضعت وجـنتي على صدره وغمرت
انفـي هناك ، اندفع اكثر نحوه حتى اُشعر
نفسي بالرضا لهذا العناق الذي لا يُشبع

وحينما اتصارح مع نفسي عن رغباتي
الخفـية ، انا لن ارغب مُطـلقًا في مغادرة
احضان سيهون

رغم اني اُحب احتضان ابي .. لكن سيهون
مختلف ، يمنحنـي شعورًا مختلفًا ..
حـيث تتفاعل كـل خـلية في جسدي
مع هذا العناق الدافئ

استـشعر قُـبلاته على قمة رأسي
ولفظتُ انفاسي بعمق ، تبـًا اني اشعر
بالضعف حقًا امام هذا الكم الهائل من
المشاعر الموجهة نحوه

وهذا كـثير عليّ ، على فتى اعتاد
العيش في جفاف وقساوة مُبالغ بها

- شكرًا لك -
همـست بها
- انت تفعل الكثير لاجـلي -

وحينمـا رفعت رأسي لانظر إليه
اغمضت عيـناي لاستقبل شفتـيه بكل
حب على فمـي

الا ان احساسي بوجود سيهون حولي
تلاشى تمامًا في ثواني بسيطة وحيـنها
فتحت عيناي بشيء من الغضب بعدما
اعتقدت انه يمازحني

لكن ضحكت بصخب حينما وجدت ابي
يقف بيننا بمساعدة العصا ، سحب سيهون
بعيدًا وينظر إلى كِـلانا بعدم رضا

- لا لا لا -
همـس ماركوس وهو ينفي برأسي
ويأخذني الى احضانه
- ابني مُلكي .. لا يمكنك اخذه
يا ابن اوه ! -

- هيّ ... انه زوجي الان توقف
عن اخذه ! -

تذمر سيهون وهو يمسك بيدي ليحاول
اخذي من ابي

وانا تذكرت اول لقـاء جمع الاثنان
حيث كان ماركوس على وشك اطلاق النار
على ذلك الشاب الغريب المقعد ، وسيهون
تعرض لنوبة ذعر وانتهى به الحال يتقيأ على ابي

والان؟ يتشاجران عليّ
لكن جُونـاتان قد افسد هذهِ المتعة حينما
سحب سيهون برفقته ليعلمـه كيف يحمل
السلاح

وانا رفعت يداي بإستسلام حينما نظر
إلي سيهون لانقذه

- انت من اخبرني انه لا يمكنني حمل السلاح
بعد الان ، لذلك اعتذر مساعدتك يعني ان يداي
سوف تلمس الاسلحة مجددًا -

بررت وانا اضحك بمتعة وسيهون
ضحك بغير تصديق وهو يحاول التخلص
من السلاح الثقيل الذي اجبره جُونـاتان على اخذه

- اخبرني ايها الكاذب كم سكينًا تحمل
معك الان -

تذمر سيهون بسبب الموقف السابق
حينما هاجمني جُونـاتان وانا اخرجت السكين
دفاعًا على النفس

- السكين ليس سلاح ... انها اداة متعددة
الاستخدام كتقطيع الخضار وماشابه -
اعترضت بينما ابي يُخرج السكينة الثالثة
من جـيب معطفي

- من انت لتمنع ابني من حمل السلاح؟ -
تذمر ماركوس وهو يرمي بالسكين على
سيهون وجوناتان امسك بها قبل ان يرتكب
ابي جريمة قتل في زوجي

استمـر اربعتنا في افتعال الفوضى
في النهار ، وانا الاكثر سعادة هنا

عيناي لا تكُف عن النظر الى ابي
في كل ثانية ولحظة .. انظر إليه حتى
اُخبر نفسي ...'اجل لوهان ، هذا ليس حُلمًا'

وفي جانـب آخر ، كان سيهون يهتم كثيرًا
بتأمل ملامح وجهي السعيدة اثناء مراقبتي
لابي ..

لم ارغب في النوم ليلاً على الرغم
من تعبي الشديد من هذا اليوم الغير متوقع

ذهـبت للاستحمام في حوض الاستحمام
المتواجد في كـوخ جُونـاتان ، استـلقي
بكل اريحية بعُري جسدي على جسد
سيهون الذي جاء الى هنا قبلي ببضعة دقائق

ترتخـي اكتافي على صدره ورأسي
يستقر على كتفه وكِـلانا نغمـض اعيننا
مع دفئ المياه وهدوء المكان حولنا

- تواصل معـي جُونـاتان قبل فترة
يُخبرني ان ماركوس على قيد الحياة
ولكن فرصة نجاته من اصاباته ضئيلة -

تحـدث سيهون اولاً ، يُخرج يدي من
اسفل المياه ويمسح عليها بلُطف شديد

- لم يكُـن يريد اخبارك انت ، لم يرغب
جُونـاتان ان تتشبث بالامل مجددًا وحينما
يموت والدك ستعايش ذات الام مرة اخرى

وبعدما تحسنت حالة والدك بشكل غير
متوقع ، تواصل معي مجددًا يُخبرني بذلك
ويريد مني احضارك الى هنا .. الى المانيا -

لفـظت انفاسي بعمق وانا اشعر بالخدر
- لذلك كُنت مُصرًا على ارسالي
الى هنا ؟ -

سمعت صوت ضحكته الخافتة
- صحيح .. فكرة وجود مشروع جديد
في المانيا كانت فكرتي وانا من اقترحها
اريد ان يأتي كِـلانا الى هنا بين الحين
والآخر لرؤية والدك دون ان يكون وضعنا مريبًا -

فتحت عيناي ورفعت جسدي انظر
إليه بإبتسامة صغيرة
- انت حقًا ... دائمًا ماتُشعرني اني غارق
في لطفك وجهدك المستمر في محاولات
اسعادي ، ولكن انا؟ لا افعل اي شيء -

رمى بالمياه على وجهي ثم مسح
على شعري المبلل وهو يُظهر عبوسه

- لا اريدك ان تشعر بهذهِ المشاعر
المهم هو رؤيتك تبتسم مثل ماحدث اليوم
انا اعلم مالذي يعنيه ماركوس لك ، ولا اريدك
ان تواجه صعوبة في الوصول إليه -

واثناء سماعي لكلماته .. راقبت يدهُ
التي تتلمـس كتفاي وصولاً الى صدري

- واذا سمحت لي ؟ اريد مُقابلاً
مثل تقبيلي الان وحالاً ؟ -
طلب سيهون مع ابتسامته التي لم اتردد
للحظة حتى اُقـبلها

ابتسامـة سيهون الشـقية اختفت حينما
تناولـتها بين شفتاي ، اذرعـي تـتشبث
بكتفـيه ، ويـديه تتجـول حول خاصرتي

تـشتـد قبضته حولي للحظات وترتخـي
في الثانـيـة الاخرى ، ومازالنـا نُعانق
بعضنا بعُمق عـبر لسانهِ الذي يشتبك
مع لساني

اُصدر انـين خافِت من بين قبلاتـنا
حينما امتـص سُـفليـتي بشيء من القوة

وذراعـيه حول وسطي تشتـد وتجـذبني
اكثر نحوه ، وهذا البعد الغير موجود بيننا
لا يُرضي سيهون حتمـًا

لذلك رفعـت جـسدي المبلل قليلاً
اقترب إليه ، واجـلس بين احضانهِ رغم
ضيق المكان في حوض الاستحمام

ولم يُعـطني فرصة لفصل هذهِ القبلات
جذبني بقوة اكثر يضع يديهِ على وجـهي
يُجبرني على التفريق بين شفتاي حتى
يُعيد اقتحام فمي بـلسانهِ النهِم

- انا احبك .. -
همـست بها في الثواني البسيطة التي
تحرر فيها لساني منه

وهذهِ الكلمة قد اثارت سيـهون اكثر
يدفعني للخلف ويرتد جسدي للحوض
خلفـي وتبـللني المياه بأكملي

يعـلتينـي ويبدأ بتـقبيل عُنقي
ويداهُ تتجول اسفل المياه على جسدي
ينظر إلي مع عيناهُ التي تنظر
إلي بجوع شديد ، وقشعريرة اصابت
جسدي .. 

- لنذهب .. الى السرير -
همـس سيهون وهو يضع قُبلات صغيرة
اسفل اُذني

وانا شعرت اني في مأزق ، اُحـيط
كتفيه بأذرعي واُقربه إلي حتى اعانقه
بلُطف شديد

- لا يمكـن ..-
همـست بها وانا اربت على كـتفه
كنوع من المواساة
- نحن في كوخ جُونـاتان اولاً
وثانـيًا ... سوف اذهب للنوم بجانب
ابي -

ولم ارى سيهون بهذا الاستياء من قبل
بعدما فررت هاربًا من حوض الاستحمام
اتركه لوحده مخذولاً بعدما رفضت طلبه

اضحك بمتعـة وانا ارتدي ملابسي
تحت انظار ابي المتعـجبة

لم انتـظر للحظـة اخرى قبل ان
ارتمـي بين احضان ماركوس الذي استقبـلني
بكل حب

لا اعلم كيف اُرضي اشتياقي له
فـلا عناقات ولا كلمات تشُعرني بالاكتفاء
ارغب بالبقاء بجانب ابي للابد ، اريد ان يتوقف
بنا الزمن في هذهِ اللحظات الثمينـة

وابقى انا بين احضان ابي الذي
يعود لتـقبيل جبيني بين الثانـية والاخرى ، كِلانا
يفقتد الآخر وتخيفني فكرة الابتعاد عنه مجددًا

ولكن لا بأس ، ابتعادي عنه وانغماسي
في حياتي سيُشعره بالرضا اكثر ، هو يريد
مني الابتعاد عن عالم العصابات هذا

ووجوده هنا في امان وتحت حماية
جُونـاتان يُشعرني بالاطمئنان والكثير من الراحة
لذلك اجل .. سوف استطيع الذهاب والعودة
الى هنا لزيارته في اي وقت

وكأن هذا اليوم حُلم ، هذا مافكرت
فيه قبل ان اغرق في نومي بين
اذرع ابي الذي يقوم بتغطية جسدي
بكل حرص خوفًا عليّ من البرد











 ̄ ̄ ̄ ̄ ̄ ̄ ̄ ̄ ̄ ̄











- لوهان مفقود -
تذمر ماركوس في الصباح ، وجوناتان
رفع كتـفيه بجهل لمكان ابن ماركوس

فـ لوهان نام بين احضانه في ليلة
الامس ، اين ذهب الان في هذا الوقت المبكر؟

يَـقف ماركوس مغادرًا السرير
بمساعدة العصا ، يمشي بخطواته الغير
متوازنة الى سيهون النائم على الاريكـة

عُقدة ظهرت بين حاجـبيه وتجـهم
وجوناتان ضحك وهو يقف بجانب ماركوس
ينظر كـلاهما الى ابن اوه النائم بعمق

- هل مازال ابنك مفقودًا ؟ -
سأل جُونـاتان وهو يبتسم
لوهان بالكاد يُرى وهو نائم بين احضان سيهون

- اشعر بالانزعاج ... -
تذمر ماركوس وهو يقترب ليُقلي نظرة
عن قرب على ابنه الذي يحتـضن ذراع
سيهون التي تطوق جسده اثناء نومهما

- ولكني سعيد في الوقت ذاته
اوه سيهون يمتلك ابني الان كـ زوج له
وكفرد في عائلة اوه ، لوهان سعيد
وهذا اكثر مايهمني -

عَـبر ماركوس بصدق وابتسامة
صغيرة ، وجوناتان اقترب يُعطي الآخر
كوبًا من القهوة

- وسيهون ايضًا رجل رائع
لم يتخلى عن ابنك ابدًا ، حتى انه
جاء بـ لوهان الى هنا على الرغم من
كراهيته الشديدة للعصابات .. -

لفظ ماركوس انفاسه بعمق
وهو يشرب القليل من القهوة الساخنة
- اهو رائع للحد الذي جعل لوهان
يغادر جانبي في الليل ويأتي للنوم
بين احضانه بدلاً عني ؟ -

ضحك جُونـاتان على تذمرات ماركوس
وذهب لاحضار الضمادات والمعقمات

- لنذهب ، سوف اتفـقد جروح جسدك -
جُونـاتان قال وهو يُساعد ماركوس على
السير

مُجددًا ، جُونـاتان الزعيم الالماني
الوفـي يُبالغ في اهتمامه بـ ماركوس ...









كُـلاً من سيهون ولوهان استيقظ
بمزاج عفِن ، لان النوم على الاريكة
ليس مريحًا

ولم يكُن سيهون لحُسن الحظ غاضبًا
بعدما تُرك لوحده في حوض الاستحمام
والسبب في عدم غضبه؟ هو شعوره
بالقُـبلات التي سُرقت منه مابين نومه ووعيه
في الليل

حينما جاء لوهان بعد ساعة ونِصف
يُقبله بحذر ويهمس بإعتذاره
قبل ان يحشُر جسده في المكان الصغير
وسيهون رغم نعاسه استقبل جسد زوجه
على الاريكة الضيقة

الاستنتاج؟ كلاهما يحب الاماكن
الضيقة التي تجبرهما على الالتصاق ببعضهما

لنبدأ بذكر الكرسي المتحرك لسيهون سابقًا
ثم مقعد السيارة ، لننتـقل الى كرسي سيهون
المسكين في مكتب الشركة

هذا الكرسي هو اكبر ضحية ، لان لوهان
سيجـلس على قدمي سيهون ويتبادلان القبل
لدقائق طويلة !

المكان التالي هي احواض الاستحمام
سواء في منزلهما او كما حدث في ليلة الامس
لا شيء افضل من مكان ضيق ومُبلل
واجساد عارية

الان ، النوم على الاريكة الضيقة
حيث جـسد سيهون الذي يناقض
حجم جسد لوهان الذي حُشر تحت
رحمة اذرع سيهون التي تحتضنه
بقوة .. الا انها تجربة لا بأس بها
لكن ليست مريحة



جـلس لوهان بجانب ابـيه تحت ظِل
الاكواخ هربًا من شمس النهار
يشعر بالخمول والكسل

يشعر بالاسى على سيهون الذي اُخذ
بالاجبار من قِبل جُونـاتان الذي كان يدرب
رجاله .. ثم خطرت في باله فكرة !

رجل اعمال ثري كـ سيهون قد
يتعرض للمخاطر ، لذلك لا ضرر في تعلم
بعض التدريبات للدفاع عن النفس

وهذا ماحدث ، سيهون لم يكُن مقتنعًا
ولكـن جُونـاتان هو المقتنع هنا لذلك اجل
الفكرة سوف تنفذ

كان على وشك اجبار لوهان على مرافقتهم
ولكن عُذر ابن ماركوس 'سيهون لا يسمح لي بلمس
الاسلحة مجددًا اعتذر'


- اجل ليتعذب اكثر ، انه يستمر
في سرقتك مني -
همـس ماركوس وهو يراقب زوج
ابنه يعاني اسفل ضوء الشمس ومع
تعليمات واوامر جُونـاتان الصارمة

- ابي .. كفى سيهون ليس رجلاً
سيئًا ! -
تذمر لوهان وهو يشرب الشاي ويتناول
الكعك

وماركوس صرف انظاره عن سيهون
يحول اهتمامه لابنه الذي يجلس بجانبه

- اخبرني بماذا تحدثت في الامس
مع جُونـاتان بمفردكما ؟ -
سأل ماركوس بـعدم اهتمام

ولوهان اشاح بناظريه وهو
يبتلع الشاي بصعوبة
- امر غير مهم ... يخبرني عن
بعض المعلومات عن حالتك الصحية -

اومأ ماركوس مُتفهمًا وهو ينظر للارجاء
مع ابتسامـة صغيرة ..

ولوهان نظر الى والده وشعر بالغرابة
إن ماركوس يبدو مُرتاحًا اكثر الان
ويشعر بالاسترخاء حتى ان مزاجه
وحالته النفسية اصبحت افضل من السابق
بكثير

بالتأكيد هذا ماسيحدث ، سابقًا كان
ماركوس يعيـش في حذر وقلق مستمر
الجميع يفعل المستحيل للتخلص منه ، مسؤوليات
العصابة تشعره بالارهاق والتفكير بالفوضى
في حياته يُتعبه اكثر فأكثر

لكن الان .. الامر بمثابه بداية جديدة
وحياة جديدة ، هو لا يحتاج ان يقلق
حول الامور التي ترهقه مسبقًا

هو حُر الان ، هو ميت بالنسبة
للجميع وانسان حـي امام الاشخاص
الذين يهتم لامرهم واولهم ابنه لوهان

- سوف اعـيش هنا ... -
همس ماركوس يجذب انتباه ابنه
الكسول

- يجب ان استغل وقتي وحياتي هنا
في فعل وتجربة الاشياء التي لم استطع
تجربتها في وقت سابق .. -

- هل .. ستبقى بجانـب جُونـاتان ؟ تساعده
في امور العصابة وماشابه ؟ -
سأل لوهان وماركوس اومأ

- بالطبع ، انا لن اتخلى عن هذهِ الحياة
ولكنني سوف اعيش بالخفاء .. هذا مريح
اكثر -
اجابه ماركوس ثم ظهرت عُقدة صغيرة
بين حاجـبيه

- صحيح .. هناك امر ما اريد استشارتك به -
قال ماركوس ولوهان نظر الى ابيه بتعجب وفضول

- جُونـاتان.. ذلك الرجل يُـحبني -

ببساطة قال ماركوس ولوهان كان
على وشك ان يبصق الشاي بفزع

وضحك بالخفاء ، صحيح كيف له
ان ينسى حقيقة ان والده رجل ليس بهيّن ؟
وامر مشاعر يحملها جُونـاتان لن يكون
مخفيًا للابد عن ابيه الذي يستطيع ملاحظة
كل شيء

- و؟ مالذي تريد ان تستشيرني فيه با ابي ؟ -
سأل لوهان

- انا لا اعلم ماذا افعل -
بضياع اجابه والده ، وهذا يُذكره بنفسه
حينما كان مبعثرًا في بداية علاقته مع سيهون

كلاهما احمق .. هو ووالده

- هل تحبه ؟ -
سأل لوهان ببساطة وماركوس نظر
إليه بسخرية

- انا لا احب احدًا آخر غير والدتك -
اجابه ماركوس بثقة ولوهان تنهد بكثير
من اليأس

- ابي العزيز ، فكرة تمسكك بمشاعر
تحملها لامرأة ميته منذ عشرين عامًا واكثر
امر سخيف للغاية ... انت مازلت في سِن
صغير ! تستطيع ان تجرب الحب والحياة
مرة اخرى ، لا تُقيد نفسك بـ امي التي لن
تكون راضية لحالتك التي تعيشها الان -

ولا يعلم لوهان لماذا انفعل هكذا
ربما مزاجه الصباحي السيء هو السبب

- اتُخبرني ان اتخلى عن ايلـيا
مقابل تجارب اخرى ؟ -

- امي مازالت هنا وستبقى هنا
ولن اسمح لك ابدًا في نسيانها يا ابي
ولكن هذا لا يعني ان تمتنع عن اي بشري
آخر لأجلها ، هي وبكل اسف ميته -

قال لوهان وهو يُشير الى قلب والده
ولفـظ ماركوس انفاسه بعمق وهو
يُشيح بناظريه بعيدًا عن ابنه الغاضب منذ الصباح

- اذًا ؟ ما جوابك لذلك الرجل
لو اعترف لك ؟ هو لن يفعل بالتأكيد
لانه لا يريد ان تشعر بالحرج وعدم
الراحة حوله بسبب مشاعره نحوك -

- لا اعلم .. -
وعيناه توقفت على جُونـاتان الذي كان
يتحدث مع سيهون

- ابي .. لا تشعر بالشفقة والذنب
نحوه بسبب افعاله معك في الاشهر
المـاضية ، جُونـاتان لن يشعر بالرضا
اذا علم ان هذا سببك للقبول بحُبه -

لوهان حـذر ، ولا يعلم منذ متى
اصبح خبيرًا في امور العلاقات لكنه فخور
بنفسه .. هو الان يقدم النصائح لوالده !

- سوف افكر بالامر .. -
اجاب ماركوس بعد صمت طويل

يُشيح بعيناه بعيدًا عن جُونـاتان
هو مبعثر ولا يستطيع اتخاذ القرار الذي
يُشعره بالرضا حقًا .. لذلك سيفكر بالامر اكثر









وقف لوهان بجانب جِذع الشجرة ، يوسع
عيناه بغير تصديق بينما يراقب تحركات
سيهون وجـوناتان

كِلاهما يحمـل سكيـنًا ، جُونـاتان يهاجم
وسيهون من يحاول تجنب سكين الزعيم
الالماني ، الشيء الغريب هنا هو
اتقان سيهون لبعض التحركات المرنة
التي يتفادى بها هجمات جُونـاتان

كاد ان يسـيل لُعابه وهو ينظر
الى قميص سيهون المبلل بسبب تعرقه
وعقله يحوي خيالاً مظلمًا

كـ فكرة سحب سيهون لعالم العصابات
وكلاهما يُنشأ عصابة تخصهما ، لان سيهون
يبدوا مناسبًا لهذا الدور

صفعه سيهون على جـبينه ليقاطع تخيلاته
السعيدة ، وهو ابتسم ببلاهه وهو ينظر
لرجُله الذي يقف امامه

تبًا ، سيهون مثير للغاية وهو غاضب
ومتعرق وفي مزاج سيء بسبب التدريب
القاسي الذي تلقاه

وسيهون بطـبيعته قليل الصبر
ينخفض وهو يضع يدهُ على ذِقن
لوهان ، يريد تقبيل الآخر وبشدة والان
وحالاً

ولكن يد لوهان وُضعت على فمه
لتمنعه

- انت قذر -
برر لوهان وهو ينظر إليه مع ابتسامة
بريئة

وفي الحقيقة لم يكُن هذا سبب رفض لوهان
للقبلة ، السبب هو وجود جُونـاتان وابيه
هنا وهذا محرج

شهق لوهان وارتعش جسده حينما لعـق
سيهون يده ، وحينما حاول لوهان سحب يده
بعيدًا .. امسك بها سيهون بقوة ليمنعه
ويستمر في لعق باطنها

- ت-توقف .. هيّ .. -
بوجههِ الذي يتورد بشراسة
همس لوهان بكثير من الارتباك
وسيهون ابتسم اثناء عبثه بهذا الشقي

- لنذهب الى الكوخ .. سمعت ان
جُونـاتان وماركوس سيذهبان للطبيب
لبعض الوقت لتفقد حالة والدك ، يجب علينا استغلال ذلك -
همـس سيهون وهو يُحاصر جسد
زوجه بذراعيه

- لا ! لا يمكن هنا -
اعترض لوهان وهو يحاول الفرار

- انت لست مُخيرًا ، التفكير بالامر
يُثيرني ... ممارسة الجنس في كوخ خشبي
ريفي -

وعلى الرغم من عدم اعجاب لوهان بهذهِ
الفكرة ، الا انه سريعًا ما انغمس في المتعـة
مع سيهون الذي احبّ ان يجرب شيئًا جديدًا ؟
هذا عذر جيد استطاع اقناع لوهان به


وبعد ذلك ، كان لوهان يشعر بالدوار
في كل مرة يرى فيها والده او جُونـاتان
يجلسان على الاريكة .. او السرير
او طاولة المطبخ مثلاً ، وكل هذا الاثاث
كان ضحية للفوضى التي افتعلاها اثناء
انغماسهما في متعتهما في ساعات النهار
اثناء تغيب الزعيم الالماني عن كوخه
الذي شهِد على لحظات الزوجين الجنسية

لوهان سيذوب من شدة الحرج
وسيهون يراقب تصرفات زوجه بإستمتاع
هو انتقم من لوهان حينما تركه بمفرده
في حوض الاستحمام في الامس ..


وفي المساء وبعد تناول طعام العشاء
معًا ، اقترب وقت الرحـيل ..

سيتوجب على لوهان افتتاح مشروع الشركة
الجديد في المانيا ، والحفل سيبدأ منذ
الصباح لذلك يجب ان يعود الى برلين
هذهِ الليلـة

هو ليس حزينًا ، سيعود لمرة ومرتين
وللابد لزيارة ابيه .. لا شيء افضل من
هذهِ الحياة التي يتواجد بها ماركوس على قيد الحياة

تلقى تحذيرات طويلة من جُونـاتان
الذي اخبره عن اهمية عدم معرفة اي احد
لحقيقة ان ماركوس على قيد الحياة
حتى لو كان شخصًا مقربًا كـ آرثر مثلاً 

احـتضن ابيه للمرة الاخيرة قبل ان يبتعد
بخطوات سعيدة ليقف بجانب سيهون
ويعقد ايديهما معًا

- سوف اترك ابي في رعايتك مجددًا
ولن نتأخر في زيارتكم مرة اخرى -

قال لوهان وهو ينظر الى ابيه والزعيم
الالماني

- اجل لا تقلق -
اجابه جُونـاتان وهو يلوح لابن ماركوس
الذي غادر مع زوجه

ابتسم جُونـاتان وهو يُخرج سيجارة
من جـيبه ، يُشيح بناظريه بعيدًا
بعد ان اختفى سيهون ولوهان عن مجال رؤيته

- لقد تركك في رعايتي مجددًا -
همـس جوناتان وهو يبتعد

وماركوس مَـشى بصعوبة خلف
جوناتان بمساعدة العصا

- اذًا ؟ اخبرني متى تنوي ان تعترف
بمشاعرك نحوي ؟ -

ماركوس سأل بهدوء ، والسيجارة
سـقطت من بين شفتـي جُونـاتان
الذي وقف في بقعته بـلا حراك
لثواني قبل ان يبتسم

- هل اخبرك ذلك الشقي ؟ -
تذمر جُونـاتان مع ابتسامة صغيرة

- لا تصف ابني بالشقي ، وهو لم
يخبرني ... انت واضح للغاية -

فَـسر ماركوس وجوناتان تنهـد
بكثير من الاحباط ، يُشير لرجاله بالابتعاد
لينفرد بماركوس حيث ان الامر اصبح جديًا

- حسنًا واذا اعترفت لك ...
بماذا سوف تُجيبني ؟ -
سأل جوناتان مع ابتسامة ساخـرة
هو لا يمتلك احلامًا سعيدة حول علاقته بماركوس

- سوف اجـيبك بـ 'نعم' -
بجدية اجابهُ ماركوس

وثواني طويلة قد مَـضت ، كان
يتبادل فيها الاثنان نظرات عميقة
قبل ان يلفـظ جُونـاتان انفاسه بعمق
وابتسم بوسع كما اعتاد ان يفعل
حينما يقابل ماركوس



- اذًا ... ماركوس انا احبك -

اعترف جُونـاتان ، ولم يُقابله
سوى ابتسامـة ماركوس السعيدة ..











   ̄ ̄ ̄ ̄ ̄ ̄ ̄ ̄ ̄ ̄
الجزء الاضافي ، انتهى.









اتمنى  انه كان جزء لطيف ممتع
ومافيه احداث معقدة 🥺🤏🏻💛

التركـيز بهذا الجزء على مشاعر
لوهان وافكاره وهكذا واتمنى تبين لكم جانب
شخصية لُو اللي تغير وتحسن ♥️

وعِلاقـة ماركوس وجوناتان ماحبيت
اتعمق فيها واترك الخيال لكم لعلاقتهم
بس اوضح بداية طريقهم 🤏🏻




وفقط الى هنا ..
الى لقاء آخر في
وقت آخر 🤍🤍.

Continue Reading

You'll Also Like

31.2K 2.7K 31
تَذَكَر دَائِمًا أَنَّ المَاضِي الَّذِي هربتَ مِنهُ، أَنْتَ لَنْ ترغبَ يَومًا فِيِّ العَودة إِليه. شِيوُتِشِين.||.Xiuchen بَدَأَتْ فِي الخَامِسِ مِن...
612K 27.6K 32
ذهبت في رحلة ظنت أنها ستنجني من ورائها مالاً كثيراً لكن فجأة وجدت نفسها أسيرة في أرضه بين شعبه حيث لا وجود ولا أمان لذوات البشرة البيضاء ،أسروها...
23.8M 1.2M 56
صغيرةٌ فاتنة تخرج من قاع و تدخل آخر تَلف بها الدُنيا تقع بغرام تاجر أسلحة برَقبته ثأر مُخيف
23.4K 1.5K 8
متوهِـج في سمـاء العُـتمة ، نَـجم مُـشع شَـبيهِ الشمس من فَـرط حُـزنهِ انطـفئ .. -Selu- قِـصة جانبية لـNUVENS. مُلاحظة مهمة : الفيك مُنفصل تمامًا بأ...