بِلَا نَسَبْ -العالم الموازي

By xXxBxSxXx

15.2K 1.1K 697

ماذا لو ان كل شئ بخير؟ (هذا الكتاب يحوي شخصيات كتاب بِلَا نَسَبْ) More

بِلَا نسبْ -العالم الموازي
مقدمة
اهداء
الفصل الأول
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس -الجزء الأول
الفصل الخامس -الجزء الثاني
الفصل السادس
الفصل السابع -الجزء الأول
الفصل السابع -الجزء الثاني
الفصل الثامن
الفصل الثامن -الجزء الثاني
🌙فصل خاص🌙
الفصل التاسع
الفصل العاشر والأخير
ختام الكلام

الفصل الثاني

839 75 59
By xXxBxSxXx

سفيان

لو قال لي احدهم قبل عشر سنوات انني سأدرّس في الثانوية لكنت لكمته حتى يرى نجوم الليل في وضح النهار، لكن، ها انا، جالس على المكتب انتظر قدوم المشاكس حيدر.

مرت ربع ساعة منذ ان رن الجرس، جعفر جالس في مكانه بهدوء، لكنه لا يعلم انني اعلم بأنه يرسل رسائل نصية لحيدر الذي لم يدخل بعد.

الجميع منشغلون باختيار بحوثهم والتخطيط لها، بينما انظر للساعة على معصمي، سمعت دقّا على الباب.

لم أقم من مكاني.

دقات اخرى.

كذلك لم أقم من مكاني وبدأ التلاميذ ينظرون لي باستفهام، نظرت لجعفر الذي كان ينظر للنافذة، سبحان الله، فجأة صارت السماء شيئًا مثيرًا للاهتمام بالنسبة له!

انفتح الباب قليلا ونظرت بحدة للشخص الذي كان يظهر نصف وجهه فقط بينما النصف الاخر كان خلف الباب، اقسم انني رأيت نظرة الجراء المترجية.

قمت بهدوء ومشيت نحو الباب الذي أغلق بسرعة وكدت اضحك، لكنني تمالكت نفسي وأظهرت ملامح حازمة وفتحت الباب.

حيدر كان يقف في الرواق متكئا على الجدار المقابل للباب.

-"ماذا تريد؟" قلت ببرود

-"الدخول" قال بهدوء وعيناه تتحاشى النظر لي

خرجت كليا من القسم واغلقت الباب خلفي بهدوء

-"لماذا لم تدخل مع صديقك؟" قلت ببرود ونظر لي أخيرًا

-"لأنك كنت ستطردني حتمًا!" قال وابتسمت ابتسامة جانبية

-"هل تعلم ان لديك غمازات جميلة؟" قال وهو ينظر لي بابتسامة بلهاء

-"انقلع للإدارة" قلت ورأيت كيف اختفت ابتسامته

-"احضر تبرير تأخر بختم الادارة وإلا لن أدعك تدخل" قلت ونظر لي برعب

-"أمي ستقتلني ان سمعت" قال وضحكت داخليا لكنني أبقيت ملامحي الصارمة

-"لا يهم" قلت ورأيت كيف نظر لي كالطفل الصغير واقترب مني

حيدر بالنسبة لزملائه في طول جيد، لكنه بالنسبة لي...لنقل انه بحجم لطيف

-"الست بمثابة اخيك الصغير؟" قال بتذمر وكدت اضحك

-"لا، لدي أخت وأخ اصغر مني، لا احب الإخوة الصغار، هم مزعجون جدا" قلت ورأيت كيف عبس بلطف

-"عليك ان تجعلني أسامحك ان كنت لا تريد ان يَصِل الخبر لوالدتك" قلت ونظر لي بعينين متسعتين ثم نظر لحذائه

لم تكن سوى لحظات حتى تقدم مني اكثر ليعانقني

-"سأطبخ لك!"

-"انقلع! انت لا تجيد الطبخ! اخر مرة تركتك تدخل مطبخي احرقت الحليب!" قلت وانا ادفعه بعيدا ورأيت كيف تعقد حاجباه

-"حسنا! سأغسل سيارتك!" قال وهو يلعب بأصابعه

-"نحن في فصل الشتاء، قد تمطر في اي وقت" قلت وعبس اكثر

اللعنة! اريد ان أسامحه، لكنه أغاظني فعلا وقت الفسحة.

ابتسم حيدر فجأة ونظر لي، وضع يده في جيب جاكيته واخرج شيئا واقترب مني بابتسامة واسعة

-"هذه الشكولاتة التي أعطتني إياها سلمى ي-" لا ادري ماذا قال بعدها

كل تركيزي كان مع قطعة الشكولاتة في يده وتذكرت سلمى وهي تأكلها و تضحك بجانب الأزهار

لا ادري ماذا حدث، لكنني وجدت نفسي أقف وحدي في الرواق وقطعة الشكولاتة في يدي، خبأتها في جاكيتي ودخلت القسم لأجد حيدر جالس في طاولته جنب جعفر يعملان بجد، نظرت للساعة ووجدت انه بقي ربع ساعة فقط على انتهاء الحصة.

تبًّا! كم من الوقت أمضيته وانا سرحان في قطعة الشكولاتة؟

حيدر

كنت أحمقا عندما فكرت بأن قطعة الشكولاطة قد تكسبني غفران سفيان، الحقيقة انه وحش صعب الإرضاء.

عند انتهاء حصته خرجت مع جعفر وتوجهنا لبيته الذي كان فارغًا، عائلته لم تعد بعد، أعطاني كل ما احضره لي من الاكل والزيتون والمخللات، الكثير من الأطعمة التقليدية الخاصة بمنطقتهم، حتى زيت الزيتون الذي أرسلوه خصيصا لوالداي.

خرجت من عند جعفر مثقلا بالأكياس، كان جعفر يساعدني أيضًا حتى توقفت سيارة أمامنا، رفعت نظري للسائق الذي لم يكن سوى سفيان

-"ماذا؟" قلت بحاجب مرفوع

-"اركب" قال وضحكت في وجهه

-"كل هذا أرسل خصيصًا لي ولن أتقاسمه معك" قلت ونظر لي سفيان بابتسامته الجانبية التي تستفزني في كل مرة

لم تكن سوى ثواني واتى البرق وسمعنا الرعد الذي زلزل كياني، بدأت قطرات المطر بالهطول بهدوء في البداية وعلمت انها ستمطر بشدة.

دست على كبريائي وفتحت الباب الخلفي وركبت، وتفاجأت عندما لم يركب جعفر ونظرت له

-"سآتي بعد حوالي ساعة، سيمر زياد لأخذي، لا تقلق، سأطلب من هيثم ان يحضر أشياءك الخاصة بالحصص المسائية" قال وهو يضع الاكياس على المقعد جنبي وأغلق الباب بهدوء وركض بسرعة عائدًا للبيت

-"لماذا ركبت في الخلف؟ تعال الى الامام بجانبي" أتى صوت سفيان ونظرت له بغيظ

-"فقط اقلع السيارة ولا تضع الوقت" قلت ورأيت نظرته الحادة لي في المرآة الأمامية للسائق وتجاهلته.

توجهنا لبيت سفيان الذي هو بيت جدته وأوقف سيارته امام البيت واستدر نحوي

-"خذ فقط ما تحتاجه، دع الباقي في السيارة" قال وهو يرمي مفتاح السيارة لي وخرج بسرعة بسبب المطر متوجهًا لباب البيت ليفتحه

نظرت لمحفظتي والاكل الموضوع في الاكياس لمدة، ثم قررت أخيرًا الخروج وحدي.

تبًّا له، لن ادعه يأكل اي شئ من طعامي.

خرجت بسرعة من السيارة وأغلقتها بابتسامة واسعة، المطر كان يهطل بغزارة لذلك أسرعت للباب، وسبحان الله، فرحتي لم تكتمل لأنني انزلقت في الوحل ورأيت كل جسدي يرتفع وسقطت منسدحًا على ظهري

تذمرت بشدة وصرخت من القهر، انقلبت على جنبي وحاولت الوقوف.

كنت ملطخًا بالوحل ومبتلا جدا، لحسن الحظ ان المفتاح بخير لأنه كان في قبضتي، مشيت نحو الباب بهدوء وفتحته ودخلت، شجرة الليمون كانت شامخة كعادتها، وصلت الباب الداخلي ودفعته بهدوء، نزعت الحذاء الذي كان مليئًا بالوحل، دخلت ورفعت رأسي لأجد سفيان ينزل الدرج بمنشفة على رأسه.

ما ان نزل اخر درج واستدار نحوي حتى اتسعت عيناه

-"حيدر! باسم الله! ماذا حدث لك؟" قال وهو يسرع نحوي ليتفقدني

-"احتاج ان استحم حالًا، واحتاج بدلة جديدة من الملابس" قلت ونظر لي لوهلة ثم أشار للطابق الاول

-"اذهب لغرفتي حالًا، استحم وسأضع لك بدلة من الملابس على السرير" قال ولم انتظر ابدًا اذ توجهت للدرج وبدأت بالصعود.

فتحت باب الغرفة التي لم تتغير منذ زمن، فارغة بسرير فقط في وسط الغرفة وخزانة في الزاوية.

توجهت للحمام الخاص بالغرفة ودخلت، اغلقت الباب خلفي ونزعت ملابسي وتركتها على الارض، استحممت بسرعة وخرجت بمنشفة سوداء حول خصري واخرى اكبر أغطي بها رأسي والجزء العلوي من جسدي، توجهت نحو سرير سفيان وارتميت عليه واغمضت عيناي.

-"حيدر!" أتى صوت أفزعني وفتحت عيناي لأجد سفيان يقف عند باب الغرفة بذراعيه معقودتين أمامه عند صدره وحاجب مرفوع

-"ماذا؟" قلت بسرعة

-"هل غفوت قبل ان تغير ملابسك؟" قال وعقدت حاجباي

-"انا لم أغفو!" قلت بدفاع لكنه أرخى يديه وتقدم نحوي

اخذ منشفة من الخزانة ووضعها على رأسي وبدأ بتجفيف شعري

-"مرت نصف ساعة منذ ان تركتك تستحم" قال وتفاجأت

تبًّا! لابد انني غفوت حقا

شعرت بالدوار بسبب سفيان الذي كان يجفف شعري بقوة ودفعته بعيدا

-"مالذي تفعله؟ تريد ان تقتلع رأسي؟" قلت بغضب ورأيته يضحك

-"تافه! كيف تريد من سلمى ان تنظر لك وانت بهذه التفاهة؟" قلت ورأيت كيف تحولت ملامحه للحدة

اللعنة! سوف يقتلني

نططت من السرير وتوجهت نحو باب الغرفة بسرعة وخرجت

-"حيدر!" أتى صوته الحاد لكنني لم أتوقف

الجو بارد جدًّا وانا حافي القدمين

-"حيدر توقف وإلا ستمرض!" صرخ سفيان وهو يلحقني لكنني اكملت نزول الدرج

اعرف سفيان جيدا، ان أمسكني سيقتلني

قبل ان أصل الدرج الاخير كدت انزلق لكنني توازنت في اخر لحظة، كنت سأصرخ من الحماس لكنني اصطدمت بشئ صلب

-"زياد! امسكه!" صرخ سفيان

كنت سأرفع رأسي لأنظر لزياد لكنني تفاجأت عندما وجدت نفسي أسيرًا المنشفة الكبيرة حيث قام زياد بلفها حولي جيدا ولم استطع الحركة

ما زاد خوفي هو عندما ارتفع جسدي عن الارض

-"سفيان!" صرخت بصوت مخنوق من المنشفة

سفيان تجاهلني وأكمل التحرك صعودا في الدرج، لم تكن سوى لحظات ورماني على السرير

-"اخر ما ينقصني ان تمرض! غير ملابسك أيها المنحرف" قال وأبعدت المنشفة عن رأسي

-"انا لست منحرفًا!" صرخت

-"ماذا لو سقطت منشفتك عندما كنت تركض؟ اخر ما ينقصني هو جلطة دماغية من تصرفاتك الغبية" قال ورمى الملابس علي وخرج وهو يضرب الباب خلفه بقوة

تنهدت وأبعدت الملابس عن وجهي، بدأت البس ولمحت البنطلون القطني الرياضي الاسود وابتسمت ولبسته، كان مريحًا جدا، وجدت تيشرت بدون أكمام ولبسته وأخيرًا الهودي الاسود الجميل بكتابة حمراء على صدره.

لبست الجوارب واحسست بدفئ أخيرًا، لمحت عند باب الغرفة حذاءً رياضيا اسود بالأحمر وابتسمت اكثر وأسرعت له وأخذته وعدت للسرير ولبسته، خرجت من الغرفة وتفاجأت بسفيان عند الباب.

نظر لي لوهلة ثم اخرج قبعة صوفية سوداء ووضعها على رأسي ثم نظر لي من الأسفل الى الأعلى وهز رأسه بالموافقة وكأنه كان في نقاش داخلي من نفسه.

استدار سفيان للدرج ونزل بهدوء وركضت خلفه.

توجهنا نحو المطبخ واندهشت من المنظر، زياد وجعفر يطبخان معًا ويدردشان.

-"جعفر!" قلت بحماس واستدار لي بابتسامة متسعة وتقدم نحوي

-"متى اتيت؟" قلت بحماس

-"منذ قليل مع زياد" قال وتذكرت الموقف المحرج ونظرت لسفيان بغضب ثم استدرت لزياد

-"زياد! هل سفيان سيدك؟ كلما قال لك شيئًا فعلته؟" قلت بغضب واستدار لي زياد بابتسامته الهادئة ونظر لي لمدة ثم أعاد انتباهه للقدر فوق الفرن.

اللعنة

-"جعفر، حضر الطاولة" قال زياد ورأيت كيف أسرع جعفر للقيام بما طلبه منه زياد

جعفر يرى زياد كالأخ الأكبر، يحبه ويحترمه كثيرًا، وهما فعلا يبدوان كالشقيقان.

نظرت لهما ثم استدرت للوغد الذي كان متكئًا على باب المطبخ وينظر لقطعة شكولاتة بابتسامة وكأنها اهم شئ في هذا الكون

اقتربت منه بهدوء وانحنيت قليلا ليده وأكلتها

نظرة سفيان في تلك اللحظة! كدت انفجر من الضحك لكنني خفت على حياتي وركضت اختبئ وراء جعفر الذي نظر لسفيان برعب

-"امم...زياد؟" قال جعفر بصوت مهتز ونظر له زياد بتساؤل وأشار له جعفر الى سفيان واستدار زياد لسفيان واتسعت عيناه

حدث كل شئ بسرعة، زياد اخفانا وراءه وأمسك سفيان الذي كان ثائرًا

-"جعفر، خذه بعيدًا!" صرخ زياد وجرني جعفر بسرعة خارج المطبخ

توجهت بغباء لغرفة سفيان واغلقت الباب خلفي بالمفتاح

-"هل ستبقى هنا للأبد؟" سألني جعفر ونظرت له بندم

-"اعترف انني تصرفت باستفزاز معه" قلت وابتسم جعفر

-"لا تقلق، سيتصرف زياد معه" قال وهو يتوجه للباب

-"سأتفقد الامر واعود" قال وخرج وأسرعت لإقفال الباب بالمفتاح

تنهدت وجلست على السرير

اللعنة!

توجهت للنافذة وبدأت أطل منها، المطر كان ينزل بهدوء، شجرة الليمون كانت مبتلة، يبدو ان المطر سيهطل حتى الغد.

سمعت حركة مفاجئة واستدرت لألمح الباب المتصل بغرفة سفيان يفتح

لااااااااا!

لقد نسيت امر ذلك الباب المشترك بين غرفة سفيان والغرفة الصغيرة المجاورة

دخل سفيان بابتسامة ماكرة وهو ينظر لي بتوعد

-"ها، نسيت امر هذا الباب؟" قال وكدت ارمي نفسي من النافذة

-"لا تخف، جئت في مهمة صلح" قال ونظرت له بشك

-"سأعطيك مهمة، ان قمت بها على اكمل وجه صفحت عنك" قال وتوقفت عن التنفس في انتظار طلبه.

توجه سفيان نحو الخزانة واخرج حوالي عشر علب للأحذية

-"نظفها جميعًا" قال واتسعت عيناي

الاحذية التي وضعها امامي ليست احذية عادية، كلها باهض الثمن ومن النوعية الفاخرة، أحذية رياضية، شتوية وكلاسيكية.

تبًّا!

-"لا أستطيع تنظيفها كلها الان" قلت بتذمر

-"لا يهمني، ستأتي بعد انتهاء الفترة المسائية، ستقضي ليلتك هنا" قال ونظرت له بغضب شديد

-"انت لا تتحكم بي!" صرخت

-"هل تريد ان أتصرف معك بطريقتي؟" قال ببرود واحسست بقشعريرة

نظرت له لمدة ثم ابتسمت

-"اين أدوات التنظيف؟"

هز سفيان رأسه بعدم تصديق وابتسم وهو يخرج علبة من الخزانة بها أدوات خاصة بتنظيف الاحذية ووضعها امامي

-"اعمل بجد" قال وخرج

كنت اعمل على الحذاء الثاني عندما انفتح باب الغرفة مجددا ورفعت رأسي لأرى جعفر يدخل بصينية في يده ونظر لي ثم ضحك وتقدم وجلس على الارض بجانبي

-"انت تعمل بجد!" قال ونظرت له بغيظ

-"حيدر، لا يحق لك الشعور بأنه ظلمك، تدري جيدا ما فعلته" قال بابتسامة هادئة وقرّب لقمة من الخبز نحو فمي وأكلتها بهدوء

اجل، لا يحق لي.

في الحقيقة انا إنسان رائع، اتعامل مع الجميع بطريقة جيدة، لكن لا ادري ما يتملكني مع سفيان، عندما يكون حولي يخرج الجانب الطفولي والمشاغب مني ولا أستطيع السيطرة على افعالي واجد نفسي استفزه وأثير المشاكل دائمًا.

اكملت العمل على الحذاء وكان جعفر يطعمني بين الحين والاخر لأنه يتوجب علي اكمال ثلاث احذية على الأقل قبل ان نعود للثانوية.

انفتح باب الغرفة ووقف سفيان هناك متكئًا عليه وينظر لي نظرة جادة ثم نظر الى الثلاث احذية الآي نظفتها وبدى الإعجاب على ملامحه

-"كنت اعلم ان لديك موهبة خفية" قال ونظرت له بحاجب مرفوع وانا اكمل تنظيف الحذاء الرابع

-"ماذا تريد؟" قلت بحدة وضربني جعفر بمرفقه بلطف على جنبي ونظرت له ثم فهمت وحمحمت

-"اقصد كيف يمكنني مساعدتك؟" قلت بابتسامة ورأيت كيف كان سفيان يخفي ابتسامته وراء قبضة يده.

-"جهز نفسك، سيأخذك زياد لبيتك كي تضع اشياءك وتحضّر محفظتك، لا تنسى ان تحضر ملابسك للنوم مساءًا وكذلك بدلة لنلبسها غدًا ان شاء الله" قال ونظرت له بعدم فهم

-"لا تخف، صديقك سينام هنا أيضًا، وطلبت من زياد التحدث الى والدتك" قال ونظرت الى الاحذية الباقية التي تحتاج تنظيفًا

اللعنة! لماذا اكلت الشكولاتة التي أعطيتها له؟

نهضت ومسحت يداي في المنشفة ومشيت نحو الباب

-"ماذا تفعل؟" قال سفيان بحاجب مرفوع

-"اخرج؟!" قلت وانا انظر له بغرابة

-"اذهب للحمام اولا" قال وهو يشير للباب

تنهدت وتوجهت للحمام وتفاجأت من المنظر الذي قابلني في المرآة

وجهي كان ملطخًا جدًّا، تقريبا كلها بسبب مادة التشميع الخاص بالأحذية الكلاسيكية، اسود وبنّي.

اللعنة!

جعلت من نفسي متسوّلا في خدمة سفيان.

ان كان كل هذا حدث في نصف يوم، فكيف يا ترى سيمر النصف الثاني؟

Continue Reading

You'll Also Like

11.8K 863 24
تدور الرواية و الحكاية ما بين فواصل الزمان هو مراهق في جسمه، كبير في عقله، هل سيجابه الايام و هل يستطيع تحقيق اهدافه ؟؟.. ام ان لقسوة الزمان رأي آخر...
49.1K 1.1K 85
معرفتي الاولى بتكون جداً مختلفة وتمس بعض من الواقع لا كثيراً ..اذا كان فيه تشابة لأي رواية او أسماء أبطال فهذا من باب الصدف لا اكثر 🤍.. مهم مهم "ل...
62.6K 5.3K 29
يعود ذلك الشاب بعد ثلاث سنوات من اختفائه ليكون الامل الوحيد لكشف جريمة قتل عائلة باكملها وحرق منزلهم ولكنه كان فاقدا للذاكرة يقوم احد الاطباء بتبني ع...
43.7K 4.4K 54
يريد تقبل العالم كما هو يريد ان يعيش مع الجميع بشدة تلك اللحظات التي رسمت بعقله جعلته ملحا ليتعلم اكثر .. لكن "هل سيحدث العكس؟ .. هل سيتقبله العالم...