Hidden Echo || أقنعة

By Weirdomoon

6K 532 1.3K

موجاتٌ من الزَّيف أنارت دروبنا وقناعُ القوةِ أبى السُّقوط عن ثغورنا، والإفشاء عمَّا تحويه قلوبنا من صدوعٍ دُف... More

ɪ ɴ ᴛ ʀ ᴏ
ᴄ ʜ ᴀ ᴘ ᴛ ᴇ ʀ ᵒⁿᵉ
ᴄ ʜ ᴀ ᴘ ᴛ ᴇ ʀ ᵗʷᵒ
ᴄ ʜ ᴀ ᴘ ᴛ ᴇ ʀ ᵗʰʳᵉᵉ
ᴄ ʜ ᴀ ᴘ ᴛ ᴇ ʀ ᶠᵒᵘʳ
ᴄ ʜ ᴀ ᴘ ᴛ ᴇ ʀ ᶠⁱᵛᵉ
ᴄ ʜ ᴀ ᴘ ᴛ ᴇ ʀ ˢⁱˣ
ᴄ ʜ ᴀ ᴘ ᴛ ᴇ ʀ ᵉⁱᵍʰᵗ
C H A P T E R ɴɪɴᴇ

ᴄ ʜ ᴀ ᴘ ᴛ ᴇ ʀ ˢᵉᵛᵉⁿ

476 51 138
By Weirdomoon

مررت الكحل الأسود على أجفاني فبرز العسل من جوفهما، وعدلت مرطب شفاهي كلمسة أخيرة.

كانت قد غادرت نايون منذ وقت ليس بطويل وها أنا أحضر نفسي حتى ألحق بها، كما اتفقت مع ذلك اللَّقيط أن نلحق بهما بعد ساعة من خروجهما.

«جميلة ولامجال للشك.»

همستُ وأنا أنظر نحو مظهري على انعكاس المرآة، أرتديت فستان صيفي فستقي اللَّون ذو فتحة عنق واسعة برزت منها عظمتي الترقوة خاصتي وبعض الشامات التي تزين نقاء بشرتي، ذو أكمام منصفة، مع حزامٍ رقيق عقدته من الأمام فبرز تجويف خصري الحاد، على حذاء رياضي بسيط أبيض اللَّون وقبعة بيضاء صيفيه تحميني من أشعة الشمس الحارقة كشعري القصير المنسدل، وبعض الإكسسوارات الفضية الرقيقة تزين كل من يدي وقدمي وعنقي وأذني.

أرسلت قبلة طائرة إلى نفسي على المرآة، متجاهلة صوت العجوز ريغوموري المنبعث من سماعة الهاتف وهي تسألني عن مستلزمات قطتي الجميلة لويز.

أخذتُ نفسًا قبل أن أفتح المايكروفون الخاص بالهاتف وبصوتٍ ناعم لطيف أردفت.

«سيدة موري أشعر بالإحراج حقًا لترك لويز عندكِ.»

«ليسَ عليكِ ذلك صغيرتي، ثم لاتقلقي لقد ربيت سبعة قطط من قبل تعلمين جيدًا كم أحبهم.»

وهُنا ابتسمت بشيطانية نحو انعكاسي بالمرآة، لطالما عاملتني العجوز ريغوموري بلطف بعد أن شهدت مواقفًا سيئة لنايون متناسية أن ابن ابليس ليس إلا شيطان صغير.

«شكرًا لكِ سيدة تيموري، ولكن هناك ما أود إخبارك به.»

«بالطَّبع صغيرتي تفضلي.»

أغلقت المايكروفون للحظة أكتم ضحكتي قبل أن أباشر بالخطة، على الإنسان استغلال أصغر الفرص.

«صغيرتي لويز لا تستطيع أكل أي نوع من أنواع الأكل، هي فقط تأكل من الرقاقات ذات المغلف الأبيض وتلك المعلبات البنفسجية المتواجدة في المجمع الكبير، وأيضًا هي بحاجة للنوم على فراشٍ ناعم وأحرصي أن يكون دافئًا.»

أطلقت العجوز ريغوموري أوه متفاجئة؛ من المنتجات الغالية التي طلبت تدليل لويز بها، ثم تحولت إلى أخرى حزينة.

«ياإلهي هذه المسكينة! لهذا هي هزيلة لاتستطيع تناول أي نوع.»

«أجل، أجل...وأيضًا أرجو منكِ ألَّا تدعي قططك تقترب منها هي ضعيفة ولاتستطيع الدفاع عن نفسها أمام القطط الأخرى.»

أكدت لي العجوز ريغوموري أنها سوف تلتزم بكل هذه التفاصيل وألَّا أقلق على لويز أبدًا.

أنهيت الإتصال وأنا أحمل حقيبة الكتف المليئة بمستلزمات الرحلة بيدي اليسرى، في حين امتدت اليمنى نحو مقبض الباب.

وعند تلك اللَّحظة تلاشت الأصوات من حولي وشعرت أنني أنجرف بعيدًا، بعيدًا جدًا نحو هاوية سوداء لامخرج لي منها.

«لايمكن...»

نطقتها بصوتٍ متحشرج، تخدر جسدي فسقطت الحقيبة من يدي وترنحت نحو الخلف بجسدٍ مرتجف وأعينٍ دامعة، حتى افترشت الأرض وأطلقت أنينًا باكي من أعماقي وأنا أحتضن جسدي.

«كلا.»

وهكذا فقط، أغلقتُ على نفسي
كما أعدت أن أفعل دائمًا.

غزلت الأصوات من حولها بعد أن غرقت في ذلك الظَّلام الذي يشبه تلك العتمة التي تسبق الفجر عن بزوغه، تلك الفترة التي حزم بيكهيون أغراضه فيها حتى يخرج من المنزل قبل أن يلتقطه والداه.

نزل السلالم بهدوء وحقيبته معلقه على كتفه، أخرج المفتاح من جيب بنطاله حتى يفتح الباب إلا أن قاطعه صوت والدته.

«إلى أين أنت ذاهب في مثل هذا الوقت؟»

لم يرد عليها لم يكن مستعدًا لخوض نقاشٍ سامٍ معها، إلا أن إصرارها دفعه للرد.

«إلى أين!»

«لستُ طفلًا حتى تتدخلي بأمري.»

«بيكهيون!»

نهرته بصوتها الضَّعيف، التفت نحوها يناظر هيئتها التي تزداد سوءًا عن السابق كانت شاحبة اللَّون بوجهٍ نحيل وأيدي مرتجفة وأقدام عاجزة.

«لم لاتزالين مستيقظة؟»

«لاتغير السؤال يا بيكهيون!»

اشتدت قبضتيه وتغيرت ملامحه إلى أخرى عدائية، عرفت والدته أنها لاتستطيع تغيير قراره ولكن ربما بإمكانها اللَّعب حول ضميره.

«بيكهيون عزيزي، أنا أحاول إصلاح الوضع هنا عليك التعاون معي لايمكنك تجاهلي هكذا وكأني غير موجودة!»

«حقًا، مع هذا الكرسي تريدين فعل ذلك؟»

جفلت هي من حدة الإجابة، ولم يعطها مجالًا للاستيعاب حين تقدم بحديثه يوبخها.

«لاتسمي ما تقومين به بالمحاولات؛ إنها أدنى من أن تكون كذلك حتى.»

رأت ما يلمح له حين شزرها بعينيه؛ الجلوس على الكرسي بضعف والنَّهر عن الخطأ بصوتٍ منخفض والتخطي عن جميع التجاوزات الواقعة في هذا المنزل، كل ذلك كان يقهر ابنها الوحيد إلا أنها اعتادت على قول "ما باليد حيلة".

«لاأحد يحاول هنا سواي ولن أسمح لكِ بالتدخل أبدًا، كما انشقت شجرة هذه العائلة سأعيد ترميمها وعلى طريقتي وأنتِ...أنتِ عاجزة عن إيقافي!»

خرج من المنزل صافعًا الباب خلفه، أخذ يمشي قليلًا في الشارع يتأكد من أنه خالي وتنهد براحة حين لمح أنوار المنزل السفلية جميعها انطفأت؛ تأكد من أن والده لم يستيقظ على نقاشهما ووالدته نامت بالطابق السفلي إذ لايوجد من يرفعها إلى غرفتها.

«لن تكون الخطط مكتملة إن تركنا التفاصيل الصغيرة.»

همس وهو يتقدم من سيارة والده عبث بها قليلًا تأكد من أنها ستتعطل في منتصف طريق الرحلة غدًا ولن يجد من يصلحها حتى يصل هو ورينا قبلهما.

أضعت وقتي في النادي الخاص بلاعبي مصارعة الشوارع، صرفت كل ما اصابني من غضب في اللعب هناك حتى أدمت يداي واشتدت عضلات جسدي.

«أحضرت السيارة التي طلبتها.»

ظهر صوت جي-بي وهو يتقدم نحوي وألقى علي منشفه حتى أجفف جسدي المتعرق.

«عليك رد الدين؛ لن تجد صديقًا يستيقظ من الصباح حتى يسرق سيارة من معرض والده لأجلك!»

لم أعر حديثه إهتمامً، على أي حال أنا لاأقترض منه دين هو يطيع أوامري ويوجد فرق بين الإقراض والخضوع.

«لم تخبرني لماذا تحتاج إلى السيارة الآن؟»

«منذ متى كنت أشاركك تفاصيل حياتي؟»

تعمدت إلقاء نظرة ميتة وطويلة عليه حتى يغرب عن وجهي، وبالفعل وقف يشير لي بيديه.

«هلى رسلك يا رجل! ليس وكأن تفاصيل حياتك تهمني.»

ألقى مفاتيح السيارة على المقاعد جواري وسمعته يتمتم وهو يغادر.

«حتى الملكة اليزابيث أكثر تواضعًا منك.»

وذلك الشعور داخلي فقط جعلني أُلقي أحد كرات اللعب الصلبة على ظهره، وحين سمعته يتألم تنهدت براحة أتقدم نحو دورات المياه لأخذ حمام بارد قبل مغادرتي.

«رأس البرتقال.»

نقرت على اسمها من شاشة الهاتف وتأفأفت بإنزعاج حين سقطت قطرة ماء من شعري على الشاشة.

ارتديت ملابسي وشعرت بالإعجاب بنفسي حين برزت عضلاتي منها، قميص أبيض بلا أكمام على بنطال أسود رياضي وحذاء أحمر اللَّون.

«هل تعفن رأس البرتقال!»

استنكرت حين شرعت اتصل بها للمرة الثالثة ولم تجبني، سحبت المفاتيح انطلق نحو السيارة التي كانت مركونة أمام النادي.

«تبدين متألقة عزيزتي.»

ربتت على سطح السيارة المفضلة لدي، رمادية لامعة، ورياضية سريعة، يغطي الكراسي من الداخل جلد أحمر اللون وأُضيف الاسود معه يكسر إضاءة الأحمر.

وأيضًا لم ينقطع صوت الخط المزعج للمرة الخامسة على التوالي، لم تقوم برفع السماعة والاستجابة بصوتها المثير للإشمئزاز.

زفرت بإنزعاج وقررت إرسال رسالة لها، اتفقنا على أن نلتقي في الحديقة التي خططنا لها للأمر لذا أدرت المقود أركن السيارة.

-أين أنتِ!

وصلتها الرسالة وقليلًا حتى ظهر لي أنها قرأتها، وعدم إجابتها جعلتني أغلي غضبًا.

-لدينا مهمة علينا إنجازها إسرعي بالقدوم!

-لا يهم.

ردت علي بهذه الرسالة القصيرة والمستفزة، زفرت بإنزعاج وحتى لا ألكم سيارتي الجميلة خرجت منها أضرب الباب بغضب.

نظرت نحو الطفل الصغير الذي يتناول المثلجات أمامي بقرف ويتابعني كأني كائن فضائي.

«مستمتع، أليس كذلك؟»

سألته وانا أتقدم وأفرغت غضبي به حين سحبت قطعة المثلجات ألقيها أرضًا قبل أن أصرخ عليه.

«أغرب عن وجهي.»

غادر باكيًا، جيد هذا ما سأفعله مع رأس البرتقال العفن أيضًا.

ركبت السيارة انطلق نحو منزلها بسرعة قصوى متجاوزًا السيارات ومخيفًا الجميع بصوت بوق السيارة بعد أن حطمته يداي غضبًا.

أوقفت السيارة وسط الشارع اترك علامات للعجال من ورائي.

«هذه اللعبة لن تكون نهايتها سعيدة.»

هسهست بغضب وأنا أقتل الأزهار من أسفل أقدامي، اتخذ الطريق الذي أخذته معها حين كانت ثملة مسبقًا.

وحين تخيلت مظهرها جالسة على السرير تحرك قدميها في الهواء براحة، وتحاول خداعي واللعب بقذارة معي غليت غضبًا أكثر أكمش ملامحي.

إلتقطت المجرفة الحديدية التي كانت تستند على الحائط المجاور لغرفتها، وأول ما قمت به حين ظهر الباب الزجاجي أمامي هو تحطيمه بالمجرفة.

لم أعر الزجاج المتطاير إهتمامً قدرها هي، من كانت متمددة جوار السرير على الأرض.

«سألقنك درسًا يا حقيرة!»

صرخت بغضب وأنا أرمي المجرفة خلفي بعشوائية، تقدمت نحوها وأنحنيت أسحب جسدها الثقيل من ياقته حتى ضربت ظهرها بالحائط خلفها.

«تحطم المصباح.»

نبست بهدوء وهي توجه نظرها نحو المصباح الصغير الذي سقط عن الطاولة المجاورة لها نتيجة عنفي في إلقائها.

«هكذا لن يعود وجود للصباح، كم هذا بائس.»

أردفت بلسانٍ ثقيل، جعلني ألصقها أكثر بالحائط لأهسهس أمام وجهها بغضب ظهر على أنفاسي الحارة.

«هل تريدين اللَّعب بقذارة؟»

«لطالما لعب الجميع بهذه الطريقة، لذا لايهم.»

استفزتني أكثر تسحبني لإرتكاب ما هو شنيع بها، حاولت تمالك نفسي وأفرغت غضبي بالشد أكثر على كتفيها وأنا أتقدم أكثر منها أعدم المسافات وجوار أذنها همست أضع كلامي حلقة فيها.

«وأنا مختلف عن الجميع، أنا بيون بيكهيون.»

وعدت نحو ملامح وجهها الفارغة أهمس بتحذير.

«لاأنصحك باللَّعب معي يا صغيرة.»

أفلتها واستنكرت سقوطها المباشر نحو الأرض، هالة من البؤس كانت تحيطها.

«أغلق الأنوار وابتعد عني.»

تجاهلتها التفت امرر أنظاري على الغرفة أبحث عن حقيبتها ووجدتها جوار الباب، تقدمت نحوها إلا أن انزلقت قدمي بعلبة اسطوانية بيضاء.

توازنت استند على الجدار قبل أن أنحني حتى التقطها.

«حبوب مهدئة! رائع سنحتاج إلى هذا لامحال.»

أخذت حقيبتها وتعمدت إلقاء علبة الحبوب على رأسها البرتقالي العفن أمرها.

«اتبعيني.»

سرت نحو السيارة أفتح الصندوق لوضع حقيبتها وحين لم استشعر وجودها خلفي زفرت بحنق أجمد جسدي حتى لاأفقد السيطرة.

ثواني فقط لم تدم، حتى ألقيت الحقيبة بعنف أغلق الصندوق بعنف أكبر حتى يدوي صوت الضربة على طول الشارع.

«سأتخلص منها، سأغرقها هناك لن تعيش هذه.»

توعدت لها حتى وصلت إليها ورأيتها تحتضن علبة المهدئات تغمض عيناها، وهنا حان الوقت لفرض سيطرة بيكهيون، أنا فقط.

«لن نبيت هنا، ونقيم حفلة بيجاما لدينا خطة وعشاق نريد تفريقهم في حال نسيتي.»

أردفت وأنا أنتشل جسدها المرتخي ألقيه على كتفي، وبهدوء منها ومني وصلنا إلى السيارة فتحت الباب الخلفي وألقيتها هناك.

«كوابيس مظلمة.»

ألقيت تحية النوم عليها قبل أن أضرب الباب، وصلت إلى مقعدي ومن المرآة رأيتها تتقلب حتى اتخذت وضعية الرضيع تغلق أعينها لتغفو.

وغريزتي الذكورية أجبرتني على التأمل،
كانت وضعية مخلة بالنسبة إلى فستان صيفي قصير ومفتوح من الأعلى كهذا.

«إن لم يخبرك أحدهم يومًا لايجوز إتخاذ وضعيات كهذه بقطعة قماش كهذه أيضًا.»

«اخرس.»

من سوء حظها أننا على إشارة حمراء مما جعلني التفت لها وبرزت أكثر لي، فتحت أعينها ترمقني بتحدي.

«أعيدي ما قلته.»

هسهست بحنق فقابلتني بالمثل.

«قلت، اخرس.»

مددت يدي ناحية شعرها بنية نزعه إلا أنها أدركتني تعض أناملي التي لم تكد تصل إليها بعد، رمقتها بغضب وشعرت بالحرارة تنتشر على طولي وصوت أبواق السيارات من خلفنا جعلني أسحبهم بعنف من أسفل أنيابها الحادة التي تركت أثرها.

«أنا أسجل، ولكل خطأ حساب.»

حذرتها في حين استمرت بوقاحتها.

«لايهم.»

زفرت بحنق أكمل القيادة، عبر الوقت وحين لاحظت أنها غفت حقا ابتسمت بخبث أقلب الراديو إلى قناة الروك آند رول الصاخبة.

«خمسة وعشرين، سبعة وعشرين، ثلاثين، أربعين!»

همست باستمتاع وأنا أزيد من درجة صوت الموسيقى، شعرت بالموسيقى تضرب برأسي في حين لم تتحرك هي إنش واحد حتى.

توسعت إبتسامتي الخبيثة حين رأيتها تتحرك، إلا أنها ضُربت عرض الحائط حين قابلتني بظهرها تكمل النَّوم.

وهنا أدركت أنني لاأتعامل مع رأس برتقال عفن فقط، بل مع كيس نوم ثقيل.

دهست عجال السيارة على الثواني والدقائق حتى صارت ساعات إلا أن وصلنا أخيرًا إلى وجهتنا المطلوبة.

ظهرت تلك اللافتة الخشبية الكبيرة وبخطٍ ذهبي نُقش عليها
«غولدين - غول حيث تجد المتعة والراحة معًا»

لم يكن المكان جديدًا علي إذ يحب والدي زيارته خلال عطل الصَّيف كثيرًا، يضم ملاعب غولف مختلفة المساحات وبرك سباحة عميقة وسكن راقي يقدم الأطعمة البحرية كوجبات رئيسية.

«أنتِ!»

لم تعطي ردة فعل على صوتي وعلمت أنها لن تعطيني ردًا إلا لو ألقيتها من أعلى سطح مبنى ذو أثنى عشر طابقًا.

وهُنا خطرت لي تلك الفكرة!

«أستطيع سماع صياحها من الآن.»

وبإبتسامةٍ خبيثة إلتفت نحوها إلى الخلف ومددت يدي حتى أفتح الباب الذي يقابل أقدامها.

«سأدعك تقبلين قدمي طلبًا للعفو.»

توعدتها وأنا أشعر بالسعادة تغمرني قبل أن ألتفت إلى الأمام ودست على الفرامل بثقل عالي وحلق بنا الهواء بسرعة وبعد أن قطعت مسافة قوست المقود بحدة حتى انحرفت السيارة معه وحلق رأس البرتقال خارج السيارة.

أوقفت السيارة وأنا أتأمل إبداع ما صنعت، تدحرجت هي حتى أرتطمت بالسياج الخشبي التابع للملاعب وشاهدت يدها تكمش على العشب الأخضر من أسفلها.

«هذا ما يلقاه دب الباندا حين يغرق في سباته.»

أردفت بإستمتاع وأنا أراها تكاد تسحق الأرض من أسفلها حتى وقفت أمامي تمد يدها من النافذة.

«وهذا ما يلقاه اللقيط.»

عقدت حاجبي بغضب من إصبعها الأوسط المرفوع تكاد تدخله في أعيني الجميلة، فتحت باب السيارة بعنف أدفعها عن طريقي.

«لن أحمل أمتعتك.»

حذرتها حين رأيتها تمسح وجهها وتتمتم بالشتائم.

«لم تطلب مؤخرتي منك ذلك.»

«سمعتك.»

«مهما يكن.»

لمحتها تعدل شعرها البرتقالي قبل أن تتقدم نحوي وتدفع جسدها أمامي وكأنها تقترح علي سحبها من شعرها وجعله خط لممر المشاة على الشارع الفارغ.

«توقف عن التحرش بي وركز على حمل أمتعتك.»

أغاضتني وهي تلقي نظرة من طرف عيناها، حينها قررت الحصول على بعض المتعة.

«ما هذا؟»

سألتها قبل أن أمد يدي نحو أقدامها في حين شهقت هي بحدة، وبواسطة أقدامها رفعت جسدها حتى ألقيتها داخل الصندوق.

لم أعطيها مجال للحديث حتى سحبت أخر حقيبة لي وأغلقت عليها الصندوق.

«أنت.»

ناديت على الحارس الذي يقف أمام الباب واستطاع التعرف علي لذا تقدم إلي مسرعًا.

«أهلا بك سيد بيكهيون.»

أومأت له وتجاهلت طرقات المختلة من الصندوق.

«خذ السيارة وصفها في الداخل وأيضًا هناك بعض الأمتعة في الصندوق أخرجهم منها.»

«أمرك سيدي.»

ألقيت المفاتيح عليه وتقدمت إلى الداخل مع ابتسامه منتصرة.

حجزت غرفتين متصلتين مع بابٍ واحد يفصلهما من أجلنا، وحذرت أحد طاقم العمل إن رأى رأس برتقال غاضب يقوم بإرشاده إلى الغرفة وإعطائه نسخة مفتاح وألا يتحدث أحدٌ منهم عن وجودي هُنا.

تأكدت من أن عاشقي الزمان لم يصلا بعد، وكل ما أحتاجه الآن حمام بارد يرخي الأعصاب.

«إن كنت رفيقك، لن أدعك تذهبين.»

غنيت بصوتٍ أُثقل من النعاس والتعب في حين أكملت تمرير الشفرة على ذقني.

«سأبقيك بين ذراعاي يا فتاة، ولن تكوني وحيدة.»

سمعت الباب يُفتح وحين صُفع علمت أن رأس البرتقال العفن مشتعل الآن.

ابتسمت باستمتاع قبل أن أمرر المنشفة الصغيرة على ذقني أجففه، خرجت من الحمام نحو الغرفة وحين سمعت هي خطواتي إلتفتت نحوي.

«نسيت إصطحاب رفيقتك!»

«أنتِ لستِ...»

قاطعت كلامي حين ألقت ثقل ذو رائحة مقززة على وجهي، كان حذائها الأبيض.

«لم أقصدني بل قصدت فردة النعال التي لاتفرق عن وجهك بشيء!»

رفعت حذائها القذر وجوار رأسها صوبت.

«مذهل تورطت مع أغبى رجل قد تقابله يومًا.»

شعرت بالهدوء يتبخر مني حين أثارت غضبي بجملتها وبأعلى صوت حذرتها.

«أنتِ!»

«أجل أكمل جملتك ولنحصل على شجارٍ آخر، لقد أتينا إلى هنا بهدفٍ واحد وهو التفريق بين العجوز والعفيفة بعد أن نحقق هدفنا بإمكاننا قتل بعضنا البعض!»

صمت على أثر حديثها، أنا بالكاد أمسك يدي عنها وهي الآن تريد مني ألا اتشجار معها.

«الخطة في محلها عكس عقلك.»

«إن كان عقلي ضائِعًا لما كنت ستصل إلى هُنا!»

«تنويه سيارتي الجميلة هي من أوصلتنا إلى هنا.»

أزعجتني بنعيقٍ حاد أصدرته وهي تثير الفوضى بين خصال شعرها.

«سيصيبني الجنون.»

«فعل مسبقًا.»

سمعت هي همستي التي لم أتعمد قولها بصوتٍ عال، أو ربما فعلت.

تقدمت نحو حقيبتي لأخرج منها الملابس وقبل أن أترك المنشفة التي تلف حصري التفت نحوها وقبل أن أنطق رفعت هي زجاجة الماء الباردة الكبيرة وسكبتها على رأسها.

التصقت خصال شعرها ببعضها البعض على أثر المياه حينها لم أستطع كبت السؤال في داخلي فسألتها.

«هل تحب والدتك البرتقال؟»

إلتفتت نحوي باستنكار وراقبت تعابيري الهادئة تحاول إلتقاط المغزى من السؤال.

«كلا، لماذا؟»

غريب كلما نظرت نحو رأسها البرتقالي؛ أتساءل إن كانت هذه هي حقًا نتائج بلع بزر البرتقال! إذ لطالما قالت أمي أن من يبتلع بزر البرتقال يحصل على شجرة برتقال داخل بطنه، إعتقدت أن تلك العاهرة فعلت هذا وحصلت على طفل برأس برتقالي.

«لاشيء.»

تمتمت بها ونظر كلانا نحو الآخر بهدوء حتى صرخت هي بحدة تلف جسدها نحو الباب الفاصل بين غرفتينا من خلفها بعد أن امتدت يدي نحو المنشفة أسقطها.

«كان عليك التحذير من قبل!»

«إنها غرفتي، لاأطلب الإذن فيها.»

ركلت الباب قبل أن تهذي بتمتمة.

«سأفتح جمعية للأخلاق والحياء من أجلك فقط.»

وحين أغلقت الباب أفلتت ما حاولت كبته طوال الوقت وسحب المصباح المجاور للسرير ألقيه على الباب بقوة حتى تحطم إلى أشلاء.

تخيل أن رأس البرتقال هو ما ألقيته كان ممتعًا.

تنهدت أرتدي ملابسي لأباشر بتجهيز نفسي من أجل المهمة، الشمس غربت منذ ساعة تقريبا وقد يصل العاشقين بعد نصف ساعة على ما أعتقد. 

تقدمت نحو الباب الفاصل وطرقت هُناك.

«سأحتاج أقل من نصف ساعة حتى أُنهى الجزء الأول من المهمة، لاتتأخري علي.»

سمعت صدى خطواتها قبل أن تفتح طرف الباب وتنظر إلي وهي تردف.

«ألن تتنكر!»

«لاحاجة لذلك.»

بقيت صامتة تنظر وأنا شاركتها ذلك أحاول لمح شيء من تنكرها.

«إن اقتربت أكثر سأغلق الباب على أنفك.»

جفلت أقيم عودي وهي أردفت بأخر شيء قبل أن تغلق الباب.

«توخى الحذر ولاتفسد المهمة.»

لم أستطع تفسير معنى كلامها، هل استخفت للتو من قدراتي على أداء المهام؟

على أي حال مهما عنت كلماتها ذلك لن يمنعني عن ضرب الباب بقوة حتى أشعر بالراحة داخلي.

إستدرت أخرج من الغرفة، ثم خرجت من الفندق التابع للمكان أتجه إلى الأبواب الخلفية منه.

وهناك ظهرت ضحيتي الأولى، رجل يرتدي الملابس الخاصة بعاملين المطبخ يستند على الجدار المجاور للباب الخلفي من المطبخ يدخن سيجارة وعقله شارد.

«أخيرًا المرح بدء.»

همست وأنا أتقدم سريعًا منه ودون سابق إنذار لكمته بقوة أسقطه أرضًا، لم يستطع التحدث إذ أغرقته باللكمات حتى فقد الوعي.

«مقرف.»

همست وأنا أخلع سترة العمل عنه،
سحقًا أبدو كشاذ مختل!

إرتديتها وسحبت القماش الملونة بالأبيض والأسود أربطها حول رقبتي، تدل على مكانتي كنادل وعامل توصيل للأغراض وأخيرًا ثبتت القبعة على رأسي.

«لنحصل على مستر سلطع الآن.»

سحبت أقدامي إلى البحيرة المتوسطة التي يربي بها المنتجع بعض الحيوانات البحرية، حتى تُطهى وتُقدم طازجة.

من حسن حظي كان المكان خاليًا، وذلك السلطعون الذي يشبه رأس البرتقال كان يزحف بالقرب من ضفاف البحيرة.

لم أخذ وقتًا طويلًا حتى أسرقه، يبدو عجوز مستسلم كرأس البرتقال في هذا الصباح.

«حصلنا على مستر سلطع بائس لنحصل على تنكر من أجل مستر سلطع الأكبر.»

نظرت نحو السلطعون الراقد بين يدي يقاوم ويحاول القرص إلا أن خبأته داخل أحد الصناديق، وعلى ما أعتقد أنه خائف من ذكري السلطعون الأكبر.

«لاتقلق لاأقصد جدك الأكبر بل رأس البرتقال العفن تلك.»

نظرت نحو معصمي بقي ربع ساعة وتنتهي النصف ساعة المطلوبة من أجل المهمة.

تقدمت نحو الباب الخلفي من المطبخ، مسحت المكان بأعيني.

رائحة الطعام تملأ المكان، العديد من العاملين المسرعين لتقديم الطلبات، وهُناك تلك الشقراء.

شعر أشقر اللَّون وثغر لم يتوقف منذ دخلت رأيتها تتحدث مع هذا وتضحك مع ذاك، تبدو ساذجة والضحية الثانية المطلوبة.

تقدمت نحوها وبصوتٍ تعمدت جعله ثقيل حتى أجذبها، حسب معلوماتي طبقة الصوت هذه تجذب الفتيات.

«عفوًا؟»

«تفضل.»

مسحت أنظارها على هيئتي ولمحت تلك الدهشة المعجبة المندسة في أعماق حدقتيها.

«أنا عامل جديد هُنا لاأعلم عن آلية ترتيب الأغراض في المخزن الكبير.»

«لابأس سأدلك إليها.»

أعطتني ابتسامة ودودة، لو تعلم عن ما أخبأه لها من مفاجآت لن تتجرأ من الإقتراب حتى.

«هُنا حيث يقبع المخزن الخاص بالخضراوات والحيوانات التي يتم حصدها وصيدها بشكل متجدد يوميًا.»

تفلسفت علي وهي تشرح وتحرك يديها حتى وصلنا أمام بوابة المخزن الحديدية، فطريًا تصرفت بنبل أترك الصندوق جانبًا حتى أسحب الباب الثقيل نحو الشمال.

رأيتها تطلق نفسًا خافتًا ظهر كالدخان؛ بسبب الهواء البارد الصادر من المخزن وبدأ ينتشر نحو الخارج.

أومأت لها برأسي في حين اعتذرت هي.

«أعتذر شرد عقلي قليلًا.»

ومثلها كأي شخص آخر ساهم في زيادة الغرور لدي.

«لابأس.»

أجبرت نفسي على الهمس لها، وحين أعطتني ظهرها تتقدم ابتسمت بشر؛ خطتي نجحت الساذجة وثقت بي وأعطتني ظهرها.

وبهدوءٍ شديد سحبت الباب من خلفي؛ ولأنها تقدمتني كثيرًا لم تنتبه إلى الصوت الخافت جدًا الذي صدر عن الباب، أما الإنارة لم تتغير إذ أضاءت هي الأضواء حين دخلت.

«في هذا المبرد الأرضي نضع الحيوانات البحرية.»

شرحت وهي تفتح باب المبرد وانحنت بجسدها إلى داخل المبرد حتى تفرغ مساحة للصندوق الذي كان بيدي، سحبت أنا أحد الصناديق الصلبة التي تضم بعض التوابل داخلها.

أغمضت عيناي إذ يتعارض ما سأفعله الآن مع أحد مبادئي، أنا لاأضرب النساء إلا إذا فقدت السيطرة بفضل شخصيتي اللطيفة.

«لستُ أسفًا يا جميلة.»

ضربت رأسها بالصندوق حتى أرتخي جسدها على المبرد حينها علمت أنها غادرت إلى أرض الأحلام.

سحبت جسدها حتى أخلص السترة عنها، وهذا أفضل من الضحية السابقة الشعور بالسيطرة أفضل من الشعور كشاذ مقرف.

صفرت بإعجاب حين ظهر لي ما أسفل السترة، كانت تزين نحرها بوشم أفعى وكنت سأرى نهايته لو لم ترتدي هي مشد طويل يفصل منحنياتها.

«للأسف لن نستمتع سويًا يا جميلة.»

همست قبل أن أسحب جسدها إلى زاوية المخزن بعيدًا عن الأنظار، تأكدت من أخذ الصندوق معي حتى انسحب من المطبخ إلى الباب الخلفي حيث قابلت رأس الـ...

«رأس البرتقال لم يعد برتقاليًا!»

استنكرت بسخرية وهي تجاهلتني تجعد الخصال السوداء الطويلة بين أناملها، مع باروكة شعر سوداء وزينة وجه غيرت ملامحها إلى أخرى أكثر حدة وإنسحابً وحين أجابتني بتلك اللغة الأجنبية تأكدت من هيئة تنكرها.

«كونينتشوا.»

وأعتقد أني أستطيع معرفة سبب إختيارها لها؛ إذ تغير صوتها جذريًا حين نطقت كلمة "أهلًا." باليابانية.

«وأنتَ أيضًا عليك التحدث باليابانية كلانا يجيدها، عكس الشريف والشريفة.»

«لا أحتاج إلى إخفاء هويتي.»

أردفت وأنا ألقي عليها السترة، قلدتني هي وتجاهلتُ ذلك حتى أردفت هي باستنكار.

«السترة تعود إلى إمرأة! لحظة كيف...»

«لاتهم الطريقة طالما الهدف واحد.»

ذكرتها بالقانون الأول والأخير الخاص بنا.

«أراهن أنك استمتعت بذلك.»

«كُنت سأحصل عليه بطريقة أخرى لو توفر لدينا بعض الوقت.»

نظرت نحوها بطرف عيني ولم أخطأ حين خمنت أنها تجمدت حتى سارت بعيدًا عني بمسافة.

«حافظ على مسافة ثلاثة أمتار بيننا، أيها المغتصب!»

قلبتُ أعيني بملل أسخر منها.

«لاتقلقي حتى دب الباندا لن يقبل بكِ.»

شهقت بحدة من خلفي قبل أن تتقدم تضرب كتفي عن عمد بخاصتها، وتنفخ صدرها بغرور.

«انت فقط تغار؛ لأنك لاتستطيع الوصول إلى جمالي.»

«الوصول إلى مرحلة البرتقال العفن لاشكرًا.»

سمعت الصوت الغليظ الغاضب الذي أصدرته من بين أسنانها، تقدمتها وأردفت هي من خلفي.

«على أي حال لقد رأيت عشاق الزمان قد وصلوا إلى هنا.»

أومأت قبل أن أعيد ترتيب الخطة برأسي.

«تبقى ساعة على حلول العشاء، أنا سأهتم بأمر العاشقين وأنت تدبري أمر المطبخ وعندما يحين موعد العشاء سأوافيك حتى نكمل الباقي.»

لم تعترض إذ اتفقنا على الخطة مسبقًا، ثم سألتها.

«هل أنتِ متأكدة أن تلك الساقطة لن تفعل شيئًا معه؟»

أطلقت هي تنهيدة قبل أن تجاورني وتجيب.

«كلا، لن تفعل.»

«من أين لكِ بهذه الثقة؟»

شزرتني بطرف عينها قبل أن تجيب.

«نايون لاتقدم الخدمات إلا إن حصلت على ضمان، وتعلم كثرة الشيء تؤدي إلى الهلاك وهذا ما قام به والدك، قدم لها العديد من الضمانات مما يجعل نايون تطمع إلى المزيد إلى الجائزة الكبرى.»

رسمت الأمر في عقلي وأدركت أن نايون تلك ماكرة بحق، همست حينها.

«أراهن أنها رافقته حتى تغويه وتحصل على غايتها بسرعة أكبر.»

«بالضبط لهذا نحن هنا، لن نسمح لهما بالاستمتاع دقيقة.»

توقفنا عند مفترق الطرق، ومن دون أن ننظر إلى بعضنا غادر كلانا المكان.

عبرت الممر سريعًا كما عبرت هذه الساعة معه، نفذت في هذه الساعة الجزء باء من خطتنا الجزء الاحتياطي إذ لم ننجح في الخطة ألف من الخطة الرئيسية واستمتعت بالخطة باء إذ استطعت التعرف على الساقطة عن قرب.

«هل خططت لتفجير كوكب الأرض خفية؟
ابتسامتك مريبة!»

استنكرت رأس البرتقال ابتسامتي المنتصرة، سحبت من جانبها سترة العمل أعود لأرتديها وأردفت أعلمها.

«والدتك ساقطة حقًا.»

«يُقال أن الساقطين يجتمعون مع الساقطات.»

حاولت استفزازي حين قصدت والدي، ولكن كلانا يعلم من الداخل أن لعنهما لايؤثر فينا البتة.

«الطبق رقم ثلاثمئة وستة وخمسين جاهز.»

نطقت هي بصوتٍ عالي تمد الطبق نحوي، سحبت الطبق منها أُردف كباقي النادلين حتى لانثير الشكوك.

«الطبق رقم ثلاثمئة وستة وخمسين قيد التوصيل.»

فتحت باب المطبخ حتى ظهرت لي تلك القاعة المُترفة، مليئة بالطاولات التي يجلس عليها من يدعون الرقي وهم أوغاد في الأصل، وتصدح فيها موسيقى الكمان الناشزة.

تقدمت من طاولة العاشقين كان العجوز يتحدث وهي تتصنع الضحك، وتلك الورود الحمراء الموضوعة وسط الطاولة استفزتني.

«طلبكما جاهز.»

وضعت الأطباق أفتح عنها لم يستطع أي منهما التعرف علي بعد أن غيرت صوتي إلى أخرٍ أعمق، وأنزلت خصال شعري على وجهي وجعلت من القبعة تميل على رأسي حتى تظلل ملامحي.

عجزت عن التصرف كنادل نبيل وقول كلمة «بالعافية.» لذا اتخذت الصمت التفت نحو الخلف رأيتها من خلف الباب تتلصص بانتظار ردة الفعل.

«ثلاثة.»

همست بها وكنت قد اقتربت من سقراط الحب تلك.

«اثنان.»

همست هي الأخرى بترقب، وحين جاورتها أردف كلانا بالعدد الأخير.

«واحد.»

ابتسامة واسعة زينت ثغورنا حين رأينا الفوضى التي عمت بفضلنا، ذلك الصراخ الحاد الذي أطلقته العشيقة أطرب مسامعي وقفز والدي الجبان يجعل من المختلة جواري تضحك بصوتٍ عالي.

«أبعد هذا الكائن المقرف عني!»

«عزيزتي، لحظة…»

وحينها إنفجرت تلك الساقطة تظهر جزء من شخصيتها نحو العجوز.

«ماذا هل تعاني من حساسية تجاه هذا أيضًا!»

أطلقتُ نفسًا مستمتعًا في حين قفزت تلك جواري تثير إستنكاري لازلت أذكر كيف كانت بائسة في هذا الصباح، إلا أني تجاهلتها أتابع الجزء الأفضل حين علق السلطعون بثياب الساقطة يجعلها تقفز كابنتها جواري.

«هذا ممتع!»

«لم ننتهي بعد.»

التفت كلانا نحو المطبخ حتى لانثير الشبهات وسمعنا صوت مدير المكان يتملق في الخارج بأنه سيعوض كلاهما بطبقٍ آخر فاخر.

أخذ كلانا يعمل على أمورٍ أخرى حتى لانثير أي شك في تلك الأثناء عوض العجوز والعشيقة طبق العشاء وحان وقت التحلية.

«قدمي لهم تحلية لاتُنسى.»

همست لها وأنا أناولها فرد النار الذي ستقدم به لهم عرضًا ناري.

«طبق التحلية مئة وتسعون جاهز للتقديم.»

تقدمت أخذ الطبق وهي من خلفي تحمل الفرد، يحبون المظاهر كثيرًا ونحن سنقلبها لهم الليلة.

«إستمتعا بطبق التحلية سيدي وسيدتي.»

شعرت بالإدرينالين يتدفق في عروقي حين تقدمت هي من خلفي تتظاهر بأنها طباخة يابانية ماهرة.

«إقبلوا هذا العرض البسيط مني.»

نطقت باليابانية وحاول كلاهما مجاراتها وتصنع أنهم على معرفة بما ستفعله أو ما قالته.

رفعت فرد النار وفتحته أمام طبق التحلية تثير دهشتهم وإعجابهم، قبل أن تخرج الروح الشيطانية بداخلها بعد تحريضٍ مني؛ إذ ادعيت أن النادل من خلفي دفعني حتى دفعتها وهي قامت بالمطلوب منها.

دارت يدها نحو الغطاء الذي يزين الطاولة واحترق بالنار وتصنعت فقدان السيطرة تدور على طاولتين اخرتين.

«حريق! حريق، النجدة!»

صرخ العجوز والجميع هرع من مكانه، حتى نحن فعلنا هرعنا نهرب من المكان قبل أن يمسك أحدهم بنا.

«أسرع أيها اللقيط.»

سخرت مني وهي تتجاوزني بفضل خفة جسدها عكسي من ارتطمت أكتافه بجميع البشر.

خفة الجسد لم تنفعها أيضًا إذ غادرت المطبخ من الباب الخلفي دحرجة بعد أن إنزلقت قدمها.

«رأس البرتقال يتدحرج عرض ممتع بحق.»

رفعت السترة أخلعها عني وهي فعلت المثل تبقى بمشد أسود يحمله خيوط نحيلة، وأنا أيضًا بقيت بالمشد الرجالي ذو أكتاف كانت ستكون عريضة لولا عضلات جسدي المنتفخة.

اسندت يدها على عضلة يدي المنتفخة تأخذ نفسًا ولم يستطع كلانا كتم السعادة بداخلنا.

أطلقت نفس راحة علق بالمنتصف حين سمعنا صوتًا أُنثويًا ينادي.

«رينا…رينا.»

توخذ نفس أعمق من المحيط الهادي.

شبابات متخيلين اخر بارتات تخطو  4000 كلمة والمسافة بينهم في التنزيل قصيرة 💀😭

أحس شوي ورح أحلم باللقيط ورأس البرتقال العفن 😭😭😂

البارت كان بمناسبة أنه أقنعة فازت بالتصويت وحبيت حماسكم ناحيتها شبابات 😈🔥✨

وبما أني أعطيتكم المفاجأة بروح أفاجىء نفسي وأهدي نفسي كعكة نسكافيه باردة. 🚶🏻

-ادعولي ما أجيب العيد عشان ما يتم تشريحي على يد الوالدة وأضل أنزل الكم- 👍🏻💔

واحكيلكم شو الخطة باء الي طبقها بيقهن 😈

أعطوني رأيكم في 👇🏻

المهمة الأولى لهم.

رينا.

بيكهيون.

عشاق الزمان.

آخر البارت.

توقعاتكم.

تيك كير
موون تحبكم نفر نفر
🖤✨🦋✨🖤

Continue Reading

You'll Also Like

417K 20.8K 30
[مُكتملة] "لأني لا أريده...!،هو ليس المقدر لي!أرجوك ساعدني،ل.لطفاً..؟" بدأت في: ١/٥/٢٠٢٢ وانتهت في ٣/٩/٢٠٢٢ رواية لتايكوك. المُهيمن : جيون. تحوي على...
732K 5.3K 26
رواية عشق على حد السيف بقلم // زينب مصطفى
340K 14.9K 28
« الملك جيون، ملك المماليك انه جيون جونغكوك العظيم ملك لمملكة "روناموف" البالغ من العمر 28 سنة، وسيم حد اللعنة، انه جيون لطالما ارعب اعدائه ذا قلب ق...
17.3K 773 16
_ فتاة لها أحلامها هي وريثة شركة كبيرة من كبرى شركات كوريا تزوجت دون إرادتها من زعيم ورئيس أكبر شركة وعصابة مافيا في البلاد وهذا ما أدى بهما إلى الو...