Hidden Echo || أقنعة

By Weirdomoon

6K 532 1.3K

موجاتٌ من الزَّيف أنارت دروبنا وقناعُ القوةِ أبى السُّقوط عن ثغورنا، والإفشاء عمَّا تحويه قلوبنا من صدوعٍ دُف... More

ɪ ɴ ᴛ ʀ ᴏ
ᴄ ʜ ᴀ ᴘ ᴛ ᴇ ʀ ᵒⁿᵉ
ᴄ ʜ ᴀ ᴘ ᴛ ᴇ ʀ ᵗʷᵒ
ᴄ ʜ ᴀ ᴘ ᴛ ᴇ ʀ ᵗʰʳᵉᵉ
ᴄ ʜ ᴀ ᴘ ᴛ ᴇ ʀ ᶠᵒᵘʳ
ᴄ ʜ ᴀ ᴘ ᴛ ᴇ ʀ ˢⁱˣ
ᴄ ʜ ᴀ ᴘ ᴛ ᴇ ʀ ˢᵉᵛᵉⁿ
ᴄ ʜ ᴀ ᴘ ᴛ ᴇ ʀ ᵉⁱᵍʰᵗ
C H A P T E R ɴɪɴᴇ

ᴄ ʜ ᴀ ᴘ ᴛ ᴇ ʀ ᶠⁱᵛᵉ

374 50 148
By Weirdomoon

صرخ الرُّخام آلمًا من ضربات قدمها القاسية عليه، وشاركه الباب في سيمفونية الألم هذه حين ضربته بقوة لتبدأ المزهرية المجاورة له على المنضدة بالرقص تهتز محاولة التوازن.

«يا إلهي ظنَنتُ الرَّجل الحديدي إخترق منزلنا!»

رفعت نايون رأسها عن صحن المقرمشات الذي يتوسط حضنها توبخ من كان وجهها أحمر بشدة وتباين مع لون شعرها يكاد ينفجر.

توجهت نحو المطبخ المفتوح على الصَّالة وأخرجت كأسًا من الخزانة قبل أن تصفقها بقوة وتضرب الكأس على الرُّخام تملأه بالماء.

«أنتِ ما الخطب مع تصرفاتك الوقحة هذه!»

تجاهلت رينا والدتها وأرتشفت الماء دفعة واحدة قبل أن تضرب الكأس مجددًا وهي تزفر بغضب لتنحني وهي تستند على الرُّخام.

«تصرفاتك لم تعد تطاق حقًا!»

صرخت نايون بقوة وهي تقف أمام الرُّخام الفاصل بين الصالة والمطبخ، حركت رينا رأسها ببطء نحو والدتها قبل أن ترسم إبتسامة ساخرة.

«هل تعتقدين أنَّكِ الفرد الذي يُطاق هُنا!»

«رينا لا تتخطي الحدود، أنا…»

«أنتِ عاهرة لا تجيد سوى الإرتماء من حضن رجل لآخر بحثًا عن المال!»

جفلت نايون على صراخ رينا واستقامتها لتواجهها، سرعان ما تبدلت ملامحها إلى الغضب قبل أن تقترح.

«أنا لا أفهمكِ حقًا، لم لا نحظى ولو بنقاش واحد طبيعي كأي أم وابنتها!»

«هل تسأليني أنا، أعتقد أن إجابة هذا السؤال عندك أيها الملاك الضائِع!»

«رينا، الأمور لا تُحل بهذه الطَّريقة.»

تحدثت نايون وهي تحدق بحذر نحو رينا لاتضمن سلامتها مع ابنة مختلة لاتكن لها سوى الحقد، ضربت رينا الرُّخام بقوة لتقفز نايون.

«بالطَّبع، الأمور لا تُحل معكِ إلا على السرير فقط!»

«كُفي عن هذا الهراء حالًا!
لا أجمع المال من أجلي فقط، برأيك كيف بدأتي الدراسة في مدرسة مرموقة أو العيش بحي فاخر كهذا!»

توسعت أعين نايون بدهشة حين بدأت رينا بالقهقه بصوتٍ عالي حتى خفت تدريجيًا وتحولت ملامحها إلى أخرى ميتة.

«لستُ غبية نايون عزيزتي، أعلم أني وصلت إلى تلك المدرسة بفضل عشيقك السخيف ولم نبدأ بالعيش هُنا حتى لأننا سننتقل في أول لحظة تنهبين منه المال.»

«توقفي عن هذا رينا أنتِ لا تختلفين عن والدك الآن بشيء كلاكما يحب التذمر والقاء الأمور على ظهري وحدي.»

سحبت رينا منديلًا من جانبها قبل أن تمثل انها تمسح دموعها المزيفة لتلقيه على والدتها بإزدراء.

«لمَ لا تنظري إلى نفسكِ قليلًا!
أقسم أن لافرق بينكما، كلاكما مستعد للتضحية بأي شيء فقط لحصد المال وإرضاء شهواته اللَّعينة.»

زفرت نايون بغضب قبل أن ترفع ذقنها بغرور تحاول فرض سيطرتها وهي تتحدث بنبرة حادة.

«رينا لا تتجاوزي الحدود كثيرًا فأنا الوحيدة الباقية جوارك ولازالت تعتني بك للآن؛ لأنني والدتك!»

تقدمت رينا بحنق قبل أن تدفع والدتها بقوة وهي تصرخ بأعلى ما تملك.

«لاأريد والدة لعينة تعاشر الرِّجال أمام عيناي!
لاأريد إهتمامًا أنتِ مجبرة على تقديمه لي!
ولاأريد عائلة لا تحوي معنى العائلة الحقيقي!»

تفاوتت أنفاس نايون وهي تنظر برعب نحو ابنتها هذه المرة الأولى التي تنفجر بوجهها هكذا بالرغم من سوء الحال بينهما وشعرت بنغزة حين أكملت رينا بنبرة خافتة تناظرها بإزدراء.

«لا بد وأنَّكِ سعيدة بالإضطراب اللَّعين العالق بي، تحبين تلك الفقرة التي تشعرك بأني طفلتك فعلًا تلك الحالة التي تحولني إلى عاهرة تمامًا مثلك!»

إلتفتت نحو غرفتها قبل أن تصفق الباب بقوة وتغلقه بالمفتاح، إنزلقت على باب بعجز وشعرها غطى ملامح وجهها المظلمة والمتعبة من كل شيء.

هي لم تشعر يومًا بالذُّل كاليَّوم، بالرُّغم من كل ما عانت به بسبب اضطرابها.

كانت تشعر بالسوء منذ الصَّباح منذ أن شعرت بالدُّوار ودغدغة مستمرة بين قدميها حين شعرت بحواسها مُثارة وعينها أخذت تبحث عن ضحية لها، حين حاولت كبح عقلها عن التفكير بطريقة
لا يجب عليها التفكير بها!

«أن أرى وجه ذلك الوغد بعد حالة هوس لطيفة أسوء من رؤية نايون تتودد إلى مدير المدرسة الأشيب.»

همست بأسى على حالها وهي تضرب رأسها بقوة تحاول محو تعابير وجهه الخبيثة والساخرة بعد أن استيقظت من حالتها، لا تحتاج توضيحًا لمعرفة ما حدث حتى.

«سأنتقم، لن يمر الأمر هكذا.»

وقعت أعينها على اللابتوب خاصتها الموضوع أعلى المكتب، اتجهت نحوه وضغطت الزر وأثناء إنتظاره ثقلت أنفاسها وهي تشعر برائحته عالقة على قميصها.

  فتحت أول زرين من قميصها قبل أن تسحبه للأعلى لتلقيه بعيدًا عنها، وسحبت نفسًا بصعوبة وهي تغلق عيناها لتتدارك نفسها.

«كُنتُ أشعر بالحر مسبقًا.»

همست تقنع نفسها وهي تلقي حذائها بعشوائية، وضعت الجهاز على قدميها قبل أن تفتح المتصفح وتتفقد آخر الأخبار.

”صحيفة الثامنة..

آخر الأخبار...إنفجار العديد من المفرقعات في مرافق مدرسة غانهاي الثانوية الخاصة وبعضها تسبب بحرائق تم السيطرة عليها بعد ساعتين وبعض الجروح لعدد من الطُّلاب..

لا زال التحقيق جاريًا في الحادثة...

مناشدة لكل من كان بالجوار أو وسط تلك الحادثة التطوع وتقديم شهادة في حال رأى أمرًا مريبًا أو خيطًا يقود نحو المتسبب.“

«لويز ما رأيك أن أسهل الأمر عليهم وأخبرهم بكل شيء.»

أصدرت لويز مواء خفيفًا قبل أن تقفز وتشعر رينا بنعومة الفراء على كتفيها.

«شكرًا على التشجيع لويز عزيزتي، والآن لنعترف على العلن ونلقي كل الهموم خلفنا.»

«هل علي تغيير إسمي!
كـ رينا تفضح الخاسر، رينا تنتقم من الخاسر أو حفلة شواء رينا!»

أصدرت لويز خرخرة لطيفة وهي تداعب وجنة رينا وعنقها، لتهمهم رينا لها قبل أن تحدث نفسها.

«صحيح، صحيح سأخذ برأيك لويز.»

نقرت أناملها بشكل سريع على لوحة المفاتيح حتى تنهدت برضا تنظر نحو النتيجة الأخيرة.

Real KR yo loser.

لقد كُنت متواجدة هُناك ورأيت كل شيء بأم عيني، كان مشهدًا مرعبًا لا أظن أني قادرة على نسيانه أبدًا والأهم من ذلك أنَّهُ كان مدروسًا.
لا أخشى على نفسي صدقًا من ذكر أسماء المتورطين قدر ما أنا خائفة من القادم، أخشى أن أضيع هذه الفرصة ولا أحصل على أخرى في المستقبل؛ لذا إن كُنت من طُلاب تلك المدرسة اللَّعينة أنت تعلم بالطبع الصِّراع بين عصابة الأشقر وملك الجحيم، لقب مثير للشفقة أعلم ولكن الأهم من ذلك هو إلقاء القبض على ملك الجحيم وعصابته هم السبب في كل ذلك وبإمكانكم التَّحقيق أكثر والتأكد من مصداقيتي.

صفقت بحماس وهي تقرأ الهراء الذي أنتجه عقلها، تنهدت براحة قبل أن تردف.

«ما رأيك بالإصبع الأوسط كـصورة شخصية لويز؟»

«رائع، لقد انتهيت.»

تأملت الصورة الشخصية بإصبع أوسط يتوسط الصورة، وتأكدت من حفظ الاسم إذ جعلته مفهوم لعدوها اللَّدود وقرأت التعليق للمرة الأخيرة قبل أن تنشره على تلك المقالة.

حملت جسدها وذهبت إلى الحمام، هربت لويز بعيدًا عنها حين فتحت صنبور الماء وحولته إلى الدرجة الحارة.

خلعت ملابسها بالترتيب عبرت نحو الحوض قبل أن يتجمد جسدها مقابل المرآة، حركت رأسها ببطء تجاه المرآة.

تأملت تعابيرها الجامدة للحظة قبل أن ترتفع أطراف ثغرها بإبتسامة هازئة، أخذت تخاطب نفسها.

«كيف الحال أيتها الضعيفة!»

«قمتِ بفعلة شنيعة اليوم لا تعتقدين أنني قد اتخطاها.»

سقطت خصله من شعرها على وجهها، نفخت الهواء عليها لترتفع قليلًا قبل أن تبتسم إبتسامة لاتحمل أي معنى من المشاعر.

سحبت تلك الشفره من على المنضدة وقلبتها بين أناملها، داست على المياه الفائضة من الحوض إلى الأرض، ثم أخذت أنواع مختلفة من الرغوة والصابون تلقيها بعشوائية في الحوض.

أغلقت المياه وتنهدت براحة تغمض عينيها قبل أن تلقي جسدها بالحوض الممتلىء؛ مما أدى إلى انسكاب المياه أكثر من حوافه الغارقة.

«لنرى ري، هل أعجبكِ حقًا عطر ذلك الفاسد!»

مررت الشفرة على معصمها بقوة جعلت أنفاسها تتعثر، أعادت رأسها للخلف وهي تتذمر.

«ماذا لو سيطرت على غرائزك اللعينة قليلًا!»

سلكت الشفرة طُرقًا كثيرة من معصمها إلى يديها وعلى طول أقدامها بشكلٍ عشوائي ولم تنسى الضغط بخشونة؛ لتتبعثر أنفاسها بصوتٍ عالي تردد، صدى الألم بين جدران هذه الغرفة المربعة الصغيرة.

رفعت قدمها تلعب بالمياه التي تحولت إلى اللَّون الوردي وتقلبت فيها مرارًا وتكرارًا، وحبست أنفاسها أسفلها لثواني طويلة قبل أن تشهق بقوة في كل مرة تخرج بها رأسها.

«لا بد وأن الدَّرس كان ممتع صغيرتي ري.»

«مختلة مثلك لا تمانع الضحك وسط الآلام.»

غمرت رأسها بقوة في الماء مجددًا لترفع رأسها الذي إمتلىء بالرغوة حركت رأسها لليمين والشمال لتتطاير الرغوة وتقف على قدميها لتأخذ حمامًا حقيقي بعد أن أمضت ساعتين استجمام وتصفية حسابات مع نفسها.

إرتدت ثياب نوم خفيفة، وقفزت بقوة على السرير تفرد طولها عليه قبل أن تضم يديها وتهمس أمام أعين لويز.

«دعينا نتمنى الإستيقاظ على صراخ نايون وهي تهرع من صرصار لطيف يعبث فوق شعرها.»

قهقهت بخفوت قبل أن تضم لويز إلى حضنها وعلى ذلك خرخرت الأخرى واندست مع رينا أسفل الغطاء لتفقل رينا الأضواء وهي تتمتم.

«عُدي معي الخراف وإن سبقتني بالنَّوم سأجعل منكِ دمية للكلاب.»

_

الهدوء ينتشر في الممرات المدرسية عكس العادة، كل شيء كان هادىء وبعض المقاعد فارغة بسبب تلك الواشية التي بلغت عن المجرمين الحقيقين في حادثة الأمس.

كانت الأجواء متوترة بين طلبة المدرسة خاصة بعد أن انتشرت شائعة أن المتورطين سُحبوا إلى مركز الشرطة ولن يخرجوا إلا بكفالة وتعهد من أولياء أمورهم.

عكس الرَّاحة التي كانت تشعر بها رينا حين مر يومها بهدوء وسلام وأرضت الأقاويل غرورها وانتقامها.

حتى عادت إلى المنزل ولم تجد نايون هناك شعرت أنه يوم حظها حتى أنها حملت لويز وخرجت كلتاهما سويًا إلى المدينة المجاورة.

«لا تقلقي لويز فقط سنصنع نخب النَّصر خاصتنا ونعود.»

«لا تقلق أيها الأحمق لن يرانا أحد.»

جملتين نطق بها مجرمين من مناطق مختلفة الأولى من مختلة إلى قطتها والأخرى من شيطان إلى صديقه.

«بيكهيون أيها المجنون لم تمضي سوى ساعتين على افراجنا من الحجز وأنت تريد مني التسلل الآن للقاء بك!»

«بالطبع لاأريد رؤية وجهك المقرف هناك عمل علينا الانتهاء منه.»

«ولكن…»

«الآن!»

أغلق الخط من جهته وأسند ظهره على حائط الشارع الضيق المجاور للبقالة القابعة أسفل منزل يوتا، نڤث الهواء من سيجارته وأبحر وسط أفكاره.

«هي!»

إلتفت نحو يوتا، حاوط كتفه ومشى معه.

«إلى أين أيها الأحمق لو يعلم والداي أنِّي هربت قد يحفران قبري، أهل اليابان متشددين عكس والدك!»

«هل تشتاق إلى اليابان؟»

عقد حاجبيه بإستغراب على سؤاله المفاجىء قبل أن يتنهد ويومىء برأسه.

«إذن نفذ ما أخبرك به وإلا جعلتك تعود إلى هناك بلكمة واحدة.»

«ماذا هُناك؟»

«لنكتب رسالة باللُّغة اليابانية مليئة بالمشاعر الجياشة.»

«أخبرني ما الَّذي تريد كتابته!»

«رسالة من جولييت الحزينة إلى روميو المسخ.»

قهقه يوتا قبل أن يدخلا إلى أحد المقاهي ويختاران مقعد معين، ولطالما أمتلك بيكهيون مهارة الحديث باللُّغة اليابانية بطلاقة.

«لكن لما طلبتني أنت ماهر باليابانية!»

«احتاج إلى كاتب رائع لا يحمل خطه أي ثغرة.»

أومأ له يوتا بتفهم قبل أن يطلبان من العامل ورقة وقلم بحجة أنهما يريدان تدوين أمر مهم يخص الدِّراسة.

«تأكد من تعديل خطك جيدًا، فقط كـ…»

«كـ ماذا!»

زفر بيكهيون بإنزعاج قبل أن يبصق الجملة على مضض.

«كـ شخصٍ مثالي.»

ومن حسن حظ ببكهيون أن الحل يقع بين يدين يوتا؛ يوتا الَّذي لن يسأل ماذا ولماذا بل سينفذ بثغرٍ مغلق إلا حين تظهر الإجابات وإن ظهرت لن يظهر الإهتمام لها طالما لم تمسه.

«القلم جاهز والورقة كذلك.»

رفع بيكهيون رأسه نحو السقف المفتوح الذي يظهر السماء واسترسل بالحديث باللُّغة اليابانية ليدون يوتا كل حرف.

وهكذا مرت نصف ساعة أنهى كلاهما الأمر وبدت حقيقية تمامًا.

بعد أن غادر كلاهما، قفز بيكهيون على السرير خاصته قبل أن يمسك الورقة وهاتفه الخاص يلتقط صورًا مناسبة لها.

كانت قد دقت ساعة منتصف اللَّيل منذ ساعة، وحاوطته الشياطين وهو يحدث نفسه.

«إذن لنرى من هو ”Loser“ الآن!»

«كنتُ اريد تركها تلك العاهرة المختلة تحدث نفسها ولكن يبدو أن العبث معها ممتع.»

زفر براحة وهو يسند رأسه على عارضة السرير، تأمل الصورة قليلًا قبل أن يقوم بتحديثها على الموقع الخاص بطلاب المدرسة وأخبارهم وجميع الفضائح التي تنتشر هُناك.

خرج من غرفته يتخطى الهدوء المنتشر دليل على نوم الجميع وعبر من البوابة حتى بدأ يجول الشوارع.

حصل على الرَّاحة مع ألحانٍ صدحت من باطن عقله ونسيم الهواء الذي داعب خصله والشَّوارع الخالية، إلا أنه لم ينعم بذلك طويلًا حين وقع ثقل على كتفه الأيمن.

«أنت!»
«ابتعد عن الطَّريق ولا تعيق علي سيري.»

أطلق تشه ساخرة قبل أن يقلب أعينه بملل، تخطاها بخطوات قبل أن يتجمد جسده.

رأس البرتقال الثَّمل ذلك يشبه من قتلها مئة مرة في عقله سابقًا، التفت نحوها ونظر لها من الأعلى إلى الأسفل.

خصل شعرها النُّحاسية مبعثرة على وجهها، جسد متمايل بالكاد يتوازن، ملابس تكشف أكثر مما تستر؛ شورت جينز، قميص أسود بحمالة رفيعة وفتحة واسعة يتمسك بجزئها العلوي بقوة، وسترة سوداء منتفخة قصيرة ومفتوحة تعرض معدتها للهواء.

«هل كُنتِ تتمايلين بهذه الطَّريقة في الشَّوارع!»

«كلا، أنا لا أتمايل أيها الفهيم!
يبدو أنها لم تصلك بعد معلومة أن الكرة الأرضية تدور.»

زفر بغيض قبل أن يرمقها بإشمئزاز، هل سيجلب لنفسه الصداع بالتعامل مع شخصٍ ثمل!

ببساطة، كلا لن يفعل.

أكمل سيره ولمح تلك القطة السوداء التي سبقت كلاهما وقفزت أعلى السيارات المصفوفة، وما لم يتوقعه أن تقوم رينا بتقليدها بكل بساطة.

«سحقًا.»

«أجل! حفلة صاخبة.»

صرخت وهي تقفز من سيارة لأخرى قبل أن يتعدى الأمر وتبدأ بركل مقدمة كل وحدة وهي تطلب منهم الرَّقص معها.

«توقفي!»

هسهس بحنق، في حين نظرت له الأخرى بصمت لفترة أثارت إستغرابه بها.

«ماذا هُناك!»

«أنتَ حقًا مفسد للحفلات، رائحتك مزعجة»

وسع ناظريه قبل أن يستنشق معطفه، هو منقوع بشكل كامل بالعطر الفاخر.

«أنصح بفحص حاسة الشم لديكِ.»

هزت رأسها نحو اليمين والشمال بنفي قبل أن تتقدم إليه، مررت يديها ببطىء فوق معصمه تحاول إخراج قبضتيه من جيب المعطف.

«تملك خيارين حين ترى إحتفالًا ما، إما الإنسحاب بهدوء أو مشاركة الإحتفال بصخب غير ذلك…»

صمتت للحظة تقترب اكثر منه وقد تمكنت من إقحام يديها مع يده أيضًا في جيب المعطف، مع إعدام المسافة بينهما.

«غير ذلك…تُسمى مفسد الحفلات.»

صرخت بحدة حين دفعها بقوة عنه إلا أنها عادت تضحك بصخب حين فتحت قبضتها ووجدت غايتها به.

«أعيدي السوار لي!»

«أعتذر البضاعة المسروقة لا ترد ولا تستبدل.»

تجاهلته ترتدي السوار الخرزي الأسود على يدها وكما توقعت كان رائع، زفر بحنق وهو يشاهدها تبتعد عن مكانه أكثر.

قلب أعينه حين رأها تكمل تقدمها قبل أن تختفي بالعتمة؛ إنه الطريق الذي يرشد إلى منزله هو ومعاكس تمامًا لطريق منزلها.

«لعينة!»

هدأ نفسه وقرر العودة إلى المنزل وتجاهلها ببساطة ليس وكأنها عزيزة على قلبه، عدم تجاوبه معها الآن بعدوانية ليسَ اتفاق سلام ألا أنه استرد حقه منها مسبقًا بطريقة ما وسترى ذلك عاجلًا أم آجلًا.

«توقف!»

إلتفت نحوها بغضب ظنًا منه أنها تخاطبه إلا أنها لم تكن كذلك.

«لم أسمح لك بلمسي، ابتعد!»

رجل سمين لا يفرق عن حالتها بشيء كلاهما مختلين عقليًا ثملين وسط اللَّيل الأول لايسيطر على غرائزه والأخرى لاتسيطر على عقلها، أو أنها فقدته منذ زمن.

«لويز أنظري إلى هذا العجوز يرغب بقبلة.»

صرخت وهي تتخبط من بين يديه حتى أفلتت وترنحت لتضرب رأسها بمعدن السيارة المجاورة بقوة.

«أوه، بعض الصيصان تدور حول رأسي.»

«دعيني أساعدك على النهوض يا جميلة.»

مد يده نحو مؤخرتها بحجة مساعدتها ولم تصل بعد إذ وصل بيكهيون إليه وبكل لطافة لوى معصمه وهسهس بحنق.

«ما رأيك بمداعبة مؤخرتك والإنشغال بنفسك عوضًا عن هذا!»

ومع نهاية جملته شد من قبضته على معصم الرجل وتقسم لويز من الأسفل أنها رأت أحد أصابع الرجل تلامس مؤخرته.

ترك فتاة ثملة وحدها في الشارع عند منتصف اللَّيل لهو فعل يفتقر إلى الرُّجولة، وهذا ما لاينطبق عليه رئيس الجحيم هُنا يعلم جيدًا كيفية التَّصرف برجولة.

«لنشوي واحد ونقلي البقية.»

أردفت بثمالة قبل أن تترنح وتعود إلى ضرب رأسها مجددًا، قلب الآخر عيناه بنفاذ صبر قبل أن يهمس لنفسه.

«لستَ طيب ولكنَّك رجل راقي.»

زفر بقوة قبل أن يتقدم منها ولم يعطيها مجالًا للحديث والجدال بعد أن كُتمت حواسها حين أحاط جسدها يرفعها إلى مستوى صدره لتتفشى تلك الرائحة الزكية حولها.

«هل سنذهب إلى المنزل!»

سألته بصوتٍ هادىء وهي تحيط عنقه ولم يبخل عليها بالإجابة هو الآخر.

«أنتِ من ستفعل وكُفي عن التَّصرف بهذه الطريقة؛ تُثيرين اشمئزازي.»

همهمت له قبل أن تسند رأسها بتعب على كتفه وبالكاد تفتح جفنيها بالرُّغم من أن عقلها لازال يحتفل بصخب.

«هل تعلم أين يقع المنزل!»

«أعلم كل شيء عدى زر إيقافك لذا من الأفضل أن تغلقي فمك إلى أن نصل.»

انتشر الهدوء في المكان بعد جملته، أغلقت جفنيها تستشعر لحظات الهدوء هذه متجاهلة الإهانة التي أصدرها مسبقاً لطالما اعتادت العيش هكذا.

النُّضوج ليسَ عمرًا محدد أو لائحة إنجازات تقوم بإنهائها ولا مجموعة أفعال تظهرها، في نظرهما النُّضوج هو التَّعايش مع الآلم حين يصبح الآلم بلا آلم وتفقد حروفه حرقة المعاناة وتصبح جزءًا منك أو صديقًا تلعب معه بالخفاء فتبقى حروف التعريف تعرف الآلم بالرَّفيق المُخلص إن ضربك من أي جهة لن يطيح بك أو يؤثر عليك طالما عقدتما عهد الأصدقاء وأكمل جزءًا مفقود كنت تحتاجه لمتابعة الحياة.

«وصلنا.»

همس بصوتٍ منخفض قبل أن ينزلها لتستقر على الأرض، عبرت لويز  بين الزُّهور الخاصة بنايون متعمدة تدميرها.

«أحيانًا أشك أنها تملك عقلًا، أفعى على هيئة قطة حقًا.»

أردفت رينا باستنكار وهي تراقب مؤخرة لويز تتمايل فوق الزُّهور وسرعان ما اتبعت طريق لويز إلا أن سُحبت من معصمها.

«قلنا المنزل!»

هسهس نحوها في حين قلبت أعينها بملل قبل أن تسحبه خلفها تمشي سريعًا به إلا أن وصلا أمام حائط غرفتها الزُّجاجي قبل أن تقف أمام عتبة الباب وتلوح بيديها وهي تشرح له.

«هذا ليسَ منزلًا، هذه…»

أشارت خلفها نحو غرفتها قبل أن تردف
«هذه…منزلي.»

لم يعلق بشيء وهي صمتت الأخرى إلا أن تنهد يمسح على وجهه قبل أن يدفعها داخل الغرفة مغلقًا الباب ليغادر.

لم يكُن لقاءً لطيفًا بالنسبة له أبدًا.
إمضاء وقت هادىء مع من تخطط للإنتقام منه يوميًا ليسَ لطيفًا والشعور بداخلك يجبرك على الصمت واتباع الهدوء غريب عليه يجعله يشعر بالحنق من نفسه فقط.

ألقت بجسدها على السرير بعشوائية وشكرت الآلهة أنها سبق وأغلقت باب غرفتها بالمفتاح كالعادة لتجنب مظهر نايون الصباحي إن تذكرت فجأة أنها تملك ابنة.

قفزت لويز على ظهرها تتوسده قبل أن ترفع رينا يدها وتشير لها.

«قطار النوم أنطلق.»

وهكذا سحبتها سكة الأحلام على مقطورة النوم، لتعبر الساعات وتصفعها شمس الصباح لتوقظها.

ودع هاتفها أحباله الصوتية من شدة الصراخ عليها لتستيقظ وقفزت لويز عدة مرات على ظهرها ولفائدة حتى حركت مخالبها على رأسها تداعب فروة شعرها بقسوة لتستيقظ بفزع.

«ماذا، من، أين!»

أغمضت أعينها على الصداع القاتل الذي ضرب رأسها وتأملت ثيابها لوهلة قبل أن تتدحرج على الأرض بتذمر لا تتذكر شيء سوى أنها اسرفت بالشرب ليلة أمس ومن الجيد أنها في سريرها ولم تضيع الطريق كالعادة.

«لويز ليس علي توصيتك في كل مرة أليس كذلك.»

أردفت وهي تقف أمام الباب تعدل حقيبتها بعد أن ارتدت ثيابها وعدلت من نفسها وصارت جاهزة للذهاب إلى المدرسة.

«إن اردتي أن تصبحي الفرعون الأكبر على القطط قومي بازعاج نايون كلما سمحت لك الفرصة.»

زفرت براحة قبل أن تخرج إلى المدرسة، استنشقت الهواء براحة حين وصلت أمام البوابة جيد لم تسرح بأفكارها ولم تضيع طريقها ولم تصادفها نوبة اكتئاب لطيفة.

تقدمت خطوتين حتى تجمدت أمام تلك الابتسامة الشيطانية المرسومة على ثغره، ناظرته بشك قبل أن تتخطاه إلا أنه أوقفها حين سحبها من معصمها نحوه بعنف.

«هل استبدلتني بقهوة الصباح، واللعنة ابتعد عني يا رجل!»

استفزها بالابتسامة الساخرة قبل أن يسترجع السوار خاصته من معصمها بعنف مما جعلها تتأوه بآلم.

«تعلمين لستُ سارقًا ماهرًا لأُجاريك بالحيل.»

«ولكنك شيطان خبيث تجيد التصنع أليس كذلك!»

سألت بشك وهي تقسم أن ملامح وجهه المرتخية هذه لا تخبىء سوى المصائب.

«هل تفقدتي هاتفك صباحًا!»

«ليس من شأنك.»

«لا تعلمين قد يُراسلك كيوتشي كاتاياما فجأة.»

عقدت حاجبيها باستنكار، لما قد يراسلها كاتب عاطفي ياباني الأصل!

«سقراط في الحب!»

سألته باستنكار حين تقدم منها ليهمس عند أذنها بخبث.

«أُفضِّل ري في الحب.»

فغرت ثغرها بتعجب وهي تنظر نحو ظهره يبتعد إلى الحديقة الخلفية، دخلت إلى المدرسة لتتوجه الأنظار نحوها.

«هناك خطأ بالتأكيد.»

همست بينها وبين نفسها وحين تكاثرت الهمسات قرنت حاجبيها باستنكار قبل أن تزفر بسخرية.

«ليسَ وكأني من أمضت ليلتها بالحجز وعادت إلى المدرسة بعد الفضيحة الكُبرى.»

رفعت ذقنها بغرور وعبرت من أمامهم بقلبٍ قوي دون إكتراث وحين وصلت بالقرب من دورات المياه دخلت بسرعة لتخرج هاتفها وكان منطفئًا بالكامل.

«سحقًا، سحقًا.»

همست وهي ترى العديد من الاشعارات تظهر لها بعد أن فتحته، وجميعها من موقع الطُّلاب السخيف ذلك.

ارتجفت أناملها بتوتر، لم تصل يومًا لهذا العدد من الرسائل، دخلت الموقع ليقع فكها من الفاجعة.

الحروف تخذلني في حالتي البائسة هذه، لا أجد ما أقوله سوى أني آسفة.
آسفة للأستاذ مينهيوك لقد خيبت ظنه اليوم بي، كان من الصعب علي القيام بتلك الجريمة بحق أكثر من أحب؛ ولكني كنت مجبرة على ذلك لا يمكنني خسارة أي علامة بسبب اختبار مفاجىء لعين.
أريد الاعتذار من مينهيوك عزيزي والارتماء في حضنه الدافىء لأسمعه يردد بلقبي المميز ذلك ”ري“
ري تحبك وبشدة مينهيوك وأردت الإعتراف باليابانية إذ تأثرت كثيرًا بالكتاب الذي نصحتنا بقراءته منذ فترة، كيوتشي رائعة في الكتابة كما أنت رائع في كل شيء بالنسبة لي.“

تسارعت أنفاسها بغضب في حين ارتفعت حرارة جسدها لتشعر وكأنها تغلي، ضربت الحائط بقوة مرة ومرتين وثلاث، قبل أن تتوسع عيناها.

«بيكهيون!»

همست بهدوء قبل أن تتدارك الوضع وتتحرك نحوه بسرعة لتجده في الساحة الخلفية والعديد من الطلبة متواجدين هناك إذ ارتفعت الهمسات من حولها ولم تصلها لشدة غضبها انقطعت عن الحياة.

شعر بخطواتها الغاضبة من خلفه والتفت نحوها ليبتسم بشيطانية وفتح ثغره ليردف بكلماتٍ سامة.

«إذن ري…»

صفعة.

بيون بيكهيون صُفع وسط الساحة الخلفية بقوة.


هيهيههيهيهي أما ولعت بين الشباب 😈🔥

أحب أبشركم أنه إن شاء الله هذا أخر أقصر بارت رح أنزله الي جاي كله 4000 كلمة 😏🔥

إلي تحكي قصير تعاركني 🤜🏻🤡

هل أنا الوحيدة الي تحس الرواية كلها ضرب ولعن وتنتيف شعر وخطط جهنمية؟ 😭😭💔

اعملوا لي فولو على الانستغرام أفكر اسرب واعمل فعاليات للرواية هناك 🥁💃🏻💃🏻
Weirdo_moon

احممم المهم
اشتقت لكم 🌝💗💗

اكتبوا رأيكم 👇🏻

البارت؟

الشخصيات؟

الأحداث؟

وأخيرا سؤال اليوم هو مين شخصيتكم المفضلة لحد الآن في الرواية، ولماذا؟ 🧚🏻‍♀️✨

جسستتت تيك كير
لوڤ يو موون 😈💞✨

Continue Reading

You'll Also Like

31K 3.9K 12
"مِن مَن تهرب القطة الصغيرة؟" توقفت لوڤينا عن السير لتنظر خلفها بحدة عندما تقابلت عينيها مع أعين إبن جيون و الذي يكون من العائلة المعادية لعائلتها عا...
15.6K 1.5K 27
يمكن لبارك جيمين أن يقول بصدق أنّه في أسفل القاع عندما يتعلّق الأمر بالحظّ في الحياة. فعندما يعتقد أن حظه لا يمكن أن يزداد سوءًا، يقع في عمليّة سطو ع...
20K 1.6K 25
ماذا سيفعل الأخ الأكبر إذا تفاجأ بأبيه يطرق باب منزله ومعه فتى بالسابعة عشر من عمره مخبراً إياه أن هذا الفتى أخاه الصغير و يجب عليه الإعتناء به هل س...
342K 15K 29
« الملك جيون، ملك المماليك انه جيون جونغكوك العظيم ملك لمملكة "روناموف" البالغ من العمر 28 سنة، وسيم حد اللعنة، انه جيون لطالما ارعب اعدائه ذا قلب ق...