لمسة من الخطيئة

By Mefree2020

32.3K 1.1K 2.8K

بعد نقله إلى بلدة ساحلية هادئة ، كان جونغكوك مستعداً لمواجهة عام هادىء من عمل إدارة التحقيق الجنائي ، لكنه وج... More

الفصل الأول: فتى المستنقع
الفصل الثاني: الإبحار لرأس الميث
الفصل الثالث: بوم زفاف النمور
الفصل الرابع:تجربة كافية في وضح النهار
الفصل الخامس:فحم أسود، جليد رقيق
الفصل السادس: نمل في الماء
الفصل السابع:الاتجاهات لرؤية شبح
الفصل الثامن: كله رمادي وقرف
الفصل العاشر: خاتمة

الفصل التاسع: كن مرتاحاً، أيها المخلوق

1.8K 76 328
By Mefree2020

"أتعرف"، قال هوسوك، متوقفاً قبل أول رشفة له من قهوة الصباح، "محاولتك أن تكون غير واضح مثل أول رئيس يجري اختباراً للأسلحة النووية. لماذا كنت تجهز النماذج؟ هل هناك شيء يجب أن أعرفه؟".

خلط جونغكوك الأوراق على طاولته. "ستعرف عندما يحدث ذلك".

"أحب أن أعرف نوعاً ما القرف الذي يجب توقعه قبل أن يحدث.. إذاّ، ما هو؟"

"إنه أمر معقد".

"لا.. إنه سهل، أخبرني".

وضع هوسوك الكوب على المنضدة، فوق البيان الذي أخذه جونغكوك هذا الصباح، مُلطِخاً به كل قصة -الحريق كان بسبب الإهمال- الحزينة.

نظر جونغكوك إلى البقعة المتشكلة، "جيمين سيعترف".

وهكذا ذهب.. سره المجنون الخانق، انتهى وذهب.. أصبح صدره خفيفاً جداً.

"حقاً. على ماذا؟".

"ثماني جرائم قتل".

لم يبدو بأن هوسوك منزعجاً. "صحيح"، قال، "ثم ماذا؟".

"ثم سيواكب التيار حتى تنتهي محاكمته".

"ثم ماذا؟".

"الحياة في الإصلاحية أو كما تعلم، عنبر الإعدام في الإصلاحية.. الحياة في كلتا الحالتين".

أومأ هوسوك برأسه، كما لو كان يفهم البرنامج، لكنه كان يدرسه.

"سؤال"، قال هوسوك ، "لن أسأل حتى عن سبب قيامه بذلك، ولكن كيف سيتمكنون من بناء القضية؟ لديه أدلة ظرفية جيدة، ولكن ... الأدلة أخرى، الحسابات.. ليس لدينا مستوى الترخيص هذا".

"أنا لا أهتم.. اعتراف أو شيئاً من هذا القبيل؟ أعلم أنهم سيضغطون لإصدار حكم بدون محاكمة.. وإذا لم يفعلوا ذلك، فسأقوم بالشهادة.. وأنت أيضاّ.. وأنا أعلم أيضاً بأنه سيتعين عليك كتابة افادته في المقام الأول وحزمه للحجز".

"أوه..آه. ربما سأفعل، وربما لا.. لكن الرئيس سيحبه أفضل من رأس الميث، هذا أمر مؤكد.. وأنت مرتاح مع هذا على أي حال، هاه؟".

هز جونغكوك كتفيه.. جذب تقوس كتفه انتباه هوسوك، بنفس الطريقة التي كانت تجذبه بها دائماً، لأن هوسوك كان جامحاً حقاً في ليالي التدليك الشاقة بالمنتجع الصحي.

"أنت تحاول أن تفعل هذا الشيء"، قال هوسوك، "حيث لا تريدني أن أفكر بأنك مجنون. لا داعي لفعل ذلك. أنا لا يهمني. لن أغير أي قرف في كلتا الحالتين. لذا افعل ما عليك فعله لاحقاً، لكن أخبرني بكل ما تستطيع الآن".

أخذ جونغكوك الكأس ورشف بعضاً منه ليحترق فمه.

"الموتى" ، قال، "هم يتحدثون.. فخاخ الأشباح.. بعض المخدرات.. بعض حراس الجبال الخالدون اللعناء". نقر على سطح الطاولة. "هذا يغطي كل شيء".

"حسناً، وماذا ستفعل بعد ذلك؟".

"ماذا، المناوبة؟".

"محاكمة جيمين، إذا كان هناك واحدة".

"هذا القرف سيستغرق إلى الأبد. سأعود إلى المنزل في يوليو".

"وقبل ذلك".

"في منزله، كاتشي يجب أن تأكل".

"من؟".

"القطة. إنها حقاً غبية".

تنهد هوسوك. "إذا كان هناك أي شيء، فلا يزال لديك مكان تذهب إليه. سأحافظ على الأريكة نظيفة. اتفقنا؟".

"اتفقنا".

كان هوسوك صامتاً للحظة، وهو يلعب بالقلم مكتوف الأيدي، ويدوره على سطح الطاولة.

"هناك طريقتان يمكنك المضي قدماً بهذا". قال، "الأولى نوعاً ما دنيئة، وذلك عندما تقوم بالتخلي عن القضية بأكملها لإنقاذ مؤخرتك من الاحتراق. وهو ما ستندم عليه على الأرجح عندما يذهب، وأعني نوع ذهابه الذي يصعب الوصول إليه، وحينها فقط سيصطدم بك الإدراك. لكنك ستتجاوز الأمر..."

"...ثم النوع الآخر، وذلك عندما تدع كل ما هو خام وصادق يقوم بكل هذا الشيء.. كيف بدأت أنا وأنت. كيف أنجزنا المهمة ولم يخدع أحدنا الآخر. وكلانا سنتجاوزها".

تجنب جونغكوك أي اتصال بالعين، مدركاً أن هوسوك يمكنه ايصال منطقه المحموم بشدة تحت جلد أي شخص.

"ولكن عندما تختار بين هذه الأنواع من السلوكيات..." نقر هوسوك على الخشب لجذب انتباه جونغكوك، كما يفعل المعلم، "فعليك أن تفكر بجدية في شيء ما.. أنت ستفعل حركة حمقاء لتفادي الألم، لا أعلم، من أجل تجاوزه.. وستتجاوزه، حسناً؟ لكن ماذا سيحدث خلال ذلك؟ ماذا سيحدث عندما يكون هناك؟ وحيداً أو ميتاً، ولم تستطع أن تقول له كلمة واحدة؟".

"إنه ليس طبيعياً حقاً.. إنه لا يشعر بأي قرف كهذا".

"هذا مؤلم".

لم يكن جونغكوك متأكداً مما إذا كان هوسوك يقصده، أم يقصد جيمين إن سمعه يقول ذلك.

"هيونغ، إنها صفقة منتهية. لا أستطيع....".

أطلق نفساً مرتعشاً.

"لن أتمكن من النظر إليه...".

"حسناً"، قال هوسوك، "لكنك ستغضب من نفسك واللعنة".

ˍˍˍˍˍˍˍˍˍˍ

تساءلت هييون عن الوقت، ناظرة إلى أول ضوء من الفجر.. لم ترغب في لمس الهاتف حتى الآن.

كان جونغكوك يتحدث لساعات، ولم سكن هناك حاجة حتى لسؤاله عن أي شيء.. لا توجد أسئلة إرشادية، أو حث له، لا شيء من ذلك.. كان جونغكوك يتحدث فقط، ويتحدث كما لو كانت هذه هي المرة الأولى التي سمح فيها لنفسه بذلك.

والآن عاد جونغكوك من المنزل ومعه إبريق قهوة.. أعاد ملء أكوابهما وذهب لإشعال سيجارة معتادة.

"هل فعلتها؟" هي سألت.

"ماذا؟".

"فخ الشبح. هل نجحت؟".

"أجل".

"كيف فعلتها؟".

"عند الغسق. قال إنه يجب أن يكون مثل الطرد في الاتجاه المعاكس، نوعاً ما".

كتبت ملاحظة بذلك. "وأين كان ذلك؟".

نقر جونغكوك على شفتيه بإبهامه، ولا تزال السيجارة معلقة بين أصابعه. "الشيء هو، عندما تطرد جيكغوي من جسد شخص ما، يجب عليك القيام بذلك في منزلهم.. لاستدعائه، يجب عليك القيام بذلك في المنزل. لوضع فخ، عليك القيام بذلك في المنزل".

"انتظر، لكن الشبح -ووجين- لم يكن في جسدك".

أتى الأمر كمفاجأة بالنسبة لها، أن قول أشياء من هذا النوع قد توقف عن جعلها تشعر بالسخافة.

"لقد كان مرتبطاً بي.. منذ البداية، كما ترين.. أعني، منذ لحظة وصولي إلى مسرح جريمة هوانغ". عض على شفته مفكراً. "الاستحواذ أمر نادر. تتحكم الأرواح فيك بطرق أخرى".

"وأنا أعلم ذلك".

"الجميع يعلمون هذا. من حكايات الجدة الشعبية". ابتسم، متتبعاً حافة الكأس. "لكنهم يربطون أنفسهم بك هكذا. البعض يجعلك مريضاً حقاً.. البعض يجعلك تذهب ذهنياً.. ولكن كان من الجيد أن ... أن ووجين كان على عاتقي".

"لماذا؟".

"لأنه من السهل جداً محاصرتهم بهذه الطريقة".

أومأت هييون برأسها، مفكرة في كلماته السابقة. "تقول إن عليك أن تفعل ذلك في منزلك. تقصد منزل جيمين؟".

"لم يكن ذلك منزلي. بالتأكيد شعرت وكأنه بيتي، لكن ... "، أدار القداحة بين أصابعه. "بدونه كان مجرد منزل. ليس لي".

"إذن كيف حللت شيئاً كهذا؟".

"أن تكتشف ما هو المنزل، في لحظة.. لا يجب أن يكون منزلاً، مثل مكان حقاً....".

"مثل شخص".

"مثل ذلك".

"وكيف أخبرته عن منزلك؟".

"لم أفعل.. هو يعرف.. بالطبع كان يعرفه.. لم يخبرني في البداية، لأنه لم يكن متأكداً".

"لماذا؟"

"بسبب الطريقة التي تصرفت بها". قال جونغكوك مبتسماً، "كما تعلمين، اعتاد أن يرى من خلال قرفي. لكن في النهاية ... كان خائفاً جداً، على ما أعتقد".

قام جونغكوك بتشغيل الولاعة وإيقافها.. خمنت هيوون أنه كان مضطرباً من الذكريات.

لعب بالنار لفترة طويلة، قائلاً لأي مدى كان جيمين واثقاً من أنه سيكون مصيدة كافية لاحتواء ووجين، مثل جن المصباح أو شيء من هذا القبيل، ولكن بعد ذلك، كان جيمين هو المنزل أيضاً، مما جعل الأمر مضحكاً نوعاً ما لأنهما سوف يتخطيان المتاعب المعتادة المتمثلة في الاضطرار إلى جذب الشبح إلى منزل حقيقي.

وقال جونغكوك إن الشيء المروع في الأمر هو أن كونه الوعاء لهذا الشبح لن يؤثر حتى على جيمين.. بمعنى هو.. شخصه.

سيظل هو نفسه، كل يوم وإلى الأبد، ولكن مع هذا الشيء مغلقاً في مكان ما عميقاً، بحيث يجعله حاملاً للشر أيضاً.

وكان جيمين هو كل ذلك، لكن قوة حياته كانت الجبل.. قال جونغكوك إنه كان في قلب الجبل، ويبدو أنه كان محرجاً من التحدث بهذا النوع من الكلام.

"لذا فعلنا ذلك هناك، بالقرب من القمة.. والباقي كان سهلاً".

"قل لي الباقي، إذن".

ˍˍˍˍˍˍˍˍˍˍ

أقاما طقوسهما في سهل أخر شاسع.

كان نمو الغابات بنفس الكثافة حتى بالقرب من القمة، وكان نوعاً ما حاراً لسبب ما، مما جعل جونغكوك يتقطر مع العرق على الفور.

أعدّ جيمين كل شيء، هذه السجادة الضخمة في المنتصف والطاولة القابلة للطي مع كل الدعائم بجانبها.. الحبل المحرم ممدوداً من أقرب الأشجار وفوق ذلك المكان الصغير بحيث شكّل مربعاً فوقهما.. التربة الصفراء تحت تلك الحدود مع ورق الطقوس، الأشياء المعتادة.

جونغكوك، بعد أن حمل هذا الوخز المقرف للنهاية معه إلى القمة، جلس هناك مكتئباً، سارحاً قليلاً.

"ركز، هلّا فعلت؟" ، تمتم جيمين

لم يستطع جونغكوك رؤية أي حشرات حتى الآن لكنه سمعها بشكل جيد، مثل هذه الضوضاء البيضاء التي ظهرت هناك، في الغابة الرطبة الكثيفة.. لا توجد صيحات طيور على الإطلاق، والذي كان أمراً غريباً في هذا الوقت من العام.. ومع ذلك، هناك الكثير من حفيف الحيوانات في مكان ما، ربما الثعابين وبعض الأشياء الناعمة.

أمال جونغكوك رأسه.. لا يزال الضوء المتضائل يتنقل من خلال الستائر العالية، ليرسم كل هذا الخضار في نوع من الازرقاق القذر.

أشار جيمين في مكان ما خلفه، "انظر، إنه هنا".

تأرجح جونغكوك لرؤية طائر، كان الوحيد في هذا المكان.

كان يطفو على جذع شجرة مُطحلبة، وينقر على خشبها الخشن.

أي طقوس من هذا القبيل تحتاج إلى طائر يصيح - عادة ما يكون ديكاً في القرية - ليكون نوعاً من الدعوة لإغلاق الشبح داخل الفخ.. جيمين قال له ألاّ يقلق لأنه سيكون لديهما طائر بلا مشاكل وفي أي مكان يختارانه لفعل هذا.. أي طائر سيعطيهم إياه الجبل.

"كيف تعرف أنه المقصود؟".

"طائر بيتا الخيالي.. إنهم نادرون حقاً.. ينقرضون منذ عقود".

كان الطائر صغيراً ومنتفخاً ولطيفاً نوعاً ما. كانت أجنحته عبارة عن لوحة من اللون الأزرق والأخضر الفاتح.

"لا أهتم حقاً بالطيور"، قال جونغكوك بشرود. "لم أعرف أبداً كيف أفرق بينهم".

"لا يجب عليك ذلك"، ابتسم جيمين. "فقط عليك العد عندما يُنادي. يجب أن يغرد ثلاث مرات قبل أن ننتهي. مستعد؟".

"لا".

"سيئ جداً".

جيمين، بعيناه الفضيتان المتعبتان، جثى على ركبتيه وفرك يديه في صلاة صامتة.. كان يرتدي إحدى هذه البناطيل الرياضية الرمادية المستهلكة حقاً وإحدى أقمصته الشاشية التي أظهرت بشرته السمراء، وكلها تلمع بزيت الطقوس.. في هذا المكان بدا وكأنه يشعر بالبرد بالفعل لأول مرة.

أضاء جيمين الفانوس الأحمر، وانتشر الضوء حولهما في دائرة متلألئة.. أعطى توهجاً جديداً لبشرته المُزيتة.. استمر في دفع شعره للخلف، متوتراً بعض الشيء، الأمر الذي لم يساعد جونغكوك على الإطلاق.

"الآن، ابق هادئاً.. لن يؤذيك.. سيكون مثل طرقعة الأصابع.. لن يكون هناك شيء أسهل".

جيمين قال كل شيء من قبل مرات لا تحصى، لكن هذا كان الشيء المميز عنه، أنه لم يتعب أبداً من تكرار نفسه طالما أن ذلك سيساعد جونغكوك على الشعور بالتحسن.

"فقط كن حذراً مع هذا السكين"، قال جونغكوك، مازحاً فقط.

"أنا لن أقوم بإيذائك"، بدا جيمين وكأنه يشعر بالإهانة للغاية، وبدا الأمر مضحكاً بعض الشيء، "فقط لا تتحرك.. مهما كان.. حتى لو كنت تشعر بالحكة كالجحيم".

"أنا أشعر بالحكة بالفعل".

جيمين تجاهله وهو يتابع، "عندما يتركك، سيكون الجو حاراً.. فقط للحظة"، أخذ العصابة ووضعها في حجره، "ثم سيضربك البرد، لا تغطي نفسك حتى تراني أزيل العصابة عن عينيّ.. أيضاً، عندما أطفئ الفانوس....".

"فهمت، فهمت، من فضلك هل يمكننا فقط...".

"ما هي الخطة الاحتياطية؟".

"استخدم الماء عليك".

"وَ؟".

"اشربه".

"جيد.. عيناك بخير؟".

أومأ جونغكوك برأسه وشاهده وهو يربط العصابة بقوة لتلتقط بعض شعره في عينيه.. كان على قدميه الآن، ومد جيمين يده إلى الطاولة ليحضر السكين، ذلك الشيء القديم الجميل الذي استخدمه من قبل.. يبدو أنه لم يكن لديه مشكلة في التحرك بشكل جيد هكذا، حتى مع حجب بصره.

"خذ القرع"، قال جيمين، وأمسك جونغكوك بالوعاء العميق ووضعه في حجره. وجّه جيمين رأس السكين نحوه. "لا صوت منك.. اثبت مكانك".

بدأ جيمين بالتعويذة.. قد كانت تعويذة طويلة، والتي تحدث عنها من قبل، ولكن الآن جونغكوك شهد بالفعل طولها بنفسه.. جيمين استمر بها وهو نصف يغني ويقوم بتلك الرقصة البطيئة بين ذراعيه المتقنة والسكين في يده.

في النهاية قام جيمين بالإندفاع الأول، خطوة واحدة نحو جونغكوك ليحرك السكين حول رأسه.. لقد طار نوعاً ما فوق جونغكوك بحركة سريعة، وشعر أن خصلاته المجعدة الضالة تهتز من نفحة الهواء.. كل شيء متوتر بداخله، لكنه كان جيداً، لا بأس.

جيمين فعلها بدقة.. لا يزال يهتف بصوت أعلى الآن.. ثم أرجوحة أخرى للسكين،كانت أوسع هذه المرة.. حاول جونغكوك جاهداً ألاّ يتحرك.. جاءت آخر مرة في مكان قريب بما فيه الكفاية، فقط لامست قليلاً صدغه الأيمن.

زفر.

ثم وقف جيمين فوقه ومد يده إلى شعره.. كف واحدة على تاج رأسه، وأصابعه تنقب خصلة من شعره.. قام جيمين بقصها بحركة حادة وسريعة.. ثم أخرى وأخرى.. وضع الخصلات الثلاثة في وعاء القرع بحضن جيونغكوك.

"ابصق"، ذكّره جيمين.

وجونغكوك فعل ذلك ثلاث مرات، ثم وضعه بعيداً، وشعر بدوار بسيط من الحرارة المتزايدة.. قام جيمين بإطفاء الفانوس، وكان كل شيء يغرق في الظل.

كان لا يزال بإمكان جونغكوك أن يرى جيداً، لكنه في الغالب سمع جيمين يتحرك على شيء خشن، لقد كان صوت قدميه الحافيتان تفركان الملح، قطعة صغيرة منه كانت قد انسكبت في وقت سابق.. جيمين قال بأنه يمكنه استخدام ذلك أو الفاصوليا الحمراء.. كان اختياره للملح غريباً بعض الشيء بالنسبة لجونغكوك، لكنه لم يكن في مكان لتقديم رأيه.

الغناء يتلاشى، والأقدام تتوقف.. استنشاق حاد للهواء.

في البداية لم يعرف جونغكوك حتى إن كان أي شيء يحدث.

لقد كان هذا شيئاً غريباً، ربما الحمى التي تنمو فيه بسرعة كبيرة لدرجة أنها أعطته المزيد من هذا الجنون، ولكن بعد ساعات، أو ثوانٍ فقط، أو سنوات فعلية...

...اندفعت من خلاله مثل الإحساس الجديد بالوقت، وكان فجأة يشعر بشكل جيد.

لقد شعر بشكل جيد جداً وبالخفة.. لقد كان الأمر جنونياً وأفسده كثيراً في ذلك الوقت.. لكنه شعر بالرغبة في الضحك.. كأنه يمكن أن يطفو من هذا الخفة الجديدة للوجود.

توقف الاهتزاز.. ضربته موجة الحر.. هرع الوقت مرة أخرى.

"اللعنة"، قال جيمين وهو يسقط على ركبتيه، "ها هو ذا".

حدث كل هذا بسرعة، مثل تمثال ورقي انكسر إلى نصفين، عندما طوى جيمين نفسه على السجادة.. جبهته على الأرض، والسكين لا يزال ممسكاً بها بإحكام في يده.. أطلق صرخة مروعة.

عرف جونغكوك مدى الألم الذي يشعر به جيمين، وميض من حمى تشبه العداء، والتشنجات في جميع أنحاء جسده والوخز الذي يملأ رأسه ويؤدي لانقسام جمجمته.. بدا الصوت مؤلماً أيضاً.

كان من الصعب مشاهدته، لكن جونغكوك لم يستطع فعل أي شيء حيال ذلك.. كان عليه فقط أن ينتظر.

زمجر جيمين عندما كان جسده يأخذ تلك الهزات عنيفة.. كان يتأوه من الألم، صوته منخفضاً كما لو كان على وشك الإغماء.. اللعنة، من المؤلم أن يراه، مؤلم للغاية.. وجد جونغكوك نفسه يمد يده إلى وعاء الماء.. ربما كان الذعر يغزو عقله، لكنه لم يعد يهتم.

غمر الماء البارد جسد جيمين، وكان البخار يتصاعد من جلده.. كان وشمه صارخاً تحت القماش المبلل.. استمرت الهزات لبعض الوقت وتزايدت الصيحات بصوت أعلى.

كان على جونغكوك جسدياً أن يكبح نفسه من اللمس.

ثم ظهر صوت النداء الأول، طائر بيتا الخيالي في مكان ما هناك.

واحد، عد جونغكوك.

اثنان.

ولكن بعد ذلك توقفت كل الضوضاء، وبدا أن عضلات جيمين تسترخي.. جلس، ولم يتأرجح ولا حتى قليلاً.

ثلاثة.

"حصلت عليه"، قال جيمين وهو يمد يده إلى العصابة على مؤخرة رأسه.

رمى جيمين السكين خلف ظهره، وخلع العصابة عن عينيه.

"هيونغ، هل أنت بخير؟".

موجة من الرمشات. "نعم، ولا،"، قال مبتسماً ، "أشعر بالضيق نوعاً ما"، فرك وجهه، "تحقق من المكان الذي يشير إليه السكين".

وقف جونغكوك على ساقيه المتذبذبتين وفعل ذلك بالضبط.. جلس على الجانب الآخر من جيمين، وقال، "يشير إليك".

أومأ جيمين برأسه، "امسكته".

شعر بجونغكوك، وربما حتى كان يبدو محرجاً قليلاً، ولكن بعد ذلك ضحك جيمين، وكان هذا الصوت منخفضاً جداً..كان واحداً من الأصوات المفضلة لدى جونغكوك لأنه كان خشناً قليلاً على الحواف.. مهما كان قاسياً، لكن جيمين ظل يضحك وضحك جونغكوك معه.

"اللعنة،" زمجر جيمين وسقط للخلف. "وكأنه تم دهسي من قبل شاحنة. أعتقد".

"هل حاولت ذلك من قبل؟".

"العيش إلى الأبد لا يعني أنك ستحصل على تصريح مجاني للتخلص من جسدك.. لدي جسد واحد فقط".

وهو الذي سيكون بعيد جداً عن قريب.. فكر جونغكوك، وشعر أن ارتجافاته تتسلل مرة أخرى.. مد يده إلى البطانية ليغطي نفسه في النهاية.. نظر إلى قميص جيمين الغارق بالكامل وشعره المبلل.

مال للاستلقاء بجانبه دون أن يفكر كثيراً في الأمر.

"ماذا تفعل؟"، تمتم جيمين، و بدا أنه لا يزال يشعر بالدوار.

"الحرارة المحيطة" ،قال جونغكوك.

تأرجحت ساق واحدة على ورك جيمين، وسحبه للداخل.. جيمين لم يحتج.. لقد ذاب نوعاً ما في العناق ولف ذراعه حول جونغكوك، وأتت أصابعه لتداعب رقبته.

ولأنه من هذا القبيل، متعباً جداً وناعماً من الداخل، لم يستطع جونغكوك إلاّ أن يلف نفسه على جسد جيمين المبلل بالكامل.

"سوف تسحقني"، قال جيمين بصوت مختنق.

"إلى اللب".

"مختل".

قام جونغكوك بالهمهمة، وأنفه في صدغه.

"كوكي"، قال جيمين، وكان هذا أول صوت على الإطلاق لهذا الاسم، "هل تشعر أنك بخير؟".

"أنت بارد. هذا غريب".

"لا أشعر بذلك.. لا تقلق".

"حسناً، أنا افعل.. لكن القرف هكذا معك، أليس كذلك؟ أنا الوحيد الذي يشعر بهذا السيناريو اللعين".

توقفت كل الأصوات مرة واحدة.. في البداية أربكه هذا، كان غريباً جداً، ولكن بعد ذلك أدرك جونغكوك أن جيمين فقط هو من حبس أنفاسه.. انتظر جونغكوك لفترة طويلة، وأصبح قلقاً أكثر مع كل ثانية.

فقط تنفس، فكر.

أنا أسف.. فقط قل شيئاً.

"أنا أحبك، كما تعلم" ،قال جيمين.

شعر جونغكوك أن وقته توقف.. تجمد، أصبح دائخاً فجأة.. أنفاسه ضحلة.. البرد في جسده ينمو، جفونه تُغلق بإحكام.

"هل يمكنك حتى أن تشعر بأشياء من هذا القبيل؟"، هو قال، ولعن، "أعني. بهذه الطريقة، مثل ... ألا نبدو جميعاً صغاراً بالنسبة إليك؟".

"أنا شخص أيضاً".

حاول جونغكوك البلع.. كان هناك شيء ما يسد حلقه.. وقبل أن يتمكن من إلقاء المزيد من القرف الغبي، تحدث جيمين مرة أخرى.

"لكن ربما لا يكون الأمر متشابهاً تماماً.. أنت على حق، لكن لا يعني ذلك أنها ليست حقيقية أو مختلفة كثيراً. فقط ... إنها مثل مجموعة كاملة من الأشياء في وقت واحد".

"كيف تعمل؟".

فكر جيمين للحظة. كانت خواتمه تحترق ضد رقبة جونغكوك حيث كانت راحة يده مستقرة بكسل.

"أشعر نوعاً ما بأشياء على نطاق أكبر، مثل مقياس ... في كل مكان حولنا؟ لقد جعلني عاهراً الطبيعة، هل تعلم؟"، دغدغ جونغكوك نوعاً ما، لذلك ضحك، "مثل أنني أرى كل شخص داخل هذا الشيء بأكمله.. نباتات بشرية أو شيء من هذا القبيل.. مع بحر من الصرف الصحي والشواطئ المليئة بالقمامة والتلال وكل هذه الأشياء".

"كيف ذلك؟".

"إنه.. من الصعب شرح ذلك. تخيلها مثل ... "، توقف. "أشعر أنك تتنفس. لكن بعد ذلك أشعر بالهواء من حولك، مثل، على بشرتك.. هذا حقاً نوعاً ما كتيارٍ خفي؟ مجرد لمس بشرتك.. صوتها.. ركوب الأمواج  هو صوت قلبك في الغالب، خاصة عندما تكون غاضباً ومشاغباً متذمراً.. وعندما تنبض بجنون، حسناً، فهذا شيء آخر".

شعر جونغكوك برأسه يدور.. الكثير من الأشياء الغريبة التي يجب استيعابها، والكثير منها لم يكن له معنى كبير.

"ربما يكون الأمر مختلفاً بعض الشيء". قال جيمين ضاحكاً.

"إذاً أنت تقول بأنك ... تحبني مثل كل تلك الأشياء الأخرى. كل المخلوقات والقرف. مثل راهب أو شيء من هذا القبيل".

"لا.. أن تكون عاهر الطبيعة شيء صعب، لكن الأمر ليس كذلك". ضحك جيمين على نفسه، وأصبح عناقه على رقبة جونغكوك أثقل. "قصدت.. أحبك مثلما لم ....".

بدا الأمر مريباً.. مثل بعض الخجل في أنفاسه المتقنة، فكر جونغكوك وانتظر.

"لم أشعر بهذا من قبل، أن أحب شيء ما. انه كبير جداً، مثل، من الرأس إلى أخمص القدمين. مثل الجبل.. اللعنة"، توقف. "نعم، أنا أحبك من هذا القبيل".

مثل الجبل..ردد جونغكوك صدى صوته، واعتقد أن هذا لا يزال غير منطقي، لكنه شعر بهدوء شديد.. كما لو كان على ما يرام معه لهذه اللحظة القصيرة.

مد يده لدفع الخيوط المبتلة التي كانت تتشبث بجبهة جيمين.

"هيونغ". قال، "هل تريد أن تفعل شيئاً حيال ذلك؟".

"أجل؟".

"المسني".

شعر بجيمين يرتجف من كلماته.

"أنت حقاً شيء ما". قال جيمين، "لست متأكداً من أنني سأكون...".

"هيونغ.. ستكون كافياً.. أعدك".

"أنت...".

"أنا متأكد.. يداك كافيتان".

سأقذف من مجرد النظر إليك، فكر جونغكوك، وترك وركيه يطحنان الوزن.

"آه" ،تنهد جيمين، "ذلك كان سريعاً".

من المؤكد كان كذلك، كما فكر جونغكوك، وهو يطحن انتصابه النابض الجديد.

كان ينمو بشكل حقيقي وثقيل وساخن ومؤلم قليلاً في بنطاله.. شهق جيمين من هذا الشعور، ومد يده إلى فخذ جونغكوك ليرفعه أعلى على جسده ويترك جونغكوك يسقط في نوع من الشبق الطائش.. جميع أساوره الفضية وسحره أحرقت الفحم في جلد جونغكوك، لكنه كان نوعاً ممتعاً من الذوبان.

"أنت منتصب". قال جيمين لسبب ما، "هيا، افعلها بالطريقة التي تريدها".

"بأسفل حلقك"، قال جونغكوك محرجاً، "هيونغ تبدو جميلاً حقاً مع فمك الممتلئ".

"أراهن أنك ستكون كذلك أيضاً".

"سأكون".

قام جونغكوك بتدوير إحدى ذراعيه لأسفل جسد جيمين، وسحب حزمة المجوهرات بيده على الجانب، ثم أخفضها ليُنعم معدته المشدودة وينزلق تحت حاشية القميص ليلمس الجلد.. كان ساخناً حتى تحت القماش المبلل، ساخناً جداً وناعماً.. كان يضيء مع القشعريرة تحت يده الخشنة، ويمكنه أن يشعر بتحول العضلات في جميع الأماكن الجميلة التي لمسها.

"أريد أن أعضك"، قال جونغكوك، وتصلب نوعاً ما، ولم يعرف كيف حدث هذا القرف. "آه، هيونغ".

وكان هذا كل شيء لوهلة قليلة، فقط كان يداعب ويقشط بهدوء، ويجذب جيمين ليتقوس به.

"اخرس"، ضحك جيمين، "أغلق فمك الصغير".

وقد فعل جونغكوك متنهداً وقانعاً من مدى مرونة جيمين، وكيف كان هو نفسه مطيعاً تحت يديّ جيمين اللتين ما زالتا حذرتين.. وبهذه المداعبة من الجلد إلى الجلد، ترك جونغكوك رأسه يميل تماماً، وكشف عنقه.

"هيونغ، هل يمكنك ..." ابتلع، وأظهر المزيد من رقبته. "أرجوك".

كان جيمين يلعق شفتيه ويرمش ببطء.

"هيونغ".

"سأعطي القليل"، قال جيمين، "سأعطيك قليلاً.. أريد أن أراك تكون بخير".

ثم أحكم قبضته تدريجياً.. كان جونغكوك متحمساً وشعر بقشعريرة تمر من خلاله.. ضغطت أطراف أصابعه على رقبته، لتحرقه وهي تنحت تحت أذنه.

"أنت متأكد؟".

"أنا متأكد".

"لماذا؟".

لأن اللعنة، فكر جونغكوك ، أن تفعل ذلك لشخص ما.

لأنه شعر بأن هذه الفرصة الأخيرة لهذا، أن يفعل شيئاً لجيمين، شيء عادل، وبحب..

"أريدك"، قال جونغكوك فقط.

"أعني، لماذا الآن؟".

"أنا دائماً أريدك".

"لعين"، قال جيمين ضاحكاً، لاهث الأنفاس. "ستكون هكذا...".

"هذا أنا"، قال جونغكوك، مهمهماً، "مغفل رخيص حزين".

قال شيئاً آخر، أشياء مخزية أكثر رقة في جلد رقبة جيمين، عض بقوة، أسفل السلاسل مباشرة.. شد الجلد بهذه الأسنان، تذوق الماء والزيت المر، حتى شعر بالحاجة الماسة لشد شعره.

هذه القبضة في مؤخرة رأسه، كانت تقبض بشكل جيد.. تقبضه بإحكام.. تأوه جونغكوك وهو يرقص بوركيه.

جيمين كان يمسكه من تحت ركبته ليرفع ساقه قليلاً ويسحبها لتصبح قريبة جداً.. لقد أشعره هذا بشعور جيد جداً لدرجة أنه جعل جونغكوك يلهث.. لقد شعر بشكل جيد لأن قضيبه الخافق يذهب هكذا، يفرك بقذارة ولكن نوعاً ما بشعور لا يصدق، مع أظافر جيمين التي تحفر في اللحم على الجزء الخلفي من فخذه حتى من خلال القماش.. وكان حتى أروع حين شعر بالثقل المتزايد حول حلقه.. أثّرت أساور معصم جيمين على بشرته بشكل خفيف، ولكن هذا النوع من الحرق الخافت سيترك بصمة لطيفة وردية.

سرعان ما كان جونغكوك يدفع، هذه اللفات الناعسة من وركيه، وهو يشعر بالضغط اللذيذ من فرك قضيبه ضد قضيب جيمين الصلب.. كان يتأوه بهدوء، ويشتكي محتاجاً عندما استخدم جيمين كلتا يديه للضغط على حلقه تماماً، وبلطف على تدفق الدم، لكنه مع ذلك لا يزال يُسقطه بعمق كافي ليدور رأسه.

المزيد، أراد جونغكوك أن يقول، لكنه لم يستطع، لذلك قام بتحريك وركيه بزاوية أفضل ، وطلب أن يتم لمسه هناك، في أي مكان حقاً، حتى يمكن أن يسكب في يد جيمين، أو في فمه أو على جلد ظهره الأملس.. سيبدو حبر جيمين لطيفاً جداً وهو مرسوماً بهذا الشكل، في منيه الممزوج مع العرق وزيت الطقوس.

"أنت غارق"، قال جيمين لاهثاً "أنت مبلل بما يكفي لمضاجعة فخذي. أراهن أنك تريد ذلك، هاه؟".

شعر جونغكوك بتلعثم وركيه، والكلمات تنطلق مباشرة لقضيبه، ثم كانت هناك أيدي محملة بالفضة على حلقه تضغط بمهارة وخشونة، ولكن حذرة للغاية، وركلته في مكان ما عالياً، إلى ذلك النعيم الغامض للدوار وخفة الرأس.

كان جونغكوك كل هذا، وكان يقطر من الانبهار أيضاً، لأن جيمين يعرف كيف لا يؤذيه لكنه كان لا يزال يقطع كل الأكسجين من دمه.

"رأسك يسبح؟"، سأل جيمين، مخففاً قبضته.

حاول جونغكوك التسلل بيده إلى سرواله، لكن مساحتهما كانت ضيقة جداً، لذلك ذهب لشعر جيمين، فوّته في البداية وقام بملامسة خده، مما أدى إلى إرسال شيء مرفرف بداخله.

"آه، اللعنة،" هذا الصوت يأتي مرة أخرى من فم جيمين، "دعني أشعر بك، استمر".

شهق جيمين بصوت منخفض ولحني، وسحبه مرة أخرى.. زمجر جونغكوك في عمق صدره بينما يتدحرج بوركيه، بقوة وخشونة، مما خفف من الألم في قضيبه المجهد.

"ضاجعني"، أخرج جيمين أنيناً، "ضاجعني جيداً".

استمنى جونغكوك في حجزه.. لقد أخرجت آخر أنفاسه، هذه المساحة المثالية للمضاجعة فيها، فقط بينهما مع وجود قضيبه محاصراً ومسرباً، ثم كان الضغط يتزايد ويضيق في خصيتيه المتورمتين وكان كل هذا مؤلماً نوعاً ما، لكن جيمين كان مثاراً منه، يهمس بأشياء جميلة قذرة بينما كان يمسكه بحزم وأمان.

ومع اقتراب إطلاقه، طلب جونغكوك آخر ضغطة على حلقه وأصابعه كالريشة على ذراع جيمين.

"آه، أنت مثير جداً"، همس جيمين ، "كبير جداً وجيد بالنسبة لي".

زمجر جونغكوك، وعيناه تغلقان.. لقد كان قريباً جداً.. كان يتألم، وكان الألم جيداً.

"سوف تقذف؟".

أحدث نوعاً من الضوضاء.. قام بتحريك وركيه مرة أخرى، ولكن هذه المرة في عملية طحن بطيئة مؤلمة لضغط انتصابه بإحساس حقيقي، ليجعل جيمين يشعر بأنه ساخن ولطيف أيضاً.

"اقذف صغيري، هيا"، أنّ جيمين له، بصوت مغري وسميك، "كما تفعل معي. كما تفعل على وجهي. حسناً؟".

جونغكوك أصدر مرة أخرى ضجيجاً اهتز في صدره، ودفع بقوة إلى جيمين. "ألعقه عن بشرتي. تريد هذا، أليس كذلك؟ تريد أن تطليني جيداً به".

بدأ جونغكوك يرتجف، حساساً جداً من التعليق على هذه الحافة.

"أود أن أتركك تفعل ذلك"، تابع جيمين، "لكنك تريد أن تتذوقه أيضاً، أليس كذلك؟ لقد حلمت بي وأنا أضاجعك على تلك المنضدة، أليس كذلك؟ نعم فعلت. تمتصه بداخلك، وتغرقني كلي.. ستكون بكّاءً، جونغكوكي. ستبدو جميلاً هكذا".

انقلبت عليه هذه الموجة البطيئة والخانقة، ولم يعد بإمكان جونغكوك التفكير على الإطلاق، ليس بعد الآن.. ركض جلده مع قطرات من العرق، وكان هناك المزيد من المذى المتسرب عند رأس قضيبه المنتفخ يُغرق طبقاته.

"ابق جيداً لأجلي، صغيري"، همس جيمين برقة، "سأعد إلى ثلاثة"،قال ذلك ثم قام بضبط يديه، وضغط تدريجياً لقطع الأكسجين بالكامل.

وقد فعل جيمين ذلك بعناية، مستشعراً بطريقة ما الحافة.. حفر أصابعه ببطء في الجلد، بما يكفي لإعطاءه كمية جيدة من النشوة.. شعر جونغكوك بنبض قلبه محاصراً تحت تلك الأصابع، وشعر بأنه يضيق في كل مكان..كان قضيبه يرتعش.. تدحرجت عيناه لتصبح زجاجية، وكان عقله يغرق.

ثم بدأت يدي جيمين في التراجع، مما تسبب في تدفق الشرايين، وسرعان ما اصطدمت به كلها، واندفع الدم عائداً إلى رأسه ليغسل نقص الأكسجين.. اصطدم بالنعيم والألعاب النارية حتى قذف بأنين مكسور وضعيف.

"أنت جيد"، تأوه جيمين ، "أنت جيد".

ارتجف جونغكوك ولا يزال منتشياً وهو يضغط فخذه بقوة لإمساك جيمين، وحبسه في حالة جيدة.. شعر أن منيه يتسبب في فوضى بملابسه الداخلية، لزجاً وساخناً.

"اللعنة"، أخرج بصوت أجش.

"أنت بخير؟".

"ميت"

ضحك جيمين وهو يداعب جونغكوك بلطف. مداعباً المكان المؤلم الصغير على رقبته، ثم نظف الشعر المبلل من وجهه المتعرق.

"كيف ذلك كمضاجعة؟".

"هيونغ لديه فم قذر".

"يجب أن تعرف. كان قضيبك فيه".

تأوه جونغكوك مرة أخرى، وانقلب على ظهره، "دعني أمتصك". قال بصوت أجش.

زمجر جيمين من ذلك، منهك قليلاً لكنه في الغالب محتاج.. كانت يده تحفر بشدة في خط قضيبه المغطى، ثم تنزلق أسفل حزام الخصر.. قام بتمسيد نفسه بسرعة وقذارة، ووركيه يتدحرجان معه.. لم يستطع جونغكوك أن ينظر بعيداً وفمه أصبح جافاً فجأة.. لقد تخيل أن خواتم جيمين كانت خشنة وباردة على الجلد، تخيل الفضة تنقب فيها من أجل هذا النوع من اللدغة المنتفخة.

"أنا بخير"، لهث جيمين وهو يضاجع قبضته، "أعطني يدك".

اقترب جونغكوك أكثر، وانزلقت إحدى يديه لأسفل ليغطي جيمين وينزلق فوق طول قضيبه.

"هذا هو" زمجر جيمين، "ابقها هناك".

توقف جونغكوك، وأصابعه ملتوية حول القاعدة، وانتظر المزيد.. قام جيمين بلف معصمه، وتأرجحت أساوره، وهو يدفع بشكل فوضوي وسريع حتى توتر كامل جسده ورسم ظهره في تقوس جميل.

انزلقت سلاسله في كومة واحدة إلى الجانب، وكشفت عنه.. شعر جونغكوك بحرارة المني الذي يقطر على يده، وهي لا تزال ملفوفة بشكل فضفاض حول جيمين.. تأوه من الشعور واستخدم يده الحرة لرفع قميص جيمين عن حلماته ، وقد حدق بهما فقط راغباً في التذوق ، ولكنه فقط مرر أصابعه برفق.

هزّ جيمين رأسه الفوضوي.. قال، "تذوق".

"اللعنة، هيونغ"، تأوه جونغكوك ، مسطحاً يده وسحبها إلى أعلى قضيب جيمين الذي لا يزال صلباً ، "أنت غير واقعي".

ثم غاص للأسفل وهو محرجاً بعض الشيء ليضع فمه على إحدى الحلمتين ويعض بقوة.. سمع جيمين يهمهم بعمق، وشعر به يهتز في فمه أيضاً، ثم انزلق لسانه للنقر فوق النتوء الصلب، بينما كانت يده لا تزال ملفوفة حول قاعدة قضيب جيمين، وشعر به ينتفض في راحة يده الخشنة.

"أنت لطيف"، قهقه جيمين فجأة، "أنت لطيف جداً".

ضحك جونغكوك على صدره، ثم قام ببضع لعقات دهنية مبتلة على كل حلمة، وشعر بأن لعابه يسيل على جلد جيمين ثم لعق البرك الصغيرة.. كان يتأوه من ذلك، حتى شدّه جيمين من شعره.

"افركه إذا كنت تريد.. أياً كان"، لهث جيمين وهو يمد يده ليمسد نفسه بتكاسل، ووركيه في الهواء ، "أياً كان".

ترك جونغكوك يده تنزلق عبر حبال المني وغطاها بأصابعه، ثم فركها على الجلد الساخن لمعدة جيمين المسترخية الآن.. راقبها لفترة، ثم أسقط فمه ليحضرها كلها.. استلقى جيمين على هذا النحو، يئن بهدوء تحت لسانه المبلل، حتى انتهى جونغكوك ورقد بجانبه، وترك أنفاسهما تتساوى.

"هل كان ذلك جيد؟" جيمين قال بهدوء.

صدره العاري كان يرتفع وينخفض ببطء، وأمسك جونغكوك بقميصه لتغطيته. هل كان جيد؟ هذا مرة أخرى.. تنهد جونغكوك.. انسحب.

"هيونغ، أنا مغفل حقيقي، هل تعلم؟ رجل لسان حقيقي.. سأمتص قضيبك بشكل صحيح".

ابتسم جيمين. ثم بدأ يضحك.. هذا الصوت الخام الذي أراد جونغكوك سماعه.. تذوق جونغكوك ذلك، واستنشقه كله أيضاً.. كانت رقبة جيمين دافئة.

"هل تستطيع...؟" قال جونغكوك مشيراً بشكل غامض إلى رأسه.

أصابع جيمين في شعره مرة أخرى، ثم تنزل إلى أذنه لفرك شحمة الأذن بالطريقة التي أحبها جونغكوك ، حازمة وسريعة، ولأسفل، لأسفل، لأسفل.

"ستجعل شخصاً ما سعيداً حقاً". قال جيمين فجأة، "إذا أمكنه أن يتسامح مع مؤخرتك لفترة كافية".

جونغكوك نظر إلى الأعلى وإلى ما وراء القبة المظللة السميكة، كانت سماء الليل منخفضة ومكسوة بالطباشير مع السحب الضالة.. نفس النجوم، بقمر نصف مطبوخ.

"أريد أن أنام"، تمتم جونغكوك، "هل نستطيع الذهاب؟".

"بالتأكيد. يمكنك أن تأخذ غرفتي".

"وأنت؟".

"سأحزم أمتعتي".

كالجحيم كان سيحزم أمتعته....

حزما معداتهما هنا أولاً، لكنهما لم يهتما كثيراً ببراعة الحشو.. انتفخت حقائب الظهر وأصبحت كلها متضخمة ، ولم يكن ذلك جيداً للتوازن عندما مشيا على مسار نبتت فيه الطحالب.

"أنت جائع؟"، سأل جيمين في منتصف الطريق. "يمكنني الحصول على شيء مختمر....".

كان جونغكوك صامتاً طوال طريق العودة.

ˍˍˍˍˍˍˍˍˍˍ

"هل تريد المشاركة؟".

هييون شاهدت حونغكوك يجفل، ويرمش في وجهها بارتباك.

"كان لديك تلك النظرة مرة أخرى".

"أي نظرة؟"، قطب حاجبيه، "مشاركة ... أين كنت؟".

"كان من الصعب رؤية جيمين يتألم أثناء الطقوس"، قالت له، "هذا ما كنت تقوله".

أومأ برأسه لكنه لم يتعجل التوضيح، فقط شاهد ذبابة كسولة تزحف عبر الطاولة.

"جونغكوك"، تنهدت هييون، "هل نجحت؟".

"نجحت".

"وجيمين؟".

"كان على ما يرام.. كان نفسه".

"ماذا حدث بعد ذلك؟".

"عدنا إلى المنزل وأخذت قيلولة.. وهو كان عليه أن يحزم أمتعته". سألته عما يعنيه بذلك. "آه، لقد أطلق عليها هذا المسمى.. لا يمكنك حقاً حزم قرفك للسجن، أليس كذلك؟ لكنه كان يقصد، مثل، البدء في اتخاذ الترتيبات".

"مثل ماذا؟".

"ترك المنزل عليّ.. كل تلك الأوراق.. كاتشي...".

"كيف كان لديه أوراق رسمية مناسبة؟".

سخر جونغكوك وهو يهز رأسه.. قال بأن جيمين كان يتسكع حول الكثير من المسؤولين بأسرار قذرة، وقد فعل ذلك لفترة كافية لتكديس حصن من الأوراق.. وكلها حقيقية أيضاً، مع رقم التأمين المناسب تماماً، وبعض المعلومات حول العمل الحر والضرائب وبعض القرف المزيف لدور الأيتام.

"هل ما زلت تملك المنزل؟".

"بعته.. ليس من السهل حقاً أن يكون لديك ممتلكات من هذا النوع ". سألت عن النوع الذي يتحدث عنه بالضبط. فخدش أنفه قائلاً، "من النوع الذي يحكم عليك.. يصعب صيانته.. وموقعه عميق جداً في القذارة الريفية كي تقوم بتأجيره.. من سيحتاج ذلك لقضاء عطلة؟".

"الهيبيز....".

"اي شخص آخر؟".

"الهيبيز البيض".

ملاحظة: الهيبيز، هي حركة شبابية نشأت في الولايات المتحدة كظاهرة مناهضة للرأسمالية وكتمرد على الحكومات ومظاهر الحياة المادية وثقافة الاستهلاك.. وهي تدعو لعالم يسوده الحرية والمساواة والسلام ويتميزون بملابسهم الفضفاضة وشعورهم الطويلة ويفضلون التجول في أعماق الطبيعة.

ضحك جونغكوك هذه المرة بنبرة عالية قليلاً.. تصدعت ضحكته، ثم سقط بالصمت.

"إذاً، كان يحزم أمتعته"، قالت هييون، "وبعد ذلك؟".

"حصلت على أمر احتجازه السابق للمحاكمة في مركز تحقيق أولسان بلا مشكلة.. كان يجب أن أعرف بأن الأمر سيكون بهذه السهولة".

"وماذا فعلت؟".

"عدت إلى العمل".

"وبعدها؟".

"ثم ذهبت الى المنزل".

"ماذا عن المحاكمة؟".

"آه، كما ترين.." ،ضحك بحزن، "لقد فعل كل شيء.. قدم اعترافاً مكتوباً وعلى الشريط ... قام مهرج من أوكبو بإجراء الاستجواب، وكان متعجرفاً حقاً بشأنه ... مثل، ما الذي يجب أن يكون متعجرفاً لأجله، أتعرفين ما أعنيه؟ كل ما كان يفعله هو الضغط واللعنة على أزرار المسجل".

فرك جونغكوك على مؤخرة رقبته بقوة، منزعجاً.

"لقد وقّع على كل شيء.. رفض الحصول على محامي.. حصل على قبول التهم من جميع الاتجاهات.. وهذا عادة ما يكون كافياً لإصدار حكم بدون محاكمة".

كان هذا أكثر شيوعاً مما كانت هييون تود أن تعترف به، لكن الحقيقة مازالت تطمس كل الكلمات في رأسها للحظة.. بدأت سطراً آخر على صفحة دفتر الملاحظات.

"المادة 250 ..." نقرت بقلمها. "ما هو الحكم؟".

"حكم بالإعدام.. بلا استئناف".

"كم كان قد مضى على وجوده في الاحتجاز قبل المحاكمة؟".

"مثل، أسبوعين".

"وبعد ...عدم المحاكمة".

"تم نقله إلى إصلاحية أولسان".

هذا النوع من المسافة قد يستغرق من ثلاث إلى خمس ساعات، فكرت، اعتماداً على المكان الذي ستأتي منه في المقاطعة.

"هذا بعيد"، قالت.

"ليس تماماً.. اعتقد هوسوكي هيونغ أنهم سيشحنونه إلى جينجو".

كانت تزن كل شيء.. شيء ما حول الحافة في صوته.

"أنت لم تزره.. أعني في السجن.. هل فعلت؟".

"لا". قال، ثم أطلق عليها نظرة مذنبة. "مرة واحدة".

ˍˍˍˍˍˍˍˍˍˍ

" أنا لا أفهم واللعنة"، قال جونغكوك، وهو يخرج قطعة من اللحم النيئ من الثلاجة ويضربها على المنضدة، "لماذا لا يمكنها فقط زيادة الجرعة".

كان عند هوسوك لتناول عشاء يوم الأحد، وهو حدث منتظم لهما، لأنه أيضاً أصبح يعيش مع هوسوك منذ...

كان يقوم بتجهيز العشاء ويتحدث الهراء عن طبيبته النفسية الجديدة التي كان يتصل بها بانتظام للحصول على شيء أكثر منها، دواء على الجانب الثقيل، لتغطية رؤيته النهارية المشوشة.

"لأنك لا تتحدث". قال هوسوك، وهو يمضغ مخللات صغيرة كان يصطادها من الجرة طوال المساء. "وعندما لا تتحدث، لن تأخذ الأدوية".

هز جونغكوك كتفيه.

"كوك، إذا كنت قد أخذت مؤخرتك لأولسان ربما مرة واحدة...".

"لا تبدأ".

"إذاً، أنت لا يحق لك البدء أيضاً".

تنهد جونغكوك. ثم تمتم لسبب ما، "على الأقل لم أعد أحلم واللعنة بعد الآن".

"لست متأكداً مما إذا كان هذا جيداً" وقف هوسوك وتوجه إلى الشرفة ليدخن. "لا تحرقه هذه المرة، وإلاّ ستُشارك عشاء كاتشي".

كان قد أحضر كاتشي إلى منزل هوسوك عندما كان جيمين لا يزال في مرحلة ما قبل المحاكمة في أولسان.. قال إنه لم يستطع تحمل التواجد في ذلك المنزل بعد الآن، وأن جر مؤخرته إلى هناك لإطعام حيوان متذمر لم تكن فكرته عن قضاء وقت ممتع.

أحبها هوسوك بما فيه الكفاية.. لقد كان كذلك مع العديد من المخلوقات، بهدف جعلهم جميعاً مرتاحين ومحبوبين ومعتنى بهم.. ربما كان جونغكوك واحداً من هؤلاء.

بعد أن دفع جونغكوك لحم الخنزير في الفرن لتحميصه، على أمل ألاّ يفسد هذه الوصفة المقدسة لجدة هوسوك الساحرة في المطبخ، تبع هوسوك إلى الشرفة ودخن كلاهما بصمت لبعض الوقت.. كان هوسوك قد توقف منذ فترة طويلة عن استجوابه لالتقاطه هذه العادة.. قال إنه يكره الاقتراب من حدود النفاق.

"هل كانت القيادة جيدة؟" سأل جونغكوك.

"نعم، أخذت غيوجي، واختصرت الطريق لحوالي أربع ساعات. شيء رائع".

تحرك جونغكوك على قدميه، خائفاً من أن يسأل أي شيء آخر.

"أنا أخبرك، فقط اذهب لرؤيته". قال هوسوك.

"وأقول له ماذا؟".

"من يهتم؟ هذه ليست النقطة المهمة".

"إذاً ماهي النقطة؟".

زمجر هوسوك.. أطراف أصابعه تفرك في عينه اليسرى.

"جونغكوك، لا يمكنني أن أكون الرابط البشري الوحيد بالنسبة له.. لا أستطيع القيادة إلى هناك كل أسبوع".

ولا يزال هوسوك يفعل ذلك.

كان هوسوك يقود سيارته كل أسبوع في يوم إجازته، ويحضر القليل من الأشياء اللذيذة التي كان مسموحاً لها بالمرور، وكلماته فقط دون كلمات أي شخص آخر.. معظم العائلات التي كان جيمين يرعاهم لم يأبهوا من رحيله.. كانت القضية سرية، مع عدم الكشف عن طبيعتها الحقيقية لأي شخص دون مستوى التصريح الثالث، ناهيك عن عامة الناس.

"حسناً، إذاً لا تفعل". قال جونغكوك، "إذاً لا تفعل".

"أنت...".

كان هوسوك يميل إلى تجنب الحديث عن الأمر بشكل مباشر.. حذر دائماً، حذر جداً لدرجة أنه يفعل ذلك فقط بشكل عابر.

بعد العمل، كانا يتذمران بعهر عن المزيد من العمل والطبيب الشرعي المنقول الجديد - قائلين كيف الآن يفتقدون نوعاً ما تايهيونغ - ويفعلان كل هذا الشيء اللذيذ من شرب البيرة وتناول المشاوي، لكن هوسوك يترك جيمين يفلت من حين لآخر.. ربما يرى أن جونغكوك كان أعند من أن يحاول سؤاله.

والآن كان هوسوك يبحث عن الكلمات، ليجعل كل شيء يبدو على ما يرام.

"إنه يعمل الآن في قسم المطبخ". قال هوسوك، "أحب ذلك  أكثر من قسم الحرف اليدوية".

كان جونغكوك يلعب بخواتمه.. كان يرتدي أحياناً القليل من كومة الفضة التي تركها جيمين.

"لقد حصل على صديق جديد.. يقول إنه لطيف".

"نصفهم ينتظرون تنفيذ حكم الإعدام فيهم"، سخر جونغكوك، "لطيف..".

"هل تعتقد أن جيمين ليس لطيفاً؟".

"إنه ... إنه مختلف".

"هو كذلك، وهذا يجيب على سؤالك".

رمش جونغكوك.

قال هوسوك حازماً ، "هذه هي النقطة".

***

لم يكن هناك سوى ثلاث مرات في حياته يمكن لجونغكوك القول بأنه كان محظوظاً حقاً. مثل، الحظ الجيد.. الحظ الذي يخزه، الذي كان يحدث في موقف سيء، لكنه كان حظاً جيداً.

كان أحدهم يوم تخرجه من الأكاديمية، ذهبياً، وكان والده قد أخبره بأنه فخور به، وكان والده كذلك بالفعل.

الآخر، عندما اعتقد أنه وقع بالحب الحقيقي في العام الأول من العمل مع شريكه في الدورية، وربما كان كذلك.. الرجل لم يكن يعرف شيئاً، لكن جونغكوك شعر بالرضا على أي حال، لأنها كانت المرة الأولى التي تأكد فيها من شيء ما.. من كان هو حقاً، وكل الهراء من هذا القبيل.. كما لو كان من الجيد أن يشعر بالبهجة لبعض الوقت لأي شخص على الإطلاق حتى لو كان بهذه الطريقة.

ثم جاءت الليلة، عندما أجلسه هوسوك على السرير وتركه يذوب في العناق.. لم يقل شيئاً واحداً أثناء الانتهاء من البيرة القذرة.

جعل جونغكوك يستلقي، وذهب ليُلقي علبة البيرة في سلة المهملات، ثم عاد إلى النظرة الفارغة في عينيّ جونغكوك الواسعتين.. كان جونغكوك منكمشاً مثل كرة لولبية، مما أدى إلى تجعد الأغطية.

"أوه، هيا"، قال هوسوك تحت أنفاسه.

استلقى في المنتصف، وسحب جونغكوك إليه مداعباً شعره المتسخ.. مع خده المضغوط على بطن هوسوك، سمح جونغكوك لنفسه بالتنفس.

شيء ما أعطى صوت تمزيق خفيف في يديه المشدودة، وأدرك جونغكوك بأنه كان يفسد قميص هوسوك المفضل.. حاول الإعتذار، لكن حلقه لم يعمل.. ولم يكن هوسوك يمانع، أو يهتم بذلك.

لكنه قال هذه المرة، "كما تعلم، لقد تأنقت في ملابسي لك في ذلك اليوم.. يومك الأول؟" ضحك على نفسه.

تذكر جونغكوك ذلك القميص البشع، المتجعد والغير ملائم، وربطة العنق الحمضية...

"أنا لا أرتدي القذارة من هذا القبيل، بالأنظمة الرسمية أو لا.. لكن في ذلك الوقت أردت فقط ... لا اعلم، أن أبدو طبيعياً.. الانطباع الأول وكل شيء.. السلطة والقرف...".

"كنت ستثير إعجابي على أي حال". قال جونغكوك أخيراً.

"حتى في كيس قمامة؟".

"حتى في كيس قمامة" قال، مع هذا الخشوع الجامد، ليجعل هوسوك يضحك.

وهو ضحك، بدا هوسوك وكأنه محرجاً وربما ولعاً.. أصابعه كانت تشعره بالهدوء في شعره الفوضوي.

"إنك تذكرني ببعض مخلوقات الغابة". قال هوسوك وهو مستمتع قليلاً.

"أي نوع؟".

"لا أدري.. الليلية، الغير ضارة".

"لماذا؟".

"أريد أن أقول شيئاً عميقاً، لكن.." ،ضحك، "في الغالب، كما تعلم".

"ماذا؟".

"عينيك الزجاجيتين الضخمتين كالمؤخرة".

"هيونغ"، قال مبتسماً، "اللعنة".

"شعرك هكذا أيضاً. متوهج وحشي غامض".

أدرك جونغكوك بأن هناك دموعاً في عينيه.. أخذ نفساً عميقاً.

"هل يسأل عني؟".

"لا"، قال هوسوك.. أوه، فكر جونغكوك. "يتحدث عنك، رغم ذلك. بعض القرف عن الجبل".

"ذلك الشيء يحبه كثيراً".

"انا لا أفهم"، قال هوسوك ويداه في شعر جونغكوك مرة أخرى. "تلك هي المشكلة".

"ماذا؟".

"هو، أنا، أنت." مالت أصابعه على ذقنه.. رفع جونغكوك رقبته لمقابلة عيني هوسوك المتعبة. "اذهب لرؤيته.. قبل فوات الأوان".

"لن يكون هناك فوات للأوان".

"متأكد من ذلك؟".

"إنهم لا يعبثون مع وقف التنفيذ.. سيستغرق الانتظار سنوات".

"سنين.. في انتظار حبل المشنقة".

"ربما إلى الأبد".

"ربما".

جونغكوك يفهم وبشكل جيد. كان هذا يصل إليه.

على الرغم من أن جيمين بدا وكأنه يعرف ما كان يفعله في ذلك الوقت، لم يستطع جونغكوك إيقاف التفكير المحموم الذي كان يخنقه الآن.. مثل نعم، كان جيمين هناك، ينتظر الحبل.. إلى الأبد.

وقد كسر هذا شيء ما في جونغكوك، بعد لحظة.

"لعين"، شهق، "اللعنة".

ارتجف وهو يتنفس بثقل بالفعل.. شيء ما تم اقتلاعه من صدره، عويل.. كان ينوح في حلقه.. مثل ذلك الحيوان الذي كان يتحدث عنه هوسوك، غير ضار، ذو أعين زجاجية.. شعر بيديّ هوسوك على رقبته، وشعر بقميص هوسوك الحمضي الغبي المبلل تحت خده بكل دموعه الغبية وسيل لعابه.

"هيا الآن" هدأه هوسوك وذراعه ملفوفة حوله مرة أخرى، "هيا الآن".

بمجرد أن جف جونغكوك تماماً وهدأ، سقط تحت سرة هوسوك كما يفعل مع جيمين من أجل الراحة.. لقد حاول جعل هوسوك يفعل هذا الشيء بشحمة أذنه، ليفركها بهذه الطريقة وتلك، على الرغم من ذلك لم يكن أياً من الشعور صحيحاً.

وما زال كل هذا يُشعر جونغكوك بأنه محظوظ حقاً.. منهك، متألم، لكنه مرتاح، ومحظوظ جداً.

***

ذهب جونغكوك لرؤيته في 23 يونيو، بعد الغداء مباشرة، حيث إنه استيقظ في حوالي الساعة السادسة صباحاً لهذا الغرض.

وقد أخذ رحلة طويلة، كل الأربع ساعات، وكره كل ثانية من ضوء الشمس في الطريق.

كانت المنشأة في أرض مسطحة قاتمة خارج أولسان، وهي عبارة عن قطعة كبيرة من الكتل الخرسانية ذات محيط شائك ثقيل المظهر.. كانت تخيفه، رغم أنه رأى الكثير من السجون.

سرعان ما تم السماح له بالدخول إلى صندوق خرساني صغير مقسماً من المنتصف بحاجز.. كان من الصلب، مع شاشة زجاجية في النصف العلوي.. على جانبي الحاجز كان هناك كرسيين معدنيين.

"لديك عشرين دقيقة". ذكّره الحارس، "نصيحتي، أيها المفتش ... لا تعبث مع هذا الشخص.. احصل على ما تريد ولا تدعه يقوم بأي هراء ضخم لك".

أياً كان مايعنيه، فكر جونغكوك.

عندما أغلق الباب خلفه، أمكنه التنفس بشكل أفضل ثم جلس في مقعده وحدق في السهل الخرساني خلف الزجاج.. ذكرته الثقوب الصغيرة في الشاشة المخصصة للتحدث بحوض الأسماك لسبب ما.

كلما طال انتظار جونغكوك، أصبح التركيز أكثر صعوبة.. في أي لحظة يمكن فتح الباب الحديدي الآن وسيتعين عليه مواجهة كل هراءه مرة واحدة.. حدق في حجره حيث كانت يديه مشبوكتين بقبضة مخدرة.. كان قلبه ينبض، وراحتاه تتعرقان، وجف حلقه تماماً.

أغلق جونغكوك عينيه، عد أنفاسه، جسده كله نقطة نبض واحدة.

كل الكلمات التي يمكن أن يقولها، كل تلك التي كتبها في وقت سابق من هذا الصباح ... ماذا يمكن أن يقول؟ كيف حالك هيونغ؟

كيف حالك؟ أهلاً كيف حالك؟ تبدو بخير.. تبدو بحالة جيدة، أيها الوغد.

كيف حالك؟

هيونغ، أنا آسف.. أنا أفكر بك.. أنا آسف.. أفكر فيك طوال الوقت.. كيف حالك هناك؟ أفكر فيك طوال الوقت.. طوال الوقت.

حاول جونغكوك السيطرة على عقله المتسابق، ولكن بعد ذلك فتح الباب بصرير مزعج. الغرفة امتلأت بالرائحة المألوفة.

رأى جيمين على الجانب الآخر من الزجاج، وكان ذلك ... نوعاً ما لا يصدق.. الصورة الأخيرة التي سيأخذها معه بعد كل شيء.. شاب نحيف يرتدي زي رمادي باهت، أكتاف الدببة المألوفة كانت تنحني قليلاً فقط، ولكنها الآن من الكتلة العضلية المضافة.

كانت هناك أحذية قماشية على قدميّ جيمين، ولم تكن هناك جوارب، وتساءل جونغكوك عما إذا كان قد بدأ أعمال شغب قبل أن يجعلوه يرتدي ذلك.. لا مجوهرات بطبيعة الحال، فقط الأصفاد حول معصميه.. كاد الزي الرمادي الخشن أن ينفجر من الطريقة التي أمسك بها جيمين نفسه، كما لو كان يحاول الظهور بمظهر أصغر، لكنه يفعل العكس تماماً.

وكان هذا كل شيء.. بدا جيمين - أكثر هدوءًا وأكبر.. مختلف.

كان يمشي بنفس الطريقة، ولكن نوعاً ما مع جاذبية أكبر.. ربما كان بسبب العضلات الجديدة، وربما لأن جونغكوك لم يره منذ ثلاثة أشهر.

جلس أمامه الآن.. وجهه فارغاً قليلاً.. التقت أعينهما، وشعر جونغكوك أن الأمر وصل إليه بصدمة ناعمة.

كان شعر جيمين أقصر قليلاً، ربما نما منذ أن حصل على قصة السجن النظامية.. سقطت خصلات شعر ناعمة على جبهته، وأخذت تلتصق برموشه.. كانت العيون التي تطل من الأسفل مثل الزجاج الذائب.. كان الوجه مصقولاً إلى شيء شمعي، وليس كائناً حياً.

لقد كان يرعب جونغكوك.

لكن بعد ذلك ابتسم جيمين.. بالكاد كانت هناك، تجعدت شفتيه عند الزوايا، لكنها ضربته بشكل أثقل من أي تعبير آخر يمكن أن يحدث.. شعر جونغكوك بأن كل الهواء يندفع منه.. شعر بالراحة.. كان جيمين يبتسم ابتسامة صغيرة، يبدو كنفسه.. أهدأ وأكبر وواضحاً تماماً.

"اعتقدت أنك لن تأتي".

كان صوت جيمين خشناً بعض الشيء.. نفس الصوت اللطيف في الأسفل، لكن فقط وكأنه كان لابد من دفنه.

"وهذا ما اعتقدته أيضاً"، قال جونغكوك، فمه جاف.

ما الذي كان ينوى قوله؟ كيف حالك...

"أنت تبدو بحالة جيدة" ،قال جيمين.

أومأ جونغكوك برأسه قليلاً.. بدأت يديه في التململ في حضنه، ثم إلى شحمة أذنه اليسرى.. لم يكن ذلك شيئاً واعياً دائماً.. لاحظ جيمين الحركة.

"لا تنجح معك عندما تفعلها أنت، هاه؟" سأل برقة.

"هذا يقودني إلى الجنون".

"وجدت أي شخص يفعل ذلك من أجلك؟".

كان جونغكوك محتاراً مما يجب فعله في البداية، لكن عينيّ جيمين لن تخبره بأي شيء.

"لا.. لم يساعد أيضاً".

قال ذلك وشاهد جيمين يغلق عينيه بسعادة.. صغيرة وهادئة.. كأن هذا جعله حقيقياً، وبأن يداه مميزتان.. بأنه شيء ما.. قام جيمين بإمالة رأسه إلى الجانب، وعيناه ما زالتا مغمضتين، تنفس بعمق.

"انت نتن برائحة المدينة. هل انتقلت للعودة؟".

"لا. الشهر القادم.. كان علينا فقط قضاء بعض الوقت في وسط المدينة ". امتعض وجهه. "أولسان حفرة زيتية قذرة".

"لطيف"، ضحك جيمين، مشابهاً إلى حد ما للشيء القديم.. لم يكن يقول أي شيء آخر.

كان جونغكوك يشعر بالوخز للذهاب.. أن يخرج من هذا الصندوق ولا يعود أبداً، ولكن أكثر من ذلك - للبقاء والوصول إلى هناك واللمس.. وجه جيمين أكثر حدة وشعره ناعم، لا يزال فوضوياً، ولكن من النوع السيء. ​​

"لقد قصوا شعرك الغبي الطويل".

"أنا أعمل على تطويله".

"تبدو جيداً أيضاً" لعق جونغكوك شفتيه. "أنت تبدو....".

"مثل القرف؟".

"لا"، حاول بشكل عرضي. "كثير.. أنت تبدو أكثر من اللازم". توقف. "ألا تشعر بالحر؟".

"ليس بالفعل.. أعني، ليس كما كنت من قبل".

"ماذا، الجبل لا يحبك بعد الآن؟".

"لا، إنه فقط تركني".

تعلم جونغكوك تخطي هذه الأسئلة مع جيمين، مثل ما اللعنة الذي يعنيه ذلك؟ أو، هل وقعت وأذيت رأسك؟ لأنه أصبح من السهل جداً فهم هذه الأشياء السخيفة، وأن يحبها نوعاً ما، ويهتم واللعنة كثيراً....

" هيي، جونغكوك، لماذا غيرت رأيك؟".

اللعنة.

لم يكن جونغكوك متأكداً على الإطلاق، لذلك تجنب عينيه.. لقد ظل صامتاً لفترة طويلة، لكن يبدو أن جيمين لن يتحدث أيضاً ما لم يأتى حونغكوك على ذكر السبب.

أحصى جونغكوك الثواني.. توقف عندما كانت تصل إلى خمس دقائق.

"كيف حال ووجين؟" سأل، ونظر مرة أخرى.

لقد أذهله ذلك، وليس هو فقط بل جيمين أيضاً الذي رفع حاجبيه عالياً وفتح فمه قليلاً.. لاحظ جونغكوك أن شفتيه تشققت بشدة الآن، وأصبحت شاحبة نوعاً ما.

ثم عاد جيمين إلى الفراغ.. لم تصدر أصفاده صوتاً طفيفاً عندما رفع يديه ببطء إلى صدره، حيث ضغط براحتيه المفتوحتين فوقه.. حدق جونغكوك في حبر رقم سجنه على العلامة البيضاء، والخشونة الجديدة في يديه.. لم يعد هناك الكثير من الجمال بعد الآن.

"آمن"، قال جيمين مبتسماً.

"وأنت؟".

"على قيد الحياة".

وفي هذا المكان، بالكاد يمكن أن تكون هذه أمنية جيمين الحقيقية.

"كيف حال كاتشي؟" سأل جيمين فجأة.

"إنها مع هوسوكي هيونغ الآن.. إنه أفضل في هذا الشيء نوعاً ما".

"حقاً؟".

"هيونغ، أنا.." كان عليه أن يبلل شفتيه،  "سأبيع المنزل".

"حسناً".

وسهولة ذلك جعلت جونغكوك يقطب حاجبيه. "هكذا فقط؟".

"إنه منزلك".

لم يكن كذلك.. كان ذلك المكان محفوراً، وكانت دواخله تحدق به الآن.

"جونغكوك"، والآن ظهر الصوت القديم والمألوف، مما جعله يميل إلى الداخل، "كيف حالك؟".

رمش جونغكوك، "لا أعرف.. لكن كل شيء على ما يرام الآن. أعني، الآن أنا معتاد على ذلك".

صمتا.. درس جونغكوك وجه جيمين، وكدمات رقبته، وصدره، كبيراً، متمدداً وهابطاً.

"هل لديك أي وشوم جديدة؟"، قال جونغكوك.

"لا.. يجب أن أحصل على بعض الممثلين عني لطلب لذلك".

كان جيمين يمزح، وجونغكوك لم يشعر بالتحديد بالرغبة في الضحك، لكنه شعر بنفسه يتفاعل معها على أي حال.. وتغير وجه جيمين.. ذهب كل الضوء مع الحياة القديمة في عينيه، كل تلك الخطوط الرائعة التي جعلت جونغكوك يتألم في كل مكان.

"جونغكوكي"، همس جيمين،"سأذهب قريباً".

"ماذا؟"، نظر جونغكوك إلى الحارس خلف ظهر جيمين. "ماذا تقصد بذلك؟".

"هو سيسمح لي بالذهاب قريباً".

متى كان قريباً؟ ما الذي يعنيه قريباً بالضبط بالنسبة لإله الجبل وجيمين....

"لماذا لم يفعل ذلك بالفعل؟" سأل جونغكوك.

"لأنه كان عليّ أن أراك".

سقط جونغكوك مرة أخرى على كرسيه، مصعوقاً. "اللعنة عليك".

"أجل، اللعنة عليك أيضاً". قال جيمين، "لا تدعني أذهب هكذا. رجاء؟".

كانت عيني جيمين ضبابية، كانت تتوسل. لم يستطع جونغكوك تحمل ذلك.. أومأ برأسه، وفرك وجهه بقوة.

"بارك، لديك خمسة دقائق".

الحارس.. لم يرد جيمين واقترب من الزجاج.

"عليك المضي قدماً بعد هذا، أنت تعلم ذلك؟".

أراد جونغكوك أن يقول أنه كان يفعل ذلك بالفعل، لكن هذا لن يخدع أي شخص لأنه كان عالقاً بعمق لدرجة أن هذا جعله مريضاً حتى العظم.

"لا أعلم بشأن ذلك" ،قال، "هل تعرف ما رأيت؟ لقد رأيت هذه الأحلام، مثل. ليست أحلاماً، لأنني لم أكن أحلم بها منذ الأبد.. لكن هذه الذكريات، الرؤى، شيء ما؟ ربما كانت من ذلك الوقت في الانقلاب الشتوي ... أياً كان، لكنني أعلم أنها ليست فقط في رأسي.. وهذا ليس شيئاً قمتُ به على الإطلاق.. لكنك هناك..

..إنه نوع من الشاطئ، بدا مثل ذلك الشاطئ في الجنوب، حتى القمر المكتمل.. واستمع، اسمعني جيداً، أعلم أنه ليس مجرد شيء.. إنه شيء.. شيء حقيقي.. لا أعلم ما يعنيه ذلك، ولكن بعد رؤيته الآن، أعرف، أنا أعرف أنها ستكون كمحاولة عاهرة لإخراجك مني.. من رأسي.. من أي شيء..

..هذا القرف سيضربني حتى العظم ، لكني لست متأكداً من أنني أستطيع تركه.. أعتقد أنني لن أفعل.. لا أعتقد أن هذا يمكن أن يحدث".

جيمين أغلق عينيه مرة أخرى، مستمعاً.

"أنت صديقي، أيها الوغد" ، همس جونغكوك، والضيق في صدره.

فتح جيمين عينيه. تنهد، "مغفل رخيص حزين".

هذا أنت، فكر جونغكوك. وهذه المرة قال له ذلك.

"هيي، جونغكوكي"، قال جيمين، "شكراً لك".

"على ماذا؟".

"لقد حررتني.. أتعرف لماذا لم يفعلها أحد آخر؟".

لقد عرف جونغكوك كيف أصبح الأمر، كل جزء منه يعرف.. أومأ برأسه.

انحنى جيمين إلى الداخل، وأنفه يكاد يلمس الزجاج.

"هيي، جونغكوكي"، همس، منخفضاً جداً بحيث لا يسمعه الحارس، "عندي شيء لك".

كانت عيناه تتألقان.. كان فضولياً، تحول جونغكوك إلى حافة مقعده.

وجيمين، وضع إصبعين من يده اليمنى معاً ورفعهما إلى شفتيه، فقط قبلة ناعمة، ثم وضعهما على الزجاج.. أراد جونغكوك أن يضحك أو يدعوه بالمزيد من تلك الأسماء البذيئة المعتادة، لكنه بدلاً من ذلك لمسها، معتقداً أنه يمكن أن يشعر بجلد جيمين هكذا، حتى من خلال الزجاج.

"بارك، انتهى الوقت".

عندما لم يبدي جيمين أي إشارة على النهوض، تحرك الحارس.. كان يمشي ويأمر بالنباح، وجيمين لم يكن يتحرك ، فقط كان ينظر إلى أصابعهما التي كانت تتلامس ولا تتلامس.

"بارك، أجعل مؤخرتك الشاذة تنهض".

كان جيمين لا يزال ينظر إليه، عيناه لم ترمش، كما لو كان يأخذ جونغكوك.

"هل أتلعثم واللعنة؟ بارك، هل تريد أن تقطر لمدة أسبوع في الحبس الانفرادي؟".

نهض جيمين على مضض، وأطراف أصابعه ما زالت على الزجاج.. مع قبضة الحارس الخشنة على ذراعه، تم اقتياد جيمين إلى الباب.. نظر من فوق كتفه مرة واحدة فقط.. كان يبتسم.

ظل جونغكوك مجمداً لفترة طويلة، ولم يهتم بأي صوت من حوله، إذا كان هناك أي صوت على الإطلاق.

ثم قعقعة عالية من الباب المعدني خلفه.. أتى حارس آخر للسماح له بالخروج.

سقط جونغكوك عائداً على الكرسي.. رفع يده التي كانت موضوعة على الزجاج عند فمه بزيتها وكل شيء، وترك شفتيه تلمسان أطراف أصابعه.

ˍˍˍˍˍˍˍˍˍˍ

كان المد خارجاً.

حدقت هييون في الشمس، منزعجة من أنها تبدو دائماً كمنتصف ظهيرة الصيف، حتى في الصباح.

لكن شيء ما في قصة جونغكوك كان يأخذها.. كانت هناك أجزاء صغيرة مفقودة، من الأشياء التي لم تستطع اكتشافها، لكنها استطاعت أن تشعر جيداً بالمساحات الفارغة التي تركها.

"هل ذهب حقاً؟"، قالت.

"في نفس الليلة".

"كيف عرفت؟".

"لقد تم استدعائي للاستجواب".

"لماذا؟".

"لقد اختفى فقط.. اعتقدوا أن لدي علاقة بهذا الأمر".

"ماذا قلت لهم؟".

"بأنني كنت أتحقق فقط من خيط جديد في القضية القديمة معه. أسقطوا استجوابهم قريباً ... لم يرَ رفاقه في الزنزانة شيئاً.. لا شيء على كاميرات المراقبة.. يبدو الأمر كما لو أنه لم يكن موجوداً من قبل". جعلتها الكلمات تشعر بعدم الارتياح قليلاً. "لم يتمكنوا من تحديد كيفية الاستمرار بالتحقيق بالضبط.. كيفية إزالة هذا الغموض الساحر عنه، كما تعلمين، لم يستطيعوا تحديد هويته أو ما فعله، لكن حسناً.. لقد كان في الهواء".

"هل تعتقد أنه ... اختفى فقط؟".

"من يعلم الآن واللعنة".

"جونغكوك....".

"لم أعد أفكر بهذه الطريقة حقاً". قال وهو يهز رأسه، "أنا أنسى المزيد هذه الأيام. أحياناً أتذكر هذه اللحظات في المنتصف.. في بعض الأحيان أتساءل عما إذا كان أي من ذلك حقيقياً".

"ماذا تقصد بذلك؟".

"إن كان ربما هو الشخص.. إن قتل كل هؤلاء الناس.. وأنا كنت مضطرباً واللعنة جداً مع الحليب الأسود لأرى ذلك.. من السهل التلاعب بالحقيقة، كما تعلمين، عندما يكون الذهان نصف مطبوخ بالفعل".

"أنت لا تصدق ذلك".

"أنا لا أفعل.. فقط أتساءل في بعض الأحيان".

"لم يكن هوسوك ليفعل هذه الأشياء لو كنت منساقاً فقط من قبل الجنون".

"أنا أعرف. إنه فقط ..."، ضحك، وبها رنة حادة. "فقط.. أفتقده كثيراً".

لم تستطع هييون اكتشاف أي شيء بخصوص تلك المشاعر، لكنها قررت عدم الضغط عليه. "كان مثل أفضل صديق، أليس كذلك؟".

"لقد كان كذلك".

عندما بدأ الراكضون الأوائل في الرسم على طول الشاطئ، اعتقدت هييون بأنها يجب أن تختم حوارها.

"إذن هل عدت إلى بوسان؟".

"لمدة عام تقريباً. حاولت البقاء مشغولاً.. لم أنجح".

"لماذا؟".

"هذا هو الشيء الذي تحتاجه للحصول على هذه الوظيفة.. أن تخرج منها عندما تستطيع أو عندما تشعر بأنك ستحترق.. وحتى إذا كنت، مثل، ستعرج مباشرة إلى التقاعد، فستخرج محمصاً بالفعل وتضرب القبر في غضون عشر سنوات".

"لماذا تعتقد أن هوسوك لا يزال يعمل؟".

"إنه فقط ... رجل جيد. بداخله الكثير من أجل العدالة، مثل بطريقة مَرضية".

"وماذا؟ أنت تقوم بعمل جيد في حانة صغيرة، هنا؟ وكأنك لست جائعاً للعودة إلى كل نشاط المدينة؟".

"أنا بخير. أحب الخمور"

من الذي لا يفعل، فكرت هييون، ولكن بعد ذلك كان هذا كل ما قاله جونغكوك وكانت تعلم أن هذه هي الفرصة الأخيرة لتوليه الأمر.

"جونغكوك، قصتك....".

"تعتقدين بأنني مجنون؟"، لم يكن يبدو مستاءً.

"هذا ليس المقصود. أنت فقط حذفت منها.. أنا أنظر إلى هذا الآن و ... هناك الكثير من الأمور المفقودة".

"لقد أخبرتك بكل شيء مهم".

"لماذا لا تنظر إليّ إذن؟".

عندما فعل جونغكوك، كانت عيناه مملة بالذنب، وأصبح يمكنها أخيراً تسميتها.. مهما كان الأمر الذي شعرت بأنه في عداد المفقودين.

"كنت واقعاً في حبه".

لم يجب، فقط حدق في أصابعه التي ظل يفركها معاً.

نظرت حولها، "لماذا عدت إلى هنا؟".

"الطقس جميل".

"لا ليس كذلك"، كان من الصعب العمل مع هذا الصمت العنيد الآن، لكنها استمرت، "جونغكوك، هل وجدته؟".

"لم أفعل".

"بل فعلت".

"لم أفعل!!" قال، لكنها خرجت كصرخة. "اللعنة".

كان صوته عالياً، غاضباً قليلاً.. لقد فرغ منه الهواء، واعتذر.

"حاولت أن تبحث عنه، رغم ذلك.. لا بد أنك وجدت شيئاً ما". عندما هز رأسه مستقيلاً، كانت هييون تسخر فقط. "من الواضح أنك لم تبحث بجدية.. يمكنك العثور على أي شيء إذا كنت تريد ذلك حقاً".

كانا صامتين مرة أخرى، فقط صوت الأمواج وصرخات النوارس.

نظر جونغكوك إليها لمدة دقيقة. انحنى نحوها. " اخبريني"، قال، "هل رأيتِ إله حافي القدمين؟".

"ماذا؟".

"هل فعلتي؟".

"لا، لا أعتقد...".

"كيف يمكنني العثور عليه على الإطلاق؟".

فكرت.. هل رأيت الإله حافي القدمين.. هذا الرجل المسكين هنا، لقد كان واللعنة ضائعاً جداً.

عملت هييون على استقامة كتفيها وأغلقت دفتر الملاحظات. "جونغكوك، هل تعرف ما حدث بالفعل؟".

بدا مرتبكاً من السؤال، وحواجبه مجعدة.

نظرت هييون مباشرة في عينيه، "لقد استبدلت شبحاُ بشبح آخر. وما تحتاجه حقاً.." ،وصلت إلى المُسجل لإيقاف الشريط، "هو الخاتمة".

***

عندما كان الظهر مرتفعاً، ساعدته هيوون في تنظيف الفوضى الليلية.

في أي حالة أخرى، كان سيبدو المكان وكأنه تداعيات لبعض أوقات المرح الصغيرة الجسدية، لكن في حالتهما فقط كانت تفوح برائحة الحزن.. هذا الهراء المحزن الحقيقي.. كان جونغكوك ضائعاً في رأسه لفترة أطول مما كان عليه طوال الليل.

يعني هذا الشيء هنا أن جونغكوك كان آخر محطة لها في البحث الميداني قبل أن تبدأ الكتاب أخيراً.

وسيتعين على هييون أن تقوم بتغيير الأسماء والأماكن والتواريخ والدوافع، لأن السجن لم يكن في خططها، لكنها كانت تعلم أنها ستفعل هذا بالتأكيد، وستكتب القصة وستبيعها كعلاج مهووس ربما سيعطي الخاتمة للناس.

ارتدت ملابسها وحزمت أغراضها بصمت، ثم ارتدت حذائها عند الباب وقامت بتثبيت شعرها.

وقف جونغكوك صامتاً، متكئاً على الحائط المقابل لها.

لقد مر وقت طويل منذ أن أتت، لكن هييون يمكنها أخيراً طرح السؤال الصحيح.

"جونغكوك، ما الذي تفعله حقاً هنا؟".

"أنا فقط..."

كان جونغكوك ينظر إلى الشرفة الآن.

"انتظر".

***

انتهى الشابتر التاسع

***

Continue Reading

You'll Also Like

142K 10.7K 21
© tiniemnie in Twitter | Arabic Version 💡. حيثُ يريد جونغكوك كتابة قِصة تتمحور حول جريمة قَتل لكنه رَاسل الشخص الخطَأ . - مُكتملة 🌟. ± Started: 1 J...
163K 8.1K 29
_قد يؤلمك العالم ويسعدك شخص واحد، ذلك الشخص هو نفسه الذي قد يؤلمك يوما ما ويعجز العالم كله ان يسعدك _ ...... Jikook
14.2K 426 6
كتاب ارشادي لرواياتي يرجا الاطلاع على الكتاب قبل بدأ في اي رواية!
4.9K 1.1K 47
* الغلاف من رسمي المتواضع 😔✨️ * هنا أعرض رسومي اللطيفة لكم طالبة رأيكم القيّم فيها❗💞 ° تحب أن تتحول صورتك المفضلة لرسمة؟! قم ببضع شروط بسيطة و سين...