انت هنا ! في هذه البلد التي اقف الان بها ، لكن كم تبعد عني انا لا اعرف .
اموت شوقا لاراك واروي شوق عيناي بمظهرك الجميل والذي حرمت منه لخمسه اشهر ..
يا ترى كيف ستكون رده فعلك ، هل ستقبل بي قريبا منك ام انك غاضب مني ، هل كرهتني ام مازلت تحبني ؟
هل تزوجت ام ليس بعد ، ام ستطردني ما ان تراني واعود مكسور القلب .
ابتسم بانكسار بينما اتمسك بحقيبتي جيدا ، رحلتي كانت متعبه جدا ، بحيث لم اتمكن من النوم لثانيه واحده ولا اعرف السبب ، هل هو شوقي لرؤيتك ام خوفي من الطائره ، والذي ازداد ما أن لاحظت المحيط اسفلي . حيث اجتمعنا سابقا في بقعه واحده لم ننزح عنها ابدا .
خرجت للتو من المطار وكانت سيارات الاجره مصطفه قريبا مني ، لكن أين وجهتي ..؟
" هل يمكنك مساعدتي ؟"
سألت احد السائقين بالانغليزيه والذي اومأ فورا .
" تفضل .."
" هل تعرف جيون جونغكوك ؟"
" هو فتى الجزيره اليس كذلك ؟"
بدى لي اللقب غريبا إلى انني اومأت قائلا .
" انا ، اكون كيم تايهيونغ .. "
قلت لعله سمع باسمي سابقا .
ضيق عيناه ناظرا لي جيدا وقال .
" انت كنت مع جونغكوك ، رأيت صورتك في الجريده ! "
قال لابتسم براحه واراه يبحث ببعض الاوراق التي اخرج احداها نحوي .
نظرت لها بعدم فهم ورأيت وجهي مع وجه جونغكوك ، امسكتها منه فورا لانظر له طويلا ، الهي انه انت هنا .. اشتاق لك جدا .
" هل يمكنني الاحتفاظ بها ؟ "
قلت ليومئ قبل ان اقص صوره جونغكوك بيدي وانظر لها لثوان قبل ان احشرها في جيب بنطالي البني .
" انا .. احتاج الذهاب لمنزل جونغكوك ، هل تعرف اين يكون ؟ "
قلت على أمل من ايجاد طريقي له لكنه نفى .
" جونغكوك يعيش في قريه جولُوَا ، انت الان في اديليد ، عاصمه جنوب استراليا .. يمكنني ايصالك لمحطه الحافلات لتأخذ حافله لجولوا ، وهناك ستجد سياره اجره توصلك له .. "
شعرت بالضيق ، مازال بعيدا عني وانا لا املك الصبر .
اومأت لاركب سيارته وينهال علي بأسئلته طوال الطريق التي اكتفيت بالاجابه عنها باختصار ، حتى وصلت لمحطه الحافلات وخرجت مخرجا بعض النقود واعطيها للسائق .
" هذه المحطه ، إسأل اي عامل في الداخل عن موعد قدوم الحافله وسيخبرك ."
اومأت شاكرا وذهبت حيث اخبرني .
سألت احد العاملين وكانت الحافله ستصل بعد نصف ساعه ، والرحلة تستغرق اربع ساعات ..
هذا كثير بحق ، تكفيني الساعات التي قضيتها بالطائره .
~~~
بعد خمس ساعات ، كنت قد وصلت لاخرج ممددا اطرافي بتعب .
استقليت سياره اجره وسالته عن منزل جونغكوك .
" لا يمكنني اعطاءك العنوان ، سوى إن حصلت على موافقه منه هو .."
انقبض قلبي خوفا واطرافي ارتجفت ، ماذا يعني !
" هل تريد مني سؤاله ؟"
" ل لا .. "
قلت مخفضا ابصاري ، وكنت قد اخفيت عنه كوني تايهيونغ حتى لا اتلقى المزيد من الاسئله كما حدث سابقا ..
لا اريد من جونغكوك ان يعرف الان ، هذا يشعرني بالتوتر والخوف ..
" لما ؟ "
" انها ، مفاجأه فقط .. "
قلت لينفي مجيبا ..
" اسف ، على الاقل علي سؤال والداه ."
" انا تايهيونغ ، الذي كنت معه في الجزيرة .."
اعترفت مستسلما ، وحصل ما خشيت بحيث انقاد علي بالاسئله التي لا تنتهي ولم يصدق وجودي هنا .
ولم اصدق حتى اوصلني لحاره شبه صغيره .. بيوتها صغيره وطرقاتها ضيقه الا انها جميله جدا .
الاشجار الخضراء في كل مكان .. والتربه نظيفه بشكل لا يصدق .
نظرت بعدم تصديق ، جونغكوك هنا ! بهذا المكان ..
" المنزل رقم 30 من اليمين ، يكون منزله .. لا يمكنني الدخول بالسياره للداخل فهذا ممنوع ."
اومأت وشكرته خارجا من السياره ، لم استغرب فهذا المكان هادئا جدا ونظيف ..
لمحت شيئا غريبا ، حيوانا غريبا لم اره مسبقا .. كان يزحف بهدوء والسائق يراه وكأنه لاشيئ .
نظرت للسائق بعدم تصديق وبدوت له خائفا ليقهقه .
" لا تخف ، امر عادي وجود حيوانات كهذه في الشوارع ، او حتى في البيوت ، فأنت في استراليا .."
ابتسمت بتوتر وانحنيت له متجها حيث اخبرني .
وها هو ، بوابه صغيره خلفها ساحه كبيره بعشب اخضر ، بعض النباتات بجوانب الطريق .
ارجوحه معلقه على الشجره وبعيدا قليلا ، يوجد منزل صغير تزينه الاضواء الخافته من الخارج ، الشمس بدأت بالغروب . والإضاءة بدأت تنعكس من حولي .
تبدو الستائر مغلقه لذا اقتربت بتوتر ، ووقفت امام الباب بعد ان صعدت الدرجات .
نبض قلبي بألم ، بشوق وعدم صبر ..
رفعت يدي المرتجفه وعيناي ملأتها الدموع .
الان لاحظت يا جونغكوك ، لاحظت لتوي كم انني احبك وإن رفضتني سأقتل نفسي هنا .
طرقت الباب بخفه ، وجسدي ارتجافه لم يقل بل ازداد .
" من ؟"
صوت انثوي صدر لاتنهد براحه ، لست لدي الجرأه لاقابل نظره عيناه الحاده .
" ا انا .. صديق جونغكوك .."
فتحت لي الباب بحاجبان معقودان ، شعرها اسود وعيناها مزيج بين الاخضر والعسلي ، بيضاء ونحيفه الجسد ، ترتدي فستان طويل وترتدي خاتما ذهبيا لمحته ما ان فتحت الباب .
يبدو انها خطيبته . تشبهه كثيرا .. فهي ابنه عمه بعد كل شيئ ..
" ليندا من بالباب ؟ "
كان رجل يبدو بعمر والدي ، انحنيت له قائلا بلغتي الكوريه .
" مرحبا سيدي .."
فهو كوري ، وعلي التعامل معه باحترامي الكوري .
كانت حركه غبيه مني رغم ذلك . فلابد انه عرفني فورا ..
" هل انت تايهيونغ ؟ "
" انا .. تايهيونغ "
قلت بتوتر ليومئ ، صمت حل للحظات قبل ان تتقدم امرأه شقراء بعيون خضراء مشابهه لعينا المدعوه ليندا ، هل هي والدته .. فسبق واخبرني بانها استراليه ..
اكتفت هي بالصمت ايضا ، بعد ان شرح لها شيئا باللغه الاستراليه ..
نظرت لي لثوان وابتسمت ابتسامه تكاد لا تظهر لكنني بادلتها منحنيا .
" تفضل .."
قال الرجل لاومئ خالعا حذائي وادخل .
" انا والد جونغكوك ، هي والدته وهذه .. تكون خطيبته ."
قال يقيس تعابيري والتي لم تكن مستغربه ، الا انني شعرت بحمل انزاح عني ، فهو لم يقل زوجته ..
" تشرفت بمعرفتكم .."
" جونغكوك نائم .. لن اجعله يستيقظ الان فهو ليس بصحه جيده . "
قال مختصرا بينما جلس امامي بالاريكه المقابله .
ارتجفت بخوف ولم ارفع انظاري عن الارض ، ما به حبيبي .
" ل لما ؟ ما به ؟ "
" هو بخير الان ، فقط تعرض للاغماء بسبب تعبه . "
صمتت لا اعرف ما اجيب .
" سأوقظه بعد قليل ، لكن اريد الحديث معك اولا .. "
قال لاومئ متوترا .
" لما عدت ؟ جونغكوك لن يكون بخير إن رآك ."
كما توقعت قال ، لا اعلم بما اجيبه ، احبه ؟ لن ينفع ، فخطيبته تجلس لجانبي تماما .
" ارغب بالاعتذار منه .. "
قلت ليومئ ويقترب مربتا على كتفي .
جرنا الحديث لنصف ساعه . قبل ان يتفوه بما جعلني ارتجف شوقا ..
" هذه غرفته ، يمكنك ايقاظه والتحدث معه إن اردت ."
اومأت واقتربت حيث اخبرني .
فتحت الباب ودخلت بهدوء ، الغرفه هادئه جدا والظلام هنا كبير ، يذكرني بالظلام الذي احتوانا ليلا في الجزيره .
التفت لاغلق الباي وراءي وبقيت واقفا لوقت طويل .
جونغكوك نائم ورائي ، لكنني لا أملك الجرأه للنظر له او ايقاظه .
التفت بعد دقيقه ولمعت عيناي بحب ، ادمعت وتاقت للبكاء .
اقتربت بخطى ثقيله حيث ينام هو ، نظرت له لثوان طويله ، اتأمل شعره الطويل والذي يغطي عيناه النائمه براحه .
انفه وشفتاه المفتوحه بشكل لطيف ..
يداه تحتضن وسادته التي يبدو وانه سحبها من اسفل رأسه .
قدماه مغطاه بذلك الغطاء الخفيف ، تأملت كل شبر منه ولاحظت حتى أنفاسه الهادئه والمنتظمه .
انحنيت بعد ان مسحت دموعي ، تأملته عن قرب وابتعدت خصلاته السوداء عن عيناه التي لست اراها بوضوح .
انخفضت اكثر ووضعت بشفتاي فوق جبينه بخفه شديده خشيه استيقاظه ، فهو يبدو نائما بتعب ولست اقوى على ايقاظه من نومه الهادئ .
قبلته بخفه وابتعد تاركا خصلاته تسقط مجددا .
كانت يدي قد لامست ورقه على السرير اسفل يده ،
رفعتها وكانت صوره لي ، ذات الصوره من الجريده .
ابتسمت بانكسار ونظرت له بعدم تصديق ، هو يحتفظ بصوره لي ..
مددت يدي لجيبي واخرجت صورته منه ، اضعها مع صورته واعيدهما اسفل يده .
مررت اصبعي حول مفاتن وجهه حتى شامته اسفل شفتاه والتي اعشقها بشده .
ابتعدت ببطئ ومسحت دموعي بكف قميصي قبل ان اخرج فورا واعيد اغلاق الباب .
" الم توقظه ؟ "
" لا ، سانتظره حتى يستيقظ .. "
~~~
دبل ابديت 💅
رأيكم بالبارت ؟