𝖇𝖑𝖔𝖔𝖉, 𝖘𝖜𝖊𝖆𝖙& 𝖙𝖊�...

By Chloe_2210

125 16 2

دَمِي وَ عِرقِي وَ دُمُوعِي . رَقصَتِي الأَخِيرَة . خُذِيهَا كُلَهَا . دَمِي وَ عِرقِي وَ دُمُوعِي . أَنفَاسِ... More

𝒑𝒂𝒓𝒕 1 : شبح ؟

125 16 2
By Chloe_2210

و في ليلة حالكة من ليالي ديسمبر حيث البرد القارص ، الأمطار الغزيرة ، و الرياح العاتية التي تحمل بين طياتها أوراق الشجر التي تم انتزاعها من أشجارها .. عاد الطالب الجامعي مين يونجي من عمله .. فقد كان يعمل كي يوفر لنفسه الطعام و الملبس حيث كان يعيش وحيداً .. خلع معطفه البالي ذو الأطراف الموحلة ، و حذاءه المهترئ ، و دخل يبدل ملابسه استعداداً للنوم .. حيث كان ذلك اليوم كابوساً بالنسبة له يريد أن يتخطاه بسرعة ، فقد علم أن صديقته سويون توفت من أسبوع و ذلك يفسر سبب اختفاءها الفترة الماضية ..

سويون أي زهرة اللوتس .. تلك الفتاة الهادئة الرقيقة التي تشبه الزهور في جمالها و رقتها .. أول فتاة يقع مين يونجي في أسرها .. أسرته في سجن حبها ، اختطفته بجمالها من النظرة الأولى .. لم يستطع التخلص من حبها مهما حاول .. استسلم لها آملاً أن تحبه في يوم ما .. أحبها عامين و ها هو العام الثالث و هو لم يحرز أي تقدم و لم يعترف حتي الآن .. لكن قد فات الأوان .. لا يوجد فرصة أخريي للاعتراف .. كانت فرصة وحيدة أضاعها بخوفه من الرفض .. لكن من يدري ربما يوجد فرصة أخري و نحن غافلون عنها ..

استعد يونجي للنوم ، فقد كان النوم يغالبه خلال نوبة عمله ، خاصة بعد أن تورمت عيناه إثر بكائه علي سويون .. خطف نظرة حانية على دفتره الذي كان بعنوان "زهرة اللوتس خاصتي“  ، ذلك الدفتر الذي طالما حدثه عن سويون و كان يكتب فيه كل شاردة و واردة عنها حتي مل منه دفتره طال تلك المدة .. كان يريد تشجيعه علي الاعتراف لها .. يود إخباره : '' هيا .. اذهب أنت لها يونجي“ لكن هيهات إنه في النهاية دفتر لا يستطيع الكلام .. و قرأ ما كتبه عنها في آخر مرة رآها ..

"يوم غائم مجدداً كعادة أيام ديسمبر .. لم تَزُل تلك الغيوم حتي سطعت شمس حياتي .. تبددت غيوم يومي .. تداخلت الالوان داخل عالمي الأبيض و الأسود من جديد .. و كأن ابتسامتها دواء لكل داء .. فقد أزاحت لي عتمة اليوم .“

نعم فهي شمسه التي أشرقت في حياته دون سابق إنذار .. و أزاحت غشاء عينيه عما غفل عنه .. أشعرته بطعم الحياة ..

ثم نظر لآخر ما كتبه عنها بالأمس ..

"زهرة اللوتس خاصتي .. طال غيابك ، لم اعتقد علي ذلك منك .. كان أسبوعي رمادياً بدون ابتسامتك .. اجتاحه ظلام من جديد ! مكثت أبحث عن ملامحك في وجوه الآخرين .. كلما نطق أحد اسمك التفت و كأنهم ينادونني .. أرجوكِ عودي الآن و فسري غيابك الطويل هذا .“

و بدأ بالبكاء مرة أخري .. فقد تذكر ابتسامتها و و ملامحها مجدداً .. و جلس علي سريره و احتضن وسادته و صرخ فيها بصوته الجهور و كأن وسادته سوف تخفف عنه ما يشعر به ، ثم اعتدل في جلسته و جلس علي سريره جاعلاً أقدامه تلامس أرضية الغرفة ليسمع صوت من خلفه قائلاً : " أتحبني بهذا القدر“ .

فزع يونجي و نظر خلفه و هو يرتجف قائلاً : "بانج سويون“ .

حملقت سو يون في وجه بتعجب قائلة : " ماذا ؟ أتستطيع رؤيتي؟“

قال يونجي بعدم تصديق : "ماذا أأنت حقيقية ؟“

ارتبكت سويون و سألته : "كيف لك أن تراني ؟ لقد توفيت من أسبوع و الآن أنا شبح و من البديهي أن لا يراني أحد“.

طالعها يونجي بنظرات تسودها الشك و قال : "شبح ؟ لا وجود للأشباح !“

سويون : "نعم فأنا كنت أعتقد ذلك أيضا حتي مت و عرفت حقيقة الأشباح .. عندما تموت تصبح شبحا لكن لا يراك أحد لذلك صدمت حينما رأيتني“

استعاد يونجي رباطة جأشه ثم قال محاولاً التعمق في الموضوع : "منذ متي و أنت ترينني ؟“

جلست سويون بجانبه و بدأت تروي له ما حدث لها :

" استيقظت الشمس متوارية خلف الغيوم من خجلها فكيف تظهر إن أتي الشتاء ؟ و ها هو صباح آخر قد حل لينقص عدد أيام ديسمبر الباردة ، لكنها ليست في برود يونجي ، و ها قد مر اسبوع منذ آخر ظهور لسويون و لا أحد يعلم أين هي حتي الآن ..

"يؤسفني أن أنقل لكم هذا الخبر .. لكن زميلتكم بانغ سويون قد رحلت منذ أسبوع و هذا سبب غيابها الطويل و نحن لا نعرف أية تفاصيل عن كيفية موتها ، أرجو أن تصلوا عليها “

تعالت الأصوات هامسة "متي ، كيف ، ماذا ، لماذا “ كلها أسئلة يحق لهم سؤالها و البحث عن إجابة لها .

صعق يونجي فور سماعه بهذا الخبر .. تجمعت العبرات في عينيه يحاول جاهداً كبحها لكن استطاعت أن تهرب إحداهن من سجنها فمحي أثرها و أسر باقي الدموع في عينيه ..

صوت الضوضاء يتلاشي من حوله ببطئ .. توقفت حركة العالم من حوله .. آلام قد بدأت تعتليه .. شعور لا يمكن وصفه .. غصة قد اخترقت قلبه و أوجعته ما عاد يتحملها .. يريد إفلات دموعه لكنه لا يقدر .. شريط مر أمام عينيه حاملاً في جعبته ذكريات .. أخذ الشريط ينتقل من ذكري إلي أخري .. من ابتسامتها اللطيفة التي تزين وجهها إلي نظرتها الحنونة إلي المرات القليلة التي تحدثا معاً فيها .. تذكر يونجي التغير الناجم عن حبه لها .. كيف تبدل من شخصٍ قاسٍ لا يكترث لشئ إلي شخصٍ لطيف و حنون .. كيف تطورت مهاراته في الكتابة بعد ما رآها أول مرة .. رؤيته لها أدخلت الإلهام علي قلبه و شرع يكتب لها كل يوم علي الأقل مرة واحدة .. حتي أنه لاحظ أن مهاراته قلت في الفترة الأخيرة بسبب عدم وجودها .. اجتاحت ذكري مراسم الدخول عقله .. فتذكر حينما أوقعت كتبها و قام بمساعدتها لكنها لم تأبه به قد شكرته فقط و غادرت أما هو فقد غرق في بحر عيناها و لم يستطع إنقاذ نفسه حتي الآن .. لاح شبحها حوله .. أحس بأنها طيف ذكريات يطوف حوله يريد إيلامه أكثر مما يتألم به الآن ..

ذهب يونجي إلي الحمام تاركاً المحاضرة التي عليه و لم يهتم إن حضرها أم لا ثم أغلق الباب من خلفه و بدأ يبكي كما لم يبكِ ، بكي حتي تورمت عينيه و تشقق انفه من كثرة استخدام المناديل الورقية ، لذلك غادر الجامعة متجهاً إلي عمله ، ليلاحظ مدير المتجر الذي يعمل به يونجي السيد فوجي ليسأله عن حالته :"ما بك يونجي ؟ تبدو مختلفا اليوم .“

ليرد يونجي بصوت تخنقه العبرات : "لا شئ سيد فوجي“

قال السيد فوجي بحنان علي غير عادته الصارمة : "إن كنت لست بخير يمكنك الذهاب اليوم .. لا تبدو بحالة جيدة للعمل .“ 

أصر يونجي علي كونه بخير و ظل يعمل في مناوبته و بين الحين و الآخر كانت عيناه تدمع تلقائياً عندما يتذكر سويون مما أثار دهشة الزبائن في المتجر ، و بعد انتهاء عمله عاد يونجي إلي بيته و كانت السحب بدأت تخرج ما في جعبتها من مطر .. حتي السحب تأثرت بموت فتاتنا الصغيرة .. و عندما دخل بيته قابل سويون الشبح“

كانت سويون تري هذا اليوم من بدايته إلي تلك اللحظة و تعجبت من يونجي كيف له أن يحبها كل هذا الحب و هي لم تنتبه له مطلقاً و شعرت بالذنب تجاهه .

شعر يونجي بالاحراج عندما علم أن سويون رأت بكاؤه عليها ، فمن المعروف عن يونجي أنه ذلك الفتي ذو الدم البارد عديم الشعور و اللامبالاة تشتكي من فرط لامبالاته لأنها لم يسبق لها و أن رأت شخص يستخدمها بتلك الكثرة .. و كان الشئ الأكثر غرابة أن بكاؤه كان من أجل فتاة .. لذلك حاول يونجي أن يتجنب نظراتها و أخذ يجول بعينيه في غرفته و كأنه لم يرها من قبل .

كان الصمت هو سيد المكان منذ أن انتهت سويون سرد حكايتها لذا قررت أن تكسر هي حاجز الصمت و تقول :"آسفة لأني لم أنتبه لك يونجي .“

قاطعها يونجي في نبرة يسودها الغموض :" لا تذكري الموضوع مجدداً و انسِ ما حدث كأن ما حدث لم يحدث .“

ساد الصمت لبعض ثوانٍ ليستأنف يونجي كلامه بسؤال : "لكن كيف لي أن أراك بالرغم من كونك شبحاً ؟“

لتجب سويون :"لا أدري .. كل ما أعرفه منذ أن مت و خطت قدماي عالم الأشباح أن هناك عالمان .. عالم البشر و عالم الأشباح و بإمكان الأشباح التجول في عالم البشر أما البشر فمن المستحيل أن يدخلوا إلي عالم الأشباح .

بدأ الإحراج يتمكن من وجه يونجي وقال :" أتقصدين أن بإمكان  الاشباح رؤيتي ؟ “

أومأت سويون بنعم .

ليكمل يونجي : "أنتي تمزحين صحيح ؟“

لتقول سويون :" لا “

ثم غيرت نبرتها لنبرة مليئة بالخبث :" ما الذي يخيفك إلي هذه الدرجة يونجي ؟“

تظاهر يونجي بالقوة :"ماذا ؟ .. لا لا شئ .“

كان يونجي من هواة الباليه .. و لم يكن يعرف سوي عدد قليل من الحركات و دائماً ما كان يحاول تقليدها في منزله .

غيرت سويون  الموضوع و هي تقول : "يجب أن أذهب لمدينة الأشباح .“

قال يونجي بسخرية: "من الطبيعي أن يكون حكيم في عالم الأشباح الطبيعي جدا .“

قالت سويون : "أنا كنت مذهولة مثلك لكنني اعتدت الأمر .“

سألها يونجي : "و لِم لَم تذهبي إلي ذاك الحكيم حتي الآن “

ردت بخجل : "لأنني لا أعرف أين مكانه “

ليتفاجأ يونجي قائلاً : "و هل تتوقعين مني أن أعرف مكانه ؟“

لتنظر سويون للجهة الأخري و هي تقول بنبرة تسودها الغباء : "ماذا ؟ أأنت لا تعرف حقاً ؟ .. ظننتك تعرف كل شئ تقريباً .. لقد حصلت علي المركز الأول علي الكلية لسنتين متتاليتين“

حدق يونجي فيها غير مستفهماً ليقول :" ماذا ؟ هل لإنني حصلت علي المركز الأول سأعلم أين يوجد حكيم الأشباح ذاك .

لتصمت سويون ، و يستفز يونجي إثر صمتها فيمسكها من وجنتاها بيده و يحركها بتجاهه و هو يقول : "إنني الأول علي الكلية و لست عالِم أشباح .“

لتقول سويون بمرح : "فهمت ، فهمت .. اترك وجهي“

ليبتسم يونجي و يترك وجهها بقوة ، ليجد أن الحمرة قد كست وجهها إثر قبضته القوية.

مسحت سويون خديها و هي تقول بلوم مستفز : " لم يكذب البعض عندما قالوا أنك عديم الرحمة يونجي .“

لم تكن تلك المرة الأولي التي يسمع فيها كلام مشابه ، دائما ما تنهال عليه التعليقات السخيفة كتلك .

قال يونجي بعدم اكتراث : " و إن يكون ، فليقل من يريد من يشاء .“

لتخطر علي سويون فكرة و تقول بمرح : "أأريك بوابة عالم الأشباح ؟“

تفاجأ يونجي قائلاً : " ماذا ؟ الآن .. لا انسي ، أريد النوم الآن .“

ابتسمت سويون ابتسامة بالية لتقل : "لا أستطيع النوم .“

ليسأل يونجي : "ماذا ؟ ألا تستطيع الأشباح فعل ذلك ؟“

ردت سويون و ما زالت ابتسامتها مرسومة علي وجهها :"لا .. لا نستطيع النوم أو تناول الطعام أو شرب المياه أو حتي التبول و إطلاق الريح “

قال يونجي بنبرة ساخرة مائلة أكثر للبرود :" هذا ما كان ينقصني أن تطلقين ريحاً في بيتي .“

فتحت سويون مقلتاها علي أخريهما و قالت بعصبية مفرطة : ماذا و من قال لك أني سأفعل حتي و إن كنت علي قيد الحياة“

ثم ابتسمت و كأنها تذكرت شيئا ما و قالت بخبث : "ألا يذكرك إطلاق الريح بأساتذة الجامعة ؟“

ضحك يونجي كما لم تره من قبل فهي معتادة علي ذلك الوجه المتحجر العابس الذي لا تدم ابتسامته سوي لثوانٍ معدودة .

قال يونجي بخجل : "حسناً .. يجب أن أخلد للنوم الآن .“

ابتسمت سويون و أومأت : "حسناً تصبح علي خير .“

أغمض يونجي عينيه و ما زالت الابتسامة تعلو وجهه و لكن لم تمر نصف دقيقة حتي فتحهما مرة أخري و وجه كلامه إليها : "هل ستظلين واقفة هكذا تراقبينني بينما أحاول النوم ؟“

شعرت سويون بالإحراج و قالت : "آسفة ، سأذهب الآن“

رسم يونجي علي شفتيه ابتسامته المعهودة ، تلك الابتسامة الساحرة التي توحي بالكثير و من ثم اغمض عينيه قائلاً : "إلي أين ؟ يمكنك المكوث“

ثم فتحهما و نظر لها بثقة :" لا ألومك إن كنت ستراقبينني أثناء نومي ، فأنا ساحر و جذاب لا يمل أحد من تأملي.“

ثم أغمض عينيه مجدداً ، ليترك سويون تتعامل مع نبضات قلبها السريعة و فجأة ظهر لون فيروزي من محيط قلبها و توهج بشدة .

لتقول بسرعة :" يونجي هل رأيت هذا ؟ “

لتجد أنه لا رد من يونجي لتتيقن أنه قد غفي ، و فجأة ينخفض ذاك الضوء تدريجياً حتي يختفي ذلك الوميض تماماً .

Continue Reading

You'll Also Like

122K 3.2K 38
wander ; verb to move about without a fixed course , aim or goal . " im just living.." - r'monei
110K 4.3K 9
2 tom dylogii ,,Agony"
1.1M 55.7K 83
"The only person that can change Mr. Oberois is their wives Mrs. Oberois". Oberois are very rich and famous, their business is well known, The Oberoi...
29.4K 2.1K 51
𝐭𝐡𝐞 𝟐𝐧𝐝 𝐛𝐨𝐨𝐤 𝐨𝐟 𝐬𝐡𝐨𝐫𝐭 𝐬𝐭𝐨𝐫𝐢𝐞𝐬 𝐚𝐛𝐨𝐮𝐭 𝐨𝐥𝐢𝐯𝐢𝐚 𝐫𝐨𝐝𝐫𝐢𝐠𝐨 𝐚𝐧𝐝 𝐲/𝐧'𝐬 𝐦𝐞𝐞𝐭-𝐜𝐮𝐭𝐞𝐬/𝐥𝐨𝐯𝐞 𝐬𝐭𝐨𝐫𝐢�...