غارقات في دوامة الحب

By MarwaKamila

6.9K 43 45

عاد رح انشرها كاااملة عشان عيونكم More

1
14
15
16
17
18
19
20
22 +23
24
25
26

21

290 3 0
By MarwaKamila

الجـــــزء الـــ 21 :

حطت نجلاء سماعة التلفون وهي تتأفف .. هذي خامس مرة تدق على سعود بس ما يرد .. امس بالليل ما شافته لأنها نامت قبل لا يوصل والصبح مثل العادة طلع قبل لا تصحى .. والحين قرب الليل يحل واذن المغرب ولا دق حتى يتطمن .. يعني لهالدرجة شغله نساه يكلم ولو دقيقة عالأقل يتطمن .. يدري اني لحالي بالشقة حتى خدامة معي مافيه ..

من ضعف الحيلة مالقت الا انها تكلم للمرة الاخيرة .. دقت وهي تنتظر صوته لكن بعد مافي رد ..

رجعت السماعة مكانها بعصبية .. وقامت وراحت للبلكون .. كانت الدنيا اظلمت تماما فطلعت وطلت على مواقف السيارات الخاصة للعمارة .. دورت بعيونها مابين السيارات الموجودة .. ماكان فيه غير ثلاث سيارات ولا وحدة منهم لسعود .. رجعت دخلت وهي متوترة .. مو من عادته ما يرد لما ادق عليه ..

راحت لغرفتها معصبة وفكرة وحدة في بالها .. ان شغل سعود صار اهم منها بالنسبة له ..وانه معد صار يتلهف عليها وعلى صوتها مثل قبل .. وهالفكرة خلت دمعة تستقر بوسط عيونها .. اول مرة سعود يتصرف معها بهالبرود من تزوجوا .. طول الاسبوع اللي فات هاللي كانت تدق وتسأله عن اخباره لكن هو ماكان يدق عليها ..

قعدت على كرسي قدام تسريحتها وتلقائيا طاحت عينها على صورة لها معه يوم الزواج .. صورة فيها الكثير من الحميمية .. سالت الدمعة وتجمدت على خدها وعيونها مسمرة عالصورة ويدينها تحت خدها وذكرياتها ترجع لذاك اليوم ..

بعد فترة مو قصيرة رجعت لواقعها وانتبهت لسعود واقف مستند عالباب بيد وحدة وابتسامة حنونة على وجهه .. لحظة سكون بينهم ومحد تكلم لكن عيونهم متعلقة ببعض .. زادت ابتسامة سعود وانتبهت نجلاء لدموعها فبسرعة مسحتها وهي منزلة راسها للأرض ..

نجلاء بنبرة حزن : وش جابك الحين ؟!.. باقي على نهاية الدوام ثلاث ساعات ..

نزل سعود يده ومشى خطوتين لها : تسأليني وش جايبني .. يعني ماعجبتك هالمفاجأة ..

سكتت نجلاء وهي تمسح دموعها مرة ثانية ..

سعود وهو لازال واقف في مكانه : شكلها ما عجبتك .. تبيني ارجع للدوام ؟

نجلاء : لا .. بس مو من عادتك تترك الدوام ..

سعود وهو يتقدم ويركع قدامها بهدوء : رجعت عشانك .... ممكن تعلميني ليش هالدموع ؟

رفعت نجلاء راسها وحطت عينها بعينه : يعني ماتدري ليش ؟

سعود : لا ... مضايقك شي ؟!

نجلاء وهي تبعد وجهها عنه : طلع جوالك وشف .. وتعرف ليش انا متضايقة ..

مسك سعود يدها بحنية وباليد الثانية طلع الجوال من جيبه ولما شاف المكتوب ابتسم : خمس مكالمات لم يرد عليها .. وكلها من نجولة حياتي ..

التفت نجلاء له والعبرة خانقتها : واذا انت عارف اني ادق عليك ليش ماترد .. طيب اذا كنت ماتبي تسمع صوتي رد عالأقل عشان اتطمن عليك .. ( سالت دموعها ) .. والا انت ماتدري اني اتلهف على صوتك .. اذا ماكنت تبي تسمع صوتي قلي .. بس لا تخليني معلقة مدري شصاير عليك ..

ابتسم سعود بحنية وحط يده على خدها يمسح دموعها : افا حياتي .. انا مابي اسمع صوتك ؟!..

نجلاء وهي تبعد يده عنها : اجل ليش ماترد علي .. لي ساعات اتصل لك وانت مطنشني .. حرام عليك لي اسبوع ما شفتك ولا جلست معك .. بتحرمني حتى من صوتك بالتلفون ..

قامت واقفة بانفعال وسعود وقف معها .. مشت بتطلع من الغرفة لكنه مسك يده يمنعها ..

نجلاء : سعود اتركني ابي اجلس لحالي ..

سعود : اتركك وانت زعلانة علي .. ما اقدر ..

نجلاء : انت اصلا مايهمك زعلي .. لو اهمك كان......

قاطعها سعود وهو يبوس يدها بحب : بالعكس ... انتي اهم .. انتي اهم من حياتي يا حياتي ..

سكتت نجلاء وكمل سعود : وانا اصلا مستأذن من الدوام وجاي عشانك حبيبتي ..

رفعت عيونها له وهي مو فاهمة : عشاني ؟!!

سعود وهو يحضنها : لا تحسبين اني ما اشتقت لك حياتي .. انا مشتاق لك اكثر منك انتي .. لو اعيش عمري كله معك ماكفاني ..

غمضت نجلاء عيونها وهي تحس بهالكلمات تزيد الحب داخلها اكثر واكثر ..

سعود : ماكنت ارد عليك لأني كنت ابيها تكون مفاجأة .. وماجيت اليوم بدري الا عشان نقضي وقت سوا انا وياك .. ها شرايك ؟!

ابتسمت نجلاء : تسألني عن رايي .. اكيد موافقة ..

ابتعد سعود عنها وهو مبتسم : خلاص حياتي .. انا باخذ دش سريع على بال ما تتجهزين ..

نجلاء : ان شالله حبيبي ..

طلع للحمام وهي بدت تلبس .. من زمان كانت تنتظر مثل هالطلعة معه .. وخلال اقل من نص ساعة كانوا جاهزين .. طلع سعود من الغرفة بعد مالبس بدلة ولقى نجلاء جالسة بالصالة ولابسة عبايتها تنتظره ..

سعود : يالله حياتي ..

وقفت نجلاء بمرح وراحت لها وهي مبتسمة بعذوبة : ذراعك لو سمحت ..

وقف سعود لحظة ساكت مب فاهم .. بعدها ضحك ومد لها ذراعه .. ونجلاء بمرحها شبكت ذراعها فيه .. ..

نجلاء : اووكي ... مشينا ..

سعود : ههههههههههه ...

------

اندق الجرس في بيت ابو فهد .. وام فهد اللي كانت بالصالة طلبت من نايف يروح يفتح ..

ام فهد : نايف رح شف من اللي عند الباب ..

وقف نايف المسنتر دايما عند البليستيشن لعبته وطلع يركض برا .. وبعد اقل من دقيقة رجع يدخل وهو يلتفت وراه ..

نايف : يمه هذي مها بنت ابو فواز جيراننا ..

ام فهد : خلها تتفضل ..

مها وهي تدخل : نايف فيه احد ..

نايف : مافي احد مافي الا امي ..

دخلت وهي تشيل الطرحة عن وجهها : السلام عليكم ..

قامت ام فهد واقفة : وعليكم السلام .. حيا الله من جانا ..

راحت مها وسلمت عليها : شخباركم خالتي ..

ام فهد : بخير شلونكم وامك شلونها ؟

مها : بخير وتسلم عليك والله ..

ام فهد : الله يسلمها ... تفضلي مها .. اكيد جاية تبين ندى ..

ابتسمت مها بشوية انحراج : ايه والله خالتي .. جاية اسلم عليها .. انا دقيت عليها اليوم العصر وقلت لها وقالت لي تعالي ..

ام فهد : اها .. الحين نناديها لك .. مع انها المفروض تجي تستقبلك .. بس هالبنت الله يهديها ..

سكتت مها وهي تفكر .. شلون تفكر او تذكر تستقبلني وهالشوق عندها ..

ام فهد التفتت لنايف ولدها : نايف رح ناد اختك .. قلها ضيفتها وصلت ..

نايف اللي كان معطيهم ظهره تأفف .. وبنفسه يقول .. والله ابتلشت .. مافي احد يعرف يلعب زين بهالبيت .. وبعدين هذي شجابها .. اذا ندى ماتحبها ليش تعزمها ..

نايف وهو يتصنع الرضى ويقوم : ان شالله ..

طلع فوق ودق الباب على اخته ..

ندى اللي كانت تكلم المجروح بالشات مثل عادتها بالفترة الأخيرة ارتبكت على بالها امها ..

ندى : ميـــــــن ؟

نايف : انا نايف ..

ندى : شعندك ؟

نايف : ترا مها وصلت وامي قالت لي اناديك ..

تنهدت ندى بارتياح : طيب طيب شوي ونازلة بس بغير ملابسي ..

حست باخوها يروح ويبعد ورجعت تكلم المجروح ..

المجروح : حكاية وين رحتي ..

حكاية احساس : معك .. بس لازم اتركك الحين .. جتني ضيفة ..

المجروح : طيب ومتى اقدر اشوفك ..

حكاية احساس : ممكن اليوم بالليل .. او بكرة ..

المجروح : اووكي .. اشوفك غناتي ..

ابتسمت ندى برضى وودعته ببعض ابيات الشعر .. وقفلت النت وغيرت ملابسها وهي تتأفف كل لحظة والثانية .. كانت قد نست ان مها بتجيها .. مع ان مها مالها ساعتين متصلة .. بس الوقت اللي خذاها وهي تكلم المجروح نساها ..

نزلت تحت ولما دخلت شافت مها تسولف مع امها ..

ندى وهي مبتسمة : اهلين مها .. منورتنا ..

قامت مها وهي تبادلها الابتسامة وسلمت عليها وبعد اخذ الاحوال ..

ندى : مها تبينا نجلس هنا ولا فوق بالغرفة ..

مها : عادي اللي يريحك .. بس اخاف نقعد هنا ونزعج خالتي ام فهد ..

ام فهد مبتسمة : ابد خذي راحتك .. انتي منا وفينا ..

كانت مها تتمنى انها تروح للغرفة فوق .. لان ندى نزلت ويدينها فارغة .. الجوال مو معها معناته خلته فوق بالغرفة ..

مها : انا اقول فوق احسن .. عشان ما نزعج احد ..

ندى : اوكي اجل .. انتي اطلعي فوق لغرفتي .. وانا بروح للمطبخ بجيب لنا شي نشربه .. انتي ضيفة لازم نضيفك ..

مها ضحكت باصطناع : ههههههه .. عادي اذا يتعبك مو لازم ..

قاطعتها ام فهد : لا لازم .. مهما كان انتي ضيفتها ..

ندى : خلاص اجل اسبقيني لفوق ..

راحت ندى ناحية المطبخ ومها رقت الدرج .. وبنص الدرج سمعت احد يتنحنح فبسرعة لفت الطرحة وتغطت .. كان فهد هو اللي نازل .. لابس بدلة وقبعة من الستايل الكلاسيكي اللي ذوب مها بمكانها ..

فهد نزل الدرجات وهو مقطب لأنه ماعرفها اما مها بعدت شوي عن طريقه وابتسمت بفرح لأنها شافته ..

مها بنبرة ناعمة : شلونك فهد ؟

فهد شك انها مها : الحمدلله بخير .. شلونك انتي ؟

مها ذاااب كلها بالأرض .. ما صدقت انه قاعد يكلمها : تمام ..

فهد : عن اذنك ..

وكمل طريقه نازل .. مها شافت الجوال بيده .. ان ماوصلت لك يافهد ماكون مها .. وبعلمك انا من اكون ..

طلعت فوق لغرفة ندى ودخلت ..

اما فهد سأل امه : يمه من هي هذي .. مها ؟

ام فهد : ايه هذي مها بنت ابو فواز ..

فهد وهو يتلفت يمين وشمال : يمه وين شوق اجل .. ما شفناها اليوم ؟

ام فهد تنهدت بحيرة : والله ياحبيبي انا مثلك مستغربة .. ما شفتها اليوم .. من امس وهي حابسة نفسها بغرفتها لا فطور ولا غدا .. حالها مو عاجبني من كم يوم .. الظاهر العيشة عندنا ماعجبتها ..

فهد تفاجأ من هالاحتمال اللي ماخطر على باله ابدا : لا يمه وش هالكلام ..

ام فهد : انا اقول يمكن .. معد صارت تقعد معنا كثير ولا تكلم احد كثير .. اغلب وقتها بغرفتها .. الوضع هنا ماعجبها ..

فهد : يمه لا تقولين مهما كان حنا اهلها الباقين لها ..

ام فهد : والله ما ادري هذا اللي اشوفه

فهد سكت فترة : طيب يمه انا طالع تامريني بشي ؟

ام فهد : مايامر عليك عدو .. رح والله معك ..

طلع فهد من جهة وندى طلعت من المطبخ من جهة ورقت لغرفتها ..

مها فسخت عبايتها وحطتها على وحدة من الكراسي مع الشنطة .. طلعت الجوال بسرعة وتلفتت تدور عن جوال ندى .. كانت الغرفة شوي حوسة .. لفت بعيونها عالغرفة كله بس ما لقت شي .. عالكومدينه .. عالتسريحة .. عالمكتب وجنب الكمبيوتر بس ما لقت ..

بهاللحظة دخلت ندى عليها وحاولت تبين طبيعية ..

ندى وهي تحط صينية العصير على طاولة بنص الغرفة : تفضلي مها .. بروح انادي شوق ..

مها وهي تحاول تبين لطيفة : ايه صدق وينها ليش مانزلت ..

ندى مبتسمة : والله هي تعبانة هاليومين ..

جعله دووم ان شالله مريضة ومعد نشوفها هالدخيلة ...

زادت ابتسامة مها المتصنعة : سلامتها ما تشوف شر ..

ندى : الشر ما يجيك ..

وقبل لا تطلع ندى من الغرفة خطرت فكرة ببال مها بشكل خاطف ..

مها : ندى ..

ندى وهي تلف لها : هلا ..

مها : امم .. ممكن جوالك شوي .. جوالي مفصول .. وامي طلبت مني ادق عليها واطمنها اني وصلت عندك ..

فهمت ندى وهزت راسها برحابة صدر : ايه اكيد مافي مشكلة ..

طبعا مها كانت تكذب جوالها مو مفصول بس استخدمته عذر عشان تاخذ رقم فهد .. ندى راحت عالكومدينه تدور جوالها بس مالقته .. حاست عليه ببقية انحاء الغرفة ..

ندى : وين ذلف .. ( ابتسمت ) تدريني دايما انسى وين حطيته ..

راحت لحوسة اللحاف والمخاد عالسرير ولقت الجوال مدفوق بينهم ..

ندى وهي تضحك : لا تلوميني .. لا تاخذين بخاطرك على هالحوسة ..

مها : لا ولا يهمك ..

حطت ندى الجوال عالكومدينه والتفتت لها : مارح تكلمين الا لما تشربين عصيرك ..

انصاعت مها وخذت لها كاس وقعدت على وحدة من الكراسي .. وندى طلعت من عندها وراحت لشوق وخبرتها ..

شوق بدون نفس : وهذي شجابها الحين ؟

ندى : شفيك شوق .. تراها سألت عنك ..

التفتت شوق لها بعدم تصديق : سألت عني .. شتبي ؟

ندى : جاية تسلم وتجلس معنا .. اهم شي روحي عندها الحين لا تقعد لحالها وانا بنزل شوي للمطبخ وبجي ..

شوق بضيق : ندى ترا مالي خلقها هذي الحين ..

ندى : معليش .. بس تصدقين احسها اليوم متغيرة تضحك وتتبسم وحتى بكلامها مؤدبة غير عن قبل ..

شوق : ان شالله دوم مثل ما تقولين ..

ندى : طيب قومي اقعدي معها لما اجي ..

قامت شوق منصاعة ..

اما مها قعدت تشرب كاسها بسرعة وعينها على جوال ندى .. حطت الكاس وراحت للجوال وهي مرتبكة لا يدخل عليها احد ويشوفها .. بسرعة وبارتباك طلعت اسم فهد وسجلت رقمه بجوالها .. وانتفضت لما سمعت الباب ينفتح .. رفعت راسها لقتها شوق واقفة ويدها على مسكة الباب وملامح وجهها عابسة وجامدة .. ونظراتها على جوال ندى بيدها .. بعدها رفعتها لمها .. كانت نظرات غريبة اربكتها ..

مها تحاول تلطف الوضع : قاعدة اتصل على امي ..

شوق وهي تدخل وتسكر الباب وراها : تفضلي خذي راحتك ..

مها وهي تحاول تضبط اعصابها : لا بس تراني استأذنت من ندى .. عشان بس ماتقولين استخدمت الجوال بدون اذن ..

راحت شوق وجلست على طرف السرير ونظراتها الغريبة اربكت مها اكثر واكثر : خذي راحتك .. حتى لو ما استأذنتي .. ندى مارح تخالف ..

هزت مها راسها مبتسمة وهي تأشر بالجوال بيدها : طيب عن اذنك بكلم ..

دقت على امها وخبرتها .. وامها استغربت حرصها انها تخبرها .. بس مها لازم تسوي كذا عشان يبين كل شي طبيعي ..

رجعت الجوال عالكومدينه وراحت لصينية العصير وخذت كاس عصير ثاني وقدمته لشوق : تفضلي ..

ناظرتها شوق لحظة مستغربة من تصرفاتها .. خذت الكاس وهي تشكرها ..

مها : سلامات .. قالت لي ندى انك تعبانة ..

شوق : الله يسلمك .. تعبانة شوية بس ..

رجعت ندى للغرفة ومرت ثلاث ساعات وهم سواليف الا شوق اللي كانت اغلب الوقت صامتة وتسمع بس واغلب الوقت تسرح وتشوف ساعة يدها كل فترة والثانية ..

كانت تحسب الساعات والدقايق والثواني اللي بيوصلون فيه خالتها ايمان وعيالها .. بكرة بيوصلون .. ما تقدر تصبر لما يجي بكرة .. تبي تطير لهم طيرااااان ..

مها انتبهت لها وسألت بهدوء : شفيك كل شوي تشوفين الساعة .. يعني لهالدرجة تبيني اروح .. مثقلة عليك انا ؟

رفعت شوق عينها لها وهي مستغربة من تحليلها للموضوع بهالشكل ..

شوق ببرود : احد قال انك مثقلة علي ..؟

مها : شكلك يقول ..

ابتسمت مها بتصنع ابتسامة واهية ساخرة .. اكيد ماتبيني .. شكلك يقول .. بس انا اوريك ..

ندى ضحكت تلطف : مها لا بالعكس .. انا اعرف شوق .. هي تنتظر بكرة يجي عشان خالتها بتجي من الشرقية بيشوفونها ..

ابتسمت شوق لأن ندى فاهمتها ..

شوق : هذا هو السبب ..

مها هزت راسها وهي مو مقتنعة : اهاا ..

شافت مها ساعتها وقامت واقفة : يلله بنات انا بروح امي موصيتني لا اتأخر ..

وقفت ندى معها اما شوق ظلت جالسة عالسرير .. خزتها مها بنظرة يعني قومي واقفة وودعيني زي الناس .. لكن شوق تجاهلت هالنظرة .. نفسيتها مرة زفت ومالها خلق تسوي أي حركة ..

ندى وهي تلتفت على شوق : شوق يالله قومي انزلي معنا ..

شوق : لا ندى مابي ..

راحت ندى وسحبتها من يدها : قومي بلا دلع .. طول اليوم وانتي بالغرفة مانزلتي ابدا .. قومي غيري جو ..

سحبتها ندى معها بالغصب وطلعوا مع مها بعد مالبست عبايتها ..

سلمت مها على ام فهد وطلعوا للحوش .. شوق وقفت اعلى درجات المدخل وندى مشت مع مها لباب الشارع وقبل ما يفتحونه انفتح ودخل منه فهد ..

فهد : السلام عليكم ..

مها + ندى : وعليكم السلام ..

ندى : فهد جاي بدري اليوم ..

فهد : خلصت السهرة بدري اليوم .. وبعدين مافي فرق عن رجعتي كل يوم .. كل الفرق نص ساعة .. ( التفت عنهم شاف شوق واقفة تراقبهم وهي معقدة يدينها على صدرها ومستندة براسها وكتفها عالجدار ) .. عن اذنكم .. ( والتفت لمها ) .. وسلميني عالوالد يا مها ..

مها وقلبها يدق من اسمها بصوته : يوصل ان شالله ..

تركهم فهد وراح للمدخل مبتسم .. كلام امه اليوم خوفه لكن يوم شافها الحين حس براحة شوية ..

شوق اول ماشافته يدخل البيت دق قلبها وتسارعت نبضاته .. ولما شافته يقبل ناحيتها حست بالحرارة تشتعل بوجهها .. لكن كل هذا مابين عليها من تعبها ..

تعدلت بوقفتها ونزلت يديها ..

فهد وقف عندها مبتسم : سلامات ما شفناك اليوم ..

شوق بصوت مبحوح : سلامتك .. ولا شي بس تعبانة ..

كانت مها تراقب فهد وهي يبعد عنهم لكن ندى نبهتها : مع السلامة مها وسلميني على رشا والماما ..

مها وهي تبوسها من خدها : انشالله يوصل ..

وقبل لا تطلع التفتت لفهد وشوق مرة ثانية .. ولما شافته يتكلم ويتبسم معها حست بناار تشتعل بداخلها وغيظ كبيير .. واللي شافته خلاها تصر عالخطوة المقدمة عليها ..

طلعت مها وندى راحت لشوق وفهد : من تحشون فيه ..

شوق : ما نحش في احد ..

فهد : نحش فيك انتي ..

شهقت ندى : وليش ان شالله تحشون فيني .. ماعجبتكم انا ولا ماعجبتكم ..

فهد يعاند : لا ماعجبتينا ..

ضحكت شوق : ههههههههه ..

ندى وهي تضمها : ياربي .. من زمااااان ماسمعنا ضحكتها .. ولا لا يافهد ..

فهد : في هذي صدقتي .. البيت فاقد ضحكتها ..

نزلت شوق راسها والحيا صبغه .. وندى التفتت لها بخبث وضربتها بخفة بكوعها ..

ندى : يا بختك .. انا وانا اخته ..الكلمة الحلوة منه بالموت احصلها ..

دخلت مها لبيتهم وهي تفوور غيظ وقهر.. اللي شافته اليوم ابدا مايطمن بخير .. تجاوزت الصالة للدرج بدون ماتتلفت او حتى تسلم ..

ام فواز انتبهت لها واستغربت من هيئتها : وين رايحة مها ؟

وقفت مها وهي تتأفف بمكانها : معليش يمه راااسي مصدع وبروح انوم .. تصبحين على خير ..

ام فواز وهي تهز راسها حسرة : وانتي من اهله يا بنيتي ..

طلعت مها لغرفتها ورمت الشنطة والعباية بفوضوية عالسرير وبسرعة دقت على رقم بدور ..

وصلها صوت بدور بلهفة :هلا مهوي .. ها بشري شسويتي ؟

مها بعصبية : بنفجر من القهر يابدور .. بنفجر ..

بدور استغربت : ليه شفيه ؟

مها : بيذبحني هالفهد .. ياربي مايحس ..!!

بدور بنفاذ صبر : علميني عاد شصار ؟

مها باصرار وقوة طغت على صوتها : بـــدوور .. اسمعيني .. فهد هذا لااازم اوصله مهما كان ..اللي شفته اليوم ابدا مايطمن ..

بدور : طيب وش شفتي .. اول شي جبتي الرقم اللي طلبته منك ؟!

مها : ايوه حصلته ..

بدور : حلووو !!..الحين عطيني اياه وخلي الباقي علي .. ان ماخليت فهد لعبة بين يديك ماكون بدور ..

مها وهي تحوس بالجوال تطلع الرقم : انا عارفة انك قدها وقدوود .. خذي الرقم .. ******0555

بدور : اوووكي .. وصل اخيرا

مها : بدور استعجلي الله يخليك .. اللي شفته اليوم نغز قلبي ..

بدور :خبريني وش شفتي ؟

مها وهي تصر على اسنانها غضب وحقد : حاسة ان شوق خذت عقله .. اليوم ماعطاني وجه ومن شافها قعد يتبسم لها ويسولف ..

بدور بنبرة عدم اهتمام : طيب مها عادي .. بما انهم ببيت واحد طبيعي يصير بينهم اللي شفتيه ويسولفون مع بعض ..

مها بنبرة عدم ارتياح : اتمنى يكون مثل ماتقولين ..

بدور : اوكي حياتي .. احتاج لكم يوم قبل ما اقوله عنك .. محتاجة وقت عشان اتعرف عليه ويتعرف علي بعدين بخبره عنك ..

مها وهي تنسدح عالسرير باسترخاء وهي مستانسة بالخطوة اللي بتسويها : انتي اعرف مني بهالأمور .. سوي اللي تشوفينه بس ياليت ما تطولين ..

بدور : ابشــــري .. هاتامرين بشي ..

مها : سلامتك ..

بدور : بايوو

مها : بايات ..

---------

نرجع لجدة عند سعود ونجلاء .. بعد ماطلعوا من الشقة طلبت نجلاء انهم يتمشون عالكورنيش والبحر وبعدين يروحون يتعشون في وحدة من المطاعم الراقية ..

سعود وقف سيارته في وحدة من المواقف عالشارع والتفت لنجلاء اللي كانت سعيدة حدها بهالمشوار : يالله حياتي ..

نزلت نجلاء وبسرعة راحت وقفت جنب سعود وشبكت يدها بيده .. وبدوا يمشون ويسولفون ويتفرجون عالناس سواء كبار او صغار شباب او اطفال .. من كل الاعمار ..

نجلاء وعيونها على وحدة من القوارب المزينة بأنوار ملونة وتمشي بالبحر بتألق : وش كثر احب البحر .. اعشقـــه ..

سعود بهدوء التفت لها : أكثر مني ؟

سكتت نجلاء وابتسمت : انا من صغري وانا احبه .. مو بس اليوم .. يعني ماتوصل لدرجة انك تغار منه ..

سعود وهو يلف عيونه عنها ويركز بالممشى قدامه والناس : اللي يهمني انك ماتكونين تحبينه اكثر مني .. هذا اهم شي ..

نجلاء بمرح : واذا قلت اني احبه اكثر منك ..

سعود بدون ما يلتفت لها : على كذا انا بسكت ولا رح اتكلم لما تكرهينه مرة وحدة ..

نجلاء وهي تضحك : اكرهه ..حرام عليك فيه احد يكرهه ؟!

سعود وهو يراقب مجموعة اولاد يلعبون كورة ويتراكضون ورا بعض : مافي شي بيرضيني غير كذا ..

نجلاء مازالت تضحك : يا حليلك والله .. توني اكتشف الحين انك غيوور درجة اولى ..

سعود : كنت اظن انك فاهمتني من زمان ..

نجلاء : انا فاهمتك .. بس بعض الاحيان تتصرف بغرابة .. يعني معقولة فيه احد يغار من البحر ..

سعود وه يهز كتوفه بلا مبالاة : انا ...

نجلاء : هههههههههه ..

سعود شد قبضته على يدها وتمتم بكلمات مافهمتها نجلاء ..

نجلاء وهي تلتفت له مقطبة ومبتسمة : وش قلت ؟

سعود لازال صاد بوجهه عنها ولا التفت لها : اقول الله لا يخليني من هالضحكة ..

نجلاء : متأكد انه هذا اللي قلته ؟

سعود : عندك شك ..

نجلاء تضحك على اسلوبه الغريب معها اليوم : ههههههههههه .. لا ابدا عمري ما شكيت فيك ولا بشك ..

سعود بدون سابق انذار : وانا عمري ما حبيت غيرك ولا بحب ..

ضحكت نجلاء بخجل وحست بالحرارة بخدودها .. سعود هذا احيانا يقول كلام مايعنيه ويعنيه بنفس الوقت .. ما تقدر تفهمه بهاللحظات ..

نجلاء وهي تشد يدها على يده : سعود ..

التفت لها بصمت ..

نجلاء مبتسمة : شفيك ..؟!

سعود وهو يرجع يصد عنها : ..... مريض ..!!

بلمت نجلاء ووقفت عن المشي ويدها للحين بيد سعود اللي وقف معها غصب عنه ..

سعود وشبح ابتسامة على وجهه : شفيك وقفتي ؟

نجلاء بحالة صدمة تناظر فيه : مريض ..؟!

ضحك سعود ورجع يمشي وهي يسحبها معه : يعني ما تدرين اني مريض ..؟

نجلاء وقفت وسحبت سعود من يده وباليد الثانية تحسست جبينه : سعود حبيبي تعبان .. نرجع للبيت ؟

زادت ابتسامته ونزل يدها وسحبها معها لمكان وجلسوا فيه ..

سعود وهي يتنهد : اللي فيني قلبي .. هو اللي تعبان .. تدرين حبيبتي كل يوم اصحى الصبح والقاك جنبي اتولع فيك اكثر واكثر ..

نجلاء احترررقت من فوقها لتحتها : سعووود .. خلاااص تراني احترررقت ..

سعود : ههههههههههه ..

نجلاء وهي تتنهد بعمق وتحطت يديها عالطاولة : وانا وش اقول .. تصدق هالاسبوع اللي مر حسيته شهر من طوله .. بس عشانك كنت غايب عني ..

سعود : انا حسيتها سنة مو شهر .. كنت انتظر الدوام ينتهي بس عشان ارجع البيت واشوفك .. ولما ارجع القاك نايمة .. يكفيني ( ويستند عالطاولة مثلها ) بس اشوف وجه الملاك هذا ..

نجلاء تبي تضيع الموضوع فقامت واقفة : شفيك قعدت يالله يالله قم .. فيني طاقة ابي امشي ..

راحت عنه وهو قام وراها وهو يضحك .. فجأة رن تلفونه ..

نجلاء اللي كانت تمشي وهي عاضة على شفايفها وودها تطير من الوناسة .. تحس قلبها قاعد يقفز فرح وسعادة .. كانت واثقة ان سعود يمشي وراها لكنها لما التفتت وما لقته استغربت ..

شافته واقف قريب من المكان اللي كانوا جالسين فيه ويكلم بالتلفون فرجعت له بحيرة من المكالمة الغريبة ..

سعود لما شافها قربت منه ابتعد عنها وهي تسائلت اكثر .. واضح انه مايبيها تسمعه .. فوقفت مكانها تنتظره لما يرجع ..

طال انتظارها وهي تراقبه يكلم .. لاحظت عليه الانفعال وهو يتحدث ويحرك يديه بعصبية ظهرت على ملامح وجهه المنفعل .. ماكانت تسمع وش يقول بس لسبب مجهول قبضها قلبها وحست بالقلق ..

رجعت لذات الكرسي وجلست عليه تنتظره .. وفيما هي على هالحال سرحت في أمور كثيرة .. من بينها البحر اللي قدامها وأمواجه .. الأطفال اللي حولها يتراكضون بكل جهة .. القوارب المنيرة بكل الالوان تشق البحر .. واهمها .. سعود والمكالمة الغريبة اللي عفست ملامح وجهه ..  

رجع سعود لها مبتسم وكل تعبير غريب ومنفعل كان على وجهه اختفى الحين .. اللي خلاها تقلق أكثر .. بس رغم ذلك وقفت له ..

نجلاء : شفيك ؟!

سعود ولا كأنه مر باللي مر فيه : انا ؟!

نجلاء وهي تتمالك خوفها : ايه انت .. من كنت تكلم ؟؟!

سعود وهو يرجع الجوال بجيبه : مافيني شي .. والمكالمة مو مهمة لا تخافين ..

سكتت نجلاء وهي تناظره مو مصدقة وتتذكر شكله وهو يكلم : بس انت كنت.......

قاطعها سعود : ماعليك ولا تشيلين هم .. ماتبين نروح نتعشى ؟!

احترمت نجلاء رغبته وقفلت الموضوع : اذا تبي انا ابي ..

سعود : اجل خلينا نروح ..

قامت نجلاء ومشت معه جنبا الى جنب .. وهي مو قادرة تترجم هالاحساس بالخوف اللي تحس فيه .. التفتت بطرف عينها لسعود اللي ظل يمشي جنبها وهو يصفر بألحان تبحث بين ملامحه لأي تعبير للي شافته وهو يكلم .. بس كل شي اختفى ..

أجل ليش تحس بالرهبة والخوف الحين ؟!.. يكفي انها مع سعود الحين .. اجل ليش خايفة ؟!..

لا يكون صاير له شي وفيه شي ولا علمني ؟!..

توها بترجع تسأله لكنه سبقها وتكلم : حياتي وين تبين نتعشا ؟!

نجلاء بعد صمت هزت كتفها : .... اللي يريحك ..

صاروا قريب من السيارة الحين ول واحد ركب في مكانه ..

سعود بعد ماركب وسكر الباب : باخذك لمكان جديد ويقولون انها راقي وحلو

نجلاء تتصنع المرح : اوكي مثل ماتبي ..!!

------------

في الجامعة كانت نفسية شوق غير عن الكم يوم اللي فاتت .. تضحك وتسولف مع اللي حولها وحاولت قدرماتقدر تكون طبيعية بهاليوم .. وماقدرت حتى تخفي حماسها عن الكل ..

نوال : الشوق فرحاااانة اليووم حدها ..

نوف قاطعتها : ماتدرين .. الحبايب اليوم بيجون من الشرقية ..

نوال : اهااااا .. قولوا كذا من زماااان ..

شوق وهي تضحك بحماس : وش اقوول وش اخلي .. مع انها كم شهر الا اني احسها سنة .. ( وقامت فجأة ).. بنات قوموا نتحرك ونمشي .. مليت وانا جالسة ..

نوف بعد ماوقفت معها : انا بروح لجميلة طالبة مني مجموعة اوراق .. وبلحقكم ..

شوق : خلاص اجل لما تخلصين دقي علينا ..

تفرقت عنهم نوف وراحت باتجاه ونوال وشوق راحوا بجهة ثانية ..

بمكان قريب كانوا مها وبدور يمشون مع بعض .. بدور تسولف على مها عن المخطط اللي بتنفذه ومها تسمع وهي مستانسة ومنشرحة عالاخير .. بدور عبقرية وحريفة بهالاشياء وبتقدم لها فهد على طبق من ذهب ..

مها وهي تتنهد بحالمية : آآآخ .. متى يجي هذاك اليوم اللي يكون فيه فهد لي ..

بدور وهي تضحك : قريييييب ان شالله .. لا تشغلين حالك .. مادام بدور موجودة تطمني ..

مها : وانا عارفة انك بتسوينها ..

سكتت مها ووقفت عن المشي لما طاحت عيونها عالبنتين اللي يتقدمون ناحيتهم ومنشغلين بالضحك والسوالف مع بعض ..

بدور وقفت مع مها واستغربت .. التفتت للجهة اللي تناظر فيها .. شوق من ناحية انتبهت لمها الواقفة تناظرها .. تبسمت لها بأدب ..

شوق وهي توقف قدامها ونوال جنبها : صباح الخير مها ..

مها بدالتها الابتسامة بصعوبة .. ورجع قلبها يحترق من اللي شافته ليلة البارحة : هلا صباح النور .. كيفك ؟

شوق : تمااام ..

مها : وينك مانشوفك بالجامعة .. ندى شفتها مرة او مرتين لكن انتي مانشوفك ..

شوق تهز كتفها بسعادة : المحاضرات هاللي تحكم ..

مها تلتفت لبدور : بدور .. هذي شوق بنت عم ندى .. ( رجعت التفتت لشوق ) هذي صديقتي بدور ..

بدور بلمت من شافت هالبنت تقبل لهم .. واللي زاد دهشتها انها صارت شوق نفسها اللي تتكلم عنها مها بشي من الحقد والكره ..

شوق تتبسم لبدور : مرحبا بدور كيفك ؟

بدور ابتسمت لها بدورها : تمام كيفك انتي ؟

شوق هزت راسها برضا : ماشي الحال .. وهذي نوال ( تاشر عليها )

سلمت عليهم نوال وبعدها تعدوهم ومشوا مبتعدين ..

مها لما تأكدت من ابتعاد شوق عنهم لفت لبدور : هذي شوق اللي كلمتك عنها .. واللي تبي تاخذ فهد مني .. بس انا مارح اخليها ..

بدور للحين بغمرة المفاجأة اللي كلت لسانها : تصدقين .. ما توقعتها كذا ..

مها تلتفت لها بسخرية : اجل شلون متوقعتها حضرتك ؟!

بدور وهي تلتفت للجهة اللي مشت فيها شوق وترجع لمها وبوجهها شي من الانبهار : جنــاان ..!! .. مرة مرة حلوة .... مالوم فهد ..

مها وقفت بوجهها بعصبية ويدها على خصرها : وش قلتـــي ؟!!!...

بدور انتبهت لعصبيتها : شفيك .. انا قلت رايي بالبنت ..

مها وهي مقهورة حدها : ان شالله لو كانت ملاك مارح اخليها تاخذ فهد .. بوقف لها مارح اخليها ..

بدور وهي تبتسم لها : وش فيك مهوي .. قلت لك بساعدك لا تخافين ..

مها بشي من الخوف : اخاف عقب ما شفتيها هالكريهه تتراجعين ..

بدور : افاا عليك .. انا عطيت كلمتي .. ووعدت ..

بعد الظهر الكل قعد عالغدا وتغدا الا شوق ماحضرت .. ابو فهد كان ملاحظ هالشي لكنه كان ساكت ولا علق .. ندى كانت ساكتة وخايفة لا يسأل ابوها عنها ماتدري وش بتقول لأنها ماتدري وش السبب اللي يخلي شوق تتغيب عن سفرة الغدا غير السبب ذاك ... حتى ندى ماكانت ملاحظة عليها السعادة اليوم لأن الوقت ماسمح لهم يلتقون بالجامعة ولما رجعوا للبيت توجهت شوق مباشرة لغرفتها بدون ماتشوف احد ..

ابو فهد من كم يوم قرر يتكلم مع شوق بس حب يسأل ندى بالأول ..

فبعد الغدا طلب ابو فهد من بنته تلحقه عالغرفة .. ندى في البداية استغربت ابوها يطلبها على انفراد .. بس بالنهاية تبعته ودقت باب الغرفة ..

ابو فهد : تعالي ندى ..

دخلت ندى وشافت ابوها جالس في الجزء من الغرفة الموجود فيه المكتب .. يطرق باصابعه عليه ويفكر ..

ندى وهي تتقدم : سم يبه بغيت شي ..

ابو فهد وهو يوقف ويتكلم بهدوء ورزانة : ندى انتي تعرفين وش فيها شوق ؟

ندى تبلعمت : انا ؟

ابو فهد وهي يأكد وبنبرة هادية مربكة : ايه انتي .. انا عارف ان فيها شي وانها متضايقة من فترة لكن السبب هو اللي اجهله .. فاجلسي الحين وعلميني بكل شي .. احد مضايقها بهالبيت ؟

ندى : لا ابدا .. بس ...

او فهد يحثها عالمتابعة : بس ايش ؟

ندى كانت تفكر من فترة انها تخبر ابوها يحط حد عاللي يصير لشوق .. ووصلت لقناعة انها لازم تقوله .. والحين بعد ..

ندى بهدوء : متضايقة عشان عمي ..

ابو فهد مارد وسكت .. من شاف صورة اخوه وهو يشك بهالسبب ..

ابو فهد : اجلسي وعلميني ..

بعد ربع ساعة طلعت ندى وسكرت باب الغرفة وراها .. الحين حست براحة بعد ماطلعت كل اللي بقلبها لابوها .. بس شي واحد خايفة منه .. اذا درت شوق وش بتقول .. هي حذرتها من قبل لا يوصل شي لعمها..

بشكل تلقائي توجهت لغرفة شوق من طاريها اللي مر ببالها .. دقت الباب ووصلها صوتها ..

شوق : تفضلي ..

شي بنبرة صوتها خلاها تفتح الباب وتطل براسها ..

كانت شوق واقفة قدام التسريحة ومتكشخة كشخة كاااملة .. قطبت ندى ودخلت وسكرت الباب وراها ..

ندى وهي تتقدم مستغربة ومذهولة بذات الوقت : شووق .. وش قاعدة تسوين ؟؟

شوق وهي تحط غلوس : اللي تشوفينه ..

ندى وهي تشوف ساعة يدها : الحين ؟؟!

شوق : ايه الحين .. خلاص دخل العصر الحين ..

ندى : ايه بس على بال ماتوصل خالتك يبيلها ثلاث ساعات .. مو هي قالت لك انها بتوصل عالمغرب ..

شوق وهي تلتف لها بحماس : قالت .. بس خلاااص ما اقدر متحمسة حدددي .. مشتاقة لهم ماتتصورين كيف ..

ندى تذكرت الكلام اللي دار بينها وبين ابوها قبل دقايق : شوق ..

شوق وهي منشغلة تضبط تنورتها ردت بدون ماتلتفت : هلا ..

ندى وهي تعبث بأشياء مختلفة عالتسريحة تبعد عينها عن عين شوق : بقولك شي بس اخاف تزعلين مني ..

شوق رفعت عينها : وش فيه ؟

ندى : تراني علمت ابوي بكل شي ..

شوق وهي مب مستوعبة رفعت راسها : علمتيه ... عن وشو ؟!

ندى اختصرت : عنك ...

شوق وكأنها اللي توها اتوعت من صدمة : علمتيه ... ليـــــــش ؟!

ندى تحاول تبري نفسها : وش اسوي هو اصر علي اخبره ... وبعدين ( تحولت لنبرة اكثر جدية ) .. لا تحسبين ابوي ماكان حاس .. تراه حاس بكل شي يا شوق ... بس ساكت ..

شوق سكتت .. ماعرفت وش تقول او وشلون تفكر .. هذا الشي الوحيد اللي كانت تتمناه مايصير وبهالوقت بالذات .. لانها تعرف و مقتنعة انه بيسويلها مشاكل مع عمها هي بغنى عنها .. وراح تتفسر تصرفاتها وضيقها على انها عدم رغبة او عدم رضا بالعيش بهالبيت .. تفسير راح يكون بنظر عمها بهالشكل ..

رجعها صوت ندى للواقع : وبصراحة شوق .. انا حسيت براحة يوم علمته .. عالأقل يلاقي حل او يتصرف ..

سكتت شوق وهي تسرح .. وش دراك انتي .. انتي الحين طيحتيني بمشكلة .. شلون بواجه عمي ووشلون بيفهمني ..

رجع صوت ندى : ترا هذا لازم كان يصير من زمان ..

شوق وهي تهز راسها بحسرة : الحين انتي ورطتيني ..

ندى بدهشة : ورطتك .. أي ورطة .. مافي ورطة ولا شي ..

شوق وهي تلف عنها وتبعد : مارح تفهمين .. شلون بواجهه الحين ..

ندى : أي ورطة واي خرابيط ..

شوق بضيق : ولا شي ولا شي ..

ندى : شوق ترا عادي ابوي كان لازم يدري ..

شوق : .............

ندى : شوفي انا اللي علي سويته .. ومثل ماقلت لك هو اللي اصر واجبرني اقوله ..

شوق معطيتها ظهرها وساكتة ..

ندى رجعت لنبرتها المرحة : اوكي مادامك انتي لبستي انا بعد بروح البس .. ما ارضى تكونين احلى مني .. ما تدرين يمكن خالتك تخطبني لولدها مشعل ..

ابتسمت شوق غصب عنها رغم انها مازالت معطيتها ظهرها .. حست بالباب يتسكر فرجعت للتسريحة وهي تفكر .. ماتبي تنشغل بأي شي ثاني كل اللي ببالها الحين شلون بتستقبل خالتها .. كل ثانية وكل دقيقة تمر تحس بالوله والحنين اكثر .. بس ندى بتصرفها هذا ورطتني .. ماني مستعدة لأي مواجهات الحين .. وعمي اخاف يزعل ..

تراجعت عن التسريحة خطوتين وتأملت نفسها ويديها على خصرها .. مرة يمين ومرة شمال تتطمن عالشكل العام .. تشتت فكرها الحين مابين التفكير بخالتها الجاية بالطريق وبين عمها اللي اكيد بيواجهها ويستجوبها بأقرب وقت ..

مع مرور الساعات واقتراب الموعد نست الموضوع الثاني وخلت كل تفكيرها للساعة بيدها .. كل لحظة والثانية تحسب الوقت .. ونار الانتظار ولهفة الحنين يحرقونها ببطء وقسوة ..

لما جا اخيرا اتصال بالتلفون من الخالة تخبرهم انهم اقل من عشر دقايق وهم واصلين ..

ندى تنزل مع الشوق الدرج : يالله شوق ...

شوق وهي تشوف ساعتها كل شوي وبارتباك ..

ندى تضحك : ههههههههههه .. شفيك .. ابي اعرف ليش انتي مرتبكة .. تراها خالتك ..

شوق : وهي عشانها خالتي ما شفتها من زمان .. احس لي سنين ماشفتهم .. مو كأنها كم شهر ..

ندى بتململ سحبتها معها : بلا دلع يلللااا ...

وقفت قدام وحدة من الكنبات ودفت شوق من كتفها لما طاحت قاعدة عالكنبة وهي تضحك ..

ندى وهي تهز اصبعها بوجهها : اقعدي .. لما يوصلون .. تراك توتريني ..

حسوا بحركة جاية من فوق فالتفتوا كلهم شافوه فهد نازل .. عطاهم وهو ماشي نصف التفاتة وابتسامة جانبية سريعة وراح ناحية المجلس ..

ندى : شفتي .. حتى فهد يضحك عليك ..

نزلت شوق عيونها بانحراج .. فعلا كنت مبالغة بتصرفاتي لدرجة ضحكت فهد علي .. فهد اللي احسه قريب مني وبنفس الوقت غريب .. فهد اللي اضيع بنظراته لما تطيح عيني بعينه .. واللي يخفق قلبي لما يبتسم ..

واللي بعد يعتبر غموضه لغز بالنسبة لي .. أتمنى القى له جواب ..

ندى : ياااهوووه .. ( وتلتفت لناحية الباب المؤدي للمجلس وين كانت عيون شوق )

انتفضت شوق من صوتها العالي : وجع شوي شوي لا تصارخين ..

ندى وهي ترجع تلتفت لجهة باب المجلس : وين سرحتي ترا فهد راح من زمان ..

احمر وجه شوق وقامت رايحة للباب : انطمي .. كنت افكر بخالتي ..

ندى وهي تلحقها : تعاااااالي .. لسا مابعد جوا ..

شوق وهي تفتح الباب شوي وتطل بنص جسمها ونظراتها لباب الشارع وبسرعة تتراجع لداخل : ما كأنهم تأخروا ..

ندى تتهزا : & من كأنهم تاخروا & .. الا انتي اللي مدري شفيك ..

راحت راحت شوق ماشية للكنبة بس دق الجرس .. وشهقت وهي تمسك ندى من ذارعينها وهتفت بلهفة : جوا ..!!.. ندى جوا .. ( التفتت لنايف اللي توه نازل ) نيووف رح افتح الباب .. بسرعة نيووووووف ..

طار نايف برا استجابة لشوق اللي تعلق عيونها بالباب من بعده ويديها مضمومة لبعض ..

ندى تراقبها باستغراب .. مو معقولة مو لهالدرجة عاد ..

ندى : شوق....

لكن شوق ماسمعتها قاطعتها وهي تمشي لناحية الباب .. ولبرا .. بنفس اللحظة اللي فتح فيها نايف الباب ..

ومن وراه دخل منه اللي كانت شوق تنتظره وتتمناه وتحسب بالساعات والدقايق حلول هالموعد وهاللحظة بالذات ..

الحرمة لما سلمت على نايف حانت منها التفاتة لباب المدخل او بالأحرى للبنت الواقفة هناك .. ومن بعدها ابتسامة عذبة حنونة ..

شوق ماصرخت ولا حتى ركضت نزلت الدرجات بهدوء واضطراب وعيونها مافارقت خالتها كأنها مو مصدقة اللي تشوفه .. تسمرت مكانها لما تقدمت لها خالتها وهي فاتحه ذراعينها لها ..

ايمان : شلونك يا نظر عيني ؟!

شوق ماردت وظلت عيونها الدامعة على وجه خالتها تتفحصه بتمعن وبدون تصديق .. وأخيرا تقدمت خطوة وارتمت بحضنها تبكي وتعبر عن حنينها ..

ايمان وعيونها تدمع من الفرحة : يابعد قلبي ياحبيبتي ..

شوق وهي دافنة وجهها بصدر خالتها : خالتي .. جيتي .. ماصدق اخيرا جيتي .. مشتااقة لك ياخالتي .. لا تتركيني مابي اخسرك انتي بعد .. ( رفعت وجهها المغسول بالدموع وهامت نظراتها بوجه خالتها ).. خالتي .. لا تروحين عني خذيني معك .. خذيني مابي أجلس ..

قطعت كلامها وكملت بكيها وهي ترجع تدفن وجهها بحضن ايمان ..

ضمتها ايمان لحظتها مرة ثانية وهي تسمي عليها ..

من جهة ثانية كانت ندى واقفة عند شباك الصالة وكشف لها عن كل شي وكل شي انقال وخاصة من ناحية شوق ..

اللي قطع عليهم هاللقاء الحامي صوت بنت من وراهم ..

هديل : وانا مالي حق .. اشتهيت اصيح معكم ..

بعدت شوق وجهها عن خالتها وناظرت فيها نظرات رجاء .. والتفتت لهديل الواقفة وراهم

هديل بأسلوبها المرح العفوي المعهود : شــوق ياشووق عيوني لك ..

ضحكت شوق وراحت ضمتها بقوة وبكت مرة ثانية ..

هديل تمثل انها مخنوقة : شوووق .. بموووت .. آآه .. ابي اتنفس .. ما أقدر .. بموت .. يمه ساعديني .. يمه بتذبحني .. يمه بعديها عني .. آآآآآآآآآآآآع !!!

شوق انقلبت للضحك : ههههههههههههه ..!!

وبدال ماتفكها زادت عليها ..

هديل : فكيني .. امزح انا اصلا ما اشتقت لك .. والحين بقول لمشعل يرجعني للشرقية ..

بعدت شوق فجاة وحطت عينها بعين هديل وهي ماسكتها من ذراعينها : وتاخذيني معك ..!!

هديل : آخذك معي ؟!... هذي السااعة المباااركة ..

ابتسمت شوق مرة ثانية وضمتها ضمة سريعة ..

هديل : اووف .. !!... يالدبا سمنتي .. بغيت اختنق ..

شوق وهي ترجع تمسك يد خالتها اللي كانت تراقبهم بفرح :ما صدق ياخالتي انكم عندي الحين ..

ايمان : وانا بعد .. الحمدلله انك بخير وعافية ..

شوق : تفضلي خالتي البيت بيتك ..

دخلوا الصالة واول وحدة استقبلتهم كانت ندى .. عرفتها عليهم شوق وعرفت هديل بعد اللي كانت بعمر ندى او اكبر منها بشوي ..

ومن بعدها سلمت ام فهد اللي قومت البيت وقعدته بالترحيب ..

ام فهد : منورينا بالرياض يام مشعل .. هذي الساعة المباركة .

ايمان بعد ماجلست وارتزت شوق جنبها : منورة باهلها ..

ام فهد : وين مشعل اجل لا يكون برا مادخل ..

تدخل نايف اللي توه جاي من المجلس : دخل بالمجلس يمه ومعه فهد ..

رجعت ايمان تلتفت لشوق تملى عينها منها : المهم شخبارك يالغالية ..

شوق ابتسمت بفرح : دامني شفتكم انا بخير ..

تدخلت ندى وهي تطالعها بخبث : لو اقولك وش كانت تسوي قبل لا تجون .. حالتها كانت حالة .. كل شوي تسألني ندى شكلي زين .. ندى ما كانهم تأخروا .. ندى شوفي الساعة كم ..

نزلت شوق راسها وهي تضحك ومعها ضحكت ايمان ..

ايمان صغيرة بالعمر في بداية الأربعينات من عمرها .. 43 سنة تقريبا او اكثر بشوي .. لذا كانت صديقة مقربة لأم شوق قبل لا تكون خالتها واللي تصغرها تقريبا بـ 3 سنين .. وعشان كذا هي تعز شوق وتحبها بشكل كبيييير ..

بدت الضيافة وشوق الدنيا مو سايعتها تحكي لخالتها عن دراستها والجامعة وعن عمها اللي ماقصر وأكيد عن بنت عمها ندى .. ومانست طبعا ام فهد وعيال عمها البقية ..

لما جا وقت العصير فضلت شوق تقوم نفسها بالتقديم لذا تركتهم وراحت للمطبخ وام فهد راحت تعد البخور .. وبقت ندى مع ايمان وهديل اللي بدوا يندمجون بالسوالف مع بعض .. ايمان استغلت وجود ندى لحالها وسألتها ..

ايمان : حبيبتي ندى ..

ندى : سمي خالتي ..

ايمان : شخبارها شوق عندكم ؟!..

ندى : طيبة الحمدلله ..

ايمان : يعني ما كانت متضايقة .. انا لما اتصلت وكلمتها من يومين ماكانت صوتها عاجبني ولما شفتها اليوم بعد ما عجبتني .. صاير فيها شي ؟!

ندى فضلت تقولها بكل اللي صار : من كم يوم بس انقلب حالها ..

ايمان باهتمام : شلون .. مضايقها شي ؟!

ندى : لا .. بس بالفترة الأخيرة صارت تبكي كثير وتقعد بغرفتها اغلب الوقت .. كله عشان عمي .. كانت حالتها حالة ..

هزت ايمان راسها بتفهم : يعني كانت دايما تبكي ؟!

ندى : بصراحة اكثر من الكثير ..

سكتت ايمان لحظة وهي تفكر .. وبادرتها ندى : صراحةً خالتي .. اللي يشوفها وهي تبكي يقول عمي توه متوفي امس مو من كم شهر ..

ايمان وهي تبتسم بحزن لذكرى صالح : ومن قالك انها صاحت يوم توفى ؟!

ندى ما فهمت : شلون ؟!

ايمان بهدوء : قالت لك هي انها صاحت يوم توفى ؟!..

ندى وهي تحاول تتذكر كل شي قالته شوق يوم وفاة عمها : لا .. بس لما كانت عنده قبل لا يموت ..

ايمان : شوق يا ندى ما صاحت ولا بكت .. ولا حتى دمعت .. ومرت بحالة صعبة لما توفى عمك .. مرت بحالة كآبة شديدة لدرجة انها ماعرفت حتى تصيح وتعبر .. حاولنا نكلمها عشان تطلع كل شي مكبوت داخلها بس ماعرفت .. لدرجة يأسنا وتركناها بكيفها .. وقلنا ان كل شي داخلها بيطلع بوقته .. لكن انتظرنا وانتظرنا ولا صار شي وزادت حالتها سوء اكثر .. لما جا ابوك وخذها من عندنا ومن بعدها ماعرفنا وش صار فيها ..

ندى فهمت الموضوع الحين : لاحظت عليها .. كانت حتى بالليل تقوم من النوم وتصيح ولما أسألها تقول ابوي ..

ايمان بحزم : وعشان كذا انا باخذها عندي لفترة اراعيها .. كنت اتمنى اكون جنبها واساعدها لما تبكي وتعبر .. ندى ما استوعبت : بتاخذينها ؟!..

ايمان وهي تهز راسها : ايه .. اذا ما عندكم مانع .. شوق تحتاج تكون عندي لفترة وتكون بالمكان اللي عاشت فيه من قبل ..

ندى بعد صمت وهي تفكر وتتكر الكلام اللي قالته شوق لخالتها لما استقبلتها بالمدخل : اذا هذي رغبة شوق انا ماعندي مانع .. بس طبعا لازم تاخذ راي ابوي ..

ايمان : ما اعتقد الوالد يرفض اذا كان هذا في مصلحة شوق ..

اقبلت شوق عليهم وبين يديها صينية العصير وبعدها اتخذت مكانها جنب خالتها وهي تسألها : خالتي كم بتجلسون بالرياض ؟!

ايمان وهي تبتسم بحنان وتوها بترد بس ردت عنها هديل ..

هديل : كم بتجلسون ؟!.. الليلة بنرجع للشرقية ..

التفتت شوق لخالتها بخوف : ليــش خالتي .. اجلسوا عالاقل الى بكرة ؟!

ايمان : مانقدر حبيبتي .. اليوم لازم نرجع

شوق خنقتها العبرة وهي تطالع في خالتها تحاول تردها عن قرارها ..

شوق : بس ياخالتي انا لسا ما شبعت منكم ..

ايمان بحنية : طيب انتي مب طلبتي مني آخذك معي ؟!

شوق سكتت تحاول تتذكر هي وش قالت لها بالضبط اول ما وصلت .. اذا كانت قالت لها هالكلام فهي مجنوونة ..

شوق تلعثمت لأن ام فهد دخلت الصالة عندهم : ايه .. بس....

ايمان قاطعتها : لا بس ولا شي .. انا اصلا ابيك تجين عندي كم يوم ..

شوق ماعرفت وش ترد او شو تقول وخاصة بوجود ام فهد وندى .. مع ان داخلها رغبة ملحة انها ترجع معها للشرقية ..

ايمان فهمت سبب تردد شوق فرفعت راسها لام فهد : طبعا بعد موافقة ابو فهد وام فهد ..

رفعت شوق راسها لمرة عمها تنتظر جوابها ..

ام فهد تبتسم : انا مالي راي .. الشور شور ابو فهد ..

احتارت شوق .. ياترا هل عمي بيوافق وخصوصا بعد اللي عرفه .. ما أظن ابدا .. ولازم اشيل هالفكرة من بالي .. لان عمي مستيحل يوافق ..

خنقتها العبرة من هالفكرة بس اخفتها على طول .. لكن ايمان حست فيها وهمست باذنها من غير ما يحسون الباقين ..

ايمان : لا تخافين حبيبتي .. ان رفض عمك انا بنفسي بقنعه ..

شوق ابتسمت لها .. بس يظل الخوف بقلبها من رفض عمها المؤكد ..

جا وقت العشا اللي انحط من بدري لأن ايمان وعيالها وراهم مشوار اربع ساعات للشرقية بالسيارة .. وبعد العشا طلبت ايمان من شوق تكلم عمها وتطلب منه ..

شوق : بس خالتي اخاف يرفض ..

ايمان : قلت لك لا تخافين .. انا بنفسي بقنعه اذا رفض ..

توجهت شوق للتلفون فوق وحدة من الطاولات ورفعت السماعة وهي مترددة .. رفض عمها اكيد فليش تتعب عمرها ..

دقت الرقم ووصلها الصوت ..

ابو فهد : يا هلا ..

شوق : مرحبا عمي .. انا شوق ..

ابو فهد تهلل صوته : مرحبتين شوق .. شخباركم ؟!

شوق : بخير ..

ابو فهد : شخبار بيت خالتك ؟

شوق : كلهم بخير الحمدلله ..

ابو فهد والحنية باينة بصوته : ها عمري بغيتي شي ؟!..

شوق وهي تتلعثم ومرتبكة : عندي طلب .. وابيك ماتزعل مني او تعصب ..

ابو فهد وبنبرته الاستغراب : ازعل واعصب .. ازعل من بنت اخوي ؟!.. انيت بس اطلب وآمري وتدللي ..

شوق وهي تاخذ نفس : عمي ... انا .. انا ابي اروح مع خالتي للشرقية ..

ابو فهد : ...........

غمضت شوق عيونها بشدة وهي ضاغطة على سماعة التلفون بقوة وتنتظر منه كلمة & لأ & ...

ابو فهد بهدوء : على راحتك ..

فتحت شوق عيونها وهي مو مصدقة : يـ... يعني موافق ؟!

ابو فهد : ايه حبيبتي موافق .. اللي يريحك سويه ..

شوق للحين مو مصدقة : أكيد عمي ؟!

ضحك ابو فهد : ايه حبيبتي اكيد .. اذا هذا يريحك ..

شوق والفرحة غمرت قلبها : مشكوور عمي .. مشكور ..

ابو فهد يضحك : انتي تامرين بس ..

شوق والحماس بصوتها : يالله عمي تامرني بشي بروح اجهز اغراضي ..

ابو فهد : سلامتك وانتبهي لنفسك

شوق : ان شالله .. مع السلامة ..

سكرت وراحت لخالتها تمسك يدها بحماس : عمي وافق ياخالتي ..

ايمان تضحك : ههههههههههههههه ..!!

شوق بحماس الدنيا كلها : ياللللللله يالللله بروووح اجهز اغرااضي ..

وراحت تركض لفوق وايمان تضحك وهي تهز راسها .. دخلوا هديل ومعها ندى ..

هديل : يمه وينها شوق ؟!

ايمان : راحت تجهز اغراضها .. يبي لها وقت ..

هديل وندى التفتوا لبعض ..

هديل : والله ؟!.. يعني عمها وافق ؟

ايمان : دقت عليه ووافق ..

ندى تحاول تبتسم ولا تبين انها متضايقة وجلست معهم تكلم سواليف م هجيل اللي مبين انها سعيدة ان شوق بترجع معهم ..

مرت ساعة او اكثر .. وشوق للحين فوق .. دق جوال هديل وردت ..

هديل : هلا مشعل ..ايه لحظة شوي ( والتفتت لايمان ) .. يمه مشعل ..

مدت لها التلفون وردت ايمان : هلا مشعل .. ( رفعت يدها تشوف الساعة ) .. ايه خل نصبر نص ساعة ... لا بس شوق بتجي معنا ويبيلها وقت على ماتجهز حالها ..

لما انتهت سكرت الجوال ورجعته لبنتها وندى قامت ..

ندى : عن اذنكم بروح اشوف شوق واساعدها اذا تبي شي ..

ايمان وندى : اذنك معك ..

وفي طلعتها كانت ام فهد داخله ومعها صينية الشاهي .. وصلت ندى فوق ودقت الباب على شوق ..

شوق : ادخلي ندى ..

دخلت ندى لقتها قد خذت شنطة متوسطة رتبت فيها اغراضها وعلى وشك انها تسكرها ..

ندى بابتسامة مصطنعة : خلاص معزمة تروحين ؟

شوق وهي منشغلة تسكر الشنطة : تصدقين توقعت عمي يرفض ..

راحت ندى لها : عنك انا اسكرها ..

تركت شوق امر الشنطة لها وراحت لكومدينتها وطلعت منها الصور ورجعت ودخلتها بجيب الشنطة مع البراويز ..

ندى بعد ما سكرت الشنطة اللي مبين ان شوق حاشيتها كل شي مهم وغير مهم : كم ناوية تجلسين هناك ..

شوق وهي رايحة للتسريحة تفتش بأدراجها : تصدقين مدري ..

ندى : طيب والجامعة ..

شوق وهي منشغلة : بكيفها لاحقة عليها .. بكلم نوال تسجلني حضور قد ماتقدر ..

دقايق وكانت شوق جاااهزة حتى عبايتها شالتها بيدها ولما نزلت بالشنطة مع ندى كانت خالتها تلبس عبايتها ومعها هديل ..

ايمان انتبهت لها : خلاص جهزتي كل شي ..

شوق وهي تلهث : كل شي ..

لبست عبايتها ومادرت الا عمر ناط بوجهها ..

عمر : سووق وين بتلوحين ؟!

شوق ابتسمت لها وانحنت فوقه : بروح للشرقية ..

عمر مافهم : ابي الوح معك ..

ندى ببرود : لا عمر مافيه .. انت بتقعد هنا ..

عمر برطم : لا .. ابي الوح مع سوق ..

قاطعتهم ايمان : يالله شوق طلعي شنطتك مشعل ينتظر برا ..

شوق بعد ما لبست عبايتها : ان شالله ..

سحبت الشنطة وراها بعد ماتغطت بالطرحة .. وعند باب الشارع لقت مشعل واقف عن سيارته ومعه فهد يسولفون واللي اول ماشافها جمدت ملامحه .. وراح يشوف وش السالفة ..

فهد لما وصل عندها : شوق ؟!

شوق رفعت راسها لأنها كانت منشغلة تسحب الشنطة اللي كسرت ظهرها : هلا ..

فهد : وين رايحة ؟!

شوق : ابد .. بس رايحة مع خالتي للشرقية ..

فهد : للشرقية ؟!... لمتى ؟!

شوق هزت كتفها : ما ادري ..

- مرحبا شوق ..

وصلهم صوت مشعل خلف فهد ..

شوق : هلا مشعل .. كيفك ؟

مشعل : تمام عال العااال .. وش هالغيبات ..؟!

شوق ضحكت : وش نسوي بعد ..

مشعل انتبه للشنطو جنبها فعرض المساعدة وهي يتقدم ياخذها : عنك عنك ..

وخرت شوي وهو اخذ الشنطة ووادها للسيارة وفهد سكت والتزم الصمت .. لما طلعوا الحرمتين ومن وراهم انطلق صراخ عمر ..

التفتت شوق لقت عمر يقاوم ندى اللي شايلته بصعوبة بالغة .. ابتسمت وعورها قلبها عليه .. ركبوا خالتها وهديل وهي وقفت تشوف عمر اللي ازعج العالم بصراخه وصياحه ..

ندى معصبة وتسحب عمر تسحيب : عمممممر .. وين ترووح .. مافيه تسمع ماااااافيه ..

عمر وهو يصرخ بحدة : ماااااااابي ... ابي الووووح مع سووووق ..

شوق تمتمت وهي تشوفه : مع السلامة حبيبي ..

والتفتت لفهد الواقف معها وهمست : مع السلامة فهد ..

انتبه لها فهد من سحانه لما تكلمت وهمس بدورها قبل لا تمشي عنه : مع السلامة ..

تركته بغربة مشاعره وركبت السيارة اللي تحركت بعيد ومن بعده برا الحي وبعدها برا الرياض .. لوين ماكانت ذكريات شوق وحياتها الآفلة ..

الشرقية ..

حبيبة القلب ..

-------
هيييييه وين قرأتو ورايحين فووووت ❤❤❤❤💜

Continue Reading

You'll Also Like

319K 7.4K 31
للعشق نشوة، فهو جميل لذيذ في بعض الأحيان مؤذي مؤلم في أحيانا اخرى، فعالمه خفي لا يدركه سوى من عاشه وتذوقه بكل الأحيان عشقي لك أصبح ادمان، لن أستطع ا...
124K 13K 47
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ ايا قاضي الزمان مطرقتك التي تهز...
3.3M 50.2K 66
تتشابك أقدارنا ... سواء قبلنا بها أم رفضناها .. فهي حق وعلينا التسليم ‏هل أسلمك حصوني وقلاعي وأنت من فرضت عليا الخضوع والإذلال فلتكن حر...
132K 5.1K 29
رجال آلقوة.. وآلعنف آلغـآلب آلمـنتصـر.. وكذآلك آلعقآب لآ نهم ينقضون على صـيده بــكسـر جـنآحـيهم آي بــضـمـهمـآ آوبــكسـر مـآيصـيدهم كسـرآ آلمـحـطـم آ...