𝑳𝑨𝑻𝑰𝑩𝑼𝑳𝑬

De lusaeev

72.4K 4.5K 4.8K

وبـقيت سنوات العـجز تتخـطفني من كُـل جانب ، حـتى ظهرت انت كالـمعجزة .. [Selu fanfic] Mais

[|-|]
[|1|]
[|2|]
[|3|]
[|4|]
[|5|]
[|6|]
[|7|]
[|8|]
[|9|]
[|10|]
[|11|]
[|12|]
[|13|]
[|14|]
[|15|]
[|16|]
[|17|]
[|18|]
[|19|]
[|20|]
[| special part |]

[| 21 , The End|]

4.2K 190 506
De lusaeev










- الجـزء الواحد والعـشرين -
- -




قـراءة ممتعـة + اعتـذر في حَـال وجـود اخـطاء املائيـة ♥️














 ̄ ̄ ̄ ̄ ̄ ̄ ̄ ̄ ̄ ̄










لم يكُن الوصول الى المنزل امرًا سهلاً
بالنسبة لـسيهون بينما لوهان يجـلس
على جـسده ويطـوقه بيديه وقدميه

لكن في الحقيقة ذلك لم يكُن العائق الوحيد
لم يكترث سيهون لتواجد لوهان متعلقًا به
بهذهِ الطريقة اثناء قيادته للسيارة ، بقدر
اهتمامـه بما يحدث الان وماسيحدث

سيفـقد صوابه ، هو يشعر انه ليس
بخير بعد كل تِلك الاعترافات التي نـطق بها
لوهان بنفسه دون اي ضغط او اجبار

كان خيار لوهان في الاعتراف ، مبادرة
لوهان في المُضي قِـدمًا في حياتهما الزوجـية


نَـزل من سيارته واذرعهُ تُحـيط بجسد
لوهان تحمـلهُ بكثير من الاهتمام ، الفكرة
الجيدة التي تتجول في عقله الان .. آرثر ليس في المنزل !


يـبتعد لوهان اخيرًا وينظر حوله مع
وجههِ المحمر ، كل مايريده هذهِ اللحظة
هو ان يـفر هاربًا حتى يستطيع استرداد ثباته
بعد كل الكلمات التي يعتقد انها جريئة للغاية
والتي قالها لـسيهون

وسـع لوهان عيناهُ حينما حاصرهُ سيـهون على
الحائط ، ولم يمنحهُ الوقت الكافي ليتساءل عمّا
يحـدث حتى عاد زوجـه ليتـقبيل فمهِ

اذرع سيهـون تحـيط بجسده من كل جانب
وتمنعهُ من السقوط ، واذرعهُ هو تتـشبث
بكتـفي سيـهون بكل وهـن

لِسان سيهون يُـلامس لسانه بطريقة غير
لطيفة وكـفيلة بإحداث الفوضى بـلوهان

يـبتعد سيهون قليلاً  وجـبينهُ على جبين زوجه
ينظر الى لوهان المُبعثر واللعاب الذي
يتواجد حول فمهِ .. 

- قـبلني انت ايضًا ... -
همـس سيهون ومجددًا هو يستمر في
مهاجمـة لوهان حتى لا يعترض او يـمتنع

يعود لِسانه للتجـول في فم لوهان ، والشيء
الغير متوقع هنا هو ان لسِان تحرك
واشتـبك مع لسانهِ

مع ايدي لوهان التي تشـدُ على ملابس سيهون
اكثر وكأنه الشيء الوحيد الذي يستطيع فعله

- آرثر لـيس في المنزل -
قال سيهون وهو يـقطـع قلبتهما ومازال
يحمل جسـد لوهان الذي حتى لو كان يقف
على قدمـيه .. لم يكُن ليستطيع الوقوف حتى

يوضـح سيهون نوايـاه حينما مَـشى بخطواته
الى غـرفة لوهان ، ولـوهان نَـظر الى سيهون
ونفى برأسه بشيء من الخوف

- انت تتعجـل كثيرًا .. -
همس لوهان معترضًا وهو يحاول الابتعاد
الا ان سيهون يُمسك بجسده جيدًا

- لانك اخبرتني بالكثير ، سوف اخبرك
انا ايضًا ببعض الاشياء التي لم استطع
قولها لك مُسبقًا -
تجاهل سيهون اعتراض لوهان تمامـًا

يبـتسم بكثير من الرضا حينما وضـع
جَـسد لوهان على السرير بكُل لطف واهتمام
وقبل ان يسـتلقي لوهان ، هو قد انتـزع معطـفهُ
وتركـه بقميـصه قبل ان يعتـليه

- انا اكره القمصان البيضاء -
اعترف سيهون وهو ينـظر الى القميص الذي
يرتـديه لوهان بكثير من الكُره ..

وجـود لوهان على السرير وسيهـون
يعتـليه ، اصبح محاصرًا مابين
مشاعرهُ وبين الرجُل الذي يحُب
جـعله كالضعيف الخـاضع

- اتعـلم لماذا؟ لان الآخرين يستطيعون رؤية
الاشياء التـي تدخل ضمن ملكـيتي .. -
اوضح سيهون غيرته وبكل سرور ، ويديـه
تتولى مـهمة فتح ازرار القميص

الا ان يـد لوهان قد اوقفـته ومنعـته
- ا-انت .. هذا .. انت تتسرع.. -
همـس لوهان بكلمات مُبعثرة ، هو لا يعـي
ولا يعلم مايقول الا انه يدرك عدم استعداده
لمثل هذا الامور ..

- انا ؟ اتسرع؟ عن ماذا تتحدث ؟ -
همـس سيهون بكثير من اللطف وهو يـمسح
على وجـنتي لوهان ، ومازال هناك آثار قبلاتهما
واللعاب الجـاف حـول شفتـي زوجـه

- نحن متزوجـان منذ اشهر طويـلة ، انا
استمر في كبح نفسي .. اخشى اني لا استطيع
فعل ذلك اكثر ... لكن لا تقلق -

ومازالت ايدي لوهان تشـدُ على قميصه
بكثير من التوتر ويُشيح بناظريه بعيدًا
حتى اجـبرهُ سيهون على النظر نحوه

- لا تـقلق .. ثِق بي انت مع الرجُل الذي
تحُب ، صحيح ؟ -

وهذهِ العبارة كانت كـفيلة لجعل
لوهان يستسلم ويسترخـي ، لم يمنع سيهون
حينما حاول فتح ازرار قمـيصهُ

بـل واختنـق من فرط شعوره حينما
انتـبه لاعـين سيهون التـي تنظر الى
جسده بعدما فتحت كامل ازرار قميصه الابيض

تِلك الوشـوم التي تُغطي جزء كبير
من جسده العلوي ، كانت تتلقى اهتمامًا
وحبًا عظيمـًا من سـيهون الذي لا يُحب
ولا يتقبل الوشوم .. ولكن انه لوهان
وكل شيء فيه مثـالي للغاية

اخيرًا هو يستـطيع الافصاح عن رغباته
دون خجل او خوف .. ينخـفضُ لتـلتهم
عيناهُ عُري جـسد لوهان عن قُرب

وشهـق لوهان حينما وضعت شفـتي
سيهون قُـبلة على وشـمه..

واصبح كالاخرس والعاجز حينما استمرت
قُبـلات سيهون لوشـومهِ .. وشم مخالب القِط
ووشـم اسم ايـليا .. والوشوم الاخرى التي
تغطي كتفهُ وجزء من صدره

شعر لـوهان انه قِطعة ثمـينة ونادره ، شعر
انه شيء نادر ويخشى ان يُحطم .. فكـيف
لسيهون ان يعاملهُ بهذهِ الرقة الشديدة؟

اصدر لوهان انـينًا حينما ازدادت تحركات
سيهون جُرأة واصبح فمهُ يحوم حول
صدرهِ ، وحول ذلك المكان الحساس
تحديدًا ..

لوهان يريد البكاء حتمـًا ، لان جسده
يجرب احاسيسًا جديدة ولا يستطيع تحملها
هذا كثير ، قد تذرف عيونه دمعًا من
فرط مايشعر به ، حتى ان يديه
اصبحت تشـدُ على الاغطية

وبينما يحاول لوهان مقاومة شعوره
سيهون اصبح يُقـبل عنقه وصـولاً
لشفـتيه مرة اخرى

يُفرق لوهان بين شفتيهِ ليستـقبل
قُـبلات سـيهون له ، تتـلاحم السنتهما
معـًا في قُـبلة عمـيقة

يتخـلص سيهون من قميصه ، ودون ان
يقاطع هذا العِناق بين ثغريهمـا ، هو رفع
جَـسد لوهان ليـحـتضنه بقـوة

ورعـشة اخرى تُصيب لوهان حيـنما
صُنع ذلك التلامس الغير بسيط بين
اجسادهم العارية ، حتى ان سيهون لا يسمح
بأي انفصال بسيط بين اجسادهم

ولا يعلم لوهان متى امتلك سيهون
هذا الجسد الصلب القوي؟ كان قبل
اشهر مجرد شاب هزيل بالكاد يستطيع
الوقوف ، ولكن الان كل شيء مختلف

تستمر اذرع سيهون الصلـبة في إحتضانه
واصابعهُ لا تكُف عن استكشاف
تفاصيل جسـده ..

تتوقـف تِلك اليديـن بجانب بنطال لوهان
ولحظات فحسب حتى بدأت اصابع سيهون
بمهمة فتح حِزام البنطال والازارير

اثناء ذلك ، دفع لوهان بوجههِ الى عُنق
سيهون ، مُربك للغاية مايواجههُ ولـكن
ليس شعورًا مكروهًا ..

انه يتواجد بين احضان الرجُل الذي
يُحب ، ومـن سيـحتوي جسده هذهِ
اللـيلة هو زوجـه .. انه سيهون
الرجُل الذي يثق لوهان جيدًا
انه لن يؤذيـه ابدًا

يد سيهون وُضعت على ذِقنه واجبرته
على رفع رأسه ، وعيناهُ واجهـت اعيُن
سيهون مرة اخرى

حتى عادت شفتيهما لتقـبيل بعضهما
وهذهِ طريقة مناسبة لتهمـيش عـقل لوهان

يشعر لوهان بالحرارة في جسده واطرافه
ترتعِش بين الثانية والاخرى وكأنه يشتعـل

سيهون سيء ، سيء للغـاية لانه
ليس برحـيم بقلب شاب كـ لوهان اصبح
هَـش وعيناهُ تذرف دموعـًا بغير ارادتـهِ

انـينهُ يصدر من فمهِ بصوت خافِت
وضعيف ، ويلـيه صوت تأوه مرتفـع
يتلاشى حـينما يُحـتضن بكل حرص
واهتمام من قِبل سيهون ..





مـاحدث في الليل ، كان آخر شيء يتوقـع
لوهان حدوثه .. ان يُعـايش علاقة جـسدية
حميمـية ، ليس لانه مع سيهون بـل لم
يتوقع حدوث ذلك في حياته مُطلقًا

استـيقظ في الصباح بتعب وارهاق
ولكنه بخير ، يستـيقظ وهو يعانق
ذراع سيهون النائم بجانبه بقوة

ضحك بسخرية على نفسه وهو يُقيم
جسده ، لطالما اعتاد ان يكوم الغطاء
ويحتضنه بقوة اثناء نومه ، ولكن
في ليلة الامس ولاول مرة هو
استبدل الغطاء بـذراع سيهون

لان سيهون لم يمنحهُ الفرصة للابتعاد
استمر في تطـويق جسده وخاصرته
بقوة لمنعهِ من الهرب ..

ابـعد ذراع سيهون التي بـقيت
تُحيط بخاصرته حتى بعد نومهِ
وغادر السرير ، يمشي بكثير من
الحذر والقلق .. اي ضرر قد اصاب
جسده في الليل وماذا سيحدث الان؟

لكن لوهان ابتسم وهو ينظر الى
نفسهِ في المرآة ، انه مشرق وسعيد
بالاضافة لجسده الذي لم يُعاني من
اي مشاكل جانبية ..

اظهر لوهان عبوسًا صغيرًا على شفتيه
ومسح على صدره ، ومن السيء ان
تغزو المشاعر الغزيرة صدرك
مُنذ الصباح

لقد عاملهُ سيهون بكثير من الصبر والمراعاة
وهذا مايُشعره بالكثير من الامتنان هذهِ
اللحظة ..

بعد الاستحمام عاد الى الغرفة ومازال
سيهون نائمًا بعمق ، لذلك انتهـز لوهان
الفرصة ..

يقترب إليه بخطوات حذرة جدًا ، يبتـسم
وهو يُـطيل النظر الى سيهون اثناء
نومهِ ..

بحذر شديد اقترب الى القلادة التي
يرتديـها سيهون ، ينتزعها ويخرج
الخاتـم منها

يُخرج يد سـيهون من اسفل الاغطية
ويضـع الخاتـم حول اصبعهِ قبل ان
يهمـس

- انا اسف لانك بقـيت في غير مكانك
طـويلاً .. -

وفـر هاربًا قبل ان يُكـتشف امره ..













كان مُدير قسم الموارد البـشرية مُعجبًا
بـلوهان كثيرًا ، لقد جاء هذا الصباح واعتذر
على ماحدث في اليوم السابق حينما كان
شارد الذهن ..

لم يكُن هذا سبب اعجاب المدير ، بـل
اُعجـب كثيرًا بزوج السيد اوه حينما اظهر
مهارته في العمل ودقته الشديدة وسرعة تعلمه
رغم ان لوهان لم يعمل مُـسبقًا في شركات
ولا في عمل مقارب

هكذا استطاع المدير ان يثق في الشخص
الذي سوف يحل في مكانه ، وفترة بسيطة فحسب
حتى يتقاعد هُو ويترك هذا المنصب لـ لوهان

اخذ لوهان بضعة مـلفات للموظفين وذهب
لمكتبه للاطلاع عليها ، وشعر بأهمية مكانته
حينما ادرك ان مهمته ووظيفة تتمحور حول
الموظفين وعملهم وكيفية توظيفهم والاشراف
وتقييم عملهم

مَـسح على جـبينه بتوتر حينما توقف امام
نقطة لم يستطع فهمها لذلك غادر مكتبه يذهب
للمدير السابـق

وقف في بُقعته بـلا حراك حينما خرج
ونـظر عبر الحاجز الزجاجي ، وانتبه
لوجود سيهون يمشي على عجـل وقادم
الى قسمهم

- س-سوف اذهب الى التدخين .. -
اخبر المدير بتوتر ووضع الملف على المكتب
واسرع في خطواته وهو يغادر ويختفي عن الانظار

دخـل الى المنطقة المخصصة للتدخين
ووقف يتململ ، لن يتمكن سيهون من ايجاده
وسيذهب ..

- مـرحبًا ~ -

ارتعب لوهان واغمـض عيناه حينما دخل
سيهون الى منطقة التدخين وهو يمـشي
متوجهًا نحـوه

- زوجـي العزيز .. ايمكننا التحدث قليلاً ؟ -
سيهون قال بـلا اي خجل امام الموظفين الآخرين

وسيهون كعادته لا ينتظر اي رد
من لوهان بل يبادر في الافعال ، لان لوهان
لن يُجـيب ...

امـسك بـيد لوهان ومازال مُتصلبًا يُشيح بناظريه
وسيهون لفظ انفاسهُ بعمق ..يحشُر اصابعه
بين اصابع لوهان ويسحبهُ بقوة برفقته


- عذرًا سيد جـون ، سوف اخذ لوهان قليلاً -
سيهون قال ، يتعذر من مدير القسم





حينما دخـل سيهون الى مكتبه ترك
يد لوهان وتوجه الى مكـتبه يجلس على كرسيه
وينظر الى زوجه

- هل تناولت الافطار في الصباح؟
آرثر اخبرني انك غادرت في وقت مبكر -

سأل سيهون ولوهان همـس بـ 'لا'

- كـيف حال العمل ؟ هل السيد جـون
يقسو عليك ؟ -

ابتـسم لوهان لذكر السيد جـون ، نفى برأسه
وابتسم وهو يتوجـه الى الواجهة الزجاجية بجانب
مكـتب سيهون

- لا اطلاقـًا ، انه لطيف للغاية وصبور
حتى يعلمني ابسط الاشياء التي اجهلها -

وحَـل صمت طويل بعد عبارته هذهِ وحينما
اشاح بناظريه بعيدًا عن الزجاج الذي يُـطل على
المدينة ، نظر الى سيهون يتساءل عن سبب صمته
الطويل

الا انه شعر بالحياء يتلـبسه بعدما وجد
ان سيهون اختار فكرة تأملهُ بـ اعيُن مفعمة
بالحـب بدلاً من الاستماع إليه

- ارى انك ترتـدي قميصًا اسودًا اليوم -
اشار سيهون لقميص لوهان
- انا سعيد انك تتفهم كراهيتي للقميص الابيض -

تجـهم لوهان وكاد ان يبصق
- لماذا ارتدي الاسود؟ كان اختيار صدفة
وليس لانك تكره الابيض -

- حسنًا حسنًا هذا صحيح لا اعتراض -
رفـع سيهون يديه دليل على استسلامه
ثم اشار لـ لوهان بالاقتراب

ولوهان اقترب بحذر ، وشعور شهـيّ
اصاب صدره وصـولاً الى بطنه
حينما امسك سيهون بيده

يُجبره على الاقتراب بـرفق ، وقـليلاً
قليلاً حتى استقر جـسد لوهان على
ذات الكُرسي الذي يجـلس عليه سيهون

الفرق بينهما هو ان سيهون يجلس على
الكرسي ولوهان يجـلس على قدمـي زوجه
والشيء المشترك؟ ان الكرسي يحملهما معًا

تتـسلل يد سيهـون لتُصبح اسفل القميص الاسود
وهنا تصـلب جسد لوهان مرة اخرى ، يُمسك
بيد سيهون لمنعه من فعل اي شيء
وينظر الى زوجه بشيء من الغضب

- استرخي واترك يدي دعني اقوم
بعملي بشكل جيد -
بهـدوء قال سيهون ولوهان تنهـد بعمق
وترك يد سيهون

يُقطب حاجـبيه حينما توجهت يد
سيهون للاسفل نحو مؤخرته ، ولكن
سيهون ضحك وهو يراقب ارتباك لوهان
واستمتع بذلك

لا ينوي فعل اي شيء حمـيمي هنا ، ولكن
تعابير وجه لوهان تجعله يرغب في فعل الكثير

طرد رغباته بعيدًا ومـسح على نهاية
ظهر لوهان ثم بدأ بتدليك تِلك المنـطقة

- اتشعر في اي ألم في جسدك ؟ -
سأل سيهون

- لا .. انا بخير -
اجاب وهو يحاول اخفاء خجـله الشديد
الا ان وجـنتيه المتوردة قد فضحته

- حسنًا -
ورغم ان لوهان قد اخبرهُ انه بخـير
الا انه استمر في تدلـيك ظهر لوهان
خـشية انه يحاول إخفاء الألم

ممـا جـعل جـسد لوهان يرتخـي
حتى وضع رأسه على كـتف سيهون
واصابه النعاس 

- لوهان .. هل نمت ؟ -
سأل سيهون بعد بضعة دقائق
ولوهان نفى برأسه

- حسنًا وقت العمل اذًا ، ابقى في
مكانك -
امر سيهون وهو يُقرب كُرسيه الى
مكتبه ، بيد يُمسك الورقة ويقرأ محتواها

وبيده الاخرى يمسح على طول
ظهر لوهان وصولاً الى عُنقه وشعره

استمر ذلك لدقائق طويـلة ، وسيهون يستمتع
في عمله ولوهان بين اذرعه يحاول ان لا يتحرك
كثيرًا حتى لا يُشتت الذي يعمل

لفـظ سيهون انفاسهُ بعمق قبل ان
يضع اوراقه جانبًا ، وتبًا للاوراق
التي ستجعـلهُ يهمل لوهان!!

يضع كِلتا يـديه حول خاصرة الآخر
وببساطة تمكـن من رفع جسده ووضعهُ
اعلى مكتبهِ

وسط تعجُب لوهان النعِس من فعلته
والذي اسرع في وضع كَـفهِ على
شِفاه سيهون الذي كان يريد تـقبيله

- نحن في العمل -
حـذر لوهان

- صحيح .. -
وافقهُ سيهون وهو يُبعد كـف لوهان التي تُغلق
فمه
- ولكنها شركة ابي .. وانا وريثها
الوحيد استطيع وضع الانظمة والقوانين
ونظامي يقول اني استطيع فعل ما اشاء
مع زوجـي .. -

- ولكن السيد اوه مازال رئيس الشركة
الاساسي ، ثم لا تنسى ! الباب غير
مقفل وهذا سيء وخطر .. -
ومازال لوهان غير مُحب للفكرة

- لوهان .. كنت تتشبث بي قبل لحظات
وفي اي وقت كان الباب سيفتح ، اكان هذا
سيء وخطرًا ايضًا ؟ -
تذمر سيهون ومسح على عُنقه

حينها ادرك ان هناك شيء ‏غير معتاد
وارتعب ، القلادة غير موجودة!!
مسح على عنقه مجددًا وارتبك ، لقد اضاع
القلادة والخاتم حتمـًا

لكنه نظر الى لوهان لوهلة ثم ادرك
الامر على الفور ، نظر الى يديه
ووجد خاتمهُ في يده واصبعه
بدلاً من ان يتواجد في قلادة على عنقه

- اتريد ان اتركك وانت قد اصبحت
شقيًا تُفسد عليّ اهم لحظة في حياتي
بعدما وضعت الخاتم بيدي وانا نائم!! -

تذمر سيهون وهو سعيد للغاية ، قلبه
مُفعم بالحب وعيناهُ تنظر الى لوهان
بكثير من المشاعر الغزيرة

تعود يديه لتطوق خاصرة لوهان وتُقربه
إليه ، وهذهِ المرة لم يُمنـع

يكـوب وجـه لوهان ويقُبـل فمهُ
يجمع شفتيهما بصورة عميقة
كما حدث في ليلـة الامـس وماسيحدث
كثيرًا في المستـقبل وللابد

- توقف عن مقاومتي .. كاثرين بجانب
مكتبي لا احد يدخل الى هنا دون
طلب اذني .. -
همـس سيهون حينما استمر لوهان في
دفعه

يُغمض لوهان عينـاه بإستسلام حينما
عاد سيهون لتـقبيله ، وهنا كاثرين
خذلتهما وسمحت للسيد اوه
بالدخول .. لانه رئيس الشركة
ووالد سيهون

لم يحـدث اي شيء ، لوهان ضرب سيهون
بقوة وغادر المكتب بعد قول 'صباح الخير'
للسيد اوه 


ولكن بعد ساعتين ونصف من العمل ، عاد لوهان مرهقًا
الى مكتب سيهون ..لم يتحدث ولم ينطق بشيء

فقط اخذ الاوراق من سيهون وامسك
بيده ، يأخذهُ بعيدًا عن مكتبه

ويجلس كلاهما على الاريكة المتواجده
بالقرب من الواجهة الزجاجية ، الا ان
لوهان قد استلقى

يلتمس الاهتمام من سيهون بعدما
وضع رأسه على فخذ زوجه ، يتأمل المدينة
طويلاً ويستمتع بشعور الخدر الذي تملكهُ
حينما اصبح سيهون يمسح على شعره
حتى نـام بعمق ..









الايـام تمـضي ، كـل شيء يسير بسلاسـة
وكأن العاصفة قد انتهت وهذا السلام قد
جاء اخيـرًا

السيد جون مُدير قسم الموارد البشرية قد تقاعد
اخيرًا بعد ان تأكد من معرفة لوهان لكل الاشياء
اللازمة ، وترك مهمة العمل على عاتق
لوهان

ولـ لوهان حضور ومكانة مختلفة بالنسبة
للموظفـين ، حـيث انه اصبح صارمًا
وقاسيًا عكس مظهره اللطيف

حذر ومرعب اثناء الحديث من شدة
دقتـه لا يمكنه تفـويت اي خطأ
ويـستحيل خداعهُ رغم انه جديد على العمل

والسيد اوه هنا تأكد ان اختياره لـ لوهان
كان مناسبًا جدًا ، وهو الان يثق به تمامـًا
للعمل حتى لو كانت مُدة عمل زوج
ابنه هي شهرين فحسب !

احيانـًا قد يحتـد النقاش بين لوهان
والموظـفين بالحكم انه مُدير عليهم ، وقد يفقد
لوهان سيطرته وقد يتهور ويصل الى مرحلة
العنف الذي اعتاد ان يتعامل به مع الآخرين

الا ان كُـلاً من سيهون ويورڤين هنا
لايقافه قبل ان يفتعل مشاكل لا تحل بسهولة

والشيء الذي يجهـلهُ الموظفين ، ان مـديرهم
القاسي والمتشدد يُصبح شخصًا مُختـلفًا تمامًا
حينما يُسحب بالقوة الى مكتب اوه سيهون

سيخضع سريعًا لـسيهون عند ابسط
تلامس بينهما ، ثم سيتودد ويطلب الاهتمام
بطرق مختلفة وجميعها لطيفة

والجميع كان يتقبل ويُحب لوهان بشكل تدريجي ، السيدة
اوه والسيد اوه ايضًا ، ينتظرونه وبكل صبر ان ينغمس
تمامًا في عالمهم بعيدًا عن الحياة التي عاشها مُسبقًا

حتى شركاء السيد اوه في العمل كانوا معجبين
بـ لوهان رغم كراهيتهم لفكرة ان سيهون متزوج
به وهو شاب ..




على اي حـال ، اليوم قد جاء ضيف جديد
للشركة وشريك مستقبلي ، هناك صفقة
جديدة ستُعـقد مع هذا الرجل وابنه

رجُل ايطـالي الجنـسية جاء من بلاد
بعيدة ، لذلك توجـب على السيد اوه
استضافته بشكل جـيد ..

اجتمع رؤساء الاقسام في هذا الاجتماع
لدراسة موضوع هذا المشروع الجديد
الذي ستعمل عليه الشركتين معًا
في السنوات القادمـة

جـلس لوهان بجانب سيهون ، ويورڤين
على جانبه الآخر كما اعتاد ان يجلس
الثلاثة معًا

واستمر الاجتماع لساعتين ونصف
وبعد ذلك غادر الجميع بإستثناء رئيس
الشركة الايطالية وابنه ، والسيد اوه
والثلاثي المرح هنا


- حسنًا .. انا اعلم اني جريء في طلبي
سيد اوه دانـييل -
تحدث السيد الايطالي اولاً بلغة انجليزية

- ولكن انا اخترتك لهذا المشروع
ليس للمشروع فحسب ، بـل لعلاقات
وطيدة مستقبـلية ، اريد ان تكون عائلية
ايضًا -

اقترح السيد الايطالي واوه دانـييل نظر
إليه بغير فهم لمقصده

- اعني انت تمتلك فتاة جمـيلة لم تتزوج
بعد ، وهنا لدي ابني الوحيد ووريثي ايضًا
يُدعى ريكاردو.. سيكون من الرائع ان تُبنى
علاقات بين العائلتـين عبر علاقة وطيدة
كـزواجهما -

نظر السيد اوه لابنته ووجد انها تنظر
إليه بكثير من التوتر والارتباك

- سيدي انا سعيد لاختيارك لنا ، لكن
لا استطيع اجبار ابنتي على الزواج
يجب ان يكون الامر برضاها ، حينها
سوف اوافق -

اجاب السيد اوه على طلب السيد الايطالي
يُثبت بذلك تعلمه للاخطاء حينما ارتكب
الكثير من الاشياء الغير جيدة في
حق لوهان وسيهون

لا يجب ان يكرر الامر مع يورڤين ايضًا

- بالطبع سيد اوه ، حتى ابني
ريكاردو لن اجبره على شيء ، يُمكـنك
منحهما وقتهما للتفكير -

ابتسم بكثير من الاحترام وانتهى من اقتراح
وطرح طلبه لذلك غادر لاخذ قسط من الراحة

بـينما الابن ريكاردو قد لحـق بيورڤين وطلب
منها رقمها للتحدث حول مصير علاقتهما












- اترغـبين بالزواج منه؟ ماهذا الهراء؟؟ -
لوهان قد جاء الى مكـتب يورڤين بعدما انتبه
ان ريكاردو قد خرج قبل لحظات

- اي زواج هذا ؟ انتِ لا تعرفينه حتى
واجنبي ولديه ثقافات مختلفة وكل شيء
مختلف يور!! -
تذمر وهو يجلس على الاريكة ويورڤين
اغمضت عيناها بكثير من الارهاق

- هذا هو الزواج المبني من المصالح -
قالت ببساطة وهي تتنهـد بعمق

عرض الزواج هذا مسؤولية كبيرة
وماجعلها اكبر هو ان الامر اصبح بيدها وبقرارها

تِلك الشركة الايطاليـة كبيرة وذات
فروع عالمـية ، ان جمعتهما علاقة عائلية
ستكون شراكة عظيمة حتمًا

ولكن المشكلة هنا هو عدم رغبة
يورڤين بهذا الزواج ، هي لم تُحب فكرة
بيع حياتها لاجل شركة ومال وعلاقات

ولكن اذا كان لاجل والدها وعائلتها
هي ستفعل ولن تمانع الزواج من رياكردو هذا ..

- وهل ستقبلين به ؟ -
سأل لوهان بحذر ، يعلم ان يورڤين الان
تواجه وقتًا صعبًا

- لا اعلم لوهان لا اعلم -
هي كادت ان تبكي ، رغم انها تستطيع الرفض
بكل بساطة ولكن ستشعر بالذنب بعد ذلك

- انا لا اشعر بالراحة لهذا الامر -
همـس لوهان وهو يخرج من مكتب يورڤين

وهذا آخر ماكانت تتمنى سماعهُ ، هي
تحتاج الى كلمات لطيفة لتواسيها وتساعدها
على اتخاذ القرار ، لا ان يأتي لوهان ويخبرها
بعدم راحته لهذا الامر







- آرثر .. انصت إلي جيدًا ، يورڤين
تتلقى عرض زواج الان وهي تشعر بالكثير
من الضياع اريد المساعدة منك دون علم اي
احد .. انه ابن ذلك الرئيس الايطالي الذي جاء
لاجل الشراكة ويُدعى ريكاردو ... ابحث عن
كل شيء يخصه وعن عائلته ايضًا -

لوهان اتصل بصديقه المقرب ، يُخبره
بما حدث هذا اليوم ... سيعمل بالخفاء
لانقاذ يورڤين دون افساد العلاقات العائلية

- حسنًا اعتمد عليّ .. -
اجابه آرثر بعدما طلب المزيد من المعلومات
والتفاصيل


قد يستغرق الامر ساعات طويلة من
آرثر حتى لو كان مخترق للانظمة
وماهر في التقنيات بشكل استثنائي

ولكن هو الان يستعد للبحث بـلغة ايطالية
لا يجيدها وسيعتمد على اللغة الانجليزية
وترجمتها ..

يوم ويومـين ، للاسف آرثر استغرق
كل هذا الوقت لعملية بحث ليست بسيطة
هو حتى لم يتناول الطعام ولم ينم الا قليلاً



المعلومة الاولى السرية ، ريكاردو ليس
الابن الوحيد لذلك الرئيس الايطالي
بل يمتلك ابنًا آخر اكبر من ريكاردو وهو
غير شرعي ومنفي من العائلة والان تحدث
مشاكل كبيرة بينهم

المعلومة الاخرى ، ريكاردو لديه ثلاث
سجلات قبض في الشرطة بتهمة تعاطي
المخدرات ، وهو سيخرج منها بسلام
بسبب مكانة والده

معلومة اخرى ، لدى الرئيس الايطالي
ثلاث مشاريع تحوي بنودًا غير قانونية
مما يؤدي الى انتهاك القوانين الدولية
وهذا سيعرضه للعديد من العواقب

نِصف البضائع المباعة لشركة السيد
الايطالي مزيفة وغير اصلية وهي تباع
بسعر باهِض .. 

اربعة عقود موقعة من قبل الرئيس
على علاقات سرية بشركات ممنوعة
في ايطاليـا .. وحينما يتم استيراد بضائع
تِلك الشركات ، يكون قد ادخل بضائع
ممنوعة للبلاد

والشيء المهم والاهم هو ان السيد الايطالي
يمتلك ديونًا بمبالغ كبيرة ، سوف يكون
تسديدها اسهل وابسط في حال
تم زواج ريكاردو بـ يورڤين

صحيح ان العلاقة العائلية ستكون
وطيدة وستثمر عليهم بالمال ، الا انها
غير امنه خصوصًا مع السجل الغير موثوق
لشركتهم



- وهذا ما استطعت اكتشافه حتى
الان -
قال آرثر وهو يغلق الجهاز اللوحي
السواد اسفل عيناهُ والارهاق ظاهر عليه
وهو سينام في اي لحظة

- هذا رائع آرثر ويكفي كـعذر
لرفض هذا الزواج ، يورڤين سوف تقتنع
وسترفض وحتى ابي في القانون سيرفضه
هو ومشروعه -

لوهان قال وهو يُعيد قراءة المعلومات
التي جمعها آرثر ، ثم انتبه ان صديقه
قد نام ..

لذلك ذهب لاحضار الغطاء ووضعه
على آرثر النائم وكان على وشك الذهاب
الا ان صديقه امسك بيده

وهمـس بكلماته اثناء نـومه
- لا تسمح لها بالزواج منه .. -









فـي الصباح ، كان السيد ريكاردو قادمًا
الى مكـتب يورڤين وهي لم تمانع ذلك
ابدًا على الاقل ربما تتعرف على
هذا الشاب الايطالي قليلاً
قبل ان تقرر

حسنًا هو لـطيف للغـاية ولكن شيء طبيعي
ان يتظاهر بهذا حتى يتقرب منها
وهو يمتلك ملامح وسـيمة
وكل شيء مقبول مبدئيًا

ان رفضت يورڤين هذا الزواج
فحتى المشروع المشترك بينهم
سيُلغى ، لان من البداية جـاء السيد
الايطالي الى هنا بهدف الزواج اكثر
من المشروع

فتح الباب بقوة ومن يدخل بهذهِ
الهمجية المميزة هو لوهان ولا احد غيره
كان يمشي بخطوات سريعة ورمى بالاوراق
على مكتبها دون اي اكتراث لـريكاردو الذي
كان يتحدث

- ماهذا ؟ -
سألت وهي تبتسـم بتوتر

- انه شيء مهم -
قال لوهان بـلُغته الام حتى لا يفهم
ريكاردو مايقول

اخذت يورڤين الاوراق وقرأتها على عجل
وضحكت بغير تصديق ... ليس بسبب
الامور المخـفية لريكاردو ووالده

بل بسبب سرعة لوهان وهي تعلم
جيدًا انه ليس لوهان ، انه آرثر حتمـًا

- حسنًا لوهان ، شكرًا لك
لا يجب ان يشعر بشيء حتى لا نتورط بمشاكل
التدخل في امورهم الخاصة -

وكـطفل صغير مُطيع اومأ لوهان
وهو يبتسم بوسع وكأنه انتصر في المعركة
يغادر مكتب يورڤين بعدما اعتقد انه تمكن من
افساد هذا الزواج

بـقي ريكاردو يتحدث بأمور مختلفة بعد
مغادرة لوهان ، يتحدث عن العمل
وعن حياته وهكـذا

وبعد مغادرته ، عادت يورڤين لقراءة
الاوراق التي احضرها لوهان ، تلـفظ انفاسها
بعمق قبل ان تتخـذ قرارها بالرفض

وهي تشعر بالامتنان لكُـلاً من آرثر
ولوهان ، كانت تبحث عن اسباب
للرفض ولكن لم تجـد ولكن
الان هي تستطيع مواجهة والدها
بالاسباب المقنعة





- انا مـتفهم لقرارك يورڤـين حتى
لم يكُن لديك اي اسباب لا تقلـقي -

اوه دانـييل اجاب ابنته بهذهِ العبارة
حينما اخبرته برفضها ..

- انا فكرت في اشياء عديدة
ايضًا ، زواجك بـ ريكاردو سيجبرك
على الذهاب والعيش في ايطاليـا ، لا اعتقد
اني استطيع ارسالك الى بلاد بعيدة واجنـبية
فقط لاجل المال ..-

اخـبرها والدها بما كان يشغل باله
في الايام الماضـية وتنهـد بعمق

- انا سـعيد الان يورڤين بوجودك
معنا .. وهنا سيـهون ولوهان -
ابتسـم السيد اوه وهو يمسح على جـبينه
- في العادة لا استطيع ان اخبركم بمشاعري
الحقيقية واظهر كالاب البارد ، ولكن يورڤين
انا بالفعل احب تواجد ثلاثـتكم في المنزل
فقدان احدكم يعتبر خسارة كبيرة على عائلتي
لذلك لا يمكنني ان اسمح لك بهذا الزواج -

وقفت يورڤين فورًا وذهبت لمعانقة
والدها بقوة ، وكأن ثقلاً كببرًا انزاح عن صدرها

- انا احبك كثيرًا ابي -
همـست بذلك ومازالت تحـتضنه بقوة
لانها في المكان الاكثر امانًا في عالمها
هنا بجانب ابيها العزيز

وعلى عكـس مزاجها العكر في الايام
الماضية ، هي غادرت مكتب والدها بالابتسامة
المنعشة المعتادة ليـورڤـين .. 

تكمل عملها المتراكم في الايام الماضية
وتشرب القهوة وتذهب للتحدث مع الموظفين
لتضييع الوقت بدلاً من اكمال العمل

وهذهِ فقط هي يورڤـين المعتادة التي
تمضي يومها في تحسين مزاج الجميع
بكلماتها التشجيعـية وابتساماتها اللطيفة

كل شيء كان بخير ، المشروع سيُلغى
بالفعل حينما رفضت يورڤـين هذا الزواج
لان العلاقة اصبحت مربكـة بين السيد اوه
وذلك السيد الايطالي ..

خرجـت يورڤـين تتوجـه الى سيارتها
بخطوات سريعة مع مظلتها التي تحميها
من المـطر ، تنتـظر السائق وهي تتصفح
هاتفـها

ورفعت ابصارها نحو السيارة التي وقفت امامها
بدلاً من سيارتها ، وحينما امعنت النظر
تـلاشت ابتسامتها لان صاحـب
السيارة هو ريكاردو..

اشار لها بمرافقـته وهو يبتـسم
بلُطف واخبرها انهما سيتحدثان قليلاً
فحـسب

لم يذهـب ريكاردو الى مقهى لتناول
الكعك وشرب القهوة اثناء حديثهما
بل اكتفى بالابتعاد عن الشركة
قليلاً وتوقف على جانب الطريق


تتـلاشى ابتسامتـه اللطيفة حينما
توقفت السيارة ونـظر الى يورڤـين بتِلك الملامح
الغامـضة

- لماذا ترفـضين الزواج مني ؟ -
سأل بهدوء بلـغته الانجلـيزية

وهي ابتسمت بتوتر
- لدي اسباب عديدة .. -

- مثل ماذا ؟ -

- انت من بـلد بعيد واجنبي ، زواجنا
نحن الاثنان سيكون صعبًا على كِـلانا
ولا استطيع البقاء بعيدًا عن افراد
اسرتي .. -

قالت بعض الاسباب الجانبية ، تتجاهل
الاسباب الاساسية لرفض الزواج من ريكاردو
الذي يُخفي الكثير من الافعال السيئة

- انانـية .. -
همـس ريكاردو ويورڤين ضحكت بغير
تصديق

- سيُـلغى المشروع ، سيكون ذلك
سيء للغاية لعائلتي وعائلتك الا تشعرين
بالذنب ؟؟ -

تذمر ريكاردو وضرب المقود بيده

- ماذا تريد انت؟ من انت لتتدخل في
حياتي هكذا ؟ انا لا اريد زواجًا كهذا
انت غريب عليّ ولا اعرف عنك اي شيء
وكل ماتهتم له هو المال .. -

صاحت يورڤـين بوجهه وهو امسك
بيدها يمـسح عليها بهدوء

- صحيح .. انا رجل غريب ولا تعرفينني
ولكنك انتِ قد ولدتي لتكـوني كالسلعة التي
يقوم والدك بتزويجها لاجل المال ، عليك ادراك
ذلك ياحمقاء .. من يهتم للبقاء بجانب العائلة
اذا كان المال هو المكسب ؟ -

وتِلك الملامسات الناعمة على يدها
قد تحـولت الى اخرى قاسية ...

- اترك يدي ريكاردو!! -
صرخت في وجههِ وهي تحاول ابعاده

الا ان الرعب قد تمـلكها وتوقفت عن
الحراك حينما اخرج ريكاردو حـقنة من
ادراج السيارة

- اتعـلمين ماهذهِ؟ اتريدين ان اجعلك
تتوسـلين لاجل الحصول عليها بعدما
ادفع بمحتواها في جسدك ؟ -

بكل وقاحـة وسذاجة هو هـدد ، يُمسك
بيد يورڤـين بقوة وهو يمرر الابرة على جلدها

- لا تخافي .. لن افعل -
ضحك بصخب وهو يطلق سراح يدها
ويُعيد وضع الابرة في الادراج
ويبتـسم بسخرية على يورڤـين التي
تحاول فتح الباب المقفل

- على الاقل .. لن افعل معك انتِ
ولكن ربما افراد اسرتك ، جميعهم
اجعلهم يتوسلون اسفل قدماي حينما
اورطهم جميعهم في قضايا مخدرات
وقبل ان يتـم القبض عليهم سيكـون
محلول المُخـدرات قد تغلغل في اجسادهم -

- هل انت مريض؟ اتعتقد انك
تستطيع فعل ذلك ؟ -
بين خوفها الشديد وذعرها هي سخِـرت

- استطيع فعل ذلك بكل بساطة.. رفضك للزواج
قد يدمر مسيرة والدي التجارية لذلك
سوف افعل المثل مع عائلتك ..
لذلك تزوجـي بي ولا تفتعلي الكثير من
المشاكل .. هيا عزيزتي يورڤـين -

يـرفع يدهُ ليمسح على وجـنتها
بلُطف ، ومـسح ذلك الدمـع المتحجر
في عينـيها

نظـر كـلاهما الى نافذة السيارة حينما
طُرقت ، وشعرت يورڤين بالامان بعدما
صرف ريكاردو انتباهه

فتح النافذة ونظر الى ذلك الشاب الذي
يحمل مـلامح اجـنبية مختلطة ، وكأنه
يابانـي الجـنسية

- اوه يورڤـين ~~ -
هَـتف آرثر وهو يلوح لها ويبتـسم
لريكاردو

- مررت من هنا قبل لحظات وانتبهت
ليورڤـين لذلك فكرت في الذهاب
لتناول الغداء معًا -
اقترح آرثر بـهدوء يتجاهل الجـو الغيـر
طبيعي الذي يحيط بالاثنان

- بالطبع .. -
اجابت يورڤين على الفوز وانتهزت الفرصة
للهرب من ريكاردو الذي لا يستطيع الظهرر
كحقيقته امام آرثر

- اتريد الذهاب معنا ؟ -
سأل آرثر وهو يُعطي المـظلة ليورڤين
التي وقفت بجانبه .. وهو تبلل من المطر

- لا شكرًا لك -
اجابهُ ريكاردو وذهب بسيارته
يتركهما بمفردهما


وآرثر نظر الى يورڤـين بشيء من
القلق ..

- تعلمين ان وجودي هنا ليس
بمصادفة ، كنا نريد الذهاب معًا لتناول
الغداء بالفعـل ولكنك برفقته وانتِ لست
على طبيعتك .. ايوجد خطب ما ؟ -

ابتسمـت يورڤـين وهي تتراجـع بخطواتها
للخلف
- انا بخير ، لدي عمل عاجل اعتذر
يمكننا تناول الغداء في وقت آخر صحيح ؟ -

تنـهد آرثر بعمق وابتسم
- اجل .. حظًا موفقًا في العمل -

لم ترجـع يورڤـين الى الشركة، بل ذهبت
للمنزل وهي تشعر بالخوف من تهديدات
ريكاردو

يجب ان تتصرف فورًا ، ذلك المختل
لن ينتظر طويـلاً وهي مطلقًا لن تتزوج
به

سوف تخـبر سيهون بماحدث ، وهو
سيتصرف بالطبع ..












يجـلس كُـلاً من سيهون ولوهان
امام الطـبيب ، يتعاقدان الايدي دون
اي خجـل

ولوهان يضع رأسه على كـتف سيهون
بكثير من الخمول ..

لقد شعر سيهون ببعض الالم هذا الصباح
في قدمـيه ولوهان كان مُصرًا على
الذهاب للطبيب حيث ان هذا
الالم لا يجب ان يُهمل

- كالعادة سيهون .. انت ترهق
نفسك كثيرًا وترهق قدمـيك كذلك
تذكر دائمًا ان علاجك الطبيعي حدث
بسرعة وقد كُنت مصرًا على المشي في
فترة قصيرة ، لذلك ربما ستشعر بالالم
بين الحين والآخر وكل مايجب عليك فعله
حينها هو اخذ قسط من الراحة -

وبخهُ الطبيب ولوهان رفع رأسهُ
ونظر إليه بغضب

- غدًا ومابعد الغد ومابعد ومابعد الغد
لن تذهب الى العمل -
امـر لوهان وسيهون ابتسم

- لوهان .. لقد ضيعت سنوات طويلة
لم اكُن بجانب والدي في عمله ، لذلك
احاول تعويضه ولو قليلاً -

- ولكن هذا لا يعني ان ترمي بنفسك
الى التهلكـة .. احمق -
تذمـر لوهان وهو ينظر الى الطبيب
- اكتب له اجازة مرضية ، سوف اجبره
على البقاء في المنزل لا تقلق ايها الطبيب -

وضحك الطبيب على لوهان الذي
يظهر اهتمامـًا غير مباشرًا بحالـة زوجه
الجـسدية ..

واثـناء انشغاله في كتابة تقرير سيهون
المرضي ، وجدال الزوجين امامه

وقف لوهان وغادر المكان ليُجيب على
هاتفه الذي يرن




- انا ريكاردو.. -
كانت اول عبارة سمعها لوهان حينما
اجاب على الرقم الغريب ، وهو دحرج عيناه
بكثير من الانزعاج لانه يكره هذا الاسم
وصاحبـه

- ماذا تريد ؟ -
بحذر سأل لوهان


- ايُـمكننا ان نـلتقي ؟ اريد التحدث
معك حول امر ما .. -

طـلب ريكاردو ولوهان شعر بالفضول
لذلك وافق على الفور ، دون اخبار
سيهون بشيء ..




بعد العودة من العيادة الى المنزل
قرر سيهون اخذ قسط من الراحـة ، يتصل
بـشقيقته ليكلـفها ببعض عمله حتى لا يتراكم
عليه حينما يعود ..

ويورڤـين وافقت دون قول اي شيء
او اي اعتراض ، وهذا حتمـًا امر
غريب على اخته كثيرة التذمـر

وحينما ابـصر حوله اُفسد مزاجه
حينما انتبه ان لوهان غير موجود في
الغرفة .. وبعد بحث قصير

لم يجـد سوى آرثر في المنزل ، ولوهان
قد غادر دون قول اي شيء كالعادة ...










جـلس لوهان امام ريكاردو في
المـقهى الذي ارسل هذا الشاب الايطالي
عنوانه ليتحدث كلاهما هنا


- سوف اكـون صريحًا ولن اكون
رسمـيًا يتحدث بالمقدمات .. -
ريكاردو قال وهو يشرب القهوة ، ينظر
الى لوهان مع ابتسامـة واسعـة

- اعلم انك تنـتمي الى عائلة غير معروفة
وايضًا والديك لا ينتمـيان الى الطبقة
الثرية مما يجعلك منبوذًا وذليلاً
لعائلة اوه صحيح ؟ -
سأل ريكاردو وهو متأكد من تحليلاته

فوجود لوهان كـشخص بـلا اسرة
تتواجد بالوسط كأحد العائلات الثرية
هو امر مريب حتمًا ، لذلك اي احد سيتوقع
ان لوهان يعايش وقتًا صعبًا في العيش مع
عائلة اوه شديدة الثراء

- هذا صحيح .. -
ولوهان كعادته شـاب شَـديد الحذر
لم يُخبر ريكاردو ان توقعاته غير صحيحة
ليعلم مُراده اولاً

- اعلم انك تكرههم ، تكره تواجدك
كالفقير المحتاج الذي يتوسل لاجل
المال وهم كالاسياد امامك .. لكن
لا تقلق سوف تكون في مكانة مختلفة
من اليوم .. -
قال ريكاردو وهو يبتـسم بوسع

رفع لوهان حاجـبيه بتعجب
- حقًا ؟ وكيف ذلك ؟ -

وهنا ريكادو اخرج حـقيبة لم يستطع
فتحها في مكان عام حتى لا يجذب
الانظار نحوهما ، ولكنها تحوي
مبلغًا ماليًا ليس بسيطًا

- سوف اقدم لك المال ، لن تكون
بحاجتهم بعد الان -
عَـرض ريكاردو الحقيبة ودفع بها
الى لوهان

- وماهو المقابل ؟ -
سأل لوهان وهو يظهر لهـفة مزيفة للمال

- اريد الزواج بـيورڤـين .. مهما
كان الثمن ، لقد هددتها قبل ساعات
حول توريط عائلتها بالمخدرات ولقد
ذُعرت ... لذلك لا تقلق هي ستوافق
على الزواج حينما تحاول اقناعها قليلاً -

اومأ لوهان بتفهم وهو يسحب حقيبة
المال
- هذا بسيط للغاية ، اعتمد عليّ
سيد ريكاردو-

- ان كُنت تحتاج المزيد من المال.. ابلغني
بذلك وسوف اساعدك ، المهم هو ان تكون
تِلك القذرة زوجتي -

ابتسم لوهان وهو يطلب كوبًا
من القهوة ايضًا
- لا تقلق .. اخبرتك اعتمد عليّ -

وريكاردو اظهر اعجابه بموقف لوهان
ومساعدته السريعة ، اعتقد ان هذا
الشاب سيخاف او سيهرب

ولكن انه مُخيف وجريء كما سمع
عنه تمـامًا

- في الغد .. صباحًا لنـلتقي للتحدث
عن التفاصيل حسنًا ؟ -

اقترح ريكاردو ولوهان فكر قليلاً
قبل ان يوافق

- ولكن .. يجب ان نلـتقي في مكان
مخفي كالمينـاء القديم مثلاً ؟ سوف ارسل
لك الموقع -
اقترح لوهان وريكاردو احب هذهِ الفكرة
كثيرًا

- بالطبع ، ارسل لي الموقع
وانا سوف اغادر الان -

نـظر ريكاردو الى ساعته قبل ان
ينصرف ... وفي اعتقاده ان كل شيء
يسير بسـلاسة وفق خطته

هو مُصر على الزواج من يورڤين
ليس لاجل المال فحـسب ، بل لانها
رفضته رغم انه قد جاء من بلاد بعيدة
لاجل هذا الزواج

هذا اغضبهُ كثيرًا وهذا ماجعلهُ مصرًا
على الزواج ، هو لا يُرفض ..
بـل يجب على يورڤين ان تتوسل لاجل الزواج
به مقابل سلامـة عائلتها

حينما ركب للسيارة ، اصبح كمـن اصابهُ
الجنون .. يُخرج الحقنـة من الادراج
ويفرغ محتواها في جسده ليشعر
بالكثير من الراحة والنشوة بعد ذلك











يورڤـين .. تراجـعت عن اخبار سيهون
بما يحدث لان شقيقها متعب وقد يُرهق
اكثر حينما يغضب ويحاول ايجاد حل
لمشكلة ريكاردو هذا !!

ووالدها؟ هو منشغل كثيرًا بالعمل
ولكن لا بأس هي كانت ستخبره
في الصباح ..

ولم تتـمكن من النوم في الليل
بسبب افراطها في تفكيرها بسبب
هذهِ المصيبة

والمُضحك في الامر هي انها حينما
استيقظت لم تكُن في غرفتها ، ولا منزلها
بـل في السيارة ومُقيده ايضًا

المضحك في هذا الوضع المرعب
هي انها تذكرت اختطاف لوهان وآرثر
لها لاجبار سيهون على الموافقة والتوقيع على
ورقة الزواج

وعلى عكس شعورها بالخوف الشديد
هي بـقيت بـلا حِراك حتى لا يكتشف
الخاطف استيقاظها

كيف حدث هذا ومن الفاعل؟ هي لا تعلم
ولكنه بالتأكيد ريكاردو

حينما توقفت السيارة ، تزامنـًا مع تخلص
يورڤين من هذا الحبل الذي كان يُقيدها
ومن الغريب انها لم تُقيد بقوة

لم تنتـظر يورڤـين للحظة اخرى
حتى فتحت باب السيارة واسرعت
في خطواتها تفر هاربة قبل ان
يُدرك الخاطف ذلك !!

- توقفي .. حمقاء -
تجـمد جـسدها حينما سُحبت للخلف بقوة
بعدما امسك صاحب الصوت المألوف
بيـاقة بيجامـة النوم خاصتها

- آ-آرثر ؟ -
بخوف واطمئنان في آن واحد
قد نـطقت

- اجل آرثر .. -
بإنزعاج اجاب وهو يمسك بيدها
بدلاً من سحبها من قميصها
- يمكنك الاعتماد علينا يورڤين
لا اعلم لماذا تُخفين حقيـقة ريكاردو عنا ؟
الا تثـقين بنا ؟ -

تذمـر وهو يسير في طريق مُريب
مباني قديمة ومتهالكـة ، ويورڤـين رغم
خوفها الا انها شعرت بالاطمئنان
بجانب آرثر

- الى اين نذهب ؟ ولماذا اخذتني
من المنزل وكأنك تختـطفني ؟ -

- لانني آرثر -
اجابها ببساطة ووقف حينما
اصبح كـلاهما خلف احد
الابنـية القديمة

- راقبي مايحدث جيدًا واعرفي
من يـقف خـلفك ليحميك -

قال آرثر وهو يُـشير الى لوهان
الذي يـقف في منـتصف الميناء
القديم بمفرده ، ودقائق اخرى
حتى جـاء ريكاردو مع رجاله


- ماذا يحدث آرثر ؟ -
سألت بخوف ، اي جنون سيرتكـبه
لوهان الان ؟

- فقط راقبـي .. -
همـس آرثر قبل ان يترك يدها
ويغادر بخطواته مبتعدًا  يتوجه نحو
لوهان






- ريكاردو .. انت احمق للغاية -
همـس لوهان بكلماته وهو يـقف بهدوء
مع حـقيبة المال التي يحملها معه

وريكاردو نظـر إليه بتعجب
ولم يـفهم مقـصد لوهان ..

- المال .. لا يكـفي حتى نخذل
افراد اسرتنا ، واجبار فتاة على الزواج
امر لا يـليق بالانسان وهذا يفسر
فقط حقيقة انك تنتمـي الى فصيلة الحيوانات -

بهدوء شديد تحدث لوهان وهو يضع
حقيبة المال على الارض ، ويفرغ
عبوة الوقود التي كان يحملها معه
على الحـقيبة

تراجع للخـلف بضع خطوات
بعد ان اشعل النار عبر قداحته
وصـولاً لحـقيبة المال تِلك

مع ابتسامـة لعـينة اظهرها لوهان
وهو يراقب ملامح ريكاردو الغاضبة
والمخذولة

يمـشي بخطوات مُتمـلمله نحو ريكاردو
ويخرج بعض المال من جـيبه
ويصفع بها وجه هذا الشاب الايطالي

- اعلم .. ان هذا المال يعني
الكـثير لك .. ولوالدك الذي على
وشك الافلاس .. صحـيح ريكاردو ؟ -

وضحك لوهان حينما اخرج ريكاردو
سكينـًا من جـيب معطفه

- ستندم .. صدقني ستندم -
صرخ ريكاردو بلُغة ايطاليـة لا تفهم

ولكن الوحيد الذي سيندم هنا هو
ريكاردو ولا احد غيره ، هو لا يعلم
ومسكين لانه يجهل انه عبث مع الشخص
الخاطئ ، مع لوهان .. لوهان ابن ماركوس !


يُسرع ريكاردو في خطواته يريد
ان يرتكـب جريمة ما في زوج اوه
سيهون ، الا ان ظهور شاب آخر
من حـيث لا يدري

جـعله يتعثر ويفقد تركيزه ، ويتلقى
بذلك ركلـة قوية على رأسه من آرثر

- صحيح .. ريكاردو المال ليس الشيء
الوحيد الذي اريد تقديمـه لك ، انظر هذهِ
هدية اخرى -

ومجددًا لوهان صفع وجه هذا الشاب
بالورق الذي انـتثر على الارض بكثرة

وريكاردو رغم عدم تركـيزه بما كُتب
الا انه استطاع قراءة بضعة تفاصيل
كتبت في العناوين الرئيسية في هذه الاوراق

انها تحوي سجـلات افعاله المخفية
بداية من ادمانه للمخدرات ، وصولاً
الى قضية افلاس والده وتهم انتهاك
القانون

يـقترب إليه لوهان ويسحبهُ من
شعره بقوة ليُجبره على النظر الى
شاشة الجهاز اللوحي الذي يخُص آرثر


- هذهِ مروحـية تتجول في سماء
ايطاليا الان ، وتحمل على متنها
خمسون الف منشور كهذا المنشور
استطيع اخبارهم بحقيقة افعالك انت
ووالدك .. اتريد ان افعل ؟ -

وريكاردو لم يُجـيبه ، بل اصبح كالاخرس
الذي لا يستطيع قول اي شيء

ولكن بإشارة منه لرجاله ، الجميع
اصبح يوجـه اسلحتهم على لوهان وآرثر

ويورڤين التي تراقب كل مايحدث
دون علم اي احد بتواجدها ، قد ارتعبت
وقلقت على زوج شقيقها كثيرًا


نظـر لوهان وآرثر الى بعضهما
قبل ان يضـحك كلاهما بسخرية
على مايحدث

يمـشي لوهان بخطوات واثقة الى
احد رجال ريكادو ، يقف امام فوهة
السلاح الموجهة نحوه .. ويسحب السلاح
ويساعد الرجل على امساك السلاح بطريقة
جيدة

- هكذا هي الطريقة الصحيحة -
قال لوهان بصوت مرتفع
- هذا يوضح جهلكـم التام بهذهِ الامور -

- اخرس واللعنة يجب ان تموت -
صرخ ريكاردو وهو يسحب احد
الاسلحة من رجاله ، وقبل ان يُطلق النار
على لوهان

تعرض لرصاصة في كتفه من آرثر
الذي اخيرًا اخرج سلاحه

- الوحيد الذي اُريد ان يموت هو انت -
لوهان قال وهو يخرج سلاحه من حزامه
يوجهه الى ريكاردو المصاب

ويُطلق رصاصة شديدة الدقة
تمكـنت من خدش عُنق ريكاردو دون
اي جُرح بليـغ

- ولكن للاسف .. لا اريد ان اكون
قاتلاً بسبب نكرة مثلك -
بكثير من الكراهية قال لوهان

- والان اذهب بكل سلام الى
موطنك ، حاول اعادة بناء
ثروتك بطريقة قانونية قبل ان
ارتكب المزيد في حقك ، ولا تحاول
مجددًا ان تقترب الى عائلتي والا تعاملت معك
بطريقة اخرى -

هَـدد لوهان وفوهة سلاحه تلـصق
بجـبين ريكـاردو

الذي تم سحبهُ من قِبل رجاله
وانسحب جميعهم خلال اقل من دقـيقة

حينها لفـظ لوهان انفاسهُ بكثير
من الانتعاش وهو ينظر الى سلاحه

- اشعر بالحنين .. -
قالها بكثير من المشاعر وهو يحتضن
السلاح ..

تـصلب جسدهُ حينما سمع صوت
تصفيق خـلفهم ، وحينما استدار بجسده
وابتسم وكأنه اكثر طفل بريء في العالم
حينما اخفى السلاح خلفه بعدما وجد سيـهون امامه

- ايمكنكم اخباري ماذا يحدث هنا ؟ -

وجود الثلاثـي في مكان مشبوه
كالميناء القديم ، ويورڤـين هنا مع ملابس
نومها .. وريكاردو فَـر هاربًا قبل لحظات
وهو جريح وينزف

وجود حقيبة تحترق وكثير من الاوراق
المنتشرة على الارض

يُفسر الكـثير .. والمصيبة الكبرى هو
وجود السلاح مع لوهان وآرثر .. وكأنها
العودة الى نقطة الصفر مجددًا

لقد شعر سيهون بالريبة من تصرفات
لوهان وآرثر منذ الامس لذلك لم يتوقف
عن مراقبتهما في الخفاء ..

والان هو غاضب بشدة ، غاضب
اكثر من اي وقت مضى ..

لقد اخبر وحذر لوهان كثيرًا حول
حمل السلاح بتهور ، والان هو قد
عاد للتعامل بعنف مع ريكاردو!

رغم ان سيهون قد علم بالتفاصيل من
آرثر ويورڤين ، ووبخ اُخته ايضًا
على اخفائها للامر 

الا انه بـقي يمتنع عن التحدث مع
لوهان ، هو غاضب وبقوة

يدرك جيدًا ان ريكاردو سيفر هاربًا
الان ولن يتوقف ويشعر بالامان
الا حينما يعود لايطاليا

وهذا لن يُشكل خطرًا على لوهان
وحقيقة مافعل مع آرثر ، الذي يهُم
سيهون

هو عودة لوهان لاستخدام الاسلحة
بعدما تركها لمدة طويلة ، هي تُقلق سيهون
كثيرًا وتشعره بعدم الارتياح

الامر اصبح مُربكـًا للغاية ، لوهان يُعايش
اول مشكلة زوجـية ولا يعلم كـيف يصحح
الامر ؟

هو لا يعتقد انه ارتكب اي خطأ ، ولكن
المشكلة في سيهون الذي لا يريد منه الاقتراب
للاسلحة مجددًا ..


- لوهان .. سوف اقولك لك عن
ملاحظة صغيرة -
وآرثر المرح لم ينتبه للجو الغير معتاد
بين لوهان وسيهون

- حينما اخبرت ريكاردو انه ينتمي
الى فصيلة الحيوانات لانه حاول اجبار
يورڤين على الزواج .. هذا لا يجعلك
مختلفًا .. -
قال آرثر كلماته وسط ضحكه الصاخب
لتذكره حقيقة ان زواج الاثنان هنا حدث
بالاجبار ..

ولوهان اكتفى بالنظر إليه بإستياء ، ثم
حول انظاره الى سيهون الذي يتجاهلهُ
وكأنه غير متواجد هنا

- لنذهب الى المنزل -
قال سيهون ، والجميع غادر المكان
دون ترك اي اثر مشبوه خلفهم

واستمر هذا التجاهل لساعات طويلة
بعد توجههم الى منزل عائلة اوه لشرح
ماحدث للسيد اوه وللـسيدة اوه

ويورڤين التي كانت معجبة بماحدث
وذلك العرض الرائع الذي قدمهُ كـلاً
من لوهان وآرثر في سبيل حمايتها
هذا مؤثر للغاية !

الا ان لوهان كان شارد الذهن
عقله منشغل بحقيقة انه كالشيء الغير
مرئي بالنسبة لسيهون

تتخـبط دواخله مابين الندم الصغير
والحزن بسبب غضب سـيهون
الامر لا يستحق كل هذا

كل شيء اصبح بخير ، هو قد
تخلص من ريكاردو للابد وتولى
مهمة حماية يورڤـين من ذلك السافِل

لماذا لا يتفهمه سيهون فحسب ؟




- سيهـون .. لنتحدث -
همـس لوهان حينما اصبح بمفرده
مع زوجـه في السيارة اخيرًا

- بماذا نتحدث تحديـدًا ؟ -

- عن سبب غضبك ربما ؟ -

ضحك سيهون بغير تصديق
- انت حقًا لا تفهمني مُطـلقًا...
انا لا احب عودتك الى مثل هذهِ الامور
ارجوك تعايش مع حياتك دون اسلحة وتهديدات
وكثير من العنف ... اخشى ان تتعرض للاذى
يومًا وانا ابقى عاجزًا مجددًا لا اقوى على حمايتك -

افصـح سيهون عمّا كان يجول
في دواخله دفعة واحده ، كان غاضبًا
وقلقًا ... لم يحُب طريقة تعامل لوهان مع
المشاكل بذات الطريقة التي كان يتعامل
بها مسبقًا حينما كان يعمل مع والده

ولوهان اشاح بناظريع بعيدًا مع شعور
الذنب الذي تملكـهُ رغمًا عنه ، لا يُحب
ان يُشعر سيهون بالعجز .. لقد عايش
سيهون الكثير من المشاعر السيئة
في الوقت الماضي ، لذلك هو لا يريد
ان يتسبب لسيهون بالمزيد من الحزن
والالم ..

ولانه لم يبادر في التحدث او الاعتذار
استمر تجاهل سيهون له ، حتى بعد عودتهما
الى المنزل ..

حتى بعد ذهابهما الى السرير ، سيهون
تجاهلهُ كُـليًا ونام دون ان يحشُر جسد
لوهان بين اذرعه كما اعتاد ان يفعل ..

ولوهان لم يستطع النوم ، بـقي ذلك
الشعور الغير مُحبب يمنعه من النوم
وفي كل مرة سيجلس على السرير وينظر
الى سيهون النائم

حتى نفذ صبر ابن ماركوس ، واقترب
لسيهون يرفع ذراعهُ ويضعها حول خاصرته
ثم وضع رأسه على صدر سيهون

- في الغد .. توقف عن تجاهلي
والا قتلتـك -
هَـدد لوهان بشيء من الغضب
واظهر عبوسهُ حينما شعر بذراع
سيهون تـشتد حـول خاصرتهُ

- انت حقًا شيء لا يصدق -
تذمر سـيهون بصوتهِ النعس
- سوف اتوقف عن تجاهلك حينما
تعتذر -

ولوهان لفظ انفاسهُ بعمق وهو يبتعد
- لن اعتذر بينما اعلم جيدًا اني لم افتعل
اي خطأ ! -

وحينما فتح سيهون عيناه ، شعر بالحُزن
بسبب تجاهله لـلوهان طوال اليوم

لان لوهان الان اصبح يُظهر حزنه
بلا خجل امامـه ، وفي هذهِ اللحظة
تحديدًا اصبح وكأن حُزن العالم
اجمع يتشكل في تعابير وجههِ الحزينة

- س-سوف تخبرني ان اتعامل بالقانون..
و-ولكن عن اي قانون تتحدث ؟ -

وشعور الذنب تملك سيهون حقًا بعدما
سمع كلمات لوهات المبعثرة

- القانون مجرد هراء .. حينما
ا-اخبرهم بتهديدات ريكاردو سيتجاهلون
الامر كُليًا بعد معرفتهم لمكانته في المجتمع
وستبقى يورڤـين في خطر وقلق دائم -

تنهـد سيهون بعمق واقام جـسده ، يحاصر
خاصرة لوهان بكلتا ذراعيه ويضـع
قُـبلة ناعمـة على جـبين زوجه

- حسنًا .. انا اعتذر -
وليس من العدل ان يبادر سـيهون
بالاعتذار لانه تجاهل لوهان واظهر
بعض القساوة معه

- وانا ك-كذلك ..اسف -
ولم يتوقع سيهون ان يعتذر لوهان

يتـلمـس وجـنتـي لوهان بنعومة
شديد وكأنه يتخـلص من الحُزن
الذي ظهر عليه

يبـتسم حينما انتـبه للتورد الطفيف الذي
يستمر في فضح مايُخـفيه لوهان من خجل

- لنـذهب للنوم ، لدينا يوم شاق
في الغد .. -
همـس سيهون بذلك بعد قبلة وُضعت
على جـبين لوهان

ويستمتع سيهون في فكرة ان لوهان
سوف يحتـضن ذراعه كعادة اصبح
يفعلها في كل مرة ينام ..

وجـبين لوهان سيكون مُلاصقًا لكتفه
وينام كـلاهما بعمق بعدما يُحاصر
هذا الجـسد الضئـيل بأذرع سيهون





لم يـهتم لوهان كثيرًا لكلـمة سيهون
في الليلـة السابقة حينما قال لدينا يوم شاق

بالفعل لوهان كان يعاني في العمل ، وكان
على وشك ان يفـقد السيطرة على نفسه
الا ان السيد اوه ارسل مُساعده إليه
ويطلب رؤيته الان وحالاً

ذهب لوهان لزيارة السيد اوه في
مكتبـه وهناك كان سيهون متواجدًا
برفقة يورڤـين ..

- لوهان ستذهب الى المانـيا .. -
اخبـرهُ السيد اوه حينما دخل
- انت الوحيد الذي يستطيع فعل ذلك -

وارتبك لوهان للحظات قبل ان
يقترب ليجلس بجانب زوجه
- م-ماذا تعني ؟ -

- هناك سـيتم افتتاح احد المشاريع
ويتطلب حضور احدنا ولكن انا لا استطيع
بسبب كثرة العمل وهنا سيهون مُتعب ولديه اجازة
ويورڤـين مازالت تشعر بالخوف من الذهاب بمفردها -

وضح السيد اوه ولوهان كاد ان
يبكي ولكنه تمـاسك ، هو ليس جيد بمثل
هذهِ الامور

ان يـتم ارساله لبلاد اجـنبية لاجل القيام
بمهمة سرقة او تهديد

ابسط بكثير من ارساله لبلاد اجنـبية لاجل افتتاح
مشروع ، حيث سيضطر لوهان لمقابلة الغرباء
والتعامل معهم بإحترام ولطف

وهذا حتمًا امر لا يتقنه لوهان
لذلك نظر الى سيهون ليطلب المساعدة
منه ولكن هذا الحقير قد رفع كـتفيه بقلة حيلة

- ولكـن ابي في القانون .. اعتقد
اني لست جديرًا بهذهِ المهمة مازلت جديدًا
في العمل -
حاول التهرب من هذا

- لا لوهان انت رائع تستطيع القيام
بكل شيء ، بالاضافة الى انك فرد من افراد
عائلتنا الان وبالتأكـيد سوف ارسلك في
مهمة عمل كهذهِ .. اثق بك -

ولوهان كره هذا المـديح لانه تورط
مع هذا العمل الذي كرههُ كثيرًا
وقبل اي اعتراض آخر ، انشغل السيد
اوه في مكالمـة هاتفـية

ويورڤـين احضرت تذاكر الطيران
وملفات تحوي تفاصيل المشروع
الالماني ويوم الافتتاح 

- رافقني -
همـس لوهان

- انا امتلك اجازة -
اجابه سيهون وهو يدلك قدمـيه
ليُشعر لوهان بالذنب ..

- اللعنـة عليك -
ولوهان لن يشعر بالذنب ابدًا بل
غضب اكثر لان ليس من العدل
ان يذهب بمفرده للعمل هكذا

ضحك بغير تصديق بعدما
غادر مكتب السيد اوه ونظر الى تذاكر
الطيران ، ولسوء حظه كانت رحلته في
هذا المساء!!!

صرخ لوهان بغضب في منتصف الممر
وافزع الموظفيـن

كـلف بعض الموظفـين بالعمل قبل ان
يغادر الشركة متوجهًا الى المنـزل ، لن يتحدث
مع سيهون هو غاضب

هو حتى قد اُجبر على هذا العمل ، وتبًا للعمل
وضع ملابس بسيطة في حقيبته وبعض
احتياجاته وذهب للمطار

وضحك بسخرية على نفسه لان الرحلة
قد اُعلن عند اقتراب موعدها تزامنًا مع دخوله
للمطار

وبينما هو يظهر جواز سفره فكـر
ربما هذهِ المرة الاولى له بالسفر بطريقة
قانونـية هكذا ..

لم تكـن المسافة قصيرة ولوهان شعر
بالغثيان بسبب الوقت الطويل في الطائرة
ولكن المهم هو انه لم يخبر سيهون بمغادرته
ولا بوقت طائرته

بعد وصولـه الى غرفته في الفندق
ارتمى بجسده على السرير بإرهاق شديد
لم يتناول الطعام ولم يذهب للاستحمام
بل سلبـهُ النوم وعيه على الفور

لا يعلم كم مـضى من الوقت ، ولكن لابأس
هو لا ينوي الخروج من غرفته حتى
يقترب موعد افتتاح المشروع بعد
ثلاثـة ايام

وهذا مايُشعره بالاحباط ، لا يعلم
ماذا يفعل لانه لا يحب التجول والتنزه
حتى انه رفض خدمات الفندق كتناول الافطار
والعـشاء .. مزاجه السيء يـفسد كل شيء

سمع صوت رنين الجرس المزعج والذي
لا يتوقف ابدًا ، كان يستلـقي في حوض
الاستحمام ويحاول الاستمتاع

الا ان هذا المزعج قد افسد مزاجه
اكثر ، يرتدي رداء الاستحمام ويغادر
الحمام بخطوات سريعة غاضبة

يتجهم اكثر من اي وقت مضى حينما
فتح الباب ووجد سيهون امامـه وكأن
قدومه الى المانيا ابسط شيء في الحياة

- هل مازلت غاضبًا ؟؟ -
سأل سيهون بغير تصديق وهو يدخل الى
الغرفة

ولوهان تجاهلهُ واغلق الباب وهو
يدحرج عينيهِ بكثير من الانزعاج

- ان كُنت قادرًا على القدوم الى
هنا هذا يعني انك تستطيع ان تتولى مهمة
افتتاح المشروع صحيح؟ لماذا سمحت لوالدك
بفعل هذا بـي ؟ -

تذمـر لوهان وضرب الارض بقدمه
بغير رضا ، وسيهون ابتسـم وهو يمسك
بيده ويسحبه برفق

يدفع بلـوهان على السرير برفق
ويعتـليه بعد ذلك ، يسمح لعيناه بالتأمل
الطويل لملامح لوهان الغاضبة

- كنت امزح بالتأكيد ، لا يمكنني
تركك بمفردك ولكن لم استطع ان ارافقك
هناك بعض الاعمال التي قمت بها قبل
قدومي الى هنا -

همـس سيهون بالاسباب التي منعتهُ
من مرافقة زوجـه الى هنا ..

يُـقلص المسافـة بين فمهِ وشفاه
لوهان العابس ، يُـقبل عبوسه كـنوع
من انواع الاعتذار وطلب السماح

واي عبوس سيبقى بعد سِلسـلة طويلة
من القبلات الناعمة ؟ واي عقـل سيبقى
فـي حين ان يَـد سيهون قد دخلت اسفل
رداء الاستحمام ؟

كان على وشك الانغمـاس في هذهِ اللحظات
الثمـينة التي مسحـت غضبهُ وحزنه تمامًا
وكل مايشغل عقله هو وجود سيهون
يعتـليه ويقبل فمـهِ بشراهة

اصدر انيـنًا خافِتًا حينما شعر
بلسان سيـهون يُلامـس لسانه
وهو لن يحتمل ابدًا ، يُحيط عنق
سيهون بذراعيه ويُقربه اكثر نحوه

- ماذا تعتـقد انك تفعل ؟؟ -
صرخ لوهان بكثير من الاستياء حينما تراجع
سيهون للخـلف مبتعدًا

- لنُبقي هذهِ الاشياء الحميمـية لوقت
الليل ، الان انظر السماء تتلبد بالغيوم
والجو لطيف للغاية .. الا ترغب بمغادرة
هذا المكان الخانق ؟ -

اقترح سيهون ولوهان ضرب الاغطية
بغضب ، لماذا يستمر سيهون في جعله
غاضب ؟؟

مَـشى بخطوات غاضبة للحمام مرة
اخرى ليرتدي ملابسه ، الا ان اذرعًا
قويـة حاصرتهُ وعانـقته بقوة

- لا تغضـب مني .. اريد ان
نستمتع في وقتنا في الليل ، الان
الوقت محدود ! -

هذا لم يكُن منـطقي حتمًا ، ولكن لوهان
اغمض عيناهُ بخدر شديد حينما شعر
بقُبلات سيهون على عنقه

- لنذهب ... سوف انتظرك -

همـس سيهون بذلك وهو يبتعد
ولوهان ذهب لارتداء ملابسه اخيرًا
وهو في مزاج سيء ..


كانت المانيا رائعة ، لوهان لا يمكنه
انكار ذلك .. لقد جاء مسبقًا الى هنا
لاتمام مهام للعصابة وليس للتجول والتنزه
والسياحة

سيهون اخذه الى اماكن عديدة كالمراكز
التجارية لشراء الملابس وتناول الافطار

ثم ذهبا الى متحـف ، اظهر لوهان اهتمامهِ
الكبير به لانه يتحدث عن الحرب العالمـية الثانـية
والتاريخ المظلم لذلك الوقت

لا يمكنه الانكار ، هو يستمتع كثيرًا الان
ومع وجود سيهون بجانبه .. كل شيء مثالي



- اتعلـم لُو .. انا خططت لاجل هذا
نحن الاثنان لم نستمتع مُسبقًا بمفردنا
ولم نسافر بعد زواجنا ، لذلك هذهِ الرحلة
تعتبر كشيء بسيط تعويضي -

قال سيهون وهو يجـلس بجانب لوهان
في السيارة ، يذهبون الى وجهة اخرى
للاستمتاع

- لماذا تقلق لاجل هذهِ الامور؟ تعلم
اني لا اهتم كثيرًا ولكن .. لا يمكنني
الانكار انا استمتع الان -

اعترف لوهان وهو يُشـيح بناظريه
الى النافذة يتأمل الطريق المغطى بالاشجار
الكـثيفة

- الى اين نحن ذاهبون الان ؟ -
سأل لوهان لاستغراقهم وقتًا طويلاً

- منـطقة ريفـية تحوي متاحف اخرى
لقد اظهرت اهتمامـك بها مسبقًا لذلك انا
بحثت عن المزيد -
اجابهُ سيهون ولوهان ضحك وهو يمسك
بيد زوجـه ويعود لتأمل الطريق


الجـو جان منعشًا ، ليس باردًا ولا حارًا
اقرب للمعتدل ، السمـاء تتـلبد بالغـيوم
والاشجار تحُـيط بهم من كل جانـب

كل مايسمع في هذا المكان هو
صوت مياه الانهار الموجودة في الغابات
وصوت الطيور المغردة

- اين المتحف ؟ -
سأل لوهان بتعجب لان كل مايتواجد حولهم
هي الاشجار الكـثيفة

وتراجـع للخـلف بضعة خطوات حذره
وهو يحمي سيهون خـلفه

- لا تتحرك .. المكان خطر -
همـس لوهان وهو ينظر حوله بحذر
- صوت اطلاق النار -

- اوه .. هذهِ منطقة صـيد -
سيهون قال الا ان لوهان لم يتخلى
عن حذره

- ليست بنادق للصيد ، انه
صوت اطلاق النار ، والرائحة المنتشرة
هنا تدل على ذلك -

رجـع لوهان للخلف اكثر وعيناه
تنظر الى كل شيء بكثير من الحذر
هو يستشعر وجود احدهم بالقرب

اخرج السكين من جـيبه بسرعة بعدما
استطاع رؤية ذلك الشخص الذي يقف على
جذع الشجرة

يضع السكـين حول عُنق ذلك الرجل الالماني
الغريب الذي حاول مهاجمـته

وتـلاشى حذره وقلقـه حينما تعرف على
هوية هذا الرجل سريعًا

- جُـ-جُونـاتان ؟ -
همس بتعجُب وهو يُبعد السكين عن عنق
هذا الرجُل

ونظر لوهان الى سيهون يبحث عن
تفسير لهذا .. الا ان سيهون كان في عالم
آخر ، ينظر الى السكين التي كان يحملها لوهان معه
بغير تصديق

هذا الفتى لن يتخلى عن الاسلحة الخطرة ابدًا !!

- ابن ماركوس لا يتغير ابدًا
ولا يتخلى عن حذره مطلقًا -

نـطق جُـوناتان وهو يمسك بمـرفق
لوهان ويسحبهُ معه .. وسيهون مشى برفقتهم

وهذا الوضع بحد ذاته مريب للغاية ، كيـف
وماذا يحدث ؟ ومنذ متى سيهون يعرف جُونـاتان
ثم لا يمكنه نسيان حقيقة انه انقطع الاتصال
مع هذا زعيم العصابة الالمـاني

وبعد لحظات بسيطة من مشـيهم
ظهرت قرية ريفـية بالفعل ، كانت عبارة عن
اكواخ خشبية صغيرة

وهنا نـفذ صبره ووقف بخطواته
وتبعًا لتـوقفه توف الرجُلان معه

- مالذي يحدث هنا ؟ انتما اكثر
شخصان يحاولان انتشالي من مُحيط
العصابات لذلك ماذا نفعل هنا ؟ -

بغضب واستياء سأل لوهان وهو
ينظر حوله ، حيث يتوضح من القرية
انها مقر للزعيم جُوناتـان ورجاله
ووجوده هو وسيهون هنا خطر
بحد ذاته

نـظر جُونـاتان الى سيهون بإرتباك
ثم تـقدم الى لوهان ، يضع يديه
على كـتفي الشاب الهـزيل 

- لوهان .. انا لم اكـذب في حياتي
مُسبقًا الا مرة واحده .. -
قَـال جُـوناتان وهو يمسح على شعر ابن ماركوس
- كذبت عليك حينما اخـبرتك انه
مــيت -

ارتعـش جـسد لوهان وعقله يستوعب
الكلمات ببطء شديد ، بماذا يهذي جُـوناتان ؟؟
مالذي يحدث

- م-ماذا تقول ؟ -
تـشبث بيدي جُونـاتان التي تمسك بكتفيه
وعيناهُ تُبصر حوله بغير تصديق

انفاسهُ لاهِـثة وجسده يرتعـد ليس
خوفًا بـل رهبة ، يتشـبث بجوناتان
خِشية ان مايحدث مجرد مقلب او مسرحية
مُزيـفة

ولكن لا ، جُونـاتان لم يكُن جديًا
اكثر من هذهِ اللحظة ، وكأنه يؤكد لـلوهان
حقيقة مايقول


- في نهاية هذا الطريق ، يتواجد
كوخ مختلف لون الباب اسـود
سوف يكـون هُو هناك .. اذهب -

واحتاج لوهان الى دفـعة بسيطة من
جُونـاتان ليسترد صوابه بعدما كان
كـمن اصابهُ الغباء والجنون في آن
واحد ولا يعـي مايحدث

ركض ، يجري في تِلك الطرقات
الترابية .. يردد كلمة 'باب اسود'
'كوخ في نهايـة الطريق' لانه والرحمة
عقله لا يستطيع حفظ الوصف وادراك
تِلك الحقيقة التي لم يستطع تصديقها بعد

الكوخ اصبح امامـه ، ومطابق للوصف
تمامًا ومابالـهُ اصبح كقطـعة جـليد متجمدة
وتأبى الحراك؟

انه خائف ، خائف اكثر من اي وقد
قد مـضى .. يمشي بخطوات متردده
ويدفع الباب الاسود المتهالك

حينها استطاع رؤيته ، كان يجلس
هناك على اريكـة بنُـية اللون .. بالفعل
هو هنا ..
مازال على قيد الحياة ! ، الشخص
الاكثر اهمية في حياة لوهان لم يمُت

تلـتقي اعينهم اخيرًا ، وتنـساب
الدموع على وجـنتي الابن الصغير
الذي وجد امانهُ بعد ضياع طويل

- م-ماركوس..
ك-كنت اعلم... اعلم نك لن تموت بهذهِ البساطة ! -

بنبرة صوته الباكـية قال وهو ينظر
اليه ، لم يكُن بخير .. نِصف جسده مغطى
بالضمادات وقدمهُ مبتـورة .. واحدى عينيه
مفقودة .. لكنه مازال حيًا وبخير تقريبًا

ابتـسم لوهان وسط دموعه الغزيرة حينما
فُتحت اذرع والده ، يدعوه حتى
يرتمـي بين احضانه

ولوهان ؟ مسح دموعه بخشونة
وهو يلـفظ انفاسه بعمق


- انا في المنزل ... ابي -













   ̄ ̄ ̄ ̄ ̄ ̄ ̄ ̄ ̄ ̄
الجزء الواحد والعشرين ، انتهى.
لاتيبولي ، تمّـت.





تـادااا ~~~








الحمـدلله يارب على وصولنا لهذي
النقطة واتمنى اني ابدًا ماقصرت معاكم
بالاحداث او بالمحتوى 🤍🤍

جدًا ممتنـة لمشاعركم وكلماتكم
ماتدرون قد ايش احب لاتيبولي من اول حرف
كتبته الى هذي اللحظة وهذا الفيك له مكانة خاصة
ومختلفة عندي 🥺🥺💕

واتمنى يكون نَـال على اعجابكم وحبكم
للاخير ، وجدًا شاكرة لكم تفاعلكم معاي
ولو بيدي شكرتكم وحده وحده 💛💛

اعطوني مشاعركم الاخيرة للاتـيبولي
هـنا وبقرأها بكل حب وامتنان كل فترة ✨💕

يارب يبقى لوهان ابن ماركوس كـذكرى حلوة
تبقى معاكم للابد ، وسيهون الشاب الهزيل
المقعد واللي تحـسن حاله بكل جزء بهذا
الفيك ..💛


وقت سعيد ولطيف للجميع ~~
الى لقـاء آخر ، ما اعتقد بيكون قريب 🥺




Twitter: Lusaeev








   ̄ ̄ ̄ ̄ ̄ ̄ ̄ ̄ ̄ ̄

Continue lendo

Você também vai gostar

89.7K 4.7K 26
أن تعيش حياتك ك اي شخص طبيعي ثم فجأة تجد نفسك في احد الأساطير وزوج لأحدهم عندها ماذا ستفعل...
1M 30.5K 41
حسابي في الأنستا ؛ rciwei » لا اُبيح نقل الرواية أو إقتباسها « قد يُعرضك نقل أو إقتباس أو سرقة الرواية بدون إذن من الكاتبة إلى المسائلة القانونية .
761K 33.3K 16
نورا بنت عادية حلوة وطيبة جدا عندها 19 سنة من مدينة تانية صغيرة قاعدة فالمدينة الجامعية... اهلها ناس على قدهم يادوب مرتب الاب يصرف على البيت وجزء...
632K 28K 32
ذهبت في رحلة ظنت أنها ستنجني من ورائها مالاً كثيراً لكن فجأة وجدت نفسها أسيرة في أرضه بين شعبه حيث لا وجود ولا أمان لذوات البشرة البيضاء ،أسروها...