"ماذا تشتهي"
"لا اريد شيئ، اريد الذهاب للمنزل فقط"
"وهل انا اختطفتك، لقد اتيت معي برضاك" رد عليه متذمراً من هدوء الاخر المبالغ به.
تأفف بإستسلام قائلاً
"كوب من الشوكولاته البلجيكية الساخنه"
ضحك الاخر بمرح وهو يشير للنادل يملي عليه طلباتهم قهوه له و شوكولاته ساخنه لصديقه.
"و الان اخبرني ماذا حدث لكي تتشاجر بذلك الحقد جيمين"
اراح فكه على كفيه ينظر بإهتمام نحو جيمين.
"أنت أخبرني لما رحل يونغي هيونغ قبل ان يطمئن على حالتي" تسائل جيمين ومعالم الحزن تتربع على ملامحه.
.
.
صفعه قويه حطت على وجه تايهيونغ ادارته للجهه الاخرى جعلت من ذلك الذي يراقب الوضع بتخفي ان تنساب دموعه بدون شعور منه وشعر كما ان قلبه سقط في قدميه من منظر الرجل الهائج أمامه.
رفع يده ليصفعه مجدداً ولكن وقوف نامجون بين تايهيونغ و والده منعه لينبس بترجي
"أبي لا أرجوك"
"كيف تجرأت ان تدخل فقراء متسخين الى منزلي، لقد اخبرتك ان تتخلى عن كل اصدقاء الفقراء قبل ان تدخل لقصر كيم و الان انت تدخلهم بيتي رغماً عني " بأعلى صوت هو قال جملته وهو يسحب تايهيونغ من ياقة ملابسه يكاد ان يلتصق وجههما سوياً.
"انه طفل وحيد، ليس لديه عائله قم بتبنيه كما فعلت معانا" قالها تايهيونغ بتماسك بالغ وبتهكم واضح.
"حسناً تايهيونغ حسناً" لفحت انفاسه الساخنه وجه الاخر ثم رماه من بين يديه على الأرض.
صعد درجات السلم ببطء ثم وقف فجأه ينظر نحو نامجون بريبه وبنبره خاليه من اي مشاعر قال
"الحق بي"
"لا تذهب" قالها جين بترجي وهو يقبض على ذراع نامجون.
"اذا لم افعل سنعيش الجحيم بحق" قالها نامجون وهو ينفض ذراعه من يد جين يلحق بوالده.
.
.
Jungkook pov
عندما رفع ذلك الرجل يده الكبيره ليحط بها على وجه تايهيونغ شعرت بأن قلبي ارتفع من مكانه ثم هوى الى قدمي، تذكرت ما حل بي اعرف شعور تلك الصفعات جيداً اثارها تختفي من على الوجه ولكنها تخلف ندوب غائره بالقلب، يبدو ان ذلك الفتى ذو الإبتسامه المربعيه يعاني هو و أخويه.
حياتهم ليست كما تبدو البته.
لما السيد كيم يعاملهم بتلك الطريقه !
لما ليس كما يبدو بالتلفاز رجل وقور يتحدث بطريقه منمقه صوته هادئ و يتفوه بكل ما هو جيد !
عندما رأيت الوحش المدعو بكيم يتجه نحو الدرج زحفت بأقصى سرعتي اجر ساقاي بداخل الغرفه قبل ان يراني جلست في أضيق زاويه بالغرفه أضم قدمي لصدري و اكتم شهقاتي بيدي خوفاً من ان يسمعني و يأتي ليفرغ غضبه علي، انا اعرف انه غاضب بسبب وجودي ولن يتهاون بفعل اي شيئ لفتى ضعيف مثلي، و ايضاً لقد اخذت قراري الان و انتهي الامر.
End kook pov .
.
.
"ماذا يريد سيد كيم من نامجون" تسائل تايهيونغ وهو يشعر بالغرابه من نظرة والده ومن محاولة جين لردع نامجون من اللحاق به.
"بالتأكيد سوف يلقي الكثير من الأعمال على عاتقيه كما يفعل دوماً، نامجون هو المسؤول عن الحسابات البنكيه و الاعمال الحسابيه الخاصه بشركات والدنا" تحدث جين بدون ان يرفع عينيه من شاشه الحاسب امامه.
صعد تايهيونغ الدرج وهو يقول
"استطيع مساعدته انا جيد بأعمال الحسابات على كل حال"
لم يجيبه جين و تايهيونغ لم ينتظر منه اجابه على اي حال.
تمردت دمعه من عيناي جين فمسحها بطرف ملابسه بشيئ من القوه ثم همس "أسف..أسف نامجون و اسف لك ايضاً تايهيونغ حتى جونغكوك انا اسف لك ايضاً"
.
.
.
فتح تايهيونغ باب غرفته بهدوء و أطل برأسه من الباب ليرى موضع جونغكوك ولكن لم يتبين له وجود شخص في الغرفه ولا حتى طيفه فتح الباب على اخره بتوتر عندما لاحظ نافذة غرفته مفتوحه على مصراعيها ولكنه حاول تهدئه نفسه بأن جونغكوك لن يمكنه القفز من هذا الارتفاع، اتجه نحو دورة المياه الخاصه بغرفته ونبس بنبره متوجسه
"جونغكوك، هل انت بالداخل"
"جونغكوك، سأفتح ان لم ترد علي"
وضع تايهيونغ انامله على مقبض الباب وقبل ان يفتحه سمع صوت شهقات خافته آتيه من خلفه، استدار ينظر خلفه ثم فتح اضاءه الغرفه بأكملها لكي يستطيع الرؤيه بشكل جيد، في تلك الغرفه الواسعه يمكن لجسد جونغكوك الصغير ان ينحشر بين اي شيئ فيها بسهوله.
اخذ تايهيونغ يبحث أسفل السرير و الطاوله و حتى بين الكراسي ولكنه لم يجده.
وقف في منتصف الغرفه يشد على خصلاته بقوه وهو ينظر للأركان "هل تبخر بالهواء ام ماذا"
توقفت عينيه عند شيئ ما خطى نحوه بخطوات سريعه "كيف نسيت هذا"
مد يده نحو الخزانه الكبيره خاصته وفتحها على مصراعيها تنفس الصعداء بعمق بعدما ضُرب بأمله في ان يجد جونغكوك مختبئ داخل الخزانه عرض الحائط فهو ايضاً لم يكن هناك.
لفت نظره طرف كنزته الشتويه الواسعه تطل من بين خزانته الكبيره والحائط، جثى على ركبتيه امام جونغكوك المختبئ في ذلك الشق الكبير نوعاً ما بين الخزانه و الحائط، رأى جونغكوك يرتعد جسده خوفاً، صدره يعلو و يهبط بقوه يتكور على نفسه يعتصر عينيه مغلقاً اياها يحيط اذنيه بكلتا يديه وهذا ما يفسر عدم استماع جونغكوك لندائاته المتتاليه، شعر بقلبه يئن داخله متألماً على حالة الصغير مما جعله يتأكد الان انه استمع لما دار بينه و بين والده.
وضع تايهيونغ أطراف اصابعه على رأس الاخر برقه لا يريد منه ان يفزع ونبس بنبره اشد رقه من لمساته قائلاً "كوكي"
فرق جونغكوك عينيه ببطء ليستقبل بنظره وجهه تايهيونغ القلق "أريد الرحيل" بأشد نبره مهتزه قالها.
في ثوانٍ معدوده كان تايهيونغ قد سحبه من مكانه يزج به داخل احضانه
"الم اخبرك ان لا بكاء من اليوم، وانت لن ترحل من هنا"
لم يجيبه جونغكوك بشيئ فقط شد على عناقه مستسلماً لشعور الدفء و الامان مع ذلك الغريب !
.
.
.
.
"تخبرني انه عانى من الصداع لذا تركنا و فر راحلاً !" ردد جيمين عذر يونغي الذي اخبره به هوسوك بشك واضح في نبرته.
"نـ نعم هو كذلك" اجابه هوسوك وهو يحك رقبته بتوتر يحاول ان يخفيه.
"اممممم، حسناً هوسوك هيونغ اخبره انني اتمنى له الشفاء العاجل" قالها جيمين وهو يلملم مفاتيحه وهاتفه من على الطاوله مغادراً.
استقام هوسوك يهرول خلف جيمين الذي خرج سريعاً من المكان "يااااه جيمين انتظر، لم ننهي حديثنا بعد"
"يا إلهي الحساب" عاد هوسوك خطواته ثم وضع المال على الطاوله بدون ان ينتظر الباقي وغادر مسرعاً.
Jimin pov.
مشيت بقارعة الطريق المقابله للمقهى الذي كنا به شارع طويل هادئ به بعض المحالات التجاريه الصغيره و هناك عربه طعام متنقله تصنع الهوت دوج اللذيذ، تذكرت عندما كنت امشي بشارع مثل هذا ببوسان ولكن ليس وحدي كما الحال الان، اخذت افكر بتصرف يونغي و لما فعل هذا، أخبرني هوسوك انه انقذني من ضربه محتمه و ضرب ذلك الفتى بكل حقد وكأن بينهم ضَغينَة سابقه فقط لانه كان سوف يضربني، لم فعل هذا و بنفس الوقت تركني و رحل !
قطع تساؤلاتي تلك امر تايهيونغ و انه لم يدري بأمر انني من كنت بالمشفى، ماذا سأخبره عندما يرى كدمات وجهي تلك.
انا و تايهيونغ لم نكن أصدقاء فقط بل نحن كالأخوه حتى هو يعلم سبب افتراق والداي عن بعضهما ولا احد غيره يعلم بهذا.
انا وهو افترقنا فقط ببداية المرحله المتوسطه لنتقابل مره اخرى بالجامعه، اذا أخبرته انه شجار عادي و اختلقت له اي سبب سوف يكشف كذبتي بكل سهوله، ولكن لحظه لما هو لم يتصل بي كعادته عندما يطرأ شيئ جديد بيومه !
هل هذا الجونغكوك سوف ينسيه امري ام هناك خطب ما !
قُطعت أحبال أفكاري تلك بسبب ذلك الظل الذي يتبعني.
End Jimin pov.
"لما لم ترحل هوسوك"
"انا لست هوسوك انا إشارة مرور" تحدث هوسوك و هو يوالي جيمين ظهره وكان قد من نبرة صوته قليلاً.
قهقه جيمين بصخب على تصرف صديقه فهو انجذب لهوسوك سريعاً منذ البدايه بسبب لطافته و شخصيته المرحه التي تشبه خاصة جيمين.
"لما أتيت خلفي" تسائل جيمين بنبره متزنه.
"لم تخبرني لما تشاجرت، و ايضاً خشيت ان اتركك تسير وحدك وانت مريض، ولكن عندما رأيتك شارد في الفراغ أمامك لم اريد ان ازعج شرودك بداخل نفسك الى ان تلتفت و تراني او عندما تهدأ ذكرياتك وتلاحظ ان الشارع مغلق فتعود ادراجك،و ايضاً كنت ستراني فأنا بظهرك دائما جيمينااه "
اشار هوسوك اخر جملته على الشارع المسدود امامه ولكن جيمين بسبب شروده داخل نفسه كما وصف حالته هوسوك لم يرى الجدار الذي يغلق الشارع في نهايته.
ارسل جيمين تنهيده طويله ثم قال
"لقد سألني الفتى لما أنا ملتصق بشخص غير معروف النسب يلوثني ماضيه وتشوه صورته اسمي و ايضاً قد تكون امه عاهره لذا لم تعرف من هو اباه بالنهايه "
"مـ من كان يقصد"
اجاب جيمين والدموع تلمع في مقلتيه "تايهيونغ"
.
.
.
عدة طرقات افتعلها جين على باب غرفة نامجون ينتظر منه الاجابه و السماح له بالدخول.
شد نامجون الغطاء على جسده يخفي نفسه أسفل الغطاء جيداً.
"ادخل"
دخل جين بخطوات رزينه هادئه يخفى خلفها ارتجاف قلبه قلقاً على حالة أخيه جلس على حافة سريره ثم تحمحم عدة مرات قبل ان يقول متسائلاً
"هل أنت بخير"
"أجل"
"متأكد"
"أجل"
"لم تدثر نفسك هكذا" تسائل جين وهو يمد يده يسحب طرف الغطاء من على جذع نامجون العلوي.
قبض نامجون على يده و بغضب جامح قال
"لا شأن لك لا تتدخل بما افعل و بما لا افعل" مع كل كلمة تفوه بها كان يشد قبضته على معصم جين يرجع يده للخلف الى ان نفضها من بين قبضته بحده وشد الغطاء عليه مره اخرى جيداً.
"أنا أستحق هذا و أكثر لأنني اردت الإطمئنان عليك"
تحدث جين بجملته بسخريه وهو يغادر الغرفه.
ازاح نامجون الغطاء عنه وأنزل قدميه على الارضيه البارده بوهن انتفض جسده نتيجه تلامس جرحه الحديث الموجود بباطن قدمه مع الارضيه البارده، دمعت عينيه على حالته وعلى كتمانه ما يعانيه بداخل صدره دون ان يشارك به احد لتتحول بالأخير لنيران تنهشه من الداخل كلما اختلى بنفسه.
حاول تحريك جذعه من على السرير بصعوبه بينما يهرب من ثغره أنين متألم، انحنى بجسده يريد لمس باطن قدمه ليعرف مدى عمق جرحه ولكن دائماً ما تأتي الرياح بما لا تشتهي السُفن لقد دخل احدهم للغرفه ذات الباب المفتوح وهو على تلك الحاله.
_______
يتبع ~
توقعاتكم ؟!