14 Day to break up

By bukliyf

788K 50.6K 68.5K

حَيثُ تايهيونق وَ جونغكوك مُتزَوجِان مُنذُ خَمسُ سَنوات، مُكللةٌ بالعِشقُ وَ الهوى وَ ما نَال الغَرامُ مِن أح... More

بِداية الحِكاية -INTRO-
مِظَلة -DAY 1-
الجَرِيمة وَ العِقاب -DAY 2-
لَيلَةُ شُهب -DAY 3-
-DAY 4- حُبُكَ إختَفى
سِلسِلةٌ فِضية -DAY 5-
رَقصةٌ أخيرَة -DAY 6-
تِذكَار -DAY 7-
دُمية -DAY 8-
اُحِبُك -DAY 9-
فَوقَ المَدِينة -DAY 10-
لَيلةٌ حُلوَة -DAY 11-
صُندُوقٌ أسود -DAY 12-
عَتبةُ المَنزِل -DAY 13-
حُرِيةُ زُهورٍ فانِية -DAY 14-
عزيزي اللأحَد -DAY 15-
قِطار إلى رُوسكِيلد -DAY 16-
قُبلةُ الغَسق -SPECIAL PART-

نِهايةُ الحِكاية -THE END-

47.3K 2.7K 4.9K
By bukliyf

أهلًا..

آه كُلي أسى بنتي الصغيرة بنتهي ):

اذًا مارح اطول عليكم، استمتعوا في آخر جُزء من أربعة عشر يُوم إلى الإنفصال ♡︎

___________

دَعهُم صامِتين و استَمِع.. استمِع لِصخَبُ قلبي، حُبنا لَم يكُن نزوةٌ تنتهِي وَ لا ليالٍ تنقَضِي، حُبنا قَد كَانَ عَبق الرَيحان الذِي لا ينجَلِي، كَانَ غالِبُ حِكاياتُ التَارِيخ التِي تنطَوي

كَان شَيئًا أسمى مَكانةً مِن أنّ يختفِي..

هُنا أرضُ رُوسكِيلد، حَيثُ عَاد الجَمِيعُ مِن العاصِمة كُوبنهاغن في التاسِعة مساءً وَ ها هُم فِي مُنتصفُ الليل يصلِون إلى أرضُ العاشِقَين

لم يَتحدث أحدٌ مِنهُما إلى الآخر وَ جمِيعُهم قد وَصلُوا لِمنزل جُونغكوك الذِي يقطُن بِه قبل أنّ يفتَرِق عن تايهيونق، حَيثُ هُناك تُصَبّ عليهُم الذِكريات بِكُؤوس الألمِ صَبًا

يتشارك كِلاهُما نظراتُ الشوق التِي لا تنمحِي مِن عيناهُما اللتان زارهُما حُبٌ سرمَدِي

يبقَى الزِيرافُ زِيرافًا حتى لو خلف الغيم قد وَلّ غائِبًا مُختَفِي

وَ تبقى السماءُ تَحتوي الزِيرافُ مهما مَضى على الشَمسُ مِن بُزوغٍ لا يغيبُ أثرهُ القَوِي

جِيمين صامتٌ ينظُر إلى يُونقِي وَ يُشِيرُ لهُ بعيناهُ أنّ يستقِيم معهُ لِيترُكهُما وحدهُما فالشوق قد نَال مِنهُما عُمرًا لا ينتهي

يتملصُ جِيمين من جانِب تايهيونق بِحُججٍ واهِنة عُنوانُها بأنّهُ يحتاجُ شُرب الماء لِيذهب مَعهُ يُونقي بِذريعةٍ أسوأُ مِن خاصةُ جِيمين فحواها مُساعدته على أنّ يسقي عطشهُ وَ يدُلهُ لِطريق المَطبخ حيث ينتمِي

صامِتان.. عينانٌ تلمعان، شفتان ترتجِفان، قلُوبٌ طَعنَت بالسِنُ لِشوقُها وَ شَاخَت شرايينُها عُمرًا ينزَوي

جُونغكوك هائمٌ في عينان تايهيونق وَ تايهيونق مُترقِبٌ لحِديث جُونغكوك، فَـينتظِرُ تبرِيرًا عن الخَوفُ الذي سكنهُ قبل أنّ تُقودهُ قدماهُ إلى أرضٍ قد تابَ عن وَطئُ أرضُها إلى أنّ تُبثقُ الأنفاسُ مِن رُوحهُ وَ تحلِقُ إلى السماء فتنتهِي

جِيمين يُراقِبهُما وَ بيده هاتِفهُ يُسجِلُ لحظة اجتماعُ عاشقين قد غاب كِلاهُما عن الآخر عامين ظن كِلاهُما بأنّ الجَحِيمُ استوطَن قلبيهُما بِلا أنّ يطرُد نفسهُ وَ ينتحِي

"يُونقي تعال لِهُنا يا رفيق، هذان الأحمقان العاشقان متى سَيتحركان! إلهي أشعُر أنني اُشاهِد سينما صامِتة"

ابتسم يونقي وَ حاول كَبحُ ضحكتهُ عن الظهُور وَ نجح بِشُق الأنفاس وَ هدّأ مِن نفسه لينظُر لِجيمين الذي ما زال يُصوِر

"أعطنِي هاتُفك سأُكمِل التصوير وَ أنتَ الذي ينحنِي لهُ الشيطانُ طِوعًا يستنفِعُ العِلم منه فـلتتصَرف بحالَهُما"

ضَيق جِيمين عيناهُ وَ نظر لهُ مُتفحِصًا إياهُ مِن الأعلى إلى الأسفل بِصمتٍ وَ شك

"أشتمتَنِي للتّو؟ ماذا تقصِد بأنّ الشيطان يستنفِعُ عِلمهُ مِني! قاتِلني يا لعين!"

لم يقوى يُونقي على كَتِمُ ضِحكتهُ وَ ذهب راكِضًا للمطبخ بِركضةٍ طُفولية لينفجِر ضاحِكًا هُناك بِصخب بينما جِيمين ينظُر لهُ بِعجب

عاد لهُ بعدما ارتَشفَ مِن المَاء وَ بمشَيته الرزِينة قد وَقفَ بِجانِبه وَ تحدث

"لم أشتِمك بل امتدحَتُك، كِلاهُما لا يعلمان عن الكِتاب الخاص بِجُونغكوك وَ إنّ علم جُونغكوك أنني أعطيتهُ لَك وَ تايهيونق إنّ علِم عن خُدعتِك بأنّ المَدعُو كاستلفينيا اللامَوجُود انتَ من اختلقه، الإثنان هذان سَيُعلِقان رُؤوسنا على مِقبرةُ الجَحِيم"

جِيمين يعلم بالفِعل عن غضب تايهيونق وَ كم هُو يكرهُ الكَذِبات مهما بلغَ صِغرُها، وَ كَذِبهُ بهذا الموضوع سيجعلهُ يقتُله لَكِنهُ لا يُمانع فِعل ذلك إنّ كانت سعادةُ تايهيونق تنتهِي بها

"انتَ يونقي! خُذ هاتفي إياكَ أنّ تكُف عن التَصوير، أظُن بأنّهُما يحتاجَان اصابِعي السحرِية"

أخَذ يُونقي الهاتِف مِن جِيمين وَ أكمَل التصَوير بينما يتموضع في مَكانه وَ ينظُر للمَسرَحِية التِي سيفتعِلُها

مَشى إلى المَطبخ وَ بَحث في المكان عن الأكواب وَ عن شيءٍ يضعهُ بِهُما، وَ قد وجد بعد بحثٍ لم يدُم طوِيلًا، أخَذ صِينية وَ وضع عليها كُوبان مَاء وَ ذهبَ لهُما، كانَ يمشي بابتِسامتهُ اللطِيفة وَ بعيناه التِي تُركِز أنظارُها على تايهيونق ضَحِيةُ آلاعِيبهُ

وَصل لتايهيونق وَ مَد الصِينية نحوه ليأخُذ كُوب الماء وَ حالما ارتفعت يد تايهيونق لِتأخُذه أسقط الكُوبان عليه لتبتل مَلابِسه

"يا إلهي! تايهيونقي هل أنتَ بِخَير؟ يونقي اللعِين أعطانِي هذه لقد تحركت مِن يدي سهوًا كادت أنّ تسقُط"

استقام تايهيونق وَ معهُ جُونغكوك لِيُزِل الأكواب عن الكَنبة وَ يسحب مِعطفهُ الذِي ما زَال يَرتَدِيه عنه

"تاي.. تايهيونق.. هل أنتَ بِخير؟"

تحدث جُونغكوك بِتلعثُم بينما ينظُر لِملابِس تايهيونق التِي تبللت وَ أمسَك بِوسطه بينما يدهُ الأخرى تسحب الجُزء المُبتل عنه

"بِخَير.."

همس تايهيونق وَ أنزَل رأسهُ وَ نظر نَحو جِيمين المُتكتِف وَ يحاوِل كبحُ ابتسامَتهُ مِن الظهُور

"جُونغكوك لقد انسكب كُوبان من الماء عليه أتُمازِحُني! تعال خُذنا إلى غُرفتكُما دعهُ يُغَير مَلابِسُه"

تَوجهَ نحو جُونغكوك حالما أنهى حَدِيثهُ وَ سحبهُ مِن ياقتِه بينما يدهُ الأُخرى تسحب مِعصم تايهيونق مَعه وَ يمشِي بأريحية مُنتظِرًا جُونغكوك بأنّ يدلُه على الطَريق وَ ها هُو يفعل بعدما أبعد جِيمين يده عن ياقته وَ أشار لهُ بإصبعه عن مكان الغُرفة

دَخل تايهيونق إلى الداخِل وَ جِيمين بعده ليقتَرِب مِنهُ بينما ينظُر نحوه ببرائة

"جِيمين.. اللعنة قلبي لا يحتمِلُ هذا أرجُوك دعنا نذهب مِن هُنا أشعُر بالخَجل.."

أمال جِيمين رأسهُ وَ أدارَ عيناه بينما يبتَسِمُ نحو تايهيونق بِخُبث وَ يُومِئ لهُ على حَدِيثه

"حسنًا.. سنذهب إنتَظرنِي هُنا سأُحضِرُ مَلابِسُك، جُل أنتَ في الغُرفة وَ أشبع شوقك، هيا هيا"

أدارَ تايهيونق ظهرهُ بعدما تحَرك جِيمين نحو البَاب وَ ألقى نظرةً على تايهيونق الذي يمشي في وَسط الغُرفة وَ حِينما تأكد بِأنهُ لا ينظُر لهُ سَحب المِفتاح وَ خرج بسرعة بعدما وضعهُ في جَيبه وَ بدأ يفرُك عَيناهُ بِقسوة ليركُض نحو جُونغكوك بِهلع

صَاح بِه بِكُل حُزُنٍ مُتضح وَ عيناهُ المُحمرةُ التي فَركها تُنذِر على وشك بُكائِه، ملامِح جُونغكوك المَرعُوبة وَ توترُه حَيثُ أخَذ ينظُر في المَمر المُظلم الذي يَصِل بالغُرفة التِي تحتوي تايهيونق

"جُونغكوك.. أرجُوك ساعدنِي تايهيونق حالما دخلنا قد سقَط أرضًا وَ بدأ يبكي بينما يُتمتِمُ بإسمُك"

أدمعت عيناهُ وَ لم يشعر بذاته التي ركضت نَحو غُرفتِه التي بها تايهيونق ليلحَقهُ جِيمين للذي ما زَال يُمثِلُ البُكاء وَ حالما دَلف للدِاخل لم يَجِد تايهيونق في الأنحاء وَ خمن أنهُ قد ذهب للحمام وَ توجهُ لهُ ليطمَئِن عليه

وَ كانت تِلك فُرصةُ جِيمين الذهبية الذي أقفَل الباب عليهُما وَ أحكمهُ بالمُفتاح بينما يضحك بِصخب وَ يداهُ أخذت تعُوم في الهواء بِسعادة

"أحمقان عاشِقان جِيون جونغكوك وَ جِيون تايهيونق لَنّ أفتَح لكُما الباب إلى أن تتصالحَان"

صَرخَ بِها لِيسمع صَوتُ خُطواتٍ مِن الداخِل وَ طرقٌ للباب تَلاهُ صوت تايهيونق الذي يُحاوِلُ فتح الباب

"جِيمين!! ماذا تفعل! افتح الباب"

"أخبرتُكَ متى سأفعل وَ الآن وَداعًا إلى أنّ أقتَنِع بِصُلحكُما، جونغكوك قبلهُ كثيرًا إنّ عاندك فهِي السبيل الوحِيد لِجعله يهدأ"

"جِيمين!!"

لَقد ذَهب تارِكًا إياهُما ينظُران لِبعضهُما بِصمتٍ شديد وَ لا أدنى فِكرة لديهُما عَمّا يجِبُ فِعله

ذَهبَ تايهيونق وَ وقف بعيدًا عن جُونغكوك مُركِزًا جَسدهُ على الجِدارُ خلفه بينما عيناهُ لا تنظُر سِوى للأرض و لا ترتفِع

جُونغكوك لم يكُن كـحال تايهيونق، فَـرُغم توتُره هُو تحرك لِيُخرِج مَلابسًا لِتايهيونق وَ مشى بِكُل تردد نَحوهُ وَ مدّها إليه

"إنها لكَ، لقد اشتريتُها لأنني لم أعتَد على خِزانتي خاوية بِلا مَلابِسُك وَ بعثرتُها، وَ أملًا بأنّك إذا عُدت ستجِدُ شيئًا لترتَدِيه.. إذهب للحمام و بدلها ستَمرض إنّ بقيت بالمُبتَلة"

نَظرَ تايهيونق لهُ وَ بِرجفةُ يده أخذها مِن جُونغكوك بينما يرسُم ابتسامَةً مُتوتِرة على شفتاه

"شُكرًا.. لك"

أومَأ جُونغكوك لهُ وَ ابتعد تارِكًا إياهُ يذهَب

دَلف تايهيونق للدِاخل وَ كما خَمّن جُونغكوك لم يُغَير مَكان شيء، هُو حتى لم يرمِي فُرشاةُ أسنان تايهيونق وَ لا غسُولاته

لقد تَركَ كُل شيءٍ يخُصهُ في مَكانِه

بَدل مَلابِسهُ بِتوتر وَ خرج وَ هُو يُمسِكُ بالمُبتلة بين يَداه، جُونغكوك كانَ يحُوم في الغُرفة وَ لم ينتبِه لِخُروجه إلا بعدما فَتحَ تايهيونق الباب وَ أغلقهُ بِقوة مُستاءً لأنهُ لم يُلاحِظه

"اوه تايهيونق.. ضع مَلابِسُكَ هُناك في سلة الملابِس.."

وضعها تايهيونق بعد تردده مُجددًا وَ توقف فِي مكانِه يتشاطر النَظر مع جُونغكوك بِصمت وَ حكّ اذنهُ بتبعثُر

"انتَ لَنّ تبقى وَاقِفًا هُناك إلى الأبد صحيح؟ ستتعب قدماك أنتَ أتيت بعد سفرٍ طويل تحتاج بأنّ ترتاح، اجلس أينما ترتاح"

كَانَ يُبدِي القلقُ عليه وَ كأنما مَا زَاولهُ الشعُور يومًا، وَ في قلبهُ كم وَدّ بأنّ يحتَضِنه

"فـلتجلِس معي، أظُن أننا نحتاج أنّ نتحَدث"

تَحدث تايهيونق بَعدَ صمتٍ دام لِثوان وَ أومأ جُونغكوك لهُ لِيذهب كِلاهُما إلى الأرِيكة يجلِسان بِجانِب بعضيهُما

كانَ صمتًا بغِيض قَد كُسِر بِتقرُب جُونغكوك إلى تايهيونق وَاضِعًا وَجهه أمامهُ لِيجُول عليهُ بِعيناهُ مُتأمِلًا

"أدركتُ في غِيابُكَ أنّ النَظر لِعيناكَ مِن مَقرِبة نافِذةٌ تكادُ تُطِل على أبوابُ النَعِيم"

مَا زَال تايهيونق صامِتًا لا يتحدث في ذلِكَ القُرب المُهِيب الذي جعلهُ ينسى جُل الحُروف وَ يبقى كَـطفلٍ لا ينطِقُ إلا بتراهَاتٍ لا تفُهم

ابتعَد جُونغكوك عن تايهيونق وَ ابتلع مَا فِي جَوفه مُنتظِرًا مِنهُ أنّ يتحدث

"كاستلفينيا.. هل كُنتَ ستفعلُها حقًا؟ تُزهِقُ رُوحَك؟"

عُقدِ حاجبان جُونغكوك وَ جحظت عيناهُ حِينما تراوت فِكرة أنّ تايهيونق يعلم إلى ذِهنه..

"ماذا؟"

"جِيمين أعطانِي الكِتاب.. واين كاستلفينيا، كتبت رِسالةُ انتِحار في الصفحَة الأخِيرة.. هل كُنتَ ستترُكنِي بِلا رُوحٍ بِدُونك؟"

صمتَ جُونغكوك وَ شعر بالغَضب الكبير أولًا وَ تلاشى حِينما اقتَرب تايهيونق مِنه مسافةً تكاد تُستشعر

"أخبرنِي هل كُنتَ ستتركُنِي بلا رُوح؟ هل كُنتَ ستفعل.. ستترُكُنِي بلا جُونغكوك؟"

"كُنتُ سأفعل.."

عينان تايهيونق مُلِئت دمعًا وَ لم تَفِض مِنهُ بَل استقام مِن مَكانهُ يُكتِفُ يداهُ وَ ينظُر لِجُونغكوك الذي كان يُفكِر بـ 'كيف وَصل الكِتابُ إليه حتى؟'

"جُونغكوك أنتَ لعين! أتعِي! كُنتَ ستقتُلني معك أيها اللعين! رُغم بُعدنا أيها البغِيض أنا لم أتخلى عنك!"

وَقف جُونغكوك في مَكانه وَ عيناهُ هامت بِفتاهُ الغاضِبُ وَ في كُل كَلمَة كان يقتَرِبُ مِنهُ خُطوة

"أنا لعِين"

"جُونغكوك أنتَ لستَ لعينٌ فقط بل أحمق لا يُفكِر"

"أنا أيضًا أحمقٌ لا يُفكِر.. إلا بِك"

"توقف جُونغكوك أنا غاضِب! هل كُنتَ ستُنهي حياتُك بِذريعة أنني تركتُك! إن كُنتَ نادِمًا لمّ لم تعتَذِر!"

وَصل أمامَ تايهيونق وَ جذبهُ نحوهُ بِتردد، حالما احتضنهُ بين يداهُ وَضع رَأسهُ على كتفه وَ قربهُ أكثر إليه

"أشتاقُ إليك حقًا.. أشتاقُ إليكَ حتى الآن وَ أخافُ بأنّ تذهب"

أبعدهُ تايهيونق عنهُ وَ نظر لهُ بِعيناهُ الحَادة وَ رفع يَدهُ في وَجهه مُهدِدًا

"أخبرنِي عَمّا حَدث أولًا!"

أومَأ لهُ جُونغكوك مُوافِقًا وَ نَظرَ لَهُ بِابتِسامة

"تايهيونق.. لا تصرُخ"

أنهى حَدِيثهُ وَ سحبهُ مِن يده لِيحملهُ على كَتفه وَ توجه إلى سريرهُما لِيجلِسه بين قدماه وَ يحتَضِنهُ مِن الخلف مُثبِتًا إياهُ بيداه

"ما الذِي تفعله بِحق الخالق اُترُكنُي!"

"اُصمت سأُخبِرُكَ ما حدث، لكنّ تعلم الضمانة أولًا يا زِيرافُ قلبي لَنّ اُجازِف بِأنّ تُصبِحَ مُحاقًا وَ تختفِي"

سَكنَ تايهيونق بين يَداهُ وَ يدان جُونغكوك ما زالت تُعانِقهُ مِن وَسطه وَ بدأ بالحَدِيث

"مُنذُ ذهابُكَ وَ أنا أظُنّ بأنّ كُلُ شيءٍ حُلمٌ فقط، مَضى الأسبُوع الأول وَ أنا أمامُ بابُ مَنزِلِك أترقبُ مجِيئُك، لكنِكَ لم تأتِي، استمرَيت على هذا الحال لِسنة وَ سِتُ أشهُرٍ كامِلة حتى بأنّ أصحابُ المَنزِل الجُدد كانُوا يتوسلُونني لأذهب، إلى أنّ طُرِدتُ في آخر مِرة، حِينها عُدتُ خاوِيًا أكتُبُكَ في كِتابي إلى أنّ جَفّ حِبرُ أقلامِي، وَ إلى أنّ تلوثت أوراقِي بِدموع محاجِري

أربعُ أشهُرٍ أكتُب مفاعِيلُ فُراقُنا، إلى أنّ وضعتُها في كِتابٍ ناوِيًا بِه دَثرُ أنفاسِي، بحثتُ عنك طويلًا في كُل مَكان لأُسلِمُك إياهُ وَ أذهب إلى السماء للأبد لكِنني لم أجِدك، حِينها أصبح يُونقي يُخبِرُني أنّكَ ستعُود.. لقد أسقى بُذُور الأمل، أصبحتُ في كُل صباح وَ مساء أذهبُ لِمحطة كوبنهاغن، حَفِظتُ أُغنيتُكَ وَ غنيتُها.. لألقاكَ يومًا.. وَ فعلتُ اليوم"

تايهيونق كانَ يبكِي، دَفن وَجهه في كَفاهُ وَ بكى.. بكى طوِيلًا خلال حديث جُونغكوك مُشارِكًا إياهُ دُموعه

"حتى لو تَركتُك.. أنتَ قد وَعدتني جُونغكوك.. أنكَ لنّ تترُكَنِي.."

قبلهُ جُونغكوك على جَبينه وَ احتضنهُ أكثر بينما يدفِنهُ بينَ أضلُعه

"اشتقت إليك تايهيونقي.. زِيرافُ قلبي"

ابتَعد تايهيونق وَ استقام ليُجَفف دمعهُ وَ يبتعِد عن جُونغكوك

"اُرِيد النَوم.."

أنهى حَديثهُ وَ استلقى على الأرِيكة مُعطِيًا ظهرهُ لِجُونغكوك الذِي استقام وَ أخَذ الغِطاء لِيضعهُ على جسد تايهيونق بِخفة

ذَهبَ لِيُحضِر وَسادةً اُخرى لهُ وَ وضعها على الأرِيكة وَ جلسَ أرضًا واضِعًا رأسهُ على الوِسادة وَ جسدهُ على الأرض لم يتحرك

"لماذا لا تنام في سَرِيرك جُونغكوك؟"

"لأنني لم أنم بِه مُنذُ ذهابُك.. لأنني أخاف أنّ استَيقِظ وَ أجِدُكَ قد ذهبت"

صَمتَ تايهيونق وَ التَف لِيقابِلهُ جُونغكوك الذِي يضع رأسهُ أمَام رأس تايهيونق وَ عيناهُما تنظُر لِبعض بِعُمق

دَنى تايهيونق طابِعًا قُبلة وَسط جَبين جُونغكوك

"أنا لَنّ أذهب.."

أغمَض عَيناهُ وَ غطى وَجههُ بالغِطاء وَ قلبهُ لم يتوقَف عَنّ مُهاجَمةُ صدره

لقد كَانَ مُرهقًا وَ لم يشعُر حتى متى نام، جُلُ ما يعرِفهُ أنّهُ استيقظ في السرير صباحًا وَ يدان جُونغكوك تُحاوِط خَصرهُ مُقرِبًا اياهُ مِنه

ينامُ بِملائكِية وَ كم اشتاق لِرؤية مَلامِح جُونغكوك النائِم بِجانِبُه

استقام لِيجلس بعدما أزال يَدان جُونغكوك عَنه وَ حالما تحَرك استيقظ جُونغكوك مَفزُوعًا بينما يَنظُر نَحوهُ بِخوف

سَقطت عيناه على تايهيونق الذِي فُزِع لِرؤية خوف جُونغكوك وَ لم يلبُث جونغكوك في مكانِه بل سحبهُ نحوهُ مُعانِقًا إياهُ بِشدة

"أتوسل إليكَ لا تَذهب.. أعِدُكَ لَنّ اُكرِر ما فعلت.."

بادَلهُ تايهيونق العِناق بعَد استوعابَهُ لِما حَدث، عانقهُ بِشدة وَ دفن رَأسهُ في عُنقه وَ يدهُ أخذت تُراقِصُ خُصلاتُ شعرُه

"أعِدُك لنّ أذهب يا فُؤادُ زِيرافُك"

ابتعَد تايهيونق عن جُونغكوك لِيمسح على وَجنته بابتِسامة بينما يده الأخرى ما زَالت عالِقةً في خُصلاتِه

"تايهيونق.. أنا أُحِبُّك"

تَوسَعت عَيناه.. قلبهُ قد نَبض

وَ كأنّما عضلاتُ قلبهُ قَد اُزهَر فِيها الرَبيع.. أتعِي ما الحُب بعد الشقاء مِن فُراقٍ حزِين؟

"مـ.. ماذا..؟"

"أنا أُحِبُّكَ كَما لم أُحِبّ أحدًا، أُحِبُّكَ بِقدرٍ لن يسعهُ قلبي، لَرُبما لم تكُن تتوقع هَذا.. لكِنني لا أستَطِيع أنّ أفقِدُكَ بعدما أعدتُك.. أرجُوكَ تايهيونق لا تترُكنِي، لَمّ أتخلى عَنّ حُبُك يومًا، بل تخليتُ عَنّي، اسمَح لِي بأنّ اُكفِر خَطأي وَ اغفِر لي سُلطانُ قلبي.. اغفِر لي"

مَا زَالَ صامِتًا يُغرِق عيناهُ بِدمُوعها.. ما زَالَ صاخِبًا لا يعِي شيئًا سِوى أنّ جُونغكوك يُحِبّهُ

"جُونغكوك.."

"حَبيبُ جُونغكوك.."

"قَبلنِي"

صَمتَ لِوهلة يَستوعِبُ حَديث تايهيونق وَ ما لَبث إلا لِثوانٍ حينما فَطِن

شفتان قُرمُزية تتلاحَمان بِقبلةٍ فارِسية أُغشِي بِعا الشعُور عن وَعيه وَ صفى كَـنبضُ القلب يتراقصُ على لَحنُ حُبه، قُبلةْ تجتَمِعُ بِها شفتان تَرتَوِي بِها مِن بِئرُ الحُب وَ تنشَفي مِن جفافُ الحَياة

لم تَكُن قُبلةً فقط.. بل كانتَ شيئًا أضخمُ مِنّ أنّ يُصَف

جَسد تايهيونق يُحتَضن بين يَدان جُونغكوك وَ يداهُ تُحاوِطُ عُنقه بينما دَمعهُ يسرِي

عصافِيرُ الصباحُ تُغرِد لحنُ الحُب على اُعزُوفةٍ لحنُها شفتان تتشارَكان ذاتَها بِحبٍ وَ هيام

مَا الرَبيعُ وَ زهُورهُ إلا بِمُنحَنِيان أمَام زُهور عِشقهُما الأوام

فَصل جُونغكوك تِلكَ القُبلة وَ طبع أخرى أخِيرة على شفتاهُ لم تدُم طوِيلًا

"أدركتُ شيئًا.. بعد قُبلتُنا أيقَنت.. بأنّ السُكَر أمَسى مَالِحًا وَ العَسلُ طالِحًا و الخمرُ مُرًا تَالِفًا، لأنّ لا شَيء يَعلو عَلى نَبيذيَتَك التَي تُردِي العَاشِق ليكَون ثَمِلًا فِي بُحور عُذُوبتُها وَ تائِهًا"

وَضَع رَأسهُ على كَتِفُ جُونغكوك وَ قبل عُنقهُ بِحبٍ كَبير

"جَمعتنا رُوسكِيلد وَ فرقتنا، وَ أعادت لَمّ شمُلنا مُجددًا بأسمى مراحِل الحُب وصفًا، جُونغكوك.. دع رُوسكِيلد تَكُن مَوطِنُ حُبنا إلى الأبَد"

لأنّ الحُبُ فُطرةٌ نُخلقُ بِها

لأنّ الحُبَ يا سَيدي نزاهةُ الكَون وَحده

لأن جَبروت المَقامَ الذي يُخفض أرضًا يضعهُ الحُب اسفلًا

لأنهُ الحُب..

وَ لأنّ ما بينهُما تَعدى الحُب، كانت قَد كُتِبت حِكايتهُما في كِتابُ رُوسكِيلد الذي احتوى اسُطورة العاشِقين

"دع خِصامُنا لا يدُوم، دع الخِصامُ لا يكُون.. فَقد نَال مِننا كَما لم يَنّل مِن إحدى العاشِقُون"

رُوسكِيلد -الدِنمارك-

هِي جنةٌ إحتَوت العاشِقان إلى الخُلود

{النِهاية}

_____________

14 Day to break up is done

كُل بداية لها نِهاية، وَ نِهاية الحِكاية وَ صلنا لها

بِخالص اعتذاراتي، اتقدم لجميع من مَسهم الحزن بحروفي، اعتذِر لعيونكم إن سقط منها دمع عابر بسبب كلماتي

أؤمِن بأنني أديت ما اقدر عليه، لذلك انثروا احاسِيسكم هنا

مارح اقول وداعًا، لقائنا بإذن الله في سبيشل بارت، لكن ما اعرف متى موعده

و الى ذلك الوقت استمروا بكونكم بِخير، خالص حُبي لكم إلى اللِقاء♥︎

Continue Reading

You'll Also Like

643K 32.9K 22
- شُـهرة الفنـان الصـاعِد كـيم تايهـيونغ، كانـت السـبب بإخـفاء حُـب عظـيم يكنـهُ رئيـس شركـتهُ الترفيـهية چيـون چونغـكوك. - حيـنما يُصبـح للعِشـق إس...
527K 17.8K 28
تَدخل ماركَتيِن عالمِية فِي صرَاعٍ 'البَقاء للأفضِل' *لا تخبر أحدٍ ! لا تدعَ احد يعلمَ ماذا يحصل بينَ رَجُلين . قصة حُب ملحمية . . وإثارة عائلية باري...
1.5M 97.9K 52
[ مُكتملة ] ما الذي سَيحصُل لجيون جونغكوك عِندما يَضطر لأحضار شَخص للعَيش مَعه فِي نَفس الشَقه مَن أجل انْ يتَقاسّمانٍ دَفع الأيجار ! مَاذا انْ اَصبح...
530K 43.2K 28
بِمرور لَيلَةٍ وَرَاءَ لَيلَة، تَجرَّعَ الحاكِم السُّمّ الحُلوُ ذُو الطَّعمُ المُر جُرعَةً تلو جُرعَة آخذاً إياهُ مِن بِين شفَاهِ عَشِيقُه ...وَ يَد...