أهلًا
باي باي حزن بعد اليوم (:
اسفة لتأخِيري غلبني النوم و انا انتظر الوقت يجي
انجوي
__________
"أخبرتُكَ أنني أرفُض العَودة بارك جِيمين! لنّ أعُود!!"
أغمَضَ عيناهُ بِقسوة بينما ينظُر للمُنهارُ أمامَهُ بحِدة
"لا أفهَمُك! تَقُول بأنّكَ تخَطيتهُ ثُم تبكِي إلى أنّ تُوشِكَ مُقليتَاك أنّ تُقتَلعُ مِن مَكانَيهُما فقط لأنك قرأت رِسالةُ انتحارٍ كُتبت بيداهُ وَ لسنا على يقينٍ بأنّهُ قَد فعَل! وَ حِينما اُخبِرُكَ بأنّ تعُود تَرفُض! لَنّ أترُكك تقتُل الحُب الذِي بقِي بينكُما! لا أفعلُ هذا لِأجلك بَل لِقلبُك، إما أنّ تعُود الآن في أول طائِرة إلى الدِنمارك وَ تعُود لِروسكِيلد أو اُقسِمُ ها هُنا أنني لَن اُحادِثُكَ إلى الممَات!"
استقام تايهيونق بينما يدهُ تُشابِكُ بعضُها وَ وقف أمَامَ جِيمين وَ سمحَ لِذاته.. لأول مَرة مُنذُ أنّ التقاهُ بأنّ يتحدث عَمّا يَجُول في قلبه
"أنا خائِفٌ جِدًا.. بأنّ أعُود وَ أنكسِر مُجددًا، لَقَد عِشتُ طِيلة الوقت صامِدًا لأنني عالمٌ بأنّهُ سيُصبِحُ حُرًا مِني وَ يرتاح، أخبرتُكَ أنني تَخطيته.. أنا كَاذِب، هَل رأيتَ يومًا بشرًا يتخَطى النَظرُ وَ يختارُ بأنّ يُصبِحَ كفيفَ العَينان؟ أرأيتَ يومًا بشرًا إختارَ بأنّ يُصبِحَ أبكَمَ اللِسان؟ أصَمّ الأُذنان؟ لَنّ تَجِد.. جُونغكوك هُو عمى بَصري وَ انخِراسُ لِسانِي وَ اكفافُ سمعي.. وَ أُحِبُه، كَما لَم اُحِبُ نفسي، لَقد مضى عامان وَ أنا اُخبِرُ نفسي أنني نَسيتُ رَجُلًا يُكنى جُونغكوك.. وَ ينقضي مِن عُمري هباء الوَقتُ لأراه، أخبرنِي كم سأتألمُ إنّ فعلت وَ رأيتُ قبرهُ بلا أن أراه.. لا أثِقُ بِحُبه لكِنني أهِيمُ بعِيناه وَ بُرهاني على ذلِك ما كتبهُ في الصفحات، من الذِي هَجر مَنْ الآن؟"
جيمين قد رَفعَ يداهُ وَ وضعها على كَتِفان تايهيونق وَ قربهُ نحوه ليُركِز النَظرُ في عيناه
"ماذا إنّ كانَ جُونغكوك حَيًا يُرزقُ ينتظِرُ عَودتُك التِي لم تُفكِر بها إلى هذه اللحظات؟ أستمُوت خلفهُ بعد مُضيّ تِلكَ الأعوام بِلا قولُ الوداع! أنتَ ضائِعٌ ألا تَرى الضَياعَ الذِي نالَ مِن عيناك؟ تايهيونق أنا أتوسلُك، عُد إلى الدِنمارك.."
وضع رأسهُ على كَتِفُ جِيمين وَ أجهَش بالبُكاء بشدة إلى أنّ خَابت القَطراتُ وَ ما عادت تستطِيعُ التوقف عن الانهمارُ مِن عيناه
"على طيفهُ أمل اللِقاءُ عِشت.. ماذا إنّ كَانَ قد ذَهب؟ اُقسِمُ سأذهبُ خلفهُ بِلا أنّ اُفكِر بأي شيءٍ غير أنني سألقاه.. لنّ يكُون كما تخيلت لكِنني سألقاه"
شَد جِيمين عليهُ العِناقُ بِقسوة وَ اعتصرهُ بين يداه مُتعمِدًا علهُ يجعلهُ يستيقِظُ مِن السُبات
"تايهيونق عُد يا لعين سأقتُلك أقسم أنني سأغضب! أتعلم سأذهبُ معك أنا ذاهِبٌ لأحجِز التَذاكِر الآن!"
...........
بعدَ يومان
كوبنهاغن -الدنمارك-
وَصَلَ كِلاهُما بعدَ رِحلةٍ طويلة إلى عاصِمةُ الدِنمارك حيثُ هِي قلبُ الدولة وَ جاذِبةُ السُياح
"تايهيونق انا نَعِسٌ جِدًا.. بل جِدًا لا تستطِيع التَخمِين حتى"
سَحبهُ تايهيونق مِن مِعصمهُ وَ بيده الأُخرى يجُر حَقِيبةُ سفره أرضًا بِقلبهُ الصاخِب الذِي يرفُض تَصدِيقُ الفُراق
"جِيمِين اُصمد! سنستقِل اُجرة الآن إلى مَحطةُ كُوبنهاغن ثُم روسكِيلد، إياكَ أنّ تَتصِل على يُونقي!"
أومَأ لهُ جِيمين وَ مشى مَعهُ إلى أنّ تَوقفت سَيارةُ أُجرة وَ دلف كِلاهُما إلى الداخِل بعدما وضعا الحقائِب في صُندُوق السيارة
حالما فَعلا قَد وَضعَ جِيمين رَأسهُ على كَتِفُ تايهيونق وَ غفى فورًا تارِكًا تايهيونق لِوحده يُفكِرُ طَوِيلًا
لَقد قضى عامان يتخَلى فيها عَن حُبُ جُونغكوك.. وَ ها هِي العامان تَنقَضِي هباءً
وَ لأنهُ كَانَ هُو ثَورَة الوُجوم قَد أبصَر الصَخب، ضَجِيجُ قلبهُ قَد غَلب، وَ ذَلِكَ اللحنُ الحَزِينُ الذِ يُعزف قد انتهَى بعد مُرور عامَين
حَلّ الرَبيعُ بعد مُرور عامَين..
وَ الوقت يمضِي كَـطرفة العَين لا يُشعر به متى وَ كَيف انتهَى وَ ها هُما أمام مِحطةُ كونبهاغن
يدُ تايهيونق قد صفعت وِجنةُ جيمين بخفة كي يُوقِظهُ وَ قد استيقظ بصَخب
"هل حبيبُك أتى!!! يا حظي التَعِيس أردتُ أنّ اُوثِق ما حدث اللعنة على نومي فقط!"
تأفف تايهيونق وَ سحبهُ مِن يده لِيخرُج فالقِطارُ يكادُ يفُوتهُما
"جيمين اُقسِمُ لكَ إنّ فاتنا القِطار سأقتُلك! اركُض"
كِلاهُما يركُضان بِسُرعة علّهُما يصِلان، خُطوةٌ تتبعُها الأُخرى وَ عدوهُما يزدادُ سُرعةً لا يَقِل
بَينَ الجُموعُ تُوجدُ زهرةً نَثرت ألحانُها..
وَ اصطَفّ عليها البَشرُ يتراقَصُون على أوتارُها
تايهيونق الذِي يركُض اصطدَم بِجسد أحدهُم و اعتَذَر فورًا بانِحناء
"أنا آسِف.."
كلمَتان نُثرِت مِن لِسانهُ فقط..
جعلت غريبًا يستيقِظُ فورًا على مكانهُ وَ على ما حَدث
أكملَ تايهيونق رَكضهُ تارِكًا الغَرِيب يُنازِعُ الوهَم الذي يُهلِوسُ بِه وَ صمت لِيُدِير ظهرهُ وَ ذهب
'النِداءُ الأخِير لِرُكاب القِطار المُتوجِه إلى رُوسكِيلد.. دقيقة تبقت فقَط'
تَوقفَ كِلاهُما عن الجَرِي مَع تَوقف الأمل مَعهُما
لنّ يَصِلان على الوقت..
توقف تايهيونق وَ سحبَ نفسهُ طَويلًا وَ ابتَسم في وَجه جِيمين
"اُؤمِنُ بأنّ ذلِكَ حَدثَ لِسبب.. أرجُوك لِنجلِس.. أنا أكادُ أفقِدُ ذِهني"
وَ تخُونُكَ الدُنيا يا غَرِيبًا باللِقاءُ الشَحِيح وَ يَدُر عليكَ غِيابُكَ عن رُوسكِيلد صُدفةً تخلِقُ هيامًا عظيم
قادتهُ قدماهُ إلى إحدى المقاعِدُ الفارِغة نَظر أرضًا يحبِسُ دمعه، تَموضعت يَدُ جِيمين على كتفه وَ انفجَر باكِيًا بِشدة
ليست الألحانُ تكفي لِتبرهُ جِراحهُ وَ ليسَ كلُ ليلةٍ مِن ليالِي الرَبيع قد تعُود بعد اليوم حِينما فقد بُصيصَ أملهُ المُهيب
"لا تبكي تايهيونق.. هُناكَ قِطارٌ ما سيأتي في مُنتصَف الليل سنعُود إليه.. أرجُوك لا تبكِي.. سأذهب لأحجِز من الآن لا تُبارِح مكانك"
أومأ تايهيونق بينما دمعهُ لا يتوقف أبدًا عن السقُوط
يشعُر بِقلبهُ ينقبِض.. لا يُدرِك متى أصبَح يركُض بينما يُحاوِل أنّ يجمعُ أنفاسه
"وَ إنني أراك يا عَزيزي اللأحدُ بَينَ السطُور وَ الحُروف، بينَ الكَلماتُ وَ الجُموع.. مَا بَالُ طَيفُكَ يُقاتِلُني رُغمَ مُضي الشهَرُ الرَابِعُ العُشرُون؟ ما بَالُ الفُراقُ لا يُؤدِبُ قَلبي المُصابُ بِداءُ الوُلوع؟ رُغمًا عنهُ أتوسلُك كَنّ حيًا إلى عودتِي وَ لا تَمُوت.."
صخبُ البَشر حَولهُ قَد هَدأ بَغتة.. ما يُسمعُ فقط صوتُ قِيثار جَعلهم يجتمِعُون حولهُ بِهدُوء بينما يستمِعُون
وَ صوتٌ قَد زَلزلَ أراضيِ قلبهُ وَ جعلها تنشطِر هولَ ما يسمع
"لا تَذهَب الليّلة.. إبقى هُنا مَرةً أُخرى"
"ذَكرني بِما يُشبِهُه، وَ دعنا نَقع فِي الحُب..."
"مَرةً أُخرى"
"أحتاجُكَ الآن، بِجانبِي.."
"ذَلِكَ يُبكِيني.. عِندما تَرفُضنِي"
"أنا أتوسلُ إليك أرجُوك"
"فقط إبقى بالجِوار"
"أنا آسف، لا تترُكني، أريدُك هُنا مَعي"
"أعلمُ بأنّ حُبكَ قَد ذَهب.."
"لا أستطِيع التَنفُس أنا ضعيفٌ جِدًا"
"أعلمُ بأنّ هذا لَيس سَهلًا، لا تُخبرني بأنّ حُبُكَ قد ذَهب"
"أنّ حُبُكَ إختفَى"
كَانَ قَد وَقف.. يَدهُ على قلبهُ وَ ركَض نحو ذلِكَ الصَوت
وقفَ بين البشر وَ تخلل بين زُحامهُم وَ نظَر حَولهُ لَعلهُ يرى
سقَط قلبهُ وَ هوى
الطَيفُ الذِي رآهُ لم يكُن طيفًا
عيناهُ اُغرِقت دمعًا
قدماهُ ارتجَفت.. شهقةٌ هربت مِن شفتاهُ تبعثرت
يتفرقُ الجُموع مع انتهاءُ عزفهُ
وَ ينظُر حولهُ لِيرى
جَسدًا جاثيًا بالأرض وَ ما رأى طيفهُ إلا قبلُ ما مَضى
ينهمِرُ الدمع
قَد حَلّ الرَبيعُ على الدِنمارك.. ليسَ فقط على رُوسكِيلد
عينان تتشاطران الدمعُ و الرُؤى و ما تَجرأ أحدُهم على الوقوف خوفًا مِن أنّ ما يراهُ حُلمًا سيذهبُ شعُورهُ سُدى
قرعُ الطُبول لا يُسمع أمام نبض قلبين قادهُما الحُبُ إلى اللظَى
رجفةٌ تسري في الجَسد
ضجيج ثُم ضجيجٌ كُسرِ بِصوت جِيمين الذي سعى نحو صديقهُ بعد أنّ اختفى
"كيم تايهيونق!! أين أنـت...."
وَقفَ في مَكانهُ وَ جحظت عيناهُ لِما رأى
حَبيبُ قلب صديقهُ تجلى أمام نَاظِراهُ ها هُو
"جِيمين.. أرجُوك.. لا تجعلني أستيقِظ، روادني جُونغكوك وَ أراهُ أمام ناظِري ها هُنا.. دعهُ لا ينقَضي إلى الفنى.. دع حُلمي رجوتكَ"
صَرخَ جِيمين وَ صرخ بِشدة
"جُيون لعين جُونغكوك!!!"
ركض نحو تايهيونق وَ هزهُ مِن كَتفاه
"تايهيونق.. استيقظ انه جُونغكوك!"
ثلاثُ كلمَاتٍ هي النعيم
جونغكوك حيٌ أمامه
جُونغكوك لم يَمُت
وَقف عَلى قَدماه.. و سقط لِشدة إرتجافُها وَ ما زَال الآخرُ ممسِكًا بالقِيثار يظُن أنّ كُل ما يحدُث حُلمٌ فقط إلى أنّ أودعَ جِيمين يدهُ على وَجنته جاعِلًا منهُ يستيقِظ
استوعب كِلاهُما ما يحدُث و وقفَا أمام بَعضيهُما
كُلٌ مِنهُما يُعاتِبُ بنظرة و اللِسانُ صامِتٌ عن حديث هَمّهُ لِشدة ما طغى
"إنّ كُنتَ إحدى أحلامي أرجُوك إذهب تايهيونق، وَ إنّ كُنتَ حقيقة أتوسلُكَ إغرق بأحضاني إلى مطرحُ الدُجى"
فتَح يداهُ مُنتظِرًا وَ تايهيونق لم يتحرك مِن مكانه
انتظَر لِدقيقةٍ كامِلة تحت أنظار كِلاهُما وَ لم يقوى على الحِراك، كانَ خائِفًا مِن أنّ يتلاشى جُونغكوك مِن أمامه
لم يشعر بِجيمين الذي دفعهُ نحوهُ لِيسقُط بَين ذِراعاه
هذا الشعُور.. أكانَ يُطلقُ عليهُ حُبًا؟
وَ ما هُو إلا بِكاسِرُ قواعِدُ الهيام و تعداها، ليسَ حُبًا إنما شُعورًا لم يُكنى بإسمٍ لشدة ضخامتهُ وَ ما احتوت الأحرف مُسماهُ إلى الغَوى
شد على العناق كِلاهُما، إلى أنّ قيل ستلتحِمُ أجسادهُما
قُبلٌ تُطبعُ متفرِقة على جبين تايهيونق بين ذلِك العِناق الذي يبكي بِه جُونغكوك بشدة وَ لم يكُن تايهيونق أقلُ مِنهُ حالًا
"وَ بِشوق القمر إلى الشمس و الشفقُ إلى الغسق، أنا أشتاقُ لكَ يا كُلُ أحَد، بِشوق مائي إلى بتلاتُك الناشِفة، أشتاقُ لكَ كما لم أشتاقُ لأحد"
________
انتهى
):
البارت الجاي الأخِير؟
همم من يدري؟
لقائنا غدًا