لمسة من الخطيئة

By Mefree2020

33.6K 1.1K 2.8K

بعد نقله إلى بلدة ساحلية هادئة ، كان جونغكوك مستعداً لمواجهة عام هادىء من عمل إدارة التحقيق الجنائي ، لكنه وج... More

الفصل الأول: فتى المستنقع
الفصل الثاني: الإبحار لرأس الميث
الفصل الرابع:تجربة كافية في وضح النهار
الفصل الخامس:فحم أسود، جليد رقيق
الفصل السادس: نمل في الماء
الفصل السابع:الاتجاهات لرؤية شبح
الفصل الثامن: كله رمادي وقرف
الفصل التاسع: كن مرتاحاً، أيها المخلوق
الفصل العاشر: خاتمة

الفصل الثالث: بوم زفاف النمور

2.7K 115 271
By Mefree2020

جاءت المكالمة في الصباح الباكر بينما الشمس لم تزحف بعد.

جثتان في القرية الغربية ،وهي إحدى الأماكن الصغيرة التي لا يوجد فيها أجانب.

"زوجان عجوزان"، قال هوسوك ، وسمعه جونغكوك يتعثر بسبب ملاحظاته، "جايل و أسونغ....اسم عائلة جايل هو يانغ ..رجل متقاعد، لكن آسونغ ليس لديها أي سجل وظيفي على الإطلاق".

كان هناك المزيد من الأشياء فوق ذلك..قال هوسوك شيئاً عن حالة الذعر في مهرجان الطعام ، وحوت ساي الميت - أو هل قال الحوت الزعنفي الميت - في مكان ما على الشاطئ الغربي ، وكيف ظهر فجأة في ليلة واحدة وأفسد حظه الجيد لعامين قادمين.

بينما كانت السيدة كيم تزعجه بشأن تناول المزيد من القهوة ، ظل جونغكوك يتذكر ذلك الفيلم الوثائقي الذي شاهده عن سلوك حيتان الأوركا عند أسرها والتي تميل إلى الجنون عندما تكون محاصرة ، أو مكتئبة عند فصلها عن بعضها البعض ، وقد تموت بسرعة كبيرة..كان متأكداً تماماً من أن حوتهم لا علاقة له بهذا الأمر وربما كان شيئاً متعلقاً بالتغيير المناخي، -شيء يتعلق بمركز دايو- ثم أدرك بأنه كان يفكر في الحيتان على الشاطئ بدلاً من الجثث في القرية.

ملاحظة: دايو هي شركة ضخمة متخصصة بصناعة الإلكترونيات والسيارات والسفن الحربية والأجهز المنزلية.. المقصود بأن سبب موت الحوت قد يكون بسبب التلوث المناخي الصادر من هذه المصانع..

بينما كان يقترب هو وهوسوك من مسرح الجريمة ، تخيل بأن جيمين قد ينصحه بتجاهل الأمر واللعنة والهرب ، لأن على ما يبدو مصيره المشؤوم الذي تم اكتشافه حديثاً قد تبعه هنا ويؤثر على كل من حوله.

تبعا الحارس المحلي عبر حي رمادي فارغ.. كانت الشوارع ضيقة جداً لدرجة أنه كان عليهما إيقاف السيارة بعيداً عن الطريق.

"حقاً لقد صدمنا جميعاً، كما تعلمان"، ندب الحارس المحلي ، وهو يتنفس بثقل في الضباب الكثيف أثناء سيره، "والتوقيت قريب جداً من الكريسماس أيضاً".

وقريب من الانقلاب الشتوي أيضاً، فكر جونغكوك ، وقال ذلك بصوت عالٍ لسبب ما ، ليحصل بعدها على نظرة غريبة من هوسوك.. في ضبابية الصباح المنخفض هذا، تمكن جونغكوك أخيراً من رؤية هوسوك الذي بدا وكأنه يتفوق في أولمبياد الأرق الخاصة به.

ومع ذلك ، بدا الحارس فاقداً لتركيزه قليلاً ، حيث لم يكن يسمع حقاً أي أسئلة ، ويثرثر بتوتر عن كل شيء دفعة واحدة.. كان رأسه يهتز قليلاً عند كل كلمة بطريقة ذكّرت جونغكوك بدمية كلاب الرأس المزركشة التي يتم وضعها على لوحات القيادة.

كانت القرية نظيفة ومُعتنى بها جيداً .. ومع ذلك ، بدت وكأنها خلية صغيرة جاهزة للإنقلاب على نفسها.. هناك ثلاثة مستويات لها ، المستويات العليا كانت نوعاً ما ملتصقة بأشياء بدت مُقتطعة من بعض المباني الأخرى.. لم يكن هناك تطابق في أي مكان ينظر إليه.

بدا وكأنه لم يتم التخطيط لها على الإطلاق.. كما لو كانت قد نمت فقط، وكل مستوى إنزلق إلى الآخر، كل منزل يُرقّع الآخر ، حتى شكلت الشوارع هذا المُشعّب من المباني الملفوفة في أنسجة العنكبوت من خطوط الكهرباء.

وهذا جعل من الصعب تخيل وجود أي خصوصية هنا.

سرعان ما تحوّل الحارس إلى شارع جانبي صغير ، واحد من عدد قليل جداً من الشوارع الجانبية الضيقة، حيث شق نفسه بشكل مائل متجهاً إلى الأمام بينما يرشدهما ليتبعاه.. ضغطوا انفسهم وهم يمشون بهذا الزقاق الضيق المشابه للأنابيب حتى خرجوا إلى مربع فناء صغير لمبنى شقق مؤجرة.. كان يبدو أنها الطريقة الوحيدة للوصول إليه ، لأن جونغكوك لم يستطع رؤية أي مخارج أخرى.

كانت درجات الشرفة محجوبة بصفوف من الغسيل معلقة فوق تراب الفناء.. نظر جونغكوك إلى البئر الضحل للمبنى ، ثم إلى منحدرات السقف القرميدي حيث تشبث قطرات سميكة من مياه الأمطار بالأزاريب وخطوط الطاقة.

قادهما الحارس عبر كروم الغسيل الصغيرة هذه دون أن يهتم حقاً كيف صفعه القماش المبلل على وجهه.

"إذاً ، لقد عاشا هنا منذ زواجهما؟"، حاول هوسوك الإستجواب مرة أخرى عندما ابتعد عن الملابس المبتلة ليتبعه، "هل هما متزوجان منذ فترة طويلة؟".

"أكملا أربعون عاماً في الأسبوع الماضي فقط.. اجتمعت القرية بأكملها في الساحة الرئيسية للإحتفال بهما".

"من وجدهما؟".

"آيونغ"، قال ليصمت بعدها..ثم نظر إلى الوراء في هوسوك المترقب جداً، ليوضح، "أخت آسونغ..هي دائماً تأتي في وقت مبكر.. لديها مزرعة أبقار ، كما ترى"، بدأ يتلعثم بشكل مروع، "تحضر لهما دائماً الحليب الطازج والجبن أولاً..الأجوما المسكينة مدمرة.. لم نتمكن من تهدئتها".

وصلوا إلى الباب الصحيح ، على ما يبدو ، لأن الحارس بدأ يتململ ويتعرق أكثر.

"سنحتاج إلى وضع الشرائط حول المكان"، قال هوسوك مشتتاً، "من الأفضل أن لا يشتكي تايهيونغ هذه المرة وإلاّ فإن مؤخرته سوف تُزيّت من تشريح الحوت".

"ذلك ليس مجال خبرته"، قال جونغكوك ، وفجأة وجد بعض الفكاهة في الموقف برمته، "لكنه مع هذا سيشتكي ، لا تشكك في ذلك".

"حسناً ، من الأفضل أن يقوم بعمله في أقل من الأربع ساعات المعتادة له"،  نظر هوسوك حوله، "يجب أن أطلب من أوكبو التخلي عن كل ما بوسعهم لأجل هذا"،  ثم اعطى ابتسامة مطمئنة للحارس،  "مستعد؟".

غاصوا في الظلام الحالك للغرفة.

كان المطبخ ضيقاً -بالكاد أكبر بقليل من خزانة- وبه ثلاجة صدئة مدفوعة بداخل إطار مُقشّر.. هناك حوض نحاسي قديم ، موقد ،غلاية حديدية، ستائر مهترئة على النافذة الصغيرة ، راديو قديم مثبت على الحائط، وستارة خرزية فوق المدخل تؤدي إلى الغرفة الثانية.

كان كل شيء مرتباً ومستهلكاً ولكنه طبيعياً..لم يكن هناك أي علامة على الدخول القسري أو الصراع.. لا شيء خارج عن المألوف.

الطاولة الأرضية المقابلة للنافذة كانت تحتوي على طقم شاي.. كانا الزوجان يجلسان وجهاً لوجه بظهرهما المتحدب وأيديهما المغمورة في أحضانهما، مثل مرآتين قديمتين ضبابيتين من الوقت ومن بعضهما البعض.

أضاءت ساعة الحائط الكبيرة ملامحهما بتألق باهت ، وتمكن جونغكوك من أن يرى هذا الهدوء المخيف في شحوب وجهيهما.

كانت أعينهما مفقودة، و الدم قد نزف من التجويفات الفارغة وجفّ بأنماط غير طبيعية.

استدار الحارس ونظر إلى النافذة.. حدق هوسوك لوهلة ويداه على وركه ثم نقر على لسانه.

"حسناً، هذا بالتأكيد شيء"، ليقول بعدها ، "اللعين ممتص القضيب ، ممتص البواسير اللعين".

"هيونغ!"، هز جونغكوك رأسه، ثم نظر للحارس ، "هل أجريت مقابلات مع المقيمين في المبنى بعد؟".

"نعم ، أول شيء فعلته هو أنني سألت بالأرجاء"، قال بأنه طلب من المالك أن يجمعهم في قاعة الطعام أثناء انتظارهم للشرطة، "لم يرَ أحد شيئاً ، لم يسمع أحد شيئاً".

"ماذا عن بقية الجيران؟".

"خمنت بأن هذا شيء انتم ستفعلونه".

"تعذيب من هذا القبيل لا يمكن أن يمر دون أن يسمع به أحد"، انحنى جونغكوك لأخذ التفاصيل.. تم اقتلاع العيون بدقة ، كما لو كانت قد أزيلت بأداة لم تترك أي أثر.. لم تكن بأي أداة يعرفها،  "اللعنة ، حتى لو تم إسكاتهم...".

"ماذا يمكنني أن أقول ، جونغكوكي"،  جثم هوسوك أمام الزوج ، "لم يكن هناك الكثير من الأشياء المألوفة تأتي في طريقنا مؤخراً".

تجنب هوسوك تحريك أي شيء ، كان فقط يلاحظ ببساطة، "كيف تمكن من إبقائهما في مثل هذا الوضع؟ الألم وحده....".

ثم تحوّل هوسوك إلى أسونغ، "الإستخراج يبدو نظيفاً جداً.. تقريباً كأنه جراحي، لكن هل يبدو غريباً بالنسبة لك؟".

"نعم ، كما لو كانت أعينهم نوعاً ما ..." ، توقف جونغكوك لبرهة. "بوووف واختفوا".

"هذا مصطلح طبي" ، قال هوسوك للحارس وهو يرفع رأسه ليغمز له.. بدا وجه الحارس نوعاً ما أخضر، وهذا جعل فم هوسوك يتلوى كما لو كان يكبح ضحكته.. التفت مجدداً إلى الجثث، "باستثناء الوجه ، لا أرى دماء.. مثل لا شيء، حرفياً".

"يعني أنه فعل ذلك في مكان آخر؟".

"هل تحققت من الغرفة الأخرى؟".

"بالتأكيد" ، بدا الحارس وكأنه على وشك أن يمرض، "كل شيء.. طبيعي".

أومأ هوسوك برأسه، "طبيعي"، تمتم،  "ولكن إذا فعل ذلك في مكان آخر ، فلن يكون ذلك منطقياً.. لم يكن بإمكانه تحريكهما إذا لم يرَ أحد شيئاً.. إلاّ إذا كانوا يكذبون".

"لا أحد يكذب"، زفر الحارس.

وفّر هوسوك على نفسه إعطاء الحارس أي محاضرات حول ذلك ، وهو الشيء الذي جاء سهلاً له ولكنه مستحيل على جونغكوك.

"أجل، بالتأكيد ، لا أحد يكذب.. إذاً تعني أنه قام بالجريمة هنا ، مع الكثير من المعدات!"، لعن،  "نحن بحاجة إلى معرفة أسباب الوفاة قبل السير في هذا الإتجاه".

التفت جونغكوك إلى الحارس ، "هل رأى السكان أي شخص يزورهما خلال النهار ، أو في الصباح السابق؟ أي شخص يعرفونه؟".

"هل تعتقد بأن شخص ما في القرية يمكنه فعل ذلك؟"، بدا وكأنه يشعر بالإهانة، "هذا هراء".

"أهذا يعني نعم؟".

حدق الحارس بالزوجين الآن.. ربما كان لا يزال يحاول استعياب هذا الجنون، "لا، لم يكن هناك أحد".

"كوك"، لوح له هوسوك ، "هنا. هل رأيت أي شيء مثل ذلك؟".

حتى في الإضاءة السيئة ، كان بإمكان جونغكوك رؤية العلامة التي كان هوسوك يشير إليها على ظهر كتف أسونغ المكشوف من الشق بقميصها المفتوح.. لقد كان حرقاً أكثر منه كدمة ، لكن التصميم الغريب ذكّره بوشم جيمين مرة أخرى.

"لا"، همس جونغكوك ، "لم أفعل".

فتح دفتر رسوماته وبدأ في الرسم.

***

بحلول الوقت الذي وصلا به لمنتصف الشارع في مهمة طرق الأبواب للإستجواب ، أدرك جونغكوك بأن هذا لن يأخذهما إلى أي مكان، لأنه نادراً ما يحدث ذلك وخاصة في مجتمع كهذا حيث لكل شخص تقاليد عمرها قرن من الزمان لتلميع عظام بعضهم البعض في السر.

أثبتت المنازل الثلاثة الأخيرة بأنها مُعذّبة بشكل خاص ، حيث تمتم اثنان من أصحابها بأنهما لم يريا أي شيء ثم صفعا الأبواب بعد ذلك مباشرة ، وآخر منزل كان بسيدة كبيرة في السن اهتزت فقط من وقوفها....

...وبالكاد تحدثت أيضاً كلمتين في الدقيقة.

بدا هوسوك قلقاً عليها، "ربما يمكنك السماح لنا بالدخول ، كي يمكنك....".

قاطعته قائلة بأنها على ما يرام وتستطيع الإعتناء بنفسها ، شكراً جزيلاً لك ، واستمرت في سردها بسرعتها الزاحفة.

كان لا يزال هوسوك يستمع إليها بأدب ، والمفكرة في يده على الرغم من أنه لم يكتب أي شيء قالته.. نظر جونغكوك ورأى تايهيونغ بظلال وردية صغيرة وابتسامة رديئة صغيرة ، وهو يتجه إلى شاحنته الجنائية ومشرقاً بعجرفة طير نفذ حظه لسجين محكوم عليه بالإعدام.

وتايهيونغ بالفعل كان يشبه الطيور في كثير من الأحيان عندما ينفث خصلة واحدة من شعره اللامع ، ويصبح أنفه الطويل أحمراً بالكامل من البرد.. منقار أحمر صغير تحت حواجبه الكثيفة ، وهذا العنق الطويل الذي يُلصقه متدخلاً في أعمال الجميع.. نسر صغير خبيث.

"حظاً سعيداً" ، كان تايهيونغ يصرخ الآن بهذا الصوت الغريب الخاص به، "سمعت بأن لحم الحوت الفاسد جيد بشكل خاص في هذا الوقت من العام".

شعر جونغكوك بألم في وجهه من الإبتسامة الضخمة التي كان يرسمها، والتي أظهرت أسنانه على نطاق واسع ،قبل أن يرفع يده اليمنى ببطء ليعطيه إصبعه الأوسط.. أخرج تايهيونغ لسانه له والذي أمتد لمسافة طويلة في الواقع ، ثم ألقى بمعداته والكاميرا خاصته في صندوق الشاحنة وانطلق مع دش طيني مثير في أعقابه.

هذا الصباح كان يعيدهم جميعاً إلى الحضانة.. قام جونغكوك بجلد هاتفه للتحقق من الرسائل النصية.. كانت متعلقة بالعمل في الغالب ، رسالتان من مختبر بوسان ، واحدة من والدته،  تخطى ذلك ثم.. تجمد.

رسالة من جيمين تقول ببساطة: هل كل شيء على ما يرام؟.

وبينما كان يرمش في الشاشة ، قال شخص بجانبه، "ماء أسود".

السيدة العجوز، أدرك ورفع نظره.. كان هوسوك قد توقف عن السرحان أيضاً.

"ماذا؟"، قال هوسوك.

صرخت ، "الماء الأسود".

"ما ذلك؟".

"هذا ما قُلته".

"لقد سمعتك، ولكن ماذا يعني؟".

"أسونغ فتاة لطيفة"، قالت، وأومأت برأسها.. كانت لديها هذه النظرة اللامعة في عينيها والتي أوضحت بأنها كانت تستعيد ذكرياتها، "أسونغي، هي فتاة لطيفة حقاً.. وتتحدث إلى أي شخص.. موهوبة جداً ، موهوبة جداً جداً".

كان هوسوك يهز رأسه أيضاً ، صبوراً كما هو دائماً.

"أعتقد بأنها ليست على ما يرام.. إنها دائماً ما تصاب بالبرد في هذا الوقت من العام، لكنها البارحة جعلتني أشعر بقلق حقيقي".

"لماذا؟".

"ماء أسود".

"ماذا تقصدين بذلك؟"، ضغط هوسوك على عينيه بقوة.

"هذا كل ما قالته لي أسونغي في الليلة الماضية.. كان صوتها سيئاً ،الطفلة المسكينة ، ربما يكون صوتها بسبب التهاب الشعب الهوائية مرة أخرى.. ذهبت لإحضار بعض الشراب لكن عندما عدت ، كانت قد ذهبت وأنا لست أسرع فتاة في الجوار ، كما ترى؟".

للحظة ، وجد جونغكوك نفسه مبتسماً ، وهو يفكر في أن هذه السيدة المحبوبة كانت في الواقع لطيفة نوعاً ما.

"هذا كل ما قالته؟"، سأل هوسوك.

"هذا كل ما قالته"، ثم غطت السيدة فمها،"هل حدث شئ ما؟ هل هذا سبب وجودك هنا يا دكتور؟".

تبادلا النظرات، وتنحنح هوسوك.

"مطلقاً.. مجرد نزلة برد كما قلتِ.. أنتِ مُلاحِظة جيدة"، ابتسم هوسوك، "لا شيء يدعو للقلق".

***

كانت القيادة إلى الشاطئ هادئة في الغالب.

إحساس جونغكوك بالإنزعاج قد تراجع ، وأصبح الآن مرتاحاً تقريباً.. كان البحر المضطرب عبارة عن دفقة من اللون الأبيض ، بوابلٍ من الأمواج المتفجرة التي يمكن أن تصل إلى السيارة تقريباً.

"هل تعتقد أن هذه القضية قد تكون مرتبطة بقضية هوانغ؟"، سأل فجأة ، وعينيه على الأمواج.

"لا يوجد أي شيء مشترك بينهما، حرفياً"، توقف هوسوك مؤقتاً، "انتظر واللعنة. هل ما زلت تعتقد بأنه لم يكن بسبب داء الكَلَب؟ هيا الآن".

"لا ، ليس الأمر كذلك".

"إذاً، ماذا؟".

"أنا لست..لست متأكداً.. لا أستطيع الشرح".

"لا تخبرني بأن جيمين جعلك ملفوفاً في حكاياته، جونغكوك! كيف يمكن أن يكونا مرتبطان؟ حتى لو كان الامر كذلك ، فإن طريقة القتل لن يكون لها أي معنى"، كان لديه وجهة نظر،  "حاول الحصول على قسط من النوم الليلة ، حسناً؟".

القول أسهل من الفعل ، كان هوسوك مدركاً لذلك ، لكن جونغكوك يعلم بأنه لا يستطيع تهدئة قلقه.. كان هوسوك يميل إلى الغضب من نفسه كلما شعر بالعجز، وجونغكوك كان يأمل حقاً بأنه سيتوقف عن أن يكون قاسياً على نفسه بالتعامل مع شيء لم يكن مشكلته حتى.

"دعنا فقط نحل مشكلة الحيتان هذه ، هيونغ".

"الحيتان ، والولائم ، وكل ماهو متراكم، ولكن بعد ذلك سأوصلك لمنزل الأجوما، وأنت ستفعل ذلك ، حسناً؟".

"حسناً"، أومأ برأسه ، وهو يشاهد هوسوك يشعل سيجارة ، "سأفعل".

ˍˍˍˍˍˍˍˍˍˍ

"هل فعلت؟".

كانت هناك أمطار قصيرة مرة أخرى ، لكنها توقفت قبل الغسق.. اعتقدت هييون أن الأمر كان مهدئاً ، لكن بدا بأنه جعل جونغكوك مبعثراً.

"ماذا؟"، سأل.

"هل نمت تلك الليلة؟".

"حسناً. لقد حاولت"، فرك رقبته،  "هل سبق لك أن شممت رائحة لحم الحوت الفاسد؟"، قالت بأنها لم تفعل،  "إنها سيئة حقاً.. تُغيّم العقل ونوعاً ما.."، تردد ، "بشرية جداً أيضاً".

"ماذا؟".

"أنت تعرفين. مثل نتن الموتى، مع نفحة من الروبيان".

كان يبتسم الآن ، ومد يده لسيجارة أخرى.

"إذن ماذا فعلت؟"، سألت هييون.

كانت هناك تلك النظرة مرة أخرى ،والتي لم تستطع تحديدها بالضبط.. ليس شعوراً بالعار أو الخجل ، لكن شيئاً على الحافة بينهما.

"هل اتصلت بجيمين؟".

"لا.. لقد ذهبت إلى هناك فقط".

"مشيت؟".

استنشق جونغكوك، "أخذت سيارة أجرة.. لقد وافق السائق فقط على الذهاب إلى آخر حدود مييون ثم مشيت من هناك".

"نزهة ليلية متهورة ، ألا تعتقد ذلك؟".

"ليس بالفعل"، هز كتفيه، "لكنها كانت عديمة الفائدة على أي حال".

"لماذا؟".

"كان مشغولاً".

ˍˍˍˍˍˍˍˍˍˍ

المطر قد أصبح أقل بشكل ملحوظ بمجرد مرور جونغكوك عند الضريح وغوصه في الغابة.

كانت الجداول الصلبة تتساقط على الطريق الجبلي ، ولكن هنا يبدو أن الأغصان الثقيلة تمتص معظم الماء.. كان هناك وميض من البرق ، وتبعه الرعد قبل أن يصل إلى المساحة الخاوية من الأشجار.

كانت هناك سيارة متوقفة في المكان المعتاد لوقوف سيارته.. هونداي سوداء فحمية بإطارات جديدة من أحدث الموديلات.. كانت مستأجرة، حيث من السهل العثور على هذه السيارات عند كل منعطف خاصة في المناطق المزدحمة بالسياح.

جونغكوك كان يمشي الآن ، متجنباً البحيرات الطينية العميقة.. وقد أصبحت ملابسه ثقيلة وتلتصق به مثل جلد ثاني.

كانت الفكرة سيئة منذ البداية ، لكنه جاء طوال الطريق إلى هنا وكان بارداً وبائساً لذلك قرر أن يتقبل الأمر.. بصق على الأرض قبل أن يتسلق الشرفة.. نعل حذائه لطخ الخشب الرطب بالوحل.. لم يرى كاتشي في الخارج كالمعتاد، ولاحظ بأن الأنوار كانت في الغالب منطفأة.

كافح جونغكوك لخلع الحذاء قبل دخوله.

كان الجو دافئاً حتى في الردهة ،وسرعان ما شعر وكأنه قد غُمر في حمام بخاري.. كان يرى هذا الوهج المُحمر بينما يتجه نحو الغرفة الرئيسية ، ويسمع الموسيقى التي صدحت بصوت أعلى من دقات قلبه.

لقد كانت أغنية يعرفها جيداً في الواقع ، لكنه تذكر بالفعل أن جيمين لم تعجبه كثيراً.. ازدهر صوت الموسيقى بهذا المزيج المصقول من النوتات فوقها ، مع صوت المغني العابث بأياً كانت الكلمات التي يغنيها.. كان جونغكوك بالكاد قادراً على التركيز حيث الضجيج عالياً بينما يقترب ببطء من الغرفة الرئيسية.. لاحظ بأن الباب المنزلق مفتوحاً.

الغرفة الفارغة قاتمة ، والجدران الورقية تهتز بالأصوات العميقة.. شريط حاد من الضوء الأحمر قسم الغرفة إلى نصفين حيث كان قادماً من المطبخ.

عندما وصل إلى الباب ، لم يكن قد خاطر بالنظر بعد لكن ضربه كل شيء في صدره.. سحابة من الرطوبة المطلقة ، وهذه الرائحة البخارية القوية للجنس.. كان صوت مجوهرات جيمين خافتاً ولكن من السهل التعرف عليه.. هناك شخص آخر ، امرأة من طبقة صوت أنينها وضحكها..

كان جونغكوك غارقاً بالبلل، من المطر والآن ملابسه ، ومن الحرارة المستحيلة للمنزل.

ابتلع جونغكوك وألقى نظرة خاطفة على الداخل.

كان مصدر الضوء هذا الأنبوب الرفيع فوق المنضدة والذي لم يسبق له أن رآه مضاءً من قبل.. ما هو خطبه بحق اللعنة؟.

وقف هناك لثانية يسمع صفع الجلد على الجلد ، ثم سمح لنفسه بالنظر.

وحينها حيث رآهما ، جيمين والفتاة ، تحت الضوء الأحمر.. ليس تماماً الطريقة التي كان يتخيل أن تسير بها ليلته ..أن يتلصص على مضاجعة فوق طاولة المطبخ.

كانت صغيرة، ربما في أوائل العشرينات ، وفتاة من سيول حيث كانت لهجتها ترن في الكلمات القليلة التي لهثت بها.. كلاهما يرتديان ثيابهما باستثناء ساقيها التي كانت عارية وملفوفة حول خصر جيمين .. كانا يتحركان بسرعة ويتنفسان بثقل في الهواء الكثيف.. أبواب الخزانة الزجاجية فوقها غمرت بالضباب الكثيف وقد تشكلت عليه القطرات.

دفعت نفسها من على سطح المنضدة براحتيها وسقطت بحضن جيمين، شعرها تبع حركتها مثل كفن جميل لامع.. انغلقت ذراعيها حول كتفيه ، وإحدى يديها تقبض على شعر جيمين الرطب ثم أطلقت أنيناً ، وسمع جونغكوك صوتاً رطباً باهتاً لدفعة قوية ، كان الصوت فاحشاً وبذيئاُ وقد تركه لاهثاً مثلها.

عندها نفضت شعرها عن وجهها وفتحت عينيها.. كسولة جداً ،تلك النظرة ، وضبابية ، لكنها رأت جونغكوك بوضوح.. ربما كانت منحرفة قذرة مثل جونغكوك، لأنه بمجرد أن التقت أعينهما ، زادت أصوات أنينها وشدت شعر جيمين بينما تطالبه بأن يضاجعها بشكلٍ أسرع.

لعن جونغكوك تحت أنفاسه.

أغمض عينيه وحاول جاهداً أن يتجنب التفكير في انتصابه الفظيع.. بينما كان يفتح عينيه ، ويشعر به يضغط بقوة في بنطاله ،رأى جيمين يُقشر القماش الأسود من بنطاله الجينز لأسفل مؤخرته حتى منتصف فخذه.. استقرت راحتيّ جيمين على المنضدة من أجل الدعم بينما يدفع بعمق داخلها ويكتسب تلك السرعة مرة أخرى ، حيث سرعان ما توقفت هي عن إحداث أي ضوضاء على الإطلاق ، وفقط حاولت ألاّ تختنق بأنفاسها بينما يعطيها جيمين كل شيء.. كان يدفع بقوة للداخل والخارج ، وبالكاد ينسحب منها.

استمرت القلائد الفضية في الرنين والرنين ، بينما كان جونغكوك منتصباً ويتحلل بشكل إيجابي في مكانه.

ما الذي تفعله بحق اللعنة، فكر جونغكوك ، لكنه وقف هناك ، يغلي في جلده وحاجته يائسة لتخليص نفسه.

كانت الفكرة ، علم ذلك ، الأضواء الجميلة على الفضة وعلى جلد جيمين ، اللمعان المتلألأ لها، السحابة الرطبة الدافئة من صوت الصفع، هذه الزمجرات المنخفضة التي كان جيمين يصدرها كلما شدّت الفتاة شعره.

شعر جونغكوك بقطرات العرق على رقبته، بينما يتذكر.

***

كان لدى جونغكوك نوعاً ما حبيبة في بوسان ، في أوائل سنواته الأكاديمية قبل أن يدرك السبب في عدم تناغمهما جنسياً.

كان اسمها سوها، ومن البلدة.. والدها يمتلك قارباً في نفس المرفأ مع والد جونغكوك خارج الأحياء.. كان جونغكوك في سنته الثانية في الأكاديمية عندما بدآ المواعدة ، وخلال فترات الإجازة كانت تأخذه إلى القارب دون علم والدها.

كانت تدرس الموضة نوعاً ما أو التصميم أو التسويق أو أياً كان ، لذلك كانت تُحضر حقائب سفر لملابس قد تُستهلك لأسابيع فقط لقضاء عطلات نهاية الأسبوع.. كانا يخرجان على متن القارب وهو شيء يمكنها قيادته بعد أن تعلمت من والدها، و يستريحان تحت أشعة الشمس في المياه الراكدة ، ويتضاجعان بسرعة وقذارة ولكن بقليل من التفاني.

أخبرته بأنها اعتادت أن تكون هي وشقيقها فقط من قبل ، حيث يتسللان لقيادة القارب دون إذن.. وعندما التقى جونغكوك بأخيها بدأ الأمر يتسلل إليه - بشكل بطيء في البداية- حيث أعتقد بأنه كان مجنوناً بعض الشيء ، لأنه يُثار من الرجل.

في النهاية استوعب الأمر..كل الشوق المكبوت وكل أمر القضيب التنويري.. أخذ جونغكوك حديث القضيب هذا إلى أخيه بعد شهور طويلة مروعة من الشكوك واثارة غضب نفسه.. كانت عائلته من النوع القديم ، تماماً مثل الكثير من العائلات التي نشأ حولهم ، لكن شقيقه بذل قصارى جهده حتى لا يبدو خائب الظن.. كانت لديه هذه العيون الضخمة المُذنبة وهو يتمتم بشيء عن أنه يُحب جونغكوك بغض النظر عن أي شيء آخر ، لكنهما لم يعودا كما كانا منذ ذلك الحين.

استقر معه كل شيء نوعاً ما في العام الثالث ، مع تناقص أعداد مشاهده الجنسية والتي لم يُظهر هو أو سوها أي انزعاج بشأنها..كلاهما يستحقان الأفضل ،كان يعلم ذلك لكنه لم يستطع فهم هذا حينها.

استمرا بالتجول في سيارة أخيها ليلاً ، لأنها كانت لا تزال تنتظر الحصول على رخصتها ، وكان جونغكوك لا يزال ينتظر دورات القيادة الخاصة بالأكاديمية.

في بعض الأحيان كانا يشاهدان الأضواء القادمة من السفن ، وبعد ذلك يدخلان في مضاجعة سلبية صغيرة على المقعد الخلفي ، لكن سوها قالت إن الأمر لم يعد هو نفسه بعد الآن ، ربما كان بسبب الطقس أو لأن الشرارة بينهما قد اختفت ، ووافقها جونغكوك.

كان هذا الأمر يحدث فقط لأنهما في ذلك المستنقع وحيدان ولم يكن هناك الكثير للقيام به.

في إحدى الليالي كانا يتجولان في الحي ، وجاءت هذه الأغنية ، والتي أخبرته سوها بأنها لمغني جديد بدأ مسيرته مؤخراً.. جونغكوك هو من كان يقود ذلك الوقت ، لذلك خرجت أعصابه بالكامل في العراء بسبب حركة السيارة المتشنجة.

"حونغكوكآه"، نادت سواها، لأنه لم يكن يُحب أن يُنادى بأي طريقة أخرى من قبل الأشخاص الذين يواعدهم ، أو يضاجعهم ، أو كان مولعاً بهم ، "لماذا تريد أن تصبح شرطياً؟".

"لقد كانت حادثة بالغلط"، قال ،  "أنا أحب نوعية الوظائف القوية".

"أشياء رجولية، هاه؟" ، ابتسمت سوها، "أتعلم ماذا يقولون عن ذلك؟".

"عن ماذا؟".

"الرجال مع هرمون التستوستيرون الذين يحاولون التعويض  عن الكثير.. فقط قليلاً فوق الحافة".

تظاهر جونغكوك بعدم الفهم.

"هذا ليس لطيفاً حقاً، أليس كذلك؟"، قال بدلاً من ذلك،  "الأفكار النمطية".

"أجل، ليس لطيفاً.. يمكن لأي أحد أن يشعر بهذه الطريقة، شخص رجولي أو لا".

دحرجت سوها النافذة ، لأنها كانت تحب الرائحة الزيتية في الهواء لسبب ما.. رائحة بوسان في الليل مثل الصرف الصحي.

"أي مؤخرة شحمية غير مؤذية يمكن أن تحصل على مذاق القضيب"، قالت.

"إذاً، لمَ أنتِ...".

"جونغكوك، هل تعتقد بأننا أصدقاء؟".

"نعم، بالتأكيد".

"أنت تعني ذلك حقاً، أليس كذلك؟"، سألت، "لهذا السبب أنا أعرف".

"ماذا؟".

"أعتقد بأن كل هؤلاء العواجيز المقرفين الذين يقولون كيف أنه لا يمكن للرجال والنساء أن يكونوا أصدقاء ، مثل، وكأنهم كومة هراء ذات رائحة كريهة عملاقة..أنت ترغب بأن تكون صديقاً لشخص تريد الزواج منه ، أليس كذلك؟".

"بالتأكيد"، قال، "أعتقد".

"إذن ، هكذا أعرف.. أننا يمكن أن نكون أصدقاء فقط.. أتفهم ما أقوله؟".

"أجل"، قال جونغكوك وهو يشعر بأنه أصبح أخف وزناً، "شكراً لك".

انفصلا بعد ذلك بصعوبة بسيطة، بطريقة شفافة وودودة وهادئة ، كنت تعكس نوعاً ما حياتهما الجنسية.. اتفق معها جونغكوك بأن الأمر كان مضحكاً للغاية.

***

وهنا كان جونغكوك الآن ، في هذه الغرفة ، جلده لزجاً وحساساً من استثارته غير اللائقة.

ظلت الفكرة تنبض في دماغه ، أن يخرج فقط و يتوقف عن التصرف مثل قضيب قذر محروم.. كان ذلك سيئاً ، سيئاً للغاية لجميع المعنيين.

رأى التعثر في الحركة القاسية لوركيّ جيمين ، والتي سرعان ما تباطأت إلى شيء كسول للغاية ، شيء حسي ورطب، ولكن هذا يعني بأن على جونغكوك أن يذهب الآن ، مع قضيبه الذي ينبض في بنطاله وراحتا يديه الرطبة.

كان صدغه يقطر بالعرق عندما عبر الغرفة.. وكانت كاتشي تمدد جسدها المخطط بالقرب من مكبرات الصوت بينما تنظر إليه.

القطط لا تحكم ، أقنع جونغكوك نفسه ، القطط ليس لديها مشاعر..القطط عواهر صغيرة بلا روح وذات أدمغة صغيرة جداً لا تستطيع الحكم بها.. لكن كاتشي هنا لا تزال قادرة على أن تبدو وكأنها تحكم للغاية.. جلست هناك ، تخرخر في الأمواج القادمة من السماعات ، وتحكم عليه.

"اذهبي واللعنة"،هسهس جونغكوك ، "أنتٍ تشاهدينه طوال الوقت".

رفعت مخلبها ولحست فراءها.

"يالك من قذرة"، قال جونغكوك ، مشيراً إليها ، ثم أدرك بأنه يتحدث إلى قطة بجوار غرفة كان جيمين بها يغلق سحاب بنطاله الآن من الصوت.

صوت الفتاة كان لطيفاً..لاحظ ذلك، وهو يسمع أصواتهما بينما يثرثران..لكن جيمين لا يثرثر. أليس كذلك؟.

نهضت كاتشي، وعلم جونغكوك بأنه يجب أن يذهب على الفور.

في الخارج على الشرفة ، كان برد الرياح مُرحباً به أكثر من أي وقت مضى.. كان المطر قد خمد إلى رذاذ وهذا شيء كان ممتناً له وهو يرتدي حذائه.. انطفأت الأنوار الداخلية ثم عادت أضواء الردهة إلى الحياة.

سمع جونغكوك صرير مفاصله من التوتر.. كان يميل إلى الأمام ، ويعمل على شد الأربطة ويكاد يربط أصابعه معاً.. هو شرطي ، بحق اللعنة ، ماذا كان يفعل؟ ما سبب الذعر والحرارة؟ ناهيك عن الإنتصاب ، لأنه بالتأكيد سيساعده في آلام الأرق.

بحلول الوقت الذي عبر فيه إلى طريق جبلي ، هدأ عقله.. كان الضريح هو الهيكل الوحيد هنا إلى جانب منزل جيمين ، لذلك وقف جونغكوك بجواره بينما يفكر في مدى سخافة هذه الليلة.

وتماماً مثل ذلك الوقت ، حين وجد هو وسوها انفصالهما مضحكاً ، كان يضحك على نفسه بسخافة الآن ، ملتفاً في سترته الرقيقة عديمة الفائدة في رياح الليل.

صوت المحرك قطع الهدوء.. استدار فقط ليصاب بالعمى من شعاع المصابيح الأمامية.. تدحرجت السيارة على الطريق الرئيسي بصعوبة بسيطة ، لكنها توقفت في منتصف الطريق أسفل المنحدر.

فُتح باب السائق واخرجت الفتاة رأسها.. كانت تضحك وهي تصرخ، "هيا يا سيد ، ليس لدي طوال الليل".

رمش، ثم هز كتفيه وسار باتجاه السيارة.

الشيء المضحك هو أن الفتاة كانت متفهمة للغاية.. شاهدت ملابسه المبتلة ، ووجهه البائس الشاحب ، وأخذته إلى هذا الكشك اللطيف حيث يخدمون طوال الليل وكان لديهم كل القرف الحار في العالم.

لم يتحدثا كثيراً.. قالت بأنها لا تهتم بتبادل الأسماء ، مما يعني بأنها لا تعرف اسم جيمين أيضاً.

راقبته وهو يبتلع الشراب دفعة واحدة ، ثم آخر ، وفي المرة الثالثة طلبت مشروبها أيضاً.. فكر جونغكوك أن حساء اللحم هنا كان شيئاً من السحر الحقيقي ، وهو يبتلعه بسرعة وكأن شيء ما يعضه في مؤخرته.

"لماذا لم تبقى فقط؟"، سألت في وقت ما.

هز جونغكوك كتفيه، "لم أكن أخطط للمجيء على أي حال. كان يجب علي إرسال رسالة نصية أولاً".

"أنت صديق له؟".

"أنا أعمل معه".

"هل أنت مرشد سياحي أيضاً".

"ماذا؟"، نظر إليها.. ألم يقل جيمين بأنه لا يستطيع الكذب؟، "هو قال لك ذلك؟".

"لا. خمنت فقط.. كان يتحدث عن كل تلك الأشياء التاريخية لزوجين في ديميونغ".

لقد التقيا هناك ، علم جونغكوك، ومن هناك بدأت محادثتهما تجري بسلاسة إلى حد ما.. عندما سألها جونغكوك كيف بحق الجحيم لم تكن خائفة من حقيقة أن جيمين يعيش في الغابة المظلمة ، قالت فقط بأن لديها شعور داخلي تجاه الرجال الذين لم يكونوا قتلة.

"أو ربما أنا مجرد عاهرة مجنونة سوف يتم تقطيعها في المرة القادمة التي تفعل فيها هذا القرف"، قالت ضاحكة ، وتوتر جونغكوك في مقعده.

قالت بأنها كانت تبحث عن هذا النوع من المضاجعة السريعة على أي حال ، نظراً لأنها لم تستطع الحصول على إجازة مناسبة في شهور أفضل -مثل سبتمبر- لذلك جعلت مهمتها الحصول على أكبر قدر في أسبوعيّ عطلة الشتاء.

"بالمناسبة" ، ابتسمت ، بابتسامه جميلة ومغرية وكان من الممكن أن تنجح معه على الأرجح في أي حياة أخرى أكثر استقامة ، "كيف تشعر حيال جعل ليلتك أقل سوءًا؟".

جونغكوك فقط حدق بها.. مد يده لأخذ ملعقة السكر ليقلب الثلج في كوبه.

"هيا ، لقد أحببت ذلك. رأيتك منغمساً"، بعد أن رأت تردده، عبست، "أوه ، لديك حبيبة؟"

"لا ، ليس لدي.. أنت محقة ، أنا.. آه.. كنت منغمساً في شيء ما"، اختنق ، وشعر بالكثير من السريالية لمجرد التحدث عن هذا الأمر مع شخص غريب، "نعم. لا أستطيع رغم ذلك".

بدا أن هذا جعلها تشعر بالخجل قليلاً ، وسارع جونغكوك للإعتذار منها ، قائلاً شيئاً عن مدى جاذبيتها وكيف كان سيوافق في أي وقت آخر ، ومدى امتنانه للتوصيلة والمحادثة الرائعة ، وكونها مهذبة للغاية تجاه شخص عشوائي منحرف أمسك بها في خضم تلك اللحظة.

"استرخِ ، لقد فهمتك"، ابتسمت ومالت بذقنها قليلاً ، كانت تبدو فضولية، "إذاً ماذا ، ستجلس هناك متورماً؟".

هز كتفيه.

"يجب أن أعترف ، أنا لا أرى الكثير من الرجال هنا يصابون بالذعر حول مهبل".

"سعيد لكوني مميزاً".

"هذا يجعلني أفكر" ، اجترعت من الكوكتيل الخاص بها، "ما هو الهراء الذي يجعلك خائفاً أيضاً؟".

فكر جونغكوك أن هناك أشياء كثيرة ، بما في ذلك وظيفته ، والحيتان الإنتحارية ، والموتى الذين يأتون إلى غرفته في الليل.. ثم الأشياء الأخرى التي كان لها علاقة بكل هذه الرطوبة والإثارة.

لقد كان محظوظاً لأنها لم تفكر به كمنحرف خطير ، وقد ركلته مجازياً في خصيتيه وهي في طريقها للخروج ، قائلة، "صديقك كالديناميت في المضاجعة، بالمناسبة.. مؤخرته رائعة".

"نعم.."، قال جونغكوك ، وهو يراقبها تتسلق داخل السيارة ، "سأحرص على إخباره".

انطلقت بالسيارة تاركة إياه واقفاً على رصيف المشاة في الصباح الباكر.. شخص ما سيكون لديه الكثير ليقوله عن هذه النظرة بالذات التي كان يُظهرها الآن وهو يمشي نحو منزل هوسوك .. كيف ذهب ونام كما وعد ، قبل كل شيء.

ˍˍˍˍˍˍˍˍˍˍ

يا رجل ، كانت هييون ستحصل على نوم جيد بعد ذلك.. نوم طويل وعميق.. كانت ستفعل ذلك غداً، لكن الآن عليها التركيز على سرحان جونغكوك العميق مرة أخرى.

"ماذا تقصد بأنه كان مشغولاً؟"، سألت، "هل كان في منتصف طقوس؟".

"أجل"، أومأ جونغكوك، "كان كذلك".

"وأنت غادرت فقط؟".

"من الأفضل عدم تعكير صفو الطقوس ، هل تعلمين؟ كنت أعرف ذلك جيداً على الأقل.. كما أنني كنت سأراه في الإنقلاب الشتوي على أي حال".

"حسناً ، ولكن ما قصة العيون؟ الزوجان الميتان؟".

"لا أحد يعرف".

"لماذا تبتسم؟".

"لأن ذلك أثار استياء تايهيونغ كثيراً".

ˍˍˍˍˍˍˍˍˍˍ

كانت الساعة الحادية عشرة والنصف قبل أن يضطروا أخيراً إلى الإتصال بمختبر بوسان ، وكان ذلك فقط لأن الرئيس سونغ  -والذي يعرف جونغكوك بأنه كان قريباً من نقطة الغليان-  قال بأن رئيس شرطة بوسان، وهو صديق له ولوالد جونغكوك ، سيقوم بنقل التحقيق إذا لم يتمكنوا من رفع مستوى أدائهم بعد الآن.

وهو ما كان صحيحاً، بخصوص كونهم أقل من المستوى ، خاصة مع قيام جونغكوك بركل خصيتيه بدلاً من محاولة العمل ، كما لو كان يفقد سيطرته على جسده أو شيء من هذا القبيل.

لكن هوسوك أخبر الرئيس بأنه فهم وبالطبع سوف يستعجل مؤخرته ، ويُزيّت تايهيونغ ، للتأكد من أنهم يتعاملون مع مُقل العيون اللعينة هذه بمجرد أن يقوم مركز شرطة بوسان بإخبارهم برأي المتخصصين.

طوال المكالمة مع أحد هؤلاء المتخصصين ، كان وجه هوسوك يصبح أكثر رداءة في كل ثانية.. في النهاية شكر الرجل وقطع الخط ليضرب بقدمه على الطاولة.. تدحرج كرسي المكتب وضرب الحائط ، و هوسوك جلس فقط هناك..مكتئباً..

"ماذا قال؟"، حاول تايهيونغ بحذر.

"اللعنة على "بما يتفق مع السحر والتنجيم" وَ "ممارسة طقسية تٌلمّح إلى عبادة الشيطان" لمؤخرتي.. كان بإمكاني أن أخبرك أنها ليست من عمل طائفة دينية.. أو عمل شخص مجنون، لا شيء من هذه الأعمال".

"هذا كل شيء؟".

"بعث تقريره بالبريد الإلكتروني".

"حسناً، هل ستنظر إليه؟".

"لا ، تايهيونغ، سأجلس هناك مباشرة على الكرسي وأصبح واحداً مع الحائط.. أنت انظر إليه واللعنة".

لدهشتهم ، -ولدهشة تايهيونغ- فعل تايهيونغ ذلك.. عبس على التقرير بأكمله بينما كان يتنقل من خلاله ، منحنياً فوق طاولة هوسوك التي حاول جونغكوك جاهداً ألاّ يضحك عليه.. هزّ حاجبيه لهوسوك، وحصل بالمقابل على إصبع هوسوك الضخم في وجهه.

"الآن"، قال تايهيونغ، "إنه أحمق".

كان رأي الرجل المتخصص أنه لم يكن مهتماً في الواقع بما يكفي للنظر بشكل صحيح في الخلفية الكاملة للقضية في المقام الأول.

"هم لا يريدون مساعدتنا حتى يتم نقل التحقيق إليهم". أستدار هوسوك في كرسيه ، وركل مؤخرة تايهيونغ في هذه العملية، "لذا ما الهدف من إهدار ذكائهم".

أطلق جونغكوك زمجرة منزعجة، "إذن ماذا سنفعل؟".

"أعطانا الرئيس حتى الكريسماس.. وهذا لا يعني أن تجلد تقاريرك على مكتبه في ليلة الميلاد ، بغض النظر لأي مدى هي جنونية وساخنة".

"هذا مجرد جنون".

"أتعلم ما هو الجنون؟"، كان تايهيونغ بالفعل في منتصف الطريق نحو المخرج، "أنني ما زلت أتحدث إليكما".

"إلى أين ستذهب؟".

"العمل".

"ليس لديك أي عمل".

عند ذلك أطلق على هوسوك من مسدس اصبعه الوهمي مبقياً عليه حتى اصطدم ظهره بالباب الزجاجي ثم خرج.. حدقا في محاولاته لبدء تشغيل دراجته النارية ، لمدة دقيقة أو نحو ذلك ، ثم أصبح الأمر مملاً حقاً بمجرد أن جعل تايهيونغ أخيراً محركه يسعل، واختفى في سحابة من دخان الديزل.. حينها تمكن جونغكوك من أن يبدأ في التفكير مرة أخرى.

"إذن ما الذي سنفعله حقاً؟"، سأل.

"حسناً، نحن سنرفرف بقضباننا في الأرجاء حتى عيد الميلاد دون الحصول على أي شيء، وهم سيأخذون القضية منا.. مع خصاوينا كمكافأة..على الرغم من ذلك، ربما خصيتيّ أنا فقط".

لأن جونغكوك لن يتم شويه.. دائماً الطفل الذهبي بعد الإعتقال الطبقي.. لم يقل هوسوك ذلك ، لكن جونغكوك شعر بالوخز في كلتا الحالتين.. كانت هذه مجرد ذبابه قذرة في طبقه الذهبي، هذا كل شيء..

"أنا لا أحب ذلك"، قال جونغكوك.

"نعم ، وأنا أفضل الإحتفاظ بخصيتيّ".

"إذن، أين نذهب من هنا؟ أنت لا تعتقد بأنه شيء يتعلق بطائفة دينية".

"لا تشبه رائحة طائفة تحب أكل عيون البشر بالنسبة لي.. سمِها غريزة".

"هيونغ ،هل تعتقد بأنني يجب أن...".

ابتلع جونغكوك، ورفع هوسوك حاجبيه.

".. أن أسأل متخصص؟"

"تقصد جيمين".

أومأ جونغكوك برأسه.

"إنها ليست مثل أي ممارسة رأيتها من قبل ، جونغكوك".

"حسناً ، هو سيؤكد ذلك إذاً".

"لابأس..مع ذلك خذ الصور فقط.. لا داعي لتحويل كل مسرح جريمة إلى حفلة مدنية".

وكان ينبغي أن يمنح ذلك جونغكوك الكثير من الراحة على الأقل ، لكنه شعر فقط بتزايد توتره.. سيذهب إلى هناك في ليلة الإنقلاب الشتوي.. كانت معدته ملتوية كعقدة.

***

"لم أكن أتوقع منك أن تمضي الليلة بالخارج".

كان هذا هو أول شيء قالته السيدة كيم ، وعض جونغكوك على شفته.. كان مذنباً ويشعر بالسوء.

"لا أعتقد بأنني أستطيع النوم في كلتا الحالتين".

"هل أنت جائع يا ولدي؟".

"لا، شكراً"، حاول الإبتسام.

"أي خطط ليوم الأحد؟".

"أحتاج إلى العمل على شيء ما مع صديق.. سأبقى في منزله ليوم الاثنين أيضاً".

"حصلت على صديق".

قد تبدو هذه وكأنه نكتة رديئة في أي وقت آخر ، لكنها كانت سعيدة بالفعل.. شعر جونغكوك بأنه يبتسم ، خجلاً بعض الشيء وهو يهز كتفيه.. ذهبت إلى غرفتها ، وكان يسمعها وهي تنقب في الأدراج بحثاً عن شيء ما، وسرعان ما عادت بقطعة من ورق الطقوس المُحبّر.

"ضع هذا بداخل غطاء الوسادة"، قالت له.

"ماهذا؟".

"هذا يجعل أحلامي ضعيفة".

لكن حسناً...

...هذا الشيء لم يكن يعمل معه ، على ما يبدو.

لأن الأحلام الجديدة كانت تتمتع بهذه الجودة الواضحة والمزعجة في صورها  الحية والجسدية للغاية.. وكانت عن الضحايا مجدداً ، كانت دائماً عن الضحايا.

هوانغ ييسام يحدق من خلاله ، ويداه الخشنتان تتغلغلان في الأحشاء اللزجة التي تتسرب من بطنه المقطوع.. كان هناك سحق رهيب في كل مرة يحاول فيها دفع أحشائه إلى الداخل.

ثم كانت هناك سويون، زوجته الممزقة ، جالسة على بساط أرضي وتفتح فمها لكن لا يخرج أي صوت.. كان لحم رقبتها قد اقتلع ، وقُضم ، وبدا أنه يتدفق من القيح.

ظهرت آسونغ، المرأة بلا عيون ، لأول مرة.. كان لديها قداحة في يدها استمرت في تحريكها حتى تتمكن من تشغيلها.. أشعلت اللهب ورفعته على كتفها في نفس المكان الذي كانت فيه علامتها.

لم يكن هناك شيء يتحرك على وجهها بينما تفعل ذلك ، تاركة الجلد يُشوى.. استشعرها جونغكوك بعد ذلك بوضوح شديد ، رائحة الأنسجة المحترقة.. كان جلد كتفها أحمراً، ويتصاعد ، ثم ذاب مثل الشمع وبدأ يقطر.. لقد كانت مادة لزجة سميكة ومحروقة بشكل مروع.. انقسمت شفتي المرأة إلى ابتسامة.

هذا جعل جونغكوك يستيقظ على الفور.. كان يرقد هناك ، غارقاً في العرق داخل غرفته الباردة المظلمة ،والخوف يمزق رئتيه.. كان الجو بارداً حيث المدفأة معطلة منذ بضعة أيام ، ولا يزال يتعين عليه أن يفي بوعده للسيدة كيم بالنظر إليها.

جلس ، ودفع خصلات شعره المبتلة من على وجهه ونظر إلى الأعلى.

وقفت فتاة أمامه.

غطى جونغكوك فمه بذعر.. كان لدى هوانغ مينام ثقوب في عينيها.

تم قطع حلقها بعمق بحيث بدا وكأن رأسها قد يسقط ، تماماً كما يتذكر.. هذا القطع الطويل القبيح فُتح أمام المزيد من السائل الداكن لينضح منه ، أسود مثل الفحم.. كان جلد وجهها عبارة عن فوضى متقشرة ومتقيحة ، كما لو أن قناعاً فاسداً قد حل محله.

مدت ذراعيها ، مثل شخص يغرق نحو حلقة الحياة، واختنق جونغكوك في أنفاسه.

أغمي عليه.. وبضع ساعات قلِقة جرته إلى يوم الأحد.

***

الكوب الطيني كان مزخرفاً بالكامل ، من الواضح أنه تم صقله بأثر مقدس، لكنه استُخدم للبيرة هذا الصباح  لأن جيمين لم يستطع مقاومة تزيين الأمور المملة.. شعر جونغكوك بخفقان رأسه.. أنهى آخر شرابه من الكأس الجميل وأعاده إلى جانب حصيرة الأرضية.

الغرفة وإضائتها أصبحا مشوشين الآن.. انزلقت كاتشي في حضنه وجعدت الملاءة التي تغطيه.. أراد أن يوبخها ، لكنه اكتفى بالخدش خلف أذنها.. كان لديها لمسات بيضاء صغيرة على اطرافها.. وجيمين كان يثير ضجة حول المطبخ.

كان جونغكوك قد ظهر في الصباح ، مع هذه العيون الضخمة ويحمل بعض الأشياء للمساء.. لقد اشترى بعض طعام القطط الرخيص دون تفكير وظهر بعد خمس دقائق من التاسعة ، وربما كان هذا هو السبب الذي جعل جيمين ينظر إليه بشكل غريب.

كان جيمين قد أرشده إلى الحمام ، وأعطاه وقتاً للتفكير في حوض الإغتسال ، ثم قام بحشوه وملئه ببعض مرق السمك والبيرة لقيلولة أفضل.

بعد ذلك ، استرخى جونغكوك في سريره الأرضي بالغرفة الرئيسية وشاهد جيمين يسقي النباتات..كان هناك الكثير منهم ، مثل منطقة إستوائية داخلية صغيرة.. جيمين قال بأن نقطة الانقلاب ستكون على وجه التحديد بعد الثامنة بثلاث دقائق من صباح اليوم التالي ، لذلك يجب أن يبدآ في حوالي الخامسة ، بينما لا يزال الظلام مخيماً.. وذكَّره بأنه لا يجب عليه القيام بأي هراء المحققين ، وقد بدا مثل هوسوك تماماً.

والآن ، مع بطنه المليء بالبيرة ، كان جونغكوك يشعر بالقلق مرة أخرى.. توقفت قعقعة الأطباق.

"هل تريد بيرة أخرى؟".

كان جيمين يقف عند مدخل المطبخ ، وذراعيه متقاطعتان على صدره العاري.. كان شعره يطول حقاً ، كشيء أسود حريري وكان عليه أن يقلبه مراراً وتكراراً حتى يتمكن من رؤية القرف في الواقع.. كان هذا يزيد من حجم حركته ، مهما كانت صغيرة.

في العادة سيكون الأمر مزعجاً ، لكن كل هذه الأشياء حول جيمين جعلت جونغكوك مرناً إلى حد ما.

"لا ، شكراً"، قال جونغكوك.

"سوف تجعلك تنام".

"أعرف ، لكن البيرة نوعاً ما...".

لم يكن بسبب البيرة.. لقد وقف جيمين هناك ، بلا قميص ويبدو رقيقاً نوعاً ما ، شيء ما منعزلاً به.. كان إحدى كتفيه مائلاً على الإطار، وأتت إحدى يديه لتخدش وجهه غير المحلوق.

كان هناك تحول خفيف للعضلات تحت الجلد، والقليل من الكدمات المزرقة على رقبته.. حاول جونغكوك ألاّ يرى الضوء الأحمر لتلك الليلة المسببة للدوار حين دخل عليه في المطبخ.. التفكير في هذا النوع من الهراء كان يضيف إلى أحلام يقظته ويرسمها كلها بالنيون والرطوبة.

الأشياء اللينة التي كان يلمسها بقسوة ويضاجعها ، ثم شعر بيدين صغيرتين وثقيلتين تنغلقان حول حلقه ، وإبهامان يضغطان تحت فكه.. كان جونغكوك سييترك تلك الأيدي تخنق كل القرف منه ، كل الهواء القذر والألم الواخز..كان سيستلقي ، ويقطر كل شيء منه لزجاً ، بينما يترك جيمين يضخ عروقه بكل هذا القرف الذهبي المشوش للذهن.

هذا الأحد كان مثاراً.. لم يتمكن من التركيز.. الإنتقال من عرق الكابوس إلى أحلام اليقظة بالمضاجعة على الأرض.

"نوعاً ما تجعل رأسي يشعر بالدوار"،  قال وهو يخرج من غيبوبته فجأة،  "وكأن دماغك يتحول لتجشؤ الشعير".

"ساعدني في الأعشاب ، إذن.. إنها لأجل الليلة".

تبعه جونغكوك إلى المطبخ. كان نظيفاً ومشرقاً وذو جدران ملونة مثل براعم الأطفال.. الكثير من الأواني الفخارية ، وجميع الأواني الخزفية المكوًمة، والأعشاب المزودة بسحاب والمكدسة داخل الخزائن الزجاجية.

أحضر جيمين الحليب من الثلاجة.. كان يرتدي زوجاً من تلك البناطيل الرياضية الفضفاضة حقاً ، من النوع الذي يتم تثبيته في مكانه بواسطة السحر الخالص ، وتزيل غموض القضيب بالكامل بطريقة عصرية وقحة حقاً.. كان جونغكوك قد رآه عارياً ولكن لم يكن من الأمام بالكامل ولا حتى بشكل شخصي وقريب، لذلك كان كل هذا مزعجاً بعض الشيء.. بدا وشم جيمين أكثر قتامة اليوم ، وربما أكبر حجماً.. كروم صغيرة تتلوى على ذراعيه ..هذا القرف مخيف.

"الهراء الذهاني"، تمتم جونغكوك.

"ماذا؟".

"طبيبتي. قالت بأنني أرى الهراء القذر لأن مشكلتي تتشارك في بعض الأمور الشائعة مع الكثير من مرضى الذهان".

"بعض الأمور؟".

"أرى القرف. أسمع القرف"، شاهد جيمين يشرب الحليب مباشرة من الزجاجة، "والإرتياب".

فتح جيمين إحدى الخزائن وأخذ كيساً من الحشائش والتوت المجفف ومادة لزجة سوداء.. وضع وعاءًا كبيراً من الخزف على المنضدة وبدأ في ملأه بعناية بحبات التوت ، حفنة من كل نوع ، ثم عصر المادة اللزجة في الأعلى وقلَّبهم دون أن يسحقهم.

"ارفع يديك".

رفع جونغكوك راحة يديه، وتتبع جيمين الخطوط هناك ، مفوّتاً الرعشة التي مرت بجونغكوك ، لكن لم يكن الجو بارداً على الإطلاق.. يبدو أن لمسة جيمين جعلت دمه أثخن.

"ما هذا؟"، سأل مشيراً إلى وعاء الأعشاب.

"للطقوس".

"وماذا تفعل؟".

"إنها تحترق.. الدخان يجعلك تنتشي".

"هل أنت متأكد من أنك لست تاجر مخدرات؟".

هذا جعل جيمين يضحك ، ضحكة خشنة قليلاً ومتعبة.. كان يرتب الحشائش في راحة كف جونغكوك ، من شفرة إلى شفرة ، من صف أنيق إلى الآخر ، قائلاً بأنها بحاجة إلى هذا النوع من اللمس.

ثم رفع معصمه الأيمن لفمه وعض في السوار السميك المصنوع من القطن الذي كان يحمله هناك.. انتزع بعناية خيطاً قرمزياً واحداً ، فقط ذلك الخيط الفردي ، واستخدمه لربط حزمة الأعشاب.. وضع الشيء في الوعاء وأغلقه بغطاء من النحاس.. رنّت لمرة واحدة ، مثل جرس صغير.

"ألم تستطيع فعل ذلك بنفسك؟".

"أنا أحب يديك"، هزّ جيمين كتفيه، "وأنت كدت تصاب بالجنون هناك بالخلف".

كان جونغكوك صامتاً لفترة من الوقت ، وهو يشاهد جيمين يعد الوجبة لكاتشي..قسم التجميد في الثلاجة القديمة الشبيهة بالفقاعه اتضح بأنها مليئة باللحوم.. كم بالضبط هي تستهلك بشكل منتظم؟ كيف كانت الأرضية سليمة من سيرها فوقها؟.

أدرك جونغكوك بأن الجو أصبح دافئاً للغاية هنا ..ضغط براحة يده على صدره وشعر بحرارة جلده حتى من خلال القميص.. تلوت أصابع قدميه على الأرضية الخشبية.. لماذا كان الجو حاراً هنا؟ ثم ارتجف، وشعر بتقلب معدته.

تنحنح، "ماذا الآن؟".

"ما الأفلام الإباحية التي تحبها؟".

ماذا.. "ماذا؟".

"الإستمناء يساعد حقاً بشكل رائع".

"بماذا؟".

"بالنوم. وبذلك أيضاً"، قال جيمين ، وما زالت عينيه مثبته على الطهي ، لكن إصبع واحد يشير إلى انتفاخ جونغكوك.

حسناً ، كان هذا رائعاً فقط.. حقاً عظيم واللعنة..انتصاب بحجم منارة -متوسطة - لكن منارة مشرقة وحقيقية.

"لا تقلق"، قال جيمين، "هذا يحدث كثيراً مع هذه العشبة".

لم يحدث لك، فكر جونغكوك ، "أين قلت كانت البيرة؟".

ضحك جيمين لكنه أسقط الملعقة ليحضر له زجاجة من الثلاجة.

"أحلام سعيدة"، قال، وهو يسلم جونغكوك الزجاجة وحبتين منومتين.

***

عندما استيقظ جونغكوك ، كان الليل عميقاً ، وكانت بعض نغمات الموسيقى تتأرجح بهدوء.. جلس جيمين مقابله ، مستنداً إلى الحائط.

"نمت جيداً؟".

"أجل. ما الوقت؟".

"الرابعة وخمسين دقيقة".

"لماذا لم توقظني؟".

"لاداعي للعجلة"، هزّ جيمين كتفيه.

"هل تنام على الإطلاق؟".

"أجل" ، نظر جيمين إلى حضنه ، وعندها فقط رأى جونغكوك أن دفتر رسوماته مفتوح هناك، "اسف على ذلك. أنت حقاً رسام جيد".

"شكراً. هل وجدت أي شيء جديد؟".

"لا ، لقد فتحته للتو. لكن سنفعل هذا لاحقاً".

نهض جيمين وذهب لجمع كل التجهيزات التي يحتاجها بسلة ممتلئة ، وحضر إلى السجادة مرة أخرى مبتسماً للأسفل إلى جونغكوك..خط خافت من ضوء قوس قزح كان يشع على وجهه ، حيث انحرف من خلال أحد أقراط الماس الخاصة به بواسطة المصباح العاري.. حرك جيمين رأسه قليلاً فقط ، وتحوّل الضوء في تموجات لونية صغيرة.

بدا رائعاً كالقرف ، فكر جونغكوك ، مبتسماً.

"ماذا؟"، سأل جيمين

"أنت مضحك".

"لماذا؟".

"كلك كقوس قزح".

"ولماذا هذا مضحك؟".

هز جونغكوك كتفيه وقال بأنه لا يعرف.. كانت الحقيقة أنه لم يعرف أبداً كيف يعبر عن كل الرخص التي تجعله الأشياء الجميلة والناعمة يشعر به.

"قم بالإحماء"، قال جيمين ،  "تمارين التمدد إذا كان عليك ذلك. سنذهب بعد نصف ساعة".

"أنت ذاهب؟".

"يجب أن أستعد.. سأنتظر بجوار حمام السباحة.. لا ترتدي الحذاء".

كان الظلام لا يزال مخيماً عندما بدآ أخيراً ، لكن جونغكوك كان يشم رائحة الصباح.. هذا الوزن الندي في الشجن بكل مكان.

كان بعمق ركبتيه في الماء المتجمد ، حافياً ويرتجف ، في انتظار تعليمات جيمين.. كانت البركة مصطفة بالتجهيزات بطريقة منظمة.. شموع وأوعية بها حبوب بالإضافة إلى المادة الزيتية التي استخدمها جيمين لغسله تلك المرة.. تم لف ورقة من ورق الطقوس حول حزمة الأعشاب.

وبينما كان جونغكوك ينتظر ، وجد نفسه يأمل  -ولو حتى قليلاً- في أن ينفذ حظه ويغرق بدلاً من ذلك.

دخل جيمين في الماء وشابك راحتيه ببعضهما البعض وفركهما بالطريقة التي يفعلها بالعادة في الطقوس ، مذكراً جونغكوك أن يتنفس.. اهتزت المجوهرات بصوت رائع.

"هل ستكون سيئة؟"، جونغكوك سأل.. بالواقع لقد سأل بالفعل عشرات المرات من قبل.

"هذه الطقوس سيئة"، قال جيمين ، "لكنها ستُهدئك".

ستهدئه....

بحسب كلمات جيمين ، فإن جونغكوك لن يتذكر أي شيء من أي رؤية قد تأتي إليه خلال الطقوس.

"أتعلم ما كانوا يسمون ليلة مثل هذه ، في الماضي؟".

"ليلة مثل ماذا؟"، سأل جونغكوك ، وقد اصتكت أسنانه.

"عندما يكون الإنقلاب الشتوي بارداً".

"ماذا؟".

"يوم زفاف النمور"، عاد جيمين ، واقفاً متمالكاً لنفسه، "كيف تشعر؟".

"وكأن خصيتيّ سوف تسقطان".

"بالتأكيد"، هز رأسه الآن مبتسماً، "ركز علي".

نظر إلى جيمين الذي كان يقف هناك وبنطاله ملفوفاً لأعلى وفضته لامعة في الفجر المظلم ، نظر إليه وتشربه.

بدأ الخدر ينتشر عبر جونغكوك في حرق خارق.. ثم لا شيء سوى وجه جيمين المبتسم في رؤيته.. كلمات تشجيع ناعمة بالكاد وصلت إلى أذنيه.. كان صوت الشلال مرتفعاً جداً.

تم ضغط قماش أسود على عينيه.. شعر بالعقدة المربوطة في مؤخرة رأسه والتي تتشابك في شعره المبلل.

"تنفس"، قال له جيمين، موجهاً إياه نحو المياه المتدفقة، "اركع هنا..ابقِ رأسك لأسفل.. اثبت مكانك".

تبع جونغكوك الكلمات.. ارتجف ظهره تحت الشلال البارد.. لدهشته ، لم يكن قوياً على الإطلاق.. لولا البرد ،لكان سيكون لطيفاً.. حاول حتى أن ينظم أنفاسه ، وراح يتململ بركبتيه على الصخور الطحلبية الزلقة.

في مكان ما على حافة المياه ، بدأ يسقط.. ينزلق عميقاً ..إلى مساحة أخرى.

قيل له البقاء ساكناً.

تنفس ، ظل الصوت يخبره ، على بعد سنوات.

"استمع إلى صوتي واشعر بالماء ، وسرعان ما سوف يختفون".

والغرق بعمق ، بعمق ، بعمق أكثر من ذلك.

"الموتى لن يلمسوك بعد الآن.. سوف تتوقف عن الإستيقاظ على هذه الأحقاد.. سوف ينسونك.. سوف يذهبون بعيداَ جداَ.. بعيد بعيد جداً.. لن يلمسوك بعد الآن".

لمست يد جيمين رقبته،و بقيت هناك مثل الفحم الساخن على الجليد، "ستكون فارغاُ.. ستكون بخير".

جلس جونغكوك هناك ، يتنفس رائحة الأرض الرطبة والأوراق الندية..الشيء الحلو والمر الذي كانه جيمين.. مرت لحظة ، وأدرك جونغكوك بأنه توقف عن الشعور بالبرد أو أي شيء آخر غير لمسة الماء.

"الماء هنا أكثر نعومة"، قال جيمين، وركض يديه على ظهر جونغكوك، "إذا ركعت هكذا وتركته يضرب جلدك ، هناك بالضبط ، فالقطرات ستقع على مؤخرة أذنيك وسيكون صوتها كأنها ليلة ممطرة في مكان ما بعيد.. كما هو الحال لو أنك في خيمة بعاصفة خفيفة ، أو عند تقاسم المظلة".

أنت مضحك، فكر جونغكوك، سمع نفسه يقول ذلك ، لكن ذلك كان بعيداً أيضاً.

اختفت اللمسة ، وتركت جونغكوك معلقاً في الظلام ، وكاد ينجرف في فراغ كامل.

بدأ جيمين بالغناء.. بدا الصوت وكأنه يأتي من كل مكان دفعة واحدة ، يملأ أذنيه ورئتيه ، على عكس الماء نفسه.

" وكأنك بنفسك ملجأ.." ، تابع جيمين ، حاملاً لحناً ناعماً، "ولكن بعد ذلك أنت أيضاً في مكان آخر ، عميق.. غريب.. شخص ليس من هذا العالم.. اسمع....".

حبس جونغكوك أنفاسه.

"اسمع"، قال جيمين.

اسمع.

***

استلقى جونغكوك على الرمال الرطبة التي لمعت كالطباشير ، وشعر بشفاه جيمين الناعمة على رقبته ، متدلية لأسفل ، لأسفل ، حتى أصبح لسانه الساخن يلتف على صدره.

أدار جونغكوك رأسه إلى الجانب ، وأخذ مشهد الميناء المُقمر.. شاهد الجبال المحيطة بالشاطئ ، والأضواء تومض في البحر - ربما السفن - والمدينة المتوهجة في الأفق.

تنهد جونغكوك ، قانعاً.. شعر بتورم بسيط ، مع وجود المزلق الذي لا يزال لزجاً على مؤخرته ، وفي الداخل ، ثم بعض منه على أصابعه، وقضيبه المبتل أيضاً ، مع انزلاق جيمين لأعلى ولأسفل انتصابه الآن.. أخرج جونغكوك أنيناً ورفع نفسه محاولاً الوصول إليه ، لكن ذراعيه كانتا كسولتان للغاية في الوقت الحالي.

وجه جيمين حاداً ومتوهجاً، ظهر أمام رؤيته.

ثم كان جيمين يلمسه ، وراحتا يديه الساخنتان على رقبته وصدره تلمسانه بينما كان يرتد على قضيبه ،بسرعة وقذاره، وفتحته متشبثه به بإحكام.. توقف جونغكوك عن التنفس لفترة.

يديه اتجهتا إلى جانبيّ جيمين ، وأصابعه ضغطت بقوة على الجلد الرطب الناعم ، جونغكوك قام بتحريك وركيه دافعاً بقوة أكبر ، ومقنعاً هذه التأوهات الصغيرة اللاهثة لتخرج منه..أمسك جيمين بالقرب منه حتى يتمكن من شغل قضيبه في الداخل تماماً، مما جعله يدفع به برطوبة وبطء ، للتأكد من أن جيمين يشعر به كله في كل دفعه.

"هل أنت مستعد؟" ،قال جيمين ،وهو يتنفس بصعوبة.

"أجل"، أجاب جونغكوك، وهو نوعاً ما يعرف ما كان يقصده دون أن يعرف حقاً، "أجل. استمر".

فجأة توقف وركيّ جيمين عن الحركة ، وانسحب منه بزمجرة.. انتقل بين ساقيّ جونغكوك، وقام بتمسيد نفسه بقوة حتى سال المذى على رأس قضيبه ، وأراد جونغكوك نوعاً ما ... تذوقه وابتلاعه بالكامل ، وفعل ذلك لبقية هذا الغفوة اللطيفة.

ولكن بعد ذلك ،انحنى جيمين إلى مستوى منخفض ليُقبّل طرف قضيب جونغكوك ،ويعطيه بعض اللعقات اللطيفة ، ثم ينظر إلى الأعلى بشفاه لامعة بالبصاق والمذى.. دفعه جونغكوك لإبتلاعه بعمق ، كان يدفع إلى فم جيمين الدافئ المبلل ، وفخذاه تهتزان قليلاً مع الحركة بينما يشعر بأظافر تحفر في وجنتي مؤخرته ، ويدان تنشرانه على نطاق واسع.. سمع اختناق جيمين ، وحلقه الساخن ينغلق على كل شيء.. كان جونغكوك يملأ ذلك الفم بمنيه ، وهو يشد شعر جيمين ، ويقود قضيبه إلى العمق.

ضاجع فمه مطيلاً نشوته، ورمش بكسل لرؤية جيمين وقد ابتلع معظمه.

غارقاً ، كان جونغكوك مفلطحاً على الرمال.. لعقه لسان جيمين لأعلى وسافر لأسفل ، غازياً مدخله الذي لا يزال رطباً ، وأمسكه جونغكوك من شعره مرة أخرى ليشده أقرب ويحثه كي يلعق أعمق.. كانت أصابع جيمين زلقة مع منيه عندما دفعها خلف لسانه ليحترق بشكل خافت ولكن رائع ، مما جعل جونغكوك يتقوس على الرمال..مسد نفسه بتكاسل ، حيث لايزال حساساً بعض الشيء، بينما تضاجعه أصابع جيمين كما لو أنه فعل ذلك مرات عديدة لدرجة أنه كان يعرف ما الذي يحبه جونغكوك بالضبط.. وجد جونغكوك نفسه يعجبه ذلك عميقاً وفاحشاً ، حيث تنغلق حفرته على لسانه الساخن الذي يملأه.

"أنت قريب؟"، سأل جونغكوك، وهو يدفع نفسه على فم جيمين الحار.. أدرك حينها كم كان من الغباء أن يسأل في ذلك الوقت.

جيمين انسحب، "قريب جداً".

"قم بالإنهاء بداخلي"،  تنهد ، متفاجئاً من مدى ارتعاش صوته.

جفل عندما علق إصبعان عند مدخل فتحته بينما يتم سحبهما ، ثم أمسك جيمين كاحليه لفتح ساقيه.

حرارة الجسد، حرارته، حوّلت جونغكوك إلى شيء ذائب ، وصولاً إلى عمق عظامه.

حام جيمين فوقه ، يقطر مبللاً وعيناه مجنونتان قليلاً.. ثم دفع قضيبه إلى الداخل في دفعة واحدة صلبة وقوية ، مضيفاً لفة صغيرة ليجعله يتحرك لأعلى ويملأه.. لقد هز جونغكوك حتى النخاع ، مما جعله يرتجف في كل مكان ، وأخذ ينتحب من الإمتلاء اللاذع له والحساسية المفرطة التي أشعلته.

وكأن هذا كان كل شيء.. النهاية الجيدة له..شعوره بأنه ممتلىء ومتورم وقذر جداً..

شعر بإنصهار جيمين ضده وبداخله ، فقط يتنفس ويضاجعه لتلك النهاية.. شعر جونغكوك كيف كان جيمين بالكامل يسخن مع كل دفع وسحب.. كانت الوتيرة سريعة ، صوتها وحشي صاخب، تنفخ منه كل الأنفاس ، وتجعله يشهق مع كل دفعة قوية.

"افعلها ، هيا" ، تنفس جونغكوك، "هيونغ يحبني ناعماً ومتوسلاً، هاه؟".

كان جيمين يضحك.. وركيه يصفعان بقوة ستترك كدمات على مؤخرة جونغكوك ، ولم يكن يبدو أنه يهتم بالطريقة التي كان جونغكوك يمزق بها شعره.

سرعان ما أبطأ جيمين من سرعته ، ليجد الدعم، فقط ليعود ويدفع مرة أخرى بعمق ، ويخنق شهيقاً من جونغكوك مما جعله يتشبث بشكلٍ أكثر صعوبة.. كانت هناك حلاوة فيها ، في وجع أجسادهما على الرمال القذرة ، وعقولهما الغائبة المُضاجعة بقوة والسابحة في رائحة العرق ومياه البحر.

شعور خام رائع في كل مكان ، كان جونغكوك يقضم كل صوت.. تصلب قليلاً فقط عندما اندفع وركيّ جيمين بقسوة مطارداً الموجة الأولى من النشوة الجنسية ، ثم دفن جيمين نفسه بعمق ، وكله سكن ليرتجف بشدة.. تنهد جونغكوك، راضياً، منغلقاً ليشعر به بشكل أفضل ، بالقضيب النابض بداخله وبالمني الساخن يملأه.

تحول جيمين قليلاً ،والحركة أخرجت أنيناً من جونغكوك ليحرك وركيه ببطء في لفة جميلة واهنة بينما يركب تلك الموجة.. كان هذا ما يشعر به جيمين ،فكر جونغكوك ، كلما ضاجعه جونغكوك بشكل لطيف وبطيء حتى تلسعه كل دفعه ضد الحساسية المفرطة.

كان هذا بالضبط مايشعر به الآن ، لأن جونغكوك كان يطفو ، مختنقاً من اللسعة والمتعة ، كل إحساس يضيق إلى القضيب الثابت الذي لا يزال ينزلق بداخله.. كان جونغكوك مليئاً بالإفرازات الكثيفة التي جعلت كل دفعة تصدح بصوت عالٍ وفاحش في كل صفعة منها.

عندما انسحب جيمين ، ببطء وحذر ، غمس أصابعه لتحل محل قضيبه.. كان إبهامه يضغط على الحافة ، وفرك جيمين السائل اللزج داخل حفرة جونغكوك النيئة، بحركات صغيرة للحصول على تذمر جونغكوك وعندما فعل جونغكوك ذلك ، -أخرج تذمر قليل ومحتاج- انسحب جيمين ومسح يده على الرمال.

"أريد.."، زمجر جونغكوك ، "أريد أن أفعل ذلك أيضاً".

"أنت منهك"، لم يبدو جيمين معارضاً جداً ، وهو يمسك بركبة جونغكوك لدعمه.

"أنت منتصب مرة أخرى".

دفع جيمين شعره للخلف، "لم يتبقى لدى هيونغ قطرة واحدة من المني ، يا فتى".

"سوف تقذف".

"لا أستطيع".

"بل تستطيع"، لعق شفتيه، "ماذا ، هل تعتقد أنك ستبكي؟".

زحف جيمين ليجلس على صدره.

"أنت من سيفعل"، قال ، ممسكاً إياه من فكه.

فرك نفسه بهذه الطريقة للحظة ، مؤخرته على صدر جونغكوك ، ثم بحث عن وضعية أفضل.. مع ركبتيه اللتان تحفران في الرمال ، فركه جيمين من الأعلى ، وقضم شفتيه عندما أخذ جونغكوك قبضة كاملة من مؤخرته ، وشعر بكلتا يديه تعجنان اللحم، وتنشرانه.

كان ظهر جيمين منحنياً بشكل جميل وهو يحثه ويتقوس له.. ثنى رقبته ليهز خصلاته الطويلة المنقوعة ، ثم بصق في راحة يده وفرك فتحته.. عندما أدخل جونغكوك إصبعاً بداخله ، اخرج جيمين أنيناً بصوت عالٍ وأجش ، وسقط في هذا الصوت اللامع بينما كان جونغكوك يدفع للداخل والخارج ببطء ،سامحاً له بقيادة الحركة.. وجيمين فعل ، تحرك هكذا فقط ، دفع للأعلى وللأسفل بقوة ، ينفتح وينقبض ممتصاً لأصابع جونغكوك بينما يحبس أنفاسه من خلال أسنانه كلما ضربه جونغكوك في بروستاته.

"يؤلمك؟".

"أشعر بالكثير"، قال جيمين، "إنه جيد".

قام بتدوير وركيه ليقود دفعات جونغكوك، ويحثه على إخراج كل شيء، ليزمجر جونغكوك حينها من الإحساس ، الإحساس بأن جيمين كله مشدود ورائع حوله.. وكان من الممكن أن يكون الأمر كذلك ، لكن جيمين كان يتحدث كثيراً عن الهراء الغبي وهو يسير على هذا المنوال.

"أنت ناعم من الداخل"، قال جيمين ، "شعرت بشكل جيد حقاً عندما أخذت قضيبك في فمي".

"هيونغ ، هيا"، تذمر.

"دائما متذمر جداً عندما نتضاجع.. كشيء لامع محتاج".

"هيونغ يجعلني متذمراً.. يضاجعني جيداً".

"تذكر عندما بكيت؟".

"اللعنة عليك"، قال جونغكوك وهو يقود أصابعه بعمق.

شهق جيمين، "مثل الطفل"،  قال وهو يضغط لأسفل.

"شعرت بشكل جيد.. بلسانك".

"هذا صحيح" ،هدل جيمين وتوقف عن الحركة ، ملفوفاً فجأة في ارتعاشاته.. ثم انحنى لأسفل ، ملصقاً نفسه بجونغكوك. ليهمس ، "يمكنني أن ألتهمك.. يمكنني أن ألتهمك طوال اليوم".

وبينما كانت أصابع جونغكوك تنزلق للخارج وتلتف حول قضيبه ، معطياً له القليل من التمسيدات الضيقة ، قذف جيمين بصوت متألم ولكنه راضي.. لم يكن منيه كثيراً هذه المرة ، لكن جونغكوك مع ذلك شعر بطفرات ساخنة تضرب صدره ، وتبلل رقبته وفكه.

"لم أرك منذ وقت طويل" ، قال جيمين وضحك.

تأرجح إلى الأسفل ، مسنداً نفسه في الرمال ، ومال نحو جونغكوك ناظراً إليه لزمن طويل.. ثم انغمس ليلعق جلد جونغكوك الملطخ بمنيه.

"أين كنت؟"، سأل جونغكوك، "أيها الوغد. كنت أبحث عنك في كل مكان".

"سخيف".

"اخرس".

"ما زلت غبياً جداً".

صمتا ، وأذهانهما على الأمواج.

"هل ستبقى؟".

ابتسم جيمين بصمت ، لكنه مد يده ليغطي فم جونغكوك بكفه الدافئ.. أبقى جيمين لمسته خفيفة، بينما يضغط بإصبع السبابة على شفتيه ، وكأنه يقول ، كن هادئاً.

وفجأة ، عندما هددت رئتيه بالانفجار ، كان كل شيء ينهار.

سقطت موجة مد هائلة على الشاطئ والمدينة هناك وجميع الأطفال الموتى.. ابتلعت كل شيء.

اختنق جونغكوك.. أغمي عليه.

***

كان كل شيء مظلماً ومرعباً.. عد إليّ..صوت بعيد قال.. جيمين.. عد إليّ.. بالتأكيد لا مانع من البقاء؟.

شعر جونغكوك بالتوتر المفاجئ.. كان يضحك ، يلهث ، ثم يكاد يبكي ، حتى تلاشى الغناء.

فتح عينيه ليرى ظلام عصابة عينيه.. سقطت ، وكُشف عن الفجر الباهت والمياه الصافية.. جيمين على ضفة حمام السباحة.. الحجارة ، سوداء مثل الفحم في الصباح البلوري.. رائحة قوية من احتراق الميرمية.

"بماذا تشعر؟".

ارتجف جونغكوك وشهق، "هل أنت هنا؟".

"أنا هنا"، قال جيمين.

جيمين لم يكن يلمسه بعد.. شعر جونغكوك أن جسده بدأ يهتز بشكل لا يمكن السيطرة عليه ، وموجات من الحرارة تعصف به وهو يكافح لالتقاط أنفاسه.. بدا محطماً ومكسوراً لأذنيه.

"أنت مليء بالهواء السيء.. أخرجه".

وفعل جونغكوك..دفعه للخارج ، وهو يتنفس بثقل.. لا يزال بإمكانه الشعور بالبصمة المحترقة على شفتيه ، والتمدد بداخله ، وطعم شيء مر ومالح....

لفترة طويلة وباردة ، كان مرتبكاً ، ثم أدرك بأنه لا يستطيع تذكر أي شيء حدث.. هناك ، في الظلام ، في رؤيته.. ثم أدرك بأن جيمين يرشده لإخراجه من الماء ويلفه بمنشفة ، ويسحبه إليه.

استنشق جونغكوك، وضغط أنفه البارد على عنق جيمين الحار.

"أنت بخير"، همس جيمين، "أياً كان مارأيته في هذا الحلم ، ستحتفظ به الآن.. لن تتذكره ، لكنه سيبقيهم بعيداً.. بعيداً عن أحلامك"، تذمر جونغكوك ، وشعر بالتعب الرهيب، "أنت بخير الآن".

وبينما كان جونغكوك مستلقياً على أرضية منزل جيمين الهادئ ، مغطى ببطانيات رقيقة وجافة ويشعر بالوزن الخفيف للضغط على رقبته ، كان يعلم بأنه لا توجد طريقة للعودة الآن.. جيمين كان يلمس رقبته ليأخذ النبض بينما يقول شيئاً عن أساسيات انخفاض حرارة الجسد قبل أن يختفي في المطبخ.

"إذاً، أنت تتحدث عن الطب الحقيقي أيضاً"، أراد جونغكوك القول بصوت عالٍ ، لكن صوته خرج خشناً وضعيفاً.

عاد جيمين مع وعاء مليء بشيء دافئ.

"اشرب هذا أولاً، والأدوية في وقت لاحق.. لا تتحرك كثيراً".

ساعد جونغكوك على دعم نفسه ورفع الوعاء إلى شفتيه.

"اشرب ببطء الآن"، قال، وشعر جونغكوك بالحليب الدافئ يملأ فمه الجاف، "أبطأ".

في وقت لاحق ، في ضبابية قرب النوم ، شاهد جيمين وهو يخلع ملابسه.

"يجب أن ندفئك ببطء، لا تنم بعد"، قال جيمين وانزلق تحت البطانيات ليحتضنه قريباً.

في أول لمسة ، ارتجف جونغكوك بعنف.

"إهدأ"، هدأه جيمين، "إنه لا شيء.. هذا لا شيء".

كان يضغط بشدة، الجلد على الجلد ، مستمراً في الغناء في تمتمة منخفضة.. ثم توقف، "بالتأكيد ، أنا اهتم بكل شيء عن العلم والهراء ، أيها المفتش.. هذه الأشياء تعمل بشكل جيد معاً.. تتعايش سوياً ، هل تعلم؟".

ابتسم جونغكوك على الرغم من نفسه ، مستمعاً إلى استيقاظ الغابة ومطر الصباح على السطح.. كان يمكن لجونغكوك أن يشعر بشحمة أذنه مقروصة بين أصابع جيمين، وهو أمر أصبح معتاداً بالنسبة لهما الآن.. جيمين كان يسحبها برفق.

شعر جونغكوك بأنه دافئ بالكامل.

***

نام حتى الظهر واستيقظ على أغنية أخرى..كان جيمين يفرز الملفات ، ويحدق من خلال نظارته ، ويداعب القطة بينما يغني.

"أي أفكار؟".

كان جيمين مندهشاً من صوته الخشن.. ابتسم ، مشتتاً قليلاً. "هل تريد سماع روايتي الآن؟ هذه حركة دنيئة".

"لكني أريد"،  استدار على جانبه ، ضاغطاً خده على راحة يده، "إذا كانت واحدة من تلك ... الأرواح. هل لديك أدنى فكرة عنها؟".

جيمين همهم، "أنا متأكد من أنه صغير. أقل من مائة عام. علامة المرأة..."، نقر على الحرق المتمركز على كتف أسونغ ، "هذه شيء يجب أن يمتلكه الشامان لكنها ليست واحدة ، على حد علمي.. ولم ترثها على الأقل.. ربما كانت تمتلكها، وبدأت بها ، لكن لم يتم تسجيلها أبداً".
ملاحظة: مايعنيه جيمين بأن ربما أسونغ كانت تمتلك قوة الشامان وأرادت البدء بممارسة هذا العمل لكنها لم تُسجل رسمياً .

تردد، "أي نوع أنت؟".

كان جيمين يمضغ شفتيه الآن ، وهو شيء يعرفه جونغكوك بالفعل على أنه علامة لكرهه للمحادثة.

تجاهل جيمين السؤال، "تم محو العلامة لأنها كانت تخوض في الروح".

"من سيفعل ذلك؟".

"هي فعلت".

"لا حروق على يديها".

"قداحة مع لهب جيد لن يترك أي أثر".

"أنت تقول بأن الروح جعلتها تفعل ذلك؟".

"العلامة كالختم ، كما تعلم.. يحرقهم بشكل جيد وحقيقي.. أحرقت تلك الروح أيضاً، لذلك احترقت بالمقابل ".

أحرقت بشرتها حتى تُمكنها من الدخول إليها..فكر جونغكوك ، ولم يكن مهتماً حقاً بأن هذه الأفكار أصبحت طبيعية تماماً له الآن ، كما لو كانت عادية.

"يبدو سيئاً"، قال.

"إنه بالفعل سيء.. ضائع.. لديه غضب ولا شيء غير ذلك".

"إذاً، أنا كنت وغداً حقيقياً"، قال جونغكوك، ونظر جيمين إليه بفضول، "هو لا شيء مثلك".

كان هناك شيء ما في تعبير جيمين ، مرتبك وربما مستاء..شيء منع جونغكوك من الدفع أكثر.

سعل، "وماذا عن الزوج؟".

"كما قال الطبيب الشرعي الخاص بك. تنظيف بالكامل.. مثلها".

اهتز، "الوغد كتب ذلك في التقرير؟".

مهما كانت المشاكل التي واجهها جونغكوك مع تايهيونغ ،لكنه لم يتذكر بأنه قد استخدم هذه الكلمات.

"لا"، ضحك جيمين، "إهدأ الأن..لقد حصلت على هذا اللون الأحمر الحقيقي".

"إنه مزعج".

"من كان ليظن أنك لست شخصاً مقرباً من الناس".

"فماذا عن مقل العيون؟"، عبس جونغكوك.

"مقل العيون ، مقل العيون"، تمتم جيمين، "هم رأوا شيئاً، أو حتى لم يروه. ربما اختارا عدم الإنتباه. أو..."، قلّب المجلد ليغلقه ، "ربما هذا لا يعني شيئاً على الإطلاق".

"حسناً ، هذا رائع فقط.. روح سادية".

"كلهم يأتون من مكان ما. مثل معظم الأشخاص الفظيعين والكريهين ، لديهم أسبابهم".

"هل تعتقد حقاً بأنه نفس الشيء الذي قتل عائلة هوانغ مينام؟".

كانت هناك إيماءة.

"لكن لا يوجد شيء مشترك بينهما على الإطلاق".

خلع جيمين النظارات وفرك جبهته.. بدا شاحباً بعض الشيء ، هامداً.. عندها فقط ضرب جونغكوك أن جيمين لابد أن يكون قد استنفذ نفسه أيضاً ، هناك في المسبح.

"هل بحثت في صور الأخبار ، من مسرح جريمة هوانغ؟"، قال جيمين.

"بالتأكيد".

"انظر بها مرة أخرى.. وأحضر لي شيئاً من شقة الزوجين".

"لا يمكنني إخراج الأدلة".

"بالتأكيد يمكنك ، أيها المفتش"، نهض جيمين واقفاً على قدميه ، بلا توازن نوعاً ما ، وارتدى سترته، "بعد كل شيء ، ليس من المفترض أن تأخذ هذه القضية إلى المنزل أيضاً".

شاهده جونغكوك يرتدي بصمت، "أنا جونغكوك"، قال أخيراً ، وهو يدرس أقدام جيمين.

"جيد"، ضحك جيمين،  "تلقيت مكالمة من أجل الشفاء.. لا أعلم كم من الوقت سأستغرق.. يمكنك البقاء".

"ماذا؟"، رمش جونغكوك.

"ابقى".

لوّح له وخرج مبتعداً... حافي القدمين.

***

انتهى الشابتر الثالث

***

Continue Reading

You'll Also Like

9.8K 479 1
هل يُمكن أن يَكون القَدر كَريمًا جدًا هكَذا لِيمنحكَ هذه السَعادة كُلها..! رُبما لآ! لكن يُمكنُكَ المُحاربة لأجل المُحافظة على هذه السَعادة مَهما حَد...
23.9K 1.9K 11
يجتمع 7 اصدقاء منذ الطفوله بفضل تلك الاحجار السحرية التي تمد كل واحد بهم بطاقة هائلة خارقة لقواعد الطبيعة ليجسدوا مع بعضهم البعض الطبيعه الام وقوى ت...
4.7K 475 16
-"لسنا بحاجه اليه " -"لا هو كل ما نحن بحاجه إليه" -"إنه متوحد كيف نكون بحاجه لمتوحد "!! -"هو معجزتنا ألا تفهم"؟؟ (طبى -برومانس-صداقه-الصور مقتبسه -لا...
4K 432 19
من السارق من القاتل من اختطف و من نجا و شرطة دائما تسعى ليحل الامان فى المدينه و تحديات كثيرة (بتس -برومانس-لا تمت للواقع بصلة -الصور مقتبسة)