سلاسل من خيوط العنكبوت .. للك...

By LeeLo0oLi

6.7K 51 5

More

سلاسل من خيوط العنكبوت .. للكاتبة \ أريج الحب

6.7K 51 5
By LeeLo0oLi

أحيانا تظلم الحياة بشكل لا يطاق ولا يكون في وسعنا إلا الصراخ... ولكن .. لم الصراخ .. أنحاول التحرر من الخيوط التي تحتضننا ...والأسوار التي تعلو منازلنا ... ولكن .. ماذا لو ازدادت هذه الأسوار علوا وازدادت هذه الخيوط سمكا ... فماذا نفعل .. ماذا نفعل إذا سكن البرد في منازلنا وغاب عنه الدفء .. أنتجول في الشوارع بحثا عنه .. ولكن ... ستهاجمنا الوحوش المفترسة وبدل الأسوار سنجد سلاسلا تكبلنا ..نعم .. سلاسل .. ولكن .. من خيوط العنكبوت

سلاسل من خيوط العنكبوت

...... ورود ضائعة ... في زمان مات ضميره .. في أرض ضاعت ملامحها ..

...... أصوات منهكة .. بحت .. ولكن أين سامعها

...... أوراق شجر ... تناثرت .. فأين جامعها

......

سلاسل من خيوط العنكبوت

... هي .... الحياة ...

عندما ...

... تتخللها الوحدة ... وتتزين جدرانها

... بالأحزان والدموع ......

........ هي ... الحياة ....

عندما .....

تفقد كل معنى من معانيها ....

.... هي ....

حياتنا ... عندما ... تخلو من ... الشمس الي تنيرها وتدفئها .... ومن القمر الذي يضيئها .... والورود التي تعطرها وتشارك في جمالها

************************************************** **********************************************

87878787878787878787878787878787887878787878787878 787878787878787878787878787878787878787878787

الفصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــل الأولـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

87878787878787878787878787878787878787878787878787 878787878787878787878787878787878787878787878

************************************************** **********************************************

الجزء الأول

{1} ^*^*^*^*^*^*^

~~~~~~~~~~~~~~~~~**~~~~~~~~~~~~~**~~~~~~~~~~~~~~~~ ~~~~~~**

جمانة : ارفع صوتك مو سامعتك

فيصل وهو يصارخ عشان تسمعه : تعالي نطلع برة ما راح تسمعيني هنا مع كل هالصراخ والموسيقى

جمانة وهي تتراقص وتتمايل مع الروك أند رول والشباب والبنات يرقصون في ضجة وجنون مسكته من يده بكل جرأة وسحبته وخرجت معه لغرفة بعيدة شوي من مكان الرقص عشان يقدرون يتفاهمون بعيد عن كل هالإزعاج

جمانة : نعم فصالي وش تبي مني

فيصل وهو خلاص شوي بينجن .. شعرها الأسود الغجري الي تتمايل به يسار ويمين .. وعيونها الخضراء الي تلمع كأنها زمردتين على وجهها الدائري : جمانة أبغاك تكونين لي أنا لوحدي .. بدفع لك الي تبغينه .....

ما حست بنفسها الا وهي تعطيه كف بكل قوتها : وش تقصد أنت عارف أني مو مثل الي في بالك مو مثل ليلى وشيماء فاهم

ما اهتم بالكف الي أعطته اياه .. قرب منها ... شدها له بقوة

جمانة بخوف .. فيصل .. وش بتسوي .. اتركني يا فيصل .. بصارخ وبلم عليك الدنيا

فيصل : عادي أصلا مع كل أصوات الصراخ والموسيقى ما أحد بيسمعك وحتى لو سمعوك كلهم سكرانين ولا تفكرين واحد منهم راح يساعدك ويبعدك عني ...

جمانة بخوف ورعب اتملكها واتجسد داخل عيونها : تكفى فيصل اتركني ... حرام عليك أنا ما آذيتك في شيء ليش تبي تاذيني

فيصل مسك يدها وضغط عليها بقوة هو مو عارف أو فاهم الي راح يقوله بس هذا الي يتمناه : جمانة تقبلين تصيرين زوجتي

ترك يدها وهو حاس أنه حتى هو مو فاهم الي يقوله ولا يصدقه وهو محتار مثل الحيرة الي شايفها في عيون جمانة

جمانة : ليش أنا

فيصل وهو صادق في كل كلمة يقولها : بصراحة أحبك .. ايوة أنتي مو البنت الي أقدر آمنها على شرفي بغيابي ولا على أولادي بس ما أدري .. بس ما أقدر أنام الليل وأنا أفكر فيك

مدت يدها بتعطيه كف مرة ثانية

مسك يدها وضغط عليها بقوة : لا حبيبتي مو كل مرة تسلم الجرة

جمانة : فك يدي ..آآآآآآه ..فك

فكها وقال : أعرفك تحتاجين لي .. وتحتاجين 50 ألف لعملية أختك صح .. توفرين لي الوناسة وأوفر لك الفلوس .. فكري

جمانة دارت بها الدنيا كيف يعرف أن أختها سمر تعبانة بالقلب ومحتاجة 50 ألف عشان العملية : كيف عرفت

فيصل باستهزاء وهو يهمس في أذنها : لي مصادري يا ... سلمى

خرج من الغرفة وتركها مصدومة .. كيف عرف اسمها الحقيقي .. أكيد يراقبها .. يعرف كيف عايشة .. وين عيشة .. ومع مين

جلست على الأرض وصارت تبكي تحاول تغسل العار الي تحس به والوصاخة الي تغطيها بس لو الدموع تغسل كان صارت تلمع من النظافة ...

************************************************** **********************************************

دخلت لما البيت طفشانة كعادتها ومستعدة لأكوام المشاكل الي تنتظرها مع عمها وزوجته وعياله وخصوصا سجود .. طلعت لغرفة جودي تشوفها وتطمن عليها .. لقتها نايمة على السرير

لما : جودي .. جودي .. قومي مو عوايدك تنامين هالوقت

قربت عندها ولقتها تبكي

لما : ليش تبكين

سكتت ما تبي تسبب لأختها مشكلة : لا طحت بس

لما تعرف أختها الصغيرة لما تكذب ما تقدر تناظر لها تناظر على الأرض : هذي سجود أكيد صح والله لكون موريتها كم مرة حلفت لها لا تمد يدها عليك

جودي بصوتها البريء وعيونها الخضراء الي تلمع بخوف وشعرها الأحمر النحاسي الي يلمع كأنه ضوء الشمس : لا .. لا تروحي .. بتنضربين مثل أمس

خرجت من الغرفة وهي تحس أنها راح تنفجر وهي تصارخ بأعلى صوتها : سجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــود ... سجـــــــــــــــــــــــــــود

فتحت باب غرفتها .. لقتها جالسة قدام المراية تسرح شعرها الكستنائي الي عاجبها

شدتها من شعرها : سجود يا حمارة كم مرة قلت لك لا تمدين يدك على أختي

سجود : فكي أحسن لك والله أقول لماما تمسح بك الأرض

لما : لا أنتي ولا أمك ولا كل الي يقربون لك تخوفوني فاهمة يا كلبة

فكتها وصفقتها كف بكل قوتها : هذا ولا شيء المرة الجاية راح أشوه هذا الوجه الي ياخذ العقل حاضر يا ماما

ركضت سجود من غرفتها وهي تنادي أمها وتصرخ والدموع مالية وجهها

ما تحركت لما من مكانها واقفة منتظرة الإعصار الجاي

أول ما دخلت أم خالد الغرفة عطت لما كف على وجهها

لما ما تحركت ولا اهتزت شعرة واحدة من راسها

أم خالد : كيف تتجرأين تمدين يدك على بنتي وأنتي مجرد ضيفة في بيتنا ما تسوين حتى خدامة

لما ناظرتها بلا مبالاة وجات تخرج مسكتها من يدها وعطتها كف واحد ثاني وسجود بكل برود وشماتة تناظرها

لما ما ردت عليها وسحبت يدها وراحت لغرفتها .. اتعودت على هالمشاكل كل يوم وعلى الكلام الي يتكرر .. أنتي ضيفة ما تسوين شيء أنتي وأنتي وأنتي .. ما صارت تبكي ما صارت تتعذب مثل أيام زمان أول ما جات على السعودية كان عمرها في ذاك الوقت 13 سنة وجودي سنة والحين مرت ستة سنوات وما تغير شيء لحد الحين يكرهونها

وما يعتبرونها واحدة منهم

سكرت الباب بالمفتاح عليها وناظرت نفسها في المراية لحد الحين ضربات عمها الأسبوع الماضي تاركة أثر بين الأسود والبنفسجي على خدها اليسار .. أحيانا تحس نفسها تكره كل الناس الي حواليها بس هي تعرف أنها في الحقيقة تكره نفسها .. نفسها وبس

كل شيء فيها ما تحبه .. شعره الأسود الي قاصته ولد .. عيونها الخضراء الي لمعتها راحت وضاعت من سنين .. ملابسها الي كأنها ملابس مغنيين الروك آند رول .. بنطلون جينز واسع لا ينفع يكون بنطلون بنات ولا أولاد وتيشيرت أسود فيه رسم لسلسلة ملتفة حول قلب أتعبه السجن والحبس مثل قلبها بالضبط

أخذت جوالها .. طلعت رقمه .. سعد من القائمة .. بحركة سريعة ضغطت زر اجراء الإتصال .. رن الجرس .. رنة ..رنتين .. ثلاثة

جاها صوته : آلو .. مين معي

لما : هذي أنا .. لما

سعد : والله لك وحشة من زمان ما سمعت صوتك

لما : موافقة .. بس كم بتدفع

سعد : معقولة .. حنا زباين من زمان ما راح نختلف هالمرة

لما : هالمرة مو مثل كل مرة .. هالمرة شكل ثاني

سعد : الي تطلبينه من يدك اليمين لليسار

لما : اسبوع بالكثير وتكون عندك

سعد : اتفقنا

الظروف الي أجبرتها تسوي كذا

ناظرت شكلها في المراية وتفلت على صورتها المنعكسة عليها

************************************************** **********************************************

مجد وهي تصارخ : مـــــــــــــــــــــا أبيـــــــــه ليش ما تبون تفهمون وش شايفيني أتكلم فرنسي أنا ما أبيه .. أكرهه ما أدانيه

نجد : يكفي خلص .. والله خلاص ما عد ينفع أنتي صرتي زوجته خلاص

مجد : لا تجيبين هذي الكلمة على لسانك

نجد بعصبية : هذا واقع ولازم تقتنعين به يا مجد .. خلاص صرتي على ذمته الصراخ والكلام الفاضي الي زمان خلاص انتهى .. حاولي تتقبلي الموضوع

مجد ما راح تقبله العرس بعد سنة وفي هالسنة راح تعرف تخليه يكرهها ويكره نفسه وبنفسه من دون طلب منها راح يطلقها

نجد تعرف أختها مجنونة وتقدر تتحدى كلمة العايلة بس المشكلة أنها تحس بالذنب لأن أختها تبي تخرب حياتها بيدها والسبب أختها الوحيدة : مجد أرجوك شيلي قصة طلاقي أنا وخالد من راسك والله خالد انسان منيح ( ولو تعرفين الحقيقة تبوسين رجوله ) وأكيد عمار أخوه راح يكون لك أحسن زوج وأنتي متربية معه تعرفينه من يوم فتحت عيونك على هالدنيا .. البيت عند البيت مسورهم سور واحد ما يفصل بينهم شيء والبيتين كأنهم بيت واحد كذا أبوي وعمي ناصر علمونا واتربينا على هالقصة يعني لو مو زوجك عمار يكون أخوك

مجد : راضية به أخ مو زوج

نجد تبي تغير الجو شوي .. ابتسمت لها بمكر وغمزت عينها : الحين العيون العسلية ما فكت ولا مسمار واحد من عقلك

حست أن الدم كله اندفع مرة واحدة لخدودها وهي تتذكر عيونه وابتسامته والغمازات الي على خدوده وقالت مسوية نفسها ما انتبهت على شكله : ليش هو عيونه عسلية

(ليش عيونه عسلية ) قالتها نجد وهي تحاول تقلد صوت مجد وهي تتكلم : لا والله تعرفينه لك عشرين سنة ومسوية نفسك ما تدرين عيونه عسلية

مجد : أصلا هو ما يهمني عشان أنتبه على عيونه أو خشمه ولا تحاولين كثير ما راح تغيرين رايي .. والحين تعالي نضحك شوي

نجد : وش بتسوين يا مجنونة

مجد وهي ابتسمت بمكر وشقاوة الأطفال والبسمة واصلة لعيونها الي كأنها عيون المها : بتصل على زوجي

نجد : مجنونة .. الساعة 2 ليل .. تعرفين أنه أكيد نايم الحين وأكيد راجع تعبان من دوامه في المستشفى لا تزعجينه حرام عليك

مجد : مو زوجي يتحملني وحده طيح نفسه في يدي

نجد خرجت وتركتها تروح تنام أحسن من تنجن مثل أختها بس أول تطمن على أولادها سامي وسارة

مجد وهي تحاول تخلي صوتها ساحر ورقيق على قد ما تقدر مع أنها ما تحتاج للتمثيل عشان يسحره صوتها: آلو

عمار وميت من القهر وخلاص شوي بيموت من كثر ما يبي ينام دوامه في المستشفى ما يخلص إلا 12 ليل وبدل ينام تتصل عليه هالمقرودة عشان تطير نومه وتشغله ساعتين لحد ماتنتهي الفجر يكون أذن والشمس تطلع .. : مجد ايه وش تبين

مجد ما تدري بس تحب اسمها يوم ينطقه هي ما تبي تعترف بس في الأول كانت تبي تكرهه حياته بس الحين تبي تتسلى شوي وبصراحة تحبه يوم يعصب ويطفش منها ويحاول ما يبين لها

مجد : ما اشتقت لصوتي

عمار بطفش : كيف ما اشتقت وأنا قبل ساعتين سامعه كيف تمر ساعتين وما اسمع صوتك وما اشتاق لك

مجد حست بنبرة الإستهزاء في صوته بس أحسن : ما فيه حبيبتي اشتقت لك ولا يا عمري أحبك

أحيانا تصدمه جرأة هالبنت صدق مجنونة بس بوريها ويعرف كيف يحرجها : راح أقول لك الي تبين بس في غرفة نومنا في بيتنا يا عمري

بردت أطرافها وماتت من الخجل وارتبكت وهي تغير الموضوع : ايوة حبيبي كيف الشغل اليوم

ما قدر يكتم ضحكته على ارتباكها وتخيلها بشعرها الأسود وعيونها وفمها الأحمر وخدودها البيضاء متوردة من الخجل وحس نفسه مشتاق يشوفها مرة ثانية بعد ما شافها في الملكة يوم شافها ذاك اليوم سحرته اتذكرها يوم كانت صغيرة .. طول عمرها جنية ومجنونة وطول عمره شاك أن عقلها فيه شحنات كهربائية زايدة

مجد بعصبية : ليش تضحك أنا قلت شيء يضحك .. أكيد شايفني مهرجة غبية مو مثل الدكتورات السخيفات الي يشتغلون معك

عمار : وش فيك مجنونة تزعلين بسبب وبدون سبب

قالت بعصبية : مدام أنا مجنونة ليش تتزوجني

عمار : تبين الصراحة .. أكثر ما يعجبني فيك جنونك

مجد ( وراح يعجبك أكثر وأكثر )

قالت بهدوء ودلع تستهبل : وش يعجبك فيني ثاني

راح يقتنع أن أبوه زوجه واحدة مجنونة 100% هذي مو واحدة عاقلة مرة تكون هادية مرة تعصب مرة تضحك مرة تزعل : طيب لو قلت لك وش يعجبني فيك وش راح أبقي ليوم زواجنا

( آآآف لا عد تجيب هالكلمة على لسانك ) : تعرف حبيبي طفشت خلاص أبي أنام

سكرت الخط وهي تبي تصرخ وفي نفس الوقت تبي تضحك

رمى الجوال على السرير وارتمى على السرير وفعلا نجحت تقلق نومه حتى بعد سكرت لأنه ما جاه نوم يفكر فيها

************************************************** **********************************************

سوسن لها ساعتين تتكلم مع سلمى والظاهر البنت في عالم غير العالم: سلمى وجع مو سامعتني أنادي من الصبح

سلمى : ايوة يمه والله ما سمعتك

سوسن : روحي حطي الغداء لأبوك يوم يرجع أن خارجة

سلمى : ليش وين رايحة يا يمه

سوسن : من متى استأذن منك يا عمري يله انقلعي اجلسي مع سمر امكن تكون محتاجة شيء

سلمى ما تبي تظل بروحها في البيت تخاف من ذاك الرجال وسمر تعبانة ما تحب تخوفها هو زوج أمها وتقول له يبه بس نظراته تخوفها ومرة حاول يعتدي عليها ويوم قاومته نزل فيها ضرب بدون رحمة ويوم علمت أمها ضربتها هي بعد وقالت أنها كذابة وأن سعيد زوجها مستحيل يسوي كذا

لها اسبوع ما قابلت فيصل ولا الشلة الفاسدة الي تعرفها تحاول تفكر في الموضوع الي فاتحها فيه وكما يبدو راح توافق .. ما أحد يهتم فيها في هالبيت إلا أختها سمر ما أحد يسألها وين طالعة وين رايحة وحتى يوم كذبت وقالت أنها تشتغل ماحد سألها وش تشتغل كل الي يهمهمهم الفلوس الي تجيبها من وين ما يهمهم حتى لو تبيع نفسها بس تجيب لهم الفلوس الي يبونها

سمعت صوت باب البيت الشعبي الي كل زاوية فيه ترسم لون من ألوان الفقر الي يعيشون فيه أهل البيت انفتح .. خافت أكيد هذا زوج أمها ... سمعته ينادي أمها ..

يا سوسن .. سوسن

دخل المجلس ولقاها واقفة وكل أشكال الرعب مرسومة على الوجه الي كأنه وجه حورية من القصص الخيالية

قال بعصبية : وينها أمك

أكيد لو قالت خرجت راح يستفرد بها : أمي عند جارتنا أم عبدالله والحين جاية قالت خمس دقايق ما راح تتأخر

سعيد ( يا ليتها تتأخر والله المرة الجاية ما راح تهربين مني ) : انقلعي حطي لي الغداء

سلمى : حاضر يبه

حضرت الغداء بسرعة وحطت عنده الصينية وراحت لغرفتها هي و سمر وقفلت الباب بالمفتاح شوي حست نفسها ارتاحت

سمر الي المرض اشتد عليها وصارت ما تقدر تقوم من السرير : سلمى وش فيك قفلت الباب بالمفتاح أبي الشمس تدخل لي امكن يكون هذا اليوم آخر يوم أشوفها فيه

سلمى والدموع سالت على خدودها : سمر حبيبتي لا تقولين كذا باذن الله راح تشفين ونرجع نلعب ونركض ونضحك مثل زمان

دموعها نزلت .. اتذكرت الضحك لها زمان ما ضحكت تحس أنها نست ايش معنى الضحكة .. ايش تعني الضحكة .. وكيف هي الضحكة

الضحك ممنوع .. تعبر عن مشاعرها ممنوع .. تصرخ تخفف عن شوي من الي بداخلها .. ممنوع .. تبكي .. ممنوع

سمر : تعرفين شيء يا سلمى زمان يوم كنت صغيرة كنت ادعي الله يشفيني .. بس الحين ادعي كل يوم ربي ياخذني ويريحني والله خلاص يا سلمى خلاص .. تعبت

سلمى : ربك ما راح ينساك

يوم تنطق اسم من أسماء الله تحس بشيء ثقيل يضغط على قلبها من داخل .. هي ما تساهل تنطق اسمه بلسانها واحدة مثلها أدنى وأحقر من تنطق اسم من أسمائه تحس بالخجل منه كيف راح تقابله .... بس ما في يدها حيلة لو ما اشتغلت راح يطردونها من البيت وما عندها مكان تعيش فيه 

أخذت جوالها الي مخبيته في مكان عشان ما حد يلقاه ودايم تسكره ما تفتحه إلا إذا احتاجت تتصل على أحد .. وهو أول هديه أهداها اياها فيصل

دقت عليه بسرعة .... رنة .. 2 .. 3 .. 4

جاها صوته .. هاديء وجذاب مثل ما تعرفه

فيصل : فكرتي

سلمى بدون تفكير: موافقة ..

فيصل وحس أنه أخيرا راح ينال الي يتمناه: متى تبيني أجيكم

سلمى : العملية لسمر أول

فيصل : ولا يهمك .. اليوم لو يناسبك

سلمى : الوقت الي يناسبك

فيصل يتريق عليها : ما راح توصفين لي عنوان البيت

سلمى ما اهتمت له لأنها أصلا مو رايقة له : الي يسأل ما يتوه

وسكرت الخط وسكرت الجوال وخبته في مكانه

سمر : مع مين كنتي تتكلمين

سلمى : لا حبيبتي مو شخص مهم

سمر : ممكن تعطيني كاس موية

سلمى ما تقدر تطلع أكيد هو برة

سمر : كاس موية .. سلمى .. ادري ثقلت عليك بطلباتي لا تواخذيني يا أختي

سلمى : اسكتي ما طلبتي شيء من عيوني حبيبتي .. لو أخدمك العمر كله ما عندي مشكلة

فتحت الباب شوي شوي عشان لا يحس عليها ودخلت المطبخ .. فتحت الثلاجة وأخذت قارورة الماء.. بس حست بظل شخص واقف وراها ماتت خوف وماتت رعب وشعر جسمها كله انتفض

التفتت عليه .. عيونه ما تطمن ..

أبعدها بشويش عن الثلاجة وقفلها وأخذ منها قارورة الماء

سلمى بخوف : وش تبي مني .. يبه

سعيد .. حتى كلمة .. يبه .. الي تنطقها .. ما تحرك فيه شعرة .. ولا تهز كيانه وتحن قلبه: ليش خايفة أبي أشرب مويه بس .. عطشان مرة

فتح قارورة الموية ورفعها فوق راسها وسكب عليها الموية الباردة : أنتي الي راح ترويني

صرخت وركضت بس لحقها ومسكها

قالت وهي تصارخ : لااااااا أرجوك لاااااا .. اتركني في حالي .. أنا زعلتك في شيء .. غلطت في شيء .. والله آسفة

نزلت على الأرض وصارت تبوس رجله ومنظرها يقطع القلب

سحبها من شعرها لفوق وهو يفترسها بنظراته الي تناظرها من فوق لتحت

سمر سمعت صوتها تصارخ .. قلبها ما يتحمل

حاولت تقوم بس ما قدرت .. حاولت مرة ثانية .. مستحيل بس صرخات سلمى إلي زادت عن حدها عطتها دافع أكبر

وبصعوبة قامت ومشت وهي تتمسك بالجدار

الصوت جاي من المجلس

وقفت عند الباب وشافت زوج أمها يضرب سلمى بكل قوته وهي تقاوم بكل قوتها

سمر وحاسة أنها مو قادرة تتنفس : يبه اترك أختي يا يبه اتركها

سمعت صوت دق على الباب .. أكيد هذي أمها .. ما بقى عندها طاقة تتحرك بها .. طاحت على الأرض مو قادرة توقف

صارت تزحف على الأرض ودموعها مالية وجهها وأنفاسها تتزايد أكثر وأكثر .. وأكثر

وصلت عند الباب .. ثبتت نفسها بمقبض الباب ووقفت على رجولها .. وفتحته .. بس ما شافت أمها .. شافتــــ ــــــ ـــــــ ــــــ ــــــ

************************************************** *********************************************

الجزء الثاني

{2} ^*^*^*^*^*^*^*^*^

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

وصلت عند الباب .. ثبتت نفسها بمقبض الباب ووقفت على رجولها .. وفتحته .. بس ما شافت أمها .. شافتــــ ــــــ ـــــــ ــــــ ــــــ

أغمى عليها من التعب

فيصل يسمع صياح سلمى هذا صوتها أكيد صوتها

ركض ولقاها مرمية على الأرض والرجال يحاول يعتدي عليها

حس بالدم يغلي في عروقه .. أبعده عنها ونزل فيه ضرب لحد ما أغمى عليه

سلمى دخلت في نوبة من البكاء والتشنجات من الخوف والرعب الي ساكنها

حاول يهديها .. مسكها وضمها لحضنه : خلاص لا تبكين خلاص .. البسي عباتك لازم نودي أختك المستشفى

سلمى زاد رعبها وانتفضت من مكانها وركضت تنادي عليها : سمر .. سمر

لقتها طايحة عند الباب

سلمى : فيصل الحق عليها يا فيصل

فيصل حملها بين ذراعيه ودخلها في السيارة : روحي البسي عباتك وجيبي لها عباية

هزت راسها وركضت بسرعة

ركبوا السيارة

اتحركت السيارة بسرعة

فيصل مو مصدق الي شافه لحد الحين الدم يغلي في عروقه يحس أن ما في شيء في الدنيا تطفي النار الي اشتعلت في صدره

عطاها صندوق الفاين : خذي امسحي الدم الي على وجهك

سلمى ناظرته وعيونها تنطق بألف كلمات شكر : مشكور

فيصل داس على البنزين أكثر وهو يذكر الي شافه : من هذا الكلب

سلمى وسط دموعها : هذا زوج أمي .. والله مشكور

فيصل بعصبية والعرق يتصبب على وجهه: اليوم تصيرين زوجتي ما راح ترجعين على هذاك البيت مرة ثانية

هزت سلمى راسها موافقة على الي يقوله : والله بصير خدامة تحت رجولك بس أنقذ أختي

فيصل : أنا عند كلمتي

وصلوا على المستشفى وبسرعة نقلوها للطواريء ودخلوها غرفة العمليات

فيصل : اهدي راح تكون بخير .. خلي الدكتورة تكشف عليك لو حاسة أنك تعبانة

سلمى : تعبي كل راح يروح وأنا أشوف سمر ترجع مثل أيام زمان

فيصل شكلها وهي تبكي يقطع قلبه وحاس أنه يبي يحضنها بكل قوته ويخفف عنها الهموم الي حاملتها : اسمعي بروح أجيب الشيخ ونتزوج .. لا تقولين أني ما أراعي الظروف بس أبي أختك يوم تطلع تلقى بيت أختها مفتوح

سلمى مو عارفة كيف تشكره ما ظنت أنه كذا كانت تحسبه انسان أناني وحقير وما تهمه غير نفسه بس راح تكون له خدامة تحت رجوله حتى لو كان زواجهم عقد وفي أي يوم ممكن يتلغي

فيصل : خلاص يكفي دموع

مسحت دموعها وابتسمت له ابتسامة كلها شكر وامتنان

************************************************** **********************************************

ريماس ودموعها سايلة على وجهها : والله أهلي بيذبحوني ..

لما ( آآآف وش دخلني أنا صاجتني من الصبح ) تدخن الشيشة ولا مهتمة بريماس الي تبكي قدامها وتترجاها : كلمته وقلت له أنك حامل بس أنكره قال الي في بطنك مو ولده

ريماس بصرخة : لاااا والله لاااا أنا ما عرفت غيره وكله بسببك

لما : لااااا حبيبتي .. لا تحطينها في رقبتي أنا عرفتك عليه بس ما قلت لك اغلطي معه وتعرفين الشباب الواحد من يوم ياخذ الي يبغاه يعرف هالبنت رخيصة ويرميها مثل كلاب الشارع

ريماس : حسبي الله ونعم الوكيل فيك وفيه حسبي الله ونعم الوكيل فيك وفيه ..

لما حست بتأنيب الضمير وأن قلبها يقطر دم داخل صدرها وخافت فجأة من عقاب رب العالمين الواحد الأحد الصمد وغيرت رايها من الموضوع الي كانت بتسويه: راح أحاول معه بس ما أضمن لك

خرجت ريماس وراحت لبيتها وكلها أمل

تركت لما وحدها في الشقة مع شيشتها

مسكت الجوال دقت عليه

سعد : ايوة .. وش سويتي في موضوع سجود

لما : آسفة ما أقدر .. ما أقدر اسوي كذا في بنت عمي

سعد : لااا الحين صحى ضميرك واتذكرتي أنها بنت عمك

لما : هذا مو موضوعنا

سعد : وليش عندنا موضوع أهم منها

لما : ايه موضوع ريماس .. البنت مسكينة وما تستاهل .. استر عليها ينوبك أجر فيها

سعد : هههههه لا اليوم انجنيتي رسمي نسيتي في قبلها كثير ليش ما صحى ضميرك الا اليوم

لما : هي مو مثل غيرها وأنت عارف .. الي قبلها كلهم مو بنات ناس ولا عوايل وكلهم بنات خربانات جاهزات بس هذي أنت الي أصريت عليها .. كيف تعرفها وين شفتها ما أبي ادخل في التفاصيل

سعد : ريماس هذي أنا محضر لها مفاجأة كبيرة .......مرة كبيرة

لما : وش تقصد

سعد : بعدين تعرفين قصدي مو الحين

سكر الخط وتركها في حيرتها

************************************************** **********************************************

سجود : آآآف كولد لو أعرف وش يبون بها الرحلة هذول الشياب

خلود : والله وناسة .. راح أكون قريبة من حبيبي أحمد وهذا هو المهم

سجود : حظك .. والله نفسي أجرب أحب أبي أعرف كيف يكون الحب

خلود : الحين كل الي تعرفينهم ولا واحد مالي عينك

سجود : كلهم ما يسوون فلس أبيض ولا أحمر

خلود : شكلك من النوع الي يحب الرجال العصبي الي ما يتفاهم إلا بيده والله لو تبين هالنوع مستغنية لك من يزيد أخوي

سجود ما تنكر أنها أحيانا تفكر في يزيد بسبب كلام خلود المتواصل عنه .. امكن تحليلات خلود النفسية صحيحة هي تحتاج لرجال يفرض قوته وسلطته عليها لأنها أصلا ما تعودت تسمع كلمة لا في حياتها لأنها الأخت الصغيرة وجمالها يفتح لها كل باب مقفل قدامها

خلود : مفكرة ادخل هالفكرة في راس أمي عشان تقنع السيدة والدتك ولو العايلة اتفقت يزيد مستحيل يقدر على كلمة لا إلا لو يبي يصير له مثلــــــــــــــــــ

حست أنها غلطت في كلامها ما كان مفروض تقول كذا

سجود : ليش سكتي مثل أخوي زياد .. هو الي اختار ولو أنا مكانه كان سويت إلي سواه

خلود : ما في بنت تستاهل يخسر عيلته عشانها

سجود : بس هالبنت زوجته ولا عشانه رفض يتزوج الست نجلاء أختك خلاص

خلود : زوجته ماتت ما حد قال له يتزوج عليها

سجود : قفلي على هالموضوع يله الحين بيقتلونا تأخرنا مرة عليهم

خلود : ذكرتيني كيف أخوه التوأم عمار مع مجد

سجود : عروس الفقر والله يا حليله أخوي حظه نحس ما طاح إلا في المجنونة مجد

خلود : والله صاحب العيون العسلية ما يستاهل

سجود : احم احم وأحمد

خلود : وش فيه حبيبي أحمد

سجود : لا ولا شيء بس يسلم عليك ..

دخل طلال وفتح الباب : سجـــــــــــــــــ

نزل عيونه الأرض .. ما كان يدري أن في أحد معها ..

اتورطت خلود لأنها قاعدة بالبرمودة ولا لابسة عباية ولا مغطية شعرها

خرج وسكر الباب : يله انزلوا أخرتونا

سجود : ههههه

خلود : ليش تضحكين .. بعدين من هذا الحمار الي يدخل بدون أذن

سجود : هالحمار يكون أخوي طلال

خلود : في ذمتك هذا طلال وش فيه كبر وصار ياخذ العقل صار مرة يشبه خالد وينه البزر طلال

سجود : وش بزر أنتي وجهك هذا عمره 25 سنه وتقولين بزر والله إذا سمعك يذبحك وبعدين أنتي ما في ولد في العيلة ما تموتين عليه

خلود : لا حبيبتي حبيبي واحد ما أبدله بفلوس الدنيا

سجود : البسي عباتك قبل ما يرسلون خالد ينزلنا بعقاله

................................

أم أحمد : حبيبتي نجد ليش ما تبين تروحين معنا

نجد : سامي مريض ما أقدر اتركه لوحده روحوا انتوا

أم أحمد تعرف بنتها نجد مثل ما تعرف نفسها هي لها أربع سنوات ما تحب تجتمع بالناس تحس أنهم كلهم يتغامزون ويضحكون عليها لأنها تطلقت بس ما تحب تحرج بنتها بتخليها على كيفها وأحسن تفكر في موضوع المعرس الي متقدم لها

أم أحمد : خلاص يا بنتي مثل ما تبغين الي يريحك

مجد وهي متشخصة وآخر كشخة بالتنورة الجينز السوداء والبلوزة والتيشيرت الأحمر والروج الأحمر الفاقع الي مبين بياض بشرتها وكبر عيونها : مو رايحة معنا

نجد : لا روحوا لوحدكم

مجد : سوسو أقنعي ماما تروح معنا

سارة بشعرها الكستنائي وعيونها العسلية قطعة من أمها وعمتها سجود لأنهم الإثنين مرة يتشابهون لابسة تنورة جينز صغيرة على قدها وتيشيرت أبيض مع بلوزة صفراء

سارة بصوتها الطفولي البريء : ماما تعالي معنا ماما

نجد : وكأنك راح تذكريني يوم تلقين بابا وتلعبين معه

مجد : حسافة ذاك الرجال أب لهالبنت الأمورة الحلوة

أم أحمد : مجد احترمي نفسك هذا ولد عمك

مجد أحسن لها تسكت هي الي راح تخسر.. أمها كل شيء عندها عيب وأختها الحمارة هذي ما تدري ليش تدافع عنه بعد كل عمايله حتى أولاده نادر ما يشوفهم مع أن البيت هذا هو يعني الناس أكثر من جيران والي بيذبحها تعلق سارة الي ما ينطاق بأبوها الي ما يفهم معنى الأبوة

مجد : سوسو يله نطلع أحسن لنا يله باي نجووووود

لبست عبايتها وطلعت وقفت في الصالة الي تسبق باب الفيلة لقت أحمد يسولف مع عمار ويضحكون الإثنين

غطت وجهها

أحمد : لا تفغر خلك معي

عمار : انقلع أبي اسلم على زوجتي

أحمد : لا حبيبي وأنا أخو زوجتك كلمني باحترام لا تخليني أتهور واحرمك منها العمر كله

عمار : تكفى تبي صديقك يموت يعني

مجد تبي تصفقهم الإثنين وتنزل فيهم ضرب عارفة أنهم قاصدين يحرجوها وجات سارة الملقوفة وكملت عليها

سارة : خالتي مجد روحي سلمي على عمي عمار أمس قلت لماما أنك ما تقدرين تنامين لو ما سمعتي صوته

هي صدق قالت كذا بس تستهبل على نجد والحين فين راح تودي وجهها من أحمد ومن عمار ( والله لأذبحك صبرك علي بس خليني اطلع من هنا )

أحمد يبي يحرج أخته اكثر وعمار واقف وهو كاتم ضحكته بالغصب

أحمد مسوي نفسه معصب: مو عيب عليك تقولين كذا قدام طفلة صغيرة

مجد نزلت عينها الأرض وشوي وتبكي

أحمد : ايوة حبيبتي سارونة وش قالت زيادة على كذا

سارة :وبعد قالت أنها تحب عيون عمي عمار العسلية .. بس ثاني ما قالت شيء

أحمد : ايوة قلتي لي .. هذا كلام يتقال قدام بنت صغيرة يا مجد

ماتت من الإحراج رمت شنطتها على الأرض وركضت تبكي لغرفتها

عمار في داخله شمتان خليها تتعذب شوي مثل ماهي معذبته: حرام عليك أحرجت البنت

أحمد : لا خلاص الولد سمع غزل البنت فيه وأنها ما تقدر تنام من دون تسمع صوته والولد انجن .. بس ايوة لا تكون تكلمها من وراي

عمار : تبي الصدق كل يوم أكلمها أنت خوي ما أقدر أكذب عليك

أحمد : ايه يا صاحب العيون العسلية هذي خيانة

عمار : هذي زوجتي أقدر الحين اسحبها من يدها ما أحد يقدر يسألني .. بس لو سمحت ممكن تخليني أراضيها خمس دقايق بس أبي أشوفها

أحمد : لا وين راحت زوجتي ومو زوجتي الحين بس لو سمحت .. عشان ثاني تتعلم ما راح تشوفها إلا في شهر ثلاثة يوم الزواج حتى الجوال باخذه منها عشان ما تقدر تسمع صوتها

عمار : ياربي أبوي يحطك في باله ويزوجك سجود والله لأعذبك مثل مانت معذبني كذا

أحمد : فال الله ولا فالك .. أنا اتزوج حرام عليك

عمار : ها أحسن لك خليني اشوفها قبل ما أحط هالفكرة في راس أبوي

أحمد : لا تكفى .. خمس دقايق بس .. برسلها لك في المجلس

راح ونادى الخدامة : سومار .. سومار

سومار : اس فيه بابا

أحمد : نادي ماما مجد قولي أحمد يبيك في المجلس

نزلت مجد وهي حالفة ما تروح وعيونها صارت حمر من البكا

..................................

هااااااااا بشروا عجبتكم ... روايتي الأولى ... صديقتكم أريج الحب

نزلت مجد وهي حالفة ما تروح وعيونها صارت حمر من البكا

دخلت المجلس ولقته معطيها ظهره: لا تحاول ما بروح يعني ما بروح .. كذا تحرج أختك

عمار : آسف ما قصدت

مجد باستغراب : عمار

التفت عليها وهو يناظرها من فوق لتحت .. ابتسم وعينه في عينها

ما قدرت تناظره وناظرت الأرض

عمار قرب عندها وبطرف اصبعه رفع وجهها وقال بكل هدوء : لا تنزلين وجهك مرة ثانية أبي أملي عيوني من شوفته .. ما أبي أشوف هالدموع على وجهك

مجد وتحس أنها تكرهه ما تحبه ( والله لأوريك )

مسكت يده وحطتها على خدودها

وقالت بزعل مادة بوزها : يرضيك الي حصل لزوجتك حبيبتك

قال وهو يبتسم : أكيد لا اطلبي الي تبغينه الي يرضيك

قالت من دون تفكير وبجرأة زايدة عن حدها : بوسة

جرأتها تصدمه ولأول مرة تثير أعصابه سحب يده منها بقوة : مو الحين .. لو ما تبين تحفظين كرامتك أنا بحفظها لك

طلع من جيبه علبة زرقاء رماها على الأرض وخرج وتركها

كانت تحسب نفسها بتفرح لو خلته يعصب بس بالعكس حست نفسها مخنوقة وتبي تركض له وتتأسف

************************************************** **********************************************

الفصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــل الثانـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي

************************************************** ********************************************** الجزء الأول

{1} ^*^*^*^*^*^

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

فيصل : ادخلي برجلك اليمين هذا بيتك تفضلي

سلمى دخلت ومو قادرة تصدق عيونها ما حلمت تعيش في بيت كبير مثل هالبيت حتى في أكبر أحلامها

فيصل : مينار

سلمى وتناظره باستغراب

فيصل : مو من البداية ... هذي الخدامة

جات الخدامة الماليزية : ايوة بابا ..

فيصل : أنا ما أحب أحد يتعرض لخصوصيتي أنا لي غرفة ولك غرفة إذا بغيت شيء بجيك

صحاها كلامه من غيبوبتها .. امكن هي صدقت أنها زوجة بحق وحقيقي .. هي مجرد لعبة لطفل صغير اتعود ياخذ كل شيء يبغاه وما اتعود ينقال له لا وأول ما راح يطفش هذا الطفل من هاللعبة راح يكسرها ويرميها ويجيب غيرها

فيصل وهو يجلس على الصوفا الحمراء : ليش ساكته ما قلتي لي وش رايك في البيت

سلمى من دون نفس : حلو

فيصل : روحي الحين مع مينار وبعد ما ترتاحين شوي تلقيني منتظرك تحت

سلمى : طيب ...

فيصل بطفش : ايه

سلمى : أعرف أني زودت عليك بس سمر

فيصل : سمعتي الدكتور قال حالتها مستقرة وبعد ما تخلص علاجها في المستشفى راح تجي تعيش هنا معك

سلمى حتى لو ما يبيها الا تقضية وقت ما راح تعامله إلا بكل اخلاص زوجة لزوجه هذا يرضيها ويكفيها : شكرا

طلعت لغرفتها مع مينار

غرفة واسعة تساوي بيتها الي كانت عايشة فيه

أول ما ينفتح الباب سرير كبير لونه عنابي يشبه سرير الأميرات عليه مفرش عنابي منقوش عليها ورود باللون الأحمر والتوتي وعلى جوانب السرير ستائر بنفس شكل المفرش

على يمينها دولاب بنفس لون السرير وفي وسط الدولاب مراية كبيرة وعلى الجانب اليمين للدولاب تسريحة بنفس اللون العنابي

وعلى يسارها الحمام وعلى نفس جهة باب الغرفة على يساره صوفا باللون العنابي شكلها قريب من نصف الدائرة وفي الوسط طاولة من القزاز والغرفة مدهونة باللون الوردي الفاتح

خرجت الخدامة وقفلت الباب وراها

طلعت العباية وناظرت وجهها في المراية وشكلها بقميص النوم الوردي الي تمزق وصار معظم صدرها مكشوف ومغطى بالدم والجروح وشعرها كيف صار مو مرتب وعيونها الخضراء الواسعة صارت حمراء من البكا والدموع

يدينها مليانة خدوش وجروح شكلها مرة يرعب

فتحت الدولاب لقته مليان فساتين من كل الأشكال والألوان .. القصير والطويل .. الأحمر والأصفر .... الي بأكمام وبدون أكمام .. الضيق والمنفوش

فتحت الجهة الثانية .. لقتها مليانة روبات نوم .. حست الدم اندفع لخدودها وهي تشوف ثياب النوم الي ولا واحد منها ساتر كلها قصيرة والطويل منها يكشف كل الظهر

لبسها وعدم لبسها كله واحد

فتحت الجهة الي بعدها لقت تنانير وبلايز وتشيرتات ومعها بجامات يعني شوي شيء ممكن تلبسه

دخلت الحمام الي حتى هو لونه عنابي مع الوردي

أخذت لها دش بارد .. حتى حست شوي أنها ارتاحت وشوي رجع لها نشاطها لبست روب الحمام الأصفر وخرجت وهي تنشف شعرها وحاسة أنها تبي تنام بس ما تبي تزعل فيصل قال أنه ينتظرها تحت

أخذت بجامة من البجامات الي كلها بدون أكمام .. لبست واحدة لونها أحمر مرسوم عليها وجه دبدوب ومكتوب عليها ILove You والبنطلون برمودة لحد الركبة

مسكت شعرها الأسود بالمشبك الي واصل لحد نهاية ظهرها

ناظرت نفسها في المراية آثار الضرب واضحة شوي على وجهها بس مو مغيرة من ملامح جمالها .. حست أنها ممكن ترضيه ونزلت تحت له ناظرها من فوق لتحت

لقته غير ملابسه ولبس بجامة النوم من الحرير الناعم باللون البيج .. شكله بدون الثوب وهو مرتاح بالبجامة يجنن وخاصة مع شعر ذقنه الي مو حالقها

فيصل : اجلسي

جلست في الصوفا الي جنبه

فيصل : اقصد تعالي اجلسي جنبي

سلمى : لا شكرا أنا كذا مرتاحة

فيصل غمض عيونه واتنفس بعمق : تجين ولا أجي أنا لك

ارتبكت أحسن لها تقوم وتجلس معه

قامت وجلست عنده

فيصل : ما نبي نزعل من بعض إذا قلت شيء تنفذينه وأنتي ساكته

هزت راسها بخوف وعيونها تشع براءة

فيصل : قربي

ترددت شوي

فيصل : آآآف وبعدين

قربت لعنده بس خلت مسافة صغيرة بينهم

اتنفس بصوت عالي وقرب لعندها : لا تبعدين .. وين الجرأة الي كانت فيك

اتجمدت الدموع في عيونها وهي تتذكر

فيصل : أحسن أنا ما أحب المرأة الجريئة أحب الهادية الي ما يطلع صوتها إلا عشان تقول حاضر وبس ... حاضر

هزت راسها وهي حاضنة يديها عليها بخوف

فيصل : فكي شعرك ما أبي أشوفه مربوط ولا تفكرين في يوم تقصينه مفهوم

هزت راسها وهي حاسة بضيق هي في بيت ولا معسكر تدريب للشرطة أو في سجن ما تدري

فيصل : مسموح لك تقولين حاضر .. أبي أسمع صوتك

سلمى بهدوء .. وخوف .. وتردد : حاضر

رفع يده يبي يفك ربطة شعرها

بحركة لا اراديه منها رفعت يدها تحمي وجهها تحسبه بيضربها

نزل يديها بعطف واحساس بالشفقة عليها : لا تخافين .. أبي أفك ربطة شعرك بس

فك الربطة ونثر شعرها على كتوفها .. قرب عندها وشم ريحته .. حاولت تبعد بس كان ماسك يدها بقوة وشادها له لدرجة وجعت فيها يدها وكان في جرح كبير من ضرب زوج أمها لها .. نزيفه وقف بس بعد ضغط يد فيصل صار ينزف ووجعها أكثر من أول .. كتمت صرختها .. بس دموعها صارت تنزل من دون ما تتوقف

فيصل باستغراب وهو يشوف دموعها : أنا ما أقدر أجبر واحدة ما تبيني علي كرامتي ما تسمح لي لو ما تبيني بس قولي

سلمى بخوف وهي تمسح دموعها بيدها اليسار وتتنهد مثل طفلة : يدي

فك يدها ولقاها مليانة دم : آسف ما قصدت

تركها وراح للحمام جاب علبة اسعافات أولية

قال وهو حاس بالذنب وتأنيب الضمير : آسف

هي بس تبكي وتتنهد

فيصل بعصبية : يوووووه قلت آسف

صارت تحاول تكتم بس ما قدرت قامت وركضت لغرفتها .. رمت نفسها على السرير وهي تكره الدنيا وتكره نفسها وتكره حياتها

دخل وراها الغرفة : حط علبة الأسعافات الأولية على السرير وجلس جنبها ورفعها وضمها لصدره : آسف .. ابكي صارخي سوي الي تبين بس لا تعذبيني كذا

مسك يدها بعد ما هدت شوي بكل رقة وفتح علبة الاسعافات الأولية ومسك يدها : راح يوجعك شوي بس اصبري

حط لها المطهر وحط شوية قطن ولف يدها بالشاش الأبيض .. مسك يدها وباسها : آسف ..

قام من السرير .. سكر اللمبة وخرج

نفسيتها ما تسمح له يقرب عليها ايوة كان يموت على اليوم الي يجمعهم فيه بيت واحد لسبب واحد يبي يتأكد من أنها بنت ولا لا يبي يشوف ثوب الشرف الي لابسته .. ولا بس كذبة وأنها بنت رخيصة مثلها مثل غيرها ..بس البنت المهزوزة المكسورة الضعيفة الي شايفها قدامه مو جمانة الي يعرفها البنت الي دايم تضحك وترقص ..

دخل غرفته .. طالع على الساعة .. ثمانية ونص .. بيصلي ويروح ينام

***********************************************

البيت كله فاضي ما فيه إلا نجد وسامي والخدامة

نجد نامت في غرفة ولدها سامي ومقفلة عليهم الباب بالمفتاح ..

سمعت صوت دق على باب غرفتها قالت بخوف : مين

جاها صوت الخدامة : هدي أنا ماما .. بابا خالد يبي أنت تحت

جاتها صدمة كبيرة .. خالد .. وش يبي .. لها أربع سنوات ما شافته إلا من عند شباك غرفتها والحين تقابله .. مستحيل : قولي ماما نايمة

نزلت الخدامة وكلها خمس دقايق ورجعت : يقول هو صحي أنت

نجد نفسها تعرف وش يبي ... نفسها تملي عيونها بشوفته : قولي نايمة وما بتقوم .... ولا عد تجين تدقين الباب

كلها خمس دقايق ومرة ثانية سمعت دق على الباب

قامت هذي المرة من السرير وفتحت الباب بس بدل سومار لقته هو بشحمه ولحمه هو نفسه .. مو معقول هي وخالد وجه لوجه بعد كل هالسنين

نجد بصوت مرتبك وهي حاسة أنها نست الكلمات .. أو الحروف أو نست طريقة تركيبها مع بعضها : خــــــ ـــ ـــا لـــ ـــ ـد

خالد : ايوة أنا

نجد بعصبية : كيف تسمح لنفسك تدخل البيت وما فيه أحد ما عندك حشيمة لأهل البيت

خالد : قالوا لي بتتزوجين .. ها

نجد : ايوة وش يخصك

خالد : راح ترفضين الزواج وتقولين لا ولا اقسم بالله العلي العظيم ما تشوفين سامي وسارة مرة ثانية

كيف يقدر يتحكم فيها وفي حياتها وهو مطلقها .. ومن دون وعي .. من قال أن سارة وسامي أولادك

حس بالدم يغلي في عروقه .. بكل جرأة وبجاحة تقول مو أولادك

دفها لداخل الغرفة وقفل الباب وراه ونزل فيها ضرب : آه يا حقيرة تكذبين وتعيشيني في وهم أربع سنين .. والحين بعد ما سترت فضيحتك وما علمت أهلك عشان لا يذبحونك

تقولينها كذا بكل بساطة

مسك أعصابه بالقوة وما قتلها .. هو يعرف كيف يعذبها .. أبعد البطانية عن سامي وحمله بين ذراعاته وهي ماسكته من رجله وتبكي : خالد اترك ولدي يا خالد والي يرحم والديك اترك ولدي أنت ما تحبهم ما تبيهم ايش تبغى منهم

خالد : الي أبيه عذابك مو أكثر

خرج وأخذ الولد وحطاه في سيارته وداس على البنزين بسرعة .. يكرهها .. يحتقرها .. حاس أن الندم بيذبحه .. كيف ما قتلها ذاك اليوم .. كيف ما ذبحها قبل ما تلصق باسمه أولاد مو منه

وقف بالسيارة فجأة .. وناظر سامي وهو نايم .. هالولد مستحيل يكون مو ولده .. يشبهه في كل شيء .. عيونه .. خشمه .. فمه .. وحتى لو مو بالشكل قلبه يقول له هذا ولدك

وسارة روح قلبه الي يحبها أكثر من أي شيء في الوجود .. الي تركض له بلهفة يوم تشوفه .. كيف تاخذ الشماغ والعقال من على راسه يوم يحملها وتحطها على راسها وتسوي نفسها تقلده .. مستحيل الضحكة الي تطلع من أعماق قلبه يوم يشوفها تكون لواحدة غير ......... بنته

استعدل السيارة ورجع على طريقه

وقف السيارة قدام البيت وطلع لها يراكض

لقاها في الغرفة متكورة على نفسها وتبكي

ناداها بصوت هاديء بس قلبه من داخل تعصف بها اشد العواصف .. كان يحبها قبل ما تتولد .. يعرف أنها زوجته قبل حتى ما تجي هي على ها الدنيا .. اسمها هو الي اختاره لها .. نجد .. نجد .. نجد

هي أول بنت تتولد في العايلة .. وجده الله يرحمه هو الي اختارهم لبعض .. كان عمره يوم اتولدت 12 سنة

يتذكر ذاك اليوم جده عطاه يحملها وقال له .. هذي زوجتك حافظ عليها

بس للأسف ما قدر يحافظ عليها من نفسها ... لو طلبت عيونه كان راح يقلعها من مكانها ويعطيها له من دون أي أسف أو زعل بس للأسف حطمته في ذاك اليوم .. الحب الي انتظره يكبر 22 سنة .. الي كبر قدام عيونه ما طلع قد الثقة ولا قد هالحب

يتذكرها يوم كانت صغيرة .. كانت تجي تتحامى فيه إذا أحد ضربها أوخانقها .. قبل ما تفهم وش يعني زوج وش يعني زوجة .. امكن لو فهمت ما كانت غلطت

نجد رفعت عيونها وهي تسمع صوته ..............

ليش ما يبي يسمعها .. تفهمه الحقيقة .. ليش الدنيا تحرمها من حبها الوحيد .. بسبب .. جريمة .. ما ارتكبتها ... امكن لأنها حبته أكثر من روحها ومن حياتها ....

كان لها أب .. أخ .. قبل ما يكون ... زوج .. كان .. لها .. الأم .. الأخت .. الصديق .. والحبيب .... دنيتها الي ما تتخيل في يوم تعيش بدونها

من يوم صارت تعرف الدنيا .. تعرف أنه زوجها .. كانت تنتظره عند باب البيت لحد ما يرجع من المدرسة

حتى بعد كبروا وأجبروها تتغطى عنه ما كانت تهتم فيهم .. كانت كل صبح تناظره من شباك غرفتها وهو رايح للجامعة يودعها وتودعه وقبل ما يرجع بنص ساعة تكون واقفة تنتظر رجعته عشان تسلم عليه وتملي عيونها بشوفته

لحد .. ما .. جاء ذاك اليومـــ ـــ ــ ــــ ــــ ـــ ـــ ـــ ـــ ــــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـ ــ ــ ــ ـــ ـ

ناظرته بخوف ورجاء وهي تزحف لورى في كل خطوة يقدم فيها لقدام وفي يده اليمين عقاله

ما راح يرحمها هالمرة راح تموت في يده .. وش راح يحصل لعيالها بدون أم وبدون أب : خالد أرجوك لا تلمسني

وصلت للجدار وما في مكان تهرب له

خلاص أكيد راح يقتلها ..

كان يبي يقتلها يمكن يرتاح .. بس .. بس منظرها وهي خايفة ذكره بذاك اليوم .. يوم ضاعت في المزرعة .. لغاها متخبية ورى الشجرة وتبكي وأول ما شافته اترمت في حضنه

الحين هو الي يبي يترمي في حضنها الي كان دايم يتخيله كيف يكون ....... بس

رمى العقال الي في يده

جلس على الأرض على ركبه قدامها ........

دموعه نزلت غصب عنه مع محاولاته ما تنزل ..........

هذي دموع الرجال .......

ودموع الرجال ...............

تهز الجبال ...

خالد : نجد اسألك بالله ..أسألك بالله يا نجد ... سارة وسامي أولادي ... أنا أبوهم صح

الشك خلاص راح يدمره

نجد وسط دموعها: وربي الواحد الأحد ......... أولادك ... من ... دمك ... ولحمك ... سارة بنتك ... وسامي ولدك

حس بالصدق في كلامها وقلبه ما يكذب عليه

من غير ما يحس .. سحبها لصدره وحضنها .... شكرا لك

نجد هالحضن اشتاقت له : حاول تسمع مني والله مـ.................ا

خالد تركها وقام .. ما أبي أسمع كلمة واحدة ... خرج وتركها وسط دموعها ... وهو ما يبي يسمع كلمة واحدة .. ما يبي يتركها تدافع عن نفسها .. تبرر السبب الي خلاها تفقد نفسها .. وتفقد شرفه .. والأهم ... تفقد حبه

دفنت راسها بين رجولها وهي تتذكر تفاصيل ذاك اليوم ... عاشت رعب وخوف ودمار

ذاك اليوم .....

كانت بنت صغيرة ..

في الصف الثالث ثانوي .... وكانت أيام الامتحانات

ذاك اليوم رجعت من المدرسة وتفاجأت .. أن أهل البيبت كلهم راحو لخالد في المستشفى .. لأنه سوا حادث بالسيارة

ما في أي كاتب ولا قلم في الدنيا يصور .. شعورها وخوفها والقلق والرعب الي سكنها

البيت فاضي ما فيه إلا الخدامة .. والسواق .. وأختها مجد نايمة في غرفتها

هي ما فكرت رمت شنطة المدرسة .. وقالت للسواق يوديها ..

ما تخيلت أن .. في الدنيا ما ينعطى الأمان لأي أحد

بدل ما يوديها للمستشفى ... عشان تطمن على الإنسان الي تعيش كل لحظة وهي تتمنى اليوم الي يجمعهم فيه بيت واحد ... اليوم الي يرتبط اسمه باسمها

كانت كل ما تشوف فيلم رومانسي ... تتخيل نفسه معاه هو .. وهو الي يقول لها ...... أحبك

بس ... خلاص .. انتهت .. مو بسبب الي حصل لها .. انتهت لأنه انتهى من حياتها في ذاك اليوم ... انكتب عليهم الفراق .. بقلم حبره من دم

انتهت .. ادمرت ... وماتت .. هي وأحلامها

هددها بيقتلها لو علمت أحد ... بس ...

ما سكتت عشان .. تهديده

سكتت .. عشان ما تبي تموت في نظر عايلتها .. مثل ما ماتت في عيون نفسها

صارت تدعي كل يوم عشان الله ياخذها ويريحها .. قبل .. ما تشوف موتها في عيون خالد ... تموت وهي حافظة مكانتها في عيونه وفي قلبه

وقبل العرس بأسبوع حاولت تنتحر .. طيحت نفسها من البلكونة حقت غرفتها .. بس الله كتب لها العذاب من يوم ولادتها .. كسرت رجلها وتأخر اعدامها شهر لحد ما تشفى رجلها

في ذاك .. اليوم .. أول مرة تشوف ... دموع .. خالد

ما مد يده عليها .. ما قال لها ولا كلمة .. ما صارخ .. كتم قهره في قلبه

بس بعد اسبوع .. قال لها ... أنه راح يعيش معها سنة واحدة وبعدها يطلقها عشان سمعتها ومنظرها قدام الناس

ورفض يسمع أي كلمة منها رفض تام . ما حاول يفهم .. ولا يسمع .. ماتت في نظره ..

**********************************************

الجزء الثاني

{2}

ندى : ريماس أبوي يبك تحت

ريماس بخوف : شكله معصب ولا عادي

ندى وريماس يخافون من أبوهم موت يخافون حتى من ذكر اسمه ويرتجفون ... ولا مرة كلم واحدة بحنان أب ومحبته .. البنت بالنسبة له عار مو أكثر ولا أقل

ندى : مرة معصب .. وش سويتي .. يا ريماس .. بسرعة راح يضربنا الإثنين إذا تأخرتي عليه

ريماس نزلت بسرعة وبخوف : ايوة يبه

من غير ولا كلمة صفقها كف

كل الي جاء في بالها أنه عرف بقصتها مع سعد .. هي لو سألت سبب الكف راح تنضرب أكثر عشان كذا تعودت تكون بلا صوت وبدون أي همس

أبو سالم : ليش مضايقة أخوك سالم .. كم مرة قلت لك أنتي وأختك خدامات له مو أكثر ولا أقل

سالم أخوها الصغير عمره 15 سنة والولد الوحيد بعد ثلاث بنات .. غرام الله يرحمها .. وريماس .. وندى .. وبدل ما يكون أخ حنون .. رباه أبوهم عشان يكون وحش مثله

علمه .. أن البنات وصمة عار لأبوهم .. وجواري في البيت .. كلمته سيف على رقابهم الي ما تسمعها .. يقطع راسها بها السيف

صار نسخة طبق الأصل من أبوه .. وهو طفل ما تعدى 15 سنة

ريماس حمدت ربها لو أن أبوها عرف خبر مثل هذا راح يقتلها من دون أي رحمة أو شفقة

ما تقدر تنطق أخوها هو الي يبدأ وخلاص تسلطه وتحكمه فات الحد المعقول وطبعا ولا شيء يمنعه أبوه معطيه الإذن ولو يبي يقتل واحدة من البنات يقتلها لأن أصلا ما في أحد بيمنعه

ريماس بخوف : آسفة

عطاها كف ثاني وقال وهو يصارخ : اعتذري لسالم وحبي على يده

ما تقدر تعترض

لقته واقف يناظرها بشماتة وهو يبتسم

ريماس : آسفة وحقك على راسي

مد يده بكل استفزاز تحب عليها

مسكت يده وباستها : تامرني على شيء

.. للأسف .. هذي هي .. الرجولة

سالم : انقلعي سوي لي عصير

ريماس بكل احساس بالذل والإهانة : حاضر

أبو سالم : والله العظيم لو اسمعك بس تقولين لا.. لأخوك أو تضايقينه ما راح يحصل لك طيب

ريماس هزت راسها بخوف : حاضر يبه

دخلت المطبخ .. وسوت العصير ودموعها مغطية وجهها .. الموت أحسن لها من هالعيشة .. يا رب ..لما.. تقدر تخلي سعد يجي يتقدم لها .. أبوها أكيد راح يوافق لمين ما كان

المهم أنه يرتاح من هم البنات الي على قلبه

ندى : وش سويتي ليش أبوك زعلان

ريماس : هذا أخوك سالم قال لأبوك أني خانقته وما سمعت كلامه

ندى : متى

ريماس : تعرفين أخوك إذا يبي يتسلى يتبلى علينا

ندى : حسبي الله ونعم الوكيل فيهم

ريماس وهي تبكي : لا .. لا تقولين كذا .. ادعي لهم بالهداية بس لا تقولي كذا حرام عليك هذول أبوك وأخوك

ندى خايفة على ريماس .. غرام قلبها كان أطيب قلب في الدنيا وفي النهاية ماتت .. في الدنيا ما يعيش إلا الي يكون ذئب .. في هالدنيا ما في مكان للطيبين

خرجت ريماس وتركتها ... عطته عصيره وطلعت لغرفتها بعد ما سمعت كلماته الي تهز البدن

****************************************

دخلت لما غرفتها هي و جودي الي في المزرعة ولقتها مشغلة الأننشودة حقت

ولسوف أعود يا أمي ....... أقبل رأسك الزاكي .... أمرغ في ثرى قدميك .. خدي ... حين ألقاك

جودي نايمة على الأرض وتردد كلمات الأنشودة بصوتها الطفولي الملائكي

مسكت المسجل ورمته على الأرض بعصبية

وقالت لما بعصبية : جودي .. بليز لا اسمعك تشغلين هالأنشودة مرة ثانية

جودي بعيونها الخضر وشعرها الأحمر : ليش وش فيها هالأنشودة مرررة حلوة

لما بعصبية وماسكة دموعها بالغصب : الي فيها أننا ما عندنا أم .. أنا وأنت ما عندنا أم أو أب أو أهل

جودي ببراءة .. : طيب ليش ما عندنا أم أو أب

لما مسكتها من كتوفها وهزتها بعنف وبعصبية: أبوك مات وأمك ماتت ... وكل الناس الي هنا أعدائنا مو أهلنا ... فاهمة .. ما أبيك تنزلين ولا تختلطين بهم

لما ما تفهم أن جودي بعدها طفلة ما تفهم ... الكره .. أو .. الحقد

بس ما تحب تزعل أختها .. هي نفسها تجري وتلعب وتركض مثل كل البنات والأطفال .. بس لما تمنعها تختلط مع بنات وأولاد أعمامها حتى سارة الصغيرة تحبها وتحب تلاعبها تمنعها منها .. بس تحبسها في غرفتها

لما حاسة بتأنيب الضمير ما تبي جودي تطلع نسخة منها ... تبي تحبسها داخل قلبها وتقفل عليها .. تبي تحصرها في عالم خاص بها ما فيه غيرهم .. ما تبيها تتعرف على الدنيا والذئاب الي في شوارعها .. تبيها جودي .. جودي وبس : لا تزعلين بنطلع أنا وأنتي سوا نتمشى في المزرعة بس بعدين

باستها وخرجت وتركتها

نزلت وجات خارجة .. نادتها مجد

لما بعصبية وبدون أخلاق: نعممممم

مجد: ليش ما تجين تجلسين معنا

لما : شكرا مو فاضية

مجد تبي تتعرف عليها من قريب هي طول حياتها تتمنى تعرفها بس دايم تصدها

بتستهبل معها شوي .. مسكتها من يدها : لما لو تحبين جودي تعالي .. أنا نفسي أتعرف عليك .. لنا 6 سنوات مع بعض ولا يوم اتقابلنا إلا مرات تنعد على اليد

لما سحبت يدها منها ودفتها بعنف لورى: آآآآف .. تستهبلين يعني ولا ما تفهمين يا بنت انقلعي شوفي شغلك بعيد عني

جاء أحمد وسمعها تصارخ

أحمد : لما وش فيك .. مجد وش حاصل

لما بدون أخلاق وعصبية: آآف كملت .. الحين السيد المهرج أحمد .. اتركوني في حالي وش تبون مني يا ناس

سحبت يدها وجات تخرج

مسكها أحمد هالمرة : أنتي يا بنت ما في أحد علمك الأدب لكن وربي لأكون أنا معلمك اياه

مجد : اتركها لا تسوي مشاكل

لما بكره وعصبية ما تنوصف: ها هه..على آخر عمري بيعلموني البزران الأدب .. شيابكم ما علموني اياه تعلموني .. أنتوا .. تفو عليكم وعلى وجيهكم

أحمد ما قدر الي يعطيها كف بكل قوته

مجد : ليش يا أحمد مو كذا

أحمد بعصبية : مو سامعتها وش تقول

الدموع اتجمعت في عيونها الخضراء بس حبستها بكل قوتها هي مو ضعيفة تبكي قدامهم ... : أنا أكرهكم أكرهكم كلكم .. أكرهكم

تركها أحمد

فتحت الباب وخرجت وصكته وراها بعصبية

مجد : ليش تمد يدك عليها

أحمد : ليش مو سامعتيها كيف تقلل من احترامي واحترام ابوي وعمي ..

مجد : مع هذا أنت مو وليها .. عمي ناصر هو المسئول عنها مو أنت .. تقول له وهو يتفاهم معها

أحمد طقت فجأة في باله فكرة

ترك مجد وراح وهو حالف ينفذ الي في باله

نجلاء انتظرت حتى خرج أحمد : مجود ... وش حاصل

مجد : أنا السبب يا ليتني ما ناديتها تجي تجلس معنا

نجلاء بشماتة : هزأتك مثل كل مرة ها .. والله تستاهلين ..

مجد : والله مسكينة لما .. تعالي أبي أروح اتطمن على جودي .. نفسي يكون عندي بنت مثلها

نجلاء : ليش أنتي ايرلندية ما أدري هولندية مثل أمها عشان تجيبين بنت شعرها أحمر وعيونها خضر

مجد : الشعر والعيون حقت أمها بس الملامح .. ملامح عيلة الرازي

نجلاء : بس ممكن تجي عيونها عسلية

مجد وهي تغمض عيونها عشان تبعد من راسها صاحب العيون العسلية : يله يا حمارة أبي أشوف جودي

نجلاء : يا عيني أنا على الخدود الحمراء .. مو هذا الي كنتي تموتين ولا تتزوجينه فعلا سبحان مغير الأحوال من حال الى حال

مجد وهم يطلعون السلالم : اتركينا مني وقولي وش أخبارك مع حامد ..

استحت وحمرت خدودها : الحمد لله

مجد : تعالي هنا مافي شيء في الطريق

حمرت خدودها أكثر وهزت راسها

صرخت مجد بأعلى صوت وقامت تناقز : مبروك .. مبروووووووووووووووووووك

نجلاء : خلاص كفاية فضايح

مجد وهي تهمس شوي شوي : ليش ما علمتيهم

نجلاء : لا أنتي أول واحدة تعرفين .. حتى حامد ما علمته .. أبي أسوي له مفاجأة كبيرة .. أنتي عارفة لنا خمس سنوات مع بعض وما حصل شيء

مجد : تعالي برسم لك خطة كبيرة للمفاجأة تخلينه يذوووب منها

نجلاء : عيب يا بنت

مجد : اسكتي .. تعالي ندخل أول بعدها نكمل

فتحت الباب

مجد : جودي .. مين أنا

جودي فرحت أول ما شافتها وارتمت في حضنها

كل الأطفال يحبون مجد لأن أصلا عقلها صغير مثل عقلهم عشان كذا تقدر تتواصل معهم بسهولة وقلبها أبيض وطيب مثلهم وتصرفاتها مثل تصرفاتهم عشان كذا التواصل بينهم ممكن وأكيد

مجد : ليش حابسة نفسك هنا في غرفتك

جودي : لما ...

سكتت ما كملت

مجد : جودي تعالي نلعب تحت .. جبت لك هدية كبيرة في غرفتي .. وسارة بعد اشتاقت لك وتبي تلعب معك ولا تخافين ما راح تزعل لما منك

جودي وافقت وراحت معهم وهي خايفة من زعل لما

....

خرجت لما وقفت وراى شجرة من الأشجار وصارت تبكي تبكي بكل قوتها وبكل قدرتها .. الي يسوى والي ما يسوا يمد يده عليها .. ما عندها ظهر ولا عندها أحد تحتمي فيه وتتخبى خلف ظهره .. وحيدة .. وين أبوها الي كان يحبها ويحميها .. كان يخاف عليها من نسمة الهواء .. كانت عايشة بسلام وأمان لحد ذاك اليوم الي مرض فيه أبوها بالسرطان

ولا كان عندهم فلس واحد عشان أبوها يتعالج .. باعوا بيتهم الي حيلتهم عشان يتعالج .. وظلوا في بيت ايجار .. بس مع هذا ما حست بالي تحسه الحين كان بيت صغير وحياتهم مو لذيك الدرجة فرح وغنى بس كانت عايشة مع أم وأب وبيت حاسة أنه بيتها مو ضيفة وحمل ثقيل

أحيانا تكره عمها بس ..

ترجع وتتذكر أنه .. هو الي حماهم من الشارع هي وأختها .. بعد ما تخلت أمهم اليزابيث عنهم

أبوهم جسمه ما تجاوب مع العلاج .. ومات بعد شهرين من المرض

مات ... ايوة مات .. وترك في قلبها فراغ .. وفي عقلها نزاع ما يتوقف .. وكره للحياة وللدنيا وكل مخلوقات الأرض

أمها .. ما قدرت تتحمل المسئولية .. أرملة وبنتين .. من دون بيت .. ومن دون مصدر للكسب تعيش منه وتعيش بناتها ..

هي ما تنكر أن أمها ما حاولت .. دورت عن شغل في كل مكان في دبي بس ما لقت وما قدرت عليهم .. في النهاية ... اتصلت على جدها وعلمته بخبر موت ولده سلطان .. ولده الثاني بعد ناصر

حن قلبه .. بس .. بعد ايش .. بعد ما طرد ولده وحرمه من الميراث .. لأنه حب واحدة ايرلندية واتزوجها ... ندم بس بعد ايش بعد ما .. مات أبوهم واتشردوا هم في الشوارع

وكلها اسبوع ومات جدها .. امكن مات من الحزن وتأنيب الضمير

وبعدها بحوالي شهرين .. جاء عمها وجابهم يعيشون معه في السعودية وسط .. ناس ما يشبهونهم .. لا في الشكل ولا في الأخلاق .. وسط ناس عاملوهم بكره ونفور من أول لحظة

وأمهم ما تدري وش حصل لها .. عايشة ولا ميتة .. ما تدري .. منعوها حتى تجيب اسمها على لسانها ....

كانت إذا سألت عنها .. عمها ينزل فيها ضرب .. بس ما كانت تسأل عنها لها هي ... لأختها جودي الي يا دوب عمرها سنة وشهرين

كرهت نفسها أكثر ودفنت شوقها لأمها بالحقد عليها لأنها اتخلت عنهم وتركتهم يتعذبون ... كانوا عايشين معها في فقر بس كانت مرتاحة .. حضنها كان ينسيها حتى لو نامت من دون عشاء كل يوم

**************************************************

أحمد ( أعوذ باله جايبين سيرتي أكيد محضرين لي مصيبة ) : بالخير انشاء الله

أبو خالد : كل خير يا ولدي

أحمد حاب يدخل في الموضوع على طول : عمي أنا جيت أبيك تزوجني

أبو أحمد : الساعة المباركة يا ولدي .. والله أنك ولد حلال الحين كنا نتكلم في الموضوع

أحمد : أبي أتزوج بنت عمي سلطان .. لما سلطان الرازي

أبو خالد انصدم بس ما بين : والله يا ولدي هذا اختيارك بس كنا نبي نزوجك بنتي سجود

أبو أحمد : الثنتين أخوات ومافي فرق بينهم والبنت يتيمة وينوبه فيها الأجر

أبو خالد كان يتمناه لبنته سجود بس ما راح يقدر يقول له لا تتزوج بنت عمك عشان يظنون أنه ظالم .. أحمد رجال ما في منه وأكثر شيء يعجبه فيه أنه رفض يشتغل معهم وبنى نفسه بنفسه والحين صار له اسم ووزن في السوق .. بس الزواج قسمة ونصيب : مبروووك .. الثنتين بناتي وما في فرق

أحمد : الله يبارك فيك يا عمي

أبو أحمد : ناخذ رأي البنت في الأول

أبو خالد : ما عندنا بنات ناخذ رأيهم .. الملكة الأسبوع الجاي والزواج بعد زواج عمار ومجد بأسبوع

أحمد : لو سمحت يا عمي ممكن نستعجل أنا عندي شغل مهم في الإمارات وبسافر ممكن نخلي الملكة هالأسبوع .. والعرس بعد شهر على طول

أبو خالد : الي تبيه يا ولدي

حب على راس عمه وأبوه وخرج وهو يبتسم يبي هو الي يبلغها الخبر عشان يتشمت فيها ويشوف ملامح وجهها ويضحك أكيد راح تموت قهر ... هو يعرف أن لما مو بنت تنفع زوجة ولا تنفع أم .. هذي لو مو الشمس طلعت بدري كان اتولدت ولد مو بنت .. بنت من حجر ما تحس

خرج للمزرعة .. لقاها واقفة ومنتكية على شجرة النخيل الكبيرة ومن شكلها معصبة وكل عفاريت الدنيا تتنطط قدام وجهها

وقف قدامها : أهلا وسهلا

لما بضيق خلق واحتقار وكره له : أهلين وسهلين لا باركها من ساعة شوفتك يا قلبي

أحمد ( يا قلبي .. مالت عليك ... الحمد لله الي حلل الزواج بأربع ) رفع حاجب ونزل الثاني : يا قلبي ها ..

لما : أووووه قلتها لأطفال كثير قبلك

أحمد يبي يفجر قنبلته : مو عيب تقولين كذا لزوجك

ما خاب ظنه .. شاف كل علامات الإستفهام والتعجب على وجه لما .. للدرجة أنها ما صارت تقدر تتكلم

لما بتعجب وصدمة وبدون تصديق : مو فاهمة .. وش تقصد

أحمد : مبروووك يا عمري .. كلها اسبوع وتكونين على ذمتي ... والله لأوريك الأدب الي ما شفتيه

لما : ومن قال أني راح أتزوجك أصلا ..

أحمد : مو بكيفك .. القاضي حكم وأنتي ما عليك إلا التنفيذ

لما بكل استهزاء وتمسك خصلة من شعرها المقصوص ولد : شفت هذي ما راح تطولها مني

أحمد : راح تصيرين ملكي ما راح اطلب اذنك أصلا يا ... قلبي

ما قدرت تعبر عن كرهها وقهره إلا تشوته بكل قوتها وداست على رجله بكل قوتها

أحمد وهو يمسك رجله ( بعد تلعب كراتيه هذي مو بنت هذي 100% رجال ) : قوية مرة .. ما راح أنساها لك

لما : شوف يا أنت أحسن لك تنقلع من قدامي تعرف أنا مو رايقة لك .. وأحسن لك تشوف لك واحدة غيري تنفعك أنا ما انفع لك

أحمد وهو ينفض التراب عن ثوبه : ومن قال لك أنا أبيك زوجة أبيك بس تمثال في بيتي .. وبعدك بسنة لأجيب لك الثانية الي تسواك .. وراح تكونين خدامة لي .. ولها .. ولعيالنا

لما بابتسامه كلها سخرية : ما شاء الله أحلامك مرة كبيرة ... تنفع كاتب روايات بعطيك اسم لرواية مرة تجنن ..

وش رايك في .......... يا حرااااام .. أحمد انقتل

أحمد بنفس الإبتسامة وهو نفسه يشوتها ويقتلها : مرة حلو .. بس .. لو كان اسمها .. زوجتي وحياتي لما ... راح تكون أكيد أحلى

لما مو رايقة لخفة دمه أصلا : حمار ومتخلف وكلب وأكرهك .. أكرهك

أحمد : حمارة ومتخلفة وأنا أكرهك أكرهك أكثر منك بمليون مرة ولا تحاولين بتزوجك برضاك أو بدونه .. باااي يا حلوة أشوفك بكرة

************************************************** *********************************************

87878787878787878787878787878787878787878787878787 87878787878787878787878787878787878787878778

الفــــــــــــــــــــــــــــــــــــــصــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل الثــــــــــــــــــــــــــــــــــــالـــــــــ ــــــــــــــــــــــــث

87878787878787878787878787878787878787878787878787 87878787878787878787878787877878787878787878

************************************************** **********************************************

الجزء الأول

{1}

مضى اسبوعين على زواج سلمى من فيصل .. اكتشفت أنه مرة إنسان قلبه طيب حتى لو كان يحاول يقسى عليها أحيانا ... هي ما تحبه .. بس ما تدري شعورها كيف تحدده

سمر أختها حالتها اتحسنت في هالأسبوعين والدكتور قال أنها ممكن تطلع بعد اسبوع وحالتها راح تتحسن أكثر وراح تكون مثل الناس الطبيعيين قريب

ما تدري .. ما تقدر تفهم فيصل .. مرة يكون طيب ويعاملها بحنان ... وفجأة يقلب مليون درجة ... يتعصب ويتنرفز بدون سبب ... تحس أنه مو قادر يتعود على وجودها في حياته .. تحس أنه ما يبيها طيب ليش اتزوجها ...

... اتكشخت اليوم واتزينت قال أنه بجيب معه ضيوف ولازم تكون أجمل ما تكون

لبست فستان .. موف فاتح لتحت الركبة بشوي .. فكت شعرها الأسود الغجري .. وحطت روج أحمر وضح لون عيونها الخضر وخلاها تكون حورية في منتهى الجمال .. ابتسمت وهي تناظر نفسها في المراية .. وهي تتخيل نظرات فيصل يوم يشوفها

سمعت صوت دق على الباب .. عرفت أنه هو .. صارت تفرق بين دقه على الباب وبين دق الخدامة .. : فيصل ادخل

دخل

فيصل : وكيف عرفتي أن هذا أنا

سلمى : أعرف دقك على الباب

قفل الباب وراه ... مرة كشخة وشخصية بالثوب الأبيض والغترة البيضاء والنظارات الطبية

سلمى : ما كنت أعرف أنك تلبس نظارات طبية

فيصل وهو يقرب منها وبصوت همس وهو يمسك يدها اليسار الي كان فيها الجرح .. : أمي وأختي تحت بس أفكر ما ننزل ونأخرهم شوي

سلمى وخدودها تلتهب .. : أبي أتعرف عليهم .. عيب نأخرهم

سحبها لصدره : لا تتركيني

سلمى بحب : ما راح اتركك إلا بارادتك

أبعدها عنه وكأنه اتذكر شيء فجأة

ما يبي يتعلق بها هي مو من مستواه .... ولا الزوجة الي يييها بس اليوم راح يتأكد من شرفها الي تدعيه .. أكيد تبي تخدعه .. بس ما راح يخليها تسيطر عليه

حست بالإهانة بس بلعتها برضا : ليش تبيني أتعرف على أهلك وأنت عارف أن أيامنا مع بعض معدودة

فيصل : أنا أقرر .. أيام .. شهور .. سنوات .. بكيفي .. مو على كيفك .. والحين أبي أشوف ابتسامتك ما أبي أمي تقول أني مزعلك

ابتسمت باستهزاء من حياتها ومن نفسها : حاضر

نزل ونزلت وراه

أم فيصل .. مو عجوز مرة يعني .. كشخة وهي لابسة العباية الخليجية

باستها وسلمت عليها بكل طيبة وحنان

منار أخت فيصل بنت صغيرة عمرها 17 سنة .. حلوة وأمورة .. فيها شبه لأخوها ولأمها

منار : واااااااو عروسك مرة حلوة .. سلمى صح

سلمى ابتسمت وهي تشوف دم البنت الخفيف وبسمتها الي تاخذ العقل

أم فيصل : فيصل ولدي والله عرفت تختار .. تعالي يا بنتي اجلسي جنبي

جلست جنبها وفيصل جلس جنب أخته الي قامت وجلست جنب سلمى وأمهم

منار : مرة تاخذين العقل

سلمى بهدوء وخجل : شكرا

فيصل : يكفي ازعاج .. راح تكبرين راسها وتشوف حالها علي

أم فيصل : يحق لها .. كل هالجمال وما تشوف نفسها عليك

منار : فيصل ليش ما تجون تعيشون معنا .. القصر كبير وما فيه أحد غيري أنا وأمي والخدم

فيصل ما يبيهم يتعلقون بها ويكثرون عليه الأسئلة يوم يطلقها : قريب يا أختي ولا كيف تبيني أقضي شهر عسل مع زوجتي وأنتي على راسنا

أم فيصل : في هذا معك حق منار راح تستلمها منك وما راح تخليكم مع بعض

منار : والله يا ماما من زمان متمنية يكون لي أخت بس عمري ما حلمت تكون حلوة كذا

سلمى : آسفة ما ضيفتكم .. أروح أجيب لكم شيء تشربونه

فيصل : اجلسي الخدامة بتجيب كل شيء

منار : أحلى ... وبعد ست بيت .. فين لقيتها هذي ...

فيصل وهو راسم على وجهه قناع من الإبتسامة ... وهو يتذكر المكان الي قابله فيها ويتذكر الحقيقة الي لازم يفتح عيونه عليها : أخوك يطيح وهو واقف ... مو أي من كان تدخل عقل أخوك

حست بضيق من لهجته كأنه يقصد شيء أو مخبي شيء أخوها وتعرفه من صوته ..حتى عروسه تحس أنها تبتسم غصب عنها .. ناظرتها وناظرت عيونها الي فيها حزن واضح مو قادرة تخفيه حتى مع البسمة الي راسمتها على شفايفها ... قالت وهي تناظر عيونها :العدسات الخضراء مرة حلوة مع الفستان

سلمى بابتسامة : هذي عيوني مو عدسات

منار : أكيد أنتي مو سعودية .. وأنا من الصبح أقول أصلا مافي سعودية بكل هالجمال

سلمى : لا سعودية

فيصل : منار أزعجتي البنت خلاص اسكتي

أم فيصل : أخوك صادق .... ما سكتي من يوم جيتي ... شدوا حيلكم وجيبوا لنا الوريث

اندفع الدم لخدودها وفيصل اتغيرت ملامح وجهه بس ابتسم عشان ما يبين

منار : ماما حرام أحرجتي البنت

أم فيصل هذي سنة الحياة يا بنتي وهذا ولدي الوحيد أبي أفرح به وأفرح بعياله

فيصل حس بالضيق من كلام أمه .. ليش تبي تفتح جرحه الي يحاول ينساه ...

......................

جلسوا يسولفون معهم حتى المغرب .. بعدها راح فيصل وصلهم للبيت ..

دخلت سلمى غرفتها وغيرت ملابسها وقفلت النور بتنام .. بس ما قدرت

أفكارها مبعثرة ... حاسة بخوف ما ينوصف ... خوف من فيصل وخوف من الي ينتظرها .. خوف من كل شيء ...

مو متعودة تكون لوحدها .. سمر ما فارقتها في يوم ...

تخاف تكون لوحدها ... حاسة أنها مخنوقة ومسجونة ..

ظلت ساعة ونص مو قادرة تنام تصارع الخوف الي حاسته وتحاول تتعود عليه .. سمعت صوت الباب انفتح .. غمضت عيونها وسوت نفسها نايمة

قفل الباب وراه بالمفتاح ورمى عقاله وغترته على الأرض

وقف قدامها وناداها بصوته الهاديء والعميق : سلمى

غمضت عيونها بقوة

..... عارف أنك مو نايمة

مرر اصابعه بين خصلات شعرها الأسود ...

ارتجفت وخوفها اتضاعف ..تترعب منه .. تبي تصرخ وتقول له ابعد عني .. مو كره بس خوف

فتحت عيونها .. والتقت عيونها الخضراء بعيونه البنية ....

حاسة فيه وفاهمة لغة عيونه .. حاسة بالنزاع الي في صدره وفاهمة طلبه ...

الخوف يلمع في عيونها ... اتزوجها وهو عارف أنه ممكن ينصدم بحقيقتها .. ما يبي يعترف لنفسه بس يحبها ... يبي يصدق أن الظروف هي الي أجبرتها تعيش حياة مو نظيفة ... يبي يصدق أنها ما كانت لواحد قبله والأهم ما تكون لواحد بعده ... حس بالحقيقة الي ما يبي حتى يناقشها مع نفسه .. هو يحبها وما يتحمل مجرد التفكير أنها ممكن تكون لغيره ..

بس الحين وفي هاللحظة راح يعرف حقيقتها وينهي الصراع والشك الي في صدره ..

ما قدرت تبعد عيونها عنه .. ما قدرت تقول لا .. مع أنها تبي تصرخ بها بأعلى صوت .. لا... لشكه الي يذبحها مع أنها تعرف أنه معذور ... لا لمشاعرها الي مو قادرة تفهمها أو تفسرها ... لا للدنيا الي ما سقتها للحين إلا الحرمان

و .................................................. ............... .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ..........................

راح لغرفته واتروش وبدل ملابسه ...وهو يفكر

حس الحين أنه ارتاح

جلست قدام المراية تنشف شعرها من الموية .. وحاسة بذل واهانة .. راح وتركها مو كأن في شيء حصل بينهم ... هذا هو فيصل ليش ما تبي تفتح عيونها وتشوف حقيقته .. راح يرميها بعد ما يمل منها ... ما اتزوجها إلا لأنه يعرف أنه ما يقدر ياخذ منها الي يبيه إلا بالزواج .. وعشان يتملكها وتكون له جارية ياخذ منها الي يبيه متى ما يبي

ما دق الباب ودخل ..

ناظرته لابس ومتكشخ .. راح يخرج .. يخرج ويتركها .. والعالم الله وين يبي يروح ولمين بروح ..

ناظرته وحاسة أنها بتموت من القهر ........وقالت : اتأكدت من الي كنت تبي تتأكد منه

..................................

ما أقدر أكذب كنت شاك أنك بنت بس حتى هذا ما ينهي .. كيف كنتي

..............................

لمعت الدموع في عيونها ..

لو لي في قلبك مكان أو حتى تعتبرني شيء ... لا تذكرني بهالشيء مرة ثانية ... خلينا نعيش هالأيام مع بعض بدون إهانة .. تكفى .. حاول تحفظ لي كرامتي بس هذا الي أبيه منك .. تكفى

.............................

أنا مستعد أنسى كل شيء بس وعد منك تخلصي لي ولك وعد مني ما أجيب سيرة هالموضوع على لساني

سلمى وقلبها يتقطع: من دون ما تقول أنا ما كنت لشخص قبلك عشان أكون لشخص بعد صرت زوجة بس لو وعد مني يطمنك .. فأنا اوعدك أني لك ومستحيل أكون لغيرك

فيصل جلس على الصوفا وحاس بالذنب وتأنيب الضمير .. وفي نفس الوقت حاس بالصدق في صوتها ..:تعالي اجلسي جنبي

ناظرت انعكاس صورته على المراية .. وعارفة أنه راح يزعل اذا ما جلست جنبه ..

قامت وجلست جنبه

قال وهو يحاول ينسى ويبدأ صفحة جديدة : أنا آسف لأني زعلتك ... ما أبي حياتنا تبدأ من دون ما نكون نعرف بعض زين .. أنا فيصل عبدالله الجاسم ... الولد الوحيد لأبوي ولأخت واحدة .. أبوي مات قبل سنتين وترك لي كل ثروته وأكوام من المشاكل وناس في ذمتي محملينني مسئولية أنا مو قدها .. وأعداء ما تقدرين تعدينهم على اصابع يدك

حست أنه يتكلم عن أبوه من دون أي مشاعر ومن دون أي أحاسيس كأنه شخص عادي

كمل كلامه ...

أبوي عمره ما كان معنا .. عمره ما حسسنا أنه أب .. كان طول حياته بين سفراته من لندن لفرنسا لدبي ما سأل عنا في يوم مو كأنا عياله .. مو كأننا بشر ..

سكت شوي ...يبي يستعيد قوته أو يستعيد صوته .. وكمل .. حس بالراحة وهو يتكلم .. غريبة كيف يحس بالراحة معها .. الكلام الي قاله الحين ما عمره قاله لأحد ولا حتى لأمه .. كان كاتمه في صدره محتفظ به لنفسه .. وبدون أي مقدمات حس أنه يبي يفتح لها صدره ...

الأبوة عنده فلوس .. فلوس بس .. أنتي عارفة في عمري ما عرفت حضن أبوي ...

سلمى : على الأقل كان عندك أب وأم مو مثلي .. عارفة بكلامي هذا راح تكرهني أكثر بس ما أقدر أكذب عليك أو اظل ساكته وأدري راح تحتقرني أكثر

.... أنا ما أعرف لي أم غير سوسن الي ربتني ولا أعرف لي أب مو مثلك ....

سوسن الي أقول لها يمه .. عارفة أنها مو أمي

لقتني في الحرم في مكة قبل 18 سنة وربتني وسمتني باسم بنتها الي ماتت

بكت بحرقة وبألم

أنت على الأقل .. تعرف اسمك بس أنا حتى اسمي مو عارفاه .. لي أهل ولا لا .. عندي أخوان ولا لا .. أبوي عايش ولا ميت .. أمي عايشة ولا ميته .. هم وين عايشين وكيف عايشين مو عارفة .. حتى عمري ما أعرفه لا تاريخ الميلاد ولا المكان ...

مسكها وضمها لصدره بكل قوته : خلاص لا تبكي .. اعتبريني كل أهلك .. أمك وأبوك وأخوك

سلمى : حتى أنت راح تتركني

فيصل وهو صادق في كلامه : أوعدك أني ما راح اتخلى عنك طول ما أنا حي

سلمى : أنا عمري ما لقيت حضن دافيء انام فيه .. ارتمي فيه إذا زعلت اذا بكيت .. أنت قدرت تتعلم في أحسن المدارس بس أنا كنت أموت من القهر وأنا أشوف الأطفال

ماخذين شناطهم ورايحين على المدارس وأنا في البيت أنظف وأغسل مثل الخدامة

أنت تحسبني منفكة ومنحطة أنا عارفة ومتأكدة ومستحيل تغير نظرتك هذي عني

سكتت ما قدرت تتكلم .. حست نفسها بتختنق .. صارت تتنهد وتتنفس بصعوبة من كثر البكا

فيصل : أنا مسامحك ومستعد أنسى كل شيء ونبدأ حياتنا كزوج وزوجة بحق وحقيقي

سلمى : تكذب على نفسك إذا قلت راح تنسى .. بس أبيك تفهم .. أنا والله كنت مجبورة ... والله طردوني من البيت قالت أنها ما تقدر على وجودي في البيت وعلى مصاريفي ..

مع أني والله ما اطلب شيء حتى الأكل اجلس ايام كثيرة بدون عشاء وغداء بس يوم ورى يوم ..صارت تعايرني وتتفضل علي .. يوم بالأكل يوم بالسقف الي فوقي .. حتى الماء الي اشربه صارت تعايرني به

لحد ما وصلت أنها تطردني من البيت في أنصاص الليالي .. متخيل كيف يعني تطردني من البيت في نص الليل

فيصل : متخيل والله متخيل

سلمى : لا مو متخيل كيف تتخيل وأنت عمرك ما نمت برة سقف بيتك .. ولا بعيد عن أهلك .. مهما كان البيت يظل هو البيت حتى لو كان مظلة على الشارع بس راح تكون مستقر وعارف أنه بيتك .. مو مجرد خدام ممكن في أي يوم تنطرد

والله خفت .. خفت ألقى نفسي في الشارع .. صرت أدور كل يوم عن شغل .. فراشة .. خدامة أي شيء المهم أهرب من البيت والأهم نظرات زوج سوسن الي تنهش في لحمي

لحد ما لقيت شيماء وقالت عن المكان الي تجتمعون فيه .. عادي .. بس ترقصين وتاخذين الفلوس .. ما كان عندي اختيار غير هالإختيار .. والله ما كان عندي اختيار غيره

والله خايفة أموت وربي غضبان علي

فيصل : لا تقولي كذا حبيبتي

سلمى وهي تناظره بكل احساس بالحب في الدنيا وعينها في عينه .. أنت تحسب أن من السهل علي أعصي ربي وأبيع جسمي عشان تنهشه الأسود والذئاب .. والله صعب .. صعب .. أنا عايشة كل يوم وضميري ينقتل كل يوم وقلبي ينزف من داخل

فيصل وهو يضمها أكثر ويبوس على راسها وهو حاس أنه ما يقدر يتخيل حياته بدونها : أنا مسامحك وراح أنسى كل شيء ونبدأ حياتنا من أول وجديد

سلمى : لا تكذب علي وعلى نفسك ما راح تقدر تنسى وفي أول خلاف بينا راح تعايرني وتذكرني

فيصل : ناظري في عيوني ... ناظريها.. لو تشوفين فيها الكذب قوليها

ناظرته وعيونها مليانة دموع : أنا ما استاهلك .. لو تبيني جارية تحت رجولك راح أكون لك وأنا راضية

فيصل حط اصبعه على فمها الصغير : لا .. لا تقولي كذا أنتي ملكتي وحياتي أنا الي راح أكون خدام لك

زاد بكاها وهي تسمعه وتشوف الصدق في عيونه وتحلف أنها ما تستاهله

************************************************** **********************************************

لما جالسة في غرفتها وسط الفوضى الي ماليتها .. كسرت كل شيء في الغرفة وسكرت عليها الباب وهي تبكي لها يومين على هالحال .. من دون أكل من دون شراب .. راح تموت وتخلص نفسها .. هي مو بنت عادية ينغصب عليها الزواج .. وترضى وتتقبله ... مستحيل ..

سمعت دق على الباب

صاحت بأعلى صوتها : انقلعوا من هنا ما راح أفتح الباب

ما سمعت رد وكلها دقيقة وسمعت صوت الباب ينفتح .. سبب عذابها واقف قدامها .. والله تقتله

مسكت أقرب شيء ليدها .. مسكت جوالها ورمته عليه بس ما طاح فيه صارت ترمي عليه أي شيء يقع تحت يدها

نجح في الشيء الي يتمناه .. يشوفها تبكي وتتعذب قدامه .. بس الطريق قدامها مرة طويلة .. هذي الحين بس أول خطوة في طريق عذابها .. والله ليعلمها الأدب

مسكها من يدها وسحبها وهي تصيح وتحاول تنفك ما قدرت

ما التفت لصياحها وصراخها ولا لدموعها

سحبها على الدرج ونزلها ... فكت يدها منه وركضت عند عمها وزوجته الي كانوا يناظرونها ولا كأن شيء يخصهم

طاحت عند رجول عمها وباستها .. عمي أرجوك لا تخليه ياخذني أنت مو عمي أنا مو بنت أخوك

ما اهتم فيها ولا عطاها وجه

اتمسكت برجول أم خالد وباستها .. عمتي .. خليه يتركني في حالي

أم خالد : الله يسود وجهك يالخايسة فاضحتنا في الدنيا الله يسود وجهك .. ربيها يا أحمد

أبو خالد : والله الذبح فيك حلال يالخايسة هذي جزاي لأني لميتك من الشارع توطين اسمي في الأرض يالخايسة .. أنا الغلطان لأني ما عرفت أربيك بس راح أعرف أربي أختك زين عشان لا تكون مثلك ..

أحمد سحبها من شعرها وهي تصيح وتبكي

مجد ونجد وأم أحمد خرجوا من بيتهم على الصياح

نجد : أحمد والي يرحم والديك اتركها البنت ما تبيك الزواج مو غصب

أحمد : والله لو تعرفون سواتها ما تقولون كذا

أم أحمد : اخزي الشيطان يا ولدي البنت راح تموت في يدك

أحمد ما راح اتركها والله موتها على يدي

مجد ركضت بخوف واتصلت على عمار يجي يشوف أحمد .. هي مو عارفة وش سوت لما بس خايفة عليها وعلى أخوها لا يرتكب جريمة ويروح فيها

سحبها من شعرها لحد ما وصل لسيارته ودخلها وركب وساق السيارة بكل سرعته وتركهم محتارين

سجود .. وهي تناظر من شباك غرفتها .. ما اتصورت يوم أنها ممكن تحس بالشفقة أو الخوف على لما نزلت تركض وهي تمسح دموعها

سجود : يبه ليش خليته ياخذها .. خلاص إذا ما تبيه بكيفها

أبو خالد : البنت الي ربيتها في بيتي وسط عيالي تطلع بنت خايسة .. تقابل الشباب في الحفلات وتتعاطى المخدرات بعد وأكيد وراها فضيحة الله العالم تكون غلطانة مع واحد

سجود انصدمت من وين عرفوا كل هالأشياء ... هي كانت عارفة من زمان لأنها تدرس معها في نفس الجامعة وتعرف سوالفها .. الله يعينها أكيد أحمد راح يقتلها بس ما تقدر تفتن عليها لأنها مثل ماتعرف أشياء عن لما .. هي بعد تعرف عنها أسرار ممكن تفضحها بها

سجود ركضت لغرفتها واتصلت على خالد بس لقته عارف وقال لها أن لو مو أحمد كان زوجها كان هو الي راح يربيها بنفسه

راحت لغرفة جودي أكيد البنت راح تنجن على أختها

راحت لها وحمدت ربها أنها نايمة وما شافت كل الي حصل

************************************************** **********************************************

الجزء الثاني

{2}

سحبها من السيارة ومسكها من ذراعها

فتح باب البيت

المكان كله ظلام

فتح النور وقفل الباب وراه بالمفتاح وحط المفتاح في جيبه

لما وهي ترجع لورى وهو يقدم خطوة ورى خطوة : لا تقرب أحسن لك لا تقرب مني ...

أخذت واحدة من الزهريات ورمتها على الأرض

لما : أحسن لك ابعد والله أموتك وأموت نفسي

أحمد : تبين تموتين وترتاحين لا يا عمري .. لا تحلمي .. الطريق بعد قدامك طويله ... الموت هذا آخر شيء في حساباتي

رجعت لورى عثرت لها الطاولة وطاحت عليها على راسها

مسكها من يدها وسحبها وراه وهو يطلع السلالم

وهي بس تصيح : فكني ... اتركني .. ابعد عني

دخلها لغرفة ودخل الغرفة وقفل الباب بالمفتاح وحطاه في جيبه وعقاله في يده

أحمد : يا بنت سلطان الرازي هذي الغرفة من اليوم سجنك لحد آذن لك أنا

قامت وقفت : تفو عليك مو أنت الي تاذن لي يالخايس

أحمد : أنتي ملكي

قالت تبي تقهره حتى لو راح يضربها الضرب مو جديد عليها هي أصلا اتربت وعاشت عليه : كنت لكثير قبلك مو أول واحد .. لو ...

ما قدر يتمالك أعصابه .. رمى عقاله ومسكها ورماها على السرير

........................ و................................... و................................................. ...

.................................................. .................................................. .................................................. ............................................

.................................................. .................................................. .................................................. .........................................

..

...........................................

قام وتركها تبكي بعذاب ... وثيابها ممزقة ومليانة دم .. وجسمها مليان جروح وخدوش

كان ... يضربها بكل وحشية .. اغتصبها حتى لو كانت زوجته فهذا اسمه اغتصاب

لما : أنت مو انسان .. ما تحس

أحمد بصراخ : مو لأني لقيتك بنت هذا يمسح ويغسل عارك .... مشوارك معي طويل

خرج وقفل الباب

مو قادرة تقوم .. كل عظمة في جسمها مكسرة ... تكرهه .. تحتقره .. تكرهه أكثر وهي تتذكر لمساته .. حاسة أنها مو قادرة تصارخ أو تبكي

آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه .................. آآآآآآآآآآآآآآآآه ......... جودي

وش راح يحصل لأختها بدونها

يارب خذني وريحني يارب خذني ... أبوي وينك .. أبي أجيك يا يبه وينك .. تكفى خذني معك

ظلت صاحية الليل كله بس تبكي .. وهي حاسة أنها راح تنعمي من كثر البكاء

في الصبح دخل ومعه صينية الفطور

اتروش وغير ملابسه ... لقاها مثل ماهي مرمية على السرير

أحمد : قومي كلي

لما : ما أبي انقلع من وجهي والله أقرف منك .... أقرف منك ...اطلع .... أكرهك

أحمد : أنا كلمتي ما أثنيها قومي كلي .. لا تحلمين ما راح أخليك تموتين من الجوع

قامت من السرير وبدل ما تاكل رمت الصينية بالي فيها على الأرض : تخسى أنت تخوفني

بعد كل الي صار أمس ما اتربت هالبنت

رفع يده وصفقها كف طيحها على الأرض

حست أن الدنيا كلها تلف حواليها ... داخت وأغمى عليها

في شيء في قلبه خلاه يشفق عليها

شالها وحطها على السرير وخرج وتركها وهو يحاول يطرد الشعور بالشفقة من قلبه

خرج وجلس على الصوفا الي في الصالة

.... صار يلوم نفسه .... ليش ركب راسه وحلف يمين يتزوجها .... ليش عرف حقيقتها .. عشان يعيش في تأنيب الضمير كذا

دق جواله

رد من دون نفس : آلو

مبروووك ... كيف العروس اليوم

أحمد : وش تبغين الحين يا منى

منى : مفروض تشكرني بعد ما خليتك تشوف حقيقة العروس أم عيون خضر

أحمد : منى لا تحاولين معي ... أنتي ما تهميني قبل ولا راح تهميني .. أنتي تمضية وقت وخلاص اقلبي وجهك لأني مليت منك ..

منى بكل أمل وجرأة : لا حبيبي أنت لي وراح تلف تلف وفي النهاية راح ترجع لي .. بنتظرك اليوم ... بااااي

هذي حمارة ولا ايش ... وش هذي الي ما عندها كرامة

دق تلفونه ... رد بسرعة : ها وش تبين هالمرة

عمار : أحمد من تقصد

أحمد : لا ما عليك

عمار : وين أنت جاييك أنا

أحمد : لا تتعب نفسك ما راح تقدر تغير رايي ... لا تزعل مني

قفل الخط وسكر التلفون

هو لازم يرجع البيت يجيب لها ملابسها ... طلع لغرفته أخذ روب الحمام وراح لها .. لقاها بدت تفوق

أحمد ( الحين أكيد هدت شوي واتأدبت ) : قومي خذي لك حمام والبسي روب الحمام لحد ما ارجع وأجيب لك ملابس تلبسينها

لما : ما أبي شيء منك .. انقلع من وجهي

أحمد وهو يشدها من شعرها : لا تخليني أفقد أعصابي ...

لما باستهزاء : لا حبيبي .. افقد أعصابك لا تخاف هذي أنا ما راح أتحرك من مكاني .. لو كنت تظن بالضرب راح تصل معي لنتيجة تكون غلطان

أحمد : أنتي عارفة من اليوم ما راح أمد يدي عليك ... لو تبين تخرجين بكيفك .. بس فين راح تروحين .. عمي لو شافك بيذبحك وأبوي ما راح يرضى واحدة مثلك تكون عنده

لما : ومين قال راح أروح للي تقول عنهم .. معارفي كثير يا عمري .. باصبع واحد ينفتح لي مليون باب مو باب واحد

رفع يده يبي يضربها بس هو قد كلمته ما راح يمد يده عليها

ناظرها من فوق لتحت : ما أدري وش يعجبهم فيك .. لا جمال ولا حسن يعني .. خايف أنتي الي تكوني لازقة فيهم بالغصب

لما : راح تشككني في نفسي يعني

أحمد وهو يناظرها عينه في عينها : أنا عارف أنك متأكدة من أن الكلام الي أقوله صح

لما : أحمد راح اظل بس راح تشوف مين الي بيخلي الثاني يكره نفسه أول ... تراني مجنونة وكل شيء بالنسبة لي عادي

أحمد خرج وهو مستغرب من عنادها وراسها الناشف بس لو هي عنيدة مرة واحدة هو عنيد مرات ولو هي مجنونة درجة واحدة هو أجن منها بدرجات

أخذ الجوال ودق على نجد عشان تحضر لها شنطة ملابس

ودخل غرفته

... ناظرت في روب الحمام وناظرت نفسها تبي تاخذ لها حمام ... تبي تتخلص من كل الوسخ الي حاسة أنه يغطيها

دخلت الحمام وملت البانيو كله ماء ... ونزلت فيه بملابسها ... حاسة ببرودة الموية واصلة لقلبها ... شوي شوي تغوص أكثر في الماء ... أكثر .. أكثر حتى صارت تحت الماء كلها

تبي شيء واحد بس ... تبي تموت

بس في بالها ... جودي كيف راح تعيش وهي مو موجودة في الدنيا

حست بالأختناق مو قادرة تتنفس ... الماء دخل لها من أنفها ومن فمها ... حياتها كلها مرت قدامها .... , ....... , ........ , .......... ,,,,,,

......

أنتظر ردودكم ..

************************************************** *********************************************

أبو سالم : مين تقول

السكرتير : يقول سعد ولد أخوك عبد الرحمن

أبو سالم : وش يبي هذا ... قول له يذلف من هنا

السكرتير : قال يبيك في شيء مهم مرة

أبو سالم : خليه يذلف .. نادي له الحرس يرمونه برة

خرج السكرتير وكلها خمس دقايق ودخل وفي يده ظرف كبير بيج

أبو سالم : انقلع وذلف

السكرتير : راح بس ترك لك هالظرف

أبو سالم باستغراب : ظرف ....

السكرتير حط الظرف على الطاولة وخرج

فتح الظرف ... ولقى فيه شريط فيديو ومعه رسالة

..... فتح الرسالة وقراها ... كلمة كلمة وحرف حرف

............... عمي أبو سالم ... راح تلقى في شريط الفيديو شيء يهمك ومتأكد راح تلعني مليون مرة وأنت تشوفه ....... لا تغلط معي وتخليني أنشر فضيحتك في كل الديرة

..... واسم أبو سالم ينزل تحت الأرض

اتصل علي ... اعتقد أنك تعرف رقمي

ولو ما تعرفه .... هذا هو

( الرقم ........... ,,,,,,,,,,,

.................................................. .................................

ندى : ريماس وش فيك

ريماس : والله ما أدري قلبي يعورني ما أدري ليش

ندى : تعوذي من الشيطان .. لك كم يوم تعبانة ليش ما تروحين المستشفى والله خايفة عليك

ريماس بارتباك : مافي لزوم للمستشفى

بس ما تدري اليوم وش فيها تحس بخوف وقلق مو طبيعي ومن دون ما تشعر .. ما تدري وش الي جاب غرام في بالها : ندى ما اشتقتي لغرام

ندى : وش الي جابها في بالك الحين

ريماس : لا ... ما أدري ... بس لي كم يوم أحلم أنها تنادي علي

ندى بخوف : لا تقولي كذا مرة ثانية .. تعوذي من الشيطان أكيد في عين صابتك

ريماس : الموت حق يا أختي

ندى وهي ترمي عليها الوسادات بضيق : يا حمارة لو تبين تموتين موتي ... أصلا أنا وش أبي منك

فجأة ... سمعوا صوت أبوهم تحت .. يصارخ وينادي ريماس بأعلى صوت ومن صوته واضح ... أنه بركان وانفجر

ندى ودموعها سايلة على وجهها وقلبها في يدها : ريماس يمه وش سويتي ... أبو . .. أبوي ليش ينادي عليك كذا

ريماس بنفس الخوف ... م ... ما ... أدري

ندى قفلي الباب بالمفتاح ياندى مو قادرة أتحرك من مكاني

وهي صادقة الخوف سمرها مكانها وهي حاسة أن أبوها عرف فضيحتها

ندى اتحركت بسرعة وقفلت الباب بالمفتاح

كلها دقيقة وصوت أبوهم يقرب شوي شوي وصراخه يزداد ويعلى أكثر وأكثر

بأكبر قوة عنده دق الباب

أبو سالم .. يالفاجرة افتحي الباب ... افتحي الباب يالفاجرة ... والله موتك على يدي .. والله لأغسل عارك يا ريماس

ندى وهي ترجف وتهز ريماس بكل قوتها : ريماس .. ريماس وش سويتي ... ريماس ... .. ريماس

ريماس في دنيا غير الدنيا

حست ....

الدنيا كلها تدور

..... ..... ...... ...... قلبها يعورها .... ألم مو طبيعي ... خلاص ما تقدر تتحمل .... مو سامعة شيء ... ازعاج وأصوات ... وصراخ

........ صوت أبوها .... أمها ... سالم أخوها .... وندى .,,,,,,,,, وغرام ....... , و ..................

,,,,,,,,,,,,,,,,,,, طاحت على الأرض ,,,,,,,,,,,....

.................................................. .................................................. .................................................. ..........................................

************************************************** **********************************************

مجد : نجد حبيبتي اتصلي على أحمد هو يحبك ويسمع كلامك خليه يطمنا على لما

نجد : لي نص ساعة اتصل تلفونه مسكر

مجد : والله خايفة يرتكب مصيبة ويروح في ستين داهية ..... وعمار البايخ من ذاك اليوم مسوي نفسه ما يبي يكلمني

نجد : ليش مو هذا الي تبغينه تخربين حياتك بيدك

مجد : أنت فيه ولا في أخوك ... والله خلاص القلق بيقتلني

نجد حتى هي مو رايقة من ذاك اليوم حاسة أنها خلاص ما فيها حيل لأي شيء في الدنيا صارت حابسة نفسها في غرفتها 24 ساعة

مجد : ليش ما تبين تقولين شيء ... طمنيني بكلمة واحدة والله حرام عليك ... أعصابي تلفت

نجد : اتصلي على عمار

مجد : أنا من الصبح اتكلم فرنسي ... ما يبي يرد علي والله لأوريه

نجد : مجد أرجوك مو رايقة لك ... اطلعي برة ما أبي أسمع صوتك والله أعصابي مو متحملة

مجد ملاحظة أختها لها اسبوعين حالتها مو طبيعية من يوم رجعوا من المزرعة وهي حالتها زفت كذا ... : آسفة

خرجت وتركتها ونزلت لأمها الي حتى هي بتموت على ولدها

لقتها جالسة مع أم خالد

أم خالد : كيف عروستنا

مجد أصلا ما تحب أم خالد ولا أي انسان يقرب لخالد و شوي بتكره نفسها لأن خالد ولد عمها : أهلين خالتي

جلست عند أمها وابتسمت لأم خالد بدون نفس

أم خالد : والله حسرة على ولدك أحمد ما تزوج إلا هالمقرودة وبعد كل عيوبها تطلع حقت شباب ومخدرات

مجد بشهقة : ايش لما بنت عمي تسوي كذا مستحيل

أم خالد : والله ناصر كان يبي يزوجه سجود بس هو الي رفض وعزم ياخذها

مجد : أكيد في سوء تفاهم لما ايوة مجنونة شوي بس مستحيل تكون كذا

أم أحمد : قدره ... بس والله يتزوج ستها وتاج راسها وكلها شهر ويطلقها ويتزوج سجود

مجد ( ما أخس من ذي الا ذي ) : لا تفاولون عليها هي بنت عمه وما راح يفضحها وحتى لو بيتزوج الشياب ما راح يخلونه يتزوج واحدة من العيلة ويطلقها لأن كذا الناس راح يشكون أن في شيء وسمعة الرازي راح تكون في الأرض

أم خالد : لا أرض ولا سما الحين خالد طلق نجد والدنيا ما تهدت وقريب انشاء الله بنزوجه الي تستاهله

مجد ( القرد عند أمه غزال ): ونجد انشاء الله ... الله راح يعوضها بالأحسن

أم أحمد : عيب يا بنتي

أم خالد : وش تقصدين

مجد : لا يا خالتي ما أقصد شيء بس أختي نجد متقدم لها تاجر اسمه يتوزن بالذهب في السوق أكيد سمعتوا عنه ... أبو سلطان

أم خالد : بكيفها الله يتمم لها على خير بس أولادها أكيد راح يظلون مع أبوهم

مجد : لا قصر زوج أمهم واسع وبنفسه قال ما عنده مشكلة يعيشون معه راح يكونون مثل عياله لأن ما عنده عيال

أم أحمد : مجد روحي لغرفتك يكون أبرك

مجد قامت وطلعت وهي ميتة من الطفش في كل مكان تروح له تنطرد ..

دخلت غرفتها وقفلت الباب

أخذت تلفونها ... أكيد الحين بالدوام بس .. بتزعجه

اتصلت عليه

الجرس ... 1 ... 2..... 3... 4 ... 5

قفل الخط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

اتصلت للمرة الثانية

لقت التلفوم مقفل .... والله اشتاقت تسمع صوته حتى لو أنها تعلل كذا بأنها اشتاقت لأزعاجه .. طقت فكرة جهنمية في راسها ... ليش ما تروح له هي

لبست عبايتها ونزلت وراحت مع السواق أصلا كل حد في همه وما أحد راح يسأل عنها

..................................

سألت عن الدكتور ... عمار الرازي ... ودتها الممرضة لمكتبه ... أكيد راح ينجن اذا شافها ضحكت لا شعوريا وهي تتخيل ملامح وجهه يوم يشوفها راح ينفجر أكيد

دقت الباب ما سمعت رد ... فتحت الباب ... ما لقت أي أحد

مجد : آآآف .. أكيد مع واحدة من الدكتورات

حست بأنها تكرهه أكثر وهي تفكر أنه الحين يسولف ويضحك مع واحدة من الدكتورات ... استهزأت من نفسها أصلا ما في مبرر يخليها تحس بالغيرة

بس أصلا كل امرأة تحب تحس أن الرجال ملكها هي وبس حتى لو ما تحبه وتكرهه

سمعت أصوات باتجاه المكتب .. صوت عمار ومعه واحدة ... حست أنها تشتعل من الغضب

دخل و معه شوية أوراق في يده ... ومعه دكتورة تتناقش معه

التفت .. وشافها .. ما عرفها لأنها متغطية بالنقاب

عمار : شكرا لك دكتورة ابتسام .. بعاين الحالة الي عندي وبعدها بكون عندك

مجد والغيرة تاكل قلبها : لا والله ..

مشت لعندها ورفعت غطوتها : الحين هذي الي ما ترد عن تلفوناتي لأنك ميت في حبها ... كان تقول يا شيخ والله ما راح اتضايق

عمار بصدمة : مجد

الدكتورة : ما اسمح لك تتكلمين عني بهالطريقة

مجد : أنا ما أكلمك حياتي اكلم زوجي بس ما يكون يكذب عليك وما قال لك أنه متزوج

عمار بعصبية : مجد خلاص لا تخليني اغلط عليك

مجد : لا اغلط مين مانعك

رفع يده وبكف واحد سكتها

ناظرته والدموع مالية عيونها ... ماتت من القهر .. يضربها ويحرجها كذا قدام واحدة ما تسوى

الدكتورة خرجت وراحت

عمار ما اهتم في مجد وخرج ورى الدكتورة

جلست مجد على الكرسي وهي تبكي وتشهق .. في حياتها ما أحد مد يده عليها والحين يجي واحد ما يسوى ويضربها وعشان مين عشان واحدة يحبها على زوجته

دخل وقفل الباب وراه وشدها من يدها بقوة : وش هذا الي سويتيه

ما ردت لأنها بس تبكي

عمار : لو تبين تخليني أكرهك .. فأنا ابشرك لأنك فعلا نجحتي وتاخذين الدكتوراة في كذا

فك يدها وجات تخرج

عمار : راح أعطيك الي تبينه يا مجد ... مجد أنتي ....

مجد : تكفى لا تكملها ... تكفى لا تكمل

عمار : أنتي طالق يا مجد

كان هذا الي تتمناه بس ما تدري ليش الحين مو طايرة من الفرح مثل ما كانت متوقعة ... ليش حاسة قلبها مجروح وكأنه انطعن بسكاكين مو سكينة واحدة ... ليش حاسة أن الدموع الي تبكيها دم ... ليش .. ليش حاسه أنها تحبه

خرجت والدموع مالية وجهها ...

عمار جلس على مكتبه وهو حاس بأنه مخنوق ... ليش ما مسك أعصابه ليش اتسرع كذا وهو الإنسان المعروف بعقله وأخلاقه الواسعة

************************************************** **********************************************

87878787878787878787878787878787878787878787878787 8787878787878787878787878787878787878787878787

الــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــفـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــل الــــــــــــــــــــــــــــــــــرابـــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

87878787878787878787878787878787878787878787878787 8787878787878787878787878787878787878787878787

************************************************** **********************************************

الجزء الأول

{1}

شوي شوي ... بدت تفوق وين هي .. وش حصل ... بدت تتذكر ... حاولت تنتحر

ناظرت المكان .. ناظرت روب الحمام الي لابسته ... ناظرته ....لقته واقف قدامها ويناظرها ببرود

أحمد : تبين تموتين ها

صوته ... صمم على اذنها ..

حاسة بألم وصداع وألم في بطنها ... لها ثلاثة أيام ما أكلت شيء .. حاولت تقوم من السرير .. رجعت طاحت ماعندها حتى قوة عشان تقوم

أحمد : تبين تنتحرين كذا ببساطة .. تموتين وينتهي الموضوع

لما : ما تفهم أنت صوتك ما أبي اسمعه ... بليز بليز ما ابي اسمع صوتك

أحمد : ومين أنتي عشان تقررين تبين تسمعين صوتي ولا لا

جلس جنبها على السرير .. وصار يلمس خدودها بأصابعه .. وقال بهمس : أبيك تصيرين قوية أيامنا كثيرة مع بعض

ما حست إلا وهي تتفل على وجهها

أحمد وهو يمسح وجهه : أنا بروضك .. مخالبك هذي بقصها لك والحين أحسن لك تاكلين لوحدك عشان ما أكلك بيدي

مسكها وأسندها على السرير .. مد يده واتناول كاس العصير وعطاها اياه

ناظرتها وبكل برود سكبته على الأرض ورمت الكاس على السراميك وهي متمتعة بصوته يتكسر

اتنفس بصوت عالي وأخذ نفس عميق يضبط غضبه ... أخذ كاس الحليب

وقال وهو يبتسم بسخرية : هالمرة اسمحي لي بوفر عليك التعب

ناظرها ورفع الكاس فوق راسها وصبه على راسها لآخر قطرة في الكاس

غمضت عيونها واتنفست ومسحت وجهها بالبطانية : أحمد ما أدري ايش اسمك ممكن تتركني أموت بكيفي

أحمد : لما .. آسف ما أقدر حياتك صرت مسئول عنها

لما وهي تصرخ : اكرهك ... اكرهك ... اكرهك .. ما عندك كرامة ما تفهم

قامت من السرير وهي تصرخ : اذبحني لو أنت رجال مثل ما تحسب نفسك اذبحني .. اذبحني ..

ما قدرت توقف ... طاحت

أحمد وهو يضبط أعصابه غصب وهو يتأمل الكره الي شايفه في عيونها الخضر: ما راح اريحك

قالت وهي مو قادرة تتنفس : لأنك مو رجال

ضرب برجله الأرض : لا تخليني اتهور

لما : لا اتهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

اغمى عليها :

شالها وحطها على السرير وهو مستعجب من فين تجيب هالبنت القوة .. كيف قادرة تتحمل

هالمرة غصب بيخليها تاكل

خرج وكلها عشرة دقايق ورجع وفي يده حبل

مسك يديها وربطها بطرف والطرف الثاني ربطه على حافة السرير فوق ... عشان ما تتحرك وتزعجه بحركتها .. مسك رجلها وربطها على الحافة الثانية للسرير

ناظرها .. ملامحها ملامح طفلة ... وخاصة وهي نايمة .. فمها التوتي الصغير ... وأنفها وشعرها الي مو مرتب ومجعد بسبب كاس الحليب البارد الي سكبه على راسها .. والروب الأبيض مرة حلو مع شعرها الأسود

كل هالسنوات قدامه آية من الجمال وهو مو منتبه لها ... امكن لو انتبه ما كان حصل كل هذا

طرد كل ها الأفكار من راسه انجن ولا ايش هو .. هذي لما الي يعرفها .. الي ما تحب أحد وما تختلط بأحد .. أصلا ما كان أحد يشوفها عشان يعرف أنها حلوة أو لا .. كان يلمحها احيانا بس وما يدقق النظر لأنها اصلا ... ما تهمه

بدت تفوق

وناظرته بحقد وهي شايفة نفسها مو قادرة تتحرك

لما : فكني وش تبي مني اتركني في حالي

أحمد : افتحي فمك ما أبي افتحه غصب

أخذ الملعقة وأخذ من سلطة الفواكه الي على الصينية

أحمد باستهبال : افتحي .. همممم

لما ناظرته بحقد ما ينوصف وقفلت فمها بقوة

مسك الملعقة بيد وضغط على خدودها الصغيرة بقوة بيده الثانية وهي تحاول ما تفتح وفي النهاية ما قدرت فتحت فمها

مسك فمها لحد ما تمضغ الأكل وتبلعه وهو يناظر كيف حمرت خدودها البيضة وبانت آثار اصابعه عليها

حاسة باحراج وكره ما ينوصف : خلاص باكل وحدي

أحمد : وأخيرا اعلنت الإنسحاب عن شيء

أخذ ملعقة من الجاتوه الي بالشوكلاته

لما : لا ما أبي هذا

ضحك غصب عنه : غريبة مو باين أنك تخافين من السمنة .. لأنك بصراحة مو باين أنك .... بنت

لما وهي تحاول تقلده: ههههههههه .. عندي حساسية من الشوكلاته ما آكلها

أحمد يبي يقهرها : أوه يعني اليوم راح تكون أول مرة تجربينها

ناظرته بنظرة تترجاه مو نظرة التحدي الي كل مرة

ما يدري كيف بس العيون الخضر عملت فيه عمايل نزل الملعقة وأخذ ملعقة من سلطة الفواكه

لما جات تتكلم ...صوتها طلع صوت دلع من غير ما تحس مو مثل صوتها الي تخليه حاد قاصدة : طيب فكني باكل وحدي

ناظرها باستغراب بس ما نطق

حمرت خدودها ونزلت عيونها

أحمد ( آآف .. ومسوي نفسك رجال .. اتميعت في صوتها ومو قادر تقول لا )

حط الملعقة وفك يدينها وحط الصينية على رجولها : كلي

أخذت الملعقة وصارت تاكل وهي تلعن نفسها وحاسة بالغباء وميتة من الإحراج

أحمد وهو يناظر فمها بس وهي تاكل ... صغير مرة .. يتمنى شيء واحد ............. ؟

لما حطت الملعقة : خلاص شبعت

أحمد : ملعقتين بس ... خلصي صحن الفواكه كله وأنا بنزل أجيب عصير .. من دون خيانة كلي

راح وتركها وهي كملت أكل لأنها تعبت من العناد

************************************************** **********************************************

اليوم طايرة من الفرح وأخيرا سمر راح تطلع من المستشفى

فيصل : راح أغار أنا .. عيونك طايرة من الفرح وأنا ما لي شوية من هالفرحة

سلمى : فيصل والله مشكور

فيصل مسوي نفسه زعلان ومعصب : وش قلت أنا ما أبي اسمع شكرا هذي

سلمى خايفة من زعله ما تبي تزعله تبيه بس مبسوط : خلاص خلاص لا تزعل

فيصل : خلاص قفلي على الموضوع

سلمى لسانها نطق بالي في قلبها من دون اذن : حبيبي لا ...

انحرجت وسكتت بسرعة

فيصل وهو يبتسم : وش قلتي ما سمعت

سلمى : أنا أصلا ما اتكلمت

قرب عندها وغمز بعينه : بتقولين ولا ....

سلمى وهي تبعد : خلاص خلاص ... بقول ....... حبيبي

فيصل : وأنتي حبيبتي وحياتي وعمري

سلمى : فيصل لا تقرب .. فيصل لا .. راح نتأخر على سمر

فيصل : قدامنا ساعة ونص نقضيها في شيء مفيد

سلمى وفي عيونها رجاء : لاااا ...

فيصل : آآف من هالعيون بعد كذا حطي عدسات سوداء .... خلاص .. بس يرضيك حبيبك يتعذب

سلمى : ايوة يرضيني

فيصل : بكل جرآة تقولينها ... راح أزعل وزعلي صعب

سلمى : ما كنت أعرف أنك طفل ومدام كذا بعاملك على أنك طفل لحد ما تكبر

فيصل : خلاص تبت ما راح أعيدها

سلمى وهي تفتح الدولاب وتطلع له ثوب عشان يلبسه لأنه نقل أغراضه لغرفتها : يله مدام كذا البس واكشخ عشان نروح

فيصل : آآآآه هذا انتقام مني .. أمي ما كنت البس واخرج وادخل على كيفها والحين راح تتحكمين أنتي في ... هذا حق عنادي لأمي

سلمى : عاجبك عاجبك مو عاجبك روح اشتكي في المحكمة

فيصل : وعلى ايش كل هذا .. البس أحسن لي أصلا خسارة القضية مضمونة 100%

......................................

دخلت الغرفة ولقت سمر واقفة على رجولها وترتب أغراضها في الشنطة

سلمى : سمورتي حبيتي وأخيرا

سمر هي صحتها اتصلحت بعد ما كانت نحيفة .. الهالات السوداء الي تحت عيونها من المرض اختغت .. تتكلم عادي بدون ما تتنفس بسرعة وبتعب

بكت واترمت في حضن سلمى : سلمى أختي .. شكرا لك .. أنتي عارفة اشتقت للبكاء مثل ما اشتكت للضحك .. أبي أركض أبي ألعب أبي اصيح

سلمى : شوي شوي كله بعدين مو الحين

سمر بلقافة : وين زوجك أبي اشكره واسلم عليه

سلمى : لا والله البسي عباتك واتغطي أول

سمر وهي تحرك شعرها البني باستهبال : لا تغاري أنا أصلا ما راح أخليه يشوف جمالي أخاف من العين

سلمى وهي تحمد ربها لأن أختها رجعت لها : أصلا حبيبي ما يناظر غيري

سمر : آآف آآف والله اتطورنا وصرنا ما نستحي من أخواتنا الكبار

فيصل واقف جنب الباب برة وميت من الضحك على جنانهم

سلمى : اتغطي أحسن لا يركض فيصل أذا شاف وجهك

سمر : آآه حبيب القلب اسمه فيصل

سمر واتسوي نفسها تقلد صوت سلمى : حبيبي فيصل .. عمري يا فيصل ..

رمتها سلمى بالمخدة

سمر تبي تخوفها مسكت قلبها وسوت نفسها تتألم

سلمى بخوف : سمر وش فيك آسفة .. سمر

سمر ما مسكت ضحكتها .. والله لو تشوفين شكلك وأنتي خايفة تنفجرين من الضحك

أخذت الوسادات وصارت تضربها .. رمتها وصارت تبكي

سمر : سلمى آآف ما حد يمزح معك ليش تبكين الحين

سلمى : يا حيوانة لا تعيدينها مرة ثانية أنتي مو متخيلة كيف كنت خايفة عليك مو متخيلة كيف كنت اتألم وأنا اشوفك تتألمين

سمر : والله لو كان عندي أخت ما راح تكون مثلك .. الله يسامحها أمي مرة قست عليك

سلمى : لا تقولين مو أختك كذا تزعليني أكثر .. وبعدين أنا ما راح أزعل من أمك لولاها ما أدري وش كان راح يحصل لي في الشارع

سمر : آآآف لا تشغلي اسطوانة من اسطوانات عبد الحليم حافظ ... امسحي دموعك .. عيونك تصير تخوف يوم تحمر من البكا وراح يذبحني السيد فيصل إذا عرف أني السبب

دق الباب

فيصل : ممكن ادخل

سلمى : لحظة بس .. البسي عباتك بسرعة

سمر لبست عبايتها واتنقبت

سلمى : ادخل ... سمر هذا فيصل

فيصل : الحمد لله على سلامتك

سمر شجاعتها ولسانها وراء الكواليس بس .. بس عند الجد أكبر جبانة وما تقدر تتكلم

أخذ الشنطة وحملها ومشى قدامهم ...

سمر : من وين حصلتي على هذا مرة جنان والله عذاااااااااااااب .. أحلى منك بس لا ينخطف منك

سلمى : تراني أغار أحسن لك اسكتي

************************************************** **********************************************

نجلاء : خلود حبيبتي ليش زعلانة

خلود : أحمد اتزوج يا نجلاء

نجلاء : الحين هذا الي مزعلك وحابسة نفسك في الغرفة أسبوعين لخاطره

خلود بدلع : بس كنت أحبه يا نجلاء

نجلاء بحب وتفهم : هذا وهم مراهقة أو لعبة لطفلة صغيرة اتعلقت بها وهاللعبة انكسرت وراح تكبر ومع الوقت راح تنسى

خلود : مستحيل أنساه

نجلاء : كنت أنا مثلك متعلقة بزياد الي كان لي مجرد وهم مو حب مثل ما كنت اظن والحين شوفي اتزوجت رجال في الدنيا ما راح القى اطيب منه وكلها كم شهر واجيب لي طفل يملي علي حياتي

خلود :: بس بس انتظري ايش .. راح اصير خالة ... مستحيل .. احلفي

نجلاء : والله راح تصيرين خالة مازن أو العنود

خلود وهي تضمها: مبروووووووك مبرووووووك

نجلاء : خلاص عورتيني يالمجنونة والله لو عارفة أنك بتفرحين كذا كان قلت لك من الصبح

... ممكن ادخل

خلود موتها وسمها في الدنيا يزيد تخاف منه موت .. اتغطت وسوت نفسها نايمة

نجلاء : ادخل

يزيد : الحين صوتها طالع لبرة والحين مسوية نفسها نايمة

قرب لعندها وأبعد عنها البطانية : قومي بلا استهبال

خلود قامت

يزيد : خلود حياتي وش رايك في مشوار اليوم أنا وأنتي وبس

خلود باستغراب : ليش وش تبي مني

نجلاء : عيب كيف يعني وش يبي منك هذا أخوك

يزيد : قولي لها هذا لبنت تعاملني كأني عدوها مو أخوها ... أحس احيانا أنها تكرهني ما ادري ليش وودها تغمض تفتح تلقاني مو موجود بهالدنيا

خلود : لا تقول كذا خلاص بروح معك

مسكها وباسها على راسها : أختي الصغيرة ايوة احيانا اكون قاسي بس والله خوف عليك مو أكثر أنا الكبير وعارفة بعد أبوي مات لازم اكون قد المسئولية

خلود : آسفة والله عارفة بس والله اخاف منك يوم تعصب

يزيد : خلاص وعد ما في عصبية

نجلاء : شفتي بس حبستي نفسك في الغرفة أخوك خاف عليك لأنه يحبك مو مثل ما تفكرين

يزيد : يعني هذي الحلوة شاكة أني احبها ... والله لو تطلبين عمري كله اهديك اياه من سكوت

نجلاء : وأنا

يزيد : أنتي لك زوجك يعطيك عمره وش دخلني

نجلاء : ولو كان معطي عمره لأخته الصغيرة وش اسوي أنا

يزيد : دوري لك على زوج جديد

أخذت المخدة ورمتها عليه : فال الله ولا فالك

خلود أول مرة تضحك ويزيد موجود دايما كانت تغار من يزيد ونجلاء ... تحس نفسها مو قريبة منهم ... من يوم هم صغار مع بعض لأن أعمارهم قريبة من بعض إلا هي ما أحد معها إلا سجود ... حركاتها ايوة مو لذيك الدرجة مؤدبة ولا هي ملاك بس يفهمون على بعض

نجلاء : يزيد ما تبي تتزوج

خلود : ايوة يا اخوي .. أبي اصير عمة مثل ما راح اصير خالة

يزيد : والله صدق مبروك .. الحين ليش ما قلتي وخليتيني احذفك بالمخدات

نجلاء استحت وناظرت خلود تلومها

يزيد : راح تسمينه يزيد

نجلاء : لا ... أبوه يبي يسميه مازن

يزيد : حسافة كنت راح اسمي بنتي نجلاء بس الحين غيرت رايي راح اسميها خلود

خلود : وأنا ولدي بسميه يزيد

يزيد شوفوا البنت الي ما طلعت من البيضة مخططة من الحين لأسامي أولادها

خلود : ايوة عندي لك العروس وش رايك في سجود بنت عمي ناصر

يزيد : البنت ذيك ما حبها من يوم كنا صغار ... أنا يوم اتزوج بتزوج باختياري مو اختيار طفلة صغيرة

خلود : وش طفلة بينا ثمانية سنوات بس وبعدين سجود وش عيبها والله ملكة جمال

يزيد : اعرفها واعرف شكلها

خلود : يوم كانت صغيرة مو الحين

يزيد : للأسف ما تهمني ... يله قومي اتجهزي بنخرج

خرج يزيد

نجلاء : أنتي عارفة سجود ما تناسب يزيد ولو هو وافق أنا راح اخليه يرفض وفي الأحسن من سجود ... تعرفين عيوبها مثل ما أعرفها أنا ... هي بنت مدلله وسطحية ومغرورة وما أحد في العايلة يحبها .... طبعا غيرك

خلود : لو تعرفين سجود مثل ما أعرفها ما تقولين كذا

نجلاء طفشت منها أصلا سجود مو موضوع للتناقش لأنها واحدة باختصار ما تنفع ليزيد ...

************************************************** ********************************************

الدموع ما راح تريحها مهما بكت ما راح ترتاح

ندى : ليش يا ريماس كذا .. ليش وين كان عقلك وين كان تفكيرك ... أبوي انشل يا ريماس

ما في شيء بيمسح حزنها وألمها

أخوها سالم مات ... سوا حادث بالسيارة ومات .. أبوها ما قدر يتحمل الصدمة ... صدمتين في نفس اليوم

صدمة بنته الي مرغت باسمه التراب ......

وصدمة ولده الي مات .... وهو ما كمل 15 سنة

ندى والدموع مالية وجهها : ليش ما متي ليش .... سالم مات يا ريماس

ريماس : كفاية يا ندى كفاية والله حرام عليك .. أبي أشوف أبوي

ندى : تبين تموتينه مو كفاية

ريماس : أبي أبوس رجوله أبيه يسامحني

ندى : هو في العناية ولحد الحين حالته مو مستقرة .... امكن يموت في أي لحظة

ريماس : الله ينتقم منك يا سعد الله ينتقم منه ... يا رب خذ لي حقي منه ... صدقيني يا ندى غصب عني .. كذب علي قال لي بوديني اتعرف على أمه واخواته ما قال لي الشقة فاضية ما فيها أحد .... ما قدرت اهرب ... صرخت ما فيه فايدة ... بست رجوله ويدينه يتركني رفض ... يسمع لي

ندى : كنتي عارفة أنك حامل

ريماس : ايوة وقلت له واترجيته يستر علي .. رفض وطردني مثل الكلاب ...

ندى : طفلك راح .. من الخوف الي جاك

ريماس : الحمدلله أنه راح الله يلعنه ويلعن أبوه

ندى : أقاربنا سألوا عنك في العزى قلت أنك في غرفتك مو قادرة تخرجين من الصدمة ... ما قلت لأحد أنك في المستشفى ما أدري وش راح يحصل لو عرفوا بهالفضيحة .. أنتي عارفة لو مو سالم مات كان الحين ناخذ العزى فيك مو فيه .. والله أبوي كان ذابحك ذابحك

ريماس : اسكتي .. اسكتي كفاية ارحميني شوية والله مو قادرة اتحمل

ندى : عذاب الضمير ما ينفع ... الماضي ما راح يرجع احنا خلاص ادمرنا وانتهينا

ريماس : ليش حنا مو كنا مدمرين من قبل كذا ... أبوي السبب في كل الي حصل لنا السبب في فضيحتي والسبب في موت سالم .. لو أني لقيت حضن دافيء الجأ له لو ما كان شكه فينا وكرهه لنا يلاحقنا في كل البيت ما كان دورت الحب والحنان برة البيت بعيد عن حضنه ... وسالم الي عمره ما قال له لا سمح له يسوق سيارة وهو بعده طفل ما يفهم .. ما منعه ولا نصحه .. قتل صوتنا داخلنا أخونا شفناه يموت قدامنا وما تكلمنا ... ننصحه ونمنعه ما قدرنا ... ليش

بسبب ..........

............ الخوف ..............

الي تولد معنا .. الشيء الوحيد الي زرعه فينا .... الخوف ... بس الخوف

ندى : هذي أعذار ... وين كان عقلك وين دينك لما اتعرفتي على شاب مو محرم من ورى أهلك ... لو متي كيف كان راح تقابلين ربك

ريماس بكت أكثر وأكثر ... بس ...

ما تنفع الدموع بعد فوات الأوان .......

**

هذا الجزء نزلته لخاطر انسانة عزيزة على قلبي لأني وعدتها أنزل جزء صغير لخاطرها .. لا أخركم أتركم مع القصة

************************************************** ********************************************

الجزء الثاني

{2}

فيصل : سلمى أمي عازمتنا اليوم غداء وعازمة كل أقاربنا تبي تعرفك عليهم

سلمى : لا تخاف كلهم راح يحسدونك علي .... ممكن سمر تجي معنا

فيصل : أكيد أختك هي أختي ومن العايلة أكيد

سلمى ناظرته وفي عيونها حب وامتنان ما ينوصف

فيصل يحس بأنه أناني .... هي تحبه بس للأسف ما راح تقدر تصير ..................... معه ؟

سلمى : وين شردت

فيصل بابتسامة : يعني وين في عيونك أكيد .. يله روحي اتجهزي بسرعة الحين الساعة 11 راح نتأخر

سلمى : اجهز أنت وما عليك مني بروح بس أقول لسمر

دخلت لها في غرفتها : سوسو قومي

سمر وهي قاعدة على السرير وتقرأ كتاب في يدها : آآف لا تزعجيبني .. البنت راح تموت البطله عندها سرطان .. والله تحزن

سلمى : والله مجنونة .. قومي معزومين عند أم فيصل ... قومي يا مجنونة

سمر : ما أبي أروح .. أخاف يضحكون علي أكيد هم أغنياء ومغرورين .. أنا مو من مستواهم

سلمى : ولا أنا بس فيصل راح يزعل لو ما رحنا .. يله .. عشان خاطري

سمر : آآآف خلاص بروح

...............

على الساعة واحدة ونص وصلوا للقصر

لبست سلمى طقم .. تنورة وبلوزة لونها بين الأزرق الغامق والبنفسجي ومكياج يتناسب مع اللون وفكت شعرها مثل ما يحب فيصل أما سمر لبست تنورة جينز وتشيرت موف فاتح ورفعت شعرها

أم فيصل رحبت بهم بكل حب وعرفتها على الأهل خالات فيصل .. وعماته وبناتهم وكل الأهل

منار دخلت وسلمت عليهم : يمه خليها تجي تسلم على البنات برة .. لا تخافين برجعها لكم

خرجوا ... منار وسمر وسلمى

سمر : آآف الحين بس أقدر أتنفس

منار مدت يدها وقالت بدلع تستهبل : أنا منار الحلوة وأنتي

سمر : وأنا سمر

منار : تعالي سلمي على بنات خالاتي وبعدها ترجعين

سلمى : تكفين لا ... بجلس معكم

منار : مستحيل أنتي حرم فيصل الجاسم لازم تكونين هناك معهم ولا أمي بتذبحني

دخلوا وسلموا على البنات

مريم بغيرة : هذي هي العروس .. حلوة والله تستاهل حبيبي فيصل

منار : احترمي نفسك يا مريم ..

سلمى ما ردت عليها

مريم : فيصل ما عنده عزيز في أي وقت يبيعك ويجيب غيرك ... منار احكي لها

سلمى : وش تقصد هذي

مريم : لا ما قالوا لك أنه كان متزوج قبلك حياتي .. كان متزوجني أنا

سلمى وهي تحاول تداري ضيقها

منار عارفة أنها غلطانة وش خلاها تجيب سلمى هنا وهي عارفة الحاقدة مريم موجودة : سلمى لا تعطيها وجه .. وش يعني فيصل اتزوج ولا لا .. المهم أنه الحين يحبك أنتي .. أنتي وبس

مريم : لا يكون كذب عليك وقال يحبك هذا بعد ما يطفش راح يبيعك

سلمى ما قدرت تمسك دموعها لأنها عارفة كلامها صح ... خرجت وتركتهم وسمر راحت وراها

منار : سلمى لا تعطيها وجه هذي حاقدة فيصل ما تزوجها إلا عشان يرضي أبوي بس ما حبها في يوم وطلقها بعد الملكة بشهر حتى زواج ما كمله ..

سلمى : لا معها حق يوم يطفش مني راح يتركني

منار : لا .. أخوي أعرفه وأحس فيه .. وأنا متأكدة أنه يموت فيك مو يحبك بس

سمر : ليش في أحد بيشوف هالعيون وهالشعر وما ينجن

منار : امسحي دموعك .. يله نقهرها ... اضحكي

سلمى ابتسمت وراحت معها ولا كأن شيء حصل

اتجنبت مضايقات مريم ورجعت جلست مع الحريم وتركت سمر مع البنات وهي بتموت من الخوف من الحريم ومن نظراتهم لها ... يفحصونها فحص كامل من راسها لرجولها

وأم فيصل تقرأ لها من العين .. اتمنت حنان صادق من قلب يحبها والحين لقته

************************************************** ********************************************

دخل عليها لقاها جالسة على الأرض

أحمد كل ما تمر دقيقة يحس أن هالبنت فعلا مجنونة : ليش جالسة على الأرض

لما : بكيفي

أحمد : قومي حطي لي الغداء

لما : لا ... تعرف طريق المطبخ روح اتسمم

مرة تستفزه وترفع ضغطه بس لحد الحين ماسك أعصابه ... : لما قومي يكون أحسن

لما : أنا اكره اسمي يوم تنطقه بلسانك

أحمد بحركات طفولية بلهاء : لما .. لما .. لما

لما : ما عندك شغلة غيري .. انقلع شوف شغلك وأهلك واتركني .. اطمنك ما راح اخرج

أحمد : مو خايف تخرجين .. لأن البيت مقفل كله والمفاتيح معي ... بس خايف اخرج القاك سويتي في نفسك مصيبة

لما : ما راح تجلس عندي العمر كله

أحمد : شايفة الحبل الي هناك يحل المشكلة

لما : طيب ملابسي أبي شيء البسه

أحمد : روب الحمام هذا مرة يجنن عليك ... بس لا تخافين وصيت نجد تشتري لك ملابس وبعدين السواق بجيبها

لما : طيب جودي

أحمد : مستحيل عمي حالف ما يخليك تشوفينها ... خايف تخرب أخلاقها

لما : تفو عليك وعلى عمك

شدها من شعرها بقوة : لا تغلطين لصبري حدود يا بنت الناس

لما : شكلك ماتفهم .. لا أنت ولا مليون واحد من أمثالك تخوفوني

أحمد وهو يشدها من شعرها : مو بالضرب يا حياتي

لما : لا تلمسني ... ابعد عني ... يا حقير يا نذل

أحمد : لا تخليني اعيد مشهد ذاك اليوم ... يكون برضاك أحسن

قامت من الأرض : ابعد يكون احسن .. أنت كيف ما عندك كرامة .. كيف ترضى تلمس واحدة تكرهك وما تبيك

أحمد وهو يقرب منها وهي تبعد وتصارخ وتشتم فيه

اتعثرت بالسرير وطاحت

.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ...................

أحمد : ما أبي اسمع لا ...إذا بغيتيني ابعد عنك

لما وعيونها الخضر ساكنها ذل وانكسار وحزن ما ينوصف : وعد تتركني في حالي

أحمد : على حسب .. بتسمعين الكلام وتنفذين الي اقوله بالوحدة

هزت راسها والدموع مالية وجهها

أحمد باستهزاء: شفتي ما تقدرين توقفين في وجهي مهما كنتي ومين كنتي يا بنت .... الرازي

أحمد بخرج ... بجيب ملابس لك .. تقدرين تتفرجين على البيت إذا تبين

راح لغرفته .. اتروش بسرعة وخرج وتركها

بكت وقلبها ينبض بالكره والإحتقار لهالنذل .. لو بس تلقى تلفون تتصل على سعد .. يقدر يهربها وبعدين جواز سفرها معاه .. تقدر تسافر وتهرب .. بس جودي .. كيف راح تتخلى عنها ...

اتذكرت كرهها لأمها الي تخلت عنهم .. جودي راح تحس بنفس الإحساس تجاهها إذا تركتها .... راح تتحمل ما راح يظل العمر كله وراها راح يمل ويطفش .. امكن يطلقها .. يتزوج واحدة ثانية ويتركها في حالها لذاك الوقت راح تقبل أوامره من سكوت

************************************************** ********************************************

نجد : مجود خلاص كفاية بكا .. مو خلاص رجعك لذمته ليش زعلانة

مجد : بعد ايش بعد ما ضربني واهاني قدام حبيبته الدكتورة

نجد : اتعوذي من الشيطان ولا تخلي الغيرة تخرب عليك حياتك

مجد : يضربني أنا .. في الدنيا ما أحد مد يده علي

نجد : امكن هذا سبب عنادك .. ومسوية فيها البنت ما تحبه.. والله كنتي راح تنجنين

مجد : والله حسيت باحساسك لفراق خالد

نجد : خلاص نسيته

مجد : بتوافقين على أبو سلطان

نجد بحزن وضيق : ايوة

مجد : وخالد

نجد : أنا وخالد انتهينا من قبل حتى ما نتزوج

مجد : مو فاهمة ايش قصدك .. خالد كان حياتك وروحك وكل شيء في دنيتك

نجد : والحين بدور دنيا جديدة

مجد : أنتي عارفة أنك مستحيل تنسين خالد

نجد : الزمن ينسي

مجد : طيب ليش خمس سنوات ما نستك له وللحين غرقانة في حبه

نجد : على كل حال أنا وافقت وخلاص

مجد : الله يسعدك ... ما في خبر عن أحمد ولما

نجد بابتسامة : شكلهم اتصالحوا .. قال لي اشتري لها ملابس .. رحت السوق أمس وشريت لها اشياء متأكدة أنها ما راح تعجبها

مجد : الله يسعدهم

نجد : والله يسعدك أنتي بعد

مجد : ما اظن ... عمار صار يكرهني .. حصلت على الي ابغاه بس بعد ايش بعد أنا الي صرت احبه

نجد : بحبك تقدرين تملكين قلبه وكل أحاسيسه

مجد : ما اعتقد .... وأكبر دليل أنتي وخالد كان حبك له من كثره يفيض ويغرق الدنيا بالحب والحنان

نجد بابتسامة كلها سخرية : مو فاهمة ولا راح تفهمين شيء

سمعت دق على الباب

فتح الباب ودخل

أحمد باستهبال : ممكن ادخل

مجد وهي تمسح دموعها وقامت لعنده حضنته : وينك والله مت من الخوف عليك

أحمد : ابعدي خلاص خنقتيني

نجد : الحمدلله على سلامتك يا أحمد

أحمد : ليش الحين أنا اتزوجت ولا دخلت المستشفى

مجد باستغراب من لهجته : الحين بسرعة كذا غيرت رايك

نجد : الله يسعدهم قولي ما شاء الله لا تحسدينهم أعرف عينك حاارة

أحمد : اتركونا من السيرة الي تجيب الضغط وقولوا لي ..كيفكم بنات ... وش مسويين

مجد ارتمت في حضنه وبكت بقوة

أحمد مات من الخوف عليها : مجد وش فيك ..

مجد : عمار يا .. أحمد

نجد : الموضوع انتهى خلاص .. لا تكبرين الموضوع

أحمد : ليش ايش فيه عمار لا يكون مريض

نجد : عمار طلق مجد ورجعها وانتهى الموضوع

أحمد بعصبية : لا.. هذا وأخوه يحسبون بنات الناس لعبة

نجد : اسألها وش سوت أول وبعدها لومه

أحمد : وش سويتي

مجد مو عارفة كيف بتبسط عليه الموضوع عشان لا يعصب عليها ويخانقها .. تدور لها على كذبة سريعة يكون أحسن

أحمد بعصبية : وش سويتي .. أعرفك مجنونة .. وعمار باله طويل أكيد زعلتيه

مجد وتزيد دموعها عشان يحن قلبه عليها وما يصارخ ولا يعصب : كنـ.. ... كنت تعبانة ورحت للمستشفى .. قلت أمر اسلم عليه .. لقيته في مكتبه مع واحدة من الدكتورات ... عصبت شوية .. قام زعل وعصب

أحمد : مو أختي أكيد زودتيها معاه .. أعرفك مجنونة .. بس الحمدلله انتهى الموضوع

نجد وهي تناظر مجد بعدم رضا عن كذبها : اتقدم لي واحد يا أحمد ووافقت .. أبوسلطان تعرفه صح

أحمد حس بالذنب لأنه ترك أهله أخته واحدة تتطلق وهو آخر من يعلم والثانية تنخطب وهو آخر من يعلم بعد : مبرووك

خرج وخرجت نجد وراه ء ونادته لغرفتها

قفلت الباب

أحمد : وش تبين

نجد : أخوي لا تقسى على لما .. تراها يتيمة أم وأب وعمي وزوجته الله يسامحهم قسوا عليها مرة .. عمرها ما لقت حضن دافيء أو أحد تلجأ له .. لو غلطت فهذا من نفسيتها الصعبة

أحمد : والله مو قصدي أقسى عليها .. بس تخلي الواحد يفقد أعصابه .. والله تنرفز

نجد : أعرفك قلبك طيب .. حاول تعوضها عن الحنان الي فقدته وراح تتغير ..

أحمد : انشاء الله .. بس أبي راسها يلين أول والله مو قصدي اغلط عليها

نجد : مو لما .. مشوارك راح يكون طويل معها .. هذي بنت اتربت على القسوة .. والقسوة هي الي قستها وغيرتها .. اذكرها يوم جات قيل سبع سنوات .. كانت بنت صغيرة تجنن كلها براءة وفي عيونها حزن ما ينوصف وخوف ساكن في داخلها

عيونها دمعت من دون ما تقصد : الله يسامح عمي وأم خالد صنعوا منها انسانة ثانية ومختلفة وكله عشان أمها مو سعودية

أحمد باس على راس أخته عندها اطيب قلب في الدنيا .. بس الله ما قدر لها السعادة وانشاء الله يعوضها هالمرة : عشان خاطرك راح احاول معها

نجد سحبت شنطة حمراء من تحت السرير : ما قدرت اجيب لها ملابس كثيرة يوم واحد في السوق ما يكفي .. لفيت السوق من الصبح أمس .. ومثل ما اتفقنا ملابس ترفع ضغطها مو ملابس المجانين الي تلبسها ..

أحمد : يله اتأخرت .. بروح وبرجع بكرة .. لازم اروح اشوف الشغل وأمر على عمار اشوف قصة اختك مجد تخربها وتجلس على تلها أختك مجنونة واعرف جنانها

نجد وتغمز عينها : شغل ولا اشتقت لحبيبة القلب

أحمد : والله ما عندك سالفة

نجد : علي يعني .. كاشفتك يا عمري ..

حمل الشنطة وخرج وهو يضحك

************************************************** **********************************************

سلاسل من خيوط العنكبوت

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^ ^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^

لفصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــل الخامـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــس

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^ ^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

الجزء الأول

{*1*}

~~~~

مضى شهرين ...

شهرين .. فيها .~~~~.

الفرح .. والحزن * * البسمة ... والدمعة ** الحب .. والكره

لحظات طويلة ... عند الحزن

وتمر بلمح البصر ... عند الفرح

هذي هي الدنيا ... ما يدوم فيها الا .............................. الألم

*****************.........................******** ************

شوي بتطير من الفرح .. معقول هي حامل .. أكيد فيصل راح يطير من الفرح إذا عرف .. بهالطفل راح تحس أن كل أملها من الدنيا اتحقق

صارت تمشي في الغرفة يسار ويمين ....

... مسوية له مفاجأة ...

لبست فستان .. زمردي .. وتركت شعرها مرتاح لآخر ظهرها .. عيونها صارت مثل لمعة الشمع الي مولعة به الغرفة .. ومتوسط طاولة فيها كل الأكلات الي يحبها فيصل

سلمى صارت تمشي يمين ويسار بطفش : هذا ليش اتأخر .. آآف مو عوايده

سمعت صوت السيارة داخلة القصر .. ناظرت من الشباك .. شافت سيارته

مرة مرتاحة وسط أهل فيصل ... أمه وأخته ... يعاملونها معاملة ملكة .. انتقلت مع فيصل وسمر للقصر الكبير ....لقت عندهم الحنان الي دورت عنه لحد ما تاهت خطواتها .. بس الحين كل شيء اتغير

... صارت تصلي فرض بفرض في وقته ... ما صارت تحس أنها تقرف من نفسها وتكرهها مثل أيام زمان ... صارت تحب نفسها لأن فيصل يحبها .. وتحب الدنيا لأن فيصل موجود فيها ولأن حبيبها الصغير راح يكون فيها بعد ثمانية شهور ....

هي لها يومين عارفة الخبر .. بس كانت مترددة تقول لفيصل لأنه ولا مرة فتح معها موضوع عيال .. ما تنكر أنها ما فكرت أن فيصل ما يبي علاقة قوية وشيء يربطه بها .. لأن برغم حب فيصل لها وعدم تقصيره معها في أي شيء .. كوابيس الماضي ما زالت تلاحقها

صارت تعد الثواني .. متى يدخل

سمعت صوت باب الجناح انفتح ... بصوته الساحر ناداها : سلمى

بكل حب دخل الغرفة

فيصل وهو يناظرها باعجاب .. فعلا مر على زواجهم ثلاث شهور بس نظرات الأعجاب الي يناظرها بها كل ما يلمحها .. لحد الحين ما انطفأ بريقها : حظي .. مفاجأة

سلمى : روح اتروش وغير ملابسك .. وتعال بسرعة ..... انتظرك

فيصل باستهبال : طيران

اتروش ولبس ثوبه وكشخ كأنه خارج : أنا جاهز

مضوا السهرة على خير وهي طايرة من الفرح وتتمنى أنه يفرح مثلها لما تعلمه

سلمى : فيصل عندي لك مفاجأة

فيصل : مفاجآة ثانية .. ليش اليوم يوم المفاجآت العالمي وأنا ما أعرف

سلمى وعيونها تلمع بكل فرح : .... أنا يا فيصل ........... حامل

حس أن راسه يدور .. حامل ... بس كيف .. هو ما ...

قال وهو يحس الدم يغلي في عروقه .. كيف يعني حامل

سلمى بصدمة : ليش ما يصير أكون أم ... ما قلت تبي تبدأ معي حياة جديدة

فيصل وهو ينتفض من مكانه ويرمي الطاولة بالي فيها على الأرض : كنت غلطان ... يالخاينة ...

سلمى ما قدرت تحبس دموعها .. فيصل حبيبي وش فيك .. غلطت لأني أبي اصير أم .. غلطت لأني ظنيت أنك نسيت كل الي مضى وتبي تبدأ معي صفحة جديدة

فيصل بكل قسوة : سلمى اطلعي برة من بيتي .. روحي شوفي أب غيري لطفلك .. انقلعي ما أبي ارتكب فيك مصيبة ..

خرج وتركها لأنه ممكن يرتكب جريمة ... هو مولود بعيب خلقي مستحيل يتعالج وما عنده أمل يصير أب في يوم من الأيام ... كان متردد يقول لها كذا .. بس الحمدلله هذا الي كشف حقيقتها الوسخة قدامه

طلع برة وساق سيارته ولا انتبه لأمه الي كانت تناديه

سلمى ظلت تبكي في غرفتها .. ظنته يحبها... بس الظاهر أنه ما يبي شيء يربطه فيها .. بس وين بتروح ما عندها أحد ... زمان كانت وحيدة بس الحين معها طفل وش راح تسوي فيه راح تجيب ضحية لهالعالم .. أب يرفضه وأم ما تقدر تعيشه

************************************************** **********************************************

اليوم الثاني .. الصبح

الساعة 10 ونص

صراخ وصياح مالي صالة البيت

الكل نزل على صراخ أبو خالد وصوت واحدة تبكي

سجود ... وأم خالد وجودي

أبو خالد : اطلعي برة ما راح أخليك تشوفينهم

واحدة شكلها في الأربعينات .. شعرها أحمر وعيونها خضر جالسة على الأرض وماسكة رجوله تبوسها وتترجاه ودموعها مثل السيل على وجهها : اتركني أشوف بناتي يا أبو خالد

أبو خالد : وين كنتي طول سبع سنوات ما فكرتي تسألين عنهم إلا الحين

اليزابيث : أنت عارف أنه غصب عني مو بيدي .. بس أشوفهم مرة واحدة ... بس أبي اشوف لما وأشوف جودي بس مرة واحدة خلي في قلبك شوية رحمة

أبو خالد انسان بدون رحمة أو شفقة .. دموعها ورجاها وحرمانها من بناتها سبع سنوات ما هزوا فيه شعرة واحدة

سحبها من شعرها عشان يرميها برة البيت

ركضت جودي لها : ماما

صفقها كف أبو خالد ورماها على الأرض

قامت عن الأرض وركضت لبنتها ... وشدتها لحضنها

جات أم خالد وسحبتها من حضنها بالقوة ومسكتها وقالت للخدامة تحبسها في غرفتها .. الخدامة نفذت الأمر وسحبتها لغرفتها بالغصب وهي تبكي تبي تظل مع أمها

سحبها من شعرها لحد ما وصل لباب البيت ورماها برة وقال للحارس الي برة يطلب لها الشرطة ولا يفتح لها الباب وهي تصيح وتبكي ...

جودي فتحت شباك غرفتها .. شافت أمها تصيح وتبكي وأبو خالد يسحبها بقسوة .. وهي .. تبي ترتمي في أحضانها تبي تروح معها ما تبي تظل هنا .. حتى لما منعوها من شوفتها .. ما تبيهم صارت تكرههم مثل كراهية أختها لما لهم .. ما تحبهم ما تبيهم

من غير وعي .. بتفكير طفلة صغيرة

طلعت على حافة الشباك ونادت أمها : مااااااامااااااا .. بروح معك يا مااامااا .. لا تتركيني بروح معك

التفتت أمها لجهة الصوت : جودي ارجعي يا جودي ... جودي لاااااا ... لاااا يا جودي

صارت تنادي وتصيح وتشد في شعرها .. هي تنادي : أبو خالد بنتي .. يا أبو خالد ... جودي

اتمسكت جودي بالمواسير الي على الجهة اليمين للشباك

التفت الحارس وشاف جودي معلقة في الهواء ركض على طول نادى أهل البيت

مرة خايفة مو قادرة تنزل أو ترجع لغرفتها ..... قلبها صار يدق بسرعة من شدة الخوف ... بس ما تبي تعيش في هالبيت ما تبيهم ما تحبهم ..

وفي أجزاء من الثانية .. مرت ولا كأنها شيء

خل توازنها .... و..........

أغمى على أمها .. كيف بكون احساسها بنتها قدامها .. قدامها .. قدام عيونها .. تطيح وتشوفها غرقانة في دمها وهي ولا في يدها شيء .. قدام عيونها وما قدرت تحميها وتمنعها

الكل خرج ...

أبو خالد .. أم خالد ... سجود .. أبو أحمد .. أم أحمد ... نجد ... مجد

الكل خرج بس بعد ايش

لقوا البنت غرقانة في دمها

************************************************** **********************************************

صرخت بأعلى صوت

جاء أحمد يركض : لما ..

لما وجسمها يرجف والدموع مالية وجهها من الحلم الي شافته : جودي .. جودي

أحمد : سمي بالرحمن ..

لما بخوف وبصدمة : أحمد ... جودي ماتت يا أحمد

أحمد : اتعوذي من الشيطان .. هذا كابوس

لما قامت من السرير ومثل المجنونة تدور في الغرفة برعب مو طبيعي : لا لا جودي ماتت .. شفتها شفتها .. جودي

أحمد مسكها وحضنها وصار يقرأ عليها وجسمها كله يرجف وينتفض بين أحضانه : خلاص خلاص .. اهدي

شوي هدت بس قلبها يقول لها جودي فيها شيء : تكفى أبوس رجولك خلني أروح أشوفها .. اشتقت لها .. والله أبي أشوفها أبي آخذها في حضني

شكلها يقطع القلب : خلاص خلاص .. البسي واتجهزي بنروح .. بروح البس حتى أنا خمس دقايق

خرج لغرفته وهي لبست عبايتها تنتظره

فتح دولابه ياخذ ثوبه

... فجأة دق جواله ...

رقم أخته مجد

مجد وصوتها مخنوق بالبكا : أحمد الحق يا أحمد علينا بسرعة

أحمد بخوف : أمي فيها شيء .. أبوي فيه شيء

مجد : لااا .. لاا ... جودي .. طاحت من شباك غرفتها ونقلوها على المستشفى

أحمد اطرافه كلها بردت .. احساسها ما كان يكذب .. قلبها علمها أن أختها فيها شيء : الحين جايين .. في أي مستشفى

قفل الخط بسرعة ولبس ملابسه بس مو عارف كيف راح يوصل لها الخبر .. هي بحلم بس كانت راح تنجن .. كيف لو عرفت أن حلمها صح

نزل .. لقاها تنتظره في الصالة

أحمد : لما .. بنروح المستشفى

لما بصراخ وعصبية: جودي صح .. جودي .. لاا .. لاا جودي بخير .. لا جودي ما فيها شيء

أحمد : جودي تعبانة شوي في المستشفى

لما هدت فجأة وكانها انجنت : لا جودي خلاص ماتت.. خلاص ما راح أشوفها

أحمد : لا تفاولين على البنت .. ادعي لها .. محتاجة لدعواتنا هي الحين

...........********..........

وصلوا المستشفى ..

ركضت لعند أبو خالد : وش سويت في أختي يالظالم .. حرام عليك .. والله حرام ..

في صوت ناداها .. صوت ناسيته

...بس تعرفه ..

...ذاكرتها رجعت .. لبعيد ..

هي .. لا مو هي .. لا .. لا مو هي .. لا.. هي

التفتت

مسكتها لحضنها : لما بنتي

هالحضن تعرفه .. اشتاقت له .. دافيء مثل أيام زمان

اتذكرت فجأة عذابها كل السنين الي راحت .....

دفتها عنها بقوة : ابعدي عني .. ابعدي لا تقربي

أم لما : أنتي بنتي يا لما .. أنا أمك

لما : الي تتخلى عن عيالها .. الي تخليهم يتعذبون .. هذي مو أم هذي مو انسانة .. لا تقولين هذي الكلمة بلسانك .. لأنك ما تستاهلينها

أم لما : أنا ما .. تخــ ...

لما : اسكتي .. اسكتي ..

مسكتها راسها وغمضت عيونها .. بلحظة جسمها كله برد .. حست أن قلبها خرج من بين ضلوعها ..

خرج الدكتور وملامحه نا تطمن .. ملامحه توحي أن جودي خلااااااااااص ...........ماااااتت ... قال وصوته مخنوق ..: للأسف ما قدرنا نلحق عليها .. البقية في حياتكم

الخبر جاها مثل الطنين .. حست بدق طبول يغطي سمعها .... حاسة بدواااار ... الدنيا تدور ... جودي .. جودي ... جودي ... جودي .. جودي .............

أغمى عليها ...........

************************************************** **********************************************

************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ********

فيصل له اسبوعين تارك البيت وما جاء .. أمه وأخته ميتين من الخوف عليه وحتى هي ماتنكر أنها شوي وبتموت وتعرف وينه

مو عارفة وين راح تروح بس كل الي تعرفه أنها ما راح تقدر تظل في هالبيت ثانية واحدة ... بس ..

.. هي ما تقدر تجيب ضحية للعالم عشان يتعذب طفلها مثل ماهي اتعذبت .. لازم تتخلص منه ... طلعت فوق السرير ورمت نفسها من فوقه

عادتها مرتين وثلاث وأربع ....

.... حست بألم في بطنها ...

... بس ما اهتمت

دخل فيصل ولقاها ... لحقها ومسكها : يا مجنونة وش تسوين

سلمى وهي تبكي : أنت قلت ما تبيه ومو ولدك ... طردتني من بيتك .. تبيني أخليه يجي عشان يتعذب مثلي

فيصل : آسف يا سلمى .. سامحيني ..

سلمى : مافي كلمة أسف في كل هالدنيا تمحي الكلام الي قلته ... أنت اتهمتني في الشيء الوحيد الي املكه وهو كرامتي يا فيصل

فيصل : سامحيني .. أنا .. أنا كنت اظن أني ما اجيب عيال ... قبل سنتين رحت للدكتور وقال لي أني مولود بعيب خلقي مو ممكن علاجه .. بس رحت مرة ثانية والتحاليل اثبتت أني في الأصل بخير وممكن اصير أب .. آسف .. آسف يا سلمى

حاسة بألم مو طبيعي ... مسكت بطنها وهي تتلوى من الألم

سلمى : فيصل الحق علي يا فيصل ... بموت يا فيصل

حملها بين ذراعيه وهو يشوفها كيف تنزف .. وحاس بتأنيب الضمير راح يقتله

....................................

بدت تصحى

لقت منار وأم فيصل عندها

دموعها نزلت : ولدي راح صح

أم فيصل : اتصبري يا بنتي الله راح يعوضك أنتي بعدك صغيرة وتقدرين تحمليين مرة ثانية

ما قدرت تتماسك .. بكت بكل قوتها ومن صميمها

ظل برة الغرفة ما يقدر يواجهها .. هو السبب في كل الي حصل .. السبب أنه فقد الابن الي كان يتمناه

خرجت أم فيصل وجلست جنبه : روح يا ولدي والله حالها يقطع القلب روح هديها ..

دموعه نزلت غصب : ما اقدر يا يمه .. أنا السبب .. أنا الي قتلت طفلي أنا السبب .. ما راح تسامحني يا يمه

أم فيصل ما تبي تزيد همومه وتسأله كيف هو السبب .. كفاية حالته .. هذي أول مرة تشوف دموعه .. : الحين خليها تهدى وهي تحبك .. لو تشوفها كيف تناظرك في كل حركاتك .. تعرف قد ايش هذي البنت تحبك وتعزك

كلامها زاد جروحه .. بعد كل هذا هو يتهمها بأعز شيء عندها .. يتهمها في شرفها

قام وتركها .. ما يدري وين راح يروح بس يحس أنه مخنوق

........

************************************************** **********************************************

أحمد : وش تقصد يا دكتور

الدكتور : لازم تودونها مستشفى الأمراض العصبية .. خايف تسوي في نفسها شيء .. وحنا خلاص ما نقدر نتركها هنا .. حنا ما نقدر نعالج مثل هالحالات

أحمد خلاص الصدمة بتذبحه .. يعني صارت مجنونة .. هو السبب لو تركها تشوف أختها .. لو ما تزوجها .. يمكن الحين ما صارت الصدمة عليها قوية كذا

دخل عليها

لقاها نايمة من تأثير المهديء ومكبلة ومربوطة بالشرايط على السرير .. وجهها صار اصفر من التعب

جلس على الكرسي الي جنبها .. وغطى وجهه بكفيه .. ودموعه شوي وبتنزل ..

أحمد : آسف يا لما آسف .. اضحي بعمري كله بس تصيرين بخير

الندم والإحساس بالذنب ما راح يفيدونه ...

سمع دق على الباب

دخلت أمها ولقته

أم لما : ممكن ادخل

أحمد : اتفضلي يا خالة

دخلت ومسحت دموعها : ما راح تسامحني .. أنا السبب في كل شيء .. أنا السبب لو ما ظهرت ما كانت جودي ماتت ..

أحمد : الندم ما راح يرجع الي مضى .. سكت شوي

.. لما حامل يا خالتي

بصدمة : حااامل ...

جلست على الكرسي وهي تبكي ..

أحمد : الدموع ما راح تفيد .. أبي اخليهم يسوون لها عملية اجهاض .. مستحيل تكون حامل وهي

مو قادر ينطق الكلمة .. مجنونة

أم لما : أنا بنتي مستحيل تدخل مستشفى المجانين بنتي بخير ايوة بخير

أحمد : وأنا ما راح اسمح بكذا ... مستحيل اتخلى عنها

بدت تصحى .. وتنادي باسم جودي .. لها اسبوعين وهي على هالحال .. تصحى تصرخ وتنادي جودي .. تجي الممرضة وتعطيها حقنة مهدئة عشان تنام

ناظرت الي في الغرفة

قالت بصوت مبحوح : ماما .. وين جودي .. وين ليان .. اشتقت لهم .. ماما شفتي ليان كسرت عروستي .. وما خلتني العب بعروستها .. بس وين بابا .. قال بياخذني للملاهي

أم لما بكت وهي تشوف حال بنتها وتتذكر جروحها ... بنتها تضيع .. زوجها يموت .. تفترق عن بناتها .. تتسبب في موت بنتها

لما : ماما لا تبكي .. ما قصدت اضيع الخاتم حقك سامحيني

حاولت تقوم عن السرير .. بس القيود الي مقيدتها ما خلتها ...

صارت تصرخ : فكوني بروح لجودي .. فكوني .. فكوني

أحمد صار يهدي فيها ومافي فايدة

خرج ونادى الدكتور

دخل الدكتور وعطاها ابرة .. نامت وانقطع صوتها

أحمد : مين ليان الي تنادي عليها كل مرة

أم لما : هذي أختها التوأم

أحمد في عمره ما عرف أن لها أخت توأم : أخت توأم

أم لما بحزن ظاهر في عيونها الخضر : أختها .. ضاعت منا قبل 18 سنة .. في الحرم .. كان عمرها ثلاث سنوات .. كان اسمها ليان قطعة ثانية ونسخة طبق الأصل من لما .. كانت صغيرة بس كانت دايم تتذكرها

أحمد : وما فكرتوا تدورون عليها

أم لما : كيف ما دورنا عليها هذي بنتنا أنت مو حاس بمعنى أنك تفقد بنت من بناتك ... الحين ما بقى لي غير لما .. كنت مستنية اليوم الي أشوفهم فيه من زمان بس .. شفتها عشان اتسبب بموت واحدة وعشان الثانية تنجن بسبب حزنها وألمها

أحمد : وحدي رب العالمين هذا قضاءوقدر ... راح انشر اعلان في كل الجرايد ومدام هي تشبه لما في كل شيء أكيد راح نلقاها ... بس السنة والتاريخ

أم لما : مشكور يا ولدي .. امكن تخف إذا ظهرت ليان

خرج أحمد وراح لمكتب الدكتور المسئول عن حالتها

الدكتور : اتفضل

دخل أحمد : السلام عليكم

الدكتور : اتفضل يا أخ أحمد

جلس أحمد وقال : يا دكتور ممكن تسوي عملية اجهاض للما بحكم حالتها .. أكيد الحمل راح يتعبها

الدكتور : للأسف ما يمكن .. هي في الشهر الرابع والأجهاض ممكن يعرضها للخطر

انصدم أحمد .. أكيد كانت تعرف أنها حامل وما تبي تقول له ... اتذكر كيف كان يحسها متغيرة ودايما ساهية وتفكر وسرحانة وكأن فيها هموم الدنيا كلها حاملتها على كتوفها .. كان يفكر أن الحزن الي ساكن عيونها طول المدة الي راحت بسبب كرهها له بس الواضح كان ساكنها هم أكبر من هم تحمله بس

كمل الدكتور كلامه : ما في داعي للتشاؤم .. حاجة واردة أنها ترجع لحالتها الطبيعية .. أنا مو دكتور نفسي بس الحالة الي جاتها بسبب فقد أختها الوحيدة ويمكن اتعرضت في حياتها لمشاكل كثيرة عشان كذا جاها احساس أن الدنيا انهارت بموت أختها الصغيرة من الواضح أنها كانت متعلقة بها كثير

أحمد : يعني في أمل تشفى

الدكتور : ايوة في أمل .. وأمل كبير بعد .. بس هي محتاجة للحب والحنان والرعاية لكن ممكن في البيت تتعرض للخطر

أحمد : ما فهمت وش تقصد

الدكتور : الأسبوع الي راح حاولت تتنحر بس بعون الله لحقناها .. وفي البيت ما راح تلقى الرعاية الي في مستشفى الأمراض العصبية

أحمد بعصبية : لااا هي مو مجنونة .. أنا مستعد اجلس اربع وعشرين ساعة معها في البيت احرسها ما عندي مانع

الدكتور : الي يريحك بس أنا قلت الخيار الأفضل والأريح واحدة في حالتها مسئولية كبيرة وأنا سويت الي علي وحذرتك ..

أحمد : شكرا لك يا دكتور

خرج أحمد وسكاكين الندم تقطع في قلبه .. ليش كان قاسي معها هو عارف كيف كانت حياتها قاسية مع عمه أبو خالد .. حرمها حتى من شوف أختها يمكن لو كانت شافتها قبل ما تموت ما كان هذي حالتها الحين .. فجأة اتذكر .. الطفل الي جاي .. ما عمره اتخيل أنه يكون أب ..بالأخص طفل من لما .. زواجه منها مو كان زواج عادي .. اعتبره مرحلة في حياته وراح تعدي .. ما ينكر أنه صار متعود على وجودها في الأيام الأخيرة وعلى عنادها وعلى راسها الناشف .. صار يحب يضايقها يحب يشوف عيونها الخضر مثل الشرار بس تحاول تكبت غضبها بسبب الإتفاق الي بينهم .. أنه ما راح يلمسها ما دام هي تسمع كلامه وتطيعه وتقول له حاضر

هو الي يمنعها تصيح في وجهه

عنده موعد مع عمه طلب يجيه في مكتبه يبي يفاتحه في موضوع مهم بس ما يدري وش هو

************************************************** ********************

صارت تمشي في الشوارع مو عارفة لمين تروح أو تلجأ .. مو قادرة تتحمل الي يصير .. هي الي جابته لنفسها .. وكله بسبب سعد .. ثيابها كلها مبللة من المطر .. سعد أكيد فوق في شقته .. أبوها صار مشلول وما يبي يشوفها وندى صارت تكرهها وتحتقرها وأقاربها كلهم شكلهم عرفوا بالي صار لها ومافي أحد بيرضى يستقبلها في بيته .. ما بقى غيره .. سعد .. ما عندها مأوى غيره

طلعت السلم درجة درجة وهي تتذكر .. كيف جات هنا .. .. اتذكرت اليوم الي خسرت فيه نفسها .. وشرفها ... وسمعتها .. وأهلها .. صارت مثل ورقة شجر في الخريف .. تروح يمين ويسار .. من دون وجهة ومن دون بر أمان ..

كانت حاطة اللوم كله على لما لأنها عرفتها عليه .. بس الذنب ذنبها هي الي صدقت ذيب مثل سعد وقبلت تروح معها لمكان ما تعرفه لوحدها .. صدقت وعوده لها بالزواج والاستقرار .. ضحكت من نفسها .. كيف انسان كانت غرقانة في بحر حبه الحين تكرهه وتحتقره وتتمنى في اليوم ملايين المرات أنها في عمرها ما شافته ولا قابلته

دقت الجرس .. مرة .. مرتين .. وثلاث .. شكله مو موجود

جلست على الأرض .. حاسة بتعب وضعف .. لها يومين مو نايمة .. كل ما تغفى تجيها الكوابيس .. كل ما تناظر غرفتها تحس أن جدرانها تقول لها اطلعي يرة أنتي تدنسيني ما أبيك داخلي .. حاسة أن حتى البيت يرفض وجودها مثل أهله الي يرفضون وجودها

وشوي شوي استسلمت للنوم

..............

طلع سعد الدرج .. وشوي يلمح واحدة عند الباب جالسة .. لابسة عباية .. شيلتها على كتفها .. وشعرها البني مبلل بالموية .. عرفها من أول نظرة ..

... بنت عمه ريماس الي دمرها ودمر أبوها وحقق انتقامه .. بس ليش ما حس بالراحة .. ليش ما حس أن نار قلبه ما انطفت .. ليش حاس أنها زادت واشتعلت أكثر ..

شاتها برجله عشان تقوم

فاقت والخوف ساكن ملامحها وصارت تناظره ..

قال ببرود : ايش تبغين يا بنت

قالها ببرود كأنه ما يعرفها .. نسى الي أخذه منها بالقوة

ريماس : سعد أرجوك .. أنا ما عندي غيرك .. ما أحد يبيني .. أنا ..

سعد : روحي اشحذي في مكان غير هذا مو فاتح مركز للمحتاجين واعطاء الصدقات .. يله انقلعي

فتح باب شقته ..مسكت في رجوله وقالت ودموعها في وجهها :بصير لك خدامة بس خليني اظل عندك .. ما أقدر اظل في الشارع .. والله اخاف ..

سعد وهو يحاول يبعدها : انقلعي من هنا ما تفهمين

ريماس : بس اليوم .. ويوم يطلع الصبح بروح لأي مكان .. بس اتركني اظل هنا لليوم

رماها بعيد برجله وقفل الباب

دخل .. فتح نور الصالة .. رمى عقاله على الأرض وفتح زراير ثوبه .. حاس أنه مو قادر يتنفس .. شيء ماسك صدره ويخنقه بقوة .. حس بتأنيب الضمير هذي بنت عمه .. يعني الدم الي في عروقهم واحد .. حتى لو يكره أبوها .. ما يسره أن كلاب الشوارع يتعرضون لها

فتح الباب .. لقاها جالسة مثل ما هي على الأرض

سعد : ادخلي ..

ناظرته وكانها مو مصدقة يغير رايه

سعد: آآآآف ادخلي قبل ما اغير رايي

قامت ودخلت الشقة .. ريحتها غريبة .. سجاير وخمر .. ومقلوبة فوق تحت .. صارت تناظر المكان من فوق لتحت

قال سعد باستهزاء وهو يناظرها : مو قد المقام ها

ما نتبهت لكلامه وقالت : شكرا .. بوعدك من الصبح ما راح أكون هنا

سعد : ليش جايتني .. لا تكوني بس ..

ريماس : لا تخاف .. أنا انتهيت .. ما أبي منك شيء أنا اتجاوزت المرحلة الي كنت حاطة الذنب كله عليك وعلى لما .. الذنب كله ذنبي أنا الي خليت نفسي رخيصة ما أسوى .. كان ممكن انخدع بأي واحد غيرك .. يخدعني بكلامه

عرف من كلامها أنها ما تدري أنه هو الي قال لأبوها عن عملتها وبعد صوت وصورة مو كلام بس ..

سعد : ما عندي مانع تظلين هنا .. مثل ما شايفة البيت محتاج لخدامة .. مع أني ما اظن بنت عايلة مثلك متعودة على الخدم والحشم تقدر تقوم بمهمة مثل هذي

ريماس ( ما تعرف شيء .. الخدم أحسن مني .. على الأقل لهم حقوق )

سكتت وناظرته وما ردت على سخريته .. هي محتاجة لبيت وبس

سعد : أكيد عارفة البيت مو لازم أوريه لك من جديد صح

ريماس باستهزاء : لو كنت تحسب أن كلامك وسخريتك راح تقتلني أو حتى تأثر علي فأبيك تعرف أن الذبح ما يأثر على الميت .. نظرات أبوي وأختي كانت كافية تنتهي من الباقي من روحي ...روحي الي اتعطفت عليها وما كملت على الباقي منها ... وتركت لي منها المقدار الي يخليني أتنفس بس

سعد بعصبية : لو كنتي تبين تعطيني محاضرة عشان تخليني أحس بالعطف أو حتى الشفقة عليك فإنك غلطانة ... ويله انقلعي للمطبخ حضري لي أي شيء آكله

************************************************** ********************

دقت الباب ودخلت

قالت نجد : مجد حياتي عمار تحت ويقول يبي يشوفك

مجد : ما أبي اشوفه .. لو كان في فرصة احبه .. فبعد الي سواه مستحيل أحبه أو اتحمله

نجد : لا تخلي قلبك أسود .. لك ثلاث شهور ما تكلمينه حرام عليك ..

مجد : تبيني اعلق فيه واتورط بعيال منه عشان يسوي مثل خالد ويطلقني ويرميني ويرمي عياله .. أحسن لي اخرج منها من الحين ما دامني على بر الأمان

نجد : أنا وخالد مو مثلك أنتي وعمار وبعدين وش حصل .. هذي أنا عايشة حياتي وبعد شهر راح اتزوج وأبدء حياة جديدة

مجد باستهزاء : حياة جديدة يسكن خالد داخل كل حرف من حروف هالقصة .. لا تحاولي تقنعيني أنك ما تحبين خالد .. لحد الحين مخبية صورته داخل دولابك ومحتفظة بكل هدية قدمها لك من يوم أنك طفلة .. لا تنكرين أنتي تموتين على التراب الي يمشي عليه

نجد : خلاص يكفي .. ايوة احب خالد وحتى انتي تحبين عمار وتموتين عليه

مجد : ايوة احبه بس كرامتي ما تسمح لي افكر فيه .. قلبي ادوس عليه برجولي ولا اهين كرامتي لأحد .. أنا هنت عليه مرة وطلقني مو بعيد أني أهون عليه مرة ثانية وثالثة وألقى نفسي مطلقة مع طفلين أو ثلاث

نجد : لو قاصدتني أنا .. فأنا فرحانة أن في شيء عندي من ريحة خالد .. عيالي هم الي بسببهم قادرة اتماسك لأني اعيش بس لهم أو من زمان كنت انتحرت وريحت نفسي

مجد احيانا تحس أنها تبي تصفق أختها كف يصحيها من الوهم الي تعيشه .. مو عارفة كيف قادرة تحب خالد بعد كل الي سواه .. : أنتي مو قادرة تفهميني .. أنا خايفة احبه خايفة اتعلق فيه أكثر .. خايفة امنحه الحب الي حبيتيه لخالد ويبيعني بعدها برخيص مثل ما سوى أخوه خايفة الحزن الي ساكن عيونك يسكن عيوني والألم الي في صوتك يتحول لصوتي والعذاب الي في صدرك يصيبني ..

نجد : بقول لك سر .. ما ابي أكون سبب في دمار حياتك

... أنا اتزوجت خالد وما كنت ......

كملت لها القصة ومجد مصدومة

مجد .. حضنت أختها بقوة .. ودموعها على وجهها ...

نجد : أنا عذابي الضعف .. عذابي مو عذاب البعد عن خالد بس .. لكن الحقد .. الإتهام والكره الي في عيونه تذبحني .. وأكثر شيء يذبحني .. الشك الي ساكنه أن سارة وسامي مو أولاده

مجد : لاا مو معقولة

نجد : عرفتي الحين ليش يعاملهم بجفاء ليش ما يكون لهم مثل كل أب طبيعي لأنه وهو يناظرهم يتذكرني .. يبتذكر شرفه الي تدنس واتلطخ

مجد : أنتي ما عندك ذنب أنتي ضحية ما لك ذنب .. ليش ما علمتي أبوي يسجنه وينتقم منه ليش ما قلتي لخالد

نجد : ليش .. عارفة أبوي وعمي كانوا راح يذبحوني حتى لو ما لي ذنب وخالد رفض يسمعني اترجيته وبكيت عند رجوله يسمعني بس رفض

مجد : حاولي تكلميه يمكن يغير رايه

نجد : الحين ما عليك مني وروحي لزوجك أكيد مل وهو ينتظر

مجد : أروح ؟؟؟

نجد : أكيد روحي طيبي خاطره .. عمار ابن حلال ويبيك وشاريك ولا في واحد يصبر عليك بعد كل العمايل السودا الي سويتيها فيه

مجد : طيب ملابسي اغيرها

نجد وهي تمسح دموعها : مثل القمر مو ناقصك شيء .. اصلا من غير مكياج أحلى .. روحي قبل ما يطفش ويروح

مسحت دموعها بسرعة ونزلت

.....................................

دقت الباب ودخلت

عمار وقف يوم شافها .. : وأخيرا اتنازلت الأميرة

مجد وهي تسوي نفسها زعلانة : ها وش تبي

عمار : خلي عندك أخلاق للتفاهم .. مو كذا على طول .. عيب عليك أنا زوجك

مجد : قول الي عندك

عمار بعصبية : أسمعي يا بنت الحلال .. خلاص أنا فاض بي .. كرامتي ما تسمح لي أني اتحمل واحدة ما تبيني ..

مجد عصبت صدق : ويعني ..

مثل النار والزيت ما يتفقون

عمار : تبين الطلاق خلاص .. الي تبينه بنفذه لك

ناظرته وانملت عيونها دموع مثل ما اتوقعت : لو كنت غالية عليك ما كنت راح تقول هالكلام .. أنت أصلا ما تبيني ومو هامك شيء .. تبي تطلق طلق .. بالطقاق

ناظرها وضحك ببرود

مجد بعصبية : ليش تضحك

عمار : لا.. بس أنفك الأحمر ذكرني بالأرنب

مجد : غبي .. غبي .. غبي ..

عمار : عيب يابنت

مجد طفشت من معاملته لها وكأنها طفلة صغيرة وياخذها على قد عقلها وكأنها غبية وما تفهم : ليش تعاملني على أني طفلة وما أفهم وتاخذني على قد عقلي لهذي الدرجة شايف عقلي صغير

عمار : غلطانة يا حبيبتي.. أنا اصلا ما اتعامل معك لأني عارف هالراس من داخل فاضي .. أنا اصلا ما أصدق أنك عندك عقل عشان أقول أنه صغير أو كبير

مجد : طيب وش حادك يا دكتور عمار تتزوج واحدة غبية مثلي وما عندها عقل .. ليش الدكتورات وين راحوا

عمار : مو ناقصني غيرة زيادة على قلة عقل

مجد : ها ومين كذب عليك وقال لك أني أغار .. لو أني أغار هذا يعني أني أحبك أو حتى مهتمة بوجودك بس أنت مثل الصفر على اليسار بوجودك أو عدمه ما تنفعني

عمار : ما انفع لك ها .. خلاص آسف غلطت غلطة ولازم اصلحها

مجد : تسمي زواجك مني غلطة بكل هالبساطة

عمار : أكبر غلطة والأخيرة باذن رب العالمين

مجد : طلقني يا عمار

دخل أبوها المجلس وهو يسمعها تقول طلقني : مجد

اتورطت مجد وما تدري ايش تقول

أبو أحمد : مجد طول عمرها عصبية وما تقصد الي تقوله

مجد : لا أقصد كلامي .. أنت عارف من البداية أني ما أبيه وأنت الي أجبرتني أتزوجه أنا ما أبيه خلوه يطلقني

كف واحد سكتها من أبوها : اعتذري له

مجد : لا

كان يبي يعطيها كف ثاني بس عمار مسك يده ووقف قدامها هو عارف عمه وعصبيته : أنا الغلطان يا عمي زعلتها بكلامي وهي عصبية وما تعرف وش تقول تبي تمتحن قدرتي على التحمل وقد ايش أنا ابيها ومتمسك بها

مجد ودموعها على خدودها الحمر : ليش يا يبه في عمرك ما مديت يدك علي

أبو أحمد : غلطي أني ما عرفت اربيك

عمار : أنا بروح يا عمي بس تكفى لا تمد يدك عليها

خرج عمار وتركهم

أبو أحمد : والله لو ما طلب مني ما أمد يدي عليك كان وريتك شغلك .. تبين تفضحينا الحين لو عمار طلقك وش راح يقولون الناس ولد عمها يطلقها قبل ما يصير بينهم شيء أكيد معناها فيها عيب .. يله انقلعي راح تذبحوني أنتي وأخوانك .. انقلعي .. واحدة تطلق والثانية تبي تطلق والولد يتزوج واحدة سمعتها في الأرض

خرجت مجد معصبة ووجهها أحمر من البكا وأصابع أبوها معلمه على خدها اليسار

..................

دخل عمار البيت

خالد :وعليكم السلام

عمار : آسف .. السلام عليكم .. ما انتبهت لوجودك

خالد الي كان جالس على الصوفا ويقرأ في جريدة ولابس ملابس رياضية رمادية: في أحد يجي من الي يحبها بهذا لشكل

جلس عمار بجانبه على الصوفا : أبي اطلقها يا خالد

خالد وهو يقفل الجريدة ويحطها على الطاولة : طلاق .. مجنون أنت تبي تخرب سمعة بنت عمك ...

عمار : تخنقني .. تنرفزني وترفع ضغطي .. مو قادر أتحملها ..

خالد وهو يضحك : الحين كل هذا خلتك تحسه في مقابلة واحدة .. والله بنت رجال

عمار : أنا الغلطان لأني جيت اتكلم معك صدقت يوم قالت علي غبي لأني فعلا غبي

خالد : أفا يا رجال .. حرمة تقول عليك غبي وما تأدبها وتوريها حدودها صدق أنك غبي

عمار بعصبية لأن دمه يغلي مو ناقص خالد واستهباله : أنا حمار مو غبي بس

قام يبي يروح .. مسكه خالد : الحين ما قدرت تطلع حرتك الا فيني .. اجلس واحكي لي وش سوت لك

عمار وهو يجلس : البنت ما تبيني وقالتها كذا في وجهي وقدام أبوها وأبوها ما أنكر الموضوع .. وكرامتي ما تسمح لي اظل مع واحدة مجبورة علي

خالد : أكيد قلت لها كلام ازعجها عشان كذا قالت لك هالكلام أخوي وأعرفك دمك بقري ثقيل

عمار : الحين أنت أخوي ولا أخوها .. وأصلا هي وحدها قنبلة موقوتة .. عصبية ما تتحمل كلمة واحدة

خالد : اثقل عليها وشوف كيف راح تجري وراك .. نصيحة مجرب

عمار : لا تقول لي ..واحدة غير نجد

اتغيرت ملامح خالد يوم سمع اسمها وانمحت الإبتسامة من على شفايفه

عمار كمل وما اهتم : كيف نصيحة مجرب وأنت كنت تركض ورى نجد مثل المجنون ..

خالد : قفل على الموضوع .. يله تصبح على خير

عمار : لا ما راح اقفل الموضوع .. شهر واحد ونجد راح تصير لواحد غيرك ..وما راح ينفع بعده الندم .. أنا ما ادري وش سوت لك عشان تمحي الحب الي كان ساكن قلبك لها بس أعرف أن بينكم عيال ..حرام يتشردون بين أبوهم وبيت أمهم .. الحين يمكن ما يفهمون بس يوم يكبرون راح يتعذبون

خالد بحزم عشان يقفل الموضوع : عمار لا تفتح معي هالموضوع مرة ثانية .. فاهم

طلع لغرفته وتركه لوحده

دخل طلال : وش في صوتكم طالع لبرة أنت وخالد

عمار : لا ولا شيء .. بس وين كنت .. لك يومين مو بالبيت ومقفل جوالك ولا حس ولا خبر

طلال : الحين لا أمك ولا أبوك سألوني جاي تتشطر علي أنت وتسوي نفسك الكبير

عمار : وين كنت يا طلال

طلال : كنت في البر مع اصحابي

عمار : لمتى تبي تظل لاهي عن دراستك وحياتك وبس ماشي مع الشلة الفاسدة هذي

طلال : لو سمحت اصحابي ما في احسن منهم

عمار : ايوة بدلالة رفيقك سلمان الي راقد في المستشفى بسبب تعاطي جرعة زايدة من المخدرات وصقر الي في السجن عشان الشرطة ماسكته بسبب حيازة المخدرات وأكيد أنت مثلهم ..

طلال : اصلا سلمان وصقر بس من الشلة مو اصدقائي والحين تصبح على خير يا دكتور

عمار بعصبية : وقف أنا ما خلصت كلامي

طلال : أأف انقلع من وجهي روح نام واتركني أنام

عمار مسك اعصابه وقرب لعنده وحط يدينه على كتوفه ..وقال بهدوء : طلال يا أخوي أنا أخوك الكبير وأخاف عليك لو عصبت لو قسيت عليك فلأني أبي مصلحتك .. وأنا آسف اذا ظنيت فيك .. أنا عارف أنك يا أخوي طلال ما تسوي أي شيء يخرب سمعتك وسمعة أهلك وأكيد مثل ما احنا نخاف عليك أنت تخاف علينا

طلال : ثق فيني أنا أخوك وما راح اخيب ظنك ..

عمار : أنا مو خايف منك أنا خايف من الشلة الي تروح معها هذول ممكن يودوك في ستين داهية اذا ما تركتهم

طلال : لا تخاف اصلا أنا ناوي اسافر لندن اكمل دراستي هناك

عمار : ايش .. ومتى كنت ناوي تعلمنا

طلال وهو يهز كتوفه بلا مبالاة : هذا أنا اعلمك الحين

عمار : مستقبلك وأنت حر فيه

طلال : بس أبي اطلب منك طلب

عمار : وش هو

طلال هذا الطلب يبغى له قعدة

عمار وهو يجلس على الصوفا : شكله وراك موضوع طويل

طلال : أبي اتزوج

عمار ما قدر يمسك ضحكته ... ههههههههههه

طلال : الشرهة علي أني أكلمك أنت

عمار : لا بس وش فيك تقولها وكأنك تبي تسرق وش فيها لو تبي تتزوج

طلال : يعني موافق .. أبيك تقنع الوالد

عمار : في الأول مين هذي الي تبي تتزوجها

طلال : خلود بنت عمي صالح

عمار : بكلمه لك .. بكرة

طلال : تكفى اقنعه .. خايف اسافر وارجع القى البنت طارت من يدي

عمار : الحين من وين تعرفها وكيف شفتها

طلال : المهم شفتها وأبي اتزوجها قبل ما اسافر أبي اخذها معي

عمار : وش فيك مستعجل تنخطب لك وبعد ثلاث سنوات ترجع تكون عقلت شوي من حركات البزران وأخذت الشهادة

طلال : الأعتماد على الله ثم عليك أنك تحاول تقنع أبوي يزوجها لي ونسافر مع بعض

عمار : بحاول

طلال : يله تصبح على خير .. حاول تكفى

عمار راح يكلمه مع أنه ما يعتقد أن أبوه بوافق حتى لو وافقوا يمكن أهل البنت ما يوافقون

************************************************** *******************

دخل فيصل عليها في الغرفة لقاها نايمة على السرير

فيصل : سلمى قومي

سلمى غطت راسها بالمفرش وسوت نفسها ما تسمعه

فيصل : قومي ناظريني .. خلاص لو مصرة على الطلاق أنا موافق .. بس ناظريني وعيني في عينك وقولي أنك ما تبيني لو أنتي قدرتي تسوين كذا أنا راح اسوي الي تبينه

سكتت وما ردت عليه .. ما تقدر تتخيل حياتها من دونه .. تحبه من كل قلبها وعارفة أنه يحبها .. قلبها يبي يسامحه ومعطيه العذر بس عقلها وكرامتها رافضين

فيصل جات في راسه فكرة .. كانت تنفع مع أمه كل ما تزعل منه ويبي يراضيها

... مسك صدره وصرخ

قامت سلمى مذعورة وخايفة وهي تسمع صوته

سلمى وخوفها باين في صوتها ويلمع في عيونها الخضر : فيصل وش فيك يا فيصل

فيصل من كثر ما سوى كذا في أمه صار أبرع ممثل في تمثيل دور المصاب بالقلب : قلبي آآآه

سلمى ما قدرت تمسك دموعها : بروح اتصل بالإسعاف

مسكها من يدها : لا .. أول سامحيني

سلمى : مسامحتك بس أول اتركني .. أنادي أي أحد يوديك المستشفى

فيصل وهو ماسك ضحكته بالغصب: تحبيني يا سلمى أبي اسمعها قبل ما أموت

سلمى : لا .. لا تقول .. والله احبك وما اقدر اعيش من دونك

فيصل ما قدر يمسك ضحكته ...ههههههههههههههههههههه

سلمى وتناظره مو فاهمة شيء ..

فيصل : مسامحتني

سلمى قامت معصبة : ابعد عني ...

جلست على السرير وصارت تبكي بكل قوتها وجسمها يرتجف ويرتعش

فيصل : أنا آسف

.. بس سامحيني لا تخلي قلبك أسود

سلمى : خفت عليك .. اذا تحبني لا تسوي كذا مرة ثانية

فيصل : ههه .. الحين كل هالدموع عشان الكذبة .. خلاص آسف .. بس سامحيني .. أنا أحبك يا سلمى ولو تطلبين روحي تهون لك

سلمى : لا

فيصل : لا تخلي قلبك أسود .. أهون عليك يا عمري

سلمى بعصبية : ايوة تهون ونص

فيصل : قد الي قلتيه

سلمى : ايوة

فيصل راح عند الشباك وفتحه : ما غيرتي رايك

سلمى تناظره بخوف بس تعانده : ارمي نفسك مو مهتمة

طلع على حافة الشباك : تراني مجنون واسويها

سلمى بخوف : خلاص .. آسفة بس انزل .. انزل

فيصل : مسامحتني

سلمى : من كل قلبي ..

فيصل وهو ينزل ويناظر للحديقة تحت : هم وانزال عني ...

سلمى : تحبني يا فيصل

فيصل : هذا سؤال .. أموت عليك مو احبك بس

سلمى : كيف تقدر تحب واحدة مثلي .. أنا ما استاهلك .. ولا استحق طيبة قلبك

فيصل قرب منها وحضن وجهها بكفيه وهو ييناظرها : أنا الي ما استحق واحدة مثلك .. أنتي ما تعرفين كيف كنت ضايع من دونك .. كنت غريق في بحر وأنتي الي أنقذتيني .. حاولت ما احبك بس ما قدرت ..

دفنت وجهها في رحاب صدره .. واطلقت العنان لدموعها .. تحبه .. تعشقه .. تموت من دونه

فيصل : وش رايك نسافر .. شهر عسل متأخر شوي

سلمى : الي تبيه يا عمري .. وين ما تكون أبي اكون معك

فيصل خلاص .. الطيارة بتقوم الساعة 11ونص .. والحين باقي ساعة نلحق عليها

سلمى : كنت مرتب كل شيء يعني

فيصل : عارف أني راح اكسر خاطرك .. قلبك الطيب راح يرضى عني

سلمى : قلبي عمره ما زعل منك عشان يرضى عنك

فيصل : يله غيري ملابسك بنروح .. خذي غرضين ثلاث وبنروح السوق يوم نوصل

سلمى : بس وين بنسافر

فيصل : في الأول وش رايك في كندا وبعدها بنفكر وين بنكمل رحلتنا

ناظرته بفرح وهي تحلف أنها ما تستاهله

************************************************** ************************************************** ******************

الصباح .. الساعة 30 : 10

منار : سمورتي وش رايك تروحين معي لبيت خلود زميلتي

سمر : شكرا .. بس ما احب أروح لناس ما أعرفهم .. بعدين ما رحت زرت أمي من اسبوع وأكيد بتكون زعلانه مني

منار : خلود .. روحي لها بكرة .. تكفين أبي أعرفك على خلود

سمر : لا روحي أنتي .. أنا راح اظل أقرأ الكتاب الي في يدي مرة رواية تاخذ العقل اسمها .. وغابت شمس الحب

منار : ما ادري كيف تحبين القراءة

سمر : بالعكس أنا الي مو عارفة كيف في ناس ما يحبون القراءة .. كيف الواحد ما يحب يقرء لفيكتور هوجو وأوسكار وايلد ولدان براون ونجيب محفوظ

منار : يكفي دودة كتب واحدة في الدنيا .. أنا اذا أبي أقرأ .. افتح واحدة من مجلات الموضة والأزياء أو الماكياج مو الخرابيط الي تتكلمين عنه فيكتور ما ادري هيكتور .. يا بنتي خليك بنت .. ناظري نفسك في المراية .. البسي عدسات بدال هذي النظارة الكبيرة الي لابستها .. والله عيونك حلوة .. مثل عيون المها خلي الناس يشوفونها ... حاولي البسي على الموضة أو على الأقل حطي مكياج .. لو حتى روج أحمر

سمر : أنا يا عمري مقتنعة بنفسي كذا بنظارات بدون نظارات أحب نفسي مثل ما أنا

منار : بهالطريقة راح تعنسين

سمر : المرأة الذكية الي تخلي الرجال يحبها مثل ما هي بدون ماكياج وبدون زخارف ..

منار : قصدك المرأة الغبية الي تبي تخرب بيتها بيدها .. حنا بنات يعني دلال ونعومة ورقة

سمر : ههه لا تسمعي الكلام البنات مثل الورد .. شكله حلو منظره يجذب .. نعومته تأسر .. بس أشواكه هي أحلى شيء فيه ..

منار : الحين لو اتزوجتي كيف راح تعاملين زوجك

سمر : يا بنتي .. الزوج مثل الطفل .. لازم تدرسين السياسة والأعتناء بالأطفال عشان تقدرين تتعاملين معه ومع هذا في أي يوم ممكن يرميك ويستغني عنك ...

منار : في هذي صدقتي .. بس تكفين تكفين تكفين روحي معي .. خلود والله طيبة ومن كثر ما حكيت لها عنك تبي تتعرف عليك وأبي اتعرف على بنت عمها سجود وبعدين تبين الصراحة .. لو ما أخذت أحد معي أمي ما راح تتركني أروح و أنتي تحبك وتثق فيك

سمر : آآه يعني مصلحة .. كان تقولي كذا من الصبح كان وافقت على طول .. لأني أبي شيء بالمقابل

منار : أي شيء ..

سمر : ما فكرت بعد بس بعد أفكر راح أقول لك بس الحين روحي اتجهزي

منار : وأنتي بعد لا تفشليني

سمر باستهبال : ليش وش فيها ملابسي هذي مرة حلوة

منار وهي تناظر بيجامتها البرتقالية من فوق لتحت .. : صاادقة ولا تمزحين

سمر : ليش شايفتني مجنونة بروح بالبيجامة

منار : أكيد متأكدة أنك مجنونة مو شايفة بس .. عشان الضمان تعالي البسي من دولابي .. في طقم .. بدلة جابها لي فيصل من دبي تاخذ العقل لحد الحين ما لبستها راح تجنن عليك لأن جسمك ما شاء الله ياخذ العقل

سمر : لو لبست من عندك بصيروا طلبين مو واحد

منار : عشرة لو تبين .. بس يله بسرعة

سمر : خلود هذي زميلتك من المدرسة

منار : لا .. هي في الكلية بس أختها نجلاء متزوجة عمي حامد واتعرفت عليها مرة يوم كنا نزور نجلاء أنا وأمي نبارك لها الحمل .. لأنها اتزوجت خمس سنوات وما جاها عيال

سمر : غريبة زوجها ما اتزوج عليها وهي خمسة سنوات ما جابت عيال

منار : لأنك ما تعرفين عمي حامد .. غير عن كل الرجال .. فيه طيبة وحب وحنان يغرق الدنيا كلها .. لو تشوفين كيف يحب نجلاء ويعزها تتمنين أنك تتزوجين اليوم قبل بكرة عشان تلقين أحد يحبك مثل حب حامد لنجلاء ...

سمر مو مصدقة بس قالت : ما شاء الله الله يحفظهم لبعض .. لا تحسدينهم أعرف عينك حارة

منار : ما شاء الله .. الله يحفظهم لبعض .. بس انتظري يالحيوانة أنا عيني حارة .. طيب يا دودة الكتب

سمر : لا تغلطين .. لأن روحتك بين يدي لا تنسين .. يلة قدامي أبي أشوف الخيشة الي تبيني ألبسها

************************************************** ************************************************** ****************************************

يزيد : ليش اليوم حلوة كذا .. لا يكون جايين خطاب وما تبين تقولين لي

خلود باستهبال : يعني أنا مو كل يوم حلوة .. بس اليوم

يزيد : لاااا بس اليوم أحلى وأحلى .. يعني مثل ما يقولون الحلى زايد

خلود : خلاص زعلت

يزيد : آآسف أنا الغلطان .. كل يوم تطلين مثل ضربة الشمس ... أقصد مثل الشمس

خلود : راح تسد نفسي وراح الغي العزومة

زيد : لا كله ولا تنسد نفسك .. آسف يا أحلى قمر في كل هالدنيا ..بس مين عازمة لا تكون رفيقتك الي ما تنبلع سجود

خلود : سجود وفي بنات غيرها جايين .. بس لو أدري ليش ما تبلع سجود يمكن ارتاح

يزيد : القلب وما يكره وش اسوي له يعني ..

خلود تبي ترفع ضغطه : طيب وش رايك أن أمي تبي تفاتح أم سجود بموضوع زواجك منها ..

يزيد : ما دام أمي تبيها تجيب لها ولد ثاني يتزوجها

دق الباب .. وانفتح ... كولدددددي

يزيد ناظرها باستغراب .. وهو يسأل نفسه وين شاف هالبنت من قبل

انحرجت سجود وهي تناظر يزيد .. غطت وجهها بشيلتها : آسفة ..

خلود : ما عليك سجود .. يله يا أخوي فارق

يزيد ( والله قد سمعتك وأكثر بعد .. ) : كيفك يا بنت عمي . ..

سجود : الحمدلله ..

يزيد : كيف الأهل

سجود : يسلمون عليك ..

يزيد : الله يسلمهم

خرج وتركهم ...

خلود وتغمز بعينها : وش رايك في أخوي يزيد ...

سجود باستهبال : يشبهك

خلود : يعني أكيد حلو

سجود وهي تتذكر ملامحه ووسامته: فاهمة غلط

خلود : مالت عليك ... تعالي يله ننزل تحت للحديقة .. البنات أكيد بيجون الحين

سجود ما قلتي لي من جاي ..

خلود : منار قريبة زوج نجلاء الي حكيت لك عنها ومعها أخت زوجة أخوها فيصل وريما وحنان وربى غدير قالت عندهم زواج بنت عمها ولازم تحضره وسميرة أمها ما رضت تخليها تجي وسماح تقول مريضة يعني ما راح نكون كثير للأسف ..

سجود : يله خلينا ننزل .. أشوف كيف جهزتي المكان

نزلوا لتحت .. زيد كان جالس يناظر التلفزيون ويشرب كاسة شاي

خلود : أخي العزيز لا تطلع الحديقة .. حنا عند حوض السباحة ورى البيت ..

يزيد : مفهوم حضرة الكابتن

خرجوا من البيت

سجود : غريبة كنت تخافين من يزيد وما تطيقين تتكلمين معه .. وش حصل

خلود : كنت احسبه ما يحبني لأنه دايم كان يصرخ في وجهي ويعصب علي بس .. امكن لأني أنا كنت غلط .. تصرفاتي وأخلاقي غلط وهو بس تصرفاته زيادة حرص وخوف

سجود : يعني الحين ما صرتي تكرهينه

خلود : حرام عليك في عمري ما كرهته بس كنت أخاف من عصبيته .. والحين وريني وش رايك

سجود وهي تناظر .. أوراق الورد الجوري .. الأحمر .. والأصفر والأبيض والوردي الي متناثرة على حوض السباحة والطاولة البيضاوية الكبيرة .. اترصت حولها كراسي مزينة بالدانتيل الأبيض ووسط الطاولة سلة دائرية حجمها متوسط فيها مجموعة من الورود الجورية سيقانها مقصوصة

سجود : فكرة تاخذ العقل أحسن من البيت داخل

خلود : ربى وحنان جو .. وش رايك حلوة

سجود : تطيحين الطير من السماء

وصلتهم الخدامة ورجعت للبيت

سلموا البنات على بعض وجلسوا

ربى : والله فكرة تاخذ العقل أحسن من داخل البيت

حنان : معك حق

خلود : شكرا .. بس لو سمحتوا خمس دقايق وبرجع

راحت وتركتهم يسولفون مع سجود ويضحكون

وهي داخلة البيت .. جات منار وسمر

منار : خلود ..

خلود : منااار .. كيفك .. زين أنك قدرتي جيتي

منار : أعرفك هذي سمر ..

سمر بهدوء أول مقابلة : أهلين .. خلود .. صح

خلود : ايوة أنا .. منار البنات ورى في الحديقة عند المسبح

دخلت البيت وتركتهم

سمر : اتضايقت من اسلوبها معها شكلها ما ارتاحت لها .. أعرف هذا النوع من البنات .. من شكلها مغرورة وما تنطاق

منار : لا تظلمي البنت .. والله طيبوبة وعسل

سمر وهي تناظر البنات : وصلنا لسوق بيع عروسات باربي .. الواحدة حاطة ماكياج كأن اليوم يوم زواجها

منار : هذي اسمها أنوثة مو مثلك .. الحين وش كان راح يصير لك لو حطيتي ماكياج .. شوفي البنات

سكتت منار لأنهم صاروا عند البنات اتعرفوا على بعض بسرعة وجلسوا

......

سمر شوية وبتموت من الملل لو كان أحسن لها لو جلست تكمل الرواية الي كانت تقراها بدل عرض عروسات باربي الي جالسة فيه

سجود : منار ليش صديقتك ما تبي تسولف معنا

سمر : لا بس أحب اسمع سواليفكم

منار : سمر .. ما تحب إلا القراءة .. وما تحب تتكلم كثير أو تسولف

ريما : أنا بعد أحب القراءة

سمر ( غريبة ما كنت اعرف أن باربي تعرف القراءة ) : لمين تحبين تقرأين

ريما : مو كثير بس أحب أقرأ روايات عبير وما اهتم بالكاتبة ..

خلود : أنا في حياتي قرأت رواية واحدة بس وهي لويليام شكسبير .. تاجر البندقية

سمر : ايوة قرأتها بس أنا ما أحب شكسبير .. ما أدري بس ما يعجبني اسلوبه

سجود وهي تهمس لخلود : شكلها هذي تبي ترفع ضغطنا كانت عاجبتني وهي ساكته

منار همست لسمر : لا تفشلينا .. الحين أنا اطفش من كتبك .. في البيت ولاحقتني بها لهنا

منار : أبي أشوف غرفتك يا خلود ممكن

خلود : اتفضلوا لو طفشتوا من هنا ندخل البيت بس أول شيء اطرد أخوي من البيت

منار : قومي يا سمر تعالي معنا ..

سمر : لا شكرا .. ما أبي اروح بجلس هنا بنتظركم

منار راحت ولحقت البنات

قامت تتمشى في الحديقة .. .. الغروب ياخذ العقل .. اتذكرت أمها وبيتها .. الأسبوع الي راح زارتها .. .. عرضت عليها تجي تعيش معهم .. سلمى قالت لفيصل وهو ما عنده مشكلة .. بس أمها رفضت ..

قامت من مكانها وناظرت حوض السباحة نفسها تنزل وتسبح الجو ياخذ العقل ومنظر الورد على سطح الماء ياخذ العقل

جلست على الأرض عند المسبح ودخلت يدها في الموية وصارت تلعب بها بأصابعها

هي مو من مستوى هذول الناس .. لا في التفكير ولا .. في الحالة الإجتماعية .. هي حتى دراستها ما قدرت تكملها وصلت للمتوسط ما قدرت تكمله بسبب مرضها وحالتها .. ما تقدر تسولف وتضحك معهم كأنها منهم أو مثلهم هي ما تشبههم وما تقدر تكون مثلهم

خرج زيد .. البنات دخلوا البيت وهو خرج .. يتمشى في الحديقة يكون أحسن بدل يحبس نفسه في غرفته أو في المجلس

شاف بنت جالسة قرب حوض السباحة ومعطيته ظهرها وتلاعب الموية باصابعها .. لابسة بدلة بنطلون وبلوزة بيج ورافعة شعرها البني

حست بحركة وراها .. التفتت .. شافته واقف قدامها

خافت وجات تقوم بسرعة .. زحلقت رجلها وطاحت في حوض السباحة .. خافت .. شوي وبتغرق هي ما تعرف كيف تسبح

زيد كان بيروح وبيتركها .. بس شافها بتغرق شكلها ما تعرف تسبح ... نزل في الموية ... وسحبها وأنقذها : مجنونة أنتي ليش ما تنتبهين

ناظرته بخوف ورعب من الموقف الي حصل لها ومن عصبيته معها ... غطت وجهها بيديها وصارت تبكي

زيد انتبه لنفسه : آسف ..

راح وتركها ...

خرجت منار تناديها .,. لقتها جالسة على الأرض ومبللة بالموية .. ركضت عندها : وش حصل لك ليش أنتي كذا وليش تبكين

سمر : طحت في الموية

منار : كيف طحتي

استحت تقول لها أنها طاحت بسبب الرجال الي شافته ... : كنت اتمشى عند حوض السباحة واتزحلقت وطحت

منار : طيب الحين بتظلين كذا مبللة بالموية .. بقول لخلود تعطيك ملابس من عندها لحد ما تنشف ملابسك

سمر : لا بروح البيت ..

منار وهي تتأفف لأن سمر خربت لها لعزومة ...

سمر وتمسح في دموعها الي مختلطة بالموية : اتصلي على السواق أنا برجع وانتي ظلي ..

منار : وعلى ايش برجع معك .. أمي بترتكب فيني جريمة إذا ظليت لوحدي هي ما وافقت إلا عشانك بتجين معي

الفصل السادس

87878787878787878787878787878787878787878787878787 8787877878787878787878787878787878778787878788

دخل الغرفة

جالسة عل السرير وأمها تشربها الشوربة بالملعقة .. هادية وبريئة مثل ملاك صغير .. رفعت عيونها وناظرته ..

أم لما وهي تناظر أحمد : حالتها اتحسنت ما تصارخ وتبكي مثل أول

أحمد : الحمدلله .. الدكتور سمح لنا نخرج اليوم .. بنروح للبيت

قرب من لما .. ابتسمت وهي تناظره .. وابتسم لها هو بالمقابل

استغرب كانت تكرهه وفي كل حياته وهو يعرفها ما شافها تبتسم ...

أحمد : لما حبيبتي بنروح لبيتنا

فجأة وهي تناظره ملامحها اتغيرت .. عيونها انملت دموع .. وصارت تصارخ : لاااا ابعد عني ... رمت الصحن على الأرض

وصارت تبكي بصورة جنونية وهستيرية

مسكها وضمها لصدره بكل الحب والحنان الي في قلبه ... حاولت تفلت وتبعده بس هو شد ذراعيه حولها كأن هذا آخر يوم بشوفها فيه

قال وخلاص مو قادر يكتم مشاعره ولا قادر يمسك دموعه الي كابتها وحابسها بحكم أنه رجال .. دموعه نزلت : لما سامحيني والله أحبك يا لما .. آسف سامحيني

وما يدري هل مشاعره هذي حب ولا مجرد تأنيب ضمير

وكأنها حست بالصدق في كلامه والإطمئنان في حضنه والحب في صوته .. وهدأت

صارت تتنهد .. ودموعها تنزل

أم لما : الحمدلله الله عوض بنتي بزوج يحبها لو غيرك كان اتخلى عنها وتركها في موقف مثل هذا

أحمد اصابته كلماتها في الصميم أصلا هو السبب في الحالة الي وصلت لها .. لو كان زوج محب وحنون ما كان حصل شيء مثل هذا لو اتفهم حزنها وألمها والحياة الصعبة الي عاشتها وحاول يسامحها ويعطيها الأعذار كانت راح تحبه وبدل نظرات الكره في عيونها كان ممكن يشوف نظرات حب في عيونها .. ليش ما قالت له أنها حامل كان هو مستعد يتقبلها ويحبها بس ما لقى نظرة في عينها تشجعه .. خاف تستهزء به وتحرجه لو صارحها بس لو كانت قالت له أنها حامل كان راح يهدم كل الجدران الي شيدها حول قلبه .. عشان طفله كان ممكن يتخلى عن كرامته بكل سهولة

ابعدها عنه وجلسها على السرير .. بس مسكت يدها ورفضت تتركه

فك يدها ومسح دموعها : بروح مشوار وراجع .. ما راح أغيب .. بعدها راح نكون في بيتنا ..

مسكت يده مرة ثانية وقالت وفي احساس في قلبها ما تتركه : لااا

ما يبي يرفض لها طلب .. لازم يروح يشوف شغله لأن له اسابيع ما راح ولا راح يروح الأسابيع الي جاية يبي يظل معها بوصي صديقه ناصر على الشغل وفي أوراق لازم يوقعها اليوم عشان يفضى لها ..

باسها على راسها وفك يدها وخرج

نادته أم لما : أحمد وش سويت في موضوع ليان

أحمد : نزلت عنها موضوع في الجريدة ولو في واحدة لها نفس المواصفات أكيد راح تتصل على رقمي لأني نزلته على الجريدة

أم لما : الله يعطيك العافية أكيد راح تطيب وتصير بخير إذا شافت ليان قلبي يقول لي كذا

أحمد : باذن الله وبمشيئته نفرح فرحتين .. فرحة أننا لقينا ليان وشفاء لما بإذن رب العالمين

أم لما : انشاء الله

خرج أحمد وتركهم .... نزل وركب سيارته ...

...................................

************************************************** *********************

دخل أبو أحمد البيت ووجهه ما يطمن

نجد : يبه وش فيك

مجد : يبه ..وش حاصل

أبو أحمد : أخوكم في المستشفى يا بنات .. مسوي حادث .. وبين الحيا والموت

أم أحمد ما قدرت تتحمل الخبر هذا ولدها الوحيد .. أغمى عليها

مجد بصياح : يمه .. يمه وش فيك .. يمه ..

ركضت نجد ودموعها على عيونها : يمه تكفين .. والله قلبي ما يتحمل .. يمه .. يمه

أبو أحمد : نجد بنتي جيبي عطر عشان تفوق ..

شوي شوي بدت تفوق وصارت تبكي : ولدي أحمد .. وين ولدي

أبو أحمد : بروح للمستشفى .. اهتموا بأمكم يا بنات

نجد : يبه تكفى بروح معك .. تكفى يا يبه بروح معك

أبو أحمد : ما عنده غير رب العالمين روحتكم ما راح تفيده

أم أحمد : أنا بروح .. هذا ولدي يا أبو أحمد

أبو أحمد خرج وتركهم

غرقانين في دموعهم ويدعون رب العالمين ينجيه

.................

دكتور عبد العزيز : عمار أنت أحسن دكتور هنا لازم أنت الي تسوي له العملية

عمار : صدقني ما أقدر .. هذا أخوي وصديقي والله أخاف يموت وهو تحت يدي عمري ما راح اسامح نفسي لو شيء مثل هذا حصل

عبد العزيز : لازمه عمليه بسرعة كل ما تأخرنا راح نفقد فرصة نجاته .. الأطباء داخل غرفة العمليات يبذلون الي يقدرون عليه .. اذا كنت ما راح تسامح نفسك لو صار له شيء وهو تحت يدك ما راح تسامح نفسك لأنك عارف أنك كان ممكن تساعده بعد اذن رب العالمين وأنت رفضت

عمار وقلبه يتعذب : والله ما أقدر احس أني نسيت كل الي تعلمته صدقني لو أعرف أني ممكن أساعده ما كان قصرت

عبدالعزيز خرج وتركه وهو مصدوم من ضعف عمار الي شافه فجأة .. بس لو كان مكانه يمكن راح يتصرف بنفس الطريقة

........................................

************************************************** ********************

فيصل : وين تبين نروح أول .. السوق .. ولا أحسن نروح نتعشى أول

سلمى : الي تبيه يا عمري

فيصل ونظراته كلها اعجاب : تتعلمين كيف ترضيني

قرب منها مسك خصلات شعرها الغجري يداعبها ويشم عطرها :أحبك .. نأجل الخروج لبكرة وش رايك

سلمى تبي تتهرب منه .. قالت بدلع : حراام أنا جوعانة نخرج نروح نتعشى

فيصل : آآآآه ... وأنا مو حرام تبعديني عنك كل هالمدة .. بس نتفاهم يوم نرجع .. يعني وين بتهربين مصيرك لي ..لي ..

حست بالدم اندفع لخدودها ..

فيصل : أحبك أكثر وخدودك متوردة

سلمى : آآف .. فيصل خلاص .. نخرج ولا أمووت من الجوع

فيصل : لااا .. نخرج أحسن ..

لبس فيصل بنطلون أسود من الجلد .. يبين طول ساقيه وقوتها وبلوزة بيضاء وجاكيت من الجلد الأسود .. شكله يجنن وحاطي عطره من غوتشي أند غابانا

سلمى : خايفة واحدة من الكنديات تخطفك مني اليوم

ناظرها وهي لابسة .. بنطلون جينز أسود وتيشيرت وردي عليه جاكيت لونع عنابي واصل لحد ركبتها وشيلة لافتها على شعرها بشكل يجنن بنفس اللون العنابي .. وماكياجها بين تدرجات .. العنابي والوردي وعيونها تلمع وتبرق

قال فيصل : أنا الي بيحسدوني عليك .. الي راح بس يناظرك راح أفقع له عيونه .. ولا أحسن .. تعالي نبطل الروحة ونطلب عشاء جاهز

سلمى : الي تبيه بس أكون معك

فيصل : مدام كذا يله نروح ..

........................................

حجز لهم فيصل في مطعم أوربي بس على الطريقة العربية ويقدم أكلات شامية وعربية

سلمى انبهرت بالحضارة والجمال الي شايفته .. كل شيء كأنه حلم .. سبحان الله كيف حياتها اتغيرت في ست شهور .. أحيانا تحس وهي تناظر في المراية أنها مو هي سلمى .. هي واحدة ثانية تحس حتى ملامحها اتغيرت

فيصل : وش رايك .. أنا احب هالمطعم .. اتعودت أزوره كل ما أجي على كندا .. لأنها فيه شوية من ريحة بلدي

سلمى : ليش كم مرة جيت على كندا

فيصل : ما تنعد ولا تنحسب عندنا أعمال كثيره هنا وكل فترة لازم أجي بس بعد اتزوجت .. اتعلقت بزوجتي وصرت أرسل مساعدي بدلي يتمم لي أشغالي .. لأني بصراحة ما أقدر أفارق الأرض الي توطاها

سلمى وهي تناظره بحب وامتنان : الله لا يحرمني منك

نادى .. الجرسون وطلب الأكل .. تحبه .. وتحب صوته .. تحس أنه يوصل لأعماق قلبها ويسكن داخله ..

فيصل : وين رحتي وين سرحانة

سلمى : ولا شيء ... شوف البنات الي يناظرونك

فيصل : بس أناظرك أنتي .. أنتي وبس .. وأحبك أنتي أنتي وبس

سلمى : الحين ولا واحدة من الشقراوات الي هناك عجبتك

فيصل : في كل الدنيا .. ماسكن قلبي غيرك ولا سكن عيوني غيرك .. صدقتي الحين ولا احلف لك

سلمى : مصدقتك .. لا تحلف .. أنا واثقة فيك والي تقوله سيف على رقبتي

فيصل : ايوة كذا .. خليك زوجة تسمعين الكلام

جاب الجرسون الأكل وحطه على الطاولة ... اتعشوا وظلوا يسولفون ويضحكون

.............

رجعوا على جناحهم في الفندق

فيصل : الحمدلله وأخيرا رجعنا ..

سلمى مسوية نفسها معصبة : ليش البنات الي كانوا يناظرونك وأنت تبتسم لهم أزعجوك أو امكن كنت متضايق من وجودي

فيصل :الحين صدق زعلانة

سلمى : لا فرحانة ..

فيصل سوى نفسه زعل وخرج من الغرفة وتركها

سلمى : فيصل وين رايح والله كنت أمزح .. فيصل

خرج للصالة ... فتح الدولاب الصغير .. أخذ منه علبه زرقاء صغيرة وحطاها في جيبه ورجع للغرفة

..... لقاها جالسة تبكي

فيصل : سلمى حبيبتي ليش تبكين .. : والله أحبك وما أحب غيرك ومستحيل في كل هالدنيا أناظر أو حتى أفكر أناظر واحدة غيرك

سلمى وهي تمسح دموعها : والله ادري .. أنا زعلانة من نفسي بعد كل الي سويته لي .. زعلتك .. خليتك تزعل مني .. والله ما أقدر على زعلك .. والله آسفة

فيصل : ههههه الحين هذا هو الي يبكيك

خرج من جيب جاكيته علبة زرقاء مستطيلة : افتحيها

فتحت العلبة ... لقت بداخلها .. اسوارة من الألماس

فيصل : لو ما عجبتك بكرة نروح السوق تنقي الي يعجبك .. عارف أني قصرت معك .. بس سامحيني

قفلت العلبة وحطتها على الدرج وغطت وجهها بيديها وهي تبكي : ليش تسوي فيني كذا .. ما اقدر اتحمل ...أنا ما استاهلك ..

فيصل : كم مرة قلت لك أنا الي ما استاهلك .. دموعك تذبحني لو تحبيني ما أبي أشوف دموعك

بعد يدينها عن وجهها ومسح دموعها وقال : أحبك

حست أن قلبها من سرعة خفقانه راح يتوقف

... وأنا أحبك

و........ افهموا الباقي

************************************************** *********************

فيصل : سلمى حبيبتي بسرعة

سلمى :خلاص انتهيت يله

فيصل وهو يناظرها .. لابسة تنورة جينز لحد الركبة وبوت كبير يغطي رجولها .. جاكيت من الفرو البنني

سلمى : شكرا حبيبي ذوقك ياخذ العقل .. بس كيف عرفت مقاسي

فيصل : عيب .. كيف ما أعرف مقاس زوجتي حبيبتي وحياتي .. يله خلينا نخرج .. نبدأ أول بالأسواق

سلمى : يله ...

......................

فيصل : تعالي نتغدى ونرتاح ونرجع نكمل لف في الأسواق .. في منتزه قريب من هنا .. وش رايك

سلمى : يله حبيبي

اختار فيصل طاولة بكرسيين وجلسوا .. المكان مرة حلو والجو بارد .. والأشجار والخضرة تاخذ العقل ... والأطفال يلعبون بالمراجيح ويضحكون .. وهي تناظرهم مثل الألعاب .. شكلهم يجنن وياخذ العقل ... خدودهم حمراء وشعرهم أشقر وعيونهم زرق .. والي عيونهم خضر مثل عيونها ... سبحان الله يخلق البشر من كل الأشكال والألوان

فيصل : بروح للكافتريا الي هناك وش تبيني أجيب لك

سلمى : أي شيء

فيصل راح وتركها تتفرج على الأطفال

... فجأة .. واحد من الأطفال طير كورته عند رجولها .. رفعتها وناظرته بكل حب .. شكله ما يوحي أنه كندي شعره أسود وملامحه عربية

شكله ولد خجول .. أشر لها على الكورة

جاء أبوه ...

.. sorry

هزت راسها .. أنه ما في مشكلة وقالت .. ما اتكلم انجليزي .. نو انجلش

ابتسم لها .. ملامحك تقول أنك من هنا وخصوصا عيونك

سلمى : عربي

قال وهو يمد يده يسلم عليها : سعودي .. أنا زياد وهذا ولدي عبدالله

ما مدت يدها وما سلمت

انحرج ودخل يده في جيب الجاكيت حقه

حاس أنه شايفها في مكان من قبل : اتقابلنا قبل كذا يا آنسة

سلمى تبي تقصر الموضوع راح يزعل فيصل إذا شافه واقف عندها : لا ما تقابلنا .. لو سمحت ممكن تروح زوجي الحين بيجي ..

زياد : على العموم اتشرفت بمعرفتك .. مع أني ما عرفت اسمك

جاء فيصل وناظره : وش تبي باسمها

التفت زياد لناحيته وناظره فين شاف هالوجه قبل كذا .. لااا هذا ... وابتسم بفرحة : فيصل

فيصل بنفس الصدمة والأستغراب : زياااد .. ..

نزل الأغراض الي في يده على الطاولة ... وسلم عليه : وينك .. وين اختفيت .. لك خمس سنوات وين اختفيت بعد وفــ...

ما كمل وسكت .. ما يبي يقلب عليه مواجعه

زياد : في هالدنيا .. هذا عبدالله

حمله وباسه .. والله وصار كبير .. اذكره ويدوب كان عمره سنة ونص .. كبرت وصرت رجال

زياد : ما يتكلم عربي ..

فيصل ..بروح اجيب كراسي تجلسون معنا

سحب كرسيين من الطاولة الي جنبهم .. وجلسوا

فيصل : سلمى ..ما عرفتك هذا أخوي زياد ... من الإبتدائي وحنا مع بعض وحتى الجامعة درسنا في لندن مع بعض بس بعدها اختفى وما أدري وين راح .. وشوفي القدر .. اتقابلنا هنا بعد خمس سنوات

زياد : مبرووك وأخيرا استقريت واتزوجت .. غريبة ما كان عندك نية ...

فيصل : وأنت ..

زياد وهو يبتسم بألم ابتسامة كلها حزن: أنا مستحيل .. ما في أحد راح يملي الفراغ الي تركته

فيصل : الله يرحمها ..

زياد يبي يغير الموضوع لأنه ما يحب يتذكر ...: كم لك متزوج

فيصل : ست شهور بس

زياد : سبحان الي يغير وما يتغير .. مو كأنك فيصل الي أعرفه .. شكل تأثير المدام عليك كبير

فيصل : وش تقول فارضة على عقوبات وحبس اجباري .. تعرف الحين لو ناظرت يمين أو يسار راح تذبحني

ناظرته بحقد لأنه قاصد يحرجها

زياد : تستاهل .. لقيت إلي تقدر تربيك

فيصل : عادي وأنا راضي ومبسوط

زياد : ههههههه .. أنا اليوم عازمكم عشاء في مطعم سكااي .. تذكره صح ... الساعة 8 لا تتأخروا

فيصل : لااا .. أنا الي عازمكم

زياد : المرة هذي لي والمرة الجاية لك ... يله حنا اتأخرنا ..

فيصل : .. اجلسوا معنا شوي ما شبعنا منكم

زياد : عبدالله عنده حصة سباحة في النادي وبوديه .. وعندي أشغال لازم أقضيها ... بس في أي فندق نازلين

فيصل : فندق لينغتون ... تعرفه

زياد : ايوة ... هذا كرتي اتصل علي

أخذه وودعوا بعض

************************************************** *******************

قامت ريماس من الصبح بدري .. الساعة سبعة ونص وسعد شكله نايم .. تنظف البيت يكون أحسن وتجهز الفطور لحد ما يقوم .. راح تبدأ بغرفتها .. لأنها كل غبار ووسخة

نظفت البيت .. وبدت تجهز الفطور وهو بعد ما قام

فتحت شبابيك البيت عشان تدخل الشمس للبيت .. صار البيت مرتب ويفتح النفس ... مو مثل ما كان مثل المخزن

ناظرت الساعة صارت 11 إلا عشر وهو ما قام .. أخذت كوب قهوة .. ما لها نفس تاكل .. من يوم صار الي صار فقدت نص وزنها .. لأنها ما صارت تاكل إلا بس بالمقدار الي يخليها حية .. والهم والحزن ما قصروا فيها ..

دخلت الحمام وأخذت لها دش بارد ..

دخلت غرفتها ومسكت المشط تسرح شعرها .. صارت تتذكر .. كيف كانت أختها غرام حنونة وكيف كانت تحبها .. كان الفرق بينهم خمس سنوات .. كانت أختها من أمها .. .. كان أبوهم يعذبهم وكان لغرام النصيب الأكبر منه لأنها مو بنته وفي أول فرصة جاته عشان اتخلص منها .. زوجها لأول واحد دق الباب عشان يتزوجها مع أنها كانت يدوب ثاني ثانوي وكان نفسها تدرس وتكمل دراستها .. لكن الله عوضها بزياد الي نساها كل العذاب الي شافته .. اتمنت حتى هي تتزوج واحد مثل زياد يبعدها عن أبوها ويخلصها .. ناظرت شعرها واتذكرت كيف غرام كانت تمشط لها شعرها .. وهي رايحة للمدرسة

وتذاكر لها وتلعب معها وتمازحها كانت كل دنيتها وأقرب لها من أمها وندى كانت محور حياتها الي تدور حوله بكل حب .. بس بعد ما ماتت .. ما تقدر كيف توصف مشاعرها ولا تقدر تتذكر وش حصل لها .. ذاك اليوم سمعت أمها تصيح في الصالة .. ركضت لها .. أكيد أبوها يضربها مثل كل عوايده بس يوم قربت سمعتها تصيح وتقول .. غراام بنتي ماتت

أما أبوها الي كان خالي من كل ذرة شفقة ومن كل ذرة احساس قال ببرود : اسكتي يا مرة تراك ازعجتينا

مو كأن البنت الي ماتت اتربت على يده مو كأنها البنت الي اتحملت ظلمه وما قابلته إلا بالحب .. كانت تدافع عنه تمنعهم يكرهونه كانت تقول أنها تحسدهم أن عندهم أب .. كانت تقول أن ضربه وإهانته لهم حب مو كره .. لأنه يخاف عليهم ويمكن هذي تكون طريقته في اظهار حرصه وخوفه ..

ما قدرت تتحمل فراقها ما قدرت .. أحيانا تحس أنها ممكن في يوم تصحى وتلقى أن الي كل الي مرت فيه حلم .. أن غرام بعدها عايشة تغمرها بحبها وحنانها .. وأن كل الي صار معها حلم بالأصح كابوس أسود

لكن فجأة ترجع للواقع .. غرام ماتت .. أمها ماتت ... سالم مات .. ندى تحتقرها .. أبوها زاد كرهه لها ... صارت بنت من بنات الشوارع بدون شرف ولا كرامة ... سمعتها اتمرغت في التراب ... والحين تشحذ عند الي دمرها وقضى عليها ...

دق الباب ... : روحي حطي لي شيء آكل وراي مشاوير .. بسرعة

ريماس مسكت دموعها وهي تناظره .. انسان حقير ما عنده ذرة شرف ولا أخلاق ولا ضمير أنسان منحط وسافل .. كيف انخدعت بمظهره وكلامه .. كانت نظرة واحدة منه تخليها تطير من الفرح وتحس أن شعر جسمها كله انتفض .. وبنفس الوقت يصحي فيها الخوف والرعب من الي راح يسويه أبوها فيها إذا عرف

...... بس الحين تحس أنها ما تحس إلا بإحساس واحد .. كره ما ينوصف .. بس وش قدامها لازم تختار من بين خيارين أحلاها مر .. يا الذئاب الي راح ينهشون لحمها في الشارع أو الي واقف قدامها ويمكن حتى هو ينهش لحمها بس هي واثقة أنه بعد أخذ الي يبيه ما يبغاها

سعد : ليش تناظريني كذا ..

ريماس : لا ولا شيء ... بقوم أسوي لك الفطور

سعد شوي حس على دمه : ما قصرتي في البيت

ريماس خرجت وما عبرته بكلمة ...

دخلت المطبخ .. خلاص مو قادرة تمسك دموعها ..

دخل ولقاها تبكي .. قال بعصبية : ليش تبكين ... لو مو عاجبتك الحياة هنا انقلعي شوفي لك مكان ثاني

مسحت دموعها .. استمتع بتدميرها ما راح تعطيه المتعة في أنه يشوف دموعها ويشوفها مدمرة

ما عبرته وفتحت الثلاجة

خرج برة وتركها وهو متضايق ما يدري لو منها أو من نفسه

جلس حول الطاولة الصغيرة الدائرية الي في الصالة ... حطت الفطور قدامه وجابت الشاي

سعد : أفطرتي ...

ريماس : ايوة ...

راحت وتركته وقفلت الباب حق غرفتها وارتمت على السرير تبكي ..... تبي تموت ... خلاص كرهت هالدنيا أصلا ما ظل لها أحد عشان تعيش له .. ولا ظل أحد راح يزعل على موتها .. الناس راح يقولون ماتت الفاجرة .. ماتت بدل ما يترحمون عليها راح يلحقونها باللعن والسب

دخل عليها الغرفة ولقاها تبكي

ريماس وهي تحاول تتكلم من كثر ما تشهق ومن دموعها الي خانقتها : لو فيك ولو ذرة احساس أو ضمير اخرج برة .. أترجاك اخرج

دموعها ايقظت بعض الأحاسيس في قلبه وازالت بعض من الرمال الي اتراكمت على قلبه

قال من دون تفكير : ريماس أبي اصلح غلطي وبتزوجك ..

ضحكت من بين دموعها باستهزاء : بعد ايش بعد ما دمرت حياتي وخربتها بعد ايش ..

سعد : ما راح اتزوجك .. لا حب ولا أي شيء .. وما أبي منك شيء عارف أن كراهيتك لي ما تنوصف بس .. راح ارجع لك سمعتك بين الناس وأسوي لك عرس ترفعين به راسك قدام كل الناس .. وفي اليوم الي تقررين فيه أنك ما تبيني بكيفك .. ورقة طلاقك تكون عندك

ريماس : ليش .. لو رجعت سمعتي بين الناس راح أقدر ارجع احترام أبوي أو احترام ندى الي تناظريني بكل كره واحتقار ولا كأني أختها .. ولا كأننا تربينا مع بعض بكينا وضحكنا مع بعض وشكينا همومنا لبعض .. للأسف ما راح تقدر ترجع لي أهم شيء عندي ..

سعد بعصبية من الضيق الي حاس به من كلامها : على الأقل أنا فكرت اصلح غلطي .. مو مثل أبوك .. أنا أبي اصلح غلطي لأني لو عندي ذرة ضمير فأبوك معدوم منه

خرج وصك الباب بكل قوة عنده

وتركها مذهولة .. من وين يعرف أبوها .... وليش يقول عنه هالكلام ..

************************************************** ********************

الجزء الثاني

دق جوالها

مناااار : ألووو .. فيصل حياتي والله اشتقت لك

فيصل : خلاص .. اذني .. ما راح اسمع من اليوم

منااار : ماااااما .. فيصل على التلفون ... لك وحشة أسبوع وماتتصل .. هذي الست سلمى خطفتك من أمك وأختك .. خليها ترجع والله لأوريها

سلمى وهي سامعتها لأن التلفون على الإسبيكر ... : والله حراام عليك هو الي قال ما نبي ازعاج عشان كذا ما راح نتصل

فيصل : لا تصدقينها تبي تنفذ من بين يديك وعشان كلامها أنا بعطيك كامل الصلاحية في تعذيبها يوم نرجع .. هذا لو رجعت سالم

منار : ومتى راجعين يا حبايبي

فيصل : وش ورانا نرجع له .. يمكن نقرر نسكن هنا بعيد عن ازعاجك وهذرتك

منار : لو تروح آخر الدنيا وراك وراك .. بس أنا صادقة متى راجعين

فيصل : اليوم بنسافر لندن ..يمكن نظل اسبوعين ونرجع .. مع أن في بالي نروح استراليا كم يوم وبعدها نرجع لك

منار : هذي الست الوالدة تبي تسلم عليكم

أم فيصل : كيفك يا ولدي .. الحمدلله وصلتوا بالسلامة

فيصل : ايوة يا أمي الحمدلله

سلمى : كيفك يا يمه ..

أم فيصل : ايوة يا بنتي الحمدلله .. وأنتي .. ولدي يعاملك زين .. لو سوى لك شيء أو زعلك قولي لي .. بأدبه لك

فيصل : الحين يا يمه أنا ولدك ولا هي .. أنا المظلوم مو هي لا تغركم عيونها الخضر بس

أم فيصل : الله يحفظكم ويسعدكم يا رب

فيصل : الللهم آمين ..

سلمى : وينها سمر أبي اسلم عليها

أم فيصل : أكيد في غرفتها .. بناديها لكم

فيصل : لا .. بنكلمها احنا .. يله يا يمه نرجع نكلمكم بعدين ..يله مع السلامة

سلمى : مع السلامة خالتي

أم فيصل : الله يسلمكم ويحفظكم ويبعد عيون الحسد عنكم

قفلت أمها التلفون

منار : وأنا ما عندي نصيب من هالدعوات .. : ولا فيصل وسلمى عيالك وأنا لا بنت شارع يعني

أم فيصل : وأنتي بعد .. الله يحفظك ويحميك ويرزقك بالزوج الصالح يارب

منار : ايوة ركزي على الزوج الصالح .. تكفين يمه ..

أم فيصل وهي تبتسم بحنان لبنتها: الله يعطيك كل الي في بالك يا بنتي

.......................................

جالسة سمر في غرفتها وتتذكر أحداث الأسبوع الي راح في بيت خلود .. اتعرضت لإحراج ما ينوصف .. الحين البنات وش قالوا عنها وخلود .. أكيد ضحكوا عليها واستهزأوا بها من وراها .. والرجال .. ذاك أكيد أخ خلود .. أكيد الحين يفكر أنها هبلة وغبية .. بس هو السبب لو ما كان جاء ما كان طاحت

دق جوالها

رقم خارجي شكله

سلمى : سمورتي حياتي كيفك والله اشتقت لك

سمر نست الي كانت تفكر فيه وهي تسمع صوت أختها سلمى : كيفك حياتي والله احشتني ووووووووت .. أكيد ناسيتني وأنتي عند حبيب القلب يالخايسة

سلمى : شوي شوي .. وش فيك بالعة راديو ...

سمر : وش أسوي اشتقت لوجودك ولسماع صوتك .. واشتقت اسمع اسمي على لسانك ..

حاولت تقلد صوتها : سمر يا غبية ليش لاصقة عند الكتب أربع وعشرين ساعة

سلمى : ههههه ..

سمر : ما قلتي لي يا زفته متى راح تفرحين قلبي الحزين بجيتك

سلمى :فيصل حبيبي .. قال بنروح لندن اسبوعين ولو عنده وقت بنروح لأستراليا

سمر : آآآف .. فيصل حبيبك هذا راح يخليني ارتكب فيه جريمة .. مو يكفي أنه متزوجك .. يعني بعد بيخليك بعيدة عني

سلمى وهي تناظره وتبتسم : حراام عليك تبيني انحرم من الي أحبه وأعشقه وأمووت فيه مو حرام

سمر : حرمت عليك عيشتك .. مو حراام انحرم من الي أحبه ما أدري ايش .. الحب الزايد من طرف المرأة غلط .. يخلي الزوج يمل بسرعة .. اثقلي يا حمارة

سلمى وهي تشوف فيصل وابتساته على وجهه : ما أقدر أحبه ..

سمر : لأنك حمارة .. يله قفلي بتسببي لي جلطة .. بعدين يوم يشوف غيرك تعالي اشكي لي راح أعطيك بالجزمة

سلمى : مستحيل أنا اثق بحبيبي .. يله بااي

سمر : البنت المجنونة صدقت الحين امزح معها أقول قفلي وعلى طول تصدق

************************************************** *********************

عمار : حالته مستقرة الحين

أبو أحمد : طيب ليش ما فاق ليش

عمار : اتعرض لضربة شديدة على الرأس ..واتسببت الضربة في ضرر بعض الأعصاب في المخ .. راح يظل في غيبوبة .. لمدة ما ندري يمكن تطول ويمكن تقل .. الله الأعلم بكذا ..

اتردد شوي .. ويمكن ما يقوم منها ويظل كذا طول حياته

أبوه ماسك نفسه بالغصب من الإنهيار .. حيله انهد .. كيف وهذا ولده الوحيد .. سنده ورجاه في كل هالدنيا

أبو خالد : وحد ربك يا أخوي

أبو أحمد : لا إله الله .. لا إله إلا الله .. لا حول ولا قوة إلا باله .. والحين زوجته وش حصل لها

عمار وهو حاس بالحيرة : ما أدري يا عمي رحت المستشفى أسئل عنها .. قالوا لي خرجت مع أمها .. بس وين ما أدري

أبو أحمد : كيف يعني اختفت .. هذي تحمل حفيدي .. قطعة من ولدي .. راح يحمل اسمه واسمي

أبو خالد : لا تخاف بدور عنها وبلقاها لك .. باذن الله ..

عمار : صدقني حتى أنا ما راح أقصر .. يله يا عمي روح ارتاح وطمن أهل البيت ...

أبوأحمد : أمه بتروح فيها إذا حصل له شيء ...

.........

دخل لمكتبه .. ومسكه جواله .. يتصل عليها ولا ما يتصل .. بس .. لازم يكون جنبها ..

دق عليها

جاه صوتها .. مبحوح .. من شكلها كانت تبكي

عمار : اطمني .. حالته اليوم صارت مستقرة وطلعناه من غرفة العناية المركزة

مجد : يعني هو بخير .. ما فيه شيء

عمار : هو بخير .. بس داخل في غيبوبة مؤقتة

ما حب يخوفها ويقول أنه ممكن ما يقوم من غيبوبته إلي فيها كافيها

مجد : مشكور .. والله طمنت قلبي

عمار : على ايش ...

مجد : على أنك دايم طيب وحنون معي وأنا دايم أحاول ازعجك .. وأضيق خلقك

عمار :يعني تعترفين أنك تسوينها قاصدة

مجد : آسفة .. وأرجوك حاول تسامحني عارفة أنك زعلان مني .. وما عندي حق في أني أطلب منك السماح

عمار : الحين مو وقت هالموضوع .. اتصلت اطمنك مو لشيء ثاني .. يله مع السلامة

قفل الخط ... هو كان متمني يسمعها تقول كذا من زمان وتتنازل عن غرورها .. بس كرامته ما تسمح له يركض لها .. لأنها اعترفت بخطأها ..

وغير التفكير في مجد .. ذهنه مشغول بلما الي لها اسبوع من يوم الحادث ما يعرف طريقها وغير كذا .. خبر أن عندها أخت توأم .. عمرها ما قالت أن كان عندها أخت .. وفي الأساس عمرها ما اتكلمت مع أي أحد من البيت كأخ أو كصديق

أحمد حط الإعلان في الجريدة ومر اسبوع ولا أحد اتصل أو سأل ..

.........................................

************************************************** ****************

خلود : نجلاء .. عرفتي وش حصل على أحمد

نجلاء : الله يشفيه ويساعده .. أمي قالت لي يوم جيت بس والله يحليله ما يستاهل .. والله مسكينه لما في الأول تفقد أختها والحين تفقد زوجها وهي في أشد الحاجة له

خلود : ليش أمي ما قالت لك أنها مختفية هي وأمها وما أحد يعرف طريقهم ..

نجلاء : تتكلمين من جدك

خلود : ايوة عمار راح المستشفى الدكتور قالوا أنها خرجت مع أمها وما يعرفون وين راحت وعمي أبو أحمد قالب عليهم الدنيا .. أكيد .. لو حصل لأحمد شيء لا قدر الله راح يكون هو الوريث لأبوه ولجده وأكيد عمك الي ما يخاف ربه ما يبيه يتربى بعيد عنه وفلوس ولده تخرج من يده

نجلاء : عيب عليك يا خلود لا تتكلمي عنه كذا مهما كان أكيد ما راح يتمنى موت ولده عشان الفلوس

خلود : مو قصدي أنه يتمنى كذا .. بس

نجلاء : قفلي على الموضوع خلاص ... أنا نازلة لأمي تحت الجلسة معك تضيق الخلق ...

نزلت نجلاء وتركتها ..

خلود ذهنها مشغول .. هذا راح يكون لصالحها أن لما تختفي في ستين داهية وما تظهر وانشاء الله أحمد يطيب ويشفى .. وهذي المرة راح تسوي المستحيل عشان يكون لها .. أحمد مو وهم مراهقة بالنسبة لها مثل قالت نجلاء .. لأنها ما تفكر في غيره ومستحيل تفكر في غيره

نزلت نجلاء تحت .. أحسن لها تسولف مع أمها .. بدل خلود المجنونة ...

أم نجلاء مسكتها من يدها وساعدتها تجلس .. الحمل يخلي حركتها ثقيلة .. الحين هي في الشهر الثامن وتدعي ربها .. أنها تجيب طفل سليم معافى .. ولد أو بنت مو مهم .. هي في اليوم تحمد الله مليون مرة على النعمة الي هي فيه .. الي مفرحها أكثر الفرحة الي تشوفها في عيون حامد .. تفرحها أكثر من الطفل بذاته

أم نجلاء : ليش يا بنتي طلعتي لخلود تحت كان خليتي الخدامة تناديها لك بدل التعب يا بنتي ..

دخل يزيد : هلا وغلا .. وأنا أقول ليش اليوم البيت منور

نجلاء والتعب واضح عليها : منور بوجودك يا خوي

يزيد بخوف وهو يشوف تعبها : تعبانة .. فيك شيء أوديك المستشفى يا أختي

أم نجلاء : كل أم تتعب كذا يا ولدي .. هذا شيء عادي

نجلاء : والله يا يمه .. من الحمل أحس أني صرت أحبك أكثر وأكثر لأني قدرت التعب الي تعبتيه

زيد وهو يبوس راس أمه : الله يخليك لي وما يحرمني منك يا يمه ..

أم يزيد : الله يحفظك ويحميك وينعم عليك بالذرية الصالحة .. يا رب .. ويحفظ أخواتك من كل شر يا حي يا قيوم

نجلاء : وأنا عندي العروس

أم يزيد : وليش يدور بعيد وبنت عمه سجود موجودة

يزيد : البنت حلوة وما عندها شيء يعيبها

أم يزيد : يعني أقول مبرووك

نجلاء : لا .. سجود ما تناسبه يا يمه ... وبعدين وين شفتها يا يزيد

يزيد : شفتها وخلاص ..

نجلاء : أنا عندي عروس لك أحسن .. بنت مؤدبة وحلوة بعد وفاهمة وعاقلة تناسبك مو سجود

أم يزيد : الولد مدام أنه موافق خلاص ما يقولون القريب أولى من الغريب

نجلاء : بس يا يمه البنت الي أعرفها أحسن من سجود مليون مرة

خلود وهي نازلة على الدرج وسامعة كلامهم : مين الي تقدر تكون أحسن من سجودتي حبيبتي

نجلاء : قريبة منار .. زوجة أخوها سمر

خلود وهي تضحك : ههه .. البنت الغبية الي طاحت في حوض السباحة .. أحسن من سجود

زيد ( الحين عرفت اسمها ومين هي )

نجلاء : وش فيها البنت ما فيها عيب

خلود : فعلا ما فيها عيب غير نظاراتها الكبيرة .. وأنها بنت قروية ما تفهم شيء .. ما أدري عائلة الجاسم كيف يناسبون هالأشكال

يزيد : الحين تتناقرون وتتخانقون على زواجي .. أصلا من قال أني أبي اتزوج ..

أم يزيد تبي قلب ولدها يحن : أبي أشوف عيالك قبل ما أموت .. ما أبي أموت وأنا ما شفت عيالك

يزيد فعلا قدرت تأثر عليه لأنها تعرف ولدها عصبي بس حنون : لا تقولين كذا يا يمه .. راح تشوفين أولادي وتختارين لهم أسمائهم وتلاعبينهم وتحكين لهم الحكايات بعد

أم زيد : أنا مو ضامنة أعيش لبكرة .. عمري وشبابي كله أعطيته لكم ..

نجلاء : والله يجازيك ألف خير على تعبك ..

أم زيد : خير جزاء لي أني أشوفكم مرتاحين وسعداة في بيتكم مع شركاء حياتكم وعيالكم

أم زيد : انشاء الله راح تشوفينهم وقريب بعد

خلود بفرحة : يعني موافق تتزوج سجوود

زيد : قلت بتزوج لكن سمعتيني قلت أبي سجود

أم زيد : وليش رافض سجود وأنت قلت قبل شوي أنها حلوة وما فيها عيب

زيد : ايوة فعلا بس ما قلت أني أبي اتزوجها .. أنتي يا يمه وش يهمك أكثر تشوفين عيالي أو مين بتزوج

أم زيد : ايوة أبي أشوف عيالك بس .. لازم أمهم تكون من عيلة لها مستوى مثل مستواك .. تليق بك وبمركزك

نجلاء : الحين حفيد الجاسم عايلة زوجته ما راح تكون عيلة بمركز ومستوى

أم زيد : سألت أم فيصل عن نسبها وعن عيلتها .. قالت لي أنهم بنتين يتيمات وفيصل كان يعرف أخوهم وصاهم عليهم قبل ما يموت عشان كذا فيصل اتزوج الكبيرة عشان يقدر يهتم بهم أكثر ..

يزيد : أحسن كل ما كانت فقيرة ومسكينة كل ما كان أحسن .. بنات العايلات الكبيرة .. سطحيات ومدللات أكثر من اللزوم

نجلاء : يعني موافق على سمر

يزيد : موافق بس المهم موافقتها

خلود بقهر : والله حرام .. وسجود

يزيد : سجود .. الله يعطيها الي في نصيبها

أم يزيد : الله يتمم لك مدام أنت الي اخترت بس الحين لازم ننتظر .. لحد ما يتحسن ولد عمك أحمد

يزيد : الله يشفيه .. بنام شوي وبعد العصر بروح أزورهم

أم يزيد : وأنا بروح معك

خلود : حتى أنا رايحة ..

نجلاء : أنا ما راح أقدر اعتذري لهم عني والله تعبانة

يزيد : خلاص بعد العصر تكونون جاهزين لأني عند شغل المغرب وما أبي نتأخر

************************************************** ********************

سلمى : صديقك هذا شكله راح يخطفك مني

فيصل وهو يبوس يدها : ما في أحد يقدر ياخذني منك ..

سلمى : طيب يعني أنا بظل وحدي هنا ..

فيصل : نص ساعة بس وبرجع ونخرج نتفرج على لندن ..أنا الي حلفت عليه أني يجي معنا للندن ما أقدر اتركه لوحده

سلمى : طيب وش رايك تخلي ولده الصغير يظل معي على الأقل يملي علي وقتي

فيصل : بقول له .. حتى احنا خلينا نستعجل ونجيب واحد مثله

سلمى وهي تبتسم : انشاء الله

فيصل : أكثر شيء اتمناه .. طفل يربطنا في بعض .. ما راح اقدر اسامح نفسي لأني السبب في موت طفلنا

سلمى هي أصلا نست الموضوع : أنا نسيت وأنت بعد لازم تنسى .. بالنسبة لي وجودك جنبي يعوضني عن كل شيء في الدنيا بس أكون معك وفي حضنك

فيصل : الله لا يحرمني منك

سلمى : ولا يحرمني منك بعد

فيصل : يله حياتي اتأخرت على زياد

كلها خمس دقايق وسمعت صوت فيصل في الصالة يناديها تجي تسلم على زياد

خرجت ولقت زياد وفيصل .. وفيصل حامل عبدالله

زياد : ولدي في ذمتك ..

سلمى : لا توصي حريص .. في عيوني

زياد وهو يتذكر الحين .. ملامحها من دون مكياج .. نفس ملامح .. لما .. : الحين بس اتذكرت مين تشبهين

فيصل : وش تقصد

زياد : أنا عندي بنت عمي اسمها لما .. تشبهها .. لا كأنها هي مو تشبهها بس

فيصل : خمس سنوات ما شفتها أكيد مشبها بس

زياد : معك حق .. بس عندي صورة لها .. بفتشها وبوريها لك وراح تتأكد أنها تشبهها

خرجوا وتركوا عبدالله معها

... ليش حاسة ان .. اسم لما مو غريب عنها ليش حاسة أنها تعرف هالإسم حق المعرفة ..

ناظرت عبودي بحب .. هي ما تعرف انجليزي .. مو عارفة كيف بتتفاهم معه .. ..

*****************************************

فيصل وهو جالس مقابل زياد حول طاولة في الكافي الي اتعودوا يروحون له وهم في الجامعة : أهلك ما تكلمهم

زياد بجفاء .. يبي يسكر الموضوع : لااا

فيصل : لا تتهرب مني .. ليش ما تبي تكلمهم ما لهم ذنب في الي حصل لها

زياد : كلهم شاركوا في موتها .. كلهم .. بس المسئول الأكبر زوج أمها .. أنت عارف لو ما سافرت كان أكيد ارتكبت فيه جريمة

فيصل : حاول تنسى .. حاول تبدأ من جديد

زياد : مستحيل .. أنا بعد غرام ما عاد لي حياة .. حياتي ضاعت وانتهت .. أنت عارف أني فكرت أقتله بس في آخر لحظة اتذكرت عبدالله مين راح يربيه إذا قفد أبوه مثل ما فقد أمه ...

فيصل : طيب يا أخوي احكي لي وش حصل ذاك اليوم

زياد : قالت أنها تبي تزور أمها .. ما أدري بس قلبي ما طاوعني اخليها تروح لأني عارف زوج أمها ومعاملته القاسية لها .. بس اصرت لأن أمها كانت مريضة وتعبانة

راحت .. وما عد رجعت .. في نفس اليوم .. دق التلفون .. قالوا ببرود .. زوجتك ماتت ..

ما راح اقدر اوصف حالتي لأني ما أذكر .. أغمى علي .. نقلوني للمستشفى .. غبت عن الوعي ثلاثة أيام .. اتخيل حتى ما شفتها .. كفنوها ودفنوها وأنا مو موجود .. ماتت وما شفتها .. ماتت

فيصل : اهدى خلاص لا تكمل اذا ما تقدر

زياد والغضب يشتعل في عيونه .. سألت كيف ماتت .. قالوا لي أنها طاحت من الدرج .. كانت حامل .. جاها نزيف ... فقدت دم كثير .. جاها تسمم في الدم .. وماتت وتركتني

بس بعد أيام .. اتصلت علي أختها وهي تبكي .. وقالت لي عن الي حصل ... قتلها المجرم .. قتلها ...

فيصل خايف يصير له شيء .. : زياد .. خلاص يا زياد

ما عبره وكمل كلامه : ضربها .. ضربها .. ورماها عن الدرج ..

فيصل وهو يحس بألم أخوه وصديقه : حسبي الله ونعم الوكيل .. بس ليش

زياد : رفضت .. رفضت تتنازل له عن نصيبها في ثروة أبوها ... عشان الفلوس قتلها وقتل حياتي وسعادتي .. كله عشان الفلوس .. الله يلعن الفلوس .. هو وأبوها وأخوه كان شركاء وأبوها مات وأخوه بعد مات وبطريقة أخذ كل ثروة أخوه ويبي نصيبها هي .. وهي رفضت ..يا ريتها كانت عطته الي يبغاه ما كان حصل كل هذا ما كنت راح أكون في هذي الحالة .. تائه وضايع .. وصدري كل يوم نيرانه تزيد .. لحد هذا اليوم أفكر أرجع السعودية بس عشان آخذ بثارها وثاري منه .. عشان اطفيء النار الي في صدري

فيصل : لا تخلي الغضب يعمي طريقك .. وتضيع بسببه .. اتذكر عبدالله .. اتذكر أنه يحتاج لك .. اتذكر أنها مستحيل ترضى عنك في قبرها إذا أنت اتخليت عن ولدك ولدها بسبب غضب ما راح يرجع الي فات

زياد : أنا متأكد أن الله راح ينتقم منه بسبب كل الي سواه لو مو في الدنيا في الآخرة

فيصل : ربك ما ينسى .. الظالم ولا ينسى المظلوم

زياد : ما تعرف أخبار عن أهلي

فيصل : إذا أنت مشتاق لهم ليش ما تزورهم .. ترجع معي للسعودية

زياد : لا مستحيل ..

فيصل : طيب على الأقل اتصل

زياد : هم ما قدروا يقدرون حزني وألمي وطلبوا مني اتزوج بنت عمي .. عشان تكون أم لولدي ..

فيصل : معاهم حق .. ابنك يحتاج لأم .. مهما حاولت ما تقدر تربيه وحدك

زياد : ما قدرت .. اسمعهم وأشوفهم مو مهتمين بألمي .. مو كأني فقدت قطعة مني وجزء من روحي وكل حياتي ..

فيصل : طيب على الأقل اتصل فيهم

زياد : أنا خلاص أبي أنسى كل شيء .. حتى أهلي أبي أنساهم

فيصل : أنت ما تبي تنساهم بدليل أنك أنت الحين سألت عنهم .. أنت تبي تهرب منهم .. عشان ما يشوفوك .. محطم .. عشان صورة زياد .. الدكتور زياد ما تهتز في نظرهم .. تهرب من أي أحد يذكرك أن غرام ماتت .. ماتت .. حاول تفهم أنها ماتت

زياد .. بعصبية : خلااااص

قام عشان يروح

فيصل قام وثبت من كتوفه ووقفه : لازم تسمعني .. اجلس

زياد : فيصل ابعد عني .. ما راح تقدر الألم الي في داخلي .. لأنك ما جربته

فيصل : معك حق ما أقدر .. بس بحاول أخفف عنك واحمل جزء من همك كثير أو قليل .. أنا أخوك مو بس صديقك .. تذكر كنت الوحيد الي ألجأ له .. من ضيق حالي مع أبوي ومشاكلي معه .. ومثل ما كنت تسمعني زمان .. الحين أنا راح اسمعك .. ومثل ما كنت تخفف عني أنا راح اخفف عنك

جلس زياد ..

فيصل : ارجع لأهلك وناسك .. لو كان عذاب فقدان غرام واحد .. فعذابك مضاعف لأنك بعيد عن أهلك ومثل ما أنت تتعذب بسبب بعدك .. هم يحترقون من ألم بعدك

زياد عارف أن فيصل معه حق في كل كلمة قالها .. : سامحني .. ما أقدر .. ولو أنت تعزني لا تفتح هالموضوع معي مرة ثانية

فيصل : ما راح افتحه .. لأنك بنفسك الي راح تجي وتفتحه معي .. وفي خصوص الأخبار عن أهلك

زياد : وش حصل لهم .. كلهم بخير

فيصل : أخوك عمار .. اتملك على بنت عمك .. وبنت عمك الصغيرة

زياد : تقصد .. جودي

فيصل بأسف : ماتت

زياد : بصدمة .. كيف ..

فيصل : حادث في البيت .. يقولون اتعلقت من الشباك وطاحت

زياد : أكيد أختها انجنت .. أنت تذكر جودي صح .. أكبر من عبدالله بسنتين .. تذكرها البنت الصغيرة الي شعرها أحمر وعيونها خضر .. الي كنت دايم تقول أنك بتنتظرها لحد ما تكبر وتتزوجها

فيصل وهو يذكر ملامحها الصغيرة وكيف كان يحملها ويلاعبها .. : مسكينة ..

زياد : أختها أكيد صار لعقلها شيء من خبر موتها أنا عارف وحاس بألمها .. مسكينة يا لما فقدت آخر شخص باقي لك من أهلك

فيصل : مو هذي البنت الي قلت أنها تشبه سلمى

زياد : ايوة .. آخر مرة اذكر شكلها وهي عمرها 15 سنة تقريبا .. وعندي لها صورة مع أختها جودي .. يوم أرجع لكندا بفتشها لك وبرسلها لك .. عشان تصدق

فيصل : تفكر أن ممكن يكون بينهم قرابة

زياد : أم لما الي هي زوجة عمي أوربية من ايرلندا التقت عمي في دبي وكانت تشتغل في شركتنا في دبي واتزوجها والعايلة الكريمة ما وافقت على الزواج وجدي حرم عمي أبو لما من كل ثروته .. بس عمي مرض بالسرطان ومات وأمهم اتخلت عن البنات لأنها ما تقدر تربيهم .. فجابهم أبوي يعيشوا معنا في السعودية .. زوجتك أمها أو أبوها من الأجانب .. لما عيونها خضر وشعرها أسود ولو مو زوجتك ومتأكد أن اسمها سلمى كنت قلت أنهم أخوات .. لا مو أي أخوات .. توأم

فيصل كان متردد بس ..بقول له : زوجتي سلمى . ما تعرف أهلها بس الناس الي ربوها قالوا أنهم لقوها ضايعة في الحرم من قبل 18 سنة

زياد باستغراب وصدمة : بس لما عمرها ما قالت أن عندها أخوات غير جودي

فيصل : يمكن كانت صغيرة ما تذكر .. لأن سلمى يوم لقوها كانت بين السنتين أو الثلاثة

زياد : يعني لو أخوات .. راح تكون بنت عمي .. ونكون نسايب

فيصل وهو يبتسم لأنه حس أن زياد بدء يرجع لزياد القديم : انشاء الله .. وش رايك اليوم تروح بأول طيارة لكندا وتشوف الصورة وترجع وتجيبها معك

زياد : هذي طردة بالبارد .. بس بمشيها لك .. بشوف أول رحلة وبنقلع

************************************************** *******************

طلال وهو جالس في الصالة مع خالد وعمار : آآآف الحين أحمد ما عرف يسوي حادث الا الحين

خالد : عيب عليك يا طلال هذا ولد عمك ومتربي معك مثل أخوك

عمار : الحين أنت قادر تفكر في نفسك بعد كل المصايب الي حصلت لنا ... مو هامك شيء لا ولد عمك الي مرمي في المستشفى بين الحيا والموت ولا .. بنت عمك الي ما ينعرف لها مكان ..

طلال : أنا مسافر الأسبوع الجاي وأنت إذا ما تبي تساعدني في موضوعي قولها وبس

خالد وهو جاهل عن ايش يتكلمون : أي موضوع

عمار : أخوك الغالي يبي يتزوج بنت ولد عم أبوك .. خلود

خالد : من صدقك أنت ... خلي عندك ذوق وحس على دمك ... هذي مو ظروف .. لا زواج ولا غيره

عمار : أنا خارج .. بروح المستشفى وأنت اتكلم مع عديم التفكير طلال

خرج وتركهم

طلال : أنا بروح أنام .. مو فاضي للمحاضرات ..

راح لغرفته .. وترك خالد لوحده

سمع صوت دق على الباب بقوة ..

خالد : يا رب خير

فتح الباب .. لقاها واقفة قدامه .. هي .. نجد ... لابسة قميص نوم أصفر قطني .. وقدامه

نجد ودموعها في وجهها .. الصدمة منسيتها الي فيها : الحق علي .. يا خالد

خالد بخوف ولهفة : وش فيك وش حصل

نجد : سامي .. سامي ... طايح وغرقان في دمه

خالد ركض لبيت عمه وقلبه في يده وهي ركضت وراه

دخل البيت الي كان بابه مفتوح على مصراعيه : وينه

نجد وهي تشهق : فوق .. فوق في غرفتي

ركضت على الدرج وركض هو وراها

دخلت الغرفة

كان مرمي على الأرض ومليان ووجهه مليان دم .. وبجانبه طاولة من الزجاج مكسرة لقطع كبيرة وقطع صغيرة

حمله في حضنه وقال بعصبية : وين كنتي يوم صار لولدك كذا .. أنتي ما تنفعين تصيرين أم

نجد مو رايقة لكلامه الي فيها يكفيها ..

نزل تحت ونزلت وراه

فتح باب سيارته وحطه على المقعد الخلفي

نجد برجاء : تكفى خالد بروح معك

خالد : مجنونة أنتي .. يله انقلعي من قدامي ولا تحلمين في يوم أنه ممكن يعيش معك مرة ثانية

فتح بوابة البيت .. وركب سيارته وراح

جلست على الأرض وهي تبكي والخوف مالي قلبها .. ما راح تتحمل إذا فقدان سامي .. راح تموت إذا حصل له شيء

************************************************** ****************************

في المستشفى

خالد واقف له نص ساعة وما في أحد خرج من غرفة العمليات يبلغه بشيء .. كل ثانية تمر يحس أنها أطول من الي قبلها

خرج الدكتور

خالد : طمني يا دكتور ..

الدكتور : الحمدلله قدرنا نساعده .. بس وينك عنه ووين أمه .. الولد نازف نص دمه .. ويحتاج نقل دم بسرعة ..

خالد : خذوا من دمي ..

الدكتور : فصيلة دمه موجودة عندنا في المتشفى ونقدر نوفرها .. بس المهم الحين تحاولون تهتمون فيه لأن كل الأطفال في هالعمر محتاجين رعاية أمهم وأبوهم

خالد .. حس بتأنيب الضمير بس كمان بالكره والإحتقار لنجد الي تاركة ولدها ينزف نص دمه وهي مو داريه عن شيء .. الله اعلم وش كانت تسوي

صار الدم يغلي في عروقه من فكرة أنها كانت لاهية مع واحد ورامية ولدها .. لو كانت الحين قدامه أكيد كان راح يرتكب فيها جريمة

خالد : طيب يقدر يخرج اليوم

الدكتور : بنخليه تحت المراقبة لبكرة وبعدها ممكن تاخذه .. بس الرعاية .. ثم الرعاية

خالد : انشاء الله .. في شيء بسويه .. مع أن عمره ما فكر فيه بعد الي شافه من نجد بس الحين كل شيء اتغير .. لازم .......... يتزوج .. عشان عياله ما يربون بعيد عنه مع أم ما تعرف مصلحتهم

.....................................

دخلت مجد غرفة نجد بعد ما رجعوا من زيارة أحمد في المستشفى .. هو ما صحى من غيبوبته بس شوفته ريحتهم ولو حتى شوي لقتها جالسة على الأرض

....... ركضت لها أول ما شافتها وارتمت في حضنها ..

مجد بخوف : نجد حبيتي وش فيك ..... ليش تبكين

هي مو قادرة تتكلم بس تبي تبكي يمكن تقدر تحس بالراحة .. ليش تركته لوحده

مجد مو عارفة وش فيها بس صارت تبكي معها بخوف وبقلق

مجد : نجد وش فيك حرام عليك لا تخوفيني كذا تراني ما اتحمل شوفتك كذا يكفيني الي فيني ويكفي الي حاصل لأحمد

زاد بكاها ومو قادرة تتكلم

مجد : يمه .. يمه .. الحقي علي ما أدري وش فيها نجد .. يمه ....

نجد : سامي ....

مجد : ليش سامي فيه شيء .. وينه ووين سارة

نجد ... أشرت باصبعها لمكان الطاولة المكسورة

ناظرت مجد للطاولة والدم الي فيها وعلى السجادة

مجد بخوف : وش فيه سامي .. وش حصل له

نجد : رحـــ ... رحت .. أسوي له شيء ياكله قال جوعان .. لقيته هناك ... ما أدري كيف .. بس لقيته طايح على الطاولة وهي مكسرة تحت راسه .. وهو غرقان في دمه ... ناديت خالد وداه للمستشفى

مجد : متى حصل هذا

نجد : ما أدري .. بس أخذه .. قال لي أنه ما راح يتركه يعيش عندي .. ومو راضي يرد على مكالماتي عشان اطمن عليه ....والله حرام الي يسويه

مجد : أنا راح اتصل عليه ..

أخذت جوالها واتصلت عليه

رد على رقمها

قالت بحدة : كيفه سامي

خالد : مين معي

مجد : أنا مجد ..

خالد : ... هو بخير .. شكله كان متروك لوحده لمدة طويلة ونازف دم كثير .. قولي لأختك أن عيالي من اليوم راح يكونون معي وما راح تشوفهم إلا بإذن مني

مجد ما تقدر تتحمل تسلطه وظلمه أكثر .. : حرام عليك ... أختي ما تستاهل كل الي تسويه فيها .. بس لو تعرف .. كيف

صرخت نجد لها .. مجد لااا .. لا يا مجد .. قفلي .. هذا ما ينفع معه .. لأن ما عنده لا احساس ولا ضمير

خالد .. يسمعها وهي تتكلم ... : عطيني اتكلم معها

مجد : يبي يتكلم معك

نجد : عارفة وش يبي يقول .. قول له .. نجد راح تريحك .. لأنها خلاص ما تبي أي شيء منك .. حتى عيالك ما تبيهم ...

مجد : أنتي مجنونة

نجد : قولي له .. قولي له أنها تبدء صفحة جديدة مع انسان جديد .. وما تبي شيء يربطها فيه أو يذكرها فيه حتى الأمومة بداخلها راح تذبحها عشان ما تتذكرك

خالد سكر الخط ... ورمى جواله على الأرض بكل قوته

مجد : ليش ... أنتي أكيد انجنيتي

نجد : لاا .. ما انجنيت .. بس والله خلاص تعبت .. والله تعبت .. اطلعي برة . اطلعي برة ... ما أبي أشوفك .. ما أبي أشوف أحد ... بررررررة ... برررررررررررة ....بررررررررررررررررررررة

مجد .. خرجت وتركتها .... بتروح تنادي أمها يمكن تقدر تهديها .. بس ... قلبها ما يطاوعها تنادي أمها .. عشان تزيد همها وهي تشوف بنتها في هالحالة .. بتتركها .. يمكن تهد

أ .. لو تركتها لوحدها .. بتنام وبتهدأ

************************************************** ****************************************

بعد اسبوعين .......

مو قادرة تصدق .. هذي هي .. كأنها تشوف نفسها في هالصورة

فيصل وهو يناظر الصورة : سلمى .. مستحيل هذي أنتي بس أقصر شوي .. وأصغر

سلمى : يعني هذي أختي .. هذي هي

زياد : يعني بنت عمي ... ... بس أول لازم نتأكد .. لأني عمري ما عرفت أن لها أخت غير جودي

سلمى وهي تناظر فيصل : مين جودي

فيصل : هذي البنت الصغيرة الي شايلتها في الصورة...الله يرحمها .. ماتت .. قبل شهر بالكثير وعمرها ثماني سنوات

سلمى : ماتت

زياد ما يبي يعطيها أمل زائف تتعلق فيه وتعيش عليه وبعدها تصحى وتلقى نفسها في وهم وفي صدمة تقلب حياتها : مو عشان تشبهك يعني ممكن تكون أختك .. ممكن تكون قريبتك أو .. ما بينكم أي صلة .. لا تتوقعي الكثير

فيصل : معه حق .. باتصل على واحد من اصحابي في الشرطة في مكة وأخليه يبحث لي عن الموضوع .. أكيد لو عندهم بنت وضاعت أكيد في بلاغ في قسم الشرطة عنها وأكيد يحتفظون بالملفات في قسم الشرطة

سلمى : لا تخافون أنا مو متوقعة شيء .. بس أكيد متمنية يكون لي أخت وأهل .. مو أحس أني مقطوعة من شجرة ... بس ممكن يا أخ زياد احتفظ بالصورة

زياد : تقدرين .. تحتفظين بها .. أنا بتركم الحين .. تعبان وأبي أنام

فيصل : شكرا .. تعبتك معنا

زياد وهو يبتسم : تعبك راحة يا أخوي .. وبعدين ما في بين الأخوان .. شكرا ومثل هالخرابيط

فيصل : الله يحفظك

زياد : يله .. يا أخوان تصبحون على خير

فيصل : وأنت من أهله

خرج وظلوا لحالهم .. وسلمى ما زالت تتأمل الصورة

فيصل خرج عن سكوته وقال بحنان وهو يمسكها من خصرها ويضمها لصدره ...: حاسة أني مو قادر أعوض عن أهلك

سلمى : لا تكون زعلت مني .. أنا .. بس .. أبي أعرف هويتي أبي أعرف نفسي ومين أنا .. مين أهلي .. عندي أخوان أو لا .. أخوات أو لا .. أم .. وأب .. أبي أعرف متى اتولدت وتاريخ ميلادي .. أبي أعرف عمري يالسنة وباليوم وبالساعة وبالدقيقة وبالثانية ... أبي عيالي ينكتبون في شهادة ميلادهم باسم أمهم الحقيقي أبيهم يعرفون أهلهم .. ولو على الحب والحنان أحس معك بكل الحب والحنان الي ممكن يعطوني اياه أهلي ..أرجوك افهمني

فيصل : والله فاهم .. وراح أدور لك عنهم .. وبتعرفينهم وبتترمين في حضنهم بإذن رب العالمين .. يله يا عمري نخرج ..

سلمى : ... آسفة حبيبي بس والله ما لي نفس

فيصل : بتغيرين جو ..

سلمى : والله ما لي نفس ...

فيصل : طيب لو قلت عشان خاطري توافقين

سلمى : يعني لازم تمسكني من يدي الي توجعني ... أنت عارف أني ممكن أسوي أي شيء عششان خاطرك

فيصل : يعني موافقة .. يله روحي اتجهزي ...

سلمى : طيب اتركني عشان أقدر أروح

ضحك وهو يبعد يديه عنها

دخلت الغرفة ... خرجت بنطلون لونه أسود وتيشيرت أسود ولبست معه جاكيت لحد ركبتها لونه أورانج وطاقية باللون الأورانج ولفت رقبتها بشال مخطط باللون الأسود مع الأورانج .. الدنيا هنا برد وأبرد من كندا ... والثلج مالي كل الشوارع

خرجت بعد ما لبست .. من دون أي مكياج لأنها بصراحة ما لها نفس لأي شيء

فيصل : يله ... بنروح اليوم لمدينة ديزني ... راح تنجنين اليوم ...

ابتسمت له من دون نفس .. هي مقدرة محاولاته عشان يخرجها من جو الهم الي عايشته ومتمنية تقدر بس ... ما تدري ليش قلبها يوجعها وحاسة أنها في دوامة من الحزن والكآبة ما لها نهاية

الـــــــــــــجـــــزء الـــــــســــابــع

الجزء الأول

{1} &’’’

بعد مرور شهرين

.................

أحمد ما قام من الغيبوبة ...

.... مجد اتأجل زواجها بسبب ظروف أحمد ... ونجد بعد اتأجلت ملكتها

......... طلال سافر .... من دون ما يقدر يخطب خلود

لما ... مفقودة وما في أحد يعرف دربها ...........

والباقيين على حالهم

عمار يصارع ما بين كرامته ... وبين الحب الي كبر في قلبه لمجد من دون ما يشعر .... وخالد ... حاله ما تغير ... حتى وجود أولاده معه في نفس البيت ما قدر يغيره أو يملي الفراغ الي في داخله ... وسجود .. مثل ما هي ... ما اتغيرت ... سجود هي سجود ... مو عارفة وش تبي من الدنيا أو وش هدفها ...

.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ..................................................

×××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××× ×××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××

************************************************** *****************************************××××××××× ×××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××× ××××××××××××××××××××××××××××××××

دخل أبو أحمد البيت وملامحه متغيرة وما شكله على طبيعته

أم أحمد وهي تناظر زوجها :ولدي حصل له شيء .. أحمد مات يا أبو أحمد

أبو أحمد وهو يجلس على الصوفا من التعب .. ومن احساسه بأن حيله انهد ... وما عاد عنده قدرة على الحركة أو الكلام

أم أحمد ودموعها مثل السيل على وجهها : أبو أحمد ... انطق قول .. انطق

أبو أحمد : لااا .. مو أحمد ... أحمد بخير ... لما ... ماتت

أم أحمد حطت يدها على فمها من الصدمة : .... ماتت ......

أبو أحمد : ايوة ماتت

أم أحمد : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ... طيب كيف .. ووين ..

أبو أحمد : أنا وأخوي أبو خالد ما تركنا مكان ما دورنا عنها فيه ... واليوم الصبح جاء أبو خالد تلفون من واحد ... دكتور أبو فراس... يشتغل في واحد من مستشفيات الأمراض العصبية .... وقال أنها ماتت لها شهرين ... الشرطة لقتها تتجول في الشارع ومو عارفة مين هي أو من وين هي .. ويوم عرفوا حالتها ودوها لمستشفى الأمراض العصبية ... وماتت هناك .. انتحرت.. وماتت ...ومات حفيدي الي في بطنها

أم أحمد : لا حول ولا قوة ألا بالله .. انا لله وأنا اليه راجعون .. كانت في عز شبابها ما تستاهل

نزلت مجد على الدرج وجوالها في يدها فرحانة وهي شوي بتطير من الفرحة : يمه ... يبه ...

ناظرت الدموع في عيونهم ... وانقلبت فرحتها : يمه .. يبه ليش تبكون ... أحمد قام ... أحمد صحى ...

أم أحمد مو مصدقة : قام .. كيف عرفتي

مجد : اتصل علي عمار الحين وعلمني ...

أبو أحمد: اللهم لك الحمد والشكر .. اللهم لك الحمد والشكر

مجد : بس ليش كنتوا تبكون .. أكيد من الفرحة صح

أم أحمد وهي تتذكر ولدها كيف راح يتحمل الخبر : .. لما .. يا بنتي

مجد : ليش لقيتوا لما ...

أبو أحمد : ... لما ... ماتت

طاح جوالها على الدرج واتكسر ... : كيف يعني ... أكيد تمزحزن صح ... لما .. ما ماتت

أبو أحمد : .. أبو خالد جاه الخبر في الصبح اليوم ... هو رجع معي البيت .. أكيد الحين كلهم عرفوا الخبر

مجد ما قدرت تمسك دموعها .. ايوة هي ما كانت تتعامل مع لما .. بس كانت تحبها .. لأنها بنت عمها والدم الي في عروقهم واحد .. والدم في عمره ما راح يصير ماء

مجد : كيف . ماتت .. أحمد ما راح يتحمل مثل هالخبر .. عمار قالي أنه أول ما صحى سأل عن لما .. وما قدر يقول له أنه مو عارف مكانها .. كيف الحين راح نقول له أنها ماتت ...

أبو أحمد : ما راح نقول له لحد ما يتحسن ويوقف على رجوله ... ما راح أقدر أفقده مرة ثانية

مجد : ولما خلاص ..ماتت بكل هالبساطة

أبو أحمد بكل قسوة : وش يبي في لما .. البنت راحت للي خلقها ... البنت أصلا ما كانت تليق بولدي .. والله الحين أخذها وريحه منها ... مو لازم نذكر عمايلها .. لأنها ماتت ولها رب يحاسبها

مجد : هذي بنت أخوك يا يبه ... كيف تقدر تتكلم عنها وكأنها ولا شيء

أبو أحمد : بس يصير بخير راح يتزوج سجود .. الي تسواها وتسوى ألف مثلها ... يجيب لي الحفيد الي اتمناه والي يحمل اسمي واسمه مو مرتبط بوحدة مثل لما .. لا لها فصل ولا اصل ولا هي بنت متربية

هزت مجد راسها أسف على أبوها .. الحين هذا أبوها الي قدامها .. انسان من غير أحاسيس .. من دون رحمة من دون شفقة

أبو أحمد : بروح المستشفى ...

أم أحمد : خذني معك .. أبي أشوف ولدي

مجد : وأنا بعد بروح

أبو أحمد : طيب يله بنتظركم بس بسرعة

.................................................. .......

أحمد وهو يحاول يتذكر وش الي حصل له .. مو مصدق أنه كان في غيبوبة لمدة شهرين

عمار : الحمدلله على سلامتك .. تبي تمتحن خوفنا عليك .. يعني

أبو أحمد : الحمدلله على سلامتك يا ولدي

مجد : الحمدلله ...

أحمد وهو يناظرهم : كيفها لما ... ما اتحسنت حالتها ... وابني الي في بطنها بخير

مجد : لما ..

ناظرها أبوها بنظرات سكتتها وقال : لما من يوم الحادث الي حصل لك ما نعرف مكانها ..

أحمد انتفض من السرير بعصبية : كيف يعني ما تعرفون مكانها

ما قدر يوقف ورجع طاح على السرير

أبو أحمد وهو يناظر عمار بخوف : ليش ما يقدر يوقف فيه شيء

عمار : لا مافيه شيء .. بس لأن جسمه كان في حالة خمول وعدم حركة لمدة شهرين .. يحتاج لوقت حتى يرجع يتحرك ويمشي ويوقف مثل زمان .. بس لا تخافون مو وقت طويل

أحمد : لما فيها شيء .. وما تبون تقولون لي .. لا تكون ... انتحرت

مجد مو قادرة تشوف أخوها على هالحال والله ما تقدر

خرجت برة .. ما تبي تبكي قدامه ويحس بشيء

عمار خرج وراها : ليش تبكين .. أخوك بخير ... والحمدلله

مجد : لما .. ماتت ...

عمار بصدمه : كيف ... استغفر الله ... لا حول ولا قوة إلا بالله ... بس كيف ... كيف ماتت ... وكيف عرفتي ..

مجد : أبوي قال أنها كانت في مستشفى نفسي وانتحرت .. ما قال لي أكثر ... والله أحمد ما راح يتحمل الحقيقة ...

عمار : لا حول ولا قوة إلا بالله ... الله يرحمها

مجد : مسكينة .. ما شافت يوم حلو في حياتها ... اتخيل .. أبوي وأبوك .. مو قادرين يفكرون فيه .. يفكرون متى يوقف على رجليه ويزوجونه أختك سجود ...

عمار :تعرفين أنهم ما ينلامون في كرههم لها ... هي ما كانت تحب أحد ولا تسمح لأي أحد يحبها كانت تحب تخلي الناس يكرهونها ...

مجد : مصدومة فيهم ... مو قادرة أصدق أنهم حتى ما يتذكرون أنها بنت أخوهم ... ومو مهتمين بالصدمة الي راح ينصدمها أحمد لما يعرف ... حتى لو ما كان يحبها كانت تحمل ولده ... حفيدهم ...

خلاص .. لا تبكي .. أحمد رجال وما أحد بيجبره على شيء ما يبيه

مجد : أنا عارفة أنهم ما يقدرون يجبرونه بس الي قاهرني .. البنت المسكينه الي ماتت وهي ماكملت واحد عشرين سنة ... ماتت ولا تركت وراها أي أحد يبكي ويزعل عليها ... بالعكس ناس ما صدقوا أنها ماتت وخلصوا منها

مسك يدها الي كانت ترجف مثل فمها .. : ما كنت أدري أنك حنونة وحساسة ..

سحبت يدها الي كأنها عصفور نايم في عشه بين يديه ... : السالفة مو سالفة حنان واحساس .. هذي بنت عمي الي ماتت .. وزوجة أخوي وكانت راح تكون أم ولده .. يعني أم لولد أنا عمته .. والي كان بينا دم مو ماء

عمار وهو يحس أنه يكتشف فيها جانب ما يعرفه جانب ... مليء بالإنسانية .. مليء بالحب والحنان : عارف ... وهي كانت بنت عمي .. الي تربيت معها في بيت واحد ... .. أنا حاس فيك وعارف شعورك

والله متمنية ترتمي في حضنه ... تدفن وجهها وهمومها في رحاب صدره ... حاسة أنها خلاص حيلها انهد ... مو قادرة تكمل الحرب بينها وبين حقيقة مشاعرها الي تصارعها كل يوم عشان ما ترفع جوالها وتقول له ... : عمار ... أنا .. أحـــــ

سكتت ... غيرت رايها أكيد بيحرجها .. بس .. والله محتاجة لأحد يسمعها ... يحضنها .. يطبب عليها ... ياخذ بيدها ... حاسة أنها وحيدة كل الناس راحوا وتركوها ... أختها نجد الي كانت تسمعها وتطيب خاطرها ... حالتها ما تسر لا صديق ولا عدو .. حابسة نفسها في غرفتها أربع وعشرين ساعة .. حتى الأكل الي كان يجمعهم على طاولة واحدة .. صارت ترفض وتاكل في غرفتها

... صارت غرقانة في عالمها الخاص الي كله هموم وأحزان .. وشوق ولهفة .. وما تسمح لأي أحد يدخل هالعالم غيرها .......

عمار : ... أنتي ايش

مجد : أنا ... أنا شاكرة لك ... وقفتك جنبي

عمار اتضايق من كلامها .. ليش لحد الحين معتبرته غريب .. وما تبي تسمح له يقرب منها .. كأنه غريب .. مع أنه ولد عمها قبل ما يكون زوجها ومع هذا يحس أنها معتبرته غريب عنها ... يحس أنها ما تبيه ....

************************************************** *****************************************

سلمى .. مو مصدقة أنها أخيرا لقت عايلتها .. لقت أهلها ... لقت أختها .. لقت اسمها ولقت شخصيتها ...طول الأسبوع الي راح وهي فرحانة والفرحة مو سايعتها ... تبي تصيح بأعلى صوت أنها خلاص ما صارت يتيمة .. أن فرحتها بتكتمل .. زوجها معها وأهلها .. ما راح يكون ناقصها شيء في الدنيا

دخل فيصل وملامحه شكلها متغيرة ... مو نفس الملامح الي كانت مليانة حماس وأمل .. في الأسابيع الي راحت .. يوم اتصل عليه صديقه من مكة وأكد له أن في عايلة الرازي .. كان عندهم بنت ضايعة وعندها أخت توأم وأنهم دوروا عنها كثير بس مع كل الجهود الي بذلوها ما قدروا يلقونها ..

.. مو عارف كيف ينقل لها الخبر .. كيف يقول لها .. كنتي عايشة في حلم والحين هذا الحلم اتناثر مع الرياح .. ما يقدر .. كيف يقدر .. يدمر الحلم الي عايشة فيه .. من شهرين .. أنها تلقى أمها وأختها وتترمي في حضنهم .. كيف يقدر يقول لها .. أختك ماتت .. وأمك مرمية في دار العجزة .. مشلولة ... ما راح يقدر .. يطفيء السعادة الي تلتهب في عيونها .. ويهدم الفرحة الي سكنت قلبها

........... لـــــــــــــــــــــــــــــكـــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــن .................

هذي الحقيقة

لسانه ما يطاوعه يقولها

.......................... بس ..

ما راح يسمح لنفسه يعيشها في وهم أكثر من كذا

....... لازم ........ تصحى ......... وتفوق .......... وتواجه ...........

الحقيقة المرة ....

قال .. وباين في صوته في شيء ... شيء .. لا مو شيء .. صدمة .. يبيها تتحملها ...

.. قلبها قال لها .. في شيء غلط ... أمها ... لما أختها ...

........ من يوم اتأكدت .. صارت تقعد مع نفسها واتردد .. اسم لما على لسانها ... حاسة أنها .. ممكن تنساه لو ما تردده .. وهي ما تبي تنساه ... تبي تتعرف على صاحبته وتضمها .. يا ترى .. كانوا يتخانقون وهم صغار .. كانوا .. ما يتفقون .. ولا كانوا مع بعض ما يفترقون .. كيف شكل أمها .. طويله أو قصيرة .. جميلة وبيضاء مثل جودي الي ماتت والله ما قدر لها تشوفها ولا تعرفها ...

.. أمها وش تحب تاكل .. وش تشرب .. وش تلبس ..عصبية .. طيبه وهادية .. حنونة وقلبها يشع بالحب والحنان مثل مو دايم تتخيلها .. وحضنها دافيء ووممكن تتخبأ داخله .. طول عمرها .. وتنسى داخله .. البرد الي سكنها وسكن طفولتها وذكرياتها ...

أبوها .. متشوقة تسمع عن أبوها ... الي مات .. وانحرمت من حضنه .. ودفء وجوده .. كان يحملها .. كان يحبها .. كان يحبها أكثر أو كان يحب لما أكثر .. كانت تلعب في حضنه وما تحب تفارقه .. كانت متعلقة بوجوده وسماع صوته ........

كلها أسئلة كانت ... تدور .. في راسها .. تحس معها بالسعادة وهي تسألها لنفسها .. وتتخيل أجوبتها .......

سلمى : ليش متغير .. لا تقول أني .. كنت أحلم .. وأني يتيمة ومقطوعة من شجرة وما عندي أحد ...

ملامحه تأكد الي في بالها

قال .. ومع أنه ما يبغى يتكلم ولا يقول شيء : لا .. عندك أهل .. بس

سلمى : بس ايش ... أختك لما .. وصلني خبر .. أنها ماتت .. قبل شهر وشوية .........

حست أن الأرض تتحرك تحت رجولها .. والنيا تدور قدام عيونها .. وفجأة كل شيء قدامها اتحول لظلام ... لسواد حالك ... لدوامة من الظلام .. ما لها نهاية

..........

صرخ فيصل .. وهو يشوفها تطيح على الأرض قدامه ... : سلمى .. سلمى

حملها بين ذراعيه وحطها على السرير ...

قال وصوته يرتجف من الخوف عليها ... سلمى .. سلمى

...................................

بدت تصحى .........

....... عيونها انملت دموع ... ..

فيصل : سلمى لا تبكي ... ترى دموعك هذي تطعني في قلبي مثل السكاكين

سلمى وهي تصارع الألم الي تحسه في داخلها .. قبل ما تصارع الألم الي حاسة أنه يقطع أحشاءها ... قالت وصوتها تعبان .. يجاهد عشان يطلع

........ كنت أبيها لك .. مفاجأة .. كنت بقول لك اليوم ... فيصل .. أنا حا...مل

انقطع صوتها ... ..

..... ...... ...... ...... ....... ....... ........

عم السكوت المكان .... مو مصدق الي سمعها تقوله ... رفعها بين ذراعيه ... وناظر السرير .. الي مليان بالدم

............... ركض ... وهو شايلها بين ذراعيه .. و .. جسمه يبرد ويرتعش من الخوف ... خوف عليها وعلى الجنين الي في بطنها ... ما راح يتحمل أنه يفقد طفله مرة ثانية ...

منار بخوف وهي تناظرها بين ذراعيه مغمى عليها : فيصل وش فيها ... سلمى

أمها ناظرت الدم الي مالي ملابسها وفهمت على طول

خرج وتركهم وما جاوب على أي سؤال من أسئلتهم .. لأنه مو سامع أي شيء ولا شايف شيء قدامه

منار : وش فيها سلمى

أم فيصل : الله يستر وما تفقد جنينها هالمرة بعد

منار بصدمة وخوف : هي حامل

أم فيصل : يارب ... يا كريم .. احفظها واحفظ الي في بطنها .. أنت عالم بحالهم ...وعالم ألي كانوا فيه والي راح يكونون فيه إذا فقدوا هالطفل ....

نزلت ... سمر ... وهي مو دارية عن شيء

منار : سمر ... سلمى في المستشفى ....

سمر مو مستوعبة الي يتقال لها .. قبل شوي كانت .. تحكي لها وتكلمها وتقول لها .. كيف أنها طايرة من الفرحة أنها بتلقى أهلها ويكون عندها أم وأخت وأهل

......... حست بألم في قلبها .. وهي تسمعها وتشوفها كيف فرحانة أن لها أخت ... كأنها ما كانت في يوم أختها .. ولا كأنها .. تعتبرها .. دنيتها مثل ما كانت تقول لها .. وكانت تقول لها أنها تعوضها عن مليون أخت من أمها وأبوها

... بس .. ضحكت على نفسها وهي تشوف فرحتها ... كانت غبية وصدقتها ... نست أن كل انسان يحتاج لأهل وعزوة .. يوقفون جنبه .. وعمر الي مو من لحمك ودمك .. يمكن يكون أخ .. أو في معزة الأخ .. الي من الأم والأب ..

... سكتت وما حبت تخرب عليها فرحتها ... كتمت آآآهتها في قلبها وما قالت لها شيء وخرجت وهي تستهزيء من نفسها ومن غباها

سمر بصدمة : متى ... قبل نص ساعة كنت معها .. وش حصل لها

أم فيصل : قبل شوي ركض بها فيصل على الطبيب ... كانت حامل .. وهي تنزف ما أدري وش حصل

سمر عارفة أختها كيف تحب فيصل وكيف متمنية يكون عندها طفل منه .. وحتى لو مسوية نفسها مو زعلانة على طفلها الأول الي فقدته .. فهي تكذب .. لأنها شايفة حزنها وشوقها لطفل يربطها بفيصل .. في كل نظرة من نظراتها

... يا رب ... احفظ طفلها ولا تكسر قلبها على فقدانه يا رب ... يا رب ... يا رب ....

************************************************** ****************************************

طلع الدرجة .. درجة .. درجة .. وهو يترنح في مشيه .. ومو قادر يحافظ على توازنه ... بسبب كل الي شربه من خمر .. في السهرة الي كان فيها مع الشلة الفاسدة

... مو عارف ولا فاهم وش يسوي .. حط المفتاح في فتحة الباب ... ما قدر يدخله .. المرة الأولى .. الثانية ... الثالثة ... مل وطفش ورمى المفتاح على الأرض .. وصار يدق الباب بكل قوته

....

قامت من نومها مفزوعة من صوت الدق وركضت .. للباب ... وميتة من الرعب والخوف

,,.. قالت بصوت متردد وخايف ...: ميــــ .. مين في الباب

سعد بصراخ .. افتحي .. يا بنت الكلب ..

فتحت وهي تسمع صوته

دخل وقفل الباب وراه ..مسكها من يدها وضغط عليها بقوة ...وقال : وين رايحة يا حلوة ..

ريماس بخوف وهي تشوف حالة السكر الي وصل لها : فكني .. اتركني .. تكفى

سعد : ليش .. ما تحبيني

ريماس وهي تقاوم قربه منها وتحاول تبعد عنه : سعد .. ابعد عني .. يا حيوان

قال ورائحته تفوح خمور ممزوجة برائحة العطور النسائية : عرضت عليك الزواج .. ليش رفضتيني يا بنت العز ... عشاني ما أملك شيء ...

كانت بتوافق عليه .. فبعد كل الي سواه معها .. ما تحس أنها تكرهه مثل ما كنت تحسب نفسها .. يمكن لأنها تشوف فيه طيبة مختفية وراء نظراته القاسية وحزن واقف وراء الستار في الكواليس .. يحركه ويتحكم في كل خطواته .. بس وش هو ما تدري والأهم الشعور بالندم الي تحسه في نبرات صوته وفي تعامله معها الي مهما يحاول يخليه بارد وجاف بس ما يقدر يخفي أنه ندمان .. بس أكيد أنه مو حب .. بس ما تدري ليش تتمنى أنه يكون حب .. ليش مو قادرة تحافظ على كرامتها الي دنسها بقذارته ..

بس بعد حاله الي شايفته عليه الحين .. مستحيل ترضى .. قبل ثلاث ساعات كان يقول لها أبي أتزوجك والحين جاي وشكله كان مع واحدة ..

ريماس : لا مستحيل .. أهنتني مرة والحين .. تبي تهيني مرة ثانية .. أنا مستحيل أتزوج حقير وحيوان مثلك أفضل أكون غرقانة في العار الي أنا فيه ولا أطيح في غلطة ثانية

سعد .. شدها من شعرها بقوة ورماها على الأرض وقال : لأني ما أملك الي عند أبوك من فلوس ومال .. في البداية سويتي أنك حبيتيني .. لأني الولد الغني الي يركب أحدث سيارة .. لأنك ظنيتيني من نفس نوع برجك العاجي .. وقبلتي في حتى بالحرام .. لكن الحين لأنك عرفتي حقيقتي ومين أنا .. ما تبيني .. حتى لو كان في الحلال

ريماس .. عمرها ما فكرت أنها تناظر مستواه ولا عمرها حتى سألت عن أسم أبوه ... لكن لازم تصحى من حلمها هي ما حبته هو فعلا .. هي حبت الحلم الي رسمته في خيالها عن .. الحب والحنان .. بعيد عن سلطان أبوها وجبروته .. بعيد عن البيت الي قدام الناس قصر من ألماس .. عبارة عن باقة من الأشواك في حلة من باقة من الأزهار .. والي كانوا يشوفونه ألماس ما عرفوا أنه عبارة عن زجاج هش .. في أي وقت راح ينهار

هي حبت .. طوق النجاة .. الي راح ينتشلها من دوامة أبوها القاسي ... اتمنت تعيش الحب الي عاشته .. غرام مع زياد .. متناسية أن الدنيا مثل ما فيها الطيب فيها الشرير .. ومثل ما فيها الحمل الوديع فيها الذئب المفترس ...

كمل كلامه ودموعه مثل السيل على وجهه : أنا .. شرير وذيب مفترس نهش لحمك .. بس ما فكرتي ليش أنا كذا .. يا .. هه .. يا بنت .. عمي .. أخو أبوي .. ليش دفنت ضميري .. مين الي دفنه وشهد مراسم تشييعه .. أبوك .. أبوك يا بنت العز والدلال ..

مو قادرة تصدق .. لا .. في الأساس مو قادرة تستوعب .. وش يقصد .. مو فاهمة شيء .. أبوها .. بنت عمه .. أخ أبوه .. أكيد يتكلم أشياء ما يفهمها عشان سكران

سعد : ليش .. ليش .. ما وقع عليك إلا الإختيار عشان تكونين بنته .. كيف وحش مثله .. يكون عنده مثل هالنسمة الرقيقة .. أنا السبب في الي حصل لك أنا الي علمت أبوك ... عشان يشوف القهر ويحس به .. يشرب من نفس كأس القهر الي أنا شربت منه .. مرات ومرات ومرات .. ولحد الحين أنا أشرب منه

ما فهمت شيء ..

استغلت فرصة الإنهيار الي جاه وهربت لغرفتها وقفلت الباب عليها وجلست على الأرض تبكي .. هي الي سببت لنفسها الذل .. كانت تحسب أنها بتهرب من حضن كله شوك لحضن كله ورود .... بس الحقيقة مختلفة .. هي .. بس اتحركت من الظلام لمكان أكثر ظلمة ومن البرد لمكان أشد برودة ... ومن الضياع .. لضياع أشد وأكبر وأقوى ...

...........................

أشعة الشمس .. لامست ملامحه القاسية المطعمة بالوسامة .. ذئب مفترس .. تنبهر بشكله .. وتحب تعرفه وتداعبه .. بس أنيابه حادة ومخالبه قاطعة ..

... قام .. لقى نفسه نايم على الأرض .. حاول يتذكر وش حصل .. الأشياء مختلطة داخل راسه .. بس ما يكون قال أو سوى شيء يندم عليه ...

ناداها ... ريماس .. ريماس ..

قام من الأرض

دق باب غرفتها ...

ارتجفت مثل نسمة بحر في وسط الشتاء ... ما نامت .. ما قدرت تنام .. خايفة .. يكسر الباب ويجيها .. مو .. متحملة تعيش .. مثل ذيك اللحظة مرة ثانية ...

سعد : افتحي .. ليش حابسة نفسك .. لا أكون آذيتك .. والله مو قادر أذكر أي شيء ..

ما فتحت الباب لحد ما تأكدت أنه في وعيه

ريماس : اليوم راح أريحك مني ..

سعد : وين بتروحين .. ما عندك أحد

ريماس : في عمري ما كان عندي أحد .. وهذي أنا .. أتنفس

سعد ( أنتي ما عندك أحد .. كيف وأنت عشتي بين أم وأب وأخوات ... ما جربتي وحدتي ) : أتمنى أنه يكون عندي ربع الي عندك .. على الأقل حضن دافيء ألقاه إذا احتجت .. له

ريماس : مو كل شيء يلمع ... ذهب

سعد ( كيف في ناس .. جاحدين مو مقدرين النعمة الي هم فيها ) : على كل .. عرضي قائم إذا بغيتي تقبلي تتزوجيني أنا جاهز ..

ريماس .. ظلت تفكر الليل كله .. ما راح تقدر تعيش كل حياتها كذا .. كانت تبي تروح وتشوف أي مكان في الشارع يتاويها .. بس ..: موافقة ..

مو مصدق أنها موافقة : اليوم بروح عند أبوك .. وما اظن أنه بيرفض ..

ريماس .. اتذكرت ..( بنت عمي )وش يقصد : أمس قلت لي أني بنت عمك .. وش كان قصدك .. وبعد قلت لي أن أبوي وأبوك .. أخوان

سعد .. استفاد من قدرته الفائقة على الكذب والإنكار : ما أذكر .. أصلا مستحيل يكون في علاقة تربطنا

ريماس : لا أنا متأكدة .. أنت قلت كذا

سعد : يمكن أقصد ريماس .. غيرك .. أكيد اختلطت علي الأمور لأني كنت سكران

صدقته .. لأن أصلا ما في شيء يمنعها ما تصدقه أكيد كان سكران ومو عارف وش يقول .....

************************************************** **************************************.

خرج الدكتور

فيصل : أرجوك .. هي بخير وطفلي بخير صح

الدكتور : لا .. لا تخاف .. هي بخير .. والطفل بعد بخير .. الحمدلله قدرنا نوقف النزيف ..

فيصل : أقدر أشوفها

الدكتور : تقدر بس هي الحين تحت تأثير المخدر ..

راح الدكتور وهو دخل

نايمة على السرير .. من دون .. أي حركة .. شعرها الأسود متناثر على .. يمينها ويسارها .. وبعض من الخصلات .. متناثرة على وجهها الدائري .. الي واضح عليه التعب .. جلس على الكرسي الي على يمينها ... مسك يدها ... باسها بشفايفه .. بنعومة .. وهو يحمد ربه ..

بدت تصحى .. تحاول تتذكر .. أصابعها تتحرك .. وش حصل .. وين هي .. ناظرت فيصل وكل الي حصل .. يشق طريقه الى ذاكرتها

قالت بخوف .. و .. رجاء

... طفلي راح ....

فيصل وهو يشد قبضة أصابعه على يدها .. بحنان .. و .. عطف .. و .. حب ...

.. الله ستر .. الحمدلله ... الجنين بخير

قالت وعيونها غرقانة بالدموع : الحمدلله .. ما فقدته .. لو خسرته كان راح أخسر روحي معه

فيصل : الحمدلله .. أنتي بخير والبطل محمد بخير

سلمى ابتسمت بالرغم من ألمها : اخترت له الإسم بعد ..

فيصل : عندك اعتراض .. الأول لازم يسميه أبوه

سلمى : كيف عرفت أنه ولد ..

فيصل : احساسي .. وإحساسي ما يخيب

سلمى : الله يحفظ لي محمد وأبو محمد

فيصل : ويحفظ أم محمد

بعد كل الي حصل .. البسمة قدرت توصل لقلبها وتشع من عيونها

فيصل : اسمعي من اليوم .. ما أبي حركة .. لو عرفت أنك قمتي من السرير .. راح أزعل منك .. وزعلي صعب

سلمى كيف .. سمحت للغربة تتملكها وفيصل جنبها .. هو لها .. حبيب وزوج .. أم وأب .. والأخ والأخت .. معه مستحيل تحس بالغربة .. مستحيل تحس معه بالخوف .. بالعكس .. كل شيء فيه .. يشعرها بالدفء والأمان ..

.................................................. ..............

اليوم الثاني ...

منار : راح اصير عمه .. مو مصدقة .. والله وناسة

سمر مو قادرة تنطقها .. كانت تظن أنها راح تكون خالة عيال سلمى .. بس الظاهر العكس

سلمى : سمر وين راح لسانك الطويل ..

سمر : الحمدلله على سلامتك ..

أم منار : الحمدلله .. أنتي بخير .. وحفيدي بخير .. من اليوم ما أبي واحدة تزعجها .. سامعتني يا منار وأنتي يا سمر .. أبي حفيدي يطلع سليم.. والأهم ما تجلسين مع أي واحدة من البنتين .. منار وسمر

منار : ليش يا ماما

أم منار : خايفة تتوحم على واحدة فيكم ويجي .. حفيدي مجنون .. أو فيه شيء

منار : هو يطول يجي مثلي .. بس معك حق تخافين يطلع مثل سمر .. في حالة مثل هذي لازم .. تحضرون له طبيب نفسي من بدري ..

سمر : ههه .. بااايخة ..

منار : سمورتي .. تعالي ننزل الكافتريا .. نشرب شيء تحت

سمر طفشت من ريحة المستشفيات .. لأن كل شيء في المستشفى يذكرها بمرضها .. : يله ...

خرجوا من الغرفة

منار : سوسو .. ملاحظة أنك زعلانة .. وش فيك

سمر : لاا بس ما أحب المستشفيات .. ومليت من كثر ما دخلتها في حياتي

منار : ليش كان عندكم أحد مريض

سمر : ايوة .. أنا .. كان معي القلب ..

منار ما كانت تعرف أنها كانت مريضة : والحين .. أنتـ...

سمر : لا .. الحين الحمدلله .. سويت عمليه وبفضل الله العمليه نجحت .. وهذي أنا قدامك .. كله بفضل رب العالمين ومن ثم فضل فيصل أخوك

منار باستغراب : فيصل ..

سمر : حنا ناس على قدنا وفقارى ما نملك شيء .. يدوب بس على قد أكلنا وشربنا .. وأخوك اتعطف علي ودفع تكاليف العملية ..

منار : طيب كيف .. اتعرف عليكم ..

سمر .. سكتت وغيرت الموضوع : تعالي .. ننزل بالسلالم ما أحب الأصانصير

منار : على الأقل .. رياضة وتمشية

سمر وعلى شفايفها ابتسامة .. في بالها شيء لها زمان ما سوته : شايفة الي أنا شايفته

منار وهي تناظر السلم الطويل ومنحدر شوي وما فيه أحد غيرهم : ولا شيء ..

سمر : هذا الي أقصده .. ما في أحد غيرنا على الدرج .. لي زمان ما ركضت .. تعالي نتسابق لحد الدرج الثاني

منار : مجنونة .. مستحيل .. أكيد راح اطيح مو شايفة كيف الدرج يخوف

سمر وهي تتذكر وعد منار لها بطلبين تنفذهم يوم راحت معها لخلود .. الطلب الأول سوته لها والحين .. باقي الثاني .. الأول خلتها تنظف غرفتها لمدة اسبوع وجاء دورها تنفذ الأخير : متذكرة وعدك لي .. باقي لي في ذمتك طلب واحد

منار اتورطت وش خلاها توعدها .. : لا مستحيل ..

سمر : وعد الحر دين عليه يا ماما .. يله بسرعة قبل ما أحد يجي يطلع أو ينزل .. بس عند الدرج الثاني ونجي راجعين ..

منار : طيب موافقة .. بس لو فزت .. لازم تنفذين لي طلب

سمر المهم تتسلى ما يهمها شيء : موافقة

كل واحدة وقفت عند بداية الدرج .. وعدوا .. 1 ... 2 .. 3

ركضوا .. بسرعة

إلا وشوي وواحد قدامهم على الدرج لابس ثوب أبيض .. ومعه دكتور لابس البالطو الأبيض

سمر كانت سابقة منار الي ما قدرت تركض بسبب انحدار السلم

.. صدمت راسها براس الرجال الي لابس الثوب .. هو ما اهتز من وقفته وهو يناظرها .. التوت رجلها وصدمت بركبتها حافة الدرج

منار ركضت لها والدكتور يحاول يقومها

منار : سمر .. أنتي بخير ..

سمر .. تبكي وتشهق .. شكلها لوت رجلها وطاحت بركبتها على حافة الدرج

عمار : الحين .. أنتوا بنات ولا جن .. في أحد يركض في هالمكان

يزيد : هذي نهاية اللقافة .. تقدرين تمشين يا بنت

منار : أنت .. يزيد .. صح

يزيد يناظرها بدون أي اهتمام : نعم

عمار وهو يحاول يساعدها تمشي : تقدرين تمشين

هزت راسها بالنفي وهي مو قادرة تتحمل الألم .. وغطوتها كلها صارت مليانة دموع .. تستاهل .. هي الي جابت هذا لنفسها

يزيد : وين أهلكم يا بنات ..

منار : كنا نزور .. واحدة قريبتنا في المستشفى ..

سمر ناظرت يزيد هذي المرة الثانية تطيح في مشكلة بسببه .. المرة الأولة بتغرق في الموية والمرة الثانية تكسر رجلها ..فكوني .. ابعد عني :أصلا كله بسببك .. أنت .. ..

يزيد : لااا .. تراكضين مثل المجنونة وتقولين بسببي

سمر : أنت المجنون مو أنا .. هذي المرة الثانية تتسبب لي بمصيبة .. لو ما ظهرت قدامي ما كان طحت

يزيد .. ماعرفها بسبب غطوتها : بنات مين أنتوا

منار : بنات الجاسم

يزيد : قرايب فيصل الجاسم

منار : أنا أخته

يزيد وهو يتذكر .. هذي هي سمر الي معها : هههه ..

عمار : تسمحين لي أمسك يدك .. عشان أوصلك يكشفون على رجلك

سمر : لاا .. شكرا .. بظل هنا

عمار : بكيفك .. يله يزيد .. وراي شغل

منار : طيب .. بتتركونها هنا ..

يزيد : سمعتيها قالت ما تبي مساعدة ..

منار مسكت يدها وحطتها فوق رقبتها .. وحاولت تقومها

سمر حاولت تضغط على رجلها وتمشي بس ما قدرت .. ورجعت جلست تبكي

عمار يبي يخوفها : أحسن لك خلينا نساعدك يمكن يكون كسر .. لو اتأخرنا وما سوينا له الجبس يمكن تخرب الرجل وما تمشين عليها مرة ثانية أو على أسوء حال .. ممكن تنقطع

سمر زاد بكاها ..

عمار .. : اتسندي علي ..

مسكت في يده وأناملها ترتجف .. ومنار مسكتها من يدها الثانية ..

.................

.................

جلست على سرير الكشف ..

عمار : ارفعي عباتك شوي .. عشان اكشف على رجلك

ناظرت لمنار الي هزت راسها .. ايوة

رفعت عباتها والتنورة الي لابستها .. جسمها يرتجف .. وبااارد

عمار : لا الحمدلله مو كسر .. التواء بسيط .. بس بيحتاج ربط بالشاش عشان ترجع الرجل لحالتها.. خليني اشوف الجرح الي في ركبتك لو سمحتي

سمر : لاا

عمار : بنادي الممرضة تشوف الجرح وتعقمه إذا عندك مشكلة

خرج وتركهم عشان ينادي الممرضة

... يزيد الي كان واقف برة الباب ينتظره : كيف رجلها .. لا يكون كسر

عمار : قلت لي .. من وين تعرفها يا أخ ..

يزيد مسوي نفسه غشيم : ومين قال أني أعرفها ...

عمار : ما كنت أدري أنك حق هالسوالف ..

يزيد : لا تظلم البنت .. مو حقت الحركات الي في بالك .. هذول بنات الجاسم رفيقات خلود أختي .. بس

عمار : بس .. الحين تفسر نظراتك لها بكلمة .. بس

يزيد : لا مو بس .. بس ممكن تصير .. زوجة ولد عمك

عمار : مبرووك ومتى كنت تبي تعلمني

يزيد : الحين أنا أصلا ما تقدمت لها أختي نجلاء عرضت الموضوع وأنا وافقت .. بس مع الظروف الي كنا فيها مو من اللايق .. أتقدم لها وبعدين ما أدري إذا البنت بتوافق أو بترفض

عمار : لازم توافق مو بكيفها .. أصلا تكون مجنونة لو رفضتك

يزيد : انشاءالله ..

عمار : اثقل .. عيب تراك رجال

نادى الممرضة تروح تكشف عليها ..

دخلت الممرضة ..

منار : لازم أرجع .. أكيد الحين يدورون علينا مرة اتأخرنا

سمر : طيب اتصلي عليهم عشان لا يقلقون

منار : حظي النحس نسيت جوالي في البيت ما جبته معي .. لازم أروح بينجنون لو اتأخرنا زيادة .. عشرة دقايق أقول لهم وأرجع

...........................

أم فيصل : وينك يا منار فيصل راح لكم الكافتريا عشان يناديكم .. بعدين وينها سمر

منار : طاحت على السلم ولوت رجلها والدكتور بيربطه لها الحين .. لازم أرجع لها تركتها لوحدها

سلمى : بسم الله عليها أختي ... كيف طاحت

منار بارتباك وهي تبتسم : اتعثرت في مشيها وطاحت .. يله بااي .. قولي لفيصل حنا في الدور الثالث .. نتظره لأنها ما تقدر تمشي

خرجت قبل ما يكثرون عليها الأسئلة

************************************************** ******************************************

أحمد بصدمة وبدون تصديق : ماتت .. تمزحزن أكيد

أبو أحمد : اهدى يا ولدي .. هذا حكم رب العلمين

كيف يطلب منه يهدى .. يكذب عليه يقول له لما .. ماتت ويقول له يهدأ .. : لا تكذب علي يا يبه .. رميتوها في مستشفى مجانين وما تبون تقولون لي ... صح .. هي ما ماتت .. هذي بس تمثيلية سخيفة من تأليفك وتأليف عمي صح .. هي حية ..

أبو أحمد : ما أكذب عليك يا ولدي .. هي انتحرت وما قدروا يسعفونها

أحمد لحد الحين مو قادر يصدق ..

... خرج وصك الباب بكل قوته .. وركب السيارة وانطلق بأقصى سرعة عنده

.أم أحمد : قلت لك انتظر شوي بعده قول له .. والله حرام ..

أبو أحمد : قال بدور عنها ولو سأل عنها كان قالوا أنها ماتت .. وأحسن يعرف منا .. ما يعرف من الشارع

.................................................. .............

نجد وعيونها العسلية تلمع في الظلام : نعم وش تبين

مجد فتحت النور

ناظرتها مو مصدقة حالتها .. هذي أكيد مو أختها نجد الي تعرفها .. مو متعودة على أختها يكون قلبها حجر كذا ... لها شهرين حتى عيالها ما سألت عنهم ولا فكرت تشوفهم وتسمع صوتهم .. وين نجد الحنونة .. الي ما يقدر يعرفها أحد الا ويغرق في بحر حبها وحنانها .. وين اختفت

مجد : نجد اصحي تراك زودتيها .. هذا مو اسم حب هذا جنون ..

نجد : اطلعي برة .. انقلعي .. اطلعي برة

مجد بتحدي : لا ما راح اطلع راح تسمعيني غصب عنك .. نورة أخت أبو سلطان اتصلت عشان يحددون وقت للملكة

نجد : قولي خلاص ما في زواج ما في شيء .. قولوا ماتت وخلاص

مجد بعصبية وصوتها أقرب للصراخ : مجنونة تبين تدفنين نفسك وشبابك .. عشان واحد ما يستاهلك مو حرام عليك

مجد مو عارفة شيء هي انقتلت من ذاك اليوم الي ضاع فيه شرفها واندفنت تحت التراب في يوم زواجه من لخالد ..

نجد وهي تبكي : اطلعي برة .. اطلعي برة

دفتها لبرة وقفلت الباب بالمفتاح وارتمت على الأرض تبكي

مجد مستحيل تترك أختها كذا .. راح تموت وهي واقفة تتفرج عليها ..

دخلت غرفتها .. أخذت جوالها من على الطاولة الي على يمين سريرها ... فتشت عن اسمه .. في قائمة الأسماء .. لقته ... ضغطت على زر الأتصال

عطاها جرس .. 1 .. 2... ... 4.. 5 .....

رد عليها

خالد : من معي

مجد بعصبية وكره وهي تتذكر منظر أختها الي كأنها قدامها : أختي راح تضيع مني بسببك

خالد : مين أنتي ومين أختك

مجد :ليش ما تبي تفهم أنها بعد تحبك .. وما تقدر تتخلى عن حبك .. مع أنك واحد نذل وما تستحقها ...

خالد بعصبية : لا تغلطين معي .. وبعدين في الأساس من أنتي

مجد : نجد راح تنجن وكله بسببك وبسبب قساوتك .. والرجولة الي تزعمها .. هي تحبك ليش ما تحاول تسمعها .. وتفهمها ..

خالد بعصبية واحتقار وألم : لو حبتني في يوم ما كان سوت الي سوته

مجد : هي ما سوت شيء ولو كان في يوم أذنبت .. فذنبها الوحيد أنها حبت واحد مثلك

خالد بهدوء .. يحاول قد ما يمكن يضبط أعصابه : أنتي موفاهمة شيء ..

مجد : لاا .. فاهمة .. نجد قالت لي الحقيقة الي أنت رافض تسمعها .. خمس سنوات .. على الأقل حاول تسمعها ..

خالد : أكيد ابتكرت لها كذبة وتبيني أصدقها

مجد : وليش تكذب أنت طلقتها وخلاص .. وكلها شوي وتصير زوجة واحد من أهم التجار في السوق .. لو ما تحبك .. ما كان الحين تبي ترفض الي متقدم لها عشان بعدها مو متخيلة نفسها مع واحد غيرك

خالد وآلاف المشاعر والتساؤلات تتصادم داخله: لا تحاولين

مجد : فكر ...

قفلت الخط ... وجلست لو هو بعده يحبها راح يتصل عليها

قدرت تتحلى بالشجاعة وتتصل على خالد وتقول له الحقيقة بس مستحيل تقدر ترفع جوالها وتتصل على عمار وتعلمه .. كيف هي .. ما تقدر تعيش من دونه وكيف هي تفكر فيه أربع وعشرين ساعة من دون توقف

.. بس .. أحيانا .. يكون الدفاع عن الآخرين أسهل من الدفاع عن أنفسنا .......

..........................

دخلت أم أحمد غرفة بنتها نجد ...

.. نجد غيري ملابسك .. نورة أخت أبو سلطان تحت تبي تشوفك وتسلم عليك وتبي تفاتحك في موضوع الملكة ...

نجد : خلاص ما فيه ملكة ولا زواج ...

أم أحمد بصدمه : كيف يعني .. أنتي مجنونة الناس عطيناهم كلمة ... ما يصير نرجع فيها .. وبعد كل الي صار لنا ... صبروا وما غيروا رايهم

نجد : قلت لك يا يمه ... خلاص .. ما أبي زواج ما أبي شيء ... ما أبي شيء

أم أحمد : مو على كيفك .. البسي وحطي لك شيء على وجهك وانزلي .. ولا والله أنادي أبوك يسحبك من شعرك لتحت .. فاهمة .. أنتي عارفة زواجك هذا مهم لشغل أبوك قبل ما يكون عشانك وعشان ترفعين راسك قدام الناس وقدام أم خالد وعيالها .. وتناظرينهم عينك في عينهم أن الله عوضك بدل خالد الي أحسن منه

نجد : ما في أصلا حد في كل هالدنيا أحسن من خالد

بنتها تقطع قلبها .. ليش لحد الحين تحبه وتتمناه بس لازم تكون قاسية لمصلحتها .. يمكن لو اتزوجت وراحت بعيد عن هالبيت تتحسن نفسيتها عشان كذا مستحيل تخليها تضيع فرصة هالزوج من يدها

أم أحمد : نجد .. انزلي انتظرك تحت

.... مستحيل تتزوج هذا الي يسمونه أبو سلطان ... عجوز ما يسوى ظفر من اظفار خالد .. تعيش على ذكرى خالد .. ولا تعيش مع واحد ثاني كل يوم وهي تناظره تقارنه بخالد وتتعذب أكثر ..

.

... بس بالغصب راح يخلونها تتزوجه .. القرار مو بيدها ... هي أصلا ما لها حكم على نفسها .. الحكم بيد أبوها ..

... بس ...

.. في شيء واحد ممكن تسويه ..

... هي خسرت كل شيء ...

... ما بقى لها شيء ...

خسرت ..

حبيبها ..

... زوجها ...

... عيالها ...

... نفسها ...

... عمرها ...

...................................... خلاص ما بقى شيء تخسره ......................

........................ & ,,,

غير ........

.... الروح الي تنبض في داخلها ...................... ..

.............. والي صارت ............ بدون معنى ..........

فتحت الدرج الصغير الي تحط فيه حبوبها ....

... طلعت ... كل الي في الدرج ........ حبوب الصداع ... حبوب منومة ..... حبوب لتهدئة الأعصاب ... كلها قدامها بألوانها .. الوردي الفاتح .. والأبيض .. والأصفر ...

فكتها من أقراصها ... حبة حبة ...

... ناظرتها وهي تحملها في يدها ... والدموع في عيونها ..

بس ... هذا الي راح يريحها .

.. بلعت الحبة .. الأولى ..

... طعمها مر ...

ما همها .. لونها .. أو شكلها أو نوعها ...

..

....

.........

...............

.................................

دخلت مجد : وش تسوين يا مجنونة

أخذت الحبوب .. من يدها ورمتها على الأرض

... بس .. كان فات الأوان ...

حست .. بألم .. مو قادرة تتحمله ...

..... مرت أيامها قدام عيونها ....

سألت نفسها سؤال ... واحد ... قبل ما تفارق عيونها .. الدنيا ...

... ربها بيغفر لها الي سوته ...............

.............. غمضت عيونها ............. وسط صرخات مجد وصياحها والحالة الهستيرية الي وصلت لها ..

×*×*×*×*×*×*××*×*×*×*×*×*×*×*×*×*×*×*×*×*×*×*×*×*× *×*×*×*×*×*×*×*×*×*×*×*×*×*×*×*×*×*×*×*×*×*×*×*×*

************************************************** *************************************************

مو عارف وين يروح ... الكلام الي قالته مجد ... ما يقدر يسوي .. نفسه كأنه ما سمعه ....

وقف .. سيارته ... على مساحة من الرمال ... تحت قمر كامل يسطع في السماء

......................... معقول ......... تحبه

.... لاااااااااااااااااااااااااااا

مو معقول ................................................

هي أصلا ما حبته في يوم ..............................

................... عشان تكون بعدها تحبه ........................

بس ...

الكلام الي قالته ... مجد .. هي وش راح تستفيد من كذبتها .. هي راح تتزوج ... وخلاص

اترسمت فجأة الإبتسامة على وجهه ... وهو يتذكر ....

نجد .... عيونها العسلية ... شعرها الكستنائي ... ابتسامتها

.................. اتذكر .....

.... كان أكبر منها بـــ 13 سنة .....

يوم كان في سن المراهقة ... وطيش الشباب ... كان يناظرها باستغراب ويحس أن جده ظلمه ودمر حياته ... ربطه .. بطفلة صغيرة عمرها ثلاث سنوات ...

كان مو قادر يتخيل أنه ممكن هالصغيرة في يوم تكون زوجته ..........

.................. كانت تكبر قدام عيونه .....

..... زهرة تتفتح ... ببراءة ونعومة ..... بجمال ورقة ... عطرها عبارة عن حب وحنان ....

.................

كانت ما تفهم معنى الزواج .. بس كانت لازقة فيه أربع وعشرين ساعة حتى أنه كان ينزعج من وجودها معه بسبب ضحك أصحابه عليه بسببها ... ومضايقة أمه له الي كانت تحب تحرجه وتمازحه بها .. هو كان يعصب ويخرج من البيت .. لأنه كان يناظرها كطفلة لا أكثر ولا أقل ... طفلة قيدت حريته وحياته ...

... بس من دون ما يشعر ..

... العبء الي كان .. ساكنه

.... اتحول .. كيف ومتى ... لحب كبير ... لدرجة أنه صار ما يقدر يصبح الصبح لو ما شافها ... ولا يقدر يروح الجامعة من غير ما يسمعها ويشوفها تودعه من فوق بلكونة غرفتها ... ولا يقدر ينام من دون ما يسمعها تقول له تصبح على خير ...

..................

اتذكر ... مرة

كان عمرها .... تسع سنوات ...

وهو كان ... عمره 22

... كان جالس في الحديقة ... مع صديقه عبدالرحمن ..

فجأة جات .. وفي يدها ... صحن في كيك ...

طبعا هو يكره وجودها يوم يكونون أصحابه معه لأنه ما يخلص من تعليقاتهم البايخة عليه

عطته الكيك بكل براءة الأطفال .. الزواج في نظرها لعبة مو شيء ثاني ..

قالت له بكل سخف وبراءة .. ( مو أنت زوجي .. سويت الكيكة هذي وأبيك تاكلها )

أخذ منها الصحن ورماه على الأرض وطردها بكل قسوة ...

... فعلا .. نجح في إبعادها ... لأنها ظلت اسبوع ما تكلمه ... وتخاف من وجوده وكل ما تشوفه في مكان تهرب منه ...

............... بطريقة .. ما يعرفها .. حس أنه يفتقد .. إزعاجها له .. ما لقى نفسه إلا وهو قدام محل ألعاب ... اشترى لها لعبة عروسة لابسة فستان زواج

.. ما يقدر يوصف فرحتها بالعروسة ...

سألته إذا فستان العروسة عاجبه ولا لا ..

قال لها أنه حلو وعاجبه

قالت له وملامحها تشع طفولة : أنا يوم زواجي راح ألبس نفس هذا الفستان لأنه .. يعجبك

... كبرت ...

فقدت جرأتها .. الي كانت تتكلم بها .. معه ...

كانت خجولة .. وخدودها تصير حمر كل ما تشوفه ....

.......... ولا مرة شافها فيها .. ما كانت ... تبتسم له .....

بس ... مرة سألها .. حاول .. يتأكد .. هي تحمل له نفس مشاعره .. ولا بس مغصوبة عليه ... استغرب وهو يشوف عيونها انملت دموع وهربت من قدامه .. ما قدر يفسر الي شافه في عيونها .. هل هو

رفض ... أو ... قبول

شيء كان يقول له أنها تبغاه .. وشيء ثاني كان يقول له أنها ما تبيه ولا تحبه ....

كان يبي يعطيها حرية الإختيار بعيد .. عن حكم أهله وإجحافهم ...

يبي .. يعرف أنها اختارته برضاها ومن نفسها مو مجبورة عليه ...... بس يوم بلغه أنها حاولت الإنتحار .. قبل الزواج بأسبوع ... انصدم ..

دمه صار يغلي في عروقه ... كيف بعد كل هذا ما تبغاه

بس بعدها بأيام .. استجمع أفكاره .. وقال لنفسه أن الي سوته يمكن خايفة تتزوج .. لأنها بعد صغيرة ما كملت 18 سنة ... يمكن تبي تكمل دراستها ... أعطاها كل التبريرات وفكر في أي شيء .. غير أنها ممكن تكون رافضته .. هو

.. لأن هالشيء راح يجرح كرامته .. ويدمره ....

.................................... انتظر ... اللحظة .. الي تكون فيها له

اللحظة ... الي يشوف .. نفسه في عيونها ...........

اللحظة .... الي تصير له .. بس .. له

... اللحظة ... الي تحضن عيونها .. عيونه ...

اللحظة الي انتظرها................. كثير

حاول يطرد ذكرى ذاك اليوم من راسه ... حاول يشوف لها عذر .. تبرير .. بس ما قدر ... ما لقى أصلا .. فكر أنه يحاول ينسى ... يبدأ صفحة جديدة .. ما قدر

.. ما .. اتعود يسامح وخاصة الي يخونه .. وبالأخص الي يخون .. حبه وثقته ....

انمحت ابتسامته .. اتحولت .. لجمود .. وركود .. في ملامحه ...

..................................................

على مين يقدر يكذب ... على نفسه .. هو يحبها .. يتمناها .. بس كرامته .. ما تسمح له ...

................. دق تلفونه

قطع عليه السكون الي عايشه في وسط تلال الرمال الي حوله ..........

رقم مجد ...

رد ... صوتها يقول أنه في شيء ...

مجد والدموع مغطيه وجهها : حسبي الله عليك ... أختي ضاعت بسببك

خالد بخوف ولهفة وعصبية : نجد .. وش حصل .. قولي لي

مجد : رفضت تسمعها .. أخذت منها عيالها الي تعتبرهم الذكرى الوحيدة منك ... لو سمعتها كان عرفت أنها ضحية وحش ما رحمها ورحم طفولتها وصغر سنها .. وحش اغتصب منها الشيء الوحيد الي اتمنته في حياتها ... اغتصب شرفها والحلم الي عاشته من طفولتها أنها تكون زوجتك

خالد وهو يحاول يستوعب كلامها : نجد فيها شيء

مجد : نجد في المستشفى .. حاولت تنتحر بسببك ..

طاح جواله منه ...

ركب سيارته وساقها مثل الأعمى الي ما يشوف قدامه ... مو عارف وين يروح .. نسى حتى يسألها عن اسم المستشفى

************************************************** *************************************************

ضائع ... أسير ... مو عارف .. وين اتجاهه .. مو عارف وين يروح ... مو عارف .. شيء .. مو قادر يتذكر شيء .. غير ظلمه ومعاملته السيئة لها .....

.... ماتت .. وضاعت فرصته أنه يحصل على غفرانها ....

معقول ... لما تكون .. ماتت ... لا مستحيل ...

سمع صوت الآذان .... يؤذن لصلاة العشاء

الله أكبر ... الله أكبر

الله أكبر ... الله أكبر

أشهد أن لا إله إلا الله

أشهد أن لا إله إلا الله

أشهد أن محمدا رسول الله

أشهد أن محمدا رسول الله

حي على الصلاة

حي على الصلاة

حي على الفلاح

حي على الفلاح

............................. الله أكبر ...................... الله أكبر.............................................. ......

.................... لا إلـــــــــــــه إلا الــــــلــــــــه ......................................

وقف سيارته الي من قبل المغرب .. يلف بها في الشوارع وكأنه ممكن يلاقيها ... تمشي في الشارع تدور عنه مثل ما هو يدور عنها

.... اتوضأ ....

.... يبي يرتاح .......... يغسل العذاب الي في صدره ... الوضوء يمكن يفيده .. يخفف عنه ... والصلاة في المسجد .. يمكن تنسيه كل همومه وأحزانه وتأنيب الضمير الي عايش فيه

دخل المسجد ........ رفع يدينه ...

قال بصوت ... كله تعب .. الــــلــــه أكــــــــبـــر

... صلى ركعتين ....

دعا ربه ... يغفر له ... العذاب الي سببه لها ....

عيونه غرقت بالدموع ......

شافه واحد .. وشاف حالته الشبيهة بحاله .... ودموع الأسى الي ينزفها من عيونه

... جلس جنبه ........

......... وش فيك يا أخ ......

أحمد ما اهتم بوجوده ...

كرر كلامه .. وش فيك يا أخ ....

لاحظ أنه مو مهتم به .. قال عشان يشجعه يتكلم معه .... تعرف كم لي ما دخلت مسجد ... عشرة سنوات ...

بدء ينتبه له .. قال مو مصدق : .. عشرة سنوات

قال الشاب الي جنبه : عشرة سنوات ... عايش في عذاب ... لحد هذي اللحظة الي داست فيها رجلي هذا المكان العطر .. الطاهر

أحمد : متمني ألقى الراحة هنا ..

قال له الشاب : وأنا متمني الله يقبل توبتي ... تتوقع الله ممكن يقبلها

أحمد وهو نفسه يسأل نفسه هذا السؤال : الله يقبل توبة العبد الصادق ... أبواب التوبة مفتوحة لكل عباده

قال وهو يمسح دموعه بطرف غترته : يااا رب .. اقبل مني يا غفور يا رحيم يا تواب يا حكيم

أحمد : اللهم آمين .. يارب تقبل مني واتقبل منه .. يا عالم بخفايا النفوس .. وعالم صدقها ويقينها وتوحيدها وتعلقها بك يا أرحم الراحمين

..... قال له : ما أظن أنك ارتكبت الجرائم الي أنا ارتكبتها ..

أحمد : بس أنا الي ارتكبت في حقها الجريمة ماتت وذنبها معلق قي رقبتي وعيونها الحزينة بعدها تطاردني .. ماتت وما قدرت أخليها تسامحني

قال وحاس بنفس ألم أحمد : أما أنا الي ارتكبت بحقهم الجرائم عايشين وما أظنهم في يوم راح يسامحوني ...

أحمد مو في موقف يأهله أو يعطيه حق في أنه ينصح أو يخفف عن أحد همومه .. هو يحتاج لأحد يخفف عنه ولو شويه من همومه ...

............. ارتفع صوت الإمام يقيم الصلاة .... بكلمات من نور ... يطرب لها قلب كل مسلم في الوجود ... وتتغلغل بداخل وجدانه وتسكنها ..

الله أكبر ....... الله أكبر.......

أشهد أن لا إلا إلا الله ..............

أشهد أن محمدا رسول الله .............

حيى على الصلاة ... حي على الفلاح

قد قامت الصلاة .......... قد قامت الصلاة

الله أكبر .... الله أكبر

لا إله إلا الله ...............

************************************************** ******************

الجزء الثاني

{2} ×*×*×*×*×*

فيصل وهو محوط ظهرها بذراعه وبيده الثانية ماسك يدها : اجلسي ...

سلمى : آآآف .. مليت منك ...

فيصل : أفااااا ... تملين مني

سلمى : ما قصدت .. بس والله مو قادرة اتحمل خوفك الزايد .. حتى يوم تخرج .. أمك ومنار ما يقصرون فيني .. مليت من القعدة

فيصل : مو على كيفك .. بعد يجي ولي العهد .. بعدها أنتي بالطقاق

سلمى : طييييييييب .. يعني تبي تبيعني وأنا الي انخدعت وكنت احسبك خايف علي

فيصل وهو يبتسم : أبيع عمري ولا أبيعك يا قلبي

سلمى : سلامة عمرك

أخذ كاس الحليب الي كان على الطاولة جنبه : اشربي

سلمى أخذته واتجرعت منه شويه لأنها ما تحب الحليب

فيصل : اشربيه ...

سلمى : لا .. ما أبي

فيصل : لا بتشربينه .. أنا ما أحب العناد

سلمى : طيب بس نصه

فيصل : كله يعني كله .. ما أبي عناد .. سمعتي الدكتور قال لازم تاكلين وتشربين زين لأن معك فقر دم وممكن يؤثر على صحتك ..

سلمى غمضت عيونها وشربته بسرعة ما تبي تحس بطعمه ..

فيصل : شاطرة بنوتي الحلوة ...

سلمى : بروح اطل على سمر ... ممكن .. والله حرام رجلها أكيد توجعها

فيصل وهو يتنهد : وتحسبين بعد نظراتك هذي بقدر أقول لك .. لاا ..

سلمى .. خرجت وهي مو مصدقة أنها ارتاحت منه ... بس ما كملت فرحتها لاقتها أم فيصل

أم فيصل : وين رايحة يا بنتي ..

سلمى : بروح لسمر امكن تكون محتاجة شيء

أم فيصل : ارجعي يا بنتي الحركة مو لصالحك .. ارجعي ارتاحي

طفشت هي من السرير ومن قعدته ... : بروح أشوفها وبرجع .. تكفين يا يمه

أم فيصل وهي مو مقتنعة : روحي يا بنتي

............................

دخلت غرفة سمر الي كانت جالسه على السرير قدام اللابتوب

سلمى : كيفك يا عمري

سمر : مو بخير .. غرفانه من عمري بسبب هالرجل والعكازة الي ما أقدر اتحرك بدونها

سلمى : تستاهلين في أحد يراكض في المستشفيات ..

سمر : الحين أنتي جاية تخففين عني أو ترفعين ضغطي أكثر مما هو مرفوع ..

سلمى : أنا أقول لك الحقيقة

سمر : كله بسبب ذاك الزفت الي ظهر قدامي كأنه جني

سلمى : هذا وش فيه عليك .. مرة بتغرقين بسببه والمرة الثانية بتنكسر رجلك بسببه .. أكيد بينك وبينه ثأر أو شيء

سمر : هذا الحمار أخ نجلاء بنت الرازي زوجة عم فيصل ..

سلمى .. : الرازي

سمر : ايوة .. وش فيك اتغيرتي

سلمى : هذول أهلي ..

سمر : عيال الرازي .. نفسهم ما غيرهم ..

سلمى : ايوة ... أولاد أعمامي ..

سمر : حظك .. الحين عيلة الرازي .. عيلتك والله حظك ..

سلمى : ما صاروا يهموني .. الي يهموني فيها ماتوا

سمر .. مو عارفة وش تقول لها .. ما في شيء يعوض فقد الأهل .. حتى هي حاسة أنها مو قادرة تكمل هنا .. بعيد عن أمها .. حتى لو قاسية فهي أمها ..

سلمى : تصبحين على خير .. بروح أنام تامريني على شيء

سمر : وأنتي من أهله ...

رجعت لغرفتها ... وفي شيء في بالها ...

قالت بصوت متردد شوي وخايف : فيصل ..

فيصل : عيون فيصل ...

سلمى : بروح أزور أمي ... بكرة

فيصل : قلت لك بنروح بس أول ارتاحي شوي ... اليوم خرجتي من المستشفى ..

سلمى : لا تزعل يا حبيبي .. بس والله ما أقدر اصبر وأنا اتخيلها وحيدة ومريضة وفاقدة أقرب الناس لها أكيد ما قدرت تتحمل صدمه فقد بنتها الثالثة عشان كذا انشلت

فيصل : خلاص بكرة ... ونجيبها تعيش معنا ...

سلمى ما كانت قادرة تطلب منه أنها تجيب أمها هنا بس هو فهم الي في قلبها من دون ما تقوله حتى .... ارتمت في حضنه وضمته بقوة

فيصل وهو يستهبل : خلاص بمووت خنقتيني

فكته وتركته : آسفة ما قصدت ..

فيصل .. ضمها هو هالمرة .. : لو كنت أعرف أنك بتفرحين كذا كان من أول يوم عرفت فيه جبتها معي

مو عارفة كيف بتشكره .. حبها مو شيء كافي تقدمه له .... جمايله مغرقتها .... : فيصل .. أحبك

فيصل : وأنا أموت عليك ... بس نامي الحين وارتاحي وبكرة بنروح ... في واحدة ممرضة راح تجي تراعيها ....

.................................................. .................................................

قلبها .. ينتفض داخل صدرها وجسمها صار أبرد من الثلج .. وأخيرا راح تشوف أمها .. ما اتوقعت تشوفها في موقف مثل هذا ... بس هذا قدر .. رب العالمين ..

الدكتورة خلتهم ينتظرون في غرفة للزيارات وراحت تجيبها لهم

فيصل : لا تتوتري التوتر مو زين عشانك ..

سلمى ويدينها ترتجف .. : ما أقدر .. أحس أن قلبي بيخرج من بين ضلوعي ..... خايفة وفي نفس الوقت فرحانة

فيصل .. حتى هو فرحان لفرحتها ... وفرحان أنه قادر يشوف الإبتسامة تشع من عيونها ...

دخلت الدكتورة وهي تدفع كرسي نقال ... عليه ... مرأة .. في سن الأربعين .. شعرها أحمر مربوط بربطة ... حواجبها مثل لون شعرها .. عيونها خضر .. متوسطة الحجم مو واسعة ولا صغيرة ... لونها أبيض ممزوج مع حمرة .... مو طويلة .. طولها متوسط ... نحيفة شوي ... ملامحها جميلة بوجه عام ... لا .. كلمة جميلة ما توصفها

ناظرتها بتمعن ... هذي الي قدامها الحين أمها ...

.... كل شيء شافته في حياتها مر قدامها مثل رياح باردة ........ تعصف بها وبمشاعرها ....

مشت لها بخطوات ... خايفة ... مترددة ....

جلست على ركبها قدامها ... ودموعها مثل السيل على وجهها ....

... مررت يدها بحب على خصلات شعرها النحاسية ....

.............. وقالت بصوت فيه حشرجة من البكاء ... يمه .. أنا .......... ليان

ناظرتها بتمعن .... هذي .. لما ... لا هذي مو لما .. هي تقدر تفرق بين .. لما وليان ... غريزة الأمومة في داخلها .. تخليها تفرق بينهم ...

عادتها مرة ثانية : يمة .. أنا ليان .. ما عرفتيني ..

عيونها فاضت بالدموع ... تبي تصرخ .. تنادي باسمها الي انحرمت من نطقه سنوات وسنوات .. تبي تنادي باسمها ... بس الصوت ضاع واختفى ...

كانت تفكر فيها طول السنوات الي راحت ... 18 سنة ما قدرت تنسيها بنتها الي ضاعت وانحرمت منها ... كانت تفكر في لما وجودي بس كانت تفكر في ليان الضعف ...

.... لأنهم انحرموا من أمهم وأبوهم .. بس على الأقل .. كانوا وسط أهلهم .. تحت سقف يظلهم وناس ما ظنت أنهم ممكن يأذونهم حتى مهما كانوا قاسيين .. راح يحافظون على بناتها لما وجودي

....... بس ... ليان

وين عايشة .. مع مين عايشة ... كيف عايشة ... ميتة ولا حية ...

شبعانة ولا جيعانة ..........

.... بردانة أو دفيانة .....

مرضانة أو سليمة .....

متمنية .. تقدر تنطق اسمها ...

حاولت .. بكلمات مو مفهومة ... آآآم .... آآآم ... آآآم

ما قدرت .. تتكلم ... مو قادرة ...

سلمى بخوف : دكتورة فيها شيء .. شوفيها يمكن مريضة أو تعبانة...

الدكتورة : ما فيها شيء بس تحاول تتكلم معك ... ومو قادرة ..

سلمى : طيب هي وش فيها ليش حالتها كذا ...

الدكتورة : جابوها عندنا هنا لأن الظاهر ما لها أحد .. قالوا أن في واحد فاعل خير جابها المستشفى واختفى ... ويوم وصلت على المستشفى كان ضغط دمها مرتفع ... ويبدو أن اسعافها اتأخر .. اصابت بالجلطة ...

فيصل : طيب مافيه سبيل لعلاجها .. هنا .. برة ..

الدكتورة : هنا يتوفر لها العلاج السفر مو ضروري .. ممكن ترجع لحالتها إذا لقت العناية والإهتمام ...

ناظرت ساعتها الدكتورة وخرجت .. تركتهم ..

سلمى وهي تمسح دموع أمها : يمه بتروحين معنا .. وش رايك .. أكيد ما تبين تظلين هنا لوحدك .. صح .. هذا زوجي فيصل ...

فيصل وهو يناظر أم ليان بامتنان .. : أنا شاكر لك يا يمه إنك جبتي لها الدنيا هالوردة الي عطرت حياتي بشذاها ... ما راح أقدر أشكرك ..

حست الحين أنها ارتاحت .. بنتها لقت الي يحبها ويهتم فيها .. ما ضاعت مثل ما كانت مفكرة ..

فيصل : بروح أوقع على أوراق خروجها ... وبجي الحين .. تكونون جاهزين .. بترككم لوحدكم ..

خرج فيصل وراح لمكتب الإستقبال يشوف اجراءات الخروج ...

مسكت يد أمها وحطتها على بطنها وقالت : يمه .. راح تصيرين جدة بعد سبعة شهور ونص ...

قدرت تحرك اصبعين من اصابع يدها ... من الفرحة الي دخلت لصدرها

سلمى : يمه .. حركتي اصابعك يا يمه .. يعني راح تصيرين بخير ... يعني في أمل ...

دوعها نزلت على وجهها .. هذي المرة دموع الفرح ... بنتها الي كانت أكثر واحدة قلقانة عليها .. بخير وسعيدة وبعد كم شهر راح تصير أم .. الله ما خيب دعاها وحفظها لها ...

عوضها عن فقد بناتها ..الله عوضها ببنتها وحفيدها الي جاي ...

.. الحمدلله يارب .. الحمد لك يا رب العباد .. الحمد لله .....

سلمى : أبي ارتمي في حضنك يا يمه ... وأقول لك كل الي حصل لي في حياتي .. وأعرفك على أختي سمر الي ربيت معها ...

دخل .. فيصل .. : يله .. تكملون في البيت ... الممرضة تنتظر في البيت وكل شيء جاهز ... مو ناقصنا إلا يمه ...

ناظرته أم ليان بامتنان .. حافظ على بنتها ... وحماها .. ومن عيون بنتها الي تلمع وهي تناظره أكيد هي ... تحبه .. هي مقعدة على كرسي ولها سنوات ما شافت بنتها ولا ضمتها في حضنها .. بس الأم هي الأم ... بمشاعرها وأحاسيسها .. الي تقدر تميز بنتها .. وأحاسيسها من عيونها .. من دون ما تتكلم بكلمة واحدة ...

وفيصل الي واقف قدامها .. وفر لبنتها الحب والحنان الي عوضها عن أمها وأبوها .. الي بسبب حكم رب العالمين انحرمت منهم ومن حنانهم وحبهم ..

************************************************** *************************************************

مجد بخوف وفرحة لأن أختها نجت وقدروا يسعفونها : ما يستاهل تسوين كذا عشانه .. ليش يا نجد ..

نجد .. بين دموعها وألمها : خفت أموت وادخل النار ... بس ما فكرت في شيء غير أني ارتاح .. ابعد بعيد عن هالدنيا

مجد : طيب ما تفكرين فينا .. أنا وأمك وأبوك وعيالك وأخوك .. انسينا كلنا .. بس وش ذنبهم عيالك يعيشون محرومين من الأم مثل ما انحرموا من الأب ...

نجد تنزف دموع الندم قبل ما تكون دموع الألم .. عقلها كان مشلول ما فكرت : ما قدرت أفكر ...

مجد : قلت لك مليون مرة انسيه ... حرام عليك .. هذا مو حب هذي عبودية .. ما يستاهل ولا دمعة من دموعك ... ما يستاهل حبك .. ما يستاهلك ..

نجد : أحبه .. ما أقدر ... حاولت ... بس ... أنا كنت زوجته قبل ما ينكتب اسمي مع اسمه في شهادة الزواج ..

.................

يبي يشوفها .. يبي يعتذر لها ... يبي يسمعها تقول له .. مسامحتك .. مع أن هالشيء مستحيل ...

وقف عند باب غرفتها في المستشفى

صوتها .. الي عمره ما نساه ... كلامها الي يسمعه يتردد في جدران مسامعه ...

.................................................. ....................

نجد : ما قدرت اتحمل .. وأنا اسمع أمه تقول أنه بيتزوج ... أنتي مو فاهمتني يا مجد

مجد : لا فاهمة .. بس هذا الي تحبينه ما يحس .. لو كان صدق يحبك .. كان حاول يسمع منك ... كان حبه بيدفعه يوقف جنبك .. اصحي من حلمك خالد عمره ما حبك ..

نجد : بس أنا حبيته وعمري ما كنت لغيره لا بقلبي ولا بعقلي ولا بجسدي ...

مجد مو مصدقة بعدها تحبه .. هذي ما تحس : أنتي ما عندك كرامة .. مجنونة ...

فتح الباب ... ودخل ...

انصدمت وهي تشوفه واقف قدامها بشحمه ولحمه .. خالد ما غيره

خالد وصوته كله ندم ..... حرم نفسه من حبها كل هالسنوات بعناده

قال بصوت مليان ... ندم ... خوف ... ألم ... كره لنفسه واستحقار لها .... رجاء وأمل في السماح ... : آآآآآآسف .. سامحيني ...

مجد : اطلع برة .. وش تبي منها بعد كل الي سويته فيها .. اطلع برة

خالد : عارف أني استحق كل كلمة سيئة منك .. بس خلوني اشرح موقفي ..

مجد : أنت سمعتها زمان عشان تسمعك هي الحين

نجد : اتركيه يتكلم .. بعطيه الحق الي ما عطاني اياه .. بسمعه ..

خالد جلس على ركبه بالقرب من سريرها ... : سامحيني يا نجد ... حسيت بالضعف .. حسيت أن كرامتي انجرحت ... حسيت أن حبي لك كان وهم .. من نسيج عنكبوت قيدت به نفسي .. حسيت أني عشت خدعة ...

نجد : أنا عمري ما خنتك .. والله كان غصب عني ... والله اتمنيت الموت .. عشان ما أشوف النظرة الي تناظرني بها في كل لحظة ... خفت أموت في عينك مثل ما مت أنا في عين نفسي ...

مجد .. خرجت وتركتهم ... لازم تعطيهم فرصة أخيرة يتفاهمون ...

كملت كلامها والدموع خانقة .. صوتها ... : ركبت معاه .. عشان أروح أشوفك في المستشفى .. مو عارف كيف خفت عليك يوم عرفت أنك سويت حادث .. ما فكرت .. ركبت معاه .. ركبت مع السواق .. بس .. بدل ما يوديني أشوفك ...

حط سبابته على شفايفها الصغيرة سكتها .. مو لازم تكمل .. ما يبي يتخيل وش حصل .. ما يبي يخليها تعيش ذكرى ذاك اليوم وهي تحكي له .. يكفي الي حصل له ولها بسببه ...

خالد : عشت قهر وحسرة .. وعذاب ... ما قدرت أعيش من دونك .. من دون بسمتك من دون حبك .. ما قدرت أعيش من دونك .. حاولت بس ما قدرت ... بس لو سامحتيني ...

نجد : أنا عمري ما حقدت عليك عشان أسامحك ... كان كل يوم .. حبك وغلاك في قلبي يزيد ... عمري ما كرهتك .. الشيء الوحيد الي كرهته .. كرهك لي .. اتعذبت وأنا أشوف الشك في عيونك ... وأنت تناظر سامي وسارة ...

خالد : آسف .. بس والله .. بعوضك عن كل شيء وبعوضهم ... بس سامحيني

نجد : مسامحتك .. حتى من دون ما تقولها ...

خالد بابتسامة : يعني موافقة ... ترجعين لحبيبك وزوجك مثل ما كنتي تقولين وأنتي صغيرة

هزت راسها .. موافقة ... ما تقدر تخلي قلبها يقسى عليه .. هو نقطة ضعفها الوحيدة في الدنيا .. لأنها .. تحبه

************************************************** *************************************************

دق تلفون أبو خالد ... وقطع عليه تفكيره الي كان متعلق بالأوراق الي في يده ...

..... غير التلفون ملامحه ... وخرج بسرعة ...

أم خالد : وين رايح ...

أبو خالد : مستعجل عندي شغل مهم ...

أم خالد استغربت منه قبل شوي كان هاديء ورايق وقال لها أنه يبي كاس عصير والحين ملامحه متغيرة أربعة وعشرين درجه كأن في شيء مخبيه عنها هي حاسة بكذا لها شهرين بس مو عارفة وش هالشيء ...

نزلت سجود ومعها خلود الي كانوا يسولفون ويضحكون ...

سجود : وش فيك يا ماما .. مو على طبيعتك

أم خالد وهي تجلس .. : لا ولا شيء ... خارجين

سجود : ايوة يا ماما ... بنروح لنجلاء .. أبي أبارك لها المولود ما رحت لها معكم ذاك اليوم ....

أم خالد : روحي بس ارجعي قبل ما يرجعون أخوانك مو رايقة لهم ...

خلود : يله يا خالتي .. مع السلامة تامرينا على شيء

أم خالد : لا .. الله يحفظكم

لبسوا عباياتهم وراحوا مع السواق ...

.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ...............,,,’’’,,,,’’’

نجلاء بابتسامة وفرحة واضحة عليها .. في صوتها .. وملامحها .. وفي كل حركة من حركاتها ... : الله يبارك فيك .. انشاء الله أشوف عيالكم

خلود وهي حاملة مازن الصغير بين ذراعيها .. تلاعبه .. وتناظر ملامحه الصغيرة : يا ختي عليك .. تزنن .. تزنن ..والله نفسي آكله

سجود وهي خايفة تحمله .. مرة صغير خايفة يطيح منها أو ترميه بس تناظره وتضحك له من بعيد : مازن .. اسمه يجنن وهو بعد يجنن

نجلاء : كيف أخبارك يا سجود .. ما في أحد متقدم لك .. نبي نفرح فيك

سجود .. ما تدري بس ما في أحد عاجبها أو تتخيل نفسها زوجته أمس كانت أمها تكلمها في موضوع حسان .. صديق أخوها عمار في المستشفى ... كل ما ترفضه يرجع ويتقدم لها .. وقبل شهر اتقدم لها واحد ولد صديق أبوها في السوق .. ضابط في الشرطة .. بس هي ما تبي ولا واحد وحاسة أن ما في أحد يستاهلها في كل هالدنيا ...

بس في نفس الوقت تراجع نفسها ... كل البنات الي تعرفهم انخطبوا .. ومنهم الي اتزوجت أو راح تتزوج .. أو بعد سنه ملكتها أو الي في حياتها واحد وتحبه مثل خلود الي ما تحلم إلا بأحمد وطارت من الفرحة أن لما ماتت كأنها ما كانت تعرفها في يوم أو كأن الدم الي في عروقهم مو واحد ...

سجود : لا .. منتظرة نصيبي ..

سمعوا صوت جرس البيت ..

خلود : منتظرة أحد يا أختي ..

نجلاء : ايوة ... منار وزوجة أخوها .. سلمى ..

سجود : اسمع الناس يقولون أن زوجة فيصل الجاسم .. ملكة جمال .. صدق الي يقولونه ..

نجلاء : ما اتعرفت عليها ولا شفتها .. بس من كلام أم فيصل ومنار عنها .. هي حلوة وقبل ما تكون حلوة أخلاقها أحلى لأنهم مرة يحبونها ومتعلقين فيها وفي أختها سمر عشان كذا فكرت أخطبها ليزيد .. الي يقدرون يخلون آل .. الجاسم يحبونهم بهالسرعة ويرضون عنهم أكيد مو بنات عاديات أو هينات ..

سجود بغرور واعتزاز : أكيد مو أحلى مني ...

خلود : لا تخافين في كل هالدنيا ما اظن في واحدة بجمالك .. طبعا .. غيري ..

دخلت منار .. مجلس الضيوف ..

ووراها .. سلمى ..

قاموا البنات ..

سجود وخلود .. كل واحدة .. شوي وبيغمى عليها من الصدمة ..

سجود : لــ .. مـــا .. لما ...

نجلاء حتى هي مو مصدقة : لما ...

خلود بخوف : يمه .. يمه .. لما ...

منار : مين لما ... هذي سلمى ..

خلود : بسم الله علي .. مرة تشبهها ... بس

سلمى : امكن مشبهيني على واحدة تعرفونها .. أنا سلمى ..

خلود وهي تناظرها وتناظر أناقتها وشعرها الأسود الي واصل لآخر ظهرها : مستحيل هذي .. لما .. حتى ما في مقارنه بينهم ..

سجود وعيونها مليانة غيره من الجمال الي شايفته قدامها .. حتى الوصف الي سمعته من بعض البنات ما يعطيها حقها .. كأنها مو من هنا .. بس فيها شبه كبير من لما .. بس في نفس الوقت ما فيه مقارنه بينهم ... لما .. عمرها ما حطت مكياج .. بس نفس العيون .. نفس الخشم .. نفس الفم .. المختلف بس اللبس .. والأناقة والنعومة الطاغية على البنت الي واقفة قدامها ..

سجود سلمت عليها بطرف اصابعها وابتسمت لها ابتسامة خالية من المشاعر وجلست ..

نجلاء : ما شاء الله تبارك الله .. سلمى .. كل الكلام الي سمعته عنك ما وصفك ..

سلمى : شكرا لك .. مبرووك البيبي .. هذي هدية بسيطة له ...

نجلاء أخذتها منها وحطتها على الصوفا بجانبها وشكرتها : شكرا .. ليش تعبتي نفسك

سلمى : العفو .. هذا ولا شيء .. ممكن أحمل الصغير شوية ..

خلود قامت وحطته بين ذراعي سلمى ... الي حملته بحب وحنان

نجلاء : شكلك راح تكونين أم حنونة .. شوفيه كيف ارتاح في حضنك ..

منار : هي حامل ..

سلمى ناظرتها .. بتأنيب ..

نجلاء : مبروووك ..

خلود : مبرووك ..

سجود ناظرتها بغيرة وحسد .. حلوة .. ومتزوجة من واحد من أغنى أغنياء الرياض .. وراح تصير قريب أم ... مو ناقصها شيء في دنيتها ..

منار : أكيد عمي حامد طاير من الفرح

نجلاء وهي تتذكر حامد الي صار يقعد مع مازن أكثر مما يقعد معها .. كانت زمان حاسة أنها ظالمته وهي رابطته بها وهي ما تقدر تجيب له عيال .. بس بعد شافت فرحته بمازن اتأكدت أنها كانت ظالمته ..

نجلاء : مو مصدق أن عنده ولد .. تعرفين أنه يزعل مني إذا ناديته باسمه ما قلت له يا أبو مازن

خلود وهي تناظر سلمى وحاسة في داخلها بنوع من الغيرة والحسد : شكلك تحبين الأطفال ..

سلمى : أحبهم مو كلمة توصف شعوري ..

خلود : غريبة .. أختك سمر ما تشبهك .. سبحان الله خلق وفرق .. أنتي في السماء وهي في سابع أرض

سلمى انزعجت من كلامها وحست أنها ما تحب سمر من لهجتها

نجلاء : خلود ما تقصد شيء ...

سلمى : لا .. ولا يهمك .. بس سمر شويه مختلفة .. ما تحب المظاهر .. تحب تكون نفسها من دون مضايقات ومظاهر كذابة ...

نجلاء : في مثل هذا الزمن ما في من نوعها كثير

منار حست حتى هي أنها اتضايقت من خلود وما لامت سمر أنها ما حبتهم .. : سمر ما في أحد يقدر يشوفها وما يحبها .. المظاهر مو كل شيء ..

سجود : غريبة .. بنت مثلك اتربت على العز وفي قصر تقول مثل هالكلام أنتوا يا عايلة الجاسم غريبين وما في من نوعكم كثير ولا ما كان اتزوج ولدكم من عايلة مو معروفة .. مريم مرة كانت مناسبة له .. ليش طلقها

حست سلمى بالضيق وهي تتخيل كيف أختها كانت عايشه مع واحدة مثل هالبنت في بيت واحد .. مو معقول كيف كانت متحملتها هي الي ما لها نص ساعة عرفتها حست أنها مو طايقتها ...

منار : مو كل شيء في الدنيا فلوس .. الفلوس ما تشتري الذوق والإحساس

نجلاء ناظرتهم .. عشان يسكتون .. لأنهم فعلا زودوها ..

سجود : بنت مين أنتي .. امكن بنت أحد نعرفه ..

سلمى كانت تبي تفجر قنبلتها وتقول لها أنها بنت عمها بس .. غيرت رأيها ... : ما أعتقد .. مستحيل يكون بينا معرفة ..

سجود والغيرة تلعب بمشاعرها : معك حق .. مو من نفس الثوب عشان نعرف بعض ..

سلمى : صدقتي ...

نجلاء : خلود .. خذوا الصغير وودوه لغرفته .. فوق

فهموا أنها تطردهم بالبارد .. أخذوا الصغير وطلعوا ..

نجلاء : آسفة ... خلود وسجود .. مزعوجات شوي ..

سلمى بابتسامة خفيفة تخفي ضيقها : لا .. ما عليك ..

منار ما كانت عارفة أنهم بها الخسة وقلة الذوق .. فعلا المظاهر مو كل شيء .. : ليش أختك مو مثلك يا نجلاء .. كنت أحسبها حبوبة ودمها خفيف مثلك بس اصدمت فيها ..

نجلاء ( كله بسبب الي ما تنسمى سجود هي الي تلعب بتفكيرها ) : لا .. بس اليوم زعلانة شوي مو على طبيعتها ...

منار : حتى لو زعلانة ما في سبب يخليها تعامل الناس بقلة احترام ..

نجلاء : لا تزعلون امسحوها في وجهي ..

سلمى : ما يصح .. وبعدين ما قالوا شيء أصلا عشان نزعل ..

نجلاء ( ما شاء الله أدب وأخلاق فعلا ما تقرب للما ولا بأدنى صلة .. هذيك وين وهذي وين .. )

دخلت الخدامة وجابت لهم .. الضيافة ..

ظلوا ساعة ورجعوا لبيتهم ...

نجلاء طلعت لخلود وسجود وهي معصبة منهم : الحين وش الي قلتوه للبنات تحت مو عيب عليكم ..

سجود : وش قلنا .. الحقيقة وبعدين وين الجمال والأناقة الي الناس يتكلمون بها .. الحين أنا قلت بشوف حورية .. بس عادية الي نافخ ريشها و الناس يعطونها أكبر من وزنها أنها زوجة فيصل الجاسم ..

خلود : فعلا .. ما فيها شيء مميز غير شعرها والمكياج الي صابغة به وجهها كأنها مهرج في السيرك ولولاه كانت راح تكون تشبه ذيك القروية المقطعة لما الي مو عارفة تكون بنت أو ولد .. على ايش كل ذاك الكلام عن جمالها .. كله كذب في كذب .. وحاطة عدسات خضر وواهمة الناس أنهم عيونها ..

نجلاء مستعجبة منهم ومن غيرتهم الواضحة من كلامهم : أنتوا بنات غيورات .. عيب عليكم .. البنت احترمتكم وما ردت عليكم .. مع أن الي قلتوه ما ينسكت عليه .. لو واحدة غيرها ما كانت احترمتكم ... لأنكم أصلا ما تستحقون الإحترام ..

سجود : ههه .. لا والله .. مو ناقص غير هذي .. ومين هي حتى ما تحترمنا ...

نجلاء .. هزت راسها باستعجاب .. من حالهم ومن غيرتهم ومن الإحترام الي يفتقدونه ...... وخرجت وتركتهم .. تروح تطمن على ولدها .. وتسوي لها شيء مفيد بدال القعدة معهم ..

خلود : آآف .. شفتيها كيف تسوي بعيونها خلاص مصدقة أن عدساتها حقيقية ..

سجود : مسكينة منار .. مخدوعة فيها بس بنت الكلب عرفت تلعب عليهم وتكسبهم .. الحين أنا مو أحلى منها ..

خلود وعارفة أنها تغار منها وعارفة أن سلمى أحلى : أكيد أنتي أحلى .. أصلا ما في مقارنة ..

سجود قبلت الكلام عشان ترضي نفسها وغرورها وصدقت أنها فعلا أحلى .. لأنها ما اتعودت تشوف أي أحد أحلى منها ... دايم هي رقم واحد وما اتعودت تسمع أي أحد يقول في أحد أحلى منها ..

سجود : تظنين أن فيصل إذا شافني ممكن يبدلها بي

خلود : أكيد .. أصلا ما في أحد يقدر يقاوم عيونك

سجود : هه فعلا .. بدلالة أخوك الأهبل الخبل .. رفضني أنا .. ووافق على واحدة مهبولة بنظارات كبيرة مثل سمر .. يقارني أنا بها ويختارها هي .. اتخيلي ..

خلود : ما عليك أخوي أهبل .. وما يشوف لازم له نظارات مثل نظارات الغبية سمر

سجود مو معها في عالم ثاني وفي بالها شيء ..: ... أبي فيصل ...

خلود : ما فهمت ..

سجود : أبي أتزوجه .. هو الوحيد الي يليق فيني ..

خلود : أنتي مجنونة .. الرجال متزوج وقريب راح يصير أب ..

سجود .. : ويعني ... الله حلل له أربع ..

خلود : لا تحلمين .. منار قالت لي كيف هو يحب زوجته ويموت عليها .. يعني لازم تشيلينه من راسك ..

سجود : أنتي اقدري جيبي لي رقمه وشوفي أنا وش راح أسوي ...

خلود : كيف أجيب لك رقمه ...

سجود : اتصرفي .. مو حامد عمه أكيد يحتفظ برقمه في نوتة في مكتبه في أي مكان .. دوري عنه وجيبيه لي ..

خلود عارفة أن سجود ما راح تنجح واحدة زوجته مثل سلمى يكون مجنون إذا تركها ... بس تعرف سجود الي في راسها في راسها ...

************************************************** ************************************************** ************************

أبو خالد : لازم نعجل بزواج أحمد من سجود يا خوي

أبو أحمد : معك يا أخوي بس الولد مو راضي وحابس نفسه في غرفته لا ياكل لا يشرب .. والله قلبي محروق عليه .. يسوي في حاله كذا عشان بنت ما تسواه ... بنت لا عندها شرف ولا عندها احترام ..

أبو خالد : ما عليك .. بيتزوجها وهذا كلمتي لك ...

أبو أحمد : كيف بتخليه يتزوجها ..

أبو خالد : بكرة بسوي عشاء له لأنه قام بالسلامة بسوي عزيمة كل رجال السوق والرجاجيل المهمين بيحضرون ... الباقي اتركه لي أنا اتكفل به ....

أبو أحمد : ما اظن أنه راح يرضى يترك غرفته ويجي العشاء ..

أبو خالد : حاول فيه ما راح يرفض لك طلب .. استخدم معه الحيلة ...

أبو أحمد : بحاول ماني بخسران شيء ...

أبو خالد : الحين اتركنا من سيرة أحمد .. أبيك بموضوع خالد ... الولد يبي يرجع البنت ..

أبو أحمد : بس .. أنا عطيت كلمة للرجال ما أقدر اتراجع فيها ..

أبو خالد : بينهم عيال .. مو زين يتشردون بينهم ..

أبو أحمد : أبو سلطان لو رفضت له هالطلب راح يعادينا ويخرب لنا شغلنا ..

أبو خالد : ولا يهمك بينسى .. وبعدين مهما طال وقصر ما يقدر يأذينا .. واتركه لي بتفاهم معه .. بس الحين موافق يرجعون لبعض

أبو أحمد أصلا ما يقدر يرفض طلب لأخوه الكبير .. كل شيء يسير بأمره .. وما يقدر يقول لا .. حتى في حياة عياله لأنه يعتبر أبو خالد أبوهم بعد ويبي مصلحتهم مثله وما راح يسوي شيء يأذيهم : ما في بعد شورك كلام .. كلمة سيف على رقابنا يا أخوي

8787878787878787878

************************************************** ************************************************** ************************

....

مسكت تلفونها .. ودقت على رقمه بحركات اصابعها الرشيقة الواثقة من نفسها ..

......................

جاها صوته .. آلو .. ألو

سكتت شوي بس تسمع صوته ... بعدها قالت بصوتها الرنان الي عارفة أنه مستحيل ما يأثر على أي رجل يسمعه ... فيصل ..

فيصل : نعم ... مين معي ..

سجود : مو لازم تعرفني .. المهم أنا أعرفك ..

فيصل ... قفل الخط في جهها ولا اهتم ... أكيد واحدة بنت شارع مو متربية تبي تقضي وقتها الفاضي ...

سجود وهي تفكر ... هذي أول مرة حد يصدها بهالطريقة في الغالب هي الي تصد الشباب بعد ما تطفش منهم ...

دقت على رقمه مرة ثانية ..

فيصل : نعم يا بنت الحلال .. وش تبين مني ..

سجود : ما أبي منك شيء .. أبيك بس أنت ... أنت وبس

فيصل : ما عندك أهل يربونك الظاهر ..

سجود : أبيك أنت تربيني ..

سكر الخط في وجهها وهالمرة قفل جواله بالمرة ...

دخلت عليها خلود ..

سجود : يجنن .. لو سمعتي صوته ..

خلود باستغراب : مين

سجود : يعني مين .. فيصل حبيبي

خلود : فيصل .. ليش كلمتيه

سجود : ايوة ..

خلود : عطاك وجه

سجود .. ما تحب تقول أن في هالدنيا في واحد ممكن يرفضها : هه .. يسمع صوتي وما ينجن ..

خلود بصدمة في واحد عنده زوجة مثل سلمى ويناظر غيرها هذا مستحيل حتى في الحلم بس فعلا الحمارة الي تأمن لرجال ... : وش قال لك .. وش قلتي له

سجود : دردشنا مع بعض بس ...قفل لأن زوجته العجوزة دخلت عليه وهو يكلمني وقال بيتصل علي بعد يتخلص من ازعاجها ..

خلود ( الحين كل الجمال الي شفناه أمس وتقولين عجوز .. لا تبالغين يا شيخة ) : أكيد يبي يرتاح من خلقتها ..

سجود وهي تناظر نفسها وعيونها وجسمها الرشيق وشعرها الكستنائي الي ملفوف خصلات لحد نص ظهرها بإعجاب في المراية : وأنا الي راح أريحه منها ..

خلود : حتى لو اتجاوب معك على الجوال .. هذا ما يعني أنك تقدرين تخلينه يتزوجك لأن كل رجال في الدنيا ما يحب يتزوج أو يرتبط بواحدة كلمته واتعرف عليها لأنه يحس أنها رخيصة ومستحيل أن يحبها ..

سجود : هذا ينطبق على ي واحدة مو بجمالي ..

خلود بصدمة : وليش تبين تقابلينه برة ويشوفك .. وتشوفينه

سجود : عادي .. لو دعا الموضوع عادي بقابله ... الي يخضع لصوتي بس .. مستحيل ما يخضع لجمالي ويصير عبد أحركه بإشارة مني ..

خلود في هذي عارفة أن معها حق ..

سجود : غيري الموضوع .. الشلة الفاسدة تحت ..

خلود : تقصدين نجد ومجد .. ايوة .. تحت .. الي سمعته صح .. خالد راح يرجع نجد

سجود : ايوة هذا من حظي الأسود .. مع أنه أحسن طفشت من عياله الي تاركهم يصيحون فوق راسي .. رفعوا لي ضغطي من صياحهم

خلود : ليش ما تأدبيهم .. مثل جودي

سجود : أم شعر أحمر ... كان عادي لو ذبحتها ما في أحد بيسألني بس لو لمست شعرة واحدة من سارة أو سامي أمي ما راح تقصر فيني ... وأبوي راح يذبحني ..

خلود : بس والله يجننون وياخذون العقل ... وخاصة سارة أنتي نسخ بالكربون

سجود : لا والله .. الملعونه سارة تشبه أمها ما تشبهني ... حلوة بس عادية

خلود : أصلا أنتي ونجد تتشابهون الي يشوفها يقول أختك مو أخت مجد ..

سجود بغيرة سكتتها بنظراتها ...

دقت أم سجود الباب : بناتي انزلو تحت اجلسوا مع بنات عمكم مو حلوة يظلون لوحدهم ...

سجود وهي ترمي نفسها على الصوفا بطفش : في ستين داهية يطقون راسهم بالجدر .. ما يهموني أصلا ..

خلود : يا هبلة تعالي نقهرهم ونستهزء بهم ... نتسلى شوي .. سواليفنا قديمة والتلفزيون ما فيه شيء ...

سجود : والله معك حق ..

أم خالد : يله انزلوا ..

نزلوا تحت .. جلسوا ....

سجود ناظرتهم باستفزاز وجلست وحطت رجل على رجل : آآآف .. كنت اسأل نفسي ليش حاسة أن البيت كاتم .. اليوم

خلود : والله نفس احساسي

نجد طنشت تعليقهم : كيفكم يا بنات

سجود : مو بخير..في ناس شوفتهم تزعجنا ...

مجد : مو أكثر من الإزعاج الي تسببونه لهذول الناس ..

خلود .. سوت نفسها تهمس في أذن سجود .. وضحكوا الإثنين وهم يناظرونهم .. كأنهم يضحكون عليهم ... حركات قديمة وحقت بزران بس تقهررر

سجود : شوي وبموت من الضحك .. كيف ما لاحظت ..

خلود : عشان كذا أنا معك الي ما تلاحظينه الاحظه لك أنا ..

سجود : الله يحفظك لي ويريحنا من كل عدو ..

مجد لو مو أخلاقها مانعتها كان قامت وصفقتهم الإثنين كف ... ما تطيق وجودهم في هالدنيا ..

سجود : نجودي ما قلتي لي ليش مشرفتنا اليوم .. لك وقت ما شرفتينا

خلود : وقت .. تقصدين خمس سنوات من يوم رجعها أخوك لبيت أهلها

مجد : زودوتوها . ..

نجد : لا تهتمي فيهم .. وإذا خاطبكم الجاهلون قولوا سلاما

مجد : معك حق ...

سجود بعصبية : وش تقصدين ...

مجد : نقصد الي عقلك الصغير وصله لك ..

خلود : فعلا همج .. في بيت البنت وتقلون أدبكم عليها ... صدق ما عندكم احترام

مجد : لا حبيبتي .. هذا بيت زوجي مثل ما هو بيتها يعني بيتي أنا بعد ..

سجود : اطلعوا برة ... ما تستاهلون تعتبون عتبة بيتنا .. برة

مجد : تطردينا .. فعلا ما تربيتي ...

نجد : يله خلينا نروح .. هذي البنت الكلام معها ما يفيد ..

مجد : مو طالعة ونشوف أنا ولا أنتي

سجود : برة يا حيوانة يا عديمة الكرامة ..

خلود مو عارفة أنهم راح يصلون لكذا مو حلوة تطردهم .. راح تطيح في مشكلة ...

نجد : اقصري الشر وخلينا نروح ..

مجد الي في راسها في راسها وحالفة ما تطلع : لا .. روحي إذا بغيتي .. ما تقدر تطردني من هنا ..

سجود : عديمة كرامة ... تحسبين أن أخوي يبيك أو حتى يفكر فيك .. هو مجبور عليك ولا مو أبوي في حياته ما يفكر حتى يناظر وجهك الي كأنه وجه حمارة يا حمارة

مجد : راضية يا عمري .. وش دخلك أنتي .. زوجي وأحبه حتى لو ما يحبني .............. ولا تحلمين طلعة مو طالعة وأعلى ما في خيلك اركبيه

سجود وهي تضرب الأرض برجلها من القهر : طييب والله أوريك ...

نجد : مجد أنا رايحة ..

مجد : انتظري أختي بروح معك بس .. بمزاجي .. وبكيفي مو لشيء ثاني .. فجأة حسيت بالكتمة وأني مو قادر أتنفس ... باي حبيباتي .. أشوفكم

سجود وهي تناظرهم خارجات : بررررة .. والله أوريك والله أأدبها .. واحدة ما تسوى تتحدى كلمتي أنا .. والله لأكون موريتها

خلود : والله وطلعتي مو هينة يا مجد وأنا الي كنت اظنها مسكينة .. بس مثل ما يقولون تتمسكن لحد ما تتمكن ..

سجود : طييييب .. لا تكون تحسب نفسها خلاص انتصرت لو ما خربت عليها وخليت عمار يطلقها ويلحقها أختها ما أكون سجود وما أكون بنت أمي وأبوي ..

خلود بخوف : وش راح تسوين ...

سجود : هي بدت الحرب وأنا بنهيها .. لصالحي أكيد .. راح اخليها تحس بذل في عمرها ما حست به ..

خلود ( الله لا يخليني في يوم أكون عدوة لك ) : وش راح تسوين

سجود : مو اليوم تعرفين .. بس شغلها على ثقيل .. ثقيل بالمرة ..

خلود حاسة أنها راح تسوي لها مصيبة سجود ما تخاف ربها وممكن تسوي أي شيء ما تخاف .. : حرام خليها في حالها .. هي أصلا ما سوت لك شيء

سجود : .. ما يخصك .. ما قلت لك تشاركيني .. وبعدين من قال أنا بأذيها .. أنا بقرص اذنها قرصة خفيفة .. بس تتأدب عشان مرة ثانية لا تتطاول على أسيادها ..

خلود : يعني وش بتسوين

سجود : آآآآف لا تسألين هذا السؤال مرة ثانية بتعرفين في وقته مو الحين ...

خلود : طيب أنا اتأخرت .. توصليني للبيت

سجود : يله .. بالمرة نروح السوق ..

خلود : ما أقدر .. يزيد بيزعل مني .. قلت له برجع المغرب والحين العشاء جاء وما رجعت

سجود : لا تعطينه وجه .. بصيح بصيح ويسكت هذي أنا على راسي ثلاث رجال وما في واحد منهم يقدر علي بكلمة

خلود : أنتي عندك أب وأم يوقفون في صفك أما أنا .. أبوي الله يرحمه وأمي مع يزيد في كل كلمة لو ذبحني ما حد يسأله .. وبعدين يزيد معه حق .. أنا أحيانا ازودها وأنا برة البيت ..

سجود : على طاري زيودي .. عندي لك فكرة تخلعين فيها سمورة ..

خلود بفرحة : صدق ... قوليها بسرعة

سجود : أقولها لك .. الحين أنا يقارني بواحدة مثل الخبلة القروية سمر .. ووش فيها لو اختارني أنا . يفضلها علي .. علي أنا .. أنا .. سجود

خلود : المهم المهم .. قولي خطتك أصلا هو الخسران

سجود : شيء بسيط .. قولي أنك سمعتي عنها أشياء مو زينة .. ارمي كلامك شوي شوي .. لا تكثرين وتزودينها عشان يعرف أنك قاصدتها ...

خلود : من عيوني .. بس مثل ايش

سجود : مو شيء كثير .. خربي سمعتها .. تكلم شباب .. شفتيها مع واحد في منتزه في مجمع .. المهم تخلينه يغير رايه ..

خلود حاسة أنها تسوي كذا تنتقم لكرامتها .. مو عشان خلود ما تحب سمر ..

دق جوالها ..

خلود وهي تناظر رقمه : الحقي علي .. يزيد .. والله بيذبحني

سجود : ولا يهمك عطيني اياه بكلمه لك ...

خلود : ايش .. مو كافي فيصل

سجود : أصلا ما أفكر في أخوك القروي المغفل .. بس بخليه ما يعصب عليك ويرتكب فيك جريمة في البيت ..

ردت

يزيد بعصبية : الساعة تسعة ونص وينك للحين ..

سجود : آسفة ..

يزيد : هااا

سجود : قلت آسفة .. أنا أخرتها .. كنت محتاجة لها في شيء مهم

يزيد : سجود

سجود ومخلية صوتها ناعم على قد ما تقدر : ايوة أنا .. ما عرفتني ..

يزيد : آسف .. وينها خلود

سجود : واقفة قدامي وبتموت من الرعب .. عشان خاطري لا تعصب عليها راح أحس بالذنب ..

يزيد : عطيني اياها الحين ..

سجود : اوعدني في الأول .. لا تعصب

يزيد ( آآآف اللهم طولك يا روح ) : وعد ما أعصب .. عطيني اياها الحين

سجود : خليك عند كلمتك ...

يزيد بعصبية : ممكن خلود

حست بالقهر .. ما عبرها ..

خلود : ايوة يزيد .. والله الحين راجعة

يزيد : بجي أنا آخذك .. أنا في الطريق .. خمس دقايق وأكون عند البيت ..

خلود : حاضر .. بكون جاهزة

قفلت .. وهي بتموت من الخوف .

سجود : مو وحش هو ...

خلود :لا بس من صوته معصب ..

سجود : أول ما تركبين معه في السيارة ابكي .. هو ما راح يتحمل دموعك وما راح يعصب عليك .. نصيحة مجرب أسويها مع خالد وعمار بس ما تنفع مع طلال .. لا يكون يزيد من نوع طلال يعني أكيد رايحة فيها رايحة فيها ..

خلود : لا أخوي يزيد والله ما في اطيب منه ..

دق جوالها

خلود : هذا يزيد .. أكيد عند الباب تحت .. يله حياتي بااي أشوفك بكرة .. لا تنسين انتظرك ..

سجود : بااي يا عمري .. بكرة عند موعدنا ..

لبست عبايتها ونزلت .............

************************************************** *********

87887878787878787878787878787878787878787878787878 78787878787878787878787878787878787878787878787878 787878787878787878787878

الــفصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل الـــــــــــــــــــــــــثـــــــــامـــن

87878787878787878787878787878787878787878787878787 87878787878787878787878787878787878787878787878787 878787878787878787878787

الجزء الأول

{1}

********* &&&,,,,,,, *********

عمار : الحمدلله على سلامتك يا أحمد ..

أحمد بعذاب : من وين يجي السلام بعد ما راحت لما ..

عمار باستغراب : كنت تحبها ..

أحمد : هذي المشكلة مو عارف إذا كنت أحبها أو لا .. كل الي أعرفه أني مشتاق لها ومو قادر ادخل البيت الي جمعنا لأني اتخيلها في كل زاوية من زواياه .. واتذكر الي سويته فيها ..

عمار : هذا مو حب .. هذا ندم وتأنيب ضمير .. لا توقف حياتك بسببها .. هي ماتت وخلاص

أحمد : ما أقدر انسى أنها كانت موجودة في يوم .. وأنه كان راح يكون بينا طفل يربطنا ببعض ..

عمار : الزمن كفيل بأنه يخليك تنسى .. الحين خلاص لا تحبس نفسك اطلع للدنيا ابدأ حياتك من جديد استعيد سمعتك وشغلك .. لا تخلي الحزن يهزمك في أهم معركة في حياتك ..

أحمد :هه ما اظن

عمار وهو يبتسم له : وبعدين يله فكها .. العشاء على شرف سلامتك وعشانك وأنت آخر من يدخل .. عيب في حق أبوك وفي حق عمك ..

أحمد : والله لو ما فاجئوني بالعزيمة وخايف أفشلهم بين الناس كان ما حضرت العزيمة ولا أبي عزيمة .. على ايش فرحانين على أني صرت بدون روح .. جسم يتحرك بس .. يتنفس لا أكثر ولا أقل .. وبعدين الي ماتت هذي ما كانت بنت أخوهم .. واحد منهم نزل عليها دمعة واحدة ما فيه .. حتى عزى ما سووه لها ..

عمار : لا تلومهم .. أنت عارف لما وعارف طبايعها نجحت أنها تخلي كل أحد في البيت يكرهها بطبايعها الحادة ..

أحمد : طيب قول لي مين الي خلاها كذا .. لو لقت اهتمام أو حب ما كان سوت الي سوته ولا كانت قاسية ولا ما تحب أحد

عمار عارف أنه معه حق أبوه ما يدري ليش يكرهها كذا وأمه حتى هي ما قصرت فيها وعلمت أختها سجود كيف تكرهها هي بعد وهو كان لاهي بدراسته وبحياته وخالد غرقان في همومه وفي مشاكله وطلال أصلا ما يدري عن شيء في الدنيا ... هم الي صنعوا من لما الإنسانة الي كانت عليها بعدم اهتمامهم ورعايتهم لها .. كانت يتيمة انحرمت من أي شيء في الدنيا وهم حرموها من باقي حياتها الي ضاعت نصها بفقدان أمها وأبوها .. وهم ما قصروا حرموها من الباقي

أحمد : يله ندخل للرجاجيل ..

دخلوا .. علت اصوات الرجال .. يسلمون على أحمد ويسألون عن حالته

جلس أحمد جنب خالد على يمينه وعلى يساره عمار وهو مو داري بالمؤامرة الي تنحاك له من وراه بدون علمه ..

أحمد : مبرووك قالوا لي راح ترجع نجد ..

العلاقة كانت بينهم متوترة لأنه طلق نجد .. لأول مرة يقابل أحمد وأحمد يتكلم معه من نفسه من دون ما يسلم عليه هو أو يتكلم معه ..

خالد بابتسامة تشع من قلبه : الله يبارك فيك .. غلطت غلطة كبيرة بس الحمدلله راح اصلحها قبل ما يفوت الأوان ..

أبو خالد عنده قنبلة يبي يفجرها .. وعيونه مركزة على أحمد ..

أبو خالد : يا رجال .. نبي فرحتنا بأحمد تصير فرحتين فرحة خروجه من المستشفى وفرحة زواجه عن قريب من بنتي الوحيدة ..

أحمد مو عارف وش حصل له .. الدنيا لفت به .. الي سمعه نزل على راسه مثل الصاعقة حس أنه أصلا مو فاهم وش يقول عمه ..

خالد وعمار مصدومين مثل الصدمة الي ظهرت على وجه أحمد .. أبوهم كيف يسوي كذا .. يظلم أختهم قبل ما يظلم أحمد ..

الرجال علت أصواتهم .. وكل الي على لسانهم .. مبروك .. مبروك .. مبروك

وأحمد في عالم غير العالم ... مو سامع شيء .. مو شايف شيء ..

فجأة ..

حس الحين أنه فهم الي قالوه كأنه كان في صدمة والحين صحى .. جاء يقوم من مكانه

بحركة سريعة من خالد وعمار .. ثبتوه

كل واحد مسكه من كتف ..

أحمد لو قام من هنا وأظهر لكل الي هنا أنه مو راضي معناه سمعة أختهم راح تصير في الأرض ... وسمعة عايلتهم .. ويا كثر الحساد الي مجتمعين هنا ينتظرون غلطة صغيرة منهم يخربون بها سمعتهم ..

أحمد يهمس لعمار : اتركوني .. أبوكم هذا انجن ولا ايش ..

خالد : اسكت الناس يناظرونا .. نتفاهم بعدين .. مو هنا ..

أحمد ضبط أعصابه على قد ما يقدر مع أنه حاس أنه شوي وبنفجر مو معقول الي قاله عمه مو مصدق ..

.................................................. .................................................. .................................................. ...............

ما بقى غير خالد وعمار وأحمد في المجلس .. كل الناس خرجوا وما نسوا يباركون لأحمد قبل ما يخرجون ..

عمار : اهدأ مو كذا التفاهم

أحمد بعصبية وصوته أقرب للصراخ : كيف يعني أهدأ الي سواه أبوكم مو شيء ينسكت عنه .. كيف يبيني أتزوج واحدة مو بإرادتي وزوجتي ما لها شهرين ميته

خالد : لا تفكر ترفض .. سمعة أختي بين يدينك .. وسمعة عايلتك بين يدينك .. هذي بنت عمك والي يمسها يمسك .. ما تقدر ترفضها بعد كل الي هنا سمعوا أبوي وهو يخطبها لك .. راح تنزل سمعتها تحت التراب ..

أحمد حاطينه بين نارين .. كل خيار أصعب من الثاني ..

ما يقدر يدمر بنت عمه ويخرب سمعتها ... وبعدين قبل الناس وكلامهم .. ما راح يقدر يخسر صديقه وأخوه عمار .. ويخرب على مجد حياتها .. ويخرب على نجد ويحرمها من الإستقرار في بيتها مع عيالها ويحرم عيالها من أبوهم .. ممكن إذا رفض خالد يرجع في رايه ..

ما عنده حل ....................... لازم يتزوجها

.................................................. .................................................. .................................................. ......................................

أبو خالد : نادي على بنتك يا أم خالد .. عندي لها خبر ..

أم خالد وهي مستعجبة من فرحة أبو خالد أمس بس كان وكأنه شايل كل هموم الدنياعلى راسه والحين ملامحه مستبشرة ومتنورة بالفرحة .. : الله يدوم عليك الفرحة بس وش حصل في العزيمة خلاك كذا مبتسم ورايق

أبو خالد : نادي بنتك وأنتي تعرفين

.............................................

سجود دقت عليه مرة ثانية مهما قفل في وجهها ما راح تطفش وراح ترجع تتصل عليه ..

فيصل : يابنت الناس حلي عني . .. أنا متزوج وأحب زوجتي ومرتاح معها ولا تحلمين بشيء غير كذا ..

سجود : سلمى مو أحلى مني ولا أحسن مني عشان تستاهلك أنا الي استحقك وأناسبك وأناسب مركزك .. مو بنت الشوارع سلمى

فيصل بعصبية : لا تغلطين عليها كل شيء ممكن اسامحك عليه إلا الغلط على سلمى ..

سجود بغيرة : سلــــ ...

قطع صوت الباب كلامها

أم خالد : سجووود أبوك يبيك تحت ..

فيصل : سجود .. انزلي شوفي أبوك وش يبي .. عيب عليك تنزلين سمعتهم الأرض وتدوسين شرف الناس الي تعبوا عليك وربوك .. حرام عليك ..

سكر الخط ..

قفلت الجوال ..

سجود بعصبية : الحين هذا وقت تناديني فيه يا ماما..

أم خالد : أبوك تحت ويقول يبيك .. في شيء ضروري ومرة فرحان ..

سجود : انشاء الله يكون وافق اطلع مع طلال للندن ..

أم خالد : انزلي .. بسرعة

..........................................

سجود وهي تترمي في حضن أبوها

أبو خالد : ليش كل هالفرحة .. عرفتي بالخبر

سجود : بتوافق اطلع مع طلال للندن

أبو خالد : لا .. خبر أحسن منه

سجود وهي تبعد عن أبوها بخيبة أمل : ما في شيء أحسن من روحتي للندن ..

أبو خالد : لقيت لك الزوج الي يناسبك ..

سجود نزل الخبر على مسمعها مثل دق الطبول أو كأن في ماء بارد انسكب على راسها : زوج لي أنا .. .. مو موافقة من الحين

أبو خالد : أول اعرفي مين هو

سجود : ما أبي أعرف ولا يهمني لأن مين ما يكون مو موافقة

أبو خالد : مو بكيفك .. العريس أحمد

سجود : أحمد مين ..

أبو خالد : ولد عمك ..

سجود ارتسمت على شفايفها ابتسامة عدم التصديق وكأن أبوها يمازحها .. : تمزح أبوي صح ..

أبو خالد : عيب يا بنت .. أنا أعلنت عن زواجكم قدام كل كبار السوق في العشاء والحين ما صار في يدك ترفضين أو تقبلين

سجود : لا .. لا .. لاااا .. ما أبيه .. ما أبي اتزوج

أبو خالد : ليش ما تبين تتتزوجين فيك عيب لا سمح الله يمنعك من الزواج .. مو بنت مثل البنات عشان ما تتزوجين

سجود ودموعها تجري على خدودها : تبيني أنا يا يبه آخذ فضلة لما .. هي أحسن مني

أبو خالد : لا يا بنتي .. أنتي راح تكونين الأولى في حياة أحمد .. أتي عارفة أنه كان يكره لما وما يحبها

سجود : لا .. يا يبه ما أبيه.. تكفى يبه أنا مو بنتك حبيبتك .. وتبيني أكون سعيدة .. ما أبيه يا يبه تكفى ما أبيه ..

أبو خالد : والله كله عشانك .. أحمد .. يقدر يسعدك .. هو وريث أبوه الوحيد .. وعنده هو ثروة ما تاكلها النيران كله راح يكون لك هو وثروته لك ولعيالك انشاءالله

دخل عمار ودخل خالد معه

ركضت سجود لهم وارتمت في حضن عمار تبكي

سجود وهي تتنهد : عمار .. تكفى لا تخلي أبوي يزوجني أحمد ما أبيه .. قولوا له أني ما أبي اتزوج ..

خالد : حرام عليك يا يبه ليش تسوي كذا .. الولد ما يبي البنت تغصبه عليها .. وحتى بنتك ما تبيه ... تبي تخرب عليهم حياتهم عشان مصالحك ..

أبو خالد : لا تكلمني بهالطريقة يا ولد .. أنا أبوك خلي عندك احترام ..

خالد : ليش سويت كذا .. هذي بنتك . .

سجود : خالد قول له .. ما أبي خالد .. لما في ايش أحسن مني آخذ فضلتها .. ترميها لي وأنا آخذها كأني ما أسوى شيء ..

عمار وهو يضمها بحنان .. قال بهدوء يهدئها : الحين مو في يدنا الموضوع .. أبوك قال كذا قدام كل الرجال يعني لو ما اتزوجتيه سمعة أبوك وأهلك راح تصير في الأرض وقبل كل شيء سمعتك أنتي ..

سجود انتفضت من حضنه : يعني خلاص .. تبون تضحون بي له .. لهالدرجة أنا رخيصة عندكم .. تبون آخذ واحد ما يبيني .. مغصوب علي .. ما عندي كرامة أنا مو أختكم .. ليش يا يا يبه أنا مو بنتك .. ما راح اسامحك يا يبه ..

ركضت لغرفتها تبكي وصوت أبوها يتردد في مسامعها يناديها ...

دخلت غرفتها وقفلت الباب بالمفتاح وارتمت على السرير تبكي .. فيصل .. هي تبي فيصل بس .. ما في أحد غير فيصل يليق فيها ..

************************************************** ************************************************** ************************

فتحت له الخدامة .. طلب منها يقابل أبوسالم ..

دخل المجلس وهو ينتظر ..

كلها خمس دقايق .. وجات الخدامة وهي تسحب كرسيه النقال ..

اتغيرت ملامح ابو سالم أربعة وعشرين درجة وهو يشوفه ..

أبو سالم الي بعد فترة من العلاج قدر يستعيد قدرته على الكلام .. : اطلع برة يا كلب .. اطلع برة .. روحي جيبي لي المسدس من مكتبي .. روحي

سعد : أنا جيت عشان أسوي لك الخير الي ما سويته لي جيت عشان أوريك أني أحسن منك ..

أبو سالم : تطعني في شرفي .. يوصل حقدك لي لهالدرجة

سعد : وأكثر .. بس أنا أحسن منك وبثبت لك

أبو سالم وهو يبكي من قلبه .. بحسرة وقهر : بعد ايش .. أنت خلاص دمرتني .. تبي تنتقم مني الحين هذا أنا .. مشلول ومقعد انحرمت من ولدي الي شايل اسمي .. وانحرمت من بناتي .. انحرمت من صحتي وعافيتي ومن شرفي ومن كرامتي انحرمت من حقي في أني أكون بين الناس رافع راسي بفخر واعتزاز ..

سعد بحقد وغضب : تعرف .. كنت منتظر هذي اللحظة كثير ..كثير ..عشت كل حياتي بس عشان أشهد هاللحظة .. اللحظة الي أشوفك فيها ذليل منكسر ما تسوى شيء .. مثل ما خليتني أنا .. أحرمك من كل شيء مثل ما حرمتني من أمي ومن أختي ومن أبوي

زادت دموعه أكثر : الله أخذ لك حقك مني بس مثل ما أخذ مني حقك راح ياخذ حق بنتي منك ..

سعد : راح اصلح غلطي أنا وراح اتزوج بنتك ... برجع لها الي خسرته .. بس أنت ما راح تقدر ترجع لي الي خسرته ..

أبو سالم : تتزوجها .. هي فينها عشان تتزوجها ... الله يقطعها الملعونة ..

.

سعد : أنا عارف مكانها وبيجيبها لك .. وبسوي لها عرس ترفع به راسها

أبو سالم : هه .. وكم تبيني ادفع لك عشان تتزوجها .. ما عد يهمني .. لو بتتزوجها .. بعطيك كل فلوسي ... كل شيء الي تتمناه ...

سعد : هذا الفرق الي بيني وبينك .. أنا عندي ضمير بس أنت معدوم منه ... بتزوجها لأن أبيها وشاريها .. لأنها ما تستحق أنتقم منها بسبب ظلمك .. ولأن النار الي في قلبي بردت وأنا أشوفك مذلول ومحطم ومنكسر ...

أبو سالم : تكفى يا ولدي سامحني .. تكفى .. الله أخذ حقك مني ... ساامحني

سعد : وأمي الي تحت التراب بتسامحك ... أختي الي ترقد جنبها .. جنب قبرها بتسامحك .. لو قدرت تحصل على سماحهم أنا ممكن اسامحك .. راح اتزوج ريماس بس مو عشانك ولا عشان أني أبي منك شيء ... بتزوج ريماس لأنها ما تستاهل تكون بنت وحش مثلك .. ما تستحق تنظلم بسبب ظلمك ... لأنها مو مثلك .. ما تشبهك في شيء ...

أبو سالم : سامحني .. أنا عمك .. أخو أبوك

سعد بحقد أكبر وهو يتذكر أبوه : لااا يا شيخ .... اتذكرت الحين أني ولد أخوك .. وين كان أخوك وأنت تسرق فلوسه .. وين كان أخوك وأنت تعتدي على زوجته قدام عيون أطفالها وأصوات صياحهم ودموعهم وين كان أخوك وأنت تطرد زوجته بعد ما أخذت الي تبيه منها وتطرد عيالها الصغار اليتامى في الشارع في أنصاص الليالي لأنها ما قبلت تتزوجك .. تنتهك شرفها بدون أي رحمة بدون أي احساس بدون أي انسانية .. وين كان أخوك يوم زوجته الي دست على شرفها برجلك ودنسته بقذارتك تجيك تترجاك تبكي تبوس رجولك ... وفي حضنها بنت بعمر السنتين تبكي تعبانة من الحمى والمرض لها أيام ما أكلت شيء وولد ما سكته من يده تعبان وجوعان .. وين كان أخوك وأنت تطردها برة وترفض تعطيها فلوس تعالج بنتها في المستشفى .. وين كان أخوك وبنته تموت وتلفظ آخر أنفاسها عند عتبة بيتك ... وين أخوك يوم اتصلوا عليك شرطة الأحداث عشان تجي تستلم ولده الي كان مرمي جنب حرمة ميتة في الشارع ...

.. تبي تعرف وين كان أخوك ..

.. أخوك كان مدفون تحت التراب .. بسبب الي سويته فيه .. سرقت أخوك من أمك وأبوك .. سرقته وسرقت حلاله الي شقى وتعب عليه .. سرقت حقوق عياله .. وما رميت لهم حتى فتات منه يحميهم من برد الدنيا ..

قبلت تعيش بالحرام وتأكل أولادك الحرام وتاكل الحرام ..

...

أبو سالم : تكفى يا ولدي .. سامحني .. ارضى عني .. سامحني ..

سعد : هههههههههههه .. اسامحك .. طلب صعب .. مستحيل سماحي مستحيل تحصله .. أنا تهت في الشوارع .. اتنقلت من سجن أحداث لسجن ثاني .. ما أكمل يومين بعد يخرجوني أرجع له مرة ثانية عارف ليش ..

.. لأني ما عندي أحد أروح له .. ما عندي لقمة آكلها إلا في السجن .. ما عندي فرشة أنام فوقها إلا بالسجن .. ما عندي سقف أنام تحته إلا بالسجن ..تربيت بالسجون والملاجيء وكله بسببك .. صرت مجرم .. .. سكران أربع وعشرين ساعة .. ألاحق البنات هنا وهناك .. تعرف ليش .. كله بسببك .. ذنبي معلق في رقبتك .... وسماح وعفو لك .. لو تجيب لي كل النجوم الي في السماء وتبوس رجولي ما راح تحصله ..

زادت دموع أبو سالم .. دموع الأسى الحزن .. القهر والندم ... والحسرة ...

بس ما تفيد ... بعد ايش ..

بعد ما سرق ضحكة الكثير .. وسرق فرحتهم ...

سرق .. منهم .. السرور .. الفرح .. الإبتسامة ... السعادة ...

بدل مشاعرهم وأحاسيسهم .. بالكره والإحتقار ... الحزن والأسى .... الدموع والآهات والصراخ ....

ما عرف أحد إلا ودمره ..

أخوه وزوجته وعيال أخوه .... غرام ... والأهم زوجته وبناته ... وولده الوحيد .. الي ضيعه بتهوره وعدم حرصه ودلعه المفرط له ...

مثل الأعمى .. كان يتحرك ..

... أعمى البصر .. و ... البصيرة ...

أعمى ... ***

أعمى ... المشاعر والأحاسيس ...

أعمى .. القلب والعقل ..

.... أعمى ...

الدين ... و ... الأخلاق ...

لو نزف الحين بدل الدموع دم ... ما راح تفيده ... لأن ضيع أرواح الكثيرين .. وضيع حياتهم وذكرياتهم ..

هدم حبهم وبنى لهم قلاع وقصور من ... الخوف والرعب ...

قلاع ... من الكره ... والحقد ... والغضب ...

وقلاع ... وقصور ... من التعاسة ...

سعد : دموعك ما راح تنفعك .. أنا قلبي ينبض بكرهك .. كل دقة من دقاته .. تنادي باسمك .. كنت اتمنى الموت كل لحظة .. بس بعدها صرت اتذكر .. لو أنا مت .. كيف راح احقق انتقامي منك ...

كيف اشوف الدموع الي على وجهك .. كيف أخليك تنذل وتنهان وتتعذب ...

أبو سالم : مو كافيك الي حصل لي .. هذا مو انتقام كافي مني .. حاول تسامحني ... حاول تكون أحسن مني ...

سعد : أنا أحسن منك ... بس مستحيل اسامحك .. العرس الأسبوع الجاي .. لا تنسى تشرفنا بوجودك

قام يخرج ..

ناداه وصوته مخنوق من الدموع : خليها ترجع لبيتها ... تروح على بيت زوجها من بيت أبوها .. أنا حرمتها من كل شيء .. ما ابيها تنحرم من هذا الحق بعد ... أبي أختها تذوق الفرحة الي انحرمت منها ..

كمل طريقه وما التفت له .. ولا عبره بكلمة ....

أصلا زواجه من ريماس راح يكون قدام الناس بس .. راح يرجع لها كرامتها الي سلبها منها ..

************************************************** ***************************

دقت الباب .. ودخلت ..

أحمد : مجودي بعدك صاحية

مجد : صدق الي سمعته .. راح تتزوج سجود ..

أحمد ونظراته محمولة بهموم الدنيا : ايوة ..

مجد باستنكار .. : كيف .. وزوجتك الي ماتت ما كملت شهرين .. الي حتى ما سوينا لها عزى أو حتى قبرها فينه ما ندري ..

أحمد مو ناقصه أي أحد يقلب عليه مواجعه .. : كل الي تقولينه عارفه .. بس كيف تبيني أقول لا .. سمعة أبوك بتنهز ومستقبلك راح يضيع ومستقبل نجد وعيالها .. أنا ممكن أضيع نفسي بس ما راح اضيع أهلي معي ..

مجد عارفة أنه معه حق .. لو رفض الزواج من سجود .. راح يفرق العايلة .. وبتصير بينهم مشاكل ما تنعد .. بس سجود ما تنفع زوجة .. لو كان واحدة غير سجود كان ممكن ما تحس بكل القهر الي حاسة فيه .. اعتراضها مو بسبب المشاكل الي بينها وبين سجود بس .. لأن أحمد على ظهره هموم الدنيا كلها ويحتاج لواحدة عاقلة حضنها دافيء تنسيه .. وتغمره بحبها وحنانها عشان يقدر ينسى لما .. بس سجود راح تزيد همه هموم ما راح تخفف عنه ..

أحمد : ما قلتي لي وش أخبارك مع عمار ... لحد الحين تتخانقون ..

مجد وملامح وجهها انكست هم وحزن : مو مهم .. المهم أنت الحين

أحمد : من وجهك .. كأن بينكم مشاكل .. أنا أخوك الوحيد .. احكي لي ممكن أساعدك ولو عمار غلطان الحين أروح أأدبه لك ..

مجد : أنا وعمار ما ننفع مع بعض ..

أحمد .. : ليش .. عمار يبيك وشاريك .. بعدين ما اعتقد أن في كل هالدنيا في أحسن من عمار شخص آمنه عليك وأنا مرتاح ..

مجد دموعها نزلت من عيونها : بس .. هو ما يبيني ..

أحمد وهو يبتسم : صدق أنك مجنونة وهبلة الحين ما تعرفين إذا عمار يبيك ولا لا .. انتظري الحين بسأله لك ..

مجد : لااا .. تكفى

ما عبرها وأخذ جواله ..

دق عليه ...

كلها رنتين ورد عليه ..

أحمد حط جواله على الإسبيكر ..

عمار : وش تبي .. الحين .. أبي أنام ..

أحمد : أبي اتطمن عليك ..

عمار : صدق مالت عليك .. الحين قبل ساعة بس كنا مع بعض .. عندي دوام بكرة الصبح ..

أحمد يبي يثقل دمه عليه شويه زيادة : أبي أسولف معك مو جايني نوم ..

عمار : آآآف .. تصبح على خير

أحمد : لا .. لا .. لا تقفل .. أبي اتكلم معك عن مجد ..

عمار : ليش وش قالت لك عني .. هذي الحين ..

أحمد : تقول أنك مزعلها .. وبدافع حق الأخوة الي بينا أبي أسمع الموضوع من طرفك قبل ما أجي وأكسر سنانك ..

عمار .. : ممكن نتكلم بكرة .. الموضوع طويل يبغى له قعدة طويله ..

أحمد : طيب .. بكرة بس أبي أسألك سؤال واحد .. أنت مقتنع أنك تبي تتزوج مجد وتحبها وتعزها .. ايوة ولا .. لا ..

عمار : أكيد ايوة .. بس ..

أحمد : لا بس ولا شيء .. شفتي يا مجد سمعتيه بنفسك .. يبيك ويحبك ..

عمار : معك الحين هي

أحمد : ايوة وسامعه كل كلمة من كلامك .. الأخت كانت تبكي وتشكي لي منك .. تقول أنك ما تبيها .. وما تبي تتزوجها ..

عمار : لأنها غبية ..

أحمد : قلت لها نفس الشيء ..

مجد ماتت من الإحراج .. وخرجت راحت لغرفتها ..

أحمد : العروس ركضت لغرفتها من الإحراج ..

عمار وهو نفسه يشوف خدودها الي تلتهب .. اشتاق لها واشتاق لسماع صوتها ..

.................................................. ............................................

نجد : وش فيك .. ليش تبكين ..

مجد : ولا شيء .. اتركيني في حالي ..

نجد دخلت عند أحمد .. انتظرته حتى خلص من مكالمته ..

نجد : وش فيها أختك .. تبكي ..

أحمد : غبية ما عليك فيها .. دلوعة شوي .. عايشة في أفلام الأبيض والأسود ..

نجد : الي كنت تتكلم معه .. عمار ..

أحمد : ايوة ..

نجد : حاول تصالحهم مع بعض زواجهم قرب وكل واحد ما يطيق يسمع صوت الثاني ..

أحمد : بالعكس يوم يصيرون في بيت واحد راح يتفاهمون .. أختك شوي مدلعة وما تعرف وش تبي .. بس بعد تتزوج راح تعقل .. المهم أنتي الحين .. مبروك ..

نجد : الله يبارك فيك ..

أحمد : أحسن شيء سويتيه في حياتك أنك راح ترجعين لخالد .. عشانك قبل ما يكون عشان عيالك ..

نجد : اتركنا مني .. صدق الي قالته أمي بتتزوج سجود

أحمد باستغراب : ليش كلكم مو مصدقين .. سجود شينة وتخوف لهالدرجة ..

نجد عارفة أخوها يتظاهر بأنه بارد ومرتاح مع أنه يغلي من داخل .. : مو قادر تنسى لما .. كنت تحبها يا أحمد ..

أحمد بحيرة : ما أدري ..

نجد : طيب ليش عايش في كل هالعذاب ..

أحمد : لأني قسيت عليها .. وحرمتها من أختها .. عاقبتها بذنب اهمال غيرها لها ..

نجد : حاول تبدأ حياتك .. لما .. عمرك ما حبيتها وبعدين لوأنت عاملتها بسوء فلأنها سوت أشياء خلت كل الناس ما يحبونها كانت تستمتع وهي تشوف كره الناس لها كانت تبعد الكل عنها كانت تحب تعيش وحيدة .. ابدأ حياتك من جديد

أحمد : ما أقدر . . غلطة واحدة كلفتني الكثير .. غلطت أنا ودفعت هي الثمن .. بغبائي اصريت اتزوجها .. لو ما اتزوجتها ما كان انحرمت من أختها وما كانت حست بكل العذاب الي حسته بسبب موتها .. ما كانت خسرت عقلها ... ولا كانت راح تضيع وتموت بعيدة عن أهلها .. امكن ما كانت ماتت .. أنا السبب .. أنا

نجد : أحمد وحد ربك .. أنت كذا تكفر بربك .. تكفر بالقضاء والقدر .. حرام الي تقوله .. كل شيء مقدر ومكتوب .. زواجك منها مقدره رب العالمين وكل شيء حصل للما مقدره رب العالمين ..

أحمد : استغفر الله ... بس ..

نجد الحين الساعة 12 ونص .. نام أحسن لك .. وحاول تبدأ حياتك .. لما .. الله يرحمها لو ظليت تفكر فيها ما راح تكسب شيء .. يله تصبح على خير

خرجت وراحت لغرفتها ..

.

.................................................. .................................................. ..................................................

ظلت مجد في غرفتها تبكي ... دق جوالها ..

شافت رقمه .. فكرت في البداية ما ترد .. بس

.. ردت .. بس سكتت وما قالت شيء ..

عمار : مشتاق لك ..

..... سكتت .. تبي تسمع صوته .. اشتاقت له ..

عمار : أحبك ..

سكتت .. فرحة .. وفي نفس الوقت مو مصدقة

عمار : لا تخلي قلبك أسود .. خليني اسمع صوتك ..

مجد : نعم ..

عمار : ما تبين تردين على الي قلته

مجد باستهبال ودلع : ليش أنت قلت شيء ..

عمار بابتسامة مرسومة على ثغره : لا .. بس قلت أحبك ..

مجد : ما سمعتك ..

عمار بصوت أعلى : أحبك .. ولو ما رديتيها لي هالمرة راح اسكر الخط ..

مجد سكتت وهي حاسة أن خدودها تلتهب بسبب الدم الي اندفع لخدودها من الخجل: وأنا بعد ..

عمار زادت ابتسامته : وأنتي ايش ..

مجد : الي قلته ...

عمار : ليش أنا وش قلت ..

مجد : قلت أنك تحبني ..

عمار : طيب وأنتي

مجد بدون تفكير : وأنا بعد أحبك ..

عمار وهو يتنهد : وأخيرا .. ما بغيتي تقولينها ..

مجد : تصبح على خير ..

عمار : أبي أشوفك .. الحين

مجد : مجنون .. ما أقدر ..

عمار : أنا تحت .. عند شباك غرفتك . اشتقت لملامحك ..

ما صدقت أنه عند الشباك .. قامت من السرير .. وقفت قدام الشباك .. أبعدت عنه الستارة البيضاء الي تغطيه ..

.. شافته من خلال زجاج الشباك .. واقف قدامها .. ببجامة النوم ..

ابتسم ولوح بيده وهو يناظرها : أحبك ..

مجد : وأنا بعد أحبك

عمار : افتحي القزاز .. أبي املي عيوني بشوفتك ..

فتحت الشباك : والحين .. مليت عيونك

عمار : اعتقد أني لو ظليت عمري كله اناظرك ما راح اشبع من شوفتك

مجد .. حاسة أن خدودها شابة نار من كلامه .. : خلاص يله روح نام .. تصبح على خير ..

عمار وهو قادر يشوف خدودها كيف صارت حمراء .. : راح أموت وأنا انتظر اليوم الي نكون فيه في بيت واحد . ..

مجد بدلع : خلاص .. تصبح على خير .. بقفل .. باي ..

عمار : انتظري ..

مجد .. قفلت بسرعة .. وقفلت الشباك .. ورمت نفسها على السرير .. يحبها .. ايوة يحبها .. مسكت جوالها وباسته .. قالت بهمس تكلم نفسها .. أحبك والله أحبك .. أحبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــك

نفسها تصرخ بأعلى صوت وتقول له أحبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـك

************************************************** ************************************************** *************************

سلمى وهي تحاول تأكل أمها .. : يمه بس ملعقة واحدة ..

أم لما ناظرتها بحب وإعجاب .. مو مصدقة الي قدامها بنتها ..

دخلت أم فيصل .. : كيف أمك اليوم .. عساها بخير ..

سلمى : الحمدلله ..

أم فيصل وباين عليها الضيق : يا بنتي لا تعبي نفسك روحي ارتلحي على سريرك .. أمك نخدمها بعيونا .. بس انتي ارتاحي ..

سلمى : أنا مو تعبانة .. والله مرتاحة انحرمت من أمي وانحرمت من خدمتها أبي أعوض الي فاتني ..

أم فيصل : الدكتور قال لك لا تتعبي وفيصل حاطيك أمانة في رقبتي قبل ما يخرج يوصيني عليك . .. لو عرف أنك تقومين وتطبخين وتتحركين من فوق سريرك راح يزعل مني ..

سلمى حاسة أنها مخنوقة في فرق بين الإهتمام والسجن لدرجة تحس أنها مو قادرة تتنفس .. فيصل وأمه ومنار ومعهم سمر مزودينها ..

سلمى : والله مليت يا يمه ..

أم فيصل : هذا لمصلحتك .. أمك بحطها بين رموشي .. روحي نامي شوية

ناظرت لأمها الي حتى هي من نظراتها كانت تقول لها تروح ترتاح ..

خرجت ودخلت غرفتها ..

جلست على الصوفا الي باللون الأحمر بطفش .. مو عارفة وش تسوي محل ما تروح تلقى أحد فوق راسها .. روحي نامي روحي ارتاحي ...

دقت الخدامة الباب

سلمى : ادخلي

دخلت الخدامة وفي يدها التلفون ..

سلمى باستغراب : فيصل

الخدامة : في واحدة تبي كلم أنتي ماما ..

أخذت منها سماعة التلفون .. ممكن تكون نجلاء .. : آلو ..

جاها صوت أنثوي ساحر : سلمى ..

سلمى باستغراب : نعم .. مين معي

سجود لو ما راح تقدر تحصل على فيصل راح تخرب عليه حياته وسعادته : مو لازم تعرفين .. : أبي اتكلم معك شوي عن فيصل

سلمى : فيصل .. ليش من فين تعرفين فيصل

سجود : هه .. ليش ما قال لك شيء عني .. مو قال لك أنه يحبني ويموت علي ولولا الي في بطنك كان رماك في الشارع من زمان ..

سلمى وهي تغالب دموعها والغضب الي حاسة به : فيصل يحبني ومستحيل يحب واحدة غيري ..

سجود : ههههه .. عادي لا تصدقين .. كنت اظن أن عندك كرامة لكن للأسف نسيت أن واحدة من دون أصل أو فصل راح تكون صاحبة كرامة .. اتهني فيه بااي حبيبتي .. سلمي لي عليه

رمت سماعة التلفون على الأرض وصارت تبكي بكل قوتها ... كيف فيصل يقدر يحب واحدة ثانية معقول لحد الحين ما ترك البنات الي كان يعرفهم ..

دقت منار الباب ودخلت وهي حاملة كاس حليب في يدها .. خافت وهي تشوف حالتها من البكا والدموع الي مالية وجهها ...

قالت بخوف وهي تحط كاس الحليب على الطاولة : سلمى وش فيك .. تعبانة ..

سلمى : لا ما فيني شيء .. اطلعي ما أبي اكلم حد .. آسفة بس ..

منار : لو تعبانة بتصل على فيصل يجي يوديك للطبيب إذا فيك شيء ..

مسحت دموعها : لا ما فيني شيء بس صداع بسيط .. الحين بروح لوحده..

منار : متأكدة ..

سلمى : ايوة ..

خرجت وتركتها بس ما اقتنعت بكلامها امكن حاسة بشيء وما تبي تقلقها تتصل على فيصل يكون أحسن ..

أخذت جوالها واتصلت على فيصل : فيصل تعال بسرعة البيت .. سلمى ما ادري وش فيها

فيصل وصوته يرتجف من الخوف : وش فيها تعبانة

منار : ما أدري بس تبكي وما تبي تقول لي وش يوجعها

سكر الخط بسرعة وخرج من مكتبه وباله مشغول بسلمى وميت من الخوف عليها ..

رجعت منار لغرفة سلمى .. الي كانت على حالها .. جالسة على الصوفا وتبكي

منار : ما تبين تقولين لي وش يوجعك ..

سلمى وما عندها أخلاق حتى عشان تتكلم : قلت لك ما فيني شيء ..

منار : تقولين لي ولا أروح أنادي ماما ..

سلمى : لا لا .. والله ما فيني شيء .. راسي بس يوجعني شوي . ..

منار : خوفتيني عليك .. ومن خوفي اتصلت على فيصل

سلمى : ليش .. قلت لك ما فيني شيء

منار : مو مصدقة كل هالدموع الي على وجهك وتقولين ما في شيء ..

كلها ربع ساعة

وسمعوا صوت فيصل تحت

منار : هذا هو وصل .. اتفاهمي معه الحين

كله دقيقة وفيصل عند الباب ..

ركض لعندها بخوف .. : وش يوجعك .. وين حاسة بألم

ناظرته وناظرت الخوف الي في عيونه .. يا ترى هالخوف عليها ولا على الي في بطنها ..

منار : اسألها ليش كانت تبكي ..

فيصل : صدق كنتي تبكين .. لو فيك شيء خليني أوديك الطبيب

سلمى : أختك مكبرة الموضوع بس صداع ولحاله بروح

منار : كذابة .. كانت تبكي ومو بكا بسبب صداع

فيصل طلب من منار تخرج امكن ما تبي تقول شيء قدامها

خرجت منار وتركتهم

ناظرها فيصل وعينه في عينها : الحين قولي لي وش فيك ..

سلمى ما قدرت تناظره .. حاسة أنها ما تبي تشوفه كيف قادر يتكلم معها ويمثل أنه يحبها .. : قلت لك راسي يوجعني ..

فيصل : لا .. القصة أكبر من صداع .. فيك شيء وما تبين تقولين لي ..

سلمى : آآف .. خلاص مليت قلت لك ما فيني شيء

فيصل وهو يحاول يطول باله عليها الدكتور قال له أن الحامل تكون أعصابها شوي تعبانة وتعصب لأقل سبب .. ونفسيتها تكون تعبانة ... : متأكدة

سلمى بنفاذ صبر وهي معطيته ظهرها : ايوة متأكدة

جا من وراها وحملها بين ذراعيه

سلمى : نزلني ..

فيصل : ما راح انزلك .. قولي لي في الأول ليش كنتي تبكين ..

سلمى : نزلني ..

فيصل : لا ..

سلمى وهي تحاول تنفك منه بس محاولاتها مو جايبة أي نتيجة : فكني أحسن لك

فيصل : يعني وش بتسوين

سلمى : بصيح ..

فيصل : عادي .. زوجتي ما أحد بيقدر يسألني ..

سلمى ما قدرت تقول شيء .. بس دموعها صارت تجري مثل السيل على خدودها ..

فيصل .. نزلها على السرير خايف لا يكون وجعها أو سوى فيها شيء : آسف

سلمى : ابعد عني ..

فيصل : آآف لا تخليني خايف عليك .. قولي لي ليش تبكين .. بوديك للدكتور غصب عنك ..

سلمى : أنت ما تحبني يا فيصل .. خوفك كله مركز على الطفل الي في بطني

فيصل وهو يضحك : الحين صدق أنك مو عاقلة الحين تغارين من محمد من الحين ..

استفزتها ضحكته .. مو ماخذها أبدا على محمل الجد ..

كمل كلامه : خلاص ولا يهمك .. ولا تخافين ما راح أحب محمد أكثر منك .. أنتي الأولى وراح تظلين الأولى يا أم محمد

سلمى بغيرة : ايوة بدلالة أنك تحب واحدة ثانية ..

فيصل : شكك انجنيتي أنا أحب واحدة ثانية .. ليش بلقى واحدة مثلك إذا لفيت الدنيا كلها ..

سلمى : حبيبتك اتصلت علي وقالت لي كل شيء .. يعني مكشوفة ما في داعي تكذب ..

فيصل حاول يمسك اعصابه ( أكيد .. ما في غيرها .. سجود ... ) : الحين تصدقين أي واحدة تتصل تبي تخرب علي وعليك ..

سلمى : قالتي لي أنك تحبها ..

فيصل .. مسح الدموع من على خدودها .. وحضن وجهها بكفيه .. : الي شايفته في عيوني .. حب ولا مو حب

ناظرت عيونه .. يحبها هو ما يكذب عليها .. هي تثق فيه وحياتها من دونه ولا شيء .. غرقت عيونها بالدموع

جلس جنبها وضمها لصدره ... أحبك

سلمى : وأنا بعد أحبك يا أبو محمد ...

ابتسم .. وهو يسمعها تنطقها .. أبو محمد .. حاس أنه راح يعد الثواني ثانية ثانية وهو ينتظر محمد

سلمى : حبيبي .. ارجع على شغلك .. أنا بخير ما فيني شيء ..

فيصل : لا .. اليوم كله أبي أقضيه مع محمد وأمه ..

سلمى : سامع يا محمد .. اليوم بابا راح يتغدى معنا ..

فيصل : وش رايك اليوم نتغدى برة .. لنا وقت ما خرجنا مع بعض لوحدنا ..

سلمى : أنا نفسي اطبخ لك .. أبيك تاكل من ايدي ..

فيصل .. مسك يدها وباسها بدفء وحب .. : أبيك ترتاحين .. أنتي حبيبتي أبيك تظلين ملكة الكل يخدمك ... وما أبيك تتعبين نفسك في أي شيء ..

سلمى : بس ..

فيصل : لا تزعليني منك .. اوعديني ..

سلمى : لكن ..

فيصل وعينه في عينها : مافي لكن أو بس .. اوعديني ترتاحين وما تتعبين نفسك ...

سلمى من دون ما تقتنع : أوعدك ...

فيصل : يله حياتي نخرج أي مكان ..

سلمى : يله .. ثواني .. أغير ملابسي ونطلع ...

************************************************** ************************************************** ***************************************

الجزء الثاني

{2}

أصوات الدق الخليجي .. تتصادم مع جدران القاعة ... الفرحان موجود .. والي جاي بس تقضية وقت موجود ...

ندى : ريماس .. مبرووك

ريماس وطالعة حورية بالفستان الأبيض .. والطرحة البيضاء ... مو فرحانة بس لازم .. مظاهر قدام الناس ... ما تدري على

ايش ندى تبارك لها وهي عارفة البير وغطاه

ندى : حاولي .. انسي شوي هذي ليلتك .. حتى لو مو زواج زواج .. بس اتمتعي بالفستان وفرحة الناس الي حاضرين هنا ..

مثلي أنك عروس .. سهلة ما تبغى لها شيء ..

ريماس ما تقدر تكذب على نفسها مثل ما تكذب على الناس .. يكفي أن الإبتسامة الي تظهر على شفايفها بالقوة مظهرتها ..

ندى : آآآآف .. خلاص ابتسمي .. العريس شكه شاريك .. وشكله ندمان على الي سواه ولا ما كان صلح غلطه واتزوجك .. مع

أنه

سكتت ما تبي تجرح أختها

ريماس : مع أنه أخذ الي يبغاه .. اصحي وفوقي سعد أخذ الي يبغاه .. ما دريتي أن أبوي اتنازل له عن كل ما يملك عشان

يتزوجني ...

ندى بصدمة : أبوي .. مستحيل .. أبوي يموت على الفلوس .. ولا نسيتي أنه ذبح غرام بسبب هالفلوس ...

ريماس وخيال غرام يطوف في ذاكرتها بألم وعذاب : الله يرحمها .. نفسي أشوف ولدها عبودي .. أحضنه لصدري .. اشم

ريحة أختي فيه .. كان يشبهها أكثر من شبهه لزياد .. الحين أكيد كبر ..

سكتوا وهم يشوفون الباب ينفتح .. بنات خوالهم دخلوا يباركون لهم ...

ميساء : مبرووك حياتي .. والله فرحنا لك .. بس ليش ما علمتونا من بدري .. ما تعلمونا الا قبل العرس باسبوعين ..

ندى ما تحب ميساء ولا تحب أي واحدة من بنات خوالها .. مغرورات ومتكبرات ودايم شايفات حالهم

لجين : فستانك حلو .. يا ترى من وين شاريته ..

ميساء : يعني من وين أكيد من واحد من الأسواق الخايسة الي هنا تحسبينه مثل فستان زواجك الي جبتيه من سويسرا

ايناس من كل قلبها : مبرووك يا ريماس فرحت لك

ريماس : مبروك لك سمعت أنك انخطبتي

احمرت خدودها هي الوحيدة المختلفة من بنات خالها مع أنها أخت ميساء بس فعلا الله خلق وفرق هذي وين وهذيك وين ما

يلتقون حتى بالحلم .. : الله يبارك فيك .. الملكة بعد اسبوع .. كان نفسي تحضرينها بس أكيد ما راح تقدرين وأنتي دوبك

عروس

لجين : فعلا .. اتذكرت وين راح يكون شهر العسل ..

ريماس وهي تبتسم : ما راح نسوي شهر عسل .. سعد عنده شغل كثير وما راح يقدر يسافر

ميساء : شغل ولا معدوم وما عنده شيء ..

ندى : ومين قال أنه معدوم .. الي عنده يشتريك به ويشتري كل قبيلتك به

ميساء : تقصدين فلوس أبوك الي دفعها له عشان يتستر على فضيحة بنته ..

ندى ما حست بنفسها إلا وهي ترفع يدها تصفقها كف بكل قوة تملكها : ما اسمح لك تتكلمين عن أختي كذا ... أختي أشرف منك

يالخايسة

ميساء : تخسى الا هي تكون أشرف مني .. صدق أنه رجال بدون شرف .. أصلا لو كان رجال ما كان بيقبل يدوس أرض

انداست قبله ويشرب من كاس رجال غيره

ريماس ما قدرت تغالب دموعها .. أكيد كل الناس الي هنا يعرفون القصة ويتغامزون ويضحكون .. قصتها راح تصير علك

عند الناس قصة يتسلون بها ويضحكون ..

ايناس : حرام عليك يا ميساء .. جاية تباركين ولا جاية تخربين فرحتها ...

ميساء : أي فرحة مصدقه هالتمثيلية والفستان الأبيض .. تشوفين لو مو بعد شهر أو شهرين تطلقوا .. يكونون غطوا على

الفضيحة وخلاص ...

ريماس : خلاص .. اطلعي برة ..

ميساء : راح اطلع .. يله يا بنات ..

خرجوا بس ايناس ظلت معهم ..

ايناس : لا تهتمي بكلامها هي طول عمرها تغار منك ..

ندى : والله لو مو خايفة من الفضايح كان مسحت بها الأرض .. الخايسة الحيوانة

نست أن ايناس أختها مو من الذوق تقول عنها كذا قدامها

ريماس غالبت دموعها هي جابت كذا لنفسها ولازم تتحمل ...

سمعت صوت دق على الباب

ندى : ادخل ..

دخلت خالتها الوحيدة منى ...

ضمتها لصدرها .. وباركت لها ...

ندى : تعبتي معنا يا خالتي وما قصرتي ..

منى : عيب يا بنتي .. أنتوا بناتي وأنا في مقام أمكم الله يرحمها .. ولا ما تعتبروني أمكم ..

ريماس : أكيد أنتي أمنا ..مو في مقامها

ندى : أكيد .. يا يمه ..

منى تحب ندى أكثر شيء تشبهها وهي في أيام شبابها تشبهها أكثر من شبه بناتها لها وتتمنى تخطبها لولدها الوحيد رائد ..

ايناس : عمتي المصورة بعد ما وصلت ..

منى : اتصلت عليها الحين .. أكيد الحين بتكون وصلت .. بروح أشوفها ..

ريماس : أي مصورة

منى : كيف يعني أي مصورة .. تبين تتزوجين من دون ما يكون عندك صور تذكرك بزواجك ..

ندى : بخرج أنا .. أبي أشوف الناس الي برة .. من يوم جينا وحنا هنا ما خرجت أبي أشم شوية أكسجين ...

ايناس : خذيني معك ...

ريماس : بتتركوني

ندى : معك خالتك منى يعني في ايدي أمينة وبعدي بتجي المصورة وبيجي المعرس وبيطردونا برة .. نخرج بكرامتنا يكون

أحسن ..

.....................

ايناس : فساتين بنات الرازي تاخذ العقل ... شايفة مجد وش لابسة والغبية سجود

ندى : ايوة شايفتهم .. بس غريبة مو ملاحظة الحمارة الي تسحبها معها لكل مكان .. خلود مو معها في الغالب تكون معها مثل

ظلها ..

ايناس : غريبة ما شفتها .. بس ايوة يقولون انخطبت ..

ندى : مين .. سجود ..

ايناس : لولد عمها .. الي كان في غيبوبة ..

ندى : مو هو نفسه الي كان متزوج لما .. الله يرحمها ..

ايناس : ايوة .. هو .. الحين هذا المسكين ينتحر أحسن له .. من لما لسجود .. هذا شكله أمه دعت عليه في ليلة القدر ..

ندى : هههههههه والله معك حق .. من شوك لنار .. هذي مو أي دعوة .. الأولى سببت له غيبوبة الثانية بتوديه القبر ..

ايناس : ههههههههه.. مسكين الله يكون في عونه .. اسمع أنه ملك جمال والله حسافة ما يستاهل .. مهبل بكل بنات جامعتنا ..

ندى : تعالي نسلم على منار .. شايفة الي واقفة جنبها أول مرة أشوفها .. شوفي فستانها .. أكيد مو من هنا ..

ايناس : صادقة .. شوفي اللون العشبي كيف طالع يجنن عليها .. تعالي نروح نسلم عليها ونتعرف عليها ..

.....

منار : كيفك يا ندى .. والله مشتاقة لك .. لك وحشة يا بنت .. وأنتي ايناس .. مبروك الخطبة ..

ندى بلقافة وطول لسان : أصلا من قال أننا جايين عشانك .. جايين نتعرف على الحلوة الي معك .

ابتسمت سلمى باحراج .. كل الناس يسألون ويناظرونها بنظرات غريبة .. حتى حست أن فيها عيب أو شيء ..

منار : هذي سلمى حرم الأستاذ فيصل أخوي حبيبي ..

ندى وهي تحاول تتذكر فين شافت الملامح هذي قبل كذا .. بس ذاكرتها مو راضية تسعفها : أنتي زوجة فيصل .. ما شاءاله

تبارك الله .. بس حرام عليك ليش جيتي بتخربين على أختي فرحتها ..

ايناس وهي تغمز لها عشان تنطم ..

ندى : آف لا تغمزين .. قصدي أن أختي راح تتعقد من نفسها وهي تشوف كل هالجمال أكيد راح تسرق منها الأضواء ..

سلمى بخجل : شكرا لك .. هذا من ذوقك بس

ايناس : ليش أول مرة تعرفين أنك تاخذين العقل أتحدى تكون هنا في واحدة بجمالك ..

منار : البنت راح يكبر راسها .. كل ما تروح مكان لازم ينقال لها نفس الكلام ما راح ألومها إذا كبر راسها وشافت نفسها على

فيصل ..

سلمى : زودتوها يا بنات .. يكفي مجاملات ..

منار : الحمدلله أنها متواضعة ولا كان فيصل راح فيها ..

ندى وهي تناظر سجود الي تضحك مع بعض البنات : مو مثل البعض .. الواحدة تمشي كأنها ملكة جمال العالم

منار شافت نظراتها المتجهة لسجود : تعالوا يا بنات نروح نبارك لها .. سمعت أنها انخطبت ..

ندى : روحوا لوحدكم .. بصراحة ما أحب أتعرض لها ولغرورها ..

منار سحبت سلمى من يدها وراحوا لسجود

البنات كانوا متجمعات عندها .. تجنن وهي لابسة الفستان الذهبي الي عاري الأكمام .. ومع شعرها الكستنائي الي مرتاح على

ظهرها كأنها حورية من الحوريات الي ما يظهرون إلا في الخيال

منار .. لبست تنورة لحد أخر ركبها باللون الأسود .. وبلوزة بيضاء سادة من الحرير وعليها عقد من الولوء الأسود .. طويل

ينتهي مع نهاية البلوزة .. وشعرها رافعته أعلى راسها عشان تكون ملامحها بارزة ..

بمكياج خفيف .. وبسيط مناسب لعمرها ..

سجود .. سلمت على منار بحرارة بس اكتفت بالسلام بأطراف اصابعها مع سلمى

منار : مبروك..

سجود تدعي السعادة ما راح تشمت أي أحد فيها .. : الله يبارك فيك ..

سلمى : مبروك ..

اتجاهلتها وسوت نفسها ما سمعتها : منور .. أنتي أول المعازيم لملكتي راح تكون بعد اسبوعين ..

منار : أكيد .. لا توصين حريص .. بس وينها خلود مو شايفتها معك ..

سجود بضيق : تعبانة .. ما أدري وش فيها ..

ظلوا يتكلمون .. والحريم يناظرون البنات بتمعن وتفحص .. كل واحدة تبي عروس لولدها تدقق النظر ..

أم حسان متحسفة وميتة من القهر أن سجود ضاعت من يدها كانت متمنيتها لولدها حسان .. واحدة بنت عيلة وحلوة تناسب

ولدها حسان وتليق فيه : مبروك خطبة سجود يا أم خالد

أم خالد بفرحة : الله يبارك فيك ..

أم فيصل : فرحنا لها .. الله يوفقها انشاء الله ..

أم خالد : اللهم آمين .. ماشاء الله بنتك منار صارت عروس .. وماشاء الله عرفتوا تخنارون الي تناسب عايلة الجاسم ..

أم فيصل بفخر : أكيد حنا ما نرضى بأي شيء ..

أم خالد : أبي أفاتحك في موضوع ..

أم فيصل : اتفضلي ..

أم خالد : نبي بنتك لولدنا طلال

أم فيصل بصدمة : بس البنت بعدها صغيرة .. بعد ما كملت 18 سنة ..

أم خالد ما تبي تضيع منار من يدها .. بنت مثلها من عايلة الجاسم ما تنفوت ممكن تضيع من يدهم في أي دقيقة .. : وش فيها ..

يعني حنا متى تزوجنا .. كنا في عمرها وأصغر بعد ..

أم فيصل : البنت تبي تكمل دراستها .. صغيرة ومو عاقلة لزواج أو غيره

أم خالد : وش بتخسرين امكن توافق البنت ..

أم فيصل هزت راسها موافقة وش بتخسر .. بتسأل منار رايها ..

.................................................. .................................................. .........................

اتغطت أم رائد .. عشان يدخل المعرس ..

لها اسبوعين ما شافته .. معقولة هالأسبوعين والثوب الأبيض والبشت الأسود .. يزيدون وسامته وجاذبيته كذا ..

ناظرها من فوق لتحت .. نفسه يعيش في هالحلم على قد ما يقدر .. ما يبي يصحى .. يبي يصدق أنها الحين زوجته .. حلاله ..

يبي ينسى اتفاقه معها .. والأهم يبي ينسى الي سواه معها ...

يديها صارت ترجف من تحت الجونت الأبيض الي لابسته

قرب منها بخطوات ثابته .. مدام هي تمثيليه راح يعيش الدور لآخر لحظة ..

مسك خدودها البيضاء ومشربة بالحمرة وباس جبينها

ارتجفت .. ما اتوقعت حركته .. حست أن الدم يتصاعد ويتجمع في خدودها ..

ابتسمت لهم المصورة المصرية ..

قال بصوت ثابت واثق .. : مبرووك ..

ريماس وهي تحاول تستمتع بهاللحظة الي كانت تحلم بها من زمان .. وتبي تنسى كل الي صار .. بس تبي تذكر أنه سعد ..

سعد نفسه الي حبته واتعلقت به .. مو سعد الوحش الي دمرها .. : الله يبارك فيك ..

قالت لهم المصورة يتخذون وضعية عشان تصورهم ..

.......... ................ ...................... .......................... ........................ ................. ..............

انتهت الصور وخرج رجع لمجلس الرجال ...

أم رائد وهي حاسة أن الشخص الي كان هنا تعرفه وكأنها شافته في مكان بس ما تذكر وين ..

ريماس : وين رحتي يا خالتي ..

أم رائد : ما أدري وين شفت زوجك .. شفته في مكان .. بس

عادت بها الذاكرة .. سنة .. سنتين .. لا .. 23 وسنة .. هو نفسه مستحيل يكون واحد ثاني .. يشبهه

ريماس : خالتي منى .. خالتي

أم رائد : اسمه سعد عبدالرحمن ..

ريماس : ايوة .. ويعني ..

أم رائد : يشبهه .. أكيد هذا هو ولد عبدالرحمن الله يرحمه .. ولد عمك

ريماس : كيف يعني ولد عمي .. عمي عبدالرحن مات وعياله ماتوا ..

أم رائد : لا .. هذا سعد .. أعرفه .. حملته كثير على كتفي .. كيف أنساه وأنسى شكل أبوه .. وشكل أمه فاطمة ..

ريماس مو مستوعبة الكلام الي ينقال لها .. بس ذاكرتها صارت تستعيد كل كلمة قالها لها سعد في ذاك اليوم .. وهو سكران

..كل كلمة قالها كان يقصدها مو لأنه سكران مثل ما كانت تظن .. بس كيف يكون ولد عمها .. كيف يعني ولد عمها .. كيف

يكون ولد عمها وهو ما رحمها .. كيف ولد عمها يدنس عرضه وشرفه بنفسه

ريماس : أكيد غلطانة يا خالتي ..

أم رائد : الله يرحمك يا فاطمة ويرحم عبدالرحمن.. ما كان في اطيب من قلوبهم ..

ريماس : لو كان ولد عمي كان قال لي أبوي كان علمني .. كان هو قال لي وعلمني ..

أم رائد : امكن عنده اسباب منعته ..

ريماس جلست على الكرسي .. من الصدمة وفي راسها يدور سؤال واحد .. ليش سوى فيها كذا .. كله عشان ثروة أبوها ..

يرخص عنده شرف بنت عمه .. عشان الفلوس .. يدوس على كرامتها .. عشان الفلوس .. يلطخها بالوحل عشان الفلوس ..

يدفنها بالحيا ... عشان الفلوس

مو مصدقة .. ممكن الإنسان يوصل لهالدرجة القذرة .. يدنس شرفه وعرضه بنفسه .. عشان متعة دنيوية ممكن في أي وقت

تزول ..

أم رائد : أكيد راح يعلمك .. امكن يبي يسويها لك مفاجأة لهاليوم .. لا تخربي على نفسك .. الزفة الحين بتبدأ .. ارفعي راسك

وأنتي برة عند الناس ..

دقت ايناس الباب ودخلت .. : يله اجهزي .. خمس دقايق وبتبدأ الزفة ..

ريماس : ما أبي زفة .. ما أبي شيء ...

ايناس : مجنونة يا بنت ... الناس وش راح يقولون

أم رائد : لا تخربين على نفسك ... الولد سواء ولد عمك ولا لا الحين أنتي زوجته ... عشانك قبل ما يكون عشان أي أحد

فهمت قصدها .. اصلا ما في أي أحد هنا ما درى بقصتها ... وش فايدته تكذب وتبتسم .. بس راح تكمل للنهاية ... تبي تواجهه

وتعرف ليش سوى فيها كذا ..

....

بدت الزفة ...................

اقبلت يازينها تنثر خطاها

تسلب الالباب تأسرها جبر

وانتشت الانوار من طلة سناها

وانسحر في حسنها كل من حضر

ياحلاها يشتكيها من حلاها

في مزياها المعاني تحتضر

هذه ريماس وزانها ربي وعطاها

نورتنا واخجلت حسن القمر

جلست على الكرسي وسط زغاريد الحريم ... وهي تحس بأن كل شيء تسمعه وتشوفه كذبة كبيرة مكشوفة .. مسرحية كلهم

يلعبون دور فيها ...

... طلعوا الحريم سلموا عليها ... وباركوا لها ...

سلمى : العروس حلوة ما شاء الله ...

منار : صادقة .. طالعة مرة تجنن ... بالفستان الأبيض ... الله متى يجي اليوم الي ألبس فيه فستان أبيض وأتزوج وانقلع من

بيتنا

سلمى : استحي يا بنت بعدك صغيرة ..

منار : شوفي ايناس و ندى .. كيف يرقصون ما كنت أعرف أنهم يرقصون كذا ...

سلمى : روحي ارقصي .. امكن تعجب فيك واحدة وتخطبك لولدها ...

منار : شايفتني يعني أعرف ارقص .. يا خسارة سمر تعرف ترقص لو كان جات معنا ..

سلمى وهي تتذكر سمر الي حاولت بشتى الطرق تقنعها تجي معهم ... بس رفضت وحبست نفسها في غرفتها ... : ما أدري

ليش رفضت تجي ..

منار : سمر واحدة معقدة .. لا تزعلين بس هذي الحقيقة ..

............

الحريم كلهم اتغطوا .. دخل العريس ومعه خوال العروس وأبوها على كرسيه المتحرك ...

حست بالخوف وهي تشوفهم طالعين على الدرج يقربون منها كل ثانية خطوة ... أبوها ... خوالها .. وسعد ..

جلس سعد قربها .. ارتجفت وزاد ارتباكها

قدم منها أبوها الي كان خالها مساعد يدفع كرسيه ونظراته لها كلها غضب كاتمه في صدره ...

باس جبينها وعيونه مليانة دموع وهي مو مصدقة أن الي قدامها هذا أبوها ... ومو مصدقة أنها تشوف دموعه الي في عمرها

ما شافتها ..

أبو سالم : مبروك يا بنتي ... سامحيني .. سامحيني ...

باست راس أبوها .. ما تقدر تكرهه .. في البداية وفي النهاية أبوها ...

أبو سالم وهو يناظر سعد ولد أخوه : لا تقسى عليها .. حاول تنسى أنها بنتي .. ريماس أمانة في رقبتك ..

طلع باقي خوالها وسلموا عليها وباركوا لها وفي عيونهم نظرة واحدة .. يحاولون يخبونها بس مو قادرين ...

... مضت الحفلة وانتهت ... وهم ركبوا السيارة الي راح توديهم للفندق ...

جلس قدام مع خالها الي كان يسوق السيارة وما جلس قربها ..

.................................................. ......................................

دخلت جناحهم في الفندق ... وطول الطريق في عقلها يدور شيء واحد ... ليش سوى كذا

... دخلت للغرفة ... ناظرت الغرفة .. السرير الي متناثرة عليه الورود ... كل شيء غاية في الروعة والجمال .. مصنوع

لعروس حقيقية .. مو لها ..

ناظرت نفسها في المراية ... ... مرت صورته في خيالها ... تبي تشوفه .. تبي تسأله .. تبي تسمع جوابه ..

... انتظرت .. جلست على الصوفا .. والثواني تمر ببطء ...

دق الباب .. ودخل ...

سعد : ما تنقال الكلمة .. بس مبرووك ...

ناظرته ببرود وما ردت عليه ..

حس من نظراتها أن في شيء غلط ...

طلع البشت حقه والغترة والعقال وحطها على طرف الصوفا الي بجانبها .. فتح الدولاب ... أخذ له بجامة ودخل الحمام ..

أخذ له شور سريع ولبس بجامته وخرج .. أبعد المفرش والورود تتناثر على الأرض .. وهي على حالها على الصوفا ..

حط راسه على المخدة وغمض عيونه .. مو رايق يتخانق معها .. شكلها تبي تضايقه بكلامها بس ما راح يعبرها تنتظر لحد

بكرة لأنه تعبان ومو رايق ..

انقهرت من بروده ومن تجاهله لها .. كأنه مو شايفها قدامه ..

أبعدت الطرحة البيضاء عن راسها ورمتها على الأرض .. وداست عليها برجلها ... وهي تناظره .. نايم لا كأنه في شيء ..

ضميره مرتاح قادر ينام بعد الجريمة الي ارتكبها بحقها ..

سعد : نامي قدامنا رحلة بالطيارة لبيروت .. الساعة خمسة .. صباحا راح تتعبين ..

ريماس : سافر وحدك .. ما راح اسافر

سعد : راح تسافرين .. أنا التزمت بكلامي واتزوجتك وجزء من الزواج هذا أني آسوي لك شهر عسل ولحد ما تنتهي هالسنة

أنتي ملزمة تنفذين الي أقوله كأي زوجة ثانية .. يله تصبحين على خير أبي أنام لا تزعجيني ..

ما تبي تخليه ينام تبي تنقص عليه نومته .. كيف ينام ويرتاح وهي مو قادرة تذوق طعم النوم ..

قالت بقهر : قوم نام على الأرض أو الصوفا أو في أي داهية .. أنا وين تبيني أنام ..

سعد مسوي نفسه مطنش ومو مهتم .. مع أن قلبه يغلي من داخل ..

ريماس بضيق وانزعاج : قوم .. لا تنام ..

طنشها ولا رد عليها .. جلست على الصوفا وهي تغلي من بروده ..

أخذت لها بجامة من الدولاب واتروشت ورجعت جلست على الصوفا .. ما راح تنام معه في سرير واحد ... ولا حتى في مكان

واحد ...

راحت عنده أخذت المخدة الي جنبه على السرير وراحت للصالة نامت على الصوفا ... هي تعبانة تبي تنام بس النومة على

الصوفا مو نومة .. باقي للرحلة ثلاث ساعات وما نامت من أمس ... وأصلا هي ما تبي تسافر ومو عارفة ليش أصلا هو يبي

يسافر ..

كلام خالتها لحد الحين يتتصادم داخل راسها ... ولد عمها ... ولد عمها ... ولد عمها ...

رجعت الغرفة ...

قالت بعصبية : قووووم يا ولد عمي ..

فتح عيونه وقام ... خايف من هاللحظة ... مصيرها تعرف ... لازم يستجمع قوته ويواجه نظرات الإستحقار الي في عيونها ...

قال ببرود : نعم يا بنت عمي ...

مو قادرة تصدق أنه لهالدرجة نذل وحقير وعديم الإحساس ... باااااارد ... ما يحس .. لهالدرجة هو معدوم الضمير .. كيف

قادر يناظرها بهالجرأة الفظيعة ..

حاس بكل الي يدور في راسها ... حاس بالمحادثة بينها وبين مشاعرها .. حاسس بكرهها ...

ريماس : أنت مو بشر ... أنت مستحيل تكون إنسان .... أنا بنت عمك كيف قدرت تسوي فيني كذا ... ليش سويت فيني كذا

مو عارف بايش راح يرد ... ما يبي يصغر أبوها في عينها ... راح يتحمل كلامها حرام تنصدم في أبوها ... حراااااااااااام ...

بس نظراتها مو قادر يتحملها ...

ريماس بحالة هستيرية : انطق ... اتكلم ... أنت نذل ... حقير .... حيوان ... أنا أكرهك ... أكرهك ...

سعد خرج من بحر صمته ....... : قولي الي تبينه ما يهمني .. لا يكون في بالك بتغيرين شيء فيني بكلماتك ... ما تهزين ولا

شعرة من راسي ... اذلفي نامي يابنت أبوك .. ورانا سفر بكرة ..

ريماس حاسة أنها شوي وبتنجن .. هذا أكيد ما عنده قلب ... ما عنده ضمير .. ليش باااااااااااارد كذا ... بروده يذبحها ...

سعد : اطلعي برررة ... نامي واستفيدي من وقتك ... سعد هو سعد .. ما يتغير ...

هزت براسها مو مصدقة أن في هالدنيا في نوع بشر بهالشكل ... مستحيل يكون بشر ... مستحيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل

خرجت وتركته وهي تغالب دموعها ...

حاولت تنام وبعد محاولات وجهاد .. أخيرا قدرت تنام .. بعد ما ظلت ساعة ونص صاحية تفكر .. وهي تشتعل من داخل

بسبب بروده

************************************************** ******************************************

**************************

نجد : كيف كان العرس ..

مجد : يجنن .. ياخذ العقل وريماس طالعة ملكة جمال بكل مافي الكلمة من معنى .. بس لو رحتي معنا ..

نجد : الله يوفقها تستاهل .. وأنتي يا أخت ما تبين تفرحينا بك ..

مجد بفرحة : لو في ايدي اليوم قبل بكرة ..

نجد وهي تضحك : سبحان الله .. مو هذا الي ما أبيه ما أبيه .. أكرهه ما أحبه .. وش الي غيرك ..

مجد : كنت مجنونة والحين عقلت ...

نجد : ههه .. الحين بس أقدر أقول لك فعلا مبرووك ..

مجد : آآآه .. بروح أنام تعبت ..

نجد : ما تبين تودعيني ..

مجد : ليش وين بتروحين ..

نجد : بكرة الشيخ بيجي وبنرجع لبعض ...وراح اسافر مع خالد .. نبي نقضي شهر عسل من أول وجديد وبعدها ما أظن أني

راح اظل هنا في بيتنا راح نسكن أنا وخالد في بيت لوحدنا ..

مجد مو قادرة تصدق معقولة بكرة راح تفقد حس نجد في البيت .. خلاص نجد ما راح تكون معها تحضنها وتمسح دموعها ...

راح تكون بعيدة عنها .. عيونها غرقت بالدموع ..

نجد : ليش تبكين يا مجنونة

مجد : تبين تروحين وتخليني وما تبيني أبكي ..

نجد : الحين مفروض تفرحين لي .. وبعدين حتى أنتي راح تتزوجين وتتركين البيت وتتركيني لو ظليت هنا ولا حرام علي

وحلال عليك ..

مجد : عمري ما اتخيلت تبعدين عني .. يوم اتزوجتي خالد كنتي عايشة في البيت الكبير حقهم .. مع أهله كان في أي وقت

اطب عندك وأزورك .. بس الحين راح تكونين بعيدة عني ..

نجد : بالسيارة خمس أو عشر دقايق تكونين عندي.. ما يحتاج الموضوع لكل هالدموع ..

مجد ضمتها بقوة .. : أكره هذا الخالد الغبي يبي يحرمني منك ... أكرههههه

نجد : حراااااااام عليك ... بزعل منك ..

مجد : أكرههههه ... أكرهههه ...

نجد : وجع انشاء الله ..

مجد : بالغصب تبيني أحبه ... كافي عليه حبك ..

نجد وعيونها العسلية تلمع من الفرحة : آآآآآآآآآه ... أحبه مو كلمة توصف الي في قلبي ... أمووووووووووووت عليه ...

حبيبي وعمري وتاج راسي ... ما أقدر اتخيل حياتي بعيد عنه ..

مجد : ما يستاهل هالحب ..

نجد : يستاهل روحي وقلبي ونفسي مو حبي بس ..

مجد : الله يقطع الرومنسية الي تخرب عقول العاقلات .. الحين الي قدامي أختي نجد العاقلة .. متمنيه أبوي يسمعك تقولين

هالكلام .. وهو أربع وعشرين ساعة .. نجد العاقلة نجد الخرابيط ... وأنا الغبية عديمة الفهم ..

نجد : لا تزعجيني .. خليني احلم بيوم بكرة ولا تخربين لي حلمي ..

مجد : ها يالغبية ما قلتي لي .. ليش ما تبين تسوين عرس من جديد .. المفروض يسوي لك عرس .. ويعطيك مهر من جديد ...

لأن الزواج بعقد جديد ..

نجد بفرحة زابتساة على شفايفها .. : ما يهمني .. المهم عندي اظل مع حبيبي خالد العمر كله وما أفارقه .. ما ابغى منه شيء

غير أنه يكون جنبي ..

مجد : الكلام معك ضايع .. أخاف هالخالد يبهذلك من كثر ما تحبينه .. بس قولي لي طيب .. متى بتسافرون .. وين بتروحون

نجد : ما أدري .. المكان الي بيروح له خالد راح أروح له وأنا مغمضة عيوني . .. ... الشيخ راح يجي المغرب آآآآآآآآآه راح

اصير زوجة خلودي من جديد ...

مجد : وعععععععع ... وع .. وععععع .. خلودي ... الحين هالشايب تقولين له خلودي ...

نجد : تراك ترفعين ضغطي .. ليش كم عمره عشان تقولين عليه شايب يالهبلة

مجد باستهبال تبي ترفع ضغط أختها : لا مو كثير .. خمسة وستين سنة بس ...

نجد : انطمي .. لساته 37 سنة ..

مجد : شايب .. عجووووووووز ... الي يشوفه يقول أبوك مو زوجك .. وسامي وسارة أحفاده مو عياله ..

أخذت وسادة وصارت تضربها : أصلا أنتي غيورة لأنه أحلى من عمار ... وأحسن منه والي يشوفه يقول عمار أخوه الكبير

مو هو الأكبر ..

مجد : هه .. لااا .. احلفي بس .. الحين التيس العجوز الي شوي ويطلع تقاعد أحلى من حبيبي عمار .. صدق ما عندك نظر ..

عميااا

نجد : خالد تيس .. يا بقرة يازوجة الثور ...

مجد وهي بتموت ضحك : هههههههههههههههههه ..... ههههههههههههه ... لا حلوة عجبتني الثور والله راكبه عليه بالمرة ...

نجد : ههههههه ... الحين عادي أقول أنه ثور ما تزعلين ..

مجد : عادي .. أصلا هو ثور فعلا ..

نجد : مسكين عمار ... نفسي اتصل عليه وأقول له يشوف له محامي ثاني المحامي هذا مو نافع ... يجيب له زوجة ثانية تقدر

تدافع عنه يكون أحسن

مجد : ههههه .. بااااااايخة ستوبيد ..يا زوجة التيس ..

نجد : اقلبي وجهك ... روحي نااامي

مجد : بقلب وجهي وأنااااام .. بس انشاء الله اصحى بكرة وألقاك عايشة ما ولعتي نار بسبب لهفتك لمغرب بكرة ..

ركضت غرفتها قبل ما تجيها ضربة سريعة من نجد وهي ميته ضحك وفرحانة أن أختها رجعت لها .. نجد القديمة رجعت ..

.................................................. .................................................. .................................................. ....

..............

دخلت سجود غرفتها .. رمت العباية على الأرض وهي تتذكر سلمى وكل أحاسيس الكره والغيرة متجمعة داخل صدرها

......... هي في ايش أحسن منها .. كل الحريم والبنات في العرس ما لهم سيرة غيرها .. سلمى تاخذ فيصل الجاسم وهي ما

يطيح حظها إلا تاخذ أحمد .. تاخذ فضلة لما ... كأنها من مستواها أو حتى في مقارنة بينهم ..

وأكيد الحين خلود تكرهها وما تدانيها ... من يوم خطبتها لأحمد ما سمعت صوتها ولا اتكلمت معها وكل ما تتصل ما ترضى

تتكلم معها ..

جلست على السرير وهي تحاول تتذكر أحمد .. تبي تدور شيء واحد يخليها تتحمل العيشة معه ... هو ما فيه عيب في شخصه

أو في شكله عيبه الوحيد أنه كان متزوج لما .. مثل ما قال أبوها مو ناقصه شيء يقدر يعيشها ملكة ..

وهي أكيد بسحرها وجمالها راح تملكه بين يديها ..

...... سمعت أصوات جاية من الصالة تحت ...

انتفضت من مكانها .. وش حاصل .. سامعة أمها تبكي ..

... فتحت باب غرفتها وركضت على الدرج ...

أمها .. قدامها وتحضن عمار لصدرها .. شوي انتبهت .. لا مو عمار .. عمار محلق ذقنه وهذا مسوي سكسوكة .. عمر واقف

قدامها لابس ثوبه الأبيض وهذا لابس بنطلون بني وبلوزة باللون البيج وجنبه على الأرض شنطة سوداء واقف جنبها طفل

صغير .. شافت ملامحه قبل كذا ...

هي متأكدة أن الي واقف قدامها الحين .. مو عمار .. هذا زياد ...

ارتفعت نظراته .. شافها واقفة على الدرج .. أخته الصغيرة الي له خمس سنوات ما شافها ولا سمع صوتها .. أخته الي كان

يحملها في حضنه .. أخته الي تركها بنت 15 سنة ... وحرم نفسه من شوفتها ..

ركضت له .. وارتمت في حضنه والدموع مالية وجهها ..

سجود ما قدرت تتكلم .. عبرت عن شوقها بالدموع ..

زياد : سجود .. اشتقت لك يا أختي .. اشتقت لك ..

بعدت عنه ومسحت دموعها بابتسامة وفرحة ما تقدر توصفها .. : اشتقت لك .. ليش تركتنا .. ليش اختفيت من غير ما تعبرنا

حتى باتصال واحد يطمنا عليك ...

سجود من بين الدموع الي ملت وجهها : والله لك وحشة .. معقولة . خمس سنوات ما نشوفك ولا نعرف مكانك ..

زياد ما يبي يسمع أسئلة يبي يظل يناظرهم .. يعوض عيونه من حرمانه لها من شوفتهم طول خمس سنين ..

عمار حمل عبدالله بين ذراعيه .. ونزله .. : صرت كبير وثقيل ...

زياد : ما يفهم عليك .. كلمه بالإنجليزي .. ما يعرف عربي ..

عمار : how are hero .... am ammar your uncle... and this your grand mother .... and this

yoar unt sogod ...

كيفك يا بطل ..... أنا عمك عمار ... وهذي جدتك وهذي عمتك سجود ..

عبدالله بصوته الطفولي البريء : am abdu allah

أم خالد : حرام طفل صغير مثله ما يقدر ينتكلم لغته .. كان تعلمه عربي ..

زياد : المجتمع هناك تأثيره أكبر من البيت .. بعدين كان معظم وقته يظل مع المربية وهي انجليزية ..

عمار : انشاء الله كل شيء راح يتعوض وراح يتكلم العربي مثل كل من في البيت ..

زياد بشوق : وين خالد .. وين طلال ..

عمار : طلال سافر لندن بيكمل دراسته .. أما خالد أكيد نايم في غرفته .. نام من بدري بكرة راح يسافر ..

زياد : يعني طلال سافر .. وخالد راح يسافر بكرة .. ما عندي نصيب .. في أني اجلس وأسولف معهم مثل أيام زمان ..

أم خالد : روح ارتاح يا ولدي ... أكيد تعبان .. غرفتك مثل ما هي ما تغيرت من يوم سافرت .

طلع لغرفته بخطوات كلها شوق .. شوق لدرج البيت الي تربى فيه .. شوق لكل جزء من جدار البيت الي يحبس داخله ذكرياته

وأحلامه .. شوق للأرضية .. شوق لأثاثه ... شوق لسقفه .. والأهم شوق لأهله الي ساكنينه ..

دخل الغرفة ويده اليسار حاضنة يد عبدالله الصغيرة

اشتاق لغرفته .. الي حضنت دموعه على فراق غرام .. وحضنت كل أحزانه وأفراحه الي انتهت بعد موتها ... حضنت بين

جدرانه ... حبه الكبير الي بدء في ذاك اليوم .. أول يوم شاف فيه غرام ... كان زواجهم زواج تقليدي .. أمه شافتها في مناسبة

من المناسبات وخطبتها له .. وهو وافق .. ما كان يظن أنه بس في فترة قصيرة راح يحبها ويتعلق فيها .. ما كان يعرف أنها

راح تصير كل أفراحه وكل سعادته .. ما كان يعرف أنها راح تصير مصدر ابتسامته وفرحته ... وفي يوم راح تصير مصدر

لدموعه وتعاسته ..

اذكر ذاك اليوم .. يوم الملكة ... اليوم الي شافه فيه ... يذكر الفستان الي كانت لابسته .. كل تعبير من تعابير وجهها .. كل

حركة صدرت منها .. كل همسه همستها ... كل ملامحها ..

كانت خايفة ... كانت ترجف مثل زهرة ربيع .. غاية في الروعة والجمال ..

ناظرها بتمعن .. ناظرها من فوق لتحت .. وهي جالسة بخوف وحاطة يديها على رجولها وتناظر الأرض .. ما رفعت عيونها

.. جذبته ببرائتها ونعومتها .. كانت لابسة فستان سماوي فاتح بدون أكمام .. فيه لمعة فضيه ... شعرها كان مرتاح بنعومة على

كتوفها بلونه البني ...

كان يتمنى يسمع صوتها .. بس ظلت ساكته تناظر الأرض ..

وهو ظل ساكت .. مو عارف وش يقول ..

حاول يكسر حدة الصمت .. قال من دون تفكير .. تحبين اللون السماوي ..

فعلا .. شد انتباهها .. رفعت عيونها .. التقت نظراتها بنظراته للحظة .. وعلى طول حمرت خدودها ورجعت ناظرت الأرض

..

وهو ابتسم برضا قدر يشوف عيونها والأهم أنه تاه في بحرها من ذيك اللحظة ..

بس باقي يصل لغايته ... أنه يسمع صوتها ...

.. ما جاوبتيني تحبين اللون السماوي ...

هزت راسها بالايجاب ..

زياد : طيب أبي أسمع صوتك ..

ضغطت بيدها اليمين على اليسار بقوة .. فهم من حركتها أنها مستحية وخايفة في نفس الوقت ...

فجأة جاته جرأة غريبة .. بس ما يدري .. غشيته رغبة قوية أنه يقوم من الصوفا المقابلة لها ..

بلحظات ما حس بمرروها كان واقف قدامها .. وهي ما اتحركت خطوة .. ما همست همسة ..

جلس على ركبه قدامها .. رفع وجهها باصبعه السبابة .. ناظر عيونها الي انملت دموع في نفس اللحظة ...

بعدت عنه بحركة لا ارادية منها ..

زياد بعد منها وقال : آسف .. آسف ..

ركضت وخرجت لبرة .. خرج وراها .. بس وقف عند الباب .. لأنه شاف عمها في الصالة الصغيرة الي قدام المجلس ...

وقفت

قالت له ودموعها على وجهها : يبه تكفى .. ما أبي اتزوج أبي اكمل دراستي .. ما راح ازعلك .. السنة الجاية آخر سنة لي في

الثانوية .. ما أبي أتزوج .. ما أبي

عمها صفقها كف بقسوة ومن دون ما يراعي لها ولطفولتها .. : أنتي خلاص صرتي زوجته ..

سكتت وهي تتنهد وكاتمة صراخها داخل صدرها ..

أبو سالم : أنا ما صدقت ارتاح منك وتجين تقولين ما تبينه ..

غرام : أنا عمري ما زعلتك في شيء يا يبه عمري ما طلبت من شيء .. ليش تبي تحرمني من الشيء الوحيد الي اتمناه ..

رفع يده يبي يعطيها كف ثاني .. بس وقفه زياد ..

زياد : لو كنت أعرف أن البنت مو موافقة ما كان .. اتزوجتها .. ومدام هي تبي تكمل دراستها أنا ما عندي مانع تدرس لو هي

ما عندها مانع لزواج غير سبب دراستها

أبو سالم : أكيد ما عندها مانع .. بعدين من يبي ياخذ رايها ..

زياد : أبي اسمع منها .. إذا هي عندها مانع بسببي لسبب في شخصي أنا مستعد أعطيها حريتها ..

أبو سالم وهو يناظرها بنظرات متوعدة لو رفضت : جاوبيه ..

ناظرت عمها بنظرات مليانة رعب .. وبعدها ناظرت زياد وهزت راسها موافقة على الي يقوله

فهم أن ورى موافقتها نظرات عمها .. يبيها تعطيه رايها بدون أي قيود

زياد : عمي ممكن خمس دقايق مع غرام ..

أبو سالم عطاه الموافقة

دخلت المجلس مجبورة .. لأنها لو رفضت تعرف الي ينتظرها من عمها ..

زياد .. : موافقة .. أبي اسمعها منك .. اسمعها ..

غرام عارفة أنها لو رفضته وطلقها .. عمها راح يعيشها في عذاب أكبر من العذاب الي هي عايشة فيه الحين .. : موافقة ...

زياد : اتفقنا ..

غرام : ممكن ...

زياد : كملي .. ممكن ايش

غرام : ممكن .. توعدني أنك ما راح ... تمنعني من الدراسة في يوم ..

زياد : أنا عند كلمتي ... أنا أوعدك أني اخليك تسوين الي تبغينه وما اضغط عليك في أي شيء ..

غرام ظهرت على شفايفها ابتسامة خفيفة كلها امتنان .. : شكرا ... يا ..

اتذكرت .. أصلا حتى اسمه ما تعرفه ..

زياد بابتسامة : زياد ... ومافي داعي للشكر .. أنا زوجك الحين ..

حمرت خدودها وهي تناظره ..

قرب منها وطلع من جيبه .. حلبه حمراء .. مربعة ..

فتحها وطلع منها خاتم .. ألماس ..

مد يده ... : تسمحين ..

ضمتها يدها بقوة .. بس مدتها له في النهاية

مسك كفها بيده اليسار والخاتم في يده اليمين .. شعر برجفتها وببرودة يدها ... وهو يدخل الخاتم في اصبعها ..

ما قدر يفك يدها .. ضغط عليها برفق ورفعها .. باسها بشفايفه ...

ما قدر يفسر النظرة الي تلألأت في عيونها .. بس عرف أنها مو رفض .. له ...

صحى من عالم الذكريات الي كان فيه .. على صوت عبودي .. الي ان يناديه .. بابا .. بابا ..

زياد : yes my hero

عبدالله : where I well sleep

زياد وهو يحملها ويحطه على السرير : you will sleep with me

فتح الشنطة وأعطى عبدالله بجامته حقت النوم .. وهو راح ياخذ له شور ..

عمره ما نسى غرام .. ولا في أي لحظة غابت عنه .. في كل لحظة يشوفها .. في كل اتجاه في كل مكان .. بس ما يدري هنا

في السعوديه .. شوقه لها زاد وكبر .. يبي يلحقها ما يقدر يعيش في هالعذاب ما يقدر يعيش هنا وهو عارف أن قاتلها موجود

على نفس الأرض ..

كانت .. نسمة من نسيم يوم ربيعي بارد ... كانت الفرحة .. الحب .. والإبتسامة .. ما يقدر يقول أنها كانت ساكنة قلبه .. لأنها

هي قلبه .. الي ينبض داخل صدره .. الي من دونه ما يقدر يعيش وبالفعل هو حاس أنه الحين مو عايش .. بعد مو ت غرام بقى

جزء بسيط من روحه الجزء الي يخليه يمشي ويتنفس ..

ولو مو عبدالله كان من زمان أطفأ نار صدره وانتقم من أبو سالم بسبب الي سواه في غرام ولحقها ..

************************************************** ******************************************

********************************

منار وسمر جالسات على الأرض قدام التلفزيون في غرفة سمر وقدامهم كاسات الشاي وصحن فوشار وكيك وبسكوت .. منار

خلت الخدامة تجيبهم لغرفة سمر محتفلة اليوم ...

سمر : ما قلتي لي سبب الفوشار والكرم الزايد الي نزل عليك فجأة ..

منار : من زمان أنا كريمة حياتي .. بس راح أقول لك ليش اخترت يوم مثل هذا عشان اظهر لك كرمي ..

سمر : فرحيني .. لا تكوني اشتريتي فستان جديد أو اسوارة أو خاتم ..

منار : لا أحسن .. انخطبت ..

سمر حست أنها سمعتها غلط : ايش .. انخطبتي

منار : وليش تقولينها كذا .. ما نشبهشي ولا ما نشبهشي .. منا زي الأمر أدامك .. ( بالمصري )

سمر : لا ياختي أحلى من الأمر بس مش ملاحظة أنك لساتك صغيرة .. ( بالمصري )

منار : عادي .. الزواج قسمة ونصيب .. وبعدين أنا مو صغيرة .. عمري 18 سنة .. مناسب للزواج .. وبعدين أفهم أشياء أكثر

من المتزوجات بأنفسهم .. لأن ما شاء الله التلفزيون والكمبيوتر ما تركوا شيء ما خلونا نشوفه .. صوت وصورة بعد ..

رمتها سمر بوسادة جنبها : صدق ما تستحين وتقولينها بالفم المليان .. حاضر إذا ما علمت أمك ما يكون اسمي سمر

منار : على الأقل متعلمة مو مثلك تتزوجين بكرة وما تدرين شيء ولا تدرين الفرق بين الروج والكحل .. قروية جاهلة ..

سمر : حاضر .. طيب .. ما عليه .. تشوفين وش راح أقول لأمك

منار اتراجعت عارفة سمر مجنونة وتفضحها مع أمها : لا لا .. ما قصدت تكفين الي قلته سر بينا أمي لو درت بتحرمني من

التلفزيون ومن الكمبيوتر .. وبعدين أنا وش اشوف أفلام رومانسية غبية .. ما فيها شيء

سمر : آآآآم .. قلتي لي ما فيها شيء ..

منار : ما فيها شيء .. لو تبين بعطيك اللابتوب حقي فتشيه ما فيه شيء ..

سمر : يعني أقول مبروك .. راح تتزوجين وأنتي أصلا ما تنفعين تكونين بنت عشان تكونين أم وزوجة ..

منار : احترمي نفسك .. بعدين أنا عارفة هالشيء عشان كذا رفضت ..

سمر : هههههههههه ... وكل هالفرحة عشانك رفضتي العريس

منار : لا .. عشانه أول عريس يتقدم لي في حياتي .. يعني أخيرا صرت بنت تنخطب وترفض الي يتقدم لها بكل جرأة ويا ليته

أي عريس .. ولد الرازي بنفسه رفضته ... والله استاهل وسام شرف على هذا ..

سمر : ولد الرازي ..

منار : ايوة .. شفتي حتى أنتي مو مصدقة .. أنا رفضت ولد الرازي .. كبيرة صح ..

سمر : صدق أنك مجنونة .. أمه راضيه عنه .. لأنها لو مو راضيه كان طاح في يد واحدة مجنونة مثلك .. الله أنقذه ونجاه

منار : اتركينا من سيرته .. يا ليتك رحتي أمس معنا العرس .. كان يجنن ياخذ العقل .. والعروس طالعة ملكة جمال بكل مافي

الكلمة من معنى ولو شفتي أختها كيف لابسة والأهم سجود كان راح تنجنين على فستانها وعلى جمالها .. ومع هذا أختك

سلمى غطت على كل الحضور .... من في الحفلة ما جاء سلم عليها وسأل عنها ..

سمر بطفش : مبرووك .. انبساطكم يعني انبساطي ..

منار : ايوة .. ما قلت لك .. سجود انخطبت .. لولد عمها .. أحمد ..

سمر : كل شيء يتعلق بالقردة تبعك سجود ما أبي أسمعه ..

منار : الحين لو سجود قردة أنتي وش تطلعين .. غودزيلا .. ولا غوريلا ..

سمر : أناااا .. طيب .. حاضر .. أأوريك أنا .. وينها خالتي أم فيصل .. خالتي أم فيصل أكيد تحت في الصالة ..

منار : لا تكفين .. أنا غودزيلا وأنتي أحلى من شواريا راي بمليون مرة ..

سمر : شواريا مين ..

منار : هذي ملكة جمال العالم وأحلى ممثلة هندية .. أنتي أحلى منها ..

سمر : ايوة كذا اتعدلي .. واعرفي مع مين تتكلمين .. والحين روحي جيبي لي كاس عصير ..

منار : روحي جيبيه وحدك مو خدامة عندك ..

سمر : هااا .. أنادي خالتي أم فيصل ..

منار قامت وأخذت المساند والمخدات وصارت ترميها على سمر

سمر قامت وهي تصارخ وتحاول تبعد المخدات عنها .. وتاخذ الي تترمي عليها وترميها على منار .. كأنهم في حرب بس

حرب بالمخدات ..

سمر : طيب .. أنا أوريك ..

منار طلعت فوق السرير وترميها بالوسادات والمخدات وكل شيء يصير تحت يدها ...

دخلت أم فيصل :

كل واحدة رمت الي في يدها ..

أم فيصل : وش هذا الي تسوونه .. أصواتكم واصلتني تحت ..

سمر وتسوي نفسها بريئة ومسكينة وما لها ذنب : آسفة .. يا خالتي .. هذي منار هي الي بدت علي .. رفعت ضغطي كل ما

أقول لها .. خلاص كافي ما أبي العب معك ترميني أكثر ..

منار : لا .. يا ماما والله كذابه ..

سمر : شوفيها يا خالتي كيف خربت سريري وخربت الغرفة ووسختها ..

أم فيصل :تعالي يا منار .. تعالي

نزلت منار من السرير وقربت من أمها وهي حاطة يدها قدام وجهها .. : والله يا ماما تكذب ..

أم فيصل شدتها من اذنها .. : كم مرة قلت لك أنتي الحين صرتي بنت كبيرة .. هذي حركات بزران صغار ..

منار : آآآه .. عورتيني .. فكي اذني يا ماما .. والله كذابة

أم فيصل : أعرف سمر عاقلة ما تسوي هالحركات .. كله من تحت عقلك الناقص ..

سمر واقفة ورى أم فيصل الي معطيتها ظهرها .. وتسوي لمنار حركات بيدها وتضحك عليها عشان تغيظها ..

فكتها أمها .. : نظفي الغرفة .. ويا ويلك لو ما نظفتيها بنفسك وخليتي الخدامة تنظفها ..

خرجت وتركتهم ..

منار : طيب .. خليتي ماما تبهدلني بسببك ..

سمر وهي تعوج فمها باستهبال : يله يا خدامة .. نظفي الغرفة زين .. يله ..

منار ضربت الأرض برجلها من القهر وحالفة مليون يمين ترجعها لها ..

سمر جلست على الصوفا وحطت صحن كيك الشوكلاته بجنبها وصارت تاكل .. وتغيظها بحركاته ..

منار مثل الأطفال : نزلي الصحن أنا الي جبته لا تاكلين منه .. بقرة .. دبة .. غبية ..

سمر : تعرفين الحين بس حسيت بطعم الكيك .. مرة لذيذ ..

منار : الدبة أم نظارات لا تاكلين من الكيك حقي ..

سمر : اطربيني أكثر ...

منار : حمارة .. بقرة .. دبة

سمر ببرود وهي تاكل في الكيك ورافعة رجولها على الصوفا الحمراء : انتظري شوي .. في فرق كبير بين الحمار والبقرة ..

ممكن تقولين بقرة دبة بس ما ينفع تدخلين معها حمارة .. ممكن تقولين حمارة غبية

منار بقهر : حمارة .. متخلفة قروية عجوزة .. انقلعي من بيتنا ... خلود ما كذبت يوم قالت أنك بنت شوارع مو من مستواي

...

سمر ... اتوقعت أن يوم مثل هذا راح يجي .. اليوم الي يتقال لها مثل هالكلام .. كذبت على نفسها وهي تظن .. أن منار بنت

الجاسم ممكن تكون صديقتها وممكن تعتبر نفسها من هالعايلة .. أنكرت حقيقة واضحة ... حتى للأعمى ..

: شكرا لك ما قصرتي ... أوعدك العصر راح تدخلين هالغرفة وما راح تلقيني فيها .. وما راح اظن انك راح تشوفين وجهي

في حياتك ...

منار بعناد مع أنها ودها تعتذر : أحسن ..

خرجت وتركتها ...

قفلت الباب بالمفتاح ... أخذت شنطة صغيرة .. الشنطة الي جابتها معها لهالبيت .. وحطت فيها ملابسها الي جات بها أما الي

جابتها لها سلمى تركتها في الدولاب ..

سمعت دق على الباب ... مسحت دموعها ... لأن سلمى لو عرفت أنها راح تروح ما راح ترضى .. خبت الشنطة تحت

السرير

فتحت الباب

سلمى : ليش مقفلة الباب بالمفتاح

سمر : كنت أبي أنام وما أبي المقرودة منار تزعجني ...

سلمى : منار قالت لي أنها متخانقة معك ..

سمر : منار واحدة مجنونة ... كنا نمزح بس مو شيء يستاهل ..

سلمى : طيب هي جالسة تبكي في غرفتها .. ومقطعة نفسها من البكا وش سويتي لها ..

سمر : واحدة دلوعة وبايخة .. ولا عشان هي أخت زوجك خلاص .. راح توقفين معها وأكون أنا الغلطانة ..,

سلمى : ليش تقولين كذا .. أنتي عارفة أنك أختي ..

سمر ما قدرت تمسك الكلام الي حابسته داخلها من فترة طويلة : لا تقولين أختك .. أنتي من يوم عرفتي أن لك أهل وعايلة

اتغيرتي ... كيف وأنتي بنت الرازي ... وأنا ولا شيء ..

سلمى : سمر أنتي أختي .. أختي الي اتربيت معها الي ضحكت ولعبت معها ..

سمر وتحاول تمسك دموعها : فوقي من الكذبة الي عايشة فيها .. بنت الرازي وزوجة فيصل الجاسم .. يعني حتى في الحلم ما

في شيء يربطنا ..

سلمى : في الحلم ما في شيء .. بس في الواقع حنا خوات ...

سمر : أنا مديونة لك و لزوجك بحياتي .. هذ الشيء الوحيد الي نرتبط فيه ببعض .. والحين لو سمحتي اطلعي برة ما أبي

أشوفك ولا أبيك تزعجيني

سلمى ومو قادرة تحبس دموعها داخل عيونها أكثر ولا قادرة توقف النزيف الي حاسة فيه في قلبها : سمر ..

سمر : اطلعي برة .. أبي أرتاح عندي صداع وأبي أنام .. روحي راضي منار واكسبي وقتك ..

سلمى : بخليك الحين .. ترتاحين بس كلامنا ما انتهى ..

خرجت وتركتها .. ودموعها مالية وجهها

أخذت عبايتها من الدولاب .. لبستها وأخذت شنطتها ..

87878787878787878787878787878787878787878787878787 87878787878778787878787878787878787878787878787878 7878787878787878787878787878787878787

الفـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــصـ ــــــــــــــــــــــــــل التــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاسـ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــع

87878787878787878787878787878787878787878787878787 87878787878787878787878787878788778787887787878787 78787878787878787878787878787877878787

الفصل الأول

{1 }

*****

بدت تصحى وتفوق ... لها اسابيع على هالحال . تقوم تصارخ وتصيح .. تجي واحدة تعطيها ابرة مهديء تنام .. تقوم وهي على نفس الحال .... يعطونها ابرة مهديء وتنام ....

هي مو مجنونة ولا فاهمة شيء .. ليش محبوسة هنا ... ومن الناس الي هنا ... وش يبون منها .. تبي طفلها أخذوه منها ما تدري إذا ولد أو بنت .. ما خلوها شافته حتى .. قالوا لها أنه مات .. بس هي حاسة أنه عايش مو ميت

الغرفة مظلمة فيها نور خافت ومقفلة ما فيها شباك .. بس باب من خشب بني مقفل ... والغرفة ما فيها شيء غير سرير .. تبي تخرج تبي تشوف الشمس .. تبي تروح بيتها ما تبي هالمكان ..

صارت تصرخ وتصيح ... أبي أخرج .. أبي اخرج .. حرام عليكم .. ليش حابسيني

قامت وصارت تدق الباب بكل قوتها وهي تبكي وتصيح

انفتح الباب .. بس بدل الحرمة الي تجي كل مرة وتضربها وتعطيها ابرة منومة .. واقف قدامها .. رجال لابس الزي الرسمي للشرطة ..

خافت .. يمكن يكون بإذيها

قال لها : من أنتي يا بنت .. بنت مين ..

لاحظ الخوف والرعب الي ساكنها .. : لا تخافين أنا شرطي ما راح آذيك .. لا تخافين ..

لما بخوف وبدون ثقة لأن الي شافته في الشهور الي راحت ما يخليها تثق في أي إنسان أو حتى تحس بالأمان .. قالت بصوت مرتجف وبخوف : ما راح تضربني

أشفق عليها وعلى حالها : لاا .. تعالي معي بوديك لمركز الشرطة ونشوف أهلك وينهم ..

لما : ما لقيت ولدي .. تكفى ما لقيته ..

مو عارف وش تقصد .. البيت هذا مشبوه ولهم فترة يراقبونه .. الي فيه مشبوهين ويشتغلون بالمخدرات وأشياء ثانية مشبوهة ..تزوير .. وغيره .. بس من هالبنت الي شكلها محبوسة هنا .. وحالتها لا تسر صديق ولا حتى عدو ..

الشرطي : تعالي معي .. بلاقي لك ولدك ...

لما : لا .. تبي توديني عشان يعطوني ابرة .. تبي تضربني ..

الشرطي .. شاف أنه مو من المناسب يوديها قسم الشرطة .. : تعالي .. معي بوديك مكان راح ترتاحي فيه .. أوعدك أني ما راح آذيك ..

بعد طلوع الروح .. وافقت تروح معه ..

.................................................. .................................................. .............

وقف سيارته قدام باب البيت ..

نزلت وهي خايفة .. لابسة عباية كتف وتاركة شعرها متناثر على ظهرها ووجهها فيه جروح وآثار ضرب قديمة ..

الشرطي : لا تخافين .. هنا ما في أحد غير أمي ... وأخوي الصغير .. أنا ما راح اظل في البيت عندي دورية اليوم ..

لما اطمأنت من كلامه ما تدري بس حست أنها تثق فيه ..

فتح البيت بمفتاحه .. دخل ودخلت وراه ..

.. يمه .. يمه ... تركي يا تركي ..

جاء تركي يراكض ولد صغير في سن المراهقة .. يعني 15 14 سنه ..

عبد العزيز : وينها أمي .

تركي وهو يناظر البنت الي جاية مع أخوه باستغراب .. : أمي نايمة ..

عبد العزيز : تركي أنا مشغول الحين بعد تقوم أمي خليها تدق علي .. اسمعني البنت هذي في أمانتك ..

خرج وتركه ..

تركي بنظرات متفحصة .. : وش اسمك ..

لما : اسمي لما ...

تركي بصوته الي بين مرحلة الطفولة والرجولة : وين بيتك .. من وين أنتي

لما خايفة تقول من هي ويرجعونها لعمها ويرجعها مرة ثانية للوحوش الي كانت معهم .. حاسة أنهم في كل مكان .. فجأة راح تجي واحدة وتضربها بسلك أسود .. أو تهددها بأنها راح تشوه وجهها بالنار ..

: ما أدري .. كلهم ماتوا ..

تركي : روحي نامي .. في غرفتي وأنا بنام في غرفة عبدالعزيز ...

لما حست أنها شبعانة من النوم .. ما تبي تنام ولا تشتهي تنام وحاسة أنها ممكن تظل شهور من دون نوم ..

ناظر شكلها .. : تبين تاخذين حمام ..

لما هزت راسها بالإيجاب .. تبي تاخذ لها حمام عشان ترتاح شوي وتهدأ أعصابها ... بس ما عندها شيء تلبسه الملابس الي عليها لها مدة لابستها ..

تركي لوحده عرف أن من شكلها ما عندها شيء تلبسه لأن ما معها شنطة ولا شيء بس يموت ويعرف وش قصة هالبنت ..

تركي : انتظري شوي بروح أجيب لك شيء تلبسينه ..

طلع بسرعة وجاب لها قميص من قمصان أمه ..

ناظرت القميص .. ما عجبها لا شكله ولا لونه بس مضطرة تلبسه

أخذت لها حمام طويل وهي تحس أنها ماتبي تخرج ... وقفت تحت الدش وغمضت عيونها .. تتمنى برودة الماء تطفيء شوي من النار الي في صدرها .. وتنسيها العذاب الي شافته حتى لو جزء بسيط منه ...

خرجت .. لقت تركي جالس في الصالة ويلعب بلستيشن وهو في منتهى الإندماج مع لعبة السيارت

وقف اللعبة وهو يشوفها واقفة تناظره .. شكلها اتغير بعد ما أخذت حمام وغيرت ملابسها .. : تعالي أوريك غرفتي عشان تنامين ..

لما بخوف : ممكن اظل معك هنا ما أبي أنام ...

تركي : اجلسي .. تعرفين تلعبين بليستيشن ..

لما اتذكرت أختها لما الي كانت دايم تلعب معها .. : ايوة ..

تركي : تلعبين سيارت أو مصارعة ..

لما: سيارات أحسن

جلست جنبه شغل لها اللعبة .. اختارت سيارة باللون الأحمر لونها المفضل الي تحبه ..

بدت اللعبة .. اصابعها أخذت وقت شوي عشان تتذكر كيف تلعب .. بس بعدها .. قدرت تفوز عليه ..

تركي : فزتي علي .. عبدالعزيز ما يقدر .. يهزمني والحين تجي بنت وتهزمني ..

لما ابتسمت وهي تسمع كلامه .. لو كان شافها زمان كان راجع نفسه مليون مرة قبل ما يقول كلمة بنت ..

تركي : وين رحتي ..

نزلت أمه من غرفتها .. سامعة تركي يتكلم مع أحد .. عبدالعزيز ما يرجع إلا الساعة 12 في الليل ...

وصلت بخطواتها للصالة .. سألت نفسها من البنت الي مع تركي ..

أم عبدالعزيز : السلام عليكم .. من أنتي يا بنت ..

لما ردت السلام في الأول .. وما عرفت وش تقول

تركي : جابها عبدالعزيز .. قال لي تتصلين عليه يوم تقومين ....

أم عبدالعزيز : وش اسمك يا بنتي

لما وهي تناظر الحرمة الي شكلها كبيرة شوي .. : أنا لما ..

أم عبد العزيز ناظرت البنت بانبهار ما شافت جمال مثل هذا في حياتها .. : ارتاحي يا بنتي .. تركي ما ضيفت البنت

تركي : لا .. يا يمه ..

أم عبد العزيز .. رجعت لغرفتها ومسكت سماعة التلفون تتصل على ولدها ..

حكى لها كل الحكاية وطلب منها تهتم فيها لأن البنت شكلها مخطوفة بس لحد الحين ما يبون يعترفون بشيء العصابة الي قدامه ...

نزلت للمطبخ .. من الي حكاه لها عبد العزيز أكيد البنت بتكون جيعانة ..

فتحت الثلاجة وطلعت لها أكل وسخنته على النار .. وسوت لها كاس عصير ..

خرجت للصالة .. حطت الصينية قدام لما .. وقالت بصوتها الهاديء الي فيه نوع من الحنان .. : كلي يا بنتي ..

ما تنكر أنها جيعانة .. وبتموت من الجوع بس تستحي تاكل قدام ناس ما تعرفهم ..

حست أم فيصل بها .. قامت وقالت : تركي تعال معي أبيك بشغلة ..

تركي مندمج مع لعبته : يمه تكفين خليه بعدين .. أبي أكمل لعبتي ..

أم عبد العزيز بصوت هاديء بس حازم .. : تركي تعال معي ..

قفل اللعبة وقام راح وراها بضيق ..

أم عبد العزيز : كلي ..

ناظرت صحن الكبسة الي قدامها والسلطة .. مسكت الملعقة وصارت تاكل بسرعة وبنهم .. لها وقت ما ذاقت أكل مثل الناس .. كانت تظل ليالي من دون أكل .. يوم ما يعطونها ابرة مهدئة .. يخلونها يومين أو ثلاث من دون أكل عشان تتعب وتسكت .. لأن الضرب ما يجيب نتيجة معها .. ويخافون يضربونها كثير تموت تحت ايدهم والإبر المهدئة بكثرة كانت بعد تأذيها ... ويمكن تموتها عشان كذا كل فترة وفترة يخلونها من دون ابر مهدئة ومن دون أكل ..

عبد العزيز أرسلته أمه يشوفها أكلت ولا .. لا .. استغرب وهو يشوفها تاكل بهالطريقة المفجوعة .. وعرف قد ايش البنت جيعانة ومو ماكلة شيء ..

رجع لأمه .. أخذ له صحن ثاني وحط فيه رز ..

أم عبد العزيز : وش تسوي

تركي بأسى وهو يتذكر منظرها : شكلها مرة جوعانة يا يمه ..

أخذ الصحن لها .. وحطاه قدامها . : كلي ..

لما : الحمدلله شبعت ..

جلس جنبها : من وين أنتي .. بيتك هنا في مكة . ..

استغربت من كلامه .. كيف يعني في مكة .. بيتها في الرياض مو في مكة .. : أنا كنت في الرياض وش جابني هنا ..

تركي : هذي مكة مو الرياض .. ليش أنتي من الرياض ..

لما مو قادرة تتذكر أو تستوعب شيء .. كانت مع عمها في السيارة .. كانت تصيح وتحاول تهرب منه بس ما قدرت .. وداها عند ناس في حياتها ما شافتهم .. حبسوها في غرفة .. صاحت .. بكت .. صارخت .. ما لقت اجابة لاستغاثتها غير واحد وفي يده ابرة منومة .. مو عارفة كم ساعة نامت أو كم يوم .. بس صحت لقت نفسها في غرفة مختلفة عن الغرفة الأولى الي حبسوها فيها ..

تركي .. أخذ كاس العصير ومده لها

أخذت منه وشربت منه شويه .. اتذكرت أحمد .. والي سواه فيها .. حست بكره ما ينوصف له وكره مثله لعمها الي حرمها من كل شيء زين في حياتها وكره لزوجته وعياله ولكل عيلته .. كلهم تكرههم كلهم .. كلهم حرموها من جودي كلهم اتسببوا في موتها ....

دم جودي معلق في رقبة كل واحد منهم وأولهم أمها الي اتخلت عنهم ..

تركي : وين سرحانة ..

ما جاوبته ..

تركي روحي نامي ..

وداها لغرفته .. فيها سرير صغير ومليانة صور لاعبين كورة ولاعبين سلة .. وصور أفلام كرتون ..جلست على السرير وصارت تسترجع بذاكرتها صور كل الي حصل لها ..

************************************************** ************************************************** ***********************

يزيد : وش فيها خلود هالأيام .. مو عوايدها تحبس نفسها في غرفتها وما تروح لصديقتها سجود .. ولا سجود تجيها ..

نجلاء : الي فهمته منها أنها متخانقة مع سجود .. ورفضت تقول لي السبب

هي عارفة السبب .. أحمد .. بس ما تقدر تقول ليزيد

يزيد : حاولي تهديها شوي .. ما في أحد في الدنيا يستاهل منها تزعل كل هالزعل بسببه ..

حست كأنه عارف شيء وما يبي يقول لها ..

نجلاء : أنت عارف ليش هي زعلانة ..

يزيد .. سمع الي قالت خلود لنجلاء أمس .. ما كان قصده يتصنت عليهم .. كان راجع أمس متأخر وكان باب غرفة خلود فاتح .. وسمعها .. : لا .. عارفة أختك خلود لو أكون آخر شخص في الدنيا مستحيل تحكي لي مشكلة من مشاكلها ..

نجلاء : موضوع العروس .. هونت ولا وش فيك ..

يزيد : هذي الأيام مشغول .. وبعد كم يوم يمكن أسافر لإيطاليا ... عندنا شغل مهم ولازم أكون هناك ..

نجلاء : مو عوايدك تسافر وتترك أمي وخلود لوحدهم ..

يزيد وهو يتنفس بعمق .. : عندنا مشكلة .. ولازم أروح أحلها بنفسي ...

نجلاء : لا يكون في شيء خطير وما تبي تقول لي ..

يزيد : لا .. .. كلها يومين وراجع .. لا تخافين .. ما في شيء خطير..

نجلاء : متى بتسافر ..

يزيد : بعد يومين أو ثلاث .. عندي شغل هنا لازم أخلصه قبل ما أسافر

نجلاء : طيب .. حنا بنفاتح البنت بالموضوع .. ولحد ما ترجع تكون فكرت .. وأخذت قرارها .. ومافي داعي للتأخير ..

يزيد مو معها ولا سامع الي تقوله .. يتذكر في سمر ويتذكر عصبيتها ... ويسأل نفسه هل واحدة مثلها بتصلح تكون له زوجة ..

نجلاء : يزيد .. يزيد ..

يزيد : نعم ..

نجلاء : وين رحت .. لا تكون سافرت على ايطاليا ورجعت ..

يزيد : كنت أفكر ... أنتي وش رايك فيها .. لأن خلود ما تحبها ولا أمي .. ما أبي أتزوج واحدة من دون رضاكم كلكم وموافقتكم ..

نجلاء : أنا ما شفت البنت كثير .. يمكن مرتين بس .. لكن أم فيصل وأخته يحبونها ويمدحون فيها دايم .. وأنت تعرف أمك وأختك ما يهمهم غير المظاهر .. اعتراضهم مو بسبب شيء في البنت .. لكن بسبب أنها مو بنت عايلة كبيرة ومعروفة .. وخلود طبعا ما تحب أي واحدة لو ما كانت سطحية ومن دون تفكير مثلها ..

يزيد : هالفترة مو رايق .. لخطبة أو لزواج أو أي شيء ..

نجلاء : .. أخاف البنت تكون طارت لحد ما تروق أنت وتفضى ..

يزيد : اسبوع ولا أسبوعين .. أخلص من كل المشاكل الي عندي في الشغل ..

نزلت خلود من غرفتها ببجامها الأورانج وشعرها مقشع وطفشانة .. جلست على الصوفا بملل ..

خلود : صباح الخير ..

يزيد : مساء الخير .. الساعة أربعة العصر وأنتي تقولين صباح الخير ..

خلود : آآآآف .. نيرفا .. نيرفا

جات الخدامة تركض : نعم .. ماما ..

خلود بعصبية : نيرفا وجع .. وينك ما تسمعين .. حمارة أنتي ..

الخدامة ما تدري عن شيء المسكينة بس ما في قدام خلود أحد تطلع عليه شياطينها غيرها .. : آسف ماما ..

خلود : انقلعي جيبي لي شيء آكله .. وكوب بلاك كوفي من غير سكر ..

راحت الخدامة ..

يزيد : وش فيك قايمة من النوم بمليون عفريت ..

خلود قامت من مكانها وهي مو رايقة ليزيد أو لأسئلته .. : اذا جات بنت الكلب قولوا لها تجيب لي الأكل في غرفتي ..

يزيد بعصبية .. : خلود .. وقفي مكانك وأنا أكلمك ولا خلاص ما صار عندك احترام لكبير أو لصغير ..

خلود بعصبية ونفاذ صبر : آآف .. هذي أنا واقفة .. وش تبي ..

يزيد : اوقفي زين في الأول .. أنا مو أصغر عيالك عشان تكلميني كذا بدون احترام .

خلود من بين اسنانها لأنها بصراحة مو رايقة لجنس مخلوق .. : قول الي عندك بدون كلام سخيف .. وإذا ما عندك خلني انقلع لغرفتي .. يكون أحسن

نجلاء : خلووووود ..

خلود : أنا ناقصتك أنتي بعد الحين ..

يزيد يحاول على قد ما يقدر ما يتنرفز عليها .. : انقلعي لغرفتك يله ..

طلعت بسرعة .. الدرج قبل ما يغير رايه ويستهبل عليها بمحاضراته السخيفة ..

نجلاء : لا تزعل يا يزيد .. تعرف خلود يوم تكون زعلانة ..

يزيد : البنت هذي أنا راح اربيها من أول وجديد إذا ما احترمت نفسها ..

نجلاء : لا تعصب .. خليها كم يوم بتهدأ الحين بس معصبة .. شوي .. راح تهدأ .. سجود أغلى صديقة لها وصعب عليها تخاصمها ..

يزيد : أنا رايح للشركة الحين .. بس ما اضمن إذا اتكلمت معي مرة ثانية بهالطريقة ما أقتلها ..

خرج .. وترك نجلاء .. الي طلعت لخلود في غرفتها ..

نجلاء : خلود ..

خلود بعصبية ونفاذ صبر : نعم ..

نجلاء : مو كافي الي مسويته في نفسك لك اسبوعين .. سجود وافقت غصب عنها .. مو بكيفها ..

خلود : أنا مو زعلانة منها .. بس ما أقدر أقابلها وما أحط في راسي أنها سرقت مني الشخص الوحيد الي حبيته في حياتي .. ما راح أقدر أشوفها سعيدة معه ما راح أقدر اسمعها تسولف عنه أو معه .. ما راح اتحمل أنها تنطق كلمة زوجي وهي قاصدة بها أحمد .. ما أقدر اتخيل أحمد مو لي أنا لواحدة غيري مرةثانية ... ولمين.. لصديقتي سجود الي أحبها مثل أخت لي .. والله ما أقدر ..

نجلاء : ما كان بينك وبينه شيء عشان تحبينه كل هالحب ..

خلود : ما كان يحس فيني .. بس أنا احبه .. والله أحبه

نجلاء : خليه يشوف نصيبه وأنتي بعد تشوفي نصيبك .. أنتي حلوة ومتعلمة وبنت عايلة كبيرة .. مليون شخص يتمناك .. حاولي شوفي حياتك .. راح تنسين مع الوقت .. وبعدين الي في قلبك مو حب .. وهم .. أنتي اتعلقتي بشيء .. وما تبين تتخيلين نفسك بدون هالشيء .. بس لأنك تبين أي شيء تشاورين عليه يكون لك .. ولو كان اتزوجتيه بهالأفكار الطفوليه كان راح تدركين هالشيء بس بعد فوات الأوان .. احمدي ربك أن ألله ما قدره يكون من نصيبك ..

خلود : اخرجي يا نجلاء .. اتركيني لوحدي ..

نجلاء خرجت وتركتها هي بالفعل كانت تظن أنها ما تحب أحمد بس الي شايفته الحين يدل على أنها تحبه .. بس تقول لها كذا تبيها تقتنع بالكلام الي تقوله لها مع أنها هي بنفسها مو مقتنعة ..

نزلت لتحت .. لقت أمها جالسة ..

أم يزيد : اليوم بنروح لبيت عمك أبو خالد ..

نجلاء : ليش ..

أم يزيد : زياد رجع من السفر

نجلاء بدون تصديق : زياد..

أم يزيد : ايوة هو بنفسه .. مسويين عزيمة اليوم ... ولازم نروح .. بعدين أنتي من ولدتي ما خرجتي وشفتي الناس ..

نجلاء : ما أقدر اترك مازن في البيت .. وما أقدر آخذه معي ..

أم يزيد : اتركيه مع المربية وش فيها .. يعني ..

نجلاء : ما أقدر اخليه بعيد عني .. وما أحب آخذه للجمعات والحفلات ..

أم يزيد : خلاص اليوم خذيه معك .. وخذي معك المربية خليها تبعده عن الحريم .. وتظل به فوق مع البنات ..

نجلاء : ما أقدر يا يمه .. بعدين لازم ارجع البيت اليوم .. حامد راح يرجع اليوم من السفر .. ما أحب يرجع وما يلقاني في البيت محضرة له العشاء وعارفته راح يكون راجع وهو مشتاق لمازن .. وما أقدر احرمه من ولده وهو له ثلاث أسابيع ما شافه ..

أم يزيد : ليش ما يجي معك .. كل عايلة الجاسم معزومه .. وفرصة بالمرة أشوف سمر الي تبين تبلشين أخوك بها ..

نجلاء : لو اتعرفتي عليها راح تحبينها .. يا يمه .. انشاءالله تجي اليوم معهم وتشوفينها ..

أم يزيد : وش تفيد شوفتها .. أخوك إذا حط الشيء في راسه بسويه بسويه .. ما في فايدة منه أو منك .. الحين بسببكم طارت سجود منه .. واحدة مثل سجود ما تظل تنتظر العمر كله .. كل يوم يجييها خطاب شكل .. والحظ جاء من نصيب أحمد الله عوضه بها بدل الي مو معروف اصلها .. لما ..

نجلاء بالعكس حاسة أن أحمد أمه غضبانة عليه الحين ما ينفذ من لما إلا وتجيه سجود .. أكيد حظه من الأرض .. : يمه أنا راجعة البيت بروح أجهز أغراضي وأغراض مزوني حبيبي .. وفي المغرب راح أرجع ..

أم يزيد : الله يحفظك .. ويحفظ مازن ويخلي لك زوجك .. ويدوم الحب بينكم يا رب ..

نجلاء الي كانت رافعة يدينها : اللهم آمين ..

أم يزيد : وأختك .. اقنعيها تروح معي ..

نجلاء : يمه تعرفين خلود وتعرفين راسها الناشف .. إذا قالت ما بتروح ما حد يقدر يخليها تروح ..

أم يزيد : نجلاء .. أبي أكلمك في موضوع

نجلاء : نعم يمه ..

أم يزيد : خلود جايها عريس .. علي

نجلاء باستفهام : علي مين ..

أم يزيد : يعني مين .. ولد خالك .. رجع من لندن وخالك فاتحني بالموضوع يبي خلود تكون زوجة له ..

نجلاء : من صدقك يا يمه تبين ترمين خلود لواحد مثل علي .. واحد ما يصلح يكون زوج أو أب أو أي شيء غيره .. ما ينفع يكون أصلا رجال ..

أم يزيد : هذا ولد خالك ما يصح تتكلمين عنه كذا .. وبعدين وش ناقصه .. وش عيبه .. كله طيش شباب وراح ينعدل ويتحمل المسئولية بعد يتزوج ..

نجلاء : أنتي أمها ولو يرضيك بنتك تترمي هالرمية روحي فاتحيها بالموضوع وحاولي تقنعينها ..

أم يزيد : بنتي ما تعارضني وبعدين هي عارفة لو وافقت على علي .. وش راح تكسبه .. هو وحيد أبوه ووريثه الوحيد .. مثل ما سجود أخذت أحمد هي تاخذ علي .. ويكون الراس بالراس .. احمد ما هو بأحسن من علي بشيء ..

نجلاء مو مصدقة الي تقوله أمها .. الحين تبي بنتها تتزوج واحد صايع وضايع ومو حق زواج أو مسئولية بس عشان الفلوس .. أصلا ما في جزء صغير ممكن يقارنون به علي مع أحمد .. خايفة خلود تقتنع لأنها عارفة خلود تفكر مثل أمها .. فولة وانقسمت نصين ..

نجلاء : يمه .. هذي بنتك يا يمه أكيد ما ترضين لها الشر .. مفروض حتى لو هي وافقت أنتي ما توافقين ..

أم يزيد : علي حتى لو فيه كل العيوب ما راح يأذي بنت عمته من لحمه ودمه وأكيد بالزواج راح يتحمل المسئولية .. والبنت بعقلها وحسنها ودلالها تقدر تخلي زوجها خاتم في اصبعها .. وما في واحدة تصلح لعلي أكثر من خلود ...

نجلاء : مو مصدقة يا يمه .. والله خايفة خلود تقتنع بكلامك وتوافق .. الله يستر بس .. الله يستر ..

أم يزيد : خلود حبيبتي .. أعرف كيف أقنعها ..

نجلاء : حتى لو وافقت .. يزيد ما راح يوافق على واحد مثل علي يكون زوج لأخته .. والكلمة الأولى والأخيرة في الأصل ليزيد ..

أم يزيد : البنت عندها أعمامها وما أظن بيرفضون زوج مثل علي لخلود .. ويزيد يبي يتزوج بكيفه .. وبنتي أنا بزوجها بكيفي مدام هو حارمني من هالحق ..

نجلاء هزت راسها بدون تصديق وطلعت لغرفتها ..

************************************************** ************************************************** **********************

سمر قامت من قدام التلفزيون .. .. : من في الباب ..

جاها صوت سلمى الي تعرفه زين : سمر .. هذي أنا سلمى ..

فتحت الباب .. : أهلين سلمى .. اتفضلي .. .. اتفضلوا ..

منار : كيفك يا سمر ..

سمر : الحمد لله ..

سلمى : سمر .. تكفين ارجعي معنا ..

سمر : ما يصح تظلون واقفين عند الباب .. اتفضلوا

دخلتهم المجلس .. : مو قد المقام .. لا تواخذونا .. على قد الحال بس..

حست سلمى بالإنزعاج من كلامها ..

سمر خرجت للمطبخ ..

أم سمر : هذي سلمى ..

سمر : ايوة .. ومعها منار أخت زوجها ..

أم سمر : وش جايبها الحين .. الله يقطعها ناكرة المعروف .. بعد ما لميتها من الشارع وربيتها كأنها بنتي .. يوم صارت بنت عز ومال نستني كأنها ما تعرفني .. نست الي سويته لها .. نست أنه من دوني ما يندرى وش كان راح يحصل لها في الشارع ..

سمر : خلاص يا يمه .. تكفين .. خلاص ..

أم سمر : اطلبي منها فلوس .. خليها تعطيك شيء .. شايفتها كيف صايرة أكيد غرقانه بالفلوس ..

سمر : ما راح اطلب منها شيء .. بعدين حنا مو بحاجتها ولا بحاجة فلوسها

أم سمر : لو أنتي مو محتاجة .. أنا محتاجة .. البيت محتاج ..

سمر : ايوة .. وزوجك محتاج عشان يشرب السم الي قاعد يشرب فيه ...

أم سمر : عيب هذا أبوك . الي رباك ..

سمر : أمي تلعبين علي ولا على نفسك .. زوجك يخسى يكون أب لي .. ولا نسيتي الي كان يبي يسويه في سلمى ..

..

دخلت سلمى المطبخ .. سلمت على سوسن وحبت على راسها .. وضمتها بحب : كيفك يا يمه ..

أم سمر بنفاق : روحي ارتاحي .. يا بنتي .. أنتي ضيفتنا ..

سلمى : نسيتي يا يمه .. أنا وقفت هنا كثير .. في هالمطبخ .. وفي هالبيت .. أنا اتربيت هنا يا يمه .. والله اشتقت لك كثير .. بس كنت خايفة .. خايفة ازورك تكوني لساتك زعلانة منك .. والله آسفة يا يمه

أم سمر .. وكلام سلمى ما حرك فيها شعرة : ولا يهمك يا بنتي .. المهم أنك جيتي وحنا عيال اليوم ..

سمر ومستغربة من أمها : اتفضلي ارجعي لأخت زوجك .. وأنا بجي الحين ما يصح بنت الرازي تدخل مكان مثل هذا ..

سلمى : مو فاهمتك يا سمر .. ليش تسوين معي كذا أنتي أختي .. وش تبيني أسوي لك .. عشان تصدقين أني أحبك وأعزك ..

سمر مسوية نفسها مو مهتمة : عصير برتقال ولا مانغا ..

سلمى : سمر .. حاولي تسمعيني .. لو أنا زعلتك شيء قولي لي .. أنا آسفة والله آسفة وحتى منار جاية معي عشان تعتذر منك

سمر : تعبتي نفسك .. الحين بنت الجاسم وش راح تقول وهي تشوف الحياة الي اتربيتي فيها .. مو خايفة تتغير منك وفي يوم تقول لك ارجعي لبيتك الي جيتي منه .. مو خايفة تحكي لصديقاتها بالي شافته ..

سلمى : أنا افتخر أني اتربيت هنا .. معك .. عشان يكون عندي أخت .. اسمها سمر .. الله أخذ مني أختين .. وعطاني واحدة تسد مكانهم وأكثر .. فقدتهم ما أبي أفقدك أنتي بعد ..

سمر : ما راح تفقديني .. أنا هنا .. لو تبين تزوريني أهلا وسهلا .. لكن أرجع أعيش في ذاك البيت مرة ثانية .. مستحيل ..

سلمى : لو بسبب الي قالته منار .. فهي تعتذر ..

سمر : الي قالته تقصده .. حتى لو بتعتذر الي قالته هي قاصدته .. وحاسة فيه . أنا هنا مو عايشة مثل قصر عيله الجاسم بس حاسة أني ملكة نفسي .. حاسة أني حرة .. مو حاسة أني مسجونة أو عالة على أحد .. حاسة برضا لأني في بيتي .. البيت لو كان تحت الأرض .. كافي أنك تقولين هذا بيتي .. صدقيني أنا مو زعلانة منك أو من منار .. أنا هنا عادي بزوركم وتزوروني .. بس أرجع معك .. آسفة ما أقدر ..

سلمى : يعني ما في أمل ..

سمر : للأسف .. ما فيه .. ويله نروح نشرب العصير.. أكيد المقرودة منار .. ماتت من الطفش لوحدها ....

************************************************** ************************************************** **********************

خالد وهو يكلم نجد على الجوال وطاير من الفرحة لأنه خلاص رجع نجد وصارت زوجته من أول وجديد

: آسف حبيبتي .. ما أقدر أسافر اليوم .. خلينا نأجلها للأسبوع الجاي ...

نجد : ولا يهمك .. زياد راجع أمس ولازم تقعد معاه .. السفر مو مهم .. المهم عندي تكون انت مبسوط ..

خالد : تسلمين حبيبتي .. كنت اظنك راح تزعلين ..

نجد : كيف ازعل .. هذا أخوك وانحرمت من شوفته خمس سنين .. لو تبي تأجل السفر للسنة الجاية ما عندي مشكلة .. المهم عندي راحتك ..

خالد وهو يأنب نفسه وندمان على السنين الي ضيعها بعيد عنها .. وحاس أنه ما يبي ولا ثانية تضيع وهي بعيد عنه .. :آآآآآآه متى نكون أنا وانتي في بيتنا

نجد : ههههه .. هذا اليوم بس .. أخاف تطفش وتمل مني ..

خالد : أفا .. أنا اطفش منك .. في أحد يطفش من روحه وقلبه وحياته ............. وش رايك من بكرة ننتقل على بيتنا ..

نجد وهي تبتسم : الي يريحك ...

خالد : خلاص ... من بكرة راح نكون أنا وأنتي وسامي وسارة في بيت واحد .. راح نكون عايلة واحدة ...

نجد : كل ثانية عشتها في هالدنيا من يوم انولدت .. كنت احلم فيها باليوم الي نكون فيه أنا وأنت في بيت واحد وحوالينا عيالنا يلعبون .. ويضحكون .. تحملهم وتضمهم وتلاعبهم ..

خالد : لاحقين .. انشاء الله .. نلعب معهم ونضحك ونوديهم على المدرسة .. ونشوفهم يكبرون ويتزوجون .. ونجيب غيرهم انشاء الله ..

نجد : ليش سامي وسارة مو كفاية ..

خالد : أكيد تمزحين .. أنا أبي 10 غيرهم .. أبي اسمع لعبهم وصوتهم مالي البيت كله ..

نجد : 10 .. ليش تبي تسوي فريق كورة ..

خالد : ايوة .. وبعدين نحتاج للاعبين احتياط .. خليهم 15 أحسن ..

نجد : ههههه... لا يا حبيبي .. سامي وسارة كفاية ..

خالد بابتسامة : وش قلتي ..

نجد : سامي وسارة كفاية ..

خالد : قبلها ..

نجد بخبث ومسوية نفسها ما تدري : وش قلت ..

خالد : أحبك يا نجد ...

نجد : وأنا أحبك...

خالد : وأنا أمووووووووووووت عليك

نجد بخجل وابتسامة وسط خدودها الي تلتهب من كلماته ومن سماع صوته ..

خالد : قوليها مررررة ثانية أبي اسمعها

نجد : خلاص .. أنت عارف أني أحبك وأموت من غيرك .. ارتحت ..

خالد والفرحة مالية قلبه .. : آآآآه ... الحين ارتحت ..

نجد : طيب .. يله قفل حبيبي .. أمي تنادي علي بشوف وش تبي وبرجع أكلمك ..

خالد : الحين أمك ما عرفت تنادي عليك إلا في هالوقت ..

نجد : يله .. باي ..

قفل ... وأر سل لها رسالة .. ثلاث كلمات ... بسيطة .. كل كلمة من أربع حروف .. بس كل حرف من حروفها توزن دقات قلبه .. وكل حرف ينطق باسمها .. .. أحبك .. أحبك .. أحبك ..

ترك الجوال على الطاولة في غرفته ونزل للصالة تحت ..

ترك الجوال على الطاولة في غرفته ونزل للصالة تحت ..

لقى زياد جالس ويسولف مع أمه ..

زياد : وينك من الصبح ما شفتك .. ما تبي تقعد معي ولا ايش يعني ..

خالد : الحين مالي نص ساعة من تركتك وتقول لي ما شفتني من الصبح ..

زياد وهو يضحك .. : ولهت عليك .. لو تغيب عني خمس دقايق اشتاق لك .. أخوي الكبير .. وما أقدر أعيش من دونك ..

خالد .. : الموضوع فيه مصلحة .. أعرفك من صغرك مصلحجي وما تطلع الكلمة الحلوة إلا إذا عندك طلب ..

زياد : خلاص سحبت كل الي قلته .. استاذ .. كومار ..

خالد : ايش قلت

زياد يبيه يعصب يبي يرجع أيام زمان .. أيام كانوا صغار .. ابتكر هالكلمة يوم كان عمره سبع سنوات وخالد عمره 12 سنة .. كلمة حمار بس شوي مسوي فيها تعديلات وينطقها كومار .. ويعرف خالد يتنرفز يوم يناديه بهالكلمة ..

زياد : الي سمعته ..

خالد : لا ما سمعت زين ..

زياد : لأنك أكيد استاذ كومار كيف راح تسمع ..

خالد مسوي نفسه معصب .. : أنا .. ها .. حاضر .. المشكلة أني مو قدك ولا عقلي بصغر عقلك .. عشان كذا ما راح ارد عليك ..

سوى نفسه مو مهتم وجلس جنبه على الصوفا .. بحركة سريعة أخذ الوسادة ومسكه من رقبته وحط الوسادة على وجهه ..

أم خالد اتذكرت أيام كانوا صغار ويراكضن ويتخانقون ويتضاربون أربع وعشرين ساعة .. على أتفه الأشياء يتخانقون .. مافي اصعب من تربية أربع أولاد ..

تركه خالد : اتأدب مع أخوك الكبير ..

زياد قام من الصوفا : آسف .. ما راح اعيدها يا استاذ كو .. مار

ركض قبل ما يمسكه وركض خالد وراه ..

طلعوا للحديقة برة وهم يركضون ورى بعض

وقف زياد ..

وقف خالد وراه

زياد وهو يناظر سامي وسارة وعبدالله الي كانوا يلعبون مع بعض : تصدق نسيت أني صرت عجوز ما تليق علي حركات البزران ..

خالد : معك حق فعلا أنت صرت عجوز وما تليق عليك حركات البزران .. بس أنا بعدي شباب وراح أوريك من هو استاذ كومار ..

مسكه وطيحه على الأرض وثبته من كتوفه .. : سامي .. سارة .. تعالوا .. خلونا نأدب عمكم شوية ..

سامي وسارة ومعهم عبدالله ركضوا لعندهم ووقفوا يناظرونهم .. مو فاهمين هم يتخانقون أو يمزحزن .. ولا فاهمين كيف الكبار أصلا يلعبون أو يتخانقون مع بعض .. هم كبار مفروض يكونوا عاقلين ..

كل واحد يقلب الثاني على العشب الأخضر .. مرة .. لحد ما تعبوا وفكوا بعض وهم يضحكون ..

سارة ببراءة : بابا .. أنت مو كبير .. ماما تقول الكبار ما يتضاربون .. وأنا كبيرة ما اتخانق مع سامي ..

خالد : ههه .. ماما تلعب عليك .. يا حبيبتي ..

سامي : ماما تقول الكبار عاقلين .. بس أنتو كبار ومو عاقلين ..

زياد : ههه .. خربنا أخلاق الأولاد .. خلي زوجتك تعرف الخبر وتخرب عليك عيشتك .. سامي حبيبي قول لماما بابا قال أنتي كذابة وتلعب عليكم .. والكبار مفروض يتضاربون .. ما يظلون عاقلين

خالد : سامي حبيبي .. عمك كذاب أنا ما قلت كذا ..

زياد : هههههههههههههه . .. ومسوي نفسك رجال وتضارب وتعصب وتنافخ .. الحين لقيت الي تقدر عليك .. طول عمرك مبهذلنا وتضاربنا وما نقدر نسوي لك شيء جات الحين الي تقدر تاخذ حقنا منك ..

خالد : زوجتي وحلالها .. وأنا راضي أنت وش دخلك ..

زياد : مدام راضي خلينا نشوف .. سارة روحي لماما .. قولي بابا قال يبي يتزوج واحدة ثانية .. بسرعة اركضي ..

سارة ما صدقت الي انقال لها وعلى طول راحت تراكض لأمها

خالد ركض لعندها ومسكها .. : وين رايحة .. بجيب لك حلاوة بس لا تقولين لماما شيء .. عمك هذا مجنون ما يفهم وش يقول .. عمرك شفتي مجنون .. يا سارة

هزت راسها بالنفي

خالد : شفتي عمك هذا مجنون وكل واحد يشبه عمك زياد بعد مجنون .. والمجانين يقولون كلام مو مفهوم وكذب

سارة وفي عيونها العسلية نظرة استفهام.. : بابا .. عمو عمار بعد مجنون يعني ..

خالد : لا عمك عمار مو مجنون .. أنا عقلته بس هذا عشان كان مسافر اسبوعين معي وبخليه يعقل .. ولحد ما يصير عاقل مثل عمو عمار .. لا تقربين منه أو تتكلمي معه .. عشان لا يعديك وتصيرين مثله

سارة : عمو زياد .. يعني تعباااان ..

راحت لعنده وصارت تتحسس راسه بيدينها الصغار الناعمة ..

زياد مسكها وباسها على خدها .. : حبيبة عمو زياد .. أنتي .. يا عسل .. وش رايك اخطب لك عبودي ..

خالد أخذ منه سارة وشالها على كتفه : لا تخرب لي أخلاق البنت .. وبعدين من قال أن بنتي أصلا راح تتزوج .. راح تظل مع أبوها وما راح تتركه .. صح يا سارونة .. بتظلي مع بابا ..

هزت راسها وهي تضحك ..

زياد : أنا عم البنت ولي كلمة عليها وقلت راح تتزوج عبودي يعني راح تتزوج عبودي ..

خالد : عمك زياد مرة مريض وتعبان لا تقربين منه راح يعديك .. يله اركضي لماما .. ولا تطلعين

سارة : لا .. أبي ألعب مع عبودي وسامي ..

خالد : لا .. البنات ما يلعبون مع الأولاد .. عيب ..

سارة : لا يا بابا .. بلعب معهم ..

خالد : الأولاد ما يعرفون يلعبون .. بالعروسات .. مثل البنات الأولاد بس يتضاربون ..

سارة : لاا .. يلعبون بالعروسات .. كنا نلعب بالعروسة أنا الدكتورة وهي تعبانة وسامي وعبودي أخوانها .. وهي ماتت وكنا راح ندفنها ..

زياد : تدفنونها ..

سامي : ايوة .. أمس دفنا واحدة واليوم هذي أختها الثانية ماتت .. سارة ما تعرف تعالج العروسات ..

زياد : بنتك سفاحة ..خليها عندك ما أبيها تقرب من ولدي..

خالد : بنت أبوها .. العروسات للصغار .. أنتي كبيرة ما يصلح تلعبين بلعروسات .. روحي العبي معهم وعالجيهم ثنيناتهم والي يرفض اضربيه على راسه ..

زياد : البنت .. ضاعت .. في أحد يعلم بنته تضارب وتخانق .. تبي البنت تصير سفاحة ومتوحشة ..

خالد : تتعلم تعيش في هالدنيا ..

صرخ سامي وركض لأبوه .. وهو يبكي : بابا .. سارة ضربتني على راسي بالحجر ..

زياد : شفت هذي نهاية عمايلك ..

خالد وهو يمسح على راس سامي ويحاول يسكته : ما تخجل من نفسك تبكي وأنت رجال .. الرجال ما يبكي..

سامي : بس .. راسي يعورني ...

سارة ركضت لسامي ومدت له لسانها باستخفاف : أحسن .. عشان ثاني تسمع الكلام ..

خالد : ليش ضربتيه .. هذا أخوك .. روحي اضربي عبدالله لا تضربين أخوك ..

سارة وهي تناظر عبدالله : بس عبدالله كبير .. وسامي صغير ... وعبدالله يلعب معي مو مثل سامي .. بس ليش ما يتكلم ..

خالد : مسكين ما يعرف يتكلم .. وش رايك تعلمينه

سارة باستغراب : كيف أعلمه ..

خالد : وريه أسماء الأشياء .. الشجرة .. العصافير ..

ركضت عند عبدالله وأخذت عروستها وحطتها في يده .. هذي عروسة ..

ناظروا على بوابة البيت الي تنفتح ... دخل أحمد بسيارته ..

دخل سيارته الكراج وجاء لعندهم ...

.. سلم على زياد بالأحضان .. وهو صادق بالشوق الي حاس به له ..

زياد : كيفك يا ابن العم والله ولك وحشة ...

أحمد : أنت أكثر .. وينك خمس سنوات ما نعرف لك طريق .. مو حرام عليك

زياد : بدينا .. حرام عليك توني خالص من أمي وأبوي وأسئلتهم تبي تقرفني أنت بأسئلتك ..

أحمد : حقك علي يا خوي ..

زياد ويتذكر لما وأختها الي ظهرت .. راح تكون صدمة لكل العايلة ولأبوه بوجه خاص .. متمني يقدر يفجر قنبلته ويقول لهم أن لما عندها أخت توأم لكن فيصل حلفه وخلاه يوعده أنه ما يقول لأي أحد إلا بعد يحين الوقت المناسب وتكون سلمى مستعده تواجههم

زياد : ما أعرف من وين أبدء لك .. أبارك ولا أعزي ..

أحمد بضيق : لا ذي ولا ذي .. خليني عايش شوي وأنا ناسي .. أبي أسوي نفسي نايم عن كل شيء حولي ..

زياد : أحسن لك بعد ..

أحمد : أنا عازمكم اليوم ..

خالد : وعزيمة أبوي ناسيها ..

أحمد : عن نفسي ما راح أحضرها .. مواعد عمار والشباب في البر ..

زياد : جاي معك يا بو الشباب ..

خالد : وأبوي الي مسوي العزيمة .. تبون تفشلونه يعني ..

زياد : لا تخاف .. وسط زحمة الرجال راح انسحب من دون ما يحسون .. ولا نسيت أني ولا مرة حضرت عزيمة من عزايم أبوك وسواليف الشياب البايخة ..

خالد : بس اليوم غير .. العزيمة على شرفك يعني لو رحت هنا ولا هنا .. كلهم بيلاحظون ..

زياد : بالطقاق .. تبيني أفوت الصيد والبر والشوي والخيل عشان شياب ما أعرفهم ولا يعرفوني.. صدق ما عندك سالفة ..

أحمد : هذا زياد الي أعرفه .. ما يخاف ولا يهاب أي أحد مو مثل بعض الناس ..

خالد : مين تقصد ..

أحمد : ولا أحد .. الشباب كلهم هناك الحين .. المكان الي اتعودنا نسهر فيه من زمان .. على الساعة 11 بجي آخذك ..

زياد : حرام عليك تبيني اظل ساعتين مع الشياب .. تعال تسعة ..

أحمد : تم يا خوي .. يله أبي أطلع غرفتي أنام لأني تعبان وحيلي مهدود ما نمت من أمس الصبح ..

دخل البيت وتركهم ..

زياد : وش رايك تجي معنا .. والله اشتقت لخرجاتنا ..

خالد : تبيني أفشل أبوي قدام الضيوف ... لو أنت ما راح تكون موجود لازم أحضر أنا عشان ما تكون المصيبة مصيبتين ..

زياد : على كيفك ...

خالد : أنا بروح أغير ملابسي وبخرج تجي معي ..

زياد : أبي أظل العب مع عيالي الحلوين .. اخرج أنت وشوف شغلك ..

************************************************** ************************************************** **************

قال سعد يحاول يكسر الصمت الي مالي الغرفة .. : تبين تخرجين ..

قالت بحزم بدون نفس .. : لااا ...

ما يبي يضايقها وما يبي يبين لها أنه مهتم فيها .. : على كيفك ..

خرج وتركها ..

شوية وبتموت من الملل لهم أسبوع من يوم وصولهم لبيروت وهي حابسة نفسها هنا في الغرفة ...

قامت عن الصوفا .. فتحت دولابها وخرجت لها شيء تلبسه .. تنزل تروح الكافتريا تحت أو تتمشى في الشارع تتعرف على جزء صغير من بيروت .. اتمنت طول حياتها تسافر وتشوف العالم وتحس بالحرية ويوم الفرصة جات عندها حست أنها محبوسة ومخنوقة أكثر ..

لبست بنطلون أسود وبلوزة باللون التفاحي وجاكيت بني فاتح فوق ركبتها شوي وأخذت شيلتها السوداء لفتها على راسها ولبست نظارة سوداء ونزلت ...

اختارت طاولة من الطاولات وجلست وهي تناظر الناس الموجودين .. الي شعرها أشقر والي شعرها أحمر .. ألوان وأشكال غريبة عليها ولهجة غريبة ..

طلبت بلاك كوفي ..

كله خمس دقايق وجاب لها الجرسون طلبها ..

أخذت أكياس السكر بتفتحها ...

جاء لناحيتها واحد وجلس في الكرسي الي جنبها .. وهو لابس بلوزة صفراء فاتح لونها وبنطون جينز وطاقية وحاط على عيونه نظارات .. قال بكل جرأة .. : يكفي تحطين اصبعك في الكوب وطعمه راح يكون أحلى من السكر..

ريماس ناظرته باستغراب وبدون ترحيب وخوف من أن أحد يشوفها مع واحد .. : انقلع من هنا لو سمحت ..

... قال وهو يبتسم لها .. : مثل ما توقعت .. سعودية ..

ريماس بكره : لو سمحت قوم من هنا .. أنا واحدة متزوجة .. زوجي راح يسوي مصيبة لو لقاك هنا ..

.. : متزوجة .. حرااام ..

ريماس : بعصبية .. : آآآآف ما تفهم ...

قال بدون مبالاة لعصبيتها .. : أنا بسام .. وأنتي ..

ريماس .. قامت .. بس بعد ايش .. شافها سعد وجاء لعندها ..

اتصنمت مكانها .. وما اتحركت وحست أن قلبها طاح في رجولها أكيد راح يظن فيها ظن مو كويس ..

سعد ناظرها بغضب يحاول يكتمه مع أن محاولته فاشلة لأن الشرار شوي وبيخرج من عينه ..

ما قدرت تحط عينها في عينه .. عيونه دبت الرعب في قلبها ..

سعد : وين رايحة .. كملي قعدتك مع الأخ .. وعرفيني عليه بالمرة ..

ريماس : ســ..

سعد : اسكتي .. نتفاهم بعدين ..

ركضت لغرفتها وحابسة دمعتها في عينها ..

سعد ناظر بسام الي جالس على الطاولة ببرود ويناظرهم ولا كأن شيء حصل .. ولحق ريماس ..

دخلت الغرفة .. ودخل وراها وصفق الباب بكل قوته ..

سعد : من هذا .. كل يوم ترفضين تنزلين معي وتنزلين تجلسين معه .. والله العالم يمكن تدخلينه الغرفة بعد ..

صدمتها كلماته ..

ما حست بنفسها إلا وهي ..

تعطيه كف بكل قوتها ..

ما تقدر تسمعه يقول لها كذا .. ما حست بنفسها إلا ويدها على خده ..

مسك يدها بقوة وعيونه مركزة على عيونها ..

ريماس بخوف : آسفة .. آسفة .. ما قصدت .. والله آسفة ..

سعد : المشكلة أن هنا في ناس وحنا مو في مكان لوحدنا .. ولا قسم بالله هالكف ما أعديه لك على خير ..

ترك يدها وخرج قبل ما يرجع في كلامه ويتهور يسوي مصيبة ..

ريماس لعنت نفسها مليون مرة .. وش خلاها تخرج .. وش خلاها تمد يدها عليه والله ما قصدت بس كلامه جرحها في الصميم ومس كرامتها .. ما حست بنفسها .. ما راح ينسى لها الي سوته .. أكيد راح يبهذلها .. يعني كانت ناقصة من مصيبة الولد الي يبي يسبب لها المشاكل لمصيبة ثانية .. تمد يدها عليه ... ما راح يسامحها .. أكيد ما راح ينسى لها هالكف ..

ما في رجال يرضى ينضرب من حرمة .. أكيد حاس أن كرامته انهانت وما راح يرجع كرامته إلا لو ذبحها .. عيونه ما تطمن .. والله خايفة يسوي فيها شيء

ياليت يدها انقطعت قبل ما تفكر ترفعها عليه ...

...

ناظرت الساعة صارت 12 ليل وهو ما رجع .. والله خايفة يكون صار فيه شيء .. حاسة بخوف وقلق وتوتر .. وين راح هذا .. من عوايده يرجع الساعة 8 أو 7 .. ما يتأخر كذا ..

مسكت مجلة تقراها يمكن تننسى شوي أو يخف خوفها وقلقها .. بس ما قدرت .. رمت المجلة وصارت تناظر الساعة وتدعي الله يرجعه مع أنها ما تدري ليش خايفة على زعله وعلى مشاعره وعليه لهالدرجة .. ما في شيء في تاريخه الأسود معها يخليها تخاف وتقلق عليه كذا ..

ما تبي تقر وتعترف لنفسها أنها لحد الحين تحبه .. مبعده الفكرة من راسها ومن قلبها ..

.. الساعة داخلة على واحدة ..

وجهها انملى دموع وهي تدعي الله يحفظه .. وجسمها صار بارد ويرتجف .. قلبها يوجعها ..

سمعت صوت المفتاح يفتح الباب .. دخلت الغرفة بسرعة وسوت نفسها نايمة .. بتموت وتشوفه وتعرف هالهو بخير أو لا .. وفي نفس الوقت مرعوبة وما تقدر تحط عينها في عينه ..

فتح باب الجناح ودخل .. جلس على الصوفا .. ما يبي يدخل لها الغرفة راح يصدر منه تصرف ما راح يرضيه أو يرضيها ..

طلع جزمته ورفع رجوله على الصوفا .. عشان ينام ..

والله لو ما مسكوه كان ذابحه ذابحه ... ما يهمه لا شرطة ولا غيره .. بعد كل الضرب الي ضربه له حاس أنه ما شفى غليله منه ولو يطول رقبته الحين بيذبحهه ...

..

ظلت داخل الغرفة ترتجف تحت البطانية ومتخيلته في أي لحظة يدخل عليها ويسحب عنها البطانية ويضربها ..

اتذكرت الضرب الي كانت تنضربه من أبوها .. واتذكرت سالم أخوها .. حصل لها هالموقف من قبل .. أخوها قل أدبه واحترامها معه لدرجة ما قدرت تتحملها .. ما حست بنفسها إلا بعد ما صارت اصابعها على خده.. في ذاك اليوم أبوها جاء ضربها ضرب .. خلاها راقدة ما تقوم عن الفراش أسبوع كامل ..

حست بالألم داخل عظامها .. اتذكرت الموقف واتذكرت الإحساس بالألم والذل .. من ذاك اليوم ما رفعت اصبع واحد قدام سالم لأنها عارفة أبوها وش راح يسوي فيها ..

بس سالم كان أخوها .. وكانت تحبه .. كان نسخة عن أبوها أفسده الدلال والدلع .. بس أخوها وتحبه .. وتتمنى يرجع وتاخذه في حضنها .. ندمانة أنها ولا في يوم أخذته في حضنها بحنان الأخت والأم .. يمكن لو حاولت تتقرب منه بدل تخافه وتبعد عنه يمكن كان الحين عايش ...

امكن ما كان صار له كذا .. امكن ما كان اتأثر بأبوها وصار نسخة عنه .. لا يعرف الرحمة لا يعرف الحب ..

كان طفل مبهور بأبوه .. كان يحتاج لحد ينصحه ويوجهه ...

استغفرت ربها واتعوذت من الشيطان .. كل شيء مقدر ومكتوب وهذا قدر رب العالمين ..

ما قدرت تنام .. ليش ما جاء ينام ... له نص ساعة من يوم جاء وما دخل الغرفة في العادة ياخذ له دش ويلبس بجامة النوم ..

ما قدرت تظل نايمة .. يسوي لها الي بي يسويه بس تطمن عليه ..

فتحت الباب بهدوء .. ناظرت الصالة .. شافته نايم على الصوفا ..

راحت لعنده ... كتمت صرختها وهي تشوف الجروح الي في وجهه .. قلبها قال لها أنه فيه شيء .. أكيد راح اتخانق مع الولد الي كان جالس معها .. الله يلعنها وش خلاها تنزل بس عشان يحصل كل الي حصل .. وتطيحه في مشكله ..

دخلت الغرفة جابت بطانية غطته بها .. الجو بارد .. وقفت تناظر شكله والندم يقطع صدرها ودموعها ماسكتها بالغصب ..

جلست على الأرض .. مقابلة له وقالت بهمس .. آسفة ..

أبعدت خصلات شعره الأسود عن وجهه الي واضح على ملامحه التعب حتى وهو نايم ..

قامت ورجعت الغرفة مع أنها متمنية تظل معه وما تقوم من عنده ..

حس فيها ما كان نايم .. ومو قادر يفسر الي سوته الحين ..غمض عيونه

مو قادرة تنام على السرير وهو نايم على الصوفا ما راح يرتاح وهو نايم عليها وشكله مرة تعبان .. تروح تصحيه وتخليه ينام في الغرفة .. بس يمكن يعصب عليها ... لا بتروح حتى لو يعصب خليه يعصب

فتحت الغرفة وقفت قدامه عشان تصحيه .. اتراجعت في آخر لحظة ما تبي تزعجه وتقلق عليه نومته وهو في هالحالة ..

رجعت الغرفة .. قفلت الباب .. حسمت قرارها بتصحيه ويسوي الي يسويه ..

فتحت باب الغرفة ..

اخترعت وهي تشوفه واقف عند الباب ..

ناظرها وعيونه مثبته عليها .. ما قدرت تفهم الي في عيونه .. بس خايفة منه لدرجه مو قادرة توصفها ..

ناظرها من فوق لتحت مرة صغيرة .. نحيفة وقصيرة .. ما كانت نحيفة كذا .. مرة نحفت لأنها ما صارت تاكل ... عنده رغبة قوية يحملها بين ذراعيه ويدور بها .. ويحضنها بقوة ويحط راسه في حضنها ويحكي لها الي يعور قلبه ويعترف لها بكل شيء ويطلب منها تسامحه

غمض عيونه الناعسة واتنفس بعمق .. يبعد الأفكار عن راسه ..

قال بعصبية يطرد الي في قلبه : أزعجتيني .. داخلة خارجة وش تبين ...

ارتعبت وارتجفت في وقفتها ..

حاس أنها خافت من عصبيته .. طنشها ونام على السرير ..

غمض عيونه ..

خرجت للصالة وهي تلوم نفسها الذنب ذنبها أنها كانت بتموت من الخوف عليه ... وهو يعصب عليها وما يدري أنها كانت تحترق من داخل من الخوف والقلق والتوتر .. جلست على الصوفا الي كان جالس عليها ... وأخذت البطانية ضمتها لصدرها ..

ونامت على الصوفا وهي حاسة بوجوده جنبها من ريحة عطره الي عالقة في الصالة وفي البطانية ..

وشوي شوي نامت وهي مرتاحة وقلبها مرتاح ولأول مرة تنام بسرعة بدال رحلة طويلة من الأرق .. امكن ريحته ووجوده عطوها الأمان .. وقدرت تنام وحاسة أنه معها ...

قامت الصبح على الساعة تسعة صباحا .. أكيد بعده نايم أمس راجع متأخر ... ومرة كان تعبان ..

فتحت الباب بهدوء عشان ما تصحيه .. اتفاجأت وهي تشوف السرير فاضي ومرتب .. متى قام ومتى خرج ... أخذت لها بجامة باللون الموف بدون أكمام وبنطلونها واصل لحد الركبة .. أخذت لها حمام وفرشت أسنانها وحست أنها صارت نشيطة ..

أخذت البطانية الي على الصوفا وعطفتها وحطتها داخل الدولاب ..

فتحت الثلاجة وأخذت علبة عصير برتقال .. وجلست على الصوفا قدام التلفزيون ..

سمعت صوت دق على باب الجناح .. أكيد خدمة الغرف بس هي ما طلبت شيء ..

لبست لها شيء على ملابسها وفتحت الباب ..

لقت موظف الفندق معه باقة ورد باللون الأحمر ... عطاها اياها وراح ... ناظرت الورد باستعجاب وإعجاب .. لقت عليه بطاقة .. مكتوب عليها .. ( ما لقيت شيء أهديه للورد إلا الورد .. يأحلى وردة من بين كل الورد ..) .. بسام ..

سمعت صوت باب الجناح ينفتح .. ارتبكت وين تودي هالمصيبة .. الله لا يعافيك يا زفت بسام الله ينتقم منك .. الله لا يوفقك ..

فتح الباب وناظرها .. دخل وقفل الباب .. من شكلها ميتة من الرعب ..

.. ناظر الورد الي في يدها والبطاقة الي في يدها الثانية .. مشى لعندها وهي اتسمرت مكانها .. أخذ البطاقة وقرأ المكتوب فيها ووجهه اتلون بألف مليون لون ..

سعد من بين أسنانه وهو مثل بركان في مقدمة الثوران .. : وتبين تقنعيني ما بينكم شيء ..

هزت راسها بالنفي وعيونها متعلقة بعيونه وترتجف من الخوف ..

أخذ الورد ورماه على الأرض وداسه برجوله وهو يصارخ ويسب ..

سعد : ما تبين تقولين شيء .. ولا ساكته تدورين لك على كذبة .. التفاحة الخايسة تظل مثل ما هي .. والي فيه طبع ما يغيره ...

دموعها سالت على خدودها ووجهها صار أحمر ..

سعد بعصبية وعيونه كلها شرار : روحي من قدامي .. انقلعي .. راح ارتكب فيك جريمة إذا ظليتي واقفة قدامي .. انقلعي ..

ركضت لغرفتها لأنها عارفته صادق .. جلست فوق السرير وحضنت المخدات لصدرها وهي تبكي وتشهق ...

سمعت صوت باب الجناح انصفق بقوة هزتها .. ركضت أخذت عبايتها ولبستها خرجت تلحقه قبل ما يسوي مصيبة ..

نزلت تحت الإستقبال .. شافته اتجه للكافتيريا .. راحت وراه وهي تناظره ..

..

مسكه من رقبته وسحبه له ...

ركضت له ريماس .. وحاولت تفكه عنه لأن الولد شكله راح يموت في يده .. شكله مو قادر يتنفس ..

ريماس : سعد .. تكفى يا سعد والي يرحم والديك ..اتركه .. اتركه .. راح تودي نفسك في مصيبة عشان واحد ما يستاهل

سعد : ريماس انقلعي من هنا ... ما أبي أغلط معك ..

ريماس وهي تبكي والناس اتجمعوا يفكونهم عن بعض .. : سعد كافي فضايح ومشاكل خلينا نرجع السعودية وهناك اذبحني إذا تبي ما راح أسألك بس كافي لا تضيع عمرك بسبب واحد ما يسوى راح يموت في يدك .. اتركه ..

تركه والتفت لها .. : خايفة عليه ما يصير له شيء ..

ريماس : خايفة عليك أنت ..

بسام صار يكح ويحاول ياخذ نفس .. : راح تندم .. والله لأوريك ..

تركه وسحبها من يدها وطلعوا للغرفة .. وهي تحاول تفك يدها منه لأنها شوي وبتنفك من مكانها بسبب مسكته ..

رماها وقفل الباب وراه وطلع حزامه الي كان ملفوف حول خصره .. : تبين نتفاهم .. ها .. حاضر هذا هو الي بتفاهم فيه معك ..

ريماس : تكفى .. اسمعني بس ..

سعد : لا ما أبي اسمع شيء .. الخوف الي كان ساكن عيونك عشانه .. خفتي أذبحه وأحرمك منه ..

رفع حزامه يبي يضربها .. بس أشفق على حالها .. رمى الحزام على الأرض .. : ما تستاهلين أوسخ يدي يسببك .. اليوم راجعين السعودية لمي أغراضك أرجع ألاقيك جاهزة ...

ريماس : طلقني يا سعد .. أنا أكرهك .. طلقني لو أنك رجال وفيك ذرة رجولة طلقني ..

جلس على الأرض قدامها وصفقها كف بكل قوته .. شاف الرعب في عيونها وحس بالشفقة وكان وده ياخذها في حضنها

لكن .. عطاها كف واحد ثاني وهو حاس أنها تأثر عليه وتخليه يحس بالضعف .. : ما أبي أسمع صوتك .. تبين تطلقين وتروحين له ..

ريماس : لا تتكلم معي عن الشرف والأخلاق أنت آخر واحد تتكلم معي عنهم يا ولد عمي من لحمي ودمي .. أنا لو ما عندي لا شرف ولا أخلاق فأنت أصلا ما تعرفهم ..

صفقها كف ثاني وثالث ورابع ..

ريماس بتحدي : اضربني .. ليش وقفت .. ولا أقول لك اذبحني .. آه صح أنت أصلا ذبحتني من بدري من زمان وكله عشان الفلوس .. الفلوس خلتك تنسى الدم والشرف والنخوة نستك كيف تكون رجال ..

رفع يده .. لكن نزلها وقام دخل الغرفة .. غاب دقيقتين ورجع وفي يده ملف أصفر .. رماه على وجهها .. وقال : أنا ماخذيت شيء مو حقي .. خذيت نصيبي في فلوس أبوي .. أما حق أبوك ما لمسته كتبته باسمك واسم ندى أختك .. ونصيب أختك غرام الي سرقه أبوك منها كتبته باسم ولدها عبدالله زياد الرازي .. .. ولو أنا نسيت الرجولة يا بنت العم .. اسألي أبوك الي نسى الأنسانية وش سوى فيني وفي أبوي وفي أمي وفي أختي وبعدها جاوبي بنفسك على أسألتك .. لكن عمري ما راح اسامحك على كل كلمة نطقتيها .. وورقة طلاقك راح توصلك في الوقت الي أنا أحدده مو أنتي .. وبعدها صيعي مثل ما تبين انشاء الله تحترقين بغاز ما راح أسأل فيك بس على الأقل يا شيخة احترمي أنك على ذمتي .. مو قادرة تنتظرين سنة وتفتكين مني .. بعدها اتعرفي على الي تبينه ..

ريماس : أنا ما عندي علاقة بأي أحد ولا أعرف أي أحد .. ما تبي تصدق بكيفك مثل ما تبي .. وما يهمني أصلا صدقت ولا لا لأنك أنت ما تهمني ..

سعد : لا تتعبين عمرك يا شيخة .. أنا عمري ما أصدق واحدة خايسة .. الي تعرف شاب مرة تعرف غيره مليون مرة ولو مو متأكد أنك كنتي بنت في ذاك اليوم ما كان فكرت أتزوجك ..الله أعلم كم عرفتي قبلي وجيتي تمثلين علي دور البراءة والشرف وأنا الي آذيتك وظلمتك .. أصلا كيف شيطان مثل أبوك يجيب غير شيطانة مثله ..

ريماس : مشكور ما قصرت .. مشكور لأنك اتزوجتني واتسترت علي من الفضيحة .. مشكور على كل كلمة قلتها .. مشكور راعي نخوة وشهامة ورجولة .. ما تقصر يا ولد عمي .. ما تقصر عساك دوم لي ذخر ..

طنش سخريتها وخرج ..

ريماس بكره .. أكرهك .. أكرهك .. حيوان .. نذل .. حقير .. أكرهك ..

وعارفة أنها من دون كرامة وتحبه ..

"************************************************* ************************************************** *************

الجزء الثاني

{2}

فيصل جالس في غرفته وقلقان من كلام الدكتور الي زارته سلمى أمس .. قال أن ضغط الجنين مرتفع ويمكن يسوي مشكلة في الولادة وبعدين عندها فقر دم وكذا مو زين لها ولا للجنين وممكن يعرض حياتها وحياة الجنين للخطر عند الولادة..

دخلت سلمى الغرفة .. : حبيبي وين سرحان.. فيصل .. فيصل ..

فيصل : نعم ..

سلمى وهي تجلس جنبه على الصوفا .. : لا .. مو طبيعي .. وش فيك ..

فيصل : اتغديتي ..

سلمى : الساعة 11 .. والغداء الساعة واحدة نص ..

رفع سماعة التليفون وكلم المطبخ .. وقال للخدامة تجيب كاس عصير برتقال وكاس حليب لسلمى وأي شيء تاكله بس يكون مفيد

سلمى : أنا مو جوعانة ..

فيصل : بتاكلين ولو كان بالغصب ...

سلمى : قبل شوي أفطرت .. ما أبي شيء

دقت الخدامة الباب .. فتح الباب وأخذ منها الصينية وحطها قدامها وقفل الباب بالمفتاح وحطه في جيبه عشان لا تهرب منه كعادتها ..

حط الصينية قدامها ..: كلي

سلمى : قلت لك ما أبي ..

فيصل : طيب لو قلت لك عشان خاطري ..

سلمى : لا تمسكني من اليد الي توجعني .. تعرفني عشان خاطرك ارمي نفسي في البحر

فيصل : لا بحر ولا نهر .. أبيك عايشة ولا لو رميتي نفسك في البحر أنا وش يحصل لي .. أموت يعني ..

سلمى : بعد الشر عنك .. راح أشرب كاس العصير .. عشان خاطرك ..

فيصل ومسوي نفسه زعلان : يعني خاطري ما يساوي عندك إلا كاس عصير .. وأنا الي كنت أحسبك راح تخلصين كل الي في الصينية عشان خاطري ..

سلمى : لا تزعل نفسك حبيبي .. يوم ثاني .. بس مو الحين لأني شبعانة .. وكاس العصير هذا بالغصب راح أشربه ..

شربت كاس العصير

مسك يدها وباسها : سلمى .. تحبيني ..

سلمى والدم اندفع لخدودها .. : ما تمل يعني .. كل يوم تسألني هالسؤال ..

فيصل : ما أمل ولو ظليت أسمعك تقولين أحبك كل ثانية في اليوم ما راح أمل ..

سلمى : احبك وأموت عليك ..

فيصل : خلاص عشان هالحب خلصي كاس الحليب .. أشوف حبي يستاهل كاس الحليب ولا لا ..

سلمى : خلاص بطني مليانة وتعرفني ما اطيق الحليب عشان كذا دخلت علي بحركات العيال البايخة هذي ..

فيصل : اشربيه ..

سلمى : لا ..

فيصل : اشربيه ..

سلمى بعناد : لااا ..

فيصل : عارفتني ما أحب كلمة لا .. وأكره سماعها ..

سلمى : لا .. لا .. لا .. وش راح تسوي ..

فيصل وعيونه كلها خبث : تبين تعرفين ..

قرب منها وشدها من خصرها .. لصدره .. : لحد الحين تبين تعرفين وش راح أسوي .. ولا تشربين كاس الحليب وتاكلين السلطة والساندويش ..

سلمى وهي حابسة نفسها وحاسة بدقات قلبه .. : خلاص .. خلاص .. بس فكني ..

تركها وهو يبتسم برضا وهي شربت كاس الحليب وحاقدة عليه ..

فيصل : لا تناظريني كذا .. راح تاكليني بنظراتك .. كاس حليب هذا ولا علبة كاملة .. وعلم يوصلك ويتعداك كل يوم من هذي الطريقة .. شغلي راح اشتغله من البيت .. وكل يوم في الفطور والغداء والعشاء هالطريقة ..

حست ببطنها توجعها وبترجع .. ركضت على طول للحمام .. وقفلت الباب ..

خرجت ..

فيصل بخوف وهو يلف خصرها بذراعه .. : تعبانة .. أوديك الطبيب ..

أبعدته عنها ونامت على السرير ..

فيصل : زعلانة ..

نامت وغمضت عيونها وطنشته ..

فيصل : آسف .. بس كله لمصلحتك ..

قرب منها وحط يده على بطنها .. : يعني أجرمت لأني أحب محمد وأم محمد ..

أبعدت يده عنها ولفت للجهة الثانية وعطته ظهرها ..

فيصل بعصبية: آآآف .. تراني مليت منك .. كل مرة تزعلين من غير سبب .. ارتفع ضغطي وأنا كل يوم أحاول أراضيك ..

غطت راسها بالمخدة وصارت تبكي ...

خرج وتركها ودق لأمه باب غرفتها .. يبي حد يسمعه .. لأنه صدق مل .. كل يوم تزعل لأقل كلمة يقولها ..

أم فيصل : متخانق مع سلمى .. أكيد مزعلها ولدي وأعرفك ..

فيصل : الحين يا يمه أنا ولدك ولا هي .. نفسي أإعرف ليش دايم توقفين معها ..

أم فيصل : جاوبتك .. لأنك ولدي وأعرفك ..

فيصل : أنا أذنبت لأني خايف على صحتها وعلى صحة ولدي الي في بطنها .. الدكتور قال أن عندها فقر دم ويمكن يؤثر على صحتها في الولادة .. يمكن يعرضها للخطر .. وهي مو راضية تاكل أو تشرب الحليب كل ما أطلب منها تشربه تدلع علي وتقول تكرهه ما تحبه ولا خليتها تشربه بالغصب ترجع وتزعل وتقلبه لي عزى ودموع .. لو أدري أن الحمل كذا .. ما اتمنيت في حياتي اصير اب..

أم فيصل : كلكم يالرجال كذا .. تبون كل شيء جاهز وعلى كيفكم وتنسون أن الحرمة إنسانة تحس وتشعر تبكي وتضحك .. ولأنكم لا تعرفون الحمل ولا الولادة ولا تعرفون صعوبتها ما تقدرون ولا تتفهمون ..

فيصل : من قال يا يمه أنا مو مقدر شيء .. عارف أنه مافيه أعظم من الأم .. بس حتى أنا يا يمة إنسان وخلاص راح أموت من القهر ..

أم فيصل : سلمى يا حليلها صغيرة بعدها وهذا أول حمل لها .. أكيد بكون الحمل صعب عليها ... ولو أنت طفشان منها هي طفشانة وقرفانة من نفسها أكثر منك .. الدكتور ما قال لك أن الحرمة أيام الحمل تكون حساسة زيادة عن اللزوم وعصبية زيادة .. روح راضي زوجتك مو زين لها ولا لصحتها .. حسسها أنك تحبها مو أنك طفشان وكارهها .. سايسها يا ولدي الي تقول عليه قول لها حاضر .. حاضر وبس .. ولا تزعلها وخليها بمزاجها لا تغصب عليها شيء ..

حب على راس أمه وعلى يدها .. وراح لغرفته.. لقاها نايمة على السرير .. نام جنبها مقابل لها ..

فيصل : عارف أنك مو نايمة ..

سلمى : وش تبي . ما قلت أنك طفشت مني .. خلاص روح شوف لك شيء يونسك ..

فيصل : آسف .. تعرفين أن مافي شيء يونسني في الدنيا غيرك

سلمى : ايوة .. مرة واضح .. بدلالة الي قلته قبل شوي .

فيصل : ما أعرفك حقودة..

سلمى : أنا مو زعلانة .. روح شوف شغلك واتركني نايمة ..

فيصل : خلاص نامي .. وأنا بنام معك هنا .. ما عندي شغل غيرك

لفت على الجهة الثانية واتغطة بالمفرش ..

فيصل : قولي لي أسوي أي شيء يرضيك وأنا مستعد له ..

سلمى : تبي تعرف وش يرضيني ..

فيصل : أكيد .. عيوني لك لو طلبتيها ..

سلمى : تطلع برة وتتركني أنام ..

فيصل اتذكر كلام أمه .. قالت له لا يزعلها .. : خلاص طالع ..

قام وتركها ..

سلمى : شفت .. ما صدقت قلت لك اطلع .. مو مصدق تخلص مني

فيصل : يعني تبيني اظل معك ..

سلمى : لا ..

فيصل : بكيفك ..

سلمى : شفت .. ما تصدق .. تخرج ..

فيصل وهو ماسك أعصابه ما ينفجر .. أخذ المخدة ورماها بها وخرج ..

فيصل وهو يمشي في الممر : لا حول ولا قوة إلا بالله ..

لاقته منار .. ناظرته كأنها تناظر مجنون .. : ليش تتكلم مع نفسك ..

فيصل : لا تقولين انجنيت .. تراني مو ناقصك .. لو فتحتي فمك بحرف بطلع كل حرتي فيك ..

منار بعدت عنه .. يوم وصلت عند الدرج نادته : فيصل .. تراك انجنيت .. مجنووووووووووووووووووووون

ونزلت تراكض وهي تضحك ..

فيصل كان يبي يلحقها بس أصلا مو رايق لثقالة دمها ... جاته فكرة .. كيف يخليها تفرح وتغير جو .. هدية صغيرة كان مخبيها لها لحد ولادتها يبي يعطيها لها مفاجأة بس شكله راح يشتري هدية جديدة ...

دخل لها الغرفة .. لقاها جالسة على الصوفا ..

فيصل : ما قلتي تبين تنامين ..

سلمى : فيصل .. حبيبي ..

فيصل : سمعيني ..

سلمى : ليش بغني لك أغنية ..

فيصل : يوم تقولين لي حبيبي عندي أحلى من أي أغنية ..

سلمى : آسفة .. ما قصدت أزعلك .. ما أدري ليش أعصب من غير سبب وعارفة أنك ما تستاهل أعصب عليك .. والله آسفة

قرب منها وجلس على الأرض مقابل لها .. مسك يدها بحنان .. : أنا ما أزعل من حياتي وعمري ... عشان كذا أنا مسوي لك مفاجأة .. اليوم راح نخرج نغير جو ونتغدى برة وش رأيك .. عندي لك مكان أنا متأكد أنه راح يعجبك ..

سلمى : ما لي خلق للطلعة اليوم ..

فيصل : مكان مرة راح تحبينه ..

سلمى : ما لي خلق .. لو لك مزاج في الروحة روح وحدك .. أنا ما أبي ..

فيصل : يرضيك أروح لوحدي من غيرك وأكون لوحدي .. تكفين وتراها كلمة تهز رجال وأكيد تهد الحريم .. تروحين معي .. عشان خاطري ..

سلمى : كم مرة قلت لك لا تمسكني من يدي الي توجعني .. خلاص موافقة .. بروح معك

فيصل : خلاص .. روحي جهزي شنطتك .. بنظل هناك أسبوع اسبوعين ..

سلمى : ليش وين تبي توديني ..

فيصل : ما راح أحرق المفاجأة .. كل شيء في وقته حلو ..

************************************************** ************************************************** **************

************************************************** **

يوم ملكة .. أحمد وسجود ...

سجود لبست فستان باللون الأحمر .. بدون أكمام .. ضيق مبين كل قطعة من تقاطيع جسمها .. وحطت مكياج باللون الأحمر مبرز بياض وجهها ولون عيونها .. وخلت شعرها منسدل على كتوفها مع أن الكل قالوا لها تسوي تسريحة بس شعرها الكستنائي تعرفه يسحر ويجنن أعقل العاقلين ..

ناظرت نفسها بإعجاب وكبرياء في المراية .. كل شيء لازم يكون مثالي وممتاز هذا يومها ولازم تفرح فيه ما راح تسمح لأي شيء ينقص فرحتها .. راح تبعد عنها أي شيء ممكن يعكر مزاجها ..

ناظرت المراية بإعجاب وانبهار ..

في الأيام الي راحت عودت نفسها تحب أحمد .. دققت النظر في شكله وملامحه .. كل ما يدخل البيت تناظره من شباك غرفتها من دون ما يشوفها ... عودت نفسها على الإحساس بحبه وبوجوده .. عودت نفسها تكون زجه له ... تبي تنسى كل الي عرفتهم وكانت تكلمهم .. جابت شريحة جديدة وجوال جديد .. كل شيء عاشته زمان تبي تنساه تبي تكون زوجة وأم .. طيش الشباب وأيام المراهقة راح عليها الزمن لازم تتعود على الحياة الجديدة الي راح تعيشها ... بس ما تقدر تنسى أن أحمد كان في يوم زوج لأكثر إنسانة كرهتها في حياتها .. ما تقدر تبعد لما عن فكرها كل ما تتخيل نفسها مع أحمد ... لما ما كانت في جمالها ولا بأنوثتها وزيادة على كذا أصلا هي ماتت وخلاص بس مع كذا تتضايق من التفكير بها .. تحس أنها أدنى من لما .. كيف تاخذ فضلتها ما تدري مهما حاولت تنسى تفشل وما تقدر ...

دخلت أم سجود وأم أحمد ..

أم سجود وهي تمسح الدموع الي في عيونها عشان ما يخرب مكياجها .. كيف ما تبكي وهذي بنتها الوحيدة وأصغر عيالها آخر العنقود .. سجود الحلوة الدلوعة كبرت وصارت عروس .. : مبرووك يا بنتي .. مبرووك .. الله يحفظك ويوفقك ويسعدك مع زوجك ..

أم أحمد : مبرووك حبيبتي .. الله يسعدك ويسعد أحمد معك ..

سجود بفرحة واضحة في عيونها وكل تصرفاتها زادت رقتها رقة وجمالها سحر .. : الله يبارك فيكم ... ماما خذيني في حضنك يا ماما ..

أمها حضنتها بقوة وبحب وحنان ... : يارب أشوف عيالك يارب ..

سجود : آمين .. الله يحفظك لي يا ماما وما يحرمني منك ..

أم أحمد : اتركي البنت .. نروح نشوف المعازيم ما يصح أم العريس وأم العروس ما يستقبلون الضيوف ...

سجود : خالتي أم أحمد .. وين مجد ونجد ... ليش ماجو يباركون لي ...

أم أحمد وعارفة بناتها مو راضيات عن الزواج وخاصة مجد الي قالبة الدنيا مناحة بسبب الزواج على الأقل نجد عاقلة ومتفهمة بس مجد الله يعين عمار عليها ويهديها .. : مشغولات مع الضيوف ..

دخلت نجد الي كأنها أخت سجود الكبيرة ... لبست فستان أبيض لماع بدون أكمام أو حمالات ثابت عند الصدر وعليه شريطة سوداء نهاية الخصر موضحة جمال خصرها وجمال جسمها .. ورافعة شعرها ذيل حصلن ومطلع خصلتين نازلة على جانبين وجهها ..

جات وسلمت على سجود وباركت لها ...

سجود بدون نفس وحاسة بغيره لأن هذا يومها وماتبي تشوف واحدة أحلى منها أو حتى تشبهها ومتمنية أن سلمى ما تجي لأنها ما تبي الأنظار تننشال من عليها وتروح لواحدة ثانية : الله يبارك فيك ..

نجد : الله يسعدك مع أحمد نشاء الله .. يله الزفة بتبدأ ..

سجود ناظرت نفسها تطمن أن كل شيء فيها تمام لآخر مرة ..

.................................................

جلست على الكرسي على نهاية أنغام الزفة الي كانت بصوت أليسا ...

خلود جات الحفلة وناوية تسويها لها مفاجأة متفقة مع البنات على هدية يقدمونها لها بمناسبية ملكتها ..

.. علا طق الطقاقات ...

طلعت خلود وباستها

سجود بفرحة ما تنوصف .. : عرفت أنك ما راح تتركيني في يوم مثل هذا .. أختي ما تتركني ..

خلود : مبروك .. يا عمري .. مبرووك

سجود : تقولينها من قلبك .. مو شايلة علي في قلبك ..

خلود : من كل جزء في قلبي .. أنا ما أزعل من أختي .. مبروك عليك أحمد الله يسعدك معه .. يله يا بنات ..

طلعوا البنات المنصة ... وكل واحدة ربطت شيلتها حول خصرها وصارت ترقص على أنغام الطق .. ويتمايلون بشعورهم ... والحريم يناظرونهم بإعجاب وكل واحدة تنقي لولدها أو لأخوها ..

قامت أم سجود ونقطتهم بالفلوس .. وتزغرد ...

انتهى رقص البنات .. وبدل الطق الخليجي ... علا في القصر الدق المصري الأصيل ... وقفت خلود وحدها هالمرة .. تحقيق لوعدها لسجود .. وعدتها من زمان أنها راح ترقص مصري في عرسها وبالمقابل ترقص لها هي بعد في عرسها بأحمد .. لكن شوفو ا الدنيا هي الي رقصت في عرس سجود على أحمد ..

صديقاتها يصفرون ويصفقون كأنهم يشجعون في ملعب كورة ..

وأم يزيد وأم خالد يزغردون وينقطونها بالفلوس وهي ترقص ولا أجدع رقاصة مثل ما يقولون أخوانا المصريين ..

مجد : شوفي الخبلة خلود مسويه خلاص مافي أحد يعرف يرقص مثلها ..

نجد : وأنتي ليش غيرانة .. اطلعي فوق وارقصي هي مو أحسن منك في شيء ..

مجد : تعرفيني استحي ما أقدر قدام الناس ..

نجد : خلاص قفلي وناظري بس وادعي لأخوك الله يعدي عليه الموضوع على خير .. والله يكسر الخاطر .. شفتي كيف كان حاله الصبح ... والله يقطع القلب .. شوي والدموع بتنزل من عينه لو مو حابسها بالغصب ...

مجد : الله ينتقم منك يا أبو خالد .. ذليت أخوي وقهرته ..

نجد : استغفري ربك هذا عمك .. وأبو زوجك ..

مجد : لا تذكريني ..

نجد : لا تقولين .. اتخانقتي مع عمار مرة ثانية ..

مجد : واحد ما ينطاق وينرفز .. تعالي نروح بعيد من هنا واحكي لك ..

نجد : تعالي .. أصلا أنا ما أحب الحفلات ولا الإزعاج الي فيها ..

...

دخلوا غرفة بعيدة شوي عن القاعة ...

نجد قفلت الباب .. : احكي لي وش سوى لك ..

مجد : اتخيلي .. يبيني أعيش في بيتهم الكبير .. اتخيلي بس ..

نجد : وش فيها يعني .. البيت فاضي ما فيه أحد .. طلال مسافر والي عرفته أن زياد راح يرجع كندا .. وأنا وخالد في بيت لحالنا وسجود راح تسكن مع أمي في البيت ..

مجد : أمي طيبة وتحب سجود .. بس أم خالد ما تحبني وتكرهني وما تطيقني ..

نجد : يا غبية .. راح يختلف الموضوع مدام بنتهم في بيتنا .. يعني واحدة بواحدة ..

مجد : لا وانتي الصادقة واحدة بثنتين ..

نجد : أحسن لك .. راح تكونين قريبة من أمي ... أنا الحين من نقلت للبيت أكثر من أسبوع بموت من الطفش .. خالد برة طول اليوم في شغله .. وأنا مع جدران البيت وازعاج سامي وسارة .. وهم شوي مونسيني بإزعاجهم خلي أنتي وراح تكونين عروس من دون عيال من دون ونيس ..

مجد : لا .. ما أبي ..

نجد : خلاص كلمي عمار .. اتوصلي معه لحل ..

مجد : مصمم ومقرر .. قال ايش .. هو ما يرجع إلا الساعة 12 ليل من المستشفى يخاف يتركني لوحدي في البيت ..

نجد : معه حق .. الرجال ما يرجع إلا بعد نص الليل .. تبين تظلين في بيت طويل عريض لوحدك .. ما تخافين .. يوم واحد بس وتترجينه تعيشين مع أهله ..

مجد : ما أبي .. من قال له يصير أصلا دكتور ..

نجد : حسبي الله عليك .. راح تجنيني .. راح تجيبين لي الضغط والسكر .. الله يعينك يا عمار يا ولد عمي الله يعينك على ما بتلاك به ربي ..

مجد : ليش هو يطول يلقى واحدة مثلي ..

نجد : صادقة ما راح يلقى واحدة بقلة عقل وعدم صبر مثلك لو لف الدنيا كلها .. ما في غير مجد واحدة ..

مجد : أنا الغلطانة الي قلت احكي لأختي حبيبتي .. كلكم تظلموني ما في أحد يوقف معي .. كلكم ضدي ... كلكم ما تحبوني .. لا أنتي ولا أمي ولا أحمد .. وأبوي أصلامن زمان ما يحبني ..

نجد : كلنا ما نحبك .. بس عمار يموت عليك ..

مجد : لا .. وكيف عرفتي ..

نجد : لو ما يحبك .. ما في شيء يخليه يصبر على قلة عقلك ..

مجد بعصبية : عن الغلط .. أنا عقلي يوزنك ويوزن عشرين مثلك ..

نجد : ليش أنا وزني مثل حبة السكر .. أروح أناظر خلود ورقصها يكون أحسن من شوفتك ..

خرجت وتركتها في الغرفة ... أخذت جوالها ودقت على عمار .. الرنة الأولى .. الثانية .. سكر الخط في وجهها ..

مجد : حاضر يا عمار تقفل الخط في وجهي .. حاضر .. والله لأوريك ..

خرجت وكملت الحفلة ..

..............................

دخلت سجود الغرفة الي محضرينها لها عشان تجلس فيها مع أحمد .. غرفة كبيرة وواسعة .. كل شيء فيها باللون الأحمر والوردي .. السيراميك .. السجاد .. الورد .. الطاولة .. الكراسي ....

جلست .. سمعت صوت الباب انفتح ...

نزلت عيونها الأرض .. فعلا مستحية وخايفة مو تظاهر ..

دخل بثوبه الأبيض وبشته الأبيض مطرز بالذهبي .. ناظرها قبل ما يتحرك أي خطوة من عند الباب ... اتذكرها وهي صغيرة .. ما كان يحبها ولا كانت تحبه ولا يطيقها ولا تطيقه .. بنت مدلعة ورافعة خشمها .. من يومها صغيرة ..

يذكرها بشعرها الكستنائي وعيونها العسلية .. نسخة مكبرة من سارة .. ونسخة قريبة من مجد أخته ..

قرب منها وجلس مقابل لها ..

... صمت ... صمت ... صمت ... صمت ... صمت ..

ملت وتبي تخرج .. نفسها تسمع صوته من قريب .. نفسها يقول شيء يدفيها بدل البرد الي حاسة فيه والسكون الي يرعبها كأنها في بيت أشباح ..

حلوة .. لا حلوة قليلة عليها .. بس ليش حاس أن لما معه وما تبيه يناظرها أو يكلمها

اتعوذ من الشيطان .. لما ماتت .. وبعدين البنت مسكينة ما تستاهل تبدأ حياتها بهالطريقة .. ما تستاهل تنظلم وينظلم جمالها مع واحد مو معها مع واحدة ثانية ..

كسر حاجز الصمت الرهيب الي كاسي المكان ..

قال بهدوء ويحاول يكون طبيعي .. : ارفعي عيونك عن الأرض .. ما مليتي وأنتي تناظرينها .. ولا أنا ما أستاهل تناظريني ..

ابتسمت وهي تسمع صوته ...

ابتسم لبسمتها .. هو ظلم لما وذنبها معلق في رقبته ما يبي يظلم سجود ويحمل ذنبها يكفي عليه واحدة .. : قالوا لك أنك أحلى .. وأنتي مبتسمة ..

ناظرته والفرحة طايرة بقلبها فوق السما ..

أحمد : الحمدلله أكرمتيني بشوف عيونك .. وصوتك ما تبين تسمعيني له ... ناديني باسمي ..

سجود وهي تناظر الأرض : أحــــ ... ــــمــــدــ ...

أحمد : عيون أحمد ..

حس بالذنب .. لما ... راحت وهو يبي يبدأ حياة جديدة بعد ما دمر حياتها .. عيونها .. الكره الي كان ساكنهم له .. الحزن الي يجسد كل نظرة من نظراتها .. الإبتسامة الي ما ارتسمت على فمها طول ما هو يعرفها ...كانت تكره حتى تظل معه في مكان واحد .. المكان الي هو فيه تهرب هي منه ..

اتذكرها .. كان يحب يلعب بأعصابها .. ويحب شعرها الأسود الي حرم عليها تقصه وتتشبه بالأولاد .. اتمنى يبدأ معها صفحة جديدة .. بس كانت تمنعه بتصرفاتها بنظراتها باحتقارها له بتقليلها من شأنه .. كرامته ما كانت تسمح له يروح يعتذر منها ويتأسف لها ويحاول يبدأ معها صفحة جديدة وهي أصلا مو معتبرته رجال ..

مهما يحاول كانت تنرفزه .. مهما حاول يكبت في النهاية تطلعه من طوره وتخليه يتهور ويمد يده عليها .. عندها جرأة وقوة احتمال ما شافها عند أقوى الرجال ..

كانت تسحره وتأثر فيه .. بجمالها وعيونها وقوتها وحتى عصبيتها ونشفان راسها وعنادها .. كانت تكرهه عليه وتمنع نفسها عنه بس كان هو يزيد في حبها بدال يكرهها ... يحبها يوم تعانده ويوم تتنرفز وخشمها ووجهها يصيروا حمر وهي زعلانة ...

.. لكن ما عرف كذا .. وما عرف أنه خلاص اتعلق فيها وما عرف حقيقة مشاعره إلا بعد ما فقدها .. وقتل كل شيء زين ممكن يكون بينهم لو ما اتزوجها بذيك الطريقة ولو ما عاملها المعاملة السيئة .. ضيعها بيده ... هو السبب ..

سجود .. ناظرته وشايفة كيف شارد ومو معها .. أكيد يفكر في لما .. أكيد يفكر فيها ..

قامت وهي ماسكة دمعتها ما تنزل وتذلها أكثر قدامه .. ألله يسامح أبوها أذلها وخلاها ما تسوى ..

أحمد قام ومسكها من ذراعها ..: وين رايحة ..

سجود : خليك مع الي تفكر فيها .. أنا عندي كرامة يا أحمد .. ما أقبل على نفسي الي تسويه والي تفكر فيه ..

أحمد : سجود ..

ما تدري ليش قلبها ارتجف يوم ناداها باسمها ..

أحمد : سجود .. خليك معي شوي .. خليني أحبك .. أمانة عليك .. لا تتركيني .. والله أبي أحبك ..

سجود قالت باستنكار : تبي تحبني .. يعني مثل ما توقعت .. تفكر في لما وتحبها ومو قادر تنساها ..

أحمد : لما ماتت .. بس أنتي موجودة .. أنتي موجودة عشان تخليني أحبك وما أشوف حد غيرك .. أبيك زوجة وأم لعيالي .. حبيبة وأم وأخت وصديقة ..صدقيني ما أبي اظلمك معي ..

سجود ما قدرت تتمالك دموعها أكثر .. مو قادرة تصدق أنه يحب لما .. حاسة بالعذاب الي في عيونه والتناقض الي في صوته .. والتردد في مشاعره .. معقولة هي سجود بنت الرازي مو قادرة تملي عينه وتسكن قلبه مو قادر ينسى واحدة متشردة مو معروف لها أصل واحدة قريبة أنها تكون رجال أكثر من بنت ..

لهالدرجة هي ما تسوى .. لهالدرجة هي ولا شيء ..

أحمد : سجود .. آسف .. ما أبي أبدأ حياتي على كذب .. أنا ما نسيت لما .. بس أنتي تقدرين تنسيني لها .. متأكد أنك تقدرين ..

سجود : ولو ما قدرت .. لو ما قدرت تنساها .. أموت بحسرتي أنا .. كله بسبب بابا .. هو الي ذلني وقلل من قيمتي رضا لي الذل والهوان .. رضاه لي وأنا بنته ...أنا أكرهك وأكره بابا .. ما أحبكم .. ما أبي أعرفكم .. كلكم ما تحبوني .. أنت ما تحبني تحب لما وبابا ما يحبني يحب نفسه ويحب الفلوس .. كل شيء عنده له قيمة حتى بنته لها قيمة وتسعيرة ..

أحمد : أبوك يحبك .. والي صار صار والحين أنتي زوجتي رضيتي ولا رفضتي .. ما ينفع نقاوم ونقول لا .. لازم نعترف بالأمر الواقع ونكمل حياتنا .. راح اتصل عليك اليوم ..

مسك راسها وباسه .. حس أنه يبي ياخذها بحضنه يهديها ... ما يدري ليش يحس أنه يخون لما ..

سجود : توعدني أنك ما تفكر في لما وأنت معي .. تنجرح كرامتي وأنا أحس أنك معها مو معي ..

ناظرها وعينه في عينها وحاس أنه ما راح يقدر يوفي بالوعد بس .. : أوعدك ..

سجود ابتسمت برضا وبدلع شوية قالت : خلاص .. كذا راضية .. وأنا أوعدك أخليك تنساها وكأنها ما كانت في يوم ..

أحمد ابتسم لها وهو عارف مية بالمية أنها ما راح تشيل لما من قلبه ..

************************************************** ************************************************** *************

جلست نجد على الكرسي قدام المراية .. وطلعت الحلق الي كانت لابسته وحاولت تفك العقد الي حول رقبتها ..

قام خالد من على الصوفا باتجاهها ووقف وراها ..

فك لها العقد .. وفك شعرها نثره على رقبتها وخلاه يتناثر على كتوفها مكمل طريقه لنص ظهرها ..

مسك يدها وسحبها وجلس على السرير ..

خالد : تعرفين أن هذا الفستان زايدك جمال اليوم ..

نجد .. سحبت يدها من بين أصابعه ومسوية نفسها بريئة ومسكينة ومو عارفة وش يبي ..

خالد : اليوم هدوء .. مو مرتاحة من ازعاج العيال .. أحسن شيء أنهم مع أمك في البيت ..

نجد .. : بالعكس .. مرة مشتاقة لهم بس أمي أصرت تخليهم معها .. اتوحشت عليهم وهم ما لهم أسبوع من يوم بعدوا عنها ..

خالد : أحسن . خليهم معها .. طفشت منهم .. كل يوم ناشبين في حلقي .. وينامون معنا في الغرفة ..

نجد : وش أسوي .. اتعودوا أنهم ينامون في حضني من زمان ..

خالد : لازم يغيرون هالعادة .. أنا أغار .. ما أبي أحد ينام في حضنك غيري ..

نجد .. تبي تتهرب منه بأي طريقة .. حمدت ربها أن سارة وسامي ينامون معهم وما يتركونها لحالها معه .. مشتاقة له بس خايفة .. التجربة الي عاشتها زمان .. مازالت داخل صدرها .. الجريمة الي ارتكبت في حقها وكراهيته لها والنظرة الي كست عيونه يوم عرف أنها مو بنت .. خلتها تخاف .. تخاف تخلي أحد يلمسها .. ما تقدر تنسى اللحظة الي فقدت فيها نفسها حتى ولو مر على الحادث مليون سنة .. وما تقدر تنسى ردة فعل خالد حتى لو قال لها مليون مرة أنه مسامحها وأنه يحبها ويبي يبدأ معها صفحة جديدة ..

خالد : تعالي اجلسي جنبي ..

نجد فتحت دولابها وأخذت لها شيء تلبسه ... قميص نوم وردي يوصل لحد ركبتها ..

دخلت الحمام غيرت ملابسها وطلعت ..

نجد : بروح أسوي لنفسي كوب قهوة ينشطني شوي أسوي لك معي ..

خالد وهو يناظرها باعجاب وحب .. : تعالي جنبي هنا وأنا بعرف أنشطك .. بس تعالي ..

نجد طنشته وفتحت الباب ونزلت قبل ما يمسكها ...

دخلت المطبخ .. حطت الماء في الغلاية على النار .. حطت عليه القهوة التركية السوداء ودواء القهوة .. هيل وزنجبيل وجلست على الكرسي الي حول طاولة المطبخ ..

ما تقدر تنسى .. ما تقدر ..

ما تقدر تنسى أنها هدمت فرحته في ذاك اليوم .. ما تقدر تنسى أنها جرحت كرامته وهدمت رجولته .. ما تقدر تنسى أنه رحمها وما مد يده عليها حتى بلمسة خفيفة .. ما تقدر تنسى أنه سترها وخلاها تعيش رافعة راسها قدام أهلها وقدام أهله .. ولكن منزلة راسها في الأرض قدامه ..

ما تقدر تنسى أنها تحبه .. تعشقة .. تموت عليه ..

ما تقدر تنسى وجه الي سرق برائتها .. وحطم حبها وطفولتها .. ما تقدر تنسى لحظة الألم الي عاشتها .. ما تقدر تنسى .. ما تقدر تنسى لحظة الدمار والخوف والعار الي عاشتها .. ما تقدر تنسى الموت الي شافته في عيونه واتمنته كل لحظة من حياتها .. ما تقدر تنسى حزن عيالها على فراق الأب الموجود والمو موجود .. ما تقدر تنسى الشك الي سكن نظراته وهو يناظرهم ..

هي السبب في كل الي حصل .. ما يهم شعورها ولا يهم الي حست فيه .. كل الي يهمها العذاب الي حس فيه خالد .. الألم والعار والشك .. كل هذا هي السبب فيه ..

كل شيء انسرق منها .. حتى أنها فقدت حقها في أنها تكون زوجة طبيعية .. فقدت حقها أنها تحب خالد وتعطيه الي يتمناه .. فقدت كل شيء تحبه .. فقدت كل شيء ممكن تمنحه ..

دخل خالد المطبخ ..

مسحت دموعها وهي تشوفه ..

سكت شوي .. : ليش تبكين .. مو قادرة تسامحيني يا نجد .. أنا ما أجبرك على شيء ما تبينه .. ما أقدر .. أبيك بس ما أبي أجبرك .. سألتك إذا كنتي مسامحتني .. اعتذرت لك بدل المرة مليون لو شايفة أن كل هذا ما يخليك تسامحيني .. تقدرين تروحين وتشوفين حياتك بعيد عني .. 

نجد : لــ..ا ..

خالد : لا تخافي على العيال .. ما راح يفتقدون الأب حتى لو ما كنا في بيت واحد .. لا تضحين بنفسك عشانهم ..

نجد : لا تتسرع .. أنا أحبك والله أحبك ..

سكتت شوي تتنفس لأنها مو قادرة تتكلم بسبب الدموع والعبرة الي خانقتها ..

خالد .. شدها لحضنه .. : طيب ليش .. ليش تبعديني عنك ..

نجد وهي تحاول تهدي نفسها عشان تتكلم : خايفة .. خايفة ..

خالد باستعجاب : خايفة .. من مين .. مني أنا يا نجد ..

هزت راسها بالإيجاب .. : خايفة منك .. خايفة عليك .. خايفة من نفسي .. مو قادرة أنسى ... صورته مو قادرة أنساها .. الحزن الي سكن عيونك مو قادرة أنساه .. الشك الي سكن قلبك .. حاسة بالذنب حاسة أني خربت حياتك ..

خالد ضمها بقوة أكبر .. : ما راح أجبرك .. أبيك تحسين بالأمان .. ما راح ألمسك بدون استعدادك أو موافقتك .. والحين انسي .. أنا معك ما أحد يقدر يأذيك .. ما أبيك تضيعين مني بعد ما لقيتك ..

اجلسي الحين .. أسوي لك عصير بدال القهوة الي تبين تسوينها ..

نجد : خلي عنك حبيبي .. بسويه أنا .. روح نام أنت أكيد تعبان ..

خالد : شايفتني ما عندي دم .. أروح أنام واترك حبيتي تعبانة .. ولا خايفة أحط لك الملح بدال السكر في العصير وتبين تطرديني بالبارد ..

ابتسمت غصب عنها ... رسم البسمة على شفايفها حتى وهي في أسوء حالاتها ..

خالد : ايوة كذا .. شكلك مرة مو حلو وأنتي تبكين ..

نجد : ما راح أبكي .. طول ما أنت ما تزعلني ..

خالد :معقوله أنا ازعل حبيبتي ...

مد لها كاس العصير ..

اتناولته منه .. وشربت منه شوية .. : روح نام ..

خالد : خلصي كاس العصير وخلينا نطلع .. لا تخافين .. عند كلمتي ووعدي ..

شربت كاس العصير .. وهم طالعين على الدرج .. حملها بين ذراعيه ..

نجد : اتركني نزلني .. وعدتني ما تسوي شيء ..

خالد : وأنا عند كلمتي .. حرام يعني أشيلك ..

نجد : راح ترميني .. راح اطيح اتركني ..

خالد : لا تخافين معك رجال ..

دخل بها الغرفة وحطاها على السرير .. قفل النور ورقد بجنبها على السرير والتزم بوعده ..

هذي المرة الثالثة يتصل عليها لو يتصل مليون مرة ما راح ترد عليه ..

أم أحمد : ردي على الجوال يا بنتي ..

مجد : هذي رفيقتي .. ما عندها موضوع وما أبي أرد عليها ..

سكرت الخط وحطت الجوال على الصامت ..

أم أحمد : الحين ارتحت وتطمنت على ولدي .. أخذ الي تستاهله وتعرف قيمته ..

مجد : هههه .. مين .. سجود ..

أم أحمد : هم وانزاح .. ما حسيت بفرحة وهو يتزوج لما حسيت بهم ثقيل على ظهري وقلق وخوف على ولدي .. اله عوضه خير بدال لما والي في بطنها ..

مجد : لما كانت عصبية ما تطيق أحد بس قلبها أبيض .. ولو ما كانت تحترم أحد لأن ما أحد أصلا حبها أو عاملها بحب أو احترام..كلكم كنتوا تكرهونها وما تعتبرونها واحدة من العايلة .. اتحملتكم كثير .. لو أنا بدالها كان ذبحت نفسي وارتحت .. حتى لو ما تبين كانت رقيقة وحساسة .. ما كانت تحب تبكي قدام الناس .. كنت أشوفها تتخبى ورى شجرة في الحديقة وتبكي .. كانت قدامكم البنت الجريئة الي ما تحس .. قليلة الأدب الي ما تحترم أحد .. وكل واحد منكم اعتبرها دخيلة وكنتوا تمنعونا نتكلم معها أو نصادقها .. أذكر عمي أبو خالد كان يناديها قدامكم ويقول لها يا بنت الحرام وما كان أحد يسأله ويقول له الحرام الي أنت تقوله والي أنت تسويه .. كلكم وقفتوا ساكتين ولا كأن الي ينبض داخل صدوركم قلب ولا كأن عندكم عيال وتخافون عليهم وتحبونهم مثل ما أهل لما يحبونها ويخافون عليها .. كل الي همكم نصيبها في ورثة أبوها .. وهذا الي كان قاهر عمي أبو خالد الي ما يهمه غير الفلوس يبيع عمره وحياته وضميره عشان الفلوس ..

أم أحمد : يعني البنت صايعة وضايعة بسببنا تبين تحطين السبب علينا أنها بنت مو معروف لها أصل والخيانة تجري في دمها ولا معروف إذا كانت بنت عمك ولا لا ..

أحمد : لا يا يمه .. لا تغلطين غلط عمي .. استغفري يا يمه .. مجد صادقة .. حنا السبب في كل الي حصل لها كلنا اذنبنا في حقها .. المفروض نطلب منها السماح .. وعمي حسابه عند ربه .. جدي يوم مات خلاها أمانة في رقبته ووصاه عليها .. ولو كان يحس أنها مو حفيدته ما كان حبها وخاف عليها من الي راح يصير عليها منكم .. كنت حاضر في غرفته وهو يموت وشفت الدموع في عينه وهو يوصي أبوي وعمي عليها وعلى جودي ..

مجد : اللله يسامحهم بس .. عذبوا البنتين في حياتهم القصيرة الي عاشوها .. واحدة ما اتعدت ثمانية سنوات والثانية بعدها ما كملت عشرين سنه .. ولا قلب واحد منهم اهتز واتحرك من مكانه .. أبوي وعمي لكن للأسف أقول الرحمة انعدمت من قلوبهم ..

أحمد : كافي يا مجد .. حتى أنا أذنبت معها ذنب ما يغتفر .. بس لو ترجع دقيقة واطلب منها السماح .. اطلب منها تسامحني ..

مجد : استغفر ربك يا أخوي ..الله كتب وقدر .. كل الي تملكه أنك تدعي لها بالرحمة والمغفرة .. صلي ركعتين وادعي لها .. روح مكة سوي لها عمرة ..

أم أحمد : ريح ضميرك يا ولدي .. قبل ما تبدأ حياة جديدة .. أختك معها حق .. سافر وروح مكة سوي لك عمرة لها .. ادعي رب العالمين يسامحك ويغفر لك .. ويغفر لها ويدخلها الجنة ..

أحمد وفي عيونه رجاء وهو يناظر أمه : ممكن تسامحني لو سويت كذا ..

أم أحمد : ربك غفور رحيم ..

مجد : روح الحين اتوضأ وصلي ركعتين .. واستغفر ربك ..

طلع أحمد لغرفته وسوى مثل ما قالت له مجد وناوي فعلا يروح العمرة ..

أم أحمد : البنت ما أدري وش سوت لولدي .. متعلق فيها ومو قادر ينساها .. ظنيت أن اليوم بعد ما شاف سجود أكيد غير رأيه ونسى لما ..

مجد : والله حظها لما .. الحين أنا لو مت راح يظل عمار يتذكرني كذا والدموع شوي وتنزل من عينه وهو يتذكرني ..

أم أحمد ضربتها على ظهرها : بعد الشر عنك .. انجنيتي .. تموتين عشان تعرفين رجال يحبك ولا لا ..

مجد : عارفة الإجابة من غير ما أموت .. عمار ما يحبني ولا يطيقني .. لو مت جاته من عند الله .. بيروح العمرة عشان يحمد ربه أنه فكه مني ...

أم أحمد عطتها ضربة ثانية على ظهرها : هذا من عمايلك ومن كلامك السم الي ترمينه من دون ما تشغلين عقلك صدق أبوك وهو يقول أنك قليلة عقل ..

مجد : لو قليلة عقل .. هذي وراثة .. مو جايبته من برة .. من العايلة يا أمي يا أبوي .. مو ذنبي ..

عطتها ضربة ثالثة على ظهرها : قاصدتني أنا وأبوك .. حاضر أروح أصحيه وشوفي وش راح يسوي فيك ..

مجد : ما قصدت شيء .. تنتظريني يا يمه على الواحدة كأنك نفسك أنضرب وأتهزأ وخلاص ..

ناظرت جوالها .. لحد الحين يتصل .. هذا رايق وما عنده دم

ركضت لغرفتها وقفلت الباب وردت عليه .. : نعممم ..

عمار : هذا الإتصال الخامس ليش ما تردين ..

مجد : كنت جالسة مع أمي .. آسفة..

عمار : مع أمك ولا زعلانة لأني ما رديت عليك ..

مجد : ما في سبب يخليني أزعل .. كالعادة مشغول وما قدرت ترد .. عارفة الحجة الي كل مرة تطربني بها ..

عمار : أنا ما أكذب عليك فعلا أكون مشغول مع المرضى أو مع الأطباء ..

مجد : طيب واليوم كنت في المستشفى أطباء وطبيبات ومرضى ..

عمار : كنت مع الضيوف وما قدرت أنسحب وأرد عليك ..

مجد : على كل ما يهمني .. على كيفك ما تبي ترد لا ترد ما يهمني ..

عمار : كلامك هذا معناته أنك مو مصدقتني وبعدك زعلانة ..

مجد : لا مو زعلانة ..

عمار : لا زعلانة

مجد بعصبية : آآآف تبي تزعلني بالغصب يا أخي ..

عمار : اتركي العصبية أنا ما أقدر أتزوج واحدة صوتها يعلى على صوتي ..

مجد : لا يا خفيف .. اتزوجتها وخلاص ومهما حاولت ما راح تقدر تخرج نفسك من المصيبة الي طايح فيها ..

عمار .. يقول لنفسه مدام هي ما عندها عقل يشغل عقله هو والله يمده بصبر أيوب .. يتحمل بس لحد ما تصير في بيته بعده راح يعرف شغله معها .. ولو ما عقلها ما يكون عمار ولد الرازي : حبيتي زواجي منك مو مصيبة .. زواجي منك جنة ..هدية من رب العالمين

مجد خفت حدتها : من قلبك ..

عمار وهو مستعجب من مزاج البنت المتقلب .. : أكيد متأكد .. ما عندي غير مجد واحدة .. أحبها وأموت عليها

مجد ابتسمت واتذكرت تبي تسأله سؤال .. : عمار بسألك سؤال ..

عمار : أحبك وأموت عليك من غير ما تسألين ..

مجد : لا ..لا .. السؤال هذا صار قديم مليت منه ..

عمار : لا يكون سؤال بايخ .. عن الطبيبات .. حلوات ولا شينات مثل عوايدك .. راح أقفل ترى مو ناقص غيرة

مجد : اسمعني أول ..

عمار بدون نفس: اسألي ..

مجد : أنا لو مت ..

عمار : أعوذ بالله .. وش الي تقولينه .. تبين تموتين وأنا من راح يرفع ضغطي ويكرهني عيشتي وأنتي مو موجودة ..

مجد : أنا مكرهتك عيشتك ورافعة ضغطك ..

عمار : أمزح .. امزح ..

مجد : على كل خليني أكمل السؤال ..

عمار وهو يتأفف ولا نفسه يسمع الباقي .. : كملي ..

مجد : لو مت .. راح تروح تسوي عمره تدعي لي ولا تحمد رب العالمين أنه خلصك مني ..

عمار ونفسه يطول رقبتها في هاللحظة .. ما راح ينجدها منه غير ملك الموت .. : الإثنين .. أدعي لك لأنك اتفضلتي ومتي وريحتيني وأحمد رب العالمين أنه ريحني ورحمني من هالعذاب الي ما أدري متى ينتهي ..

سكر الخط في وجهها ..

مجد : حاضر يا عمار زفت .. حاضر ..

بس والله صبور بعد كل الي تسويه فيه ما يبي يمل ويطفش .. تبي تمتحن صبره بكل الي تسويه بس الخوف يكرهها صدق عمار .. تتسلى وهي تسوي فيه هالحركات .. قلبه طيب راح يرد عليها إذا اتصلت .. راح تخليه يتعرف على ريا وسكينه راح توريه الي ما شافه وتأدبه مسوي نفسه يلعب عليها وعقلها صغير يلعب عليها بكلمات الحب عشان يسايسها .. حاضر يا أستاذ عمار إذا ما ورته النجوم في عز الظهر إذا ما خلته ينسى اسمه .. راح نشوف من الي يفوز دكتور عمار بكل هيبته ومكانته والا هي إلي نجحت في الثانوية بالعافية وتدرس إدارة أعمال في جامعة خاصة .. عقلها ولا عقله .. الطب انشاء الله ينفعه .. ويقولون عليها غبية .. طيب .. حاضر ..

رد عليها مثل ما اتوقعت .. : عمار حبيبي .. زعلت مني ..

عمار بهدوء على قد ما يقدر : لا .. يا حبيبتي يا زوجتي يا أم عيالي ..

مجد : على سيرة العيال .. أنا ما أبي عيال .. ما أحب العيال . أكره العيال .. ما أحب صراخهم .. لو تبي عيال لازم تتزوج زوجة ثانية ..

عمار باستنكار : زوجة ثانية .. ترضين عادي ما عندك مشكلة أتزوج عليك ..

مجد : أكيد ما عندي .. الشرع محلل لك أربع ومن حقك تتزوج وأنا رافضة أجيب عيال ..

عمار باستنكار : رافضة شنهوووو ..

مجد بهدوء : حبيبي .. عندك عيب في أذنك ما تسمع .. روح لطبيب .. أوووه نسيت أنت طبيب .. والله نكته حلوة عجبتك صح ..

عمار وأعصابه بالغصب ماسكها .. : الله يخرب بيتك ويبهذلك مثل ما أنتي مبهذلتني .. من البيت للعيال أمس تقولين ما أبي أسكن مع أهلك .. اليوم تقولين ما أبي عيال .. بكرة لا تنسين تقولين لي ما أبيك تنام معي في غرفة واحدة ..

مجد : كيف عرفت ..

عمار : عرفت ايش ..

مجد : بصراحة أنا ما أحب أحد ينام معي .. على سرير واحد وفي نفس الغرفة .. أخاف ..

عمار : ليش أنا متزوجك .. ولا أبي آكلك ..

مجد بهدوء وبرود ولا كأنها بتجلط الولد : لا متزوجني

عمار : الحمدلله أنك عارفة كذا ..

مجد : من الحين قلت لك .. عشان نوضح الموضوع عشان ما تحصل مشاكل بعد الزواج .. أنا موافقة أسكن في بيت أهلك بس أنت في غرفة وأنا في غرفة .. ولا تطالبيني بعيال واليوم الي تبي فيه عيال روح اتزوج واحدة ثانية ما عندي مانع ..

عمار : من بكرة بروح أدور على واحدة ثانية .. ولا ليش أتعب نفسي وأدور ما في أحسن من دكتورة ابتهال .. زوجة ولا أحسن ومعي في الدوام ما راح نفارق بعض .. لا في البيت ولا برة البيت ..

مجد : تبي تتزوج علي يا عمار .. كذا .. هذي نهاية الي بينا ..

عمار شوية خطوات ويصل لمرحلة الجنون: مو كلامك هذا الحين ..

مجد : قلت بعد نتزوج ويصير نفسك في عيال ولا أنت ما صدقت قلت خليني ألحق على عمري قبل ما تغير رايها ..

عمار : يا ناس أنا غبي أنا مجنون .. أنا حمار .. لو مو غبي ليش أكلم واحدة حمارة ما تفهم مثلك

مجد : ههههههههه ..... ههههههههههه ....

عمار : تضحكين بدون سنون انشاءالله ..

مجد : خليك عند وعدك .. ما وعدتك أني أخليك تعترف بغباءك .. وأنا أوفيت بوعدي يا دكتور يا متعلم عمار .. وتضحك علي لأني أدرس جامعة خاصة وما جبت نسبة كبيرة في الثانوية .. مين الي غلب الثاني .. يادكتور فهيم ..

عمار مو مصدق كل الي كانت تسوي فيه بس مزح...متذكرة كلام قاله لها له شهر وزيادة .. : يعني كل الإزعاج الي تزعجيني له .. مقصود ..

مجد : مقصود .. بالفاصلة والنقطة .. باقي التوقيع .. الوعد يا عمري .. تطلع في الحديقة الصبح قبل ما يخرج عمي ويخرج أبوي وتصيح بأعلى صوتك وتقول أنك مجنون ..

عمار : يا بنت .. الكــ..

مجد : لا تغلط على عمك ..

عمار بيلف ويدور : ما أذكر أني قلت كذا ..

مجد : يعني بتلعب علي وتلف وتدور .. أنا كتمت ضحكي كثير ومثلت أحسن من أكبر الممثلات عشان تقول لي .. ما أذكر .. لا .. راح تتذكر وغصب عنك .. ووعد الحر دين عليه .. والرجال الي يوفي بوعده ..

عمار : راح أوفي بوعدي .. بس وربي الي خلقني ما راح أنساها لك ..

مجد : لا .. خفيف .. وش راح تسوي .. أنا أعجنك وأخبزك وخلي طبك ينفعك .. عقلي صغير أنا .. عشان ثاني تحرم تلعب معي وتمد لسانك علي وتحترمني وتحترم وجودي يا دكتور .. ..

عمار : حاضر .. حاضر .. ما أكون عمار الرازي إذا ما وريتك .

مجد : أتحداك تقدر تسوي لي شيء .. أنا مجد عقلي يوزنك ويوزن بلد مليان بناس مثلك ..

عمار : قد التحدي ..

مجد : قده وأطول منه بعد .. ونشوف من راح يكسر رقبة الثاني أول .. يا دكتور .. سلم لي على دكتورة ابتهال ..يا خفيف

سكرت الخط .. وهي تضحك ونفسها تشوف وجهه الحين .. أكيد أحمر وأزرق .. قال ايش أنا ما أليق به ووبمكانته وأنه أحسن مني ومفروض كان يتزوج دكتورة من طينته .. أصلا أغبى من الرجاجيل الله ما خلق .. مالت عليهم ..

المهم تروح تنام وتضبط المنبه عشان تقوم بكرة بدري عشان يطربها ويشجيها .. وهي تسمعه المجنون الي رافع خشمه للسما وبعد كل هذا يقولون غبية وعقلها صغير ..

ناظرت نفسها في المراية يقميص النوم الأصفر وفيه دبدوب باللون البرتقالي ..قالت بفخر واعتزاز : أنا جامعة الجمال والذكاء في واحدة قليل يكون في الدنيا مثلي ..

فكت شعرها ونثرته على كتوفها ... وقالت : خسارة فيك يا عمار كل هالجمال .. واحد لا يقدر جمالي ولا ذكائي وش أسوي به أنا . ما يلزمني ..

اتذكرت عيونه .. اتخيلته واقف وراها ..

أبعدت أفكارها عنه .. يقولون المرأة الذكية الي تتزوج الي يحبها مو الي تحبه .. عشان هو يحاول يسعدك مو أنتي تقتلين نفسك عشان تسعدينه .. وهي تبي بأي طريقة تشيل عمار من فكرها ومن قلبها عشان ما تحبه وتنجن مثل مجد المهبولة .. مع أنها حاسة أن الأوان فات بس راح تحاول وتعاند وتركب راسها والي تبيه هو الي يحصل ..

رمت نفسها على السرير ودفنت نفسها تحت البطانية من برد المكيف الي محول الغرفة للقطب الشمالي .. ومع هذا ما تقدر تنام إلا على صوته حتى لو ثلجت الغرفة وصارت فريزر ..

وشوي شوي نامت وخيال عمار معها ....

************************************************** ***********

لبست عبايتها ونزلت تدور عنه ... مو عارفة وين راح تدور عنه ولا مين راح تسأل ..

الوقت اتأخر الساعة واحدة الحين وما رجع ..

ليش خايفة عليه .. ليش تتعذب وهو ما يستاهل ..

نزلت السلالم بسرعة تراكض .. سألت موظف الاستقبال منه .. إذا كان شافه ولا لا ..

ناظرت الناس الي جالسين يمكن تلمحه بينهم ..

ركضت للكافتيريا يمكن تلقاه هناك ..

التفتت وراها للشخص الي حط يده على كتفها واتمنته يكون سعد ..

حست بغضب وكره ما ينوصف واحتقار وهي تشوف بسام قدامها وبكل جرأة حاط يده على كتفها ..

أبعدت يده عنها وقالت بكره : ابعد يدك عني يا حيوان ..

ناظرها ببرود : تدورين عن حبيب القلب ...

بعدت عنه وما اهتمت بكلامه .. وحاسة بخطواته وراها ..

هذا وش يبي منها ليش ملاحقها .. ليش يبي يدمر الباقي من حياتها .. وليش أصلا هي مهتمة برأي سعد فيها ؟؟؟

رجعت لمكتب الاستقبال وهو لحد الحين ماشي وراها ..

جلست على الصوفا وعيونها مركزة على مدخل الفندق .. وتتخيله في أي لحظة يدخل

ناظرت بسام الي كان جالس على صوفا مقابلة لها ويناظرها .. وعيونه مركزة عليها ..

والله مفكرة تقوم وتصفقه كف بكل قوتها .. ما عنده دم .. ما يحس ... ما عنده لا دين ولا أخلاق وش يبي من واحدة متزوجة ..

ضحكت من حالها وهي تقول متزوجة .. شكلها كذبت الكذبة وصدقتها ..

ناظرت ساعتها وناظرت المدخل ..

الساعة واحدة ونص ... مو معقوله أكيد حصل له شيء ..

من أمس بعد خرج ما رجع ..

أكيد حصل له شيء هو قال لها تجهز نفسها عشان يرجعون المملكة .. بس ما رجع .. أكيد في شيء حصل له ... وتتصل على جواله ما يرد ..

قامت عشان ترجع لغرفتها ... يمكن يكون رجع وهي تدور عنه في الكافتيريا ..

وقف بسام في طريقها ..

ريماس بكل جرأة : أنت حيوان ما تفهم .. أنا متزوجة واحب زوجي ليش تلاحقني ...

بسام : لكن زوجك ما يحبك .. مو نفسك تكونين لواحد يحبك ..

للدرجة هذي باين للناس أنه ما يحبها .. : ابعد عني واتركني في حالي ..

بسام : لا تتعبي نفسك وانتي تنتظرينه لأنه ما راح يرجع ..

قالت بخوف : وش قصدك ..

بسام : راح وتركها ميته من الخوف والحيرة ..

رجعت لغرفتها ..

دخلت المفتاح في فتحة باب الجناح لكن لقتها مفتوحة ..

طارت من الفرحة أكيد سعد رجع ...

دخلت بسرعة وناظرته جالس على الصوفا ... وعيونه اتركزت عليها .. ووجهه بدون ملامح .. ونظراته باردة وشكله خارج من خناقة ..

شكله كان في المستشفى .. الشاش ملفوف حول يده .. ووجهه عليه لزقات جروح ..

جلست جنبه ولا اهتمت بنظراته .. وقالت : وين كنت ..

مسكت يده بخوف : وش الي صار فيك .. وين كنت ..

هو عارف نفسه إذا اتكلم راح ينفجر فيها .. بس وعد نفسه ما يسالها .. ولا يمد يده عليه ... مع أن في قلبه نار ما تنطفي حتى لو قتلها بيده ..

يرجع الساعة واحدة وما يلقاها ... وين كانت .. أكيد كانت معه

خافت من نظراته .. خافت عليه مو خافت منه .. وش فيه راجع كذا .. : رد علي .. سعد ..

سعد ببرود وهو يناظرها مع ان قلبه يحترق داخل صدره : أرد وش اقول .. أقول لك وين كنتي ومع مين .. وش تتوقعين موقفي وأنا ارجع الساعة واحدة والقاك

برة ..

ريماس : أنااا .. كـــــ

سعد : ريماااااااااااااس ... أنا ما سالتك وين كنتي ... لا تتعبي نفسك وتكذبي لأني مستحيل أصدقك ..

مو حاسة أنها زعلانة من كلامه .. المهم تطمنت عليه .... المهم أنه قدامها بخير ..

قالت وعينها في عينه .. : قول الي تبي تقوله .. المهم عندي أنك بخير ...

قامت من جنبه وحابسة دموعها في عيونها ..

ليش يحس أنه يذنب في حقها .... متمني يعرف ليش صار كل الكره الي في قلبه لها لــــــحــــــب ... وهي ما تستاهل تنحب ...

أفكاره صارت مبعثرة واحاسيسه مبعثرة ... مو قادر يحدد تفكيره ولا قادر يحدد مشاعره ..

ناظر يده الي ملفوفة بالشاش الأبيض .. حس بالكره والحقد وهو يتذكر الأربعة الشباب الي اجتمعوا عليه ونزلوا فيه ضرب .. بس لو يعرف مين هم ... الشرطة

مسكت اثنين منهم قبل ما يهربوا .. ولحد الحين ما قدروا يعرفون سبب اعتدائهم عليه ..

فجأة ..

اتذكر كلام بسام .. وهو يقول له والله لأوريك ..

معقولة هو الي يكون ارسل وراه الشباب عشان ينتقم منه .. وليش مو معقولة .. أصلا ما عنده اعداء غير بسام ..

لحد الحين حاس أن جسمه كله مهدود وتعبان ..

الدكتور طلب منه ما يطلع من المستشفى .. ومفروض يظل لفترة ما تقل عن ثلاثة ايام .. بس ما قدر يترك ريماس .. تفكيره كله كان معاها .. اتمنى يرجع

ويشوف الخوف والقلق عليه في عيونها ..

اتمنى يحس بوجود شخص في الدنيا يهتم فيه ويخاف عليه ... ويحبه ..

اتمنى هالشخص يكون .. تكون .. ريماااااس ...

بس ..

ضحك من أفكاره ومن تفكيره ..

ريماااس أصلا مستحيل تحبه .. هو دمر حياتها .. هو في نظرها وحش ..وحش سرق احلامها وسرق حياتها

واصلا الي مثلها ما تحب .. الي مثلها تعودت تنحب .. ما تعودت تحب ...

الي مثلها ما تنفع تكون زوجة ..

بس مع هذا .. متمنيها تكون زوجة له .. زوجة وحبية وأخت صديقة ..

نفسه يترمي في حضنها .. يحس بدفاه .. نفسه يسمعها تقول له أحبك .. حتى لو كان بالكذب ..

قام عن الصوفا ووقف قدام باب الغرفة ..

وقف لحظات ...

قبل ما يفتحه ويدخل ..

لقاها جالسة في نص السرير .. مسحت دموعها أول ما شافته ..

ارتبكت وقامت عن السرير .. وجات تخرج ..

مسكها من يدها .. .

قال بعد ما ظل ثواني ساكت .. : ليش يا ريمااااس ..

سكت وكأنه متردد يكمل ..

كمل كلماته .. بعد ما صارع صوته برغبته في أنه يظل ساكت .. وانتصر صوته في النهاية .. : ليش ياريماااس .. ليش يا ريماس ما تحبيني ...

حاولي بس .. تعطيني فرصة .. حاولي تسامحيني .. حاولي تحبيني ..

صدمتها كلماته .. ما عرفت بايش راح ترد .. ما عرفت أو ما قدرت تتذكر .. الكلام الي حابسته في صدرها ..ومانعتها كرامتها أنها تقوله .. تقول له انا

احبك .. أحبك بعد كل الي سويته فيني وعمري ما كرهتك .. لكن كرهت نفسي الي رخصت لك ..

تقول له .. أنا كمتمنية تحاول تنسى ولو يوم واحد .. بس .. وتحاول تعيشها في حلم .. حلم وردي يقول لها فيه أحبك ... حتى ولو يوم واحد .. ما

عندها مانع .. ولو كان يوم .. يوم بس ... تحس فيه أنه يحبها ..

ليش ساكته .. عيونه الي متعلقة في عيونها .. تترجاها تجاوب وفيها أمل أنها تقول له .. مسامحتك ..

خفف من ضغط اصابعه على يدها .. وتركها .. وهو حاس بخيبة الأمل ..

رمى جسمه المرهق على الصوفا وغمض عيونه ..

وقال .. : ريماس متمني تسامحيني يا ريماس .. متمني تحبيني ولو ربع حبي لك ..

الي سمعته حقيقة .. ولا بس يتهيأ لها ..

قربت منه وجلست جنبه .. : أنا احبــــــ.........ــــــك ...

سكتت ما كملت .. لأنها اتمنت تشوف حبه داخل عيونه حتى لو ما نطق بالكلمة ..

فتح عيونه وناظرها .. ببرود .. يمكن الصدمة خلته يتجمد .. أو يمكن مو مصدق .. وخايف يصدق ويطلع حلم ..

لكن حتى لو حلم .. يبي يعيشه ويبي يصدقه ..

ناظرها قبل ما ياخذها في حضنه وكأنه ياخذ منها الإذن ..

فهمت نظراتها .. وبعيونها قالت له .. أنا لك وما ابي اكون لغيرك ...

ضمها بقوة وكأنه خايف تهرب منه .. أو يصحى ويلقاها اتبخرت ومو موجودة .. أو يمكن حاس انه حلم ولو اتمسك فيه بكل قوته راح يعيش فيه لأطول فترة ممكنة

..

حست أنها لقت نفسها وروحها الضايعة في حضنه .. حاسة بالدفء وحاسة بالراحة .. حاسة أنها عايشة في حلم ما تبيه ينتهي ..

اتذكر .. ومر بطيفه الي سواه فيها .. اتذكر ..

اتذكر الشريط الي أرسله لأبوها ..

حس أنه يخدعها .. يكذب عليها ..

ابعدها عنه بسرعة ..

ما فهمت .. مو قادر ينسى أنها رخيصة .. رخصت نفسها له .. مو قادر يخلص نفسه من الشك الي ساكن صدره تجاهها

اتحجرت الدموع بين رموشها .. وحست ببرود يكتسي عواطفها ..

حاسس بالاسئلة الي تدور في نظراتها .. بس .. لو ما قدر يصارحها بالي سواه .. ما راح يقدر يلمسها .. لأنه راح يحس أنه يخدعها .. يبيها تسامحه من

كل قلبها .. يبي يرتاح من تأنيب ضميره .. ومن الهم الثقيل الي حاسس أنه راح يقضي عليه في النهاية ..

ما يقدر يشوفها قريبة منه .. ويبعد نفسه عن حبها ..

بس مع هذا ما عنده جرأة أو شجاعة عشان يصارحها ..

قام عن الصوفا .. وخرج .. لوين ما يدري بس المهم يهرب من نظراتها ......

*******************************************

فيصل : حبيتي عجبتك المفاجأة .. كل هالمزرعة هدية مني لك يا أم محمد .. كتبتها باسمك يعني صارت ملكك يا أم محمد

ما فرحت مثل ما اتوقع ..

فيصل : ليش ما عجبتك المزرعة ..

سلمى : المزرعة تاخذ العقل .. بس الي مو عاجبني الي سويته ..

فيصل : وش قصدك ..

سلمى : فيصل حبيبي .. أنا ما أبي منك شيء .. أنت تكفيني ..

فيصل : هذي هديتي لك وما اقبل ردها .. وانتهى النقاش في الموضوع .. كتبتها خلاص باسمك .. ليان سلطان الرازي ..

سلمى : وقلت لك ما أبيها ..

فيصل : حنا واحد .. ليش تبين تخلقين فرق بيني وبينك ..

سلمى : ما أقدر أقبلها .. لو تحبني صدق اقبل ترجعها باسمك ..

فيصل : قفلي على الموضوع .. خلينا نتفرج على المزرعة .. أبي أوريك الخيل .. وأعرفك على صديقي وبطلي بلاك ..

دخلت معه ويدها في ايده ..

اتجه بنظراته لحصان أسود شامخ وقوي .. شعره الأسود متناثر على رقبته .. يبهر ويسحر بسبب الهالة الي تحيط به .. هالة من الشموخ والعزة والأصالة والقوة

..

مسك يدها : المسيه

سحبت يدها بسرعة بخوف

فيصل : لا تخافين .. ما راح يسوي شيء إلا للغرب .. وأنتي أنا راح يحس فيك .. المسيه ..

سلمى : لا .. خايفة ..

ضحك وهو يشوف الخوف في عيونها ونظراتها ..

سلمى : ليش تضحك ..

فيصل : ما كنت أدري أنك خوافة لهالدرجة ..

سلمى : أول مرة في حياتي أشوف حصان قدامي في الحقيقة.. في التلفزيون شكله ما يخوف كذا ..

فيصل : خلينا الحين نروح نرتاح ونغير ملابسنا ونتغدى .. يكون العصر جاء الجو يصير أحلى عشان نركبه وتتعرفين على الدنيا من فوق ظهر الحصان وأنا متأكد أنها

راح تعجبك ..

سلمى : مستحيل أنا أركب هالشيء .. مستحيل .. ولا تقول عشان خاطرك .. لأني ما راح أعطيك وجه ..

فيصل مسوي نفسه زعلان .. : أفا .. لهالدرجة أنا عندك رخيص ..

سلمى : ما قصدت .. بس والله أخاف ما أقدر أركب هالشيء ..

فيصل : راح أكون معك ..

سلمى : عشان خاطري طيب .. لا تصر علي لو فكرت أركب راح أركب ..

فيصل : طيب خلاص بكيفك أنتي الخسرانة ..

............

دخلوا الفيلا الي في وسط المزرعة .. فيلا صغيرة ما تقارن بقصر عايلة الجاسم الضخم .. فيلا بطابقين .. فيها غرفتين ومطبخ وحمامين تحت .. والدور

الفوق فيه ثلاث غرف بحماماتها ... صغيرة بس فخمة وحلوة ..

فيصل : ها .. عجبتك الفيلا ..

سلمى بفرحة وهي تناظر المكان .. : يجنن ...

فيصل : شفتي حبيبتي .. أعرف ذوقك وأعرف الي تحبينه من غير ما حتى تقولين ..

سلمى : عاجبني المكان .. بس راح ترد باسمك .. هديتك مو قابلتها ..

فيصل حس بضيق من كلامها ليش تبي تحسسه أنه فيه فرق بينهم .. : سلمى ... ليش مصرة تزعليني .. وتضايقيني ..

سلمى : أنت الي تحاول تضيق خلقي أكثر مما هو ضايق ..

فيصل : طيب عطيني سبب واحد بس يخليك ما تبين تقبلين المزرعة ..

سلمى حاسة أن فيصل معطيها أكثر من الي تستحقه وهي ما تقدر تقبل منه شيء أكثر .. ما تدري تحس أنها ما تستحقه .. ما تبي تكلف عليه أكثر .. : ما في

سبب .. أنت ما قلت مافي فرق بينا .. خلاص .. أنا وأنت واحد الي باسمك كأنه باسمي يعني مو لازم تكلف على عمرك وتكتب شيء باسمي ..

فيصل : لا ما فيها تكليف ولا شيء .. أنا أحبك وهذي هدية بسيطة ما تعتبر شيء بالنسبة للأنتي منحتيه لي من حب .. كافي أنك بإذن الله راح تكونين أم العزيز

محمد ..

سلمى : بس ..

فيصل : إذا تحبيني لا تفتحين الكلام في هالموضوع ولا والله العظيم أنتي من طريق وأنا من طريق ..

طلع للغرفة فوق وهو معصب وتركها ..

طلعت عبايتها وحطتها على جانب الصوفا وجلست .. زعلانه لأنها زعلته .. مدت رجولها وغمضت عيونها .. نعسانة وتعبانه .. وما تبي تطلع فوق تناظر

فيصل وهو معصب أحسن ما يعصب عليها ..

نزل .. عشان يقول للخدامة تحط الغداء .. لأنه جابها معهم عشان تخدم سلمى علشان ما تشتغل وتسوي شيء ..

شافها نايمة على الصوفا ..

... حملها بهدوء علشان ما صحى وطلع بها للغرفة .. حطها على السرير .. وجلس جنبها وهو يناظرها .. تكون أحلى وهي نايمة كأنها طفلة صغيرة ..

.. مرر أصابعه بحنان على خدودها البيضاء ومكتسية بالحمرة ..

قام يبي يطلع يجلس في الصالة .. نادته .. : فيصل ..

فيصل : قلب فيصل وعيونه وروحه ..

ابتسمت وشوية مستحية : ممكن .. تظل هنا وما تخرج .. ممكن تظل قربي لحد ما أنام ..

ابتسم لها وحط عقاله وغترته على الصوفا وجلس جنبها على السرير ومسك يدها وباسها .. : أنتي تامرين ما تطلبين لو العمر كله أظل جنبك ما عندي مانع ..

سلمى : يعني مو زعلان ..

فيصل : زعلان .. ليش أنا متى زعلت .. وليش أزعل وأنتي معي ..

ابتسمت له برضا وغمضت عيونها ... وهي تحمد ربها أنه عطاها فيصل .. يعوضها عن كل الي شافته من حياتها .. ما تحس معه أنه ناقصها شيء .. كل

شيء عندها .. تملكه .. الأم والأب .. الأخ والأخت .. والحبيب والصديق .. الأهل والعزوة والناس .. كلهم معها وهي معه ..

************************************************** *********************

*******************************************

تركي .. : لما .. عبد العزيز يبيك تحت ..

لما .. : ما قال وش يبي ..

تركي بفرحة للخبر الي راح يقوله لها .. : لقى ولدك ..

لما مو مصدقة انتفضت من مكانها وصارت تهزه مو مصدقة يمكن يكذب : صادق ولا تمزح .. لقاه .. احلف .. لا تكون تكذب علي ما راح اتحمل ..

تركي : والله لقاه .. وهو معه الحين تحت شايله .. قال لي ما أقول لك .. عشان يبها مفاجأة ..

ما سمعت باقي كلامها وخرجت من الغرفة تركض من غير ما تنتبه أنها بقميص النوم ولا حاطة شيء عليها أو على راسها ووجهها ..

ناداها تركي عشان تلبس لها شيء ما سمعته ونزلت ركض على الدرج وشوي وتطيح على وجهها ..

لقته واقف في نص الصالة .. وبين ذراعيه طفل صغير ..

ناظرها وناظر لهفتها ..

ما انتبهت على نفسها ..

لما والدموع مالية وجهها .. ما قدرت تتكلم أشرت على الطفل الي بين يديه وحطت يدينها على صدرها .. تسأله بإشارات يدها .. هذا ولدها ولا لا .. تتأكد منه

..

هز براسه .. وهو فرحان لفرحتها ومبهور بجمالها وحاس أن يبي عيونه تتعلق بها وما يشيلها من عليها ..

..

مشى بخطواته لها .. لأن الفرحة صنمتها مكانها مو قادرة تتحرك .. بين مصدقة ومو مصدقة .. وهي بتموت من اللهفة وتحمله وتضمه وترضعه وتشم ريحته

.. وتبوسه في كل جزء من جسمها .. ما راح تتخلى عنه ما راح تتركه في حياتها .. ما راح تسوي مثل ما سوت أمها مستحيل ترميه في يوم .. مستحيل ..

اتناولته منه .. بلهفة بشوق .. بفرحة .. بدموع فرحة وأسى ..

ناظرته .. وناظرت شعره الأسود ورموشه السوداء الكثيفة وصغره وقلة حيلته .. وأصابعه الصغار الي تتحرك يمين وشمال .. كأنه حتى هو ما صدق لقاها

.. كأنه .. حتى هو مشتاق لها ويبي يضمها ويرتمي في حضنها .. يبي يسمع صوتها ويحس بريحتها وقربها ..

باسته والدموع مشققة خدودها ..

لما : .وين لقيته ..

عبد العزيز : الحرمة الي كانت حابستك دلتني على مكانه .. وقالت أنها حطته عند بيت من البيوت ... وعطتني العنوان ويوم سألت أصحاب العنوان قالوا أنهم

ودوه لمركز الشرطة وبعدها كان سهل أعرف وينه وأجيبه لك

لما .. :سلطان .. راح يكون اسمك سلطان على اسم أبوي .. ما أبيك تكون مثل أبوك .. تكون مثل أبوي سلطان الرازي .

عبدالعزيز بصدمة .. : أنتي بنت الرازي ..

لما : أنا مو بنتهم .. أنا بنت سلطان الرازي بس .. هذولك الناس ما أعرفهم ولا أبي أعرفهم .. تكفى لا تردني لهم .. راح ياخذوني ولدي ويذبحونه مثل ما

ذبحوا أختي .. تكفى والي يرحم والديك لا تقول لهم أني عندك .. راح يرجعوني للناس الي كانوا يضربوني ويعطوني الإبر وشوهوا كل جسمي بالنار .. تكفى ما

أبي أرجع للعذاب الي كنت فيه .. تكفى ما أبي أبعد عن ولدي .. بصير لك خدامة بس لا تقول لهم أني هنا .. بصير لك خدامة بس والي يرحم والديك ما أبي أرجع

لهم ..

أم عبد العزيز بحنان وهي تحاول تهديها .. : لا تخافين ما راح ترجعين لهم ما راح يحصل إلا الي تبينه ..

لما بخوف والرعب واضح في عيونها : لا .. تبون تردوني لهم ..

عبد العزيز : لا تخافين .. ما راح ترجعين وراح تظلين هنا معززة مكرمة .. أمي خذي منها الولد

لما ضمته لصدرها بقوة ما تبي تتركه

عبد العزيز : لا تخافين .. أبي أتكلم معك .. خلي أمي تشيله لحد ما أخلص ..

لما هزت راسها بالنفي خايفة ما تشوفه مرة ثانية : لا .. لا .. تبون تاخذون بعيد عني ..

حس بالشفقة تجاهها وحس أنها راح تفقد عقلها إذا حاولوا يبعدونه عنها ..

أم عبدالعزيز : عطيني اياه

عبد العزيز : خلاص يمه .. خليها براحتها .. اجلسي يا لما .. يمه تسمحين تسوين لها عصير عشان تهدأ ..

دخلت المطبخ وتركتهم

عبد العزيز : تركي .. روح لغرفتك ..

تركي طلع لغرفته غصب عنه وهو يتأفف كان يبي يسمع وش يبي يقول..

جلس على الصوفا الي مقابل لها .. رفضت تحكي له شيء عن اسمها وعن حياتها وبنت مين هي .. كل الي قالته أنها كانت محبوسة عند هذولك الناس وبس ..

كيف خطفوها وليش خطفوها ما قالت شيء عن كذا والناس الي في السجن الي مسكوهم قالوا أنها بنت مجنونة كانت تتجول في الشوارع أشفقوا على حالها وخلوها تظل عندهم

في البيت ..

ما صدق كلامهم بس رفضوا يعطونه أي معلومات ثانية

انتظرها تهدأ شوي وأمه جابت لها كأس العصير .. شربت منه شوي وهدت ..

عبد العزيز : اجلسي يا يمه الي بقوله لها مو سر أو شيء بسألها شوية أسئلة وهالمرة لازم تجاوب عليها ..

لما وهي تمسح دموعها : اسأل الي تبيه .. رجعت لي ولدي وهذا جميل عمري ما راح أنساه لك ... تبي تسألني عن اسمي بالكامل راح أقوله لك .. أنا لما

سلطان الرازي .. أنا في حياتي ما زرت مكة إلا مرتين مرة مع أمي وأبوي وأختي ومرة مع عمي وعياله قبل سنتين ..

عبد العزيز : وش جابك هنا .. الكل في الرياض يحسبك ميته ..

انصدمت .. كيف يعني ميته .. : أنا مو ميته .. هذي أنا قدامك ..

عبد العزيز : عارف أنك حية بس كيف وصل لهم خبر موتك وايش وصلك للعصابة الي كنتي معهم ..

لما تقدر تودي عمها الي عذبها وقتلها وقتل أحلى شيء في حياتها وهدم ودمر آملاها في الحياة .. مو شيء هين أن عبدالله الرازي يطلع له علاقة مع عصابة تزوير

ومخدرات ولا شيء هين أنه هو الي رمى بنت أخوه لناس مثل هالناس .. : ما أعرف .. فجأة صحيت ولقيت نفسي في بيت ما أعرفه .. في مكان في حياتي ما

شفته ..

حس أنها تكذب كأنها خايفة على الشخص الي تسبب بكل الي حصل لها وما تبي تقول عشان ما تأذيه ... وفي عيونها إصرار يخليه يقتنع أنه مهما حاول ما راح يوصل

معها لنتيجة ..

عبد العزيز : طيب مين أبو ولدك ..

حست في لهجته شيء غلط : لا .. أنا متزوجة .. أحمد الرازي أبوه .. ولد عمي ..

عبد العزيز : زوجك له علاقة بالي حصل لك ..

سلمى : ما أدري .. لا تسألني عن الناس الي كنت معهم ما راح أفيدك بشيء لأني ما أعرف شيء

عنده مفاجأة لها .. راح تصدمها وتشل كيانها : كان لك أخت توأم قبل كذا

قالت وعيونها مكتسية بالأسى وكأن جرح قديم انفتح من جديد وصحى لها جرح ثاني ساكن قلبها : ايوة ..

عبد العزيز : تعرفين شخص اسمه فيصل الجاسم ..

رجعت بذاكرتها .. الجاسم .. الجاسم .. هالإسم مو غريب سمعته كثير من قبل .. الجاسم .. الجاسم .. ايوة تعرفه .. : ايوة .. أعرف

عايلة الجاسم ..سمعت بها .. وفيصل كان صديق ولد عمي بس ما قابلته في حياتي بس ليش تسألني عنه

عبدالعزيز : لأنه متزوج واحدة تهمك ..

لما : كل الي يهموني في هالدنيا راحوا وتركوني .. ما بقى لي غير سلطان بس ..

عبد العزيز : طيب .. إذ قلت لك ليان .. ما تهمك

لما بصدمة مو متوقعتها : ليان .. زوجة فيصل الجاسم .. مو معقولة ما أ صدق .. ليان ضاعت .. ضاعت من 17 سنة .. هلي دوروا عنها كثير بس

ما لقوها أو عرفوا مكانها

عبد العزيز : قبل شهرين .. اتصل علي فيصل الجاسم .. هو صديقي من أيام الدراسة يوم كنا في الرياض .. قبل ما انتقل بشغلي لهنا .. سألني عن سلطان

الرازي إذا كان عنده بنت توام ضيعها قبل 17 سنة في الحرم بمكة .. لأنه أكيد فتح قضية عند الشرطة بضياعها .. فعلا دورت بالملفات القديمة ولقيت أنه كان عنده

بنت صغيرة عمرها ثلاث سنوات وعندها أخت توأم ضيعها بالحرم بس ما لقاها والشرطة ما أفلحت وهي تدور عنها .. ويوم سألته عن السبب الي خلاه يسأل عن شيء له

17 سنة وبعدين وش علاقته بعيلة الرازي قال أن البنت الي ضاعت تكون زوجته ليان ..

لما : ليان عايشة ما ماتت .. ما تمزح وما تكذب علي .. أنت متأكد من الي تقوله .. برجع الرياض .. أبي أشوفها .. تكفون مشتاقة لها ..

عبد العزيز : بكرة من الصبح نسافر لها ..

أم عبد العزيز : عبد العزيز تعال معي شوي أبيك بموضوع ..

راح مع أمه وترك لما عايشة في الحلم الي لها زمان تتمناه يتحقق ..

أم عبد العزيز : البنت متزوجة ..

عبد العزيز ومسوي نفسه ما يدري عن ايش أمه تتكلم .. : عارف يا يمه .. بس وش تقصدين مو فاهم

أم عبد العزيز : لا فاهم وعارف وش قاصدة .. البنت متزوجة وعندها طفل من زوجها وهو عايش مو ميت .. يعني حرام حتى تناظرها وتحلم أنها تكون لك ..

عبد العزيز : ليش يا يمه تقولين هالكلام .. بنت مسكينة أعتبرها مثل أختي .. يعني ما أساعدها وارميها في الشارع ..

أم عبد العزيز : لا تسوي نفسك غشيم أنا ملاحظة على نظراتك لها وكيف تسأل عنها كل ما ترجع من شغلك .. وكيف اهتميت بقضيتها مع أنه عندك بدال القضية ألف

عشان تنشغل بها .. والحين أنت كفيت ووفيت البنت ولها أهل وزوج ..

عبد العزيز : سمعتي البنت وش قالت ..

أم عبد العزيز : البنت عقلها مو معها وأنت بنفسك قلت لي أنهم قالوا أنها مجنونة ..

عبدالعزيز : وأنا قلت لك أنا ما صدقتهم .. وباين على كلامهم كذابين لأن الي قالوه ما يصدقه عاقل ..

أم عبد العزيز : راح نطيح في مشكلة مع زوجها وأنت رجل قانون وعارف أنه ممكن يتهمونك بخطفها .. وعايلة الرازي عايلة معروفة ممكن يودونك في ستين مليون

داهية إذا حطوك في بالهم ..

عبد العزيز : البنت محتمية فيني .. مو تصرف رجال أني أرميها ..

أم عبد العزيز : ومو تصرف رجال أنك تحرم رجال من زوجته وولده عشانك حاطيها في بالك .. بس حط في بالك أن البنت ما دامت في ذمة رجال ما راح تكون لك

.. وأنا ما أبي هالبنت في بيتي شوف لها مكان غير هالمكان ... ملكتك بعد شهرين ولا نسيت بسمة بنت خالك ..

عبد العزيز : أنا مو ناسي .. وعارف وفاهم كل الي تقولينه .. البنت راح تظل هنا أخت مو شيء ثاني ..

أم عبد العزيز : بسمة بنتي ومثل ما أنا ما أقبل على بنتي أنها تعيش في خدعة وزوجها يناظر واحدة ثانية موجودة معها في نفس البيت .. ما أقبل على بسمة هالشيء

.. هي بنتي الي ما جبتها ربيتها هنا معي في نفس البيت كبرت وعاشت معك وتعرفها مثل ما تعرف نفسك .. وهي تحبك وتموت عليك حرام الي تبي تسويه فيها بسمة

أخت لك قبل ما تكون زوجة .. اتربت معك بعد موت أمها .. وتحبك وتعزك من صغرها

عبد العزيز : عارف ومتذكر .. بس وش علاقة أني اترك لما تعيش هنا ببسمة

أم عبد العزيز : إذا ظلت هنا راح تظل تشغلك عن بنت خالك وأنت تفكر فيها وفي وجودها .. ولو ما رجعتها لأهلها أنت مو ولدي ولا أعرفك ..

عبد العزيز صار مثل الي بين أرضين .. واحدة باردة أبرد من الثلج .. والثانية حارة أحر من النار .. البنت التجأت له .. وأمه ما راح ترضى عنه إذا كسر

كلمتها ومعها حق بسمة ما تستاهل أنه يفكر في غيرها ..

دخلت لما عليهم .. : لا تفكر كثير يا خوي .. مشكورة يا خالتي ما قصرتي معي ..

أم عبد لعزيز انحرجت : لا تفهميني غلط يا بنتي

لما : لا يا خالتي .. أنا مقدرة الي قلتيه وبالعكس فرحانة أنك تحبين بنت أخوك .. امكن لو أنا لقيت حد في أهلي حبني واعتبرني بنته مثل ما أنتي تعتبرين بسمة بنتك

ما كان هذا حالي ..

عبد العزيز : لما .. أرجوك

لما : لا تكمل .. أنا زعلانة من الأفكار الي في راسك .. أنا واحدة متزوجة .. ولجأت لك واحتميت بك على أنك أخ .. وفي معزة الأخ ومشكور والله

يجازيك خير على الي سويته لي كافي أنك رجعت لي ولدي .. ودليتني على طريق أختي .. يعني شيلتني لك جميل ودين راح أكون مديونة لك به للمات ومهما سويت

لك ما راح أوفي لك بحقك .. مشكور .. مشكور ..

أم عبد العزيز : قدري موقفي وأرجوك لا تزعلي مني .. ما أبي لولدي المشاكل .. أهلك ناس يدهم واصلة ولو عرفوا أنك معنا هنا ممكن يأذون ولدي ..

لما من كل قلبها مو زعلانة منهم بس خايفة من الي راح يصير لها إذا رجعت لعمها ولأحمد ولحياتها الي كلها مشاكل ومصايب ..

عبد العزيز : ليش ما تبين ترجعين لأهلك .. قولي لي يمكن أقدر أساعدك

لما : يكفي أني أقول لك أنهم مو أهلي ولا في يوم حسيت أنهم أهلي ..عندي عندك طلب واحد أخير أنك توصلني لأختي وراح اظل احمل جميلك طول عمري ..

عبد العزيز : سامحيني ..

لما : ما صدر منك العيب عشان أسامحك .. بالعكس لقيت معكم المعاملة الي ما لاقيتها طول حياتي .. والله يجازيكم خير على الي سويتوه معي ..

طلعت للغرفة وهي تضم ولدها وهي صادقة في كل كلمة قالتها مو حاسة بزعل أو عتاب عليهم .. شاكرة وحافظة لهم فضلهم ..

...

عبد العزيز : ليش يا يمه .. البنت زعلتك في شيء مسوية لك شيء ..

أم عبد العزيز : البنت مؤدبة ومسكينة وطيبة وما شفت منها العيبة .. بس ما أبيك تتعلق بخيط من رماد .. البنت لها أهل والأهم لها زوج انحرم من ضناه .. حنا

ما نعرف وش الي بينهم .. وأكيد هم أهلها ومهما كانوا قاسيين عليها أكيد حزنانين على فراقها .. ويبون يعرفون ضناهم ويتربى بينهم .. هذا لمصلحتها ومصلحة

ولدها .. الهرب مو حل ..

عبد العزيز خرج لشغله وهو متضايق من الي سوته أمه ... ومحتار ليش قالوا أنها ماتت ومن هي الي ماتت في المصح ودفنوها على أنها لما .. أكيد الموضوع هذا

وراه قصة طويلة ..

...

حضنت ولدها لصدرها .. وهي تناظره .. كل ما تناظره تتذكر أحمد .. القدر حكم عليها ترجع .. بس إذا ما انتقمت منهم واحد واحد ما تكون بنت سلطان

الرازي .. راح تدفعهم ثمن الي سووه فيها .. وحرمانها من طفلها الي أخذوه منها وهي ما تدري إذا كان ولد ولا بنت ..

عمها أبو خالد وزوجته .. سجود .. وأحمد .. كلهم راح يندمون ..

ناظرت ولدها وقالت : ما راح يعرفك طول عمره .. أبيه يتعذب أبيه إذا قابلك في الشارع ما يعرفك .. يتكلم معك وما يدري أنك ولده .. راح تعيش وهو ميت

بالنسبة لك .. وحقي وحقك راح ناخذه منهم حتى ولو كان بالغصب ..

************************************************** *********************

*******************************************

اليوم الثاني ..

في المزرعة ..

سلمى بفرحة وهي تراكض على الدرج : فيصل .. فيصل

فيصل : انتبهي رح تطيحين ..

سلمى : اتصلت علي منار وقالت أن أمي تتكلم .. أمي صارت تتكلم .. تكفى خلنا نرجع البيت بسرعة

فيصل : حاضر .. بس دقايق

سلمى : وين دقايق ... وش تبي تسوي

فيصل : تبين أروج بالبجامة حقت النوم ولا ما تبين تلبسين عباتك ..

سلمى من الفرحة وعدم التصديق نست كل شيء .. : والله نسيت .. من الفرحة مو مستوعبة شيء

فيصل : ظلي هنا .. بجيب عباتك معي .. لا تطيحين على الدرج ..

وقفت قدام بيت الجاسم ... من النقل الجماعي .. ركبت تاكسي وجات هنا على بيتهم .. تعرف العنوان ..

دخلت من البوابة .. تبي تشوف أختها قبل ما تروح وتفاجيء عمها بالمعنى الأصح تصدمه ..

دقت جرس الباب

.. فتحت لها الخدامة الباب ..

.. رفعت غطوتها ..

الخدامة رحبت بها ودخلتها ظنتها سلمى ..

.. فهمت أنها تحسبها ليان .. لأنهم الإثنين شبه بعض لآخر درجة .. بينهم فروقات بسيطة ما يميزها الا الي يعرفهم مرة ..

نزلت منار بسرعة .. : تعالي بسرعة أمك فوق تبي تشوفك ..

ناظرتها باستغراب : وش هذا الطفل الي معك .. وبعدين وينه فيصل ..

لما .. فهمت أنها مو موجودة بالبيت .. حست بالحسرة ..

منار : بعدين نكمل . أمك فوق تبيك بسرعة .. جيبي هالحلو أشيله عنك بس ولد مين هذا ..

ما ردت عليها وعطتها ولدها ..

طلعت معها لغرفة أمها الي كانت جالسة على الكرسي النقال ..

ناظرتها لما بجمود وبرود مع أن أحاسيسها من داخل تلتهب بين ضلوعها .. اشتاقت لها .. تبي ترتمي في حضنها

منار : راح أروح ألعب البيبي.. بس ما قلتي لي وش اسمه ..

لما : اسمه سلطان ..

حست امها بغرابة .. بين شك ويقين .. حلم وعلم .. حقيقة ولا خيال ..

الي قدامها هذي .. ليان .. أو .. لما

ليان صوتها فيه اختلاف بسيط .. صوتها ناعم هاديء رقيق

لما .. صوتها ناعم وحاد في نفس الوقت .. فيه نبرة حزن واضحة ما تقدر تخفيها

جاتها قوة مفاجئة أنها تقوم تتأكد بنفسها .. حاولت .. حاولت .. حاولت ..

.. قامت عن الكرسي الي احتجزها وغلبته ..

.. تتأكد بنفسها .. لما ولا ليان .. لما عندها شامة خفيقة وصغيرة مو واضحة من بعيد فوق شفايفها على الجهة اليمنى ..

منار مو مصدقة الي تشوفه ..

مشت بخطواتها شوي شوي .. ولما جامدة مكانها ما تتحرك ..

قربت منها وضمتها .. ولما ما مدت ذراعيها تضمها ..

مررت أصابعها على وجهها وعلى شفايفها وهي تناظر الشامة وتحاول تتأكد أن الي شايفته مو حلم ..

ركضت سلمى على الدرج لغرفة أمه .. اتصنمت عند الباب .. وهي مستغربه من البنت الي واقفة معطيتها ظهرها ولابسة عباية وتضم أمها .. وأمها واقفة على

رجولها .. واقفة

فيصل واقف جنب سلمى .. مو مصدق الي شايفه

منار اتلفتت وراها .. وماتت من الرعب وهي تشوف سلمى وفيصل

منار .. ما قدرت تتكلم .. الصدمة شلت لسانها .. إذا هذي سلمى مين الي واقفة مع أم سلمى ونسخة طبق الأصل من سلمى ..

منار واتغلبت على الخوف الي سكنها : سلم..مى .. طيب مين الي واقفة هناك .. يمه .. يمه .. فيصل الحق علي انجنيت شكلي وصرت أشوف اثنين

..

فيصل : وش قصدك من الي واقفة هناك

منار : سلمى .. سلمى

سلمى مشت باتجاههم وحطت يدها على كتفها وهي تناظر أمها الي كانت الدموع مالية عيونها ..

أم لما : ليان بنتي هذي أختك .. أختك لما ..

التفتت لما وعينها في عينها وأي واحدة مو مصدقة الي شايفته .. كل واحدة تسأل نفسها الي شايفته حقيقة .. الي عايشته في هاللحظة .. الشوق والحسرة والندم

والدموع والفرحة والقهر .. كل هالأحاسيس حقيقية ..

فيصل ومنار وقفوا متصنمين ومتسمرين مكانهم من الدهشة .. كأنهم شايفين سلمى مرتين ..

ملايين الأسئلة جات على بالهم .. الي يعرفونه أن لما ماتت .. كيف طلعت حية وعايشة ووين كانت مختفية ..

ليان وصوتها مخنوق بالدموع : لما ..

لما ابتسمت بشوق وحزن وهزت راسها بالإيجاب .. الدموع خانقتها وكاتمة على صوتها .. وكأنها خلاص فقدت القدرة على الكلام ..

مدت سلمى ذراعيها : تعالي في حضني

كأنها مترددة أو خايفة ترتمي في حضنها تعرف أن الي عايشته وهم وسراب ..

شدتها سلمى لها وضمتها بقوة ..

فيصل نادى منار وخرجوا عشان يخليهم مع بعض ..

منار : الحين هذي أخت سلمى .. الي أعرفه أنها ماتت ..

فيصل : الواضح أنها حية ..

منار وهي تناظر الصغير : وهذا ولدها .. قالوا أنها كانت حامل أكيد هذا ولدها .. يا حليلك يا سجود حظك نحس .. أحمد زوجته وولده موجودين .. وما

عرفت تظهر الا بعد ما طاح الفاس في الراس .. بعد ما اتزوج أحمد سجود .. أكيد راح تنجن المسكينة إذا عرفت أنه اتزوج عليها ..

فيصل حمل منها الصغير ..ولا اهتم بالي تقوله .. يجنن وياخذ العقل الصغير .. يشبه سلمى لأنه يشبه أمه .. يتمنى يحمل ولده ويحضنه ويشوفه يحرك اصابعه

ويضحك مثل هالصغير .. : وش اسمك .. ما تبي تقول لي راح أزعل منك ..

منار تتكلم مع نفسها وتتخيل وجه سجود وأحمد إذا عرفوا الخبر .. مساكين ما اتهنوا بزواجهم .. وفي نفس الوقت مسكينة لما راح تنصدم صدمة كبيرة إذا عرفت أن

زوجها اتزوج عليها..

فيصل مع البيبي يلاعبه ويضحك معه .. وهو في دنيا وهي في دنيا ..

منار : فيصل .. فيصل .. اتكلم معك أنا

فيصل وهو مو شايل عينه عن البيبي : نعم ..

منار : سلمى ليش ما تبي تتعرف على أهلها وتقول لهم حقيقتها ..

فيصل : بكيفها .. هي مرتاحة من دون ما تعرفهم .. كل ما افتح معها هالموضوع تقفل عليه وما ترضى تفتحه ..

منار : أبي أكون موجودة يوم يعرفون أن لما عايشة لا وبعد عندها أخت توأم .. مشهد ما أفوته لو يعطوني كل فلوس الدنيا .. أموت وأشوف وجه سجود يوم تعرف

الخبر ..

فيصل : أنتي بنت ما عندك سالفة .. وش تبين بمشاكل الناس .. أخرج الاعب حبيبي في الحديقة يكون أحسن .. ما تعرفين وش اسمه ..

منار : اسمه سلطان ..

فيصل : عاشنت الأسامي يا أبو السلطنة .. تعال نفارق عمتك المهبولة يكون أحسن أحسن لا تعادينا بجنانها ..

خرج للحديقة .. وترك منار مع تخيلاتها ..

................

أم ليان : اتمنيت هاليوم كثير ... اتمنيت أشوفكم مع بعض وجودي معكم ..

لما : جودي .. الله ينتقم من الي كان السبب الله ينتقم منه ..

ليان : خلاص لا تقلبوا علينا المواجع المهم حنا مع بعض .. هذا هو المهم .. خلونا نبدأ حياة جديدة

أم ليان : أختك معها حق ..

لما : تبوني اترك حقي لعمي وعياله .. ما راح يتهنون به وأنا عايشة ..

أم ليان : لا تخليك حقودة .. اله أنعم عليك لقيتي أهلك وعندك ولدك والحمدلله .. انسيهم وابدئي حياتك وخليهم مثل ماهم يظنونك ميته .. عمك أخفاك وقال أنك

ميته مرة مو بعيد يسويها مرة ثانية وهالمرة حقيقة مو كذب ..

ليان بصدمة وعدم تصديق : ليش عمي عارف أنك حية

لما : هه .. عارف ونص هو الي رماني لوحوش ما يعرفون الرحمة .. وش احكي لكم كيف أوصف لكم الي شفته .. أناانحرمت من كل شيء زين في حياتي

وراح أحرمهم من سمعتهم الي يفخرون بها .. راح أفضحهم في كل مكان .. بين كل الخلق .. سمعة الرازي إذا ما صارت تحت التراب أنا الي راح ادفن نفسي

تحت التراب ..

ليان : ما توصل لهالدرجة .. هذول في البداية والنهاية أهلك .. وأهلي ...

لما : .. قلتي لي اهلي .. طيب ناظري وش سوا فيني أهلي

أبعدت البلوزة عن كتفها اليسار .. : شوفي ..

ليان حطت يدها على فمها وهي تناظر حرق النار الي على كتف لما .. حرق كبير مشوه كتفها

لما : امكن بعد تبين تقولين مساكين وما يستاهلون ..

لفت ورى وعطتهم ظهرها ورفعت بلوزتها .. حرق بالنار ثاني موسم ظهرها

ليان ما قدرت تتحمل المنظر .. غمضت عيونها وبكت .. وكانت تحسب أنها الوحيدة الي اتعذبت في حياتها

أم ليان نزفت دموع القهر والأسى على بنتها والي صار لها .. ما لقت شيء تقوله وتحتكم عليه غير أنها تقول : حسبي الله ونعم الوكيل .. لا حول ولا قوة إلا بالله

.. حسبي الله ونعم الوكيل ..

لما بهدوء وبرود : هذا شيء عادي .. هذا ولا شيء .. ليش تبكون .. طيب إذا أنتوا تبكون أنا وش بقى لي .. أنا ضاع مني كل شيء .. ما بقى لي غير

سلطان .. وأنتي يا ليان وأنتي يا يمه .. أنتي يا يمه أنتي ..

أم ليان : مو قادرة تسامحيني لحد هاليوم .. مو قادرة تصفحين عني

لما وهي ماسكة دموعها .. حاسة أن أصلا ما بقى عندها دموع .. عيونها نشفت من كثر البكى .. : صدقيني اتمنى .. بس .. مو قادرة .. جودي

ما تفارقني .. دموعها ما تفارقني .. ضحكتها ما تفارقني .. ضرب عمي لي ولها أحس فيه كأنه كل يوم يضربني لحد الحين .. يوم يناديني قدام كل الناس ويقول

لي يا بنت الحرام روحي دوري لك على أب .. مو قادرة أنسى صوته .. إهانة أحمد لي وإذلاله لي مو قادرة أزيحها من خيالي ..

أقول لعقلي ..امكن إذا أمي ما رمتنا ما كان حصل لنا كذا .. ليان أنا حاسدتك تعرفين ليش .. لأنك ضيعتي أهلك بس كسبتي نفسك .. قادرة ترتمين في حضن

أمي من غير ما تتذكرين شيء .. قادرة تحبينها وتبكين عندها .. قادرة تحسين بالحب والسماح .. بس أنا ما أقدر .. قلبي مليان بالكره .. الكره وبس ..

نفسي أقتلع قلبي من بين ضلوعي وأغسله بالماء البارد .. يمكن تنطفي النار الي في صدري .. امكن أقدر أكون إنسانة .. امكن اتغير .. امكن أقدر أبكي أو

اضحك .. يا ليت في ذاك اليوم أنا الي ضعت ... ياليتني مت في ذاك اليوم بدال جودي يا ليت أنا الي طحت .. يا ليتني ما اتولدت يا ليتني ما جيت على الدنيا يا

ليتني ما كنت موجودة ..

ليان خرجت من الغرفة وهي تبكي .. ما تقدر تشوف أختها في هالحالة وما يحصل لها شيء ..

لما : ههههههههه ... ليش تبكين يا يمه .. تراني عاقلة مو مجنونة مثل ما يقولون .. عشان شايفة الدنيا مثل ما هي خلاص أكون مجنونة ..

أم ليان : ابكي يا بنتي .. ابكي راح ترتاحين .. نزلي ولو دمعة واحدة

لما باستنكار: ابكي ..اشمتهم في .. أفرحهم فيني .. ليش هم يستاهلون دمعة واحدة .. ما يستاهلون ولا دمعة .. ما عندهم قيمة عندي عشان أبكي ..

لو بكيت يعني أني زعلانه .. أنا مو زعلانة .. أنا مقهورة .. ما أبي أموت بحسرتي وقهري .. أبي آخذ حقي .. أبي حقي .. أبي حقي .. أبي

حقي منهم .. ما أبيهم يرتاحون أبيهم ينحرمون من النوم من الضحك والفرح ..

أم ليان : الله راح ياخذ لك حقك .. إن الله عزيز ذو انتقام .. ربك معك راح ياخذ لك حقك وحق ولدك وحق كل الناس الي انظلموا

لما : والله بعد جعل الأسباب في الأض وأنا أبي أكون سبب في دمارهم .. أنا مو هينة وعندي الي يضيع أبو خالد ويمحي اسم الرازي ويزيله

أم ليان بخوف : وش قصدك ..

لما : كل شيء في وقته حلو يا يمه ..

أم ليان خايفة تفقد بنتها .. اللعب مع ناس مثل أبو خالد مو سهل .. بنتها راح تضيع وهي مو بيدها حيله راح توقف تتفرج عليها تموت مثل ما وقفت تشوف أختها جودي

تموت .. لما راسها ناشف ما تفهم حتى بالقوة .. أبوها ما كان عنده عزيمة حديدية مثلها ..ولا هي تملك ربع الي عندها .. امكن لأن لا هي ولا أبوها شافوا الي

شافته..

أم ليان : أنا ضيعتك مرتين .. ما راح اسمح للثانية تتكرر .. أبو خالد مو سبب عذابك .. راح أقتله واريحك منه ..

لما بذعر : عن ايش تتكلمين يا يمه .. هذي حربي وهذا انتقامي .. ما اسمح لأحد ياخذ بثاري غيري وبعدين أنا ما أبيه يموت أبيه يتعذب في كل ثانية قبل ما يموت

.. وكيف يعني بتقتلينه .. كذا ببساطة وش راح يحصل لك يا يمه وش راح يحصل لسمعة بنتك الي متزوجة ولد الجاسم .. راح تخرب حياتها وتدمر .. غير

أنك راح تضيعين نفسك

أم ليان : ما يهمني المهم أنتي ما تضيعين .. لو اصريتي على الي في بالك أقسم بالله العظيم أنا راح أنفذ الي في بالي .. وأنا أقسمت وما أرجع في قسم .. ولو

أنتي تبين تضيعين أمك وتدمرين حياة أختك امشي في السكة الي تبين تمشينها لأني من أول خطوة لك راح أسبقك وأكون قاتلته .. اوعديني يا لما أنك ما راح تقربين من

سكة أبو خالد . اوعديني

لما : هذا مو عدل يا يمه ..

أم ليان : العدل راح يحققه لك رب العالمين لو مو في الدنيا في الآخرة .. اوعديني يا لما .. أبي وعد منك يطمني

لما بدون قناعة عشان تساير أمها بس : وعد .. خلاص ارتحتي ..

أم ليان : ولو ما التزمتي به أنا راح أكون غضبانة عليك دنيا وآخرة .. واتحملي الي راح أسويه ..

لما : طيب يا يمه .. خلاص .. بس اظن أن أحمد لازم يعرف أن عنده ولد .. ولا تبيني أحرم ولدي من أبوه ومن حقه ..

أم ليان : أحمد راح يتزوج وما يهمه أصلا ولدك ..

ماء بارد وانسكب عليها .. استغربت من إحساسها ليش حست بطعنه في صدرها بخنجر .. ليش تبي تبكي .. بس اتماسكت : ومين سعيدة الحظ

أم ليان : بنت عمك خالد .. عنود .. عهود .. ما أدري ..

لما : سجوووود .. واتركه لها أنا بالبارد .. أخربها عليهم وبعدها بنسحب وكلمتي يا يمه هالمرة ما راح تنزل لو تقولين بتقتلين أحمد أو غيره .. اظن أنا عند

وعدي راح أبعد عن سكة أبو خالد .. بس سجود حامض عليها تتهنى ..

دخلت ليان بعد ما هدت شوي ..

أم ليان : تعالي سمعي أختك .. أنا خلاص ما بقى فيني حيل عشان اهديها ..

ليان : ليش مزعلة أمي يا لما ..

مسويين مثل الملاك الطيب والشرير .. واحدة الملاك الطيب البريء الي ماسكة عصا سحرية ولابسة فستان أبيض .. والثانية .. الشيطان الي لابس أحمر وله

قرون بارزة وماسك رمح بثلاث رؤوس .. التناقض الي بشخصياتهم ينفي تماما أنهم أخوات .. لا والمصيبة توأم ..

ليان : الي يزعل أمي يزعلني .. ويرضيك أزعل وأنا حامل ..

لما ابتسمت والفرحة الي ما طرقت على قلبها من سنين حست بها في هاللحظة .. : حامل ..

ليان : ايوة .. راح تصيرين خالة لمحمد انشاءالله .

لما : مبرووك .. مبرووك .. بس تعالي .. ليش ما تكون بنت

ليان .. : لا إنشاء الله محمد ..

لما : ليش وش فيهم البنات .. فيهم عيب ولا عيب ..

ليان : لا خلاص يا المدافعة عن حقوق المرأة ... البنات قمر بس فيصل يبي ولد .. وإنشاء الله يكون ولد ..

لما تبي تمزح معها شوي وتقهرها : الفشل .. فشل .. فشل .. فشل مو معقول .. صادقة تحبين هالفيصل ..خشمه كبير وعيونه صغار ويدينه واحدة

صغيرة والثانية كبيرة .. خوفي يطلع ولد أختي يشبهه

ليان : ما اسمح لك .. هذا زوجي حبيبي وعمري ما أرضى عليه همس بس غلط .. وبعدين أنتي وين شفتيه

لما : ما شفته .. بس حسيت أنه كذا .. ولا في واحد مو بهالوصف يتزوج واحدة مثلك ..

ليان : ليش وش فيني

لما : لا ولا شيء .. بس غبراء وهبلة وحولاء ..

ليان : الأخت ناسية أنها تومتي يعني لو فيني العيب فهو فيك

لما : تصدقين نسيت ..

أم ليان نست همها وهي تناظرهم يضحكون كأنهم ما افترقوا في يوم .. بس في الماضي كانوا يتخانقون والحين يضحكون ..

لما : تعالي وريني وين راح أنام . بيت أختي بيتي يعني مو غريبة وخاصة وحنا توم .. أصلا ما حد راح يفرقنا ممكن نتبادل الأدوار في أي وقت وما حد راح يدري

.. .. ..تعالي معي

مسكتها لما من يدها

ليان : لوين تبين تسحبيني

لما : للمطبخ .. أبي أجنن خدمكم بس في الأول لغرفتك ..

ليان : ليش وش تبين من غرفتي

لما : عندك ملابس لونين .. قميصين نفس الشكل بس اختلاف في اللون .. ولو الإثنين نفس الشكل واللون تكونين ما قصرتي ..

دخلوا غرفة ليان

لما : وااو .. الغرفة تجنن .. ذوقك ولا ذوق المحروص

ليان : مافي فرق ... أنا وهو واحد ..

لما : لا تزعجيني ..أنا وهو .. وهو أنا .. عندك ملابس شبه بعض ولا لا ..

ليان : اتذكرت .. عندي قميصين باللون التفاحي بس مو نفس الشكل بس قريبات لبعض .. بس ما قلتي لي وش تبين بها

لما : البسي واحد وعطيني الثاني ألبسه وننزل نهبل بأهل البيت ..

ليان : مين تقصدين .. الخدم ما في مشكله .. بس منار وخالتي ام فيصل .. لا مستحيل

لما : لا تزعلين .. وفيصل معهم بعد نهبل بأمه وأبوه والي جابوه .. مو نفسك تشوفين يشد في شعره مثل المجنون

ليان : لا مو نفسي .. وبعدين عيب تطلعين على رجال غريب .. هو وش راح يقول عليك

لما : كأنه راح يدري .. وبعدين شايفك كأنه شايفني يعني البخت واحد

ليان : أنتي مجنونة .. أنا ما راح أسايرك ..

لما : ههه .. مجنونة .. ومن أول يوم .. وش بقيتي لبعد ما تعرفيني على حقيقتي .. لو في يوم واحد قلتي مجنونة راح تخلص كل الكلمات الي تعرفينها قبل

ما نكمل مع بعض اسبوع

ليان : مهبولة .. متأكدة أآننا أخوات

لما : عن نفسي لا .. أشك في الموضوع بس الي يشوفونا هم الي يقولون أخوات ومن ضعف النظر الي عندهم يقولون توأم ...

كل واحدة لبست قميص النوم .. وناظروا بعض في المراية .. كأنها صورة واحدة متكررة مرتين ..

لما تستهبل : يا ترى ويني أنا .. هذي ولا الي جنبها .. أكيد الشينة أم قرون ..

ليان : تصدقين حتى أنا مو قادرة أميز صورتي في المراية .. بس معك حق أكيد أنتي أم قرون .. بس ما قلتي لي وش نسوي ..

لما : سهلة مرة .. نلعب على الخدامات ونهبل فيهم ..

ليان : المطبخ له بابين ... باب على الحديقة والباب الثاني لداخل البيت .. أنا بوقف عند الباب الي في الحديقة وأنتي عند الباب الداخلي ..

لما : فهمت عليك .. وأنا الي ظنيتك مسكينة وعلى نياتك ..فعلا الي تفكره مسكين يطلع سكين ..

ليان : ههههههههه وما خفي كان أعظم ..

...

دخلت لما المطبخ .. على أنها سلمى

الخدامةلينار بخوف : ماما سلمى أنت مافي يدخل مطبخ .. ماما أم فيصل يذبح أنا إذا لقت أنتي هنا .. روهي ..

لما : بروح بس جيبي لي كاس عصير في الصالة برة

رفعت صوتها عشان تسمعها ليان وتدخل بعدها .. : أنا خارجة لحين

طلعت وبعدها بثانية دخلت ليان من باب الحديقة ..

الخدامة اتلون وجهها : باسم الله .. أنتي متى ارجع من باب ثاني ..

ليان : جيبي لي كاس العصير برة في الحديقة .. أنا الحين خارجة

بعدها دخلت لما ..

لما : ما تفهمين أنتي .. وش طلبت أنا عصير ولا شاي .. سنه عشان تجيبين كاس عصير

الخدامة انجنت .. وصارت تسمي ..: بسم الله .. بسم الله .. الحين أنت بس اخرج من هنا

راحت تناظر الباب الي على الحديقة .. لقت ليان واقفة عند الباب .. التفتت ورى لقت لما واقفة تناظرها

أغمى عليها من الخوف ..

ليان : الحقي قتلنا الحرمة..

لما : هههههههه ... ههههههههه

ليان : ولك نفس تضحكين .. الحرمة مسكينة .. لا تكون ماتت من الخوف

لما وهي تحاول تكتم ضحكتها بس مو قادرة ..: هههه .. ههههههههههههه .. شفتي وجهها كيف صار أزرق .. أنتي متى ارجع من باب تاني .. تموت

من الضحك

ليان : اتركي عنك الضحك وناوليني كاس موية ..

لما أخذت لها كاس وصبت فيه موية وناولته لها ..

سمعوا صوت واحدة تنادي وشكلها متجهة للمطبخ

ليان : اتخبي برة في الحديقة .. هذي أم فيصل

لما : ليش اتخبى .. ما تخليها تشوفك مرتين .. راح يكون المنظر مضحك أكثر

دفتها ليان برة للحديقة وقفلت الباب بالمفتاح من داخل ..

أم فيصل : وش فيها الخدامة ..

ليان : مريضة يمكن .. شافتني وأغمى عليها ..

رشت لها وجهها بالماء .. بدت تفوق

أم فيصل : لينار أنتي تعبانة ..

لينار : كان في اثنين ماما سلمى .. واحد هنا عند الباب والثانية عند الباب الثاني ..

ليان : شكلها مرة مريضة .. خذي اليوم راحة ..

لينار وهي تقوم وماسكة راسها : أنا أكيد تعبان .. مرة تعبان ..

أم فيصل : خلاص روحي ارتاحي في غرفتك .. سوام ولاني بيكملون الشغل ..

خرجت وراحت لغرفتها ..

ليان : خالتي أم فيصل .. ليش ما تخليني اطبخ اليوم .. ارتاحي أنتي ..

أم فيصل : ذكرتيني .. ليش أنتي في المطبخ .. مو مفروض ترتاحين في غرفتك .. كم مرة قلت لك إذا تبين شيء اتصلي على الخدامات .. وهم يطلعون

لك الي تبينه عندك وأنتي في مكانك ..

ليان : بس خالتي .. مليت من القعدة من دون شغل أو مشغلة..

أم فيصل : أنتي عارفة السبب .. فيصل راح يزعل إذا عرف أنك رفعتي ملعقة صغيرة ..

ليان وحاسة أنها مسجونة ومخنوقة وحاسة بالغيرة .. الي يهمهم ولدهم الي في بطنها مو هي .. خايفة ينساها بعد تجيب له الولد ..

أم فيصل : روحي ارتاحي يا بنتي وراح أرسل لك لاني في غرفتك إذا تبين شيء

خرجت وتركتها .. فتحت الباب للما ..

لما : حظك .. ادلعي يا بنت طول ما أنتي لاقية الدلع بكرة يصبح عليك يوم من دون أحد يهتم فيك ..

ليان : هذا حبس مو دلع .. تعالي نكمل في غرفتي فوق .. لحد ما أقول للخدامة تجهز لك غرفة ..

************************************************** **********

خلود : احكي لي وش حصل .. وش قال لك في الملكة ..

سجود : حكيت لك في التلفون وش تبين أكثر ..

خلود : ما حسيتي أنك تحبينه .. أو معجبة به على أقل تقدير

خايفة تقول لها .. ايوة .. ممكن تفسر شعورها بإعجاب بس مو حب .. لكن امكن تزعل : أصلا ما فيه شيء يخليني أعجب فيه .. شكله عصبي وثقيل دم

وما ينطاق ..

خلود حست فيها .. : عينك في عيني .. ما دق له قلبك ولا دقة واحدة ..

سجود : ولا حتى ربع دقة ..

خلود بانزعاج : قلت لك أحمد صار لي أخ مو أكثر .. وأكثر ما اتمناه أنك تكونين له .. بعدين أنا انخطبت ما قلت لك ..

سجود بصدمة وفرحة وعدم تصديق : متى .. ولمين ..

خلود : لعلي ولد خالي ..

سجود : مبرووووك ..

خلود : مافي شيء رسمي ... بس كلام .. وأخوي يزيد لحد الحين مو موافق .. بس أمي وخالي راح يقنعونه في النهاية ..

سجود : وش سبب رفض يزيد .. الي أعرفه أن خالك مليونير .. أكيد مو ناقصه شيء وبعدين هذا ولد خالك منكم وفيكم ..

خلود اترددت بس قالت لها .. : يقول أنه مو مسئول .. وسمعته مو كويسة

سجود : مو كويسة من أي ناحية .. لا يكون حق بنات ومخدرات .. الله يكفيك شره .. لا توافقي أحسن لك ..

خلود : ماما تقول أنه اتغير والزواج راح يهديه ويعقله وأنا بنت عمته ما راح يأذيني ..

سجود : مو مهم وش تقول أمك المهم تكونين أنتي مقتنعة فيه ..

خلود : اتركينا مني وخلينا فيك أنتي .. ولا تحاولي تكذبين علي هالمرة ..

سجود : مو عارفة .. مرة حنون بس .. لما لحد الحين ساكنة تفكيره

خلود : أكيد موسوسه .. لأنك ما كنتي تحبين لما ..

سجود : ما كنت أحبها .. قاصدة ما كنت اطيق شوفة وجهها .. ولا أواطنها ولحد الحين حتى بعد موتها .. أكرهها

خلود : طيب .. ليش .. تبين الصراحة أنتي الي كنت تتعرضين لها وهي ما تلمس شخص ما يوقف في طريقها ..

سجود : الكل في المدرسة كان يحبها .. وكل البنات يقولون أنها أحلى مني .. كانت قدامهم البنت الملاك الحلوة الشاطرة الي كل درجاتها امتياز .. وأنا ما

أتساوى بها .. وأنا اتعودت أكون الأولى في كل شيء وبعدها تجي واحدة مو معروف لها أصل من فصل وتجي تسرق مني الإهتمام ..

خلود عارفة أن الغيرة ممكن تودي سجود في ستين داهية ..والله يشهد أن لما بالفعل كانت ملاك قبل ما تنجن وتتشبه بالأولاد : الله يرحمها .. ماتت وراحت عند

ربها ..

سجود حتى الدعاء لها بالرحمة مستكثرته عليها .. : اتركينا من سيرتها الي تغث .. الزواج بعد شهر ولحد الحين مو عارفة من فين أجيب فستان الزواج ..

وباقي أشياء كثيرة أقضيها وأبيك تساعديني ..

خلود : قبل فستان الزواج .. اخترتي شيء تلبسينه لزواج عمار ومجد .. ولا ناسية أنه بعد اسبوعين ..

سجود : أكيد مو ناسية .. شفت في موقع على النت .. فساتين تهبل .. اخترت فستانين .. واتصلت عليهم وراح تصل الفساتين هالأسبوع أو الي بعده ..

خلود : وليش اخترتي فستانين .. كافي واحد ..

سجود : كل واحد أحلى من الثاني .. ما قدرت أختار .. وأبيك تختارين الي يعجبك وأنتي تلبسينه .. يعني مو داعي تشترين ..

خلود : أنا فستاني جاهز .. جابه لي يزيد من ايطاليا .. لو تشوفينه يهبل ويجنن .. أبيه مفاجأة لك ..

سجود : طيب والفستان الي طلبته لك ما راح تلبسينه ..

خلود : ولا يهمك بلبسه في زواجك .. مدام أنه حلو ومن اختيارك ..

سجود : الي يريحك .. بس قولي لي أخوك لحد الحين يبي يتزوج عروس المقبرة أم نظارات ..

خلود بحسافة وقهر : مصمم .. نجلاء راح تكلمهم وتشوف رأيهم لو موافقين .. ادعي ما توافق وترفضه

سجود : هههه .. ترفض .. ترفض ولد الرازي هي تحلم تلاقي ظفره .. ولا راح يتقدم لها واحد أحسن منه بنت الفقر ..

خلود : معك حق .. بس أخوي يزيد بصراحة ما ينعاشر .. ما يعرف يضحك دايم معصب ومخنفر ..

سجود : هذا في وجهك أنتي يالخبلة .. ولمعلوميتك دايم الناس الي من هالنوع يكونون أكثر الأشخاص حنان ورومنسية .. بس يحتاجون الي تفهمهم وتقدر تبرز

الوجه الثاني منهم .. الخوف تطلع الغبية الي بيتزوجها مو بقرة مثل ما هو واضح عليها وتلبس أخوك خاتم في اصبعها الصغير ..

خلود : طيب .. وش راح يطلع في يدي .. يزيد مصمم وراكب راسه ..

سجود : وش تبين منهم راح تتزوجين وترتاحين ..

خلود : هذا إذا اتزوجت ..

سجود : إذا علي ما فيه خير لا تتزوجينه حتى ولو كان أغنى رجال في العالم ..

خلود : أشوف وانتظر راي يزيد .. بعد يوافق هو أنا راح أقرر القرار النهائي ..

سجود : أبي أوريك الفساتين الي في الموقع .. بس يا خسارة اللابتوب حقي في غرفة زياد .. خايفة يكون مقفلها .. تعالي نشوفها امكن تكون مفتوحة ..

خلود : انتظري طيب خليني البس عباتي ..

سجود : البيت كله فاضي مافيه غيري وغيرك .. والخدامات .. خالد في الشركة وزياد بدأ الشغل معاه مع أنه ناوي يرجع على كندا وعمار دوامه ما يخلص إلا 12

ليل .. وأمي راحت السوق مع خالتي أم أحمد .. يعني جست مي أند يو ..

خرجوا من غرفة سجود ودخلوا لغرفة زياد

سجود : الحمدلله مفتوحة .. بس وين رامي الابتوب حقي ..

ناظرت طاولة المكتب فاضية ما عليها شيء غير ملف أصفر .. وفوق الدولاب مافيه شيء .. دورت داخل أدراج المكتب مافيه شيء ..

سجود بملل وحيرة : وين راميه هذا .. أمس كان جالس في مكتب أبوي .. بروح أدور في المكتب وأنتي دوري داخل دولابه ..

نزلت وتركتها .. الدولاب الي في النص ما انفتح شكله مقفله بالمفتاح .. فتحت الي على اليمين .. ناظرت الصورة الي ملتصقة بباب الدولاب .. صورة كبيرة

.. لغرام .. الله يرحمها ..

.. ناظرت الدولاب ما عليه شيء بس ناظرت ظرف كبير .. الفضول خلاها تتناوله .. فجأة غيرت رايها .. عيب تفتش أغراض الولد ..

.. فجأة دب الرعب في قلبها .. وهي تسمع صوت واحد ينادي على سجود .. من الخوف طاح الظرف من يدها .. اتناثرت الصور الي فيه على الأرض

.. كلها صور غرام ... صوت الولد اقترب من الغرفة .. تركت الصور واتخبت ورى الستارة الي على الشباك ..

دخل زياد الغرفة .. استغرب وهو يشوف بابها فاتح .. والي زاد غرابته وانزعاجه وأثار غضبه .. دولابه فاتح وصور غرام متناثرة على الأرض .. جلس

على الأرض ولم الصور داخل الظرف .. فجأة .. طاحت عيونه على رجول باينة تحت الستارة ..

.. حط الظرف على السرير ..

... اتجه ناحية الشباك ..

ارتجفت وهي تشوف ظل شخص متجه لناحيتها وصارت تبلع ريقها وكاتمة نفسها خوف من أنه يحس فيها ..

أبعد الستارة بسرعة وقال : سجود ..

رجعت لورى من الخوف والشباك من وراها مفتوح

.. اتصرف بسرعة وشدها ومسكها من كتوفها يثبتها ..

.. صفقها كف بلا وعي .. بسبب الخوف الي حس فيه وهو يشوفها راح تطيح ..

قال بعصبية بدون أي مبالاة بدموعها وحالتها الي تقطع القلب .. : ما تعرفين الأدب يا بنت .. تدخلين الغرفة بدون إذن وتدورين في أغراضي .. هذي قلة أدب

وعدم تربية .. والحين لو ما لحقت ومسكتاك .. كان راح تكونين طايحة من الدورالثاني ..

صارت تبكي وتشهق ..

دخلت سجود .. : زياد متى رجعت ..

ناظرت لخلود .. : وش سويت لها .. ليش تبكي ..

زياد ما اهتم فيها وأخذ الملف الأصفر الي على الطاولة وخرج ..

سجود : لا يكون زعلك بشيء

خلود وهي تشهق مو قادرة تتلم على نفسها : ضر..بني .. عطا...ني ..كف ..

سجود : كيف يسمح لنفسه .. هذا انجن شكله ..

اتذكر أنه نسى ما حط الظرف في الدولاب وأحسن له يقفله بالمفتاح عشان ما يلعبون بالأغراض الي فيه ..

دخل الغرفة وما اهتم بهم ولا ناظرهم ..

سجود باستياء : ليش اتمد يدك عليها ...

زياد رجع الظرف في الدولاب وقفل الدولاب بالمفتاح ..

خلود خرجت وهي تمسح دموعها ..

سجود : زياد .. أنا اكلمك رد علي ..

زياد : بنت مين هذي .. عديمة التربية ..

سجود : هذي خلود بنت عمك .. وبعدين هي ما قصدت تدخل غرفتك .. كنا ندور على اللابتوب وأنا نزلت أشوفه في المكتب وطلبت منها تدور في الغرفة ..

زياد : اعتذري منها بالنيابة عني .. لقيت الدولاب فاتح وصور غرام متناثرة على الأرض وظنيت أنها تفتش في أغراضي ..

سجود : خلود حساسة وتخاف من الهوا الطاير .. ومرة زعيلة روح واعتذر لها

زياد باسنكار : أنا .. أروح اعتذر لها ..

سجود : وش فيها يعني غلطت عليها ولازم ترجع لها حقها .. وبعدين خلود مو غريبة .. متربية معنا ومنا فينا .. أكيد مقطعة نفسها من البكا الحين .. بليز

روح اعتذر لها ..

زياد : اعتذري لها بالنيابة عني مو رايق لدلع بنات فاضي ..

خرج وتركها .. شافها لابسة عبايتها وبتروح

خرجت سجود وراه .. ناظرت خلود الي كانت بتروح .. : على وين ..

خلود : السواق تحت ينتظرني ..

سجود : مو معقولة تروحين زعلانة .. زياد يتحيل علي عشان أراضيك .. ويبي يعتذر منك ..

زياد : أنا أعتذر ..

سجود غمزت له بعينها يسايرها .. ويعتذر

زياد مو كأنه شايفها .. : مو أنا الي يعتذر ..

كمل طريقه وخرج ..

سجود : طنشيه هذا واحد أهبل .. عشان خاطري لا تزعلي وتعالي نكمل قعدتنا ..

خلود : أنا مو رايحة لأني زعلت .. يزيد طلب مني ما أتأخر ..

سجود : آآآف .. يا يزيد الي رافع ضغطي .. كل شيء يزيد حاط خشسمه فيه .. هذي أنا عندي بدل الرجال أربع ولا واحد منهم يسألني وين رايحة وين جاية

.. إلا طلال الي يوم يجي على باله جنان ما يقدر يفرغه إلا على راسي .. سجود مافي خرجة .. سجود وين كنتي .. وين رايحة .. وشريط البلاهة

يشتغل ما يوقف ..

خلود : حظك .. ارتحتي منه .. بس أنا على حطة يدك .. يزيد واقف لي على الواحدة ..

سجود : بسألك سؤال .. أخوك حق بنات ..

خلود : يزيد .. ههه .. يزيد وين والبنات وين ..

سجود : ما أعتقد .. شكلك ما تعرفين أخوك زين .. شيء معروف أن الإنسان الي يكون شكاك وتفكيره يكبر له الصغيرة .. أكيد فيه خلل ولا ما كان يفكر

بهالطريقة لأنه أكيد يظن أن الناس كلهم مثله ..

خلود : والله ممكن يكون معك حق .. مرة دخلت غرفته لقيت فيها كروت فيها رسوم قلوب ووورد كثيرة بس ما قدرت أقراها لأنه رجع ولو ما لحقت خرجت قبل ما

يطلع لغرفته كان رحت في ستين داهية .. ودايم يجيب دباديب وورد ويعطيني اياها

سجود : والله مسكينات وغبيات .. الحبيب تاخذين منه ما تعطينه .. له حق يرمي لك هداياهم الغبيات ..

خلود : اتأخرت على السواق وعلى يزيد بعد .. اكلمك بعدين نكمل كلامنا ..

..

خرجت برة .. انصدمت وهي تشوف يزيد قدامها .. ظنته السواق الي جاي ياخذها ..

شافته واقف يسولف مع زياد ويضحك .. مو كأنه يزيد الي مكشر أربع وعشرين ساعة الضحكة تنشحذ منه وما يطلعها إلا بالغصب ..

طلعت قدامه وركبت السيارة ..

.. ركب السيارة ....

يزيد : السلام عليكم ..

خلود : وعليكم السلام ...

.. اتحركت السيارة

يزيد : ما تبين تسألين ليش جيت بدل السواق

خلود : يعني وش دراني .. من متى يندري لك حال أو مزاج ..

يزيد : مو ملاحظة أنك تزيدين عدم احترام لي يوم عن يوم .. مو هذي لهجة تكلمين بها أخوك الكبير ..

خلود عارفة أنه ما يقصد يزعلها ويبي رضاها وهي دايم تعصبه : آسفة ..

يزيد : خلينا في الي أبي أكلمك فيه .. علي .. موافقة على علي ومقتنعة فيه ولا لا .. أبي أكلمك بعيد عن ضغط أمي عليك .. على نعرفه من زمان ونعرف

أخلاقه .. ما أبيك تقولين قطعت نصيبك أو اتسببت عليك .. أبي الكلمة كلمتك وأنا بعيد عنها عشان تتحملين نتايجها لوحدك ..

خلود : بس أمي ..

يزيد : أمي خليها بعيد عن الموضوع أنتي الي راح تتزوجين مو هي ..

خلود : ما أدري ...

يزيد : بخليك تفكرين براحتك اليوم .. وراح اسمع ردك الأسبوع الجاي ..

.......

وصلوا للبيت .. وقفت السيارة .. نزلت خلود وهو كان عنده مشوار كمل طريقه وراح ..

دخلت من بوابة الفيلا وهي تفكر في كلام يزيد .. هي فعلا تعرف علي وخرابيطه بس كل الشباب عندهم خرابيط ما في شاب ماشي جنب الحيط وما يعرف واحدة ..

خلاص بريء ومسكين .. والله يغير الأحوال يمكن يكون اتغير .. وحتى لو ما اتغير الزواج راح يغيره .. هو شاب مليح الوجه يوصل لدرجة الوسامة غني يقدر

يجيب لها الي تطلبه ويعيشها ملكة ..

بس في نفس الوقت ممكن ما يترك طبعه مو المثل يقول من شب على شيء شاب عليه .. والفلوس ما راح تبسطها وزوجها ما ينعرف له حال أو مكان .. ما راح

تستحمل خيانته لها مع واحدة .. النصيب بعده قدامها بعدها ما كملت اثنين وعشرين سنة ..

وقفت عند باب البيت وقلبها وعقلها في معركة حامية مو عارفة بايش راح تنتهي .. دورت المفتاح في شنطتها .. : قالت بعصبية وين المفتاح الزفت هذا .. لا

يكون طاح ..

دقت الجرس .. الخدامة المغفلة أكيد راح تتأخر لحد ما تفتح الباب وهي راح تخلل عند الباب ..

دقت الجرس بعصبية ونفاذ صبر ..

أخذت جوالها عشان تتصل على أمها .. تفتح لها الباب .. رفعت غطوتها تاخذ لها نفس وجلست على عتبة الباب وهي تتمنى الباب ينفتح وتمسك رقبة الخدامة ..

.. انفتح الباب ..

التفتت وقالت بسرعة : بنت الكــ...

علي وهو يتفحص في ملامحها : بنت ايش ... وأي بنت ..

نزلت الغطوة على وجهها بسرعة .. عشان تدخل ... : ابعد .. لو سمحت أبي ادخل .. ابعد ..

علي : والله وكبرتي يا خلود .. ظنيت بعدك البزر الخوافة الي تخاف من ظلها ..

خلود بعصبية : آآآف .. ابعد .. ما تسمع .. ما تفهم .. وسع

علي وهو يبعد : خلاص .. خلاص .. هدي أعصابك ..

خلود ( الله ياخذك .. ثقيل دم وحق معاكسات على الأقل يستحي ولو شوي من بنت عمته .. بس فعلا الي استحوا ماتوا .. ) ..

دخلت خلود .. شافت الخدامة نازلة على الدرج .. بتطلع حرتها فيها الحين .. : صمخا ما تسمعين الجرس .. نص ساعة وأنا ادق مو سامعة

الخدامة : آسف ماما كولد .. بس أنا كان يبنظف فوق وما اسمع جرس ..

خلود : قولي آمين ..

الخدامة ببراءة : آمين ..

خلود : الله ياخذك .. وياخذ الي فتح لي الباب ..

علي : بنت العمة ليش راجعة معصبة ..

خرجت أمها من المجلس .. : خلود حبيتي تعالي سلمي على خالك ..

خلود ( كله ولا الشايب الي ما ينطاق .. ) .. : حاضر يا ماما .. دقايق بس

( هذا وجهي لو شفتيني .. )

طلعت لغرفتها ركض .. بتسوي نفسها نايمة وما راح تنزل مو رايقة لخالها الي ما عنده غير يعلق في لبسها وشكلها وينصحها كأنها بنت فلتانة ما عندها والي ... ومو

قادر يأدب ولده الوحيد .. مسوي رجال عليها وعلى أمها وعلى أختها نجلاء وعلى يزيد الي يتحمله بالغصب..

فتحت باب غرفتها ..

دخلت وهي مستعجبة من الهدايا الي فيها .. باقة ورد كبيرة باللون الأحمر .. وثلاث صناديق مغلفة بغلاف الهدايا ...

قفلت الباب وناظرت الورد باعجاب وأخذت البطاقة الكبيرة الي مع الورد ...

قرأت المكتوب عليها ..( ما عرفت وش أهديلك .. احترت ..أرجو هديتي تعجبك .. )

رمت البطاقة .. يبي يشتري موافقتها بفلوسه .. وش يحسب نفسه .. الحين اتأكدت أن نيته مو سليمة .. لو ما كان يبي يشتريها ما كان كلف على نفسه بكل

هالهدايا ..

نادت الخدامة وخلتها تاخذ بوكي الورد وهي أخذت علب الهدايا.. بتقول له لا في وجهه وقدام أمها وخالها ..

دخلت المجلس .. : نزلي الورد وروحي ..

علي : ليش ما عجبتك الهدايا ..

خلود : أنا مو للبيع عشان تشتروني بفلوسكم ..

أبو علي فز من مكانه والشرار يتطاير من عيونه .. : ولدي ما فيه عيب عشان ينرفض مليون بنت تتمنى ظفره ..

خلود : للاسف .. أنا مو من المليون الي تتكلم عنهم ..

أبو علي .. : شايفة بنتك .. الي ما عرفتي تربينها .. ترفض ولدي ..

أم يزيد : بنتي صغيرة يا خوي ما تعرف مصلحتها .. وما تقصد الي تقوله

خلود : لا يمه .. أقصده ونص ... ما أبي ولد أخوك ... خليه يدور واحدة خايسة تناسبه ..

أمها قامت وصفقتها كف .. : عيب .. هذا ولد خالك .. عيب الي تقولينه ..

هي مو عارفة كيف طلع منها الكلام .. الي قالته فعلا عيب وما ينقال .. لو مو الحشيمه له لخالها الي ما راح يسكت على كلامها ..

علي : آسفين أزعجناكم ..

خرج أبو علي وعلي وراه ووراهم أم يزيد تتأسف وتحاول تراضيهم ..

طلعت لغرفتها ... تنام وتنسى الي حصل ..

ما كملت خمس دقايق إلا وأمها داخلة عليها الغرفة .. : خربتي كل الي سويته ... علي ما ينعاب لو فيه كل عيوب الدنيا فلوسه تشفع له وتصفح له .. بكرة

العصر راح نروح لبيت خالك .. تعتذرين له وتعتذرين لعلي وتحبين على يدينهم ..

خلود : اعتذر .. وأحب على يدينهم والله لو اظل عانس طول حياتي ما أتعذر له واذل نفسي له ولولده ...

أم يزيد : بتروحين ورجلك فوق رقبتك ..

خلود : وترضينها لبنتك يا يمه .. ترضيني لي المذلة والمهانة ولا ظنك بسوون لي قدر عندهم إذا انذليت لهم .. راح اظل مداس لهم طول العمر ... ترضينها

علي يايمه ..

أم يزيد : لا بتروحين .. ولا والله لا أنتي بنتي ولا أنا أعرفك ... وما أبي لساني يخاطب لسانك طول العمر لحد ما أموت ..

خلود .. قامت وباست راس أمها .. : الله يحفظك لي .. ما أقدر أعيش من دونك يايمه .. لو رضاك مني يكون بإهانتي وذلي فأنا موافقة ...

أم يزيد هدأت شوي : لا يا بنتي .. هذا خالك ومستحيل يهين بنت أخته الوحيدة .. وبعدين مين يقدر يهينك وأنتي بنت الرازي ..

خلود : ايوة الرازي .. وبنت الرازي راح تنهان وتنذل .. بس تمونين يمه عشانك راح ابلع الإهانة وإذا طلبتي مني أبوس حذايينهم ما راح أردك ... راح اقول

له .. خالي تكفى ارحمني .. أبي اتزوج ولدك ممكن .. لأني راح أعنس في البيت إذا ولدك الخايس ما اتزوجني .. تكفى تكفى ترضاها لبنت أختك الوحيدة

تعنس وتخلل في البيت من دون رجال ..

أم يزيد : اتركي عنك الإستهزاء ... صدقيي لو مو خالك مأكد لي أنه اتغير ويبي يعدل حاله ويشوف مسئوليته قدام أبوه وقدام شغل أبوه ما كان اصريت عليك تتزوجينه

... هو وعد أبوه يتحمل المسئوليه بس خالك تعرفينه لازم يحرص على الموضوع أكثر ولقى مافي شيء يثبت أنه يقدر يتحمل المسئولية أكثر من الزواج .. زوجة

وعيال .. وخالك شايب كبير في العمر ما اتزوج إلا في كبره وولده هذا وحيده وريثه .. لازم يحميه قبل ما يموت .. الله يحفظه ويطول عمره ..

خلود حست شوي بالإطمئنان من كلام أمها .. أمها تحبها ما ترضى لها الشر .. بس في شيء محيرها : طيب يمه من الباب للطاقة كذا .. اتغير .. فجأة من

غير سابق انذار ..

أم يزيد عارفة أنه مفروض تقول لها .. بس تعرف بنتها وتفكيرها إذا قالت لها راح تعند وترفضه ..

خلود : طيب .. يمه .. دراستي .. ما أقدر اترك الجامعة طول عمري احلم بأني اتخرج واشتغل ..

هذي مشكله ثانية .. أخوها رافض أنها تكمل دراستها .. يقول ليش تدرس وهي مو محتاجة لشهادة أو غيره ..نهايتها بيت زوجها .. ما راح تشتغل أو غيره

عشان تدرس .. لو تبي تشتغل .. يقدر يصرف لها مرتب كل شهر أكبر من مرتب أكبر موظف عشر مرات ... : هذا تناقشينه مع علي بعد ما نتفق على كل

شيء ..

خلود : لا يمه .. كله ولا دراستي .. لي 11سنه ادرس تبوني اضيع تعبي كل هالسنوات.. مستحيل يا يمه يصير .. يعني إذا ما اقتنع استاذ علي بجامعتي

أنا اجلس في البيت مثل البيت الواقف ..

أم يزيد : لا تستعجلي يمكن يوافق ..

خلود : وخالي الي أعرفه أبوه .. أكيد ما راح يوافق .. خالي الي لحد الحين عايش على أفكار ماتت وانقبرت تحت التراب .. البنت ما تدرس .. البنت

مردها بيت زوجها .. البنت ما تخرج .. البنت .. البنت .. البنت .. ناقص يقول ما تتنفس .. وأكيد ولده مثله .. من شابه أباه فما ظلم .. بكرة

أنا أعيش في سجن .. أنا خلود الي أكره أتم بالبيت يومين من دون ما أخرج راح أنحبس لحد ما يتولاني ربي .. خايفة ما أشوف الشارع إلا وقت موتي رايحين يدفنوني

..

أم يزيد : علي مو مثل أبوه .. هو انسان متحرر حياته كلها قضاها في أوربا .. يعني لا يعرف عادات ولا تقاليد السعوديين بالنسبه لها تراث مو شيء أكثر ..

أبيك تكشخين بكرة عشان نروح لهم ..

خلود : ليش رايحة له ولا لأبوه ..

أم يزيد : الإثنين .. هو ولد خالك ومو غريب وطول عمركم مع بعض يعني ما فيها شيء إذ كشفتي غطوتك قدامه ..

خلود : لا وبعد راح اصير مثل البنات الي يبعون أنفسهم .. بنت شارع رخيصة .. هو ما شافني من يوم كنت أول ثانوي .. كنت بعدي صغيرة وما أتغطى ..

بس الحين هو غريب عني .. ولا تصرين يا يمه ولا والله اعلم يزيد ...

أم يزيد : على راحتك ...

خرجت وتركتها كئيبة .. لو استنجدت بيزيد ورفض الزواج أمها ما راح تسامحها .. لكن لو طلبت منه يرفض وما يقول لأمها أنها هي الي رفضت راح تنحل ..

بس أمها راح تسوي مع يزيد الي سوته معها ويزيد راح يرضى بالأمر الواقع لأنه ما يقدر زعل أمي ..

.. حطت راسها على المخدة .. وهي تفكر بحل للمصيبة الي طايحة فيه لحد ما راحت في النوم ..

يوم زواج عمار .. ومجد ..

نجد : يلله .. اتأخرنا على المزينة ..

مجد : نجد .. ما أبي ..

نجد وهي تحاول تطول بالها شوي .. : وش الي ما تبينه .. لا يكون تبين تقولين .. عمار ..

مجد : لا .. مو عمار .. ما أبي الزواج لا بعمار ولا بغيره .. والله خايفة .. مو قادرة اتخيل نفسي مع رجال .. ولا قادرة اتخيل نفسي زوجة وأم .. حاسة أني كذا بخير .. ما أبي أتزوج ..

نجد ضحكت على أختها ... عمرها عشرين سنه بس بعده عقلها عقل طفلة صغيرة .. يمكن تعقل بعد الزواج .. لكن حتى هي متفقة معها أنها صغيرة على الزواج .. لا تعرف تتحمل مسئولية زوج وعيال .. وخاصة أنها في الأساس محتاجة لأحد يتحمل مسئوليتها .. : لا تخافين .. كل عروس لازم تخاف في هاليوم .. وبعدين ليش خايفة .. عمار متربية معه وتعرفينه مثل معرفتك لنفسك .. مو غريب عنك عشان تخافين

مجد بعصبية : ما أدري .. خايفة وبس ..

نجد : الساعة خمسة إلا عشر .. اتأخرنا ..

مجد وهي جالسة وسط السرير ما تبي تقوم .. : ما أبي .. ما راح أقوم .. وما أبي زواج أو غيره .. بتصل على عمار أقول له ..

نجد : بتقومين وتلبسين عباتك ولا أروح أنادي أبوي ..

مجد عارفتها تسويها وبعدين ليش هي خايفة كذا .. يعني راح ياكلها .. وبعدين عمار عارفته ومتعودة عليه من صغرها ليش تستهبل ..

قامت وأخذت عبايتها ولبستها ..

دق جوالها .. ناظرت رقمه .. يستهبل هذا وش يخليه يتصل .. مو قادر يصبر كم ساعة عشان يكرهها حياتها يبي يبتدي من الحين ..

ردت بعصبية وجفاء : نعم ..

.. في واحدة ترد على زوجها كذا ..

مجد باستفهام : أحمد ..

أحمد : ايوة أحمد .. أبي اهبل فيك قبل ما تنفذين بجلدك ..

مجد : هذا رفيقك الخبل الي طلب منك تتصل ..

أحمد : لا تظلمين رفيقي الخبل ما له ذنب .. أنا الي قلت امسي عليك .. هذا هو يبي يسلم عليك ..

مجد : السلام واصل .. خليه يقلب وجهه عني ..

مسك عمار منه الجوال : أقلب وجهي .. والله صدق ما عندك آداب مخاطبة أو ألفاظ ..

مجد : آآآف ولي عني والي يرحم والديك .. لاحقين على محاضراتك .. خلني رايقة ولو اليوم ..

عمار : أحمد .. راح أذبح أختك هذي ..

سامعة صوت أحمد الي يضحك ويقول له .. : اذبحها ..اشرب من دمها .. ما أحد را يسألك أصلا كلنا ما صدقنا ننفتك منها ..

عمار : وأنا الجدار المايل الي ترمون عليه بلاويكم .. ما تبون البنت قطيتوها لي ..

مجد سامعة محاورتهم .. وهم يتكلمون عنها ولا كأنها تسمعهم .. بتشوف آخرهم .. هم يستهبلون وهي أهبل منهم ..

عمار : أختك شكلها اختفت لسانها الطويل ما يبي ينط من حلقها مثل كل مرة ..

مجد : وإذا خاطبكم الجاهلون قولوا سلاما .. ما راح ارد عليك ولا على الغبي الي معك .. أنتوا مو من مستواي عشان احط عقلي يعقولكم الي ما تسوى .. يله انقلعوا .. باااي ..

سكرت الخط ..

نجد : وش كانوا يبون منك ..

مجد : الأغبياء يبون ينرفزوني أكثر من أنا متنرفزة ..

وصلها ماسج .. من عمار ..

قرأتها .. ( لا تتعبين نفسك .. مهما اتزينتي راح تطلعين شينة .. راح تظلين تشبهين التيس أبو قرون حتى لو اتلونتي بألوان الطيف السبعة)

مجد بعصبية : شوفي الي مرسله لي .. شوفي

أخذت منها الجوال وما قدرت تكتم ضحكتها وهي تناظر الرسالة ..

مجد : تضحكين ..

نجد وهي تحاول تكتم ضحكتها عشان ما تزعل مجد ومع هذا ما قدرت .. وهي عارفة أن هذي سوالف أحمد ما غيره .. : .. آسفة .. هههه .. بس ... والله مو قادرة ما اضحك ... هههههه ..

مجد : حاضر أنا بوريه .. أنا تيس أبو قرون .. أنا ..

كتبت له .. ( أنا تيس .. يا ثور معوق لابس بالطو أبيض وما يدري إذا هو ثوب أو فستان .. غبي .. )

نجد : وش أرسلتي له ...

مجد .. : اقرأيها ..

مجد وهي بتموت من الضحك .. : والله صدق بزران .. حشى مو كأنه دكتور ولا كأنك اتعلمتي في يوم ... الحين تبون تبدون حياتكم بحركات البزران هذي ..

وصلتها ماسج .. منه مرة ثانية .. ( التفاهم مو الحين ... يا ..... ) ..( ضعي في الفراغ أي سبة تناسبك )

كانت تبي ترسل له .. بس نجد أخذت منها الجوال وقفلته وسحبتها من يدها ..

........................

في القاعة ..

سمر : الحين كان لازم تجيبيني معك ..

منار : ايوة لازم .. ما أقدر أجي من غير ما تكون معي واحدة أحش معها على البنات ونعلق على تسريحاتهم وفساتينهم .. وسلمى قالت تعبانة مو قادرة تجي ولما ما تبيهم يعرفون أنها ما زالت موجودة ..

سمر لحد الحين مو مصدقة أن لما عايشة حاسة أنها خلاص فقدت أختها بدون رجعة .. : شكلي حلو .. ولا راح يضحكون مني .. والبنات يحشون فيني مثل ما تحشين فيهم ..

منار وهي تناظرها من فوق لتحت وتناظر فستانها الزمردي المذهب الي كأنه مفصل لها بس .. وشعرها الأسود الي واصل لكتوفها .. وعيونها الي كأنها عيون المها في كبرها وجمالها .. ما وافقت تلبس عدسات بدل المنظار الفلكي الي حاطته على عيونها إلا بعد طلوع الروح ومع الماكياج طالعة ملكة جمال منار ما كانت متخيلة أنها راح تطلع حلوة كذا بشوية اهتمام وماكياج .. ولبس يناسب قوامها الي تخفيه تحت القمصان الواسعة ..

منار : تهبلين .. تجننين .. تاخذين العقل وش أقول لك أكثر ..

سمر : ما أدري .. حاسة أني شكلي غريب .. حاسة أني مزورة ولا كأني أنا سمر

منار : سبحان الله .. في بنت في كل هالدنيا تكره الزينة .. بصراحة أشك أنك بنت .. يمكن عندك عيب خلقي ..انولتي ولد مو بنت .. أكيد ولد ..

سمر قرصتها بشويش عشان تسكت لأن نجلاء كانت جاية لهم ..

سلموا عليها ..

نجلاء : منار كيفك .. فينك يا بنت لا حس ولا خبر .. ما اشتقتي لي ولا على مزوني .. في العادة ما تظلين اسبوع من دون ما تجين تلعبين معي .

منار : سلطان .. ما..

غلطت كانت بتفضح لما .. مشغولة بسلطان يا زينه .. هاديء لا يبكي لايصيح طفل يجنن وياخذ العقل وأحلى شيء فيه أنه يحب كل الناس مو مثل باقي الأطفال الي يبكون ويصيحون إذا شالهم أحد غير أمهم وأبوهم .. حتى فيصل يتخانق معها أحيانا عشان تخليه يشيله .. يحبه وكأنه ولده ..

نجلاء : مين سلطان ..

منار تغير لموضوع : نجلاء ملاحظة سمر كيف اتغيرت ..

نجلاء : معقولة .. والله ما عرفتك ..

منار : أنا يا بنتي ولا جويل .. بس لو تكتشفني قناة الإم بي سي .. والله أسوي برنامج أحلى من بالصراحة أحلى بمليون مرة .. ولا في ذمتك جويل تقدر تحول غودزيلا أبو نظارات .. لواحدة شبيهة بسلمى حايك ..

ناظرتها سمر بحقد وعيونها وعيد وقالت لنجلاء : كيفك .. ومبروك مزوني يتربي في عزكم .. متأخرة بس كان عندي ظروف ..

نجلاء : ولا يهمك .. بس وين كنتي مخبية عنا كل هالجمال ..

استحت ونزلت عيونها : هذا من ذوقك بس ..

نجلاء : ما أعرف أجامل .. الشين شين والزين زين ..

سمر : مشكورة .. عيونك الحلوة ..

منار : وين خلود والشلة ..

نجلاء : ما شفتهم أكيد لحد الحين ما وصلوا .. أنا جيت مع أم حامد .. ما جيت معهم .. أكيد راح يوصلون بعد شوي ..

وفعلا ما كذبت .. لمحتهم داخلات الثنتين مع بعض ..

نجلاء : شوفيهم .. وصلوا ..

سمر ناظرتهم بكره الواحدة تمشي وكأن الله ما خلق غيرها.. بس العيون كلها كانت باتجاههم

...

خلود بفستانها البينك وماكياجها الثقيل الي أبرز عيونها وجمالها وزادها سحر وأبرز ملامحها الأنثوية بدل من الطفولة الطاغية على ملامحها وهي تهمس لسجود ..: شوفيهم كيف يناظرونا .. الله أكبر عليهم ..

سجود وفستانها السماوي المطرز بالفضي .. وماكياجها الي كان شبيه بمكياج خلود .. ماكياج خليجي ثقيل يبرز ملامح الوجه ويزيدها أنوثة وسحر .. : ما قلت لك نتأخر .. وما نجي إلا متأخرين عشان النظرات ما تكون إلا علينا ..

..

منار : شايفتهم ما أجملهم .. أحلى بنتين في هالعرس هم ..

نجلاء : معك حق ..

منار : العروس تشبههم ولا أحلى ولا شينة ..

نجلاء : مجد مافي أحلى منها ومن خفة دمها وطيبة قلبها ..

منار :قصدي الي أحلى هي أو سجود ..

نجلاء : كل واحدة حلوة بطريقتها الخاصة .. بس لو أصريتي .. سجود أحلى شكلا وليس مضمونا ..وعلى العموم الزفة بتبدأ بعد شوي .. واحكموا أنتوا من الأحلى ..

سمر : اتركونا منهم .. الجمال جمال القلب مو الظاهر ..ومن غير زعل الإثنين سطحيات وما عندهم موضوع .. آسفة بس ما أقدر ما أقول رأيي بصراحة ..

نجلاء : لا تعتذرين أنا نفسي عارفة كلامك صح ..

منار : اسكتوا خلاص .. هذول هم جايين ..

سلموا على نجلاء ومنار بس سمر بأطراف اصابعهم قاصدات ..

سجود : منار حياتي كيفك والله مشتاقة لك .. بس من الي معك ما عرفتينا ..

خلود : معقولة ما عرفتيها .. كيف نسيتيها ..

سجود تستهبل : لا ما عرفتها .. ذكريني الوجه هذا شفته في مكان ..

خلود : البنت الي تلبس نظارات أكبر من وجهها ..

سجود : كيف فاتتني .. النظارات الي كأنها تليسكوب .. كيف نسيتها ..

اتلون وجه سمر بمليون لون .. تقدر ترد بس سكتت من دواعي الأدب والإحترام ..

خلود وهي تناظر سمر : لا تزعلين .. ما تنلام إذا ما عرفتك .. شافت أمس راكون واليوم .. واحدة قريبة من البنات بدرجة ..

نجلاء بعصبية : خلووووووود ..

منار وحست أنهم بالفعل ما ينطاقون .. : طنشيهم يا سمر .. الغيرة تعمي قلوبهم قبل عيونهم ..

سجود : سمعتي يا خلود .. سمعتي ولا أنا اتخيلت .. حنا نغار منها .. ليش هي بنت أو قريبة من البنات في شيء عشان نغار منها ..

منار : احترمي نفسك يا سجود ..

سمر بهدوء : مشكورات .. على العموم اتشرفت بمعرفتكم .. ومبرووك يا سجود .. والعقبة لك يا خلود ..

خلود استحت من نفسها .. ما ردت عليهم بكلمة بعد كل الي قالوه .. حست بالفعل إنها قليلة أدب وعديمة احترام .. البنت ما غلطت عليهم بكلمة .. وهي نازلة معها حرب بدون سبب ..

سجود بضيق : تعالي يا خلود في ناس هنا يسدون النفس..

راحو وتركوهم

نجلاء : آسفة بالنيابة عنهم .. بزران ... يحبون يمزحون .. وما يدرون أن مزحهم ثقيل

منار : هذا مو مزح هذي اسمها قلة حياء ..

سمر : ما عليك منهم .. بزران ما أحد ياخذ كلامهم ..

نجلاء وحاسة فعلا أن هذي هي الي تناسب يزيد .. : الله يكملك بعقلك ..

شافت أمها تنادي عليها .. : دقايق بس .. بروح عند أمي وأرجع

راحت وتركتهم ..

سمر بضيق : أنا أبي أرجع البيت ..

منار : لا يكون كلامهم أثر عليك .. أصلا لو ما شافوك حلوة ما كان قالوا كذا ..

سمر : أنا ما اهتم برأي انسان فيني .. الي يهمني رأيي في نفسي .. إذا ما تبين تجين معي راح أرجع وحدي ..

منار : عشان خاطري بس .. خلينا نظل .. عشان خاطري .. بليز .. بليز .. ما أبي أفوت الزفة وما أبيك تروحين زعلانة لوحدك ..

سمر وافقت بعد استجداء منار الي يكسر الخاطر ..

بدت أصوات الموسيقى تعم المكان ..

منار : الزفة راح تبدأ ..

كلها دقايق ونزلت العروس الي كأنها بدر ليله تمامه .. فستان أبيض حوافه مطرزة بالوردي والذهبي وحول الخصر شريطة ورديه مطرزة بالذهبي ... والطرحة لحد آخر الظهر ..ومطرزة أطرافها بالوردي والذهبي ..

في كل خطوة تنزلها تحس أن قلبها راح يخرج من بين ضلوعها .. خايفة تطيح وتتفشل .. خايفة تكون مو حلوة .. خايفة من هاليوم ..وخايفة من عمار .. خايفة وخايفة وخايفة ...

ماصدقت وصلت لحد الكوشة وجلست .. ارتاحت شوي .. اليوم بعده طويل .. حاسة بالملل والطفش .. كانت متوقعة أنها بتكون طايرة من الفرح في يوم مثل هذا بس الحقيقة غير .. حاسة بخوف ورعب وارتباك وتوتر وملل .. في العادة تكون فرحانة ومبسوطة في كل الزواجات الي تحضرها ومتأكدة أن العروس فرحتها أضعاف بس الواضح أن الفرحة يحس فيها كل شخص إلا العروس الي تنشغل بخوفها بدال ما تفرح ..

خلود : والله مجد طالعة تجنن اليوم ...

سجود : هذي تجنن .. صرتي ما تشوفين الظاهر .. مسكين عمار بكل وسامته ما طاح إلا في بنت ما تستاهله ..

خلود : لا تجيبي سيرة عمار لأني على طول أذكر أخوك الثاني .. زياد ..

سجود : لحد اليوم متذكرة ..

لمست خدها وهي تتذكر كفه بحقد .. : ليش كفه يتنسي ..

سجود : طنشيه .. هو واحد معقد .. عقله صار له شيء بعد وفاة غرام الله يرحمها .. بس قولي لي أمك لحد الحين ما تكلمك ..

خلود : لها اسبوعين على هالحال من يوم قلت ليزيد أني ما أبي علي .. ويزيد قال لأمي أنه مو موافق .. أمي عرفت أني ورى رفضه له وزعلانة مني وما تبي تكلمني والي زاد الطين بلة أن خالي مزاعل أمي وما يبي يكلم أمي وقطع صلته معها ..

سجود : ما راح تظل كذا طول حياتها .. راح تنسى بعد كم يوم ..

خلود : ما أقدر على زعل أمي .. خايفة انهار واوافق على الي في راسها واتزوج الخبل السخيف ..

سجود : اقلبي عليها الطاولة .. وافقي .. وسوي كل الي تقوله .. لكن خذي منها موقف وسوي نفسك زعلانة لا تاكلين لا تشربين .. لحد ما توافق على قرارك .. راح تحس بالذنب وما أعتقد أنها بتضحي ببنتها عشان أخوها

خلود : ههه .. ما تعرفين أمي .. خالي أبو علي أبوها قبل ما يكون أخوها .. هو الي مربيها وتعزه أكثر من كل عيالها لو قال لها ترمي نفسها من السطح عادي ممكن تسويها ..

سجود : خلاص خليها لحد ما تطفش وتسامحك .. ما في أم تقدر تقاطع بنتها .. أمي إذا زعلت مني تنسى أنها زعلانة وترجع تكلمني في نفس الدقيقة ..

خلود : أمك تحبك .. أما أنا .. أمي ما تحبني تحب يزيد ونجلاء ولا كأني بنتها ..

............

مضى الوقت بسرعة .. دخل العريس ومعه أبوه وعمه أبو أحمد ومعهم وأحمد ..

أبوها بارك لها .. وباس على راسها .. وعمها وأحمد بعد ..

جلس عمار جنبها ولابس الثوب والبشت الأسود ..

نزلت عيونه الأرض وضامة يدينها مع بعض .. هذا عمار الي تصيح وتعصب عليه ولا تستحي ولا تخاف منه .. وش حاصل لها الحين .. ليش مو قادرة تناظره ولا قادرة ترفع عيونها عن الأرض .. أول مرة تكتشف أنها جبانة بهالشكل ..

عمار : وين راح لسانك .. لا يكون البس أكله ..

نفسها تضربه .. في واحد يقول كذا لعروسته .. صدق أنه عديم ذوق ..

مستمتع بمنظرها .. خايفة ومتتوترة .. مسوية نفسها هبلة ومجنونة بس والله لا يوريها الجنان على حقيقته .. لو ما خلاها تشد شعرها ما يكون عمار ..

..

الوقت مر سريع على البعض وبطيء على بعض ..

حست أن الحفلة والعرس دامت سنين ..

..

دخلت صالة جناح الفندق ..

صارت ترتجف .. يارب وش تسوي .. عقلها ما يبي يسعفها بفكرة تعدي به هاليلة على خير .. بس لو هربت منه اليوم ما راح تقدر تهرب منه بكرة ..

سمعته دخل وقفل الباب وقلبها ارتجف من بين ضلوعها..

صارت تقرأ سورة يس .. تدعي ربها يخلصها .. حاسة بخوف .. حاسة بغباء في نفس الوقت .. ليش خايفة .. لا مو خايفة .. خايفة ما توصفها .. إلا مرعوبة ..

قرب منها ..

.. وقف وراها مباشرة ما يفصل بينهم إلا كم سم ..

.. فك دبابيس الطرحة .. دبوس دبوس ..

رماها على الأرض .. وهي ساكنه .. مو قادرة حتى تتنفس ..

حط يدينه على كتوفها .. ارتعدت من لمسته

.. حاس بخوفها .. بس خوفها ما يساوي ربع الصداع الي سببته له بعمايلها ..

.. وش تسوي يا رب .. كيف تتصرف .. عقلها الي تفخر به ليش ما يبي يسعفها ويساعدها في موقف مثل هذا ..

... أدارها باتجاهه ..

اتركزت عيونه في عيونها ..

حس أنه غرق في بحر عيونها ..

ما قدرت تنزل عيونها الي اتعلقت بعيونه العسلية ..

عمار بصوت قريب للهمس .. : لا تخافي مني .. اتنفسي .. تقدرين تتنفسين .. وتقدرين تتكلمين ..

رجعت لها جرأتها وهي تسمع صوته .. : ومين قال أني آخذ منك الإذن

عمار بابتسامة : نسيتي أنك الحين معي .. رقبتك تحت ايدي .. مو عشان ساكت على كل جنانك يعني أني مسكين وأهبل .. أنا كنت منتظر هاليوم بفارق الصبر ..

نزلت يديه عن كتوفها .. :وش راح تسوي لي يعني ..

عمار ناظرها بخبث .. مسك يدها وقال .. : في الأول خليني أوريك المفاجأة الي تنتظرك في الغرفة

مجد باستغراب : مفاجأة .. ما أبي منك شيء أبي أنام .. احتفظ بمفاجأتك لنفسك ..

عمار .. سحبها من يدها وفتح باب الغرفة .. دخلها وقفل الباب .

مجد وهي تناظر الغرفة والأهم الشء الي وسط الغرفة الي يسمونه سرير .. وعليه الورد متناثر .. كرهت في هاللحظة الورد .. والنوم .. والفرش .. وكل شيء ..

عمار لفها لجهته ومسك ذقنها بأصابعها .. : تذكرين ما قلتي لي أنك قد التحدي .. قده وأطول منه .. ها وريني كيف راح تهربين مني ..

مجد بارتباك وخوف: من غير تحدي .. أنت الفايز ..

عمار : ما كنت أعرف أنك جبانة كذا ..

مجد .. : لا مو جبانة .. بس .. بس

ما عرفت وش تقول وش تتكلم .. تترجاه يعتقها ويسيبها في حالها ..

مجد : تكفى اتركني .. والله خايفة ..

عمار وهو يلمس خدودها الي تلتهب من الحمرة .. : خايفة من ايش ..

مجد .. : منــــــ...ــــــــك

عمار : عمري آذيتك بكلمة .. مع أنك دايم غاثتني وقالبة كياني .. عطيني فرصة أطفي ناري ..

مجد غيرت لهجتها الحادة للهجة ضعيفة منكسرة غصب عنها ... : طيب .. أنا تعبانة الحين .. ممكن تخليني أنام اليوم بس ..

عمار وهو بالغصب ماسك ضحكته من منظرها ومسوية نفسها ملكة زمانها بانت على حقيقتها الحين : لا مو ممكن ..

مجد : طيب خلاص .. بس في الأول جيعانة .. اطلب لنا عشاء ..

عمار : مهما حاولتي تهربين مردك لي ..

خرج من الغرفة وتركها ..

.. قدرت ترتاح وتاخذ نفسها بعد خروجه .. صدق أنه غبي ..

فتحت دولابها .. عشان تاخذ لها شيء تلبسه قبل ما يرجع .. قلبت الدولاب فوق تحت .. ما في لبس من الملابس الي اختارتها موجودة .. كلها ملابس مو حقتها .. يمكن الشنطة الي جابوها شنطة غلط مو حقتها .. لقت ورقة في وسط الملابس مكتوب عليها ( نجد ونجلاء يسلمون عليك .. مبروووووك يالهبلة .. )

دورت لها شيء ساتر شوي تلبسه ... خطفت لها روب أبيض وركضت للحمام .. لأنها سمعت صوته ..

دخلت الحمام وقفلته بالمفتاح ...

دق عليها باب الحمام .. : العشاء وصل ... بسرعة

مجد : مو طالعة .. اتعشى لوحدك ..

عمار : راح أكسر الباب ..

مجد : سوي الي تبيه .. مو طالعة يعني مو طالعة .. روح اتعشى قبل ما العشاء يبرد ..

غيرت ملابسها ولا اهتمت بدقه على الباب ...

تنتظر لحد ما ينام وتطلع .. تبي تنام ..

مرت ساعة وزيادة .. مو سامعة أي حس .. أكيد نايم .. بس شتسوي لو كان صاحي ..بس ما تقدر تنام في الحمام ..

فتحت الباب بهدوء .. ناظرت السرير .. لقته نايم ومتغطي والغرفة كلها ظلام ..

مشت على اطراف اصابعها واتناولت المخدة

مسك يدها ..

عمار : ظنيتي أنك ممكن تفلتين مني ...

مجد : راح اصيح والم الناس عليك

عمار : ما أحد عنده حق عندي .. زوجتي وأنا حر فيها ...

مجد بعصبية : لا مو حر

عمار : خليه بالطيب أحسن .. ولا تعصبين لأنك كل ما تعصبين أحبك أكثر ..

صادق يحبها ولا يستهبل عليها ...

حاولت تسحب يدها ما قدرت ..

عمار : لا تحاولين .. امتحنتي صبري كثير واتعديتي الخط الأحمر ..

سحبها جنبه ..

مجد بعصبية : عمار .. اتركني

عمار ترك يدها .. : تحبيني ..

حمرت خدودها وبعدت نظرها عنه قالت بعصبية عشان ما يبان الي في قلبها .. : لا أحبك .. ولا أكرهك ..

عمار ابتسم لأنها ما تعرف تكذب .. : طيب .. وش تحسين ..

مجد : عادي .. يعني ..

عمار : يعني .. ايش

مجد : آآآآآآآآآف .. خلاص .. أكرهك .. راضي الحين ..

عمار : لا .. تحبيني وتموتين علي ..

مجد : الي قال لك هالكلام .. كذب عليك ..

عمار : عيونك الي تقول لي هالكلام ... عصبيتك .. تأكد لي أنك تحبيني ..

مجد بعصبية : لأنك غبـــ..

حط يده على فمها وقال وبانت على ملامحه الجدية مو مزح ... : لا تخلينا نزعل من بعض في يوم مثل هذا ..

سكتت ..ونزلت عيونها من نظراته .. لسانها يسبق تفكيرها وما تدري ليش تعامله بهالطريقة .. يمكن لأنها ما تبي تحبه

عمار بحنان وحب وبصوت أقرب ما يكون للهمس .. : أنا أحبك .. وعارف أنك تحبيني ..

كلامه يدخل لقلبها ويسكن داخله .. صوته يأسرها .. يهزها من داخل .. حاسة بالأمان مو بالخوف .. حاسة أنها تبيه مثل ما هو يبيها ...

... وخلاص افهموااااااا ...

ريماس : وافقي ... رائد ما ينعاب ..

ندى : بس .. ما أبيه وما أبي أزعل خالتي منى .. طول عمرها تحبني مثل بنتها وأكثر ..

ريماس مو قادرة تفهم ندى .. عارفة أنها تحب رائد من صغرها .. : طيب السبب .. ليش ما تبينه ..

ندى ما كانت تبي تقول لها .. : تبين الصراحة .. أنا ما أحبه

ريماس : ليش اش فيه .. مثل القمر .. أصلا ما تستاهلينه .. لو شافوك معه بيقولون جدته مو زوجته ..

ندى رمتها بالمخدة : مو وقت مزحك ..أنا أحب واحد ثاني ..

ريماس اتحولت لملامحها الجدية .. وبان الرعب في عيونها .. خايفة يحصل لأختها مثل الي حصل لها ..

ندى بعصبية : مو الي في بالك .. أنا أحب وليد وما أبي اتزوج غيره ..

ريماس : وليد مين ..

ندى : يعني مين .. ولد ضرة خالتك منى .. ولد زوجها من زوجته الأولى شيخة .. ما تعرفينه ولا تايهة عنه ..

ريماس : لا يكون تكلمينه .. أو ..

ندى : لا ..

ريماس : تبين ترفضين ولد خالتك عشان ولد ضرتها .. حتى لو هي الي ربته تعتبره مثل ولدها ما راح ترضى .. وبعدين من قال لك أنه يفكر فيك .. ولا بتروحين تخطبينه أنتي ..

ندى : لو ما اتزوجت وليد .. ما راح اتزوج غيره ..

ريماس : الله يرحم الأيام الي كنتي بتنجنين فيها عشان تلمحين رائد لمحة والحين تقولين تحبين وليد .. من أخ لأخ تتنقلين ..

ندى : رائد كان لعب أطفال .. كلام فاضي .. بس وليد .. آآآآآآآآه .. لا تخليني اتذكر وجهه .. لا والسكسوكة كيف تجنن عليه .. وعيونه .. آآآآآه قلبي بيوقف .. الحقي علي ..

رمتها بمخدة عشان تصحى .. : مجنونة .. ولا انجنيتي .. خلي عنك شغل الأطفال .. وخليني أنا منك . أروح اجهز الغداء .. لا يجي سعد ويلقى الغداء مو جاهز ..

ندى : صدقتي أنك زوجته .. كلها كم شهر وتطلقين ..

ريماس مسوية نفسها مو مهتمة مع أن الحقيقة بتذبحها .. : هو مو مقصر معي .. وأنا ما راح أقصر معه .. راح اعتبره زوجي لحد ما نطلق ...

نزلت للمطبخ ونزلت ندى وراها ..

ندى : تحبينه ..

ريماس : مو مهم ...

ندى : يعني تحبينه ..

ريماس : خلاص .. قفلي على الموضوع ..

ندى : مدام تحبينه .. اتقربي منه . ليش حاطة حاجز بينك وبينه .. خليه يحبك .. اكشخي .. البسي .. والأهم ابتسمي ..

ريماس : لا .. كرامتي .. ما تسمح

ندى : الحب ما فيه كرامة .. وبعدين وش فيها لو لبستي وحطيتي ماكياج على وجهك .. لو حسستيه بشويه اهتمام .. وحنان .. شوية بس ..

ريماس : أصلا .. ما يناظرني ..

ندى : في رجال ما يناظر .. لو لمحك لمحة لثانية واحدة تلقينه عرف كل تفاصيلك .. هو متى يخرج

ريماس : بعد العصر .. بس ليش تسألين

ندى : نروح الكوفير

ريماس : طيب وأبوي .. من الصبح خرجتي وتركتيه لوحده في البيت .. راح يحس أنك مو مسوية له قيمة ولا اعتبار ..

ندى : معه الممرضة إذا احتاج لشيء هي موجودة .. زمنه خلاص انتهى

ريماس : هذا أبوك .. عيب الي تقولينه .. راح يظل أبوك والمفروض تظلين تحترمينه ..

ندى : على مين تلعبين .. حنا كنا نخاف منه ونرتعب من وجوده .. ما كنا نحترمه .. الإحترام شيء والخوف شيء ثاني ..

ريماس : أبوك اتغير .. مفروض نوقف جنبه مو نتخلى عنه ونبعد عنه ..

ندى : لو كان حبنا في يوم .. كان لقانا جنبه في يوم مثل هذا ..

ريماس عارفة أن ندى مثل الصخر ما تهتز .. أفكارها ما أحد يقدر يغيرها .. يمكن تكون أكثر واحدة تطبعت بطباع أبوها .. هي تعلمت السماح من غرام .. بس ندى اتعلمت القسوة من أبوها .. وما اتعلمت شيء من غرام ..

ندى : لا تناظريني كذا .. بتروحين معي ولا لا ..

ريماس : بروح .. بس عندي معك كلام ما خلصت منه ..

ندى : الرجال الي قتل أختي غرام وموت أمي من القهر والحسرة .. واتسبب في الحالة الي أنتي فيها الحين .. وضيع أخوي سالم .. وقتل حبه في صدري قبل ما أعرف أي معنى للحب .. مو أبوي ..ما أعرفه ولا أبي أعرفه .. لا تضيعين وقتك في محاضرات ما لها فايدة .. ولا تلوميني .. لو أنتي تقدرين تنسين أنا ما اقدر أنسى .. ولعلمك أنا لي اسبوع في بيت خالتي منى .. ما شفت أبوك ولا سمعت صوته .. بالعكس مرتاحة مرة ...

ريماس : اسبوع .. أكيد أبوي حالته الحين حالة .. كيف يعني اسبوع وما تعرفين عن أبوك شيء .. عارف أنك عند خالتي منى ..

ندى : لا .. ما يعرف خرجت وما قلت له ..

ريماس : الله لا يسامحك ..

ركضت للصالة وأخذت التلفون ..

ندى : وش بتسوين ..

ريماس ما ردت عليها ودقت على بيتهم ..

ردت عليها الخدامة .. طلبت منها تودي التلفون لأبوها ..

الخدامة : بابا .. في مستسفى ..

ريماس بخوف : ليش هو تعبان .. ومتى راح المستشفى ..

الخدامة : أمس .. بالليل كان مرة تعبان ..

ريماس : في أي مستشفى ..

أخذت منها اسم المستشفى وقفلت الخط ..

ندى بخوف : أبوي فيه شيء ..

ريماس ناظرتها بعدم رضا : الحين حسيتي أنه أبوك ..

اتناولت جوالها الي على الطاولة .. واتصلت على سعد ..

من بعد الجرس الأول رد عليها ..

ريماس : سعد والي يرحم والديك تعال بسرعة ..

سعد حس بالرعب من لهجتها .. قال بخوف : فيك شيء .. تعبانة

ريماس : لا .. لا .. مو أنا .. أبوي .. أبوي في المستشفى ..

سعد : طيب خلاص .. بكون عندك الحين ..

...

وصلوا عند المستشفى ..

دلتهم موظفة الإستقبال عن الدكتور المسئول عنه .. لأنه في العناية المركزة .. وما يسمحون لشخص يدخل عليه ..

سعد : دكتور طمنا عليه ..

الدكتور : الحين تسألون عنه .. المريض جاته نوبة سكري .. يوم كامل فاقد الوعي مافي أحد عرف حالته ولا نقله للمستشفى .. ومن الأمس وهو هنا ما أحد سأل عنه ..

ندى اتقطع قلبها من الندم .. وريماس تلوم أختها وفي نفس الوقت تلوم نفسها .. كان لازم تهتم فيه ما كان مفروض تتركه لحاله

الدكتور كمل كلامه .. : وش تقربون له .. أنتوا ..

سعد : هو عمي .. وهذول بناته ..

ناظرهم بأسف .. : حالته خطرة ممكن يموت .. ولو لحقنا عليه .. ما راح نقدر إلا يفقد عضو من أعضاءه .. راح نظطر نقطع رجله ..

شهقت ريماس وحطت يدها على فمها .. أما ندى ما قدرت تعبر عن نفسها إلا أنها تبكي بكل قوتها ..

دخل الدكتور لغرفة أبو سالم يشوف حالته .. وهو حاس بالإحتقار لهم ..

ندى : أنا السبب .. تركته لوحده أنا السبب .. ما راح اسامح نفسي ..

ريماس تبي تاخذها في حضنها .. بس في نفس الوقت محملتها ذنب الي حصل ..

سعد ما قدر يخلي احساسه بالكره ينتصر على انسانيته .. حس بالحزن والأسى على حال عمه .. : تعالوا نرجع البيت ما راح نستفيد شيء لو ظلينا هنا ..

ريماس : روح أنت .. حنا بنظل هنا

ندى : ريماس .. أبوي ما راح يحصل له شيء .. أبوي راح يظل بخير ..

ريماس ناظرتها .. بنظرات مو مفهومة .. خليط من الحزن والغضب والألم والندم ..

ندى : لا تناظريني كذا .. أبوي راح يكون بخير ..

خرج الدكتور .. ووجهه يدل أن وراه مصيبة .. : المريض يبي يشوفكم ..

...

ناظرهم واحد واحد .. سعد .. ريماس .. وندى .. يا ترى بسامحونه .. ولو سامحوه .. أخوه وزوجته وبنته ..بسامحونه ... غرام بتسامحه ... زوجته أم عياله بتسامحه .. كل الي ظلمهم ودمر حياتهم بسامحونه ...

وقفت ندى جنب سريره ومسكت يده .. : يبه تكفى سامحني ..

قال بعد مشادة وحرب طويلة عشان صوته يطلع .. : أنـــــ.....ــــــــــ....ــــا .. الـــ..ي اطلب .. مـــــ..نـــــــ..كم ... تسامحوني

انملت عيونه بالدموع ..

كمل كلامه .. : سعد .. بناتي .. أمانة في رقبتك ... عارف أني ما استحق اطلب منك هالطلب .. بس عارف أنك مو مثلي .. عارف أني ما استحق اطلب منك السماح .. بس سامحــ ــــ ـــــ ـــــ ـــ ـني يــ ـ ـا ولــ ـــ ــدي ... ســ ـــ ــامــ ــ ــحـ ـ ــ ــنـ ـــ ــ ـــ ــ ـي ..

حس سعد .. بأن حقه خلاص أخذه .. مافي شيء في قلبه لهالرجال .. ما يقدر يقول أنه يحس باتجاهه بشيء زين أو حتى شين .. حاس أنه ما يبي شيء يذكره بالماضي .. يبي ينسى وأول خطوة في طريق النسيان هي السماح .. عشان يقدر يعيش ويمشي لقدام لازم يسامح الماضي

قال بصوت صادق من كل قلبه .. : مسامحك يا عمي .. مسامحك ..

سالت دموعه أكثر ... : وأنتي يا ريماس .. سامحيني .. سامحيني ..

قربت من سريره ومسكت يده الثانية وباستها .. والدموع في عيونها: لا يا يبه .. أنا ما قدرت أزعل منك في يوم ... ما قدرت أكرهك في يوم .. راح تصير بخير .. عشان نرتمي في حضنك .. .. راح تصير بخير بإذن رب العالمين ..

أبو سالم : ظلمتكم كثير .. عارف أني ما عطيتكم فرصة تحبوني .. ما عطيتكم سبب واحد تحبوني به .. عمري ما أخذتكم في حضني .. أنا استحق كل الي حصل لي .. ظلمت كل الناس الي عرفتهم .. ظلمتهم وراح أموت من غير ما اترك لكم ذكرى واحدة زينه تذكروني بها .. را..... ــــــــــــــ.............ـــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ...............ــــ..ـــ...ــــــ. ..

ندى : يبه ... يبه ..

جلست على الأرض .. مو قادرة تتماسك ورجولها مو شايلتها ..

.. اتسندت على الجدار قبل ما تطيح ..

سعد قرب منه وغمض له عيونه ..

ومسك ريماس وسندها ... : ادعوا له بالرحمة والمغفرة ... لا تسوون في أنفسكم كذا .. الله يرحمه ... ادعوا له ..

ندى مو قادرة تتحمل حاسة أنه مات بسببها .. أكيد ارتفع سكره من الي سوته .. تخرج من البيت أسبوع كامل وما تقول له شيء .. ولا حتى عارف مكانها أكيد الظنون لفت براسه ..

ندى : يبه قوم .. تكفى قوم وسوي فيني الي بتسويه اضربني اذبحني .. بس لا تموت .. راح أموت من الندم يا يبه .. ريماس تكفين قولي له يقوم .. امكن ما بيسمع مني لأني مو مثلك .. أنتي ما تعرفين تكرهين ولا تحقدين .. مو مثلي .. راح يسمع منك ويقوم ..

ريماس بصوت مبحوح : أبوي مات يا ندى .. خلاص مات .. مو هذا الي كنت تتمنينه .. يموت

ندى : ما كنت أقصد .. ما كنت أدري أني أحبه وما أقدر أكرهه .. ما كنت أدري أنه غالي علي .. ما كنت أدري أني راح أبكي إذا مات ..

فكت يده الي محوطة خصرها ومسكت أختها ضمتها .. ما تنلام ندى .. ما كان لها أب عشان تكون له بنت .. بس الله يرحمه ويسامحه ..

ريماس : خلاص .. خلينا نروح البيت ..

سعد : بوصلكم .. وبرجع أسوي اجراءات الدفن ..

************************************************** ***************************

منار طايرة من الفرحة ... مبسوطة من لمتها مع البنات .. سمر ولما وليان .. : مع مين تبون السهرة اليوم .. حبيب قلبي رشدي أباظة ... ولا حبيبي عمر الشريف ..

لما : لا هذا ولا ذاك .. مليت من الأفلام العربي ألأبيض والأسود ... نبي شيء جديد والأحسن يكون انجليش ...

ليان : مافي أحسن من أحمد حلمي .. أحبه وأموت عليه ..

منار : أخوي ما راح يرضى .. تحبين واحد غيره .. طيب إذا ما قلت له ..

ليان : ليش أنا أقدر أحب غيره .. ولا أصلا في أحسن من فيصل عشان أناظره .. الله يحفظه لي .. حبيبي وعمري ..

منار تصفق وتصفر .. : الله يقطع الحب وسنينه ... وأنتي يا أخت لما سمعيني من هالمعزوفة .. أخ أحمد .. مشاعرك وأحاسيسك ..

لما : الله يقطعه ويقطع حسه من كل هالدنيا ...

منار تبي تقهرها وتستهبل عليها .. : بعد الشر عليه .. الرجال بعده عريس ... ما اتهنى

لما عارفتها تبي تقهرها بس راح تطنشها هي أصلا مو مهتمة به أو يمكن تبي تقنع نفسها بكذا عشان ما تموت من القهر ... : الله يهني سعيد بسعيدة ..

منار مو مصدقة : بهالبرود .. معقول مو مهتمة .. ليش مو زوجك .. حتى لو تكرهينه المفروض تنقهرين .. ليش أنتي لوح ثلج ما تحسين ..

لما : بالضبط .. لوح ثلج ..

ليان حاسة بأختها تتكلم من ورى قلبها .. عيونها تقول شيء وكلامها يقول شيء .. حتى لو ما تبي تعترف لأحد أو حتى لنفسها أنها تحبه ... : من ورى قلبك هالكلام ..

لما : من أعماق ودواخل قلبي ..

منار : ما تبينه يعرف أنك حية ولا يعرف أن عنده ولد .. حرام عليك تخلين الولد يتربى بدون أب ..

لما وهي تبتسم : لا .. راح يعرف أني حية بس راح يظن أن طفله مات .. ما عنده عيال عندي ... سلطان ولدي أنا لوحدي .. أنا أمه .. وأنا أبوه ...

منار مو فاهمة سبب كل هذا الي تسويه .. فهمت أنها كانت متعذبه معهم وحتى هي حست بكذا من لهجة سجود وخلود وهم يتكلمون عنها .. حتى عزى ما سووه لها .. أكيد ما كانوا يحبونها بس الي في عيون لما أكبر من كره ناتج عن عدم حب وتقدير .. كره ناتج من شيء أكبر .. رافضة تفتح لها صدرها وتحكي لها عن حكاية موتها واختفائها .. حتى سلمى رافضة تحكي لها ....: طيب وش راح تسوين .. راح تتركين لها الجمل بما حمل بالبارد كذا ..

لما : على جثتي ... تتهنى بعد ما أموت

سلمى : بعد الشر عنك ..

منار : بعد الشر عنك .. الي يكرهونك .. وعلى طاري لي يكرهونك .. سمر .. ليش ساكتة وما تبين تتكلمين معنا ..

سمر : وش قصدك .. .. أنا أكره لما ..

لما : لا ما تقصد ..

سمر : تصبحون على خير .. برجع البيت ..

سلمى : الساعة عشرة .. وعدتينا أنك بتباتين معنا اليوم .. بعدين ما تقدرين تروحين في هالوقت لوحدك مع السواق ...

سمر : بروح ..

لما .. : مو عاجبتك القعدة معنا .. ولا زعلانة من ليان.. أو ممكن تكــــــــــــــــــــــــ...

ما قدرت تتحمل حتى اسم أختها انمحى .. كل شيء تبي تاخذه منها .. ما تبي تترك لها حتى اسم سلمى عشان تناديها به ... اتعودت تكتم وما تطلع مشاعرها بس ... : خلاص .. ليان .. ليان .. أختي اسمها سلمى مو ليان ... ما عدتي تعتبريني أختك يا سلـ... آسفة نسيت ... يا ليان ...

سلمى : أنتي أختي .. الله يعلم أن معزتك في قلبي مثل معزة لما وأكثر .. أنتي أختي الي ضحكت معها وبكيت معها .. لعبنا مع بعض واتضاربنا كثير مع بعض ... أختي الي تعرفني من رمشة عيوني إذا فيني شيء ..

ما قدرت تحبس دموعها الحب الي تكنه لسلمى يخلي خوفها مضاعف ... ما تقدر تفقدها .. خايفة بعد كم يوم ما تصير ما تحبها وتقطع علاقتها بها ... خايفة تخسر الشخص الوحيد الي تحسه يحبها ويخاف عليها .. إذا فقدت سلمى ما لها أحد في كل هالدنيا .. أمها الي هي أمها ما حست أنها مثل سلمى في خوفها وحبها لها ...

مسكتها سلمى وضمتها : يا غبية تبكين .. صدق أنك ما عندك سالفة .. أنتي أختي يا حمارة ...

ما قدرت لما تقاوم احسياسها بالغيرة .. عرفت الحين وش الي سمر حاسة به ... غيرة بس في نفس الوقت فرحة أن أختها لقت حد يحبها ويخاف يفقدها في هالدنيا .. ما تعذبت مثلها .. حست أنها مرتاحة وفرحانة وناسية كل عذابها بسبب فرحة سلمى .. حاسة أنها تقبل التعاسة على نفسها بس أختها تظل سعيدة ...

قالت لما : صدق أنك فعلا غبية .. الحين مفروض تفرحين الله عطاك بدال الأخت أختين ... ولا ما نشبه ومو قد المقام ...

ناظرتها سمر وابتسمت من بين دموعها ..

منار : أختين بس .. وأنا علاقة مفتاح ولا صورة على الجدار .. ثلاث أخوات .. تشترين واحدة واثنين مجانا ..

زادت ابتسامتها ... فعلا كانت غبية الله عطاها بدال الأخت .. ثلاث ..

قربوا منها وضموها ثلاثتهم ...

منار : عندي لكم مفاجأة ..

لما : لا يكون مقلب سخيف .. أعرفك سخيفة

منار : عريس ..

سمر : عريس لك غير ولد الرازي الي كنتي طايرة من الفرح عشان رفضتيه ..

منار : فعلا .. ولد الرازي ... بس مو حق ذيك المرة .. هالمرة .. واحد يهبل .. يجننن .. ياخذ العقل .. آآآآآآآآه .. يقطع القلب ..

سمر :استحي يا بنت .. ومين يطلع أخوه ولا ولد عمه ..

منار : ولد عمه ....

سلمى : كيف وأنتي رفضتي ولدهم الأول .. يتقدم لك الثاني .. والله عيب ...

لما : ليش هم يعرفون العيب أصلا ..

منار : لا .. لا ... فهمتوا غلط .. العريس مو لي .. للأخت سمر ...

سمر قلعت عيونها .. أكيد مسوية فيها مقلب وتبي تضحك عليها .. : هههههههه .. بااايخة .. شوفي غيرها ..

منار : والله صادقة ما استهبل .. أم يزيد اتصلت على أمي أمس وقالت تبي بنتنا الحلوة الأمورة سمر لولدها .. الغالي الوحيد العزيز .. الوسيم الي قاطع فيني عرق .. يزيد ...

سلمى ضربتها ضربة على راسها : استحي .. استحي .. تتكلمين عن الولد كأنه جاي خاطبك أنتي مو سمر

لما : سبحانك يا رب .. الحين يزيد .. يجنن ويهبل وقاطع فيك عرق ... ما تشوفين الظاهر..

سمر مقللة من قيمة نفسها ورافضة تصدق أن ولد الرازي يتقدم لها هي من بين كل البنات .. أصلا ما فيها شيء يميزها .. :الحين صدقتوا هالمهبولة .. ليش خالتي ما قالت لي ..

منار : هي طلبت مني ما أكلمك ولا أقول شيء لأحد .. لحد ما هي تكلم سلمى وبعدها يشوفون رأيك .. بس أبي أحرق لها المفاجأة ..

سمر : ولو كان .. أصلا أنا مو موافقة ..

سلمى : من غير تفكير .. مو موافقة ... على طول .. فكري ولو شوي

سمر : طيب سؤال .. يزيد مو هو أخ خلود الي ما تطيقني وما تبلعني وتكرهني من غير سبب ..

لما : في هذي معك حق .. أخته خلود .. اطلعي منها من بدري رح تشوفين أيام سوداء وخاصة أن بنت الكلب سجود وراها ..

منار : انطمي أنتي ... أصلا أنتي ما تعرفين تقولين خير ...

سمر : سؤال ثاني .. يزيد مو هو نفس الغبي العصبي الي ما ينطاق الي قابلناه في المستشفى ..

منار : لا مو هو .. يزيد هو الوسيم الجذاب الساحر الي قابلناه في المستشفى ..

سمر : خلاص .. ردي معروف .. مو موافقة ...

منار : أنتي عارفة ممكن يكون يبيك عشان يرد لك البهذلة الي بهذلتيه له في المستشفى ...

لما : نعم .. نعم .. نعم .. هذي تبي لها قعدة .. الواضح أن الرقابة حاذفة ثلاث أرباع الفيلم .. احكوا لي ... وين قابلتيه ومن وين تعرفينه ..

سمر : آآآآآآآآآآآآف .. وصار فيها حكاية ورواية وفيلم ومسرحية .. خلي الغبية تحكي ..

منار : من عيوني ..الغبية راح تحكي ... كان يا مكان في ..

لما ضربتها بالمخدة .. : احكي من غير استهبال ..

منار : لا ولا شيء .. القصة وما فيها أنه كسر لها رجلها .. بس ولا أكثر ولا أقل ..

لما : مالت على الحمار الي يسمعك ..

سمر : لا صادقة .. طحت بسببه على الدرج ..

منار : لا .. لا .. من غير كذب .. الفارس مسكها قبل ما تطيح وتكسر وجهها والمنظار الفلكي الي لابسته ...

سمر : أصلا عديم الذوق .. ما اتحرك من مكانه .. صدمت به وطحت على ركبتي ...

لما : لو تبون رأيي .. أنا ما انصح أي واحدة تتزوج من عايلة النحس .. ارفضيه تكونين مسوية خير لنفسك .. والأحسن تكسرين شوكته وشوكة أمه الإمبراطورة .. لو أنتي كارهة خلود اتأكدي أنك راح تكرهين أمه لأنها أخس منها..

سلمى : عيب يا لما .. الحرمة محشومة لأنها كبيرة في السن قد أمك .. ما يصح تقولين عليها كذا

لما : الحين أبي أعرف أنتي أمي ولا أختي .. كل شيء عيب حرام ..ما يصح ما يجوز

منار : لا تحاولين معها .. هذي الأدب والإحترام في كون .. وهي في كون ثاني .. الشبه بينكم في الشكل بس .. أما المضمون ما في حتى مقارنة

لما : سامعين وش تقول علي ولا واحدة تبي تدافع عني .. ما لي غير سلطان يكبر وياخذ لي حقي .. بخليه يتزوج بنتك يا منار ويعذبها ويتزوج عليها ثلاثة ..

منار : سلطان عمري راح أربيه أنا .. أصلا أكيد سارقته من مكان .. مستحيل يكون حتى يقرب لك .. أكيد شبه أبوه ..

لما : بعد الشر عنه من أبوه .. ولدي يشبه خالته ليان .. متمنية يطلع مثلك يا ليان ما يطلع مثلي .. ما أبيه يشبهني في أي شيء ..

ليان : وليش وش عيب أمه عشان يطلع مثلي .. بعدين أنا مملة ودمي ثقيل .. ليش تبينه يطلع مثلي

لما : يكون دمه ثقيل وممل أحسن من يكون مثلي ..

منار : لا تكوني زعلتي مني .. والله مافي أحلى وأحسن منك .. ومن غير زعل يا سلمى .. أنا حبيت لما أكثر منك .. أنتي مثل ما قلتي مملة ودمك ثقيل .. بس لما لسانها أطول منها بأمتار .. ويعجبوني الناس الي كذا ..

كل واحدة رمتها بالمخدة الي معها .. لما وليان ..

منار وهي تضحك : الي يقول الحق تزعلون منه ... مع أني ما جبت شيء من برة ... كل واحدة قالت الحق على نفسها ... ما جبته من جيبي ..

سمر : اتركوكم من هالغبية ... عندي لك فكرة يا لما تاخذ العقل ..

لما : فكرة .. فكرة ايش ..

سمر : يعني عن ايش .. كيف تقهرين سجود ..

لما : قولي .. بس تكون على مستوى ...

سمر : عشرة نجوم .. تخربين لها فرحتها في يوم زواجها ..

سمعت كلام سمر حرف حرف .. وعجبتها الفكرة ..

ليان : حرام عليكم ...

لما : حرام .. ليش أنا أختك ولا هي .....

منار : ههههههه ... هههههههههههههههههههه ....هههههههههه

ليان : ليش تضحكين

منار وهي تحاول تكتم ضحكتها .. هههه ..لا ...هههههههههههههههههههههههههه... لا بس اتخيلت وجه سجود كيف راح يكون .. هذا مشهد ما راح أفوته لو يعطوني ثلاث مليار يورو... ههههههههههههههههه .... ههههه

سمر : معك حق .. ما ينفات ..

لما : والله وطلعتي مو هينة يا سمر وأنا الي كنت محتارة كيف أقهرها ..

سمر : قرأتها في رواية واحدة سوت كذا لحبيبها الي تزوج غيرها ....

منار : .. بس في الواقع راح تكون أحلى ...

ليان : تصبحون على خير .. أروح اطمن على زوجي حبيبي ..

منار : ذكرتيني فينه زوجك من الصبح ما شفته ...

ليان : مشغول مع الأستاذ سلطان .. حتى أنا ما صار يجلس ويسولف معي مثل زمان .. تصدقون أنه أول ما يرجع يسأل عنه قبل ما يسلم حتى ..

منار : شدي حيلك وجيبي له محمد بسرعة ...

ليان : خايفة ينساني وما يسأل فيني بعد كذا ... ينشغل بمحمد وسلطان وينساني ..

لما : الله يخليكم لبعض .. لو قالوا لي أن في هالدنيا حب مثل كذا ما أصدق .. على بالي كل الرجال أولاد ابليس .. مثل صاحبكم الي ما صدق أني مت ... وراح اتزوج ..

سمر وهي تغمز لها بعينها : ومسوية نفسك ما تحبينه وما تغارين ... علينا هالكلام ..

ليان : مو حاسة أنك ظالمته .. شوفي فيصل كيف يحبه ومتعلق فيه أكيد أبوه راح يحبه أكثر ويهتم فيه قد اهتمام فيصل مليون مرة ..

لما : لا تخلينا نزعل من بعض .. أحمد ما له ولد ومستحيل يكون أب لسلطان ... وبعدين تظنين أنه راح يفرح هو ولا أهله إذا عرفوا بأنه موجود وعايش .. عمرهم ما حبوني وما راح يحبون ولدي .. ما أبيهم يعرفونه ..

سكتت شوي وبعدها كملت ... أخاف أموت ..

ليان : بعد الشر عنك .. الله يحفظك ..

لما : خايفة أموت .. وياخذونه عندهم ويعذبونه مثل ما عذبوني .. ما أبيهم يعرفونه لأني متأكدة أنهم ما راح يحبونه ..

ليان اتمنت في داخلها أنها تتعرف عليهم وتعرفهم واحد واحد .. تحبهم .. تسمع لسانها وهو ينطق كلمة يا عمي .. انحرمت من كلمة يبه ومن كلمه يمه .. وما كانت تبي تنحرم من كلمة يا عمي .. تبي تناظرهم وتقول ايوة هذول أولاد عمي .. ويناظرونها ويقولون هذي بنت عمنا .. تبي تحط عينها في عين خلود وعين سجود وتناظرهم وتقول لهم أن الدم الي في عروقهم واحد .. تبي تصير أخت لهم مو بنت عم .. كانت تحس بالفرحة لأنها بنت عايلة الرازي .. الرازي .. تحس بهيبتها وهي تنطقها .. تحس بالحب والانتماء لهالإسم ... بس مو كل الي يلمع ذهب .. كلام لما خوفها وما تبي تكرههم مع أنها بدت تمشي بهالطريق .. طريق كرههم والحقد عليهم .. أختها وحالتها الي ما تسر القلب .. كل الي حاصل لها بسببهم .. وعمها حست أنها مو قادرة تتخيل أن الدم الي يمشي في عروقه نفس دمها ونفس دم لما .. كيف يقدر يسوي في بنت أخوه كذا .. ليش ما عنده قلب .. ولو ما عنده قلب ما عنده ذمة ولا ضمير .. ما حد طلب منه يحبها بس كان يعاملها بضميره لو مو بقلبه ...

منار بفضول : لهالدرجة أحمد كان قاسي معك .. لدرجة أنك متأكدة فيها أنه ما راح يحب سلطان ..

لما : ما أدري .. ما أبي اتذكره .. بس وش يبي بولدي .. سجود راح تجيب له العيال الي يتمناهم هو وأبوه وأمه .. هم ما يبغون مني شيء .. وما عندهم عندي شيء .. بس أنا عندي عندهم كثير .. الكثير ولازم آخذه ..

سمر : الظاهر أن أختك مجنونة يا سلمى .. عقليها .. تبي تروح في درب الي يروح ما يرجع ..

لما : بروح أنام .. الجلسة معكم تضيق الخلق .. أنتي روحي اركضي لحبيب قلبك .. أكيد مل وهو جالس لوحده .. وأنتي يا منار احضني مخدتك واحلمي بالفارس أبو غتره بيضا على حصانه الأسود .. وأنتي يا سمر حطي وجهك في كتاب من كتبك .. تصبحون على خير ...

راحت لغرفتها وما انتظرت تسمع صوتهم ..

ليان : تصبحون على خير ..

منار وسمر : وأنتي من أهله ..

خرجت وتركتهم ..

منار : لا تنامين ... خلينا نسولف .. عن عريس الغفلة الي رافضته من غير سبب ..

سمر : لا في سبب ..

منار : لا ما في سبب

سمر : أنا فين يا بنتي وهو فين ..وأول سبب يخليني أرفضه طلبه الزواج مني .. مفروض يطلبوني من أهلي أمي وأبوي ... لكنهم كلموا أمك مو معترفين بأهلي ..

منار : ليش حنا مو أهلك ...حنا أغراب عنك

سمر : الزواج مو عشره يوم يومين .. الزواج عمر .. سواء فشل أو نجح .. فهو عمر .. ومدام من البداية بدت بتقليل قيمتي وقيمة أهلي فالموضوع واضح من عنونانه ..

منار : يمكن ما يقصدون .. وأكيد راح يكلمون أهلك يعني راح تتزوجين بدون موافقتهم .. أكيد راح يخطبونك منهم ... ما يعرفون رقم بيتكم

سمر : هههههههههههه .. ليش وين عايشة على سطح القمر .. لو كانوا سألوا أمك عن الرقم كانت عطتهم اياه .. ونفرض أنهم ما يعرفون أننا عندنا تلفون فقارى وما نملك شيء على حسب تفكيرهم .. كانت أمه تقول لأمك تسأل أهلي ما تسألني أنا .. يعني أهلي في المرتبة الأخيرة وأكيد الموافقة ضامنينها في جيوبهم .. البنت فقيرة وما راح تصدق أن واحد مثل يزيد الرازي اتقدم لها وراح تطير طيران وراح توافق بكل سهولة .. فين راح تلقى عريس مثله ولا مين الغبي الي راح يتقدم لها ولا أصلا في أحسن من يزيد عشان يتقدم لها .. أكيد هذا تفكيرهم .. مو خلود بنتهم وتفكيرها سطحي وتافه أكيد هم كذا ..

منار : في هذي ظلمتيهم .. عندك نجلاء .. ما تشبه خلود في أي شيء .. هي طينة وخلود طينه ثانية ..

سمر : آآآآف .. من غير ازعاج وكلام كثير أنا مو موافقة ..

منار : عشانك عارفة أن معي حق .. ممكن يزيد يطلع مثل نجلاء .. أنتي راح تتزوجينه هو ما راح تتزوجين أمه وأخته ..

سمر : وش الي يثبت لي أنه مو مثلهم .. وأصلا ما أبي أعرف إذا كان مثلهم ولا لا .. يكفيني واحد فقير ما يملك في جيبه غير حق يومه وبس .. لا يعايرني ولا أعايره .. من نفس الأرض ومن نفس الكون ..

منار : لأنك وجه فقر مو وجه خير .. في واحدة ترفض واحد مثل يزيد عشان أسباب تافهة مثل أسبابك ..

سمر : وتبين تغيرين رأيي .. كلامك بس يخليني أرفض مليون مرة .. واحد مثل يزيد .. كأنه ملك وأنا ما أسوى خدامة عنده ..

منار : وهذي الحقيقة .. لو بنت عايلة كبيرة ما تسترجي ترفضه .. خلي واحدة مثلك ..

سمر : بنت العايلة الكبيرة الي تتكلمين عنها .. راسها من راسه .. بس راسه أطول من راسي والي يناظر لفوق رقبته توجعه ..

منار : أعوذ بالله منك .. حسبي الله على الكتب الي تقرأينها مسوية لك مرض نفسي .. وتبين تقنعيني أقرأ معك عشان أعنس في بيت أمي .. لا حياتي أبي أتزوج أبي أفتك من فيصل ومن أمي ..

سمر اتغيرت ملامحها إلى الجدية وبان على ملامحها حزن .. : أبي احلم .. احلم بأحد يحبني .. أكون سعيدة معه .. أجيب عيال أربيهم أضمهم واحضنهم .. أشوف أبوهم يلعب معهم ويحضنهم .. بس .. بس ما لقيت وقت عشان أحلم فيه .. ما كنت انتظر بكرة عشن احلم .. كنت متوقعة تكون الثانية الي أعيشها الثانية الأخيرة في حياتي .. الله يحفظك وما تشوفين الي شفته .. ما تمرين بالعذاب الي كنت أعيشه .. العذاب النفسي .. قبل أي عذاب ثاني .. عشت حياتي كلها وأنا محرومة من الضحك ومن البكا .. من الركض ومن اللعب .. عشان كذا ما اتعب نفسي في التفكير في أحلام غبية وفارس على حصانه الأبيض يعيشني في قصر .. ويعيشني ملكة .. الحياة الي توفرت لي الحين .. بكل ما فيها فقر وقلة حيلة .. بس أحبها .. وما عندي مشكله لو ظليت فقيرة بأحلام بسيطة وطلبات أبسط .. ما أبي شيء من الله غير أني اظل بصحتي أركض بكيفي وأضحك وأبكي بكيفي ... الحمدلله على كل حال .. أحمد ربي على النعمة الي أنا فيها ..

منار مع أنها ما تحب عدم اهتمامها بنفسها بس تحب شخصيتها تحب قناعتها وايمانها وثقتها بنفسها .. : لو كان عندي أخ ثاني كان أقنعته يتزوجك .. عشان تظلين معي وما تتركيني ..

سمر ابتسمت على بلاهة تفكيرها : من قال أني لو اتزوجت أخوك راح اسكن معك هنا .. يا يبعدني عنك ولا ما اتزوجه ..

منار : لاااا .. أصلا من قال أن أخوي يتزوج واحدة غبية ومعقدة ما تفهم مثلك ..

سمر : له الشرف والفخر أنه يتزوجني يا غبية يا حمارة ..

ناظروا بعض بغباء .. وضحكوا ...

وظلوا طول الليل يسولفون ..

************************************************** *************************

خلود بضيق وتأنيب ضمير : يزيد تكفى .. اتكلم مع أمي .. من ذاك اليوم زعلانة مني وما تكلمني ..

يزيد : هي تسوي كذا عشان تضغط عليك وتوافقين .. ما في أم تزعل من بنتها ..

خلود وحاسة أنها راح تلين وتصاح أمها وتوافق على علي ... : وإذا ما رضت .. عارف أنها تعز خالي وتحبه أكثر منا ومستحيل تزعله .. تكفى كلمها

يزيد : كلمتها .. ونفس ردها .. حاولت اقنعها أنك ما لك دخل في رفضي وهي مصرة أنك اقنعتيني ارفض ..أمي زعلها صعب ..ما أبيها تزعل مني ...خايف أنا الي انسحب واوافق ..

خلود : وأنا أروح فيها ..أكيد ما تبيها تزعل .. عشان ما تحطك في بالها وترفض زواجك ...

يزيد : هذا موضوع وهذا موضوع ثاني .. ولا تخافين أنا ما راح اتخلى عنك ..ما أحد بيجبرك تاخذين أحد ما تبينه ...

خلود : العروس كيفها .. وافقت ولا بعدها مسوية نفسها السفيرة عزيزة .. بتموووت عشان تتزوج ولد الرازي بس ما تبي يقولون عنها ما صدقت تتقدم لها

يزيد : لا تتكلمين عنها كذا .. راح تصير زوجة أخوك .. واحترمي نفسك لا اخليك تتوهقين مع أمك

خلود : لا .. لا سحبت كلامي ..

نزلت أم يزيد وناظرت يزيد وناظرت خلود ونظراتها تنبيء بعدم رضا .. : يزيد أبيك بموضوع

حست خلود وقامت طلعت لغرفتها وهي تناظر الأرض ...

جلست جنب يزيد ... وقالت وفي صوتها فرحة ما تبيها توضح عليها .. : اسمع يا ولدي الزواج قسمة ونصيب .. والبنت رفضت ..

يزيد مو متوقع كلمة لا .. : أي بنت ..

أم يزيد : البنت الي تبي تتزوجها .. رفضت ..

يزيد بعصبية مو قادر يتحمل الرفض ... ما اتعود أنه ينرفض .. : ترفضني أنا . ليش مين تظن نفسها ..

أم يزيد : احمد ربك أنها جات منها .. بكرة اخطب لك غيرها وليش بكرة اليوم والحين ...

يزيد اتمالك أعصابه وحاول يلملم كرامته الي حاس أنها انبعثرت : لا .. أنا أبيها هي ..

أم يزيد : ليش تبي تهينا أكثر .. وتوطي راسك لواحدة ما تسوى ..

يزيد : أبي أعرف ليش رفضتني .. من هي عشان ترفضني

أم يزيد : قلتها بنفسك من هي ... هي ما تسوى شيء والحمدلله جات من رب العالمين ورفضت ... وخلاص شر وراح ..

يزيد : .. كلميهم مرة ثانية وثالثة إذا لزم الأمر ...

أم يزيد : يزيد العاقل الي الكل يحلف بعقله ينجن بسبب رفض واحدة ..

يزيد : أموت وأعرف ليش ترفضني ...

أم يزيد : وجه فقر مثل أختك ... هي راح تجنني وأنت راح تجنني .. كل واحد يسوي الي في راسه ومو مهتم لوجودي .. كأني تمثال في البيت .. مو كأني أمكم تعبت وسهرت عليكم ... ما تبوني أفرح فيكم .. كل واحد يبي يسوي الي في راسه ...

خفت حدة غضبه وباس راس أمه بحنان ... مسك يدها وباسها : ليش يا يمه تقولين كذا .. أنتي كل شيء بالنسبة لنا .. من غير ما نقدر نفرح أو نضحك .. من غير فرحتك ورضاك الدنيا ما تسوى

.. والله لو تعرفين حال خلود ما تقولين كذا .. هي عايشة في عذاب ما تبي تزعلك وفي نفس الوقت ما تبي تاخذ واحد تحس أنه ما يليق فيها ومو قادرة تتقبل فكرة أنه يكون زوجها ..

مسك راس أمه وباسه مرة ثانية .. : وخلاص يا يمه إذا زواجي من سمر يزعلك .. خلاص ما أبيها .. سوي الي يريحك ويرضيك ..كل شيء في الدنيا ولا زعلك ...

حاسة فيه وحاسة أن اي قاله مو بخاطره بس بدافع حبه لها .. حست بالذنب .. ليش تبي تكره عيالها فيها وهم الي يحبونها وما زعلوها دايم يسوون الي تبيه وينفذون أوامرها .. يمكن عشان كذا صارت تفرض رايها ... أنهم يوافقون من دون أي اعتراض ... ويمكن حاسة أنها دايم صح والي يقوي منطقها أكثر أن نجلاء ما كانت موافقة على زواجها من حامد والحين ما تقدر تعيش من دونه ..

يزيد ترك يد أمه .. : يلله يمه .. بروح لأن عندي شغل الحين بس تكفين يا يمه أنا عارف قلبك ما في أطيب منه راضي خلود ما تستاهل زعلك منها .. وبالطيب ممكن تقتنع تتزوج علي إذا أنتي شايفة أن زواجه منها خير لها وأنه بالفعل اتغير وصار انسان ثاني

خرج وترك أمه ساكته وتفكر .. حاسة أنها أنانية وما تستاهل عيال مثلهم .. لو تدري خلود أنها تبي ترمي بنتها لعلي مو لأنه يبيها لأنه محتاج لها وما راح يلقى غيرها توافق وتتستر عليه ما راح تسامحها ...

ويزيد ما يستاهل يكون تعيس وتحرمه من البنت الي اختارها بارادته ..

مسكت سماعة التلفون ..

كلها ثواني وجاتها الخدامه على الخط ... طلبت منها تنادي أم فيصل ...

أم يزيد : السلام عليكم ..

أم فيصل : وعليكم السلام ... وش أخباركم عساكم طيبين ..

أم يزيد : الحمد لله ... أم فيصل ...

أم فيصل منحرجة منها مو قادرة تتكلم معها لأن سمر رفضت يزيد ..

أم يزيد : أم فيصل .. سمر موجودة ...

ناظرت أم فيصل سمر الي جالسة على الصوفا وتسولف وتضحك مع منار .. : ايوة موجودة ..

أم يزيد : خلاص ... اليوم بجيكم .. أبيها بموضوع ..

أم فيصل : حياك الله البيت بيتك ..

أم يزيد : أشوفكم العصر أجل ..

أم فيصل : انشاء الله ..

... سكرت الخط وطلعت لغرفة خلود .. وهي تصارع نفسها تعترف لها ولا لا ..

..

دخلت الغرفة .. من غير ما تدق ولا شيء ..

لقتها جالسة على السرير ..

قامت بخوف أول ما شافتها ..

مشت لعندها وحضنتها .. ودموعها سالت على طول على خدودها ... : سامحيني يا يبنتي...

خلود وحتى هي سالت دموعها .. : لا يا يمه .. سامحيني أنتي .. خلاص يا يمه أنا موافقة بتزوج علي بس تكفين لا تكبين .. دموعك غالية يا يمه .. لا تبكين ..

مسحت لها دموعها بيديها ..

أم يزيد وعارفة أن أخوها ما راح يسامحها .. : لا يا بنتي .. إذا ما تبينه بكيفك هذا قرارك .. وما راح اتدخل فيه ...

خلود وهي مو مصدقة وش الي خلى أمها تغير رأيها ..

أم يزيد : والله يا بنتي ما كان قصدي أزعلك .. بس ما أبي أزعل أبو علي .. ولأني عارفة ومتأكدة أن علي اتغير مو هو علي الي تعرفينه زمان .. وبعدين عمره لا هو ولا أبوه راح يزعلونك لأنك بزواجك من علي راح تقدمين له خدمة ما راح ينساها لك

بعدت عن حضن أمها باستغراب وبتعجب وقالت باستفسار : خدمة .. وش قصدك ..

جلست أم يزيد على الصوفا .. عشان تقدر تقول لخلود السبب الرئيسي من طلب علي أو بالمعنى الأصح أبو علي .. أنه يزوج خلود بالذات لعلي .. هو طلب منها ما تقول لها لأنها يمكن ترفض وما يبيها تعرف الا بعد ما تصير زوجة ولده بس هي راح تقول لها والخيار بيكون لها توافق أو ترفض

خلود خطر في بالها شيء واحد : يمه وش قاصدة بأني راح أقدم له خدمة .. هو مريض يعني .. قصدي ما يجيب عيال ...

أم يزيد : لا .. هو بخير .. يجيب عيال .. وعنده ولد عمره سنة ونص ..

خلود بصدمة وعدم تصديق وهي مو فاهة السالفة ... وما تبي تفهمها .. وحست أن ما عدها فضول أصلا تسمع قصة ولده .. بس حست بشيء واحد .. أنها مو قادرة تصدق أن أمها أغلى شيء في دنيتها تبي تسوي فيها كذا

أم يزيد كملت كلامها : أمه واحدة أجنبية ... ما أدري عنها عايشة ولا ميته .. بس الولد عشان ينكتب باسم علي .. لازم يكون متزوج .. عشان ينكتب بالشهادة باسم أم وأب ... أبو علي يقدر يزور له شهادة ميلاد بس لازم يكون علي متزوج بالأول ..

خلود وحاسة أنها مو قادرة تصدق الي تسمعه : وأنتي يا يمه كنتي تبين تبيعيني له عشان هو يقدر يعيش حياته سعيد وحفيده بحضنه وما أحد يدري أنه ولد حرام .. ويبيني أكون أم لولد الله العالم جاي من فين والله العالم يكون ولده أو لا .. أكيد واحدة من عشيقاته الي ما يتعدون على أصابع اليد جابت الولد وحذفته له وهو الغبي صدق أنه ولده ..

أم يزيد : لا ولده ... لو تشوفينه راح تحبينه ..

خلود باستهزاء : ايه مثل ما أنتوا حبيتوا لما وجودي ..

أم يزيد : هذا مو موضوعنا ..

خلود : ليش .. مو نفس الحالة .. مو كلكم كرهتوهم وحفظتونا حفظ أننا مفروض ما نحبهم والمفروض نكرههم لأنهم مو منا ولا من عايلتنا ..

أم يزيد : عمري ما قلت كلام مثل هذا

خلود : حتى لو ما قلتي تصرفاتك كانت توحي بكذا ومجرد سكوتك على معاملة أم خالد عنهم وكلامها الي ما ينقال عنهم يدل أنك موافقتها .. وصدقيني ما راح أكون أحسن منك في معاملة ولد علي ..وخاصة أني زوجة أبوه .. لا سمح الله طبعا

أم يزيد : تكفين يا بنتي .. سامحيني ..

خلود وحاسة بشيء ثقيل يضغط على صدرها : ما أقدر أزعل منك .. يا يمه .. ما أقدر أزعل من أنك تحبين علي وأبوه أكثر مني .. ما تحبيني يا يمه .. أنتي تحبين علي وكأنه ولدك .. تحبينه أكثر مني .. أكثر مننا كلنا ..

أم يزيد .. قامت ومسكتها وحاولت تهديها .. : أنتوا عيالي .. كلكم عيالي وعلي ولدي قبل ما يكون ولد أخوي .. ما في واحد منكم أحسن من الثاني ولا واحد حبه في قلبي أكثر من الثاني كلكم عيالي ..

خلود : لا يا يمه .. أنتي ما تحبينا ..

ضمتها لها بقوة ودموعها على خدودها .. : لا يا بنتي .. أنا عمري كله هديته لكم أنتي واخوانك .. ليش تظلميني وتقولين لي هالكلام ...

أبعدت عنها وخرجت من الغرفة ..

حست بالندم ما كان لازم تقول لها .. هي تعرف خلود حساسة زيادة عن اللزوم .. وأكيد ما راح تسامحها .. الحين راح تكون خسرت طرفين .. بنتها وأخوها وعلي بعد ...

خلود راح تراضيها بس الحين لازم تروح تتجهز عشان تروح بعد العصر لبيت أم فيصل وتتكلم مع سمر وتعرف ايش سبب رفضها ...

************************************************** ***************************

العصر في بيت أم فيصل ....

أم فيصل ... : سمر أم يزيد تبيك تحت

سمر وهي مجهزة أغراضها ولابسة عبايتها عشان بترجع لبيتهم ... : أم يزيد مين ..

أم فيصل : آل الرازي .. ما نعرف يزيد غيره .. انزلي تبي تتكلم معك

سمر مو مستوعبة ومحتارة وش تبي منها ... : لااا يا خالتي تكفين قولي لها مو موجودة ... ما اقدر اقابلها

أم فيصل : أنا قلت لها أنك موجودة ... لازم تنزلين

سمر خافت مو عارفة سبب طلب مقابلتها أكيد تبي تهزأها لأنها رفضت ولدها ... كرامتهم ما سمحت لهم يتقبلون الرفض منها ... وخاصة أم يزيد الي من شكلها معتزة بنفسها بالمرة ...

أم فيصل : انزلي بسرعة .. عيب اتأخرنا عليها ..

سمر تركت شنطتها ونزلت تحت ورى أم فيصل وهي لابسة عبايتها تسمع تهزيئها وترجع لبيتها ...

....

دخلت وهي خايفة وتبلع في ريقها ..

أم يزيد جالسة باعتزاز وشخصية واثقة ... سيدة مجتمع راقي بكل مافي الكلمة من معنى ... لها شخصية تسبب الهيبة عشان كذا يمكن تحس بالخوف وهي تلمحها

سلمت بصوت مخنوق مو راضي يطلع ...

قامت أول ما شافتها ...

مشت باتجاهها بخطوات مترددة وسلمت عليها ...

أم يزيد تبي ترضي يزيد بس مو قادرة تحبها أو تبلع لها اهانتها .. الحين سجود تنرفض بسبب هذي ... والأصعب ترفض ولدها ... مو قادرة بس لازم تتحمل هذا يزيد الغالي ما تقدر تزعله ...

أم يزيد بصوت تحاول تخليه جاف وخالي من كل مشاعر الكره الي ساكنه صدرها : كيفك يا بنتي .. عساك بخير

سمر وصوتها هاديء مع أن قلبها شابة فيه نار من الخوف : الحمدلله ...

أم فيصل ناظرت أم يزيد وخرجت عارفتها تبي تتكلم معها في موضوع خاص شوي ...

سمر خافت أكثر وهي تشوف أم فيصل تخرج شوي وتركض وتتخبأ وراها ... أو تناديها وتقول لها تكفين ما أبي اظل معها يمكن تذبحني ... بس اتعوذت من الشيطان في داخلها

جلست أم يزيد وناظرتها من فوق لتحت وقالت : بتظلين واقفة كثير

ابتسمت غصب وجلست ..

أم يزيد تبي تتكلم معها وفي نفس الوقت تبي تحفظ ماء وجهها ... : ... يا بنتيي حنا شاريينك ... ونبيك ..

سمر مصدومة من كلامها كانت مستعدة أنها تنفجر عليها في أي لحظة : ....

أم يزيد : ليش رافضة ولدي ... بس ما نكون مو قد المقام

حست بالاستهزاء في لهجتها بس بلعتها .. : حاشى لله ... أنا ما قلت كذا .. الزواج يا خالتي قسمة ونصيب .. وولدك يستاهل أحسن مني ... والأحسن مني كثير

أم يزيد ( صادقة الأحسن منك كثير ) .... : طيب يا بنتي لك الحق ترفضين بس ممكن نعرف السبب ..

سمر : قلت لك يا خالتي الزواج قسمة ونصيب ...

أم يزيد باحتقار ما قدرت تخفيه من صوتها : بنت مين أنتي عشان ترفضين يزيد ... لا تكوني تظنين نفسك شيء ...

سمر اتضايقت من كلامها لآخر درجة ولو مو أنها تعرف الأدب كان ردت عليها بكلام ما يعجبها .. ابتسمت بعفوية وكانها مو مهتمة : مشكورة يا خالتي .... البنت الي يتقدم لها ولدك محظوظة أنها بتناسب نسب يشرف مثل شرفكم وأنتوا تستاهلون واحدة تشرفكم .. مو واحدة مثلي ...

حست أنها غلطت بكلامها ... بس هي ما تعتذر لمثل هالأشكال ..

سمر : اسفة يا خالتي ... بس أنا عارفة ومنتاكدة أن نسبي ما يشرفكم .... بس أنا اعتز وافتخر باهلي ... ولا يمكن أي انسان يحسسني بالنقص قدام نفسي ... انا عارفة نسبي ما يشرفكم .... ولا كان طلبتوني من بيت أهلي ... مو من بيت الجاسم ... الفقر مو يعني عدم الكرامة ... أمي الي جابتني على الدنيا تستحق أني انطلب منها ومن بيتها تستحق تفرح فيني ...

ولا تحسبون أني خلاص فقيرة ما راح اصدق أني ولدكم اتقدم لي ... ما راح ألاحظ أنكم حاسين بالخجل أنكم تطلبون البنت من بيتها الي اتربت فيه لأنه أكيد أهله فقارى وعلى قد حالهم ...

أم يزيد سكتت ما قدرت بكلمة بس حست بإعجاب ما قدرت تمنع نفسها أنها ما تحس فيه ...

سمر : آسفة يا خالتي ... بس أنا راجعة لأمي واتأخرت عليها ...

خرجت وتركتها ...

طلعت لغرفتها وهي تغالب دموعها غصب ماتنزل ...

نادتها أم فيصل ... : سمر ... سمر ...

ما عبرتها لأنها ما تبي تبكي قدامها

رجعت لأم يزيد ... : عسى ما شر ... ليش البنت طلعت زعلانة ...

أم يزيد : حاولي تقنعيها توافق والله البنت هذي جوهرة وما في منها ...

أم فيصل متمنية من كل قلبها سمر تكون من نصيب يزيد ... هم عايلة ما في منها ونسبهم ما يتفوت ... : راح أحاول معها وانشاء الله توافق ... سمر الله يعطيها العافية أدب وأخلاق ... ولو كان عندي ولد ثاني ما كان خليت حد ثاني ياخذها ... بس انشاء الله تكون من نصيبكم ...

أم يزيد : انشاء الله .... بس وين البنات ما سلمت عليهم ... وين سلمى ووين منار .... ما يبون يسلمون ولا ايش ...

أم فيصل : منار عند صديقة لها ... وسلمى بتنزل الحين ...

...................

في غرفة أم ليان ...

لما : لا تنزلين .. راح أنزل أنا بدالك ... بشوفها بتعرفني العجوز ولا لا ...

ليان : أخاف تكشفك ... بنزل أنا

أم ليان : ايوة ... ظلي هنا ... خايفة تعرفك ...

لما وهي تناظر باتجاه المراية : كيف بتعرفني ... حنا ما شاء الله فولة وانقسمت نصين ... تكفون بس أبي أروح استهبل عليها أبي اضحك شوي

ليان : طيب ... بس من غير حركات ... سلمي بس وظلي ساكته

لما باستهبال : ما اضمن نفسي بصراحة ..

ليان : احلفي أنك ما راح تغلطين معها .. تفشليني مع أم فيصل ...

لما :آآآآآآآآآآف ... خلاص والله ما راح اغلط أو افتح فمي بشيء غلط .. راح أحاول بقدر المستطاع احترمها ... مع أن هذا شيء صعب ...

..................

دخلت لما طبعا على أنها سلمى ...

قامت أم يزيد أول ما شافتها ... وسلمت عليها بحرارة ..

سلمى وتبتسم لها بجفاء ونظراتها كلها كره مختفي وراء ستاير عيونها ...

أم يزيد : كيفك يا بنتي ... كيف الحمل ...

لما ( سلمى ) : الحمد لله .. يا خالتي ... كيفك وكيف خلود ...

أم يزيد : بخير وتسلم عليك

لما ( الله لا يسلمها ...ولا يسلم عايلتكم كبيرها وصغيرها ) ... : الله يسلمها

جلست وهي تبتسم لها من غير نفس ...

أم يزيد : تعالي اجلسي جنبي يا بنتي ..

لما ( هههه .. والله حلوة بنتي هذي .. والله لو تدري أني لما بتجيها سكته قلبية ... )

اترددت شوي بس قامت وجلست جنبها ...

أم يزيد : ما شاء الله تبارك الله ... الله يحفظك من كل عين ...

لما ( مالت عليك يا عجوز القبر .. الحين مو أنا نفس البنت الي من يوم عرفتك في عمرك ما ناظرتها نظرة واحدة على أنها بشر ... )

لما بضيقة صدر : لو سمحتي يا خالتي .. أنا طالعة أرتاح .. الحمل تاعبني هالأيام ...

أم يزيد وهي مستغربة البنت نحيفة .. مو كأنها حامل .. بطنها مثل ما هي ... : كم لك شهر ..

لما .. : ثلاث شهور ...

أم يزيد : الله يتمم لك على خير ....

لما : آمين ..

خرجت وتركتهم ... والله لو ما كانت واعدة ليان كان سبتها وسبت عايلة الرازي كلهم وما خلت واحد قصرت فيه والأهم من دون كل الناس ... أحمد ... له في قلبها مكانه خاصة .. خاصة جدا ...

بس عندها معاه موعد ... غلطان إذا ظن أنه خلص منها خلاص وارتاح راح توريه الي ما شافه في الكوابيس ... راح تخليه يندم على كل دمعة ذل والم وانكسار نزلت من عينها ...

************************************************** ***************************

الـــــــــــــــــــفــــــــــــــــــــصـــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــل الحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــادي عـــــــــــــــــــــــــــــشـــــــــــــــــــ ـــــــر

************************************************** ***************************

الجزء الأول {1}

دخلت لندى في غرفتها ..من بعد ما خلص العزى .. جات مع ريماس لبيتها مع أنه ما كان في ودها تترك البيت الي فيه حس أبوها ..

حابسة نفسها في الغرفة ومو راضية تطلع ... احساس فظيع بالذنب حاسة به ... مو قادرة تسامح نفسها .. بس تناظر صورة أبوها وتبكي ...

حاولت ريماس تاخذ منها الصورة وتخبيها يمكن حزنها يخف بس طردتها وهي في حالة هستيرية ...

ريماس : انزلي اتغدي معي ...

هي ما لها نفس تاكل ولا تشرب بس يمكن تتشجع ندى وتذوق شيء وتاكل بدال البلاك كوفي والماء الي عايشة عليها ... أيام العزاا انتهت والبنت حابسة نفسها من غير أكل ...

ندى بصوت مخنوق ووجهها أحمر من البكا .. : اتغدي .... أنا ما أبي آكل ..

ريماس : نـــــدــ....

ندى بحزم : قلت لك لااا ما أبي ..

ريماس طلعت وتركتها .. كل يوم تقول بكرة راح تصير أحسن بس الظاهر ما في فايدة .. حالها من سيء لأسوء ..

قالت للخدامة تلم الأكل لأنها ما لها نفس حتى هي تذوق الأكل أو تشوف شكله ..

فتح سعد باب البيت بمفتاحه ودخل ..

ناظر الأكل الي على الطاولة وناظر ريماس : ليش ما تغديتي ..

ريماس من دون نفس وهي تجلس على الصوفا : ما لي نفس ...

أشر للخدامة ما تشيل الأكل وطلب منها تروح .. صبر عليها كثير .. راح تموت بهالحال من غر ما تاكل ..

جلس جنب ريماس : قومي ... اتغدي ..

ريماس وهي تضغط على راسها باطراف أصابعها من الصداع الي حاسة فيه .. : آآآآآه ...

سعد : تعبانة .. فيك شيء

ريماس مستغربة من الخوف الي بنبراته ... : لااا .. بس صداع

بدون ما يستأذن .. صار يضغط على جوانب راسها بأطراف أصابعه ...

ارتعدت أوصالها في البداية ... كانت تبي تبعده بس .. ارتاحت للمساته ..

غمضت عيونها .. ومن غير ما تحس حطت راسها على كتفه ..

ابتسم ابتسامة خفيفة واتردد شوي قبل ما يحوطها بذراعه ...

تعبااانة تبي ترتاح ... حاسة براااحة ..وراسها على كتفه .. وذراعه ملتفه حولها ... وريحه عطره محيطة بها ... تبي تناااام لها كم يوم ما قدرت تذوق طعم النوم ....

ما تبي تشيل راسها ....

انتبهت أنه ينادي على اسمها ... وحست بنفسها ...

شالت راسها بسرعة ...

سعد وهو يناظرها بحنان ... : يله اتغدي معي ...

ريماس وخدودها حمر ونزلت عيونها عن عيونه .. : لا .. مالي نفس ..

سعد : لك كم يوم على هالحال ... أنتي لوحدك نحيفة مو ناقصك تخسرين وزن زيادة ... راح تختفين ..

ريماس : والله مالي نفس .. ما أقدر اذوق الأكل وأختي ما تشرب غير الماء .. ما تبي تاكل ولا تبي حتى تعيش ..

سعد : قومي حتى ولو قطعة خبز صغيرة ...

ريماس : ما أقدر ..

سعد : إذا ما أكلتي معي ما راح اتغدى ..

ريماس : لا ا .. لا تغصب علي .. ما أبي ..

سعد قام وسحبها من يدها وجلسها على الكرسي ...وجلس مقابل لها : ما راح آكل إذا ما أكلتي وشربتي كاس العصير ..

ريماس وهي مزعوجة من إصراره .. : بشرب العصير بس آكل .. ما أقدر ..

سعد حمد ربه أنها بتشرب على الأقل كاس العصير .. : خلاص .. يله اشربي ..

اتجرعت منه شوي وهي حاسة بمرارة في طعمه ..

حطته على الطاولة ... : ما أقدر أكمل ..

سعد بيتركها على راحتها .. شوي شوي راح تصيير تاكل ..

ريماس انتبهت على نظراته .. كيف يناظرها وما يبي يشيل نظره من عليها .. ارتبكت وش فيه يناظرها كذا ... : ليش ما تاكل ..

سعد : لا شبعان ..

ريماس : حراام كل ... زعلان مني ...

سعد كان بيقول لا .. بس : ايه ..

ريماس : حــــ..

سكتت ما كملت ..

تداركت نفسها بسرعة : لا تزعل .. بس والله ما لي نفس ... كل يلله .. لا تخليني أحس بالذنب ...

سعد : عشان خاطرك بس ..

أكل ملعقتين رز وما كمل ..

ريماس : الحين تسمي هذا أكل ... حرام كل .. راجع من الشغل تعبان ..

سعد : بمووووت من الجوع .. بس ما أقدر آكل وأنتي جيعانة .. أحس أني قليل ذوق ..

ريماس : لا لا تخاف عليك بالعافيه .. متى ما أشتهي الأكل راح آكل

سعد : راح آكل بس لو اتخلصي كوب العصير هذا ...

ريماس سمعت الكلام وخلصت العصير بس عشان ترضيه ...: أسوي لك شاي ...

سعد وهو يناظر التعب الي يكتسي كل لمحة من ملامحها ... : ارتاحي .. الخدامة بتسويه ..

ريماس عارفة أنه ما يحب أي شيء تدخل الخدامة فيه اصبعها .. قدرت تحفظ عاداته وتعرفه ... وتعرف كل طبايعه .. كافي تلمحه وتعرف إذا هو تعبان ... أو مهموم أو زعلان ..

من غير ما تحس بنفسها .. صارت تعرفه وحافظه كل شيء فيه ...

بس عارفة أنه ما يحبها ... ويكرهها ويحتقرها حتى لو يحاول يكون حنون بسبب وصيه أبوها له .. قبل ما يموت ...

ريماس قامت : بسويه .. عارفة ما تحب شيء من الخدامة .. كله شاي .. ما راح يتعب

سعد : ارتاحي بسويه أنا ..

هي فعلا نعسانة وتعبانة وودها تنام ..

سعد : عارف أنك تعبانة .. ما قصرتي وسويتي الغدا .. كله على بعضه موية وسكر .. يله اطلعي نامي ..

سمعت كلامه لأنها بالفعل نعسانة بالمرة ..

طلعت للدور الثاني ... دخلت غرفتها وارتمت على السرير بتعب .. أخذت المخده في حضنها .. ودموعها صارت تجري حارة على خدودها .. ليش حياتها كذا .. الله كتب عليها تكون تعيسة .. ما شافت يوم حلو في حياتها من أول يوم وعت فيه على الدنيا ... بس يوم قابلت سعد حست بطعم السعادة بطعم الحب ... لكنه حطم سعادتها .. دمرها بالكامل .. بس ليش هي لحد الحين تحس أنها تحبه ..

لو اتأخر تموت من الخوف والقلق .. تنتظره كل يوم لحد ما يرجع ... ما تقدر تنام إذا ما سمعت صوت باب غرفته ينفتح ويتسكر ..

تحس براحة وهو في البيت... تتمنى يظل معها العمر كله وما يتركها ... متمنيته يضمها ياخذها في حضنه بقوة وما يتركها ...

غمضت عيونها .. اتخيلته معها .. يمسح بيده على شعرها ... ويداعب بلمسات يدينه خدودها ..

نامت وخياله معها ...

.......

************************************************** ****************************

نجد بفرحة : مجوووودي .. لك وحشة والله كيفك وكيف ايطاليا معك ..

مجد وهي لاوية بوزها : مو حلوة .. قلت له ما أحب ايطاليا .. خلينا نروح لتركيا .. ما وافق .. والله مقهوورة أبي أروح على تركيا..

نجد وهي تضحك : الحين هذا الي مضيق خلقك .. الحين في ذمتك في أحلى من ايطاليا .. لو يطلع بايدي الحين أسافر وأجيكم ..

مجد : متمنية ألقى لي انسان في الدنيا يوقف معي مرررة واحدة ... أنا عروس بس مو حاسة بفرحة أحس أنه يبي يرفع ضغطي وبس ...

نجد : هذا بسبب عمايلك السودا فيه .. خليه ياخذ ولو جزء بسيط من حقه ..

مجد بدلع : آآآف ... ليش ما أحد يحبني .. الحين أنا مو يدوبني عروس مفروض يلبي لي طلباتي .. مو كأنه داخل حرب ... اتخيلي أمس أصر إلا نتعشى في مصعم ايطالي وأنا أبي مطعم صيني .. طنشني ولا كأنه سامعني ..

نجد : أنتي أختي وأعرفك .. أكيد تحبين تعاندينه وبس .. أعرفك تموتين على ايطاليا وتموتين بالأكل الايطالي .. فجأة كذا اتغيرتي ولا تبين تفرضين رأيك عليه وبس ..

مجد عارفة أختها معها حق يمكن هي تسوي كذا بس عشان تعانده ..

سمعت صوت باب الشقة ينفتح : هذا هو جاء سيادة الدكتور ... يله بقفل وأكلمك بعدين ..

سكرت الخط ولا انتظرت ردها ..

خايفة على أختها .. تخرب بيتها بدلعها الفاضي وعنادها .. هي وهي أختها حاسة أنها لا تحتمل ولا تطاق .. أكيد عمار المسكين بينفجر ..

ناظرت ساعتها .. الساعة ثمانية ونص .. كلها نص ساعة ويرجع حبيبها خالد ..

طلعت فوق لغرفة سامي وسارة ..

نايمين من بدري اليوم .. كانوا في بيت العايلة وتعبوا من اللعب والركض مع عبدالله .. الله يحفظه ... اتعلم كم كلمة عربي من اختلاطه بسامي وسارة ..

دخلت وتطمنت عليهم .. ما أحلاهم وهم نايمين وخصوصا سامي الي نسخة طبق الأصل عن أبوه ..

باستهم وغطتهم ونزلت ...

دخلت المطبخ .. تشوف العشاء الي على النار ..

...

فتح الباب ودخل بهدوء .. سامع صوت حركتها بالمطبخ ..

طلع لغرفتهم فوق .. وفي ايده باقة من الورد الجوري الأحمر ...

مشتاق لها .. بس ما يبي يجبرها على شيء ... يحبها وندمان على كل دقيقة ضاعت من حياته بعيد عنها ...متمني ما يفارقها لحظة بس يظل جنبها يناظر عيونها ويتأمل ملامحها ويلعب بخصلات شعرها ..

كيف كان قاسي لهالدرجة ليش أبعدها عنه بقسوة .. يزيد ندمه كل يوم وهو يغرق في بحر حبها وحنانها .. يتمنى الوقت يرجع لورى .. عشان ما يضيع ثانية من عمره وهي بعيده عنه ..

ندمان أنه حرم نفسه من حبها .. ندمان أنه ما حاول يسمعها كان على الأقل أخذ بثاره من الحيوان الي دمر حياته قبل ما يدمر حياتها ... كل ما يتذكر يحس أنه بركان وراح ينفجر كيف الي سرق منهم الفرحة والبسمة والسعادة .... نفذ بجلده من دون أي عقاب ..

الندم راح يدمره .. ضيع حقها وحقه .. ضيع حقهم في السعادة بغبائه وكبريائه ..س لو كان عطاها حقها في الدفاع عن نفسها ...

حط غترته وعقاله على السرير ... فتح دولابه وأخذ منشفة الحمام ..

اتروش بسرعة وخرج ... لبس بجامة النوم ونزل ...

نزل لقاها معطيته ظهرها وتزين السفرة ..

مشى بخطوات هادئة على أطراف أصابعه ..

وقف وراها ... حوط خصرها بذراعيه ... وأسند راسه على كتفها ..

حست بالرعب وطاح الصحن منها على السيراميك واتكسر ...

تركها بسرعة .. : نجد ..

التفتت عليه وواضح في عيونها أنها ماتت من الرعب ..

خالد : آسف ما قصدت أخوفك ...

شدها لحضنه بحنان وهو يهمس لها ... أحبك ..

خوفها اتبخر وهي في حضنه .. قلبها صار يخفق بسرعة جنونية ... قالت وصوتها أقرب ما يكون للهمس : وأنا بعد أحبك ...

اتجمد الوقت ... ظلوا لحظات وكل واحد منهم ناسي نفسه في حضن الثاني ..

قطع صوته .. السكون .. وقال وهو يضمها لصدره أكثر : اشتقت لك ...

عارفة أنها تظلمه .. بس ..

فكت يدينها الي كانت محوطة رقبته .. عشان تببعد عنه ..

بس هو ما تركها وظل حابسها في رحاب صدره .. قال وصوته مرتفع شوي : أحبك يا نجد .. لا تبعديني عنك ..

تبيه مثل ما هو يبيها .. لكن خايفة ..

ظل لحظات ينتظر منها رد .. بس ظلت ساكته

حبه لها بيخليه يصبر ..

تركها ...

جلس على الصوفا .. بتعب ..

ظلت واقفة في مكاانها مثل ماهي ..

حست بفراغ مالي صدرها يوم بعد عنها ... تناديه تقول له .. لا تتركني .. تروح عنده ترتمي في حضنه ..

ليش يدينها ترجف ...

حااسة بشوقه لها في عيونه .. ما لها حق .. حرام الي تسويه

وش تسوي يارب ...

تعتذر له ..

.... ليش ساكت ...

نزلت عند الأرض وصارت تجمع القزاز الي تكسر .. وهو مثل ما هو ساكت ..

محرجة تتكلم معه .. وتعتذر وتتأسف ..

دخلت المطبخ وجابت الأكل حطته على السفرة ..

ظلت دقيقة تناظره وهو ما عبرها بنظرة ,,,

طلعت غرفتها وتركته ...

ناظرت باقة الورد الكبيرة المتوسطة السرير ..

ابتسمت بألم وهي تشوفها ...أخذتها بكل الحب الي داخل قلبها .. والدموع نزلت من عيونها ..

قرأت البطاقة الي معها ..

أنا غرقان في بحر حبك .. وما ودي أكون إلا جنبك ..

قلبي كان بدونك فراغ ..ونبرة صوتي كلها حب واشتياق ...

أحبك والله يا ملكة القلب أحبك يا أغلى الناس..

...... أحبك ...

قالت من بين دموعها .. والله أحبك .. أحبك ..

حطت الورد على الطاولة ...

..............

ظل جالس نص ساعة وما قام ... نادى الخدامة تشيل الأكل ...

ليش هو زعلان .. ما له حق يزعل أكيد هي زعلانة الحين ... ما لها ذنب .. هي ضحية ما لها ذنب ... لازم يتحمل لأنه يحبها وما يقدر يعيش من دونها ...

.. طلع فوق .. يعتذر لها ..

دق الباب بهدوء ودخل ..

ما شافها ...

جلس على الصوفا ينتظرها تخلص شور وتطلع ... يعتذر لها ويراضيها .. ليش هو غبي وعديم الإحساس .. مو كافي الي حاسة فيه ... ويزيد عليها همومها بحركاته الصبيانية ..

طلعت من الحمام .. اتفاجأت وهي تلقاه جالس على الصوفا ويناظرها ..

نزلت عيونها .. بسبب نظراته الي معلقة فيها ..

لبست روب نوم أحمر مكون من قطعتين .. شورت وقميص .. مزينة ومزخرفة بالدانتيل .. عند الصدر ..

ياا رب ليش ما يتحرك من مكانه ... تروح له هي يعني ..

جلست قدام المراية وصارت تنشف شعرها ...ومو قادرة تناظر انعكاس صورته على المراية ..

قام عن الصوفا ووقف وراها

هي انشلت يدينها من الخوف .. وتركت المنشفة ..

حط يدينه على كتوفها وواضح أنها ترتجف .. قال بهدوء وهو يغالب نفسه وشوقه لها .. : نااامي .. ما بجبرك على شيء ما تبينه ..

التفتت له وقالت وهذي المرة تناظره وعيونها العسلية تبرق : لااا .. أنا أبيك ...

ناظرها وعيونه مركزة في عيونها وهو يسألها بعيونه ... متأكدة ..

هي بنفس الحب والشوق واللهفة الي شايفتهم في عيونه .. عيونها تتكلم .. أحبك وأبيك .. متأكدة ..

.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ..................

.... وافهموا الباقي

*************************

في ايطاليا ..

سمعت صوت باب الشقة انفتح ....

حطت الجوال على الطاولة .. ومسكت مجلة وسوت نفسها تقرأها

دخل عمار الغرفة .. : السلام عليكم

من غير نفس : وعليكم السلام

ناظرها وضحك ... : أدري أنك تموتين وتخربين علي يومي ... اتفضلي .. سامعك .... وش تبين

مجد ناظرته ببرود : لااا سلامتك .. ولا شيء

عمار : هههههههههه .... امسكي المجلة زين لو تبين تمثلين .. لأنك يا ذكية ماسكتها بالمقلوب ...

مجد انحرجت وحمرت خدودها ... ورمت المجلة على الصوفا وقامت ...

مسكها من يدها : وين رايحة ..

مجد : بذلف لأي داهية ما اشوفك فيها ..

عمار باستهبال : معقولة .. القمر زعلان مني .. ليش أنا في ايش غلطت ..

مجد وهي بتموووت من القهر ... : لاااا ولا شيء ..

عمار هو عارف أنه مزودها حبتين .. بس تستاهل .. والله ليوريها الي ما شافته ..

مجد : وين كنت ... كيف تتركني محبوسة هنا لوحدي ...

عمار : قلت اريحك من وجهي يمكن ارجع والقاك مبتسمة ..

مجد : تريحني ولا تريح نفسك .. بسألك سؤال ..

عمار : اتفضلي

مجد : مدام ما تبي تجلس معي .. ليش سافرنا شهر العسل ...

عمار : تبين الصدق .. قلت اريح نفسي من ضغط الشغل .. من زمان ما أخذت اجازة ولو كنت ادري أنها بتكون كذا .. كان ظليت في الديرة ..

مجد وحاسة أن اعصابها تغلي ... ليش كان يكذب عليها ويقول أنه يحبها مدامه ما يبيها .. ليش كذب عليها وخلاها تحبه أكثر وأكثر ..

سحبت يدها منه وتركته لأنها اتحسفت ترد عليه ..

استغرب اتوقعها ترد عليه بلسانها الطويل بس خرجت وتركته من دون ما تعبره بكلمة ...

تركت له الغرفة ودخلت غرفة ثانية وقفلتها بالمفتاح وارتمت على السرير تبكي ...

عادتها يوم تزعل وتنجرح ما ترد ... تسكت بس ..

لأنها تحس لو اتكلمت بتزعل أكثر .. عشان كذا تسكت .. في كلام يخليها تعصب وترد بس قلبها يوم ينجرح ما تقدر إلا تسكت وتبكي بس ...

تكرهه .. ما تعب نفسه يجي وراها ويصالحها ..

ظل يصارع نفسه ومشاعره .. يدق لها الباب ويعتذر .. شكل كلامه زعلها كثير .. ليش هو غبي لهالدرجة .. ومع هذا هو عارف أنه ما ينلام هي الي أجبرته يعاملها بهالطريقة الجافة ..

جلس على الصوفا الي في الصالة ..

فتحت باب الغرفة ..

ناظرته وما اهتمت بوجوده ..

دخلت الغرفة ..

انتظر دقيقة ودخل وهو عازم يعتذر ويصالحها ..

ناظرها : وش تسوين ..

ما ردت ..

عمار : اتكلم معك أنا ..

ناظرته ببرود : الي شايفه .. الم أغراضي .. برجع السعودية ما ابغى اظل معك ...

عمار وهو يناظر وجهها وعيونها الي صاروا حمر من البكا .. : ومين الي أذن لك بالسفر ..

مجد وهي تغالب دموعها وسكتت ما ردت عشان ما تنفجر في البكا ..

قرب منها وقفل الشنطة ورماها على الأرض : ما في سفر ...

سكتت .. لان العبرة خانقة صوتها ..

ناظرته والدموع متحجرة في عيونها ..

عمار : اعقلي واتركي عنك هالتصرفات الطفوليه .. بنرجع لكن مو بكيفك .. في الوقت الي أحدده أنا ..

خرج وتركها ومتوقعها تجي وراه وتعانده كعادتها ..

ما اهتمت فيه ولا عبرته بحرف ..

رفعت شنطتها فوق السرير .. وكملت تحط أغراضها ...

لبست عبايتها وجلست على الصوفا وشنطتها جنبها ...

هو ما قال شيء .. بس حست أنها انجرحت من الشخص الوحيد الي تحبه وتعشقه .. حست أنه ما يبيها ومزعوج من وجودها والأهم أنه كذب عليها وأوهمها أنه يحبها ..

هي عارفة أنها مزودتها ... وأن اهلها يوم قالوا عقلها صغير معهم حق .. بس ما تتحمل تنجرح ...

نفسها تخرج له وتشوفه .. وتترجاه ما يعاملها بكل هالجفا والتطنيش .. وتعتذر له .. وتترجاه يحبها ..

بس ما تقدر ..

انتظرته يدخل الغرفة بس سمعت صوت باب الشقة انقفل وعرفت أنه خرج ..

رفعت رجولها على الصوفا وحاولت ما تحس بالضعف يوم تشوفه وتظل ثابته على موقفها .. لأنها بالمرة خايفة .... خايفة من ردة فعله وخايفة من ضعفها قدامه ...

.....

جلس على الكراسي الي في الحديقة تحت ..

مو عارف كيف يتعامل معها .. في حياته ما حيره شيء مثل ما حيرته مجد بتصرفاتها وبتفكيرها ... حاس أنه في أكبر امتحان في حياته أكبر حتى من رسالة الدوكتوراه الي حصل عليها ...

يتصل على أحمد يشوف له حل معها ..

لااا ما راح يتصل .. مو معقول يدخل احمد في مشاكله حتى لو كان اقرب صديق له وأخ مجد ..

ظل نص ساعة في الحديقة ... وبعدها طلع للشقة ..

فتح الباب ...

دخل الغرفة .. ناظرها نايمة على الصوفا وصار الدم يغلي في عروقه .. يعني مصرة على موقفها ...

على كيفها مدام تبي تسافر .. بيحقق لها الي تبيه ...

رفع سماعة التلفون واتصل على المطار .. وحجز في أقرب رحلة راجعة على السعودية ...

خرج وترك لها الغرفة ونام في الغرفة المجاورة لغرفتهم ...

الطيارة بكرة الساعة سته صباحا ...

...

قامت على الساعة 7 ونص .. ما صلت المغرب ..

قامت اتوضت وصلت ...

خرجت للصالة تشوفه رجع ..

شافت باب الغرفة مفتوح ولقته نايم ...

تقومه يصلي ولا يمكن صلى ..

مجد : عمار ... عمار .. عمار قوم

بدأ يصحى وعيونه النعسانة وتعبانة معلقة في عيونها

مجد : صليت المغرب ..

عمار ويناظر ساعته : لااا

قام عن السرير .. وراح اتوضأ .. وصلى ..

دخل عليها في الغرفة .. : حجزت في أول رحلة للسعودية .. بكرة الساعة سته ..

هي فعلا كانت تبي ترجع بس ليش حست أن جرحها زاد .. يمكن لأنها كانت متمنية يعتذر ويصالحها وتحس أنه متمسك بها .. مو كأنه ما صدق يتخص منها

عمار : اتجهزي لو تبين نتعشى برة ..

مجد : شكرا .. مو جوعانة .. اخرج لوحدك ..

عمار : اتجهزي .. انتظرك

مجد : قلت لك ما أبي اروح ..

عمار ما يدري سبب حبه معندتها حتى في اتفه الأشياء : لا بتروحي ولا تخليني أوريك وجه عمار الثاني الي ما تعرفيه ولا تقدري تتخيليه .. نص ساعة وتكوني جاهزة ..

مجد : لـــ.........

عمار بصوت حاسم وبدون أي مجال للنزاع : مجد ...

سكتت ..

خرج وتركها ..

يتصل على احمد ويقول له أنهم راجعين بكرة ... ويشوف له أي حجة يتحجج بها ..

الجرس الاول ..2 ... 3 ...

رد أحمد .. : وينك يا ابو الشباب ... ما كنت ادري أنك غالي والله ...

عمار ما له خلق أصلا حتى يمزح .. : كيفك .. وكيف الأهل

حس من صوته أنه في مشكلة : كلهم بخير .. بس فاقدينك ومشتاقين لك .. سافرت ونسيتنا .. ما كذب الي قال من لقى أحبابه نسى أصحابه .. وين العروس عطني اسلم عليها

عمار : ليش أنا مو مالي عينك ..

أحمد : لا مو مالي عيني ..

عمار : مدام كذا بقفل ودق على أختك على جوالها ..

أحمد : لا خلاص .. كله ولا زعلك .. تملي العين ونص ..

عمار :ايوة كذا اتعدل ..

احمد : اتعدلنا .. لكن قول لي وش فيك .. مجد وش مسوية فيك ..

عمار : بكرة راجعين ..

احمد بصدمة : راجعين وين .. هنا .. السعودية ..

عمار : عندي شغل .. ولازم ارجع

أحمد : بعدكم ما كملتوا اسبوعين .. مخبي علي شيء يا عمار ... مزعلتك مجد ... قول لي وأنا اتفاهم معها ...

عمار : وش فيك على البنت .. ليش ظالمها يمكن أنا الي مزعلها ..

أحمد : أكيد ما تقدر تزعلها عارفني بجيك وأكسر راسك ..

عمار : عارفني أخاف منك وما أقدر اطلع عن أمرك وشورك ..

أحمد :أكيـــــــــــــــــــــــــــــــــد ..

عمار : اقول اقلب وجهك يلله .. قول للأهل اننا راجعين بكرة

أحمد : لااا .. اتصل وقول لهم ... مو رايق لأسئلتهم ..

عمار : على ايش أخوي وصديقي ... مو عشان المواقف الي مثل هذي ..

أحمد : ولا يهمك من عيوني .. بس الحين عطني اختي اسلم عليها ..

دخل الغرفة .. لقاها مثل ما هي ..

مد لها الجوال ...

ناظرته وأخذت منه الجوال

عمار وخايف تقول لأحمد شيء : أحمد

عطاها الجوال وخرج وتركها ..

أحمد : ها احكي لي ليش مزعلة عمار

مجد وتحاول على قد ما تقدر ما تبكي : هو قال لك كذا

أحمد : ما قال بس أعرفك .. مجد أختي واعرفك ..

مجد : طيب اسأله وهو يقول لك مين الي مزعل الثاني

أحمد : يعني مثل ما مفكر متزاعلين ...

مجد : لاا مو متزاعلين .. بس

احمد : مجد .. لا تخربي على نفسك .. عمار يموت عليك ...

مجد ودموعها تنزل على وجهها : لا ما يحبني ..

أحمد : لا يحبك .. أنا اخوك وتهمني مصلحتك ومستحيــــل أكذب عليك ... وأنا متأكد أن عمار ما يحبك بس إلا يموت عليك .. روحي راضيه .. واتركي عنك الدلع ولا والله يكون لي معك تصرف ثاني ..

مجد : لكن ..

أحمد : لا تقولي لكن .. يلله اتصالحي معه .. عمار قلبه طيب وخاصة معك ..

قفل وما عطاها فرصة ترد ..

ظلت تفكر .. تروح تراضيه .. ليش تراضيه .. هو الي غلط وهو الي زعلها ..

صارت مشتته بين ايه وبين لااا .. بين كرامتها وبين حبها ..

راحت عند الباب ... رجعت مرة ثانية جلست على الصوفا ... قامت مرة ثانية بس هالمرة صممت تروح له .. ما بتعتذر بس بتحاول تبدأ معاه من جديد ...

لقت جالس على الصوفا ...

قربت منه ومدت له الجوال ...

ناظرها وعينه في عينها من دون ما ينطق بحرف ..

مد يده مسك الجوال ..

بس ما تركته ... ظلت ماسكته

عمار : تبين شيء ..

مجد الي كانت مو معه سرحانة وتايهة في عيونه : هااا ..

عمار : قلت تبين شيء ..

مجد : انااا .. لا ولا شيء ...

عمار ومتأكد أن هالبنت موبصاحية : طيب فكي

ناظرت يدها وسحبتها ... بس ظلت واقفة .. مو قادرة تتكلم متمنياه فهم لوحده الي تبي تقوله .. بس شكله الدكتور ما يفهم ..

عمار : هااا وش عندك ..

مجد : انااا .. انا ما أبغى ارجع ..

عمار يستهبل وماسك ضحكته بالغصب :ما تبين ترجعين وين ..

مجد : ما ابي ارجع المملكة .. أبغى نظل مع بعض هناا ..

عمار ..: مجد أنا اسف

مجد ابتسمت : مشكلتي ما اقدر ازعل منك

عمار ابتسم لابتسامتها : يلله روحي اركضي غيري ملابسك قبل ما اغير رأيي

مجد : لا خلاص اركض احسن لي

عمار : وش رايك نتعشى في البيت ..

مجد : المهم اكون معك

عمار ومستغرب من الرقة الي نزلت عليها فجأة : مدام كذا يلله بسرعة عشان ما نتأخر

************************************************** ***************************

بعد شهر

يوم زواج سجود وأحمد

************************

منار تكلم سمر على التلفون : هااا سمورتي خليك جاهزة بجيك الحين مع السواق عشان نروح الكوافير

سمر : هههههههههههه

منار : مجنووونة ليش تضحكين

سمر : لا بس اتخيلت منظر سجود ... هههههههههههه هههههههههههههههههههههههههههههههههه

منار : هههههههههههههههههههههه معك حق اليوم اكشن بكل مافي الكلمة من معنى ... وأحمد ااااااااااه اكيد بيغمى عليه هههههههههههه منظر بصراحة ما يتفوت

سمر : ههههههههههههههههه مو قادرة اوقف عن الضحك

منار : ايوة الأخت مبسوطة .. وأخيرا وافقتي على حبيبي وعمري وحياتي يزيد

ليان الي كانت جالسة تناظر التلفزيون وسلطان في حضنها تلاعبه رمتها بالوسادة : استحي يا بنت الولد صار خطيبهارسمي يعني استحي على دمك

سمر : منار

منار : عيون منار

سمر : وجعععععععع ... واحترمي نفسك تراني اغار وما ارضى حد يقول حبيبي لحبيبي غيري

منار تصفر : ههههههههههههه وأخيرا نطق الحجر واخيرااااااا ما بغيتي .. وبعدين انتي الي مفروض تستحي الولد بعده ما صار زوجك .. مو هذا الي ما أبيه .. ما ابيه .. شين وععع .. لو ما تبينه أنا ابيه واموت عليه

ليان : منار زودتيها سمر تزعل صدق

منار : تزعل ولا يهمني

سمر : عطيني الخبلة الي جنبك اسلم عليها

منار : اشبعوا ببعض وانا اروح اشوف صديقتي الصدوقة لما الوحيدة الي تفهمني وتحبني

ليان : هههههههههههههه .. فعلاااا سبحان الله الي يشوفكم يقول خوات ... ما في شيء ما تشبهون بعض فيه إلا الشكل طبعا

منار : اااااااه مو هنا المصيبة يا ريتني اشبهها في الشكل بس والباقي ما ابيه

طلعت ركض على الدرج تشوف لما

فتحت الباب من غير ما تدق ولا شيء : لمااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

لما الي كانت تناظر المراية التفتت عليها : وجععععععععععععععععععععع

منار : ها الأخبار

لما وميتة من الخوف وشوي وبتتراجع وتبي تقول لااا ما ابي منهم شيء ..

عمها رماها وما سأل عنها ولا عن الي في بطنها ولا عاتبه ضميره .. وعمها أبو أحمد كمان ما يحبها ولا راح يحب حفيده .. لو عرفوا انه عايش بيحرموها منه بس عشان يعذبونه ويعذبونها

وأحمد .. أحمد الي يكرهها وتكرهه .. وش راح تستفيد بروحتها لهم .. ولا شيء .. هو خلاص اتزوج .. اتزوج سجود الي كل واحد يتمنى تعطيه نظرة واحدة .. سجود الي تليق باسمه واسم عايلته .. سجود الي من ثوبه وتليق فيه

سجود الي أمه من زمان تبيها له الي امه تمشي بين الناس تفتخر وتقول هذي زوجة ولدي

لكن أناااا

أنا ايش

ما في واحد منهم يعتبرني شيء .. كلهم يعتبروني وصمة عار باسم عايلتهم .. انا مو منهم ومستحيل اكون من عايلة الرازي

اناا لما سلطان .. سلطان وبس

خايفة .. خااايفة يرجعونها للوحوش الي ما يعرفون الرحمة .. خايفة تنحرم من ولدها .. ولدها يتربى بدون أم وبدون أب .. عشان يطلع قلبه مكسور ومهزوز مثل قلبها .. يطلع مثلها

لااا سلطان ما راح يكون مثلها راح يكون مثل جده سلطان

منار : لما هييي وين رحتي

لما تحاول تخفي الخوف الي في صوتها : وجع منار وش تبين

منار : سلامتك يا عمري .. خايفة صح ؟؟

لما : ايوة ..

منار : طيب خلاص مدام كذا لا تروحي

لما : لا بروح .. بروح عشان اكسر قلوبهم واذلهم .. هذا حقي وحق جودي وحق سلطان .. أنتي مو حاسة فيني يا منار أنا في قلبي نااار نااار لو ما طفيتها راح انحرق بها واموت

منار : انا ما بردك ولا بقول لا .. سوي فيهم الي يريحك .. ولو كان بيدي شيء أنا كمان ما بقصر معك .. ولا تخافي .. الله معاك بينصرك عليهم

لما : المهم اتركينا من سيرتهم لاحقين على رفعة الضغط ... وش رأيك البس الفستان الأحمر أو الزمردي ولا السماوي .. والأهم شعري افكه ولا اسوي تسريحة ولا اقصه احسن

............

سمر : اها حبيبتي ليان بتحضرين الزواج

ليان انتبهت على سمر أول مرة تناديها ليان شكلها خلاص اتعودت : ايوة اكيد .. ليش يوم مثل هذا يتفوت

سمر : هههههه ... سبحان الله .. الله يكفينا شر عايلة الرازي .. مو كأن البنت بنت عمكم سبحان الله بس

ليان :انا في صف اختي وبعدين سجود لو تستحق تنحب ولا تستحق احس بالشفقة تجاهها ما كان قصرت

سمر : والله معاك حق ..

ليان : بس برضو ما أبي لهل الشر لكن الظروف خلتنا نكون ضد بعض

سمر : الظروف ولا تعاملها الزفت

ليان : فكينا من سيرتها ندخل في غيبة واثم وذنوب

ناظرت ليان لما ومنار الي نازلات على الدرج وكل واحدة لابسة عبايتها : على وين

منار : قولي لسمر بنكون عندها بعد شوي عشان بالمرة نروح المشغل مع بعض

ليان : وأنا ؟؟

لما وتبوس سلطان الي جالس في حضن ليان .. : أنتي خليك مع زوج بنتك سلطان

ليان : طيب حاااضر .. يعني كذا .. تسحبون علي يعني مو كأنكم تعرفوني

لما باستها على خدها وقالت وهي تخرج : باااااي يا قمر الحقيناااا

سمر : هههههههههههههههههه

ليان : ضحك بلا اسنان قولي امين

سمر : ولك بمثل ما دعيت .. مسكينه .. هههههه .. حنا بنات فري يا أخيتي لا ورانا رجال ولا ورانا حمل وتعب عشان كذا ما نحب نطلع مع اشكالك

ليان : اسكتي لا اقفل في وجهك .. وولدي الي ما تبوني اطلع معاكم عشانه .. خليه يجي بس ما بخلي واحدة منكم تشوفه

سمر : لا تكفين كله ولا حمودي

ليان : يلله يقفل الحين اروح اسوي لي حاجة مفيدة

سمر : زعلتي صدق الظاهر

ليان : سمر اقول باااي

سكرت الخط وهي تضحك .. أحسن تخرب عليهم عشان يظنون أنها زعلانة وما يتهنون بخرجتهم وعشان ثاني ما يعيدونها

قامت عن الصوفا : يلله سلطان حبيبي نروح نجلس مع جدتك أم ليان الحلوة

فيصل الي كان واقف وراها : أموت أنا على ليان الحلوة

ليان : بسم الله .. متى دخلت

فيصل : هالأيام مشغولة مع الأخ سلطان وناسية بعض الناس

ليان : ههههههه ما تطفش أنت من هالكلام كل يوم تعيده ... بعدين أنا مستحيل أنسى زوجي وحبيبي وحياتي

فيصل : اعيده كل يوم بس عشان اسمع هالكلام الحلو

ليان : لا والله يعني لو ما مثلت دور الزوج الغيور الي يغار من فل صغير أنا ما أقول لك هالكلام

فيصل : ايوة لأنك بخيلة وما تطلعين الكلمة الحلوة إلا بعد طلوع الروح

ليان : مو بخيلة حبيبي بس اخاف اقول لك كذا كل يوم وتطفش بعدين

فيصل : معقولة أنا أطفش من أم محمد ... ومن كلام أم محمد

ليان : ههههه مستحيل طبعا

فيصل : عطيني سلطان اشيله وابوسه هالأيام حتى هو ناسينا مع بعض الناس

قرب منها وشاله وصار يلاعب فيه

ناظرته وابتسمت .. انشاء الله تجيب ولد زي ما هو متمني كل يوم تدعي في صلاتها يكون الي في بطنها ولد عشان فيصل .. وما تبي تروح المستشفى وتشوف إذا كان ولد ولد ولا لا تبيها تكون مفاجأة

تركته في الصالة مع سلطان ودخلت المطبخ تجيب له كاس عصير

************************************************** *******

الجزء الثاني

{2}

نجد بفرحة مو مصدقة : مجوووووووووودي ..

مجد وتحضنها بكل قوتهاا : نجووووووووودي اشتقت لك ... اشتقت لك ما كنت اعرف اني أحبك كذا

نجد : ههههههههههههه أنا أصلا ما كنت أدري إذا أحبك ولا لا

مجد : ههههههههههه

سارة الي جات ركض من الحديقة وارتمت في حضن خالتها : خالة مجودي

مجد : عيون خالة مجودي وروحها .. اشتقت لك سارونة

حضنتها بقوة وباستها : اشتقت لك يا صغيرونة جبت لك العاب وهدايااا كثيرة أكثر من سامي بس لا تقولي له عشان ما يزعل

هزت راسها ببراءة واكيد بتقول لسامي عشان تقهره

مجد : وين ماما .. ماما حبيبتي وينها ..

نجد : أمي مو موجودة .. راحو القاعة من بدري بس العريس فوق إذا تبين تسلمين عليه

مجد : اااااااف أي عريس الحين الي ياخذ واحدة زي سجود يقولون له عريس ولا يسموون الحاصل عرس .. اكيد المسكين حالته حالة أروح اشوف اخوي واخفف عنه الله يجيره في مصيبته

نجد : لا تفتحي معاه موضوع سجود أو لما .. لا تقلبي عليه المواجع خليه يبدا صفحة جديدة من حياته بعيد عن لما وذكرى لما .. وادعي أن سجود تتغير يمكن الزواج يعقلها

مجد : انشاء الله مع أني أكره سجود وما أدانيها بس انشاء تتغير وتكون زوجة تناسب أحمد لأنه يستاهل يكون سعيد ويذوق طعم السعادة حتى لو كانت هالسعادة مع سجود ما غيرها

نجد : اطلعي وانزلي بسرعة عشان تحكي لي بالتفصيل الممل كل شيء كل شيء

مجد : لا حياتي بنااااااام أول وبعدها اشوف واقرر ايش البس وشعري والمكياج وكل شيء كل شيء والله احس أني ما أبي احضر بالمرة تعبانة

نجد : اليوم بسهر معاك للصبح مافي نوم إلا بعد ما تحكي لي

مجد : احلمي أنتي يا أخت شبعانة نوم الظاهر خليني اطلع اشوف اخوي واسلم عليه

رمت عبايتها وطلعت بسرعة .. وصلت غرفته .. دقت الباب ودخلت

لقته جالس على السرير وببجامة البيت ولا كأن الأخ عريس وشكل هموم الدنيا كلها حاملها على كتوفه : مين أنااااا

أحمد اتغيرت ملامحه أول ما شافها .. ابتسم وفرح من كل قلبه : هلااا وغلااا .. هلا بالغاليه هلا بقمر البيت ونوره ..

مجد : اشتقت لك يا أحلى واغلى أخو في الدنيا .. تصدق أني اكتشفت أني أحبك

أحمد : هههههههه اكتشفتي ؟؟ اصلا مين يقدر يعرفني وما يمووت علي

مجد : هههههههه أكيد مافي أحد طبعا يقدر يقاوم هالوجه الزين وهالسكسوكة ... لا تاخذ في نفسك مقلب بس يا أخ

أحمد : ليش ما قلتو أنكم جايين

مجد : قلنا نخليها مفاجأة

أحمد : أحلى مفاجأة ..

مجد : أكيد ولازم .. في مفاجأة أحلى مني

دق جوال أحمد .. ناظر مجد : زوجك العزيز

أحمد : هلااااا بالغالي

عمار : لك وحشة

أحمد : لي وحشة .. واضح .. عجبتك ايطاليا وما كنت تبي ترجع ولو مو العرس ما كنا راح نشوف رقعة وجهك في المملكة الظاهر ..

عمار : هههههههههههه هالكلام بتقوله الحين بس بعد ما تنقلع شهر العسل وتنساني بوريك شغلك

أحمد : ليش حلال عليك وحرام علي ..

عمار : يعني ناوي تسحب علي ...

أحمد : اشوف حياتي بعيد عنك ..

عمار : وأهون عليك

أحمد : تهون وثلاث ارباع .. هااا يالغالي كيف كانت ايطاليا معك أختي تقول ما عجبتها وطفش وملل

مجد ناظرته يسكت

أحمد كتم ضحكته غصب

عمار : مستحيل تقول كذا .. زوجتي وأعرفها .. المكان الي نكون فيه مع بعض بالنسبة لها جنة

أحمد : وأنت صدقت .. ما تبي تكسر خاطرك بس

مجد خرجت وتركته تروح تنام احسن

دخلت غرفتها .. نست أنها متزوجة وأنها مفروض تكون الحين في بيت زوجها

دخلت الغرفة وقفلت الباب ورمت نفسها على السرير وعلى طول راحت في سابع نومة لأنها تعبانة ونعسانة

...........

أحمد : نجودي وين أختك

نجد : هههههه الظاهر نست أنها متزوجة .. نايمة في غرفتها فوق

أحمد : هههههههههههههه عمار يسأل عنها لأانه يدق على جوالها ما ترد ...

نجد : بروح اصحيها يمكن محتاج منها شيء ..

أحمد : خليها تكمل نومها هو منتظرني بررة .. يلله انا خارج

خرج وتركها

والله حاسة أنها في عزى مو عرس .. الله يكتب الي فيه الخير بس

ناظرت ساعتها .. الساعة خمسة ونص

خلاص مابقى شيء .. تروح تصحي مجد عشان تروح معها للمشغل

طلعت لغرفة مجد وهي تدعي لأخوها .. الله يسعده ويوفقه مع سجود يممكن تقدر تسعده .. كفاية العذاب الي شافه مع لما والله لو بيدها كان منعت هالزواج بس قدر الله وما شاء فعل

.................................................. ...

في القاعة

سجود : كولدي والله خايفة

خلود وهي تناظر سجود الي كأنها حورية بفستانها الأبيض والطرحة البيضاء .. ملكة جمال .. لا ملكة جمال ما توصفها : خايفة من ايش .. يموت أحمد لما يشوفك ويشوف كل هالجمال

أكيد ما بصدق أن الله عوضه بدال القرد بغزال

اتغيرت ملامح سجود وبان الضيق على ملامحها

خلود ما قصدت تذكرها بلما : والله غصبا عني لا تزعلي

سجود : تعرفيني أكرهها ونفسي انساها وكأنها ما كانت موجودة في يوم ونفسي أحمد كمان ينساها

خلود :أحمد مستحيل يكون يحبها أو يفكر فيها .. مستحيل أصلا واحد يعرفك ويفكر في غيرك

سجود : أحمد ايوة حنون وطيب ولما يكلمني احس فعلا انه يحبني بس

خلود : بس ايش

سجود : لما اختارها بإرادته وأنا انجبر ياخذني ... احيانا بحس أنه في شيء ناقص في صوته .. وفي قلبه .. بحس احيانا أنه يحسسني بحبه بس عشان ما يجرحني

خلود : سجود اتركي عنك وساوس الشيطان .. أحمد الحين زوجك أنتي ولما ماتت وانتهت من حياته خلاص .. واحساسك هذا بس لأنك كنتي تكرهي لما وكرامتك ما تسمح لك تاخذين زوجها

لأنك حاسة أنها احسن منك ..

وكلنا عارفين أن أحمد ما كان يحب لما ولا نسيتي أنه عرف حقيقتها ومستحيل واحد زي أحمد يقدر يحب واحدة رخيصة زي لما ... وبعدين لما ما كانت في جمالك ولا في انوثتك ودلالك عشان يحبها

مستحيل واحد يحب واحدة مسترجلة بالغلط اسمها بنت

سجود ارتاحت شوي من كلام خلود بس مو عارفة ليش خايفة ومو مطمنة

خلود : اتركي عنك هالحركات والخوف والقلق البنت خلاص ماتت وانتهت من حياة أحمد قبل ما تدخلها وأنتي عارفة هالشيء

سجود ابتسمت برضا لكلام خلود لكن مو مقتنعة بس مع خلود حق لما خلاص ماااتت

دخلو صديقاتها يباركون .. وكل واحدة تناظرها بغيرة وحسد وتتمنى تكون مكانها .. وتكون بجمالها وتتزوج واحد بمكانة احمد وبوسامته ... كل واحدة تبتسم وتبارك وقلبها من جوى مليان

حسد .. لأنو اصلا سجود ما تصادق إلا مثيلاتها الي يهمهم الشكل وبس وما يعرفون معنى كلمة صداقة .. كل واحدة تمشي مع الثانية عشان مكانتها ومركزها وجمالها وأناقتها

البنات خرجوا وتركوهم لوحدهم

خلود : وين قليلات الأصل .. عديمات الذوق .. مجد ونجد

سجود : قصدك الغبية وأم لسان طويل .. لو ما يحضرون يكونون ما قصروا معاي ..

خلود : لو تبين تمتلكين احمد لا تعادي خواته احسن لك

سجود : هههههه اصبري علي بس .. إذا ما خليته يطلعني من بيت اهله ما اكون سجود .. يبيني اسكن مع امه عجوز النار .. بس ساكتة بمزاجي لحد ما اشوف اخرته

خلود : هذي سجود الي اعرفها .. تعجبيني .. بس مع هذا لا تعاديهم راح تخسرينه .. او على الأقل مو من البداية .. اصبري عليه

سجود : لا توصي حريص .. أنا عارفة وش راح اسوي

سمعوا دق عالباب .. دخلت نجد ومعها سارونة

نجد بفستانها الأحمر العنابي ومكياج ثقيل وبابتسامة على شفايفها التوتية : مبروووك

سجود ابتسمت غصب وسلمت عليها

سارونة بفستانها الأبيض وشعرها الكستنائي متناثر على كتوفها : ماما أنا يوم زواجي أبي زي فستان عمة سجود

نجد : ههههه انشاء الله قولي للعمة مبروووك

سارونة : مبروك

سجود ( اااااف يا ثقالة دمكم ) ابتسمت : الله يبارك فيكم .. بس وينها مجد ما شفتها

انحرجت نجد بس وش تسوي مجد حالفة ما تبارك ولا تسلم عليها : مشغولة برة مع صديقاتها يدوب واصلة من السفر والبنات يبون يسلمون عليها

سجود ( الله لا يوريني رقعة وجهها )

نجد : يلله اروح اشوف الضيوف

سجود ( روحة بلا ردة ) اكتفت بالابتسامة

بعد ما خرجت نجد

سجود : الله يعين اخواني واحد ماخذ هالكئيبة المملة والثاني ماخذ واحدة مجنونة الحمدلله ما عندهم اثنين زيادة ولا كان زياد وطلال راحوا فيها

خلود : على طاري طلال .. ليش ما رجع يحضر الزواج

سجود : يقول عندهم اختبارات بس راح يرجع قريب بعد ما يخلص على طول

خلود : والثاني المعقد نفسيا ليش ما رجع كندا

سجود : راح يرجع قريب مع أن بابا وماما يبون يقنعونه بكل الطرق ما يسافر ويظل هناا وشكله يمكن يوافق لأنه ما يبي عبدالله ينسى لغته

دخلت منار بفستانها البينك ومكياجها البينك الناعم : مبروووووووووك

سجود : الله يبارك فيك ..

منار وفيها ضحكة وخايفة تنفجر من الضحك الحين : كيفك كولدي

خلود : الحمدلله بخير بس في ناس ما يسألون ولا يتصلون ما أدري وش فيهم

منار : السموحة منك عمتي ما راح اعيدها ..

سجود تبي تسأل عن سلمى .. اهم شيء أنها ما تحضر .. تكرهها وما تطيقها : سلمى وينها

منار : سلمى بررة تسلم وبتدخل تبارك لك

سجود حست بالخنقة وش جابها

منار : يلله يا حلوات بطلع يمكن واحدة تعجب فيني وتخطبني لولدها

خلود : ههههههههههههههه بالتوفيق ..

منار : اللهم اااااااااااااااااااااااااااااامين

طلعت وتركتهم وهي تتحسف أنها لا في جمال لما ولا حتى سجود حكمة رب العالمين وش تسوي

سجود : هه ليش بتلقى احسن من اخوي طلال .. ليش عايلتها احسن من عايلة الرازي

خلود : وش تحسب نفسها ما ادري .. الحين طلال ينرفض ..

سجود : من زينها .. احسن شيء أنها رفضت اصلا طلال ما كان يبيها بس ماما وبابا ما يهمهم إلا الفلوس والمركز

خلود : حرام عليك هي صدق مو حلوة مررة بس عسولة وتنحب بسرعة

سجود عطتها نظرة سكتتها

........................................

طلعت منار للصالة بعيد عن الإزعاج

ودقت على لما

لما : كيف الجو

منار : الزفة بتبدأ الحين بعطيك رنة بعد ما يدخل المعرس

لما قهرتها كلمة معرس .. بس ماعليه بتوريه حجمه وحجم عيلته بس يصبروا عليها وخاصة سجود إذا ما خلتها تكره نفسها ما تكون بنت امها وابوها

........................

بدت الزفة على انغام وصوت عبد المجيد عبدالله

************************

ياارض احفظي ماعليكِ حبيب قلبي حضر

اليوم طالع قمر في طلتك ياسلام

حلاك غير البشر واخذت مشي الحمام

شفتك وضاع الكلام ضيعت حتى الغزل

اعذرني والله جمالك ماخلى فيني عقل

وقفت قلبي بسحرك ياروحي والله ستر

ياعيني على الابتسامه تمشي وسهامك تصيب

اللي يشووفك يقول يابخت راعي النصيب

ويموت بك من يشوفك لو كان قلبه حجر

ياارض احفظي ماعليكِ حبيب قلبي حضر

..............................

كل الي يشوفها يسمي ويقول ما شاء الله وامها تدعي الله يحفظها من العين .. وأم أحمد تقارن بينها وبين لما وتحمد ربها أن الله عوض ولدها بدال لما واحدة تسواها مليون مررة

ليان: حرام

منار : حرمت عليك عيشتك ..

ليان: حرام تخرب عالبنت فرحتها بأول يوم زواجها ..

منار : ليان اتركي عنك الطيبة الزايدة .. سجود تستاهل أكثر من كذا

ليان : خايفة بالمرة ..خايفة يأذون أختها بعد ما يعرفوا أنها عايشة وخايفة من معرفتهم أنها موجودة يعني بدال المصيبة راح تطلع لهم مصيبتين لما وليان .. هي ما تبي منهم شيء كانت تبي

تعرفهم وتحس فيهم لكن بعد العذاب الي سببوه لأختها متمنية أنها ما تعرفهم ولا يعرفونها

منار : ليش خايفة .. فيصل يقدر يحميك منهم بس لما ..

سكتت عشان ما تخاف على أختها هي حامل والخوف بيأذيها ويأذي الي في بطنها

ليان : بس لما تبي ترمي نفسها في النار خايفة هي الي تخسر وتنحرق بنارها

....

دخل أحمد بالبشت الأبيض ومطرز بالذهبي ومعه أبوه وعمه أبو خالد وخالد

سلموا عليها.. ابوها وجدها واخوها خالد وباركوا لها وباركوا لأحمد

جلس جنبها

ارتبكت وقلبها خرج من بين ضلوعها ..

.....................................

خرجت منار للصالة الي تسبق قاعة الحريم ..

دقت على لما : أنتي وين

لما : هذي أنا داخلة

قفلت الجوال وهي تشوفها داخلة

طلعت عبايتها وواضح أنها ترتجف من الخوف ... : كيف شكلي

ناظرتها منار من فوق لتحت بفستانها ازمردي وشعرها الي قصته وواصل لحد كتوفها وعيونها الي تلمع مثل الزمرد .. أحلى من سجود بمليون مرة ..

منار بملل : هذي المرة المليون أقول لك بتجنني تاخذين العقل .. يلله ادخلي

لما اتعوذت من الشيطان : من الي دخل معاه

منار : اعمامك الاثنين وخالد

لما :يلله بدخل .. ولا اقول خلينا نرجع ما أبي ما أقدر

منار : لمااااا .. انقلعي ادخلي وتعالي بسرعة .. بنتظرك برة عشان نرجع البيت مع بعض مع السواق

حسمت امرها ومشت وخطواتها ترتجف .. والزمن كأنه اتوقف ..

مشت وهي مو شايفة ولا شايفة أحد قدامها غير عمها وأحمد وسجود .. ما اهتمت بالحريم الي يناظرونها

............

............

...............

....................

.........................

................................

.......................................

............................................

.......... ............ ............ ......... .............

خاااااااايفة ... لااا ... كانت خايفة

.... بس

لما طاحت عيونها على عيون عمها المليانة شر وحقد .. استرجعت بذاكرتها كل العذاب الي شافته في حياتها بسببه .. اتذكرت لماا الي ماتت بسبب ظلمه وقسوته .. اتذكرتها بشعرها

الأحمر وعيونها الخضر وصوتها الناعم الي مليان طفولة وشوق لأمها ... ماتت من غير حتى ما تترمي مرة واحدة في حضنها .. ماتت بعيدة عن كل شخص يحبها .. بعيدة عن أمها وبعيدة

عن لما الي أحمد حرمهم من بعض بغروره وعشان يثبت أنه رجال وكلمته ما تنرد

ماتت في بيت مافيه شخص واحد يحبها ولا يفرق معاه حية ولا ميته .. بكل الطرق ما لها أهمية

وهي والعذاب الي شافته وحرمانها من ولدها الي كان لولا رحمة رب العالمين ممكن يتربى يتيم بعيد عنها مثل ماهي اتربت يتيمة الأم ويتيمة الأب .. يشوف العذاب الي هي شافته ويشرب من كاس اليتم الي طعمه قهر وعذاب والم وحقد وكره .. وشوق ولهفة لحضن دافي يحسس بالدفا بعيد عن برد الشوارع ومتاهات الدنيا

مو عارفة كيف راح منها الخوف وضاع بعيد عنها

مشت .. مشت .. مشت ... مشت

والحين .....

هي واقفة قدامهم ..

.. قدام أكثر ثلاثة تكرههم في الوجود ..

حست ببرود وبرد ... برود يكتسي مشاعرها وبرد يتخلل عظامها ..

ما نزلت عيونها عن عيون أحمد .. ما قدرت .. ما خافت .. ولا اهتمت

شافت في عيونه .. اسمها ضايع .. مو قادر يلقى الاسم أو كأنه ضايع منه ويحاول يتذكره .. حست بحيرته وشكه وشيء ثاني ما قدرت تفسره ..

....................................

كلهم داخل دوامة من الحيرة .. كل واحد .. ينازع نفسه .. لما .. لا ... مو لما ... لما .. لا مو لما ...

إلا عمها .. متأكد أنها لمااااا

سجود حست بصداع .. وشوي وبيغمى عليها بس اتماسكت .. الي قدامها سلمى.. لا مو سلمى .. هذي عيون لما الي تناظرها .. نفس الكره ونفس الحقد .. هذي لما .. لما

... لما ... مستحيل تكون لما ..

خالد مو مصدق .. معقولة .. لااا .. لما ماتت .. بس هذي كأنها لما .. يمكن واحدة تشبهها .. كيف يعني واحدة تشبهها .. هذي لما .. عيون لما الي كأنها شرار ما تخفى عليه.. كرهها لهم يتجسد في كل رمشة من رمشات عيونها .. ويتمثل في كل نظرة من نظراتها

هذي لما وهو متأكد من كذا .. بس مو قادر ينطق الاسم .. اسمها مكون من كم حرف .. حروف اسمها .. ذهنه مشوش مو قادر يفكر حاسس أنه نسى كل حروف الأبجدية ..

أبو أحمد .. بين الشك واليقين .. مستحيل تكون الي قدامه لما .. طيب لما ماتت .. لما انتحرت .. طيب مين هذي .. وليش واقفة قدامهم بكل هالجرأة .. شكله خلاص صار مجنون او على وشك الجنون .. معقولة تكون ما ماتت .. طيب مين الي ماتت في المصح العقلي

أحمد ................

.................................................. ............... يبي يوقف ويتحسس وجهها

ويصدق أنها لما ........

سجوود

.................................................. ...........................

...................................... الدنيا تلف وتدور بها ..

لما ..... احساسها بالكره يزيد ويزيد ويزيد وهي تشوفهم واحد واحد وفي نفس الوقت تتصفح كتاب ذكرياتها الي ما انكتب على صفحاته إلأا بحبر من دم .. دمها ودم أختها .. بخط يد عمها أبو خالد ..والهوامش اتزينت باسم سجود .. وفي النهاية اتزين غلافه بتوقيع أحمد ..

..........

كلهم صنعوا منها هالإنسانة المهزوزة الضعيفة .. الي تتخبى ورا قناع الشجاعة والجرأة .. كلهم ساعدوا في بناء حاجز الكره والحقد الي يحيط بحياتها ..

..........

صمت ... سكووون ... صمت .. صمت ... صمت ... سكوووون

سكون .. صمت .. سكون ... سكون سكون .. صمت

............

كل واحدة تسب وتلعن في هالبنت الجريئة .. وبعضهم الي قادر يلمح وجهها .. يظن أنها سلمى وفي نفس الوقت مو متأكد ..

كلهم شوي ويفقدون عقولهم .. سلمى زوجة فيصل الجاسم .. لا مو معقولة .. مستحيل .. يمكن شبه بس .. وبعدين سلمى الحين كانت معهم ومو لابسة كذا ولا شعرها قاصته كذا

..

أم سجود .. خايفة على بنتها .. أكيد بيصير لها شيء .. أكيد راح تنجن .. وتسأل نفسها مين هالحيوانة الي تبي تخرب حياة بنتها .. وشوي الدموع بتنزل من عيونها حسافة

على بنتها ..

مجد ونجد .................................................. ...........................

...... صمت ..سكوون .. وجموود ..

استعاد أخيرا قدرته على النطق ووقف .. ونطق باسمها .. : لما ؟؟؟؟

لما بابتسامة كلها سخرية ...

حطت يدها في يده وسلمت عليه وقالت : مبرروووك .. مبروك يا أحمد

اتأكد الحين أنها لما ..

ما ترك يدها .. ظل ماسكها ورافض يتركها .. قال مرة ثانية : لما ؟؟

لما : ايوة أنا لما سلطان الرازي .. بنت عمك ..

ناظرت عمها أبو خالد : بنت أخوك يا ااااا .. ههه .. عمي

اتجمد عمها مكانه أكيد راح تفضحه بين عياله واخوه وأحمد .. راح يعرفون بالي سواه معها .. راح يحتقرونه كلهم .. وين راح يودي وجهه منهم .. يترجاها ما تقول لهم .. لااا .. أصلا معروف أنها مجنونة وما أحد بيصدق كلامها .. ايوة .. بينكر ويقول أنها كذابة .. وهو كبير العايلة ماحد بيكذبه ويصدق واحدة ماحد يعرف لها أصل أو فصل

سجود .. صداع . ألم مو قادرة تتحمله ... خلاص .. الدنيا تلف بها .. مو قادرة تتحمل ..

سحبت يدها من يده .. ونزلت .. وحاسة برااااحة .. والباقي أعظم .. ولحد الحين ما شافوا شيء

نزل وراها .. ناداها .. : لمااااااا .. وين رايحة

سجود ودموعها مثل الشلال على وجهها : يبه .. خالد .. قولوا له لا يروح .. خلوه يرجع تـكفون .. أحمد .. أحمد

خالد نزل لعنده ومسكه .. : أحمد وين بتروح وتخلي زوجتك ..

أبعده عنه ولحق لما ...

دخلت سجود في نوبة من البكا ..

كل الي في القاعة الي بيموت شماتة ... والي حزن عليها ..

أمها ركضت لعندها .. بس قبل ما توصل لها

أغمى على سجود ..

.................................................. ...............

في الصالة الي خارج القاعة

أحمد : لما .. لما وقفي .. لماااااااااا

لما : أحمد .. طلقني ..

أحمد : لا اا

لما : طيب روح طلق سجود ..

أحمد : مستحيل ..

لما : طيب خلاص بااي

لبست عبايتها وطلعت مع منار الي كانت واقفة برة تنتظرهااا .. وهو ينادي عليها ..

لما ( بتطلقني يا أحمد بس بعد ما تطلق سجود وأنزل خشمها الأرض )

..........................

************************************************** ***************************

في المستشفى

خالد بخوف : طمن دكتور ..

الدكتور المصري : لا الحمدلله كويسة بس لازمها شوية فحوصات

خالد : نقدر نشوفها

الدكتور : تقدروا تشوفوها

دخل خالد ومعه أبوه وأحمد ظل برة ما له وجه يقابلها

خالد وهو حاقد على أحمد بسبب الي سواه في أخته والحقد الأكبر من نصيب لما لأنها راس الفتنة

أبو خالد قطع قلبه منظر بنته الي طايحة في المستشفى في يوم زواجها .. هو السبب .. السبب في كل الي حصل ..الله يستر من الجاي ..

سجود والدموع على خدودها : وين أحمد .. راح .. لحقها

خالد وهو يمسح على شعرها بحنان : لا موجود برة .. بس خايف تكوني زعلانة منه

سجود : ما أبيه يبه تكفى ما أبيه .. خلوه يطلقني

خالد : الي تبينه راح يصير بس هدي نفسك ..

سجود : لاا .. خلوه يجي الحين ويطلقني ..

خالد ( الله ينتقم منك يا لما ) .. : وكلام الناس ..

سجود : بعد الي شافوه اليوم بقى شيء .. تركني ولحقها .. تركني .. ولا اهتم بمشاعري ولا كأني أسوى شيء .. فضلها علي .. اختارها هي

خالد : أحمد يبيك أنتي .. هذا هو برة يبي يدخل ويطلبك السماح

أبو خالد : أحمد برة وحالته حالة وزعلان من نفسه لأنه زعلك ..

سجود : ما أبي أشوفه .. وأبي اطلع من هنا ما أبي اظل هنا طلعووني .. طلعوني ..

خالد : لكن حالتك ما اتحسنت ويقول الدكتور يبون يسوون لك شوية فحوصات

سجود : ما أبي ... ولا تبون الناس يشمتون فيني أكثر .. لا ما أبي .. بطلع يعني بطلع

أبو خالد : كلم الدكتور يا خالد عشان تطلع .. هو قال فحوصات .. بعد ما تتحسن حالتها نجيبها تسوي الفحوصات

خالد طلع يشوف الدكتور

أحمد قام لعنده : كيفها الحين

خالد ناظره باحتقار وما عطاه وجه وراح يشوف الدكتور ...

جلس أحمد على الكرسي وحضن وجهه بيدينه .. وكل فكره معلق بلمى .. وولده .. هي عايشة ..أكيد ولده عايش وموجود .. حس أن قلبه صار ينبض بقوة وبسرعة لهالفكرة ..

وحس بالفرحة ..

معقولة ولده يكون عايش .. يحمله في حضنه ويناديه بابا

ابتسم وهو يتخيله في حضنه .. لازم يروح للمى ويشوف ولده ... بس .. كيف نسى .. نسى يسألها وين ومع مين عايشة .. كيف يلقاها

وقف خالد قدامه .. : قوم معاي واعتذر لها ..وسايرها في كل الي تقوله ... لحد ما تتحسن حالتها .. بعدها حلوا مشاكلكم مع بعض واتفاهموا

قام أحمد ودخل معه ..

طردته برة أول ما شافته ..

سجود : اطلع برة .. روح لها .. ليش جاي ردتك أكيد عشان كذا راجع لي .. طلقني يا أحمد طلقني لو أنك رجال

أحمد عطاها نظرة واحدة سكتتها

وخرج وتركها

لحقه خالد : خليها تهدأ .. وبعدها اتفاهم معها .. هي لساتها صغيرة وما تعرف مصلحتها ..

أحمد : عارف .. وعارف أني غلطان واستاهل الي قالته .. وعارف أني السبب في حالتها .. بس ما كان بيدي حيلة يا خالد .. أنا عارف أنك زعلان مني يا أخوي .. لكن زي ماهي أختك فأنا ولد عمك وأخوك ...ما أبي نخسر بعض مرة ثانية

وش تتوقع مني وأنا أشوف لمى عايشة وقدامي .. ولا تنسى أنها كانت حامل يعني في احتمال ولدي يكون عايش .. أنت أب وعارف غلاة الولد وكيف تتمنى تسمعه يناديك بابا .. وش تتوقع

مني غير أني أقوم والحقها .. عشان أعرف وين كانت .. وليش كلنا نظن أنها ميته .. ولا تنسى يا خالد أنها زوجتي .. وما اكذب عليك وأقول أني ما حبيتها لأني أحبها ولحد الحين

أحبها .. وسجود بعد زوجتي واحبها ومستحيل يكون في فرق بينهم .. عشان كذا لا تفكر سجود أني اطلقها أو حتى اطلق لمى

خالد حس الحين أنو أحمد هو الضحية مو سجود ولا لمى .. هو الي ضاع بينهم بسبب حكم ظالم من ابوه

************************************************** ************************

لمى : هههههههههه يحبني ؟؟

ليان : ايوة يحبك لو ما كان يحبك ما كان ركض وراك مثل المجنون وترك سجود

لمى : هههههههه تصدقين طلعتي تعرفين تنكتين

ليان : لمى حراام الي تسوينه .. أنتي كذا بتنتقمي من نفسك قبل ما تنتقمي منهم .. وش الفايدة من أنك تأذين أبو ولدك وتخربين سمعة عايلته راح يكبر ويعايرونه بهم

لمى : ولدي ما راح يعترف بهم ولا بوجودهم عشان يهتم

ليان : ناوية تربينه عالحقد والكراهية .. والولد راح يكبر ويسأل عن أبوه وعن اهله وعزوته ..

لمى عصبت صدق : تبين توصلين وين .. تبيني اقول لأحمد ولدك عايش ؟؟؟ .. مستحيل

ليان : أنتي ما جربتي تعيشي بدون هوية بدون ما تعرفي اسمك ولا حتى تاريخ ميلادك .. ما جربتي احساس الشخص لما يكون وحيد كأنه ورقة شجر ضاعت بعيد عن الغصن الي يحملها

لمى : هههههههههههه أنتي على الأقل اتأذيتي من ناس ما تعرفيهم بتعطيهم مبرر وتلتمسين لهم العذر لأنك منتي بنتهم .. بس أنا اتأذيت من أقرب الناس لي القهر الي في قلبي مضاعف وما أقدر التمس لهم عذر أو أدور لهم عن مبرر

.... لو أنا عارفة أنهم راح يحبونه كان قلت لهم وخليتهم يعرفونه بس مثل ما كرهوني وكرهوا جودي عشان أمي .. راح يكرهونه عشان أنا أمه ..

ليان : أنتي ما تعرفين الحب .. ما شفتي نظراته لك

لمى : هههههههههههه .. الفيلسوفة ليان .. كم الساعة الحين

ليان ناظرت الساعة المعلقة على الجدار : الساعة 2ونص

لمى : ما نعستي ؟؟؟

ليان فهمتها : حاضر بروح أنام .. تصبحين على خير

لمى : وأنتي من أهله

باست سلطان على خده وخرجت .. وهي تمسح بيدها على بطنها الي بدت تبان .. متى يجي على الدنيا وتحضنه وتلعبه ويكبر ويلعب مع سلطان

ناظرت ولدها بحنان وهي زعلانة على حاله .. خايفة يكبر ويتهمها أنها حرمته من أبوه ومن عايلته .. خايفة ... خايفة ما يقدر موقفها ... وتخسره .. خايفة يكبر ويفضلهم

عليها .. خايفة .. يعرفون أنه موجود ويحرمونها منه .. راح تموت إذا حصل كذا .. راح تموووت ما راح تتحمل ..

اتذكرت أمها .. كانت بتحس بالعذاب لفراقهم .. كانت بتحس بنفس هالعذاب ونفس هالألم ...

خرجت من غرفتها وراحت لغرفة أمها ...عارفة أنها مقصرة معها ... وعارفة أنها ظالمتها .. وعرفت مقدار حب أمها لها كل ما تناظر سلطان .. عرفت احساس الأمومة ..

وعاشت احساس البعد عن الولد وسلطان بعيد عنها .. عرفت احساس أمها وقدرت تسامحها

دخلت الغرفة .. لقت أمها جالسة على السجادة وتدعي وعيونها مليانة دموع ...

نزلت يدينها ومسحت دموعها أول ما شافتها .. ناظرتها بخوف وفي نفس الوقت بعتاب .. وقالت .. : ارتحتي الحين ... بردتي نارك .. استفدتي شيء من الي سويتيه ..

.. أحمد وخلاص اتزوج .. ولا كسرتي خشم البنت وخليتيها تقضي يوم زواجها في المستشفى .. كذا خلاص كسبتي الحرب .. أنتي بتلعبي بالنار وخايفة تحترقين بهالنار

لمى : بس يا يمة ..

أم ليان : لا تقولي لي حقي وحق ولدي وحق جودي .. أنتي تبين تنتقمين لنفسك .. جودي ماتت وما طلبت منك تاخذين لها حق .. وولدك مصيره يكبر وياخذ حقه بيده .. لا تفتشي

عن أعذارتبررين بها الي تبين تسوينه

قربت منها وجلست قدامها : أبيك توقفين معي يا يمه

أم ليان : ما راح أوقف معك .. الله خلصك منهم ومن شرهم ليش تبين ترجعين لهم ... ليش تبين ترجعين للعذاب برجولك .. عمك أبو خالد قاسي .. ومافي قلبه احساس ولا رحمة ولا شفقة .. وخاصة بعد الي سويتيه في بنته كرهه لك زاد وكبر

لمى : ما راح يقدر يسوي لي شيء .. أكيد هو خايف أفضحه وأبلغ عنه الشرطة .. ما راح يقدر يسوي لي شيء وأنا لازم استغل هالوضع

أم ليان ناظرتها وفي عيونها مليون علامة استفهام ..

لمى عرفت أنها غلطت في الكلام .. الحين وش بيفكها من أمها ونصائحها

أم ليان : وش قصدك يا لمى .. كيف يعني تبين تستغلين هالوضع .. لا تكوني تبين تروحين له وتهددينه .. هذا ما عنده رحمة ذبح ممكن يذبحك

لمى .. لا يمه أنا مستحيل أروح له .. عارفة أنه مجرم ويسوي أي شيء ..

أم ليان ارتاحت وحاولت تصدق بنتها .. : الله يحفظك يا بنتي ..

لمى : يمه ممكن اطلبك طلب .. ممكن تاخذيني في حضنك ..

ابتسمت والدموع في عيونها .. وفتحت لها ذراعاتها ..

ارتمت في حضنها وغمضت عيونها .. تحاول تنسى كل شيء شافته وتنعم بدفء هالحضن .. يمكن دفئه ينسيها ...

************************************************** **************************

************************************************** **************************

اليوم الثاني ...

خلود : مجنونة أنتي .. تطلقين وتسيبين لها أحمد ... ما كنت أظنك بهالفكر .. وين سجود الي ما تنسحب من تحدي وما تطلع خسرانة من حرب .. مجنونة تسيبين لها أحمد .. أصلا مين هي ولا ايش تسوى حتى تسيبيه لها

سجود وتمسح دموعها ومع هذا مافي فايدة ... تمسح دمعة إلا وتنزل بدالها دمعة .. : وكرامتي .. كرامتي الي داس عليها برجوله وهو يركض وراها ..

خلود : كبري عقلك يا سجود .. العاقلة الذكية .. راح تموتين من القهر إذا تركتيه .. اتركي عنك الكرامة والغيرة .. ردي لنفسك اعتبارك وارجعي لزوجك .. وبدلعك وجمالك بتقدرين تكسرين خشمها يوم تخلينه يطلقها ويرميها برة بيته .. بس لو انسحبتي .. أنتي الي بتكونين خسرانة .. تخسرين واحد مثل أحمد وتضيعينه من يدك .. وتبردين قلب أكبر عدوة لك وتفرحينها .. وتحصلين على لقب مطلقة وأنتي ما كملتي 22 سنة ..

سجود : خلود والله ما أقدر .. مستحيل أقدر .. مستحيل ..

خلود : لو أنتي سجود الي اعرفها راح تقدري وبتدوسين على كرامتك عشان تاخذين حقك بس اتركي عنك حركات الأطفال ..

سجود مسحت دموعها وحاولت تمشي مع كلام خلود .. هي تحب أحمد وما تقدر تخليه يكون لواحدة غيرها وهالواحدة من دون كل خلق رب العالمين .. لمى ما غيرها .. مستحيل تقدر

خلود ناظرت الساعة .. الحين يزيد بيجي

سجود : تكفين لا تروحي وتخليني .. حاسة أني بانفجر .. تكفين خليك معاي ..

خلود : أنتي عارفة يزيد وطبايعه الشينة .. ما بيخليني معاك ولو ليلة واحدة

سجود : حاولي فيه تكفين .. حاولي

خلود : والله حاولت معه الصبح بس رفض وشوي كان بيمنعني من الخرجة ...فكري في كلامي

سجود : بحاول

خلود : لا تقولي بحاول .. قولي أكيد

دق جوالها .. أخوي الغالي أكيد ...

ناظرت جوالها مثل ما اتوقعت يزيد

.................................................. ............

أم خالد جالسة في الصالة وتفكر في بنتها وحالها وتدعي على لمى وأحمد ..

دخلت مجد البيت .. قالت من دون نفس : السلام عليكم

ناظرتها بكره وما ردت السلام .. وقالت : بعد الي سواه أخوك في بنتي لك عين تتكلمين معاي ..

مجد ( اللهم طولك يا رووووح )

طنشتها وما ردت

أم خالد : بعدي ما خلصت كلامي معك .. لا تروحي قبل ما اقول لك روحي

مجد : آمري خالتي ..

أم خالد : أشوفك داخلة خارجة مو حاطة حساب لأحد .. كل خمس دقايق رايحة لبيت أهلك ..

مجد : البيت هذا هو ..

أم خالد : احترمي الناس الي عايشة معهم واستأذني قبل ما تطلعي .. وياريت مرة واحدة في اليوم تزورينهم مو كل خمس دقايق ..

مجد : تبين تمنعيني عن أهلي يعني ...

أم خالد : والله كلامي وصلك وفهمتيه .. الحين تقدرين تروحين لغرفتك ..

مجد تبي تقصر الشر ... طلعت لجناحها فووق مع أنها في ودها ترجع لبيت اهلها عناد في أم خالد بس ..

شافت خلود وسجود يسلمون على بعض عند باب غرفة سجود .. شكلها راجعة بيتهم

خلود : ااااااااااف .. فجأة حسيت بخنقة ..

سجود : حظك مو عايشة هنا .. أنا وش اسوي والخنقة هنا في بيتنا كل يوم ..

مجد ناظرتهم وابتسمت بسخرية .. وكملت طريقها للجناح في الدور الثالث

سجود : شفتيها كيف ناظرتني الحيوانة الحقيرة ..

مجد طنشت ولا كأنها سمعت حرف

خلود : طنشي هالأشكال ..ما يستاهلون ينعطون وجه .. يلله باااي حبيبتي اقرئي على نفسك من العين والحسد .. وخاصة في ناس هنا ينخاف من عيونهم

مجد ( مجد لا تردي .. مجد لا تردي .. مجد طنشي .. لا تسوي لك مشكلة معاهم .. مجد لا تردي .. لا تردي )

.....

دخلت غرفتها ورمت عبايتها على السرير ..

.. في شيء تفكر فيه .. لما .. وسلمى .. في شبه كبير بينهم .. لا مو شبه .. هم صورة طبق الأصل ..

دقت على نجلاء .. الجرس الأول .. 2 .. 3

ردت نجلاء

مجد : السلام عليكم ... كيفك نجولة

نجلاء : وعليكم السلام مجودي .. الجو عندكم متوتر

مجد : كيف عرفتي ..

نجلاء : ههههههه سهلة ما يحتاج .. بعد الي صار أمس .. أكيد الجو مكهرب مو متوتر بس ..

مجد : والله معاك حق .. سمعت كلام يرفع الضغط بس والله ما رديت مع أن هذا مو من عوايدي ..

نجلاء : خليك كذا لا تردي راح تخسرين عمار إذا اتحسستي واتخانقتي معهم وخصوصا هايومين .. أكيد بيوقف مع أخته لأنها كاسره خاطره .. قولي لي هو مو شكله معصب منك أو تعامله معك متغير

مجد : يا لبي قلبه حبيبي عمار .. هو زعلان على أحمد قبل ما يكون زعلان على سجود .. نجولة أنا بغيتك في موضوع

نجلاء : نعم وش تبين عرفت ما بتتصلي إلا لمصلحة

مجد : ههههههههههههههه لا تظلميني عارفتني أحبك بس ما أحب أخسر رصيدي عليك

نجلاء : ههههههههههههههه طيب .. أوكي .. حاضر .. أنا زعلانة ..

مجد : لا حبيبتي .. أنتي الغلا كله .. بس بسألك سؤال وبعدها ازعلي

نجلاء : هههههههههههههههه .. اسألي بسرعة عشان ازعل

مجد : وش رأيك أمس في لمى ... مو كأنها سلمى بالضبط

نجلاء : أنا بعد لاحظت الشبه بس كنت بعيدة وما ناظرتها زين ....

مجد : اي شبه .. أقول لك صورة طبق الأصل .. أنا من زمان كنت بلاحظ الشبه بس أنتي عارفة لما كيف كانت .. لبسها وشعرها وشكلها .. كنت أحسب تشابه في الملامح وبس

.. لكن الي شفتها أمس سلمى .. بس فرق شعرها لحد كتوفها ومكياجها وعيونها الي كلها كره .. ولو ما شفت سلمى في العرس وشفت لبسها وتسريحتها كان قلت أن الي كانت أمس سلمى مو

لمى

نجلاء : أنا بكرة بروح لهم وأعرف لك الموضوع كامل ..

مجد : في ظنك ممكن تكون ليان .. أختها التوأم .. أحمد قال لي أنه عرف قبل ما تصير لها الغيبوبة أنه لها أخت توأم ..

نجلاء : لا مستحيل .. سلمى أخت سمر .. مستحيل .. لا لا لا .. مستحيل

مجد : ليش مستحيل مافي شيء بعيد عن رب العالمين ..

.................................................. ..

عمار : هاا أحمد وش ناوي عليه

أحمد : ناوي أدور عن لمى وعن ولدي

عمار : وسجود

أحمد : وسجود زوجتي ومستحيل بعد اتخلى عنها .. وأبيها تسامحني بس مو عارف كيف .. أبيها تقدر موقفي ..

دق جوال أحمد ..

ناظر الشاشة .. رقم غريب ..

رد

..

جاه صوت لمى الي مستحيل ينساه : السلام عليكم .. كيفك زوجي حبيبي

مو متوقع يسمع صوتها .. قال بصدمة وتعجب .. : لمـــــــى ..

لمى : ايوة لمى .. ولا نسيت صوتي

أحمد : وين أنتي ..

لمى : في مكان في أرض الله الواسعة ..

أحمد عصب : قلت لك وين أنتي ومع مين ..

وشدددد على مع مين

لمى تبي تلعب بأعصابه وتجننه وتهبل فيه .. : ليش وش تبي منه .. قصدي منهم ...

نجحت فعلا تجننه وتخلي دمه يغلي داخل شرايينه .. : أنا ما أبيك .. أبي ولدي

لمى : هه .. أي ولد ..؟؟؟

أحمد : لمى وين ولدي ..

لمى : ومين قال لك أني جبت ولد .. يمكن أكون جبت بنت ..

أحمد : يعني عايش ..

لمى : امممممممممم .. لا .. ما أبي عيال منك وأنت عارف هالشيء ..

أحمد .. خيبة الأمل الي اصابته ما تنوصف .. حس كأن أحد أخذ قطعة من قلبه .. أو في أحد طعنه بسكين في صدره .. الفرحة الي من أمس صابغة ملامحه والأمل الي خلى قلبه

ينبض ويحب الحياة من جديد .. طلع ماله وجود .. الشيء الي ممكن يرجع له لمى .. طلع ما له وجود ..

أحمد بهدوء وبرود سكن صدره قبل صوته الي صار يرتجف : طيب أنتي وين ..

لمى .. حست بالحزن عليه وهي تسمع صوته الي واضح فيه أنه حزن وانكسر ...

طردت الشفقة من قلبها .. أكيد هي تتخيل بس .. أحمد مستحيل يحب سلطان ومستحيل يعرفه ... : وش تبي مني .. أنا مع ناس يحبوني ويعزوني .. ناس أنا غالية عليهم .. مو ناس ما صدقوا أني مت وراحو على طول اتزوجوا .. ناس ما راح يتخلون عني لو مرضت أو حتى صرت مجنونة ..

أحمد : أنا ما ..

ضحك من نفسه ليش يبي يبرر لها .. لمى هي لمى .. مستحيل تتغير .. وهو وين راحت رجولته وكرامته .. تقول له بالصريح أنها مع واحد ويبيها ترجع له ..

أحمد : طيب احترمي أنك زوجتي وبعد اطلقك سوي الي تبينه ..

لمى : مو هذا هو الموضوع الي أبي أكلمك فيه .. ورقة طلاقي .. أبيك تطلقني بالثلاث ورقعة وجهك ما أبي أشوفها ..

أحمد هو فعلا يحبها بس ما يقدر يتحمل طول لسانها .. واستفزازها .. بس يسايرها لحد ما يجيبها عنده في بيته .. : أوكي بطلقك .. بس كيف عالجوال يعني ..

لمى : ليش ؟؟عنواني تعرفه زين ..

أحمد وهذا الي يبيه وبعده بيعرف كيف يجيبها

لمى : أنت طلقني وجهز ورقة الطلاق وبعدها يصير خير

وسكرت الخط ............

دق جواله مرة ثانية

.. ناظر لقى رقم مجد .. : ايوة مجد

مجد : أحمد عرفت لك لمى وين

انتفض واقف عن مكانه .. : وين ومع مين ..

مجد :مع أختها .. زوجة فيصل الجاسم .. ليان ..

ما استوعب الكلام ... ليان موجودة .. عايشة ...

أحمد : كيف عرفتي ..

مجد : نجلاء عرفت وعلمتني ..

دخلت الفرحة لقلبه والنار الي فيه انطفت .. : الله يبشرك بالخير ..

مجد : هههههههههه كذا حاااف .. أبي هدية

أحمد والبسمة مرسومة على شفايفه .. : آآآمري تدللي .. طلباتك أوامر .. عيوني لو طلبتيها ترخص لك

مجد : يسلمووو خيووو .. روح رجع زوجتك ولا تضيعها من ايدك هالمرة بعد

أحمد : بدون ما توصي ..

مجد : يلله بااااي ..

....

عمار : وش قالت

أحمد : عرفت لي مكان لمى

عمار .. : وينهاا طيب

أحمد : مع ليان .. زوجة فيصل الجاسم

عمار : ليان عايشة .. لا ما أصدق

أحمد : قدرة ربك الكريم ..

عمار : طيب وش مجلسك هناا قوم يلله

أحمد : بقوووم ايوة .. بس بقوم عشان اروح للمحكمة ..

************************************************** ***************************

*

بعد اسبوع

ليان : روحي قولي لها .. لا تناظريني

منار : خايفة تذبحني ..

ليان : تستاهلين من قال لك قولي لنجلاء أننا أخوات وأنها معنا هنا ..

منار : ما كنت اظن أنها راح تزعل

ليان : هذاك أحمد تحت ينتظرها .. روحي زفي لها الخبر وفرحيها .. وش ذنبي أنذبح بدالك .. أنا عندي زوج وعندي ولد راح يجي على هالدنيا ....

منار : أنا بموووت من الخوف .. وأنتي تضحكين وتستهبلين .. مالت عليك ومالت على الي يلجأ لك ..

ليان : والله اتحملي الي سويتيه ..

خرجت من غرفة ليان وراحت لغرفة لمى و هي ميتة رعب

منار :لمى .. أحمد ..

لمى : وش فيه .. مات .. الله يبشرك بالخير

منار : هههههههههه .. ما مات يبيك تحت بس ..

لمى ما سمعت زين الظاهر : هاااا .. مين .. تحت ... أحمد .. ليه .. كيف .. وش دراه

منار بخوف : تكفين لا تقتليني .. تكفين ... تكفين .. تذكرين الأسبوع الي راح يوم جاتنا نجلاء ..

لمى بعصبية : قلتي لها ..

منار هزت راسها بخوووف

لمى : ليش قلتي لها ............. تستهبلين ..

منار : ليش طيب ما أقول لها .. هي سألتني .. وأنتي تبين أحمد يعرف مكانك ..

لمى : بس مو الحين في وقته .. كل شيء في وقته حلوو .. الحين وش راح اسوي ..

منار : والله ااااااااااسفة .. ما كنت عارفة أنك راح تزعلي ..

لمى : قولي للخدامة تطلع تقول له .. ماتت ما راح تطلع

منار : هو تحت مع أخوي فيصل .. وقال لازم تنزلي ..

لمى ( لا يكون سواها وطلقني ... ) : طيب .. نازلة .. بس أنتي لا عد تكلميني طول ما أنا عايشة

منار : ليه بس ..

لمى : لا تكلميني وخلاص ..

فتحت دولابها وأخذت عباية الكتف ولبستها وغطت وجهها بشيلتها ونزلت ..

راحت لمجلس الرجال ودقت الباب ..

فيصل : ادخلي

خرج وتركهم ..

حست بالخوف .. هي وأحمد .. في مكان واحد ..

كشفت وجهها وناظرته بعيونها الحادة الي تعبر عن مدى كرهها له ..

ناظرته وعينها في عينه ..

أحمد : لمي أغراضك عشان نرجع لبيتنا

لمى : ههههههههه .. أي بيت .. خلي عندك ذرة كرامة وطلقني ..

قام ووقف قدامها .. وطلع من جيبه ورقة ورماها في وجهها ..

ناظرته باستغراب .. ونزلت عالأرض أخذت الورقة وناظرته : وش هذا ...

أحمد : افتحيها ...

فتحتها وقرأت الي فيه .. ووجهها اتلون بمليون لون ..

أحمد : حكم المحكمة .. راح ترجعين معي ورجلك فوق رقبتك .. ترجعين باحترامك ولا بسحبك من شعرك قدامي وما حد بيقدر يمنعني .. ياااا .. زوجتي

لمى مو قادرة تصدق .. مستحيل .. لا .. ترجع لهذاك البيت مرة ثانية ... لا ما تقدر ...

أحمد : عندك عشرة دقايق .. لمي أغراضك بسرعة .. انتظرك برة

لمى : وإذا قلت لاااااااا

أحمد : الشرطة بينا .. وما اظن أنك ترضين الفضايح لأختك وزوجها .. صح ولا أنا غلطانة ..

لمى .. مستحيل تأذيهم .. بس ولدها تتركه وتروووح .. ما تقدر .. وبعد ما تقدر تاخذه معها .. قالت بتحدي : برووووووح ... معك .. بس ورب العباد الي خلقني

وخلقك .. إذا ما خليتك تندم ما أكون أنا لمى ..

أحمد قرب منها ولمس خدودها باصبعه السبابة .. : سمعت من هالكلام كثير .. على فكرة بنرجع لبيت اهلي .. مع حبيتي سجود .. خايف اخليكم في بيت لوحدكم .. وتذبحينها .. مو بعيدة تسوينها ... ولو تركتك في بيت لوحدك يمكن تسويين شيء في نفسك .. أعرفك مجنونة وأنا مشغول بزوجتي الثانية مو مثل زمان فاضي لك ..

أحمد : انتظرك برة جهزي أغراضك ..

طلعت لغرفتها ..

نادتها ليان ما ردت عليها .. نادتها منار .. ما ردت عليها ...

دخلت لأمها وسلمت عليها بس ما قالت لها أنها بتروح مع أحمد .. مو قادرة تشوف ردة فعلها ..

لمت أغراضها .. وشالت سلطان في حضنها .. وصارت تبكي وتبكي وتبكي ..

دخلت عليها ليان ومعها منار ..

منار : صدق الي قاله فيصل .. بترجعين معه ..

ناظرتها لمى بحقد وما ردت ..

ليان : لا تروحي .. فيصل بيوقف معك .. ما بيخليه يسوي لك شيء .. ما بيقدر ..

لمى : مافي فايدة ... ما أقدر اسيء لكم بعد الي سويتوه معاي .. بس تكفون .. منار .. ليان .. ولدي أمانة في رقبتكم .. تكفون لا تخلوه يحس بغيابي .. وأمي لا تخلوها تزعل ..

عطت سلطان لليان وحملت شنطتها وراحت ...

************************************************** ***************************

دخلت السيارة البيت ..

البيت الي ذاقت فيه كل ألوان العذاب .. البيت الي ما تذكر فيه ذكرى واحدة حلوة .. البيت الي مات فيه قلبها وفقدت فيه احساسها .. البيت الي طلعت منه مذلولة ورجعت له الحين وهي مذلولة

.. البيت الي شهد موت جودي .. البيت الي مافيه شخص واحد تحبه أو يحبها ...

ظلت تسبح في بحر الذكريات .. وتسترجع .. تسترجع .. كل الي حصل لها .. هنااا .. هناا .. هنا في هالبيت ...

رجعت للواقع وهو يفتح لها باب السيارة ويطلب منها تنزل ..

نزلت .. وناظرت المكان وحاسة بغربة .. وحزن .. وذل .. وانكسار .. نفس احساسها في اول يوم دخلت فيه هالبيت .. ما اتغير شيء ... كل شيء مثل ما هو ..

حتى احساسها مثل ماهو ..

نزل الشنطة .. ومشى قدامها وهي تمشي وراه ..

اتذكرت .. قبل سبع سنوات ..

نزلت من السيارة .. وفي حضنها جودي .. طفلة صغيرة عمرها يدوب سنة وحاجة .. وعمها عديم القلب ماشي قدامها وحامل شناطهم بيدينه .. نفس احساسها ذاك اليوم هو نفس احساسها الحين ... بس زيادة عليه ... الحين حقد ورغبة قوية في الإنتقام ..

ما حست بخطواتها .. مشت .. مشت .. لحد ما وصلت .. عند باب بيت عمها أبو أحمد ...

نزل الشنطة ..

... دخل المفتاح .. في الباب ..

... فتح الباب ...

ناظرهاااااا ..

بادلته بنظرات .. كلها خوف متخبي ورا احساس جارف بالكره ....

أحمد : ادخلي برجلك اليمين .. نورتي البيت ...

قلبها صار .. ينبض بسرعة جنونية ... مو قادرة تتنفس .. بالأصح ما تبي تتنفس ..

دخلت ...

... ناظرت البيت ..

... ناظرت الي جالسين ..

... بادلوها النظرات ..

.. نظرات .. تعجب .. استغراب .. كره .. احتقار .. شفقة وحنان

.. أم أحمد .. أبو أحمد .. أم خالد .. أبو خالد .. مجد ونجد ..

والأهم ..

سجوود ..

************************************************** ************************

************************************************** **********

الفصل الثاني عشر

************************************************** **********

{1}

ندى اتحسنت حالتها .. وقدرت تلملم باقي روحها الي ضاعت واتناثرت بعد وفاة أبوها .. لحد الحين تحس أنها السبب في موته

ما تذكر يوم أخذها في حضنه .. ولا في يوم ناداها وقال لها يا ( ندى ) بحب وحنان ..

ولا مرة حست أنه أبوها .. ولا في يوم حست أنها تحبه .. ولا في يوم ظنت أنها ممكن تبكي إذا مات ..

.. بالعكس .....

كانت تتمنى أنه يموت .. اليوم قبل بكرة .. تتمنى أنها ترتاح .. وتصير حرة .. وتقدر تتنفس

.. كان أبوها ..

كان أبوها .. لكن بالأسم ..

يمكن كانت تحبه ..

لااا .. ما كانت تحبه .. كانت تخافه .. لكن .. لكن ما كانت تكرهه

لا .. لا .. كانت تحبه .. لكنه دفن حبها له تحت ركام الخوف .. والألم .. والعذاب ..

دفن حبها له .. وترك وراه ميراث من الخوف .. خوف .. خوف .. خوف ,, خوف وبس

دقت ريماس الباب ..

ندى وهي تمسح دموعها .. : ادخلي

دخلت ريماس وناظرتها بحب وابتسمت : يلله انزلي الفطور جاهز

ندى : لاا .. بفطر في غرفتي ..

ريماس : اتركي عنك الدلع .. أمس وعدتيني أ،ك تفطري معي .. ولا ما تبيني افطر يعني ...

ندى : لاا ..

ريماس : قومي يلله ولا قسما بالله ما آكل شيء

قامت ونزلت معها غصب عنها ..

ندى : وين سعد

ريماس انسدت نفسها .. وبان الحزن على نظراتها والانكسار في صوتها .. : خرج

ندى : ليه .. اليوم الجمعة

ريماس هزت كتافها بدون مبالاة او اهتمام مع أنها بتموت قهر .. نفسها تعرف ليه دايم يهرب من البيت وما يظل معها

أحيانا .. يكون حنون .. وتحس أنه لو طلب عيونها بتعطيها له وهي راضية ..

لكن .. أحيانا .. يسكن صوته واسلوبه .. جفاء وبرود ..

ليش يسوي كذا .. ليش يعذبها .. وليش لحد الحين تحبه ..

ليش ما تقدر تكرهه .. حرام الي يسويه فيها .. وحرام الي تسويه هي في نفسها ..

قطعت ندى عليها حبل أفكارها : والله ما ألومه .. الحين أنتي بشكلك هذا كأنك عجوز لا مكياج لا لبس لا كشخة لا رومنسية لا دلع .. وتبينه يظل معك ؟؟ .. والله لو ظل معك بقول أنه مجنون أو أعمى ما يشوف ..

ريماس : اتزين واكشخ لمين ؟؟ .. لواحد ما يطيق حتى وجودي .. ما يلاحظ وجودي واحس أنه مغصوب علي بسبب وصية أبوي له .. ولا لو مو كذا كان من زمان تطلقنا

ندى : تبين تفهميني .. لحد الحين مثل ما أنتوا .. ما صار بينكم شيء ..

حست بالإحراج وهزت راسها بالنفي ...

ندى : لو ما يحبك خليه يحبك ..

ريماس ابتسمت باستهزاء : هههه مستحيل يقدر يحبني ..

ندى : انسي الماضي .. وحاولي تبدئين صفحة جديدة كيف تبينه ينسى وأنتي بنفسك مو قادرة تنسي وتبدي حياتك من جديد .. بهالطريقة راح تدمري نفسك ..

ريماس بيأس : حياتي من زمان تدمرت .. وانتهت .. خلاص أنا صرت جسد بدون روح .. ظل يمشي ويتحرك بس .. يتنفس الذل ويعيش عليه ..

ندى حست بالضيق وعصبت من كلام أختها ومن اليأس الي في صوتها : ريماس .. لا تقولي كذا .. الحياة لسة قدامك .. وسعد طيب .. ما كنت بتصور أني ممكن أقول كلمة مثل هذي في حقه .. لكن هو طلع شهم ورجال ورجع كل الي كتب أبوي باسمه .. حتى عبدالله ولد غرام ما نساه .. لو أنتي خليتيه يحس أنك تحبينه وتبينه أكيد راح يحبك هو بالمقابل ..

ريماس : .. بس ..

ندى : لا تقولي بس .. هو متى يرجع ..

ريماس : في الوقت الي يعجبه .. ما وراه لا بيت ولا زوجة ..

ندى : انتي بشطارتك تقدرين تخلينه يكره حتى يفكر بس يخرج من البيت .. اتعلمي تكوني بنت .. قصدي مرة سنعة

ريماس : هههههه بحاول ..

ندى : ايوة كذا اضحكي مو مادة لي بوزك شبرين .. تقولين في عزى ..مسكين يا سعد ما طاح حظك إلا في ريماس ..

ريماس : ههههههههههه أنا مقدور علي .. بس وش نقول على الي راح يطيح حظه فيك ..

ندى : هههههه .. أمه داعية له في ليلة القدر

ريماس فرحت من كل قلبها .. وأخيرا أختها ندى رجعت .. حست الحين أنها اتخلصت من الوحدة والغربة الي كانت تحس فيهم الأيام الي راحت وندى بعيدة عنها حابسة نفسها في سجن العذاب والندم وتأنيب الضمير ...

ندى : دقي على زوجك وخذي منه اذن عشان نروح السوق ..

ريماس : تصدقين نسيت حتى شكل الأسوق .....

ندى : لا ما أصدق .. يلله نفطر وبعدها تدقين عليه ..

.........

بعد الفطور ..

ندى : يلله دقي عليه ..

دقت عليه .. الجرس ! .. 2 .. 3 .. 4 ........ ,,, ... ,,, .. فصل الخط وما رد

ريماس : ما يرد ..

ندى : دقي عليه مرة ثانية .. بنروح بعد العصر ويمكن لذاك الوقت يكون رجع ..

ريماس : ما اظن .. رجعته الساعة عشرة وفوق .. ما يرجع أقل من عشرة ..

ندى : حاولي مرة ثانية .. أنا بطلع آخذ لي دش وارجع .. وبدق على عمتي منى تروح معنا .. وش رأيك .. وبالمرة اروح معها لبيتها .. عشان أفضي لك الجو .. عشان تسوي سهرة معتبرة لزوجك ..

ريماس : هههههههه الخوف يسفهني ويرح ينام ..

ندى : هه .. ليش يقدر يسوي كذا .. يقدر يناظر هالعيون الحلوة وما يذوووووووب ؟؟ مستحيل طبعا ...

ريماس وتتذكر سعد ببرووووده .. : لا ممكن ونص بعد ..

ندى : اتصل على خالتي منى قبل ما تشوف لها جمعة حريم وتروح .. تعرفين اليوم الجمعة .. لازم العصر تكون معزومة ..

ريماس : وأنا بنادي الخدامة تلم الصفرة واحاول مرة ثانية أدق على سعد .. وأشوف آخرته ...

***********************************************

... فتح الباب ...

ناظرهاااااا ..

بادلته بنظرات .. كلها خوف متخبي ورا احساس جارف بالكره ....

أحمد : ادخلي برجلك اليمين .. نورتي البيت ...

قلبها صار .. ينبض بسرعة جنونية ... مو قادرة تتنفس .. بالأصح ما تبي تتنفس ..

دخلت ...

... ناظرت البيت ..

... ناظرت الي جالسين ..

... بادلوها النظرات ..

.. نظرات .. تعجب .. استغراب .. كره .. احتقار .. شفقة وحنان

.. أم أحمد .. أبو أحمد .. أم خالد .. أبو خالد .. مجد ونجد ..

والأهم ..

سجوود ..

التقت عيونها بعيون كلها حقد وكره . هالعيون تعرفها زين .. وحافظة هالنظرات ومستحيل تنساها .. فجأة استعادت قدرتها عالكلام .. واستجمعت كل ذرة كره في قلبها وهي تناظره .. تناظر عمها أبو خالد ..

ومن عيون عمها أبو خالد .. لعيون سجود .. الي لحد الحين نظراتها لها ما تغيرت .. نظرات الكره والحقد والغيرة .. والاشمئزاز .. ونظرات السخرية وعدم القيمة .. نفسها ما اتغيرت ..

أبو أحمد بعصبية : ما قلت لك لا تدخلها بيتي ..

أحمد : هذي زوجتي يا يبه ..

أم أحمد مو عارفة توقف مع زوجها وعيلته ولا مع ولدها الوحيد الي حست بعذابه وألمه ولمى بعيدة عنه ..

مجد سكتت مع أنها تبي تدخل بس عارفة أبوها لما يعصب مستعد يطلع كل قهره وغضبه فيها

ونجد بعد نفس الحال .. سكتت خوف مو رضى ..

سجود سكتت .. بس مو خوف .. ما تبي تدخل .. عشان ينقلب ضدها أحمد من البدايه .. بتخليه يطردها مثل الكلبة برة البيت بس بالهداوة والحسنى .. لاحد ما تملكه بعده بتوريها شغلها ..

لمى كانت تبي ترد بس ..

فجأة .. غيرت مخططها كامل .. الواضح أن العايلة كلها ما تبيها .. ليش تنتقم منهم من برة وهي تقدر تنتقم منهم وهي وسطهم وتقلبهم على بعض .. وأحمد راح يكون سلاحها .. تمسكه بها راح يفيدها ... وخاصة في انتقامها من سجود

ناظرت عمها أبو خالد بتحدي منتظرته ينطق بكلمة واحدة .. بس ما يقدر لأنه خايف من الي ممكن تقوله .. بس نظراته تقول أنه ما راح يسكت لها ..

أبو أحمد : قلت لك اطردها برة .. الله العالم فين كانت ومع مين .. غابت سنة وكلنا نحسبها ميته .. ولما ترجع تدخلها بيتي .. الله العالم مع مين هربت وليه هربت ...

لمى بتحدي : أبو أحمد .. قصدي عمي ..

ناظرت عمها أبو خالد .. : لا خلاص خليه بعدين .. تعرف وين كنت ومع مين

أبو خالد فهم قصدها وحس بالخوف

أبو أحمد قرب منها

أحمد وقف قدامها يحميها عارف أبوه بيمد يده عليها ..

أبو أحمد : تسمح لها تكلم أبوك بهالطريقة وتسكت لها .. هذي نهاية تربيتي لك يا أحمد .. هذي نهاية تعبي عليك .. تهين أبوك وتكلمه بدون احترام وأنت ساكت ..

قرب من أبوه ومسك راسه يبوسه

أبعده أبوه عنه .. وتركهم وطلع لغرفته .. وحاس بخذلان وألم ما قد حس فيه بحياته ..

طلع ولحق أبوه

وترك لمى بتموت شماته على ابو أحمد .. لكن مع هذا .. حست ولأول مرة بعد وفاه أبوها أن في أحد يهتم فيها ويحميها ويوقف جنبها ..

نجد ومجد زعلوا على أبوهم وعلى أحمد .. لكن مع هذا أبوهم معه حق .. كانت مختفيه قريب سنة كاملة لا معروف وين كانت ومع مين .. انخطفت ولا هربت .. ومع تاريخ لمى الأسود لازم أبوهم يفكر بهالتفكير ..

أم خالد ناظرت لمى بكره .. وناظرت بنتها .. : يلله يا بنتي نرجع بيتنا لحد ما يطردون هالزبالة ويجيك أحمد راكع بعدها ترجعي له

أم أحمد : بس يا أم خالد ..

أم خالد بعصبية : لا تقولي بس .. مو شايفة ولدك وش سوى ..جاب هالأشكال الي ما تسوى ودخلها بيته .. وبنتي مع هالأشكال ما راح تظل

سجود قامت عن الصوفا ومشت بخطوات سريعة شوي وثابته لحد ما وقفت قدام لمى يفصل بينهم كم سم .. ناظرتها من فوق لتحت .. وابتسمت بسخرية وتقليل من قيمتها ومن وزنها ..

التفتت على أمها : لا يا يا ماما .. ما بترك بيتي وبيت زوجي لهالأشكال .. أنا الداخلة وهي الخارجة

لمى : هههههههه .. يمكن ما شافت أحمد وقف قدام أبوه علشاني .. ولا نسيتي كيف تركك تصيحين يوم عرسك وركض وراي .. أناااااا

وشددت على كلمة (أنااا)

كتمت قهرها .. لسى الحرب في أولها ..

أم خالد بعصبية : سجود قلت لك يلله البسي عباتك ..

سجود : قلت لك يا ماما .. أنا الداخلة وهي الخارجة .. ,احمد لي .. أناااا .. أنااا وبس .. وما بترك زوجي حبيبي لغيري ..

أم أحمد : الله يكملك بعقلك يا بنتي ..

مجد : يمكن ما تدرين أن أحمد يحب لمى وما نساها ومستحيل واحدة مثلك تغير حبه لها ..

راحت عند لمى

مجد : يلله لمى .. اوريك جناحك عشان ترتاحي .. بدال هالأشكال الهمم

أم خالد : سامعة بنتك يا أم أحمد

ناظرتها أمها متوعدة فيها .. مو من مصلحتها تعادي سجود أو أمها .. ولا ناسية أنها متزوجة عمار ..

لمى .. ( معقولة يحبني صدق .. لا لا .. مجد من زمان تكره سجود وقالت كذا بس عشان تقهرها .. )

مجد : يلله لمى .. جهزت لك أحلى جناح في البيت ..

ناظرتها لمى .... بنظرة غريبة .. فيها رضا وعدم رضا .. هي ما تكره مجد .. من زمان هي الوحيدة الي تعاملها زين .. بس كرهها لعايلة الرازي بصورة عامة يمنعها تصادق مجد أو تخليها تكون قريبة منها ..

طلعت وراها ..

مجد : عجبتك الغرفة ؟؟ ذوق أخوي الغالي انشاء الله يكون عجبك

لمى عجبتها الغرفة بالمرة .. الوانها مختلطة ما بين التركواز والموف الفاتح .. وهي تحب هاللونين .. بس ما تبي تظهر اعجابها

قالت ببرود .. : عااادية ..

مجد : لمى .. عارفة مو وقته .. بس

ناظرتها لمى تسكت .. عارفة وش تبي تقول .. تبي تسألها وين كانت .. وكيف وليش ..

مجد فهمت نظراتها وسكتت .. : طيب يلله اخليك ترتاحين الحين ..

..............................

أحمد : طيب يا يبه .. أروح اذبحها يعني

أبو أحمد : لا .. لا تتذبحها .. طلقها وخليها تنقلع للمكان الي رجعت منه .. بنت الشوارع .. عديمة التربية والأخلاق ..

أحمد : حنا مو عارفين ظروفها .. كيف نحكم عليها ..

أبو أحمد : يعني مو ناوي تطلقها ..

أحمد قرب من أبوه وحب على راسه .. : قدر موقفي يا يبه ..

أبو أحمد مصر على موقفه تجاه لمى .. بس خايف يتراجع ويضعف قدام ولده .. وفي النهاية يتضرر ولده .. لمى مو الزوجة الي تقدر تصونه وتصون شرفه .. بنت شوارع ما لقت حد يربيها .. كله بسبب أخوه أبو خالد .. تركها تمشي على كيفها وترك لها الحبل راخي لحد ما صارت كذا .. وغلط غلطة كبيرة لما وافق يخلي أحمد يتزوج لمى وين كان عقله في ذاك الوقت ..

أحمد لقى له كذبه مناسبة يقنع بها أبوه .. : يبه .. لما دخلت في غيبوبة .. أمها هربت بها عشان ما تودوها لمصح عقلي وتحرمونها منها ..

أبو أحمد اقتنع بالكذبة بس مع هذا .. كراهيته للمى قائمة ..

أحمد : هي اتغيرت .. وصدقني ما راح تسوي شيء تزعلك به .. أو يإذي سمعة العايلة ومركزها ..

أبو أحمد : .. لمى تتغير .. ؟؟ مستحيل .. ولا ما شفت أسلوبها ونظراتها لي قبل شوي .. يمكن ما كنت واقف معنا ..

أحمد : ما قدرت تسكت وأنت تتهمها في شرفها ..

أبو أحمد بحزم : أنا حذرتك يا ولدي ونصحتك .. لمى ما تنفع تكون زوجة .. وخايفة تخرب عليك حياتك مع سجود .. لكن هذا اختيارك ولما تندم عليه لا تجي تشكي لي لأاني بكون أول واحد يوقف ضدك

...............

خرجت مجد وتركتها ..

..رمت عبايتها عالسرير .. وجلست عليه .. وأحاسيسها ملخبطة .. كره مع خوف مع احساس بالذنب ..

أحمد .. ليه اتغير معها .. ليه وقف قدام أبوه وكل عايلته عشانها .. معقول الي قالته مجد صح ..

.. لا لا .. لا مو صح .. أحمد هو أحمد مستحيل يتغير .. يمكن حاس بتأنيب الضمير .. يمكن ما يبيها إلا عشان يعذبها مثل أول .. ويشمت فيها سجود ..

لا لا مستحيل .. يمكن صدق يحبني ..

ناظرت نفسها في المراية واستهزأت من أفكارها .. أصلا إذا يحبها أو لا .. هي ما تحبه ولا تبيه ..

سمعت دق عالباب .. : اااافففف .. ادخل

دخل أحمد .. وناظرها وحامل في يده اليسار شنطة ملابسها ..

حطها عالأرض وناظرها وعينه في عينها .. ما نزلت عيونها ولا نزل هو عيونه ..

لمى رفعت حاجب ونزلت الثاني وقالت باستفزاز .. : نعم .. تبي شيء ..

أحمد : لاا سلامتك ..

صمت .. صمت .. سكووووون

هو يناظرها وهي تناظره ..

ما واحد منهم نزل نظراته ..

لمى : طييب .. في شيء ثاني غير سلامتي ..

أحمد ( اللهم طولك يا روح)

خرج وتركها ..

لمى ( ما أدري ليش متحملني .. والله أنه مسكين )

أخذت الشنطة وفتحتها .. وطلعت صورة سلطان من جيب الشنطة ..

ناظرت الصورة بحب وحنان .. وباستها ..

.........................

سجود في غرفتها ..

غيرت ملابسها ولبست فستان وردي فاتح بدون أكمام .. ونثرت شعرها الكستنائي على كتوفها .. واتعطرت بأحلى العطور الي عندها .. وحطت مكياج خفيف .. حلوة وبريئة وملامحها طفولية ..

دق أحمد الباب ودخل ..

ناظرته بعيونها العسلية الي عارفة أنها مستحيل تناظر بها رجال وما يتلخبط وينقلب كيانه

حاس بالشفقة تجاهها .. هي عروس .. ليش يعاملها كذا ..

سجود تمثل دور البراءة والطيبة : حبيبي .. لا تزعل من لمى .. لا تخسرها ولا تخسر أبوك .. حاول تراضيهم الاثنين ..

أحمد انصدم من كلامها .. كان بيظن أنها بتوقف ضد لمى وتكرهها وتوقف مع أهله .. من دون كل الناس هي الي تقول هالكلام ..

سجود فهمت نظراته وعرفت أنه ما كان متوقعها تقول هالكلام .. ( والله يا خلود طلعتي بنت رجال .. تعرف تفكر صح ) .. : حبيبي لا تكدر خاطرك .. خذ لك دوووش ونام .. وبقومك عالغداء

قامت من قدام المراية ووقفت قدامه .. : انا بنزل اجلس مع ماما تحت .. لما تحتاج حاجة ناديني ..

أحمد سكت .. بس بدون ما يحس بنفسه .. لاا .. تروحي ظلي معي ..

سجود ( هههههههه .. هذا ما صدق قلت له هالكلمتين وذاااب على طول ) ..

ابتسمت ببراءة وشفافية .. وعيونها تقول أنها موافقة تظل معه طول العمر ..

هو عارف نفسه .. يبي ينتقم لكرامته الي ماسحة لمى بهالأرض ...

سجود ( طيب يا لمى .. نشوف أنا ولا أنتي في هالبيت .. )

أحمد : سجود ..

سجود بابتسامه : عيووني ..

أحمد رسم بسمة خفيفة على شفايفه وهو يكره قلبه الي يحب لمى وهي ما تستاهل: تسلم عيونك ..

....................

ظلت لما تفكر .. الي تسويه غلط .. كذا بتخسر أحمد .. مفروض تعامله بالطيب وتقهر الأعداء الي يكرهونها

ناظرت نفسها بالمراية .. شعرها الأسود الي واصل لحد نص ظهرها وعيونها الخضر .. ولابسة بنطلون جينز ازرق وبلوزة بيضاء مخصرة مبينهة تقاطيع جسمها ..

نزلت تحت تشوف أحمد .. ما بتعتذر بس بتراضيه ..

نزلت الصالة .. شافت نجد ومجد ومعاهم أمهم ..

مجد : ارتاحي في غرفتك ليش نازلة

لمى عارفة أحمد ما خرج لأن سيارته مع موجودة تحت .. معناتها أكيد مع الي ما تنسمى .. أكيد مع سجود

بس بتجيبه الحين ..

لمى حطت يدها على راسها بألم ..

مجد بقلق : فيك شيء .. تعبانة ..

لمى .. : لا .. لا .. اااااه

... أغمى عليهااا ..

نجد : بسم الله عليها وش فيها

أم أحمد : الحقوا عالبنت ... نادي أحمد يا مجد .. بسسسرعة .. لا يكون فيها شيء وتموت علينا ..

ركضت مجد بخوف لغرفة أحمد وسجود ونجد تحاول تصحيها ...

دقت الباب بكل قوتهاااا ... : أحمد .. أحمد ... الحق علينا يا أحمد ...

فتح أحمد الباب .. بخووف ..

مجد : لمى ما أدري وش فيها .. كانت تعبانة واغمى عليها ..

أحمد قلبه خرج من بين ضلوعه من الخوف .. : وينها هي ..

مجد : تحت

ركض معها ونزل وشوي بيطيح على وجهه ..

سجود .. الدموع اتحجرت في محجر عيونها .. اتحسفت ععلى دموعها .. تنزلها عشان واحد ما يستاهلها ... بس حاضر .. طيب يا لمى .. طيب يا لمى ..

أحمد .. ناظرها مرمية عالأرض ... مغمى عليها

مسكها وحاول يصحيها ..

ناظر مجد .. : روحي جيبي عبايتها .. بوديها المستشفى ..

لمى شافت الكذبة بتنكشف .. صارت تفتح عيونها ببطء ..

لمى ( لا تضحكي .. لا تضحكي .. لا تضحكي .. ) ... : وش صار .. راسي ...

عطاها عبايتها .. : البسي بوديك المستشفى ..

لمى .. لا .. لا .. انا بخير مافيني شيء

اتمسكت بأحمد وقدرت توقف ..

شافت سجود نازلة عالدرج .. ( طيب يا .. سجود )

اهتزت خطواتها وما قدرت تتوازن .. وشوي وبطيح لولا أن أحمد ماسكها ..

أحمد بخوف : متأكدة ماتبين تروحين المستشفى ..

لمى هزت براسها بالنفي ومتمسكة بأحمد بقوة .. : بطلع لغرفتي بس .. برتاح وبصير بخير

أحمد شاف حالتها ما بتقدر تطلع لغرفتها .. شالها وطلع بها عالدرج .. وكل هذا قدام عيون سجود ..

مجد ناظرت سجود بشماته ..

سجود .. مو عارفة كيف تتصرف .. أحسن حاجة تمسك أعصابها ..

أم أحمد ناظرت سجود وباين على ملامحها الزعل ... : تعالي يا بنتي اجلسي معنا ..

سجود : برتاح في غرفتي

طلعت لغرفتها والدموع في عيونها

نجد : حرااام .. شايفة عيونها كيف انملت دموع ..

مجد : تستااااهل ..

أم أحمد : حرام عليك يا مجد .. لساتها عروس وما اتهنت بعرسها .. بنت اصول لو واحدة غيرها كان طلبت الطلاق ..

مجد : ياريت تطلب الطلاق وتذلف ..

نجد : مجد .. ناسية أنها أخت عمار ..

مجد : عمار يحبني .. ومستحيل يغير معاملته لي بسبب سجود

نجد : راح تخسريه بهالطريقة .. ما قلنا لك اوقفي في صف سجود بس لا تدخلي في حياتها هي ولمى .. خليك بعيدة أحسن

مجد : الحين أنا وش سويت ..

نجد : نسيتي كيف كلمتي سجود وأمها واقفة قدامك ..وعارفة أن أم خالد مستحيل تسامحك على هالحركة .. وأنتي ساكنة معها في نفس البيت ..

مجد : يعني وش بتسوي ..

نجد : أنتي عارفة أم خالد .. وعارفة قد ايش هي صعبة .. وما ترضى على سجود .. لا تحتكي فيها اسلم لك ..

مجد عارفة أختها على حق .. أم خالد ماتنعاشر وما تنطاق بس لازم تتحمل عشان عمار ..

...

أحمد نومها عالسرير .. وجلس جنبها ..

غمضت عيونها .. فرحااانة .. إلا طايرة من الفرحة .. قدرت تقهر سجود ..

مسك يدها بحنان .. ومرر اصابع يده اليمين على شعرها الأسود ..

نسى سجود .. كل الي في باله .. لمى وبس .. لمى في قلبه .. ما معها لا شريك ولا أي أحد ثاني ..

انتظرها لحد ما حس أنها راحت في النوم .. ونام جنبها .. مقابل لها .. واصابعه ما تركت يدها

...

حست فيه نايم .. سحبت يدها من بين اصابعها وفتحت عيونها .. تتأمل ملامحه .. أول مرة يكون قريب منها كذات وما تحس بالنفور منه .. كرامتها الي داس عليها برجوله تقول لها قومي

بس قلبها .. الي لحد الحين مو قادرة تفسر دقاته الي صارت غريبة وسريعة وهي تناظره .. يقول لها لا تقومي وخليك معاه ..

... .. ورجعت يدينها بين اصابعه .. وغمضت عيونها ....

************************************************** ***************************

دق جواله ..

.. صوت أنثوي ناااعم ..

هالصوت يعرفه .. بس مو قادر يذكره ..

صوت مين .. صوت مين .. صوت مين ..

غيرت لهجتها من اللهجة السعودية .. للهجتها اللبنانية .. : معقولي مانك فاكرني ..

فيصل .. هالصوت .. لا مستحيل .. مستحيل .. مستحيل تكون .. هي ... : مين أنتي ..

... : هايدي آخرتها يا فيصل .. تنساني .. تنسى زوجتك نسرين ..

فيصل .. اتمنى ما يسمع هالجملة .. اتمنى يكون احساسه غلط وأنها ما تكون هي ..

فيصل : وش ذكرك فيني بعد هالسنوات ..

نسرين : انا عمري ما نسيتك لأتزكرك ..

فيصل : وأنا ما ابغى اتذكرك ولا تذكريني .. والي بينا من زمان انتهى ..

نسرين : الي بيناتنا عمره ما بينتهي .. أنا ما رجعت لنرجع لبعض .. أنا رجعت لأنو في أمانة بدي ارجعها لإلك ..

فيصل باستغراب .. : رجعتي ؟؟ .. وأمانة ؟؟ .. أنتي هنا في السعودية ..

نسرين : أنا في طريقي لبيتكم ..

فيصل انتفض من كرسيه : شنهوو .. في بيتنا ..

نسرين : ليش خفت هيك .. ولا ما بدك يعرفو أنك متزوجني .. على سنة الله ورسولو

.. فيصل : نسرين نتفاهم في الأول وبعدها .. نشوف ..

نسرين .. : أنا خلاص وصلت ..

فيصل .. : نسرين .. نسرين ..

قفلت الخط ..

دق عليها .. : لقاها قفلت جوالها ..

وش يسوي الحين .. سلمى .. سلمى .. سلمى .. ايش بتكون ردة فعلها ..

خرج ركض .. يلحق عليها ...

............................................

دخل البيت

ناظرها جالسة على الصوفا الي على يمينه ..

لابسة عبايتها .. ووجهها مثل ماهو ما تغير .. مو كأن مر اربع سنوات ما شافها .. وجهها الأبيض .. مكتسي بحمرة ... شفايفاها صغيرة ومليانة .. عيونها بنية وعادية .. وصغيرة .. لكنها في المجمل حلوة

ناظر أمه .. وناظر منار ..

فتش عن ليان بنظراته ما لقاها ..

شكلهم عرفوا .. نظراتهم له تدل أنهم عرفوا ..

الكل غارق في بحر من الصمت ..

..

قطع الصمت .. صوت الطفلة الصغيرة الي مشت لعنده .. ونادته .. بابا ..

لبس وجهه ثوب الجمود والبرود .. وعدم الفهم والاستيعاب ..

مين البنت الصغيرة .. الي لابسة فستان وردي فيه قلوب حمر .. ومسوية قرنين مربوطة بشرائط حمر .. وتقول له .. بابا ..

قامت نسرين عن مكانها .. : هايدي بنتك يا فيصل .. نورة

قربت الطفلة منه واتمسكت بثوبه .. : بابا

ما اتحركت مشاعره .. ويمكن اتحركت بس ما حس فيها ..

ناظر البنت .. : اطلعي برة يا نسرين .. وخذي البنت الي جايبتها .. اعتقد أني قبل ما اطلقك .. عطيتك الي تحلمين فيه وزيااادة ..

أم فيصل بحزم : فيصل !!؟؟...

فيصل : أنتي ما تعرفيها يا يمه .. هذي كذابة .. ما عندي بنت منها .. لو كانت هالبنت بنتي كان من زمان قالت لي .. عشان ادفع لها اكثر

نسرين : فيصل ... نورة بنتك .. إزا بدك سدق .. وإزا ما بدك لا تسدق ..

ناظر الطفلة مرة ثانية .. تشبه أمها .. ولا شيء فيها يدل على أنها بنته

نسرين تبي تقهره .. : مبروك .. قالوا لي اتجوزت .. يربى في عزك المولود ..

منار : الحق على ليان فوق ..

فيصل : عرفت ؟؟

منار هزت راسها بالإيجاب ..

ما بيقدر يطلع .. مستحيل يقدر يواجهها .. يطلع من البيت ويخليها تهدأ ..

لاااا ..

يطلع لها الحين والي يحصل يحصل ..

أبعد البنت عنه .. وطلع لليان ..

مسكتها منار وحملتها .. مسكينه هالطفلة .. أمها ما تبيها ولا أبوها ..

أم فيصل مستغربة من قساوة قلب فيصل .. مستحيل ولدها يطلع بهالقسوة وبهالدرجة من تبلد الإحساس ..

......................

ما دق الباب .. فتحه ودخل ..

... ليااااان ..

جالسة على الصوفا وحاضنة رجولها لصدرها ..

ما ردت ولا رفعت عيونه تناظره ..

مرة ثانية قالها .. وفي صوته رجاء أنها ترد عليه .. ليااان

.. ما ناظرته ولا ردت ..

قرب منها وجلس على رجوله قدامها .. : ليان .. أنا طلقتها من زمان .. والبنت مستحيل تكون بنتي ..

ناظرته هالمرة .. بس ما ردت عليه ..

ما فهم شيء من نظراتها ..

...

هالمرة اتكلمت ... : ليش ما قلت لي أنك كنت متزوج واحدة غير مريم ..

فيصل : هي مو مهمة في حياتي عشان اقول لك اني اتزوجتها .. أنا طلقتها وقبل ما أعرفك ...

ليان بهدوء وهي على حالها ما تناظره: ليش ما قلت لي طيب ..

فيصل : ما كانت شيء مهم في حياتي .. قصة انتهت واتقفلت ..

ليان : هه .. اتقفلت .. وبنتك ؟؟ ..

فيصل : مو بنتي .. انا ما ابي عيال من غيرك يا ليان ..

ليان : تبي ولا ما تبي .. مو موضوعنا .. المهم انه خلاص .. عندك عيال من غيري .. عندك بنت واسمها نورة ..

قام عن الأرض وخرج وتركها .. الحين الكلام معها ما بيجيب نتيجة ..

نزل تحت .. يتفاهم مع الحيوانة الي اسمها نسرين .. وش تبي منه .. وش سوى لها عشان تخرب حياته بهالشكل

ناظرهم ..

سأل أمه .. : وينهاااا

أم فيصل : راحت ...

ناظر البنت الصغيرة

فيصل .. : وبنتها !!؟؟

منار : هي ما تبي البنت .. تركتها وراحت .. وتركت عنوان الفندق الي هي نازلة فيه ... ورقم جوالها ...

فيصل ناظر الطفلة مرة ثانية .. مو قادر يحبها .. مو قادر ما يكرهها .. مستحيل هالبنت تكون بنته .. مستحيل ولا هو متمني يكون مستحيل ..

ما قدر يتحمل ... خرج وترك لهم البيت ...

************************************************** ***********************

أم سمر : الله يوفقك يا بنتي ويسعدك .. يااارب

سمر وتحضن أمها بحنان : تكفين يا يمه ادعي لي .. خايفة يغير رأيه ..

أم سمر مو مصدقة بنتها راح تتزوج ولد الرازي .. مو مصدقة .. لحد الحين مو مستوعبة هي في حلم ولا علم .. وتدعي ليل نهار الله يتمم

هالزواج والله يسعد سمر مع يزيد ...

سمر خايفة يغيرون رأيهم بعد ما يشوفون بيتهم ويشوفون حالهم كيف هو ..

... ولحد الحين مترددة ... تحس أنها ما تبي تكمل الزواج .. وتبي تغير رأيها .. هي فقيرة وهو غني ... خايفة في أول نقاش

أو مشادة بينهم يعايرها بأهلها ومستواها .. ويذكرها أنها أقل منه ..

ولو هو ما قال ولا اتذكر كلام مثل هذا .. أمه وأخته خلود الي ما تطيقها وباقي عايلة الازي كيف بيناظرونها .. أكيد بيناظرونها على أنها أقل منهم

مستوى ..

هي بتتزوج يزيد .. بس بزواجها منه .. بيرتبط اسمها باسم عايلته .. لازم تكون على قد اسم الرازي .. وخايفة تكون مو قد هالأسم

...

دق تلفون البيت ..

قامت سمر بقميصها البج مع بني وشعرها رافعته وراحت ردت ..

جاها صوت ليان الي مخنوق من كثر البكا .. : سمر .. سمر

سمر بخوف وقلق .. : ليان اش فيك ..

ليان : تعالي بسسسرعة انتظرك ..

قفلت الخط وما انتظرت ردها ..

ركضت سمر بخوف لغرفتها غيرت ملابسها بسرعة ولبست عبايتها .. استأذنت من أمها وخرجت .. أخذت ليموزين وعلى بيت ليان على طول ..

.........................................

فتحت لها الخدامة ...

شافت منار جالسة في الصالة وشايلة سلطان في حضنها .. وبنوتة صغيرة لابسة برمودة وردي وتيشيرت ابيض .. جالسة جنبها عالصوفا وتلعب

بعروسة صغيرة ..

منار ما جاء في بالها تسأل عن الطفلة .. كل الي في بالها ليان ..

سمر بخوف : منار .. فينها ليان .. وش فيها ..

منار : في غرفتها ...

طلعت ركض لليان ..

دقت الباب وما انتظرتها تقول ادخلي .. وفتحت الباب ..

شافتها جالسة عالأرض ومتكية بظهرها عالصوفا ... وحاضنة وجهها بيدينها ...

زاد خوفها وهي تشوف حالتها ... : لياان وش فيك ..

أول ما سألتها .. على طول نزلت الدموع من عيونها .. حبست دموعها .. لأنها محتاجة تبكي وأحد يمسح لها دموعها ويهديها .. وما بتلقى

اقرب من اختها سمر .. عشان تمسح لها دموعها ..

حتى لمى وهي توأمها ..مو قريبة منها بنفس درجة قربها من سمر ..

سمر بخوف وهي تاخذها في حضنها : لياان .. وش فيك يا ليان ..

زاد بكاها .. وزاد خوف وقلق سمر ..

سمر برجاء : تكفين لا تسوي فيني كذا ولا تسوي في نفسك كذا .. ناسية انك حامل ...

ليان : فيصل .. فيصل .. فيصل يا سمر ..

سمر : فيصل ؟؟ .. وش فيه فيصل

ليان : متزوووج .. وعنده بنت ..

سمر ما استوعبت الي قالته ليان .. يمكن سمعت غلط .. لا لا لا مو امكن .. إلا أكيد سمعت غلط .. قالت بصدمة تتأكد : فيصل ؟؟؟

متزوج؟؟ وبنت ؟؟ ليان أنتي صار لعقلك شيء

ليان وسط دموعهعا .. : ايه .. متزوج وعنده بنت .. نورة

سمر اتذكرت الطفلة الي كانت تحت .. أكيد هذي بنته .. : بنته موجوددة في البيت .. معكم

ليان هزت راسها بالإيجاب ..

سمر : طيب البنت كبيرة .. حدود الثلاث سنوات .. يعني قبل ما يتزوجك

ليان : وطلقها ..

سمر : طيب الحين ليش زعلانة ..

ليان .. : مزعلني أني كنت ابي اكون ام عياله .. واجيب له اولهم .. وتكون فرحته به .. الفرحة الأولى .. الي مزعلني أنه ما قال

لي .. يعني كان يكذب علي وكان يخددعني

سمر : ليان لا تخلي الغيرة تخرب عليك حياتك .. يمكن ما قال لك .. عشان خايف من موقفك هذا .. والمناحة الي أنتي مسويتها ..

ليان : يعني انتي شايفة مفروض افرح .. أفرح لأنه كذب علي ..

سمر : لا تكبري الموضوع .. هو ما كذب عليك ولا شيء .. هو ما قال لك .. خبا عنك الموضوع .. أنتي تزوجتيه وعارفة ماضيه

زين وكمان هو عارف ماضيك .. ما تزوجتيه وأنتي مو عارفة قصصه وسوالفه مع البنات ..

ليان وسط دموعها .. : قصصه مو زواجه .. وعنده بنت بعد ... أنا ما أبيه .. أبي اتطلق ..

سمر بعصبية : ليااان !!؟؟ .. لا تخليني أشك في قدراتك العقلية .. أنتي مجنونة ولا ايش .. انهبلتي صار لعقلك شيء .. لو شاكة

في حب فيصل لك وغلاتك في قلبه .. ولو بمقدار ذرة صغيرة .. أنا بكون أول واحدة تساندك وتوقف معاك وتقول لك .. تطلقي ..

ناظريني وقولي .. !!

ليااان سكتت وما قدرت تناظرها .. هي عارفة ومتأكدة من حب فيصل لها .. لدرجة أحيانا تحس فيها أنها ما تستحق هالحب ..

سمر : شفتي ..؟! .. ما قدرتي حتى تناظريني .. لأنك عارفة ومتأكدة أنه يموت عليك مو بس يحبك .. ولو أنتي الحين زعلانة من

سالفة زواجه والبنت الي ظهرت فجأة .. فهو أكيد زعله الضعف .. لأنه يحبك وما يبي يزعلك ..

وبعدين ليش الزعل .. الله عطاك بنت هديه من السما .. حبيها وعامليها مثل بنتك ..

ناظرتها ليان .. ونظراتها تقول .. مستحيـــــــــل ... ماااااا تقدر .. ما تقدر تناظرها وما تبكي أو حتى تحقد عليها ..

سمر : أنتي الحين زعلانة .. اهدي وبتشوفي كيف راح تحبيها .. قلبك الطيب مستحيل يكره أي إنسان وخصوصا طفلة بريئة ما لها ذنب ..

الحين قومي خذي لك دش .. وغيري ملابسك .. وارسمي ابتسامة حلوة على شفايفك .. ولما يجي فيصل .. ( ابتسمت وغمزت لها

بعينها ) خليه يذوووب

ليان حمرت خدودها ورمتها بالوسادة الي عالصوفا ..

سمر : وتقول ما أبيه وبتطلق ... صدق .. صدق .. ما عندك سالفة ..

ناظرتها بحب وارتمت في حضنها .. مو عارفة من دون سمر كيف ممكن تكون حياتها ..

سمر : اقول ابعدي عني خنقتيني مو قادرة اتنفس .. احتفظي بقوتك واحضني حبيب القلب .. أماا أنا بنقلع تحت واسولف مع منورتي ..

وأنتي اتروشي والحقينا ..

...................

نزلت تحت .. لقت منار تلاعب سلطان وهو يضحك ..كبر ما شاء الله عليه ..

قربت منه وباسته : يزنن ما شاء الله تبارك الله ..

منار : ابيه يتعلم يقول ماما .. عشان يقولها لي .. احسن له ينسى امه .. بتبناه خلاص ..

سمر : فال الله ولا فالك .. الله يجمعه بأمه .. وأبوه ..

منار : تكفين أبوه لاا .. لو سمعتك لمى بتشرب من دمك ...

سمر ناظرت الطفلة الصغيرة الي جالسة عالأرض .. هااادئة وتلعب بعروستهاا ...

جلست عالأرض قربها مقابل لها .. وقالت بصوت تحاول تخليه طفولي على قد ما تقدر .. : شو اسم عروستك ..

نورة : اثمها ثوثو ( اسمها سوسو ) .. متل الماما ..

سمر : وأنتي شو اسمك ..

نورة : اثمي نورة ..

سمر : اسمك حلوووو

نورة : وأنتي .. ثو اثمك ..

سمر : ههههههه اثمي ثمر ..

نورة : اثمك حلوو كتير .. بث اثمي أنا أحلى

سمر شالتها وحطتها في حضنها :...أكيد ...أحلى ..

نزلت ليان وناظرتهم ..

منار ناظرت سمر .. تنزل البنت عشان ليان ما تزعل ,...

سمر طنشتها وباست البنت .... : ادي ماما ليان بوسة

نورة : بث ماما اثمها ثوثو ..

ليان نزلت وشالت سلطان

منار : ليان .. لساتك زعلانة

ليان بابتسامة خفيفة : لا مو زعلانة .. فيصل ما رجع ؟؟

منار : لااا ما رجع .. اتصلي عليه .. أكيد فاكرك زعلانة وما بيرجع ..

سمر جلست جنبهم والبنت لساتها في حضنها وواضح على ملامح ليان عدم الرضا ..سمر حاسة فيها بس عايزاها تتأقلم مع الوضع .. وهي عارفة ليان

.. كم يوم وتروق وتهدأ

نزلتها عالأرض .. البنت كملت لعب بهدوء ..

سمر : تزنن يا ناس .. شوفيها كيف تلعب .. الله يعطيني بنت مثلها

ناظروها منار وليان بحقد

سمر بااردة بالمرة ما تحس .. : ههههههههه بسم الله علي لا تاكلوني بنظراتكم ..

اتغيرت نبرة صوتها واتكلمت بجدية .. : هي طفلة صغيرة لا تاخذوها بذنب مالها يد فيه ..

منار عارفة معاها حق .. : والله مسكينه هالبنت .. لا أم تبيها ولا أب ..

سمر : والله حرام .. ليان لا تخلي قلبك قاسي .. أنتي عشتي تجربة قاسية لا تخلي هالتجربة تتكرر مع هالطفلة .. كيف كان ممكن تكون

حياتك ولو لقيتي أم وأب يحبونك .. أنا أحب أمي لكن عارفة أنها ظلمتك كثير ... اتمنيت انها تكون لك أم مثل ما أنتي تحبينها مثل بنتها وأكثر

.. هالطفلة تقدرين تخليها بنتك وأكثر ..

ليان انملت عيونها بالدموع .. استرجعت كل أحاسيسها القديمة .. الوحدة .. الخوف .. الألم والعذاب .. اتذكرت كيف كانت تتمنى

الموت في كل لحظة .. كيف كانت تتمنى حضن دافي .. قلب دافي يحبها .. كيف كانت تنام كل يوم والدموع مالية وجهها .. وتقوم في اليوم

الثاني تبتسم .. تبتسم سخرية من هالحياة الي ما كتبت لها غير الألم والعذاب

ناظرت الطفلة بحنان .. حست بالشفقة وهي تناظرها وتتخيلها تحس بنفس احاسيسها والعذاب الي كان ساكنها .. تكبر وهي طفلة وحيدة مكسورة

.. ومهزوزة ..

مسحت دموعها .. وحطت سلطان في حضن منار ..

جلست قدامها وأخذت عروستها .. : ما قلتي لي وش اسم عروستك ..

ناظرتها البنت وابتسمت وصارت تكلمها وتشرح لها .. وهي ما طلبت منها غير الاسم

سمر ومنار ناظروا بعض وضحكواا ..

منار : بنت دااهية .. عجبتها العيون الخضر .. على طول سواليف .. وحنا نشحذ منها الكلمة شحذه

سمر : ههههههههههههههه .. مين يقدر يشوف هالعيون ويظل ساكت .. ولا يظل عاقل ..

ليان : مجانين لا تكلميهم ..

نورة : ايوة مدانين ما بكلمهم ..

سمر : الحــــ .. .. شوفي البنت .. شوفيها

ليان ضحكت وأخذتها في حضنها ..

منار : بنت أبوها ..

ليان هزتها الكلمة وكأنها اتذكرت فجأة .. أو كأنها رجعت للواقع ..

أبعدتها عنها وطلعت لغرفتها ..

سمر : أنتي .. ا،تي ؟؟!!! .. ما ادري وش أقول لك ..

منار : ما قصدت حاجة طيب .. أنا الحين وش قلت .. ما قلت شيء ..

سمر : بطلع أشوفها ...

طلعت وتركتهم ..

************************************************** ********

************************************************** ********

نزلت ريماس .. وودعت خالتها وندى ..

هم راحوا معها ومع سواقها ..

شافت سيارة سعد مو موجودة .. حمدت ربها

ناظرت الساعة .. الساعة تسعة ونص ..

فتحت باب البيت ودخلت ..

طلعت لغرفتها .. وحطت أكياس الأغراض الي شرتها في الدولاب .. وجابت معها كيك وحلويات من السوق .. تلحق تضبط الغرفة قبل ما يجي

..

نزلت المطبخ وحطت الأكل اعالصحون ..

رتبت الغرفة مثل ما وصتها ندى ..

نثرت الورد عالسرير وعالأرض .. وولعت الشموع ..

ناظرت الغرفة .. فعلا يا ندى أنك مجرمة ومانك هينة .. صدق بنات آخر زمن ... )

أذت لها دش بااارد ..

ناظرت نفسها في المراية ..

.. وحطت مكياج ثقيل .. يتناسب مع وجهها وشعرها الي قصته طبقات ..

فتحت الدولاب وأخذت منه الفستان الي اختارته لها ندى .. فستان أسود من الحرير .. ماسك عند الصدر .. وعند الخصر حزام من الفضة

..

ضيق مبين كل تقاطيع جسمها ..

ناظرت نفسها في المراية ..

سمعت صوت خطواته .. دخل غرفته .. وقفل الباب ..

ناظرت نفسها .. لآخر مرة .. انشاء الله تكون حلوة في نظره ..

وقفت عند الباب .. مترددة تروح ..

لا لا .. الحين وش بيفكر فيها .. راميه نفسها عليه يعني ..

لا بتروح .. مستحيل تعيش كل حياتها كذا .. بتبدأ بالخطوة الأولى ما راح تنتظره هو يبدأ بهالخطوة ..

خرجت من غرفتها ..

وقفت عند باب غرفته .. تراجع تفسها ... لا لا .. لا ايه .. لا لا .. لا ايه .. لا لا .. لا لا

رجعت لغرفتها بخيبة أمل .. هي جبانة ما تقدر تتجرأ وتروح له ...

مستحيل تقدر .. لا مستحيل ..

بس ..

لاا .. ليش بس .. هو زوجها .. يعني عادي ..

ظلت تصارع نفسها .. روحي .. روحي .. يا بنت روحي ..

أصلا ليش تروح .. أكيد الحين هو في سابع نومة خلاص .. بكرة السبت وعنده شغل ولازم ينام بدري .. أكيد نام ...

جلست عالصوفا .. وحطت يدها على خدها واتنهدت بتعب ..

كل تعب ندى ضاع مع الرياح .. ندى ما كذبت يوم قالت أنها جبانة وغبية وما تعرف كيف تتصرف ..

قامت وطفت الشموع ..

ما نتبهت على سعد الي فتح الباب ووقف يناظرها .. وهي معطيته ظهرها ومع انشغالها في التفكير ما حست عليه ..

هو ما دق الباب .. قال أكيد بتكون نايمة .. هو فعلا يسوي نفسه ما يهتم .. بس قبل ما ينام كل يوم .. يدخل يتطمن عليها ويتأمل ملامحها

.. كأنه خايف ينساها ..

طفت آخر شمعة وهي تكلم نفسها .. غبية .. غبية .. غبية ..

سعد : ههههههههههههه

اتصنمت مكانها ..

حست بخطواته .. تقرب منها .. خطوة .. خطوة .. خطوة ..

لحد ما صار واقف وراها بالضبط .. ما بينهم الا مسافة بسيطة ..

حط يدينه على كتافينه ... حست بخووف .. برررد ..

لفها باتجاهه .. ظل ثواني يتأملها .. قبل ما يبعد خصلات شعرها عن عيونها ..

تحب شكله .. وهو لابس بيجامة البيت ويدوبه متروش وشعرها الأسود مبلل بالموية .. ونازل على جوانب وجهه

سعد يستهبل .. : مسوية حفلة وما عزمتيني ..

ريماس من الخوف .. واللخبطة .. : لا .. لا .. مافي حفلة ولا حاجة .. بس .. بس .. بس

سكتت ما عرفت تكمل وش تقول ..

هو ابتسم من خوفها .. ابتسم وهو كاتم ضحكته .. ما يبي يزيد خوفها ويحرجها ..

سعد ... وهو يتأمل ملامحها الهادية .. ما يقدر يناظرها وما يحس أنه بيفقد عقله .. يحبها بكل شكل .. يموت عليها .. يموت على

هدوء ملامحها ونعومتها .. يحبها .. لا ما يحبها .. إلا يعشقها ..

ريماس تكلم نفسها ( ليش ساكت .. تكفى قول شيء .. طيب فكني إذا ما تبي تقول شيء )

سعد خرج من صمته وجموده عارف الي بيقوله راح يحطمها .. بس هو جبان ... جبان .. جبان .. مو قادر يصارحها ويقول لها أنا الي

اتسببت بشلل أبوك .. أنا الي ارسلت لها شريط الفيديو .. وفضحتك قدامه .. ما يقدر يقول .. لها أنا نذل حقير .. ما استحق المسك

.. ولا استاهل حبك ..

ما يقدر يقول لها .. أنا ما أقدر أتخيل حياتي بدونك .. ما يقدر يعترف بأنانيته ويقول .. أنا أبيك لي أنا وبس .. يكفيني اتأمل ملامحك كل

يوم بدون ما اكون لك زوج على حق وحقيقي .. وما راح اخليك تشوفي حياتك مع غيري .. راح تظلي عايشة معي كذا .. زوجة بالاسم بس

..

داس على قلبها .. وبالغصب أبعد يدينه عن كتافيها .. مع ان كان نفسه يتخذها في حضنه وما يسيبها .. وقال ببروده وجموده المعتاد ..

ويثبت لها أكثر أنه انسان ما عنده قلب .. مجرد من الأحاسيس والمشاعر .. : ريماس .. افهمي !! .. أناا ما أبيك ..

قلبها صار ينبض بقوة وبسرعة .. لدرجة صارت تسمع فيها نبضاته .. جسمها كله برد وصارت ترجف ... والدموع اتجمعت في عيونها

..

سكتت ما ردت .. بترد ايش بتقول يعني ..

سعد عارف نفسه حقير ونذل .. ولكنه جباان .. بتكرهه أكثر إذا عرفت بالي سواه ..

ريماس وتحاول على قد ما يقدر ما تنهار .. : طيب إذا ما تبيني طلقني !..!

سعد : هههههههههه .. اطلقك .. عشم ابليس في الجنة .. راح تظلي طول عمرك معي .. معي أنا وبس ..

ريماس ما قدرت تستجمع قوتها أكثر من كذا .. متمنية تدوس على قلبها .. متمنية تقدر تكرهه ..

ارتمت عالأرض وهي تبكي ..

منظرها وهي تبكي قطع قلبه ..

خرج وتركها بكل برود ..

..............................................

ما قدر ينام .. ناظر الساعة .. الساعة خمسة .. ما بقى كثير عالفجر ..

قام من عالسرير وراح لعند غرفتها ...

هي بعد ما نامت .. سامع صوت بكاها .. ليش سوا كذا .. كان يعترف لها وهي لوحدها تحكم .. يسبب لها كل هالعذاب عشان ما يصير

نذل وحقير في نظرها .. عشان ما تكرهه اضعاف اضعاف كرهها له الحين ..

دخل .. ولقاها مثل ما تركها .. جالسة عالأرض وحاضنة رجولها لصدرها وتبكي ..

ناظرته بنظرات ما قدر يفهمها أو يفسر معناها .. مو كره ولا حب ..

ناظرته مو مصدقة أنها تحب هالإنسان ... وأنها ما تقدر تكرهه .. معقولة هي تكون بهالشكل بدون كرامة .. لحد الحين مو قادرة تكرهه

...

مسحت دموعها وقالت بصوتها المبحوح من كثر البكا .. : الحين وش تبي مني ... ضميرك ما خلاك تنام .. نفسي اعرف أنا بإيش آذيتك

...

لأني أحبك تسوي فيني كذا .. معاك حق تقول كذا وأكثر .. معاك حق ..

سعد ... : لاا .. ما معي حق ..

جلس جنبها عالأرض ومسح دموعه واصابعه بااردة مثل الثلج .. راح يعترف لها ويخسرها للأبد ...

سعد .. : ريماس أنا ما أكرهك .. لكني ما استحق ولا استاهل حبك .. أنا .. يا ريماس .. أنااا ..

( .......... كمل كلامه وهي مو قادرة تصدق ............)

سمعت كلامه وما حركت شفايفها بهمس طول ماهي تسمعه ..

ببساطة ..

مو لاقية حرف تهمس به ..

يمكن نست الحروف .. ويمكن حاسة أنها ما سمعت شيء ,, ,حاسة انها في كابوس ..

ناظرها ..

وانتظرها ..

ناظرها ينتظر ترد عليه .. تصيح في وجهه .. تصفقه كف .. تهزأه .. تسبه .. المهم يشوف ردة فعلها .. بدال ما تعذبه

بسكوتها ..

هزت راسها بدون تصديق بابتسامة ساخرة على شفايفها والدموع مثل السيل تجري على خدودها .. ما بتلومه أبد .. تلوم نفسها وبس ..

قامت عن الأرض ..

جلس دقايق ينتظر منها حركة .. همس ..

لكن ولا شيء .. واقفة مثل ما هي ..

قام وفتح الباب .. وقف عنده ثواني .. بعدها خرج وقفل الباب وراها ..

ناظرت كل الي عالطاولة .. وهي تتأمل قلبها .. معقولة هي حبت انسان بقذارته ..مو كفاية أنه سرق منها باقي حياتها .. كل هذا ليش ..

عشان الفلوس ..

مستحيل يكون انسان .. مستحيل ..

سحبت المفرش الي عالطاولة .. بالي فيه عالأرض ...

غمضت عيونها وهي تسمع صوت تكسر الصحون والكاسات عالسيراميك البيج .. جلست عالأرض وهي تبكي .. بصوت مخنوق ..

نفسها تقتلع قلبه من مكانه ..

ناظرت السكين الي قدامها ..

..........

......

........

....

........

.....

......

...

سمع صوت تكسر الصحون ... انتفض عن مكانه ..

لكن .. في صوت هز كيانه .. واقتلع قلبه من بين ضلوعه ...

.........

صوت صرختهااااا

************************************************** *********

صوت التلفون ..

... الجرس الأول .. الثاني ... الثالث ... 4 .. 5 ..

أم خالد : مين الي يتصل في هالوقت ... أبو خالد قوم .. قوم يا أبو خالد ..

أبو خالد : هااا .. اتركيني انام ..

أم خالد : التلفون ..

أبوخالد نعسان وماله خلق .. : نامي أكيد تحلمين ..

انقطع الصوت .. وعم السكون البيت .. من جديد ...

الساعة .. خمسة إلا عشر ...

البيت ظلاام حالك .. وسكوون وصمت وهدوء .. تخلي الواحد يرتجف ..

رجع التلفون يدق مرة ثانية ..

قامت .. من عالسرير .. وفتحت باب الغرفة ..

شافت .. عمار نازل من الجناح حقه ببيجامة النوم ..

أم خالد : اللهم اجعله خير .. من الي يتصل في هالوقت ..

نزل عمار بسرعة عالدرج .. وأمه تلحقه ..

وصل عند التلفون ولحقه على آخر جرس ...

رد .. : الوو ..

جاه صوت .. : هذا بيت أبو خالد ..

عمار : ايوة نعم .. هو ..

الصوت .. : انت أبو خالد

عمار بخوف وحاس أن في شيء .. : لا .. أنا ولده .. عمار .. في شيء

الصوت : أنا اكلمك من لندن .. أخوك طلال ..

عمار بخوف وقلبه في رجوله : طلال وش فيه طلاال ..

الصوت سكت شوي .. : اخوك طلال ..الله يرحمه ..

حس أنه مو قادر يتوازن ... وجهه اتلون بمليون لوون ..

أمه ركضت لعنده وتصيح .. : وش فيه ولدي .. وش فيه طلال .. عمار رد علي .. عمار ..

نزل أبو خالد يراكض عالدرج .. وزياد .. ومجد وقفت عند بداية الدرج ..

كلهم نزلوا على صياح أم خالد ..

وعمار لحد الحين مو مستوعب شيء .. والسماعة لحد الحين على اذنه .. والرجال الي يتصل يتكلم .. لكن ايش قاعد يقول .. عمار مو فاهم

..

زياد مسك امه وأخذها في حضنه يهديها ..

أبو خالد شاف حالة عمار وأخذ منه سماعة التلفون .. : معك أبو خالد .. وش فيه طلال ..

الصوت : طلال تعيش أنت يا عمي ..

أبو خالد .. طاحت السماعة منه عالأرض .. مو مستوعب شيء ..

أم خالد أبعدت زياد عنها .. ومسكت أبو خالد وتهز فيه .. وهي تصيح ... : ولدي صار له شيء .. ولدي يا أبو خالد .. واحد

منكم يرد علي زز حرام الي تسوونه ..

زياد بخوف ومو قادر يمسك أعصابه أكثر .. عمار .. عمار ..

عمار ما اتماسك دموعه ... : طلال ... مات ...

زياد حس بالكلمة قبل ما ينطقها عمار .. بس كان يغالط نفسه .. ويقول مستحيل .. مستحيل .. مستحيل .. طلال بخير .. طلال

..

طلال مات .. مات وما شافه .. مات .. وما شافه .. ما شافه ما أخذه في حضنه ..

أمهم ما استوعبت الخبر .. يمكن ما فهمته .. لا هي الحين تحلم وبتقوم بعد شوي وبتلقى أنها كانت تحلم .. طلال ولدها عايش ..ما سافر

.. موجود نايم في غرفته ..

يكذبون عليها .. طلال ما مات .. بتطلع غرفته الحين وتلقاه نايم ..

عمار مسك أمها وضمها .. : يمه ..

أبعدته عنها وهي تحرك اصبعها السبابة لااا .. وتنطقها بهمس ما ينسمع .. شفايفها تتحرك بس مو مسموع صوت ( لا لا لا لا لا لا لا لا لا لا

)

زياد : يمه ..

أبو خالد بصوت خانقته العبرات : أم خالد .. لا حول ولا قوة إلا بالله .. لا حول ولا قوة إلا بالله ..

أم خالد : اسكتوا .. طلال فوق في غرفته .. أنا عارفة .. قبل شوي شفته .. نايم في غرفته

زياد بصوت مخنوق : يمه وحدي ربك .. لا اله إلا الله يا يمه .. طلال مات ..

أم خالد بعصبية : لااااااااا .. ما مات .. تعال معي ..

سحبته من يده وطلعت به عالدرج ..

فتحت باب غرفة طلال .. وشغلت الضو

ناظرت السرير .. مرتب .. وما عليه أحد ..

جلست عالسرير تتحسسه باصابعها وكأنها تدور عليه .. : طلال .. طلال .. طلال .. طلا .. ولدي طلا ... طلال ..

زياد قرب من أمه وأخذها في حضنه .. وما قدر يتمالك دموعه ولا يمنع ضميره ما يتقطع من الندم .. طلال .. ما شافه .. ست سنوات ما

شافه .. ست سنوات ما اخذه في حضنه ... ست سنوات .. ست سنوات ..

.................................................. ...

قام من نومه ..

على صوت أبوه يناديه ..

أحمد .. أحمد .. أحمد

التفت يمين يسار يدور عن لمى .. ناظرها لقاها نايمة عالصوفا ..

ناظر الساعة .. خمسة وخمس ...

انتفض من مكانه وفتح الباب ..

ناظر أبوه .. الي كان واقف عند بداية الدرج .. ولابس ثوبه وغترته وعقاله في يده ..

أبو أحمد : البس بسرعة ..

أحمد بخوف وقلق .. : يبه وش حصل ..

أبو أحمد بأسف .. وحزن : طلال ولد عمك ... الله يرحمه ..

أحمد ما استوعب .. قال بعدم تصديق وبصوت أقرب إلى الصراخ .. : طلال .. كيف .. متى .. ؟؟ !! ..؟!!

أبو أحمد : استغفر ربك ..

أحمد : استغفر الله .. لا حول ولا قوة إلأا بالله .. سجود درت ..

أبو أحمد : لاا .. قومتك عشان تقول لها ..

قامت لمى على صوتهم .. حطت يدها على فمها تكتم صرختها وهي تسمع أن طلال مات ...

أحمد :ما أقدر أقول لها يا يبه ...

أبو أحمد ناظره بحزم ونزل وتركه

راح لغرفة سجود ودق الباب .. كانت مقفلة الباب بالمفتاح ... كانت تبكي بصمت .. ما قدرت تذوق طعم النوم ..

أحمد : سجوود .. افتحي .. سجود .,. يا سجود ..

مسحت دموعها .. بسرعة وقامت من عالسرير ..

فتحت الباب ..

ناظر عيونها كيف حمر من البكا .. وخشمها وخدودها .. واضح للأعمى أنها كانت سهرانة وتبكي .. والحين راح تبكي أكثر لما تعرف أن

أخوها مات ..

دخل وقفل الباب ..

أحمد متردد .. خايف .. مو عارف ايش يقول .. : سجود ..

انتظرته يكمل ..

ما كمل ..

سجود : نعم ..

أحمد سكت .. ما نطق ..

سجود حست بالخوف .. في شيء مو طبيعي .. في شيء يبي يقوله ومو عارف كيف ..

سجود : أحمد .. اقلقتني ..

أخذها في حضنه ..

اتأكدت إن في مصيبة ..

سجود والدموع تسبح على خدودها .. : ماما فيها شيء .. باباب .. فيه شيء .. أحمد .. أحمد ..

ضمها بقوة أكبر ..

زاد بكاها .. حست بخوف أكبر وأكبر ..

أحمد تركها .. :أمك وأبوك بخير .. .. بس طلال ..

عرفت من ملامحها ونبرة صوته .. الحاصل .. بس اتمنت ان الي حست فيه يكون كذب ..

حطت يدينها الثنتين على فمها وهي تهز راسها بالنفي بدون تصديق ..

أحمد : الله يرحمه ...

صرخت بأعلى صوت .. : لااا ... لا .. مستحيل .. أنت تكذب علي ..طلال لا .. لا .. لا .. طلال اخوي عايش

..

أخذها في حضنه .. وهي تحاول تبعده عنها .. لحد ما استسلمت لدموعها وبكت بكل قوتها وهي في حضنه ..

..................................

اليوم الثاني ..

أبو خالد وخالد وزياد سافروا

ظل أبو أحمد وعمار وأحمد .. عشان العزاء هناا

عند الحريم ..

الكل لابس الأسود ...

خلود جالسة قرب سجود وتبكي معها ..

وأم خالد ساكتة .. وجهها ناشف ما عليه ولا دمعهة .. وتسبح .. وتستغفر .. وعيونها ساكنهم انكسار .. وحزن والم ..

الكل موجود باستثناء لمى ..

الي فجأة قررت تحضر .. مع أنها عارفة أن ولا شخص يبيها في هالبيت ...

دخلت .. سلمت .. الكل ناظرها .. بكره وبحقد ..

خلود همست لسجود الي كانت في عالم ثاني .. : ناظري

رفعت نظرها من عالأرض .. وشافت لمى ..

قامت من مكانها ..

مسكتها خلود ..

ما اهتمت فيها وابعدتها عنها ..

قامت ومشت لعند لمى

لمى مدت يدها .. وقالت : أحسن الله عزاكم

رفهت سجود يدها .. وبكل قوتها عطتها كف ..

ودخلت في حالة هستيرية من الصياح والبكا .. : اطلعي بررررة .. بررررررة من بيتنا .... بررررررررررة ...

طلعوها بررررررررررة .. برررررررررررة .. جاية تتشمتي فينا .. اطلعي برة يا حيوانة .. ما نتشرف ناخذ منك عزى ..

برررررررررة .. برررررررررة

ناظرتها لمى بحقد وبكره

قامت مجد ومسكت لمى وسحبتها برة ...

وخلود مسكت سجود تهديها ..

لمى ( هين يا سجود .. هين .. )

مجد : تعالي نرجع البيت ..

لمى كانت بتعاند وتدخل بس مالها نفس ..

لمى : أنتي ارجعي داخل .. زوجة ولدهم ولازم تكوني موجودة .. وأنا برجع

مجد دخلت وتركتها

هي طلعت لغرفة جودي ..

قفلت باب الغرفة وشغلت الضو .. وناظرت الغرفة ... أخذت الصورة الي عالطاولة قرب السرير .. جودي بشعرها الأحمر وعيونها

الخضر ..

الحين حسوا بألمها يوم فقدت جودي ... الحين بس عرفوا كيف كانت تبكي .. عرفو طعم العذاب وحسوا فيه .. الحين بس عرفو وش معنى

أنك تفقد غالي ..

مسكت الصورة .. ضمتها لصدرها .. وارخت الحبل لدموعها ..

بكت .. وبكت ... وبكت ..

لحد الحين حاسة بالمرارة ... جودي .. مين يرجع لها جودي .. مهما سوت فيهم مهما حصل لهم ما بيحسو بعذابها .. ضميرهم ما بيأ،بهم

على جريمتهم الي ارتكبوها في حقها ..

فكت الإطار وأخذت الصورة ..

وحطتها تحت بلوزتها ونزلت وقفلت الباب ..

ناظرت الصالة مافيها أحد ..

وناظرت غرفة مكتب أبو خالد ..

حاولت تفتح الباب لقته مقفل .. مستحيل هذي فرصتها تفتش في أغراضه وتمسك عليه أوراق عشان توديه في ستين داهية .. هالفرصة لو ضاعت

ما راح تتكرر ..

أكيد في نسخة مفاتيح مع الخدامة ..

ركضت للمطبخ قبل ما يشوفها أحمد ..

أخذت منها المفتاح بعد ما طلعت روحعها وكذبت عليها بكذبه صدقتها ..

دخلت المفتاح داخل فتحة الباب .. انفتح الباب ..

دخلت وقفلته وراها بالمفتاح ..

دورت في الأدراج .. عالطاولة .. كلها أوراق تافهة ما لها أهمية .. والمكتب مافيه خزنة ولا فيه أي شيء .. يعني اوراقه المهمة وين

يحطها ..

مستحيل هو دايم كان يدخل بملفات ويطلع بدونها ..

ناظرت اللوحة الي عالجدار .. لوحة نسخة من لوحة دافنشي ( العشاء الأخير ) هي اللوحة الوحيدة الي في الغرفة ..

أبعدتها عن مكانها .. ومثل ما اتوقعت لقت الخزنة وراها ..

بس .. من فين تجيب كلمة السر .. عمها مو ذكي أكيد ارقام سهلة ومعروفة ..

( رقم جواله .. لا .. بس بجرب .. )

ما نفع ..

( تاريخ ميلاده .. وش دراني عن تاريخ ميلاده العجووز .. لا انتظري هو أكبر من أبوي بسنتين .. )

جربت تاريخ ميلاده ..

كمان ما نفع ..

( تاريخ زواجه .. هههه .. العجوز ماله في الرومنسية وبعدين وش دراني عن تاريخ زواجه )

خمسة ارقام ..

بجرب .. انشاء الله تضبط ..

جربت الرقم الأول .. ما نفع

الثاني ما نفع ..

الثالث ما نفع ..

الرابع ما نفع ..

الخامس .. السادس ..

آخر مرة .. ( 11022)

كتمت صرختها من الفرحة وهي تشوف الخزنة تنفتح ...

وشوية وبترقص من الفرحة ..

ناظرت الورق الي داخلها .. وهي تضحك من غبائه .. الحين هذا رقم .. دارية عنه مو ذكي ..

أخذت الورقة .. جلست عالصوفا .. وحطتهم على يسارها ...

أخذت ورقة ورقة .. وقرأتهم بتمعن .. كلمة كلمة .. حرف حرف ..

ما استفادت شيء .. ما باقي غير الملف الأخير ..

الصدمة خلت اصابعها تتصنم وما تقلب الصفحة الي بعدها .. هالأوراق بتوديه في مليون داهية ..

مسكت الملف وضمته لصدرها وهي تبتسم ..

لملمت الورق ورتبته ورجعته مكانه .. قفلت الخزانة ورجعت كل شيء مكانه .. وخرجت بدون ما أحد يحس عليها ...

************************************************** ******

في المستشفى ..

صحت ..

اصابعه الباردة حاضنة اصابعها ..

بدت تفوق ..

ما سك يدها وعيونه مركزة عالأرض .. يلعن نفسه مليوون مرة ..

حركت اصابعها

رفع نظراته من عالأرض وهو يحس بحركة اصابعها ..

سعد بصوت مخنوق : ليش يا ريماس ..

مو قادرة تتكلم .. : أبـ ــ ـ..ــ ــ ـي مــ ـــ ـــ ـــ ــاء ..

صب لها شوية في كاس وسندها على كتفه وشربها وهو يناظرها بحنان .. ومنظرها سبب لقلبه نزيف داخلي ..

ريماس : ابعد عني ..

بعد عنها وجلس عالكرسي .. ونظراته مركزة على رجله اليمين الي يحركها عاسيراميك بتوتر وقلق .. وعصبية ..

لفت عالجهة الثانية .. ودموعها على وجهها ..

معقولة حاولت تنتحر ..

ناظرت يدها الي ملفوفة بالشاش الأبيض ..

سمعوا دق عالباب ..

سعد : ادخل ..

ندى وخالتها ..

خرج وتركهم .. مع بعض ..

بكت بحرقة وبقوة أول ما شافتهم ..

أخذتها ندى في حضنها وبكت معاها .. وهي ما تدري وش السالفة ..

ندى بخوف : وش حصل يا ريماس ...

زاد بكاها ..

الخالة منى : اتركيها لا تسأليها .. خليها ترتاح الحين ..

......

حاس أن الدنيا بكل وسعها ضاقت عليه ..

.. وش كان راح يسوي إذا ما لحق عليها ..

غمض عيونه بقوة .. ما يبي يتذكر ولا يبي يتخيل ..

حياته كيف ممكن تكون إذا فقدها ..

غمض عيونه وهو يتذكر كيف لقاها مرمية عالأرض ودمها مالي الأررض ..

مستحيل كان يقدر يسامح نفسه

كان أكيد لحقها .. مستحيل يقدر يعيش بدونها .. يعيش مع تأنيب الضمير .. مستحيل يقدر يمشي عالأرض وهي تحتها ..

عارف النهاية .. كيف راح تكون ..

خلاص .. ؟؟!! ..ّّّ

كل شيء بينهم انتهى .. ؟؟!!!^^^

************************************************** *********

بعد ما غاب الفرح عن دربهم بعد وفاة طلال ..

أم خالد بفرحة .. : مبررووووك يا بنتي .. مبرووك ..

اتخنق صوتها بالدموع ..

لازم تبكي .. بنتها الوحيدة وآخر العنقود .. حامل في شهرين وراح تصير أم ..

سجود .. وجهها منوور وعيونها تلمع من الفرحة ..

أم سجود .. : قلتي له ..

سجود هزت راسها بالنفي .. بتقول له اليوم .. فرحانة بالمرة وحاسة أنها انسانة جديدة .. فرحتها ما لها حدود ولا شيء ممكن يحتوي

ويوسع فرحتها

فرحانة .. فرحانة .. فرحانة ... لو ما خايفة على الي في بطنها .. كان قامت الحين .. ترقص وتدور ...

وأخيرا راح تجيب لأحمد الولد الي يتمناه .. الحين بس لقت الوسيلة الي راح تتخلص بها من لمى ..

....

في الحديقة ..

لمى لابسة بنطلون جينز أسود وبلوزة بيضاء بدون أكمام ..وراكبة عالسلم

وقف أحمد وراها .. وما انتبهت عليه ..

أحمد : وش تسوين .. نفسي اعرف ..

لمى قلبها طاح في رجولها .. : بسم الله علي ..

أحمد : ههههههههه ومسوية فيها ما تخافين ..

لمى طنشته وما ردت عليه .. وكملت طلوعها على سلم الحديد الي كانت حاطته تحت شباك غرفتها ..

أحمد بنفاذ صبر .. : يا مجنونة انزلي .. راح تطيحين وتروحين في ستين داهية .. وش تبين تسوين .. انزلي وانا بسوي الي تبينه

لمى كملت لحد قمة السلم ..

مسكت السلم بيد .. والثانية فكتها .. ودخلتها في جيبها ...

ما لقت الشال في جيبها .. ولا لقت الوردة ..

فكت يدها الثانية وما انتبهت انا مو ماسكة شيء ..

وطاحت ..

لحقها أحمد ومسكها ..

أحمد بعصبية وهو شايلها : يا مجنونة .. ؟؟ ..

لمى : نزلني ..

أحمد باستهبال : وإذا قلت لا ..

لمى : بتندم ..

أحمد : لاحظي أنك مرة وأنا الرجال .. يعني أ،تي الي راح تندمي إذا اتحديتيني ..

سكتت وهي تشوف سجود جاية لعندهم ..’

قالت بصوت تسمعه سجود وبلهجة قريبة من الدلع : أحمد حبيبي نزلني ..

أحمد ( مجنونة ذي .. ) : وأنا أقدر أقول لك لا يا حبيبتي ..

-

نزلها عالأرض ..

سجود بقهر وغيرة : أنت هنااا ؟..

أحمد .. ناظر لمى وعرف ليش قالت حبيبي .. تقهر سجود بس

الحين هو بربيها ويأدبها .. ويرد لها حركتها ..

مشى لعند سجود .. ومسك يدها وباسها : نعم حبيبتي وعيوني ..

لمى ناظرته وفاهمة قصده ..

سجود ابتسمت بدلع .. : حبيبي .. ما باركت لي ..

أحمد باس راسها وناظرها بحنان .. : مبررووك بس على ايش ..

سجود وتناظر لمى بتحدي وفرحانة أنها لقت

لمى معاه .. مع أنها كانت ناوية تقول له في جو رومنسي .. بس كل شيء يهون عشان تغث لمى وتقهرها .. وتشوف ملامحها وهي تزف لهم

الخبر

سجود بفرحة تشع من عيونها واضح عليها بالمرة فرحانة : لأنك راح تصير بابا ..

أحمد ترك يدها الي كان ماسكها .. ناظرها مو مصدق ويسألأها بنظراته

ابتسمت وحمرت خدودها ..

ضمها بقوة .. وشالها وصار يدور بها ..

لمى .. مو مستوعبة .. لا .. لا .. لا

ركضت لداخل البيت وتركتهم ..

سجود : حبيبي فرحان صدق ..

أحمد وصدره مو سايع فرحته .. راح يصير أب أخيرا .. مو قادر يصدق .. أخيرا ..

شالها من عالأرض .. وقال بحنان : من هاليوم .. ممنوعة من الحركة من كل شيء .. ارتاحي .. بس ارتاحي أنتي ..

سجود : ههههههه . .. كل هذا عشان الي في بطني ولا عشاني ..

أحمد : عشانك أنتي يا أم الغالي ..

سجود بدلع : طيب لو كانت بنت ..

أحمد : ولا تزعلي يالغالية يا أم الغالية ..

.....

لمى تناظرهم من فوق وقلبها يقطر دم .. وما قدرت تعبر عن قهرها إلا بالدموع ..

كيف فرحانة بها وبولدها .. وهي وسلطان .. ما أحد فرح بهم .. ليش ولدها يعيش بدون أب وبدون أم .. وولدها راح يجي عالدنيا وسط

عايلة كلها تحبه وتتمناه ..

سجود في ايش احسن منها ... ليش هي مو بعد بنتهم ..

كله عشانها يتيمة .. أبوها مات وتركها وحيدة ما لها حق في الحياة .. ما لها حق تحب ولا لها حق تنحب .. وولدها بعد ما له حق يعيش في

حضن أبوه مع ناس يحبونه

زاد بكاها وهي تسمع صوت الزغادريد مالية البيت تحت ...

قفلت باب غرفتها بالمفتاح ...

وارتمت عالسرير ..

أخذت صورة سلطان من تحت وسادتها ... وضمتها .. وبكت .. بكت .. بكت .. وبكت ..

معقولة الي تسويه الحين ظلم له .. ليش ما له حق يشوف فرحة ابوه به ..

على مين تلعب ... على نفسها ؟؟ ولا على مين ..

عارفة أحمد مستحيل يحب ولدها ..

بس لأنه ولدها .. ما له حق ينحب ..

.................

سمعت صوت دق عالباب ..

أحمد : افتحي يا لمى ..

ما فتحت .. ولا راح تفتح ..

انتظرها تفتح .. ما رضت ..

راح وتركها ..

ليش هي زعلانة اصلا ما يدري .. هي الي ما تبيه ولا تبيه يلمسها ولا تبي شيء يربطهم ببعض ..

متمني أن ولده ما مات .. كان عالأقل في شيء يربطهم ببعض ....

أمه نادته ..

راح عندها : نعم يمه ..

أم أحمد : وش تسوي عندك .. زوجتك حامل .. لا تزعلها .. روح اجلس معها .. وخليك جنبها .. أنت تدري هذا حملها الأول

ومحتاجة لحبك وحنانك ..

سمع كلام أمه وراح لغرفة سجود ..

أم أحمد ( وهذي بدايتها .. انشاء الله تقوم سجود بالسلامة وبعدها بنشوف يا لمى )

............

مسكت جوالها ودقت على منار

منار : هلاا وغلااا بالغالية

حاولت تتماسك نفسها ...

بس ما قدرت

منار بخوف : لمى .. وش فيك .. لمى ..

أخذت ليان منها الجوال : لمى ..

وهي تبكي وتبكي وتبكي وبس ..

ليان ما قدرت توقف أكثر .. الحمل تاعبها ومو ناقصة تعب أعصاب .. جلست عالصوفا ..

لمى ظلت تبكي ..

ليان بكت معاها من الخوف .. : يا حيوانة ..

منار سحبت الجوال من على اذنها .. : أنتي يا حيوانة متصلة بس تخوفينا ..

لمى اتمالكت نفسها .. : سجوود حــــــــــــــامل ...

منار : زعلانة عشان سجود حامل .. ؟؟ .. أكيد يعني .. ولا متصورة أنها بتظل كذا ..

لمى : ما شفتيه .. ما شفتيهم كيف فرحانين بها وبحملها .. وأنا ؟؟ وأنا طيب ... وسلطان ... سلطان ما له حق .. أبوه يفرح

به ..

ليان أخذت منه الجوال .. : مدامك زعلانة .. خلي أبوه يعرفه ..

لمى : ما راح يحبه .. لا هو ولا عايلته .. أنا ... أنا ..

كملت بصوت خانقته العبرة .. : أنا زعلانة لأني عارفة أنهم ما راح يحبونه .. بعكس ولد سجود .. ما سمعتي كيف الزغاريد .. مالية

البيت تحت ..

أنا طيب .. أنا ..

ليان : أنتي مستحيل تستمري بهالحال .. خليه يعرف ولده وبعدها إذا بحبه ولا لا بنعرف .. لكن لا تحرقي اعصابك ودمك .. على حاجة

أنتي مو عارفتها ...

لمى : لا لا .. مستحيل .. خايفة يحرموني منه ..

ليان : الكلام عالتلفون ما يصير .. تعالي ..

لمى : اوكي .. بلبس وبجيكم .. بوسي لي سلطان ..

سكرت الخط ولبست عبايتها .. وخرجت.. ما بتستإذن ولا عليها من أحد

نزلت تحت ..

أم أحمد : هيييي أنتي ... وين رايحة ..

لمى : خالة عجوز مالك دخل ..

خرجت وتركتها ..

أم احمد : حاااااااااااضر ... طييب .. أنا أوريك ..

************************************************** *******

************************************************** *******

الفـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــصل الأخيـــــــــــــــــــــــــــــــر

************************************************** *******

فتحت لها الخدامة وعلى طول طلعت للدور الثاني

لمى : لياان .. منار .. وينكم ..

طلعت منار الي كانت في غرفتها على صوتها .. : ادخلي ..

دخلت وجلست عالصوفا بتعب .. ما سلمت ولا شيء...

حطت راسها على كتف ليان .. ودموعها مثل السيل على وجهها ..

ليان ضمتها لها وبكت معها .. : طيب خليه يعرف ولده .. مدامك عايشة في كل هالعلذاب

لمى وصوتها في حشرجة من البكا ... : ما أقدر .. أخاف يكرهونه ويظلمونه مثل ما كرهوني وظلموني .. وخاصة والحين راح يكون عندهم ولد سجود ولد الغالية .. وأنا

الرخيصة ولدي بيكون رخيص مثلي ..

منار عصبت منها من جد ما ينعرف لها حال .. : لمــــــــــــــــــــــــــــــــــى .. تراك زودتيها .. اتخذي قراراك .. يا تخلينه يعرف ولده ويشوفه وبعدها تحكمين بنفسك إذا

يحبه أو لا ... أو تختاري لولدك يعيش يتيم طول عمره .. ولا تخافي بيكبر وبيعرف أن أبوه حي وبعدها بيلومك أنتي .. وبقول أنتي السبب .. أنتي الي حرمتيه من أبوه ومن عايلته

..

لو عرفهم وما حبوه وظلموه عالأقل بيكبر وهو عارف حقيقتهم .. عارف مين هم .. لكن لو اخفيتيه عنهم بيكبر وفي نظره أنتي الظالمة وهم المظلومين ...

ليان عارفة أن منار معها حق ..

مسحت لها دموعها ..

لمى بصوت رايح من كثر البكا .. : وينه .. لي اسبوع ما شفته

منار : نايم في غرفته ... بس في الليل بينام معاي .. صرت أم ولساتني ما كملت 19 سنه ... أم لولد وبنت وباقي محمد في الطريق ..

لمى : نورية الأمورة كيفها .. قلتوا لي كانت مريضة الأيام الي راحت ...

منار : لا كانت مزكمة بس الحين مثل الحصان .. هي ولسانها الطويل .. الي يشوفها يقول بنتك يا لمى ...

لمى : الله اكبر .. خمسة وخميسة في عينك ... تعطي البنت عين تروح في ستين داهية ..

لمى : وأمها ما سألت عنها ..

ليان : والله مسكينه هالبنت ... أمها رمتها عشان راح تتزوج ... اتخيلي .. شهرين .. شهرين ولا فكرت حتى تسأل عنها ...

لمى : وفيصل ؟؟

ليان : ما ادري .. جااف معها شوي .. يمكن خايفني ازعل .. أو ما ادري وش فيه .. لكن والله يزعلني بجفاءه معها .. مسكينه تقطع القلب ...

لمى : ما سوى التحاليل لسة .. Dna ...

ليان : ما يبغى يسويها .. يبغى يعيش نفسه في شك .. وما أبغى اوديها انا واكون دخلت نفسي في شيء ما يخصني ... ويزعل مني بعدين ..

منار : والله انا بعد فكرت نوديها بس .. فيصل ..

لمى : طيب عادي .. خلو خالتي أم فيصل توديها ..وتسوي لها التحاليل .. وهو أكيد ما بيزعل من أمه ..

منار : والله معك حق .. بحاول فيها ويمكن توافق .. أنتي ما بتعرفي أمي ... مستحيل تسوي شيء يزعل فيصل

لمى : انا بروح اسلم على امي .. وعلى خالتي .. ولو سمحتوا ما أبي ازعاج .. بروح انام مع ولدي ..

منار : وحبيب القلب بتتركيه مع عجوز النار سجود ..

لمى ناظرتها بلا مبالاة وطنشتها وخرجت ..

دقت الباب ..

فتحت الباب ودخلت ..

أمها لحد الحين زعلانة منها .. وما ترد عليها إلا على قد كلامها معها ..

لقتها جالسة عالسرير ومعطيتها ظهرها ..

مشت لعندها وضمتها من وراها ... وباستها .. : اشتقت لك يمه ..

قالت ببرود : وأنا بعد ...

عيونها الخضر الي كانت تلمع صارت باهتة .. ساكنها حزن وانكسار ... وعلى ظهرها حاملة كل هموم الدنيا ..بنتها قدام عيونها ومو قادرة تسوي لها شيء .. مو قادرة تنقذها ولا

تساعدها ...

يمكن لو صارت جافة معها بتحس بالذنب وتأنيب الضمير وتخاف على امها .. وما تنفذ الي في راسها ...

لمى .. محتاجة تبكي في حضنها .. ليش هي معها كذا .. ليش ما تحبها وتكرهها .. كل الي تسويه عشان خاطرها عشان تاخذ لها حقها ...

لمى .. : يـ ـــــ ــــ ـــمــــــــــــ ــــــــــــ ـــــــــه

ناظرتها بعيونها الي ضاعت لمعتها .. : نعم

لمى حبست دموعها .. حست بالجفاء والا مبالاة في صوتها ..

قامت عن السرير .. : ولا شيء يمه .. بغيت اسلم عليك بس ...

خرجت وتركتها ..

دقت الباب على أم فيصل وسلمت عليها ... تحسها مثل أمها بحنانها وطيبتها ..

سلمت عليها ورجعت لغرفة منار ..

لمى : انتوا هييي .. إذا حد اتصل وقال لمى وين .. قولوا ماتتت

ليان ومنار : بعد الشر عنك ..

لمى : بقفل جوالي .. إذا اتصل أحمد قولو .. أي شيء .. صرفوه .. ولا أحسن قولو ما جتنا .. عشان يطق فيه عرق ...

منار : هههههههههههههههه .. أحمد هذا انا راحمته بصراحة ...

لمى : تقلد صوتها ( أحمد راحمته بصراحة ) اتزوجيه مو احسن ..

منار : لو يتقدم لي مستحيل ارفضه ..

لمى عصبت من جد : انا بنقلع انام ..

منار وليان : هههههههههههههههههه

لمى : ضحك بلا سنون انشاء الله .. غبيات ..

خرجت ودخلت غرفتها وغرفة سلطان .. ناظرته واتأملت ملامحه وهو نايم .. الله يحفظه ... باسته على خده بحب وحنان ..

مشت لعند سريرها ونامت ..

ظلت تفكر في كلام منار .. وهي عارفة أن معها حق ...

ظلت تفكر .. لحد ما راحت في النوم ...

************************************************** *********************

ندى : اقول قومي ارتاحي .. واتركي عنك هالأوراق وهالهم ..

ريماس مشغولة مع الأوراق الي في يدها .. وفي نفس الوقت تراجع المعلومات الي عالابتوب قدامها ..

ريماس : بعدين .. لاحقين عالراحة ..

ندى : أي لاحقين .. قومي اتغدي .. باقي عالمغرب نص ساعة وأنتي لا فطرتي ولا اتغديتي .. بس عالبلاك كوفي ...

سحبتها من يدها .. : قوووووووووومي أحسن لك ..

ريماس : افففففف .. خليني اخلص شغلي .. بكرة عندي اجتماع ولازم اكون خلصت ..

تركتها ندى وخرجت من الغرفة

ندى : خاااالتي منى .. يا خااالتي ...

الخالة : ما رضت تاكل شيء ..

ندى بأسف .. : رفضت ..

الخالة بحزن : والله خايفة على هالبنت .. يعني يا تكون غرقانة في الحزن والعذاب .. يا تغرق في التعب والشغل ...

ندى : كله من قليل الذوق عديم النخوة والشهامة .. الله ينتقم منه ...

الخالة : لحد الحين تحبه بعد كل الي سواه فيها .. طلقها وسافر وما كان عنده ذرة شجاعة يواجهها الجبان .. الله ينتقم منه ... لا ابوه كان كذا ولا حتى أمه ... على مين طالع الله

اعلم

الخالة : ابغى افاتحك في موضوع ..

ندى : خير يا خالتي ..

الخالة : ندخل الغرفة عشان ما تسمعنا ..

دخلت معها لغرفتها ...

جلست جنبها عالصوفا .. واضح أن عندها موضوع خطير .. وخايفة يزعل ريماس ...

ندى : خير خالتي .. اتكلمي خوفتيني ..

الخالة سكتت شوي ترتب كلامها .. : في واحد متقدم لأختك ريماس ..

ندى سكتت .. عارفة أختها مستحيــــــــــــل توافق .. : مستحيل طبعا توافق ..

الخالة : عارفة .. لكن هذي وظيفتي ووظيفتك ... نظل فوق راسها لحد ما توافق ... ولا أنتي تبينها تظل كذا طول حياتها غرقانة في حزنها وألمها ...

ندى : أكيد لا .. بس أختي وأعرفها .. عنيدة ... ومستحيل توافق وخاصة أنها تحب سعد لحد الحين ..

منى : لا بتوافق لو حاولنا وحاولنا وأقنعناها ..

ندى : الله يسمع منك يا خالتي .. لو اتزوجت يمكن تقدر تنساه .. بس ما قلتي لي مين هو ..

منى : تعرفينه ولدنا .. منا وفينا .. وليد !!

ندى ما سمعت لا أكيد ما سمعت .. وليد .. لا وليد مستحيل .. بس هي تحب وليد ومستحيل تعيش من دونه .. مستحيل ... مستحيل .. لا مستحيل .. وليد ..

منى : هو فاتحني في الموضوع .. هو شاريها ويبيها ... وله فترة مكلمني بس ما كان عندي شجاعة اقول لك ولا اقول لها .. وخاصة أنها يدوب مكملة شهرين من تطلقت ..

ندى .. سكتت .. سكتت .. حبست دموعها في محجر عيونها ...

الخالة منى .. : ما قلتي لي وش رأيك ..

ندى بصوت مخنوق تحاول تخليه طبيعي على قد ما تقدر ... : الله يتمم الي فيه الخير ..

وخرجت قبل ما تضعف وتطلق العنان لدموعها ...

دخلت غرفتها واترمت عالسرير تبكي ...

................

خلصت من شغلها .. مسكت ادارة الشركة بعد ما سافر .. شيء تشغل به نفسها بدال ما تموت من التفكير فيه ومن الحزن على فراقه ... كيف طاوعه قلبه وطلقها وسافر ...

....

لهالدرجة ما تسوى شيء بالنسبة له ... ما فكر .. لمين بيتركها .. نسى وصية أبوها له .. لهالدرجة ما تعني له شيء .. لهالدرجة هي رخيصة وما تسوى في نظره ...

لهالدردجة ما حمل لها في قلبه ولا ذرة حب ... ولا ذكرى واحدة حلوة

.. لهالدرجة جبان ... جباااان .. جبااان ...

مسحت دموعها ..

فتحت لها ملف عاللابتوب .. راجعته بدال المرة مليون ز. وراح تراجع للمرة الي بعد المليون .. المهم تدفن نفسها وعمرها وحياتها وقلبها ومشاعرها تحت اكوام مشاكل وهموم الشغل والتعب

.. المهم تشغل نفسها وقلبها وعقلها عن التفكير فيه .. لأنه ما يستحق تفكر فيه .. ما يستحق تضيع ثانية واحدة تفكر فيه .. لأنه ببساطة ما يستاهل حبها ... ولا يستحقه ..

.....

دقت الباب ودخلت غرفته .... : وليد يمه ...

قام لعندها وحب على يدها وعلى راسها ... : نعمين يا يمه .. يا حبيبتي وتاج راسي .. وقلبي وروحي وعمري وحياتي .. ونظر عيني ..

أم رائد : ههههههههههه .. ما ينقدر عليك .. ما بقيت شيء لزوجة المستقبل ...

وليد : أنتي الكل في الكل ... أنتي ملكة القلب ... والباقيين كلهم ولا شيء بالنسبة لك ..

أم رائد وتغمز له بعينها .. : حتى ريماس ؟؟!!

وليد : ههههههههه تعرفين تمسكيني من اليد الي توجعني ...

أم رائد : هاا لا تكذب مرة ثانية ..

وليد : ههههههههههههه حاااااضر .. لك السمع والطاعة مولاتي ..

أم رائد : اها كيف الشغل معك ...

وليد : الحمدلله يا يمه .. كل شيء عال العال ..

أم رائد ..: بس شايفة ريماس شاغلة نفسها اربع وعشرين ساعة .. لا تاكل لا تشرب ومتحجة بالشغل ..

وليد باستغراب .. لأنه صار شريك لريماس وماسك معها الإدارة ... : مو لهالدرجة ... كلها معاملات وملفات قديمة .. هالأيام السوق نايم .. ومافي طلبيات جديدة ..

كلها تصفية ديون وحسابات لنا على بعض الزبائن ...

أم رائد .. : هالبنت حالها مو عاجبني .. الله ينتقم من الي كان السبب ..

وليد : ما فاتحتيها في الموضوع لحد الحين ..

ام رائد .. : لا .. ما قدرت .. بس اليوم قلت لندى وهي راح تكلمها ...

وليد : ايوة بخصوص ندى .. لساتها مصرة ما تبي تكمل دراستها ...

أم رائد : حاولت فيها .. ما تبغى ..

وليد : والله هالبنت بكسر راسها ..

وليد يعتبر ندى أخته الصغيرة .. متربية معهم من صغرها وهو أكبر منها ب12 سنة ... من صغره يعاملها كأنها أخته ..

كمل كلامه .. من صغرها تكره المدرسة وما تبي تكمل .. وعنيدة وما أحد يقدر يتفاهم معها ..

أم رائد : ثنيناتهم كل واحدة أعند من الثانية .. والي في راسهم في راسهم ... وحالفة ما تدرس جامعة .. قالت شهادة الثانوية وخلاص .. والبنت مصيرها لبيت زوجها ...

وليد : هههههههههههههههه والله هالبنت .. ما لها نية دراسة خير شر ...

أم رائد : بس لو توافق على رائد .. كل ما أفاتحها تتهرب .. أنا عارفتها ما تبيه .. بس ما تبي تزعلني ...

وليد : طيب يا يمه اتركي البنت على راحتها ....

أم رائد : اهم شيء عندي راحتهم ... بس مافي واحدة ممكن يحافظ عليها مثل رائد .. والله ابيك انت لريماس .. ورائد لندى .. ما أبي أموت وأنا خايفة عليهم ..

وليد وهو يحب على راسها ... : الله يحفظك يا يمه ويديمك فوق راسنا ..

أم رائد : البنات يتيمات .. لا عندهم أب ولا أم ولا سند ... وخواني الله يهديهم مالهم إلا في أنفسهم ..

وليد : مدام عندهم أنتي فهم أكيد راح يظلوا بخير ....

************************************************** ************************

ناظرت الساعة ... عشرة ونص ... معقولة نامت كل هالوقت ...

الحين وش بيحلها من لسان أحمد وأمه وأبوه ...

رجعت مع سواق ليان ...

فتحت الباب ودخلت ..

ناظرتهم ...

العايلة الكريمة كلها مجتمعة ... والكل واضح أنه مبسوط ... مسويين حفلة الظاهر ... بلونات وزينة .. وكيك وحلويات ... يعني الكل محتفل وفرحان بالبيبي

حتى ما عرفوا أنها خرجت ... سألت منار إذا أحمد اتصل .. قالت لها أنه ما اتصل ...

كملت طريقها وطلعت لغرفتها وطنشتهم ...

... كلها دقايق وانفتح الباب ..

ناظرت أحمد الي واضح على ملامحه أنه معصب ... وبينفجر ..

أحمد : وين كنتي ..؟؟

لمى : ما يخصك ..

أحمد ويحاول يتماسك أعصابه على قد ما يقدر .. : كيف يعني ما يخصني .. ليش أنا طرطور في هالبيت ... مالي قيمة ..

لمى ببرود وتجلس عالصوفا وتحط رجل على رجل .. : والله اسأل نفسك .. أنت أدرى مني ...

اتعوذ من ابليس ... ما له نيه يغلط عليها ... : لمى اتقي شري .. أحسن لك ...

لمى : ههههههه .. خوفتني ... ولو ما اتقيته وش بتسوي ...

أحمد ( اللهم طولك يا روح ) ... : هييي أنتي اسمعي ... من اليوم مافي طلعة من البيت .. باستئذان ولا بدونه .. طلعة لااااااااا ..

لمى ببرود : ههههههههههه خلاص .. كلمتك يا تاج راسي وبمشيها بمزاجي .. الحين بس لأني بنام ... قفل النور قبل ما تطلع

رمت جزمتها وطلعت عبايتها .. وسحبت مفرش السرير ونامت واتغطت ...

وقف دقايق يتعوذ من الشيطان وبعدها خرج وقفل الباب بأقوى ما عنده ...

...........

نزل تحت وجلس جنب سجود ..

ناظرته .. وشايفة كيف معصب ..

.. فرصتها ..

مسكت يده بحنان .. وناظرته بكل حب ...

يحلف ويقسم أنه ما يستاهلها ... ( ليش يا لمى تبيني أكرهك ... )

ناظرها وابتسم ...

مجد : شوفي عصافير الحب .. بموت قهررر ..

نجد : لمى هي الي تبي تخليه يكرهها وبتنجح بتفوق في هالشيء ..

مجد : انا طالعة لها ...

طلعت لها في غرفتها ..

مجد وهي تدخل ..: لموووو قومي .. قووومي ..

لمى ما كانت نايمة ... : افففففففف .. نعم .. خير .. وش تبين ..

مجد عارفة أنو مو من قلبها .. لأنها دايم ما تناظرها وهي تقول هالكلام وتطردها .. ولا مرة كلمتها وعينها في عينها .. دايم تناظر الجهة الثانية ... : قومي البسي واكشخي ويلله

نقهرهم ..

لمى : ما بنزل ويلله برة ..

مجد جلست جنبها عالسرير .. : يا بنت .. أنا عارفة أن كلامك هذا من برة قلبك .. مو من جواه ... تحبيني عارفة

لمى : لااااا .. لا تكوني دخلتي قلبي وعرفتي وش فيه ..

مجد : لمى اتركي عنك ثقالة الدم ويلله .. قومي .. لو حتى تكرهي أحمد وما تبينه مع أني عارفة انك تحبينه ..

ناظرتها لمى بنص عين ..

كملت مجد كلامها .. : مع هذا ما راح تشمتين سجود فيك ... يلله اكشخي والبسي .. وشدي حيلك وجيبي لنا .. ولي العهد .. وانشاء الله سجود تجيب بنت .. وأنتي تجيبي

لنا الولد ..

لمى : أخوك ما أبيه ولا أبي شيء يربطني فيه ولا فيكم ..

مجد بعناد : من برة قلبك .. لمى .. أحمد يحبك لا تخسرينه .. ولا تخسريني أنا كمان ...

قامت من عالسرير وخرجت وقفلت الباب وراها ....

أحمد ما يحبها

.. طيب ..

لو ما يحبها ..

ليش لحد الحين مستحملها ...

الي تسويه فيه ما أحد يقدر يصبر عليه ..

.. هه .. اصلا ما يهمها ..

بس .. على قولة مجودة .. الي يهمها أنها تقهر سجود ..

أبعدت المفرش عنها وقامت ...

.................................

لبست فستان زمردي يلمع مع لمعة عيونها ... عاري الأكمام ..

وفكت شعرها .. عشان يغطي الحرق الي على كتفها ...

حطت مكياج وناظرت نفسها عالمرايا

تكره نفسها بالفستان .. تحس شكلها غبي .. بس بتلبس مو سجود بس الي تلبس فساتين

عطت نفسها طلة أخيرة عالمرايا .. مكياجها الخفيف وفستانها الزمردي .. حورية بجمالها .. وبدون لسانها الطويل ... قمة الأنوثة .. والنعومة .. بالشكل بس طبعا ..

...............

نزلت وناظرتهم ...

مشت لناحية أحمد وسجود ...

مدت له يدها وابتسمت .. : مبرووك

وباسته على خده ..

وسجود وجهها اتلون بمليون ألف لون وأكثر ..

مدت لها يدها ...

طنشتها ولفت وجهها بالجهة الثانية ..

أحمد ابتسم لابتسامتها وش يسوي لقلبه .. يحبها .. : الله يبارك فيك ...

لمى .. ناوية تسوي حركة نذالة ... وتقهر سجود أكثر ... هذا وجهها لو خلت أحمد يحضر الحفلة .. ( هههههههههه طيب يا سجود .. ناظري بس .. )

جلست شويه معهم وتسولف مع مجد ... ونجد ... وتضحك وتناظره .. وهو يناظرها ...

مجد ( هههههههههه والله انك مجرمة يا لمى ..)

مجد تهمس لنجد ..: شوفي سجود ... ههههههههه

نجد : يا بنت احترمي نفيك ..

قامت لمى عن مكانها .. ونادت أحمد ..

طلعت لغرفتها وطلع وراها ...

.........

أحمد مسوي نفسه معصب لسة .. : نعم ... وش تبين ..

لمى قفلت الباب وتكت عليه بظهرها وقفلت الباب بالمفتاح ... : أبغى أعتذر ...

أحمد : ليش الإعتذار يكون حاف كذا ..

قرب منها

وهي اتجمدت مكانها ..

.. حبسها في مكانها .. الباب وراها .. وما عرفت تهرب أو تبعد عنه ..

.. ابعد شعرها عن وجهها وكتافها ..

.. انتبه للحرق الي فيه ...

ناظرها بخوف .. : وش هذا يا لمى ..

بلعت غصتها .. : هذا ولا شيء .. عشان لما أنسى اتذكر ..

مافهم ..؟؟؟

أحمد : ما فهمت !!؟؟

لمى ... : هذا ولا شيء ...

انملت عيونها بالددموع

لاحظ كيف ترجف وهي تتكلم ...

ضمها لصدره بحنان ...

.. حست بإحساس غريب .. احساس حتى هي ما فهمته ..

ما عبرت عنه إلا بالدموع ...

.. الدموع بالنسبة لها ضعف .... هزيمة ... خوف ... انسحاب من المعركة ..

وخصوصا لو كانت هالدموع .. قدامه ...

بس ما تدري ...

تبيه يحس أنها ضعيفة قدامه .. لأـنها فعلا تحس بالضعف والوهن قدامه ..

أحمد : قولي .. اتكلمي ..

لمى فتحت له قلبها

.. وقالت كل الي فيه ...

.................

************************************************** ***************************

************************************************** ***************************

************************************************** ***************************

*****************؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!

مو قادر يصدق .. عمه ... عمه ...

هو الي حرمه من زوجته ...

.. وحرمه من ولده ...

هو السبب ..

نزل تحت وهي تلحقه ...

وراح لمجلس الرجال الي فيه أبوه وعمه

ولمى وراه تناديه

الكل خاف .. وش الحاصل ..

أحمد وعينه في عين أبو خالد ... : مو قادر أصدق يا عمي ... مو قادر أصدق ... أنت مستحيل تكون بشر ... كيف طاوعك قلبك ...

أبو خالد بعصبية وخايف يكون الي حاس فيه صار فعلا .. ولمى قالت لأحمد الحقيقة ... : عن ايش تتكلم ..

أبو أحمد : أحمد وش فيك ... وش الي حصل .. السوسة هذي وش قالت لك ...

أحمد : قالت لي الحقيقة .... قالت لي أن عمي .. كبير العايلة .. الراس الكبيرة ... الموقر ... الي كلمته بس ... هي الي تنسمع .. ليه ؟؟ لأنه دايم صح

.. هو الكبير .. هو الي يعرف مصلحتنا ...

بعد كلمته ما ينقال حرف واحد ... الكلمة الأولى والأخيرة له ..

أبو أحمد : احترم نفسك يا أحمد .. انت قاعد تكلم عمك ..

أحمد : أي عم .. الي اتسبب في موت ولدي .. واتسبب في ضياع زوجتي .. وعذابها .. وشوه جسمها بالنار .. أ] عم ..

أبو خالد بعصبية يخفي وراها خوفه وارتباكه .. : وش قالت لك بنت الحرام الكذابة ..

أحمد : عمي .. لا تغلط عليها .. لأني هالمرة بس بمشيها لك ..

أبو أحمد صفقه كف بكل قوة عنده ..

ناظر أبوه بقهر ... وقال .. : أخوك الي ضربتني عشانه .. تاجر مخدرات .. وأ،ت ممسكه الأمر والنهي .. ما تسأله ليش وكيف .. من ورى ظهرك يتاجر بالمخدرات

.. وقول بعد يا عمي .. لاا

أبو خالد ارتبك .. كيف عرف هذي بعد ..

أحمد : وعندي الأوراق الي تثبت ..

أبو احمد ناظر أخوه .. ينتظره يقول لا ...

قال وصوته يرتجف .. : كذابة .. كذابة ..

أحمد خرج الأوراق الي عطتها لمى له ورماها له ... : خذ اقرأ يا عمي ... يمكن تنشط ذاكرتك ..

فتح وقرأ الي فيها ... : كيف .. من وين ؟؟؟

أخذ أبو أ؛مد منه الأوراق ويده ترتجف وهو يدعي ... لا .. لا .. لا ... لا ...

قرأها .. ونعم .. نعم ... نعم ...

جلس من هول الصدمة ما قدر يوقف ...

.. دمعت عيونه .. أخوه .. اخوه ..

سجود ومجد ونجد الي كانوا واقفين عند الباب مو مصدقين الي سمعوه ..

سجود دخلت ..

مسكت لمى من كتفها ولفتها لناحيتها ...

رفعت يدها بتعطيها كف ..

.. مسك أحمد يدها ... وناظرها بدون تصديق ..

مو قادر يناظرها ...

... ما يقدر يناظرها وما يتذكر أبوها ... ما يقدر ..

ومستحيل يظلمها ويطلقها ... وخاصة أنها حامل منه ..

************************************************** **********************

ريماس بعصبية .. : ندى .. أنتي مجنونة ... أنا مستحيل أتزوجه ..

ندى : اتزوجيه ما بتلاقي أحسن منه ...

ريماس : أتزوجه .. وانتي تحبينه .. ؟؟؟؟

ندى : احسن من أني اشوفه مع واحدة غيرك ...

ريماس : ندى .. أنا ما راح اتزوجه ... مستحيل !!

ندى : راح تنتظري سعد لآخر يوم في عمرك يعني ...

ريماس .. : أنتي عارفة سبب رفضي .. مستحيل أتزوجه ... كيف اتزوج وليد وأنا عارفة انك تحبينه وتموتين عليه ومتمنية لو يلاحظ وجودك ولو شوي ...

........

طلع الدرج .... وين أمه ... هي غرفة في الدور الي تحت ... يمكن في غرفة ندى أو ريماس ..

راح لجهة غرف البنات ... وهو يناديها ..

سكت .. وجذبه الصوت ..

.

ما قصد يتسمع .. ولا يسمع ..

بس الباب كان فاتح ...

وسمع كل الي قالوه ...

( ندى !! تحبه !!؟؟؟ )

ندى الصغيرة ..

الي كان يشيلها ويلاعبها .. الي طول عمرها أخت له .. تحبه ؟؟!!

طيب هي أخته ...

.....

خرجت من الغرفة ودموعها في عينها

اتجمدت وصنمت مكانها وهي تشوفه واقف قدامها ...

...

رجعت ركض لغرفتها ..

وليد ..

ندى .. بملامحها .. ما اتغيرت ... تشبه أمه منى .. ما اتغيرت ... لكنها أحلى .. والدموع الي في عينها عشانه .. زادتها جمال ورقة ونعومة ..

...

صدق تحبه ... ؟؟؟!!

..........................

ريماس : وش فيك ؟؟

ندى زاد بكاها ..

ريماس بخوف .. وش فيك ... ليش رجعتي خايفة كذا ...

ندى ... ما ردت بس تبكي ...

فتحت الباب ناظرت .. الممر فاضي مافيه أحد ...

ريماس : ندى ؟؟!!

ندى : خايفة ؟؟

ريماس : من ايش ..

ندى: يكون سمعنا !! .. وليد .. كان برة ...

ريماس ... : شفتيه ..

ندى : الحين وش بيظن فيني ... ليش قلتي أني أحبه ..

ريماس : يمكن ما سمع ...

ندى : ناظرني بنظرات غريبة .. واضح أنه سمع ..

ريماس : لا تبكي .. يمكن يتهيأ لك ..

ندى ... : متأكدة أنه سمع ..

ريماس : وش فيها إذا سمع ..

ندى : كيف يعني وش فيها .. الحين وش راح يفكر فيني ... طول عمره يعتبرني أخته .. من صغرنا .. أخته وبس ..

ريماس : أحسن .. عشان يحس على دمه ويسحب خطوبته ..

ندى ناظرتها بحقد .. : ما بتفكري إلا في نفسك ؟؟

ريماس : لا تكوني حساسة زيادة عن اللزوم .. كيف يعني راح يفكر فيك بشكل ثاني .. أو راح يناظرك بنظرة مو تمام .. ليش الحب حرام ؟؟

ندى : ما أقدر اعيش معه في نفس البيت .. خلينا نرجع بيتنا ..؟!!

ريماس : خالتي ما بتوافق .. وبعدين الناس وش بيقولو .. وخوالي بعد ما راح يوافقوا .. بنتين في بيت كبير عريض لوحدهم ..

ندى : والحل ..

ريماس ..: مافي حل غير نظل هنا

************************************************** ************************

في المستشفى ..

الدكتورة .. : مبروووك ...توأم .. ولدين ..

فيصل .. مو قادر يصدق ..

( الحمدلله .. الحمدلله .. الحمد لله ... الحمدللله ... الحمدلله ... الحمدلله .. الحمدلله .... الحمدلله .. الحمدلله )

الــــحـــــــمـــــــد لك يــــاااااااارب

أم فيصل .. : مبروووك يا وليدي .. مبرووك ..

فيصل .. : أقدر أشوفها ...

الدكتورة : الحين ممنوع ..

فيصل جلس عالكرسي .. وهو يحمد ربه ...

..................................

منار خرجت من غرفتها تصيح وتصيح ... وتصااارخ بأعلى صوت .... خالتي أم لمى .. خااااااااالتي .. خالتــــــــــي ... جابت ولدين ..

خالتي ...

أم لمى الي كانت تصلي وتدعي في غرفتها ..

قامت عن مكانها والدموع في عيونها ...

فتحت منار الباب بدون ما تدق ..

قالت وهي تناغز ... فووق تحت ...

..... مبروووووووووووووووك .. مبرررروووووووك

جابت ولدين .. والله وناسة .. وناسة ... مو قادرة أصدق ...

رجعت غرفتها بنفس الحال ... ناظرت الساعة ثلاثة .. بس أكيد الأخت سمر صاحية .. بكرة ملكتها وأكيد مو قادرة تنام ..

رفعت جوالها ودقت عليها ...

الجرس .. الأول ..

على طول ردت..

سمر : في أحد يدق في هالوقت ..

منار : ايوة .. أناااااااا

سمر : أكيد أنتي .. ما أعرف أحد يتفوق عليك في الإزعاج ...

منار : أقول عن الكلام الكثير...

صاحت من الفرحة

سمر ابعدت الجوال عن اذنها ... : خرقتي طبلة اذني ..

منار : ليان جابت توأم .. ولديــــــــــــــن ...

سمر انتفضت عن مكانها وصاحت حتى هي بأعلى صوت ..

منار ابعدت الجوال عن اذنها من شده الصياح وهي تضحك ....

سمر : مبرووووووووووووووك ...

منار : لو سمحتي أبي اذني ..

سمر : مو المفروض الأسبوع الي جاي ..

منار : أولاد أخوي اشقياء ما يحترمون المواعيد .. وش نسوي لهم ...وبعدين ما يبون يحضرون ملكتك ... عشان كذا قالوا خلينا نسويها نذالة ...

سمر : ههههههههههههه عااادي على قلبي مثل العسسسسسل ... أنا خالتهم وراح يحبوني أكثر ...

منار : لااااا حبيبتي .. راح يحبوني أنا أكثر ..

سمر .. : لااا .. أنا ..

منار .. : لأاااا .. أناااااااا .. قلت لك أناااااا

سمر ومنار في نفس الوقت ... : هههههههههههههههههههههه

منار : نامي احسن لك .. بكرة بيهرب العريس يوم يشوف عيونك المنفخة ... وشكلك الي يروع ... نامي يلله ... بااااااااايو قلبوووووووو

سمر .... : اوكي بايوووهااات ...

سكرت الخط وظلت تناغز والفرحة مو سايعتها ....

************************************************** **************************

************************************************** **************************

لبست عبايتها ... ونازلة عالدرج ..

شافت سجود ... تحزن وشكلها يقطع القلب ...

أبوها انسجن ... انكشفت تجارته ... كان في حمولة جديدة ... والشرطة كشفت التهريب ... واعترفوا عليه .. بكل شيء وانسجن...

وأحمد .. ؟؟

يعاملها كزوجة .. بس بجفاء ..

شكلها يكسر القلب ..

ما اتصورت أنها في يوم ممكن تزعل عليها أو تحس أن قلبها يتقطع وهي تناظرها ...

بس ..

بعد الي سمعته أمس ..؟؟

مو قادرة تصدق ..

شيء مثل الي سمعته امس .. كان ممكن يفرحها ...

مو قادرة تصدق ..

من كثر ما اتعودت على كراهيتها مو قادرة تصدق ... أنهاااااااااااااا

أن سجود ...

.........

سجود ...

.. عدوتها ...

الي كرهتها وعادتها بدون سبب وبدون وجه حق ...

سجود .. معقولة ..

عندها ....

سرطان في المخ ...؟؟؟؟؟!!!!!"""""""

سمعتها امس ...

كانت تبكي وتتكلم مع خلود ...

جالسة على بداية الدرج وواضح أنها تعبانة ومرهقة ... من الحمل أو من المرض ...

لها الحين خمسة شهور ...

لمى اتقطع قلبها وهي تناظرها ...

حست بالذنب ليش كانت تعاملها بهالقسوة ...

نفسها تطلب منها السماح وتبدأ معها صفحة جديدة ...

لمى بشفقة : سجود .. تعبانة ؟؟

سجود ناظرتها بحقد .. : بعد الشر عني .. تبين تتشمتين فيني ... لا مو تعبانة ..

جات تقوم

سندت عالدرج بيدها

مسكتها لمى من يدها الثانية ... عشان تساعدها ...

ما فهمت لمى الي صار ..

فكت يدها وصرخت ...

سجود ... : ااااااااه ......... ااااااااااااه ......... حرام عليك ... حرام .. ليش كذا ...

لمى ما سوت شيء .. كانت بتساعدها ..

عرفت الحين وهي تسمع صوت أحمد الي ركض عالدرج وهو يصيح .. وش الي حصل ...

أحمد بعصبية وصفق لمى كـــــ ـــــ ـــــــ ــــ ــفــــ ــــــ ـــــ ــ ...

مسك سجود وسندها

أحمد : وش كنتي تبين تسوين ... تذبحينها هي والي في بطنها ...

لمى ناظرت سجود ( حتى المرض ما يغيرك يا سجود )

سجود ناظرتها بتشفي ..

سجود : آآآآآآه ... ظهري .. أحمد تكفى وديني المستشفى ... مو قادرة اتحمل ...

لمى ... نزلت وطنشتهم ... ما راح ترد ... الله يشفي سجود ...

أحمد .. : لمـــــى

لمى : نعم

أحمد : انتظري أنا بوديك

لمى : لا مافي داعي .. بروح مع السواق ... أنت خليك مع سجود ... ووديها المستشفى

خرجت وتركتهم ..

بتروح بيت ليان .. اليوم راح تخرج من المستشفى ...

************************************************** **************

وهي في الطريق ..

.. دق جوالها ...

لمى : نعم منار ...

منار وهي تبكي ... : لمى .. لمى ...

لمى بخوف : ليان فيها شيء .. منار .. انطقي اتكلمي ...

منار : لاا .. لا مو ليان ... سلطان ..؟؟؟

************************************************** ***************

في المستشفى ..

ركضت ..

ركضت ..

ركضت ...

ركضت ...

سلطان ...

سلطان ..

سلطان ..

يااااااارب ..

يااااارب ..

يااااارب ..

يارب ... لا تنتقم مني في ولدي يارب .. يارب احفظه يارب ... يارب لا .. يارب سوي فيني الي تبغاه بس ولدي .. لا ..

وصلت لقسم الطواريء

وجهها كله دموع ....

شافت فيصل ومنار وأم فيصل ...

ركضت لعندهم ..

منار وتبكي : انا السبب .. انااا ...

مافهمت شيء من كلام منار عالجوال ...

قالت وهي شبيهة بالمجنونة ... : وش حصل .. انطقي .. وش حصل ...

منار : مـ ــ ــ ــ .. ما أدري ... ما ادري ..

خرجت وتركته يلعب ... مع نورة

لما رجعت ...

غمضت عيونها ما تبي تتذكر ..

لقيته يتشنج ...وعلبة الحبوب حقت أمي جنبه ..

لمى : لو صار له شيء ما راح سامحك يا منار .. ما راح اسامحك ... مستحيل اسامحك ...

دق جوال فيصل ...

ليان وصوتها مخنوق من البكا .. : كيفه الحين ..

فيصل .....: يسوون له غسيل معدة ...

ليان : يااارب احفظه يااارب ...

أم فيصل هدأتها وجلستها ... وهي ترتجف وتنتفض ... تستغفر وتدعي ...

يارب ..

... يااارب ..

يااارب ...

..يارب ..

يارب ...

ياااربي .. ارحمني .. يارب .. ارحم ولدي .. ماله ذنب في الي سويته يارب .. يارب ارحمه يااارب ... يااااارب ...

خرج الدكتور ..

مو قادرة تسمع ... خايفة .. خايفة ... خايفة .. مو قادرة ... هالمرة راح تكون نهايتها ... مستحيل ...

******************************************

وقف سيارته

انتبه على السواق الي راحت معه لمى والسيارة .. هي قالت بروح بيت ليان .. ما قالت بروح المستشفى

ترك سجود في السيارة وراح عنده

خاف يكون فيها شيء ..

سأل السواق .. : مدام لمى وين ..

السواق : مدام لمى في يجي تلفون .. هي على طول قول ودي مشفى ..

حس بالحيرة والخوف ... وش الي حصل .. لا يكون ليان فيها شيء ...

...

ترك سجود مع الدكتورة .. وهو ظل برة .. يفكر ... ويفكر .. باله مشغول ..

دق عليها ...

ما ردت ...

...

يمكن السواق يعرف في أي قسم هي ...

وهو نازل التقى .. بــــ ... فيصل ...

أحمد : فيصل .. مين المريض ..

فيصل .. سكت ..

أحمد وش فيه ...

.......................................

رفعت عيونها عن الأرض وهي تسمع صوته ( لـــــــــــــــــــــــــــــــمـــــــــــــــــ ـــــى )

ناظرته ..

.. ناظرها ..

ناظرته .. وناظرها ...

عيونه تشرح الي في قلبه .... شك ... كره .. احتقار .. حقد ..

لمى .. عيونها كاشفه .. خوفهاا .. رعبها ...

أحمد وقف قدامها ومسكها من يدها قومها .. :الي سمعته صح ... انطـــــــــــــقي ... اتكلمـــــــــــــــــي ....

فيصل مسكه وهدأه ... وأبعده عنها ...

جلست .. مو قادرة توقف .. كل الي على لسانها ( الحمدلله ... الحمدلله .. الحمدلله .. ) ولدها عايش .. الحمدلله .. عايش ...

أحمد : لييييييييش ؟؟؟ ... ليش يا لمى ...

فيصل : اهداا .. الي فيها مكفيها ...

أحمد ... : مو قادر اصدق .. لهالدرجة وصل كرهك لي .. لهالدرجة ... ..

سكت شوي كأنه يراجع نفسه ..

.. سكت .. وكأنه يصارع نفسه ...

ويصارع قلبه ...

داس عليه برجوله ونطقها ...

( أنتي طــــــــــــــــــــــــالق يا لمـــــــــــــــــــــــى )

زاد بكاها .. وزادت قوة سيل دموعها ..

قالت بصوت ما بغى يطلع ( أناااااااا .. حـــــــــــامل يا أحمد )

**************************************************

سلاسل من خيوط العنكبوت

...... ورود ضائعة ... في زمان مات ضميره .. في أرض ضاعت ملامحها ..

...... أصوات منهكة .. بحت .. ولكن أين سامعها

...... أوراق شجر ... تناثرت .. فأين جامعها

......

سلاسل من خيوط العنكبوت

... هي .... الحياة ...

عندما ...

... تتخللها الوحدة ... وتتزين جدرانها

... بالأحزان والدموع ......

........ هي ... الحياة ....

عندما .....

تفقد كل معنى من معانيها ....

.... هي ....

حياتنا ... عندما ... تخلو من ... الشمس الي تنيرها وتدفئها .... ومن القمر الذي يضيئها .... والورود التي تعطرها وتشارك في جمالها

************************************************** ***************************

************************************************** ***************************

************************************************** ***************************

************************************************** *************************

نبحر في بحر من الدموع والأحزان ..

نتساءل ونتساءل ... مرارا وتكرار ...

أين السعادة ..

هل سنجدها في طريق بحثنا ...

هل ستكون النهاية .. هي العثور على السعادة ...

...

أحيانا نتوقف ...

عندما يصيبنا التعب ... عندما نشعر باليأس ..

ونتساءل ... هل هناك وجود ؟؟؟؟؟ للسعادة !!؟؟

نغمض أعيننا ,,

ونرخي العنان .. لدموعنا ... ونستسلم ...

ونخاطب السعادة باستهزاء ... ونمثل دور اللامبالاة في مسرحية الحياة ...

ونبتسم ...

لا ... لا نبتسم .. بل نضحك ... لتعلو ضحكاتنا وتصل عنان السماء ..

نضحك لكي لا نبكي ...

ونبتسم .. بدلا من الغرق في بحر الدموع ....

نخاطبها بسخرية ... ونقول

.. أنتي ؟؟؟ !!

أيتها الزائفة ... وتدعي بأنها تسمى السعادة ..

نحن لا نبالي إن وجدناك ...

.. لا نبالي .. بوجودك مطلقا ...

لا نبالي .. لا نبالي ... نستطيع العيش بدونك ...

وعندما تدير ظهرها لترحل ..

ننحني ونركع .. وننادي عليها في استجداء

.. أيتها السعادة .. أرجوكي .. لا ترحلي ...

... لا ترحلي ...

لا ترحلي ...

............... لا ترحلي !!!!!!"""

************************************************** **************************

نبحر في بحر من الدموع والأحزان ..

نتساءل ونتساءل ... مرارا وتكرار ...

أين السعادة ..

هل سنجدها في طريق بحثنا ...

هل ستكون النهاية .. هي العثور على السعادة ...

...

أحيانا نتوقف ...

عندما يصيبنا التعب ... عندما نشعر باليأس ..

ونتساءل ... هل هناك وجود ؟؟؟؟؟ للسعادة !!؟؟

نغمض أعيننا ,,

ونرخي العنان .. لدموعنا ... ونستسلم ...

ونخاطب السعادة باستهزاء ... ونمثل دور اللامبالاة في مسرحية الحياة ...

ونبتسم ...

لا ... لا نبتسم .. بل نضحك ... لتعلو ضحكاتنا وتصل عنان السماء ..

نضحك لكي لا نبكي ...

ونبتسم .. بدلا من الغرق في بحر الدموع ....

نخاطبها بسخرية ... ونقول

.. أنتي ؟؟؟ !!

أيتها الزائفة ... وتدعي بأنها تسمى السعادة ..

نحن لا نبالي إن وجدناك ...

.. لا نبالي .. بوجودك مطلقا ...

لا نبالي .. لا نبالي ... نستطيع العيش بدونك ...

وعندما تدير ظهرها لترحل ..

ننحني ونركع .. وننادي عليها في استجداء

.. أيتها السعادة .. أرجوكي .. لا ترحلي ...

... لا ترحلي ...

لا ترحلي ...

............... لا ترحلي !!!!!!"""

************************************************** **************************

لمى : سلطان .. سلطان ..

سلطان يراكض وما يبي يسمع كلامها ويشرب كاس الحليب ..

لمى تخوفه .. : بقول لبابا ..

سلطان ركض عند أبوه الي كان جالس عالصوفا ويقرأ في الجريدة ..

ارتمى في حضن أبوه واتمسك فيه بقوة ...

لمى : أحمد ... شوف ولدك ما يبي يسمع الكلام ..

أحمد ترك الجريدة الي في يده ... وش فيه حبيبي .. وش فيه الغالي ... جيبي كاس الحليب الحين بيشربه ..

أخذ منها الكاس ... ومده له ..

أخذه وشربه كله بدون صياح .. وبدون ما يقول لاا ..

لمى ماتت قهر ... يسمع كلام أبوه وهي يطنشها وما يعطيها وجه ...

أحمد : بالهداوة .. سلطان حبيبي يسمع الكلام .. يشرب الحليب عشان يصير رجال كبير مثل أبوه ..

سلطان .. الي صار عمره الحين سبع سنوات .. . ولحد الحين يدلع في أبوه

لمى : شد عليه شوية وسيب هالدلع ... الولد صار رجال ولحد الحين تدلعه كأنه طفل صغير ..

أحمد : أنا لو ما دلعت سلطان .. مين ادلع .. هذا الغالي ولد حبيبتي الغالية ...

دخلت جودي الغرفة وارتمت في حضن أبوها ... وأنا يا بابا مين يدلعني ...

تشبه أمها الخالق الناطق ( سجود ) الله يرحمها ...

لمى : جودي حبيبتي ما حد يدلعها غيري ... عيون ماما وروحها وقلبها ...

سلطان بغيرة : أنتي يا ماما تحبي جودي أكثر مننا عشان كذا أنا أحب بابا أكثر منك ...

لمى فعلا تدلعها زيادة عن اللزوم وطلباتها أوامر .. ما تبيها تحس أنها يتيمة وما لها أحد ... ما تبيها تحس بغياب أمها ...

صحى عبدالعزيز .. دلوع الماما ... أمس ما رضى لإلا ينام معهم ...

لمى : صحى حبيبي .. هذا الي بياخذ لي حقي منكم .. هذا بس الي يحبني فيكم ..

أحمد : متأكدة .. ما حد يحبك غيره ..

لمى مسوية نفسها زعلانة ... : ايوة .. هو بس الي يحبني ..

أحمد بخبث : خلاص نتفاهم بعدين .. بس خلي العيال يناموا ...

حمرت خدودها وسوت نفسها ما فهمت ...

لمى : سلطان .. روح غير ملابسك .. ولا بروح لخالة ليان وما باخذك معي ..

أحمد : سلطان ... بيظل مع بابا ..

سلطان .. : لا .. كله ولا خالتي ليان ..

لمى : ههههههههههههههههه .. بياع ... ما ينعرف له صاحب ولا حبيب ..

أحمد : كذا يا سلطان .. تخلي أمك تضحك علي ..

سلطان قام عن حضن أبوه .. : بعدين أراضيك .. الحين مشغول ...

أحمد ولمى : هههههههههههههههههههه

************************************************** **************************

ليان .. : اففف .. فيصل .. خليني انزل ..

فيصل .. : ولو قلت لااا ..

ليان : مو على كيفك ..

فيصل : لو مو على كيف زوجك حبيبك .. على كيف مين ..

ليان ... : لمى والعيال تحت ... خليني انزل ..

فيصل : طيب قبل ما تنزلي .. مو خلاص .. ما تبين تجيبين بنوتة حلوة لمحمد وسلطان ...

ليان ... حمرت خدودها .. : لااا ما أبي ..

فيصل : أصلا مو على كيفك ..

ليان : لا والله على كيف مين يعني ..

فيصل : ولا يهمك نتفاهم ..

ليان : فيصل : تكفى اتأخرت عليهم ..

فيصل .. وهو يضحك .. آآآآآآآآآآآآآآه ... روحي طيب ..

عطاها المفتاح وجلس عالصوفا ..

فتحت الباب ... ووقفت عنده وقالت بسرعة .. : فيصل أنا حاااااااااااامل ... ههههههه

وقفلت الباب بالمفتاح بسرعة ... ودخلت له المفتاح من تحت الباب ونزلت بسرعة قبل ما يفتحه ويلحقها ....

.. سلطان حبيب خالته ... ركض عندها وباسها ..

جودي سلمت على ليان .. وبعدها طلعت لنورة في غرفتها ...

وعبدالعزيز وسلطان ظلوا يلعبو مع محمد وسلطان ... نسخة طبق الأصل عن أبوهم فيصل ...

لييان وتمسح على شعر سلطان بحنان .. : حبيبي خالته ما قلت لي .. وش تبني اسمي عروستك ...

لمى ناظرتها ... ولمعت عيونها ... : مبروووووووووووووووووووك ... حااامل

هزت راسها بالإيجاب .. : الله يبارك فيك ... لي شهرين ونص ...

سلطان : قمر .. بشرط تكون حلوة مثله ..

لمى وليان ... : ههههههههههههههههههههههههههههههه

ليان : لا والله .. بنتي أحلى يالشين ..

سلطان : خلاص خلي بنتك عندك ... ما تلزمنا ..

ليان : والله هالولد عليه لسان متبري منه ..

سلطان ويرفع اكمام ثوبه ويغمز بعينه : المهم أني عاااجب بعض الناس ...

ليان ولمى : ههههههههههههههه

ليان : قول كذا .. عندك البديل يعني ...

لمى : تعال هنا .. ما قلت لي يالمجرم ... مين تعيسة الحظ ...

ليان .. ويصلح في ثوبه : ولدك يبي يتقدم لرزان ...

لمى : هههههههههههههههه لأنها موريتك النجوم في عز الظهر .. تبي تنتقم منها ....

ليان : هههههههههههههه رزان ما ينقدر عليها طالعة على مجد أمها ... والله توريك النجوم في عز الظهر ..

سلطان : وش دخلكم أنا راضي ...

ليان ولمى ماتوااا ضحك ....

************************************************** ***************************

**

مجد : رزان يا بنت ... ادخلي ..

رزان : ما بدخل إلا بعد ما اشوف سلطان .. عندك ماانع ...

عمار : هههههههههههههههه

مجد : البنت هذي ما حد ضيعها غيرك ... تضحك ولا همك ..

عمار : يعني وش أسوي .. البنت وتحب الولد .. وأمس جاء وطلبها مني ...

مجد : هههههههههههههههههههههه يسويها ...

عمار .. : الله يرحم ... أيام زمان .. الولد أمس دخل علي بكل ثقة ويقول .. أنا يا عم .. أبي بنتك رزان على سنه الله ورسوله ...

مجد : ههههههههههههههههههههه بايش رديت عليه

عمار : قلت له .. البنت تبي تخلص دراستها ...

مجد : ههههههههههه رزان لو سمعتك ما بتخلص من لسانها ...

عمار : ههههههههههه لا هي كانت موجودة ... قالت له بالصريح ... ما أبيك يا ولد الحلال ... تتغلى عليه ... هههههههههههههههه

رجعت مجد وناظرت من الشباك .. : يا بنت قلت لك ادخلي ... الساعة تسعة ونص ادخلي ...

رزان طنشتها ولا اهتمت .. جالسة ومنتظرة ...

***********

************************************************** ***************************

************************************************** ***************************

************************************************** ***************************

************************************************** ***************************

***************************

تتناثر الأحلام .. وتتلاشى ..

نبحث عن أحلامنا .. التى تناسيناها أونسيناها ...

كان لي هدف في هذه الحياة ,,,

وهو أن أكون معك دائما وأبدا ...

لم أكن أدرك أ،ي أحبك إلا بعدما افترقت عنك ...

لم أكن اعلم أني أعشقك ... إلا بعدما تذوقت طعم الحياة بدونك ...

كنت أحبك .. اهواك ... وأعشقك ...

كنت وكنت وكنت ...

لاااااااا ... بل لم أكن شيئا قبل أن احبك ...

......................

قيدنا أنفسنا بسلاسل .. أوهن من خيوط العنكبوت ...

ومع هذا ... لم نستطع اختراقها ... والتخلص منها ؟؟؟ لم يا ترى ...

عندما اكتشفنا السبب .. أحسسنا بالغباء ....

هههههههههه .. لقد كانت هذه السلاسل ... تحيط بقلوبنااااااااااااا ...... ليس بأجسااااادنا ....

......... سلاااسل ..............

...... مـــــــــــــــــن ........ خيــــــــــــــــوط ..............

........العنـــــــــــــــــــكــــــــــــــــــ ـبــــــــــــــــــوتـــــــــــــــ ..........

ريماس : حبيبي قوووم ... قوم اتأخرت ... قووووم ... حاضر يعني ما تبي تقوم ... طيب ...

نادت بأعلى صوو ت .. جيااااااااااااان تعالي بابا رفض يصحى .. وهو وعدك ياخذك السوق ...

سعد انتفض من مكانه ...: حرام عليك ليش كذا بس ..

ريماس : ههههههههههههههه عشان ثاني تسمع الكلام ... ما قلت لك قوم ...

جيان جات ركض .. لابسة تشيرت وردي وبرمودة وردي ومسرحة شعرها لوحدها ومسوية مرطب وردي بنكهة الفراولة ... وفي يدها كاس موية : لااااا .. كان خليك نايم

سعد : هههههههههههه الحمدلله قمت ... الحمدلله ... ولا كان هالموية في وجهي ...

جيان الي عمرها خمس سنوات : عندك خمس دقايق .. تلبس وتجهز ...

سعد : طيب ما تكفي ...

جيان تقلب عيونها وتحط يدها على خصرها : ليش أنا وش دخلني .. مو كان مفروض تقوم بدري ....

سعد : طيب عشان خاطري ... خليهم عشر ..

جيان تتناذل عليه ... : لاااااا .. لا لا لا لا لا

سعد : تكفين ... ريماس اتفاهمي مع بنتك

ريماس هزت كتافها بلامبالاة : أنا وش دخلني ... بنتك واتفاهم أنت معها ..

نزلت تجهز الفطور ...

ما حست بطعم الحياة إلا معاه .... ما صدقت أنه رجع لها ... سامحته .. ببساطة تحبه وما تقدر تحقد عليه

..... في درب حبه تدوس على كرامتها برجولها ...

في سبيل أنها تكون معاه ... تنسى الدنيا وما تظل إلا ذكراااه ... ببساطة تعشقه مو بس تهواه ...

ناظرت ساعتها ... لازم تروح تودع ندى .. بتسافر هي وليد اليوم ...

يمكن ما تشوفها إلأا بعد سنة على أقل تقدير ...

جهزت الفطور بسرعة وطلعت تغير ملابسها عشان ياخذونها معهم في طريقهم ..

************************************************** **********************

تن .. تن .. تن .. تن ... تن ..

أتسمعون هذا الصوت ...

... إنه صوت أجراس الحياة ...

تعلن ... بالرحيل ...

لأنها لا تتوقف ...

ولكن توقفت عندما كانت تروى ...

وبعدها ستستمر في المسير ...

...... فليس لهذه الحياة نهاية ... وليس لخيالنا أيضا نهاية ....

نستطيع به .. رسم النهايات السعيدة ...

وإمااااا .. تعيسة ...

... توقف هذه الأجراس عن الرنين ... لتسافر بقلوبكم ... إلى دنيا من ... الحب .. والحنان والحنين ..

وقبل النهاية ... نتوقف قليلا ... لحظات .. هناااااااا

*****************************************

سارة طايرة من الفرحة .. معقول عبدالله وعمها زياد راجعين اليوم ... مو مصدقة ..

نجد : تبين تفهميني مو عارفة سبب رجوعهم ...

سارة تسوي نفسها مو فاهمة شيء .. : لا ما أدري ...

حنان بلقافة : يعني ليش .. عشان يخطبونك ... للسيد الدكتور عبدالله ولد الرازي ...

سارة حمرت خدودها وركضت لغرفتها ..

سامي شافها وهي تركض ... وقال بصوت عالي يحرجها أكثر : العروووس ماتتت حيااا .. ارحمونا بس ...

نجد : حرام عليك .. ما تعرف أختك .. خجولة ...

سامي : هههههههههههههههه ...

حنان : وهالطويل الأهبل متى بتخطبوا له ...

سامي : اقول يا بنت احترمي نفسك ... لا أكسر سنونك ... أنتي وهالمقوم الي حاطته .. يسمعك أبوي ويحط الفكرة في راسه ..

خالد : يسمع ايش أبوك ..

سامي : لا لا .. ولا شيء ...

حنان بلقافة : يبيك تخطب له يا بابا ...

خالد : مبروووووووك ومين تعيسة الحظ الي بتطيح فيك ...

حنان : هههههههههههههه نورة ...

خالد فك عقاله وحذفها به ...

خالد عصب : لا والله .. يلله اتضاربوا .. مافي احترام لي ولا لأمكم ....

سامي : ااااااسف يبه ...

حنان : ااااااااسفة ...

خالد : بنت مين ؟؟

سامي ناظرها بحقد أبوه فعلا أخذ الموضوع بجدية ...

حنان : بنت فيصل الجاسم ..

سامي متوعد فيها ... صبر بس صبر ... الصبر طيب ...

نجد : أبركها من ساعة ... البنت جمال وأخلاق .. بس وين شفتها ...

حنان : الأسبوع الي راح في بيت خال أحمد ...

خالد مسكها من إذنها ... : أنتي يا بنت ... اتركي لقافتك ... شغالة استخبارات مركزية ..

حنان تستهبل ...: ههههههههههه لا جنوبية ...

سامي : يبه .. لا نورة ولا ظلام .. ما أبي اتزوج ...

نجد : ههههههههههه لاااا .. علينا هالكلام ... خلص الماجستير بعدها نتفاهم ...

سامي ما ينكر البنت حلوة وتجنن .. بس ما يتخيل نفسه متزوج ...............

.............................................

**********************************

جودي .... : مبرووووووووووووووك روزي ... وأخيرا راح تصيري زوجة أخوي ...

رزان تبتسم : شفتي ... ااااااااااااه وأخيرا ...

جودي : يا بنت استحي ... عيب ... خلي عندك شوية حيااا ...

رزان : مالك دخل ... أحبه واموت عليه ومو قادرة اصدق ان زواجنا بعد يومين بس ...

سلطان الي كان واقف ورى الشجر ويتسمع ...: ههههههههههههههههههههههههه... هههههههههههههههههههه .. وأنا بعد مو مصدق ..

ناظرت جودي الي كانت ميتة ضحك .. ناظرتها بحقد وركضت لبيتهم ...

.................................................. .........................

************************************************** *****************

تمر السنوات .. وتمضي ...

نغلق اعيننا .. لنرى الماضي ..

أين كنا .. وأين نحن .. الآآآآآآن ...

فهل يا ترى وجدنا السعادة ... ؟؟؟؟

أم هي التي وجدتنا ..

لم أيتها السعادة ...

لم الطريق صعب اليك ..لم أنتي صعبة المنال .. وربما نموت ... بدون أن نعرف لوجودك في حياتنا مكان ...

مشينا ومشينا ...

سقطنا .. في طريق بحثنا .. مرارا وتكرارا ..

لم نتوقع بأننا نستطيع النهوض ...

ولكن مع هذااا ..

.. نهضنا ...

ومشينا ..

لنسقط مرة أخرى .. ونقف مرات أخرى ..

....

وهااا نحن .. وجدنا السعادة ؟؟؟!! ..

............

أحيانا تظلم الحياة بشكل لا يطاق ولا يكون في وسعنا إلا الصراخ... ولكن .. لم الصراخ .. أنحاول التحرر من الخيوط التي تحتضننا ...والأسوار التي تعلو منازلنا ... ولكن

.. ماذا لو ازدادت هذه الأسوار علوا وازدادت هذه الخيوط سمكا ... فماذا نفعل .. ماذا نفعل إذا سكن البرد في منازلنا وغاب عنه الدفء .. أنتجول في الشوارع بحثا عنه ..

ولكن ... ستهاجمنا الوحوش المفترسة وبدل الأسوار سنجد سلاسلا تكبلنا ..نعم .. سلاسل .. ولكن .. من خيوط العنكبوت

سلاسل من خيوط العنكبوت

...... ورود ضائعة ... في زمان مات ضميره .. في أرض ضاعت ملامحها ..

...... أصوات منهكة .. بحت .. ولكن أين سامعها

...... أوراق شجر ... تناثرت .. فأين جامعها

......

سلاسل من خيوط العنكبوت

... هي .... الحياة ...

عندما ...

... تتخللها الوحدة ... وتتزين جدرانها

... بالأحزان والدموع ......

........ هي ... الحياة ....

عندما .....

تفقد كل معنى من معانيها ....

.... هي ....

حياتنا ... عندما ... تخلو من ... الشمس الي تنيرها وتدفئها .... ومن القمر الذي يضيئها .... والورود التي تعطرها وتشارك في جمالها

******************************************* 

سلاسل من خيوط العنــــــــــــــــــــــــكبوت

******************************************

Continue Reading

You'll Also Like

5.8K 329 15
كاتيا سترادولڤا ، فتاةٌ في الخامِس و العشرينْ ، روسيّة الأصل تابعة لدى أخيها ، عاشَت في ألمانيا طوالَ حياتها وُسط حفْنة منَ الألمانْ ، لها دورٌ بارِز...
519K 11.9K 40
للعشق نشوة، فهو جميل لذيذ في بعض الأحيان مؤذي مؤلم في أحيانا اخرى، فعالمه خفي لا يدركه سوى من عاشه وتذوقه بكل الأحيان عشقي لك أصبح ادمان، لن أستطع ا...
1.5M 26.6K 65
نتحدث هنا يا سادة عن ملحمة أمبراطورية المغازي تلك العائلة العريقة" الذي يدير اعمالها الحفيد الأكبر «جبران المغازي» المعروف بقساوة القلب وصلابة العقل...
8.2M 515K 53
رجلٌ شرسٌ شُجاع مُتقلبُ المزاج غريبُ الطورِ عديَمُ المُشاعر حيَادي لا ينحاز سَديدُ الرأي رابطُِ الجأَشِ وثابِتُ القلب حتىٰ.. وقعت تلك الجميلةُ بين...