آفات

النهاية:تحية،قبلة وبعد

إلى كلِّ من احتضن السّهاد جفنيه، إلى من سقطت لآلئهُ فقال أن غبارًا بعينيه، وإلى من وقف عاجزًا مُكتِفًا ليديه، تحية، قبلة وبعد :

أعرفُ تمام المعرفة بأنكَ وأثناء بكائكَ ها هنا هنالك من يستعد للركضِ حول منزلهِ كروتينٍ صباحي، وأدركُ بأنكِ وبينما تتركين هاتفكِ حين تسمعين وقع أقدام أحد أفراد عائلتكِ هنالك من تتسكعُ في الشّوارعِ كروتينٍ مسائي، آفةٌ تلو أخرى في كلماتٍ معدودات فما بالكم بروايةٍ تدعى الحياة؟ أو لنطلق عليها اسمًا آخر يلائمها ويليقُ بفحواها، ما رأيكم إذًا بلا منطقيةِ الجغرافيا؟

إلى كلِّ من يشعر بالوحدةِ رغم اختلاطهِ بالبشر، إلى من يصارع شياطين نفسهِ بعد التّحرر، وإلى كلِّ من نفي قبل أن يقطف فاكهتهُ المحرمة، تحية، قبلة وبعد :

سلامُ اللّٰه عليكم كبداية، أعلم بأنّ آهاتكم كثيرة وقد لا تحصى، كما أوقن بأنّها ستحول بيننا وبين رؤيتكم إن تحولت لكدمات لكنكم ورغم ذلك ستكملون.. ستكملون حين تعلمون بأنّهم سعيدون لكونكم ضبابيون قابلون للإنقشاع ملازمون للظل.

إلى الأفئدةِ المكلومة الّتي أتعِبت من الإنتظار وإلى الجفون الوارمة والأعين المحمرة من كثرةِ البكاء، إلى الأسِرَّة الفارغة الّتي أفجعت من الفقد وإلى الأنيطة الممزقة، إلى الجروح النّازفة وإلى المناديل المبللة، تحية، قبلة وبعد :

يخيل إليّ سماع عويل أفكاركُم بما بها من إنتحاب، عميقةٌ هي كبحرٍ لُجّيّ صعب المنال فرفقًا بكم، افتحوا الأبواب وأفرغوا أدمغتكم من الأفكار والذّكريات الموبوءة حتى وإن عنى الأمر أن تفرغ سوى من العجاج، وبعد ذلك؟ أعيدوا ملأها بما هو مناسب، الأمر صعب ولكنهُ يستحق المحاولة.

إلى كلِّ غصةٍ في حنجرة... حنجرةٍ تأبى الإنهزام والتّذلل، إلى كلِّ قلمٍ يستجدي المساعدة من بطش يدٍ ظالمةٍ أنهكتهُ محاولًا التّسلل وإلى كلّ شريحةٍ الكترونيةٍ تناضل لحمايةِ خصوصيتها من ذاك المدلل، تحية، قبلة وبعد:

إني لا أرى داعيًا لسكوتكَ وصمتكَ فلماذا وقع اختياركَ عليه؟ لا تكن الطف من اللازم في دنيا تطأك بقدمها مجبرةً إيّاكَ على الإنحناء، ولا تقبل بأن تكون شخصيةٌ ثانويةٌ طالما باستطاعتكَ أن تكون بطل حكايتكَ وأن تسلط عليكَ الأضواء.

اعتدل في كلِّ شيء إلا في حبكَ لذاتكَ ولنجاحكَ وتقدمكَ اطغى؛ فأنتَ عون نفسكَ حين يختفي البشر، لن أنكر بأنكَ قد تكون مهمًا لأحدٍ ما في هذا الكون الواسع لكنكَ حتمًا لن تكون الخيار الأول سوى لنفسكَ فحافظ عليها.

افعل ما يحلو لكَ ولا تكترث بأحد؛ فحياتكَ الواحدة ليست أهلا لمثاليةِ هذا الكوكبِ المعطوب، لا ترتدي قناع الضّحية فجميعنا جناةٌ بحقّ أنفسنا والآخرين وإنْ لم تكن تعلّم فها قد علمت.

استقمْ وانظر في مرآتكَ وخاطب العالم من نفسكَ وقل : إن اغرقتْ سفينتي ورميتَ مرساتي وطوق نجاتي إنّي مواصل.

والأهم من كلّ هذا أن تكافح، أن تتعثر وتنهض مجددًا مهما أصابكَ من أزمات، وأن لا تكون جاحدًا لنعم من براكَ وسواك؛ فحين اختفت السّعادة كنتُ مغمضًا لعينيك، وحين لم تجد سببًا للحياة كنتَ من وليتها ظهرك.

رسالتي هذهِ إلى كلِّ ذات تظن بأنّها وحيدةٌ وستبقى كذلك حتى الممات، حياتنا مليئةٌ بالآفات الّتي قد تقتاتُ علينا في أيّ لحظة، فافتح عينيكَ جيدًا قبل فوات الآوان أو أسوأ.. قبل أن تتحول لبعض رُفات وفتات، وسلام لوجدانك.

************************************
-تنهيدة طويلة-
فصل من غير نكد واو لا جد واو.

مساء الخير لكل من تابع هذا الكتاب لنهايته.
كيف أمسيتم يا أصدقاء؟

ها قد وصلنا للنهايةِ كما تشاهدون، ولأول مرةٍ أشعر بأني عاجزة عن التحدث معكم ها هنا، قرأت تعليقاتكم في الفصل السابق وبكيت من إحداها وحقا لا يسعني تقديم شيء لكم سوى الشكر فشكرا من الأعماق، تعليقاتكم جعلتني أتساءل ترى ما الشيء الجيد الذي فعلتهُ في هذه الحياة ليهبني الله إياكم، أنتم أفضل من الكثير والكثير من الأشخاص الذين اقابلهم واتعامل معهم يوميا في الحياة الواقعية، واااه لو امكنني ملاقتكم جميعا ذات يوم.

شكرا لكل من قرأ ثرثرتي في المرة السابقة واحتفظ بها لنفسه - شكرا على حفظ خصوصيتي- أما الآن يؤسفني أن أخبركم بأني لم أعدل عن قراري بعد ولكن أتمنى أن أفعل قريبا.

في الواقع عندما أتيت لهذا التطبيق عاهدت نفسي على أن اقدم أي عمل من شأنه أن يغير من بعض المعتقدات والسلوكيات الجارحة والخاطئة لدى بعض القارئين أو أن يوجه الضوء لها واظن انني اوفيت بعهدي في هذا الكتاب أو آمل ذلك على الأقل.

لن أكتب في آفات بعد الآن ولم أذرف دمعة حتى الآن وهذا هو الغريب في الموضوع فآفات يعني لي الكثير، وخبر قد يكون سعيدا لبعضكم هو انني سأقوم بكتابة ون شوت جديد وسأنشره لأنه عبارة عن آفة عظيمة لم أضعها في هذا الكتاب ويجب أن أتحدث عنها، سأخبركم في البورد خاصتي عند نشره.

أما الآن لننتقل للجزء المعتاد من كل فصل.

ما رأيكم بالنص الجديد والأخير؟

منشن لشخص ترغب بأن يقرأ الكتاب.

مساحة لانتقاداتكم.

والسؤال الأهم ما هو فصلكم المفضل من آفات؟

اقتباسكم المفضل ربما..

والآن اعتنوا بأنفسكم وبأشخاصكم المفضلين أيها الطيبون وإلى اللقاء.

حذفت بعض المقاطع من ملاحظة الكاتبة