كدمات متلاشية

Door Mefree2020

180K 8.7K 9.4K

لايوجد من يحب الألم. لكن جونغكوك يفعل.. من اللكمات إلى القتال إلى الحشد الذي يصرخ باسمه. أحب جيون جونغكوك كل... Meer

الفصل الأول: مقدمة
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الثاني والعشرون:خاتمة

الفصل الحادي والعشرون

7.8K 333 355
Door Mefree2020

أجسادنا آنية رحيمة.

حتى في أحلك الأوقات وأكثرها إيلاماً ، فإنها تضمن لنا بأننا لا نعاني ، بأننا لسنا في حالة ألم.. أو إذا كنا كذلك فلن نشعر به.. أجسادنا تجعلنا نفقد الوعي إذا شعرنا بالتوتر الشديد ، أو إذا أصبح الألم اكثر من أن يُحتمل.. إنها تتأكد من أننا لا نشعر بالوجع.

الدماغ هو أرحم الجميع.. حتى ونحن نموت ، فإنه يمنحنا فرصة لإستعادة أفضل ذكرياتنا.

سبع دقائق.

420 ثانية.

هذا هو مقدار الوقت الذي يقضيه الدماغ واعياً عندما ينطفأ الجسد.. سبع دقائق من النشاط يمنحنا فيها إعادة عيش أكثر ذكرياتنا التي لا تُنسى.

بيب

"تايهيونغ؟"، نادى جيمين فجأة ، وصوت التلفاز يشتغل في الخلفية الآن.

"همم؟"، أجاب تايهيونغ بلا اكتراث، وعينيه مثبتتان على هاتفه أثناء البحث فيه.

"هل تعتقد أن مثل هذه الأشياء موجودة؟"، سأل جيمين.

"أشياء مثل ماذا ، شيم؟".

"كما في هذا الفيلم. أن تحب شخصاً كثيراً لدرجة أنك في غمضة عين تكون على استعداد للتخلي عن كل شيء لأجله؟"، قال جيمين

"إنه فيلم ، جيمين"، قال تايهيونغ،  "أعتقد أنه يتم استخدام بعض المبالغة الفنية هنا".

أومأ جيمين برأسه ، جزء منه يصدق تايهيونغ لكن الجزء الأكبر لا يرغب بتصديقه. "أريد أن أحصل على ذلك".

"ماذا؟ أن تتعرض للتهديد بالسلاح لتثبت حياتك؟"، ضحك تايهيونغ.

"لا"، قال جيمين ، وهو يهز رأسه بابتسامة صغيرة على وجهه، "أريد أن يكون لدي حب عميق لدرجة أنني لا أضطر حتى إلى التفكير عندما أتخلى عن كل شيء لأجله.. أريد أن أحظى بحب يستهلكني بالكامل ..بحب حيث لا يتعين على أياً منا أن يشكك عمّا إذا كنا في هذا معاً لأننا نعلم أننا موجودان به للمدى الطويل.. أريد أن يستمر حبنا".

بيب

"ليس من المفترض أن تكون هنا".

"كنت بحاجة للتبول"، جيمين قال ، صوته صغير ومتوتر.

"من الواضح".

"أنت ..."، قال جيمين، والكلمات تموت على لسانه.

"جي كي".

"أنا أعرف"، أخبره جيمين ، بشكل مثير للشفقة ، "رأيت".

بيب

"أنت متصلب جداً ، جيمين"، قال جونغكوك ، وهو ينزلق بيديه إلى أسفل خصره ، ويسحب ظهر جيمين بالقرب منه ، "استرخي".

أخذ جيمين نفساً عميقاً ، قلبه عملياً ينبض في صدره.

"أنت لا تسترخي ، جيمين" ، قال جونغكوك بشكل شبه مغيظ.

يمكن لجيمين عملياً سماع الإبتسامة المنتشرة على وجه جونغكوك.

"لم هذا؟"، سأل جونغكوك ، "تبدو أكثر صلابة من ذي قبل.. هل هناك شيء يزعجك؟".

"أوه، بحق اللعن..." ، قال جيمين ، مستديراً في قبضة جونغكوك.

توقفت أنفاس جيمين.. لم يكن يتوقع أن يكون وجه جونغكوك قريباً جداً منه.. تساءل جيمين عن مدى قربهما منذ البداية.

"هل أنت دائماً بهذا التصلب ، أم أن هذا معي فقط؟"، سأل جونغكوك ، بعيون مظلمة وبشهوة مفترسة لم يرها جيمين من قبل.

تقاطعت عيناه بين عينيً جونغكوك وشفته السفلية الممتلئة لدرجة أن جيمين لم يستطع إلاّ أن يفكر في مدى روعة شعوره بها على شفتيه.

بيب

"في كل مرة أعتقد أنني فهمتك، تفاجئني"، قال جيمين، بابتسامة على وجهه.

"بطريقة جيدة أم سيئة؟"، سأل جونغكوك ، متكئاً على كرسيه.

"بطريقة"، أجاب بغموض ..الإبتسامة على وجهه واللمعان في عينيه.

بيب

"جيمين..."، تنفس جونغكوك ، مائلاً إلى الأمام وسد الفجوة بينهما

جيمين شعر بسرعة نبضات قلبه.. جونغكوك لم يفعل أي شيء سوى الميل للأمام. رفرفت عيناه مغمضتين بينما كان يغلق الفجوة بينهما وتنزلق ذراعيه على رقبة جونغكوك وهو يلصق شفتيهما معاً.. كانت قبلة ناعمة بطيئة ، وشبه حميمية بطريقة لم يستطع أياً منهما وصفها.. كانت مختلفة عن القبلات الأخرى التي تشاركاها.. شفاههما المألوفة بالفعل مع بعضها البعض تتحرك ببطء وبهدوء ، مثل الذاكرة العضلية ، وتتناسب تماماً سوياً مثل أحجية الصور المقطوعة.

بيب

المرة الأولى التي أدرك فيها جيمين أنه يحب جونغكوك عندما كان يضحك.

كان بمفرده في الصالة الرياضية مع جونغكوك، حيث يونقي قد خرج مع هوسوك ولم يكن جين قد أتى إلى النادي بعد.

لم يكن جيمين يعرف مدى قوة وقوعه ، أو حتى متى بدأ يقع له..من الممكن أنه قد بدأ بالأمس ، أو حتى الأسبوع الماضي.. بحق الجحيم ، من الممكن أنه بدأ في اليوم الأول الذي رأى فيه جونغكوك بغرفة تبديل الملابس عندما كان يبحث عن الحمام ، لكن النقطة هنا هي أن جيمين أدرك بأنه كان في حالة حب.

كان جونغكوك قد أخبره بنكتة سخيفة ، وألقى رأسه للخلف وهو يضحك بصوت عالٍ بلا خجل.. ضحكة بعد ضحكة كانت تتدحرج من شفتيه بطريقة معدية جعلت جيمين يبتسم وقلبه يتخطى العديد والعديد من الدقات.

في تلك اللحظة ، كان كل ما يمكن لجيمين تذكره بأنه فكر لأي مدى هو يحب الرجل الجالس أمامه.. إلى أي مدى أراد أن يمرر أصابعه من خلال شعره الداكن السميك.. كم أراد تقبيل تلك الشفاه ، وسماعه يتحدث لساعات متتالية.. كيف أنه لم يكن يريد أكثر من قضاء مستقبله معه وبناء منزل.. بناء عائلة.. كيف تخيل عودته إلى البيت لجونغكوك ..كيف أنه سينام بجانبه ، ويستيقظ بين ذراعيه في الصباح مع علمه بأن جونغكوك له ، وأنه لجونغكوك.

جيمين قد وقع في حب جونغكوك.

بيب

"من خلال السراء والضراء ، وكل شيء بينهما"، أعلن جيمين ، وهو يشابك أصابعهما معاً مثل الوعد

"ما هذا؟"، سأله جونغكوك وهو يحدق فيه بعيون واسعة ومشرقة.

أوضح جيمين ، وهو ينظر إلى أصابعهما المتشابكة بافتتان ، "لقد أخبرت نفسي أنه إذا وجدت شخص ما أهتم به ، بمعنى أن أهتم به حقاً ، فسوف أجعله يعدني بشيء ما..أن يبقى معي في السراء والضراء ، وكل شيء بينهما..أن لا يترك جانبي أبداً عندما تكون الأوقات صعبة ، وأن يضحك معي عندما تكون الحياة هانئة.. ولكن الأهم من ذلك ، عدم الإستسلام أبداً بينهما ، أو على الإطلاق".

"أحبك بارك جيمين، من كل قلبي وأكثر".

بييييييييييب

***

كان جونغكوك يسير في الممر القصير خارج غرفة العمليات ، ورأسه يرتفع ليُلقي نظرة خاطفة على الضوء الأحمر كل بضع ثوان على أمل أن يتغير وأن يحصل على تحديث.

حاول ألاّ يفكر في كيف كان جيمين مرتخياً بين ذراعيه وهو يخرج به من السيارة إلى المستشفى ، صارخاً ومتوسلاً من أجل شخص ما ليساعده.. لقد حاول ألاّ يفكر في كيفية انتزاع جيمين من بين ذراعيه ، ودماءه تغطي قميص جونغكوك وجلده وأصابعه ، بينما يتم وضعه على السرير والممرضات والطبيب يعتنون به.. لقد حاول ألاّ يفكر في كيف أصبحت رؤيته ضبابية حينما تم دفعه خارج الغرفة ، مع شخص يتمتم بشيء لم يسمعه لأن تركيزه كان فقط على جيمين الذي ينزف بغزارة على السرير.. حاول ألاّ يفكر في كيفية إغلاق الستائر وفجأة أصبح كل ما يراه هو القماش الأبيض.. لقد حاول ألاّ يفكر في كيفية انهياره بين ذراعيّ يونقي ، متوسلاً إياه ليخبره أن جيمين سيكون على ما يرام.. أن جيمين على قيد الحياة.. لأن يونقي لم يكذب عليه أبداً.

حاول ألاّ يفكر كيف لم يقل يونقي شيئاً على الإطلاق ، ولكن تركه يبكي فقط.

"اجلس ، كوك"، قال هوسوك ، وعينيه تتبعان كل حركة لجونغكوك.

"لقد كان هناك لساعات"، رد جونغكوك ، وعيناه تنظران إلى الضوء الأحمر مرة أخرى.

تنهد يونقي ، متكئاً على الحائط الأبيض البارد ورائحة الردهة يغمرها المُطهر.. لقد فهم ما كان يمر به جونغكوك.. لقد مر بنفس الشيء بالضبط عندما تعرض هوسوك للطعن.. تذكر أنه تلقى المكالمة من جين واندفع إلى المستشفى.. تذكر الشعور بالرهبة وبالخوف الذي يتزايد ببطء ، ويتمسك بكل شبر من جلده ، ويملأ أحشائه.. تذكر أنه كان في نفس الوضع الذي يتواجد فيه جونغكوك وعلم أنه بغض النظر عما يقوله أي شخص ، فإنه لن يغير الواقع.. الحقيقة أنه لم يكن لدى أي منهم أي معلومات للتصرف على أساسها.. كانت الحقيقة أن كل ما يمكنهم فعله الآن هو التواجد من أجله والإنتظار.. الحقيقة أنهم كانوا عاجزين.

نظر جونغكوك إلى الضوء مرة أخرى.. لا يزال أحمراً.

تنهد ، واستدار ماشياً إلى نهاية الحد الوهمي الذي أنشأه ، ثم نظر مرة أخرى إلى الضوء ، ثم استدار وكرر العملية.

"أنت تجعلني أشعر بالدوار"، تمتم هوسوك.

"إذاً لا تنظر إليّ!" ، انفجر جونغكوك برده.

كان هوسوك على وشك أن يقول شيئ عندما وضع يونقي يده على ساعده وهز رأسه.

نظر تايهيونغ إلى الأعلى ، والدموع لاتزال تلمع في عينيه ليواجه نامجون أخيراً ، "هيي ، أين جين؟".

رفع يونقي رأسه، ناظراً حوله ليدرك حينها أن جين لم يأت بعد. "نعم ، أين جين؟".

"آخر مرة رأيته كان مع نامجون"، قال هوسوك ، مما دفعهم جميعاً إلى النظر لنامجون الذي كان يتكئ على ظهر الكرسي غير المريح.

"لا أعلم"، كذب.

مال تايهيونغ برأسه قليلاً ، ضاغطاً على شفتيه قليلاً قبل أن يقول، "أنت تكذب.. لماذا تكذب؟".

"أنا لست كذلك"، كذب نامجون مرة أخرى.

وقف هوسوك وعيناه واسعتان ومظلمتان بينما يمشي إلى نامجون ، "ماذا تعرف؟".

"لا..لا شيء." ، تلعثم نامجون.

"نامجون!"، قال هوسوك ، بصوت خشن ومنخفض ، "ماذا تعرف؟ أين جين؟".

كان يشعر بتحديقة هوسوك عميقة وتثقل صدره. لم يستطع النظر بعيداً. بدأ الخوف يخدش بشرته مثل الإبرة ، منتشراً على كل شبر من جلده المكشوف.

"استمع إلي ، نامجون"، بدأ هوسوك، جاذباً انتباهه وغارساً الخوف به ، "هذه ليست لعبة.. حياة الناس على المحك.. أنا لا أهتم بأي وعود قطعتها لجين بشأن الحفاظ على هذا الأمر سرياً.. من الممكن أن يكون في خطر، لذا ، سوف أسألك لمرة أخيرة قبل أن أفعل هذا بالطريقة الصعبة والمؤلمة ، أين جين؟".

ابتلع نامجون ، ولم يرغب في معرفة مدى الألم الذي يمكن أن يحصل عليه من هذه الطريقة الصعبة. "الش..الشرطة".

"ماذا؟"، بصق يونقي ، وقد قفز عملياً من مقعده.

"جعلني أعده بألاّ أقول أي شيء لكنه ذهب إلى الشرطة..هو سيسلم نفسه". هرع نامجون للشرح ، وكلماته تتدحرج فوق بعضها البعض.

"يسلم نفسه..."، كرر يونقي وهو يسحب هاتفه.

"لن يرد"، قال لهم نامجون ، ممسكاً بهاتف جين أمامهم ، "لقد أعطاني هاتفه حتى لا تتبعوه يا رفاق".

"لقد خطط لكل هذا ، أليس كذلك؟"، سخر جونغكوك وهو يهز رأسه ، "كان يعلم أن الخطة أ لن تنجح ، لذلك ذهب من وراء ظهورنا و...".

"إنه يحميك!"، دافع نامجون.

"إنه أحمق لعين!"، كاد يونقي أن يصرخ.

"أي مركز شرطة؟"، طالب هوسوك.

"لا أعلم".

"نامجون أقسم بالآلهة اللعينة بأنني ..."، هدد هوسوك.

"أنا حقا لا أعرف!"،صرخ نامجون والدموع تنقب عينيه.. أصبح صوته أكثر نعومة الآن ، "لم يخبرني. لم يكن يريدني أن أعرف".

"إذاً، بماذا اخبرك؟"، سأل هوسوك ، "أخبرنا بكل شيء!".

***

"مرحباً أيها الضابط"، حيّاه جين بابتسامة دافئة ، "اسمي كيم سوكجين ، زعيم عصابة كيم. وأنا هنا لتسليم نفسي".

"أنت زعيم أكبر عصابة مطلوبين في البلد كله ، وجئت تستسلم نفسك طوعاً للشرطة؟"،  سأله الضابط ، بحاجبين مقطبين وهو ينظر بشكل مريب إلى جين الذي كان جالساً بهدوء على الكرسي المقابل لمكتبه.

"أنت تجعل الأمر يبدو وكأنه شيء سيئ"، قال جين ، متكئاً باسترخاء على الكرسي المتكتل ، غير المريح ، البالي، لكنه بدا وكأنه يمتلك مركز الشرطة بأكمله.. كان ينزف من الثقة على الرغم من أنه كان مليئاً بالخوف من أن خطته لن تنجح ، وشعور بالحاجة الملحة للعودة إلى أسرته التي كانت بحاجة إليه.

الضابط لم يرفع عينيه عن جين ولو مرة واحدة ، بالكاد كان يرمش خوفاً من فقدان شيء ما ، "ما هي اللعبة التي تلعبها هنا ، كيم؟".

"أنا لا ألعب".

"إذاً، ماذا تريد؟"، سأل الضابط.

"ألا يمكن للرجل أن يهتم بمدينته بما يكفي ليريد إنهاء حياة العصابات إلى الأبد؟".

"إذا فعلت ذلك ، فستكون في مقعدي"،  كان الضابط جامداً ، وصوته يقطر بالسلطة ، "توقف عن ممارسة الألعاب ، وأخبرني بما تريد".

جلس جين باستقامة الآن ، ونظر في عينيّ ضابط الشرطة، "صفقة".

"أي نوع من الصفقات؟".

مد جين يده إلى جيوبه وضرب محرك أقراص يو إس بي صغير على المكتب الخشبي المخدوش.

"ما هذا؟"، سأله الضابط وهو ينظر إلى الأداة السوداء والحمراء الصغيرة على مكتبه

"هذا يحتوي على كل المعلومات عن كل عصابة في المدينة. المخدرات ، المخابئ ، الصفقات ، الخطط..."،قال له جين، "بما فيهم عصابتي".

"وأنت فقط ستعطيني هذا؟ لمَ؟"، سأله الضابط ، وهو يرفع حاجبه مرة أخرى ، محاولاً معرفة ما يخطط له الرجل الذي يجلس أمامه.

"ليس بالمجان".

"ماذا تريد في المقابل؟".

"الحصانة من أي جرائم مرتكبة في الماضي"،  أجابه جين بكل بساطة ، "حصانة لنفسي ولقائمة من الناس".

سخر الضابط واتكأ على كرسيه ، "هل تعتقد أنني سأتخلى عن مطاردتك والإمساك بك بسبب محرك أقراص يو إس بي غبي؟".

"هل تريد أن تقايض إيقاف كل العصابات ، كل الجرائم ، وحتى إيقاف المخدرات والاتجار بالبشر ، للقبض على شخص واحد؟"، قال جين وهو يهز رأسه ، "وهنا اعتقدت أنك تهتم بالفعل بالمدينة".

"هل تريد مني الوثوق بأكبر محتال لعين على هذا الكوكب للحصول على معلومات بمحرك أقراص لا أعرف حتى إن كان حقيقياً؟"،  قال الضابط، "لا توجد فرصة في الجحيم".

"هل تعتقد حقاً أنني سآتي إلى هنا طوعاً إذا لم أكن أرغب في فعل ذلك؟"، رد جين ، "لقد أمضيت حياتي كلها أهرب منكم أيها اللعناء وتعتقد بأنني سآتي إلى هنا وأعرض ذلك للخطر؟ بلا دعم! بلا أسلحة! وسيارتي متوقفة بالخارج. من الواضح أن لديك اليد العليا هنا!".

"وما الذي سيمنعني من أخذ محرك الأقراص هذا وحبسك الآن؟"، سأل الضابط وهو يمد يده ليلتقط محرك اليو إس بي على المنضدة.

سخر جين ، متكئاً على الكرسي باسترخاء، "جربه ، إذاً".

"ماذا؟".

"اشبكه بالحاسوب"، قال جين ، بنبرة تكاد تكون متحديه له كي يفعل ذلك.

تصلب الضابط ، وأعاد محرك الأقراص إلى الطاولة.

"إنه محمي بكلمة مرور"،  قال جين ، "وإذا تمكنت بطريقة ما من تجاوز كلمة المرور الأولى ، فأنت بالتأكيد كالجحيم لن تكون قادراً على تجاوز القياسات الحيوية التي تُفتح فقط لبصمات أصابعي. وإذا فعلت ذلك بمعجزة ما ، ما زلت لا تملك مفتاح فك التشفير للملفات المشفرة جميعاً".

مال الضابط متراجعاً على كرسيه بتنهيدة.

"الكرة في ملعبك"، قال جين.

خيم الصمت على مركز الشرطة مع كل الضباط ينظرون إليهما ، يحدقون بهما ، ويراقبون كل تحركاتهما راغبين بشدة أن يعرفوا ما هو القرار.

تحدث الضابط أخيراً، "كم عدد الأشخاص الموجودين في القائمة؟".

"كل ما تبقى من عصابتي"، أجاب جين.

"يجب أن يكون هناك سقف معين"، حاول الضابط التفاوض.

"أنا أعطيك معلومات عن كل عصابة لعينة في هذه المدينة اللعينة بالإضافة إلى مخابئهم ، وأسماء الأشخاص في عصاباتهم وتريد تحديد عدد الأشخاص الذين أريد أن أحصل على حصانه لهم ؟!"،  كاد جين أن يصرخ ، "يجب أن تشكرني واللعنة لأنني خطوت بقدمي في حفرة القذارة هذه لكن بدلاً من ذلك تقاتلني؟".

"حسناً"، تراجع الضابط ، مع علمه أنه لا توجد طريقة لكسب هذه المعركة ، "أنت وقائمة الأشخاص لديك ستُمنحون الحصانة".

"سعيد لأننا متفقون إذاً ، أيها الضابط"، قال جين، وهو يشعر براحة أكبر الآن.

"ستحصل على حصانتك بشرط واحد"، قال الضابط.

"ماهو؟".

"كانغ. نحن بحاجة إليه حياً".

"لن أقتله على أي حال"، أخبره جين. بعيون مظلمة ، "الموت سيكون عقاباً سهلاً للغاية".

***

أغلق هوسوك المكالمة وعاد إلى عائلته القلقة والمتوترة.

"لدي عشرة أشخاص يبحثون عن جين ، والباقي يبحثون عن كانغ الآن"، أبلغهم.

"كيف تركنا كانغ يفلت من أيدينا"، تساءل يونقي.

"كنا قلقين أكثر على جيمين"، أجاب تايهيونغ.

"لن تجده"، قال نامجون، " أعني جين ، لن تجده".

أطلق عليه هوسوك نظرة قاتلة.

"لماذا لم تمنعه؟"، سأل يونقي وهو يهز رأسه.

"حاول أنت إيقاف جين بمجرد أن يكون عقله مصمماً على فعل شيء ما"، صرخ نامجون عليهم ، "إنه يفعل ما يعتقد أنه صحيح! أي نوع من الأشخاص سأكون إذا وقفت في طريق ذلك؟".

"لديه وجهة نظر" ، تدخل جونغكوك بهدوء ، خائفاً تقريباً من التعبير عن رأيه.

"هو ماذا؟"، بصق هوسوك.

"إنه على حق"، قال جونغكوك ، وهو يرفع رأسه ليلتقي بعيون هوسوك ، "جين يفعل شيئاً غبياً للغاية ، لكنه غير أناني.. إنه أحمق تماماً واللعنة ، لكن ياإلهي ، هو يفعل ذلك لأنه يحبنا ولا يريد أن يلحقنا أي ضرر".

أدار جونغكوك رأسه لينظر إلى الضوء الأحمر الذي لا يزال قيد التشغيل ، وبصوت ناعم شبه مكسور تابع كلامه ، "أنا ، أكثر من أي شخص آخر ، أستطيع أن أفهم ذلك الآن".

"سيكون بخير"، أخبره تايهيونغ باقتناع لم يسمع به أحد من قبل.

"أنت لا تعرف ذلك"،  تمتم نامجون، تاركاً الخوف يستهلكه.

"بالطبع أعرف. وكلنا نعرف ذلك"، قال لهم تايهيونغ بحزم، "إنه جيمين. إنه نفس الشخص الذي تدرب طوال هذا الوقت وقاتل المزيد من الناس في ساحة المعركة تلك وهو لايحمل شيئاً سوى سكين لعين! الشيء الوحيد الذي أسقطه هو رصاصة لم تكن معنيه له حتى .. إنه نفس جيمين القوي الذي جاء إليّ ولم يسمح لي بالحزن لأنه لم يحب رؤية العبوس على وجهي على الرغم من أنني استمررت في دفعه بعيداً عني.. إنه نفس جيمين الذي هو كالغراء الذي يُلصق هذه العائلة بأكملها معاً.. لا توجد طريقة في الجحيم أنه سيسمح لمعدن 2 بوصة أن يهزمه.. هو سيخرج من هذا.. سوف يفعل ذلك".

تقريباً كما لو كانت علامة ، انطفأت الإشارة الحمراء المضيئة التي تُظهر بأن غرفة العمليات قيد الإستخدام.

تجمعوا خارج الغرفة ، قلقين ، متوترين ، أنفاسهم متقطعة في حلوقهم عندما خرج الطبيب وخلع قناعه.. تناثرت بقع الدم على معطفه الجراحي ، والعرق الجاف على جبينه وهو يمسحه ، والضغط يظهر في الخطوط المجعدة في جبهته.

"قريب بارك جيمين؟"،  أعلن ، والإرهاق يقطر من كلماته المسحوبة.

"نحن هنا من أجل بارك جيمين"، قال جونغكوك على الفور ، وهو يقف أمامه مباشرة.

نظر إليهم الطبيب بارتياب، "من أنتم؟".

"عائلته"، أجاب تايهيونغ ، وهو يلقي نظرة خاطفة على جونغكوك ، "نحن عائلته".

أومأ الطبيب برأسه متفهماً ، "العملية لم تكن سهلة.. الرصاصة اُطلقت بالقرب من وركه مما جعل جرح الطلق الناري عبر بطنه.. استقرت الرصاصة في عمق وركه ، وبالكاد فوّتت عظم الحوض وأي أجهزة معوية رئيسية".

"ما..ماذا يعني هذ..هذا؟"، تلعثم جونغكوك متعثراً في كلماته..المصطلحات الطبية أصبحت أكثر من اللازم على عقله لاستيعابها ، خاصة بعد الليلة التي مر بها.

"هذا يعني أن العملية كانت محفوفة بالمخاطر ومعقدة جداً". أجاب الطبيب بعبارات بسيطة ، "لقد فقدناه تقريباً عدة مرات ، لكن جيمين مقاتل.. لم أرى أحداً يقاتل بهذه القوة".

شعر جونغكوك وكأنه يستطيع أن يخرج أنفاسه من الراحة ، والدموع تنقب في عينيه.. اهتزت ركبتيه وكادت أن تضعف عندما انحنى على أقرب جدار مغمضاً عينيه بشدة ، محاولاً عدم ترك أي دموع تفلت منه.

"إذ..إذاً جيميني سيكون بخير؟"، قال تايهيونغ ، أكثر من كونه سائلاً..كان يحتاج إلى تلك الطمأنينة.

ابتسم الطبيب وأومأ برأسه ، "سيكون بخير. يجب أن يبقى تحت الملاحظة ، لكن أسوأ ما في الأمر انتهى".

"هل يمكننا رؤيته؟"، سأل هوسوك.

"إنهم يقودونه إلى غرفة العناية المركزة الآن.. إنها الغرفة 1306 ، إذا كنت تريد أن تشق طريقك إلى هناك"، قال لهم الطبيب،"لا يزال تحت تأثير التخدير الشديد ، لذا سيكون غائباً عن الوعي لفترة من الوقت.. سأعود لأفحصه في غضون ساعتين".

"شكراً لك أيها الطبيب، شكراً جزيلاً لك.. شكراً لك"،  ظل جونغكوك يردد ، والإرتياح يغسله ، بارداً ، هادئاً ، مسالماً.. لم يكن يهتم بأي شيء آخر الآن.. لم يكن يهتم بأن كانغ لا يزال طليقاً، وبأنه يمكنه الهجوم في أي لحظة.. لم يهتم بأنه مصاب.. لم يهتم بتزايد التوترات في المجموعة.. جيمين على قيد الحياة.. جيمين سيكون بخير.. أحمقه المحبوب والمهتم واللطيف والمستعد للتضحية بحياته إذا كان ذلك يعني بأنه لن يتأذى أي شخص آخر ، كان جيمين على ما يرام.. كيف يمكن أن يهتم جونغكوك بأي شيء آخر؟.

شعر بيد مطمئنة على كتفه تضغط عليه برفق..أجبر جونغكوك نفسه على فتح عينيه حيث كانت ضبابية من الدموع اللامعة على حوافها الحمراء .

"تعال يا فتى"، قال يونقي بهدوء فقط لأذنيّ جونغكوك، "جيمين ينتظر".

وهكذا فقط انهدم السد.

أغمض جونغكوك عينيه وانتحابات عالية انفجرت من جسده مثل ضربات القلب ، واحدة تلو الأخرى.. كل المشاعر التي كان يُخفيها تحررت أخيراً.. من طفولته التي تم اقتلاعه منها ، إلى ساحات القتال والضرب والحاجة إلى أن يكون قوياً لإجل الجميع.. من وضع مشاعر الآخرين في المقام الأول والضغوط التي جاءت مع كونه جي كي الذي لا يهزم.. من أكاذيب جيمين إلى انكسار قلبه الذي كان عليه أن يتحمله ويتظاهر بأنه لم يؤذيه أبداً.. من الوقوع في الحب وتحطمه لأشلاء.. من معرفة أنه لا يمكن أن يكره جيمين حقاً، إلى مسامحته.. من خسارة النزال ومعرفة أنه خيب آمال الجميع وخذل عائلته.. من مشاهدة رجال يُقتلون أمامه ، إلى الإضطرار لقتل الناس بيديه...

من إقترابه لخسارة حب حياته تقريباً بين ذراعيه..من مشاهدة الحياة تنضب منه في نفس الوقت الذي لطخت فيه دماء جيمين كل شبر من الجلد على يديه .

إلى استعادة جيمين.

وخلال كل ذلك ، احتضنه يونقي بينما كان جونغكوك ينتحب ويبكي ، ويسمح لنفسه بالشعور بالضعف.. طوال الوقت كان يونقي يحاول ألاّ يترك دموعه تسقط وهو يمسك جونغكوك بقوة بين ذراعيه ، ويتذكر كيف انتهى به المطاف على عتبة بابه عندما كان في الخامسة عشرة من عمره بقميص قديم رمادي ، قذر وممزق بينما الكدمات تتناثر على جلده ، أرجوانية غامقة وخضراء.. تذكر جونغكوك وهو يخبره كيف يريد أن يتعلم الملاكمة لحماية والدته على الرغم من أن والدته لم تكن تريد أي تعامل معه وبالكاد كانت تنظر إليه في وجهه..يونقي تذكر حينما كان يتساءل بالضبط عن مقدار الألم الذي عانى منه جونغكوك في مثل هذا الوقت القصير. وما مدى قوة الصبي الصغير الذي يقف أمامه.

والآن يحتضنه يونقي ، وبعد سنوات مازال يتساءل عن نفس الشيء - بالضبط ما مقدار الألم الذي كان على جونغكوك تحمله؟ إلى أي مدى كان جونغكوك يحتفظ بمشاعره عميقاً بداخله والتي لم يعرف عنها يونقي؟ إلى أي مدى اختبأ جونغكوك لإعتقاده بأنه يجب أن يكون قوياً للجميع؟.

شعر يونقي بالعجز عندما عانق جونغكوك ضده بقوة ، وقميصه قد أصبح ملطخاً بالدموع.. كل ما أراد فعله هو امتصاص الألم منه ،ليأخذه ورميه بعيداً حتى لا يتأذى جونغكوك مرة أخرى.

"أنت بخير ، كوك. أنا لديك. ستكون بخير"، ظل يونقي يهمس بكلمات مطمئنة ضد شعر جونغكوك، بينما  يفرك ظهره بشكل مريح.

لم يكن يعرف كم من الوقت مضى وهو يقف مع جونغكوك بين ذراعيه بينما الجميع يشاهدون.. كان من الممكن أن تكون دقائق أو ساعات ،بحق الجحيم، يمكن أن يكون يوماً كاملاً ، لكن يونقي لم يتركه.. كان جونغكوك شقيقه الصغير وسيتأكد يونقي من عدم تعرضه لأي ضرر مرة أخرى.

أخيرًا انسحب جونغكوك بعيداً عن يونقي وتصرف كما لو أن شيئاً لم يحدث.. تنحنح ، وأخذ نفساً عميقاً مرتعشاً بينما يمسح عينيه بظهر يديه.

"أنا ب..بخير"، تلعثم ، متظاهراً كما لو أنه لم يكن يبكي للتو في قميص يونقي ."آسف لذلك".

"استمع إليّ ، جيون جونغكوك"، بدأ يونقي، ويديه على أكتاف جونغكوك، "الذي لن تفعله هو التظاهر بأنه ليس لديك مشاعر.. نحن لن نفعل ذلك بعد الآن.. إذا كنت حزين ، احزن! إذا كنت تريد أن تبكي ، إذاً فاللعنة على ما يقوله الجميع وابكي! لا أريدك أن تكبح أي شيء مرة أخرى ، هل تفهم؟ يُسمح لك أن تشعر بالأشياء جونغكوك.. كن ضعيفاً وكن بشراً.. نحن جميعاً يُسمح لنا بذلك".

تذبذبت شفة جونغكوك السفلية وهو يومىء برأسه ، آخذاً كلمات يونقي على محمل الجد.

لن يختبئ مجدداً..الأمور ستختلف الآن ..سيشعر بها.

"دعنا نذهب لرؤية جيمين"، قال جونغكوك ، وهو يتنحنح ورأسه منخفض قليلاً حيث لا يزال محرجاً من عرضه الصارخ لمشاعره.. لم يكن معتاداً على الإنفتاح هكذا.. لقد فعل ذلك فقط مع جيمين ويونقي ولا أحد آخر.

"هوبي" ، نادى يونقي وهم ينتظرون المصعد ، "هل من أخبار عن جين؟".

"لا شيء حتى الآن. ما زالوا يبحثون"، أجاب هوسوك وهو يهز رأسه.

"كانغ؟"، سأل جونغكوك.

هوسوك هز رأسه بالنفي فقط ، والقلق يحفر خطوطاً عميقة على جبينه.

دخلوا المصعد بصمت ،والتوتر يملأ الفراغ بينهم.. لم يرغب أي منهم في الإعتراف بذلك ، لكنهم كانوا خائفين.. كانوا مذعورين. ليس فقط على أنفسهم ، ليس فقط على جيمين الذي كان مستلقياً فاقداً للوعي على سرير المستشفى وحده.. كانوا خائفين على بعضهم البعض.. كانوا خائفين على جين الذي لم يتمكنوا من الوصول إليه ولا يعرفون مكانه أو كيف أحواله ، أو حتى إذا هذه الخطة التي كانت في رأسه تسير على ما يرام.. كانوا خائفين من أن يخرج كانغ من العدم ويؤذيهم عندما يكونون في أدنى مستوياتهم.. لم يكن معهم أي أسلحة ولا أي حماية.. لقد كانوا مرهقين ، وقد تلاشى الأدرينالين من كيانهم ليحل التعب ويتسرب في عظامهم متدفقاً عبر دمائهم.. كانوا مصابين ومتألمين ولم يكونوا في حالة جيدة للقتال على الإطلاق.

لقد أرادوا فقط أن ينتهي هذا الأمر.. كله.. لم يعد لديهم الطاقة للإستمرار.

"1306"، قال تايهيونغ بصوت عالٍ بينما يمرون عبر الغرف في محاولة للعثور على الغرفة التي كان جيمين بداخلها.

توقف جونغكوك خارج الباب وزفر نفساً، "1306".

كان الطلاء متقشراً قليلاً على الباب البلاستيكي المطلي ليبدو كالخشب.. تم إغلاق الباب بإحكام للخصوصية ولكن كل ما يمكن أن يفكر فيه جونغكوك هو المخاطر التي يمتلكها.. يمكن لأي شخص أن يدخل ويسأل عن جيمين ويتوجه إلى الداخل مباشرة.. يا إلهي، جونغكوك كان مرعوباً.. لم يكن يريد أن يخسر جيمين.. لقد كاد أن يفقده مرات عديدة ، وكل واحدة تؤلمه أسوأ من سابقتها.. هو يحبه..هو يحب جيمين كثيراً لدرجة أن مجرد التفكير في عدم التواجد معه بعد الآن تصدمه في عمق كيانه.

"مستعد؟"، سأل يونقي واضعاً يده على كتف جونغكوك لتهدأته ، مدركاً النظرة البعيدة في عينيّ جونغكوك هي نفس النظرة التي سيحصل عليه عندما يرهق دماغه بالمبالغة في التفكير.

"لا"، أجاب جونغكوك بصدق.

"لا بأس، كوك"، قال تايهيونغ ، "إنه جيمين خاصتنا.. إنه مقاتل. سمعت الطبيب ، أليس كذلك؟ جيمين بخير. سيكون بخير".

جونغكوك أومأ فقط.

وقفوا جميعهم في الخارج ، بانتظار أن يصبح جونغكوك جاهزاً، أن يصبحوا جميعهم جاهزين.

"أنا خائف أيضاً، أتعلم؟"، قال تايهيونغ بصوت مرتعش،"هذا المستلقي هنا هو  أفضل صديق لي.. أعز أصدقائي الذي كان أول شخص يبذل مجهوداً معي بالفعل.. لقد كان أول شخص لم يهرب مني عندما دفعته ودفعته ودفعته.. لقد كان الشخص الذي جلب بعض الضوء في حياتي ، والشخص الذي كان موجوداً لأجلي كلما احتجت إليه حتى عندما لم أكن أعرف ذلك.. أنا خائف أيضاً، لكنه يحتاج إلينا الآن وعلينا أن نكون هناك من أجله.. لا توجد طريقة بالجحيم بأنني سأسمح له بالإستيقاظ على غرفة مستشفى فارغة".

كان تايهيونغ على حق وكلهم يعرفون ذلك.. بالخوف أو بدونه، كانوا بحاجة إلى القيام بذلك.. إن لم يكن لهم ، إذاً لجيمين.. لن يتركوا الخوف يحتجزهم كرهائن.. لقد مروا بالكثير لدرجة أنهم لن يتركوا شيئاً مثل الخوف يملي عليهم الطريقة التي سيعيشون بها حياتهم.

أدار تايهيونغ مقبض الباب المعدني ، وفتح الستارة البلاستيكية.

بيب،بيب،بيب،بيب،بيب

كان صوت التنبيه المستمر للجهاز هو أول ما سمعوه عندما دخلوا الغرفة وأغلقوا الباب خلفهم.

أخذ جونغكوك نفساً مرتعشاً أثناء سيره للجلوس بجانب جيمين ، متردداً في لمس أي جزء منه خوفاً من تحريك انبوب التقطير الوريدي الذي كان مربوطاً به.. لم يكن يريد أن يؤذي جيمين. ليس أكثر مما فعل بالفعل.

احتشد بقية الأولاد حول السرير ، يشاهدون صدر جيمين يرتفع وينخفض ​​، يرتفع وينخفض ​​، يرتفع وينخفض.. شعروا بالإرتياح يغمرهم مع علمهم أن جيمين على قيد الحياة.. كانوا يعرفون في رؤوسهم بأنه لا يحتضر ، لكن رؤيته كانت مختلفة.. كانت رؤيته وهو موصول بالقطرات وجهاز مراقبة ضربات القلب ، وأجهزة ضغط الدم ، مشهداً صعباً لكنهم على الأقل كانوا يعرفون بأنه يتم الإعتناء به جيداً، وبالنسبة لهم هذا كل ما يهم.

رأى نامجون التردد في عينيّ جونغكوك وهو يحدق في يديّ جيمين ، وأصابعه التفت بقبضة. "هيا ، جونغكوك. يمكنك أن تمسك بيده".

"لا أريد أن...".

"لن تؤذيه"، طمأنه نامجون ، لعلمه بالذنب الذي وضعه جونغكوك على نفسه.

جونغكوك ابتلع بشكل واضح وهو يمد يده المرتعشة قليلاً ليد جيمين.. بالكاد أمسك بيد جيمين ، وهو يسمع جهاز مراقبة معدل ضربات القلب يصدر صوتاً بثبات.. نظر إلى يونقي ، وشعر بأنه صغير مثل الطفل.. أومأ يونقي برأسه مشجعاً له.. أخذ جونغكوك يد جيمين في يده ، واعياً بالأنبوب.

"إنه بارد"، قال جونغكوك ، "جيمين لا يبرد أبداً. يده دافئة دائماً ، وهو الآن بارد".

"إذاً، احتضنها حتى تدفأ"، قال تايهيونغ.

***

"أنت تعرف الخطة ، صحيح؟"، قال الضابط لجين.

"ساعة واحدة"، أكد جين بإيماءة.

"أي شيء أكثر من ساعة والصفقة ستُلغى"، حذره الضابط.

أوقف جين سيارته ودخل المستشفى ،متجهاً مباشرة لمكتب الممرضات.

"أنا أبحث عن بارك جيمين".

"ومن أنت له؟"، سألت الممرضة وهي تنظر إلى جين بريبة.

"عائلته"، أجاب جين بنبضة قلب.

نظرت الممرضة في قاعدة البيانات، "غرفة 1306".

شكرها جين وتوجه مباشرة إلى المصعد ، على أمل أن لا يكون قد فوّت أي شيء ، وأن الأمور على ما يرام.

بدت رحلة المصعد وكأنه الأبدية حيث كان يتوقف عند كل طابق ، وجين ينزعج أكثر فأكثر.

انحنى للخلف على جدار المصعد البارد ، تسبح الأفكار في رأسه وبالكاد يستطيع السيطرة عليها.. لم يستطع تصديق ما حدث في مثل هذا الوقت القصير.. لا يزال يتذكر المرة الأولى التي التقى فيها بجيمين.. من كان يعلم أن نفس الشخص الذي صوب السلاح إليه سيكون نفس الشخص الذي أصبح يُفكر به كأخيه الأصغر.. بعد كل ماحدث ،هاهو يأخذ جيمين ويحبه كأخ ويريد أن يحميه.. كيف لا يستطيع؟ كان اسمه الأول في قائمة الحصانة بحق اللعنة.. كان من  عائلته الآن.. والعائلة تتمسك ببعضها بغض النظر عن الأخطاء التي ارتكبت أو من ارتكبها.

فتحت الأبواب وخرج جين محاولاً تهدئة نفسه وهو يبحث عن الغرفة 1306.

غرفة 1304

غرفة 1305

غرفة1306

توقف في الخارج ، ويده على مقبض الباب المعدني ، ليأخذ نفساً عميقاً.. لم يكن يريد ذلك ، لكنه أعد نفسه لأسوأ موقف ممكن على أي حال.. أدار المقبض ودخل الغرفة.

"كيف حاله؟"، كانت أولى كلماته.

رفع الجميع رؤوسهم لينظروا إلى جين.. كان بإمكان جين رؤية تغير المشاعر على وجوه الجميع على الفور تقريباً.

تحولوا من الظهور بمظهر القلق إلى الشعور بالإرتياح ثم انطلق الغضب.

كان الغضب يخفق في الغرفة ، وينسكب في كل مكان ، ويزداد شيئاً فشيئاً مثل الإيقاع الثابت لجهاز مراقبة ضربات القلب الذي كان جيمين موصولاً به.

اندفع هوسوك نحوه ، وهو ينفخ ، ويدفع جين في الحائط.

"ما اللعنة الذي تفعله؟!"، صرخ ، ووقف مباشرة بوجه جين.

"ماذا؟"، سأل جين ، مرتبكاً.

"هم يعرفون"، قال نامجون، "إنهم يعرفون عن الخطة ب. عن الشرطة".

"أوه".

"أوه؟!"، صرخ هوسوك ، "أتيت إلى هنا بعد القيام بحيلة لعينة غبية من هذا القبيل وكل ما يمكنك قوله لتبرر نفسك هو واللعنة أوه؟!".

"اسمحوا لي أن أشرح لكم، وبعد ذلك...".

"ماذا تفعل يا جين؟"، سأل هوسوك مبتعداً..عيناه لامعة وصوته صغير وكأنه لا يستطيع تحمل المزيد ، "لماذا تفعل هذا؟ لماذا تخطط وراء ظهورنا؟ لماذا لم تخبرنا؟ لماذا وضعت نفسك في خطر من هذا القبيل ، جين؟ هاه ؟! هل كان هذا نوعاً من التصرف اللعين غير الأناني ليجعلك تبدو أكثر...".

"هوسوك، هذا يكفي !"، تدخل نامجون بصوت أعلى ، "طوال هذا الوقت ، الشيء الوحيد الذي ظل جين يفكر فيه هو أمانكم، جميعكم ! هل وافقت على قراره؟ لا ،ولاحتى قليلاً،  لكن هذا لا يعني بأنني لا أفهم نيته.. أعلم أنك مجروح ومرتبك وتريد إجابات ، لكن الطريقة الوحيدة للحصول عليها هي دفع كبريائك جانباً والإستماع إليه".

تراجع هوسوك خطوة إلى الوراء ، وعقد ذراعيه فوق صدره منتظراً تفسيراً مثلهم تماماً.

"ليس لدينا وقت طويل..."، بدأ جين ، وهو يلقي نظرة خاطفة عليهم، كان لديه ما يزيد قليلاً عن نصف ساعة ، وإلاّ فإن كل شيء عمل بجد من أجله سيختفي.

"حتى ماذا؟"، سأل يونقي وهو يجعد حاجبيه.

"لقد عقدت اتفاقاً مع الشرطة"، قال لهم جين ، "صفقة حصانة لنا جميعاً.. كل من لا يزال على قيد الحياة من عصابة كيم".

"اتفاق؟ أي اتفاق؟ جين كيف يمكنك أن تثق بهم. إنهم رجال شرطة ونحن...".

"دعني انتهي"، قال جين ، "دعني أخبرك بكل شيء ، وبعد ذلك يمكنك طرح الأسئلة ، لكن انظر ، لم يتبق لدينا الكثير من الوقت".

"أكمل"، قال يونقي بإيماءة.

" الصفقة بسيطة. لقد منحتهم محرك أقراص يو إس بي مشفراً ومحمياً بشكل جيد للغاية، ولن أقوم بفك تشفيره وتوفير كلمات المرور لهم إلاّ بعد إبرام الصفقة.. يحتوي محرك الأقراص على معلومات حول كل عصابة في المدينة.. كل العشائر بما في ذلك نحن.. قالوا إنهم سيعطوننا حصانة إذا أحضرنا كانغ إليهم.. على قيد الحياة".

"وماذا سيحدث إذا لم تفعل؟"، سأل تايهيونغ خائفاً.

ابتسم جين فقط ، "دعونا لا نفكر في ذلك ، حسناً؟".

"أجبه"، طالب هوسوك ، بصوت منخفض وجامد وهو يكرر السؤال ، "ماذا سيحدث إذا لم تفي بجزئك من الصفقة".

"سأذهب إلى السجن"، قال جين ، "مدى الحياة".

"كيف يمكنك الوثوق بهم؟ الشرطة؟ كيف تعرف أنهم لن يعبثوا معنا واللعنة؟"، سأل يونقي.

"لدينا عقد"، أجاب جين، "بالإضافة إلى أن المعلومات التي قدمتها لا تقدر بثمن.. لن يعتقلني فقط عندما يكون لديه كل المعلومات حول كل جريمة غير قانونية تقريباً تحدث في المدينة. من سيكون غبياً بما يكفي لفعل ذلك؟".

"ماذا عن الحصانة؟"،سأل نامجون، "هل هذا مؤكد؟ مقابل كل جريمة اُرتكبت؟".

"إنه أمر مؤكد"، طمأنه جين ، "سنكون بأمان. أعدك".

"لماذا قلت بأنه لم يتبقى لدينا وقت؟"،سأل هوسوك ، "ماذا كان ذلك؟".

نظر جين إلى أسفل في ساعته - كان لديهم حوالي 23 دقيقة متبقية، "علينا أن نذهب. لقد وجدوا كانغ وعلينا أن نصل إلى هناك قبلهم".

"أنا لن أتركه"، قال جونغكوك ، وعينيه مثبته على جيمين، "يا رفاق اذهبوا. لا يمكنني ترك جيمين".

"جونغكوك ، أعلم أن هذا صعب ولكن ليس لدينا وقت ل..." بدأ جين القول.

"إذا كان نامجون على هذا السرير بدلاً من جيمين ، هل ستغادر؟"،  سأل جونغكوك.

تنهد جين واتكأ على الحائط. لم يستطع أن يجادل في ذلك.

"كنت سأريده أن يفعل"، قال نامجون، "لا أريده بجانبي عندما يجلس الشخص الذي يُرهب عائلتي بشكل مريح في مكان ما بالخارج.. عندما يكون نفس الشخص الذي أطلق النار عليّ هو نفس الشخص الذي يمنع عائلتي من الحصول على راحة البال وأن يقضوا لياليهم بهناء.. أن يكون نفس الشخص الذي أطلق النار علي هو من منعني من الحصول على سعادتي الأبدية".

نهض تايهيونغ وتوجه إلى جونغكوك، "اذهب"، قال له بهدوء ، "أعطه الجحيم واجعله يندم على ما فعله بجيمين خاصتنا، على ما فعله بنا وبعائلتنا.. اجلبه إلى حافة الموت واسحبه بعيداً عنه ثم ارمي مؤخرته خلف القضبان إلى الأبد .. اجعله ينتظر موتاً لن يأتي أبداً ودعه يتعفن وراء الزنزانة مدى الحياة".

"سنبقى مع جيمين"،طمأنه نامجون ،" سنقوم بعمل جيد هنا أكثر مما سنكون هناك على أي حال".

كان جونغكوك متردداً لكنه يعلم بأنهم على حق.. لم يستطع البقاء هنا.. كان بحاجة للذهاب ومساعدتهم.

"جيمين يريدك أن تفعل ذلك"، أخبره نامجون بهدوء.

"وإذا كنت قلقاً بشأن استيقاظه قبل عودتك ، قال الطبيب إنه يخضع لتخدير ثقيل جداً. سيظل نائماً عند عودتك"، قال له تايهيونغ ، "اذهب جونغكوك".

***

"أين نحن؟"، سأل جونغكوك ، بينما توقف جين في مكان غير مألوف.

لم تكن الشوارع مضاءة بأي شيء سوى المصابيح الأمامية للسيارة وضوء القمر الذي بدأ في الظهور في سماء الليل.. كانت هناك صفوف من الأشجار تحيط بالمنزل الصغير المتصدع الذي كان يقف في وسط قطعة الأرض الشاسعة.

"لا أعلم"،قال جين ، وهو يشعر بالإرتياب من المكان بالفعل. "أعطتني الشرطة الإحداثيات ، واتبعتها فقط".

"ماذا لو لم يكن هنا؟"، سأل يونقي.

"عليه أن يكون"، رد جين ، "من الواضح أن شخص ما قد وشى بهم".

"لا توجد إشارة"، قال لهم هوسوك ، وهو يتفقد هاتفه ، "لا يوجد واي فاي. لا توجد إشارة. لا شيء".

"إنه بالتأكيد هنا"، قال جين ، وهو يطفئ المحرك ويُغلّف المكان في الظلام ، "إنه يتوقعنا أيضاً".

فتح جونغكوك صندوق القفازات ووزع المسدسات والسكاكين والأسلحة الأخرى.

"تذكروا ، نحن بحاجة إليه على قيد الحياة"، قال لهم جين.

"على قيد الحياة ، يمكنني أن أفعل ذلك"، قال جونغكوك وهو يتفقد مسدسه ، "لكنني لا أعد بأنه سيكون في قطعة واحدة".

نظر يونقي من النافذة ، ولم ير شيئاً سوى الظلام ، "لا نعرف عدد الأشخاص الذين معه. يمكن أن يكون 10 أو 30 أو أكثر ... هل نريد المخاطرة؟".

"وقد لا يكون معه أحد أيضاً"، رد هوسوك.

"هذا يجب أن ينتهي الليلة"، قال جين ، "لا يمكننا الإستمرار في النظر من فوق أكتافنا كل ثانيتين.. لقد أصيب عدد كافٍ من الناس.. لقد فقدنا الكثير من الأرواح كي لانهتم ونتركه يذهب..بحق الجحيم ، لقد كدنا نفقد بعضنا البعض تقريباً.. هل تريد حقاً أن يخرج هذا اللعين للعالم في الوقت الذي يمكن أن يكون به متعفناً في زنزانة السجن لبقية حياته؟".

"هيا بنا نقوم بذلك"، قال جونغكوك ، وهو يضع السكين في جيب الجينز ، ممسكاً بالمسدس الجاهز في يده اليمنى.

"تذكروا"، قال جين ، وهو ينظر إليهم جميعاً ،"نحن بحاجته حياً، لا تدعوه يدخل تحت جلودكم. لا تدعوه يستفزكم".

"كانغ لي"، أخبرهم جونغكوك ، قبل الخروج من السيارة التي لم يكلفوا أنفسهم عناء قفلها لأن كانغ يعلم بالفعل أنهم هنا.. لم يحاولوا حتى  أن يكونوا غير واضحين.. كان يعلم أنهم قادمون.. كان يتوقعهم.

كانوا جميعاً يحملون أسلحتهم في أيديهم ، وعلى استعداد لمواجهة كل ما وراء ذلك الباب.. كانت الأرض فارغة باستثناء الأشجار التي بدت وكأنها تؤدي إلى غابة في أقصى اليمين والمنزل المتعفن في وسطها.. لقد كانوا حقاً في وسط اللامكان دون أي علامة على الحياة بالأرجاء.

"ثلاثة ، اثنان.."، همس جونغكوك بصوت خافت ، وهو يستعد لركل الباب لأسفل.. لا يبدو أنه سيستغرق الكثير من الجهد. كان يشم رائحة الخشب المتعفن في الثانية التي نزل فيها من السيارة.

"واحد"، انهى هوسوك من أجله.

سحب جونغكوك ساقه للخلف وركل الباب أسفل القفل المعدني الصدئ.. طار الباب بضربته وسقط على الأرض بصوت عالٍ.. كانوا يصوبون أسلحتهم ،وجاهزون لإطلاق النار على كل من يقف في طريقهم.

"لقد استغرقت وقتاً أطول من المتوقع"، قال كانغ ، وهو جالس في منتصف الغرفة ذات الإضاءة الخافتة.

حيّرهم المشهد.

لم يكن هنا أحد غير كانغ.. كان جالساً على كرسي خشبي في منتصف الغرفة ولم يكن في المنزل أي شيء آخر سوى طاولة واحدة وكوب وزجاجة ويسكي.. كان المنزل فارغاً.

تحدث جين ، متقدماً وهو يأخذ زمام المبادرة ، "يجب أن أقول ، كانغ ، أنا مندهش".

"أنا أميل إلى فعل ما هو غير متوقع"، قال كانغ ببساطة ، وهو يأخذ رشفة طويلة من الكحول البني الداكن.

"هناك فرق بين أن تكون غبياً وأن تكون غير متوقع"، علّق جين والمسدس محكم في قبضته ، "وأنت بالتأكيد الأول".

"ولمَ ذلك جين؟"، سأل كانغ ، بابتسامة خبيثة على وجهه كما لو كان يعرف سراً لا يعرفوه.

"تقول إنك تتوقعنا ، وجعلتنا نأتي إلى هنا في منتصف اللامكان ، حيث من الواضح أنه يمكنك قتلنا في اللحظة التي نطأ فيها قدماً على هذه الممتلكات ، ومع ذلك ، ها أنت هنا ، تشرب الكحول ، بمفردك في هذا ال-كلمة منزل- ستكون وصفاً لطيفاً جداً بالنسبة إليه".

ضحك كانغ ملقياً رأسه للخلف ،ونوبات ضحك تنهمر من شفتيه.. نظر البقية إلى بعضهم البعض بارتباك وحذرهم يزداد قوة ، يزداد حدة ، لا يثقون به على الإطلاق.

ثم توقف. كان مثل مفتاح انطفأ.. لم يهدأ الضحك شيئاً فشيئاً كما هو معتاد.. لقد توقف فقط.

عبس جونغكوك.. شيء ما لم يكن صحيحاً.. نظر حول المنزل ، محاولاً البحث لتأكيد هذا الشك الذي كان لديه.. بالنسبة للمنزل المتعفن القديم ، بدا الداخل أفضل بكثير من الخارج ، كما لو كان قد أصبح في حالة أفضل حتى يتمكن شخص ما من الحصول على نوم جيد ليلاً.. كان منزلاً من طابق واحد ومع ذلك لم يكن هناك شيء في المساحة الكبيرة التي كانوا فيها باستثناء طاولة صغيرة وكرسي.

جابت عينيّ جونغكوك حول الغرفة ، محاولاً العثور على باب مغلق ، أو حتى لوح أرضي غير مستوٍ ، وربما حتى نتوء صغير في الجدران.

"بالنسبة لشخص يُظهر نفسه بمثل هذا المستوى العالي ، فأنت حقاً مخيباً للآمال يا كيم سوكجين"، قال كانغ بالتواء من لسانه، وقام بإسقاط ما تبقى من شرابه وكاد يضرب الكأس البلوري لأسفل على الطاولة الصغيرة ، مما جعله يتأرجح مع القوة الهائلة وراء الحركة.. نهض من كرسيه مبتسماً، "والدك المسكين.مجرد التفكير بأنه مات عبثاً ، تاركاً لك ما كان يوماً إمبراطورية عظيمة"، تنهد ، "ما الذي سيفكره بشخص مثلك لا يمكنه حتى أن يدير عصابة بسيطة".

زمجر جين ، واستعد للاندفاع نحو كانغ بالطريقة التي فعلها قبل ساعات قليلة.

شد يونقي على ذراع جين ، وأوقفه.

"لقد انتهى الأمر يا كانغ"،قال ببساطة ، "كل الرجال الذين لديك إما ماتوا أو هربوا.. واجه الأمر ، كانغ ، أنت وحيد تماماً.. لا حماية. لا عصابة. لا مخدرات. لا مال".

ابتسم هوسوك ساخراً، "كان سيظل لدى جيهوان عصابة.. بالنسبة لشخص ادعى بأنه أفضل منه ، فأنت لا شيء سوى فاشل.. مُتمنّي.. مجرد مقلد لا يمكنه حتى القيام بعمل واحد بشكل صحيح".

ظل جونغكوك ينظر حوله. تتجول عينيه وتتفحص أثناء حديثهم الذي يجعل كانغ مشغولاً.. نظر إلى الجدران محدقاً كما لو أن ذلك سيساعده على الرؤية بشكل أفضل ، ويعطيه لمحة أفضل عن الأسرار التي كان كانغ يحتفظ بها.. كان يعلم أن الأمر لن يكون بهذه السهولة.. كان يعلم أن كانغ لن يجلس هنا بدون حماية.. كان عليه فقط معرفة خطة لعبته.

"هل تعتقد أنني غبياً بما يكفي للمجيء إلى هنا بدون حماية؟"، سخر كانغ ، وأخذ مسدسه من الحافظة التي كانت تستريح أسفل قميصه مباشرة ، "لقد قتلت واحداً منكم من قبل ، وسأفعل ذلك واللعنة مرة أخرى".

"لم تتمكن  حتى من أن تأخذ الطلقة عندما عرضتها عليك أيها الجبان اللعين!"، بصق جين.

كادت عينيّ جونغكوك تقريباً أن تخرجا من تجويفهما عندما رآها.. كانت الجدران مختلفة.. كيف لم يلاحظها من قبل ؟! كان الجدار الأيسر أكثر سمكاً من الأيمن ، وكان الطلاء يتقشر ، كما لو كان مغطى بشكل سيء فوق شيء ما.

"غرفة مخفية"، تمتم جونغكوك لنفسه.

التقط يونقي ذلك ونظر إلى جونغكوك بتساؤل ، حيث سأل عن مكان وجوده بمجرد إيماءة صغيرة من رأسه.. نظر جونغكوك من فوق الحائط ، راغباً في أن يلتقي يونقي بمكان بصره قبل أن ينظر بعيداً ويعود إلى كانغ الذي كان يصوب مسدسه نحو جين وإصبعه على الزناد.

سخر جين ، وهو يقلب عينيه ، "هل هذا يهدف إلى تخويفي؟ يمكنني الوقوف أمام فتحة المسدس اللعينة وما زلت ستخطىء التصويب".

"قل مرحباً لجيهوان من أجلي"، أخبره كانغ بابتسامة ساخره ، وهو يضع مزيداً من الضغط على الزناد.

"اسحب الزناد وسأطلق على قضيبك ، كانغ ، أقسم بالآلهة"، قال جونغكوك على الفور ، وسحب جين للخلف بيد واحدة بينما يصوب بالأخرى مسدسه إلى كانغ.

"آه ، جين ، جين ، جين"، علق كانغ وهو يهز رأسه، "دائماً بحاجة إلى شخص ما لإنقاذك".

"على الأقل لدي أشخاص ورائي"، رد جين ، "وأنت ليس لديك شيء سوى يديك الملطخة بالدماء".

"هل تعتقد أنني وحدي؟"، سخر كانغ ، وقلّب عينيه ، "جئت مع جيش من الناس".

وبهذه اللحظة، تم كسر الأبواب ، وانشق الطلاء بالكامل من الحائط بينما يخرج 20 شخصاً من الغرفة دفعة واحدة.

"اللعنة"، لعن جونغكوك تحت أنفاسه ، وأطلق النار على أي شخص يمكنه رؤيته على الفور.

"لا تدع كانغ يبتعد!"، صرخ هوسوك ، وعيناه تتبعان كانغ بينما كان مسدسه مصوباً إلى شخص آخر.

طلقات نارية ، همهمات من الألم ، صوت صفع الجلد على الجلد يملأ الغرفة ويرتد عن الجدران ،ليملأ آذانهم بالمزيد من الأصوات.

اندفع جونغكوك عبر الحشد ، وهبط باللكمات والركلات أينما استطاع ، وعينيه تركزان فقط على كانغ الذي كان يحاول الهروب سريعاً من الباب الخلفي.. ساقيه منطلقة من ضخ الأدرينالين لديه حتى يتمكن من الإمساك بكانغ وإنهاء هذا الأمر مرة واحدة وإلى الأبد.. إما الليلة أو أبداً وهو يعلم ذلك.. قبل أن يصل إلى الباب بقليل ، استدار ليرى ما إذا كان يونقي أو جين أو هوسوك بحاجة إلى المساعدة.. ابتسم لنفسه عندما رآهم يتعاملون مع الأمر بطريقة جيدة. كان يعلم أنه يمكن الإعتماد عليهم.

دفع جونغكوك الباب ليفتحه، وترك عينيه تتكيفان مع الليل شبه الحالك ، القمر على الجانب الآخر من السماء مستعداً للإختفاء قبل الفجر مرة أخرى.

"تعال وقاتل كرجل ، أيها الوغد! أنت تتحدث بطريقة كبيرة ، دعنا نرى ما إذا كان يمكنك أن ترقى إلى مستوى ذلك!"، صرخ جونغكوك في الليل ، وحافظ على أذنيه مقشرتين حتى لأدنى حفيف للأوراق للإشارة إلى مكان كانغ.

قبل أن يستدير جونغكوك شعر بألم حاد في ظهره.. تعثر وامتدت يده بشكل غريزي إلى المكان الذي أصيب فيه. استدار بسرعة ليرى كانغ مبتسماً.

"لا تستطيع التعامل مع نفسك بشكل طبيعي لذا عليك اللجوء إلى اللعب الخبيث؟"، سخر جونغكوك والغضب يندلع بداخله.. لم يكن يرغب في شيء أكثر من وضع رصاصة في وركه ، كما فعل مع جيمين ، ثم يشاهده ينزف.. لكن كان عليه أن يلتزم بالخطة.. كان يلعب اللعبة الطويلة هنا.. الموت كان مخرجاً سهلاً جداً لشخص مثل كانغ.

قبل أن يفكر كانغ في الرد ، اندفع جونغكوك إلى الأمام وهبط بلكمة في فكه.. عاد كانغ متعثراً للخلف، وألقى مسدسه بينما يمد يده إلى فكه.. انتهز جونغكوك هذه الفرصة وركل وركه ، مما جعل كانغ يتضاعف من الألم.. مد يده وسحب كانغ من قميصه.. يمكن لجونغكوك أن يعلم بأن كانغ لم يكن يتوقع ضربة بهذه القوة، ضربة يمكن أن تطرد الهواء منه تماماً.. قام جونغكوك بأرجحة قبضته مرة ، ثم مرة أخرى ، وهو يسدد في نفس المكان بالضبط في معدته.. بصق كانغ الدم ، وهو يئن ويتأوه من الألم.. كان مستمتعاً بأصوات معاناة كانغ.. بعد كل ما وضعهم فيه ، كان جونغكوك ينتقم أخيراً ولم يشعر بشيء أفضل من ذلك.

كان على وشك التسديد مرة أخرى ، ليجعل كانغ يصرخ من الألم ويتوسل على ركبتيه لرحمة جونغكوك.. أن يتوسل من أجل المغفرة ، أن يستجدي الموت الذي سيكون أقل إيلاماً بكثير من أي خطة مريضة وملتوية يفكر فيها جونغكوك لأجله.. سحب جونغكوك قبضته إلى الخلف ، ويده الأخرى لا تزال مشدودة على قميص كانغ عندما فُتح الباب الخلفي ممزقاً عملياً من مفصلاته المعدنية القديمة الصدئة.

"توقف!"، نادى يونقي وهو يمد يده للأمام.

"جعلته بالمكان الذي أريده بالضبط"، زمجر جونغكوك، وعيناه تركزان على الدم الذي يقطر من جلد كانغ ، والغضب يعميه.. أراد أن يرى اللون الأحمر والأحمر ولا شيء آخر غير اللون الأحمر.. أراد أن ينزف كانغ ليرى الدم على يديه كما لو أن ذلك سيغسل ذكرى دماء جيمين قبل ساعات قليلة فقط.

"استمع إلي ، كوك"، تحدث يونقي بصوت منخفض وهادئ ، "أنت بحاجة إلى الإستماع إلى صوتي ، حسناً؟ فعل هذا لن يساعد.. قتله لن يساعد".

"هو أصاب...".

"أنا أعرف كوك.. أعرف"، أخبره يونقي ، متخذاً خطوة صغيرة تجاهه ، وهو يشاهد كيف أن الظلام الذي غمر جونغكوك كان ينزلق ببطء بعيداً ، "أنا أكرهه أيضاً.. لا أريد شيئاً أكثر من وضعه بقبر تحت 6 أقدام.. لكن لدينا خطة ، أليس كذلك؟ نحن توصلنا إلى الخطة".

ضحك كانغ ..ضحكة مبتلة ، مظلمة وهو يبصق الدم على جانبه ، "أنت تريد الإنتقام ، أليس كذلك؟ خذه".

"لا تستمع إليه..."، قال يونقي له.

"افعلها ، اقتلني"، تحدث كانغ فوق صوت يونقي ، مستفزاً جونغكوك الذي كانت عينيه السوداء تلمعان في كانغ ، مرتجفاً من الغضب ، "اقتلني بنفس الطريقة التي كنت سأقتل بها حبيبك اللعين. يا إلهي ، الرصاصة كانت مخصصة لك ، كما تعلم؟ أن أقتلك وبعد ذلك كنت سأقوم بأخذ ذلك الصغير ذو الشعر الوردي وأدفعه على الأرض ،كنت سأجعله يتوسل ، ويصرخ بفمه اللعين العاهر الصغير المليء بقضيبي...".

"اخرس !!!"، صرخ جونغكوك ، ودفع كانغ على الأرض ، والتقط مسدسه الجاهز بالفعل وضغط الزناد.

"جونغكوك ، لا !!"، صرخ يونقي.

ولكن الآوان قد فات.. تم إطلاق النار من المسدس.. وجدت الرصاصة منزلها الجديد في أعماق جلد كانغ.

ركع جونغكوك على ركبتيه ، وما زال السلاح ساخناً في يده ، "كان من الممكن أن تقول أي شيء ، وما كنت لأعطيك بالرضا بموتك ، كانغ".

مد جونغكوك يده إلى جيبه وأخرج الزر الذي أعطته لهم الشرطة قبل مغادرتهم المستشفى.

"اضغطه"، قال له جين بإيماءة.

نظر جونغكوك فقط إلى كانغ الذي كان يتلوى من الألم وهو يصفر ويئن ، ويداه تتجهان نحو الرصاصة في ساقه التي كانت تتدفق منها الدماء.

"أنت انتهيت"، كان كل ما قاله جونغكوك قبل أن يضغط على الزر ، لتنبيه الشرطة إلى أن مهمتهم قد اكتملت.

في غضون دقائق ، اجتاحت الشرطة المنطقة ، وهم يأخذون الصرخات والشتائم النابية إلى الحجز.

سار الضابط الذي تعامل مع جين نحوهم ، منبهراً تماماً، "حسناً ، لقد فعلتموها أيها الأولاد"، قال ، كشكل من أشكال التهنئة لهم.

"نحن فعلنا"، أومأ جين برأسه.

"لقد أكملت الجانب الخاص بك من الصفقة"، قال الضابط ، "لذا فمن العدل أن نكمل جانب صفقتنا.. لديك حصانتكم.. أنتم جميعاً".

لم يسعهم سوى الإبتسام ، وهم يعلمون أن الخطر أصبح وراءهم وأنهم لن يضطروا إلى النظر من فوق أكتافهم في كل خطوة ثانية يتخذوها.

لقد انتصروا.

***

لم يستطع جونغكوك منع نفسه في عدم قدرته على الجلوس ، أو الوقوف بثبات ، أو حتى التوقف عن هز ساقه.. كان حريصاً على العودة إلى المستشفى ليكون بجانب جيمين.

بمجرد فتح أبواب المصعد ، اختفى عملياً في الهواء حيث ركض إلى غرفة جيمين.

غرفة 1306.

طرق الباب بهدوء حتى لا يُجفل تايهيونغ و نامجون اللذان كانا يرافقانه ويعتنيان به الآن.. قبل أن يتمكن جونغكوك حتى من وضع يده على مقبض الباب ، خرج تايهيونغ بابتسامة ، وأغلق الباب خلفه.

"ماذا حدث؟ هل هو بخير؟ هل كل شيء بخير؟"،  سأله جونغكوك ، بعيون متسعة والخوف مستعداً لمعانقته مرة أخرى.

"إنه بخير. كل شيء على ما يرام "، طمأنه تايهيونغ بابتسامة ناعمة ، "جاء الطبيب للتحقق وقال بأنه يتعافى بشكل أفضل من المتوقع. لقد خرج رسمياً من منطقة الخطر".

تنهد جونغكوك بارتياح، "أوه، الشكر للآلهة".

"لقد كان يسأل عنك"، تايهيونغ أخبره.

ارتفع رأس جونغكوك.. كان جين ويونقي وهوسوك خلفه مباشرة ، وهو حضور مريح.

"إنه مستيقظ؟" ، سأل هوسوك ، بعيون واسعة.

"مستيقظ ، سريع الإستجابة ، ثرثار للغاية" ،عدد تايهيونغ ، في محاولة لجعلهم يشعرون بتحسن ، مع علمه كم كانت هذه الليلة طويلة و مرهقة ومخيفة.

"هل هو ..."، قال جونغكوك ، غير قادر على إنهاء سؤاله ، هو نفسه لا يعرف من أين يبدأ وماذا يسأل.

"إنه يعرف عن الخطة ب"، قال له تايهيونغ، "إنه قلق فقط".

"ثق بجيمين ليقلق بشأن الجميع باستثناء نفسه حتى وهو مستلقٍ على سرير المستشفى"، قال جونغكوك وهو يهز رأسه.

فُتح الباب من خلف تايهيونغ وخرج منه نامجون،"اذهب"، قال له بابتسامة، "إنه في انتظارك".

نظر جونغكوك إلى الأولاد الذين أعطوه ايماءة ، والإبتسامات على وجوههم بينما يخبروه أن الأمر على ما يرام وأنهم سيكونون هنا عندما يحتاجهم جونغكوك.

دخل جونغكوك وأغلق الباب خلفه.

لم يكن يعرف ما إذا كان مستعداً حقاً لرؤية جيمين.. جزء منه كان خائفاً.. خائفاً جداً جداً من رؤية جيمين يتألم.. رآه جونغكوك عندما أصيب.. بحق الجحيم ، حمله جونغكوك طوال الطريق إلى المستشفى وهو ينزف على ملابسه.. حتى أنه رآه بمجرد أن تم تضميده وربطه بجميع الآلات لكنه كان فاقداً للوعي حينها.. ما نوع الحالة التي كان جيمين فيها الآن؟ هل كان جيمين غاضباً منه؟ هل ندم جيمين على أخذ تلك الرصاصة من أجله؟ هل يتالم؟ هل كان حانقاً؟ حزين؟ ليس مغرماً بجونغكوك بعد الآن بعد أن رأى أحلك أجزاءه؟ هل كان السراء والضراء أكثر من اللازم بالنسبة لجيمين؟ هل أراد الخروج؟.

"كوكي"، نادى صوت ، ناعم ، حلو ، لحني.

وبهذه الطريقة ، اختفت كل مخاوفه وأفكاره المظلمة في الهواء.

"تعال الى هنا"، قال له.

استدار جونغكوك أخيراً ليرى جيمين يبتسم.. كان يمكن أن يقسم أن قلبه تخطى النبض.. مازال وحتى بعد كل هذا الوقت قلبه ضعيفاً أمام ابتسامة جيمين.. كان مشهده المفضل في العالم - وجنتي جيمين الممتلئتين اللتين تُخفيان عينيه البنيتين ، وتحولهما إلى أهلة كلما ابتسم.. خده الأيمن الذي يحتوي على غمازة صغيرة بجانبه والتي فقط أحب جونغكوك تقبيلها.

"مرحباً"، استقبل جونغكوك بصوت متعب ومنخفض ومع ذلك كانت هناك ابتسامة على وجهه،"لقد اشتقت اليك".

"أنا أيضاً"، أجاب جونغكوك ، متكئاً على الحائط.

"تعال"، قال جيمين، مشيراً إلى المقعد بجانب سريره في المستشفى ، "اجلس".

جونغكوك لم يتحرك.

"أنت ما زلت غاضب"، قال جيمين ، وأومأ برأسه لنفسه.

"غاضب؟ جيمين أنا حانق واللعنة ! هل تعرف ماذا فعلت ؟! لقد أخذت رصاصة لعينة من أجلي ؟! ما الذي كان يدور في رأسك ، جيمين؟؟ كان يمكن أن تموت بحق اللعنة !!"، صرخ جونغكوك ، ومخاوفه تغلبت عليه.

"كوك...". همس جيمين.

"ماذا؟!".

"لو كنت أنا .."، بدأ جيمين ، وهو يبتلع بصعوبة، "إذا كان المسدس موجهاً لي ، هل كنت ستدفعني بعيداً؟ هل كنت ستأخذ تلك الرصاصة من أجلي؟".

"هذا ليس نفس الشيء...".

"كيف؟" ،قاطعه جيمين ، "كيف لا؟ كيف يكون من العدل أن تأخذ رصاصة من أجلي وأنا من المفترض أن أكون على ما يرام مع ذلك، ولكن عندما يكون الأمر في الإتجاه المعاكس ، يمكنك أن تغضب؟".

"لأن حياتك تساوي أكثر من حياتي ، حسناً !!"، كاد جونغكوك أن يصرخ مجدداً.

"ماذا؟".

سار جونغكوك نحوه ، وأخذ يد جيمين الصغيرة التي كان يخرج منها التقطير الوريدي وأمسكها بكلتا يديه.. لم يعترف جونغكوك بذلك أبداً، لكنه كان يبكي. "لا أعرف كيف سأعيش حياتي إذا لم تكن فيها ، جيمين".

"جونغكوك ، أنا...".

"انتظر"، قال ، بنبرة تكاد أن تكون متوسلة ، "من فضلك ، دعني أنتهي".

رفع جيمين يده الحرة وبدأ في تمشيط شعر جونغكوك، في انتظار أن يتكلم.. لم يستعجله. لم يكن بحاجة إلى ذلك.

لم يستطع التعبير بالكلمات عن مدى الخوف الذي شعر به عندما استيقظ.. كان يعتقد أن شيئاً سيئاً قد حدث.. كان قد استيقظ إلى غرفة مستشفى بيضاء صارخة مع تاي على جانب واحد من السرير ونامجون بالقرب من الباب ورأسه متكئاً على الحائط بشكل غير مريح.. اعتقد جزء غير منطقي منه أنه قد حلم بكل شيء.. كان يعتقد أنه قد ابتكر هذه الشخصيات المثالية ، مع قصة مثالية. لأنه كيف يمكن لشخص مثل جيمين ، -الذي اعتقد قبل بضعة أشهر فقط أن أكثر الأشياء تمرداً التي يمكن أن يفعلها هو ثقب أذنيه-،أن يحظى بخوض مثل هذه المغامرة الضخمة ، وأن يجد حباً، وحتى يعثر على عائلة بمفرده.

أول ما سأله لتايهيونغ عندما استيقظ هو ما إذا كان كل شيء حقيقياً.. والثاني ، ماذا حدث بحق الجحيم عندما كان نائماً. والثالث ، كيف كانت عائلته. هل تأذى أحد؟.

والآن ها هو ، رجل جيمين المثالي ، المهتم ، اللطيف ، الذكي ، بقلب من ذهب ، يجلس بجانبه ، خائفاً ويكاد يفقد عقله حتى لو لم يرد الإعتراف بذلك..جيمين عرف في تلك اللحظة وذلك المكان ، أن هذا هو الرجل الذي يريد أن يقضي بقية حياته معه..هو سيفعل كل ما في وسعه وأكثر من ذلك للتأكد من بقاء جونغكوك سعيداً ، حتى لو استغرق الأمر بقية حياته.

نظر جونغكوك إلى جيمين بعينيه البنيتين اللامعتين ، وهو يفرك ظهر يده بنعومة شديدة ، "يا إلهي ، جيمين ، لا أعرف كيف أشرح لك ذلك.. لا أعرف كيف أشرح مدى أهميتك بالنسبة لي.. الأمر يشبه وكأنني من قبلك كنت موجوداُ فقط، وكان الأمر جيداُ. كنت قانعاً، كنت على ما يرام ، وتمكنت من المرور بأيامي.. ثم دخلت حياتي وكان الأمر كما لو أن عالمي الأسود والأبيض انفجر في ألوان متعددة.. شعرت بأكثر من مجرد أنني قانع.. شعرت بالعواطف.. شعرت بالفرح ، والغضب والحزن والإرتباك والحب.. شعرت بذلك ، بالكثير والكثير من الحب.. لقد دخلت حياتي وفجأة لم أعد موجوداً بعد الآن..أصبحت أعيش".

ضغط جيمين على يد جونغكوك بنعومة ، متجاهلاً الألم الذي أصاب ذراعه.. هذا لا يهم الآن.. لا يهم أنه كان مستلقياً على سرير المستشفى.. لا يهم أنه سيكون لديه ندبة على شكل رصاصة مستقرة فوق وركه لبقية حياته.. لا شيء من ذلك يهم.. ما يهم هو أن عائلته كانت في أمان.. أن حب حياته كان آمناً.. أن الأشخاص الذين يحبهم ويهتم بهم حقاً، كانوا جميعاً بخير.. لم يعد هناك خطر كامن في الظل ،أو يلوح في الأفق فوقهم.. لم يعد هناك سبب للخوف بعد الآن.. ما كان مهماً هو أنهم مروا بأصعب الأوقات معاً، وأن بإمكانهم فعل ذلك مرة أخرى.

"جونغكوك"، همس جيمين ، وعينيه تفيضان بدموع الفرح ، ابتسم على وجهه وأحضر يده الحرة إلى خد جونغكوك ، ليفركه بإبهامه برفق ، مداعباً الجلد الناعم لوجنته.. جيمين كان لديه الكثير ليقوله ، الكثير ليخبر جونغكوك به.. لقد أراد أن يُخرج قلبه له ،أن يخبر جونغكوك كم غير حياته للأفضل.. لقد أراد أن يخبره كيف أنه لم يعرف ما هو شعور الحب حقاً من قبل، أو كيف أنه لم يكن يعرف معنى المنزل حتى أصبح بين ذراعيّ جونغكوك.

لكن كل ما يمكن أن يفعله جيمين هو أن يقول كلمة واحدة.. اسم جونغكوك.. كان الأمر بسيطاً.. كلمه واحدة.. مقطعين.

ومع ذلك ، فهم جونغكوك.. كان يعرف بالضبط ما أراد جيمين قوله.. كان بإمكانه أن يراه في عينيه ، ويمكن أن يشعر به بالطريقة التي ينظر بها جيمين إليه بكل حب وولع ، وكأن جونغكوك كان المحيط وجيمين لم يستطع الإنتظار حتى يغرق به.. كان يسمعها بالطريقة التي نطق بها جيمين باسمه بهدوء وعاطفة ، كما لو كانت هناك طبقات تلو طبقات لما أراد جيمين حقاً قوله ، وفهم جونغكوك كل شيء.

بصوت ناعم رقيق، غير راغب في كسر الجو الذي صنعاه حولهما، قال جونغكوك، "جيمين".

كلمه واحدة..مقطعين.

كانا يفهمان بعضهما البعض بطريقة لم يستطعها أحد.

وهكذا فقط، ابتسما لبعضهما البعض ، مع علمهما أنهما بخير.. هما سيكونان بخير. يمكنهما تجاوز أي شيء.

كان عليهما فقط القيام بذلك معاً.

***

كان الفجر قد انبثق ، وضوء الشمس يسطع من خلال الستائر في غرفة المستشفى ، مما وفّر الدفء والأمل الجديد.

كانوا يجلسون حول سرير مستشفى جيمين.

كان جونغكوك يمسك بيد جيمين ، ويلعب بأصابعه شارد الذهن.. جلس نامجون وسوكجين على الأريكة بجانب السرير وكان تايهيونغ وهوسوك ويونقي جالسين على الكراسي ، أو متكئين على الحائط.

كانت هذه هي المرة الأولى منذ فترة طويلة التي كانوا فيها مرتاحين بشكل واضح.. كانوا مرهقين ، لكنهم  لا يزالوا قادرين على الضحك.. لأول مرة منذ فترة طويلة ، عرفوا أنهم سيكونون بخير.

"إذاً، ماذا الآن؟"، سأل جيمين ، وهو يميل برأسه إلى الوراء على الوسائد المتكتلة ، وينظر إلى بقية الغرفة بابتسامة على وجهه.

"لدينا حصانة"، أجاب جين.

"نعم ، أعرف ذلك"، قال جيمين ، "لكن ماذا الآن؟ ماذا عن العصابة؟ ماذا سنفعل الآن؟".

"ليس هناك عصابة"، أخبره جين ، "ليس بعد الآن على الأقل".

"ماذا؟ لا عصابة؟"، قال جونغكوك بصدمة

"كوك ، أليس هذا واضحاً؟ صفقة الحصانة تعفو عن جميع جرائمنا القديمة ، لكنها لا تمنحنا حصانة لإرتكاب المزيد من الجرائم.. لا يمكننا الحفاظ على العصابة"، أخبره يونقي.

"بالإضافة إلى ذلك ، أعطيت بالفعل محرك الأقراص مع كل شيء للشرطة"، وضح جين. "إنهم يراجعونه الآن ، لا يمكن أن يكون لدينا عصابة بعد الآن ، كوك".

بصوت خفيض ، جونغكوك أعرب عن قلقه ، "لكن ماذا عنا؟".

اندلعت ابتسامة على وجه جين.. لقد أراد بشدة أن يسخر من تصرفات جونغكوك.. لم يستطع مقاومة الفتى ذو العيون البنية.. كان الأمر كما لو أن جين تم نقله مرة أخرى إلى الوقت الذي كانوا فيه مجرد صبية صغار، وكان جونغكوك يبني قوته.. لقد كان واثقاً جداً، ومستعداً للتعلم ، وكان دائماً ينظر إلى يونقي و جين بعيون الغزلان تلك - العيون الكبيرة والمشرقة والبنية والجميلة التي تتلألأ وتلمع كما لو كانت تحمل النجوم-. كان الأمر كما لو -بالنظر إلى جونغكوك الآن-  كل الظلام لم يعد موجوداً فيه.. لقد عاد إلى أن يكون ذلك الفتى نفسه الذي عرفه عندما كان أصغر.. وربما كان هذا ما يحتاجونه - بداية جديدة.

"لن نذهب إلى أي مكان ، كوك"، طمأنه جين،"فقط لأننا لم نعد في العصابة ، فهذا لا يعني أننا أقل عائلة مما نحن عليه. سنكون دائماً معاً.. بعصابة أو بدون عصابة".

أومأ جونغكوك برأسه ، محتاجاً إلى ذلك الإطمئنان ، وشعر بأن جيمين يضغط على يده بقوة أكبر قليلاً ، ليعلمه أنه كان بجانبه أيضاً.

"حصانه .واو"، قال تايهيونغ. وكأنه غير قادر على تصديق ذلك بنفسه ، "هل هذا يعني عدم وجود المزيد من جلسات الإستراحة في الصالة الرياضية؟".

فكر يونقي في الأمر ، متكئاً على كرسيه ، "الصالة الرياضية لا تزال ملكاً لي وأعتقد ، أعني .... ربما يجب أن أفتحها للجمهور".

"بم تفكر؟"، سأل هوسوك ، وأدار رأسه لينظر إلى يونقي.

"أعني ، لقد دربت جونغكوك وجيمين ويبدو أنهما يقومان بعمل جيد"، فكر يونقي بصوت عالٍ.

"أحدهما لا يُهزم والآخر ركل مؤخرات أناس يحملون المسدسات" ، قال نامجون ممازحاً، "لكن بالتأكيد ، كلمة "جيد" هي وصف مناسب لذلك".

"قصدت فقط أنه ربما يمكنني تدريب الآخرين ، كما تعلمون"، قال يونقي وهو يلعب بالخيط المهتر من بنطاله الجينز، "ربما يمكنني أن أقوم بتجهيز الصالة الرياضية وتجديدها قليلاً ثم فتحها للدروس".

"هذه فكرة رائعة، يونق" ،قال هوسوك بابتسامة فخور على وجهه، "يمكننا أن نفعلها معاً! ستمنحني فرصة للتفكير فيما يجب أن أفعله مع حصانتي الجديد التي وجدتها أيضاً!".

ابتسم يونقي له بولع، وشابك أصابعهما معاً شاكراً له بصمت.

"ماذا عنك ،جين؟ ماذا ستفعل؟"، سأل تايهيونغ.

ابتسم جين لنامجون الذي بدا فخوراً جداً به ، وكان يعرف بالفعل الإجابة على هذا السؤال.

"سأذهب إلى الجامعة. أريد حقاً تجربة الحياة الطلابية"، أجاب جين ، بشكل خجول تقريباً، "وربما بعد مدرسة الطهي ، يمكنني فتح مقهى أو اثنين ، كما تعلم؟ فقط نوعاً ما بقواعدي الخاصة ، والطعام والشراب ونعم...".

"هذا مذهل يا جين! أنا فخور جداً بك!"، قال جيمين بصدق، قلبه يمتلئ بالفرح.

كان هذا يحدث بالفعل.. لم يعد لديهم ما يخشونه حقاً.. يمكنهم أن يعيشوا حياتهم بالطريقة التي يريدونها دون النظر فوق أكتافهم.. كل ذلك كان يأتي معاً ولا يمكن أن يكون جيمين أكثر سعادة.

"ماذا عنك يا كوك؟ ماذا تريد أن تفعل؟"، سأله يونقي.

بدا جونغكوك عميقاً في التفكير ، ولم يكن يعرف حقاً الإجابة على ذلك.

"لا أعلم"، أجاب، "لم أفكر في ذلك حقاً".

رفع جيمين يده الحرة ووضعها على خد جونغكوك ، "كوكي ، ليس عليك أن تعرف الآن ، يمكنك أن تأخذ الكثير من الوقت كما تريد وتفكر في الأمر".

"أنا فقط لا أريد أن أفقد هذا"، اعترف جونغكوك ، وهو ينظر حول الغرفة، "لا أريد أن أفقدكم يا رفاق".

"كوك ، لن نذهب إلى أي مكان"، طمأنه يونقي ، "لم نتكاتف معاً من قبل لمجرد أننا كنا في نفس العصابة.. لقد علقنا معاً لأننا نحب بعضنا البعض ، ونثق ببعضنا البعض.. فقط لأننا لسنا في عصابة الآن لا يجعلنا أقل عائلة مما كنا عليه من قبل".

"ما زلنا هنا ، جونغكوك"، أضاف هوسوك بابتسامة مطمئنة، "وسنكون بجوار بعضنا البعض حتى نموت وحتى بعد ذلك".

أومأ جونغكوك برأسه ، وهو يعلم أنهم كانوا على حق وأنه كان قلقاً من أجل لا شيء.. كان يعلم أن هؤلاء الأشخاص هنا في هذه الغرفة هم عائلته إلى الأبد ، وإذا لم تفرقهم حرب فعلية ، فلن يفرقهم شيء.. كان بإمكانه أن يثق بهم حرفياً على حياته ولم يكن هناك طريقة سيسمح لأي منهم بالرحيل في أي وقت قريب.. كانوا إلى الأبد.. عصابة أو بلا عصابة".

"ما رأيك أن تأتي وتعمل معي ومع هوبي قليلاً في الصالة الرياضية ، حسناً؟"، عرض يونقي، "يمكنك التفكير فيما تريد أن تفعله بحصانتك بعد ذلك"،

"حسناً"، رد جونغكوك بإيماءة.

"هيي، جيمين؟"، سأل جين.

"أجل؟".

"ماذا عنك؟ ماذا ستفعل؟"، سأله ، "أعني ، تركت وظيفتك الكتابية ، أليس كذلك؟ إذاً ، ماذا الآن؟".

تنهد جيمين ، "الكتابة كانت دائماً مهمة جداً بالنسبة لي.. كنت أفكر ربما في محاولة العثور على وظيفة أخرى ككاتب ، لكن بدون توصية ، لا أعرف إلى أي مدى سأصل".

"ماذا لو أعطيك مقالاً وتكتبه بشكل مستقل ثم ترسله إلى جريدة؟"، قال جين ، مع ابتسامة  على وجهه ، "سأدفع لك مقابل ذلك؟".

"ماذا؟ هل ستقدم لي قصة؟"، سأل جيمين ، مرتبكاً.

"أجل"، قال جين بإيماءة، "قصة عن كيف أنه لم يعد هناك عصابات أخرى متواجدة في المدينة.. عن صحفي سري يكتشف عصابة ويساعدهم على تفكيكها".

"أن..أنت تريدني أن أكتب ..."، تلعثم جيمين ، متعثراً في كلماته.

"أكتبه"، قال جين ، وأعطاه إيماءة ، "إذا كنا سنعيش حياتنا ، فسنقوم بذلك بشكل صحيح.. سنقوم بمطاردة أحلامنا وننسى من كنا في الظل ذات مرة .. لدينا بداية جديدة الآن".

جونغكوك نظر إلى جيمين وابتسم ، "خلال السراء والضراء...".

ضغط جيمين على يده ، مدركاً أنه مستعد لكل ما تخبئه لهما الحياة.

لم يعد لديه فقط تايهيونغ ونامجون ليتكئ عليهما بعد الآن ، بل اصبح لديه عائلة بأكملها.. أصبح لديه 6 أشخاص ليحبهم ويهتم بهم ، وهم حقاً هناك لبعضهم البعض.. لم تعد هذه مجرد قصة بعد الآن.. لم تعد هذه مجرد قصة بالنسبة له منذ فترة طويلة.. هذا عالمه الآن.. عائلته.. ولن يدع أي ضرر يلحق بهم.

"وكل شيء بينهما".

***

انتهى الشابتر الحادي والعشرون

*** 

Ga verder met lezen

Dit interesseert je vast

335K 21.7K 26
" لماذا لم تخبرني؟ هل حُبي لك لم يكن يكفي ؟ ، ام هل كرهتني لهذا الحد ؟ لحد انك لم تتجرأ على قول وداعاً انا انفصل عنك " سأل بسخرية بحتة " انت لا تع...
14.2K 425 6
كتاب ارشادي لرواياتي يرجا الاطلاع على الكتاب قبل بدأ في اي رواية!
163K 8.1K 29
_قد يؤلمك العالم ويسعدك شخص واحد، ذلك الشخص هو نفسه الذي قد يؤلمك يوما ما ويعجز العالم كله ان يسعدك _ ...... Jikook
32.6K 1.5K 12
كان جونغكوك يقوم بالتمرير لأسفل في بعض التعليقات في مقطع الفيديو الأخير الخاص به ، ولا يبدو أن أيًا منها يلفت انتباهه كثيرًا ... حتى قرأ واحدة مثل هذ...