كدمات متلاشية

By Mefree2020

181K 8.7K 9.4K

لايوجد من يحب الألم. لكن جونغكوك يفعل.. من اللكمات إلى القتال إلى الحشد الذي يصرخ باسمه. أحب جيون جونغكوك كل... More

الفصل الأول: مقدمة
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون:خاتمة

الفصل التاسع عشر

6.4K 328 327
By Mefree2020

آمن. دافىء. آمن. دافىء. آمن. دافىء. آم..

كانت تلك هي الكلمات الوحيدة التي تدور في ذهن جيمين وهو يستيقظ من النوم ، أشعة الشمس الساطعة انزلقت بصمت من تحت ستائر التعتيم في غرفة جونغكوك بسبب الضوء الأصفر الساطع الذي كان مضاءً بالفعل.. أدار رأسه ، وشعره الوردي الناعم يتساقط على عينيه وهو يستمتع بدفء صدر جونغكوك.. فتح عينيه ، ورموشه ترفرف على خده بينما ينظر إليه.

كان يمكنه رؤيته صافياً كالنهار.. تناثرت بقع داكنة من اللون الأرجواني على وجهه وصدره ، ويده مشدودة بإحكام حول خصر جيمين ، ليجعله قريباً كما لو كان سيختفي في الظلام الذي لم يعد موجوداً في الغرفة.

انحرفت يد جيمين بعيداً من حيث كانت تمسك بجونغكوك لتتجول على صدره ، وظلالها تحوم كالشبح فوق الكدمات ، وتشق طريقها إلى فك جونغكوك لتتباطىء أصابعه بخفة ، برقة ، ونعومة فوق خط الفك لجونغكوك متتبعة اللطخات المحددة باللونين الأزرق والأرجواني كما لو أن مجرد لمسها سيجعلها تختفي، كما لو أنها لم تكن موجودة في المقام الأول.

شاهد جيمين من قبل الكدمات على جونغكوك لعدد لا يحصى من المرات حتى ، لكن الأمر لم يصبح أسهل.. مشاهدة جونغكوك وهو يتأذى ، مشاهدته وهو يتألم ، مشاهدة أثر قبضتين تختفيان في جلده ، مشاهدة آثر خط الدم من جلده البني العسلي يقطر على الأرض لم يصبح أسهل.. اندفعت الدموع في عينيّ جيمين ، وأحداث الأيام القليلة الماضية عادت إلى ذاكرته لكنه رمشهم بعيداً.

إذا كانت هذه هي الساعات القليلة الأخيرة له مع جونغكوك ، فهو لا يريد أن يقضيها في البكاء.. أراد البقاء في هذه الفقاعة التي خلقها لهما.. فقاعة لا يوجد فيها شيء خاطئ.. حيث كانا في حالة حب وسعادة.. حيث لا توجد عصابات ولا أحزان.. حيث كانت الكدمات الوحيدة التي يصابان بها هي تلك الناجمة عن العاطفة.

فقاعة حيث كانا وسيظلان دائماً سعيدان.

جيمين أسقط يده ، وأغرق نفسه في صدر جونغكوك ،مغمضاً عينيه ليدع عناق جونغكوك الدافئ يُهدئه للنوم.

آمن. دافىء. آمن. دافىء. آمن. دافىء. آمن. دافىء.أم..

***

كان فنجانان من القهوة الباردة الآن مستقران أمامهما.. لم ينبس أحدهما بكلمة واحدة ، تاركان الجو المتوتر يحيطهما مع صمت خانق.

يونقي هو أول من حطم الصمت على الأرض ،حيث خرجت كلماته تقطع مثل الطوب عبر الزجاج.

"هل سنتجاهل ما حدث الليلة الماضية؟".

"اعتقدت أننا تجاوزنا ماحدث؟"، سأل هوسوك.

"تجاوزنا..."،سخر يونقي رافعاً صوته درجة ، "لقد حاولت الهرب منا جميعاً واللعنة بدون ملاحظة ، بدون تفسير .. لا شيء!".

"لقد أخبرتك السبب"، حاول هوسوك أن يشرح بهدوء ، لكن يونقي لم يكن متقبلاً لأي شيء.

"كيف أعرف بأنك لن تهرب مرة أخرى ، هوسوك؟"، بصق يونقي، "الأمور ستزداد صعوبة فقط من الآن فصاعداً ! نحن في خضم حرب عصابات لعينة وكلانا يعرف كيف ينتهي ذلك".

"لن أهرب"، قال هوسوك ، ولا تزال نظراته مركّزة على الكوب.

كان صدر يونقي يرتفع بثقل الآن ..الخوف والقلق يستهلكانه ، "كيف يمكنني أن أثق في ذلك ، هوسوك؟ كيف أعرف أنك ستلتزم عندما تصبح الأمور صعبة؟".

رفع نظراته أخيراً إلى الأعلى ، بعينان لامعتان، "لا تثق في هوسوك الذي قابلته بالأمس..هو كان خائفاً.. لم يكن يعرف ما يفعله.. كل ما كان يعرفه هو الخوف.. الخوف من أن لا أحد يريده ، والخوف من أنه سيصبح وحيداً مرة أخرى كما كان طوال حياته.. ثق في هوسوك الذي أحببته طوال هذه السنوات التي عرفنا فيها بعضنا البعض".

انزلق يونقي للخلف في مقعده ، منهزماً. "أنا خائف أيضاً يا هوبي، يا إلهي ، أنا مذعور". اعترف له

"أنت، مذعور؟" قال هوسوك ، بابتسامة صغيرة على وجهه ، "مستحيل".

"أنا خائف ،هوسوك"، قال مرة أخرى ، يريد من هوسوك أن يستمع إليه.. حقاً يستمع إليه.

"لماذا؟".

"انظر إلى ما نفعله ،هوبي. نحن في عصابة لعينة بحق الآلهة ! نقتل! نؤذي! ونتأذى ... عندما سمعت أنك في المستشفى بعد طعنك ، أنا فقط ..."، توقف ,وهو يشعر بالكتلة تنمو في حلقه .

نهض هوسوك ودار حول الطاولة ليركع أمامه ، "أنا هنا ، يونقي. أنا هنا. لا شيء خاطىء بي.. أنا على قيد الحياة".

"كنت في غيبوبة"، تمكن يونقي من القول.

"لكنني لم أعد بعد الآن".

خيم عليهما الصمت .. يعانقهما .. يغلفهما.

"نحن جبناء ،هوبي".

"كيف؟".

"نحن نعيش معاً ، ونقول بأننا نحب بعضنا البعض.. لقد مارسنا الجنس لعدد لا يحصى من المرات ، ونفعل كل شيء سوياً، ومع ذلك ليس لدينا الشجاعة لإخبار أي شخص بأننا نتواعد"، قال يونقي ، وضحكة مريرة هربت منه.

"لكن الجميع يعرفون ذلك"،رد هوسوك ، كما لو كان هذا سبباً جيد بما يكفي.

"الجميع يعرف أننا نتواعد رغم أننا لا نعرف ذلك"، أخبره يونقي.

"هل تريد تحديد علاقتنا؟ هل تريد حقاً تسمية ما نحن عليه؟".

"ألا تريد أنت؟".

"أنا أحبك"، قال له هوسوك.

"أعرف"، قال يونقي ، وهو يحوّل بصره من هوسوك إلى أي مكان آخر.

"يونقي، انظر إليّ"، قال هوسوك برقة وبولع، وهو يمد يده إلى وجه يونقي ، ويضع يده على خده ليجعله ينظر إليه ، "كان اليوم الذي قابلتك فيه هو اليوم الذي تحوّلت فيه حياتي بأفضل طريقة ممكنة.. كانت مقابلتك أفضل شيء فعله الكون من أجلي ، وكان الوقوع في حبك هو أروع شيء فعلته لنفسي.. لا أعرف ما الذي سيحدث غداً ، أو حتى بعد ساعة من الآن ، لكن كل ما أعرفه هو أنه إذا لم أتمكن من دعوتك بحبيبي والصراخ بهذا فوق أسطح المنازل ، فسوف أقضي كل لحظة من حياتي نادم على ذلك".

"هوبي...".

"هل أنت يا مين يونقي ، حب حياتي ، تقبل بأن تكون حبيبي؟".

"أنت أحمق كما تعلم"، قال يونقي وفمه ينفجر بابتسامة لثية.

"نعم ، لكنك عالق معي نوعاً ما"، رد هوسوك بابتسامة على وجهه.

"لحسن حظي أنني كذلك"، قال ، الحب والعشق يملئان عينيه.

"إذاً ، هل أنا حبيبك؟".

"فقط إذا كنت أنا كذلك لك"، رد يونقي.

"الشكر للآلهة"، قال هوسوك بتنهيدة، "كان من الممكن أن يتحول هذا لوجبة غداء محرجة للغاية بالنظر إلى كيف نعيش معاً وكل تلك الأشياء".

***

جونغكوك رمش عينه مستيقظاً ،جفلاً من الفيضان المفاجئ للضوء.. أراد أن يرفع يده لحماية وجهه ، لكن كان عليها حمل ثقيل منعه من الحركة.

جيمين.. لا يزال هنا.

نظر جونغكوك لأسفل إلى صدره المصاب بالكدمات ، متجاهلاً الآلام في قلبه وهو يحدق في الشاب ذو الشعر الوردي الناعم والمبعثر و الذي يرقد على صدره وكأنه ينتمي هناك، وكأن صدر جونغكوك من المفترض أن يكون وسادته ، تهويدته كي ينام.

المنزل.. كان جيمين يُشعره وكأنه في منزله ، ولم يكن هناك من ينكر ذلك.

كان على جونغكوك أن يقاوم الرغبة في تمرير أصابعه من خلال شعر جيمين كما كان يفعل عندما يكونان معاً.. هما لم يعودا يتواعدان وهذه حقيقة كان من الصعب على جونغكوك فهمها.. هو لا يزال مغرماً بجيمين والجميع يعرف ذلك ، حتى لو أراد أن ينكره ، حتى لو لم يرغب في الإعتراف به بصوت عالٍ .. لقد كان ولا يزال كذلك .. مغرماً به.

الكلمات التي قالها الليلة الماضية كررت نفسها في رأسه.

فقط لهذه الليلة.

فقط لهذه الليلة.

فقط لهذه الليلة.

لم يكن يعرف ما إذا كان يقصد ذلك حقاً أم لا. في أعماق قلبه ، كان يعلم أنه يجب عليه ذلك.. من أجله ، كان يجب أن يُبقي جيمين على بُعد ذراعه.. لم يرغب بهذا لكنه يفعل ذلك فقط من أجل الحفاظ على نفسه.

إذا كان مصاباً جسدياً، فهذا شيء يمكن علاجه بسهولة.. يمكنه وضع مرهم ، والراحة في فراشه ، أوالذهاب إلى الطبيب وحتى تناول الحبوب.

لكن أن تكون مكسور القلب فهذا شيء آخر..شيء لا يمكن علاجه أبداً.

كونك مكسور القلب يعني الإستلقاء على سريرك وأنت تحاول أن تتنفس بصعوبة بينما تتساءل متى تحول كل شيء بشكل خاطئ ، ولماذا حدث هذا الخطأ ، وكيف كنت أعمى لدرجة أنك لم ترى العلامات.. أن تتساءل كيف ستستيقظ في اليوم التالي وتتظاهر بأن كل شيء على ما يرام ، وتحاول أن تقضي اليوم بابتسامة على وجهك حتى لا يسألك أحد مالخطب؟. كان الأمر يتعلق بالمحاولة بأي قوة متبقية لديك ، مهما كان مقدارها لو حتى القليل منها.. أن ترى اليوم يمر ولا تفكر على الإطلاق في الحفرة اللعينة في صدرك وما ستفعله حيالها.

لم يكن يريد الإعتراف بذلك ، لكن هنا والآن ، مع جيمين ، الحفرة اختفت.. لقد امتلأ الفراغ في قلبه مرة أخرى.

وكان يعرف ذلك لأنه -حتى بدون بذل مجهود واعي- كانت يده تمشط شعر جيمين بالفعل.

كان جسده مركزاً بدقة على جيمين ، ولم يكن يعرف ذلك حتى.

الحقيقة تُقال ، جونغكوك كان مذعوراً.. لم يكن يريد أن يخسر جيمين.. ليس مجدداً.. لم يستطع.

لكنه كان خائفاً.. مرعوباً.. متحجراً حتى.. هو لم يريد الإستماع إلى شرح جيمين أيضاً.. لم يريد أن يعرف ما إذا كان كل ما يعنيه لجيمين هو انه كان بيدقً في لعبته.. لأن جونغكوك وقع.. لأول مرة في حياته ، كان واقعاً في حالة حب.. لم يكن في هذه العلاقة من أجل الجنس ، ولم يكن فيها فقط لتمضية الوقت.. كان حقاً في حالة حب.. كان يستيقظ كل صباح بابتسامة على وجهه وبقلبه ممتلئ.. كان يتطلع بالفعل إلى امضاء اليوم والتحدث إلى جيمين وإخباره عن كل شيء صغير وكبير، كل فكرة ، وكل شعور.. عن كل مرة ابتسم فيها ، وفي كل مرة لم يفعل ذلك.. كان يفتقده عند رحيله و يعد الساعات والدقائق والثواني حتى يتمكن من رؤيته مرة أخرى.

نظر إلى جيمين وهو نائم بسلام وفجأة عادت ذكريات الأيام القليلة الماضية في ذهنه ولم يصدق جونغكوك ذلك.. لم يصدق أنه حتى بعد كل شيء ما زال يحبه.. حاول ألاّ يفعل ذلك ، والآلهة تعلم أنه حاول حقاً.. لكنه لا يزال في حالة حب.. حاول جونغكوك أن يكره جيمين.. حاول الصراخ والصراخ بأنه لا يحبه.. حاول أن يقول لنفسه بأنه يكرهه وبأنه لا يريد أن يتعامل معه! حاول أن يقول لنفسه أنه لم يشعر بشيء وكل ما كان جيمين بالنسبة له مجرد مضاجعة رخيصة أخرى.. بأنه لم يشعر بشيء تجاهه سوى الكراهية والشهوة.

لكنه لم يفعل.

لقد أحبه.. وحتى بعد كل شيء لا يزال يحبه.. لقد وقع في حبه بكل قلبه وروحه ، وهو يعلم بكل خلية وذرة ونسيج من كيانه، بأن وعلى الرغم من كل ما فعله جيمين لكنه كان شخصاً جيداً، وأن حبه كان أزلياً ولا يتزعزع.

تحرك جيمين على صدره وأسقط جونغكوك يده على الفور ، متيبساً عند الإتصال.

كان وقتهما معاً على وشك الإنتهاء.. الفقاعة من حولهما تنفجر ، والواقع يتدفق ، ويكاد يخنقه.

"كوكي"، كانت كلمات جيمين الأولى ، خرجت بصوت عميق ناعم ولطيف ، بينما كان يغرق نفسه أكثر في صدر جونغكوك المصاب بالكدمات.

ابتلع جونغكوك بصعوبة من خلال الكتلة في حلقه وأطلق نفساً متقطعاً ، مغلقاً عينيه.. لم يكن يريد مواجهة الموسيقى بعد.. أراد أن يكون هنا ، في السرير ، حيث يمكنه التظاهر في رأسه أن كل شيء على ما يرام وأنه لا يزال سعيداً في الحب.

لكنه لم يستطع.

إنه لأمر مدهش كيف يذهب الناس إلى أبعد الحدود لتجنب مواجهة مشاعرهم.

جونغكوك مد يده فوق الطاولة الجانبية ، محاولاً أن يتجاهل لأي مدى كان شعوره بجيمين وهو يضغط عليه صحيحاً.. حاول أن يتجاهل الطريقة التي تتدفق بها الكهرباء عبر عروقه ، وحاول أن يتجاهل الطريقة التي يحترق بها جلده بشكل لذيذ للغاية ، وكيف أن كل عصب ينتهي في جسده يغني ، وكيف أنه لم يعد يشعر بالفراغ.

"كم الساعة؟"، تأوه جيمين ضده.

لم يرد جونغكوك لأنه فتح هاتفه وتصفح رسائله واحدة تلو الأخرى ، في محاولة لإبعاد ذهنه عن أي أفكار أخرى قد تكون لديه.

"كوكي؟"، سأل جيمين مرة أخرى ، وهو يرمش نفسه مستيقظاً.

تحرك جونغكوك بعيداً عن قبضة جيمين ، ودفعه عن صدره - دون أن يؤذيه- ليجلس على حافة السرير ، وعيناه ما زالتا مثبتتين على هاتفه.

"جونغكوك ، ما الأمر؟"، سأل جيمين ، جالساً ،بينما تجد يده على الفور مكانها على كتف جونغكوك العاري الدافئ.

"يجب على أن أذهب"، جونغكوك سخر واقفاً.

"ولكن...".

"أنت بحاجة إلى المغادرة".

"جونغكوك ، أنا...".

"قلت أنها كانت ليلة فقط"، ذكره جونغكوك ،والألم الحاد يطعن قلبه ، "انتهت الليلة".

بدأ الواقع..وقد آذاهما كليهما.

"لن أغادر"، قال جيمين بحزم.

"إذاً. سأذهب أنا"، أطلق جونغكوك زفيراً ، وهو يتوجه نحو باب غرفة النوم ، والإضاءة القاسية تبرز كل حركة له.

"لقد ارتكبت خطئاً.."، بدأ جيمين في دفع الغطاء عنه حتى يتمكن من الوقوف.

"وأنا كذلك"، قال جونغكوك ، وهو يريد أن يؤذي جيمين.. الرغبة في أن تقطع كلماته جيمين بنفس الطريقة التي ألمته بها تصرفات جيمين.

"لن أتركك تذهب. ليس بدون قتال".

"ألم يكن هناك قتال كافي، جيمين؟ ألا يمكنك المغادرة الآن؟"، قال جونغكوك ، لسانه مُرّ بالكلمات التي لم يرغب في قولها .. لم يقصدهم.. لم يقصد أياً منهم ، لكن كان عليه أن يقول ذلك.. كان بحاجة لحماية قلبه.. لم يكن يريد أن يتأذى مرة أخرى.

"أنا لن أغادر!"، قال جيمين ، واقفاً أمامه ، "ليس حتى أشرح ما حدث".

"نحن في خضم حرب عصابات لعينة وكل ما يهمك هو....".

"لا يهمني!"،صرخ جيمين ، وهو يقاوم الرغبة في تغليف خد جونغكوك واجباره على النظر في عينيه، "الآن أكثر من أي وقت مضى أنت بحاجة إلى أشخاص إلى جانبك".

تراجع جونغكوك ، "لست بحاجة أحد".

"أنت أكثر من أي شخص بحاجة إلى الأشخاص الذين يحبونك بجانبك" ، قال له جيمين بلطف ، "أنت الشخص الوحيد في العالم الذي يستحق الحب".

"إذا كنت قد أخبرتني هذا قبل يومين ، كنت سأصدقك بالفعل".

"سأخبرك بهذا كل يوم حتى تبدأ في تصديقه مرة أخرى ، جيون جونغكوك".

وقفا هناك بصمت ، ينظران إلى بعضهما البعض تاركان مليون شيء دون أن يقال ، ومليون شيء آخر لم يكن هناك حاجة لقوله على الإطلاق.

"حتى لو اضطررت إلى قضاء بقية حياتي في الإعتذار لك ، سأفعل"، قال له جيمين ، "لن أغادر ، جونغكوك.. ليس الآن..وليس أبداً".

جونغكوك ابتعد عن جيمين ، ماشياً نحو الحمام ليدخله ويغلق الباب خلفه.

حدق جيمين في الخشب البني للباب وهمس ، "خلال السراء والضراء ، وكل شيء بينهما".

***

نظر جين إلى نامجون في مقعد الراكب في سيارته ، وقد كان غارقاً في التفكير حيث برز ذقنه ، بينما يلعب بأصابع جين المتشابكة مع أصابعه على فخذه.

"أنت تفكر بصوت عال حقاً ، هل تعلم؟"، قال جين ، والولع يظهر بصوته بينما ينظر إلى الطريق.

"هممم؟".

"ما الذي يدور في ذهنك ، صغيري؟"، سأله جين ، "ما الذي جعلك تفكر بعمق؟".

"أوه.. فقط.."، قال نامجون دون أن يكمل كلامه.

"ما الأمر يا جوني؟"، سأل جين ، "يمكنك إخباري".

"فقط ..."، قال ، قبل أن يقرر أن يطلق الرصاصة. "جين؟".

"نعم؟"

"ماذا كنت ستفعل لو لم تكن في العصابة؟"، سأل نامجون.

"أوه"، قال جين متراجعاً قليلاً ، حيث تقطب حاجبيه بعمق ، وظهرت التجاعيد على جبهته.

"لم أقصد...".

"لا ، لا ، ليس الأمر كذلك"، قال جين سريعاً قبل أن ينتهي نامجون من الإعتذار ، "إنه فقط..".

ظل نامجون صامتاً ليعطى جين الوقت والمساحة التي يحتاجها لإنهاء تفكيره.. تفحصت عيناه وجه جين متمنياً أن ينظر إلى عينيه بدلاً من ذلك.. لقد قال دائماً أن مفتاح فهم روح جين هو من خلال عينيه.. ونامجون حاصل على درجة الماجستير في ذلك.. يمكن للناس جميعاً أن يعتقدوا بأن جين لديه أفضل وجه جامد بلا تعابير في العالم ، لكن نامجون أعلم.. يعرف نامجون أن لديه أسوأ وجه جامد. سيكون فمه متشدداً كأنه جاد وليس لديه أفكار.. لكن عينيه ... ستقول عيناه ملايين الأشياء ، وستخبرك بكل سر تريد معرفته ، وكل سر لا يمكنك معرفته أبداً.

"لم يسألني أحد ذلك من قبل"، قال جين ، "في حياتي كلها ... لم يكن لدي أي خيار.. هذه الحياة تم إلقاؤها عليّ في مثل هذه السن المبكرة ، وهي لم تكن وظيفة متسامحة.. خطأ صغير واحد ارتكبه يمكن أن يكلف آلاف الأشخاص حياتهم.. كان لدي منحنى تعليمي شديد الإنحدار ، وأنا فقط ... لا أعتقد أن الدنيوية كانت موجودة في بطاقاتي على الإطلاق.. ليس لدي الرفاهية حتى في التفكير بشكل الحياة بدون العصابة".

"هل تريدها رغم ذلك؟"، سأل نامجون،  "حياة بدون العصابة؟".

"سأكذب إذا قلت لا ، لكنني سأكون كاذباً أيضاً إذا قلت نعم". قال له جين بصراحة وهو يأخذ نفساً عميقاً ، وشعر صدره بثقل أكثر من المعتاد ، ليتابع. "لقد أصبح هؤلاء الأشخاص عائلتي ، ولا يمكنني التخلي عن عائلتي لأعيش حياة عادية ودنيوية".

"حسناً، لكن ماذا ستفعل إذا لم تكن لديك العصابة؟".

"كنت سأنتهي من الدراسة الجامعية"، قال جين بابتسامة، "كنت سأعيش في غرف النوم الصغيرة هذه وأحصل على الخبرة ، كما تعلم؟ تلك التي بها ليالٍ متأخرة وتناول الوجبات الجاهزة التي ليس من المفترض أن أتناولها.. البرد والطعام والمقاصف الرديئة.. البقاء مستيقظاً طوال الليل والشرب مع زملائي في السكن..كل تلك الليالي التي سأسهرها وأنا أماطل في انهاء دراستي....".

"ثم ماذا؟".

"سأحصل على شهادتي في مدرسة الطهي وافتتح المقهى الخاص بي". قال جين ،"كنت سأخبز ، وآكل ما أخبزه على الرغم من أنه ليس من المفترض أن أفعل ذلك.. كنت سأستيقظ وأنا أعلم أن المقهى كان قراري وقراري وحدي.. كنت سأعيش الحياة التي كنت دائماً أريدها ولكن لم استطع الحصول عليها".

شد نامجون أصابعه حول جين ، "بعصابة أو بلا عصابة ، سأكون دائماً هنا".

جلب جين أصابعهما المتشابكة إلى شفتيه ، وأدارها ليُقبّل مفاصل نامجون ، "ولهذا السبب وقعت في حبك".

***

كان جيمين وجونغكوك آخر من وصلا إلى الصالة الرياضية في ذلك المساء.

حاول جيمين ابتلاع المرارة التي ظهرت في حلقه حين عادت أحداث الليلة الماضية إلى ذاكرته.. دوي الرصاصة.. دم جيهوان الأحمر وهو يلطخ الأرض.. قطع اللحم الصغيرة من دماغه التي طارت في كل مكان حوله.

أطلق جيمين نفساً عميقاً ومرتعشاً ، وهو يتجنب النظر إلى الأرض بينما يسير عبر أبواب النادي، وعيناه مثبتتان على ظهر قميص جونغكوك الرمادي.

دخلا من جو متوتر وصامت إلى جو خانق.. جو مملوء بالخوف والقلق وعدم الثقة.

"ماذا يحدث هنا؟"، همس جيمين لتايهيونغ ، وهو يجلس بجانبه.

"كان جون على وشك أن يخبر الجميع عن كانغ".

"ماذا عنه؟"، سأل جيمين مرتبكاً.

"ألا تشعر بالفضول بشأن سبب قتله لجيهوان وكيف حصل على كل هذه الأموال؟"، همس تايهيونغ.

قال جيمين وهو يلقي نظرة خاطفة على جونغكوك الذي كان يجلس بعيداً عنه قدر الإمكان، "لقد كنت أكثر قلقاً بشأن جونغكوك".

"كيف جرى الأمر؟"، سأل تايهيونغ ، وعيناه تتأرجح بينهما ، قادراً على رؤية التوتر الملموس بين الاثنين.

"لا يمكن أن ألومه على كره لي"، تنهد جيمين.

"آخر شيء يستطيع جونغكوك فعله هو كرهك."، قال تايهيونغ.

"لا أشعر بهذه الطريقة".

"إذا كان يكرهك يا تشيم ، فلن يأتي بك إلى هنا"، كان كل ما قاله تايهيونغ وهو يربت على ركبة جيمين بتعاطف.

"نامجون"، نادى جين بصوت عالٍ ، ولفت انتباه الجميع إليه ، "ابدأ ، من فضلك".

نهض نامجون وسار ليتكئ على دعامة الحلبة حتى يرى البقية.

"أعلم أنه كان يوماً مرهقاً حقاً على الصعيدين العاطفي والعقلي وحتى على الجسدي"، بدأ نامجون.

سخر جونغكوك ، متكئاً على خشب المدرجات.

"لكن هذا أكبر منا"، تابع نامجون ، وهو ينظر مباشرة إلى جونغكوك، "أعلم أنه ليس من العدل أن أقول ذلك ، لكن في الحقيقة ، ما أنا على وشك أن أخبركم به هو أكبر بكثير من أي منا.. هذا لا يشملنا فقط.. هذا يشمل العصابتين ، وعدد لا يحصى من الأرواح فيهما و...".

"تخطى الخطبة واذهب مباشرة إلى كيف بحق اللعنة وصل كانغ إلى مكانته"، قال جونغكوك بانزعاج ، مقاطعاً نامجون.

"كوك". حذر جين

"ماذا؟"، قال جونغكوك ، بحاجبان مجعدان ، "ألا تريد أن تعرف كيف أصبح كانغ كلب جيهوان اللعين ، والذي لم يستطع حتى الدفاع عن نفسه ، فجأة هو من أطلق النار على جيهوان في رأسه اللعينة دون حتى أن يرمش؟! والآن يريد هذا اللعين أن يأخذ عصابتنا كلها ؟! ويتوقع منا أن نمتثل لكل مطالبه؟!".

"الفتى لديه نقطة ، جين "، تحدث يونقي.

"توقف عن مقاطعة نامجون وربما سنكتشف ذلك"، قال جين ، وهو يتنهد وينظر إلى نامجون.

"جين أعطى تايهيونغ وأنا بعض الحسابات للنظر فيها.. لن أضجركم بالحسابات ، لكن ما وجدناه بشكل أساسي هو أن المال كان مفقوداً.. وأنا لا أتحدث عن بضع مئات من الدولارات ، أنا أتحدث عن عشرات الآلاف"، بدأ نامجون ، بحاجبيه المجعدان ، وذقنه البارز وهو يشرح ، "علمنا على الفور أن شخص ما كان يختلس ، ولكن أياً كان هذا الشخص  فيجب أن يكون ماهراً لأنه غطى آثاره بشكل جيد، تقريباً بشكل جيد جداً لدرجة بدت وكأنها عملية محترفة.. كانوا يأخذون من كل حساب في كل قسم.. الأوراق كانت بتواريخ قديمة ، والأموال كانت تُغسل بطريقة لم أرى مثلها في حياتي ، وأنا أعمل في الحسابات كما تعلمون.. لقد نقبنا في جميع الحسابات التي يعود تاريخها إلى أشهر وأشهر حتى وجدنا أخيراً متى بدأ".

كان الباقون يركزون تماماً ، وقد ضاقت أعينهم وهم ينظرون ويستمعون باهتمام.

"قمنا بتتبع ذلك إلى قسم النزالات السرية". قال نامجون.

"النزالات السرية..."، قال جين مرتبكاً ، "لكن نامجون...".

"اعلم"، قال نامجون على الفور ، كما لو كان قادراً على قراءة أفكاره،  "النزالات السرية هي بمثابة أرض محايدة. ولهذا السبب كنت مرتبكاً في البداية أيضاً.. لذلك ، قمت ببعض الحفر ، ووجدت بضعة أمور..هناك شخص واحد من كل عصابة مهمته هي إرسال الأفراد لتنظيمها ودفع بعض الأموال للحفاظ عليها أيضاً.. قبل أحد عشر شهراً، أرسل جيهوان كانغ لمحاولة جمع بعض الأوساخ".

"ومن الذي أرسلناه؟"، سأل يونقي ، محاولاً أن يتذكر لكن عقله كان فارغاً.

"هل اسم روسكو يدق أي أجراس؟"، سأل نامجون.

"روسكو يبلغ من العمر 17 عاماً ، أليس كذلك؟ لقد طرده والده السكير من منزله"، أجاب جين.

"هذا هو". قال يونقي ، مؤكداً ذلك بإيماءة.

"إنه الشخص الذي أخذ كل الأموال وأعطاها إلى كانغ"، قال نامجون ، وهو يعطيهم الخبر مرة واحدة، "لا أعرف لماذا فعل ذلك. كل ما أعرفه هو أن الأموال أعطيت لكانغ و يمكن للحسابات إثبات ذلك.. كان روسكو هو من أخذها ، وأنا متأكد من أن كانغ قد علّمه كيف يفعل ذلك".

"جين"، صاح جونغكوك، متذكراً شيئ ما فجأة ، "أليس روسكو هو الذي ينظم ويخطط أيضاً لقائمة القتال؟".

"أجل".

"هل تعتقد أنه تلاعب بقائمة القتال ووضع اسم جيمين بدلاً مني؟"،  تساءل جونغكوك ، مفكراً بصوت عالٍ.

ومضت عينيّ جين بلون غامق ، وتحولت إلى نظرات خطيرة ، "لقد بدأت أعتقد أن جيهوان لم يكن أبداً العقل المدبر للعملية من البداية".

"ماذا علينا أن نفعل؟"، سأل جيمين ، "الوقت يمر".

"لن تفعل أي شيء"، قال جين ، وهو ينطلق في وجه جيمين ، "لماذا واللعنة أنت هنا على أي حال؟".

"جين ، هو..."، بدأ تايهيونغ بالقول لكن جين قطعه.

"كلاكما لا ينبغي أن يكون هنا"، صك جين على أسنانه ، والسم يجلد كل مقطع لفظي.

"لا أعتقد أنه يمكنك تحمل خسارة المزيد من القوة البشرية الآن ، أليس كذلك يا جين؟"، رد تايهيونغ بالمقابل ودمه يغلي.

"تاي". قال جيمين ، ودفعه برفق.

"بخلاف الكذب ، ما الذي يمكن أن يفعله كلاكما على أي حال؟"،سأل جين.

"كفى! كلاكما!"، صرخ جيمين واقفاً.

"غادر"،طالب جين بعد فترة من الصمت ، "الآن!".

"لن أذهب إلى أي مكان"، قال جيمين وهو يقف بحزم، "أنا لن أهرب ولن أغادر دون أن أعطي لك تفسيراً".

"لقد كذبت يا جيمين. ماذا هناك لتقوله أيضاً؟"،قال جين.

جيمين نظر مباشرة إلى جونغكوك الذي بدا وكأنه يريد أن يقول شيئاً ما ، لكنه اختار الجلوس مع عينيه محبطتين.

"الكثير"، قال جيمين ، وعيونه مثبته على جونغكوك ، "لدي الكثير لأقوله".

"جين". نادة يونقي ، وهو يومىء برأسه.

مال جين للخلف وعقد يديه على صدره ولسانه في خده. "دقيقتان.. لديك دقيقتان".

أومأ جيمين برأسه ووقف أمامهم متوتراً.. لكنه علم أنه جلب هذا على عاتقه وأن الوقت قد حان لمواجهة الموسيقى.

"لقد عملت كصحفي يكتب من أجل جريدة.. اتصل بي مديري في يوم ما وكان سيطردني"،  بدأ جيمين ، "توسلت لاستعادة وظيفتي.. الكتابة بالنسبة لي هي حرفياً حياتي.. إنه شيء كنت أرغب في القيام به منذ أن كنت طفلاً ..كنت أريد أن يكون لدي وظيفة لا أكرهها ، وهذا ماحدث حيث أصبحت لدي وظيفة بالفعل أتطلع إلى الذهاب إليها كل صباح وهذا بالنسبة لي كان نعمة.. أخبرني مديري أن لدي 3 أيام للتوصل إلى فكرة لمقالة ، أو سأُطرد.. في الليلة الثالثة ، اصطحبني تايهيونغ لمشاهدة قتال سري".

أخذ جونغكوك نفساً حاداً ، وقد عادت ذكرى لقائهما الأول إلى ذهنه.

"لديك شعر وردي. أنت تهتم بالآداب. أنت مهذب. حلم رطب لكل أم في القانون. أنت لا تنتمي إلى هنا"

"أنت تضع الكثير من الافتراضات بالنسبة لشخص هو الصورة النمطية للولد الشرير".

"عندما رأيتك لأول مرة في غرفة تبديل الملابس"، قال جيمين ، وهو ينظر مباشرة إلى جونغكوك، "لم أكن أعرف شيئاً عنك سوى حقيقة أنك جي كي ، نفس الرجل الذي رأيته في الحلبة.. لأقول الحقيقة، اعتقدت بأن غرفة تبديل الملابس كانت...".

"الحمام"، قال جونغكوك منهياً جملته ، ليقول بعدها بصوت عميق منخفض، "نعم ، أتذكر".

"خطرت لي فكرة الكتابة عن العالم السري وكل شيء يشمله بعد رؤية القتال"، أكمل جيمين ، "لقد أحب مديري الفكرة بعد أن طرحتها ، وأرادني أن أكتبها.. وكانت الخطة الوحيدة هو أنني يجب أن أعمل متخفياً ..عدت إلى المكان الذي عقد به النزال فقط لرؤيته تم تطهيره بالكامل.. أردت التحدث إلى شخص ما ، أي شخص! كنت فقط بحاجة لبعض المعلومات.. لقد تظاهرت بكوني هذا الشخص الضعيف ، القابل للكسر وخلقت هذه القصة الكاملة حول كيف أردت الدفاع عن نفسي وتم توجيهي إلى هنا".

"حيث أشفقت عليك". قال يونقي ، وهو لا يريد شيئ أكثر من الاستهزاء بقلبه الرقيق.

"لقد جعلتني أنت وكل شخص آخر أشعر وكأنني جزء من العائلة.. وكلما تعرفت عليكم ، أدركت أنني أيضاً أردت أن أكون جزءًا من هذا.. لا شيء من كل مارأيته ، كما هو الحال في الصالة الرياضية ، العلاقات ، والطريقة التي تهتمون بها جميعاً ببعضكم البعض ، كان ما توقعته.. كنت أتوقع أشياء مثلما حدث الليلة الماضية بين كانغ وجيهوان.. كنت أتوقع العنف ، وتعاطي المخدرات ، والدماء ، وهكذا ، مع الكثير من الخيانة، لكنني أدركت أن الشخص الوحيد الذي خان هنا هو أنا ". قال جيمين ، وهو يبتلع الورم المتنامي في حلقه ، "في كل مرة كان علي أن أكتب شيئاً ما ، كنت أشعر بالغثيان في معدتي.. كنت بالكاد أمضي أي وقت في المنزل فقط حتى أتجنب كل الملاحظات وجهاز الكمبيوتر..لقد كان تذكيراً دائماً بمدى الخطأ الذي أشعر به تجاه كل هذا..في اليوم الذي حصلنا فيه على هذا الصندوق من جيهوان هو نفس اليوم الذي أخبرت فيه تايهيونغ بأنني أريد الاستقالة ، وبأنني لا أريد أن أفعل أي شيئ آخر له علاقة بالمقالة أو الجريدة على الإطلاق.. لم أستطع الإستمرار بذلك".

لم يقل أحد أي شيء.. بدا تايهيونغ خجلاً كما فعل جيمين.. وتجنب الباقون أي اتصال بالعين معهما ، وبدلاً من ذلك فقط النظر في كل مكان وفي أي مكان آخر يمكنهم ذلك.

"لا يوجد شيء أقوله يمكن أن يبرر ما فعلته". قال جيمين ، قبل أن ينتقل للوقوف أمام جونغكوك ، وهو يتحدث إليه فقط الآن ، "لكنني أريدك أن تعرف بأن مشاعري حقيقية.. كل ما قلته لك..كل ماوعدتك به.. كل القبلات..كل الوقت الذي قضيناه معاً..كل هذا كان أنا 100 بالمائة.. مشاعري تجاهك حقيقية ، وكذلك حبي.. لم أكذب عليك أبداً بشأن ذلك ولا حتى لمرة واحدة.. أنا آسف إذا كنت لا تصدقني ، ولكنني سأستمر في تذكيرك وسأظل أعتذر لك ، وأخبرك أنك تستحق الكثير من الحب ، حتى لو لم يكن هذا الحب أنا.. أنا آسف للكذب عليك ، لكنني لم أكذب أبداً بشأن حبك.. وإذا استطعت أن تسامحني يوماً ما ، وربما حتى أن تحبني مرة أخرى فسأعتبر نفسي أكثر الأشخاص حظاً على الإطلاق.. وبغض النظر عن الوقت الذي تستغرقه ، سأكون في انتظارك".

لم يستطع جونغكوك مقابلة عينيه. كان التجويف في صدره لا يزال يؤلمه ، وكان يزداد قوة أكثر وأكثر منذ أن غادر جانب جيمين بعد ظهر اليوم في السرير.. كان يعلم في قلبه أن جيمين لا يمكنه أبداً تزييف هذه المشاعر ، وهو يعرف في روحه أن جيمين يحبه تماماً كما هو يحبه ..لكنه لم يستطع التغلب على الأكاذيب و الخيانة..لقد آلمته.

هل يمكنه الوثوق بأي شيء سيقوله جيمين مرة أخرى؟.

"هل انتهيت؟"، جين سأل جيمين ، وهو يميل إلى الأمام.

"نعم ..."، قال جيمين ، وصوته بالكاد يعلو الهمسة ، بينما موجة من الخوف البارد تزحف على عموده الفقري من فكرة أنهم لن يغفروا له أبداً.

"نحن بحاجة للعمل على الخطة". قال جين متنحنحاً ، "علينا أن نلتقي كانغ عند الرصيف بعد غد".

"يمكنهم البقاء". كان كل ما قاله جونغكوك قبل النهوض والذهاب إلى مكتب يونقي.

***

"ماذا تفعل هنا يا فتى؟"، سأل يونقي ، وهو يمشي على السطح مع ارتعاشة نتيجة النسيم البارد ، ويغلق الباب خلفه.

"أفكر". رد جونغكوك ممسكاً علبة البيرة في يده بإحكام أكثر.

"بماذا؟".

"بالحياة حقاً"، أجاب جونغكوك، وهو يأخذ جرعة كبيرة من السائل العنبري.

أمسك يونقي بعلبة من الرزمة المستقرة على الأرض بجانب قدم جونغكوك وانحنى على السور المعدني.

"لقد كان أسبوعاً صعباً، أليس كذلك؟"، سأل يونقي ، ناظراً إلى الغابة الخرسانية.

"صعباً هو وصف بخس".

"جاهز لليلة الغد؟"، سأل الصبي الأصغر.

اختار جونغكوك عدم الرد ، ولكنه بدلاً من ذلك أسقط ما تبقى من البيرة الخاصة به ، متجاهلاً حرق حلقه والمذاق المر.. انحنى وحصل على علبة أخرى من العلبة ، فتحها بهسهسة.

"أظن أنني حصلت على إجابتي"، تمتم يونقي بابتسامة صغيرة.

مرت عليهما بضع دقات صمت وهما منغمسان في أفكارهما الخاصة.

"لقد انتهى ، أليس كذلك يا يونقي؟"، سأل جونغكوك وهو غير قادر على مقابلة عينيه.

"ماهو؟".

"هذا"، أجاب جونغكوك ، "العصابة ، الصالة الرياضية ، العائلة، و....".

"وجيمين؟"، أنهى يونقي، "هل هذا ما أردت أن تقوله؟".

"انه أمر معقد".

"كل شيء معقد إذا فكرت في الأمر"، قال له يونقي،  "العلاقات أكثر من غيرها ، لأن علينا العمل عليها.. العلاقات ليست مثل العصابات ، كوك.. إنها ليست سهلة.. ولا تتفكك بسبب خطأ واحد صغير.. في العصابات مع خيانة واحدة ، يكون الشخص ذهب.. بانغ! نقتلهم كما لو أنهم لا يعنون شيئاً، ولا نسمح لأنفسنا بالتعلق .. لقد رأينا ذلك يحدث مرات عديدة ، لكن العلاقات ليست كذلك.. إنه موقف أخذ وعطاء.. نحن نصنع نُخطئ ونقع ، لكننا نعيد أنفسنا للوقوف مرة أخرى ونستمر.. أحياناً لا يمكنك إعطاء 100 بالمائة.. احياناً يمكنك إعطاء 10 أو 20 بالمائة فقط ، وسيُعوًض الشخص الآخر الباقي".

"ماذا تحاول أن تقول ، يونقي؟"، تنهد جونغكوك ، وعاد الشعور بالتعب في عظامه

"ما أحاول قوله هو أن خطأ واحد لا يعني أن علاقتكما وصلت إلى طريق مسدود"، قال له يونقي، "إذا أنهى خطأ واحد العلاقات ، فربما كنا قد انفصلنا أنا وهوسوك منذ فترة طويلة. وكذلك جين ونامجون".

"أنت و هوسوك مثاليان" ، تمتم جونغكوك.

"لقد حاول الهرب الليلة الماضية ، هل تعلم؟"، قال يونقي.

"ماذا؟!".

"لقد كان خائفاً، وهكذا فقط ، حاول الهرب"، أخبره يونقي ، "لكنني وجدته وتحدثنا عن ذلك لفترة طويلة.. ما أحاول قوله هو أنني لو تركت سوء حكمه يحدد كل شيء ، لكنا سننفصل ، هناك وفي تلك اللحظة.. وهذا مجرد خطأ واحد .. هل يمكنك أن تتخيل لو كنا قد استسلمنا عن بعضنا البعض بعد أول خطأ؟ لم نكن لنستمر حتى ثلاثة أيام".

لم يقل جونغكوك شيئاً.. تناول رشفة أخرى من البيرة الخاصة به ، وتجنب الاتصال بالعين معه.

"أنا وأنت نعلم أن السبب الوحيد لعدم مسامحتك له حتى الآن هو لأنك خائف".

"أنا جي كي ، لا أخاف!"، قال جونغكوك ، بلا عاطفة ، وهو لا يصدق كلماته.

هل تريد أن تعرف سراً يا فتى؟"، قال يونقي، "أنا أخاف أيضاً.. لقد شعرت بالرعب في الليلة الماضية ، وأنا مرعوب الآن".

نظر إليه جونغكوك لأول مرة في تلك الليلة ، "أنت؟ تخاف؟ لا أصدق ذلك".

"أنا حقاً كذلك ،كوك"، قال يونقي بصدق، "لا أعرف ما الذي سيحدث ليلة الغد ، ولا أعرف ما إذا كانت خطتنا لاستعادة العصابة ستنجح.. لكنني أعرف أنني أثق بك وبجميع أفرادنا بشكل كبير.. ومهما حدث ، فإن العثور على الستة منكم كان أفضل شيء يمكن أن يحدث لي على الإطلاق".

"هل..هل تثق بجيمين أيضاً؟"، سأل جونغكوك بحذر وكأنه سؤال ممنوع.

"أنا أفعل" قال يونقي بابتسامة.

"هل تعتقد أنني يجب أن أغفر له؟"، سأل جونغكوك.

"أعتقد أنه يجب عليك على الأقل التفكير فيما قاله ولماذا فعل ما فعله". قال يونقي ، وهو يضع ذراع مطمئنة حول كتف جونغكوك.

"يونقي؟"، قال جونغكوك.

"نعم ،يافتى".

"شكراً لك على تواجدك دائماً عندما أحتاج إليك"، قال جونغكوك بابتسامة ناعمة تشبه الطفل تقريباً ، "وأشكرك على وجودك دائماً لأجلي منذ أن كان عمري 15 عاماً".

"مهما سيحدث غداً، كوك، أنا فخور بك"، أخبره يونقي، "وأنا أحبك يا فتى",

***

كان الجزء الأول من الخطة بسيطاً- ادخل إلى الرصيف.

هوسوك ويونقي وتايهيونغ معاً في سيارة واحدة ،نامجون و جين في سيارة أخرى ، وأخيراً ، جيمين و جونغكوك في السيارة الأخيرة.. كل السيارات بها بنادق وأسلحة إضافية إذا لزم الأمر..كان أفراد العصابة يحملون سلاحين بالفعل لكل واحد منهم، بينما الثلاثة الآخرين يحملون السكاكين -بسيطة ولكنها مميتة عند استخدامها ، ولها فائدة إضافية تتمثل في عدم الإضرار بأنفسهم'.

غادر نامجون وجين مبكراً ، حيث أخبرهم جين بأنه كان عليه أن يفعل شيئاً قبل أن يفكر في الوصول إلى الرصيف.. كانت العصابة أولاً وقبل كل شيء عائلة ، ولا تترك العائلات أفرادها في الظلام.

ذهبا إلى المساكن للتحدث إلى بقية الأعضاء ، أو أي عدد يمكن أن يجداه في ذلك اليوم.

"هل أنت متوتر؟"، سأله نامجون بمجرد أن أوقف جين السيارة.

"هل هذا واضح؟"، قال جين وهو يدير المفتاح لإيقاف المحرك.

"فقط لي"، أجاب نامجون بابتسامة مطمئنة ، ووضع يده على جين وأخرج المفتاح

مال جين إلى الوراء بتنهيدة، وأغمض عينيه لدقيقة ، "ماذا سأقول لهم يا جون؟ كيف يفترض بي أن أشرح كل هذا؟".

"بالحقيقة".

"الحقيقة أنني قمت بمقامرة سيئة وخسرت كل شيء". قال جين ، بضحكة مريرة تنهمر من شفتيه ، وعيناه تتجمع بالدموع التي لم يجرؤ على ذرفها.

"الحقيقة ، هي أنك فعلت ما كنت تعتقد بأنه صحيح ، وما زلت تفعل ما تعتقد أنه صحيح"،  صححه نامجون ، "الموقف الذي أنت فيه لا يأتي مع كتب المساعدة الذاتية ، جين.. أنت أصبحت قائداً عندما كنت مجرد صبي ، وانظر إليك الآن! لقد وضعت العصابة دائماً في المرتبة الأولى ، حتى قبل نفسك.. وما زلت تفعل ذلك.. أنت لا تعاملهم كما لو كانوا خدامك  بل تعاملهم كعائلة.. ما الذي يمكن أن يطلبوه أيضاً في القائد؟".

"يمكنهم أن يطلبوا شخص لا يضع كامل عصابته كورقة مراهنة"، أجاب جين.

"أنت لن تتخلى عنهم دون قتال ، صغيري"،قال نامجون، وهو يغلف خد جين ، ويجعله ينظر إليه مباشرة في عينه ، "أنت لم تخسر جين ، لذا لا تستسلم..أنت ستفوز بهذا. الخطة ستنجح".

"أتمنى أن تكون على حق"، قال جين بتنهيدة.

"هل تريدني أن أبقى في السيارة؟"، سأل نامجون بابتسامة غمازية مطمئنة.

"أحتاجك معي".رد جين.

"وأنا لن أغادر"، قال نامجون: "ليس الآن. وليس أبداً".

أخذ جين يد نامجون في يده وضغط مرة واحدة ، ممتنناً.

نزلا من السيارة ودخلا المساكن وهما يقدمان تحيتهما للجميع قبل أن يجمعوهم في غرفة المعيشة.

"أنا متأكد يا رفاق بأن لديكم الكثير من الأسئلة"، بدأ جين ، "وأنا هنا للإجابة على كل واحد منهم.. لنبدأ بالأساسيات - نعم ، صحيح أن جي كي الذي لا يهزم قد خسر النزال. وصحيح أيضاً أن الفائز فيه سيحصل على العصابة الأخرى".

"يحصل على الأخرى...".

"هل نحن لجيهوان الآن؟".

"ماذا تعني..".

كان بإمكان جين سماع الغمغمات والهمسات تزداد ارتفاعاً وأعلى.

"جيهوان لن يأخذ هذه العصابة. هو لن ينال منا". قال جين ، "وهذا لأنه..".

"ميت"، قال أحد الأعضاء مقاطعاً جين ، "قتله كانغ في الصالة الرياضية".

"نعم ..."،  كان كل ما يستطيع جين الرد عليه.

مرت عبر الغرفة دقات صمت متوترة ومليئة بالخوف.

"كانغ لن يحصل على هذه العصابة بدون قتال"،  قال لهم جين ، "لن أسمح لعائلتنا بالرحيل.. يمكنه أخذها من يديّ الباردتين الميتتين إذا أراد ذلك.. هذه ستظل عائلتنا إلى الأبد. ولا أحد يستطيع أن يأخذ ذلك بعيداً عني.. لكن لا يمكنني القيام بهذا بمفردي.. لا يمكنني القتال بدونكم،  كما أنني لن أرغمكم عليه.. ومهما حدث الليلة ، أريد أن يكون هذا اختياركم وليس الخيار الذي أجبركم على القيام به.. إذا كنتم تريدون المغادرة ، فلن أوقفكم.. يمكنني أن أعدكم بأنه لن يصيبكم أي ضرر مني أو من أي شخص آخر في هذه العائلة... إذا قررتم الخروج من هذا الباب الليلة، فسأودعكم بعناق وأتمنى لكم التوفيق.. ولكن إذا بقيتم ، فسأطلب منكك القتال بجانبي. قاتلوا من أجل عائلتنا بجواري".

نظر جين إلى نامجون وأومأ برأسه ، مشيراً إليه ليفتح الباب.

"الخيار لكم".

***

كان جونغكوك يقود السيارة بلا كلام ، وكلتا يديه مشدودة على عجلة القيادة ، وعيناه مثبتتان على الطريق أمامه.. جيمين ظل يلقي نظرة خاطفة على جونغكوك ، راغباً بشدة في قول شيء ما ، لكنه لم يعرف ماذا يقول.. لذا لم يفعل.. ظل صامتاً ، واختار أن ينظر من النافذة بدلاً من ذلك.

قد تكون هذه الليلة الأخيرة في حياتهما ، ومع ذلك ، لم يعرف أياً منهما ما سيقوله.

أصبح الخوف يغلفهما.

جيمين كان خائفاً من أن جونغكوك لن يصدق الكلمات التي يريد أن يقولها.. كان خائفاً من أن يكرهه جونغكوك.. كان خائفاً من أنه قد أفسد فرصته الوحيدة في الحب.. لكن الأهم من ذلك كله ، أنه كان مذعوراً من أن جونغكوك لن ينجو الليلة.. كانت فكرة فظيعة وهو يعلم ذلك.. لكنه كان يعلم أيضاً أن موت جونغكوك هو أكبر مخاوفه ، بل كان خوفه الأول منذ اليوم الذي قابله فيه لأول مرة.. هذه الوظيفة التي كان جونغكوك فيها خطيرة. جيمين رأى ذلك بنفسه ، لقد جربها بنفسه.. لقد رأى جونغكوك يتأذى عدة مرات وفي كل مرة ينكسر قلبه أكثر فأكثر.. بغض النظر عن أي قرار يتخذه جونغكوك بشأنه ، جيمين يريده فقط أن يعود الليلة. هذا كل ما يريده.

جونغكوك من ناحية أخرى كان مفرطاً بالتفكير.. ليقول الحقيقة ، كان يلوم نفسه.. لقد أشرك جيمين في هذا العالم ، والآن فات الأوان لإخراجه.. إذا سارت الأمور على طريقة جونغكوك، فلن يكون جيمين في السيارة معه، بل سيكون في المنزل آمناً وسليماً، لكنه لم يكن.. بدلاً من ذلك كان هنا ، بجانب جونغكوك في طريقه إلى ما قد يكون مجرد حبل المشنقة.. لم يستطع التحكم في المستقبل ، لكنه بحق الجحيم سيتأكد من أن يكون لدى جيمين واحد.. مهما حدث الليلة ، فجونغكوك سيبذل قصارى جهده للتأكد من أن جيمين يخرج حياً من هناك.. حتى لو كان ذلك يعني التضحية بنفسه من أجل ذلك، والسبب لهذا بسيط.. جيمين كان يملك قلبه وروحه.. لقد أحبه.. هو يحبه.

أوقف جونغكوك السيارة متكئاً على المقعد ، وهو يستعد ذهنياً لأسوأ السيناريوهات.

"هل أنت خائف؟"، كانت الكلمات الأولى من فم جيمين.

"ألست كذلك؟"، سأل جونغكوك بنعومة.

أنا خائف أكثر لخسارتك..كان جيمين يريد أن يقول لكنه لم يكن بحاجة إلى ذلك.. كان متأكداً من أن جونغكوك يعلم.

جلسا في صمت ، محتاجان لتلك الدقيقتين فقط.. لم يرغبا في التظاهر ولم يريدا المشي على قشر البيض.. الليلة لم تكن مثل أي من الليالي الأخرى.. الليالي الأخرى لم يكن بها سحابة الموت التي تلوح في الأفق ، تتبعهما في كل حركة ، وتنتظرهما في الظل.

"هل تتذكر وعدك لي، جيمين؟"، قال جونغكوك أكثر مما سأل.

"أي واحد؟".

"حين وعدتني بأنك ستهرب ، وستستمر في الجري إذا حدث أي شيء؟"، قال له جونغكوك.

"كوك ، أنا لن أذهب...".

"لقد وعدت جيمين". أكد جونغكوك محاولاً منع صوته من التذبذب.

"لقد حنثت بوعودي من قبل ، أليس كذلك؟"، قال جيمين ، بابتسامة صغيرة على وجهه ، والوخز يطعن في قلبه.

أرجع جونغكوك رأسه إلى الخلف على مقعده ، وأغمض عينيه .. لم يعرف ما الذي يمكنه فعله للحفاظ على جيمين آمناً.

"جونغكوك...".

"أنا فقط لا أريدك أن تتأذى ، جيميني"، قال جونغكوك ، وأضواء الشارع الخافتة تضيء المحيط من حولهما ، مُخفية وجه جونغكوك عن جيمين.

"إذا كانت الليلة هي الليلة الأخيرة لدينا...".

"لا تقل ذلك"، توسل جونغكوك ، وصوته يتكسر ، "أرجوك جيمين. لا تفعل".

مال جيمين من فوق المقعد وأمسك بيد جونغكوك ، ووضعها على خده ، مائلاً إلى دفىء كف جونغكوك.

"خلال السراء والضراء"، قال جيمين.

"وكل شيء بينهما"،  انهى جونغكوك وأغلق عينيه.

شهق جيمين بنعومة .. لم يكن يتوقع أن ينهي جونغكوك الاقتباس.

لم يستطع منع نفسه وهو يميل إلى مقعد جونغكوك ، ويداه تشدان وجنتيه بينما يلصق شفتيه على شفتيّ جونغكوك .. قبّلا بعضهما بشكل محموم ومحتاج.. كان الأمر كما لو أن شفاههما بحاجة إلى حفظ بعضهما البعض، كما لو أنهما لن يُقبّلا مرة أخرى.. كانت قبلة الوداع وكلاهما يعرف ذلك ، ومع هذا لم يرغب أياً منهما في الكلام.. كانا بحاجة إلى هذا أكثر من أي شيء آخر.. لقد احتاجا إلى الطمأنينة والراحة وطريقة للقول بأنهما يحبان بعضهما البعض دون قول ذلك في الواقع.. طريقة للقول بأنهما كانا مذعوران وخائفان بأن أحدهما قد يتأذى..طريقة للبقاء معاً... كانت هذه القبلة كل ما يحتاجانه وأكثر.

ابتعد جونغكوك أولاً ، ووضع جبهته على جيمين ..عيناه ما زالتا مغلقتين من القبلة ، وصدره يرتفع لأعلى ولأسفل بينما يضع يد واحدة على رقبة جيمين والأخرى على خده.

آمن. دافىء. آمن. دافيء. آمن. دافيء. آم..

"إرجع إلى المنزل لأجلي"،  همس جيمين في صمت الليل ، "مهما حدث الليلة ، من فضلك ، جونغكوك ، أرجوك فقط عد للمنزل".

"من خلال السراء والضراء .." قال جونغكوك ، وهو يفتح عينيه البنيتين المليئتين بالعسل لينظر إلى جيمين ، محتاجاً إلى مرساته.

"وكل شيء بينهما".

***

انتهى الشابتر التاسع عشر

***

Continue Reading

You'll Also Like

95.6K 4.4K 8
تجول جيمين بعينيه في أرجاء النادي ومشاعر الحزن قد بدأت بنشر جذورها في قلبه.. كان ينظر الى الناس من حوله آخذاً مشهد من يتحدث ومن يضحك، من يغني ومن يرق...
33.3K 4.1K 12
"مِن مَن تهرب القطة الصغيرة؟" توقفت لوڤينا عن السير لتنظر خلفها بحدة عندما تقابلت عينيها مع أعين إبن جيون و الذي يكون من العائلة المعادية لعائلتها عا...
56.4K 2.9K 10
جونغكوك وجيمين واقعان في الحب، يعيشان بسعادة اكثر من اي وقت مضى، حيث يبدو الأمر وكانهما بداخل فقاعة صغيرة خاصة بهما في عالم مثالي.. إلى ان إكتشف جون...
335K 21.7K 26
" لماذا لم تخبرني؟ هل حُبي لك لم يكن يكفي ؟ ، ام هل كرهتني لهذا الحد ؟ لحد انك لم تتجرأ على قول وداعاً انا انفصل عنك " سأل بسخرية بحتة " انت لا تع...