أميري اللطيف - My Lovely Prin...

By BayanZahdeh

777 74 55

لم يكن لي الاختيار ... فاحتجزت في قصر بعيد ... لم أكن لأخرج لولا أميري اللطيف ! More

المقدمة
الهدنة
إعلان الحرب
القفص الذهبي
الرهان
ربما بسبب الحمى!
فتاةٌ مطيعة!
إنها استراتيجية
لن تفعلي ذلك مجدداً!
لا تقلقن، سوف تهدأ قريباً
لا أحتاجها!
لدى والدتك ذوقاً جميلاً
أنتِ لستِ في منزلك
ليكن كلا الطرفين راضياً - محدث
خطة من أجل البقاء
لو لم تكن هناك حاجة إلى الطبيب، لم يكن عليك فقدان وعيك

الكثير من الازعاج

14 2 8
By BayanZahdeh


دخلت غرفتها على عجل، لم تكن لتشعر بموجة الغضب تلك من قبل، لكنها حتماً غاضبة، ليس فقط عدم قدرتها لسحب من تريد لحمايتها، ولكنها خسرت الملاذ الوحيد لتحملها السجن هنا، الآن أصبحت محاصرة من جميع الاتجاهات.

- تباً!

ضربت بقبضتها الطاولة، ثم أمسكت رأسها، وهتفت:

- آه، كم أنا غاضبة!

ثم رمت جسدها على السرير، لا تزال تمسك رأسها، تتأرجح يميناً ويساراً، في محاولة للتخفيف عن حدة مشاعرها، وهي تأن بنفاذ صبر. طرق الباب، لكنها كانت أشد غضباً من أن تتمالك أعصابها، فصرخت:

- أتذكر أنني قلت أنني لا أريد تناول الطعام!

واستدارت إلى جانبها، حين سمعت صرير الباب، ثم خطوات بطيئة بوتيرة منتظمة، نهضت بسرعة، نظرت من خلال ستارة الشفون المزخرفة بزهور الأقحوان الفاصلة بين جناح نومها وجناح الجلوس، فإذا به إيلان يحمل معه صينية عليها الطعام وبعض الكتب.

- يبدو أن ملكة الثلج يمكنها أيضاً أن تغضب.

قال بابتسامة ودية، لكن نظراتها نحوه لم تكن ودية على الاطلاق، بل نظرات نمر متأهب للانقضاض على فريسته. حين رأى نظراتها، ابتسم وقال:

- لا داعي للقلق، فأنا معتاد على نوبات غضب سيدي.

- هل هذا تحدٍ؟

- لنقل أنني فقط أجده من اللطيف القيام بهذا الدور.

- لم أفهم.

- ربما سيدي شخص عصبي جداً، لكنه رجل نبيل ذو أخلاق عالية، لن يفكر في إيذاء سمو الأميرة أبداً.

- هل هذه محاولتك لإقناعي بقبول عرضك الحالي؟

ابتسم ابتسامة اعجاب، ثم وضع الصينية على الطاولة الصغيرة المقابلة لجناح نومها، ثم قال:

- هذا الغلام معجب بذكاء سمو الأميرة، سمو الأميرة شخص حذر، لذلك يفهم هذا الغلام ما يقلق سمو الأميرة.

ثم انحنى مستأذناً:

- سيترك هذا الغلام هذه الأشياء هنا، يأمل سيدي أن تهتم سمو الأميرة بصحتها، وأن تعطي لحياتها قيمة أكبر.

ثم هم خارجاً، فأخرجت زفيراً، وأشاحت وجهها باستخفاف، هل يظنها طفلة صغيرة؟ هل قال أحدهم أنها بحاجة للتأديب أو ما شابه؟ إن كان هناك طفل بحاجة إلى التأديب، أليست صاحبة الجلالة؟

نهضت عن سريرها بانزعاج، ثم خرجت من جناح النوم نحو جناح الجلوس، حيث وضعت الصينية على الطاولة الصغيرة، كان طبقاً من الطماطم، رائحتها فاحت في الأرجاء، وجعلت معدتها تقرقر بتلقائية.

"هل هو جاد؟"

همست في نفسها:

"هل يعتقد أن هذه الطماطم المشؤومة ستغطي عن فعلته!"

جعل ذلك شعورها بالانزعاج يزداد، جلست على الأريكة الوحيدة وأنزلت جسدها المستقيم عليها دفعة واحدة، ما يشغلها الآن ليس ما يقضي على جوعها، ولكن أنى لها القيام بأبسط أمور حياتها دون وصيفة، فكرت ربما كان عليها تفهم وصيفتها ماشا سابقاً، لكن أليست هي خائفة بدورها؟ من الذي يجب أن يخفف عن من؟

تنهدت، شعرت بفراغ كبير يختزل قلبها، نظرت نحو حبيبات الطماطم الصغيرة أمامها، لونها البراق يثير الشهية، لكنها لم تملك الرغبة في تناولها، كلما نظرت إلى الصينية التي أمامها أكثر، شعرت بانزعاج أكثر، حتى نهضت ورمت الصينية بما فيها على الأرض، فدوى صوت وقوعها الأرجاء، وكون المكان صامتاً جعلها تبدو كقنبلة موقوتة فجرت سكون المكان، لابد أنها أحدثت زلزالاً، ففي الجهة الأخرى حيث الحارسان بدأ السقف بالارتعاد، ونتيجة لذلك سقطت مجموعة من الأتربة واحدة تلو الأخرى بتتابع، شعر الحارس الشاب بالذعر، لكنهما كانا أكثر ارتعاداً عند رؤية ظل لجثة رجل معلوم بالنسبة لهما، ذلك الظل الذي سرعان ما يظهر أمامهم يجعل أرجلهم ترقص من الخوف والارتعاد.

ظهر جسده خلال الظلام شيئاً فشيئاً، حتى انقشع عنه تماماً، كانت عيناها الزرقاوتين تحيط الأرجاء، همس الحارس الشاب للحارس الأقدم:

- أمن الغريب تواجد سموه هنا؟

- صهٍ، أيها الأحمق!

ثم أشار بحركة أسفل رأسه، فابتعل الحارس الشاب رمقه على مضض، حين أتى صوته البارد:

- هل يتساقط التراب هكذا على الدوام؟

وقفت كل خلية من خلايا جسد الحارسين، وانتصبا على طول قامتهما كقط نفش شعره من الذعر، ثم قدم الحارس الأقدم تحيته وتبعه الحارس الشاب، ثم أتى صوته بتلقائية:

- نعم، سيدي!

صوته أشبه بربوت آلي، لكن ما العمل حين تكون مرتعداً!

تنهد يوجين تنهيدة خافتة، لم تكن واضحة، لكن حركة صدره كشفت عن مدى استياءه، خرج إيلان من خلال الظلام، لابد أن يكون خلفه، وقال موضحاً:

- صاحبة السمو مستاءة جداً من ذلك، كانت تود نقلها إلى الجانب الغربي، لكن هذا الغلام بذل جهده لاقناع صاحبة الجلالة.

- يا له من ازعاج! لا عجب عن كونها غير راضية، سيسبب لي هذا الكثير من المتاعب.

ثم عقد ذراعيه، وأطرق مفكراً، بينما لا تزال ساقا الحارسين ترقص من الذعر، لاحظ يوجين ذلك، فقال وهو يدير ظهره:

- لنفكر في غرفتي، فالمكان خانق هنا.

- أمرك صاحب الجلالة.

وهموا منصرفين، حتى أوقفهم صوت الدوي المفاجئ، أرجل الحارسين لم تعد تحتمل ثقل جسدهما فانهارا على الأرض، حين لم يستطع يوجين تجاهل الصوت، ثم نظر نحو إيلان الذي أخفض رأسه، وقال بتعالي يشوبه الشك:

- هل تفعل أموراً غير ضرورية من ورائي؟

- سموك، هذا الغلام لا يستطيع تجاهل تعليمات صاحب الجلالة.

أخرج زفير نفاذ صبر واضح، يبدو أن الوضع لم يعد يحتمل لضبط النفس، نظر نحو الباب الخشبي بنظرات متشككة بضع لحظات، ثم التفت بعيداً، وهم مغادراً يبتلعه الظلام من جديد.

...

في غرفة الجلوس الخاصة بجماح صاحبة الجلالة، يجلس يوجين على الأريكة الفاخرة، يطالع إحدى الكتيبات الموضوعة على الطاولة الزجاجية، بينما تجلس صاحبة الجلالة بوجهها العابس معقودة الذراعين على الأريكة المقابلة.

- هل هذا تصرف لائق من سيدة قصر؟

خرجت ابتسامة ساخرة، وقال ببروده المعتاد:

- لا عجب في تصرفات صاحبة الجلالة الغريبة.

فعدلت جلستها، وتورد وجهها، وهي تقول بتفاؤل:

- أرأيت!

لكنه أمسك الكتيب الذي بين يديه، ونظر نحوها، وقال ببرده المعتاد:

- فذوق صاحبة الجلالة في الكتب أصبح سيئاً.

- يوجين!

- منذ متى وتعلمتي نطق اسمي.

- يوجين، أرجوك!

همت نحوه متوسلة:

- منذ متى ونحن بعيدين هكذا، والدتك تحاول الانتقام لأجلك! ألم يكن احضارها إلى هنا تهديداً لعرش طفلي العزيز!

خرجت تنهيدة لضحكة ساخرة، ثم نظر نحوها بتلك العينين المرعبتين، فارتعدت وابتعدت عنه، ثم صرخت بقلب مكسور:

- طفلي العزيز! ما الذي جعلك تتغير هكذا!

ثم حاولت التمسح بذراعه التماساً للعفو، وقالت بحزن:

- هل ربما استخدمت سمو الأميرة لغة التهديد؟

- سمو الاميرة منزعجة جداً، حتى أنكِ وضعتها في الجناح الشرقي بالقرب من الزنزانة.

- رباه يا عزيزي! أنا آسفة، كنت أود وضعها في الزنزانة نفسها، لكن مساعدك أوقفني، لابد من التصرف مع هذا المساعد غير الكفؤ.

- صاحبة الجلالة ...

خرجت كلماته بنبرة باردة غليظة، أدرخلت في قلبها الرعب، حين لمعت عيناه بذلك البريق المخيف، وأردف:

- هل تدرك صاحبة الجلالة ما تقوله الآن؟

خرج صوتها باكياً:

- طفلي العزيز ..

فزأر بغضب:

- توقفي!

نهض بانزعاج، ثم هم نحو الطاولة الزجاجية وبضربة واحدة من يده تكسرت إلى قطع صغيرة، صرخت السيدة ووصيفاتها من الذعر، وارتعدت أجسادهن من الفزع. نظر نحوها، عيناها تتقدان من نار الغضب، ثم قال بنبرة متوعدة:

- أن تفكر صاحبة الجلالة بالعبث بأعصابي، أنت تملكين الحظ الكافي لأكتفي بأثاث غرفتك.

ثم سحب نفسه بعصبية، وطرق خلفه الباب بعنف، حين قابله إيلان، الذي ما إن رأى وجه سيده المحمر كزمرة دم، حتى انحنى وأخفض رأسه، حك يديه وهو يفكر: يبدو أنه سيمر بيوم عصيب!

...

Continue Reading

You'll Also Like

1M 33K 44
لقد كان بينهما إتفاق ، مجرد زواج على ورق و لهما حرية فعل ما يريدان ، و هو ما لم يتوانى في تنفيذه ، عاهرات متى أراد .. حفلات صاخبة ... سمعة سيئة و قلة...
254K 15.4K 17
لكلّ شيء ثمن، وكلما عزّ المراد ارتفع ثمنه. كأن همًّا واحدًا لا يكفي، أو كأنّ الهموم يستأنس بعضها ببعض، فلا تنزل على الناس إلا معًا. العمر حين يطول يق...
208K 2.8K 13
حب بغداديه للانباري القصه جريئه الي ميحب لا يقرة
2.9M 59.2K 77
نتحدث هنا يا سادة عن ملحمة أمبراطورية المغازي تلك العائلة العريقة" التي يدير اعمالها الحفيد الأكبر «جبران المغازي» المعروف بقساوة القلب وصلابة العقل...