كدمات متلاشية

By Mefree2020

181K 8.7K 9.4K

لايوجد من يحب الألم. لكن جونغكوك يفعل.. من اللكمات إلى القتال إلى الحشد الذي يصرخ باسمه. أحب جيون جونغكوك كل... More

الفصل الأول: مقدمة
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون:خاتمة

الفصل الثامن عشر

6.3K 317 195
By Mefree2020

بمجرد أن اُغلق الباب خلف جونغكوك، خبط ظهره ضد الحائط متكئاً عليه ،بعيناه المغلقتان حيث ضربه الإرهاق كله في وقت واحد.. لقد استنزفت الـ 48 ساعة الماضية كل طاقته العاطفية والعقلية والجسدية.. كان يشعر بالكدمات تتفتح وتزدهر ببطء على جلده ، كان يشعر بالدم الجاف يتقشر على بشرته..كان يشعر بالجروح التي تشكلت للتو.. لكن الأسوأ من ذلك كله ، أنه لا يزال يشعر بشظايا قلبه المكسور تنهش داخل تجويف صدره حيث كان قلبه.

لقد حدث الكثير في مثل هذا الوقت القصير ، وكان جونغكوك متعباً.. كان حقاً متعباً جداً جداً.

لم يكن ذلك النوع من التعب حيث يمكن لنوم ليلة جيدة أن يعالجه.. لقد كان نوع التعب الذي تشعر به في أعماق عظامك، والجزء الأسوأ أنه لم يكن يعرف كيف يصلحه.

وقف جيمين على الحائط المقابل ، متكئًاً عليه وهو ينظر إلى جونغكوك.. لم يسبق له أن رآه هكذا.. كل ما يراه الآن هو كم كان منهكاً وضعيفاً.

خارج ذلك الباب ، كان جونغكوك قوياً ولا يهزم ، شرساً وخطيراً.. لكن هنا ، في منزله المريح وبعيداً عن أعين المتطفلين ، رأى جيمين كيف تلاشت واجهته كما لو أنها لم تكن موجودة في المقام الأول.

ذلك النادي، بقدر ما هو مكاناً آمناً ، لكن هناك دائماً أعين تراقب، وكان على جونغكوك أن يكون قوياً حتى لو أن ذلك يعني إخفاء ما يشعر به حقاً.. جيمين ، ولأول مرة ، رأى كم كان ذلك محزناً.

***

"ثلاثة أيام"، ذكّرهم كانغ، وما زال السلاح معلقاً بيده ، والإبتسامة تعزف على وجهه ،"بجوار الرصيف".

كان فم جيمين مفتوحاً ، وعيناه ممتلئتان بالدموع عند رؤية جيهوان ملقى في بركة من دمائه وقطع من دماغه مبعثرة حوله.. كيف لم يهتم أيٌ منهم؟ كيف يمكن أن يقفوا هناك متجاهلين تماماً ما كان أمامهم.. كان هناك رجل ميت في القاعة! أمامهم مباشرة! يرقد عند أقدامهم ولا أحد يفعل شيئاً!!.

"جيمين.. جيمين انظر إلي"، سمع جيمين بصوت خافت ، وعيناه لا تتحرك من المنظر الدموي أمامه.

كانت هناك يد دافئة تغلف خده ، وتسحب وجهه برفق وكل ما رآه بعدها كان بركٍ من العسل.

"انظر إلي ، جيميني.. مباشرة إلي"، أخرجه الصوت اللحني الناعم من غيبوبته.

ارتجفت شفته السفلية والشيء التالي الذي عرفه أنه تم سحبه إلى حضن دافئ ، بينما يتم نقله إلى المدرجات مع جونغكوك جاثماً على ركبتيه أمامه..الدم قد جف على وجهه ، والكدمات على فكه وخده ، ومع ذلك الشيء الذي كان يهتم به جونغكوك هو سلامة جيمين.

"لن أترك أي شيء يؤذيك ،جيمين"، قال له.

"ار..أرجوك"،قال جيمين بصوت مرتعش.

"ماذا تحتاج؟"،سأل جونغكوك.

"لا تدعني أكون وحدي الليلة.. أرجوك، كوكي، لا أستطيع .. لا أستطيع أن أكون ..أنا حقاً.. لا أريد...".

"هيي،هيي،هيي"، قال وهو يمسح الدموع من خديه ، "أنا هنا جيمين..أنت لست وحدك.. لن تكون وحدك أبداً.. أنا هنا".

أطلق جيمين نفسه بين ذراعيّ جونغكوك ، لم يكن راغباً في شيء أكثر من الشعور بالحب والراحة والدفء حتى وهو يعلم ، في مؤخرة عقله أنه لا يستحق هذا اللطف.

تم غسل الواجهة القوية وكل ما يمكن لجيمين رؤيته هو كيف كان جونغكوك يحاول أن يكون قوياً للجميع ، في حين أن كل ما يحتاجه هو شخص ما ليكون قوياً لأجله أيضاً.

كان جيمين أنانياً..هو يعلم هذا، لكنه لم يعد يريد أن يكون كذلك بعد الآن.

أبعد نفسه بهدوء من الحائط ، ووصل إلى مقبض الباب الذي كان على بعد انشات من مفاصل أصابعه عندما التفّت يد دافئة حول معصمه.

أخفض رأسه لأسفل لرؤية المفاصل المكدومة وعاد بنظراته إلى جونغكوك الذي فتح عينيه أخيراً ..لم يستطع جيمين حينها إلاّ أن يطلق شهقة صغيرة.

كانت المجرات البنية العسلية التي تملاً عينيه والتي اعتاد على رؤيتها ذات مرة ، قد تحوّلت إلى داكنة ، متعبة ، ذات حواف حمراء دموية.. كان معتاداً على العثور على الأبراج السماوية في عينيه ، والآن ، كل ما كان يراه هو الألم والظلام.

"ابقى"، جونغكوك بالكاد تمكن من القول ، صوته أجش ، مهتز ، غليظ بالمشاعر غير المعلنة.

أومأ جيمين برأسه.. لمرة واحدة ، لم يكن أنانياً.. كان جونغكوك موجوداً دائماً عندما يحتاج إليه.. والآن حان دور جيمين ليكون هناك ، وسيظل هناك طالما استغرق الأمر.. لم يكن ليذهب إلى أي مكان.

***

"بم تفكر؟"، سأله جين ، كانت أصابعه تتمايل من خلال الخصلات البنية الناعمة بينما هو مستلقي على صدره.

"كل شيء" ،أجابه.

"هل أنت خائف؟".

"ليس منك"، قال نامجون، "أبداً ليس منك".

"أنا آسف لأنني لم أحميك"،قال جين بنعومة.

"لقد قفزت حرفياً أمام المسدس لأجلي ، جين"، قال نامجون ، وهو ينظر إليه، "إذا لم يكن ذلك حماية لي ، فأنا لا أعرف ما يكون".

"سيكون رجلاً ميتاً إذا حاول حتى أن يؤذيك" ، غمغم جين ، ووميض الغضب في عينيه.

ظل نامجون صامتاً ، ولم يرغب في استعادة ما حدث الليلة.. لكنه لم يستطع مساعدة نفسه.. كل ما حدث ظلّ يتكرر في ذهنه.

"ثلاثة أيام"، ذكّرهم كانغ ، وما زال السلاح معلقاً بيده ، وابتسامة تعزف على وجهه ، "بجوار الرصيف".

وقف جين ثابتاً، زمجرة على شفتيه بينما يشاهد كانغ وأتباعه يخرجون من النادي.. انتظر حتى تم إغلاق الأبواب قبل أن يستدير ويأخذ نامجون بين ذراعيه.

كان يشعر به يهتز مثل ورقة الشجر ، والدموع الدافئة الرطبة تتساقط في ثنايا رقبته.

"ششش، حبيبي، ششش"، همس جين في شعر نامجون وعانقه بقوة ، وأدارهما حتى لا يرى نامجون الدماء ، وقطع اللحم ، والرصاصة والجثة.

"أنت بخير ، جوني، أنا هنا ، حبيبي. لن يؤذيك أحد. أنا هنا. أنت بخير"، ظل جين يهمس له بكلمات مُطمئنة ، متمنياً لو كان لديه القدرة على محو ذاكرة نامجون.

كان جين غير حساس تجاه كل أعمال العنف.. كان مُخدّراً.. لا شيء من هذا يعني له الكثير.. بحق الجحيم ، لقد كان هو الذي يضغط على الزناد معظم الوقت ، كيف يمكن لطلقة نارية واحدة أمامه أن تحدث أي فرق؟.

لكن نامجون ... لم يكن نامجون معتاداً على رؤية الكثير من الدماء والأشلاء.. لم يكن معتاداً على رؤية هذا الجانب من جين أيضاً.

هذا كله خطأ جين.. ما كان يجب أن يأتي به إلى هذا العالم، والآن كان على نامجون أن يعيش بهذه الذكرى طوال حياته.

"جي.. جين هو فقط .."،حاول نامجون أن يقول من خلال دموعه ، لكن الكلمات لم تخرج.

"أعلم. أعلم"، كان كل ما يمكن أن يقوله جين وهو يحتضنه بقوة ، ويمشط شعره ويده الأخرى على ظهره تفرك الدوائر المهدئة .

"أنا لا.. جين، أنا لا...".

"شش، نامجون صغيري..ششش"، جين طمأنه في شعره بهدوء ، "أنت بخير..أنا لديك.. أنا لديك، جون".

وبصوت هادئ ، همس ، "لن أدعك تذهب مرة أخرى"

لم يكن يعرف كم من الوقت احتضن نامجون وهو يبكي بين ذراعيه، والدموع تبلل رقبته وقميصه ، لكن جين لم يهتم.. احتضنه حتى شعر أن البكاء ينحسر.. قام بالربت على ظهر نامجون ، هامساً بكلمات مهدئة ويعانقه كي يتأكد من أنه يعلم بأن لن يؤذيه أحد أبداً طالما أن جين لديه أي شيء ليقوله عن ذلك.

انسحب نامجون بعيداً، ومسح وجهه بأكمامه ، وعيناه ملطختان بالإحمرار وهو ينظر إلى جين ، وشفته السفلية ترتعش مرة أخرى.

"لا أحد"، قال جين ،وإبهامه يفرك على خد نامجون ليمسح الدموع الضالة بعيداً بابتسامة مطمئنة ، "سيؤذيك أبداً. تفهم؟ سأحميك بحياتي ، جوني".

"وهذا بالضبط ما أخاف منه" ، قال له نامجون ، بصوت مرتعش وهو يأخذ نفساً عميقاً ، "لا أريد أن أكون سبب إصابتك".

"أنت لست نقطة ضعفي، نامجون"، قال له ، "أنت الشيء الوحيد الذي يجعلني أستمر".

"جين". نادى يونقي ، ولفت انتباهه إليه ، "ماذا الآن؟".

"لسنا في الحالة العقلية الصحيحة لاتخاذ أي قرارات"، قال جين لهم ، "لنأخذ قسطاً من الراحة ونلتقي هنا غداً".

أومأ يونقي برأسه ، وقد ضربه الإرهاق أيضاً.

"يونقي"، نادى جين.

"أجل؟".

"هل لا يزال لديك رقم ذلك الرجل لتنظيف كل هذا؟"،قال جين ،مشيراً برأسه إلى الجسد المُلقى على الأرض ، بتعبير مشمئز عبر وجهه.

"سأتصل به"، قال يونقي وهو يخرج هاتفه من جيبه ويضعه في أذنه.

عاد جين إلى نامجون ، في عينيه المودة والعشق ، "لنعد إلى المنزل".

***

لم يستطع نامجون التوقف عن التفكير في كيفية تقدم جين أمام المسدس من أجله.

لقد كان متهوراً.

كان غبياً!.

بل ربما كان هذا أغبى شيء فعله جين!.

هذا جعله غاضباً جداً!.

هذا كان مخيفاً...

طوال الوقت الذي كان فيه كانغ بالصالة الرياضية ، لم يستطع نامجون إلاّ الصلاة..وجد نفسه يصلي إلى كل إله في الوجود على الرغم من أن نامجون كان ملحداً.. صلّى وصلّى حتى لا يلحق أي ضرر بجين وأصدقائه.. لم يهتم بنفسه ، لقد اهتم فقط أن يكون الجميع بأمان.. وعندما تم توجيه هذا السلاح إليه ، لم يستطع نامجون الكذب ، لم تكن فكرته الأول عن نفسه.. كان الأمر يتعلق بكيفية مقتله في ذلك الوقت والمكان، على الأقل سيكون كل شخص آخر يحبه بأمان .. على الأقل سيموت وهو يعلم أن أصدقاءه بخير وبصحة جيدة.

"أنت تفكر بصوت عال حقاً"، علق جين ، قلقاً مما كان يدور في رأس نامجون.

جلس نامجون ونظر إلى جين الذي دعم نفسه على مرفقيه.

"ما الخطب؟'، سأله جين.

"أريدك أن تعدني بشيء"،  كاد نامجون أن يأمره.

"ماهو؟".

"عدني".

"لا أستطيع أن أعدك بشيء ما دون أن أعرف ما هو ، حبي"، قال جين بابتسامة متسلية.

"عدني أنه إذا حدث شيء مثل الليلة مرة أخرى ، فلن تفعل شيئاً غبياً كالقفز أمام المسدس من أجلي" ،قال نامجون.

لم يقل جين شيئاً.

"جين! أوعدني!".

"لا يمكنني تقديم وعد عندما أعلم بأنني سأنكثه"،قال له جين بهدوء.

تراجع نامجون. ماذا يمكن أن يفعل؟ ماذا يمكنه أن يفعل أو يقول ليعيش جين ؟! لم يكن يريده أن يتأذى.. لا يريد أن يكون السبب في ذلك.. إنه لا يريد حتى أن يتخيل وقتاً أو مكاناً ينتهى المطاف بجين مثلما حدث لجيهوان اليوم.

هذا مؤلم.. يؤلمه بشدة مجرد التفكير في الأمر.

هو فقط يريد جين بأمان.. هل هذا كثير للمطالبة به؟.

"جوني، انظر إليّ"، قال جين ، وهو يميل إلى الأمام ويضع إصبعه تحت ذقن نامجون ، ويدفعه لأعلى برفق حتى يلتقي نامجون بعينيه ، "لا يمكنني أن أعدك بذلك ، لأنني سأحميك دائماً.. سأظل دائماً دائماً أبقيك بعيداً عن طريق الأذى".

"ما فائدة حمايتي عندما تتأذى أنت؟".

"لا يهمني إن حدث ذلك".

"لكنني أفعل ، جين!"، كاد نامجون أن يصرخ ، وهو يدفع يده بعيداً ، "اللعنة جين! كيف يمكنك أن تفعل شيئاً متهوراً جداً؟! هل تعرف كيف كان الحال بالنسبة لي أن أشاهد المسدس موجهاً إليك بدلاً مني ؟! هل تعرف مايعني أن تشعر بالخوف من أن يتأذى الشخص الذي تحبه؟!".

"أعرف بالضبط شعورك"،قال جين بصوت هادئ لا يتزعزع، "لأنني رأيت المسدس موجهاً إليك أولاً".

تنهد نامجون ، "أنا فقط لا أريد أن يحدث لك شيء".

"أنا أعرف"، قال جين ، وهو يرفع يده ببطء مغلفاً خد نامجون ، بينما ينحني إلى الأمام ويضع جبهته على وجهه ، "أعرف".

"أحبك"،قال نامجون ، بعيون حمراء تحترق بالدموع مرة أخرى.

"وانا أحبك أيضاً"، رد جين ، "أكثر مما تعرف.. أكثر بكثير مما تعرف".

مال أولاً ، والتقط شفتيّ نامجون بقبلة ناعمة ولطيفة.. كل المخاوف ، والدموع ، والقلوب المكسورة ، والثقة المحطمة التي كانت في يوم من الأيام ، تلاشت بالعاطفة الشغوفة بين شفاههما ضد بعضهما البعض.. هما لديهما بعضهما البعض..لا شيء ولا أحد يمكنه أن يفجر الفقاعة التي بدأت تتشكل من حولهما.

ابتعد نامجون قليلاً، وكان يتنفس بثقل بينما يسند جبهته على جين ، ويحتاج إلى الشعور به ، ليعرف أنه هنا ، بجانبه ، بأمان. على قيد الحياة. يعشقه.

"تعال إلى الفراش ، جون"، قال جين ، مستلقياً على ظهره.

أومأ نامجون برأسه ، مدركاً الآن فقط مدى استنزافه وتعبه.. استلقى على صدر جين العاري وسمع ضربات قلبه القوية.

"نامجون.."،قال جين ، متخلفاً، "أعرف أن هذا ليس الوقت ، أو المكان ولكني أردت فقط أن أسأل...".

"لم أكن أعرف"، قال نامجون مقاطعاً له وهو يعرف بالفعل ما الذي يريد أن يسأله ، "لم أكن أعرف حقاً عن جيمين ، أو أي شيء عن المقالة.. كل ما كنت أعرفه عن الموقف برمته هو أن جيمين قد تم طرده ، ثم بدأ العمل من أجل يونقي والشيء التالي الذي أعرفه ، أنه قد وقع رأساً على عقب في حب جونغكوك".

تنهد نامجون متابعاً، "لقد خبّأ تايهيونغ معه كل شيء عني.. لقد أخفيا عني حقيقة أنك زعيم عشيرة كيم ، لقد أبقيا عني كل شيء يتعلق بالملاكمة السرية...".

"ألست غاضباً منهما؟".

"كنت كذلك"، أجاب بصراحة، "لقد كنت غاضباً لأنهما لم يخبراني بأي شيء. ولكن الآن بعد الإستماع إلى جانبهما ، كيف يمكنني أن أكون؟ كل ما أرادا فعله هو حمايتي. إذا كان هناك أي شيء ، فيجب عليك أن تتعاطف معهما. أنت فعلت نفس الشيء ، أليس كذلك؟".

لم يرغب جين في الرد ، فقام ببساطة بوضع قبلة على جبين نامجون ومد يده ليطفئ المصباح الجانبي.

"تصبح على خير ،جوني".

اجتاح الصمت والظلام الغرفة تاركين إياهما مع دفء بعضهما البعض وأفكارهما.

"جين؟"، سأل نامجون بضعف تقريباً.

"نعم؟".

"ماذا سيحدث الآن؟".

"لا أعرف ، جون"،أجاب ، ودقات قلبه تتسارع..القلق والتوتر يغسلانه بينما كان يحتضن نامجون ليقربه ، على أمل أن يتلاشى كل الذي كان يشعر به ، "أنا لا أعرف حقاً".

***

تعامل تايهيونغ مع الأشياء بمفرده.

هذه هي أسهل طريقة لشرح ذلك.. لقد كان دائماً وحيداً طوال حياته منذ أن فقد والديه عندما كان في الثالثة عشرة من عمره في حادث سيارة.. لم يتذكر الحياة قبل حادث السيارة إذا كان صادقاً.. لكنه يُحب أن يتخيل بأنه كان يعيش حياة سعيدة.. في رأسه ، كان هو وأبيه وأمه الصورة المثالية للعائلة.

يستيقظ الصبي تايهيونغ في الصباح ، ويستحم ، ويستعد للمدرسة ، وينزل إلى والدته التي تحضر الإفطار ، كانت تقبل جبهته بينما تتمنى له صباحاً سعيداً وتضع الفطائر الطازجة أمامه.. كان والده يستقبله بابتسامة ، ويقبّل والدته صباح الخير ليجلس بعدها على طاولة الطعام ، يقرأ الجريدة مع قهوته الطازجة والخبز المحمص بالزبدة أمامه.. لن يكون هناك سوى الإبتسامات والمحادثات اللطيفة والحب في منزلهم.

لكن بالطبع ، كل ذلك كان مجرد خياله.

أحب تايهيونغ أن يمزح مع نفسه بأن حرف التاء في اسمه يعني تراجيديا. تعذيب. ترويع. ترهيب.

لأن كل حياته كانت: تراجيديا وترهيب.. وتلك الذكريات كانت تعذيباً، وكل ما يفعلونه هو وضعه في حالة ترويع.

بعد وفاة والديه ، لم يكن هناك أحد يريده.. لم يكن أي من أفراد أسرته الكبيرة يريده ..كانت دور الأيتام والمنازل المجتمعية كارثية.. عاش هناك حتى بلغ السادسة عشرة من عمره ، ثم ابتعد قدر المستطاع.. عندما بلغ الثامنة عشرة من عمره وتمكن أخيراً من الحصول على أموال التأمين من حادثة وفاة والديه ،انتقل بعيداً  ليحصل بعدها على مكان لطيف للإقامة به مستمتعاً بحقيقة أنه يمكن أن يكون بمفرده دون أن يُحدق به الناس ويسخرون منه بسبب كونه فاشلاً.

أول صداقة حقيقة صنعها كانت مع جيمين.. في الحقيقة ، لم يكن هو من صنع صداقته مع جيمين.. لقد رآه جيمين وقام بالخطوة الأولى ليكونا أصدقاء.. لم يهتم جيمين بأن كل ما حاول تايهيونغ فعله هو دفعه بعيداً عنه، وكان دائماً هناك من أجله كلما احتاجه.. حينها عرف تايهيونغ أن هذا هو معنى الصداقة: أن تكون مليئاً بالحب والدعم واللطف الذي لا ينتهي أبداً.

لم يكن معتاداً على ذلك.

عندما تكون غير لطيف مع نفسك ، فانت تصدق كل الكلمات الغير لطيفة التي يتم قولها عنك.. وهذا كل ماكان تايهيونغ يعتقده عن نفسه.. لم يكن يعتقد أنه يستحق أكثر من المصير الرهيب والعذاب الذي آمن به.

لكن جيمين ونامجون أظهرا له عكس ذلك.. أظهرا له ما يعنيه أن يكون سعيداً ، وما يعنيه أن يضحك ويبتسم ويبكي إذا احتاج إلى ذلك.. لكن من خلال كل هذا ، أمسكا بيده وأخبراه أن اسمه يرمز إلى كونه رائع ، ومراعي ، وموهوب وجدير بالثقة.

عندما صوّب كانغ المسدس إلى نامجون ، بدأت كل الأفكار والمشاعر المظلمة تتسرب إلى مجرى دمائه.. هو من تسبب بذلك.. حظه السيئ ومصيره الرهيب تسبب في كل هذا.

قفز عند سماع صوت سحب الزناد و إطلاق النار.. كانت فكرته الأولى ، حتى قبل أن يرى من كان على الأرض ، هي كيف ينبغي أن يكون هو بدلاً منه.. ثم رأى جيهوان يسقط على الأرض عديم الوزن ملطخاً بالدماء ... ميتاً.

بعد أن غادر كانغ ،وهو يتمتم ببعض التهديد الذي لم يستطع تايهيونغ سماعه، استسلمت ركبتيه وانهار على الأرض.. أصبح تنفسه ثقيلاً وعيناه مشوشتان ولم يستطع التفكير.. لم يستطع التفكير.. كل ما كان في رأسه هو صوت الرصاصة ونظرة عينيّ جيهوان بينما تستقر في رأسه.

"تنفس. تايهيونغ ، عليك أن تتنفس".

يد دافئة وُضِعت على ظهره وشدته يد أخرى.

"للداخل والخارج، للداخل والخارج، ومجدداً..".

تتبع الأصوات ، الشهيق والزفير ببطء..توقفت الجدران عن الإنغلاق حوله واختفى الوزن الساحق على صدره.

"هل أنت بخير؟".

"لقد رأى للتو شخصاً ما يصاب ب ط ل ق ة ، يونقي من الواضح أنه ليس بخير!"، قال هوسوك ، وهو يضرب يونقي برفق على كتفه.

"أنت تدرك أن عمره يزيد عن 5 سنوات ، أليس كذلك؟! يمكنه التهجئة، هوسوك!"، رد يونقي.

أطلق تايهيونغ نفساً.. حتى مع كل هذا ، لا يزال بإمكانهما المزاح.

"أنت بخير ، تاي؟"، سأل يونقي مرة أخرى ،والقلق يقطر من كل مقطع لفظي.

"ماذا عنكما؟"، استطاع تايهيونغ أن يسأل حتى من خلال ضيق أنفاسه.

نظر يونقي إلى هوسوك ثم عاد إلى تايهيونغ، "نحن قلقون عليك أكثر الآن".

"أنا بخير"، كذب.. كان بحاجة إلى أن يكون بمفرده ، "سأذهب إلى المنزل فقط".

"لن تذهب وحدك"، قال هوسوك على الفور ، "سأوصلك".

"لا".

"تايهيونغ، أنا سأوصلك وهذا نهائي"، قال يونقي ، وهو ينظر إلى هوسوك ، "سوف أتحدث مع جين ، تأكد من أنه بخير وبعد ذلك سوف أوصله".

أومأ هوسوك برأسه ، وهو يشاهد يونقي يمشي بعيداً، والحزن يظهر في عينيه.

"هل أنت بخير؟".

"لقد شاهدت للتو رجلاً يُطلق عليه الرصاص وأنت من يسألني هذا؟"، قال هوسوك بصراحة.

"أنت رأيته أيضاً".

"لقد رأيت هذه الأشياء مرات عديدة"، أطلق ضحكة مريرة.

"لا يعني ذلك بأن الأمر يصبح أسهل"، قال له تايهيونغ.

نظر هوسوك إلى الأرض ، ويداه منقبضتان إلى جانبه.

"هل تريد التحدث عن ذلك؟"، سأله.

"فقط.. أنا حزين لفقدان كل شيء ، على ما أعتقد" ، أجابه هوسوك بشكل عابر ، كما لو أن الأمر لا يهم.

"أنت محظوظ إذاً! لأنك لم تخسر كل شيء"،قال تايهيونغ.

"ألم ترَ وتسمع ما حدث؟".

"انظر حولك، هوسوك"، قال تايهيونغ ، "إذا كنت قد خسرت كل شيء حقاً، فلن يكونوا هنا الآن، أليس كذلك؟ يونقي لن يكون بجانبك ، جيمين و نامجون لم يكونا ليعودان إلى هنا ،جين لن يكون يحاول التفكير في كل شيء لتأمين سلامتنا ولم يكن جونغكوك ليقاتل في تلك الحلبة".

نظر هوسوك بعيداً.. لم يستطع تايهيونغ معرفة ما الذي كان يحاول إخفاءه ، لكنه يعلم أن هناك أكثر مما يخرجه هوسوك..كان هناك الكثير جداً.

"لديك عائلة هنا، هوبي" ،قال تايهيونغ بنعومة، "عائلة لن تتوقف عن القتال أبداً حتى تعيش في سعادة دائمة".

"ألا يجب أن أكون الشخص الذي يريحك بدلاً من ذلك؟"، قال هوسوك ، وشبح ابتسامة يلعب على شفتيه ، وهو يحاول تشتيت الموضوع.

أظهر له تايهيونغ ابتسامة حزينة ونظر بعيداً.

"إنهم عائلتك أيضاً، كما تعلم"، أخبره هوسوك بهدوء.

"لقد فقدت الحق في هذا اللقب منذ وقت طويل"، قال تايهيونغ.

"تاي..أنا..".

"تعال تايهيونغ"، قال يونقي ، وهو ينظر إلى هاتفه وينقر عليه، "سأعيدك إلى منزلك".

"وداعاً هوسوك"، قال تايهيونغ.

"وداعاً، تاي ..."، قال هوسوك ببطء ، وعيناه متسعتان مع شعور لا يمكن أن يصفه تايهيونغ إلاّ بالحزن.

نقّب يونقي في جيبه بحثاً عن المفاتيح ، وتوقف في منتصف المشي مع تايهيونغ بجانبه.

"يونقي"، نادى تايهيونغ.

"ممم؟"، همهم رداً، وهو يخرج لسانه قليلاً بينما يحفر في جيوبه.

"أعتقد أن هوبي يحتاجك أكثر مما أحتاجك الآن".

"ماذا؟"، سأل يونقي ، أخيراً قد نظر إلى الأعلى وحاجبيه مقطبان معاً.

نظر تايهيونغ إليه فقط، ولأول مرة رآه بالفعل ..يونقي الحقيقي.. الشخص الذي لم يختبئ وراء الشخصية القوية التي اعتاد إظهارها.. الشخص الذي لم يكن مجرد عضو في العصابة ، أو صاحب الصالة الرياضية.

لقد رأى يونقي الحقيقي ، الشخص الذي يهتم كثيراً ولكن يُنظر إليه على أنه بارد فقط.. الشخص الذي يتواجد دائماً للجميع عندما يحتاجون إليه ..الشخص الذي يكون ميناء أمانهم الأول.. الشخص الذي ربّى جونغكوك مثل ابنه ، مثل أخيه ، مثل عائلته.. الشخص الذي مر بالكثير ، ولكنه يتجاهل كل مشاكله ليكون هناك من أجل الآخرين.

الشخص الذي يريد الحب فقط.

هذا اليونقي.

الألم في عينيه والتوق إلى غد أفضل.. رأى هذا اليونقي.

"اذهب"، قال تايهيونغ ، "اذهب إليه".

أنت بحاجة إليه، وهو بحاجة إليك.

"تاي.."، بالكاد ظهر صوت يونقي.

"أنا فتى كبير"، قال له تايهيونغ بابتسامة ، ولم يستطيع النقاش أكثر، "يمكنني أن آخذ نفسي إلى المنزل".

"لكن تايهيونغ، أنا...".

"سأراك غداً، يونقي" ، قال بصوت فارغ بينما يتراجع ببطء ، مدركاً أنه إذا لم يفعل ذلك الآن ، فمن المحتمل أنه لن يغادر.. سيكون أنانياً ويأخذ الراحة من شيء لم يكن له.

لذلك ابتعد.

تايهيونغ سيعود بمفرده مرة أخرى.

تايهيونغ يعرف فقط كيف يتعامل مع الأشياء بمفرده.

***

حدقا في السقف ، كلاهما على جانبي السرير ، أقرب إلى الحافة مما كانا لبعضهما البعض.

لم يكن أياً منهما نائماً وكلاهما يعرف ذلك ، ومع ذلك لم يرغب أياً منهما في التحدث أيضاً.. التوتر ، والخوف ، والارتباك ... كان هناك الكثير من المشاعر العالقة في الهواء ..العديد من المشاعر التي لم تُقال، والأفكار التي لم تُشارك ، والمخاوف والقلق غير المعلن الذي يريدان قوله.. لكن لم يكن لديهما الجرأة على ذلك.

لذلك استلقيا بجانب بعضهما البعض بصمت في غرفة كانا يعتبرانها ملاذهما ذات مرة..في نفس الغرفة التي قدما فيها وعوداً لبعضهما البعض .. نفس الغرفة التي اعترفا فيها بحبهما ، وتشابكا بأطرافهما ، ومارسا الحب فيها...

والآن ، لا يمكنهما حتى قول كلمة واحدة لبعضهما البعض.

لقد تغير الكثير في مثل هذا الوقت القصير ، لدرجة أنهما لم يعودا يتعرفا على أنفسهما أو على بعضهما.

"أنت أخلفت وعدك"، كانت الكلمات الأولى المنطوقة لكسر الصمت.

"ماذا؟"،سأله جيمين ، وأدار رأسه لينظر إلى صورة جونغكوك الظلية، وعيناه تتكيفان مع الإضاءة الخافتة.

"لقد حنثت بوعدك لي مجدداً"، كرر جونغكوك.

"مجدداً؟"، سأل جيمين مرتبكاً.

سخر جونغكوك ، بصوت أجش ومنخفض ومتعب، "أنت لا تتذكر حتى ما وعدتني به ، أليس كذلك؟".

"لقد كانت ليلة طويلة"، قال جيمين ، كما لو كان هذا عذراً جيداً بما فيه الكفاية.

غمر الصمت الغرفة مرة أخرى ، والتوتر معلق في الهواء.

"لقد قلت إنك ستركض"، قال له جونغكوك، "لقد وعدتني بأنك ستركض ، وأنك لن تنظر إلى الوراء ، وقد حنثت بهذا الوعد".

"أنا لن أتركك أبداً".

"كنت أصدق ذلك"، قال له ، "لقد فعلت حقاً.. اعتدت أن أصدق كل ما تخبرني به. كنت أعتقد أنك ستكون موجوداً من أجلي ، وأنك ستحبني دون قيد أو شرط.. كنت أعتقد أننا سنخبر بعضنا البعض بكل شيء ، وأنني كنت أستحق الحب .. بحق الآلهة، كنت أعتقد أنك الشخص الوحيد الذي لن يؤذيني أبداً ، جيمين".

كان صدره يرتفع ، وأنفاسه تزداد ثقلاً، والرموش مبتلة بالدموع التي لن يسمح بسكبها.. ليس الآن على الأقل.

"لم أعد أعرف ماذا أصدق بعد الآن"، قال جونغكوك ، والظلام يحيط به.

"أعلم بأنني كسرت ثقتك ، وأنني على الأرجح لن أتمكن من استعادتها" ، قال جيمين بحذر وكأنه يدوس على قشر البيض، "لكنني لم أكذب بشأن ما شعرت به أبداً.. ما شعرت به تجاهك ، ما أشعر به تجاهك لم يكن كذبة أبداً.. أنا أحبك ، وحتى إذا لم تصدقني ، سأستمر في حبك حتى تفعل ذلك.. لم أخلف أبداً بوعدي لك جونغكوك.. أنا دائماً سأكون هنا من أجلك".

أراد جونغكوك الإحتجاج. أراد الصراخ والصراخ والصراخ..أراد تمزيق كل شيء ، ورمي الأشياء على الحائط حتى يتوقف الألم النازف بداخل صدره ... لكنه لم يفعل.. كان متعباً.. كان متعباً جداً.. جسده لم يتحرك.. لم يستطع.. مثل قلبه ،قد تم كسر جسده أيضاً.

لذا بقي هناك ، مستمعاً إلى كلمات جيمين ، على أمل أنه ربما ، ربما فقط ، سيقول جيمين شيئ ما وسيكون لديه أخيراً العذر لعدم حبه.

"هل تتذكر ما قلته لك في تلك الليلة؟"، سأل جيمين ، ولم يتوقع إجابة.

أتذكر كل ما قلته لي.. أتذكر كيف شعرت بكل لمساتك.. أتذكر اليوم الذي التقينا فيه لأول مرة.. قبّلنا فيها بعضنا لأول مرة.. أتذكر كيف كان شعوري بيدك وهي تحتضن يدي ، والطريقة التي تضيء بها عيناك عندما تتحدث عن الشيء المفضل لديك.. أتذكر لون عينيك ، وكيف تتشكل غمازاتك عندما تبتسم.. أتذكر المرة الأولى التي قلت فيها بأنك تحبني ، والأخيرة.. أتذكر كل شيء عنك.

لكن جونغكوك لم يقل شيئاً.

"أخبرتك أنه إذا وجدت شخص ما أهتم به ، وأهتم به حقاً ، فسوف أجعله يعدني بشيء ما ، ثم وعدتك بنفس الشيء"، قال جيمين.

لم يقل جونغكوك شيئاً.

"وكنت أعني كل كلمة"، قال جيمين ، بصوت يختنق بالدموع ، "جونغكوك ، ما أشعر به تجاهك ليس كذبة.. وأنا أعلم أن ما فعلته كان تصرفاً دنيئاً ، لكنني أعدك بأنني كنت سأستقيل.. الكتابة بالنسبة لي كانت كل شيء.. لطالما كان حلمي أن أضع اسمي على الباب ، وان يكون لدي سكرتيرة ، وأن أنشر أعمالي ومقالاتي.. كل ما كنت أريده هو أن يقرأ الناس ما أكتبه ويستمتعوا به.. أردت أن أصبح محرراً.. أردت كل ذلك.. أنا لن أكذب عليك بعد الآن ، لذلك عندما تكون جاهزاً فسأخبرك بكل شيء".

"ماذا عني؟"، كان كل ما قاله جونغكوك.

"ماذا عنك؟".

"هل كنت ستخبرني يوماً؟"، سأل جونغكوك، "والبقية منا؟ لقد أخذناك عندما اعتقدنا أنه ليس لديك شيء وأنت فقط كنت تجمع كل تلك المعلومات و...".

"في اليوم الذي حصلت فيه على الطرد، كنت قد أخبرت تايهيونغ بأنني سأستقيل"، أخبره جيمين.

"هل من المفترض أن يجعلني ذلك أشعر بتحسن؟! هل تعرف ما شعرت به عندما اكتشفت أن الشخص الذي كنت أظن أنه يحبني يريدني فقط للحصول على مقال في جريدة لعينة؟!!".

"الأمر ليس كذلك"، قال جيمين بضعف.

"إذن ما هو الأمر جيمين؟ لأنني أحاول أن أفهم لماذا قام الشخص الذي ظل يقول بأنه يحبني ويهتم بي ، بجمع كل تلك المعلومات عني وعن عائلتي وفقط ..." ، قال جونغكوك ساخراً ، غير قادر على إنهاء جملته.

مد جيمين يده وأضاء المصباح الجانبي ، ليغمر الغرفة بضوء أصفر ساطع.. جلس ونظر إلى جونغكوك الذي أغمض عينيه ، حيث اعتاد الظلام لدرجة أن الضوء المفاجئ أحرقه.

"هل تريد أن تسمع الحقيقة الكاملة الآن؟"، كان كل ما سأله جيمين ، متكئاً على اللوح الأمامي الخشبي للسرير.

"أنا متعب ، جيمين"، قال جونغكوك ،وهو في الواقع يشعر بالخوف.

"وكذلك أنا"، قال جيمين ، "أنا منهك ، جونغكوك. ولا يمكنني العيش مع نفسي وأنا أعرف مدى إيذائي لك".

"في النادي قلت بأن هذا كان لليلة فقط"، قال جونغكوك، وهو ينظر إلى جيمين أخيراً بعيون خالية من أي نجوم ومجرات ، خالية من أي عاطفة ، "هل تقصد ذلك؟".

أومأ جيمين برأسه ببطء.

جونغكوك لعب بالخيوط البالية على الغطاء وهو يحاول اختيار كلماته بعناية ، "هل يمكننا التظاهر بأن هذا لم يحدث أبداً؟ فقط لهذه الليلة".

"وغداً؟"، سأل جيمين بصوت صغير.

"يمكننا أن نقلق بشأن ذلك في الصباح".

"إذا كنت لا تريدني...".

"أرجوك جيمين"، جونغكوك كاد يتوسل ، بصوت ثقيل ، والكتلة تنمو في حلقه ، "الليلة فقط. من فضلك".

أومأ برأسه فقط.. لم يكن يعرف من يحتاج إلى هذا أكثر - هو أم جونغكوك-.

"تعال هنا"، قال جونغكوك وهو يمد ذراعيه منتظراً جيمين لكي يزحف بينهما.

مال جيمين برأسه إلى أسفل ، ولم يكلف نفسه عناء إطفاء الضوء.. إذا كانت هذه آخر ليلة له مع جونغكوك ، فقد أراد حفظ كل التفاصيل الصغيرة ، أن يتتبع كل ندبة ، أن يطوف بأنامله فوق أي جروح جديدة ، ان يسمع دقات قلبه للمرة الأخيرة.

"أنت تبدو متعباً" ، علق جيمين ،ورأسه على صدر جونغكوك العاري ،بينما ظل إبهامه يتدلى على الجرح في وركه من القتال في تلك الليلة.

"أنا منهك"،رد  جونغكوك ، وأخيراً تمكن من التنفس مرة أخرى.. كان الأمر كما لو أن كل شيء عاد فجأة في مكانه.. لم يعد صدره يؤلمه ، شظايا قلبه المكسور والتي كانت تطعن في تجويف صدره لم تعد حادة.

"إذاً، فلتنام".

"لم أستطع النوم منذ فترة"، أخبره.

"لم لا؟".

بعيون منتفخة ومرهقة ، نظر إلى جيمين المستلقي على صدره ، والكلمات تثقل لسانه وقلبه المكسور، ليقول،  "لقد كنت أشعر بالحنين إلى منزلي".

بصوت هادئ بالكاد يفوق الهمس ، وبعيناه المغمضتان ، وكأن هذه اللحظة على وشك الهرب منه ،قال جيمين، "وأنا أيضاً".

أطلق جونغكوك نفساً مرتعشاً ، خائفاً من الإعتراف بذلك بصوت عالٍ ، "لم أعد بعد الآن".

شعر جيمين بألم في قلبه ، "وأنا أيضاً".

"تصبح على خير ، جيميني"، قال جونغكوك ، وأغمض عينيه محاولاً أن يتذكر شعوره هذا وكأنه سيعيشه للمرة الأخيرة.. كان الأمر كما لو أنه سيفتح عينيه في الصباح ولن يكون جيمين هنا ، لن يكون بحضنه ، لن يلمسه ، لن يكون قادراً على الشعور بأنفاسه على صدره العاري المكدوم.

"تصبح على خير، كوكي"،  قال جيمين بالمقابل ، ويده تمسك بخصر جونغكوك بشكل أكثر إحكاماً ، يحتاج إلى الشعور بالدفء تحت أطراف أصابعه.

ناما مع الضوء الذي لم يُطفىء في تلك الليلة.

***

كان هوسوك جالساً على مدرجات النادي، ورأسه متدلياً منخفضاً، حيث حدّق يونقي به من حيث  يتكىء على العمود الأبيض لحلبة الملاكمة.

"هل ستقول أي شيء؟"، سأله يونقي تقريباً بغضب وهو يعقد ذراعيه عبر صدره.

"ليس لدي شيء لم أقله بعد"، أجاب هوسوك.

"بحق الجحيم يا هوسوك !هل ستدّعي أن الليلة لم تحدث!".

احتاج يونقي إلى أن يكون بمفرده.. هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكنه من خلالها معالجة مشاعره.. لقد كانا الشهرين الماضيين مليئان بالأحداث بشكل لا يصدق وشعر يونقي بأنه لم يكن لديه وقت للتنفس، ناهيك عن التفكير في شعوره.. كانت العواطف بالنسبة له دائماً رفاهية.. المشاعر كانت دائماً رفاهية.. في مجال العمل الذي هو فيه ، لم يكن من المفترض أن يكون لديه مشاعر  أو أي أفكار عاطفية أخرى ، لأن المشاعر تجعلك ضعيفاً، ولم يكن بإمكان يونقي أن يكون كذلك.

ولكن بعد ذلك جاء هوسوك، وفجأة...حسناً، أصبح الأمر كما لو أنه لم يعد يتذكر شعور الضعف.. أصبح هوسوك مرساته ، أصبح أفضل صديق له ، وحبه ، والشخص الذي يحتاجه بجانبه...أصبح عائلته.

وبعد ذلك تعرض للطعن ، وانقلب عالم يونقي رأساً على عقب ليُذكره ما يفعله من أجل لقمة العيش.. لم يستطع التوقف عن لوم نفسه لتورطه.. بالتأكيد ، لم يكن هوسوك ملاكاً، وكان يونقي يعرف الخلفية التي أتى منها.. في المرة الأولى التي قابله فيها يونقي، كان يهرب من الأشخاص الذين أرادوا قتله ، لذلك لم يكن الأمر كما لو كان عالم يونقي هذا جديداً على هوسوك ..لكن مع ذلك ، جعله يونقي متورطاً في العصابة ، وأصبح يد جين اليمنى.. اليد اليمنى لأكبر عصابة بالمدينة والذي قد أصبح في المستشفى.

لوضع الكرز فوق كعكة يونقي السيئة ، دخل جيمين حياته مع تايهيونغ و نامجون.. لن يكذب.. لقد قبِل جيمين بسرعة كبيرة ، ويرجع ذلك أساساً إلى أنه ذكره بجونغكوك البالغ من العمر 15 عاماً ، بتصميمه على حماية نفسه والنار في عينيه التي لم يرها منذ فترة طويلة.

لقد أصبحوا عائلة ، جميع السبعة منهم ، ولا يمكن أن يكون يونقي أكثر سعادة وكان ذلك خطيراً.. في كل مرة ، في كل مرة لعينة ،يكون يونقي سعيداً، كان هناك شيء أو شخص ما ينتزعها بعيداً عنه.

بدأ الأمر مع والده بالتبني ، ثم إلى جين ، ثم هوسوك ، ثم جيمين ، والآن...

لم يكن يعرف ما إذا كان سيصبح جزءًا من عائلة بعد الآن.. لم يكن يعرف ما إذا كان يريد ذلك حتى.

لقد أراد فقط أن يكون سعيداً.. هذا كل ما أراده يونقي.

لذلك عندما أخبره تايهيونغ أنه يمكنه العودة بمفرده إلى المنزل ، لم يستطع يونقي إلاّ الشعور بالراحة.. كان بحاجة إلى أن يكون بمفرده لفترة.. فقط لفترة بسيطة كي يفرز رأسه ، ويحاول إعادته إلى اللعبة.. اليومان التاليان سيكونان حاسمان ولا يمكن ليونقي أن يتشتت انتباهه ولا حتى قليلاً.. كان يتجول دون أن يعرف إلى أين يتجه ، ولكنه يعبر الشوارع فقط ويمشي على طول الأرصفة الخالية في الغالب..يتنفس في هواء الليل البارد المنعش ، والطرق مضاءة بضوء القمر وأضواء الشوارع الصفراء الخافتة.

لم يكن يعرف كم من الوقت مشى ، ولم يكن يعرف حتى أين ذهب أو مالذي يفكر فيه ، أو حتى سيفعله.. هو فقط مشي ومشى ومشى ومشى.. والشيء التالي الذي عرفه ، كانت ساقيه تحملانه مباشرة عبر الجزء الخلفي من أبواب الصالة الرياضية.

كانت مظلمة.. مظلمة جداً.

لم يكن هناك أي أحد في النادي، ومع ذلك كان يمكن ليونقي أن يشعر بوجوده في الغرفة.. وصلت يده على الفور وأضاءت الأنوار.. لم يكن يحمل أي أسلحة معه ، وكان يعلم أن ما فعله تصرف غبي، لكنه فعل ذلك على أي حال.

اشتعلت أنفاسه في حلقه عندما رأى هوسوك يحمل حقيبة من القماش الخشن ، بالقرب من الباب الأمامي للصالة الرياضية.

"ماذا تفعل؟"، سأله يونقي.

"اعتقدت انك لن تعود حتى الصباح"،رد هوسوك ، كما لو كان مذنباً، وهو ينظر إلى الساعة ثم يعود إلى يونقي.

كانت الساعة تشير إلى 5:07 صباحاً.

"هل..هل أنت ذاهب إلى مكان ما؟"،سأل يونقي، وهو يريد أن يكون حازماً وجاداً، لكن صوته خانه من خلال خروجه متكسراً ، وقد تشكلت كتلة تنمو ببطء في حلقه.

"يونقي..."،كان كل ما استطاع هوسوك قوله. وهو ينظر بعيداً، مذنباً.

"أنت ستغادر ، أليس كذلك؟"، قال يونقي ، مصرحاً أكثر من سائل، وهو يرمش دموعه.

"لم يكن من المفترض أن...".

"من المفترض ماذا؟! أن أجدك هنا؟ وأنت تغادر هكذا؟!"، انفجر يونقي صارخاً ، وصوته يرتد من الجدران الفارغة للنادي ، "ماذا كنت ستفعل ، هوسوك؟ ستغادر في منتصف الليل دون وداع ولا شيء ؟! هل ستتخلى عني؟!".

"يونقي ، أرجوك...".

"أرجوك ماذا؟!"،صرخ ، وصوته يخرج مرتعشاً، "هل كنت ستغادر لأن الأمور صعبة الآن ؟! هل هذا هو ؟! أنت ستغادر لمجرد أن الأمور لم تعد سهلة بعد الآن؟".

لم يقل هوسوك شيئاً بينما الدموع الغاضبة تتدفق على خدي يونقي، متلألئة تحت الإضاءة البيضاء القاسية للصالة الرياضية.

"إذن كل هذا الهراء الذي قلته لجين ولنا ، هل هذا لا يعني شيئاً لك ؟! ألا نعني شيئاً لك ؟! هل جين وجونغكوك لا يعنيان شيئاً؟ كل ذلك الهراء اللعين عن كوننا عائلة كان كذباً أيضاً؟!"، صرخ يونقي ، والكلمات تنفجر من فمه على أمل أن يغير هوسوك رأيه.

كان صدره يرتفع بأنفاسه الثقيله، وقلبه ينقبض ، والكتلة في حلقه تكبر وتكبر، "ألا أعني لك شيئاً، هوسوك؟"، سأل بصوت خافت، منكسر ومتعب.

ساد الصمت في النادي لأول مرة منذ وقت طويل.. علق الهواء ثقيلاً حول الاثنين ، كلاهما على طرفي نقيض من الصالة.

لم يكن هوسوك يعرف ماذا سيقول ، وكذلك يونقي.. جلست حقيبة القماش الخشن عند قدميّ هوسوك.

"لقد فقدنا العصابة"، قال هوسوك اخيراً.

"أنا أعرف"، بصق يونقي ، "كنت هناك".

"أنا لم أكن"، قال له هوسوك وهو ينظر إلى الأعلى والذنب يغرقه تقريباً.

"والهروب سوف يحل ذنبك؟".

أخذ هوسوك نفساً عميقاً، "لم يكن لدي عائلة أبداً...".

"إذن ما نحن بحق الجحيم ؟!"،صرخ يونقي ، وقطعه.

"اسمح لي أن أتحدث، يونقي"، كاد هوسوك أن يتوسل.

تنهد، "حسناً".

"لم يكن لدي عائلة أبداً.. لم يكن والداي يريداني ولا أي شخص آخر.. لقد عشت بمفردي.. عشت كرحّال.. عشت كي أنجو كل يوم، ولا أعرف ما إذا كان قدري أن أعيش يوماً آخر أم لا"، قال هوسوك ، وهو ينظر إلى حذائه ، وليس لديه الشجاعة لمواجهة يونقي، "ولكن بعد ذلك التقيت بك.. التقيت بك أثناء الهروب من حياة لم أعد أريدها بعد الآن ... والشيء التالي الذي عرفته ، بأن كل ما أراه هو حياة كاملة معك ، لقد أصبحت عائلتي ، ثم أصبح جونغكوك ، ثم جين وجيمين وتاي وجون، والآن .... اعتقدت أن لدي عائلة ، اعتقدت أنني كوّنت عائلة إلى الأبد معكم يا رفاق. .. لكن لا يبدو أن هذا سيستمر. ولهذا أردت الهرب".

"إذاً ، أنت تهرب لأنك خائف"، اختتم يونقي.

"لقد جئت من عائلة مفككة ، يونقي، لا أستطيع تحمل البقاء في واحدة أخرى الآن"، قال هوسوك ، وعيونه المتعبة تلمع بالدموع غير المتساقطة.

جثم يونقي أمام هوسوك، "نحن نقاتل من أجل ما نريد.. لا نهرب لأن الأمور صعبة ، هوبي".

"أنا خائف.."، قال مرتعشاً.

"وأنا كذلك ، هوبي. وأنا كذلك".

أطلق هوسوك نفساً مرتجفاً ومنهزماً.

"تعال"، قال يونقي، واقفاً وهو يمد يده.

"إلى أين نحن ذاهبان؟".

"المنزل".

***

"كانغ!" ، نادى روسكو وهو يمشي مع كأس من الويسكي في يده.

جلس كانغ في ما كان سابقاً عرش جيهوان ، يمرر يديه على القماش والجوانب معجباً به.. لقد فهم الآن لماذا ازدهر جيهوان من السلطة وكيف أصبح على ما هو عليه.. جعل الناس يخافونك أشعر كانغ بأنه لا يُقهر.. لقد تغذى من الفتنة التي سببها ، والألم الذي أحدثه ، وحقيقة أن لا أحد يريد أن يكون في صفه السيئ وسيفعلون أي شيء وكل ما في وسعهم لكسب رضاه.

"أنا..أنا أحضرت لك مشر..مشروباً"، تعثر روسكو ، واضعاً بارتعاشة يده كأس الويسكي الكريستالي أمامه.

"قل لي شيئاً ، روسكو"، طالب كانغ.

"أ..أجل؟".

"كيف تعتقد أنه يجب التعامل مع جين وأتباعه الصغار؟ بالمسدسات؟ بالتعذيب؟ أو أي شيء آخر؟"، سأله كانغ وهو يقرع أصابعه ويشير إلى المشروب.

"أنت ستق..ستقتلهم؟"، سأل روسكو وعيناه متسعتان بينما يحدق في كانغ.

"أعطني شرابي"، أمره كانغ من خلال أسنانه القاسية ، وقد نفذ صبره وهو يميل إلى الخلف على الكرسي.

"أوه ،أنا..امم.."، اندفع روسكو متعثراً وأمسك بالكأس الكريستالي ، مما جعل بعض القطرات تتناثر حوله وعلى ساعد كانغ العاري.

حدق كانغ في قطرات السائل الكهرماني الممزوج بجلده ، وهي غير ملحوظة تقريباُ لينفضها بإصبع واحد.

"إذا لم تكن السبب في حصولي على أموال جين ، لكان لديك رصاصة في رأسك الآن"، قال كانغ بهدوء.. بهدوء شديد.

"آسف يا جيهوا.. أمم ، أعني كانغ"، تمتم روسكو متلعثماً والخوف يغلف كيانه.

وضع كانغ شرابه ، ناظراً إلى روسكو ، "هل دعوتني للتو بجيهوان؟".

"ل..لا ، كانغ.. لم أفعل.. أقسم.. لقد كان خطأ.. زلة لسان.."، بدأ روسكو في التوسل ، والكلمات تتساقط من فمه ، على أمل أن يمنع كانغ من قتله.

"ما هي أفضل ذكرى لديك، روسكو؟"، سأله كانغ وهو يتكئ على كرسيه ، ويضع قدميه على الطاولة أمامه ، قريباً من شرابه.

"ما..ماذا؟".

"ذكراك المفضلة،ماهي؟"، كرر كانغ، "طبخ والدتك؟ ربما الذهاب في نزهة؟ أول مرة ضاجعت شخص ما؟ ما هي ذكراك المفضلة؟".

"إنها.. المرة الأولى التي ذهبت بها للصيد مع أبي"، أجاب روسكو بابتسامة حنين على وجهه، "لقد أيقظني عند بزوغ الفجر عندما كان عمري 15 عاماً وقادنا بالسيارة لمدة ثلاث ساعات إلى بحيرته المفضلة.. لم أصطاد أي سمكة في ذلك اليوم لكنه شيء لن أنساه أبداً".

اظهر له كانغ ابتسامة، "فكر في تلك الذكرى".

قبل أن يرمش روسكو حتى ، تردد صدى صوت طلقة نارية في جميع أنحاء الملهى.. مال كانغ إلى الأمام وأمسك بالكأس وهو يرى روسكو يمد يده ويلمس جانب صدره ويداه مغطاة بالدماء بمجرد أن لامست أطراف أصابعه مكان الرصاصة.. كان يلهث ويتلعثم لالتقاط أنفاسه ، والدموع تتسرب من خديه بينما يسقط بوجهه أولاً في السجادة.

وكل ما فعله كانغ هو المشاهدة ، واحتساء الويسكي الخاص به متكئاً على عرشه.

"يا للعار"، قال وهو ينقر على لسانه ويشاهد الحياة تتلاشى ببطء من روسكو أمام عينيه، "بالتفكير أنه كان لديك الكثير من الإمكانيات".

***

انتهى الشابتر الثامن عشر

***

Continue Reading

You'll Also Like

2.4K 208 17
"أنت مثل زهرة الكرز. جميلة ورقيقة ". "عندما تسقط ويخطو عليها شخص ما، فإنها لا تبدو جيدة."✨🦋🌒 ♪♪♪♪♪ الغلاف من تصميم السكره yoonie7✨ 🌼
335K 21.7K 26
" لماذا لم تخبرني؟ هل حُبي لك لم يكن يكفي ؟ ، ام هل كرهتني لهذا الحد ؟ لحد انك لم تتجرأ على قول وداعاً انا انفصل عنك " سأل بسخرية بحتة " انت لا تع...
62.1K 3.4K 18
بعد أن أصبح أبًا أعزبًا في العشرينات من عمره، أصبح جونغكوك منهكًا بعض الشيء، وذلك حتى ينتقل بارك جيمين إلى المنزل المجاور ويقلب حياته كلها رأسًا على...
3.4K 305 14
يمكنك تحطيم غيتارى الي اشلاء ولكن لا يمكنك تحطيم شغفي وحبي الكبير للموسيقى اراد القدر جعل جيمين الفتى المراهق يلتقى بجونغكوك البائس بعد ان سلبت الحي...