لأجل حبك(مكتملة)

By smsm8094

121K 3.7K 183

رواية بقلم المبدعة Serendipity Green لاجل حبك فقط لاجل حبك كبرت .... لاجل حبك سهرت ...... لاجل حبك تغيرت... More

الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع والعشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الحادي والثلاثون
الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون
الفصل الرابع والثلاثون
الفصل الخامس والثلاثون
الفصل السابع والثلاثون
الفصل الثامن والثلاثون
الفصل التاسع والثلاثون ج١
الفصل التاسع والثلاثون ج٢
الفصل الأربعون
الفصل الحادي والأربعون
الفصل الثاني والأربعون
الفصل الثالث والأربعون
الفصل الرابع والأربعون
الخاتمة
new story
عن الحكيم اذا هوى
new story

الفصل السادس والثلاثون

1.6K 61 5
By smsm8094

الفصل السادس والثلاثون


دخلت مكتبها مبكرا قبل الجميع كان المكتب خاليا ولكنها لم تهتم فهي قد اعتادت ان تبدأ في عملها قبل الجميع تستغل الهدوء الذي يتيحه جو المكتب الخالي ............كانت قد اعدت خطة عمل لكل المشاريع المتوقفة باشرت بتعديلها حسب المعطيات الجديدة وبدأت بالعمل واندمجت فيه لدرجة لم تلاحظ فيها الموظفين الذين بدءوا بالتوافد وتلك النظرات التي تركزت عليها كأنها كائن غريب لساعات.لم تتحرك من مكتبها وهي تكتشف نقاط الضعف في عمل المؤسسة تصنف المشاكل تقترح حلولا للاستفادة من كل الفرص المتوفرة لم تكن تعلم بان هناك من يراقبها بشغف وهو يفكر بتسمية ملائمة لهذه المرأة الخارقة يبحث عن خطأ عن شيء ليستغله في استدعاءها تعنيفها ربما ليرى تلك النظرة الشرسة التي اسرته بسحرها ضيق عينيه وهو ير ارتباكها وتغير ملامحها تجهمت ملامحه وانطلق راكضا ما ان رآها تسقط على الارض فاقدة الوعي والموظفين يتجمعون حولها لم يعلم بانه كان يركض فعليا لم يهتم للنظرات المستهجنة والمستغربة لم يهتم لاي شيء سوى ان يصل اليها وكان كذلك رأى الهاتف المرمي بالقرب منها رفعه لاذنه ليستمع لسبب انهيارها حملها بسرعة بعد ان فشلت محاولات الموظفات بجعلها تستعيد وعيها وخرج بذات السرعة ليدخلها السيارة وكأنه يملك كل الحقوق عليها ولكنه لا يستطيع السماح لاي كان ان يكون بقربها وهي بهذه الحالة رفع هاتفه ليتصل برائد فهو الوحيد الذي يعرف كل شيء عنها اخبره بكل شيء ليسمح صرخات الاستنكار من رائد وهو يخبره بانه سيسبقهم لذاك المشفى الذي اتصل بهم قاد السيارة بسرعة وهو يسترق النظرات لوجهها الشاحب شحوب الاموات لا شيء يدل على انها على قيد الحياة سوى ذاك النشيج الخافت الذي يخرج مع انفاسها كصوت خروج الروح جعل قلبه يتوجع لاجلها وصل للمشفى بنفس اللحظة التي وصل بها رائد برفقة ذلك الرجل الكبير الذي خمن بانه والدها بسبب ملامحه المتوترة وتلك الدموع التي ترقرقت بعينيه ليقترب كلاهما وهما يسالان عنها اشار اليها فاقترب رائد منها وبحركة واحدة حملها ليخرجها من السيارة....................... شعور وحشي ذاك الذي تملكه وهو يرى رائد يحملها بتلك الالفة لا لايحق له لا احد يحق له ان يقترب منها بهذه الطريقة نفض تلك الافكار من رأسه وهو يتبع رائد الذي كان يركض ليدخلها للمشفى وهو يصرخ بالجميع ومن شدة توتره كان يكلمهم بالعربية ثم يعود ليتكلم بالانكليزية تحرك عماد ليتولى الامر من رائد المتوتر وهو يسأل عن غرفة الصغير ابنها بينما رائد كان يرافق رفل التي وضعوها على النقالة وادخلوها لغرفة الفحص توجه عماد الى تلك الغرفة وهو يتوعد بان لا يخرج من هذا المشفى ما لم يعرف قصتها كاملة

انهيار عصبي هذا هو تشخيص الطبيب لحالة رفل ....... شعر رائد بانه يكاد ينفجر تلك العنيدة دخل الى الغرفة بعد ان سمح له والدها بالدخول وهو يراها شاخصة البصر تنظر للفراغ بعينين متسعتين بشكل مرعب وهي هامدة شاحبة كما الاموات لقد اخبره الطبيب بانها بحاجة لان تعبر عن المها باي وسيلة صراخ بكاء اي شيء لا يعلم ذاك الطبيب بان تلك العنيدة الوفية لم تذرف دمعة واحدة طيلة سبع سنوات خلت على الاقل امام ايا منهم لم ير يوما دموعها رغم كل شيء كل ذاك الالم والوجع كل ذاك القهر والكسر لم تذرف ولو دمعة واحدة لانها وعدت ذاك الذي لا يرغب بذكر اسمه حتى اقترب منها ليجلس على الكرسي القريب منها قائلا :- رفل اقسم ان امير بخير لقد كنت عنده قبل قليل الامر لم يتعدى بضعة جروح سطحية
لم ير اي تجاوب منها فقال مؤكدا :- رفل صدقيني عزيزتي هل كنت ساكون بهذا الهدوء ان حصل له اي شيء فهو ابني بقدر ما هو ابنك
صمت قليلا ليكمل :- حسنا تعالي معي لتريه لان الطبيب يقوم بفحصه حاليا

لا شيء سوى اهتزاز حدقتيها جعله يتأكد بانها تسمعه ليقول :- رفل توقفي توقفي عن فعل ذلك بنفسك كفي عن تعذيبها اقسم اقسم بان امير بخير ......

بينما هي كانت بعالم بعيد بعيد للغاية عنهم عالم المها وعذابها لا يمت لهذا الواقع بصلة الواقع الذي سرق احباءها واحدا تلو الاخر بحوادث متشابهة نعم امير مات اميرها الصغير مات فقدته كما فقدت شقيقها الحبيب كما فقدت والده وهي ستموت ستموت خلفه نعم لن تعيش لن تعيش بعده ولا للحظة انه يكذب رائد يكذب لقد مات امير فهي تعرف حظها تعرف قدرها الذي كتب عليها فراق كل من تحب ستبقى هنا متشبثة بضحكته الجميلة التي تتراءى لها لن تغمض عينيها لن ترمش حتى لن تبكي لن تصرخ لن تفعل اي شيء ستبقى تنظر لضحكته ............. شعر رائد بالغضب الشديد واقترب منها حتى اصبح مشرفا عليها تحت انظار والدها المستنكرة الذي قال له :- رائد ابتعد ما الذي ستفعله ؟؟؟ فقال رائد :- اسف عمي ولكن على احد ان يعيدها لصوابها .......... رفع يده ليصفعها بقوة جعلت رأسها يرتد للوراء واثار اصابعه تنطبع على وجهها باثر احمر ولكن وكأنها قد فقدت الاحساس بكل شيء حتى الالم لم تعد تشعر به لان الم قلبها اكبر عليهم ان يبذلوا جهدا اكبر من هذا طرقات على الباب جعلت رائد يلتفت بحده ليدخل الطبيب وهو يسأل عن حالها ليجيبه رائد بهزة من رأسه فقال الطبيب :- سيدي ان الرجل الذي انقذ الصغير بالخارج ربما ان رأته ستصدق بان الطفل لم يحصل له شيء وقرن قوله بالفعل لينادي على المنقذ الذي دخل وعلى شفتيه ابتسامة مجاملة لتتجمد تلك الابتسامة حالما دخل الى تلك الغرفة ورآها هناك ثقلت انفاسه واختنق بها توقف كل شيء حوله وسكن حتى الانفاس لم يستطع ان يأخذها هي من سكنت احلامه وكوابيسه هي وحدها شعر بقلبه يطرق طرقا يضغط بقوة على اضلاعة لوهلة لوهلة فقط نسي كل شيء فها هي حبيبته رفله امامه بذات الضعف الذي يستفزه بذات الطهر بذات البراءة التي ينضح من كل جزء منها هي من سكنت واستقرت في القلب وامتلكت فلم تسمح لسواها بالنظر للداخل حتى لم تره لحد الان وها هي لقدشعرت به يشعر بهذا حركت رأسها لتستقر نظراتها عليه وعندها عندها
لا تستمع لاي شيء يقال فهي ليست هنا ليست معهم ابدا انها مع اميرها في مكانهما الخاص وها هو يسال اسئلته الذكية وهي تجيبه بكل حذر وحرص تضمه لصدرها بقوة وهي تنكش شعره بتلك الطريقة التي يكرهها حين ............... شعرت بثقل انفاسها وتلك الرائحة التي سكنت ذاكرتها واستوطنتها تتخلل الهواء فتتنفسها هي بشغف بشوق سمعت تلك الاصوات شعرت بتلك الرائحة تقترب منها حركت بصرها وهي تبحث حولها حتى رأته وعندها عندها فقط سمحت لنفسها بالانهيار اسقطت اقنعة القوة والصلابة شعرت بالدموع تطفر من عينيها فهي لا تحتمل ذاك المسير البطيء لا بل كانت اشبه بالمطر المصحوب باعصار تنظر اليه واقفا قويا وسيما نظرت لقدميه ورغما عنها شعرت بالفرح لانها تراه هكذا انه هنا هنا في هذه اللحظة بالذات شعرت بانها تحتاج اليه تحتاج لوجوده معها فالذي حصل يخصهما وحدهما .............
اخرجته الاصوات التي حوله من تطلعه بها بدموعها التي كأنها قد وجدت منفذها اخيرا اصوات يعرف بعضها التفت حوله لير الموجودين في تلك الغرفة لتتركز نظراته على رائد تارة وعلى والدها الذي كان يبدو عليه القلق الشديد وتتحول لنظرات شرسة مفترسة اشبه بنظرات ذئب مقترس حالما اخبره الطبيب بانها والدة الطفل الذي انقذه وبانها مصابة بانهيار عصبي وعليه ان يخبرها بان الطفل بخير
ابنها ذاك الصغير الذكي ابنها من من ؟؟؟؟؟
وانتهت تلك اللحظة .............. ليعود الواقع مسيطرا عليه بكل قسوة تلك التي ظنها بريئة تلك التي كان يقنع نفسه قبل لحظات بطهرها يتحايل على رجولته ليجد منفذا ل.................... لماذا غبي غبي احمد لطالما كنت اغبى البشر كلما تواجدت هي بقربك .........حول نظره للخائن الاخر الذي كان وبكل وقاحة متواجدا هنا برفقة والدها الرجل الفاضل هو هو والد ذلك الطفل ام ربما ذاك الاخر الذي تركه هناك عند غرفة الصغير يشعر بالحريق بداخله يكاد يلتهم كل شيء يشعر بانه ان زفر فانه سينفث نارا كتنين تحرق الجميع جميع من في هذه الغرفة اقترب منها اراد ان يؤلمها اراد ان يجعلها تحترق بنار تشابه النار الموجودة في صدره اقترب حتى اصبح بالقرب من اذنها همس لها بكلمات جعلت دموعها تتوقف ونظرة وحشية تشبه نظرته ترتسم في عينيها لتلتفت اليه وبشراسة لبوة مجروحة وبشدة قالت له بصوت اقرب للفحيح منه للكلام :- اقسم بانك ستندم على ما قلته اقسم ........ ليقترب رائد فورا بعد ان خرج من ذهوله لكون من انقذ امير هو والده حقا وقال :- حسنا بجدر بنا ان نترك رفل لترتاح قليلا لانها .... لم يكد يكمل كلامه ليعاجله احمد بلكمة جعلت رأسه يرتد للوراء وهو يقول :- تحضروا للحساب فهو سيكون عسيرا عسيرا للغاية
ترك الجميع مصدومين من هول ما قال وما فعل وخرج صافقا الباب بقوة جعلته يرتج ورائد يمسد فكه وهو يقول :- لا بد انه قد جن
بينما رفل كانت هناك جامدة متلبدة الاحاسيس والمشاعر ولكنها حين تذكرت ما قاله انتفضت كلها وهي تزيح غطائها بقوة وتنهض من الفراش قافزة وهي تقول لابيها :- ابي اين امير اين ولدي ؟؟؟
فقال الاب الذي كان يشعر بما تقاسيه ابنته بسبب سوء فهم وعناد وغباء وظلم واشياء كثيرة ليقول :- انه في غرفة .... في طابق ........
انطلقت تسابق الريح وهي تركض تركض بلا اعتبار لاي شيء لا لالم قلبها الذي عاد نابضا وهذه المرة كان جرحها متقيحا جرحها اكبر واعمق واكثر قسوة ولا لالم رأسها والذي جعلها لا تكاد ترى امامها لا لوالدها الذي كان يركض خلفها ولا لنداء رائد الذي كان يصرخ بها ان تتوقف لا شيء لا شيء سوى ذاك الحبيب الصغير ورؤيته التي ستجعل كل شيء اخر يهون هو هو وحده فتحت الباب متجاهلة ذاك الواقف كالطود امامها وهو ينظر اليها بذات الشغف وهي تركض وتحتل عينيها تلك النظرة الساحرة التي تجعلها تبدو وكأنها محاربة من العصور الوسطى دفعت الباب لتدخل دون ان تلقي عليه نظرة حتى فظل واقفا ينظر في اثرها وقلبه يدق بتلك الطريقة المهولة

تنظر اليه وهو مستلقي ينظر للسقف بنظرته المتفحصة لكل ما حوله كعادته وحالما دخلت نهض من السرير لتسرع اليه تضمه لقلبها وهي تنشج تنشج بقوة تنشج بالم ووهي تتلمس جسده الصغير بيديها تتشمم رائحته المحببة تقبل رأسه بقوة لم تنتبه لنفسها الا حينما اطلق تأوها متألما من شدة ضغطها عليه لتبعده عنها قليلا وهي تقول كأنها تقر امرا واقعا :- انت بخير حبيبي انت بخير
فقال لها :- نعم امي انا بخير ليكمل قائلا بحماس :- انظري امي انها غرزة ...قالها وهو يؤشر لجبينه
فقالت وهي تتأوه :- ااااه يا حبيبي هل تؤلمك ؟؟؟
فقال لها :- لا ابدا امي لا تؤلمني انا بخير انها مجرد خدوش
فضمته لصدرها وهذه المرة بحنان هناك قريبا من قلبها الذي يؤلمها بشدة وهي تقول :- لن يصيبك مكروه حبيبي ساموت ان حصل لك اي شيء
قبلت رأسه وتلك الكلمات المسمومة التي القاها ذاك بكل قسوة تتردد في بالها لتشعر بالاختناق (( لسوء الحظ انه قد نجا لو كنت اعلم فقط لو كنت اعلم ))
ماذا كان سيفعل لو انه علم انه طفلها يا الهي
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ............................................
لا يكاد يرى امامه الدنيا كلها تلونت بلون الدم هي هنا؟؟ لديها ابن؟؟؟ ذاك الولد هو ابنها ؟؟ من من ؟؟؟ من رجل غيره ؟؟؟؟ كيف ؟؟؟ هل طلقت نفسها ؟؟؟؟ ام انها .......... انها ماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نبهه صوت النفير العالي لسيارة مقتربة منه على سرعته العالية ليوقف السيارة مصدرا صوتا عاليا وهو ينهت ينهت من الغدر من التعب من خيبة الامل نعم هو كان يأمل رغم كل ما حصل تعلق بامل ان يكون مخطئا بحقها ان تكون كما ظنها بذاك الطهر بذاك النقاء ليكتشف الان بانها ..............
صوت الهاتف الذي اخذ بالرنين بالنغمة المخصصة لعمه جعلته يكاد يسجد لله شكرا على اتصاله به فهو لا يدري ان بقي وحيدا مع هذه الافكار ما الذي سيفعله قد يعود ويقتلها ويقتل رائد معها وحتى ذلك الطفل سيقتل الجميع رفع الهاتف لاذنه ليتناهى له صوت عمه المرح وهو يقول :- اذا ما الذي علي فهمه حين تدعونا الى هنا ولا نجدك في استقبالنا ؟؟؟ لو ترى تذمر الجميع منك
لم يرد بينما صوت انفاسه الهادرة تخترق سماعة الهاتف لتصل لعلي الذي هتف بقلق :- احمد ما الامر ؟؟ اين انت ؟؟؟
فقال احمد :- عمي من فضلك تعال لتقلني لانني لا اثق بنفسي الان لاقود السيارة
فقال علي بدون نقاش :- حسنا اعطني العنوان
..................................................
يجلس امامه في ذلك المكان البعيد عن المدينة ويشعر بقلبه يتقطع من اجله فقال اخيرا بعد ان استمع لكل كلامه الغاضب وتهديداته الخالية من التعقل والمليئة بحقد لم يعهده لديه يوما ولكن شيء ما شك توغل في قلبه لم يشأ اطلاع احمد عليه هو ما جعله يفكر بهدوء بتعقل بعيدا عن غضب احمد الناري :- احمد ساسالك مرة اخرى لانني قد نسيت المرة السابقة كونها لا تحتسب لانك بعدها بفترة قصيرة شككت بي الان ساسالك هل تثق بي ؟؟؟
فقال احمد ولا يزال الغضب يملؤه يشعر بالنار تستعر بداخله لهيب يكاد يرى دخانه يعمي عينيه :- عمي ما الذي تقوله الم نتفق على ان ننسى ما حصل فلم لا زلت تذكرني به بالطبع اثق بك انت الوحيد في هذه الدنيا من يحظى بثقتي
فقال علي :- ربما لانني خدعتك ربما لانني فعلا لم انس انك قد شككت بي يوما ولكن لندع هذا الموضوع لانه ليس وقته والان ان كنت تثق بي فدع هذا الموضوع لي انا اتركه لي ولا تتدخل لا تقترب منها ولا من ابنها ولا من والدها ولا حتى من ذاك الرجل اترك الامر لي حاليا فقط حتى اكتشف الحقيقة كل الحقيقة وعندها سيختلف الامر كليا
فقال احمد :- عمي ما الذي تقوله ؟؟ كيف اترك الامر لك ؟؟ انا لا اطيق صبرا للعودة الى هناك وتمزيق وجوه الجميع اولئك الذي سخرو مني
فقال علي :- حسنا اذن الى اللقاء بني ... وترجم قوله للفعل وهو ينهض من امامه
شعر احمد بالضياع بالغرق كلما ابتعد عن عمه كلما ترك اسناده له يشعر بانه يغرق فقال بصوت مثقل بالهم :- انتظر عمي ارجوك
فالتفت له علي وقال :- الامر مسالة ثقة يا احمد فانا لو انعكس الوضع لاعطيتك كل المفاتيح ولتركت لك حرية التصرف لانني لا املك عقلي الذي اذهبه الغضب الامر كله يتعلق بالثقة وها انت للمرة الثانية تجرحني بقلة ثقتك بي
فقال احمد وهو ينهض من مكانه ليقترب من عمه ويمسك بذراعه يطلب دعمه ويقول :- لا عمي لن اسمح لك بان تقولني ما لا اقول لن اسمح لك باتهامي بانني لا اثق بك وانا موافق ولكن عليك ان تحدد لي مدة لانني لن استطيع السيطرة على نفسي لفترة طويلة
فقال علي :- اعدك بانني لن اتاخر عليك ابدا والان هيا بنا فلا بد ان منال والاطفال يشعرون الان بالملل والقلق ونحن قد تركناهم لكل هذا الوقت لوحدهم
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .............................
دخلت الشركة متوترة من مظهرها الذي لا بد قد تغير بسبب شعرها الذي اصبح املسا حريريا اضطرت لتصنع منه ظفيرة علها تخفي شكله الجديد وبسبب ذاك الثوب الذي ترتديه للمرة الاولى ثوب طويل من الكشمير بلون اخضر زمردي يشبه لون عينيها بطبعات لورود ونقشات اثرية ارتدت فوقه سترة من الجينز لان قصته كانت جريئة بعض الشيء وتظهر ذراعيها بالكامل بينما كانت ظفيرتها الطويلة تستريح على احدى كتفيها بدلال لم تتخلى عن الحذاء المسطح الذي لا ترتدي غيره مهما كانت الظروف لا تدري ما الذي جعلها ترتدي هذه الملابس التي لم تكن لتفكر بارتداءها ابدا قبل يومين ولكن شيء ما تغير بداخلها شيء لا تعلم ما هو بالتحديد ولكنه الح عليها ان تفعل ما فعلت والان وهي ترى تلك النظرات المتركزة عليها تشعر بالندم فهي لا تحب ابدا لفت الانظار لطالما تمنت ان تكون خفية عن الانظار يا الهي لم يبدو مكتبها بعيدا للغاية هذا اليوم اسرعت الخطى وهي تشعر بالرغبة للعودة الى المنزل وتمزيق هذا الثوب دخلت مكتبها لتتنهد بارتياح بعد ان اغلقت الباب لتسمع صفير مروة وهي تقول :- يا الهي يا فتاة تبدين رائعة
فقالت سارة وهي تزم شفتيها بحنق :- توقفي مروة انا كما انا
فقالت :- لا سارة انت تبدين رائعة للغاية يا الهي لديك جسد رائع مثالي للغاية يا غبية لم كنت تخفين كل هذا الجمال ؟؟
فاجابتها سارة ووجهها يحمر رغما عنها :- انت هي الغبية مروة توقفي توقفي ارجوك لئلا اعود فورا للبيت واتخلص من هذا الشيء
طرقات على الباب اخرجتهما من تلك المحادثة المزعجة للغاية لسارة لتدخل سكرتيرة المدير وهي تطلب من سارة الذهاب للسيد اسامة فهو يطلبها
تحركت سارة من مكانها وهي تتمتم بغيض فهي لا ترغب برؤيته اليوم ابدا خاصة وهي بحالتها المتخبطة هذه يا الهي كيف ستنظر اليه تشعر بانها سترى عمرو ذياب بدلا من اسامة العجوز لم تستطع ان تمحو صورته وهو يتمتم بكلمات تلك الاغنية من بالها بقيت صاحية طوال الليل وهي تتذكر وقفته بتلك الوسامة الجديدة عليه لا انها لم تكن جديدة ابدا ولكنها هي من كانت تظلمه بما تقوله عنه وتخيلت صوته وهو يغني لها هذه الاغنية نفضت رأسها بقوة كادت ان تقع منها وهي تذكر نفسها سارة توقفي عن هذا الجنون ما الذي يعنيه هذا ؟؟؟ عليك بالعودة لما كنت عليه لتلك القشرة الامنة التي تحميك من الجميع توقفي لا بد انه كان يغازل واحدة بالحفل تقف بالقرب منك نعم توقفي فورا
وقفت امام باب غرفته مترددة للحظات قبل ان تحسم امرها وتطرق الباب برأس مرفوع بغرور وعزيمة لتثبت لنفسها اولا بان ما حدث البارحة مجرد وهم هي كانت متأثرة بتلك المفاجأة وبعدها بخبر السفر وتلك المشاحنة التي حصلت بينها وبين علي بسبب رفضها كالعادة السفر معهم فهي لا تحب ذاك القريب ورغم كل شيء وكل ما تغير بمشاعرها بعد كلام علي الا انها مصرة على عدم فرض نفسها بمناسبات خاصة او عزومات عائلية كهذه فانتهى الامر بان يطلبو من قريبتها الخالة ام محمد ان تبقى معها لان خالتها وزوجها مسافرين برحلة استجمام طويلة جاءها صوته الحازم يأذن لها بالدخول فاخذت نفسا عميقا ودخلت للحظات ظل مطرقا برأسه يناظر الاوراق التي كانت امامه ولكنها لحظات فقط انتهت عندما تخللت ذرات عطرها الربيعي رائحة الهواء ليرفع رأسه حينها وعندها عندها توقف كل شيء وهو ينظر اليها امامه بكل هذا الجمال بكل هذا الصبا والدلال بتلك الثقة المفرطة بالنفس بتلك الخيلاء والكبرياء التي هي اكبر من عمرها بكثير يناظر ذاك الثوب الذي يراها ترتديه للمرة الاولى بلون يشابه لون عينيها اظهر جمال قدها النحيل وبشعرها الذي تخلى عن ثورته ليصبح حريريا ملتفا بتلك الظفيرة التي تستريح على كتفها بدلال ووجها القمري تلونه حمرة خجل جعلتها اكثر فتنة في عينيه لتتجهم ملامحه فورا ويشعر بغضب شديد ظهر جليا على وجهه وهو يتخيل كل من نظر اليها بتفحص مثله هذا اليوم شعور وحشي بدائي شعور بالتملك بالغيرة وهو يتصور سيناريوهات لاستقلالها الباص الذي تستقله يوميا جلوس احد المتطفلين بالقرب منها دخولها للشركة بهذه الهيئة التي لا بد جذبت انظار الكثير والكثير ليقول اخيرا بصوت خرج رغما عنه محملا بشرارات الغضب :- كيف اتيتي الى هنا هل استقللت الباص كالعادة ؟؟؟
فاجابت فورا وهي تجهل مغزى هذا السؤال المباغت :- لا بل جئت بسيارتي
فقال وهو يقترب منها الى ان اصبح على بعد خطوات احتاجها ليسيطر على كل ما يعتمل في داخله بسببها :- حقا ؟؟ لم اعلم بان لديك سيارة ؟؟
حسنا وداعا للتهذيب وللتفكير رفعت رأسها اليه بنظرة شرسة متحدية وهي تقول :- لقد اصبحت لدي واحدة فهل لديك اي اعتراض ...... استاذ ؟؟؟؟
فاجابها ببرود لا يشي بشيء من احتراقه الداخلي وهو ينظر اليها بنظرة لم تعجبها ابدا نظرة تحمل احتقار وشيء اخر شيء يشبه الخيبة :- حسنا لقد اخبرني علي بانك ستبقين هنا وطلب مني ان اخبرك بالا تترددي في طلب اي شيء ان احتجته وهل جاءت قريبتك تلك؟؟
فقالت وهي تشعر بالاختناق بالاختناق من قربه منها من تلك النظرة التي المتها من كونه الوحيد الذي يعرف عنها الكثير وحين شعرت بانها على وشك البكاء وبطريقة مخزية ايضا اشاحت ببصرها :- لا تقلق فلست طفلة صغيرة وبامكانك ان تخبر مديرك بانني اجيد الاعتناء بنفسي ولا احتاج حاضنا او مربية وخرجت فورا ليس من المكتب وحده بل من الشركة كلها وهي تشعر برغبة بالاختباء من الجميع ومن نفسها اولا نفسها التي لم تعد تعرفها ومن تلك النظرة نظرة الخيبة التي رأتها بعينيه وشعرتها تخترق كل درع ودفاع وضعته امام مشاعرها لتشعر بانها قد ضاعت تماما امام نظرته تلك .............. استقلت سيارتها الصغيرة وانطلقت بسرعة وكأن الشياطين في اثرها
لحظات كل ما احتاجه الامر من تفكير ليرمي اسامة الاوراق التي كانت بين يديه ويتبعها علم بانها تركت الشركة فاسرع لسيارته انطلق بها بسرعة الى ان وصل لبيت علي حين رآها هناك لا زالت بسيارتها الجديدة تخبئ رأسها اسفل ذراعيها وهي....... وهي .........تبكي علم ذلك من تلك الاهتزازات الخفيفة لكتفيها شعر بالحقارة بانه نذل كيف استطاع ان يبكيها يحب غضبها نعم ولكن ان تبكي لاااا لا يستطيع ان يتحمل ان تذرف عينيها الجميلتين اي دمعة حسم امره وقرر ان يذهب ليعتذر اليها ولكنها سبقته فتحت باب سيارتها وانطلقت راكضة باتجاه البيت ظل متسمرا مكانه لا يستطيع ان يغادر ويتركها لا يدري ما يفعل وهو يشعر بالم في قلبه قلبه الذي يحبها بجنون
بينما هي دخلت البيت راكضة لا تكاد ترى امامها من فرط الدموع التي اغشت عينيها وذاك الالم في قلبها بسببه دخلت غرفتها متجاهلة نداءات قريبتها المستفسرة منها عن سبب عودتها المبكرة ارتمت على سريرها واخذت تشهق وتبكي وهي تصرخ المغرور المتسلط الع............ لم تستطع ان تناديه بالعجوز ضربت وساداتها بقوة غاضبة متألمة بشدة ولكن لماذا ؟؟؟؟؟ هذا ما سألته لنفسها لطالما كانا هي واسامة اعداء لماذا المتها نظرته تلك رفعت يدها لتكلم وسادتها مرة اخرى لتسمع صوت الهاتف يرن بالقرب منها لم تكن تريد ان ترد ليست بمزاج لان تكلم ايا كان ولكن شيء ما جعلها تخرج هاتفها لتقوس حاجبيها استغرابا بينما لا تزال شهقات بكاءها تخنقها وهي ترى الرقم الغريب ضغطت على زر الاجابة وهي تنتظر الطرف المقابل ان يتكلم فخرجت منها شهقة جثمت على صدرها ليطلق اسامة اااااااااااه قوية شعرتها سارة تصل لقلبها مخترقة كل ذلك الغضب والحنق ليقول كتقرير لامر واقع :- كنت تبكين ؟؟؟؟
لم ترد ليكمل قائلا :- اسف.............قالها وهو يتنهد لتشعر سارة بقلبها يرتجف من اسفه هذا لا تدري شعور غريب جعلها تتسمر مكانها شعرت بلسانها الطويل ذاك ينعقد لا تجد ما ترد به عليه فقال :- لا ادري ولكنني عندما رأيتك اليوم شعرت بالغضب بل بالجنون وانا اتخيل خروجك بهذا الشكل اتخيل كل من نظر اليك او من ضايقك فكدت اجن اعلم بانه لا يحق لي هذا ولكنني اشعر بانك مسؤوليتي مسئولة مني ولكن ان كان الامر يزعجك هكذا فانا اعتذر ولن اكررها مرة اخرى
فقالت اخيرا بعد صمت طويل لا يتخلله سوى صوت انفاسهما :- لا ابدا لم يزعجني الامر معك حق فانا نفسي حالما خطوت خارج البيت شعرت بالندم لانني خرجت هكذا
شعر اسامة بتضخم في قلبه من فرط السعادة انها البداية بداية تفاهم بداية خيط تمناها بيأس ليقول اخيرا وابتسامة مشعة مليئة بالشقاوة مرتسمة على شفتيه مستغلا وداعتها المفاجئة :- اذا لا داعي لاخبرك بان تخبئي ثوبك الاخضر هذا بعييييييييييييييييييدا ولكن اياك ان ترميه
فقالت وقد عاد اشتعال غضبها من كلامه المتملك ذاك :- ماذا ماذا ؟؟؟ اذهب اذهب قبل ان تسمع مني ما لا يرضيك ...... كادت ان تغلق السماعة ليقول اسامة بصوت مترجي :- لا تقفلي سارة
فقالت بحنق :- ماذا هناك ايها المتسلط لا اعتقد بان علي قد اوصاك بكل هذا
فقال علي بابتسامة :- انت لا تعلمين بم اوصاني علي والان اخبريني هل سازعجك ان اتصلت بك ليلا لاطمئن عليك
فقالت :- لا داعي لذلك صدقني
فقال اسامة باصرار :- لا بل هناك داعي لذا انتظري اتصالي ليلا والان مخصوم منك ثلاثة ايام عقوبة لك على مغادرة الشركة بدون اذن من رئيسك المباشر الى اللقاء
واغلق الهاتف متنهدا وهو يتخيل اشتعال غضبها اللذيذ وانطلق عائدا لعمله الذي تركه بسبب هذه الصغيرة
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ...........................
:- رفل ارجوك توقفي عن الدوران هكذا فوق رأسي فانا اكاد اصاب بالدوار
قالها رائد وهو يؤنب رفل التي اتصلت به ومنذ الصباح الباكر تطلب حضوره لتناقشه بموضوع هام وهي منذ ساعة كاملة لم تتكلم ولا كلمة بل اكتفت بالدوران حوله بمسيرة متوترة
فقالت وهي تقف مشرفة عليه بجلسته المسترخية تلك :- كيف ؟؟؟ رائد ارجوك اخبرني كيف يجب علي التصرف ؟؟ امير يصر على الذهاب الى المدرسة التي احبها فجاة وانا لا اعرف بما اخبره لا ارغب حتى بفتح موضوع الحادث معه انت تعلم باسئلته التي لا تنتهي وانا لا اعرف بم ساجيبه
فقال رائد :- رفل ارجوك توقفي بامكاننا حالا ان نعود وكأن شيئا لم يكن وانا ساتكفل بعماد
فقالت بحدة وهي تلتفت نحوه بغضب :- لااااااا ابدا لن اهرب كانني مجرمة لن افعلها مرة اخرى
فقال رائد :- اذا دعي الصغير يذهب لمدرسته ومارسي حياتك بشكل طبيعي عودي لعملك الذي بذلت جهدا كبيرا في سبيل الوصول الى تلك السمعة التي اهلتك لنيله
فقالت رفل :- ولكنني اخاف عليه رائد
فقال بغضب وهو يقف مشرفا عليها :- رفل توقفي فقط توقفي توقفي عن هذا العناد الذي اوصلك لهنا توقفي عن معاقبة نفسك معاقبة احمد على شيء لم يذنب فيه كلاكما توقفي عن اتخاذ القرارات بشأن الجميع توقفي عن التفكير طوال الوقت توقفي عن انهاك نفسك بهذا الشكل مم تخافين على الصغير سيذهب للمدرسة وليس الى الجيش او القتال دعيه يذهب لا تفسدي عليه حياته انت لا تريدين له ان يعيش حياتك في تلك القوقعة المظلمة باصدقاء يعدون على الاصابع ترفضين ادخال غيرهم لدائرتك خوفا رهبة ولاشياء اخرى نعرفها كلانا لا تريدين ان تجعلي من الخوف رفيقا له دعيه يعيش حياته كبقية الاطفال يستمتع باستكشاف الحياة بعينيه هو لا بعينيك .............توقفي رفل ارتاحي قليلا عزيزتي
فقالت رفل وهي تشعر بقدميها تميدان تحتها لتجلس متشبثة بذراعي المقعد :- ما قلته قاس للغاية رائد
فقال وهو يشعر بالحزن من اجلها :- نعم قاس كما الحقيقة لانها الحقيقة
فقالت :- هل ستأخذه انت وتعيده معك ؟؟؟
فاجابها بابتسامة :- حسنا لن تضرني بضعة ايام اضافية اعمل بها سائقا تحت امرة عائلة الاميرة رفل ... لا تقلقي ساخذه بنفسي واعيده بنفسي
فأومأت برأسها موافقة وهي تشعر بقرب فقدانها سيطرتها التي تفخر بها فما تمر به لا يشعر به اي احد سواها قلبها المريض قلبها الذي يؤلمها كأنه قد استعاد ذاكرة الامه كلها بلحظة واحدة ليعيدها عليها صباحا ومساءا وظهرا وعصرا لا يرحمها كم تتمنى ان يفقد ذاكرته كم تتمنى ان تمتلك القدرة على ازالة بقايا احاسيسها بذلك القاتل العديم الرحمة الذي يمعن في تعذيبها والتمثيل بقلبها مرة بعد مرة تشعر بكل جسدها يخونها كلها يخونها احساسها به بوجوده قبل ان تراه قلبها الذي تراقص رغم المها على صغيرها عندما وقعت عيناها عليه عيناها تلك الخائنتان اللتان نسيتا كل شيء لتتمليا نظرا اليه انفها الذي يحفظ رائحته رغم مرور سنين ضوئية على فراقها له كلها خانها حتى سمعت تلك الكلمات التي طعنتها ليشمت عقلها بكلها يضحك على غباء كلها يمعن في اذلال كلها يأخذ عهودا يفرض عقابا لينصت له الكل بصمت وذل !!!!!!!!!!!!!
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ................................................
دخل المكتب بخيلاء تليق به عازم على انهاء الامور العالقة كلها فالامر لم يعد يحتمل المزيد من اللف والدوران حوله........ نظر لتلك السكرتيرة اللطيفة بابتسامة فارتبكت الفتاة واحمرت لتقول اخيرا :- تفضل دكتور انها في الداخل
دخل ليجدها هناك على عرشها تجلس بثقة بكبرياء وهي تقرأ بورقة امامها لولا ارتجاف اصابعها الممسكة بتلك الورقة لأصابه الاحباط الشديد ......لا يدري هل تعجبه هكذا اكثر ام انه يحن لايام ابتسامتها التي كأنها خلقت لاجله كل الذي يعرفه بان هذه المرأة بكل اشكالها بكل حالاتها خلقت له لاجله فتنحنح ليشعرها بوجوده لترفع نحوه وجهها المحمر خجلا كم تشعربالغباء بمجرد وجوده قربها وتتساءل عن تلك الوعود التي قطعتها على نفسها اين هي؟؟؟
لتقول اخيرا :- اهلا دكتور
فقال محمود باسف:- حسنا ان كانت هذه البداية فلا ادري اين سنصل
فتساءلت بحيرة ليجيبها :- الم نتفق انني محمود فقط
فقالت :- اعذرني ولكن يصعب على الانسان ان ينسى عاداته القديمة
فقال محمود بابتسامة حزينة :- ولكنني اذكر بعض المواقف التي لم تكن لاي عادات او اعتبارات مكانا فيها
اشاحت بوجهها بعيدا عنه هربا من تلك الذكريات المخزية التي تود لو انها تملك سلطانا عليه لتمحوها من ذاكرته
فاقترب منها ليقول :- هل قرأت مذكراتي ؟؟؟؟
فقالت وهي ممتنة له لانه غير الموضوع :- نعم قراتها
محمود :- وما رايك بها ؟؟؟
فقالت وهي تنظر بعمق عينيه :- حسنا هل تريد رايي الشخصي ام رايي العملي اعني كمحترفة في هذا المجال
فاجابها بنبرة غريبة عليها :- لا الشخصي بالطبع
فقالت وقد افلت منها قناع البرود ذاك لتجيبه بلهفة وعيناها تلمعان
:- رااااائعة بكل ما للكلمة من معنى ..... نظرت اليه لتكمل :- منذ ان قرأتها وانا لا استطيع التوقف عن التفكير بوالدتك رحمها الله تلك المرأة لا اعتقد انه يوجد مثيلا لها في هذا العالم
رأت تلألأ عينيه بالفخر ليقول :- اعلم
لتكمل هي بدورها قائلة :- امرأة محبة معطاءة قوية صمدت في ظروف ربما كانت لتقهر اقسى الرجل لم تتنازل عن حبها عن كرامتها عنك انت
فقال :- ارجو ان تكوني قد فهمت ؟؟؟
فاجابته بحيرة :- فهمت ماذا ؟؟
فسحب كرسيا ليجلس بالقرب منها وقال :- فهمتني انا اسمعي سهى هذه المذكرات لم يطلع عليها احد قبلك ولا احد سيطلع عليها ابدا انها لي ملكي وحدي مصدر فخري اعتبرها ككنز ارث ساورثه بكل فخر لاولادي
فقالت :- اذا لم جعلتني اقرأها ؟؟
فاجابها محمود وهو ينظر بعينيها :- لانك انت ............. صمت قليلا ليكمل
:- اردتك ان تفهميني ان تفهمي بانني احمل عقدا كثيرة في حياتي عقدا اتجاه نماذج من البشر وكنت انت بسبب ظروف خارجة عن ارادتك مثالا لكل تلك العقد افرغت فيك كل احباطي جعلتك متنفسا لرفضي لكل ما يحصل ولم يكن يعجبني
فاشاحت بوجهها بعيدا عنه وهي تشعر بالالم لما يقوله تشعر بانها لن تحتمل خيبة اخرى خيبة منه خاصة لتسمعه وهو يكمل :- والدتي ها انت قرأت عنها لقد كنت احلم بواحدة تشبهها بذات الكمال بذات العقل واحدة بمواصفات كنت متأكدا بانها غير موجودة.... صمت ليذهب بعيدا في افكاره لتلك التي كانت تجسيدا لكل ما تمناه تلك التي اعتقد بسذاجة تفكيره انه احبها ولكنه لن يخبرها عنها لن يجرحها اكثر مما فعل سابقا فاكمل وهو ينظر اليها :- لقد كنت من السذاجة بان افكر بان لدي سلطانا على قلبي سلطانا على مشاعري ليثبت لي القدر بانني لم اكن سوى غرا ساذجا لا يعلم شيئا عن امور القلب والهوى
نظرت اليه بصدمة وهي تشعر بقلبها يقرع كالطبول ما الذي يقوله ؟؟
ولكنه لم يعر صدمتها تلك اي انتباه ليكمل :- نعم ساذجا لان قلبي اختار واحدة هي النقيض تماما لما كنت احلم به واحدة تجمع غباء العالم كله فيها واحدة بلسان طويل وعقل صغير تتحدث ثم تفكر تتصرف ثم تتدبر واحدة بريئة كطفلة عنيدة كالبغال طيعة كفتاة مطيعة ....... عندما تبتسم تتفتح زهور وعندما تضحك تغرد الطيور ليغرد قلبي مع تغريدها واحدة جعلت قلبي يئن لسنوات بشوق لرؤياها لسماع ضحكتها مرة اخرى
لم تحتمل الجلوس اكثر تحركت من كرسيها بارتباك وهي تشعر بجريان دموعها على خديها حاولت الخروج من الغرفة ليمنعها وهو يقف متكئأ على الباب مقابلا لها وهو يكمل :- واحدة دموعها تضعفني تربكني فلا اعلم ما الذي يمكنني فعله لايقافها بدمي الثقيل هذا
كانت تهز رأسها غير مصدقة لما يقوله محمود يا الهي هل يعقل ؟؟؟
ولكنه كان مصرا على ان يقول كل ما يريده :- نعم احبك سهى احبك احب عينيك اللتان اذكرهما مبتسمتين بشقاوة تليق بهما والان بغضب يليق بهما احب شعرك ذاك الذي اذكره قصيرا يتلاعب بشقاوة حول وجهك واحب عقدتك الجديدة التي تجعلك اكثر جمالا احب سذاجة تفكيرك القديم احب برودك هذا الذي تدعينه الا انه لا يخفى علي لانني ارى شرارات سهى خاصتي تلتمع كلما نظرت اليك لذا ساعطيك الوقت لكي تفكري بكلامي هذا وتقرري ان كان هو ما تتمنينه وتقتنعي بانك فريدة بالنسبة لي لا بل ............... الوحيدة

يتبع...

Continue Reading

You'll Also Like

773K 27.4K 38
فتيـات جميلات وليالــي حمـراء وموسيقـى صاخبة يتبعهـا آثار في الجسـد والـروح واجسـاد متهالكـة في النهـار! عـن رجـال تركوا خلفهم مبادئهم وكراماتهم وأنس...
408K 9.3K 36
لو إلتقينا في عالم آخر لوقعت.. لغرقت وتهت في حبك ولكن ولدنا هنا في عالم انتِ القاتلة وانا السجان واه من حرقة الإنتقام ولهيبها تهنا معًا في هذا الظلام...
585K 26.8K 37
احبك مو محبه ناس للناس ❤ ولا عشگي مثل باقي اليعشگون✋ احبك من ضمير وگلب واحساس👈💞 واليوم الما اشوفك تعمه العيون👀 وحق من كفل زينب ذاك عباس ✌ اخذ روحي...
38.9K 817 16
رواية بقلم المتألقة ملاك علي حقوق الملكية محفوظة للمبدعة ملاك علي