كدمات متلاشية

By Mefree2020

180K 8.7K 9.4K

لايوجد من يحب الألم. لكن جونغكوك يفعل.. من اللكمات إلى القتال إلى الحشد الذي يصرخ باسمه. أحب جيون جونغكوك كل... More

الفصل الأول: مقدمة
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون:خاتمة

الفصل السادس عشر

4.7K 323 290
By Mefree2020

تململ جيمين بعصبية وقلق بينما يتفقد ساعته كل ثانيتين ، وينظر حول الرصيف المزدحم التالي.

"أين هو، تاي؟!"، سأله جيمين ، وهو ينظر حول الحشد مرة أخرى محاولاً تحديد الوجه المألوف.

"سيكون هنا"، أجاب تايهيونغ ،وهو يضع يد داعمة ومتفهمة على كتف جيمين.

"النزال سيبدأ في أي لحظة الآن ونامجون ما زال غير موجود!"،تذمر جيمين ، "أين يمكن أن يكون؟! عندما قال لنا أن نقابله هنا اعتقدت بأنه سيكون موجوداً بالفعل وينتظرنا! ليس العكس".

"امنحه دقيقة، جيميني"، قال تايهيونغ ، غير مقتنع بكلماته ، "سيكون هنا. لن يفوّت شيئاً كهذا. هو يعرف ما يعنيه هذا بالنسبة لك".

تنهد جيمين.. لم يستطع منع نفسه.. كان قلقاً.

في الحقيقة ، كان يشعر بالكثير من المشاعر في الوقت الحالي - الندم ، الحزن ، القلق- على سبيل المثال لا الحصر.. لكن في الوقت الحالي لا يمكنه التركيز على نفسه.. لم يكن هذا اليوم عنه.

نظر حول الرصيف واستطاع رؤية العديد والعديد من الرجال يحيطون بالمنطقة كالحراس الشخصيين تقريباً، ومع ذلك لم يستطع تمييز عشيرة جين من عشيرة هوان وهذا ما زاد من قلقه.. كان جالساً في الخلف بجوار تايهيونغ بعيداً بما يكفي كي يندمج مع الحشد ، لكنه قريب بما يكفي ليتمكن من رؤية القتال.

"ميني ، أعتقد أنه هنا!"، قال تايهيونغ ، وارتفع رأس جيمين بسرعة لينظر إلى الإتجاه الذي كان يشير إليه.

نظر نامجون حوله محاولاً اكتشاف مكان أصدقائه.. بدا مرتبكاً وهو يمرر يديه من خلال شعره ، وتعابير القلق مكتوبة على وجهه.

لم يرغب تايهيونغ في مناداة اسمه خوفاً من لفت الإنتباه إليهما، على الرغم من أن الرصيف كان يعج بالمحادثات المتحمسة.. لوّح بيديه بقوة محاولاً جذب انتباهه.

"أعتقد بأنه رآنا". قال جيمين ، وعينيه ما زالتا تتفحصان المنطقة فقط من باب الإحتياط.. لم يستطع إلاّ أن يكون متوتراً وحذراً.

"هل.. هل هو بخير؟"، سأل تايهيونغ ،وحاجبيه مقطبان بالإرتباك بينما يقترب نامجون منهما أكثر فأكثر.

"نامجون ، أين كنت بحق الجحيم..."، بدأ جيمين بالقول، ورفع صوته لكنه توقف بعد رؤية النظرة على وجهه ، "ما الخطب؟".

"لقد عثرت عليه.. اكتشفت من يختلس الأموال"، قال نامجون لهما.

"ماذا؟"، سأل تايهيونغ، وكاد أن يقفز من مقعده ، "من هو؟".

تماماً عندما كان نامجون على وشك الإجابة ، انطلق هدير الحشد.. قام الثلاثة بإدارة رؤوسهم إلى وسط الرصيف حيث كان المقاتل من عشيرة هوان يسير عبر المدخل من جهة اليمين.

"ليس لدي وقت للشرح"،أخبرهما نامجون بسرعة، "نحتاج إلى إيجاد جين قبل فوات الأوان".

إندفع تايهيونغ من كرسيه جاهزاً للذهاب.

نهض جيمين أيضاً، "أنا قادم".

قبض تايهيونغ على معصمه واستدار لمواجهته ، "لا".

"ماذا؟ لمَ لا؟ أنا جزء من هذه العصابة بقدر ما أنت...."، بدأ جيمين في الجدال بغضب، لكن تايهيونغ أوقفه بنظرة ناعمة في عينيه.

"إنه يحتاجك الآن"، كان كل ما قاله تايهيونغ وهو ينظر إلى الحلبة.

استدار جيمين لينظر إلى مكان نظر تايهيونغ، وذلك عندما رآه..هو.

كان جيمين قد رأى كل جانب من جوانب جونغكوك.

لقد رآه عندما كان سعيداً، وكيف كانت عيناه تتجعدان من الجانب وأنفه ينكمش وفمه يتقوس إلى الأعلى مبتسماً.. لقد رآه عندما كان حزيناً ، وكيف أن عينيه العسليتين البنيتين ، تلمعان بالدموع الزجاجية غير المسفوكة والتي لن يعترف بها أبداً.. لقد رآه عندما كان غاضباً جداً لدرجة أنه لم يعد هو نفسه، غاضباً جداً لدرجة أن الظلام بداخله والذي لم يكن جيمين متأكداً حتى من أنه لدى جونغكوك يستحوذ عليه ليحوّل عينيه إلى اللون الداكن ، وفمه لخط مستقيم وفكه ليصبح مشدوداً.. لقد رأى فعلياً كل جانب من جوانب جونغكوك، لكن لم يره ولو لمرة واحدة خالياً من العاطفة بالطريقة التي كان عليها الآن.

الشخص الذي كان ينظر إليه لم يكن جونغكوك الخاص به.. كان يشبهه ، لكن لم يكن هناك أي طريقة تشير بأنه هو جونغكوك الذي يعرفه.. من حيث مكان وقوف جيمين، كل ما كان يراه هو إنسان آلي.. شخص يمر بحركات حية لكنه لم يكن حاضراً على الإطلاق.. كانت عينيه فارغتين،جامدتين.. لم يكونا يحملان أي عاطفة ، وبالكاد أي لون ، أو روح.

فعل جيمين هذا به.. كان هو المسؤول.

"سواء اعترف بذلك أم لا"، قال تايهيونغ ، وهو يعيده من أفكاره، "فهو بحاجة إليك الآن أكثر من أي وقت مضى".

"تاي ، هيا ، الوقت ينفذ"، قال نامجون ، وهو يسحب تايهيونغ قليلاً.

"هو لا يزال يحبك"، ذكّره تايهيونغ وهو يترك يده.

جلس جيمين على المقعد، وعيناه لم تتركان جونغكوك أبداً.

"هيا، كوكي "، همس وكأن لا أحد في الرصيف إلاّ كلاهما.

***

"جين".

"جيهوان"، أجاب بنفس النبرة ، وهو يُشبك ذراعيه فوق صدره ، واقفاً باستقامه.

"هل كان الحَكَم ضرورياً؟"، كاد جاهوان أن يسخر ، وهو يقف بجانبه ناظراً إلى المقاتلان اللذان دخلا الحلبة للتو.

"أجل"،كان كل ما قاله جين.

"ألا تثق بي ،جين؟"، سأل جيهوان بسخرية كما لو أن كل هذا مجرد مزحة له.

لم يجب جين عليه.

"من هو الحَكَم على أي حال؟"، سأل.

"محترف.. إنه ليس من رجالي ولا من رجالك"، قال جين ، وهو ينظر أخيراً إليه ، "بهذه الطريقة لا يمكن لأي منا أن يعارض النتائج".

"واو ، أنت حقاً لا تثق بي ، أليس كذلك يا كيم؟".

"هل أعطيتني سبباً لذلك؟".

سخر جيهوان، "أعتقد أننا نتعلم شيئاً جديداً كل يوم.. أنا تعلمت بأنك لا تثق بي ، وأنت تعلمت بأنه لا ينبغي عليك الوثوق بأحد بسهولة".

شدد جين قبضتيه ، وأخذ نفساً عميقاً بينما يستمر في تجاهل جيهوان.

"حسناً، مجدداً، الأصدقاء الجيدين دائماً ما يُعلّمون بعضهم أشياء أخرى"، تابع جيهوان السخرية ، "على الرحب والسعة، بالمناسبة".

لم يستطع إلاّ أن يبتسم لمدى محاولات جين لكبح نفسه.. كان فكه مشدوداً، عينيه ضيقتين وقبضتيه محكمتين من الغضب.. لكن جيهوان لم يستطع منع نفسه.. كان من السهل جداً إثارة غضب جين، وهو يزدهر من الفتنة والعذاب الداخلي الذي يسببه.. كان الأمر أشبه بالإدمان على الطريقة التي حاول بها جين كبح غضبه.. القوة التي كان جيهوان يتغذى بها عليه جعلته يستمر.

"أتساءل عمّا إذا كان مقاتلك الصغير الثمين في الحلبة قد تعلم ألاّ يثق بأحد"،أغاظه جيهوان، "حسناً، أعتقد أنه كان علي أن أكون الشخص الذي يُعلّمه لأن لا أحد منكم يفعل ذلك".

"ما لم تكن تريد مني أن أسحب مؤخرتك شخصياً في الحلبة وأضرب القرف منك ، أقترح عليك أن تصمت وتراقب النزال".

"هيا الآن ، جين ، هل علي أن أعلمك درساً في التحكم بالغضب أيضاً؟"، قال جيهوان ، بابتسامة شريرة على وجهه ، "اعتقدت أن حزمة الرعاية الصغيرة الخاصة بي في الصالة الرياضية ستكون كافية لك".

"هل أنت من حرضه على هذا؟"، سأل جين وقد استدار لمواجهته وقد رفع صوته.

"ماذا ، من تقصد؟".

"جيمين. تايهيونغ..." ،قال جين ، وهو يبتلع بقسوة قبل أن يواصل ، "ونامجون.. هل أنت من جعلتهم يفعلون هذا؟".

"أتمنى أن أحصل على هذا الفضل لكن لا، لم أفعل.. على الرغم من أنني أرى كيف أنهم قاموا بعمل رائع ، ربما سأفكر في توظيفهم لعشيرتي الجديدة.. من يعرف ، ربما يكون نامجون الوريث الشرعي لعشيرة كيم".

استنشق جين بحدة ، ولم يكن يُريده أن يرى مدى تأثير كلماته عليه.. لكنه لم يستطع منع نفسه.. بطريقة ما ، عرف جيهوان كل الأزرار الصحيحة للضغط عليها.. يجب عليه أن يثق في نامجون لكنه لم يعرف ما إذا كان بإمكانه ذلك.

هل يمكن أن يتعلم الثقة بشخص ما مرة أخرى؟.

لا.. لم يستطع التفكير بذلك الآن.. لا شيء من هذا كان مهماً.. الشيء الوحيد المهم كان النزال.

"هيا، كوك"، تمتم جين من تحت أنفاسه ، واستقر وزن على صدره يزداد ثقلاً مع كل ثانية متوترة.

***

وقف جونغكوك في الحلبة ، ولم يجرؤ على النظر إلى أي مكان آخر باستثناء الخصم المقابل له.

لم يكن يريد أن ينظر في المدرجات.. لقد كان خائفاً، ومن المستحيل أن يعترف بذلك لأي شخص ، ناهيك عن نفسه.. لكنه لم يكن يعرف ما الذي كان يُخيفه أكثر - العثور على جيمين في المدرجات ، أو عدم العثور عليه-. إذا نظر للأعلى ومن ثم في الأرجاء حوله ، ووجد الصبي المألوف ذو الشعر الوردي عندها سيعرف بأن جيمين قد أحبه حقاً ، وهذا كان يُخيفه لأن كيف يمكن لشخص يحبك أن يخونك عن قصد وطيب خاطر.. كيف يمكن لشخص يحبك أن ينظر إليك في عينيك وينطق بتلك الكلمة السحرية بينما يُقبّلك بلطف ورقة ، ويخبرك أنك تستحق المزيد من السعادة في العالم أكثر من عدد النجوم في الكون..أن يخبرك بأنه سيكون هناك من أجلك خلال السراء والضراء وكل شيء بينهما ، في ذات الوقت الذي يعلم به في الجزء الخلفي من ذهنه أنه وبعد قضاء اليوم معك سيعود إلى المنزل ويكتب كل شيء عنك ليراه العالم .. أنه سوف يفضح كل سر قلته له في الظلام طوال الوقت مع ثقتك في أنه سيحفظه بقلبه ولن يقول كلمة واحدة عنه.

لكن إذا لم يجد جيمين في المدرجات، فعندئذ سيعلم جونغكوك بأن لا شيء من هذا كان حقيقياً.. لم تكن أي من القبلات أو النظرات المسروقة أو الإبتسامات الخاصة التي احتفظا بها لبعضهما حقيقية.. أن أياً من الوعود التي قُطعت ، والليالي التي أمضياها معاً، أو حقيقة أن جونغكوك بدأ بالفعل في الإعتقاد بأنه يستحق السعادة والحب واللمسات التي لا تسبب الكدمات حقيقية ... لم يكن أي شيء من ذلك حقيقياً.. وهذا أيضاً كان يخيفه.

لم يكن يعرف أيهما يخشى أكثر.

في الوقت الحالي لم يستطع التفكير في الأمر.. لن يسمح لنفسه بذلك.. هو لم يكن جونغكوك.. الشخص الذي يقف في هذه الحلبة الآن لم يكن جونغكوك.. كان جي كي الذي لا يهزم.

لم يكن هذا النزال فقط للحفاظ على لقبه.. كان الأمر يتعلق بالحفاظ على منزله، عائلته، ملاذه الآمن ،وهويته.

كان كل شيء على المحك.

"حسناً يا شباب"، قال الحكم وهو يقف بينهما ، "قواعد النزالات السرية تنطبق هنا.. هذه المباراة هي للأفضل من بين ثلاثة.. أول من يفوز بجولتين يفوز بالمباراة"،نظر بين الاثنين ثم أضاف، "حظاً موفقاً".

انتظرا الجرس ليشير إلى أن النزال قد بدأ.

أخذ جونغكوك نفساً عميقاً وأطلقه ببطء.

ركز..ركز.. هيا، جونغكوك.. ركز.. يمكنك القيام بذلك.. كوكي، أنا أثق بك.

لم يستطع التفكير في أي شيء آخر الآن.. لم يستطع السماح لنفسه بأن يصرف انتباهه.. لن يدع أي شيء يُشتته، ولا حتى حقيقة أن صوته الداخلي كان يبدو مثل صوت جيمين الآن.. ولا حتى حقيقة أن هذا الصوت هو الشيء الوحيد الذي كان كالمرساة له.

دينغ دينغ دينغ.

دق الجرس.

بدأ النزال.

ارتد جونغكوك على قدميه ، وعينه مثبتتان على خصمه.. لقد خاض نزالات من قبل ، لكن ليست بهذا الشكل.. في تلك القتالات، كان واثقاً ومستعداً للقتل على الفور إذا لزم الأمر، لكن الآن ... حسناً، الآن كان بالكاد يستطيع التركيز.. كان بعيداً عن ثقته المعتادة ، وإذا أراد أن يكون صادقاً فقد كان متوتراً.. متوتراً جداً لدرجة أنه يشعر بذلك في عظامه.

كان ينتظر من خصمه أن يهاجمه أولاً.. رقص حول الحلبة ، محاولاً حجب الجماهير عن ذهنه ، محاولاً التركيز فقط على خصمه الذي كان يفعل نفس الشيء.. تشرب الرجل ذو البنية الضخمة والمليء بالندوب مشهد جونغكوك ، وهو يبتسم بسخرية كما لو كان يستطيع أن يشم خوفه من المكان الذي يقف فيه.. لم يستطع جونغكوك أن يتخلى عن حذره.

قام الرجل بأرجحة قبضته اليمنى نحو جونغكوك الذي انحنى وتمكن من تفاديها.. كان يتحرك على قدميه ويرتد باستمرار دون أن يتوقف أبداً ولا حتى لثانية واحدة.. تأرجحت قبضة الرجل مرة أخرى بقوة وبشكل أسرع.. تهرب جونغكوك منها ايضاً ليستغل هذه الفرصة ويقوم بأرجحة قبضته بأقصى ما يستطيع من قوة لتضرب مقاصل أصابعه فخذ الرجل ويدفعه للخلف بزمجرة عالية.. وقف جونغكوك بشكل أكثر استقامة ، وعيناه مثبتتان على الرجل فقط.

كان يبدو أن لكمة جونغكوك قد أشعلت النار في عينيه.. صك الرجل على أسنانه وأخذ خطوة ، ثم أخرى ، وأخرى وقبل أن يعرف جونغكوك ذلك ، كانت قبضتيه تضربان في اتجاهه.. سقط جونغكوك على أرضية الحلبة ورفع ذراعيه لحماية وجهه في محاولة لصد أكبر عدد ممكن من اللكمات لكنه كان بإمكانه أن يشعر بها.. لقد شعر بقوة قبضة الرجل الضخم على جلده العاري ، واللكمات اللاذعة واحدة تلو الأخرى من المؤكد أنها ستترك كدمات.. كان يتأوه ويزمجر مع كل ضربة يتلقاها.

بالقتال العادي ، فإن الرجل سيتم سحبه الأن، لكن هذا لم يكن قتالاً عادياً.. كان أبعد شيء عنه.. كان هذا نزالاً سرياً.. بلا حدود.. وبالكاد هناك أي قواعد.

ركل جونغكوك الرجل بكل قوته وشاهده يتعثر على قدميه ثم يسقط بصوت عالٍ.. استغل هذا الوقت للوقوف مرتعشاً على قدميه، وأنفاسه تخرج لاهثة.. سار نحو الرجل ، واشتعلت النيران في عينيه وهو يسدد لكمة على فكه.. انحنى بعدها وبدأ بتسديد قبضتيه بنفس الطريقة التي فعل بها الرجل.. العين بالعين.. اللكمة باللكمة.. حاول الرجل صد اللكمات لكن جونغكوك لم يدع ذراعيه ترتفعان .. شعر بقبضته وقد أصابت عظم الفك والجلد المشدود على صدره.. جونغكوك كان يهبط بلكماته في أي مكان يستطيعه.. وقف بعدها مُعطياً الرجل فرصة عادلة للقتال.

"انهض وقاتل، أيها الوغد"، جونغكوك شدد على كلماته..

وقف الرجل والدم يسيل من فمه مزمجراً في جونغكوك، وظل على اتصال بالعين معه وهو يبصق الدم اللعابي من فمه.

أشار جونغكوك بيده للرجل لمهاجمته، وهو فعل.. اندفع نحو جونغكوك وقبضتيه على استعداد للتأرجح.. جونغكوك تهرب إلى اليمين وقام بلكمه بأقصى ما يستطيع مستهدفاً فخذ الرجل.. شخر الرجل وتعثر للخلف لينتهز جونغكوك هذه الفرصة ويلكم فكه في نفس المكان الذي ضربه للتو.. تعثر الرجل وانهار على الأرض.

جونغكوك شاهد الحكَم وهو يبدأ في العد.

كان يأمل بكل قوته أن يبقى الرجل في مكانه.. لم يعد يريد القتال بعد الآن.. لم يعد لديه الطاقة.

"خمسة، ستة"، عد الحكم.

حبس جونغكوك أنفاسه. بدا أن الثواني تستغرق وقتاً طويلاً ، لدرجة أنه شعر وكأنها ساعات في هذه المرحلة.

"تسعة"، قال الحكم ، وفجأة بدأ الجرس يقرع ، "عشرة!".

تنهد جونغكوك بارتياح.

"انتهت الجولة الأولى! فازت عشيرة كيم بنقطة واحدة".

جر جونغكوك نفسه إلى نهاية الحلبة حيث كان يونقي ينتظره مع زجاجة ماء ومشروب طاقة ومقعد ليجلس عليه.

"أنت بخير يا فتى؟"، سأله يونقي ، وهو يعطيه المياه التي أخذها جونغكوك بامتنان.. قام بفك الغطاء وبدأ في ابتلاع السائل البارد.

حصل يونقي على منشفة وبدأ في مسح العرق وتجفيف الدم من جلد جونغكوك.

"يبدو أنك مشتت".

"أنا لست كذلك" ، كذب جونغكوك.

"كوك...".

"انا بخير!"، أصر جونغكوك.

"جونغكوك، لا بأس في..".

"لقد فزت بالجولة الأولى ، أليس كذلك؟!"، كاد جونغكوك أن يصرخ.

تنهد يونقي، "نعم يافتى ، قد فعلت".

"انا بخير"،قال جونغكوك مرة أخرى ، غير متأكد مما إذا كان يحاول إقناع نفسه أو إقناع يونقي في هذه المرحلة.

"هل تريد أن تعرف؟"، سأله يونقي.

"أعرف ماذا؟".

"إذا كان هنا أم لا".

"لا"، رفض جونغكوك مبتعداً عن يونقي، "أنا لا أبالي".

"لم تكن كاذباً جيداً أبداً"، علق يونقي.

"لدي نزال لأفوز به"، أخبره جونغكوك ، "وأنت قلق أكثر بشأن رفيق مضاجعه كان لدي؟".

"لم يكن أبداً مجرد رفيق مضاجعة لك، وأنت تعلم ذلك".

"هو غير مهم"، قال جونغكوك رافضاً المحادثة ، حيث لم يرغب في الحديث عنه بعد الآن ، "هذا، هنا أكثر أهمية".

تنهد يونقي ، "حسناً، كوك".

"ماذا علي أن أفعل؟"،سأله جونغكوك.

"ركز" ، كان كل ما قاله يونقي.

رن الجرس مرة واحدة ، مما يشير إلى نهاية الإستراحة.

"الجولة الثانية"، أعلن الحكم ، في انتظار كلا الرجلين للوقوف في الحلبة ، على استعداد للبدء.

دينغ دينغ دينغ.

بالكاد كان لدى جونغكوك وقت لرمش عينه قبل أن يشعر بألم حاد في فكه.. تم تسليم لكمة أخرى إلى صدره ، ثم وركه والشيء التالي الذي عرفه جونغكوك بأنه أصبح على أرضية الحلبة.. انحنى في وضعية الجنين متأوهاً من الألم.. كان يشعر بالدم يتدفق على جبهته ويسقط على الأرضية البيضاء.. شعر بركلة على ظهره بينما يزمجر ويئن من القوة الهائلة خلفها.. لم يستطع جونغكوك سماع أي شيء سوى اندفاع الدم إلى أذنيه ولم يشعر بأي شيء سوى الألم المتصاعد من كل شبر من جلده تقريباً.

كان يسمع صوت العدّ الخافت والقادم من جانب واحد من أذنه ، لكنه لم يستطع فعل أي شيء.. كل ما يمكنه فعله هو محاولة التنفس والأمل بأن يتلاشى الألم.

دينغ دينغ دينغ.

الشيء التالي الذي عرفه جونغكوك بأنه يتم جره إلى جانب واحد من الحلبة.

"كوك! كوك! جونغكوك!"، سمع.

جونغكوك كان يتألم فقط.

"هيا، جونغكوك! أجبني يا فتى!".

"أ..أن..ا بخي..ب..خير"، تلعثم جونغكوك، وهو يحاول الجلوس حيث انفجر الأدرينالين أخيراً، مما أدى إلى تخدير الألم الذي يشعر به  ولكنه كان كافياً فقط لجعله يجلس ويتكىء على عمود الحلبة.

لم يقولا شيئاً بينما كان يونقي ينظف جونغكوك.. لم يقولا شيئاَ بينما يتجرع جونغكوك الماء ، والنار تحترق فقط في عينيه.. لم يقولا شيئاً عندما جلس يونقي أمام جونغكوك بنظرة قلقة وبعيدة في عينيه.

"قل ما تريد أن تقوله"، قال جونغكوك ، "ليس لديك الكثير من الوقت".

سبعون ثانية.. هذا كل ما تبقى قبل الجولة الثالثة.

"هذه هي الجولة الأخيرة"، قال يونقي.

"أعرف".

"لقد فزت بالجولة الأولى وفاز هو بالجولة الثانية"،أخبره يونقي.

"أنا أعرف".

"مهما حدث.."، حاول يونقي أن يقول.

"لا تُهدر أنفاسك في ذلك ، أخبرني بما يجب أن أفعله"،قاطعه جونغكوك.

"اللعنة على الدفاع ، كوك!"، أخبره يونقي، "هاجم ! مع كل ما لديك! لا تتراجع! انسى كل ما علمتك إياه عن الدفاع واذهب نحوه! لا توجد قيود!".

أومأ جونغكوك برأسه، ونظر إلى الرجل في الزاوية المقابلة للحلبة ، الذي كان مبتسماً كما لو أنه يعرف شيئاً لم يكن جونغكوك يعرفه.

أشار لهما الحكم بالإقتراب.

وقف جونغكوك مستعداً للذهاب ، لكن يونقي أمسك بمعصمه وأوقفه.

"أنا فخور بك ،كوك"، قال له يونقي،"اربح أو اخسر ، أنا لا أبالي.. أنا أحبك في كلتا الحالتين ، وأنا فخور بك".

توقفت أنفاس جونغكوك في حلقه.. في كل السنوات التي عرف فيها يونقي لم يقل له أبداً بأنه يحبه.. كان جونغكوك يعرف ذلك دائماً لكن لم يقل أياً منهما تلك الكلمة بصوت عالٍ ، حيث اختارا دائماً إظهارها من خلال أفعالهما الصغيرة.. أظهرها جونغكوك من خلال الطريقة التي يحترم بها يونقي، وكيف أنه لم يُخفي أبداً أي شيء عنه ، أو كيف أنه لم يقلل من قدره أو يعصيه يوماً.. وأظهرها يونقي من خلال رعايته للصبي الأصغر ومعاملته كعائلته منذ اليوم الأول.. لقد قام بحماية جونغكوك من الأذى ، ودائماً ما كان يرعاه من العالم قدر الإمكان.. علمه الدفاع عن النفس ، حيث أراد أن يكون الصبي الصغير قادراً على حماية نفسه.. كان يكسوه ويُطعِمه ، لكن الأهم من ذلك أنه أحبه مثل أخيه الأصغر.

"سأكون هنا دائماً من أجلك"، أخبره يونقي وهو يترك معصمه بابتسامة دافئة.

أومأ جونغكوك برأسه.. كانت تغمره العواطف وتمنعه من قول أي شيء لكنه يعلم أن يونقي يعرف بالضبط ما يريد قوله.

"هل جبنت بالفعل ،جي كي ؟" ابتسم الرجل في وجهه ، وقد جفّ الدم على شفته المتشققة.

سخر جونغكوك وهو يقف مقابله ، فمه متقوساً بابتسامة مغرورة ، "ضد شخص مثلك؟ هذه لعبة أطفال بالنسبة لي".

"لم تكن لعبة أطفال عندما أسقطتك في أقل من دقيقة في الجولة السابقة للتو، أليس كذلك؟"، سخر، "لماذا يدعونك بالذي لا يهزم مرة أخرى؟".

"ربما لأنني ضربت اللعن..."، بدأ جونغكوك لكن الحكم قطعه.

"العبا بشكل لطيف أيها الأولاد"، قال الحكم لهما.

جونغكوك لم يستطع إلاّ أن يسخر من المفارقة الكوميدية للموقف.. كان كلاهما ينزفان بسبب قبضتي بعضهما البعض وأراد الحكم منهما "اللعب بلطف".

"الجولة الأخيرة"، قال الحكم ، وهو ينظر إلى كليهما قبل قرع الجرس ، "الفائز سيأخذ كل شيء.. حظاً سعيداً".

دينغ دينغ دينغ.

***

جيمين كان على حافة مقعده.. أصابعه على جنبه تحفر في مقعده ،وعيناه مثبتتان على جونغكوك وهو يتمتم بصلوات صامتة لكل إله لم يكن يعلم بوجوده.

لقد شاهد جونغكوك وهو يرتد على كعبيه ويدور حول الحلبة والنار مشتعلة في عينيه على أياً كان ما قاله له الرجل قبل رن الجرس.. لقد لاحظ كيف أن جونغكوك لم ينظر إلى أي مكان آخر غير خصمه ولثانية تساءل ما إذا كان ذلك متعمداً أم لا.

كان بإمكان جيمين أن يقسم بأنه إذا رمش بعينه لكان قد فاته كل شيء.. كان سيفوّت الطريقة التي اندفع بها الرجل إلى جونغكوك ليلكمه مما أدى إلى فقد توازنه.. وكيف استغل الرجل جزء الثانية التي تعثر بها جونغكوك ليفاجئه بقبضته بأقصى ما يستطيع في فكه.. حتى مع جلوس جيمين في الخلف، كان يستطيع سماع زمجرة الألم التي هربت من جونغكوك.

وقف جيمين من مقعده بسرعة وسط الهتافات الصارخة من الرصيف لأجل إراقة الدماء.. لم يستطع منع حقيقة أن الدموع بدأت تنهمر من عينيه.. مشاهدة حب حياته يتأذى أمامه مباشرة وعدم قدرته على فعل أي شيء حيال ذلك كان أسوأ عقاب يمكن تخيله.

"أرجوك، كوك" ، تمتم جيمين تحت أنفاسه.

سدد الرجل لكمة ثم أخرى ثم أخرى .

كان كل ما يمكن لجيمين أن يراه هو دم جونغكوك على جلده يتدفق إلى أسفل لينتشر على الحلبة البيضاء، ودم جونغكوك على الضمادات التي كانت بيضاء على يد الرجل بينما يلوّح بقبضته بلا رحمة ويهاجم جونغكوك مراراً وتكراراً.

تمكن جونغكوك من دفعه بعيداً وركله بأكبر قدر ممكن من القوة.. انفجرت الهتافات عبر الرصيف بينما تعثر جونغكوك مرتعشاً وهو يجبر نفسه على الوقوف وسط الألم.. وضع يده على وجهه ليشعر بالسائل الرطب والدافىء.. الدم.. دمه.. أدار رأسه إلى الجانب وبصق السائل معدني المذاق مما أدى إلى تلطيخ الحلبة الملطخة بالفعل بدماء أكثر.

ابتسم الرجل ساخراً في وجهه واندفع مرة أخرى لكن جونغكوك كان جاهزاً هذه المرة، حيث تهرب من الضربة واستخدم مرفقه لضرب الرجل بأقصى ما يستطيع.. كاد جيمين أن يشعر بتنهيدة ارتياح تخرج منه.. لقد شاهد جونغكوك وهو يقوم بهذه الحركة في كل قتال تقريباً وكان يفوز بها.. اعتبر جونغكوك دائماً هذه هي الضربة النهائية.

"نامجون ، هيا! توقف عن تشتيت انتباهك!" ، قال تايهيونغ ، وهو يسحب نامجون ، لإبعاد تركيزه عن النزال وإيجاد جين.. لم يكن لديهما متسع من الوقت.

"لا أستطيع رؤيته!"، تذمر نامجون.

"إنه بالتأكيد ليس في الحلبة ، سأخبرك بذلك"، تمتم تايهيونغ وهو يقلّب عينيه ، بينما يشقان طريقهما داخل وخارج الحشد ، وعيناهما تفحص الوجوه في محاولة للعثور على جين.

"إنه بخير"، قال نامجون ، وهو ينظر إلى الحلبة مرة أخرى ليرى قبضة جونغكوك تصطدم بفخذ الرجل.

"جيمين سوف يرتاح"، علق تايهيونغ.

"والجميع كذلك".

"ها هو!"،قال تايهيونغ ، مشيراً إلى الجانب البعيد من الرصيف حيث كان جين يقف ، وعيناه مثبتتان على النزال بوجه خالٍ من التعابير.

"إنه قلق"، قال نامجون بتنهيدة صغيرة.

"يبدو بخير بالنسبة لي".

"يمكنني أن أقرأه بشكلٍ أفضل من أي شخص آخر"، تحدث نامجون بابتسامة حزينة، "هو يحاول أن يظل طبيعياً".

"كيف يمكنك معرفة أنه ليس بخير؟".

"عيناه"، أجاب نامجون، "إذا كنت تستطيع قراءة عيناه وفهمها ، ستعرف لأي مدى هو كاذب سيء حقاً".

توقف تايهيونغ في منتصف المشي ، "يمكنني الذهاب بنفسي إذا كان الأمر مؤلماً جداً..".

هز نامجون رأسه ، "هذا ليس عني أو عنه ، أو حتى عن علاقتنا.. هذا عن عائلته - العصابة- إنه أمر أكبر منا.. محادثة واحدة لن تقتلنا".

"هل سيستمع إلينا؟"، سأل تايهيونغ بقلق.

"إذا كان الأمر يتعلق بعائلته ، فإنه سيفعل".

"الفرصة الأخيرة ، جون"، حذره تايهيونغ.

ابتسم نامجون ، وأخذ الملف الذي يحتوي على الدليل من يد تايهيونغ ليسير نحو جين.

"جين"، نادى نامجون.

أبعد جين نظراته على مضض من النزال.. اتسعت عيناه عند رؤيته وكأن مزيجاً من المشاعر يمر عبرهما، وقد لاحظ نامجون كل واحدٍ منهم - المفاجأة ، السعادة ، الحزن ، الخيانة ، الألم، التضارب،  الحيادية-.

"ما الذي تفعله هنا؟"، سأل جين ، "كيف يمكنك إظهار وجهك مرة أخرى بعد كل ما فعلته؟".

"انتظر جين ، فقط اسمعنا...".

"غادر"، قال له، "قبل أن أطردك بنفسي".

"هذا لا يتعلق بنا! إنه يتعلق بالعصابة!"،تدخل تايهيونغ.

"ألم تفعل ما يكفي للعصابة؟!" ، كاد جين أن يصرخ ، كان يريد أن يقطر السم من كلماته ، لكن بدلاً من ذلك خرجت متألمة ، "اتركونا وشأننا!".

"هل تعتقد حقاً أنه يمكنني فعل ذلك بك؟"، سأل نامجون ، وعيناه تتألمان ، "بعد كل ما قلناه لبعضنا البعض ، بعد كل وعد قطعناه ، بعد كل ليلة قضيناها معاً ، بعد كل مرة كنت تعود فيها إلى المنزل في الرابعة صباحاً.. هل تصدق حقاً بأنني يمكن أن أؤذيك هكذا؟".

"إذا سألتني هذا قبل يومين فستكون إجابتي لا ، لا أصدق"، كان كل ما قاله جين.

"ألا تثق بي؟"، سأله نامجون بعيون زجاجية.

"ضع نفسك مكاني جون- نامجون"، صحح جين نفسه بسرعة ، "بعد ما حدث بالأمس ، كيف ستجيب على هذا السؤال؟".

نظر نامجون إلى جين والألم في عينيه ، حيث الكلمات التي لم تُقال هاهي تُنطق بنظرة واحدة بينهما.. أمسك الملف بقوة في قبضته وكاد يُجعده.

"نامجون، الأوراق"، قال تايهيونغ ، بصوت عالٍ بما يكفي خلال الهتافات حتى يسمع نامجون فقط.

"ربما تثق بي ،و ربما لا"، قال نامجون، "لكن كل ما قلته لك ، كل شيء بيننا كان حقيقياً.. كل قبلة ، كل وعد ، كل لمسة وكل اعتراف بالحب".

لم يعد بإمكان جين السماع ،"لماذا أنت هنا ،نامجون؟"

"لهذا"، قال نامجون ودفع الملف في يد جين ، "لقد عثرنا عليه.. وجدنا الشخص الذي يختلس الأموال".

"يختلس الأموال؟"، سأل جين مقطباً حاجبيه ، "ما الذي تتحدث عنه؟".

"عندما أعطيتنا الحسابات لفحصها ، لاحظنا بأن بعض الحسابات لم تكن متوازنة.. نظرنا في الأمر واتضح أن شخصاً ما كان يأخذ المال من العصابة"، وضح تايهيونغ، "لقد بدأت كسرقة صغيرة بعشرة دولارات شهرياً، لكنها استمرت في الزيادة والزيادة والزيادة".

"كم أخذوا؟"، سأل جين ، وهو يتصفح الملف.

"مئات الآلاف"، أخبره نامجون ، "الرقم الدقيق موجود في الصفحة الثالثة.. إنه مُظلل باللون الوردي".

قلّب جين الصفحة وعيناه تمسحان الورق متجاهلاً هتافات الحشد.

"أهو جيهوان؟"، كان سؤاله الأول.

"لا"، أجاب تايهيونغ.

"إذاً، من يكون؟"، سأل وهو يرفع نظره من الملف.

"إنه..."، بدأ نامجون بالرد لكنه انقطع بسبب الصراخ.

"جونغكوك!!".

قام الثلاثة بتحويل رؤوسهم للنظر إلى الحلبة.

كل شيء كان يتحرك بسرعة وببطء.. من الطريقة التي تجنب بها الرجل قبضة جونغكوك بصعوبة ، إلى الطريقة التي استدار بها لعكس الحركة إلى جونغكوك بدلاً من ذلك.. قام بضرب جونغكوك في أنفه مما جعله يتعثر في الخلف ويمسك أنفه بشكل غريزي وهو يئن من الألم، ليستغل هذا الجزء من الثانية ويلكم جونغكوك مرة ومرتين وثلاث، وهو يدفع كل ثقله ويضاعف اللكمة ثلاث مرات.. تراجع جونغكوك من الألم وهو يمسك معدته.. قام الرجل بضرب جونغكوك بمرفقه على ظهره  مما جعله يسقط على أرضية الحلبة.

بدأ الحكم في العد.

"لا!"، قال جين بصوت عالٍ بالكاد وهو يشاهد جونغكوك ينزف في الحلبة ويكافح من أجل الوقوف.

استمر الحكم في العد.

"انهض ، كوك!"، سمع يونقي يصرخ.

"اللعنة ، جونغكوك ، أرجوك، انهض!"، قال جين وهو يتنفس بثقل ، عينيه واسعتين وفمه مفتوح.

استمر الحكم في العد.

"كوكي!"، صرخ جيمين ، وهو يتخطى الحشد بالفعل ليقترب أكثر من الحلبة ، ونظراته لم تترك جسد جونغكوك المنهار على الأرضية أبداً ، بينما يشاهده يتلوى من الألم وعيونه لامعة بالدموع التي يحاول محاربتها.

استمر الحكم في العد.

جونغكوك كان يسمع بصوت خافت هتافات الجمهور، صوت الحكم المنخفض والذي بدا بعيداً عنه ، صوت يونقي وهو يصرخ بشيء ما في وجهه.. لكن كل ما كان يشعر به هو الألم الذي ينتشر من كل شبر من جسده.. كان يشعر بالدم الذي يسيل على جبهته ، أسفل ساقه ، أسفل ذراعه ، أسفل وجهه.. وفي هذه المرحلة ، لم يكن يعرف ما إذا كان دمه أم لا.

استمر الحكم في العد.

"إذا كنت تعرف ما هو الأفضل لك ، فستظل في مكانك"، بصق الرجل على جونغكوك ، ونظر إليه باشمئزاز.

"عشرة".

دينغ دينغ دينغ.

"هو..هو..."، قال جين، غير قادر على إكمال الجملة.

"خسر"، أنهى نامجون ، "جونغكوك خسر".

تم هزيمة جي كي الذي لا يُهزم أخيراً.

فاز جيهوان.

فقد جين كل شيء.

لقد خسروا.

***

انتهى الشابتر السادس عشر

***

Continue Reading

You'll Also Like

335K 21.7K 26
" لماذا لم تخبرني؟ هل حُبي لك لم يكن يكفي ؟ ، ام هل كرهتني لهذا الحد ؟ لحد انك لم تتجرأ على قول وداعاً انا انفصل عنك " سأل بسخرية بحتة " انت لا تع...
2.4M 84K 22
أن تُسَجن في عُمرِ الزُهور وِسط أسوارٍ كوَّنها حُبّ مُتمّلك مَنع عَنها الحَياة ..! صَبيَّة في مُقتبلِ العُمر تُطارَد مِن قِبل أقرَبُ الناس اليها أن ت...
92K 5.4K 19
جيمين هو أوميغا الذي يحلم بأن يصبح طبيب ، لكن لا يُسمح لأوميغا بالذهاب إلى الكلية ، فهي تعتبر مجرد ملحق لطيف لألفاز للحصول عليها والتزاوج معها. لذا...
32.7K 4K 12
"مِن مَن تهرب القطة الصغيرة؟" توقفت لوڤينا عن السير لتنظر خلفها بحدة عندما تقابلت عينيها مع أعين إبن جيون و الذي يكون من العائلة المعادية لعائلتها عا...