كدمات متلاشية

By Mefree2020

181K 8.7K 9.4K

لايوجد من يحب الألم. لكن جونغكوك يفعل.. من اللكمات إلى القتال إلى الحشد الذي يصرخ باسمه. أحب جيون جونغكوك كل... More

الفصل الأول: مقدمة
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون:خاتمة

الفصل الخامس عشر

5.1K 334 254
By Mefree2020

35ساعة و 58 دقيقة حتى النزال.

"جونغكوك ، من فضلك!"،  جيمين قال وهو يركض خلف جونغكوك الذي كان يندفع بعيداً.

وقف الباقون متجمدون في أماكنهم..الصور في أيديهم ، والخيانة تُغرقهم.

لم يعرف جين كيف يشعر.. كل ما يُغلّفه الآن هو الغضب.. الغضب من نفسه ..الغضب من جيمين .. الغضب من تايهيونغ.. الغضب من حقيقة أنه لم يثق في حدسه.. الغضب من حقيقة أنه سمح لنفسه بتصديق الكلمات الجميلة والإبتسامة البريئة ، والغضب من الشعر الزاهي الوردي والضحكة اللطيفة التي جعلته يثق بجيمين...

والغضب من... نامجون.

"هل كنت تعلم؟"، سأل جين ، ولم يكلف نفسه عناء مواجهة نامجون الذي كان ينظر في الصور.

"ماذا؟"،سأل نامجون بالمقابل ، وهو يرفع نظره إلى جين الذي كان محدقاً في الصور

"سألتك إذا كنت تعرف"، كرر جين بهدوء.

نظر يونقي بينهما بقلق وكأنه ينتظر ما لا مفر منه.

"لا ، جين. أنا حقاً لم أفعل..".

"لا تكذب علي". حذره جين ، بصوت مرتفع قليلاً ،والصلابة تغلف كل كلمة.

"جين ، أنا جاد .لم أكن أعلم...".

"قلت ، لا. تكذب. علي!!!"، قال له جين ، وهو يرمي الصور على الأرض بقوة مما جعلها تتبعثر..كلماته بنبرة مشدودة والسم يكسو صوته بحدة تقطع الهواء.

"جين ، هو حقاً..."،بدأ تايهيونغ بالقول لكنه قطع نفسه عندما نظر جين إليه بعينيه الضيقتين والثاقبتين مثل الخناجر، لينهار على الفور من الخوف ويتراجع خطوة بلا وعي للخلف.

"أقترح عليك أن تغلق فمك اللعين قبل أن أجعل شخص ما يقطع لسانك"، هدده جين.

أراد نامجون الدفاع عن تايهيونغ ، لقد أراد ذلك حقاً.. لكن للمرة الأولى منذ أن التقى بجين كان خائفاً منه.. لم يشعر بالخوف هكذا من قبل.

نظر إليه جين أخيراً، بتهديد تقريباً كما نظر إلى تايهيونغ.

ينبغي أن يكرهه.. جين يجب عليه أن يكرهه حقاً الآن.

لكنه لم يستطع.

لانت عيناه على الفور تقريباً عندما نظر إلى نامجون.

الخوف.. هذا هو الشيء الوحيد الذي رآه.. لقد وعد نفسه بأن الشيء الوحيد الذي سيفعله هو حماية نامجون بالطريقة التي قام بها نامجون بحمايته.. أراد أن يكون ملاذه الآمن ، الشخص الذي يذهب إليه عندما يمر بيوم سيء.. أن يكون كل شيء له.. تباً لذلك! لم يعرف جين ما هو حقيقي وما هو زائف بعد الآن.. كل ما كان يعرفه بأنه لا يريد أن يرى الخوف في عينيّ نامجون.

اتخذ خطوة إلى الأمام وتراجع نامجون خطوتين إلى الوراء حيث كاد يتعثر ، والخوف فقط يزداد بداخله.

"اخرجا"، كان كل ما قال جين.

"جين ، من فضلك فقط ..."، حاول تايهيونغ أن يقول لكن نامجون أمسك به وهز رأسه.

"تاي.."، قال نامجون له بصوت مرتعش.. كان خائفاً وقد كره ذلك.

لم يستطع نامجون البقاء هنا لدقيقة أخرى،ليس لأي شيء آخر غير حقيقة وجود الكثير من الأذى في القاعة بالفعل وقد كان بإمكانه رؤيته في عيون الجميع،..لكن عندما رأى جين ينظر في عينيه ، كل ما رآه هو الإرتباك والغضب.. جاء الألم فقط عندما رأى جين مدى خوف نامجون منه.. لا يمكن أن يكون نامجون سبب حزن جين.. لا يستطيع العيش مع نفسه إن تسبب بهذا.

"جون فقط دعني أشرح...".

"ليس الآن ، تاي ، ليس الآن"، أخبره نامجون.

خرجا وأُغلقا الباب خلفهما بصرير ، ليتركا ورائهما يونقي وهوسوك وجين.

"كان يجب أن أستمع إليك يا جين"، تحدث يونقي، "كان لديك دائماً حكماً على الشخصيات أفضل مني".

"لم يكن من الممكن أن نعرف"، قال له جين، "هل تعتقد بأن كل الثلاثة...".

"هل لديك سبب للإعتقاد بأن ثلاثتهم لم يشاركوا في هذا؟"، قاطع يونقي ساخراً، "محاسبان وصحفي.. أشخاص عاديون لعناء تغلبوا علينا! على أفضل عصابة في المدينة بأكملها!".

"من الذي تعتقد بأنه أرسلهم؟"، سأل هوسوك.

"من غيره؟"، رد جين.

"مستحيل!"، قال هوسوك، "أنت لا تعتقد بأن...".

"مع خالص الحب من جيهوان". بصق جين ، ورمي الصندوق الفارغ على الأرض.

خيم صمت ثقيل على النادي.

"جونغكوك لن يكون قادراً على القتال غداً"، علق يونقي.

"الأمر متروك له"، أخبره جين.

"إنه مكسور القلب".

"أعرف"، قال جين ، متعاطفاً.

"وأنت مكسور القلب"، أضاف هوسوك.

"أنا بخير".

"لا بأس في...".

"قلت بأنني بخير!"، كرر جين من خلال أسنانه القاسية.

"جين ليس عليك أن تخفي عنا"، قال يونقي بصوت ناعم، "كلنا نعرف مدى اهتمامك به وكم تحب...".

"يكفي!"، كاد جين أن يصرخ..حاول أن يبدو صوته واثقاً ، لكن بدلاً من ذلك خرج مهتزاً ومتصدعاً.. لم يستطع فعل ذلك.. لم يعد بإمكانه إخفاء عواطفه.. لقد أحبه.. لقد أحبه حقاً.. لكنه لا يريد التحدث عن ذلك.. لم يستطع التفكير في أن الشخص الأول الذي قرر بأن ينفتح له ويثق به قد خانه.. لم يستطع التفكير في أن كل شكوكه حول عدم قدرته على عيش حياة بعيداً عن عالم العصابات قد أثبتت صحتها.. لم يستطع التفكير في كيفية معرفته بأنه لم يُقدر له الحب ، أو السعادة.. أو أنه كان بإمكانه العيش حياة طبيعية.

كان.

لكن هذا واقعه..الخيانة.. الأسلحة.. عدم القدرة على الثقة.. عدم القدرة على الحب.

"يكفي"، كان كل ما استطاع جين حشده.

والجزء الأسوأ من ذلك كله ، أنه لا يزال يحب نامجون ، لقد كان لديه القليل من الأمل بأنه ربما ، ربما فقط ، نامجون في الواقع يحبه بما يكفي للعودة.

***

24 ساعة و 22 دقيقة حتى النزال.

لم يكن يعرف أين هو.

لقد مشى فقط ..مشى ومشى ومشى حتى رأى حانة.. كان يعلم بأنه لا ينبغي له ذلك لكن في هذه المرحلة هو سيفعل أي شيء تقريباً لتخدير الألم في صدره.. كان يتألم.. بشكل سيئ.

والآن ها هو والآلهة أعلم أين.. كان ربما في الرابع أو الخامس، أو حتى في المشروب السادس.. لم يكن يعلم.. بالتفكير في الأمر هو لم يكن يعرف الكثير.. كل ما كان يعتقد بأنه يعرفه تحول إلى كذبة.

كان يعتقد بأن حبيبه مغرماً به بشدة.. كذبة.

كان يعتقد بأن لديه عائلة قد كبرت في النادي.. كذبة.

كان يعتقد بأن الأمور قد بدأت تتحسن بحياته أخيراً.. كذبة.

كان يعتقد بأن سعادته حقيقية.. كذبة.

ومع ذلك ، لم يخف الثقل عن صدره على الرغم من كثرة المشروبات التي تناولها.. كانت شظايا قلبه المكسور تطعنه ولم يكن يعرف ما يمكنه فعله حيال ذلك.

نظر حول الحانة غير غافل عن العيون الشهوانية التي تتفحصه لأعلى ولأسفل.. يمكنه حرفياً أن يمشي إلى أي شخص في الوقت الحالي ويأخذه إلى المنزل ليضاجعه على أمل أن مجرد التفكير في اللون الوردي لن يجعله يريد البكاء بعد الآن ، ولكن لسبب ما ، مجرد التفكير في الأمر بدا قذراً.

أخرج محفظته وتعثر على قدميه حيث ضربه الكحول دفعة واحدة ، ومع ذلك كان الألم في صدره ينبض مطالباً الشعور به.. وضع المال على المنضدة وحاول التركيز على اتجاهاته بينما يغادر الحانة.

ربما كان يمشي لدقائق أو ساعات أو حتى لأيام في هذه المرحلة ، هو لم يكن يعرف.. كل ما ركز عليه هو وضع قدم أمام الأخرى ومحاولة السير في خط مستقيم.

هو يحبني.

القدم اليسرى إلى الأمام.

هو لا يحبني.

القدم اليمنى إلى الأمام.

لقد أحبني.

القدم اليسرى إلى الأمام.

هو لم يحبني.

القدم اليمنى إلى الأمام.

هو كذب علي.

القدم اليسرى إلى الأمام.

هو لم يهتم بي أبداً.

القدم اليمنى إلى الأمام.

توقف.

"هو لم يهتم بي أبداً"، قال جونغكوك كما لو كان إدراكاً مفاجئاً.. توقف في منتصف الطريق الخافت الإضاءة وهو يحدق في المبنى الذي كان يتشاركه هو وجيمين.

كيف عاد للمنزل؟ متى حدث ذلك...

هز رأسه ، وألم الطعن في قلبه ينمو ويزداد كلما اقترب أكثر فأكثر من المبنى.. كان قد بدأ يصحو من ثمالته.. لم يكن يريد ذلك.. إذا استيقظ فهذا يعني بأنه سيتعين عليه التفكير في الأمر.. وفي الوقت الحالي ، ومع كل شيء يحدث لا يمكنه السماح لنفسه بأن يتشتت انتباهه.. العصابة بحاجة إليه.. جين وهوسوك ويونقي بحاجة إليه ليكون في أحسن حالاته..

كان هناك الكثير يحدث، وهذا آخر شيء يحتاجه.

لم يستطع التفكير في الأمر.. سيفعل أكثر ما يشتهر به - سيدفع مشاعره لأسفل ويآمل بألاّ يرى جيمين مرة أخرى-.

انفتح المصعد على أرضية الممر المؤدي لمنزله وتعثر خارجاً حيث يكاد يسقط.. كان عليه أن يأخذ نفساً عميقاً وعيناه مغمضتان من الإحباط بينما يحاول أن يُثبّت نفسه..أمامه يوم طويل ولم يتمكن من التعامل مع هذا الآن.

"كوكي"،سمع صوت رقيق، صغير ومهتز، كما لو كان يبكي.

بدا الأمر وكأن قلبه قد تم كسره من جديد.

لم يكن يريد أن يفتح عينيه.. إذا فتحهما فسيتعين عليه رؤيته مرة أخرى.. سيتعين عليه أن يسترجع ما كان يحاول نسيانه في المقام الأول.

"جونغ كوك"، قال الصوت بنبرة أعلى قليلاً الآن ، واليأس يظهر في كل مقطع لفظي ، "أرجوك".

فتح عينيه.. كان دائماً سيفعل إذا كان هو من يطلب منه ذلك.

"أنت بحاجة للذهاب"،قال جونغكوك ولم يلقي نظرة ثانية عليه.

نهض جيمين عن الأرض مرتعشاً.. كانت عيناه حمراء وأنفه بظل أعمق من اللون الأحمر ، والدموع تلطخ وجنتيه كما لو أن كل ما كان يفعله هو البكاء.

"لن أغادر حتى تدعني أشرح لك"، قال جيمين وقد وقف أخيراً على قدميه أمام باب جونغكوك.

"إذاً ستبقى هنا إلى الأبد"، أخبره جونغكوك ، محاولاً إخفاء حزنه على أمل أن يكون كلامه عدوانياً كما أراد.

"سأبقى إلى الأبد إذاً"، قال جيمين.

تنهد جونغكوك وهو يمشي إلى بابه ، "تحرك".

"لا"، أخبره جيمين ، ثابتاً على موقفه.

"إما أن تتحرك وتسمح لي بالدخول ، أو سأغادر"، قال جونغكوك بحزن.

"من فضلك ، كو...".

"لا تدعوني بهذا الإسم اللعين!!!"، صرخ جونغكوك.

"دعني فقط...".

"ألا تعتقد بأنك فعلت ما يكفي ،جيمين؟"، قال جونغكوك ، والسم يقطر في صوته ، "ألا تعتقد بأنك آذيتنا بما فيه الكفاية؟ ألم تؤذيني بما فيه الكفاية؟ ألا يمكنك المغادرة؟! فقط دعني أفكر!!".

أراد أن يؤذي جيمين بنفس السوء الذي أذاه به.. أراد أن يجعله يشعر بما يشعر به الآن بقلبه المحطم وكل شيء.

لكن عندما رأى وجه جيمين والألم يلمع في عينيه مما قاله جونغكوك له للتو لم يشعر بالرضا.. لم يشعر بالفخر.. كل ما شعر به هو الندم.. لقد أراد استعادة هذه الكلمات ، وسحب جيمين بين ذراعيه حتى تُصلح القطع المكسورة نفسها مرة أخرى.

لكنه لم يفعل.

وقف هناك ، أمام شخص كان يدعوه بحبيبه ذات مرة وصدره يرتفع بثقل، بقلب مكسور والدموع المتجمعة في عيون كليهما.

"أنا حقاً أحبك".

"أنت ممثل جيد"، سخر جونغكوك ، "والآن تحرك".

تنهد جيمين ، وهو يعلم بأنه لن يفوز بهذا، لذلك انتقل إلى جانب واحد وشاهد جونغكوك يكافح لإدخال مفاتيحه في الثقب.. فُتح الباب وكان جونغكوك على وشك الدخول.

لم يستطع جيمين الوقوف هناك فقط ومشاهدة حب حياته يتخلى عنه.. هو يحتاج إلى جونغكوك.. هناك علاقة بينهما أعمق من مجرد الحب.. كانت الطريقة التي يجعل بها جونغكوك الألعاب النارية تنفجر في قلبه عندما يرآه.. كانت الطريقة التي ينتفخ بها صدره من ابتسامته ، وجلده يحترق من لمسته.. كانت الطريقة التي يفهم كلاً منهما الآخر بنظرة واحدة.

كان شيئاً لا يمكن تزيفه أبداً.

لقد احتاج إليه ليفهم لماذا فعل ما فعله.. لقد احتاج إلى جونغكوك ليفهم أن شعوره كان حقيقياً.. من قبلاته ، إلى أحاديثهما على الوسادة كل ليلة ، إلى الوعود...

الوعود.

دون أن يدرك ، تقدم جيمين إلى الأمام ،"من خلال السراء و....".

"إياك أن تجرؤ!!"، حذره جونغكوك بصوت عالٍ..فكه مشدود وضيق، وهو يقف محبوساً في مكانه وقد غسله شعوره بالغضب والخيانة ، "لا تجرؤ على إنهاء هذه الجملة ، جيمين. أنت مدين لي بهذا القدر".

"أنت وعدتني"، ذكره جيمين ، بصوت مكسور ومتألم ، بصوت مرهق ويائس ، بصوت فقط يتوسل للحصول على فرصة لشرح جانبه.

"كان ذلك قبل أن أدرك بأن علاقتنا بأكملها كانت مبنية على كذبة!!"، كاد جونغكوك أن يصرخ.

"لقد ارتكبت خطأ..".

"أجل ، حسناً، وأنا كذلك!!!"، انفجر جونغكوك ، وهو يعلم أنه بمجرد قوله لهذه الكلمات فلم يكن هناك مجال لاستعادتها.. كان غاضباً!..كان حانقاً!.

الخيانة.. الكذب.. تقديم الوعود الفارغة.. جعل جونغكوك يعتقد بأنه يستحق أكثر بكثير مما هو عليه في الواقع...

منذ أن اكتشف الحقيقة، كان الأمر وكأن سهماً قد تم إطلاقه ليغرز مباشرة في قلبه.. لم يستطع التوقف عن التشكيك في كل لحظة قضياها معاً.. كل قبلة ، كل وعد هامس ، كل نظرة مسروقة ، كل ليلة يستلقيان متعانقان بها وهما يتحدثان عن عالم سيقومان ببنائه لأنفسهما ، ومستقبلهما ، ومنزلهما ، والأطفال الذين سيحصلان عليهم يوماً ما ... كل أمنية ، كل اعتراف بالحب ، كل لمسة في الظلام.

كل ذكرى.. كان يشكك في كل شيء.

هل كان أياً منهم حقيقياً؟.

مع السم والألم الذي حاول إخفاءه ، جلَد جونغكوك كل كلمة وبصق كلماته، "السماح لك بالدخول إلى حياتي كان خطئي الأول ، وحبك سيكون خطئي الأخير".

فكر جونغكوك أن أسوأ جزء من كل هذا سيكون وجه جيمين عندما قال تلك الكلمات.. رؤية الدموع في عينيّ جيمين كانت دائماً شيئاً لا يمكنه تحمله، والأمر الأسوأ علمه بأنه تسبب بها.. لكنها لم تكن هدفه.. لقد فكر بأنه إذا جعل جيمين يكرهه فربما ، ربما فقط ، يمكنه الرد بالمثل على تلك المشاعر وسيكرهه أيضاً.

لكنه لم يستطع.

حتى بعد كل شيء ، جونغكوك لم يكرهه.. لم يستطع حمل جسده حرفياً على أن يكره جيمين.

لذا فعل الشيء التالي الأفضل.. جونغكوك غادر.

لأن عكس المحبة ليس الكره... بل المغادرة.

دون أن ينبس ببنت شفة ، أو حتى إعطاءه لمحة ، دخل جونغكوك إلى منزله وأغلق الباب خلفه وتأكد من قفله بصوت عالٍ.

لم يستطع أن يكرهه.. لكنه تمنى لو كان يستطيع.. وقف هنا، في المنزل الذي يحمل الكثير من الذكريات التي جمعتهما معاً ولم يستطع إلاّ أن يبكي.. كان هذا شيئاً عليه فعله.. لم يستطع أن يصدق لثانية أخرى بأنه يستحق حب شخص آخر.

***

22 ساعة و 28 دقيقة حتى النزال.

"كان لدي شعور بأنك ستكون هنا".

"أنت أفضل من يعرفني".

"حسناً، جين ، لقد عرفتك منذ وقت طويل"،قال يونقي ، وهو يمشي ليجلس بجوار جين على حافة السطح.

"أنت وكوك كنتما موجودان هنا منذ البداية ، أليس كذلك؟"، قال جين متكئاً على راحتيه ، غير مهتم على ما يبدو بالعالم وهناك نصف علبة بيرة مشروبة تقريباً بجانبه.

"لم تأتي إلى هنا منذ فترة"، علق يونقي وهو ينظر إلى أضواء المدينة الواسعة والمتألقة.

"لم تسنح لي فرصة حقاً".

"لم تسنح لك الفرصة ، أو لم تكن بحاجة لذلك؟"، سأله يونقي.

أطلق جين ضحكة مريرة تقريباً، "كيف تعرف دائماً بأنني أكذب؟".

"بالطريقة نفسها التي تعرف بها دائماً عندما أحتاج إلى مشروب"، مازجه يونقي.

"لقد مر وقت طويل"، قال جين.

"لقد تغير الكثير".

"بالفعل"، وافقه جين وهو يأخذ البيرة ليرتشف جرعة طويلة من العلبة قبل أن يعرضها على يونقي.

أخذ يونقي رشفة ووضع العلبة بينهما ، وقد أصبحت فارغة تقريباً الآن.

"هل ستكون الأمور دائماً على هذا النحو؟"،  سأل جين ، محاولاً تثبيت صوته ، "أن تشكك باستمرار في كل شخص..أن تتساءل باستمرار عمّا إذا كانوا يخفون سراً لإيقاعنا؟ أن تُفكك كل جملة ، كل رسالة ، كل مكالمة ، كل كلمة يقولونها للتأكد من عدم وجود معنى خفي خلفها؟ أن ننظر باستمرار من فوق أكتافنا؟ أن لايكون لدينا القدرة على الوثوق بأحد؟".

لم يقل يونقي شيئاً.

كان يعرف جين جيداً بما يكفي ليعرف أنه في الوقت الحالي ، لم تكن الكلمات المهدئة والمريحة شيئاً يريد سماعه.. كان بحاجة إلى إخراج كل شيء من كيانه

لذلك كل ما فعله يونقي هو دفع علبة البيرة نحو جين، والإستناد على كفيه وهو ينظر إلى الأفق المضاء أمامهما.

"لقد أحببته"، قال جين ، وكاد أن يحطم العلبة على حافة السقف الأسمنتية.

"تُحبه"، صححه يونقي.

"لم أعد بعد الآن".

"متى بدأت بالكذب علي؟".قال يونقي، "متى بدأت بالكذب على نفسك؟".

لم يقل جين شيئاً.

"لا أعتقد بأنه كان يعلم"، أخبره يونقي، "أعني نامجون.لا أعتقد بأنه كان على علم بما يفعله جيمين".

"إنهما أفضل الأصدقاء"، سخر جين ، "كيف يمكنه ألاّ يعرف؟".

"لم يكن يعرف عنك حتى أخبره تايهيونغ"، ذكره يونقي.

"ومع ذلك، يونقي..."، توقف جين ، وصوته ضعيف ومتوتر.

" لا تدفعه بعيداً، جين"،قال له يونقي ، "أعلم أنك خائف من أن تتأذى كما حدث لجونغكوك ، أعلم أنك خائف من أن يتم استخدام نامجون ضدك ، لكن لا تدع هذا الخوف يشلّك.. لقد أصبحت أكثر سعادة منذ أن دخل حياتك.. لا تدعه يذهب".

"جونغكوك...".

"هو ولد كبير"، انهى يونقي من أجله ، "سيكون سعيداً بمجرد رؤيتك سعيد، وأنت تعرف ذلك.. إنه أحد أكثر الأشخاص تفهماً، وكل ما يريده هو أن نكون سعداء".

"نامجون سيُذكّره بجيمين".

"سيكون بخير"،طمأنه يونقي، "لقد كان معنا.. لقد كنا دائماً عائلته ، وسنظل كذلك للأبد".

أخرج جين تنهداً عميقاً وطويلاً، "متى أصبحت الحياة معقدة للغاية؟".

"في اليوم الذي ولدنا فيه"، أجاب يونقي بابتسامة صغيرة على وجهه.

نظر إليه جين وابتسم كلاهما.. سيكونان بخير.

"النزال...."

"ليس الآن ، جين"، أخبره يونقي ،"أعرف أن النزال بالغد ، لكننا نحتاج الآن إلى بعض الوقت حتى لا نفكر فيه".

"نحن نعطي جيهوان ما يريده بفعل ذلك ، أتعلم؟"،قال جين.

"يمكن أن يعتقد بأن كل هذا سوف يجعل خطته تسير كما يريد" ، قال يونقي ساخراً، "غداً سيتغير كل شيء".

"إذا خسرنا..."، بدأ جين.

"توقف"، طالب يونقي،"ليس الليلة. دعنا فقط...".

"لا نفكر في ذلك؟".

"فقط لبضع ساعات"، قال يونقي ، وعيناه ترفرفان مغمضتين حيث شعر بالريح تهب على وجهه.

تنهد جين.

"تذكر ذلك الوقت الذي كنا فيه سعداء ولم يكن أحد منا يعاني؟"، سأل يونقي ، ناظراً إلى جين.

"ذاكرتي لا تعود لهذا الحد"، كاد جين أن يسخر وهو يهز رأسه.

"لا داعي لذلك".

***

14ساعة و 58 دقيقة حتى النزال.

"أخبرني كيف ترى مستقبلنا مرة أخرى" ، قال بابتسامة ممتدة من الأذن إلى الأذن وهو ينظر إلى تلك البرك العميقة من العيون البنية العسلية التي يحبها.

"حسناً.. عندما أتخيل المستقبل ، أرى منزلاً من طابقين.. منزل جميل وكبير! بسياج وفناء خلفي واسع أخضر! لن يكون هناك صمت به أبداً.. سيكون لدينا كلب و ربما طفلين، ولكن الأهم من ذلك "، قال جونغكوك ، وهو يشدد قبضته على خصر جيمين ويسحبه بالقرب من صدره ، ليضع قبلة على شعره الوردي ،"ستكون أول ما أراه عندما أفتح عينيّ وآخر من أراه عندما أغلقهما".

نهض جيمين بسرعة وصدره يتنفس بثقل.. رفع يديه إلى خديه فوجدهما مبتلتان.. كان يبكي أثناء نومه.

تلك الذكرى .. ربما كانت هي المفضلة لديه.

كان الحديث على الوسادة مع جونغكوك بينما هو مستلقياً على صدره ، والشعور بالأمان والدفء والحماية يغلفه وكأن لا شيء ولا أحد يمكن أن يؤذيه ، هو أفضل شعور في العالم.

والآن ، الإستيقاظ وحيداً وبارداً في الفوضى التي يُطلق عليها اسم غرفة نومه هي عكس تلك الذكرى تماماً.

نظر في أرجاء غرفته .. إلى اللوح الذي كان مُعلّقاً وأصبح على الأرضية ، إلى ملاحظاته المكتوبة المرمية في سلة المهملات المعدنية بجوار الباب ، إلى الخيوط المبعثرة في كل مكان ، وقطع قصاصات الصحف الممزقة والمنتشرة بلا مبالاة حول  الغرفة.

لقد فعل هذا لنفسه.. لقد استحق هذا.. كانت هذه عقوبته للكذب عليهم.. بصراحة ، ما الذي جعله مُصراً على فكرة أن منصب المحرر هو أهم شيء بالنسبة له؟ لماذا خدع نفسه في التفكير في أن العائلة الحقيقية ، والأشخاص الذين اهتموا به ، وأحبوه وعاملوه بشكل أفضل من أيٍ من الحمقى في مكتبه ، كانوا يستحقون التخلي عنهم لمجرد أن يرى اسمه محفوراً على باب زجاجي؟.

فحص ساعته ، تبقى ما يزيد قليلاً عن 14 ساعة حتى النزال.. يجب أن يكون هناك.. لم يهتم كيف سيصل إلى الموقع، لكنه كان بحاجة إلى أن يكون هناك لأجل جونغكوك ..حتى لو كان الرجل الذي يحبه يكرهه فهو لا يزال سيدعمه.

وصل إلى طاولة السرير الجانبية الخاصة به وسحب هاتفه من سلك الشحن ليفتحه ويتصل بالرقم الأول المُخزن عليه.

"أنت مستيقظ؟ بهذا الوقت المبكر؟".

"وكذلك أنت"، رد.

"هل نمت؟".

"أعتقد أنني حصلت على بضع ساعات"، قال جيمين بتنهيدة، "وأنت؟".

"حاولت أن أنام قليلاً ، لكنني بالكاد فعلت ذلك"، أجاب بصوت مترنح ومشوش ، "إنه أمر غريب حقاً ألاّ أستيقظ على أي رسائل.. هوبي ويونقي دائماً ما يرسلان لي رسائل نصية في الصباح".

"أجل، أعلم"، قال جيمين، "تصلني دائماً رسائل نصية من جونغكوك أيضاً ، لكن اليوم...".

"إنه يحتاج فقط لبعض الوقت ، جيمين.. كلهم ​​يحتاجون ذلك".

"تاي ، نامجون معك؟".

"نعم ، إنه هنا"، رد تايهيونغ.

"هل أستطيع...".

"الآن ليس وقتاً جيداً ،جيميني"، قال له تايهيونغ ، محاولاً أن لا يحبطه قدر الإمكان.

"هل هو غاضب؟".

"أعتقد بأنه يحاول فقط فهم كل شيء"، أجابه.

"هل يعرف؟ عن ..." ،قال جيمين ، ولم تكن لديه الشجاعة لإنهاء الجملة.

"لم أخبره بكل شيء"، قال تايهيونغ له ، "فكرت بأنك قد ترغب في شرح جانبك".

"هو ليس مستعداً للحديث بعد ، أليس كذلك؟".

"أعتقد أن كل ما يريده الآن هو الحقيقة"، أخبره تايهيونغ ، "إنه غاضب مني أيضاً ، كما تعلم".

"هذا يجعلني أشعر بتحسن"، قال له جيمين مازحاً.

علق الصمت في الهواء ، ثقيلاً ومليئاً بالتوتر عبر الهاتف.

"أريد أن أرى النزال، تاي"، تحدث جيمين

"لا أعتقد أن هذه فكرة جيدة جيمين ، هم ليسوا...".

"أنا لا أهتم! أريد أن أراه! لا بد لي من دعم جونغكوك سواء كان يريدني أم لا"، قال جيمين منهزماً.

تنهد تايهيونغ ، مدركاً أنه لن يفوز بهذا ، "أنت لا تعرف حتى أين سيقام".

"نعم ، لكنني أعلم بأن لدى نامجون فكرة.. هذا كل ما كان يخطط له هو وجين في اليومين الماضيين"، قال جيمين.

"ميني ، لا أعتقد أن نامجون...".

"من فضلك ، تاي"، توسل جيمين بيأس ، "أنا أحب جونغكوك.. أنا حقاً وبكل صدق أفعل، وإذا لم أكن موجوداً اليوم.. أنا أعلم فقط بأنني سأندم على ذلك لبقية حياتي.. لقد ارتكبت أخطاء كافية معه ، لا تدع هذا يكون واحداً آخر".

"تحدث إلى نامجون بنفسك"،أخبره تايهيونغ ،" سأرتب لقاء بينكما .. أخبره بجانبك من القصة دون أن تكذب أو تغفل عن ذكر أي شيء أيضاً".

"شكراً لك تاي!"، قال جيمين ، "أنت أفضل صديق يمكن لأي شخص أن يطلبه".

تماماً بينما كان جيمين على وشك إنهاء المكالمة ، سمع ، "جيمين؟".

"نعم ، تاي؟".

"إن كان الأمر يستحق الذكر، فأنا لا أعتقد بأن جونغكوك يكرهك.. لا أعتقد أن أياً منهم يكرهنا"، قال تايهيونغ.

***

13ساعة و 43 دقيقة حتى النزال.

جلس جيمين في المقهى مقابل نامجون .. القهوة أمامهما والصمت المتوتر والغير مريح من حولهما.

"نامجون، أنا...".

"إذا كان كل ما ستفعله هو الكذب علي ، فأنا لا أريد سماع ذلك"،أخبره نامجون ، بصوت رزين ومشدود.

"كنت سأعتذر"، قال جيمين ، وهو يشعر فجأة بأنه صغير وخجل.

"على أي جزء بالضبط؟ الكذب علي؟ إبقائي في الظلام بشأن كل شيء؟ على القول بأني أحد أفضل أصدقائك ومع ذلك لم تخبرني بالحقيقة عن أي شيء وكل شيء؟"، نامجون عدد القائمة ، وصوته يزداد قسوة ، "عن أي جزء تعتذر بالضبط، جيمين؟!".

"كل ذلك".

كانت قهوتهما تبرد.. لم يتحدث أياً منهما.. جلسا هناك ، كلاهما مرهق وغير قادر على معالجة ما حدث الليلة الماضية.. لقد تغيرت حياتهم منذ أن التقوا بالعصابة سواء أرادوا تصديق ذلك أم لا.. لم تكن محاولة استعادة الحياة الطبيعية شيئاً يمكنهم فعله مرة أخرى.. العصابة ، الصالة الرياضية .. كل ذلك كان مميزاً لهم..كل الأشخاص الذين التقوا بهم مميزين لهم.. كل الذكريات التي صنعوها معاً في مثل هذا الوقت القصير مميزة لهم.

الحب الذي وجدوه ... حسناً ، مميز هو وصف بخس.

"لمَ؟"، كان كل ما يمكن أن يقوله نامجون.

"لمَ ماذا؟".

"لمَ أخفيت الأمر عني؟ لماذا لم تخبرني؟ لماذا أبقيت كل هذا سراً؟ لست أنا فقط من كذبت عليه، جيمين! لقد كذبت علينا جميعاً!"، قال نامجون وهو يزداد غضباً.

"أعرف"، رد جيمين والدموع تنقب في عينيه مرة أخرى.

"إذاً، اخبرني لماذا جيمين؟ لماذا؟" ، سأل نامجون بتنهيدة ، ويكاد يبدو مهزوماً.

نظر جيمين إليه بعيون لامعة ، "لم أقصد أبداً إيذاء أي شخص جون ، ولا سيما أنت".

"تاي لم يخبرني الكثير.. لم يخبرني بأي شيء في الواقع.. ظل يخبرني فقط للسماح لك بشرح نفسك"، قال نامجون، "لذا هذا ما سأفعله".

"أنت تعرف أنني أوشكت على الطرد ، أليس كذلك؟ اتصل بي مديري وكاد أن يطردني لكني ظللت أتوسل للحصول على فرصة واحدة.."، بدأ جيمين ، "اليوم الأول الذي ذهبنا فيه معاً للنزال ، كان أول يوم رأيت فيه جونغكوك.. دخلت عن طريق الخطأ إلى غرفته وتحدثنا.. لم أكن أعرف بأنني سأراه مرة أخرى ، لكنني كنت أعرف أن النزالات السرية كانت أكثر بكثير من مجرد مباريات، وذلك عندما قررت كتابة مقالة عليها.. عدت إلى نفس المكان الذي حدث فيه القتال في اليوم التالي فقط للعثور على الحلبة ، والمدرجات ، وكل شيء قد اختفى! فقط هكذا!! كل ما تبقى هو مستودع قذر مهجور.. قدّم لي شخص ما العنوان لصالة يونقي الرياضية وذهبت".

أخذ جيمين نفساً عميقاً ، ناظراً إلى قهوته ، غير قادر على مقابلة نظرات نامجون الثاقبة الضيقة.

"لم أكن أعرف بأنه نادي جونغكوك..لم أكن أعرف بأنني سأصبح قريباً جداً منهم.. لم أكن أعرف أنني سأقع في الحب.. ولم أكن أعرف أن كيم سوكجين هو جين الذي تواعده"، قال جيمين ، "كل ما كنت أعرفه هو أنني بحاجة إلى استعادة وظيفتي مرة أخرى ، وأن هذه المقالة يجب أن تكون جيدة.. لذا تحدثت إلى يونقي وأخبرته بأنني عاطل عن العمل.. لا أعرف لماذا ، لكنه قرر الوثوق بي.. لقد أعطاني وظيفة في الصالة الرياضية وبقيت".

"لماذا لم تخبرني عن جين؟".

"لأنني لم اكن أريدك أن تتأذى" ،أخبره جيمين ، "في المرة الأولى التي قابلت فيها جين رفع مسدسه في وجهي.. لم أكن أعرف ما هو قادر عليه.. ولكي أكون صادقاً، لقد أخاف القرف الحي مني.. لقد كان الوحيد من بين كل هؤلاء الذي لم يثق بي أو حتى يُعجب بي".

"لو لم يخبرني تايهيونغ عن جين ، هل كنت ستخبرني بذلك؟".

"بصراحة"، بدأ جيمين، " لا.. كلما ابتعدت عن كل هذا ، كان ذلك أفضل".

"هذا ما قاله جين"

"لن أكذب عليك يا نامجون. ليس بعد الآن" ، قال جيمين ، "خطتي بأكملها كانت الحصول على معلومات من الصالة الرياضية ، وكتابة المقالة والخروج.. لم أكن أتوقع جونغكوك.. لم أكن أعتقد حتى أنني قد وقعت في الحب.. كل ما فكرت فيه هو وظيفتي".

"لقد آذيت الكثير من الناس ، جيمين"، أخبره نامجون ، وكوبا القهوة الممتلئان منسيان منذ زمن طويل.

"كنت سأستقيل"، دافع جيمين كما لو أن هذا قد يعوض عمّا فعله ، "لقد أخبرت تايهيونغ بالأمس قبل أن يأتي موضوع الصندوق مباشرة ، أخبرته بأنني سأستقيل في تلك الليلة. ولكن بعد ذلك...".

سقطا في الصمت مرة أخرى.

"أعلم أن هناك فرصة كبيرة بأنهم لن يغفروا لي"، أكمل جيمين بعد وهلة، "لكن هذا لا يعني بأنني سأتوقف عن المحاولة. وهذا لا يعني بالتأكيد أنني سأفوّت قتال الليلة".

"جيمين ..." ،قال نامجون متخلفاً.

"من فضلك ، جون"، توسل جيمين ، عيناه كبيرتان وواسعتان ودامعتان ، "أرجوك، أنا بحاجة لرؤيته.. أنا بحاجة لدعمه.. حتى لو كان ذلك يعني عدم التحدث معه ، أو بأنه يجب عليّ التنكر ، يجب أن أكون هناك!".

"لا أعرف حتى ما إذا كان هذا هو الموقع الصحيح".

"أنا لا أهتم"، قال جيمين بنبرة يائسة ، "أرجوك".

"حسناً "، وافق نامجون، "ولكن بشرط واحد".

"أي شيء!".

"لن تذهب بمفردك"، أخبره نامجون بابتسامة.

"هل هذا يعني أنك ستسامحني؟".

"قد لا أفهم مافعلته تماماً، لكن هذا لن يجعلك صديق أقل بالنسبة لي.. أعرف بأن نيتك جيدة، وهذا يكفيني"، قال نامجون.

"ماذا عن جين؟".

"لقد مررنا بأسوأ من مجرد سوء فهم"، أخبره ، "أنا لن أتخلى عنا".

"أنا لن أتخلى عن عائلتنا أيضاً"، قال جيمين وهو يشعر بأنه يستطيع التنفس مرة أخرى.

***

7 ساعات و 13 دقيقة حتى النزال.

خرجت أنفاسه لاهثة..صدره يتصاعد بثقل والعرق يتساقط من شعره على أرضية النادي الرمادية.. سدد قبضته على كيس الرمل مراراً وتكراراً.

"في السراء والضراء".

أخذ شهيقاً حاداً ، وضرب الكيس بأقصى ما يمكن.

"نحن عائلة الآن".

سخر بينما كانت قبضته متصلة بالكيس.

"نحن نحمي بعضنا البعض".

صرخة شبه وحشية هربت من جونغكوك وهو يسحب يده إلى الخلف للكم الكيس مرة أخرى .. لم يكن يريد شيئاً سوى اختفاء هذه الذكريات.

"أحبك جيون جونغكوك ، من كل قلبي".

بكل قوته ، دفع جونغكوك قبضته للأمام واصطدم بالغلاف الذي أصبح ممزقاً بالفعل لحقيبة اللكم لينشق وينسكب الرمل بلا هوادة حيث انتشر على الأرض.. لم يستطع جونغكوك الشعور بساقيه ، والشيء التالي الذي عرفه بأنه أصبح راكعاً على الأرض ، ركبتيه على الرمال ، ورأسه متدلياً بانكسار.

الذكريات مؤلمة.

هو كان يتألم.

هو يتألم.

هو لا يزال يحبه.

***

4ساعات و 7 دقائق حتى النزال.

"هل قررت مكاناً بعد؟"، يونقي سأل جين ، وهما يراجعان فحوصات اللحظة الأخيرة

"أرسلت الموقع إلى الجميع بالفعل"، أجاب جين ، وهو ينظر عبر هاتفه.

"حتى جيهوان؟".

"هو كان الأول"، أخبره جين.

"علي أي مكان استقريت في النهاية؟"، سأل يونقي.

"ذلك الموجود عند الرصيف 16 ، يوجد حوالي 20 رجلاً يجوبون المكان الآن بحثاً عن أي شيء مريب.. يجب أن نكون بأمان هناك".

"إذا خسرنا ..."، قال يونقي متخلفاً، لا يريد إنهاء الجملة.

تنهد جين ، "سوف نعبر ذلك الجسر إذا وصلنا إليه".

"جين، أنا فقط...".

"أعرف"، انهى جين، وهو ينظر إلى جونغكوك الذي كان جالساً خارج المكتب ويربط حذائه ، ثم أعاد نظره إلى يونقي.

"كيف حاله؟"، سأله جين.

"مكسور القلب"، أجاب يونقي مباشرة.

"هل يجب أن نُغيّر...".

"لا تفعل"، سمعا صوتاً من إطار الباب.

"كوك ، نحن فقط ..." ،بدأ جين القول ، لكن جونغكوك قطعه.

"أنا سأقاتل"، قال لهما جونغكوك ، صوته خالي من العاطفة. ووجهه جامد.

"لا بأس بأن تقول لنا إن كنت لا تريد القتال"، أخبره يونقي.

"لقد حاربت مع كسور في ضلوعي من قبل.. هذا لا شيء".

"القلب المكسور أسوأ من الضلع المكسور"، قال له جين.

"ليس لدي قلب مكسور".

"أن تكون واقعاً في الحب.."، بدأ جين القول، لكن جونغكوك كان قد اكتفى.

"لا يمكن أن يكون لدي قلب مكسور ، لأنني لم يكن لدي قلب من قبل"، قال جونغكوك بصرامة ، حيث لم يكن يريد مواصلة النقاش ، "أنا سأقاتل ، وهذا كل شيء".

"جونغكوك"، نادى يونقي، مدركاً أن الشاب سيستمع إليه دائماً ، "إذا كنت تريد الإنسحاب ، فلن نشعر بالغضب أو الحزن أو حتى بخيبة الأمل".

"لا أحد سيمنعني من القتال اليوم"، قال جونغكوك وهو ينظر في عينيّ يونقي مباشرة، "ولا حتى أنت".

وبهذا ، أمسك جونغكوك بحقيبته من على الأرض وغادر الصالة الرياضية.

***

ساعة و 45 دقيقة حتى النزال.

"جيمين ، ليس عليك القيام بذلك"، كاد تايهيونغ أن يتوسل.

"نامجون قادم أيضاً"، قال جيمين ، متجاهلاً له وهو يمسك بقبعة بيسبول من خزانته واقفاً أمام المرآة.

"أنت لا تعرف ما الذي سيفعلونه...".

"أنا لا أهتم"، قاطعه جيمين ، وهو يدفع شعره للخلف ويلائم القبعة على رأسه ليتأكد من إخفاء كل علامات من اللون الوردي.

كان جيمين يبذل قصارى جهده ليلائم قميصه وبنطاله الأسود وقبعة البيسبول ، محاولاً أن يكون غير واضح قدر الإمكان.. أراد الاندماج في الحشد.. لم يكن يريد أن يكون سبب خسارتهم.. كل ما أراد فعله هو دعم جونغكوك..أراد أن يكون هناك من أجله.

هو يحبه.

"جيمين أرجو...".

استدار جيمين ، فكه مشدود وضيق، "إما أن تأتي معي ، أو أن تبقى هنا لأنه من المستحيل عدم ذهابي الليلة.. إذا كانوا يريدون مني الخروج ، فسيضطرون إلى طردي".

وقف تايهيونغ هناك أمام أعز أصدقائه ، مدركاً بأن محاولة اقناعه بعدم الذهاب الليلة ستكون مثل محاولة تعليم الحصان كيف يطير.. هذا مستحيل.

"هو يحتاجني ، تاي"، قال جيمين ، "أعلم بأنه ربما يكرهني ، ولا يريد أن يتعامل معي مجدداً، لكنني أعرف أن الحب الذي تشاركناه حقيقي.. لقد وعدته خلال السراء والضراء ، وكل شيء بينهما ... هذا هو الضراء".

أومأ تايهيونغ برأسه،"لن تذهب وحدك"، أكد له ، "أنا قادم معك".

"قد يتم طردنا"، قال جيمين.

"إذاً ، سأُحضر رذاذ الفلفل"، مازحه تايهيونغ.

***

23 دقيقة حتى النزال.

جلس جونغكوك في غرفة تبديل الملابس المؤقتة ، ضمادة بيضاء في يده اليسرى بينما كان يحاول لفها ويفشل.

تنهد من الإحباط.. لقد نسي كيف يفعل هذا.. منذ أن بدأ جيم...

لا.

لم يكن يفكر في الأمر.. لم يكن يفكر به.. ربما كانت هذه أهم ليلة في حياته ، ولديه الكثير من الأشخاص الذين يعتمدون عليه ..لا يستطيع إفسادها الآن.. لقد وعد نفسه بأنه سيكبح عواطفه.. لا يمكن تشتيت انتباهه الآن.. كان لديه كل الوقت في العالم للتغلب على الأمر لاحقاً، لكن في الوقت الحالي لا يمكنه تحمل ذلك.

لقد كان جي كي لا يهزم.

لم يكن جونغكوك.. أو كوك.. أو كوكي.

لقد كان جي كي الملاكم الذي لم يخسر قتالاً أبداً.

"هل تحتاج إلى مساعدة؟"، سمع من الباب.

"لم أسمع دخولك"، رد جونغكوك وهو يعود للف يده اليمنى.

أغلق يونقي الباب خلفه وسار إلى جونغكوك ليأخذ الضمادة من يده.

"يمكنني إيقافك ، كما تعلم"، قال يونقي ، "من النزال".

"سأقاتل".

"هل ستعارضني؟"، سأله يونقي.

"الليلة ليست عنك أو عني"، أجابه جونغكوك ، "إنها أكبر من كلانا.. أعني ، انظر إلى كل هؤلاء الناس هناك يونقي.. هم لايأبهون بما يحدث في حياتي الشخصية.. إنهم يعتمدون علي لإنقاذ العصابة! إنهم بحاجة إلى جي كي الذي لا يهزم ، وليس جونغكوك، أو أي شخص آخر".

"وماذا عنك؟".

"ماذا عني؟ أنا بخير!".

"هل أنت كذلك حقاً، كوك؟"، سأل يونقي ، ويده وقفت مُجمدة في الحال ، "لأنك إذا لم تكن...".

"توقف"، قاطعه جونغكوك ، "أنا بخير".

أنهى يونقي لف يده في صمت، "ما زلت تحبه ، أليس كذلك؟".

"من قال أنني أحببته في المقام الأول؟"، سخر جونغكوك وهو ينظر إلى قدميه ، "لم أُصنع أبداً من أجل الحب ، يونقي ، أنت تعرف ذلك".

"كنت في الخامسة عشرة من عمرك عندما وصلت إلى عتبة بابي لأول مرة "، قال يونقي ، وهو ينظر إلى جونغكوك، "ما زلت أتذكر المرة الأولى التي رأيتك فيها.. كان جلدك مليئاً بالكدمات ، وكان قميصك الرمادي قذراً وممزقاً لدرجة اعتقدت أنه كان مجرد قطعة بالية خرقاء أكثر من كونه قماشاً".

نظر جونغكوك إليه ، وعيناه متسعتان من الصدمة.. في كل السنوات التي عرف فيها يونقي، لم يتحدث عن هذا ولا لمرة واحدة.. لم يتحدث عن مشاعره.. لقد أظهرها دائماً من خلال أفعاله ، لكن هاهو يجلس هنا الآن مع كل ما يحدث ، وكل هذا الضغط عليه، وبطريقة ما عرف يونقي فقط ما يحتاج إلى سماعه بالضبط.

"لقد نظرت إليّ بهذه العيون البنيّة الكبيرة.. يا إلهي ، جونغكوك ، لم أرى عيوناً بهذه البراءة والحزن من قبل.. كان الأمر كما لو أنه تم إجبارك على النضوج بهذه السرعة مع ثقل العالم على كتفيك ، ومع ذلك بطريقة ما لم يفسدك أياً من ذلك.. كل ما أردته هو العثور على الشخص الذي أساء إليك وأن أضربه عشرة أضعاف.. لكن هذا لم يكن مكاني"، قال يونقي له، "الشيء الوحيد الذي كنت أعلم بأنه يجب عليّ فعله هو حمايتك.. لذلك سألتك إذا كنت تريد تعلم الدفاع عن النفس ، ودون تفكير  قلت لي نعم".

"لماذا تخبرني بهذا؟"، سأله جونغكوك

"لأنني قطعت وعداً بحمايتك ، وأنا لا أخلف وعودي أبداً".

"يمكنني القتال الآن ، يونقي، لقد رأيتني أقاتل...".

أشار يونقي إلى صدر جونغكوك ، "لم أقصد حمايتك جسدياً فقط جونغكوك، قلبك هو ما يحتاج إلى الحماية الآن".

"أنا بخير".

"أنت تتألم".

"يمكنني التعامل مع...".

جذبه يونقي إلى عناق قوي ودافىء ، كما لو أن حبس ذراعيه حول جونغكوك سيحميه من العالم الخارجي بينما يُلصق أيضاً كل قطعه المخدوشة والمكسورة معاً.. لقد أحبه مثل أخيه الأصغر وعلى الرغم من أنه قد لا يقول ذلك كثيراً ، إلاّ أن جونغكوك كان أحد أهم الأشخاص في حياته وسيكون ملعوناً قبل أن يسمح لأي شخص أن يؤذيه.

جونغكوك حاول أن يرمش دموعه.. لا يستطع البكاء.. ليس الآن..ليس قط.. هو لم يكن بكّاءً.. هو كان قوياً.. كان عليه دائماً أن يكون قوياً.. أولاً لأجل والدته، ثم ليونقي ، وجين ، وهوسوك ، وجيمين ، و ... نفسه.. كان عليه أن يكون قوياً لنفسه.

"مهما حدث هناك الليلة"، قال يونقي بصوت لا يكاد يعلو الهمس ، وهو يعانق جونغكوك بقوة ، "أريدك أن تعرف بأننا فخورون بك.. كلنا كذلك.. وبأننا نحبك كوك، نحن عائلة وسنظل دائماً كذلك".

كانت هناك ثلاث طرق على الباب.. كلاهما انسحب بسرعة.

استنشق جونغكوك وهو ينظر إلى قدميه بينما ذهب يونقي لفتح الباب.

"إنهم جاهزون لك"، قال الصوت.

أغلق يونقي الباب ونظر إلى جونغكوك، "جاهز يا فتى؟".

أومأ جونغكوك برأسه مرة ، وتمدد للمرة الأخيرة قبل أن يخرج إلى الرصيف المليء بالهتافات.

كانت هذه أكبر ليلة في حياته.. هذه الليلة يمكنها أن تُنجح أو تكسر كل شيء.

دقيقة واحدة حتى النزال.

***

انتهى الشابتر الخامس عشر

***

Continue Reading

You'll Also Like

32.6K 1.5K 12
كان جونغكوك يقوم بالتمرير لأسفل في بعض التعليقات في مقطع الفيديو الأخير الخاص به ، ولا يبدو أن أيًا منها يلفت انتباهه كثيرًا ... حتى قرأ واحدة مثل هذ...
2.4M 85K 22
أن تُسَجن في عُمرِ الزُهور وِسط أسوارٍ كوَّنها حُبّ مُتمّلك مَنع عَنها الحَياة ..! صَبيَّة في مُقتبلِ العُمر تُطارَد مِن قِبل أقرَبُ الناس اليها أن ت...
335K 21.7K 26
" لماذا لم تخبرني؟ هل حُبي لك لم يكن يكفي ؟ ، ام هل كرهتني لهذا الحد ؟ لحد انك لم تتجرأ على قول وداعاً انا انفصل عنك " سأل بسخرية بحتة " انت لا تع...
300K 16.4K 42
Jikook | AU BN:16 December 2019✨ ED: 27 February 2021✨✔️ الكتاب ليس كتاباتي انا فقط قمت بترجمته