كثروا تعليقات مشان اشوف حماسكم و شغفي يزيد 🧘🏻
100 فوت + 100 كومنت
____________
"فقط تعال جيمين ! أنا أنتظرك في اللعنة الكافتيريا، لا تتأخر" أردف بـ نبرة غاضبة و منزعجة و أغلق الهاتف دافعاً باب الكافتيريا لـ يدخل
ذهب لإحدى الطاولات الفارغة و جلس على الكرسي الفارغ أمامه متنهداً بإنزعاج و قام بـ بعثرة شعره، عائلته قامت بتدمير سعادته و تقريباً حياته
عاد بـ ظهره للخلف على الكرسي لـ يأتي النادل له من أجل طلباته فـ إكتفى بـ بعض الكولا فـ حسب حتى يأتي صديقه جيمين
ظَل ينقر الطاولة بـ أنامله الرفيعة لإزاحة الملل، بينما يُفكر بـ قرار عائلته التي إتخذته حوله، هو أيقن أن حياته أصبحت جحيماً الأن
نظر لـ ساعة يده و وجدها الحادية عشر صباحاً، إستيقظ كما روتينه و كان على وشك الخروج مع صديقه لكن عائلته قامت بـ تحطيم سعادته لليوم كله
رفع رأسه حين وجد شخصاً يدخل للكافتيريا و نظر له معتقداً أنه صديقه، لكنه وجده شخصاً ذو جسدٍ قوي يرتدي قميصاً أبيض أدخله في بنطاله الأسود، و شعره الأسود الطويل مُصفف
ذهب لإحدى الطاولات الفارغة على الجهة الأخرى مِن الكافتيريا، كانت ملامحه هادئة و جلس على الكرسي لذلك الذي يُراقبه لم يعطي للأمر إهتماماً و عاد بـ عسليتاه للطاولة
بعد مرور ثوانٍ رفع رأسه مِن الطاولة لـ باب الكافتيريا لـ يوسع عيناه قليلاً حين وجد نفس الشخص يدخل مجدداً و لكن قميصه أسود داخل بنطاله المُشابه للونه و شعره الأسود الطويل مربوط مِن الخلف
ظَل يحدق به و هو يذهب لـ ذات الطاولة التي جلس عليها شبيهُ و جلس أمامه لـ ينظر الأخر له و إبتسم، بينما صاحَب العسليتان يُحدق بصدمة بهما
"ما اللعنة؟" قال تايهيونغ بعدم تصديق ثم إنتفض جسده بخفة حين ضرب أحدهم الطاولة الجالس فيها لـ ينظر لـ صديقه جيمين الذي جلس و سأله:"ما بك تفتح فمك كـ الآبله؟"
نظر له ثم نظر للآخران المتشابهان و يتحدثان معاً بـ طبيعية ليس و كأن هذا أعطى لـ عقله خللاً و جعله يتعطل لـ بُرهة مِن الزمن
"هل ترى هذان الإثنان؟" أخبره تايهيونغ مشيراً ناحية الشابان لـ ينظر جيمين حيث أشار ثم قال:"واو إنهما توأمان، مهلاً لما هما وسيمان لـ هذه الدرجة؟"
"أعرف أنهما توأمان إنها المرة الأولى في حياتي رؤية مثالاً حياً أمام عيناي" قال تايهيونغ رامشاً عدة مرات و لم يُبعد عيناه عن التوأمان الوسيمان
صاحب القميص الأسود كان مَن يتحدث أكثر مِن توأمه الهادئ الذي يسمعه فقط، و مِن حركة يديه و ضربه للطاولة فـ كان واضح عليه أنه غاضباً مِن شئ ما
"دعك مِنهما، ما الذي حدث مِن عائلتك؟" سأل جيمين الأخر قاطعاً الهدوء و التحديقات و جعل ملامح تايهيونغ تتجهم و نظر له بحقد
"عائلتي الكريمة تذكرت أن تقضي شهر العسل بعدما أصبحىٰ في سن الشيخوخة !" قال تايهيونغ متنهداً بغضب و أكمل لـ صديقه:"هل تُصدق أنهما سـ يبقيان هناك لـ شهر و نصف أو شهران؟"
"مهلاً والديك لازالا صغيران على سِن الشيخوخة فـ أنت في الرابعة و العشرين مِن عمرك" عارَض جيمين بـ إستنكار لـ يضرب تايهيونغ يَد صديقه بقوة جعلته يتآلم
"لا يهم ! سـ يذهبان و يتركاني لدى صديقة أمي التي لا أعرفها حتى، أخبرتها أن ابقى لديك لكنها عارَضت و قالت أننا الإثنان ذو عقول منحرفة و شخصان لا يُمكن الوثوق بهما !"
"تراجعت عن كلامي إنها بالفعل في سن الشيخوخة ما هذه الإهانة؟" أردف جيمين عاقداً حاجبيه و تقدم مِن ذو العسليتان:"أنا بالفعل منحرف لكن شخص يُمكن الوثوق به !"
"هذا غير مهم أيضاً، الأهم أنني سـ أقضي شهران كاملان في منزل صديقة أمي، هل تفهم ذلك؟ شهران كاملان مع أشخاص لا أعرفها و بمفردي، روتين حياتي تدمَر و سـ أضطر للتصرف بـ تصنع طوال الشهران !"
جاء النادل مع الكولا الخاصة بـ تايهيونغ الذي نظر له ثم أخبره:"تآخرت" إبتسم النادل و إعتذر:"أسف فـ الكافتيريا ممتلئة و الطلبات كثيرة"
"لا بأس" قالها تايهيونغ بـ همهمة لـ يقول جيمين للنادل:"أحضر كوباً من الكولا مثله" أؤمئ النادل و رحل بينما تايهيونغ ظَل يتمتم شتائمه بغضب
"لا بأس، الشهران سـ ينتهيان سريعاً، متى سـ تذهب؟" سأل جيمين في نهاية كلامه و تايهيونغ أجاب:"غداً سـ أرحل"
"يمكنك البقاء فقط أول يوم لديهم حتى يتعرفان عليك إلى آخره، ثم سـ نبدأ أنا و أنت نتسكع و نخرج طوال الشهران و لن تبقى في المنزل لـ وقتٍ طويل"
همهم تايهيونغ و تمتم قبل أن يشرب من الكولا:"ربما" دقائق مرَت بينه و بين صديقه حتى إنتبه لـ صاحب القميص الأسود الذي خرج مِن الكافتيريا تحت تحديقات توأمه
وضع المال على الطاولة ثم خرج لاحقاً أخاه الغاضب و تايهيونغ و جيمين يحدقان بهما حتى إختفيا ثم نظرا لـ بعضهما
__________
اليوم التالي
"توقف عن التذمر كـ الأطفال، صديقتي جيدة و سوف تستمتع معهم، هي مرحة كما زوجها كذلك، لن تشعر بالملل مطلقاً"
قالت السيدة كيم بإبتسامة و هي تنظر لإبنها مِن خلال مرآة السيارة الأمامية لـ ينظر لها بصمت و لكنها ممتلئة بالشرار
"أبي، إجعل زوجتك تصمت" قال تايهيونغ بسخط و نظر للنافذة لـ يضحك كيم بينما زوجته ضيقَت عيناها و إلتفتت لـ تنظر لإبنها
"ليس و كأنك ذاهب لـ وحوشٍ تايهيونغ" قالت السيدة كيم لـ ينظر إبنها لها و أجاب:"هم كذلك لأنني لا أعرفهم، هل تعرفين ماذا يعني أن أبقى مع أشخاص لا أعرفهم لمدة شهران؟"
"ثم منذ متى شهر العسل كان شهران؟ حتى أن إسمه شهر واحد !" أكمل تايهيونغ تذمره و عاد للنظر لـ نافذته متكتف اليدين
"كيم، إجعل إبنك يصمت" قالت لـ زوجها الذي إكتفى بـ الإبتسام بينما يقود السيارة ناحية منزل صديقه و حيث سـ يتركان تايهيونغ هناك
بعد مدة مِن القيادة قد وصلا للمنزل المطلوب، فـ قامت السيدة كيم بـ الإتصال على صديقتها و التي خرجت فوراً مِن المنزل بإبتسامة واسعة
خرج كيم و زوجته و إبنه مِن السيارة و تقدموا مِن السيدة التي تقف مع زوجها بإبتسامة أمام المنزل و على ما يبدو أنهما كانا ينتظران
"شكراً لـ قبولِك بـ مكوثه معك لورين" قالت السيدة كيم بإبتسامة و عانقَت صديقتها التي مسحَت على ظهرها و قالت:"لا تشكريني أبداً، تايهيونغ كـ إبني تماماً"
ثم إبتعدَت و نظرت لـ تايهيونغ الذي إبتسم لها بتكلف فـ هو سوف يضطر للإبتسام هكذا لـ مدة شهران، يريد البكاء بقوة الأن
كيم كان يقف مع صديقه و يُراقبان و لورين تقدمَت مِن تايهيونغ الذي يحمل حقيبة ملابسه على كتفه و قالت مبتسمة:"أنا أكون لورين عزيزي، و هذا زوجي جيون"
"ربما لا تعرفنا و لم تسمع عنا، لكننا نعرف الكثير عنك" أكملت بإبتسامة قد إتسعت و قامَت بـ بعثرة شعره لـ يبتسم تايهيونغ بتكلف مجدداً فـ هم يتعاملون معه كـ طفل
"أعتذر لذلك سيدتي، فـ أمي لم تخبرني عنكم من قبل" أجابها تايهيونغ ناظراً لـ والدته نظراتٍ كـ الرصاص و السيدة كيم بادلته بإنتصار
"لا بأس، سوف تعتاد علينا" أخبرته بـ قهقهة خفيفة لـ يقول كيم مبتسماً:"سوف نرحل الأن حتى لا نتأخر عن الطائرة"
تايهيونغ نظر لـ والده نظرات كـ الجرو حتى لا يتركه هنا لكن كيم نفى جاعلاً إياه يصرخ و يبكي داخلياً لكن ملامح وجهه جامدة
"رحلة سعيدة، رافقتكما السلامة" قال جيون مصافحاً صديقه بإبتسامة و السيدة كيم تقدمت مِن إبنها و عانقته بقوة قائلة:"سـ أشتاق لك عزيزي، إنتبه لـ نفسك و لا تسبب المشاكل"
"لن أسامحِك نهائياً أمي" همس تايهيونغ بحقد في أذن والدته و الأخرى إبتسمت و همست في أذنه كذلك:"إذاً لا تخرج مع جيمين طوال الشهران، فـ لورين سـ تخبرني إذا فعلت"
وسَع تايهيونغ عيناه بينما والدته إبتعدت و قامت بـ صُنع علامة ڤي على وجهها و ذهبت للسيارة و كيم تقدم مِن إبنه مبعثراً شعره
"إنتبه لـ نفسك بني، وداعاً" أخبره ثم صعد للسيارة مع زوجته و رحل مبتعداً و لورين و زوجها قاما بـ التلويح لهما بينما تايهيونغ متجمداً مكانه
"يا إلهي ما هذا الحظ الذي يُشبه مؤخرة جيمين؟" همس تايهيونغ ببكاء درامي لـ يشعر بـ يَد لورين على كتفه ثم كلامها:"لا تحزن سوف يعودان سريعاً"
إبتسم تايهيونغ لها بتكلف للمرة الثالثة و أؤمئ لـ يقول جيون:"هيا لـ ندخل" إبتسمت لورين بحماس و أمسكت يَد تايهيونغ:"هيا حتى تتعرف على أبنائي"
"هل تمتلكين أطفالاً صغاراً؟" سأل تايهيونغ ناظراً لها فـ هو يتمنى مِن أعماق قلبه ألا يوجد، يريد أن يخرج مِن المنزل سليماً و بدون أن يذهب للمصحة العقلية
"ربما" أجابته بإبتسامة ثم سحبته لـ داخل المنزل فـ زوجها سبقها و دخل قبلهما، و تايهيونغ الآن يذهب للجحيم بـ قدميه
"آنجالي ! تعالي أنتِ و إخوتِك" قالت لورين بـ نبرة عالية و تركَت يَد تايهيونغ لـ تغلق الباب بينما تايهيونغ بدأ يدعي داخله أن يمُر الشهران بـ سلام
نزلت فتاة و هي تمسك بـ يَد طفلٍ صغير معها، كانت ترتدي بنطالاً رصاصياً و تيشيرتاً أبيض بـ نصف أكمام، شعرها طويل حتى ظهرها و على ملامحها إبتسامة جميلة
تقدَمت مِن تايهيونغ الذي ظَل ينظر لـ ملامحها الجميلة، حتى إنتبه لـ كلامها:"أنت بالتأكيد تايهيونغ صحيح؟ تبدو أجمل مِن الصور التي رآيناها مِن أمي"
"اوه، أجل أنا، تشرفت بـ معرفتك" قال تايهيونغ بإحترام، لـ تبتسم هي بالمقابل و قالت:"أهلاً بك معنا، أنا آنجالي و ذلك الطفل الصغير يكون إبني ليو"
رمش تايهيونغ عدة مرات و أخفض رأسه لـ ينظر للطفل الذي إبتسم مظهراً أسنانه بطريقة لطيفة و وضع يده الصغيرة أمام الأسمر حتى يُصافحه
أمسك تايهيونغ يَده التي إختفت داخل كَف يده الكبير لـ يقول ليو:"مرحباً تايهيونغ الوسيم" فـ إبتسم تايهيونغ بخفة و أخبره مهمهماً:"أهلاً ليو"
"أين هما؟" سألت لورين آنجالي قاصدةً إبنيها لـ تقول هي:"قادمان الأن" همهمت بتفهم و نظرت لـ تايهيونغ الذي جلس على إحدى ركبتيه أمام ليو
"لقد رأيت صورك، كنت وسيماً لذلك سـ يكون إسمك تايهيونغ الوسيم" قال ليو بإبتسامته التي لم تختفي ثم أكمل:"جدتي أخبرتني أنك لا تحب كلمة هيونغ، لذلك سـ أناديك بـ إسمك"
"هذا صحيح" أجابه بإبتسامة ثم سأله:"كم عُمرك؟" رفع ليو آنامله على رقم ستة و قال:"عمري سِت سنوات، العام المقبل سـ أدخل للمدرسة"
"يبدو ذكياً" قال تايهيونغ ناظراً لـ آنجالي التي إبتسمت مجيبة:"أجل، ليو عقله ناضج رغم عمره الصغير و سريع الإستيعاب"
همهم بتفهم و عاد للنظر لـ ليو المبتسم بلطف، هو توقع أنه سـ يكون طفلاً مزعجاً و مشاغب لكن يبدو أنه قد أخطأ، فـ ليو يبدو مهذباً
أثناء ذلك قد نزلا على الدرج شابان و توجهىٰ ناحية والدتهما و إختهما و ذلك الشاب الغريب، و حين إنتبهت آنجالي لهما إبتسمت و أخبرت تايهيونغ:"لقد جاءا"
رفع تايهيونغ رأسه و سرعان ما قام بـ توسيع عيناه و وقف حين رآى الشابان التوأمان الذي رآهما في الكافتيريا البارحة
كانا يقفان بجانب بعضهما أمامه، الذي على اليمين مُرتدياً تيشيرتاً أبيض و بنطالاً رصاصياً كـ أخته، لكن توأمه كان العكس حيث تيشيرته و بنطاله بالأسود
ذو التيشيرت الأبيض كانت ملامحه هادئة و مبتسماً بخفة تجاه تايهيونغ و متكتف اليدين، بينما أخاه كانت ملامحه باردة و جامدة، و متكتف اليدين كذلك
ظَل ينظر لهما بتفاجئ و ينتقل بـ عيناه بينهما، آنجالي كانت تقهقه و حملَت إبنها بينما لورين قالت:"أعرف أنك متفاجئ أنهما توأم تايهيونغ"
"ذو التيشيرت الأبيض إسمه جون، و أخاه الذي بجانبه إسمه جونغكوك، هكذا أنت قد تعرفت على أبنائي" أكملت لورين بإبتسامة و نظرت للأسمر المتجمد
"ا.اوه" أخرجها تايهيونغ بتوتر مِن فمه و شَد على يَد حقيبته لـ يقول جون بإبتسامة:"تشرَفت بـ معرفتك تايهيونغ، أتمنى أن نتعرف أكثر مستقبلاً"
لما تايهيونغ يشعر بالتوتر الشديد الأن؟ ذلك الشاب ذو التيشيرت الأبيض لم يقُل شيئاً لـ يجعله متوتراً هكذا، أو ربما إبتسامته ناحيته هي السبب؟
نظر تايهيونغ لـ جونغكوك الذي يحدق به بـ سوداويتاه المظلمة كـ ملابسه، خصلات شعره كانت طويلة و مربوطة للخلف و مُجعدة قليلاً، لما يبدو شديد الوسامة هكذا؟
كانت ذراعه اليُمنى ممتلئة بـ الوشوم بسبب تيشيرته الذي بـ نصف أكمام عكس أخاه الذي لم يكن يمتلك وشوماً على ذراعيه
"تبدو متوتراً" قالت آنجالي بـ إبتسامة ثم نظرت للأخوين الواقفان بصمت و أكملت:"لا تقلق سـ تستطيع التفرقة بينهما"
"اوه، كلا إنها المرة الأولى التي أتعامَل فيها مع توأم، أعتذر" أجاب تايهيونغ عليها ثم نظر لهما قائلاً:"سُررت بـ التعرف عليكما"
إبتسم جون بهدوء له، بينما جونغكوك لم تتحرك شفتيه لـ تُشكل إبتسامة خفيفة حتى، بل مكتفي بالنظر بـ عيناه ناحيته و ملامحه باردة كما هي، و كأنه لا يعطي للأمر إهتماماً
"جون سـ يقوم توصيلك لـ غرفتك، هي جاهزة و مُرتبة، إذهب لـ ترتاح حتى موعد الغداء" أردفت لورين بإبتسامة لطيفة و تقدمت مِن تايهيونغ الذي إبتلع ريقه و همهم
بعد إنتهاء كلام لورين فوراً، إلتفت جونغكوك و صعد الدرج حتى يذهب لـ غرفته، جاعلاً الجميع ينظر له حتى أغلق باب غرفته عليه
"لا بأس، هو يحب الإنفراد بـ نفسه دائماً" قال جون لـ تايهيونغ الذي أخبره:"ليست بـ مشكلة، دعه كما يشاء" إبتسم جون و أخبره:"إذاً هيا لـ نرى غرفتك"
إلتفت جون و صعد للدرج و تايهيونغ لحقه بينما يلتفت لـ لورين و آنجالي المبتسمان، و ليو قام بـ التلويح له بلطف
تحرك جون و تايهيونغ في الردهة و الأسمر كان يُحرك عسليتاه حوله متفحصاً اللوحات على الحائط، ثم نظر لـ جون الذي وقف أمام إحدى الغرف
فتح الباب و دخل و تايهيونغ دخل خلفه و تفحص الغرفة التي كانت واسعة و ذو تصميم هادئ، كانت باللون الأزرق القاتم و السرير و اللوحات باللون الأبيض كما ستائر الشرفة
"هذه غرفتك الأن تايهيونغ، هذا الحمام و التي على الجهة الأخرى غرفة الملابس، هي فارغة تماماً" قال جون للأسمر ثم نظر له جاعلاً إياه يتوتر مِن سوداويتاه
"إذا كنت لا تشعر بالراحة للدخول للحمام، يمكنني إخبار الخادمة بـ إعادة تنظيفها مِن جديد لك" أكمل بإبتسامة و وضع يديه في جيُوب بنطاله
"كلا لا بأس، شكراً لـ مساعدتك" أجابه تايهيونغ مبتسماً بخفة و نظر لـ خصلات شعره الطويلة، هي طويلة و لكن ليست كـ خاصة أخاه فـ هي أقصر قليلاً
"جيد، إذا أردت أي شئ يمكنك إخباري" أجابه جون بـ همهمة و أشار لـ جهة اليمين:"غرفتي بجانبك في جهة اليمين، و غرفة جونغكوك في جهة اليسار"
رمش تايهيونغ عدة مرات و أشار على نفسه:"غرفتي بينكما؟" إبتسم جون و أؤمئ لـ يتوتر تايهيونغ للمرة المئة اليوم، لا يعرف مشاعره تماماً هل هو يشعر بالخوف أم التوتر أم القلق؟
"سوف أذهب الأن، يمكنك النوم إذا أردت" قال جون مبتعداً عن تايهيونغ و خرج مِن الغرفة و قبل أن يُغلقه نظر للأسمر قائلاً:"لا تدخل غرفة جونغكوك، فـ هو يكره ذلك"
ثم أغلق الباب على تايهيونغ الذي ظَل يحدق في الفراغ و مسح وجهه قائلاً بـ درامية:"ماذا فعلت في حياتي لـ يحدث هذا لي؟ لن أسامح عائلتي أبداً"
ترك حقيبته على الارض ثم آلقى نفسه على السرير متنهداً بتعب، و أخرج هاتفه فوراً لـ يُخبر جيمين بما حدث
_________
"تايهيونغ؟ تايهيونغ الوسيم" عقد تايهيونغ حاجبيه بإنزعاج و فتح عيناه ملتفتاً بـ رأسه للخلف لـ يجد ليو الجالس على ركبتيه و ينظر له بإبتسامة
"نحن ننتظر في الأسفل حتى نتناول الغداء معك" أخبره ليو واضعاً يديه الصغيرة على كتف تايهيونغ الذي إبتسم بتعب و أؤمئ له
"سوف آتي فوراً، إذهب لهم" أؤمئ ليو بطاعة و نزل مِن السرير راكضاً لـ خارج الغرفة و أغلق الباب بعدما رفع قدميه قليلاً لـ يصل للمقبض
إستقام تايهيونغ و جلس على السرير زافراً أنفاسه و رفع يديه للأعلى لكي يقوم بـ تمديد جسده و إبعاد الكسل و الخمول عنه
لا يعرف إلى متى ظَل نائماً، فـ هو إنتهي مِن محادثة جيمين و نام بـ ملابسه التي آتى بها، لم يدخل للحمام أو يقوم بـ ترتيب ثيابه، المسافة بين منزله و منزل جيون طويلة و متعبة بحق
ذهب للحمام سريعاً و قام بـ غسل وجهه جيداً و يديه، لكنه إنتبه لـ تصميم الحمام الجميل، كان كبيراً و واسعاً و حوض الإستحمام كان أرضياً و كبيراً بـ زجاج شفاف حوله
لقد أعجَب التصميم تايهيونغ، و شعَر بالراحة بسبب شكله لكنه تذكر أن لورين و زوجها ينتظران في الأسفل لذلك خرج سريعاً
أخرج ملابس منزلية مِن حقيبته بينما يلعن حظه ثم قام بـ تبديلها سريعاً و خرج مِن الغرفة مغلقاً الباب خلفه حتى لا يرى أحداً السرير و ملابسه المبعثرة
تحرك في الردهة الطويلة حتى وجد الدرج لذلك بدأ ينزل و يقوم بـ تعديل خصلات شعره حتى لا يكون كـ مَن خرَج للتو مِن حلَبة المصارعة
حين وصل للطابق السفلي بدأ ينظر حوله عن مكان غرفة الطعام أو المطبخ، فـ لا يوجد هنا سوى غرفة المعيشة
"مهلاً" قال تايهيونغ لإحدى الخادمات التي كانت ذاهبة لـ مكانٍ ما فـ وقفت و سألته بإحترام:"هل تريد شيئاً سيدي؟"
"أين السيدة لورين؟" سأل تايهيونغ و الخادمة أشارت لإحدى الغرف:"هناك في غرفة الطعام، الجميع ينتظرك في الداخل"
"شكراً" أجابها بهمس و هي إنحنَت قليلاً و رحلَت، و تايهيونغ أخذ خطواته ناحية الغرفة و قام بـ طرق الباب قبل دخوله، يشعر أنه محترم و هذا سئ لـ نواياه السيئة
فتح الباب و أدخل رأسه فقط جاذباً إنتباه لورين و البقية فـ إبتسمت بإتساع و قالت:"عزيزي تاي إدخل و لا تبقى واقفاً"
دخل تايهيونغ و أغلق الباب خلفه ثم تقدم مِن طاولة الطعام حيث يجلس الجميع لـ تقول لورين:"إجلس حتى تتناول الطعام أنت بالتأكيد جائع، لن نأكل بدونك"
حين نظر تايهيونغ للكراسي شعر بالتوتر و دماء عروقه قد تجمدت للمرة التي لا يعرف عددها، لا يوجد سوى الكرسي الذي بين جونغكوك و جون هو الفارغ
إلتفت جونغكوك و جون في ذات الوقت لـ ينظران لـ تايهيونغ الواقف بينهما مما جعل الأسمر يشعر بـ رغمة عارمة في الهرب و البكاء فـ هما يتسببان في إحراجه
سحَب تايهيونغ الكرسي الذي بينهما و جلس متحمحماً و لم يرفع عيناه نهائياً لهما، إنه فقط أول يومٍ له و يشعر بالخوف الشديد
وقفت لورين و قامت بـ وضع صحنٍ من الطعام أمام تايهيونغ، حسناً لقد كان الكثير مِن الطعام و تايهيونغ فقط يراقب بصمت
إبتسمت لورين و عادت للجلوس مجدداً و آنجالي إبتسمت لـ تايهيونغ قائلة:"لا تتوتر و تناول الطعام تاي، يمكنك التعامل معنا كـ عائلتك تماماً"
إبتسم تايهيونغ بتكلف للمرة الرابعة اليوم و أؤمئ بخفة ممسكاً بـ الشوكة و السكينة حتى يقوم بـ تقطيع اللحم، و البقية كانوا كذلك بدآوا بـ تناول الطعام
"كيف حال جامعتك تايهيونغ؟" سأل جيون ناظراً لـ تايهيونغ الذي إنتفض جسده بخفة و نظر للأخر فـ هو كان شارداً كلياً
"بخير، سوف نبدأ بعد إسبوع، نحن في السنة الأخيرة لذلك سـ تكون الدراسة شاقة" أجابه تايهيونغ مبتسماً بخفة و رغماً عنه نظر لـ جون الذي بادله و إبتسم
"بالتوفيق إذاً" أخبره جيون بإبتسامة لـ يؤمئ تايهيونغ و عاد للنظر للصحن واضعاً قطعة صغيرة مِن اللحم داخل فمه لـ يمضغها بهدوء
نظر بـ طرف عيناه لـ جونغكوك بجانبه لـ يجده يتناول الطعام بصمت و لم يُبعد عيناه عن صحنه غير مُعطياً إهتماماً لـ حديثهم
"تاي الوسيم، أنت شارد و لا تأكل جيداً" قال ليو بإبتسامة بعدما إبتلع طعامه لـ ينظر تايهيونغ له و لورين إبتسمت ناحية الطفل الصغير
"تاي يتعامل بهدوء لأنه لم يعتَد علينا بعد، يشعر أنه في مكانٍ غريب" أجابت آنجالي على إبنها مبتسمة ثم مسحت على شعره:"مع الأيام سـ تجده يمرح معنا"
تحمحم تايهيونغ و نظر لـ صحنه محاولاً عدم الإختناق في الطعام فـ من قال أنه سـ يصبح مرحاً؟ هو يريد الخروج مِن المنزل الأن فـ البقاء في الشارع أفضل من هنا
"والدتك أخبرتني مِن قبل أنك كنت معجباً بـ فتاةٍ ما" قالت لورين ناظرةً لـ تايهيونغ الذي وسع عيناه قليلاً فـ والدته قامت بـ فضحه للعالم !
"ها؟" رفع تايهيونغ رأسه ناظراً لـ لورين التي إبتسمت لـ ينظر بدون إرادة منه لـ جونغكوك الذي رأسه ناحية صحنه، لكن عيناه تثقب والدته، و حين نظر لـ جون وجده تماماً كـ أخاه
"كـ.كنت معجباً بـ ملابسها فقط، فـ هي كانت مِن ماركة ملابس مشهورة أحبها" أجاب تايهيونغ بـ توتر على كلامها لـ تقول لورين:"اوه، يبدو أن والدتك تحمست كـ العادة"
قهقه الأسمر بتوتر و همس:"ربما" و عاد للنظر لـ صحنه مجدداً، ثم بطرف عيناه نظر لـ جونغكوك لـ يجده عاد لـ تناول طعامه مجدداً و أخاه كذلك، هذا مرعب
بعد مدة مِن الوقت، إستقام جونغكوك مِن الطاولة جاذباً إنتباه الجميع إليه، ثم إبتعد عنهم و خرَج الغرفة مغلقاً الباب خلفه
"كالعادة سـ يذهب لـ يتمرن أو يرسم" قالت آنجالي و هي تقهقه لـ تبتسم لورين بينما جيون أجاب:"لـ نتركه يفعل ما يشاء و لا نضغط عليه"
تايهيونغ إبتلع ما في فمه بصمت و نظر لـ جون الذي كان يتناول طعامه بهدوء، و حين إنتبه لـ نظرات الأسمر له رفع رأسه إليه لـ يجعله يتوتر أكثر مِن عيناه
"لـ.لقد شبعت، شكراً سيدة لورين" قال تايهيونغ مستقيماً حتى يُبعد ذلك الجو المريب لـ تقول لورين بعدم رضى:"لكنك لم تأكل جيداً، ألم يُعجبك الطعام؟"
"كلا هو لذيذ، فقط لا أستطيع تناول أكثر مِن ذلك و أشعر بالتعب" أجابها تايهيونغ مبتسماً بتكلف للمرة الخامسة لـ تبتسم لورين بقلة حيلة و أؤمأت
تحرك تايهيونغ سريعاً ناحية باب الغرفة و خرج مغلقاً الباب لـ يركض ناحية الدرج حتى يذهب لـ غرفته بـ أسرع ما لديه، لما اليوم الأول له سئ لـ هذه الدرجة؟
حين بدأ يتحرك في الردهة متوجهاً لـ غرفته، وجَد باب غرفة جونغكوك مفتوحاً قليلاً، و حين إقترب أكثر وجَد الغرفة مظلمة تماماً
"ما هذا الرعب الذي أعيش فيه؟" همس تايهيونغ واضعاً يده على فمه و إقترب مِن الغرفة قليلاً مدخلاً رأسه لكنه لم يرى شيئاً
جونغكوك قد خرج قبله فـ لابد أن يكون في غرفته، لكنه ليس هنا فـ أين يُمكن أن يكون؟ هو لم يجده أو يراه أثناء صعوده
دخل قليلاً للغرفة لكنه لم يتعمق في الدخول فـ هو ليس مستعداً لـ يخسر حياته في عمره الصغير، فقط تخطى الباب لا أكثر
"لا أستطيع رؤية أي شئ" همس بصوتٍ منخفض و عسليتاه لا ترى سوى الظلام الدامس فـ حسب، و هو لن يتجرأ للبحث عن مفتاح الضوء لأنه سوف يخرج الأن
و قبل أن يفعل أي شئ باب الغرفة تم إغلاقه جاعلاً إياه ينتفض بفزع، و سرعان ما إلتصق ظهره في الحائط حين حاصره شخصٌ ما
لم تكُن سوى ثوانٍ حتى فُتح الضوء، لـ يتجمد تايهيونغ مكانه حين وجَد جونغكوك يحاصره بين يديه على الحائط، و إحدى يديه على مفتاح الضوء الذي قام بـ فتحه
سوداويتاه المظلمة التي كانت تثقب تايهيونغ قد جعلته يتصنم مكانه و أنفاسه تتثاقل، هي تبدو كـ الليزر ناحيته
إقترب جونغكوك مِن وجهه جاعلاً رأس تايهيونغ يلتصق بالحائط نتيجة محاولته للإبتعاد لكنه فشل، لذلك جونغكوك إقترب أكثر منه و تايهيونغ بدأت أنفاسه تتسارع
"ألم يُخبرك أخي أن دخول غرفتي ممنوع؟" همس جونغكوك في أذنه بـ نبرةٍ جعلت تايهيونغ يرتعش آثرها، ثم نظر لـ سوداويتَيه حين إبتعد لـ يبادله النظرات
"كل شخصٍ غريب ممنوعٌ عليه دخول غرفتي" أكمل جونغكوك كلامه الهادئ و سوداويتاه لم تبتعد عن أعيُن تايهيونغ و إقترب مجدداً مكملاً بهمس:"و مَن يُخالف يُعاقب"
"هـ.ها؟" قالها تايهيونغ بتوتر و حاول تشتيت نفسه حتى لا ينظر لـ عيناه المظلمة و نظر لـ شعره المربوط كما هو
"أنت جديد هنا و لا تعرف، لذلك لن أفعل لك شيئاً" أخبره جونغكوك و أبعد يديه لـ يضعها داخل جيوب بنطاله الأسود
زفر تايهيونغ أنفاسه و نظر بـ عسليتاه ناحية جونغكوك الصامت و لازالت عيناه لم تبتعد عن وجهه أبداً، و كأنها ترفض تركه بدون تفحصه جيداً
"يمكنك الخروج، لكن لا أضمن لك ذلك مرة أخرى" أردف جونغكوك بهدوء و إلتفت ذاهباً لـ سريره و تايهيونغ فوراً فتح باب الغرفة و خرج
أغلق الباب خلفه و أثناء ذلك نظر لـ جون الذي إنتبه له ثم نظر لـ غرفة أخاه بينما هو ركض عائداً لـ غرفته حتى لا يراه أحد
جون نظر لـ تايهيونغ حتى أغلق باب غرفته عليه لذلك ذهب لـ غرفة جونغكوك و فتح الباب لـ يدخل ثم أغلق الباب خلفه
___________
كيفه البارت الاول بالله؟ ممل؟ 🌚