كدمات متلاشية

By Mefree2020

180K 8.7K 9.4K

لايوجد من يحب الألم. لكن جونغكوك يفعل.. من اللكمات إلى القتال إلى الحشد الذي يصرخ باسمه. أحب جيون جونغكوك كل... More

الفصل الأول: مقدمة
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون:خاتمة

الفصل الرابع عشر

5.9K 340 661
By Mefree2020

"تبدو مبتهجاً وسعيداً حقاً اليوم"، قال جيمين، وهو يتكئ على عمود الحلبة وينظر إلى جونغكوك المتعرق الذي كانت لديه ابتسامة على وجهه.

"أشعر وكأننا أجرينا هذه المحادثة من قبل" ، رد جونغكوك ساخراً.

"لقد أصبحت أسعد وأسعد منذ أن التقيت بك".

"هل تستسطيع لومي؟" ، سأل جونغكوك ، وهو يعدل الضمادات البيضاء البالية على يده ، "منذ أن دخلت حياتي ،أصبحت الأمور مختلفة".

"مختلفة؟"، كرر جيمين ببطء ، كما لو كان يتفحص الكلمة ، "مختلفة جيدة أم مختلفة سيئة؟".

"انظر حولك ، صغيري"، قال له جونغكوك ، "إنها بالتأكيد مختلفة جيدة".

"أنت لم تعد خائفاً بعد الآن؟"، سأله جيمين.

"خائفاً من ماذا؟"،  سأل جونغكوك ، "القتال؟".

"لا"، جيمين قال وهو يهز رأسه.

"إذاً ماذا؟".

"الموت" ، أجاب جيمين بصوت صغير جداً لدرجة أنه إذا لم يكن جونغكوك قريباً بما فيه الكفاية لما سمعه.

"لو كنت سألتني قبل بضعة أسابيع ، لكنت سأقول لا" ، اعترف جونغكوك وهو ينزل من الحلبة ويقف أمام جيمين.

"لماذا؟".

"عندما يحدق الموت في وجهك عدة مرات ، فإنك تتوقف عن الشعور بالخوف وتبدأ في الشعور وكأنه صديق".

"و الأن؟"، سأل جيمين بصوت أكثر نعومة وهدوءاً بينما كان يحدق في المجرات التي تدور حول البرك العميقة ذات اللون البني العسلي بعينيّ جونغكوك.

"الآن.."،  قال جونغكوك بصوت منخفض مخملي بينما يقترب خطوة من جيمين ، "الآن، أنا مذعور".

"مذعور؟" سأل جيمين ، "لماذا؟".

"لا أعلم"،  قال ، وهو ينظر إلى الرجل الذي أصبح يحبه.. كان خائفاً وهو يغلف خد الصبي ذو الشعر الوردي ، ويحتاج إلى جعل نفسه تُصدق أن هذا حقيقي.. أنه كان أمامه ، وأنه لن يذهب إلى أي مكان.

لم يشعر جونغكوك بالخوف هكذا من قبل.. الخوف من انتزاع كل شيء بعيداً عن قبضته في لحظة.. لم يعترف بذلك لنفسه.. لم يرغب في الإعتراف بأنه ربما ، ربما فقط ، الخوف ، العاطفة والمشاعر التي لم يشعر بها من قبل قد أصبحت شيئاً مألوفاً له أكثر فأكثر.

لذا، فهو أجاب لنفسه ولجيمين، "لم يكن لدي شيء أعيش لأجله من قبل".

وهذا أخافهما.. كلاهما.

لقد أخافهما مدى سرعة وقوة وقوعهما لبعضهما البعض.

جونغكوك لم يؤمن بالحب قبل جيمين.. لم يعتقد أبداً أن شخصاً ما يمكن أن يأتي إلى حياته فجأة ليختطف قلبه ويُعلّمه بأنه أكثر بكثير مما كان يعتقده بنفسه.. اعتقد جونغكوك بأنه كان دائماً مُقدراً للظلام.. بأن اللمسات الوحيدة التي سيحصل عليها ستكون خدوشاً على ظهره وكدمات من الإمساك به أثناء مضاجعة احدهم على أقرب سطح يمكن أن يجده.. كان يعتقد دائماً بأنه من المفترض به أن تكون علاقاته لليلة واحدة وبأفكار عابرة.. كان يعتقد بأنه من المفترض أن يحقق رغباته الجنسية وأن يكون غرضاً لشهوته.. كان يعتقد بأن العاطفة الوحيدة التي سيحصل عليها هي من جين ويونقي وهوسوك..لكن بعد ذلك دخل جيمين حياته وفجأة أصبح يعيش بمشاعر لم يشعر بها من قبل.. أصبح يشعر بالسعادة وهذا شيء اعتقد بأنه لن يعيشه مرة أخرى..لقد وجد منزلاً.. وإذا كان صادقاً مع نفسه ، فقد أصبح يعتقد أن هذا المنزل سيستمر إلى الأبد.. أصبح يعتقد حقاً أنه وجد منزلاً أبدياً مع عائلة تبدو أنها تنمو فقط.

ربما ... ربما فقط ، جونغكوك لم يرغب في الشعور بالخوف بعد الآن.

جيمين تعلم أن يتعايش مع الشعور بالذنب.. لكن هذا فقط لأنه يعرف كم يحب جونغكوك ويهتم به.. كان أحياناً يشعر وكأنه منافق ومحتال وحتى كاذب.. لقد شعر بهذا لأنه ظل يخبر نفسه بأنه يحب جونغكوك ومع ذلك كان يجمع هذه المعلومات ويستعد لكتابة المقال.. وهو كره نفسه لذلك.. في كل مرة كان يجلس بها على سريره محاطاً باللوحة المعلقة على حائطه والوثائق التي تحتاج إلى التحديث ، كان يريد الصراخ! يريد أن يركض! أن يهرب من شقته ويعود إلى ملاذه الآمن الذي أصبح بين ذراعيّ جونغكوك.. بالكاد كان يقضى الوقت في منزله بسبب ذلك.. كان يكره حقيقة أنه كان يفعل هذا ، لكن كان عليه أن يذكر نفسه أنه في بعض الأحيان كي تصل إلى أحلامك يجب عليك اتخاذ القرارات الصعبة.. وكان هذا واحداً منهم.

لقد تحسن كثيراً في عدم التفكير في المقالة عندما يكون مع جونغكوك وبقية الأولاد، لكن عندما يحين وقت العودة إلى المنزل، كان ذلك عندما تصبح معدته مضطربة ، وترتفع المرارة في حلقه حيث كان عليه أن يقف هناك ويتظاهر بأنه لايوجد شيء خاطئ في حين أن كل ما أراد فعله هو إخبار جونغكوك بالحقيقه.. لكنه لم يستطيع.. كان عليه أن يفعل هذا.. المقال بحاجة إلى أن يُكتب..هو أراد منصب المحرر! أراد مكتبه الخاص! أراد زيادة الراتب! أراد الكرسي الدوار والسكرتير! أراد كل شيء.. لقد أراد جونغكوك معه في مكتبه ليخبر جيمين بمدى فخره به.. أراد أن يفهم الجميع لماذا فعل ما فعله.

لقد أحبهم.. جيمين حقاً حقاً أحبهم.. هو يشعر وكأنه في منزله هنا في الصالة الرياضية.. لقد كان ممتناً إلى الأبد لأن يونقي استضافه وأكثر امتناناً لأن الجميع قد قبلوه ،حتى لو استغرق الأمر وقتاً وجهداً لكنهم أصبحوا عائلة الآن.. كل السبعة منهم.. لقد وقعوا في وئام تام معاً.. كان الأمر كما لو كان الكون يعرف بأن سبعتهم من المفترض أن يكونوا معاً وجعلهم يجدون طريقهم إلى بعضهم البعض..جيمين لم يريد أن يكون سبب انفصالهم.. لا يمكن أن يكون السبب! لقد اهتم بهم كثيراً.

سوف يجعل هذا ينجح.. سوف يتأكد من ذلك.

كانت هذه عائلته.. لقد أصبحوا عائلته وهو لن يكون سبب تفككها.

***

مد جيمين يده في جيبه وتعثر حتى وجد مفاتيح منزله.

"حقاً، جيمين؟ لم تستطع العثور على مفاتيحك في المصعد؟"، تذمر تايهيونغ وهو يقلب عينيه.

"اخرس ، تاي! هذا لن يحدث فرقاً"، أجاب بلطف ، باحثاً عن المفتاح لفتح باب شقته.

"لم نكن لنُجري هذه المحادثة لو وجدته سابقاً"،جادل تايهونغ.

"إنه يسمى قضاء وقت ممتع مع أفضل صديق لك".

"إنه يسمى كونك أحمق". رد تايهيونغ.

جيمين تحسس المفاتيح لفترة حتى وجد المفتاح الصحيح.

"انظر! لقد كانت حرفياً دقيقة واحدة فقط! دقيقة أخرى من الوقت الجيد معي"، قال ببساطة بمجرد أن فتح الباب ، وأبقاه مفتوحاً مع ابتسامه عندما دخل تايهيونغ الذي كان يهز رأسه ويقلب عينيه.

"ما زلت لم تنظفه كما أرى".

"وما زلت لم تتوقف عن الحكم عليّ ، كما أرى"، رد جيمين وهو يغلق الباب الأمامي خلفه.

"هذا من حقي كأفضل صديق لك"، قال تايهيونغ وهو يجلس على الأريكة ، "إذا لم أغيظك ، فمن سيفعل ذلك؟".

مشى جيمين ليجلس بجوار تايهيونغ لكنه تجمد في منتصف خطواته.

"ماذا؟ ما الخطب؟"، سأل تايهيونغ، حين لاحظ النظرة المتحيرة والخائفة تقريباً على وجه جيمين

"أنا .." ،بدأ جيمين وهو يمسح وجهه كما لو كان غارقاً بالتفكير.

"مالأمر ، جيمين؟".

"كان بإمكاني أن أقسم أنني تركت الحاسوب المحمول في غرفتي وليس هنا"، أجابه.

"ربما أخرجته ونسيت أمره"، علق تايهيونغ متجاهلاً الأمر.

"نعم ربما"، قال جيمين ، ومازال غير مقتنع.. كان يفكر في المرة الأخيرة التي كان فيها في منزله محاولاً تتبع خطواته.

"أنت مصاب بالإرتياب، جيمين"، أخبره تايهيونغ.

"نعم..".

"هيا ، ما الذي تعتقد أنه حدث؟ أتى شخص ما إلى هنا وأعاد ترتيب منزلك؟ إذا جاء شخص ما إلى هنا ، فبدلاً من أن يكون الحاسوب المحمول الخاص بك في العراء، لكان سيختفي!" قال تايهيونغ ، محاولاً تبرير ذلك حتى يشعر جيمين بتحسن.

"أنت محق"، قال جيمين ، وهو يهز رأسه ويجلس بجانب تايهيونغ على الأريكة، "أعتقد بأنني مرتاب قليلاً",

"هممم"، همهم تايهيونغ بالموافقة ، متكئاً على وسائد الأريكة الناعمة ليغوص بها عملياً.

"مع ذلك، هل تستطيع لومي؟"، سأل جيمين ، وهو يدير رأسه قليلاً لينظر إلى تايهيونغ، "مع كل ما يحدث مع جيهوان...".

"كنت أنوي التحدث إليك بشأن ذلك".

"ما الأمر، تيتي؟".

"مقالتك"، بدأ تايهيونغ ، وهو ينتقي كلماته بحذر ، "هل حقاً ستقوم بها".

تنهد جيمين ، "أجل.. أجل، سأفعل".

"هل يجب عليك ذلك؟"، سأل تايهيونغ بصوت خافت ، وكأنه خائف حتى من قول أي شيء.

"ماذا؟"

"إنه فقط .."، جلس تايهيونغ بشكلٍ أكثر استقامة الآن ، محوّلاً جسده بالكامل لمواجهة جيمين، "جيميني، هل تتذكر عندما أخبرتك عن رغبتي في إيقاف علاقات الليلة الواحدة ، وربما تجربة علاقة حقيقية؟".

"أجل"، رد جيمين ، وهو يجلس مقابلاً لتايهيونغ الآن.

"هل تعرف لماذا كنت أعبث بالأرجاء كثيراً؟".

"لا أعرف ، تاي".

"لقد تطلب مني الأمر الكثير من البحث بداخل روحي للتوصل إلى الأسباب ، لكن جيمين ، كان ذلك لأنني شعرت بأنني لا أنتمي"، اعترف تايهيونغ، "كان من المؤلم حتى التفكير بالأمر لكن كان علي أن أفكر بذلك.. لم أستطع الإستمرار في محاولة الحصول على الموافقة أو الحب من أشخاص لم أكن أعرفهم.. نعم ، من المقرف أن والداي قد تركاني، وعلى الرغم من إعتقادي بأنني قد تجاوزت الأمر لكن من الواضح أنني لم أفعل".

"تاي..".

"لا ، انتظر ، دعني أنتهي"، طالب تايهيونغ ، والدموع تنقب في عينيه ، "نعم ، كنت خائفاً عندما بدأتَ في الذهاب إلى الصالة الرياضية كثيراً ، عندما بدأت تُمضي وقتاً هناك أكثر من وقتك معي وانتقدتك بأسوأ طريقة ممكنة، لكن عندها أدركت ما فعلته .. جيمين ، أنت ونامجون كنتما العائلة الوحيدة التي أملكها وكنت خائفاً من أن تتخليا عني يا رفاق أيضاً".

ابتلع تايهيونغ بقسوة ، كما لو كان هناك شيء في حلقه يحاول إزالته.

"وبعد ذلك التقيت بهم ..جميعهم..كنت اعتقد بأنهم سيكونون مثل أعضاء العصابات المزاجيين والخطرين وغير المهتمين وأنهم كانوا مجرد.. نعم ... كما تعلم.. مثل أولئك الذين نراهم في الأفلام"، شرح تايهيونغ والكلمات تتسرب منه بشكل غير منظم ، "لكن جيمين ، هم أكثر من ذلك بكثير.. لقد عاملوني كعائلة على الرغم من أنهم لم يعرفوني.. لقد قبلوني وأحبوني من أجلي.. هم لم يهتموا بحياتي الجنسية أو إلى أي مدى يمكنني أن أفسد كل شيء.. لقد قاموا بإعطائنا فرصة! جميعاً! جيمين ، إنهم يهتمون كثيراً وبشكلٍ عميق جداً بنا".

"تاي ..."،كان كل ما يستطيع جيمين قوله.

"الستة منكم..أنتم جميعاً أفراد عائلتي"، قال وهو يرمش الدموع بعيداً، "لا أريد أن أفقد هذا..لا أريد أن أفقدك أو أفقدهم".

قام جيمين بسحب تايهيونغ إلى عناق قوي، وكان تايهيونغ مقتنعاً بأنه لن ينكسر بعده أبداً.. بقيا على هذا النحو بين أحضان بعضهما البعض دون أن يتفوها بكلمة ولم يكونا حتى بحاجة إلى ذلك.. هما كانا معاً منذ فترة طويلة بما فيه الكفاية من خلال نجاحاتهما وانتكاساتهما.. لقد رأيا بعضهما البعض في أسوأ حالاتهما وهتفا لبعضهما البعض في أفضلها.. لقد رأيا بعضهما البعض خلال أيام لم يكن فيها أحد سواهما.. لقد عاشا في حياة بعضهما وقتاً كافياً الآن ليكونا قادران على التواصل بمجرد نظراتهما أومنحنى افواههما.

"تاي ، هذه الوظيفة كانت حلمي منذ أن تمكنت من تعلم الكتابة" ، أوضح جيمين بمجرد أن ابتعد وهو يمسح دموع تايهيونغ بطرف إبهامه.

"اعلم"، أجاب تايهيونغ بهدوء.

"سيتفهمون"، قال جيمين ، "سيفعلون ذلك! أعلم بأنهم سيفعلون.. بمجرد أن أشرح لهم كل شيء سيكون الأمر على ما يرام".

"إذا اكتشفت بأن جونغكوك كان معك لأن جيهوان أخبره بذلك ، كيف ستشعر؟".

"ماذا؟"، سأل جيمين بعيون متسعة.

"ألن تكره ذلك؟ ألن تكرهه؟"، سأله تايهيونغ، "فكر في الخيانة التي ستشعر بها ، جيمين.. فكر الآن في كيف سيشعر جونغكوك وأي شخص آخر بمعرفة أنك في الصالة الرياضية فقط لجمع المعلومات كي تنشرها عبر الأمة بأكملها".

فجأة ، شعر جيمين وكأن وزناً هائلاً يسحق صدره.. الذنب.. عاطفة أصبحت مألوفة لجيمين بشكل متزايد.

"لطالما كان حلمي أن أصبح محرراً" ، كرر جيمين بصوت صغير.

"هل تحاول إقناعي أو إقناع نفسك؟".

تردد جيمين، واختار عدم قول أي شيء لذلك جلسا بصمت.

"لا أحد يعرف هذا سواك ، معي أنا ورئيسي ، تاي"، قال جيمين بعد وهلة.

"إذا كنت تريد أن يكون لنا مكاناً في الصالة الرياضية هذه"، قال تايهيونغ ، بالكاد صوته هامس ،" إما أن تخبرهم ، أو أن تترك الوظيفة نهائياً".

"وأصبح عاطلاً عن العمل؟".

"هذا عذر هراء وكلانا يعرف ذلك"،جادله تايهيونغ ،بصوت حاد وقد ضيق عينيه عليه،"لقد كان يونقي يعطيك أشياء للقيام بها وكان يدفع لك أفضل من راتبك القديم على أي حال".

"لكن..محرر..".

"توقف ، جيمين!"، قال تايهيونغ ، دون أن يعرف ما إذا كان يشير إلى أن جيمين عليه التوقف لأنه يبدو وكأنه تسجيل مكرر ، أو عليه التوقف عن مايفعله في الصالة الرياضية. لكنها تنطبق على كليهما بالنسبة لتايهيونغ.

نظر تايهيونغ من فوق كتف جيمين نحو غرفته للوحة المعلقة  وزفر نفساً،  "فقط .."،  قال متخلفاً وهو يقف ، "فكر في الأمر".

"لو أخبرتهم ، فسيكون ذلك بعد النزال"،  قال جيمين وقد أخفض رأسه حيث لم يكن قادراً على مقابلة عينيّ تايهيونغ، "لا أريد أن يتشتت انتباههم ، أو أن أكون السبب في فقدهم لكل شيء".

"هل ستخبرهم، إذاً؟".

"لو"، كرر جيمين مؤكداً على الكلمة ، "لو فعلت .. فسيكون بعد النزال".

***

كان جيمين قد انتهى لتوه من تحديث المستجدات على جهاز الحاسوب المحمول الخاص به دون أن يجرؤ على دخول غرفة نومه ..كانت كلمات تايهيونغ معلقة بشدة في الهواء في شقته الصغيرة التي أصبح يشعر بأنها غريبة عنه.. لم يتذكر آخر مرة قضى فيها الليلة في سريره.

بدأ هاتف جيمين بالرنين وانتزعه من طاولة القهوة بينما ينظر إلى الوقت  على ساعته -عشر دقائق حتى منتصف الليل-.

"مرحباً؟"، أجاب.

"السرير يُشعرني بالفراغ بدونك".

"نم على الأريكة وربما لن تشعر بهذه الطريقة" ، رد جيمين بابتسامة على وجهه.

"أنا أفتقدك".

"أنا أفتقدك أيضاً، كوكي"، رد ضاحكاً.

أطلق جونغكوك تنهيدة كبيرة ومبالغ فيها ، "لماذا لست هنا الآن؟ لدي نصف عقل بأن آتي إليك بدلاً من ذلك".

"لا!"، قال جيمين بسرعة ، والكلمات على الحاسوب المحمول أصبحت فجأة أكبر بالنسبة له.

"لقد أدركت بأنني لم أرى منزلك مطلقاً"، قال جونغكوك.

"أنا أفضل منزلك عوضاً عن ذلك"، رد جيمين، "أشعر به وكانني..في منزلي أكثر".

لم يستطع جيمين إلاّ أن ينظر من خلال صدع باب غرفة النوم الذي تم فتحه إلى اللوحة المعلقة والتي كانت تحمل الصور، وقصاصات الصحف ، والملاحظات المكتوبة بخط يده المشوش ،والخيط الذي يربط الأحداث معاً.. بماذا سيفكرون إذا رأوا هذا؟ ما الذي سيفكر فيه جونغكوك؟.

هل كان أياً من هذا يستحق ذلك؟.

"صغيري، أنت هناك؟"، سأل جونغكوك بشكل ثابت.

"أجل، أسف"، أجاب جيمين، "فقط ، أنا متعب حقاً".

"ماذا فعلت اليوم؟ بالكاد تمكنت من رؤيتك بعد الغداء"، قال جونغكوك، وكان بإمكان جيمين سماعه وهو يرتاح على السرير.

"فقط بعض المهام ليونقي"، أجابه بشكل غامض ، "ثم جاء تايهيونغ وتحدثنا قليلاً ، والآن أنا فقط أنهي مهام اللحظة الأخيرة".

"تايهيونغ؟ما الذي تحدثتما عنه يا رفاق؟".

"إنه شيء خاص بين أفضل الأصدقاء"، مازحه جيمين.

"جيمين"، نادى جونغكوك.

"كوكي"، أجابه بنفس النبرة.

"هل أستطيع اخبارك بشيء؟".

"أي شيء".

"هل شعرت يوماً بأن بعض الأشخاص من المفترض أن يكونوا في حياتك؟"، سأل جونغكوك، "بغض النظر عن الموقف الذي أنت فيه وفي أي كون تعيش ، لكن بعض الناس مصيرهم اللقاء؟".

"القدر والنصيب يعملان بطرق غريبة ، لكنني أؤمن بهما"، أجابه جيمين.

"هذا ما أشعر به معك"، اعترف جونغكوك بصوت خجول كما لو كان يكشف سراً عميقاً، "عندما رأيتك ، كان هناك هذا الإنجذاب فقط ، كما تعلم؟ شيء أخبرني أنه إذا لم أتحدث معك أو أتعرف عليك فسوف أندم على ذلك لبقية حياتي.. والتحدث معك كان سهلاً للغاية.. لم يكن هناك وقت شعرت فيه أنني يجب أن أخفي شيئاً عنك ولم أشعر أبداً بعدم الراحة معك..التعرف عليك كان قدراً ، لكن الوقوع في حبك هو نعمة لن أستهين بها أبداً".

"ابقى هناك"، قال جيمين وهو يغلق حاسوبه المحمول.

"ماذا؟".

"لا يمكنك أن تقول هذه الكلمات فقط وتتوقع مني ألاّ أقبّلك وأخبرك كم أحبك"، قال له جيمين وهو يوازن هاتفه على كتفه بينما يرتدي حذائه.

ضحك جونغكوك، "ربما كانت هذه خطتي طوال الوقت..أن أجعلك تأتي وتحتضنني للنوم".

"أوه ، سنقوم بعمل أشياء أكثر بكثير من مجرد الإحتضان"، أغاظه جيمين بوقاحة.

"اللعنة"، لعن جونغكوك وقد ضربته موجة من الإثارة ، "لا تجعلني أبدأ بدونك".

"إذا فعلتها، فربما سأقيدك بدلاً من ذلك"، أغاظه جيمين ، وشعر بالفخر عندما سمع شهيقاً حاداً من جونغكوك.

"ما مدى سرعة وصولك إلى هنا؟".

***

"هل حصلت على المال؟".

"أجل".

"جيد. قابلني عند الرصيف 16. هناك عربة دفع عليها مظلة زرقاء ، سنلتقي هناك".

"ما زلت لا أفهم لماذا أساعدك حتى. ما الذي يمكنني الخروج به من هذا؟".

"عندما ينهار كل شيء وتُفتح أبواب الجحيم ، لن أقتلك أولاً".

"سأ..سأكون هناك".

"ساعتان. لا تتأخر".

***

ستة وثلاثون ساعة.

كان لديهم ما يزيد قليلاً عن 36 ساعة قبل النزال.

"النزال ليلة الغد ، كوك! ماذا تفعل؟"، وبخه يونقي.

كان جونغكوك يلهث فقط وهو يضع يديه على جانبيه ورأسه متدلياً بهزيمة في منتصف الحلبة.

"يونقي...".قال هوسوك بهدوء ، مثل تحذير له لأخذ الأمر ببساطة.

"لا ، هو على حق"، قال جونغكوك وهو يهز رأسه ، "أنا فقط..".

استطاع يونقي أن يرى كيف كان جونغكوك يضغط على نفسه فقط من تعابير وجهه.. كان الأمر صعباً جداً على الصبي الأصغر.. في بعض الأحيان ينسى يونقي لمجرد أن جونغكوك في عصابة وتقريباً واحداً من أفضل المقاتلين في جميع أنحاء البلاد وبإمكانه الاعتناء بنفسه ، لكن في نهاية اليوم كان جونغكوك أيضاً يبلغ من العمر 22 عاماً فقط.. كان لا يزال ذلك الصبي الذي يتوق إلى الحب  وجاء إلى عتبة ناديه في سن الخامسة عشرة مصاباً بالكدمات والضربات وبملابس ممزقة.

"خذ استراحة لخمسة دقائق ، كوك"، قال يونقي بصوت رقيق ووضع يد داعمة واعتذارية على كتفه.

خرج جونغكوك من الحلبة ، ماشياً نحو المدرجات حيث أمسك جيمين بزجاجة الماء له.

"أنت بحاجة إلى الهدوء ، يونقز"، قال هوسوك بينما كان يونقي يسير نحوه ، "إنه يبذل قصارى جهده".

"اعرف"، رد يونقي بتنهيدة، "لكن هناك الكثير على المحك".

"وهو يعلم ذلك"، أخبره هوسوك بوضوح، "كان بإمكانه الإنسحاب من القتال أو حتى عدم التطوع ، ومع ذلك فهو موجود في الحلبة يقاتل من أجلنا جميعاً. ألا تعتقد بأنه يعرف ما هو على المحك؟".

"لقد كنت قاسياً عليه نوعاً ما ، أليس كذلك؟"، سأل يونقي ، والذنب يجلد كلماته.

"هناك خط فاصل بين أن تكون قاسياً مع شخص ما وأن تكون مدمراً" حذر هوسوك ، "لا تعبره".

قال يونقي وهو يعض شفته، "يجب أن أعتذر له".

أومأ هوسوك برأسه.

من أكثر الأشياء التي كانت تُعجب هوسوك في يونقي هو مدى انفتاحه.. كان هذا أحد الأسباب العديدة التي وقع في حبه لأجلها.. لم يطرح يونقي الكثير من الأسئلة ولم يتحدث كثيراً ، ولكن عندما يفعل فهو يزن الأمر عميقاً ويساهم دائماً بشيء ما.. كان يونقي من النوع الذي لا يهتم بماضي شخص ما ولكنه يركز أكثر على نوع الشخص الذي يريد أن يصبح عليه.. كان يستمع إلى المشاكل دون أي حكم على الإطلاق ، ويكون كتفاً لك لتبكي عليها.. كان يمكنه أن يتقبل النقد بطريقة لم يرها بأي أحد من قبل. كان يسعى دائماً ليصبح شخصاً أفضل ويمكنه دائماً الإعتراف عندما يكون مخطئاً ، حتى لو لم يعجبه ذلك.

كان هذا هو الرجل الذي وقع في حبه.. والرجل الذي يقع في حبه أكثر فأكثر كل يوم.

شاهد هوسوك بابتسامة على وجهه بينما يسير يونقي نحو جونغكوك ويضع يده على كتفه ويتمتم بكلمتين.. ابتسم جونغكوك له وهز رأسه قليلاً.

وقف جيمين ومشى إلى هوسوك.

"لم أشعر بالصواب بالبقاء معهما"، قال بينما يجلس بجانب هوسوك ، "شعرت بأنها لحظة خاصة وحميمية بهما".

"إنهما رائعان ، أليس كذلك؟"، قال هوسوك بإعجاب.

"يونقي مثل الأب بالنسبة له"، علق جيمين.

"أشعر بهذه الطريقة أحياناً"، قال هوسوك ، "لكنه أكثر من ذلك بكثير وأعتقد بأنهما يعرفان هذا".

"إذاً"،  قال جيمين، "ما قصة يونقي؟".

"ماذا؟"، سأل هوسوك ، وهو يقشر عينيه بعيداً عن الصبيان لينظر إلى جيمين.

"لقد قصدت فقط ، أعرف كيف أتيت إلى النادي وأعرف كيف جاء جونغكوك أيضاً"، أوضح جيمين،  "لكنني أدركت للتو بأنني لا أعرف كيف جاء يونقي إلى هنا".

انحنى هوسوك على راحتيّ يديه ونظر عبر الغرفة إلى الرجل الذي يحبه ، "قصته ليست مثل قصتنا. إنها تمنحك الأمل تقريباً، لقد أبحر في الحياة ووصل إلى حيث هو الآن".

استمع جيمين باهتمام.

"توفي والديه عندما كان في الخامسة من عمره ومن هناك تنقل بين دور أيتام مختلفة.. في سن الثالثة عشر، قرر أن هذا يكفي وغادر فقط"، قال له هوسوك، "ليس الأمر كما لو أن أي شخص قد جاء للبحث عنه ، ففي النهاية ، النظام الإجتماعي لا يهتم بأي منهم ، فلماذا ينبغي لأي شخص آخر الإهتمام.. بدأ يونقي العمل ولم يشكك أحد في ذلك، كانوا يعطوه أموالاً قليلة هنا وهناك وبعض الأماكن التي عمل بها كانوا لطفاء بما يكفي لإعطائه الطعام والمأوى أينما كان.. لقد ظل يدّخر ما لديه من القليل من المال حتى جاء هذا الرجل العجوز إليه في أحد الأيام أثناء خدمته وسأله كم كان عمره وماذا كان يعمل. أخبره يونقي بكل شيء - من والديه إلى دور الأيتام ، وحتى أخبره أن هذا هو المكان الذي يعيش فيه الآن".

"هل تم القبض عليه؟"، سأل جيمين بقلق.

"لا"، أجاب هوسوك بابتسامة واعية وهز رأسه ، "لقد تبناه الرجل.. أخذ يونقي إلى المنزل وأعطاه سريراً لينام فيه وطعاماً ليأكله وملابس ليرتديها ، بل ورعاه طوال المدرسة الثانوية.. كان له قلب كبير وجعل يونقي الرجل الذي هو عليه اليوم".

"وماذا حدث له؟".

"عندما كان يونقي في السابعة عشرة من عمره ، مات الرجل لكنه ترك كل شيء ليونقي بما في ذلك المنزل والصالة الرياضية هذه".

"إذاً. هكذا حصل على النادي.."، قال جيمين وهو ينظر حول المكان..

"بإمكان يونقي التخلي عن أشياء كثيرة ،لكن ليس عن هذا النادي أبداً"، أخبره هوسوك ،"لقد كان يعني الكثير للرجل العجوز وأصبح يعني الكثير بالنسبة له الآن".

ارتفعت الكتلة بحلق جيمين من فكرة اكتشاف يونقي للمقال وكيف بأن تركيزها يتمحور حول هذه الصالة الرياضية التي يقف عليها، لكن جيمين دفعها بعيداً.

نظر حول الصالة الرياضية إلى كيفية تدريب جونغكوك ويونقي وهما منغمسان في منتصف القتال ، وكيف كان هوسوك ينظر إليهما بالحب والعشق والإعجاب في عينيه وبكل سعادة..نظر إلى كيف كان نامجون وجين منهمكان وهما منحنيان فوق قطعة كبيرة من الأوراق، بلا شك يتحدثان عن الإستراتيجية لكن مع ذلك ، كيف أن اللمسات الصغيرة والطريقة التي يتوقفان بها لينظرا إلى بعضهما البعض ويبتسمان بابتسامة خاصة محفوظة لكليهما فقط ، ابتسامة تقول بأنه مهما حدث فسيكونان على ما يرام.. لاحظ كيف أنه وعلى الرغم من وجود الستة منهم هنا إلاّ أنه لا يزال هناك شيئاً مفقوداً وكانوا جميعاً يعرفون أنه تايهيونغ.. لن يكتملوا بدونه ، ولم يكن ذلك ممكناً إلاّ بسبب الصالة الرياضية التي جمعتهم.

لم يستطع جيمين فعل ذلك بعد الآن.

ربما كان حلمه أن يكون محرراً في يوم من الأيام ، لكن بجلوسه هنا و الآن ، أدرك بأن حلمه قد تغير.. لم يعد يهتم بالمقالة بعد الآن.. لم يعد يهتم بأن يكون محرراً بعد الآن.. هو يهتم بالستة منهم..هو يهتم بالصالة الرياضية وبالعصابة.. هو يهتم بعائلته.

لم يستطع تحمل الشعور المستمر بالذنب أو بمدى اشمئزازه من وجوده في شقته ، محاطاً بالتذكيرات المستمرة بالخيانة والأكاذيب التي ظل يخبر بها الأشخاص الذين يهتم بهم أكثر من أي شيء.. لم يستطع فعل ذلك.

وعد نفسه بأنه بعد النزال فسوف يعترف لهم.. لكل شخص منهم.. لكن أولاً ، كان عليه أن يستقيل.. كان عليه أن يتصل برئيسه وأن يترك وظيفته.

كان يعتقد أنه سيشعر بالحزن حيال ذلك لكنه لم يفعل.. من الغريب أنه شعر بالراحة.

"جيميني؟"، نادى هوسوك والقلق مكتوباً على وجهه ، "أنت بخير؟".

"أفضل من ذي قبل ، هوبي"، رد جيمين بابتسامة ، "أفضل بكثير".

***

جاء تايهيونغ إلى النادي بعد ساعتين من العمل وهو يحمل صندوقاً.

"مرحباً يارفاق".

جوقة من "تايهيونغ!" وَ "هيي، تيتي"، دقّت في أرجاء النادي.. لم يستطع تايهيونغ أن يمنع ابتسامته المربعة التي استولت على وجهه وهو يسير عبر الغرفة ممسكاً الصندوق في يده بإحكام على صدره.

كاد جيمين أن يقفز على قدميه بحماس ، منتظراً بفارغ الصبر أن يخبر أفضل صديق له عن قراره بترك وظيفته.

"لماذا لا تكون متحمساً لرؤيتي هكذا؟"، جونغكوك مازحه وهو يلف ذراعيه المتعرقتين حول خصر جيمين من الخلف ويضع ذقنه على رأسه.

"أنت متعرق"، قال جيمين ، وهو يحاول التملص من قبضته.

"ظننت أنك أحببتني هكذا"، أغاظه ، وهو يغرق بعنق جيمين.

"أنت بحاجة إلى الإستحمام".

"فقط إذا انضممت إلي".

"أنت تغازلني كثيراً اليوم"، قال جيمين ، مستديراً بين ذراعيه ليلف يديه حول مؤخرة رقبة جونغكوك.

"هل يمكنك لومي؟"،سأله  وهو يرفع حاجبه بابتسامة عريضة على وجهه ، "هل رأيت حبيبي؟ كيف يمكنني ألاّ أكون كذلك؟".

"رخيص"، علق جيمين وهو يقلب عينيه ووجنتيه تتلونان باللون الوردي.

"نعم ، لكنك تحبني".

"ومن قال لك ذلك؟"، تحداه جيمين رافعاً حاجبه.

"أنت في الليلة الماضية.. عدة مرات".

"كوكي!".

"ومجدداً الليلة"، قال مع ابتسامة ساخرة.

"هل يمكنك السماح لي بالذهاب الآن؟"، سأل جيمين.

"ليس قبل أن تعطيني قبلة"، طالب جونغكوك وهو يبوّز شفتيه.

قلّب جيمين عينيه ولكن بسرعة أكبر من إرادته وبشكل محرج تقريباً ، قام بإلصاق شفتيه مع جونغكوك حتى كاد أن ينسى مكان وجوده وبأنه يقف مع رفاقه.. قبضت يديه على الشعر في مؤخرة رقبة جونغكوك وقربه من مكانه ..تحركت شفاههما على بعضهما البعض بكل حب وشغف.

"هل جعلك وصولي بهذه الإثارة؟"، أغاظه تايهيونغ.

انسحب جيمين مبتعداً بسرعة عن جونغكوك ، وتنحنح محاولاً تهدأة الحرارة في خديه.

"اللعنة ، كنت أستمتع بالعرض المجاني"، قال هوسوك وهو يتكىء على كرسيه.

"هو من بدأها"، دافع جيمين وهو يمشي إلى تايهيونغ.

"ماذا يوجد في الصندوق تاي؟"، سأل نامجون

"أوه، هذا"، قال وهو كاد أن ينسى أمره، "وجدته بالخارج.. ظننت أنك قد طلبت شيئاً ما، أو..".

"من المحتمل أن يكون لي"، أخبرهم يونقي ، وهو يقف للحصول على الصندوق من تايهيونغ، "كنت بحاجة إلى وسادات ملاكمة جديدة منذ أن قام السيد المدمر هنا بتحطيم...".

"يقول مدمر ، وأنا أقول إنها فرصة لشراء واحدة جديدة"،قال جونغكوك بابتسامة خجولة.

"هل تعرف كم أنفقت بسببك على معدات الملاكمة الجديدة!".

"الجديد هو الأفضل دائماً"، جادله جونغكوك.

"أين يمكنني العثور على جونغكوك جديد؟".

"في نفس المتجر الذي سأجد فيه يونقي جديد!".

"لا توجد طريقة يمكنك من خلالها استبدالي" ، قال يونقي بسخرية ، وبدأ في فك الصندوق دون الإنتباه إليه ، ولكن بدلاً من ذلك كان تركيزه على جونغكوك الذي كان يضايقه.

جيمين سحب تايهيونغ جانباً.

"ما الأمر؟"، سأل تايهيونغ ، وهو يلقى نظرة خاطفة ليرى ما إذا كان هناك من لاحظ ذلك.

"لقد فكرت في ما قلته بالأمس ، وأنت على حق"، أخبره جيمين بهدوء، " لا أعرف لماذا كنت أقوم بالإصرار على موضوع المحرر هذا.. من الواضح أنني أكرهه.. أنا أكره كل مرة أذهب بها إلى المنزل وأكذب على الجميع.. أكره عندما يتعين علي تحديث المعلومات.. أكره بأنني أشعر دائماً بالقذارة، حتى أنني مؤخراً ، كنت أخشى العودة إلى المنزل بسبب ذلك".

"إذاً ، هل ستتوقف؟"، سأله تايهيونغ ، ولم يجرؤ على أن يكون متفائلاً.

"اجل ،تاي"، أجابه جيمين بابتسامة، "سأستقيل الليلة. أعتقد أنني سأخبرهم بعد النزال".

"جيمين هذا...".

"هاه ، هذه تبدو مثل شقة جيمين"، ظهر صوت نامجون.

"ماذا؟"، سأل جيمين ، ونظر خلف تايهيونغ فقط ليرى بأن الجميع متجمعين حول الصندوق.

"جيمين ، هل هذا صحيح؟"، سأل يونقي.

"هل ماذا صحيح؟"، سأل وهو يمشي إلى حيث كان الجميع واقفون.

"هذه الصور ..."، قال جين ورفعها أمامه ، "هل هذه حقيقية؟".

كان الأمر كما لو أن جيمين لم يعد قادراً على التنفس.. مع كل خطوة يخطوها كان قلبه ينبض بشكل أسرع وأسرع وأسرع وأسرع حتى أن كل ما كان يفعله هو التحديق في الصور الموجودة على الجانب الآخر من الجميع.

وذلك عندما رآه.

منزله... حاسوبه المحمول.. جدرانه.. مطبخه.. كل شيء له.

كان كل شيء لا يريدهم أن يكتشفوه.

وظهرت في تلك الصور اللوحة المليئة بخط يده على المنشورات التي تم لصقها على قصاصات الصحيفة والصور والخيوط التي تربط الأحداث ببعضها البعض.

في صور أخرى كان هناك جهاز الحاسوب المحمول الخاص به وقد تم فتحه على المستندات التي وضع بها المعلومات عنهم.

في كل الصور ، في كل واحدة منهم ، كان هناك أشياء أخفاها عنهم.

"جيمين ..."،قال جونغكوك ناظراً إليه ، عينيه واسعتين و شبه دامعة.. فمه متدلي كما لو أنه لا يستطيع معالجة ما يراه.

"أ..أنا.."، كان كل ما يمكن لجيمين قوله.

"نامجون"، نادى جين ، وقد أصبح صوته جاداً وأكثر حدة الآن ، "هل هذا منزل جيمين أم لا؟".

نظر نامجون عاجزاً إلى جيمين ، غير متأكد ما كان من المفترض أن يقوله.. من ناحية ، كان لديه أحد أعز أصدقائه ، شخص عرفه لسنوات.. ومن ناحية أخرى ، كان لديه حبيبه ، شخص يعشقه.. ماذا كان من المفترض أن يفعل؟ ماذا كانوا يتوقعون منه أن يقول؟.

"إنه منزلي"، أجاب جيمين بدلاً عنه ، وهو يبتلع بصعوبة.

"ما..ما كل.. هذا؟"، سأل جونغكوك متلعثماً.

"يمكنني أن أشرح ...".

"هل كان هذا كل ما كنا نعنيه لك؟!!!"، صرخ جونغكوك وشعور الخيانة يغرقه، "فقط لجمع المعلومات؟! مجرد بيادق في لعبة المغامرة الصغيرة الخاصة بك؟!!".

"جونغكوك ، من فضلك فقط دعني....".

"لا!!"، رفض جونغكوك ، وألقى الصور التي في يده على الأرض بينما يندفع خارجاً من النادي.

"جونغكوك ، أرجوك!"، توسل جيمين وهو يركض وراءه.

رفض جونغكوك الإستماع إليه.. لم يكن يعرف إلى أين يتجه لكن كل ما كان يعرفه هو أنه بحاجة إلى الابتعاد عن جيمين.. لم يستطع الوقوف للنظر إليه الآن ، ناهيك عن التواجد في نفس الغرفة التي يكون فيها.. كان بحاجة إلى التفكير ولن ينجز الكثير من ذلك وهو جالس في النادي هناك ويحدق في تلك الصور ويعذب نفسه.

ركض جيمين أسرع قليلاً ، ومد يده لإيقاف جونغكوك.

"لا تلمسني!!"، صرخ جونغكوك ، مبتعداً عن لمسته كما لو أنها أحرقته.

كان يشعر بألم في صدره.. ألم أسوأ من كل الضربات التي تلقاها.. ألم أسوأ من كل الغرز التي حصل عليها.. ألم أسوأ من وجع عظامه التي كسرها.

لماذا كان هذا الألم يؤلمه جداً؟ لماذا كان مختلفاً جداً؟.

"جونغكوك.."، توسل جيمين بصوت متكسر وعيناه ممتلئة بالدموع.

"قلت ، لا تلمسني!!".

"كوكي...".

"لا تدعوني بهذا!!"، صرخ جونغكوك وهو يغلي غضباً.

"فقط دعني أشرح..."، ناشده جيمين ، وهو يمشي وراءه ليضيف بصوت هامس، "من فضلك".

لقد فهم الآن.

فهم جونغكوك لماذا يتألم.. فهم الوجع في صدره ، ولكن ياإلهي كم تمنى لو لم يفعل.. كم تمنى لو ظل جاهلاً.

هذا ألم قلبه المكسور.

الشيء المضحك هو أن جونغكوك كان يمكنه أن يقسم بأنه لم يكن لديه قلب حتى.. لكن الأمور تتغير.. الأمور تغيرت..

انقلب عالمه رأساً على عقب عندما دخل الصبي ذو الشعر الوردي حياته.. قبل بضع ساعات فقط لم يستطع جونغكوك مسح الإبتسامة عن وجهه، والآن ... الآن لا يتذكر حتى كيف كان شعوره بالإبتسام.

"أخبرني شيئاً واحداً" ، قال جونغكوك ، مستديراً لمواجهة الصبي الأقصر وهو يحاول بذل قصارى جهده تجاهل الدموع في عينيه.

"أي شيء"، وعده جيمين ، معتقداً بأن هذه فرصته للتوضيح.

"هل كانت كلها كذبة؟"، سأل جونغكوك بصوت متألم والوجع في صدره ينمو وينتشر ، "العناق؟ القبلات؟ الليالي التي قضيناها معاً؟ الحديث عن مستقبلنا؟ كلمة أحبك والوعود التي قطعناها لبعضنا البعض.. هل كل هذا لا يعني لك شيئاً؟ هل ..هل أنا لا أعني لك شيئاً؟".

"أنا...".

"أتعرف ماذا.."، سخر جونغكوك ، وضحكة مريرة تتدلى من شفتيه ، "لا أريد أن أعرف.. لا يمكنني الوثوق بأي شيء تقوله الآن.. لا يمكنني الوثوق بك!".

"من فضلك ،فقط..."، بدأ جيمين بالتوسل والدموع الساخنة تنهمر على خديه.

"لقد انتهينا"، قال جونغكوك مديراً ظهره لجيمين ..لم يًريده أن يرى إلى أي مدى قد حطمه ، "الوداع جيمين!".

وهكذا ،مشى جونغكوك مبتعداً عن الشيء الجيد الوحيد في حياته.

جونغكوك ابتعد عن جيمين الذي أظهر له بأن ليس كل شيء يلمسه يتحول إلى رماد كما كان يعتقد.. جونغكوك ابتعد عن جيمين الذي كان يخبره بأنه يستحق المزيد من السعادة أكثر من عدد كل النجوم في الكون.. ابتعد جونغكوك عن جيمين الذي أصبح منارته في عالم الظلام الذي اعتاد عليه.. ابتعد جونغكوك عن جيمين الذي اعتاد أن يعانقه بشكل صحيح للغاية ،أن يعانقه بشكل قوي بين ذراعيه لدرجة أن جونغكوك كان مقتنعاً بأنه لن ينكسر مرة أخرى أبداً.. ابتعد جونغكوك عن جيمين الذي جعله كاملاً.

ابتعد عن الرجل الوحيد الذي أحبه.

كان يجب على جونغكوك أن يعرف بأنه لم يُقدّر له النهايات السعيدة.. بأنه لم يُقدّر له أبداً السعادة.. بأنه لم يُقدّر له أبداً الحب.

كل ماهو مُقدّر له الدمار.

كان عليه أن يتجاهل رفرفة قلبه.. كان عليه أن يتجاهل دفء صدره كلما رأى جيمين.

كان عليه أن يعرف بأن كل ما كان جيداً به هو التسبب في الألم وتدمير كل شيء في أعقابه.

هو لم يُقدّر له الحب أبداً.

***

"كانغ"، نادى جبهوان من مكان جلوسه ، وكأس الويسكي الأنيق في يده وابتسامة على وجهه.

"نعم؟"،أجاب كانغ على الفور تقريباً، وسار للوقوف أمام جيهوان.

"هل تم ذلك؟"، كان كل ما سأله.

"أجل, جيهوان"، رد كانغ بإيماءة، "لقد وضعت الصندوق الذي يحتوي على الصور أمام الصالة الرياضية قبل ساعة".

"جيد"، قال جيهوان بإيماءة ، وأحضر الكأس الكريستالي إلى شفتيه ليأخذ رشفة وكأنه يشرب نخب انتصاره.

"جيهوان ، هل يمكنني أن أسألك شيئاً؟"، سأل كانغ.

أومأ برأسه.

"لماذا الآن؟ لماذا ليس سابقاً؟ لماذا ليس غداً قبل النزال؟".

"إذا أعطيته المعلومات في الأيام السابقة ، لكان سيصبح أكثر غضباً مع مرور الأيام ، وبحلول الوقت الذي سيقاتل فيه سيكون لديه الكثير من الإحباط المكبوت لإطلاق سراحه.. سيكون ذلك مبكراً جداً وسنخسر كل مالدينا"، وضح جيهوان، "وإذا أعطيته إياه غداً، قبل النزال بقليل فسيحاول إبعاده عن ذهنه وكبحه.. إنها مخاطرة لست على استعداد لتحملها"، أخذ رشفة أخرى من شرابه.

"لكن الآن"، قال جيهوان بابتسامة ساخرة على وجهه، "سيظن بأن هناك وقتاً كافياً لكن الحسرة ستسحقه.. لن يكون قادراً على التركيز وعندما يأتي النزال .. حسناً ، دعنا فقط نقول بأنني سأستمتع بإحضار كيم سوكجين على ركبتيه وأنا أجرده من كل ما لديه".

أفرغ جيهوان الكأس وضربه على المنضدة.

"أود أن أقول ليفوز الرجل الأفضل ، لكنني فزت بالفعل".

***

انتهى الشابتر الرابع عشر.

***

Continue Reading

You'll Also Like

2.4K 208 17
"أنت مثل زهرة الكرز. جميلة ورقيقة ". "عندما تسقط ويخطو عليها شخص ما، فإنها لا تبدو جيدة."✨🦋🌒 ♪♪♪♪♪ الغلاف من تصميم السكره yoonie7✨ 🌼
636K 40.3K 23
{ Sexuel contact} جنيرالٌ مخدرمٌ أنتَ أوقعتنِي بينَ سلاسلِ عشقكَ الأبدية و أنا مجردُ أنثى عذراء سقيتُ بعسلِ علاقتناَ الآثمة و بللت إطار علاقتنا بدمو...
32.6K 1.5K 12
كان جونغكوك يقوم بالتمرير لأسفل في بعض التعليقات في مقطع الفيديو الأخير الخاص به ، ولا يبدو أن أيًا منها يلفت انتباهه كثيرًا ... حتى قرأ واحدة مثل هذ...
14.2K 426 6
كتاب ارشادي لرواياتي يرجا الاطلاع على الكتاب قبل بدأ في اي رواية!